المكتبة
لماذا يضعف تركيز الموظفين في شهر رمضان؟
تغير بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة توقيت الدوام أيام شهر رمضان من كل سنة، مراعاة للصائمين الذين تتراجع لدى أغلبهم القدرة على العطاء، وفق الاعتقاد السائد.

وأثبتت الأبحاث أن جسم الإنسان عندما يتعرض للحرمان من الطعام والشراب يفرز مادة "الأوريكسين" التي تعتبر ناقلا عصبيا يفرز مركّزا في المخ يدعى بـ "المركّز تحت المهادي"، وهو المسؤول عن عملية الإدراك والتركيز، وفق الدكتور فيصل مهداوي من المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر.

​​مهداوي المختص في أمراض الأعصاب والدماغ، قال إن الصيام يعزز إفراز "الأوريكسين" الذي يضاعف بدوره قدرة الإنسان على التركيز.

ويؤكد في السياق أن الفكرة التي تروج أن الصيام يقلل إمكانيات الفرد في العمل وينقص قدراته الفكرية "لا أساس لها من الصحة".

 ويتابع قائلا "هذا الهرمون يعمل على امتصاص الماء من الجسم عن طريق الكلى".

لكن معظم الموظفين يشتكون من أعراض عدم التركيز وقلة الإدراك خلال شهر الصيام لماذا؟

يجزم الدكتور مهداوي بأن هناك عوامل أخرى ترتبط بتلك الأعراض وهي بعيدة كل البعد عن عامل الامتناع عن الأكل والشرب أو بالأحرى الصيام.

في هذا الصدد يلفت مهداوي إلى أن معظم الصائمين لا يخلدون للنوم مبكرا، وهو السبب وفقه وراء تراجع قوة التركيز لديهم خلال ساعات الدوام "أو حتى السياقة" على حد وصفه.

"ألفت انتباهك أن نسب حوادث المرور تزيد خلال الشهر الفضيل مع أن الفرد يسوق سيارته ساعة صباحا وأخرى مساء فما علاقة ذلك بالجوع؟" يتساءل مهداوي.

​​

​​أثبتت دراسات الدماغ، يضيف مهداوي، أن "أكثر ما يؤثر في التركيز هو قلة النوم، وهو العامل الأول والأخير الذي يؤثر في قدرة الفرد على العمل خلال رمضان".

"ومن يخلد للنوم مبكرا مجبر على القيام للسحور، وذلك يؤثر في نوعية نومه ومن ثم تتراجع لديه القدرة على الإدراك إلى النصف في بعض الأوقات" وفق الدكتور مهداوي.

​​ما الحل إذن؟

ويحرص أغلب المسلمين على تناول وجبة السحور قبل الفجر، إلا أن ذلك يؤثر سلبا على مردودهم خلال اليوم، إذ "يستفيق الفرد من نومه خلال الساعات التي يدخل فيها الإنسان مرحلة النوم العميق والتي من خلالها فقط يمكن أن يستعيد الدماغ عافيته وراحته"، وبالتالي فإنه "يستحيل" أن يتمتع الفرد بكامل لياقته خلال يوم عمله.

أما عن الطريقة التي تمكن الشخص من الاستمتاع بالصيام والعمل معا، فينصح مهداوي "باحترام ساعات النوم التي يحتاج إليها وعدم جعل شهر رمضان استثناء"، لأن الصيام يساعد على مداواة أعضاء كثيرة من جسم الإنسان، وإذا حرم نفسه من النوم، "تذهب أغلب النتائج سدى".

المصدر: الحرة
2024/03/26

تطهير شامل: الصوم يحرق الفضلات والقمامات المتراكمة في الجسم
أهمية «الإمساك» في علاج أنواع الأمراض ثابتة في الطب القديم و الحديث. البحوث الطبية لا تخلو عادة من الحديث عن هذه المسألة، لأن العامل في كثير من الأمراض الإسراف في تناول الأطعمة المختلفة.

المواد الغذائية الزائدة تتراكم في الجسم علی شكل مواد دهنية، و تدخل هي و المواد السكرية في الدم، و هذه المواد الزائدة وسط صالح لتكاثر أنواع الميكروبات و الأمراض، و في هذه الحالة يكون الإمساك أفضل طريق لمكافحة هذه الأمراض، و للقضاء علی هذه المزابل‌ المتراكمة في الجسم.

‏الصوم يحرق الفضلات والقمامات المتراكمة في الجسم، و هو في الواقع عملية تطهير شاملة للبدن، إضافة إلی أنه استراحة مناسبة لجهاز الهضم و تنظيف له، و هذه الاستراحة ضرورية لهذا الجهاز الحساس للغاية، و المنهمك في العمل طوال أيام السنة.

‏بديهي أن الصائم ينبغي أن لا يكثر من الطعام عند «الإفطار» و «السّحور» حسب تعاليم الإسلام، كي تتحقق الآثار الصحية لهذه العبادة، و إلّا فقد تكون النتيجة معكوسة.

‏العالم الروسي «الكسي سوفورين» يقول في كتابه:

‏«الصوم سبيل ناجح في علاج أمراض فقر الدم، و ضعف الأمعاء، و الالتهابات البسيطة و المزمنة، و الدمامل الداخلية و الخارجية، و السل، و الاسكليروز، و الروماتيزم، و النقرس و الاستسقاء، و عرق النساء، و الخراز (تناثر الجلد)، و أمراض العين، و مرض السكر، و أمراض الكلية، و الكبد و الأمراض الاخری.

‏العلاج عن طريق الإمساك لا يقتصر علی الأمراض المذكورة، بل يشمل الأمراض المرتبطة بأصول جسم الإنسان و خلاياه مثل السرطان و السفليس، و السل و الطاعون أيضا» [كتاب« الصوم طريقة حديثة لعلاج الأمراض»، ص ٦٥، الطبعة الاولی.]

‏عن رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم قال: «صوموا تصحّوا»

‏ [بحار الأنوار، ج ٩٦، ص ٢٥٥.].

‏و عنه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم أيضا: «المعدة بيت كلّ داء و الحميّة رأس كلّ دواء»

‏ [بحار الأنوار، ج ١٤، من الطبعة القديمة.].

المصدر: تفسير الأمثل
2024/03/17

ما هي فوائد الصوم للمجتمع؟
للصوم أبعاد متعددة و آثار غزيرة مادية و معنوية في وجود الإنسان، و أهمها البعد الأخلاقي، التّربوي.

‏من فوائد الصوم الهامة «تلطيف» روح الإنسان، و «تقوية» إرادته، و «تعديل» غرائزه.

‏علی الصائم أن يكف عن الطعام و الشراب علی الرغم من جوعه و عطشه، و هكذا عليه أن يكف عن ممارسة العمل الجنسي، ليثبت عمليا أنه ليس بالحيوان الأسير بين المعلف و المضجع، و أنه يستطيع أن يسيطر علی نفسه الجامحة و علی أهوائه و شهواته.

‏الأثر الروحي و المعنوي للصوم يشكل أعظم جانب من فلسفة هذه العبادة.

‏مثل الإنسان الذي يعيش إلی جوار أنواع الأطعمة و الأشربة، لا يكاد يحس‌ بجوع أو عطش حتی يمدّ يده إلی ما لذّ و طاب كمثل شجرة تعيش إلی جوار نهر وفير المياه، ما إن ينقطع عنها الماء يوما حتی تذبل و تصفرّ.

‏أما الأشجار التي تنبت بين الصخور و في الصحاري المقفرة، و تتعرض منذ أوائل إنباتها إلی الرياح العاتية، و حرارة الشمس المحرقة حينا، و برودة الجوّ القارصة حينا آخر، و تواجه دائما أنواع التحديات، فإنها أشجار قوية صلبة مقاومة.

‏و الصوم له مثل هذا الأثر في نفس الإنسان، فبهذه القيود المؤقتة يمنحه القدرة و قوة الإرادة و عزيمة الكفاح، كما يبعث في نفسه النور و الصفاء بعد أن يسيطر علی غرائزه الجامحة.

‏بعبارة موجزة: الصوم يرفع الإنسان من عالم البهيمية إلی عالم الملائكة و عبارة لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‌ تشير إلی هذه الحقائق.

‏و هكذا الحديث المعروف: «الصّوم جنّة من النّار»

‏ [بحار الأنوار، ج ٩٦، ص ٢٥٦.] يشير إلی هذه الحقائق.

‏و عن علي عليه السّلام عن رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم‌ أنه سئل عن طريق مجابهة الشيطان، قال:

‏«الصّوم يسوّد وجهه، و الصّدقة تكسر ظهره، و الحبّ في اللّه و المواظبة علی العمل الصّالح يقطع دابره، و الاستغفار يقطع وتينه»

‏ [بحار الأنوار، ج ٩٦، ص ٢٥٥.].

‏و في نهج البلاغة عرض لفلسفة العبادات، و فيه يقول أمير المؤمنين علي عليه السّلام: «و الصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق»

‏ [نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم ٢٥٢.].

‏و روي عن النّبي صلّی اللّه عليه و اله و سلّم قال: «إنّ للجنّة بابا يدّعی الرّيّان، لا يدخل فيها إلّا الصّائمون».

‏يقول المرحوم الصدوق في «معاني الأخبار» معلقا علی هذا الحديث: إنما سمي هذا الباب بالريّان لأن مشقة الصائم إنما تكون في الأغلب من العطش، و عند ما يدخل الصائمون من هذا الباب يرتوون حتی لا يظمأوا بعده أبدا [بحار الأنوار، ج ٩٦، ص ٢٥٢.]

‏الأثر الاجتماعي للصوم لا يخفی علی أحد. فالصوم درس المساواة بين أفراد المجتمع. الموسرون يحسّون بما يعانيه الفقراء المعسرون، و عن طريق الاقتصاد في استهلاك المواد الغذائية يستطيعون أن يهبوا لمساعدتهم.

‏قد يمكن تحسيس الأغنياء بما يعانيه الفقراء عن طريق الكلام و الخطابة، لكن المسألة حين تتخذ طابعا حسّيّا عينيّا لها التأثير الأقوی و الأبلغ. الصوم يمنح هذه المسألة الهامة الاجتماعية لونا حسيا، لذلك‌

‏يقول الإمام الصادق عليه السّلام في جواب عن سؤال بشأن علّة الصوم: «إنّما فرض اللّه الصّيام ليستوي به الغنيّ و الفقير، و ذلك إنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير، و إنّ الغنيّ كلّما أراد شيئا قدر عليه فأراد اللّه تعالی أن يسوّي بين خلقه، و أن يذيق الغنيّ مسّ الجوع و الألم، ليرقّ علی الضّعيف و يرحم الجائع»

‏ [وسائل الشيعة، ج ٧، أول كتاب الصوم، ص ٣.]

المصدر: تفسير الأمثل
2024/03/17

ما يُستحب اتيانه في ليالي شهر رمضان
من الأعمال المستحبة في ليالي شَهر رمضان المبارك التي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان والتي منها تأخير الإفطار إلى ما بعد صلاة العشاء ومنها قراءة سورة القدر عند الإفطار وسورة الدخان في كل ليلة...

وهي أمور:

الأول: الإفطار ويستحب تأخيره عن صلاة العشاء إلاّ إذا غلب عليه الضعف أو كان له قوم ينتظرونه.

الثاني: أن يفطر بالحلال الخالي من الشبهات سيّما التمر ليضاعف أجر صلاته أربعمائة ضعف، ويحسن الافطار أيضاً بأيٍّ من التمر والرطب والحلوى والنبات والماء الحار.

الثالث: أن يدعو عند الافطار بدعوات الافطار المأثورة منها: أن يقول: اللهُمَّ لَكَ صُمتُ وَعَلى رِزقِكَ أفطَرتُ وَعَلَيكَ تَوَكَّلتُ. ليهب الله له مثل أجر كلّ من صام ذلك اليوم. ولدعاء: اللهُمَّ رَبَّ النّورِ العَظيمِ ، الّذي رواه السيّد والكفعمي فضل كبير.

وروي أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا أراد أن يفطر يقول: «بِسمِ الله اللهُمَّ لَكَ صُمنا وَعَلى رِزقِكَ أفطَرنا فَتَقَبَّل مِنَّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ».

الرابع: أن يقول عند أوّل لقمة يا خذها: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ يا واسِعَ المَغفِرَةِ اغفِر لي، ليغفر الله له. وفي الحديث: «إنّ الله تعالى يعتق في آخر ساعة من نهار كلّ يوم من شهر رمضان ألف ألف رقبة فسل الله تعالى أن يجعلك منهم».

الخامس: أن يتلو سورة ‌القدر عند الافطار.

السادس: أن يتصدّق عند الافطار ويفطّر الصائمين ولو بعدد من التمر أو بشربة من الماء.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) : «إنّ من فطّر صائماً فله أجر مثله من دون أن ينقص من أجره شيء وكان له مثل أجر ما عمله من الخير بقّوة ذلك الطعام».

وروى آية الله العلّامة الحلي في (الرسالة السعدية) عن الصادق (عليه السلام) : «إنّ أيّما مؤمن أطعم مؤمناً لقمة في شهر رمضان كتب الله له أجر من أعتق ثلاثين رقبة مؤمنةً، وكان له عند الله تعالى دعوة مستجابة».

السابع: من المأثور تلاوة سورة القدر في كلّ ليلة ألف مرّة.

الثامن: أن يتلو سورة حم الدّخان في كلّ ليلة مائة مرّة إن تيسّرت.

التاسع: روى السيّد أنّ من قال هذا الدّعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان غفرت له ذنوب أربعين سنة:

اللهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وَافتَرَضتَ عَلى عِبادِكَ فيهِ الصيام، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عامٍ وَاغفِر لي تِلكَ الذُّنوبَ العِظامَ فَإنِّهُ لا يَغفِرُها غَيرُكَ يا رَحمنُ يا عَلّامُ.

العاشر: أن يدعو بعد المغرب بدعاء الحج الّذي مرّ في القسم الأوّل من أعمال الشّهر.

2024/03/15

أعمال شهر رمضان.. أيامه ولياليه
القسم الأول: روى السيّد ابن طاووس رض عَن الصادق والكاظم عليهم‌السلام ، قالا : تقول في شَهر رمضان مِن أوله إلى آخره بَعد كُلِّ فريضة:

اللهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِك الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقِ ، وَلا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَواقِفِ الكَرِيِمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَفِي جَمِيعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ فَكُنْ لِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لايُرَدُّ وَلايُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حُجُّهُم ، المَشْكُورِ سَعُيُهُم ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُم ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي 1 وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي ، وَتؤَدِّيَ عَنِّي أَمانَتِي وَدَيْنِي ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

* وتدعُو عقيب كُلِّ فريضة فتقول:

يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ ، يا غَفُورُ يا رَحِيمُ ، أَنْتَ الرَّبُّ العَظِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ، وَهذا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلى الشُهُورِ وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَيَّ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ هُدىً لِلناسِ وَبَيِناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ ، وَجَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَياذا المَنِّ وَلا يُمَنُّ عَلَيْكَ مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ فِي مَنْ تَمُنُّ عَلَيْهِ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 2.

* وروى الكفعمي في (المِصباح) وفي (البلد الأمين) كما روى الشيخ الشهيد في مجموعته عَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قالَ : مَن دعا بهذا الدُّعاء في رَمَضان بَعد كُلِّ فريضة غفر الله لَهُ ذنوبه إلى يَوم القيامة :

اللّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ القُبُورِ السُّرُورِ ، اللّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ ، اللّهُمَّ اشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ ، اللّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ ، اللّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ ، اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْْ كُلِّ مَكْروَبٍ ، اللّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ ، اللّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ ، اللّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ ، اللّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ ، اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ ، اللّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ ، اللّهُمَّ اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنِا مِنَ الفَقْرِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِْيرٌ 3.

* وروى الكليني في الكافي عَن أبي بصير ، قال : كانَ الصادق عليه‌السلام يدعو بهذا الدُّعاء في شَهر رمضان :

اللّهُمَّ إِنِّي بِكَ وَمِنْكَ أَطْلُبُ حاجَتِي ، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً إِلى النّاسِ فَإِنِّي لا أَطْلُبُ حاجَتِي إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِي عامِي هذا إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ سَبِيلا حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالصةً لَكَ تُقَرُّ بِها عَيْنِي وَتَرْفُعُ بِها دَرَجَتِي ، وَتَرْزُقَنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي وَأَنْ أَكُفَّ بِها عَنْ جَمِيعِ مَحارِمِكَ حَتَّى لايَكُونَ شَيٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ، وَالعَمَلِ بِما أَحْبَبْتَ وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ ، وَاجْعَلْ ذلِكَ فِي يُسْرٍ وَيَسارٍ وَعافِيَةٍ 4 وَما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيِّ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفاتِي قَتْلا فِي سَبِيلِكَ تَحْتَ رايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ أَوْلِيائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدائكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلا تُهِنِّي بِكَرامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ. اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا ، حَسْبِيَ الله ما شاءَ اللهُ 5.

أقول : هذا الدُّعاء يسمى دعاء الحج ، وقَد رواه السيّد في (الاقبال) عَن الصادق عليه‌السلام لليالي شَهر رَمَضان بَعد المغرب. وقالَ الكفعمي في (البلد الأمين) يُستَحب الدُّعاء بهِ في كُل يَوم مِن رَمَضان وفي أول لَيلَة مِنهُ ، وأورده المفيد في (المقنعة) في خصوص اللّيلة الأوّلى بَعد صلاة المغرب 6.

* وأعلم أنّ أفضَل الاعمال في لَيالي شَهر رَمَضان وأيامه هُوَ تلاوة القرآن الكَريم ، وينبغي الاكثار مِن تلاوته في هذا الشّهر ففيه كانَ نزول القرآن ، وفي الحديث : أن لكل شيء ربيعاً وربيع القرآن هُوَ شَهر رَمَضان 7(4) ، ويُستَحب في سائر الأيام ختم القرآن ختمة واحدة في كُل شَهر وأقل ما روى ذلِكَ هُوَ ختمه في كُل ستة أيام ، وأما شَهر رَمَضان فالمَسنون فيهِ ختمه في كُل ثلاثة أيام ، ويحسن ـ إنْ يتيسر لَهُ ـ أن يختمه ختمة في كُل يَوم 8.

وروى العلامة المجلسي (رض) : أنّ بعض الأئمة الأطهار عليهم‌السلام كانوا يختمون القرآن في هذا الشّهر أربعين ختمة وأكثر مِن ذلِكَ 9، ويضاعف ثواب الختمات إن أُهديت إلى أرواح المعصومين الأَرْبعة عَشر عليهم‌السلام يخص كُل منهم بختمة ؛ ويظهر مِن بعض الروايات أنَّ أجر مهديها أن يكون معهم في يَوم القيامة 10، وليكثر المر في هذا الشّهر مِن الدُّعاء والصلاة والاستغفار ومِن قول : لا أِلهَ إِلاّ اللهُ.
وقَد رُوي أن زينَ العابدين عليه‌السلام كانَ إذا دخل شَهر رَمَضان لا يتكلم إلاّ بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير 11. وليهتم إهتماماً بالغاً بالمأثور مِن العبادات ونوافل الليالي والأيام.

القسم الثاني مايُستَحب اتيانه في لَيالي شَهر رَمَضان

وهو أمور :
الأول : الافطار ويُستَحب تأخَيره عَن صلاة العشاء إلاّ إذا غلب عَليهِ الضعف أو كانَ له قوم ينتظرونه 12.
الثاني : أن يفطر بالحلال الخالي مِن الشبهات سّيما التمر ليضاعف أجر صلاته أربعمائة ضعف ، ويحسن الافطار أيضاً بأيٍّ مِن التمر والرطب والحلواء والنبات 13 والماء الحار 14.
الثالث : أن يدعو عِندَ الافطار بدعوات الافطار المأثورة منها : أن يَقول : اللّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. ليهب الله لَهُ مثل أجر كُل مَن صام ذلِكَ اليَوم 15. ولدعاء : اللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ ، الَّذي رواه السيّد والكفعمي فضل كبير 16.
وروي أن أمير المُؤمنين عليه‌السلام كانَ إذا أراد أن يفطر يَقول : بِسْمِ الله اللّهُمَّ لَكَ صُمْنا وَعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا فَتَقَبَّلْ 17 مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ 18.

الرابع : أن يقول عند أوَّل لقمة يأخذها : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي ، ليغفر الله لَهُ 19.
وفي الحديث : إنّ الله تعالى يعتق في آخر ساعة مِن نهار كُل يَوم مِن شَهر رَمَضان ألف ألف رقبة فسل الله تعالى أن يجعلكَ منهم 20.
الخامس : أن يتلو سورة القَدر عِندَ الافطار 21.
السادس : أن يتصدق عِندَ الافطار ويفطّر الصائِمين ولو بَعدد مِن التمر أو بشربة مِن الماء. وعَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ مَن فطّر صائماً فَلهُ أجر مثله مِن دون أن ينقص مِن أجره شي وكانَ له مثل أجر ما عمله مِن الخَير بقّوة ذلِكَ الطعام من برّ 22. وروى آية الله العلامة الحلي في (الرسالة السعدية) عَن الصادق عليه‌السلام : أنّ أيّما مؤمَن أطعم مؤمنا لقمة في شَهر رَمَضان كتبَ الله لَهُ أجر مَن أعتق ثلاثين رقبة مؤمنة ، وكانَ له عِندَ الله تعالى دعوة مستجابة 23.
السابع : مِن المأثور تلاوة سورة القَدر في كُل لَيلَة ألف مرةٍ 24.
الثامَن : أن يتلو سورة حَّم الدّخان في كُل لَيلَة مائةَ مرةٍ إن تيسّرت 25.
التاسع : روى السيّد أنّ مَن قالَ هذا الدُّعاء في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان غفرت له ذنوب أربعين سنة :
اللّهُمَّ رَبَّ شَهْرَ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فِيهِ الصِّيامَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ وَاغْفِرْ لِي تِلْكَ الذُّنُوبَ العِظامَ فَإِنِّهُ لا يَغْفُرها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلامُ 19.
العاشر : أن يدعو بَعد المغرب بدعاء الحج الَّذي مر في القسم الأوّل مِن أعمال الشّهر.
الحادي عَشر : أن يدعو في كُل لَيلَة مِن رَمَضان بدعاء الافتتاح

الثاني عَشر : أن يَقول في كُل لَيلَة :
اللّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّالِحِينَ فَأَدْخِلْنا وَفِي عِلِّيِّينَ فَأَرْفَعْنا وَبِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبِيلٍ فَاسْقِنا وَمِنَ الحُورِ العِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا وَمِنَ الوِلْدانِ المَخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنا وَمِنْ ثِمارِ الجَنَّةِ وَلُحُومِ الطَّيْرِ فَأَطْعِمْنا وَمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالحَرِيرِ وَالاسْتَبْرَقِ فَأَلْبِسْنا ، وَلَيْلَةَ القَدْرِ وَحَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ وَقَتْلا فِي سَبِيلِكَ فَوَفِّقْ لَنا وَصالِحَ الدُّعاءِ وَالمَسْأَلَةِ فَاسْتَجِبْ لَنا 26، وَإِذا جَمَعْتَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ القِيامَةِ فَارْحَمْنا وَبَراءةً مِنَ النّارِ فَاكْتُبْ لَنا وَفِي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا وَفِي عَذابِكَ وَهَوانِكَ فَلا تَبْتَلِنا وَمِنَ الزَّقُومِ وَالضَّرِيعِ فَلا تُطْعِمْنا وَمَعَ الشَّياطِينَ فَلا تَجْعَلْنا وَفِي النّارِ عَلى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا 27 وَمِنْ ثِيابِ النّارِ وَسَرابِيلِ القَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بِحَقِِّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ فَنَجِّنا 28.

الثالث عَشر : عَن الصادق عليه‌السلام قالَ : تقول في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان :
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ فِي الاَمْرِ الحَكِيمِ مِنَ القَضاء الَّذِي لايُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورُ ذُنُوبُهُمُ المُكَفَّرِ عَنْ 29 سَيِّئاتِهِمْ ، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ وَتُوَسِّعَ فِي رِزْقِي وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَلاتَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي 30.
الرابع عَشر : في كتاب (أنيس الصّالحِينَ) : أدعُ في كُل لَيلَة مِن لَيالي شَهر رمضان قائلاً : أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقِضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ 31.
الخامس عَشر : روى الكفعمي في هامش كتابهِ (البلد الأمين) عَن السيّد ابن باقي قالَ يُستَحب في كُل لَيلَة من لَيالي شَهر رَمَضان صلاة ركعتين تقرأ في كُل ركعة الحَمدُ والتَوحيد ثلاث مرات ، فإذا سلمت تقول :

سُبْحانَ مَنْ هُوَ حَفِيظٌ لايَغْفَلُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ رَحِيمٌ لا يَعْجَلُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ قائِمٌ لايَسْهُو سُبْحانَ مَنْ هُوَ دائِمٌ لايَلْهُو. ثم تسبح بالتسبيحات الأَرْبع سبع مرات ، ثم تقول : سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا عَظِيمُ اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ العَظِيمَ. ثم تصلي عَلى النبي وآله عَشر مرات. مَن صلى هذه الصلاة غفر الله لَهُ سبعين الف سيئة ... الخ 32.
السادس عَشر : في الحديث أنّ مَن قرأ في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان سورة إِنا فَتَحنا في صلاة مسنونة كانَ مصونا في ذلِكَ العام 33.
وأعلم أنّ مِن أعمال لَيالي شَهر رَمَضان الصلاة ألف ركعة ، وقَد أشار إليها المشايخ والأعاظم في كتبهم في الفقه وفي العبادة. وأما كيفية هذه الصلاة فَقد اختلفت فيها الروايات ، وهِيَ على مارواها ابن أبي قرة عَن الجواد عليه‌السلام ، وأختارها المفيد في كتاب (الغرية والاشراف) بل واختارها المشهور هِيَ : أن يصلي منها في كُل لَيلَة مِن لَيالي العشر الأوّلى والثّانِيَة عَشَرينَ ركعة يسلم بين كُل ركعتين فيصلي منها ثمان ركعات بَعد صلاة المغرب ، والباقية وهِيَ أثنتا عَشرة ركعة تؤخر عَن صلاة العشاء وفي العشر الاخَيرة يصلي منها كُل لَيلَة ثلاثين ركعة يؤتي ثمان منها بَعد صلاة المغرب أيضاً ويؤخر الباقية عَن العشاء فالمجموع يكون سبعمائة ركعة وهِيَ تنقص عَن الألف ركعة ثلاثمائة ركعة ، وهِيَ تؤدى في لَيالي القَدر ، وهِيَ : (اللّيلة التّاسِعَة عَشرة والحادِية والعِشرون والثّالِثَة والعِشرون) ، فيخص كُلاّ مِن هذه الليالي بمائة ركعة منها فتتم الألف ركعة 34. وقَد وزع هذه الصلاة على الشّهر بنحو آخر ، وتفصيل ذلك في مقام آخر ولا يسعنا هنا بسط الكلام ، ويترقب مِن أَهَل الخَير أن لا يتساهلوا في إقامة هذه الصلاة لكي لايفوتهم ما أُعدّ لهم مِن الأجر والثواب.
وروي أنَّكَ تقول بَعد كُل ركعتين مِن نوأفل شَهر رَمَضان : اللّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي طاعَتِكَ وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 35.

القسم الثالث أعمال أسحار شهر رمضان المبارك

وهي عديدة :

الأول :

أن يتسحّر فلا يدع السحور ولو على حشفة تمر أو جرعة مِن الماء ؛ وأَفضَل السحور السويق والتمر 1 ، وفي الحديث : أن الله وملائكته يصلونَ عَلى المستغفرين والمتسحّرينَ بالاسحار 2.

الثاني :

أن يقرأ عِندَ السحور سورة إِنا أنزلناهُ ، فَفي الحديثِ : مامِن مؤمَن صام فقرأ إنّا أنزلناه في لَيلَة القَدر عِندَ سحوره وعِندَ إفطاره إِلاّ كانَ فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله 3.

الثالث :

أن يدعو بهذا الدُّعاء العَظيم الشان الَّذي روي عَن الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ أنه قالَ : هُوَ دعاء الباقر عليه‌السلام في أسحار شَهر رَمَضان : دعاء البهاء

الرابع :

في (المصباح) عَن أبي حمزة الثمالي (رض) قالَ : كانَ زينَ العابدين عليه‌السلام يصلّي عامّة اللَّيل في شَهر رَمَضان ، فإذا كانَ في السحر دعا بهذا الدُّعاء : دعاء ابي حمزة الثمالي

الخامس :

قالَ الشيخ أيضاً : تدعو في السّحر بهذا الدُّعاء : دعاء يا عدتي

السادس :

تدعو بدعاء إدريس الذي رواه الشّيخ والسيّد فليطلب من كتاب المصباح أو كتاب الاقبال 4
السابع :

أن تدعو بهذا الدُّعاء الَّذي هُو أخصر أدعية السّحر ، وهو مروي في الاقبال : دعاء يا مفزعي

الثامن :

وتسبح أيضاً بهذه التسبيحات المروية في الاقبال :

سُبْحانَ مَنْ يَعْلَمُ جَوارِحَ القُلُوبِ سُبْحانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ سُبْحانَ مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِينَ سُبْحانَ الرَّبِّ الوَدُودِ سُبْحانَ الفَرْدِ الوِتْرِ سُبْحانَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ سُبْحانَ مَنْ لايَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحانَ مَنْ لا يُؤاخِذُ أَهْلَ الأَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ سُبْحانَ الحَنّانِ المَنَّانِ سُبْحانَ الرَّؤوفِ الرَّحِيمِ سُبْحانَ الجَبَّارِ الجَوادِ سُبْحانَ الكَرِيمِ الحَلِيمِ سُبْحانَ البَصِيرِ العَلِيمِ سُبْحانَ البَصِيرِ الواسِعِ سُبْحانَ الله عَلى اقْبالِ النَّهارِ سُبْحانَ الله عَلى ادْبارِ النَّهارِ سُبْحانَ الله عَلى أدْبارِ اللَّيْلِ وَإِقْبالِ النَّهارِ 5 ولَهُ الحَمْدُ وَالمَجْدُ وَالعَظَمَةُ وَالكِبْرِياءُ مَعَ كُلِّ نَفَسٍ وَكُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَكُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ سُبْحانَكَ مِلَْ ما أَحْصى كِتابُكَ سُبْحانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ! 6
وإعلم أنّ نية الصوم على ما ذكره العلماء يحسن أن تكون عقيب ما تسحر ، ومن الجائز أن ينوي الصَّوم في أيّ وقت كان من اللّيل ويكفي في النّيّة أنّه يعلم ويقصد أن يصوم نهار الغد لله تعالى ، وأن يمسك فيهِ عَن المفطرات ، وينبغي أن لا يدع صلاة اللّيل في الاسحار ، وأن لا يترك التهجد فيها 7.

القسم الرابع أعمال أيام شهر رمضان

وهي أمور :

أوّلها : أن يدعو كلّ يوم بهذا الدّعاء الَّذي رواه الشيخ كَما رواه السّيّد :

اللَّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ ، وَهذا شَهْرُ الصِّيامِ وَهذا شَهْرُ القِيامِ وَهذا شَهْرُ الإنابَةِ وَهذا شَهْرُ التَوبةِ وَهذا شَهْرُ المَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَهذا شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالفَوْزِ بِالجَنَّةِ وَهذا شَهْرٌ فِيْهِ لَيْلَةُ القَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي عَلى صِيامِهِ وَقِيامِهِ وَسَلِّمْهُ لِي وَسَلِّمْنِي فِيْهِ ، وَأَعِنِّي عَلْيهِ بِأَفْضَلِ عَوْنِكَ وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَأَوْلِيائكَ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ وَفَرِّغْنِي فِيْهِ لِعبادَتِكَ وَدُعائِكَ وَتِلاوَةِ كِتابِكَ ، وَأَعْظِمْ 1 لِي فِيْهِ البَرَكَةَ وَأَحْسِنْ لِي فِيْهِ العافِيَةَ 2 وَأَصِحَّ فِيْهِ بَدَنِي وَأَوْسِعْ 3 فِيْهِ رِزْقِي وَاكْفِنِي فِيْهِ ما أَهَمَّنِي ، وَاسْتَجِبْ فِيْهِ دُعائِي وَبَلِّغْنِي فِيْهِ رَجائِي.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَذْهِبْ عَنِّي فِيْهِ النُّعاسَ وَالكَسَلَ وَالسَّأَمَةَ وَالفَتْرَةَ وَالقَسْوَةَ وَالغَفْلَةَ وَالغُرَّةَ وَجَنِّبْنِي فِيْهِ العِلَلَ وَالاَسْقامَ وَالهُمُومَ وَالاَحْزانَ وَالاَعراضَ وَالاَمراضَ وَالخَطايا وَالذُّنُوبَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي فِيْهِ السُّوءَ 4 وَالفَحْشاءَ وَالجَهْدَ وَالبَلاَء وَالتَّعَبَ وَالعَناءِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي فِيْهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَتَثْبِيطِهِ وبطشه 5 وَكَيْدِهِ وَمَكْرِهِ وَحَبائِلِهِ وَخُدَعِهِ وَأَمانِيِّهِ وَغُرُورِهِ وَفِتْنَتِهِ وَشِرْكِهِ وَأَحْزابِهِ وَأَتْباعِهِ وَأَشْ يا عِهِ وَأَوْلِيائِهِ وَشُرَكائِهِ وَجَمِيعِ مَكائِدِهِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنا قِيامَهُ وَصِيامَهُ وَبُلُوغَ الاَمَلِ فِيْهِ وَفِي قِيامِهِ وَاسْتِكْمالَ مايُرْضِيكَ عَنِّي صَبْراً وَاحْتِساباً وَإِيْماناً وَيَقِيناً ، ثُمَّ تَقَبَّلَ ذلِكَ مِنِّي بِالاَضْعافِ الكَثِيرَةِ وَالاَجْرِ العَظِيمِ يا رَبَّ العالَمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي 6 الحَجَّ وَالعُمْرَةَ والجد 7 وَالاجْتِهادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشاطَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالقُرْبَةَ وَالخَيْرَ 8 المَقْبولَ وَالرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ وَالخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ وَالنِّيَّةَ الصادِقَةَ وَصِدْقَ اللِّسانِ ، وَالوَجَلِ مِنْكَ وَالرَّجاءَ لَكَ وَالتَّوَكُّلَ عَلَيْكَ وَالثِّقَةَ بِكَ وَالوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ ، مَعَ صالِحِ القَوْلِ وَمَقْبُولِ السَّعْي وَمَرْفُوعِ العَمَلِ وَمُسْتجابِ الدَّعْوَةِ ، وَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ شَيٍْ مَنْ ذلِكَ بِعَرَضٍ وَلا مَرَضٍ وَلا هَمٍّ وَلا غَمٍّ وَلا سُقْمٍ وَلا غَفْلَةٍ وَلا نِسْيانٍ بَلْ بِالتَّعاهُدِ وَالتَّحَفُّظِ لَكَ وَفِيكَ وَالرِّعايَةَ لِحَقِّكَ وَالوَفاءِ بِعَهْدِكَ وَوَعْدِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي فِيْهِ أَفْضَلَ ماتَقْسِمُهُ لِعبادِكَ الصّالِحِينَ ، وَأَعْطِنِي فِيْهِ أَفْضَلَ ما تُعْطِي أَوْلِياَئكَ المُقَرَّبِينَ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ وَالتَّحَنُّنِ وَالاِجابَةِ وَالعَفُو وَالمَغْفِرَةِ الدَّائِمَّةِ وَالعافِيَةِ وَالمُعافاةِ وَالعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالفَوْزِ بِالجَنَّةِ وَخَيْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ دُعائِي فِيْهِ إِلَيْكَ واصِلا وَرَحْمَتَكَ وَخَيْرَكَ إلى فِيْهِ نازِلا وَعَمَلِي فِيْهِ مَقْبُولا وَسَعْيِي فِيْهِ مَشْكُوراً ، وَذَنْبِي فِيْهِ مَغْفُوراً ، حَتَّى يَكُونَ نَصِيبِي فِيْهِ الأَكْبَرَ (الأَكْثَرَ) وَحَظِّي فِيْهِ الأَوْفَرَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِلَيْلَةِ القَدْرِ عَلى أَفْضَلِ حالٍ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَلَيْها أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَأَرْضاها لَكَ ، ثُمَّ اجْعَلْها لِي خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَارْزُقْنِي فِيها أَفْضَلَ ما رَزَقْتَ أَحَداً مِمَّنْ بَلَّغْتَهُ إِيّاها وَأَكْرَمْتَهُ بِها ، وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ عُتَقائِكَ مِنْ جَهَنَّمَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَسُعَداءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَرِضْواِنِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنا فِي شَهْرِنا هذا الجِدَّ وَالاِجْتِهادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشاطَ وَما تُحِبُّ وَتَرْضى.

اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ 9 وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ ، وَرَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ وَما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ ، وَرَبَّ جِبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَعِزْرائِيلَ 10 وَجَمِيعِ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، وَرَبَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ، وَرَبَّ مُوسى وَعِيْسى وَجَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ وَبِحَقِّكَ العَظِيمِ لَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَنَظَرْتَ إلى نَظْرَةً رَحِيمَةً تَرْضى بِها عَنِّي رِضىً لا سَخَطَ 11 عَلَيَّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَأَعْطَيْتَنِي جَمِيعَ سُؤْلِي وَرَغْبَتِي وَاُمْنِيَتِي وَإِرادَتِي وَصَرَفْتَ عَنِّي ما أَكْرَهُ وَأَحْذَرُ وَأَخافُ عَلى نَفْسِي وَما لا أَخافُ وَعَنْ أَهْلِي وَمالِي وَإِخْوانِي وَذُرِّيَّتِي.

اللَّهُمَّ إِلَيْكَ فَرَرْنا مِنْ ذُنُوبِنا فَآوِنا تائِبِينَ وَتُبْ عَلَيْنا مُسْتَغْفِرِينَ وَاغْفِرْ لَنا مُتَعَوِّذِينَ وَأَعِذْنا مُسْتَجِيرِينَ وَأَجِرْنا مُسْتَسْلِمِينَ وَلا تَخْذُلْنا راهِبِينَ ، وَآمِنَّا راغِبِينَ وَشَفِّعْنا سائِلِينَ ، وَأَعْطِنا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

ثُمَّ تقول ثلاثاً :

أسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، أسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ، أَسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً 20 اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الكَرِيمُ الغَفَّارُ لِلْذَّنْبِ العَظِيمِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ أَسْتَغْفِرُ الله إِنَّ الله كانَ غَفُوراً رَحِيماً.

ثُمَّ تقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ العَظِيمِ المَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمْ المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ المُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي وَتُوَسِّعَ رِزْقِي وَتَؤَدِّي عَنِّي أَمانَتِي وَدَيْنِي آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ وَاحْرُسْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَرِسُ وَمِنْ حَيثُ لا أَحْتَرِسُ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ كَثِيراً.

الثاني :

وقال أيضاً : تسبح كُل يَوم مِن شَهر رَمَضان إلى آخره بهذه التسبيحات وهي عشرة اجزاء كُل جز يحتوي عَلى عَشرة تسبيحات :
سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله السَّمِيعِ الَّذِي لَيْسَ شَيٌْ أَسْمَعَ مِنْهُ يَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عْرشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ وَيَسْمَعُ ما فِي ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَيَسْمَعُ الاَنِينَ وَالشَّكْوى وَيَسْمَعُ السِّرَّ وَأَخْفى وَيَسْمَعُ وَساوِسَ الصُّدُورِ 21 ولا يُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ. سُبْحانَ اللهِ بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله البَصِيرِ الَّذِي لَيْسَ شَيٌْ أَبْصَرَ مِنْهُ ، يُبْصِرُ مِنْ فَوقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ ويُبْصِرُ ما فِي ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحْرِ لا تُدْرِكُهُ الاَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الاَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ ، لا تُغْشِي 22 بَصَرَهُ الظُلْمَةُ وَلا يُسْتَتَرُ مِنْهُ بِسِتْرٍ وَلا يُوارِي مِنْهُ جِدارٌ وَلا يَغِيبُ عَنْهُ بَرُّ وَلا بَحْرٌ وَلا يَكُنُّ مِنْهُ جَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ وَلا قَلْبٌ ما فِيْهِ وَلا جَنْبٌ ما فِي قَلْبِهِ وَلا يَسْتَتِرُ مِنْهُ صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ وَلا يَسْتَخْفِي مِنهُ صَغِيرٌ لِصِغَرِهِ وَلا يَخْفى عَلَيْهِ شَيٌْ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّماء ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي يُنْشِيُ السَّحابَ الثِّقالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَيُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَيُنَزِّلُ الماءَ مِنَ السَّماء بِكَلِمَتِهِ وَيُنْبِتُ النَّباتَ بِقُدْرَتِهِ وَيَسْقُطُ الوَرَقُ 23 بِعِلْمِهِ سُبْحانَ الله الَّذِي لا يَعْزِبُ عَنْهُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّماء وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ. سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ اللهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي يَعْلَمُ ماتَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الأَرْحامُ وَماتَزْدادُ وَكُلُّ شَيٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الكَبِيرُ المُتَعالِ ، سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفِظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ سُبْحانَ الله الَّذِي يُمِيتُ الاَحْياءَ وَيُحْيِيَ المَوْتى وَيَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَيُقِرُّ فِي الاَرْحامِ مايَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمَّى. سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله مالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ 24 ، تُولِجُ اللَيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَيْلِ تُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ. سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ اللهِ خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي عِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ. سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي لا يُحْصِي مِدْحَتَهُ القائِلُونَ وَلا يَجْزِي بِالائِهِ الشَّاكِرُونَ العابِدُونَ ، وَهُوَ كَما قالَ وَفَوْقَ ما نَقُولُ 25 وَالله سُبْحانَهُ كَما أَثْنى عَلى نَفْسِهِ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيٍْ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حُفْظُهُما وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ. سُبْحانَ الله بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها ، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها عَمَّا يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها ، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيْها عَمَّا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها ، وَلا يَشْغَلُهُ عِلْمِ شَيٍْ عَنْ عِلْمِ شَيٍْ ، وَلا يَشْغَلُهُ خَلْقِ شَيٍْ عَنْ خَلْقِ شَيٍْ وَلا حِفْظُ شَيٍْ عَنْ حِفْظِ شَيٍْ ، وَلا يُساوِيهِ شَيٌْ وَلا يَعْدِلُهُ شَيٌْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. سُبْحانَ اللهِ بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً اُوَلِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثَلاثَ وَرُباعَ ، يَزِيدُ فِي الخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ الله ٹَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، ما يَفْتَحُ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكُ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. سُبْحانَ اللهِ بارِيِ النَّسَمِ ، سُبْحانَ الله المُصَوِّرِ ، سُبْحانَ الله خالِقِ الاَزْواجِ كُلِّها ، سُبْحانَ الله جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبْحانَ الله فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبْحانَ الله خالِقِ كُلِّ شَيٍْ ، سُبْحانَ الله خالِقِ مايُرى وَما لايُرى ، سُبْحانَ الله مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمِينَ ، سُبْحانَ الله الَّذِي يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ ، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ ، وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيٍْ عَلِيمٌ 26.

الثالث :

وقال أيضاً : تصلي في كُل يَوم مِن رَمَضان عَلى النبي ، تقول :

إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيّ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً لَبَّيْكَ يا رَبِّ وَسَعْدَيْكَ وَسُبْحانَكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ فِي العالَمِينَ.

اللَّهُمَّ أَمْنُنْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مَنَنْتَ عَلى مُوسى وَهارونَ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما شَرَّفْتَنا بِهِ 27.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما هدَيْتَنا بِهِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوّلونَ وَالآخروَنَ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ أوْ غَرَبَتْ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَرَفَتْ عَيْنٌ أوْ بَرَقَتْ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلام كُلَّما ذُكِرَ السَّلام، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلام كُلَّما سَبَّحَ الله مَلَكٌ أوْ قَدَّسَهُ ، السَّلام عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الأوّلِينَ ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الآخِرِينَ ، وَالسَّلام عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ.

اللَّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالمَقامِ ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ أَبْلِغْ مُحَمَّداً نَبِيَّكَ عَنَّا السَّلام 28.

اللَّهُمَّ وَأَعْطِ مُحَمَّداً مِنَ البَهاءِ وَالنَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ وَالكَرامَةِ وَالغِبْطَةِ وَالوَسِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ وَالمَقامِ وَالشَّرَفِ وَالرِّفْعَةِ وَالشَّفاعَةِ عِنْدَكَ يَوْمَ القِيامَةِ أَفْضَلَ ما تُعْطِي أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَأَعْطِ مُحَمَّداً فَوْقَ ما تُعْطِي‌الخَلائِقَ مِنَ الخَيْرِ أَضْعافاً كَثِيرَةً 29 لا يُحْصِيها غَيْرُكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَطْيَبَ وَأَطْهَرَ وَأَزْكى وَأَنْمى وَأَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَعَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ 30 أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ووآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلام ، ووال من والاها ، وعاد من عاداها ، وضاعف العذاب على من ظلمها 31 وَالْعَنْ مَنْ أَذّى نَبِيِّكَ فِيها 32.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِمامِي المُسْلِمِينَ وَوَآلِ مَنْ والآهُما وَعادِ مَنْ عاداهُما وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دِمائِهِما 33.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ 34.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ 34.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ 34.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ 35.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ 35.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ 34.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلمَهُ 34.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىْ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَواآل مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ 34.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى القاسِمِ وَالطَّاهِرِ ابْنَي نَبِيِّكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَالعَنْ مَنْ آذى نَبِيِّكَ فِيها.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى أُمِّ كَلْثُومٍ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيِّكَ فِيها.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ.

اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.

اللّهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِي الأَرْضِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عَدَدِهِمْ وَمَدَدِهِمْ وَأَنْصارِهِمْ عَلى الحَقِّ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ.

اللَّهُمَّ اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ وَوِتْرِهِمْ وَدِمائِهِمْ وَكُفَّ عَنَّا وَعَنْهُمْ وَعَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ بَأْسَ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَكُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً 36.

وقال السيّد ابن طاووس : وتقول :

يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَياصاحِبِي فِي شِدَّتِي وَياوَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَياغايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي فَأغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 37.

وتقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ لِهَمٍ لا يُفَرِّجُهُ غَيْرُكَ وَلِرَحْمَةٍ لا تُنالُ إِلاّ بِكَ وَلِكَرْبٍ لا يَكْشِفُهُ إِلاّ أَنْتَ وَلِرَغْبَةٍ لا تُبْلَغُ إِلاّ بِكَ وَلِحاجَةٍ لا يَقْضِيها إِلاّ أَنْتَ. اللَّهُمَّ فَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ ما أَذِنْتَ لِي بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ وَرَحِمْتَنِي بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَيِّدِي الاِجابَةُ لِي فِيما دَعَوْتُكَ وَعوائِدُ الاِفْضالِ فِيما رَجَوْتُكَ وَالنَّجاة مِمّا فَزَعْتُ إِلَيْكَ فِيْهِ ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلا أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ لِلاِجابَةِ أَهْلا فَأَنْتَ أَهْلُ الفَضْلِ وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، فَلْتَسَعَنِي رَحْمَتُكَ يا إِلهِي يا كَرِيمُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تُفَرِّجَ هَمِّي وَتَكْشِفَ كَرْبِي وَغَمِّي وَتَرْحَمَنِي بِرَحْمَتِكَ وَتَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ 38.

الرابع :

وقالَ الشَيخ والسيّد أيضاً قُلْ في كُل يوم :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي‌أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عامُّ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عَطائِكَ بِأَهْنَئِه وَكُلُّ عَطائِكَ هَنِيٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَطائِكَ كُلِّهِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ إِحْسانِكَ بِأَحْسَنِهِ وَكُلُّ إِحْسانِكَ حَسَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِحْسانِكَ كُلِّهِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما تُجِيبُنِي بِهِ حِينَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِي يا اللهُ ، وَصَلِّ 39 عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ المُرْتَضى وَرَسُولِكَ المُصْطَفى وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ دُونَ خَلْقِكَ وَنَجِيِّبكَ مِنْ عِبادِكَ وَنَبِيّكَ بِالصِّدْقِ وَحَبِيبِكَ ، وَصَلِّ عَلى رَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنَ العالَمِينَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسَّراجِ المُنِيرِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الاَبْرارِ الطَّاهِرِينَ ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَحَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِكَ ، وَعَلى أَنْبِيائِكَ الَّذِينَ يُنْبِئُونَ عَنْكَ بِالصِّدْقِ ، وَعَلى رُسُلِكَ الَّذِينَ خَصَصْتَهُمْ بِوَحْيِكَ وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى العالَمِينَ بِرِسالاتِكَ ، وَعَلى عِبادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذينَ أَدْخَلْتَهُمْ فِي رَحْمَتِك الأَئِمَّةِ المُهْتَدِينَ الرَّاشِدِينَ وَأَوْلِيائِكَ المُطَهَّرِينَ ، وَعَلى جَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَمَلَكِ المَوْتِ وَعَلى رِضْوانَ خازِنِ الجِنانِ وَعَلى مالِكِ خازِنِ النَّارِ وَرُوحِ القُدُسِ وَالرُّوحِ الاَمِينِ وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ المُقَرَّبِينَ وَعَلى المَلَكَيْنِ الحافِظِينَ عَلَيَّ ، بِالصَّلاةِ الَّتِي تُحِبُّ أَنْ يُصَلِّي بِها عَلَيْهِمْ أَهْلُ السَّماواتِ وَأَهْلُ الأَرْضِينَ صَلاةً طَيَّبَةً كَثِيرَةً مُبارَكَةً زاكِيَةً نامِيَةً ظاهِرَةً باطِنَةً شَرِيفَةً فاضِلَةً تُبَيِّنُ 40 بِها فَضْلَهُمْ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ.

اللَّهُمَّ أَعْطِ 41 مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَاجْزِهِ 42 خَيْرَ ماجَزَيْتَ نَبِيَّا عَنْ أُمَّتِهِ ، اللَّهُمَّ وأعْطِ مُحَمَّداً 43 صلى‌الله‌عليه‌وآله مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً وَمَعَ كُلِّ وَسِيلَةٍ وَسِيلَةً وَمَعَ كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً تُعْطِي مُحَمَّداً وَآلِهُ يَوْمَ القِيامَةِ أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً مِنَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ.

اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله أَدْنى المُرْسَلِينَ مِنْكَ مَجْلِسا وَأَفْسَحَهُمْ فِي الجَنَّةِ عِنْدَكَ مَنْزِلا وَأَقْرَبَهُمْ إِلَيْكَ وَسِيلَةً وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ شافِعٍ وَأَوَّلَ مُشَفِّعٍ وَأَوَّلَ قائِلٍ وَأَنْجَحَ سائِلٍ وَابْعَثْهُ المَقامَ المَحْمُودَ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَسْمَعَ صَوْتِي وَتُجِيبَ دَعْوَتِي وَتَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي وَتَصْفَحَ عَنْ ظُلْمِي وَتُنْجِحَ طَلِبَتِي وَتَقْضِي حاجَتِي وَتُنْجِزَ لِي ما وَعَدْتَنِي وَتُقِيلَ عَثْرَتِي وَتَغْفِرَ ذُنُوبِي وَتَعْفُو عَنْ جُرْمِي وَتُقْبِلَ عَلَيَّ وَلا تُعْرِضَ عَنِّي وَتَرْحَمَنِي ولا تُعَذِّبَنِي وَتُعافِينِي وَلا تَبْتَلِينِي وَتَرْزُقَنِي مِنَ الرِّزْقِ أَطْيَبَهُ وَأَوْسَعَهُ وَلا تَحْرِمَنِي يا رَبِّ وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي وَضَعْ عَنِّي وِزْرِي وَلا تُحَمِّلْنِي ما لا طاقَةَ لِي بِهِ يا مَوْلايَ ، وَأَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثُمَّ قُلْ ثلاثاً :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي.
ثُمَّ قُلْ :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلا مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ 44.

الخامس :

أن يدعو بهذا الدُّعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِب لِي كَما وَعَدْتَنِي .... وقَد تركناه لطوله فليطلب مِن كتاب الاقبال أو من زاد المعاد 45.

السادس :

روى المفيد في (المقنعة) عَن الثقة الجليل عَلي بن مهزيار عَن الإمام مُحَمَّد التقي عليه‌السلام : أنَّهُ يُستَحب أن تكثر في شَهر رَمَضان في ليله ونهاره مِن أوله إلى آخره :
يا ذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ خَلَقَ كُلِّ شَيٍْ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيٍْ ، يا ذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَيٌْ ، وَياذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأَرْضِينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ ، لَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلاّ أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلاّ أَنْتَ 46.

السابع :

روى الكفعمي في (البلد الأمين) وفي (المصباح) عَن كتاب (اختيار السيّد ابن باقي) أنّ مَن قرأ هذا الدُّعاء في كُل يَوم مِن رَمَضان غفر الله لَهُ ذنوب أربعين سنة :
اللهمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فِيْهِ الصِّيامَ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي هذا العامِ وَفِي كُلِّ عامٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ العِظامَ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ 47.

الثامَن :

أن يَذكر الله تعالى في كُلِّ يَوم مائةَ مرةٍ بهذه الأذكار الَّتي أوردها المحدث الفيض في كتاب (خلاصة الأذكار) : سُبْحانَ الضَّارِّ النَّافِعِ سُبْحانَ القاضِي بِالحَقِّ سُبْحانَ العَليِّ الاَعْلى ، سُبحانَهُ وَبِحَمْدِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى 48.

التاسع :

قالَ المفيد في المقنعة : إنّ مِن سنن شَهر رَمَضان الصلاة عَلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كُلِّ يَوم مائةَ مرةٍ ، والأفضل أن يزيد عَليها 49 50.

المصدر مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي
2024/03/11

دعاء دخول شهر رمضان
يُستحب الإبتهال إلى الله عَزَّ و جَلَّ عند دخول شهر رمضان بهذا الدُعاء ، و هو دُعاءُ الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليهمالسَّلام ) :

" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ ، وَ جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لِإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَ لِيَجْزِيَنَا عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ ، وَ اخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ ، وَ سَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إِلَى رِضْوَانِهِ ، حَمْداً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا ، وَ يَرْضَى بِهِ عَنَّا .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، شَهْرَ الصِّيَامِ ، وَ شَهْرَ الْإِسْلَامِ ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ ، وَ شَهْرَ التَّمْحِيصِ ، وَ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ، هُدًى لِلنَّاسِ ، وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ ، وَ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فِيهِ مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إِعْظَاماً ، وَ حَجَرَ فِيهِ الْمَطَاعِمَ وَ الْمَشَارِبَ إِكْرَاماً ، وَ جَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لَا يُجِيزُ جَلَّ وَ عَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ ، وَ لَا يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ ، ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ ، وَ سَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَ إِجْلَالَ حُرْمَتِهِ ، وَ التَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ ، وَ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ ، وَ اسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيكَ حَتَّى لَا نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إِلَى لَغْوٍ ، وَ لَا نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَى لَهْوٍ وَ حَتَّى لَا نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إِلَى مَحْظُورٍ ، وَ لَا نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَى مَحْجُورٍ ، وَ حَتَّى لَا تَعِيَ بُطُونُنَا إِلَّا مَا أَحْلَلْتَ ، وَ لَا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلَّا بِمَا مَثَّلْتَ ، وَ لَا نَتَكَلَّفَ إِلَّا مَا يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ ، وَ لَا نَتَعَاطَى إِلَّا الَّذِي يَقِي مِنْ عِقَابِكَ ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئَاءِ الْمُرَاءِينَ ، وَ سُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ ، لَا نُشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ ، وَ لَا نَبْتَغِي فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ قِفْنَا فِيهِ عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ ، وَ فُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ ، وَ وَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ ، وَ أَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ وَ أَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيبِينَ لِمَنَازِلِهَا ، الْحَافِظِينَ لِأَرْكَانِهَا ، الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِي أَوْقَاتِهَا عَلَى مَا سَنَّهُ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فِي رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا ، وَ جَمِيعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وَ أَسْبَغِهِ ، وَ أَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَ أَبْلَغِهِ ، وَ وَفِّقْنَا فِيهِ لِأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالْبِرِّ وَ الصِّلَةِ ، وَ أَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالْإِفْضَالِ وَ الْعَطِيَّةِ ، وَ أَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ ، وَ أَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ ، وَ أَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا ، وَ أَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا ، وَ أَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَى مَنْ عُودِيَ فِيكَ وَ لَكَ ، فَإِنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لَا نُوَالِيهِ ، وَ الْحِزْبُ الَّذِي لَا نُصَافِيهِ ، وَ أَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فِيهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنَا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَ تَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ ، حَتَّى لَا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلَائِكَتِكَ إِلَّا دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوَابِ الطَّاعَةِ لَكَ ، وَ أَنْوَاعِ الْقُرْبَةِ إِلَيْكَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ ، وَ بِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إِلَى وَقْتِ فَنَائِهِ مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ ، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ ، وَ أَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لِأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ ، وَ اجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيعَ الْأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ جَنِّبْنَا الْإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ ، وَ الْتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ ، وَ الشَّكَّ فِي دِينِكَ ، وَ الْعَمَى عَنْ سَبِيلِكَ ، وَ الْإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ ، وَ الِانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ إِذَا كَانَ لَكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ ، وَ اجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَ أَصْحَابٍ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ امْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحَاقِ هِلَالِهِ ، وَ اسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلَاخِ أَيَّامِهِ حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا وَ قَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَاتِ ، وَ أَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ إِنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنَا ، وَ إِنْ زُغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا ، وَ إِنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ .

اللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ ، وَ زَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ ، وَ أَعِنَّا فِي نَهَارِهِ عَلَى صِيَامِهِ ، وَ فِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّلَاةِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَيْكَ ، وَ الْخُشُوعِ لَكَ ، وَ الذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى لَا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ ، وَ لَا لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ .

اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَ الْأَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ، أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ، وَ مِنَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَ هُمْ لَهَا سَابِقُونَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَ كُلِّ أَوَانٍ وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ ، وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْأَضْعَافِ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ " 1 .

 

1. الصحيفة السجادية : دعاء رقم : ( 44 ) .

 

2024/03/11

أهم أعمال أواخر «شهر رمضان»
الأول: الدُّعاء الذي رواه الكليني في الكافي عَن الصادق (عليه السلام) قالَ: "تقول في العشرة الاواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة: أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ.

[اشترك]

الثاني: وَروى الكفعمي في هامش كتاب البلد الامين أنَّ الصادق (عليه السلام) كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الاواخر بَعد الفرائض والنوافل: اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ.

وقال: مَن قاله غفر الله لَهُ ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي مِنهُ.

الثالث:

ما رواه السيّد ابن طاووس في الاقبال عَن ابن أبي عمير عن مرازم قالَ: كانَ الصادق (عليه السلام) يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الاواخر: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ﴾، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ، وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ، وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ماأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ، أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالاَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيامَةِ، إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤأَخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي، سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي، أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الآنَ فَارْضَ عَنِّي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا الله يا أَحَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ".

الرابع:

وأكثر من قول: يامُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، أَي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ.

الخامس:

الغسل، فقد روي أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر.

السادس:

ويُستَحب الاعتكاف في هذا العشر، ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الاوقات للاعتكاف، وَروي أنه يعدل حجتين وعمرتين، وكانَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) اذا كانَ العشر الاواخر اعتكف في المسجد، وضربت لَهُ قبة مِن شعر، وشَمَّر المئزر وطوى فراشه.

2023/04/15

ليلة بألف شهر.. الأعمال الكاملة لـ «ليلة القدر» الكبرى
ليلة القدر الثالثة، اللّيلة الثالثة والعشرون: وهِيَ أفضل مِن الليلتين السابقتين، ويستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر، وهي ليلة الجهني، وفيها يقدر كُل ‌امر حكيم.

[اشترك]

وعَن كتاب دعائم الاسلام أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان يطوي فراشه ويشّد مئزره للعبادة في العشر الأواخر مِن شَهر رَمَضان، وكان يوقظ اهله لَيلَة ثلاث وعَشرين، وكانَ يرش وجوه النيّام بالماء في تِلكَ اللّيلة، وكانت فاطمة (صلوات الله عَليها) لا تدع أهلها ينامون في تِلكَ اللّيلة، وتعالجهم بقلَّة الطعام، وتتأهَّب لها مِن النَّهار ـ أي كانَت تأمرهم بالنوم نهاراً لئلا يغلب عليهم النعاس ليلاً ـ، وتقول: "محروم من حُرم خَيرها".

وَروي أن الصادق (عليه السلام) كانَ مدنفاً، فأمر فأُخرج الى المسجد، فكان فيهِ حتى أصبح لَيلَة ثلاث وعَشرين مِن شَهر رَمَضان.

قالَ العّلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه): عَلَيكَ في هذه اللّيلة أن تقرأ القرآن ما تيسّر لَكَ، وأن تدعو بدعوات الصحيفة الكاملة لا سيّما دعاء مكارم الأخلاق ودعاء التَوبة، وينبغي أن يراعى حرمة ايّام ليالي القَدر والاشتغال فيها بالعبادة وتلاوة القرآن المجيد والدُّعاء، فَقد روي بأسناد معتبرة أنَّ يَوم القَدر مثل ليلته.

ولهذه اللّيلة عدة أعمال خاصّة سوى الاعمال الَّتي تشارك فيها الليلتين الماضيتين:

الأول:

قراءة سورتي العنكبوت والروم، وقَد آلى الصادق (عليه السلام) أنَّ مَن قرأ هاتين السورتين في هذه اللّيلة كانَ مَن أهَل الجَنَّةَ.

الثاني:

قراءة سورة حم دخان.

الثالث:

قراءة سورة القَدر ألف مرةٍ.

الرابع:

روى مُحَمَّد بن عيسى بسنده عَن الصّالحين (عليهم السلام) قالوا: كرّر في اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين مِن شَهر رَمَضان هذا الدُّعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعَلى كُلّ حال وفي الشّهر كُلِّهِ وَكيفَ أمكنك ومتى حضرك مِن دهرك، تقول بَعد تمجيده تَعالى والصلاة عَلى نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم): "اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً".

الخامس:

يَقول: "اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الاَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الاَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ (صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ﴿يَمْحُوالله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمَّ الكِتابِ﴾ ".

السادس:

يَقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ المُكَفَّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي".

السابع:

يدعو بهذا الدُّعاء المروي في الاقبال:

"يا باطِنا فِي ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً فِي بُطُونِهِ، وَيا باطِنا لَيْسَ يَخْفَى، وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرى، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌ مَحْدُودٌ، وَيا غائِبا غَيْرَ مَفْقُودٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ، يُطْلَبُ فَيُصابُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُ وَمابَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ، لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ وَلا بِحَيْثٍ، أَنتَ نُورُ النُّورُ وَرَبُّ الأَرْبابِ، أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الاُمور، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، سُبْحانَ مَن هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرَهُ"، ثم تدعو بما تَشاء.

الثامِن:

أن يأتي غسلاً آخر في آخر الليل سوى مايغتسله في أوله.

التاسع:

زيارة الحسين (عليه السلام).

العاشر:

الصلاة مائةَ ركعة، ولها فضل كثير وقَد أكّدتها الاحاديث.

روى الشَيخ في التهذيب عَن أبي بصير قالَ: قالَ لي الصادق (عليه السلام): "صلّ في اللّيلة الَّتي يُرجى أن تكون لَيلَة القَدر مائةَ ركعة، تقرأ في كُل ركعة قل هُوَ الله احد عَشر مرات"، قالَ: قُلتُ: جعلت فداك، فإن لَمْ أقوَ عَليها قائماً؟ قالَ: "صلّها جالساً"، قُلتُ: فإن لَمْ أقوَ؟ قالَ: "أدها وَأَنْتَ مستلق في فراشك".

الحادي عشر:

أن تقرأ دعاء اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين:

"يا رَبَّ لَيْلَةِ القَدْرِ وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَرَبَّ اللّيْلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالاَنْوارِ وَالأَرْضِ وَالسَّماء، يا بارِيُ يا مُصَوِّرُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا الله يا رحَمنُ يا الله يا قَيُّومُ يا الله يا بَدِيعُ، يا الله يا الله يا الله، لَكَ الاَسماء الحُسْنى وَالاَمْثالُ العُلْيا وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وإِيْمانا يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلامُ) ".

الثاني عشر:

وتقول أيضاً: "يا مُدَبِّرَ الاُمُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ، يا مُجْرِيَ البُحُورِ، يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوودَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا" وتسأل حاجتك، "اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ"، وارفع يديك الى السّماء، أي عِندَ قولك "يامُدَبِّرَ الامُورِ… " الى آخر الدُّعاء، وادع بهذا الدُّعاء راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً وكرّره، وادع بهِ في اللّيلة الآخيرة أيضاً.

الثالث عشر:

صلاة الليلة الثالثة والعشرين: ثمان ركعات بما تيسّر مِن السّور.

2023/04/13

لماذا يتخلى البعض عن الصيام في شهر رمضان؟
التأكید علی الحفـاظ على حرمـة رمضـان المبارك؛ یجب أن یكون موقع الدین في متن حیاة الناس.. إذا كان موقع الدین في متن حیاتنا سنبرمج بشكل لایتضرّر اقتصادنا و لانترك الصوم.

في بدایة الثورة جاء العلماء من مختلف أنحاء البلاد و سألوا أحد كبار المراجع آنذاك أنّ الناس في بعض المناطق في إفریقیا لایستطیعون القیام بالصوم إذا أرادوا أن یقوموا بإعمالهم و لابدّ إمّا من تكبّد اقتصادهم خسائر كبیرة و مواجهة المشاكل الاقتصادیّة و إمّا تركهم الصیام. أجاب ذلك المرجع الكریم بأنّ منشأ هذه الأسئلة هو أنّنا نری الدین علی هامش حیاتنا لا في متنها. نقول “إذا سارت حیاتنا كالمعتاد و بشکل عادي و مرتاح وجدنا شیئا إضافیّا سنصرفه في الدین ” لكن إذا اعتبرنا الدین جزءا حقیقیاً من حیاتنا ستنحلّ هذه المشاكل.

ثم یقدّم ذلك المرجع عدة اقتراحات. مثلا تأجیل عمل النّهار إلی اللّیل حتی یكون النهار وقتا للاستراحة طوال شهر رمضان و یكون العمل في الیل. هل توجد مشكلة في ذلك؟! 

نحن نرید أن نعیش بشکل عادي و مرتاح و لكن ما المانع في أن نعمل ساعة أو ساعتین یوميّاً أكثر طول السنة من أجل شهر رمضان و نتوقّف العمل أثناء هذا الشهر؟! حالیا في بعض البلدان التی یكون لهم شتاءً قاسّاً و لایستطیعون العمل یعوّضون عن عمل شتائهم طِيلَة السَّنَةِ. لذلك إذا عملوا بهذه الاقتراحات یمكن الجمع بین الصوم و عدم تكبّد الضرر الاقتصادي. نعم یمكن فی بعض الأحیان أن یكون الظروف للبعض بشكل لایستطیعون الصیام و في مثل هذه الظروف لایوجد حكم بوجوب الصیام في الشرع.

ویمكن للحكومات أن یقدّم مساعدة مالیّة للعمّال. الحكومات یملكون أموالا یجب صرفها طبقا للمصالح و الحفاظ علی حرمة هذا شهر رمضان المبارك من هذه المصالح. و حريٌّ برؤساء الأعمال أن یعملوا بطریقة لاتتوجه صدمة للعمّال في هذا الشهر و في هذه الحالة یكون الجمیع مأجورین عند اللّه تبارك و تعالی.

مقتطف من كلمة لآية الله العظمى الشبيري الزنجاني دام ظله
2023/04/10

كيف تتخلص من معاناة عدم الاستيقاظ لتناول وجبة «السحور»؟
تخطّي وجبة السحور، عادة خاطئة قد تساعدك على النوم لساعات طويلة، ولكنها ستكبدك الشعور بالعطش والجوع أثناء الصيام، فضلًا الخمول والتعب عند القيام بأي مجهود بدني.

[اشترك]

نستعرض طرق تساعد على الاستيقاظ من النوم لتناول وجبة السحور، وفقًا لموقع Gulfnews".".

1- النوم مبكرًا

كلما استطاعت النوم مبكرًا، سوف يكون بإمكانك الاستيقاظ في موعد السحور دون مواجهة صعوبة في ذلك، وعليه، احرص على التوجه إلى سريرك في تمام العاشرة مساءً، للحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، يصل إلى 5 ساعات تقريبًا.

2- ضبط المنبه

قد تبدو في نظرك طريقة تقليدية، ولكنها فعالة للاستيقاظ من النوم لتناول وجبة السحور، كل ما عليك فعله هو ضبط المنبه في تمام الثالثة صباحًا، على أن يتم وضعه بعيدًا عن السرير بحيث تضطر إلى القيام من مكانك لإغلاقه.

3- تناول الكافيين بكميات بسيطة

احرص على ألا تستهلك كميات كبيرة من المشروبات المنبهة بعد الإفطار، لأن الكافيين الزائد عن حاجة الجسم قد يمنعك من النوم مبكرًا، وبالتالي سوف تواجه صعوبة في الاستيقاظ من النوم عند السحور.

4- ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة قبل الحصول على قيلولة ما بعد الإفطار، سوف تخلصك من التوتر والقلق، وتساعد عضلاتك على استرخاء، وتمكنك من الحصول على نوم جيد، ومن ثم الاستيقاظ في موعد السحور دون الشعور بالانزعاج من ذلك.

5- حفّز نفسك بالطعام

قبل الحصول على قيلولة ما بعد الإفطار، ذكّر نفسك بالأطعمة المفضلة لديك في وجبة السحور، واجعلها حافزًا يدفعك لترك السرير في ساعة متأخرة من الليل، للاستمتاع بمذاقها اللذيذ وقيمتها الغذائية العالية.

آلاء نبيل
2023/04/06

علاقات محرمة وخيانات زوجية: الإعلام الفاسد يسرق شهر رمضان!
رمضان شهر الله، له قدسية وتربية روحانية، هو زائر ثري يطل علينا كل عام محملا بغنى الرحمة وقبول الأعمال وغفران الذنوب وفرصة للعبد لتجديد العهد مع الله، ويخلق الصيام في الإنسان نوعاً من سِمو الروح يجعله يصل إلى أعماق قد لا يدركها وبطنه مُمتلئة!

[اشترك]

ولست أعني بالصيام هذا الصيام الذي يصومه البعض في هذه الأيام، فالصيام هو التحدي الأكبر بحقٍّ لامتحان الإرادة البشرية، في الصيام والقيام وعمل الخير، (فكم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش).

إنّنا قد أصبحنا نصوم بطريقة مزاجية لإرضاء النفس حتى لو تنافت مع معاني الصوم، فنحن نُعطي النفس كل ما تشتهيه من المأكولات الشهيّة التي أضحت من خصائص رمضان، ويزيد على ذلك أن الكثير منا يقضي طوال يومه مستلقيا بلا عمل ولا فائدة كأننا جثث هامدة، يضيق خلقنا ونغضب لأقل سبب بحجّة أننا صائمون.

قال اللهُ جل وعلا في حديث قدسي: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ..

فإنّ صُمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك، إنّ الله جعل الصوم مضماراً لعباده ليستبقوا إلى طاعته، وكبح للعنصر الحيواني للنفس، لتعلوا بصاحبها إلى أعلى المنازل والخوف من الله وطلب رضاه هو مبتغى كل مؤمن والصبر نصف الإيمان والصوم نصف الصبر. ومن لم يَدَع قول الزّور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يضع طعامه وشرابه.

أستحضر حادثة لأحد أصحاب البقالة عندما كانت والدتي تتبضع منه بعض الخضار، ولاحظت أن هناك قصور في الوزن حين وضعها في الميزان وادخاله بعض الفواكه المضروبة في الكيس بخفة يده السحرية، حينها نظرت إليه وقالت كلمتين للرجل: (اللهم إني صائم).

انقلبت موازينه، وأخذت يداه ترتجف حتى أفرغ الكيس وأعاد تعبئته ووزنه بصورة صحيحة، فكل الأمور تهون إلا فيما يغضب الله، وأنا أسأل لماذا اليوم لا يبالي الكثير بقدسية هذا الشهر الفضيل؟

سواء من سلوكيات أو ما يظهر من بعض القنوات من أعمال فنية بحجة الترفيه، وما مدى حرية الإعلام المرئي فعلا مما يُطلقه من برامج في شهر رمضان، أليس أنا وأنت وأبناءنا هم الهدف والمتأثر الأول لها هي الأسرة والمجتمع لأنها موجهة لتلك الفئة بصورة خاصة؟

وكأن وسائل الإعلام العربية تعد العدة منذ بداية العام للتحضير لمثل تلك المسلسلات وهندسة المعلومات والمشاهد وتغليف الأفكار والتركيز على الشهوات والألفاظ البذيئة ثم تقديم شخصيات تعمل لها صرحاً وهمياً من القوة والعنف لتجعل منهم قادة ويجري توظيفها لتخدير المتابع وتوجيه رأيه، بحيث تغتال الشاشات العقول وتتلاعب بالمشاعر بطريقةٍ مدروسة، والأمر الأكثر خطورة أنه يُعاد تعريف الأمة الإسلامية وتربية أجيالها من خلال هذه المؤسسة الإعلامية.

فبين ثنايا تلك المشاهد تُصنع نفسية القبول مع تركيز العروض على العلاقات المحرمة وقصص الخيانات الزوجية، والتشجيع على الانتقام والثأر إلى الإدمان والشذوذ وكل ما تستقذره الأذواق السليمة، يُقدَّم هذا بدعوى نقل الواقع، بينما هو صناعة وتشجيع على واقع يراد تعميمه.

أو توفير المنابر الدعوية لمن يحملون في ثنايا أطروحاتهم نشر الشبهات في المجتمع بغطاء المسلسلات الرمضانية أو البرامج الترفيهية تحت شعار التجديد، واقع الإعلام العربي واقع مؤسف لو أردنا الخوض فيه سنحتاج لصفحات، فللأسف تم استغلال شهر رمضان للترويج لكل ما هو منحط وتافه من قبل الاعلام العربي بعيدا عن القيم والمبادئ التي يدعو إليها الشهر الفضيل، وتلك الأمور تحتاج لوقفة من قبل المعنيين ليتناسب ما يعرض في وسائل الاعلام مع قيم وروحانيات الشهر الفضيل، بدلا من أن نختزلها في التفاهات والاسفاف الذي لا ينتهي حتى أصبح شهر رمضان هو الموسم الذي يتم خلاله عرض الأعمال الدرامية التي لا يتناسب الكثير منها مع روحانيات الشهر.

لذلك يجب تشديد الرقابة ومنع أي مواد إعلامية مخالفة وخادشه للحياء، فنحن في الوقت الحالي نحتاج إلى تنفيذ الأعمال التي تهم الأسرة والمجتمع وتراعي الأخلاق والقيم وليس العكس، بدلا من أن يكون بها محتويات تحمل إسفافا أو ابتذالا، وتفسد علينا شهر رمضان وهو أيامٌ معدودة، وساعاتٌ سريعة المرور، ولحظاتٌ وجيزة يتعرض خلالها المسلم لنفحات رحمة المولى منذ بداية الشهر الفضيل.

فاشكر الله فقد أطال في عمرك لتتمتّع بالصيام والعبادة، ولا بدّ من العناية بفقه المناسبات، ومن ذلك: دراسة أحكام رمضان والحرص عليها وعلى تعلمها ودع الحيز الأكبر من وقتك للتأمل وتدبر القرآن، وهذا من علامات الإيمان، وعدم التهاون عن صلاة المغرب من أجل الجلوس للإفطار أو مشاهدة بعض البرامج، ولا تتخذ من شخص قدوة الا بما قدم من افعال صالحة.

"ولا تنظروا إلى صيام أحد، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا من إذا حدّث صدق، وإذا ائتُمِن أدّى، وإذا أشفى أي همّ بالمعصية" كن انت مراقبا لنفسك ولأسرتك وللقنوات والانتباه لما تبثه من سموم تربوية معاكسة للجيل، فإن المعركة شرسة وهي معركة جيل وتغير مبادئ وتربية اعلامية بعيدة كل البعد عن الأخلاق الإسلامية التي هي وحدة تماسك المجتمع، ولا تمنحهم نافذة لسرقة روحانية رمضان فمن عظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "ومن أعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه".

جنان الهلالي
2023/04/06

تحذير طبي من مشاهدة المسلسلات الرمضانية!
يحرص بعض الأشخاص على متابعة العديد من المسلسلات التليفزيونية في شهر رمضان، كوسيلة للترفيه وملء وقت الفراغ، إلا أن المكوث لساعات طويلة أمام التليفزيون وشاشات الكومبيوتر، قد يكون له أضرارًا جسيمة على الصحة، سواء العضوية أو النفسية.

[اشترك]

في السطور التالية نستعرض أضرار مشاهدة المسلسلات في شهر رمضان، وفقًا للدكتور محمد هاني، استشاري الصحة العامة، والدكتور محمد حلمي، استشاري التغذية العلاجية.

أضرار مشاهدة المسلسلات الرمضانية

1- يعتبر التليفزيون من وسائل الترفيه المفضلة لدى الأطفال، إلا أن المسلسلات الرمضانية قد يتخللها مشاهد لا تتناسب مع صغر سنهم، مثل مشاهد العنف والتحرش والتدخين، والطفل في هذه المرحلة العمرية يميل إلى تقليد ما يدور حوله من سلوكيات، مما يعرض حياته للخطر.

2- الجلوس لفترة طويلة لمشاهدة المسلسلات الرمضانية، قد يدفع البعض إلى استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة، ومع قلة الحركة، يزداد الوزن، وتزداد فرص الإصابة بالسمنة المفرطة.

3- تنميل الأطراف وتورمها، لأن قلة الحركة أثناء مشاهدة التليفزيون تؤثر على التروية الدموية الواصلة إلى القدمين، حيث تقل كمية الدم المؤكسد الواصل إليهما.

4- تعتبر الحلويات من الأطعمة التي يفضل بعض الأشخاص تناولها أثناء مشاهدة المسلسلات الرمضانية، واستهلاكها بكميات كبيرة لا يسبب فقط زيادة الوزن، بل يتسبب في اضطراب نسبة

5- كثرة المسلسلات الرمضانية قد يدفع بعض الأشخاص إلى السهر ليلًا، في محاولة لاستيعاب أكبر عددًا منها، ومع قلة النوم، يشعر الشخاص بالخمول والتعب والإرهاق أثناء الصيام، فضلًا عن التقلبات المزاجية والإصابة بالصداع.

6- الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أثناء مشاهدة المسلسلات في رمضان يرتبط بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

7- قضاء أغلب الوقت أمام التليفزيون، سوف يؤدي إلى انخفاض قدرة الشخص على التعامل مع الآخرين، حيث يصبح أكثر ميلًا إلى الوحدة والعزلة الاجتماعية.

ماذا نفعل؟

1- تخصيص وقت محدد لمشاهدة المسلسلات، بشرط ألا يتداخل مع ساعات النوم التي يجب أن تتراوح يوميًا من 6 إلى 8 ساعات.

2- إبعاد الأطفال عن المسلسلات التي تحتوي على مشاهد عدوانية وسلوكيات غير صحيحة، لتجنب التأثر بها.

3- مشاهدة التلفاز بشكل عائلي، مع مراعاة انتقاد السلوكيات الخاطئة وتصحيحها أمام الأطفال.

4- الامتناع عن تناول الأطعمة الدسمة أثناء مشاهدة التليفزيون، مثل المقليات والتسالي والحلويات، واستبدالها بالسناكس الصحية، مثل الفشار والخضروات والفاكهة.

5- مراعاة الحركة أثناء الفواصل الإعلانية، لتحسين تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم، ولا سيما القدمين.

آلاء نبيل المصدر elconsolt
2023/03/30

3 سلوكيات سيئة تجنّبها في شهر رمضان!
إن شهر رمضان المبارك هو أفضل الشهور، كما عَبَّرَ عن ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: " شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات " ولذلك فهو فرصة ثمينة لمن يريد اغتنام هذا الشهر المبارك الذي لا يتكرر في السنة إلا مرة واحدة، ولا يضمن فيه أحد نفسه أنه ستتاح له الفرصة في العام القادم، إذ قد ينتقل إلى الدار الآخرة قبل ذلك!

[اشترك]

وشهر رمضان المبارك يجب أن يُحيى بالأعمال الصالحة، واجتناب كل ما يسيء إلى مكانته وفضله مما يخدش في مفهوم الصيام الكامل، وهو اجتناب كل المفطرات المادية والمعنوية والسلوكية.

وفي مجتمعنا ـ كما في الكثير من المجتمعات الإسلامية الأخرى ـ توجد بعض العادات والسلوكيات الحسنة التي يجب أن تُنَمَّى وتُقَوَّى، كما توجد في المقابل بعض العادات والسلوكيات الخاطئة التي ينبغي التخلص منها، وإحلال السلوكيات الحسنة مكانها.

السلوكيات الحسنة

توجد في مجتمعنا الكثير من العادات والسلوكيات الحسنة التي يجب أن نسعى لتنميتها، والعمل على الإكثار منها، واستثمارها في خلق جو إيماني وروحي يساعد على تنمية التدين في المجتمع... ويمكن الإشارة إلى بعض هذه السلوكيات والعادات الحسنة في النقاط التالية:

1 ـ تلاوة القرآن الكريم

ورد التأكيد على فضل تلاوة القرآن الكريم في كل وقت وزمن، ولكنه في شهر رمضان أكثر تأكيداً، وأعظم ثواباً وأجراً، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآلة) قوله: " من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور "، وقال الإمام الباقر (عليه السَّلام): " لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان".

وفي مجتمعنا نرى في كل منزل ومكان هناك من يتلو القرآن الكريم، إذ عادة ما يلتزم الجميع بقراءة جزء من القرآن ليلياً على الأقل. وهذه عادة حسنة يجب التشجيع عليها، وفي نفس الوقت ينبغي التأكيد على أهمية فهم القرآن، والاهتمام بتجويده وتفسيره، والاطلاع على علوم القرآن حتى يتسنى لقارئ القرآن الكريم معرفة الآيات الشريفة، وإدراك أبعادها وغاياتها وتفسيرها.

2 ـ الاهتمام بالفقراء والمساكين

من العادات والسلوكيات الحسنة في مجتمعنا خلال شهر رمضان الكريم هو الاهتمام بالفقراء والمساكين، فعادة ما يهتم الناس في شهر رمضان أكثر من باقي الشهور الأخرى بالفقراء والمساكين ممن هم حولهم، سواء كانوا من ذوي الأرحام، أو من قاطني نفس الحي، أو من أهل المدينة أو القرية مما يضفي جواً من التكافل الاجتماعي العام.

وقد حًثًّ نبينا (صلى الله عليه وآله) الأغنياء في هذا الشهر الفضيل على الإنفاق على المحتاجين من الفقراء والمساكين، إذ يقول (صلى الله عليه وآله): " وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، وتحننوا على أيتام الناس يُتحنَّن على أيتامكم ".

وهذه العادة الحسنة يجب أن توظف في دفع عجلة العمل الخيري والتطوعي في مجتمعنا بما يساهم في الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها الجمعيات الخيرية وكافة المناشط التطوعية.

3 ـ تنشيط الزيارات

ومن العادات والسلوكيات الحسنة في شهر رمضان ما نلاحظه في مجتمعنا من الاهتمام بزيارة الأرحام، وصلة الأصدقاء، وتبادل الزيارات لمجالس الذكر والدعاء، واجتماع الناس في المجالس، مما يضفي أجواءً من الحيوية والتفاعل بين مختلف الشرائح الاجتماعية.

وقد حث النبي (صلى الله عليه وآله) على زيارة الأرحام في هذا الشهر المبارك، إذ يقول (صلى الله عليه وآله): " من وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ".

كما ورد الحث على زيارة المؤمنين والأصدقاء، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: " من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله، وكان حقيقاً على الله أن يُكرم زواره "، وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: " الزيارة تنبت المودة "، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): " ما زار مسلم أخاه المسلم في الله ولله إلا ناداه الله عَزَّ وجَلَّ أيها الزائر طبت وطابت لك الجنة ".

فزيارة المؤمنين والأصدقاء والأرحام لها فوائد عظيمة، لَعًلَّ من أهمها: تقوية العلاقات الاجتماعية، وإشاعة الأخوة بين المؤمنين، وإزالة الضغائن والتشنجات من النفوس، وتثبيت المودة والمحبة بين أفراد المجتمع، ولذلك كله، ينبغي تنمية عادة التزاور بين الناس وخصوصاً في شهر الله (شهر رمضان) حيث تكون النفوس مهيأة لتبادل الزيارات، ونسيان ما قد يَعْلق بين بعض أفراد المجتمع طوال السنة من سوء فهم، أو حدوث توتر لأي سبب كان.

4 ـ الإقبال على صلاة الجماعة

من العادات و السلوكيات الحسنة في شهر رمضان المبارك أيضاً الإقبال الشديد على المشاركة في صلاة الجماعة ، خصوصاً في صلاتي المغرب والعشاء، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين جماعة، وهي عادة حسنة، بل إن صلاة الجماعة مستحبة مؤكدة في كل وقت، و لكن في شهر رمضان يتضاعف الأجر فيها ، فقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قوله:" قد أظلكم شهر رمضان، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيامه لله عَزَّ و جَلَّ تطوعاً، من تَقَرَّبَ فيه بخصلة من خير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه " .

وهذا الإقبال على صلاة الجماعة في شهر رمضان من السلوكيات الحسنة، ويجب أن يعاهد فيه الإنسان نفسه على الالتزام بإتيان صلاة الجماعة في كل أيام السنة لما في ذلك من تقوية للحالة الدينية في المجتمع، وتنمية أواصر الأخوة بين المؤمنين، وخلق الأجواء الإيمانية والروحية في الفضاء الاجتماعي العام.

5 ـ تبادل أطباق الطعام

وهي من السلوكيات الحسنة أيضاً، حيث يتبادل الناس في شهر رمضان المبارك، وخصوصاً بين الأرحام والجيران والأصدقاء، أطباق الطعام، مما ينمي المحبة بين أفراد المجتمع، ويساهم في خلق أجواء من الصفاء النفسي الذي يذيب مشاعر الكراهية التي قد توجد بين بعض الناس لأسباب مختلفة.

وهذه العادة الحسنة تعطي انطباعاً بتماسك المجتمع وترابطه، وتساهم في تقوية النسيج الاجتماعي مما ينعكس أثره على التعامل الإيجابي بين الناس.

وإذا كان الإنسان يتبادل الطعام بعنوان (إفطار صائم) فإن له أجراً وثواباً عظيماً كما ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حيث قال: " أيها الناس: من فَطَّرَ منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه.

قيل: يارسول الله! وليس كلنا يقدر على ذلك.

فقال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة ماء ".

فلنجعل من تبادل أطباق الطعام بهدف الحصول على الثواب الكبير أيضاً من خلال عقد النية على تفطير الصائمين، وبذلك يحصل الإنسان على الثواب والأجر الجزيل، بالإضافة لما في ذلك من فوائد كثيرة في صناعة التقارب والتواصل بين أفراد المجتمع.

السلوكيات الخاطئة

وبالرغم من السلوكيات الحسنة الكثيرة الموجودة في مجتمعنا أيام شهر رمضان المبارك، إلا أنه في المقابل توجد بعض السلوكيات السيئة، والعادات الخاطئة، التي يمارسها بعض الناس في شهر رمضان الكريم، مما ينعكس سلباً على الأجواء الإيمانية التي يخلقها هذا الشهر الشريف، كما يؤدي إلى ضياع الفوائد المرجوة من مقاصد الصوم وفلسفته.

ويمكن الإشارة إلى بعض هذه السلوكيات الخاطئة ضمن النقاط التالية:

1 ـ قلة الفاعلية

اعتاد الكثير من الناس في مجتمعنا على قلة الفاعلية، وانعدام النشاط، وعدم الإنجاز في شهر رمضان الكريم، فنجد أن الكثيرين يتضاعف نومهم في شهر رمضان الكريم عما في غيره من الشهور، ويصاب العديد من الناس بحالة من الكسل والخمول والملل مما يؤدي إلى تدني إنتاج ما يقوم به الموظف أو العامل أو الطالب عما تعود إنتاجه خلال الشهور الأخرى.

وبنظرة سريعة للتعاليم الدينية نلحظ التأكيد الشديد على أهمية إحياء أيام وليالي شهر رمضان الكريم في العبادة والذكر والدعاء، ومضاعفة الأعمال الصالحة، فشهر رمضان الأعمال فيه مقبولة كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآلة) حيث يقول: " وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب " ومادام الأمر كذلك، فيجب على كل واحد منا أن يضاعف فيه العمل الصالح، وأن يحيي شهر رمضان بالعبادة، والدعاء، والاستغفار، والتوبة النصوح.

2 ـ الإسراف في الطعام

من السلوكيات الخاطئة أيضاً أيام شهر رمضان المبارك هو الإسراف والإفراط في تناول الطعام وكأنه يريد تعويض ما فاته وقت النهار مما يضيع على نفسه الفوائد الصحية من الصيام.

والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة مهمة وهي أهمية الاعتدال في الأكل والشرب، يقول تعالى: ﴿ ... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ ويقول الرسول العظيم (صلى الله عليه و آله): " إياكم وفضول المطعم فإنه يسم القلب بالفضلة، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة، ويصمّ ُالهمم عن سماع الموعظة " ويقول الإمام علي ( عليه السلام ): " من كثر أكله قلت صحته، وثقلت على نفسه مؤونته " وقال الإمام علي (عليه السلام) أيضاً: " كثرة الأكل والنوم يفسدان النفس، ويجلبان المضرة " وقال الإمام الصادق (عليه السلام ): " ليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة لشيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة ".

لقد أصبح الكثير من الناس يصرفون على أكلهم وشربهم في شهر رمضان الكريم أضعاف ما يصرفونه في غيره من الشهور، وهي نتيجة للإسراف الذي قد يصل أحياناً لدرجة التحريم، والطريف في الأمر أن بعض الناس قد يأكل من الطعام في شهر رمضان أضعاف ما يأكله في غيره من الشهور! كل ما في الأمر تغير أوقات تناول الطعام، فبدلاً من تناوله نهاراً، والنوم ليلاً في الشهور الأخرى، ينام في شهر رمضان نهاراً، ويأكل ليلاً بشراهة أكبر!!

وهذا النوع من السلوك الخاطئ، قد يؤدي إلى انعدام الفوائد الصحية من الصيام، والوقوع في شباك الأمراض المختلفة الناتجة من عدم الوعي الغذائي، وتناول الأطعمة والأشربة بإفراط، وغياب الاعتدال والاقتصاد في المأكل والمشرب.

وما انتشار الأمراض الخطيرة في مجتمعنا كأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب ... إلخ إلا نتيجة ـ في أحد أسبابها ـ للإفراط في تناول الطعام، وعدم الوعي الغذائي فيما يجب تناوله يومياً.

ولذلك، يجب أن يكون شهر رمضان محطة للتأمل والتفكر في طريقة تناولنا للطعام، والتدرب على الانضباط في المأكل والمشرب، والاعتدال دائماً في تناول الأغذية، وبذلك يتحقق لنا الفوائد الصحية من الالتزام بفريضة الصيام، وكما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): " صوموا تصحوا ".

3 ـ الإدمان على مشاهدة التلفاز

يُعَدُّ الإدمان على مشاهدة التلفاز في شهر رمضان المبارك من السلوكيات الخاطئة، إذ يقضي الكثير من الناس أوقاتهم في مشاهدة برامج التلفاز، خصوصاً وأن بمقدور أي واحد منا أن يشاهد مئات القنوات المختلفة، وتتفنن هذه القنوات الفضائية في تقديم الأفلام والفوازير والبرامج التي يغلب عليها عدم الفائدة وبعضها يدخل في قائمة (ما يحرم مشاهدته).

ومن المؤسف حقاً أن يقضي الإنسان الصائم أغلب وقته وهو ينتقل من فيلم لفيلم، ومن برنامج إلى برنامج، ومن قناة لأخرى، وهكذا يحاول البعض أن يقضي على وقته في الإدمان على مشاهدة التلفاز بدلاً من إحياء ليالي وأيام شهر رمضان الفضيل بالعبادة والذكر والدعاء.

وبالطبع لا نقصد من ذلك أنه يمنع على الصائم مشاهدة التلفاز، ولكن المقصود هو أن لا يُسرف في مشاهدة التلفاز، وأيضاً أن يشاهد المفيد من البرامج، كما ينبغي أن يقضي الإنسان الصائم جُلَّ أوقاته في الإتيان بالمستحبات، وتلاوة الأوراد والأذكار والأدعية الوارد قراءتها في شهر رمضان الكريم.

إن علينا أن نتوجه إلى الله تعالى في شهر الله، شهر رمضان، الذي " هو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ".

أما الشقي حقاً فهو من يرتكب المحارم تلو المحارم وخصوصاً في شهر رمضان، وكما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): " إن الشقي حق الشقي من خرج منه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه " وعنه (صلى الله عليه وآلة) أيضاً قوله: " فمن لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له؟! " .

فلنضاعف أعمالنا الصالحة في هذا الشهر المبارك، عسى أن نفوز برضا الله تعالى ومغفرته ورحمته ورضوانه، وهو منتهى غايات المؤمنين.

الخلاصة

وبعد أن ذكرنا بعض الأمثلة على السلوكيات والعادات الحسنة في مجتمعنا، وكذلك بعض الأمثلة على السلوكيات والعادات الخاطئة، من المفيد لكل واحد منا أن يتساءل مع نفسه! إن كان يمارس السلوكيات الحسنة أم السيئة؟ أم يخلط بينهما؟!

إن شهر رمضان المبارك فرصة لنتدرب في أجوائه الإيمانية على الصبر، وقوة الإرادة، والانضباط في كل شيء، والالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية.

ليكن شهر رمضان الفضيل محطة لمجاهدة النفس، وممارسة الرياضة الروحية، والارتقاء إلى معالي الكمال المعنوي، والتخلص من الانشداد إلى الماديات في هذه الحياة الفانية.

إننا بحاجة لاستثمار أجواء رمضان الإيمانية في تكريس السلوكيات والعادات الحسنة، والتخلص من السلوكيات والعادات الخاطئة، وتجذير القيم الأخلاقية في البنية الاجتماعية، وإشاعة السلوكيات الحسنة في الفضاء الاجتماعي العام، وبذلك تتحقق الغايات النبيلة من فلسفة الصيام.

2023/03/27

5 أسباب تكشف: لماذا يزداد وزنك في شهر رمضان؟!
الكثير من الناس يعاني في شهر رمضان زيادة في الوزن، مع العلم أن الطبيعي هو أن يكون العكس.

[اشترك]

هناك عدة أسباب وراء هذه الزيادة وكلها تتعلق بكمية ونوعية الطعام بالإضافة إلى تغييرات في العادات الغذائية.

تعرف إلى أهم 5 أسباب وراء زيادة الوزن خلال شهر رمضان:

1- تناول سعرات حرارية إضافية

مع أن الساعات المتاح فيها تناول الطعام قصيرة في شهر رمضان، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الناس يتخطى كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه يومياً مما يؤدي إلى تخزين هذه الطاقة الإضافية وتحويلها إلى دهون وبالتالي زيادة الوزن، أحد أسباب ذلك هو تناول كميات كبيرة من الطعام، وجبة الإفطار يجب ألا تكون أكبر من وجبة الغذاء العادية التي تتناول عادة، ووجبة السحور يجب أن تكون مماثلة لوجبة الفطور.

الكثير من الناس يبالغون في تنوع مائدة رمضان مما قد يدفع الشخص لتناول أكثر من حاجته، كما أن نوعية الطعام المتناولة قد تختلف، فهناك عدد كبير من الناس يقوم بتحضير المقبلات المقلية والوجبات الدسمة بشكل شبه يومي.

2- تناول الحلويات

قد يزيد عند البعض تناول الحلويات بحيث يصر على وجود نوع أو أكثر من الحلويات يومياً، هذه الحلويات هي في معظم الأحيان غنية بالدهون والسكريات وبالتالي غنية بالسعرات الحرارية، وكل زيادة في تناول السعرات الحرارية سيؤثر سلباً على الوزن، إن كنت في الأيام العادية تتناول الحلويات مثلاً مرة في الأسبوع، حاول أن تلتزم بنفس النظام، وإن كانت الكمية التي تتناول عادة من الحلويات متوسطة إلى صغيرة حافظ على ذلك أيضاً.

3- مشروبات شهر رمضان

في الكثير من البيوت تتواجد مشروبات رمضان بشكل يومي على مائدة الإفطار مثل الجلاب، التمر هندي، قمر الدين وشراب التمر. تعد هذه المشروبات خاصة بشهر رمضان بحيث يندر شربها في الأشهر الأخرى، المشكلة في ذلك هو أن معظم هذه المشروبات يعد غنياً جداً بالسكريات وبالتالي السعرات الحرارية، وبالتالي ستضيف هذه المشروبات كمية إضافية من السعرات الحرارية لم تكن تتناولها قبلاً وتزيد من احتمالية زيادة الوزن لديك.

4- قلة الحركة

يتوقف الكثير من الناس عن ممارسة التمارين الرياضية خلال شهر رمضان مما يقلل من قدرتهم على حرق السعرات الحرارية، فقلة الحركة تقلل من استقلاب الجسم، وإن كنت من الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة أصلاً قد تقل حركتك بسبب قلة ساعات العمل لديك وزيادة ساعات النوم خلال النهار.

حاول ألا تتخلى عن التمارين الرياضية خلال الشهر الفضيل وذلك من خلال تنظيم أوقاتها. قم بممارسة التمارين الرياضية قبل ساعة من الإفطار أو بعد ساعتين منه.

5- تغيير مواعيد النوم

الكثير من الناس تزيد ساعات نومهم في نهار رمضان وتقل ساعات نومهم في الليل وذلك له تأثير سلبي في الوزن، فالنوم الليلي مهم جداً للجسم من نواحي عديدة ومنها الحفاظ على الوزن.

فالدراسات العلمية تشير إلى أن قصر ساعات النوم الليلية وتقطعها يؤدي إلى إفراز الهرمونات وبالتالي تقلل من قدرة الجسم على الاستقلاب مما يسبب زيادة في الوزن. حاول الالتزام بالنوم 7-8 ساعات يومياً على الأقل ويجب أن تكون هذه الساعات متواصلة وليلية، نوم النهار لا يعوض نوم الليل.

مي مغربي
2023/03/27

في شهر رمضان: هل تقرّبنا ’المسلسلات’ إلى الله؟!
يعتبر شهر رمضان الكريم شهراً مميزاً في الثقافة الإسلامية حيث التركيز على الصيام والعبادة والتضرع إلى الله تعالى. كما يعد الصيام من أهم ركائز الإسلام وهو فرض على كل مسلم بدءًا من سن البلوغ، ويجب على المسلمين الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

[اشترك]

ومع ذلك، يواجه الكثيرون صعوبة في الصيام خلال شهر رمضان بسبب عدد من الأسباب، بما في ذلك التركيز على الطعام والشراب في وقت الإفطار وتناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسكريات، بالإضافة إلى التعرض المستمر للإعلانات الخاصة بالأطعمة والمشروبات خلال شهر رمضان.

ولكن، هناك عامل آخر يجب أن ينظر إليه بجدية وهو الأثر السلبي للمسلسلات خلال شهر رمضان على الصيام. ففي السنوات الأخيرة، أصبح شهر رمضان موسمًا للمسلسلات التلفزيونية، حيث يتم عرض عدد كبير من البرامج والمسلسلات التلفزيونية في الوقت الذي يجلس فيه الناس لتناول الإفطار والسحور.

ومع ذلك، فإن هذه المسلسلات الرمضانية يمكن أن تكون مضرة بشكل خاص على الصيام والصلاة، حيث إنها تشتمل على مشاهد غير لائقة وأحيانًا مشاهد عنيفة ومؤذية، مما يؤدي إلى تشتيت الذهن والانتباه عن العبادة والتأمل في الله فضلاً عن كونها قد توقع الصائم في الحرام من خلال مشاهدة ما يتم عرضه خلال هذه المسلسلات من نساء متبرجات وزينة وموسيقى وغيرها. وقد يؤدي هذا التشتت إلى تقليل النشاط العقلي والبدني الذي يتطلبه الصيام والصلاة. وعلاوة على ذلك، فإن بعض المسلسلات الرمضانية يمكن أن تحتوي على مشاهد تعزز سلوكيات غير مشروعة، مثل العنف والعلاقات الجنسية الخارجة عن الإطار الأخلاقي.

ويمكن أن تؤثر هذه المشاهد سلبًا على الصيام، حيث يتم تحفيز الغرائز السلبية في النفس وتقوية الرغبات الشهوانية وتحفيز العنف في المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر شهر رمضان فرصة للتأمل والانتقال إلى الجانب الروحاني للحياة، وهذا يتطلب الانفصال عن الشغوف والرؤية الدنيوية للحياة. ومع ذلك، فإن المسلسلات الرمضانية يمكن أن تعزز الانغماس في الجانب الدنيوي من الحياة وتجعل الناس يفتقرون إلى الوعي والتفكير العميق حول العبادة والتأمل.

لذلك، ينبغي علينا توخي الحذر من مشاهدة المسلسلات خلال شهر رمضان وتحديد الأولويات الروحانية، والتفكير في تخصيص جزء من وقتنا للعبادة والتأمل وترك المسلسلات الرمضانية. وعلى الرغم من أن المسلسلات الرمضانية يمكن أن تكون ممتعة وتوفر ترفيهًا للعائلة، إلا أنها يجب ألا تتعارض مع الهدف الأساسي لشهر رمضان الذي هو التقرب إلى الله والتعرف على النفس الروحانية وتقوية العلاقة مع الله.

المصدر موقع الأئمة الاثني عشر
2023/03/26

ماذا نقول عند الإفطار؟
ما يقوله الصائم إذا أفطر.. - روى الكليني بإسناد حسن (على الأظهر) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ عن أبي جعفر، عن آبائه (عليهم السلام):

[اشترك]

 أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان إذا أفطر قال:

" اللهمّ لكَ صُمنا، وعلى رزقِكَ أفطرْنا فتقبّله منّا. ذهب الظمأ، وابتلّت العروق، وبقي الأجرُ ".

- وفي حديث معتبر آخر رواه الكلينيّ أيضاً، بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام، تقول في كلّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار إلى آخره:

" الحمدُ لله الذي أعاننا فصمنا، ورزقنا فأفطرنا، اللهمّ تقبّل منّا وأعنّا عليه، وسلّمنا فيه و تسلّمه منّا في يسر وعافية، الحمد لله الذي قضى عنّا يوماً من شهر رمضان ".

2023/03/24

حديثان معتبران في استقبال شهر رمضان
1-علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه فقال:

[اشترك]

" اللهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسّلامة والإسلام، والعافية المجلّلة[الشاملة] والرزق الواسع ودفع الأسقام، اللهمّ ارزقنا صيامه وقيامه، وتلاوة القرآن فيه، اللهم سلّمه لنا وتسلّمه منّا وسلّمنا فيه ".

2-عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن بن علي، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطيّ قال: قال أبوعبدالله (ع): إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فقل:

 " اللهمّ ربّ شهر رمضان ومنزل القرآن، هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن وأنزلت فيه آيات بينات من الهدى والفرقان، اللهمّ ارزقنا صيامه وأعنّا على قيامه، اللهمّ سلّمه لنا وسلّمنا فيه وتسلّمه منا في يسر منك ومعافاة واجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم فيما يفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يردّ ولا يبدّل: أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنبهم، المكفّر عنهم سيّئاتهم واجعل فيما تقضي وتقدّر أن تطيل لي في عمري وتوسّع عليّ من الرزق الحلال.

(الكافي: باب ما يقال في مستقبل شهر رمضان،ح1و2).
2023/03/24

إسراف في شهر رمضان.. هل نحن مقبلون على مجاعة؟!
قبل أن يهل علينا هلال شهر رمضان المبارك تنهمر علينا الإعلانات التسويقية لجذب الناس إلى شراء (لوازم رمضان)، وتتبارى الأسواق والمحال في عمل الدعايات الترويجية التي تغري الناس بشراء المزيد مما يسمونه لوازم الصيام، وعندما ننظر إلى كميات المشتريات التي يخزنها الناس قبيل رمضان يخيل إلينا - دون مبالغة - وكأننا مقبلون على مجاعة!!

[اشترك]

إنّ شهر رمضان موسم فضيل، جعله الله تعالى للصيام والطاعة، والتزود من الطاعات وأعمال البر والإحسان، وطلب الرحمة والمغفرة والرضوان، وقد شرع عز وجل عبادة الصيام طلبًا للتقوى، ولا مانع من الاستمتاع بالطعام الطيب في رمضان وغير رمضان ما دام ذلك بتوازن واعتدال، ودون إسراف أو تبذير!! إلا أن كثيرًا من الناس يزداد إقبالهم على الطعام والشراب في هذا الشهر أكثر من بقية الشهور لدرجة الإسراف والتبذير، ويبالغ الناس في شراء (مستلزمات رمضان) بشكل عجيب!! وكأن شهر رمضان موسم سنوي للأكل والتباهي في الولائم بكثرة أصناف وألوان الطعام، والغريب في الأمر ليس هذا وحسب، بل تزايد هدر الطعام والشراب في هذا الشهر؛ إذ يؤكل القليل مما يُطهى ويعد كل يوم للمائدة الرمضانية، ويتعرض ما يتبقى - في أغلب الأحيان - للإتلاف والرمي، والمؤسف أن يحدث ذلك في الوقت الذي تعاني فيه أُسر مسلمة كثيرة في دول وأماكن أخرى من الجوع وضيق ذات اليد، ولا تجد من يعطف عليها ويسد رمقها!

والتبذير والإسراف من المعاصي والذنوب التي ذمها الله تعالى، ونهانا عنها، قال عز وجل: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال سبحانه: {كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، ولماذا لا يحب الله المسرفين؟! لأنهم يهدرون نعم الله تعالى، ولا يحترمونها، وقد حذرنا الله من التبذير، قال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}.

والمؤسف أن الإسراف في رمضان قد أصبح ظاهرة لا تقتصر على الأغنياء فقط، أو الأسر ميسورة الحال وحسب، بل يقع في ذلك غالبية الأسر من مختلف الطبقات، غنيها وفقيرها.

إن الإسراف والتبذير في رمضان وفي غيره آفة كبيرة، يجب التخلص منها. وما أجمل أن يتعلم الصائمون الاقتصاد والاعتدال، فالغاية من الطعام والشراب هي التقوى على طاعة الله وعبادته للفوز برضاه في الدنيا والآخرة، وليس ملء البطون ونسيان الفقراء والمساكين الذين لهم حقوق علينا.. فعلينا أن نعالج هذه الظاهرة، وأن نعي جيدًا أن غاية الصيام هي تطهير النفس وتطهير المجتمع لتحصيل التقوى.

إن الصوم عبادة، فيها تدريب على الصبر والتحمل، ولم يشرع رمضان ليكون شهرًا لإقامة الولائم والتنافس في المتع والملذات، بل من حِكَم الصوم أن يتذكر المسلم الفقراء والمساكين، ويشعر بشعورهم، ومن هنا فحري بالصائم أن يكبح هوى نفسه، ويكفها عن التبذير والإسراف.

المصدر سبق
2023/03/24

كيف تحافظ على هدوء أعصابك في شهر رمضان؟
من أكثر الجُمل التي نسمعها شيوعاً خلال الشهر الفضيل، هي جملة "اللهم إني صائم".. كنايةً عن تذكير النفس بعدم الانسياق وراء الانفعال أو التشاجر مع الآخرين أثناء يوم الصيام.

[اشترك]

وقد يفلح البعض في السيطرة على انفعالاتهم، بينما قد لا يتمكن البعض الآخر من الحفاظ على هدوئهم وينساقون وراء عصبيتهم الشديدة، التي قد يزيدها تأثير الصيام فيهم مع الامتناع عن الكافيين أو التدخين إذا كانوا من المدخنين.

فكيف تحافظ على هدوء أعصابك في شهر رمضان؟ إليكم بعض النصائح المهمة من:

1- ذكّر نفسك بالهدف من الصيام

حينما تشعر بضعف قدرتك على السيطرة على انفعالك في موقف معين تتعرض له، ذكر نفسك بأن الهدف الأساسي من الصيام هو تهذيب النفس وتدريبها على التحكم في الشهوات وتحريرها من الغضب والانفعالات، وستشعر بتحسن فوري في قدرتك على استعادة توازنك وهدوئك.

2- ابتعد عن أجواء التشاحُن

رمضان هو شهر الهدوء والسكينة والرحمة، لذلك حاول قدر الإمكان أن تُركز طاقتك في هذا الشهر على العبادة والتدبُر، وتجنَب إهدارها على الخلافات والتوتر أو الشجار، لهذا ننصحك بأن تحاول أن تنأى بنفسك عن الأشخاص أو المواقف التي تعرف مسبقاً أنها قد تُسبب لك الانفعال وخسارة هدوئك.

3- واظب على رياضة المشي

يعد المشي أحد أفضل طرق الترويح عن النفس وضبط المزاج والحصول على الاسترخاء والهدوء النفسي، لهذا ننصحكم بمزاولة المشي نصف ساعة يومياً خاصةً في الهواء الطلق، سواء قبل الإفطار أو بعده للحصول على فوائده الصحية والنفسية الرائعة للجسم.

4- ركز على عباداتك وضع أهدافاً

يعتبر شهر رمضان من أسرع الشهور مروراً على الإطلاق، ففي كل عام ينتابنا نفس الشعور، لا ندري كيف انتهى بهذه السرعة بعد أن كان قد بدأ للتو! لهذا احرص خلال الشهر الكريم على أن تضع أهدافاً للتقرب من الله والاستمتاع بالصيام والقيام والدعاء وفعل الخير، ولا تنساق وراء السلبيات من قول أو فعل وركز فقط على الأمور التي ترفع من روحك المعنوية وطاقتك الإيجابية، وستشعر تلقائياً بأنك قد أصبحت أكثر قدرة على التحكم في هدوء أعصابك.

2023/03/23

كيف نواجه ظاهرة الإفطار العلني؟!
تشكل ظاهرة الإفطار العلني خرقا لحدود شهر رمضان الكريم، وتشكل أيضا خطرا على الشباب بالدرجة الأولى، خاصة أن الاجواء الرمضانية تعد فرصة مناسبة تماما، لتصحيح مسارات الشباب الخاطئة وإعادتهم الى جادة الصواب.

[اشترك]

 إذ يصبح هذا الأمر أكثر سهولة ويسرا في شهر رمضان المبارك، لأسباب معروفة تقف في المقدمة منها تلك النفحات الإيمانية التي تتكلل بها ساعات اليوم الرمضاني ليلا ونهارا، حيث الاجواء العبادية، والتواجد شبه الدائم في المساجد والحسينيات ودور العبادة، كي يستمع الشباب الى محاضرة دينية معينة، أو لقراءة دعاء، أو لأداء الصلاة، وغالبا ما يرافق هذه الاجواء، نفحات عميقة تضاعف من فرصة تمسك الشباب بتعاليم الاسلام والسيرة النبوية الشريفة، ومنهج أئمة أهل البيت الاطهار عليهم السلام بالصورة الصحيحة.

ومع ذلك تبقى ظاهرة الإفطار العلني، تشكل تحديا حقيقيا، يستدعي التصدي له بالسبل الصحيحة، فهذه الظاهرة ينبغي أن تتم دراستها بالصورة الصحيحة من جوانبها كافة، لماذا تتكرر هذه الظاهرة في مثل هذا الشهر، وما هي الأسباب التي تقف وراءها، ثم كيف يمكن للجهات المعنية وضح لهذه الظاهرة، حتى يبقى الشباب بالدرجة الاولى وغيرهم في منأى من مخاطرها.

إن الإنسان بطبعه، وخاصة في مقتبل العمر، يتأثر بسرعة بالآخرين، خاصة اذا كانوا من المقربين له او أصدقاءه، كذلك يتأثر بمن هم اكبر سنا منه، فعندما يرى احدهم يدخّن، يرغب أن يفعل الشيء نفسه، وعندما يرى احد أصدقاء او شخصا ممن يقتدي بهم، يجاهر بإفطاره ويعلن عن ذلك من تردد او رادع، فإن الشاب الذي لم تثبت في شخصيته، قواعد الالتزام الديني، سرعان ما يفعل الشيء نفسه، تحت ضغط التأثير والتقليد وربما التحدي أو إثبات الذات!، لكن الامر لا علاقة له من بعيد او قريب بإثبات الذات، لأن الشباب أمامهم الكثير من التحديات التي يمكنهم من خلالها اثبات ذاتهم وتحقيق وجودهم.

إن الصوم ينطوي على تحديات كبيرة بالنسبة للشباب، وهو مقياس مهم لمدى قدرتهم على التحمل والصبر، والصوم كفيل بصنع شخصية كفاحية متميزة، تغني الشاب عن حالات التأثر بالظواهر والممارسات الخاطئة التي قد يتأثر بها، ويتشبث بها متوهما أنها تمنحه شخصية متميزة، وغالبا ما يحدث هذا تحت تأثير المرحلة العمرية التي تتميز بالاندفاع والذهاب بعيدا مع الخيال الخاطئ، لذلك لابد أن تفهم الجهات المعنية، الحريصة على بناء شخصية الشاب، وجعلها شخصية ايجابية كفاحية، لا تتأثر بسرعة بالظواهر الخاطئة، ومنها كما ذكرنا ظاهرة الافطار العلني التي يتمسك بها عدد من الشباب وغيرهم، لأسباب عديدة، لذلك لابد أن نحمي الشباب من هذه الظاهرة وتبعاتها، ولابد للجهات المعنية أن تقوم بما يلزم للحد من المجاهرة بالإفطار، وهناك سبل عديدة للنجاح في هذا المسعى، منها على سبيل المثال، استخدام منهج التوعية واقناع الشباب (ممن يعلنوا إفطارهم) بأهمية وخصوصية هذا الشهر، بمعنى نبدأ مع هؤلاء بأسلوب التوعية والإقناع اولا، كذلك توضيح المزايا الكثيرة والكبيرة التي يشتمل على الصوم، فهناك فوائد نفسية عميقة تسهم في بناء الشخصية المتميزة للشاب، وتمنحه قدرة هائلة على مواجهة الصعاب المختلفة التي لا تنحصر فقط بتحمل الجوع والعطش، انما تشمل مواجهة جميع الصعوبات بقدرة نفسية وفعلية كبيرة.

ومن أساليب الحد من ظاهرة الافطار العلني أيضا، ظاهرة الردع القانوني، فالدولة التي تتخذ من الاسلام دينا لها، عليها القيام بوضع العقوبات المناسبة من يتعمّد الافطار في قارعة الطريق وأمام الملأ، ولابد من إشعار الجميع بحرمة هذا الشهر الكريم، وأهمية احترام حدوده، وقد ادى الشرع الاسلامي دوره في هذا المجال، وقام بما عليه من قضايا شرعية تخص الافطار العلني وكل ما يمت له بصلة.

خلاصة القول على الجهات المعنية مكافحة هذه الظاهرة بالطرق الشرعية والقانونية المناسبة، وفي الوقت نفسه لابد أن تحرص جميع الجهات والمؤسسات المعنية، على أهمية سحب الشباب الى الصوم وتشجيعهم على ذلك بالسبل المناسبة، ولابد للشباب الاستفادة من جميع الأجواء الرمضانية المباركة التي تتيح لهم بقوة، فرصا كثيرة للبناء النفسي الإيماني العميق، وهذا بالضبط ما ينبغي أن يتحقق للشباب في هذا الشهر الكريم، علما أن الدور الذاتي له دوره المهم في هذا المجال، ونقصد به دور الشاب نفسه في استثمار هذا الشهر المبارك لصالحه، ونبذ السلوك الشائن لمن يعلن إفطاره على الملأ، دون مراعاة لحرمة شهر رمضان، ولحقوق الصائمين، إذ يعد الإفطار العلني تجاوزا علنيا على حقوقهم.

*نقلاً شبكة النبأ
2023/03/23

رمضان.. شهر عبادة أم تسلية؟!
في شهر رمضان المبارك من كل عام، تتنافس القنوات الفضائية وتعقد العزم وتنفق المليارات لتملأ الشاشات التلفزيونية بأعمال درامية منوعة بين مسلسلات وبرامج كوميدية وغنائية وفوازير وغيرها.

[اشترك]

 وترى الكثير من الناس يتملكهم الشغف الشديد لمتابعتها، حتى انهم ينتظرون عرض المسلسل الفلاني أو البرنامج الفلاني أكثر من انتظارهم لوقت الصلاة والإفطار، وكأن شهر رمضان بأيامه المعدودات محطة للتسلية والترفيه، لا للعبادة والدعاء والاكثار من ذكر الله، فنحن المسلمون هل نحترم شهر رمضان حقا؟!

وأنت تنظر الى بعض تلك المسلسلات أو الافلام والبرامج، التي يتملكك شغف مشاهدتها، تأمل فيها جيدا، وقم بإحصاء كمية الهبوط والانحطاط الأخلاقي والديني والسلوكي في كل مشهد من مشاهدها، لاحظ حجم الإساءة إلى المجتمع الإسلامي، شاهد كيفية الانخراط في امور تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعد ان تنتهي من الاحصاء، شاهد أيضا كمية الجفاف الروحي الذي سينعكس عليك اثناء تأدية الصلاة أو بعض العبادات التي حتما ستؤديها وأنت مشغول الذهن، في انه كيف ستكون الحلقة القادمة؟، كيف ستكون الخاتمة؟ وهكذا

للأسف فكثير منا لا يعلم تلك الحقائق فينتهي عنه شهر رمضان وهو غافل عن القاعدة الأساسية من مراد الله تعالى لهذا الشهر والتي جاءت في قوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، فشهر رمضان ليس كما يتصوره العقل القاصر في كونه ثلاثين  يوما تنقضي بالامتناع عن الطعام والشراب في ساعات معدودة، بل إن  شهر رمضان هو ضوابط وشروط أفصح عنها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، لرفع المستوى الروحي والأخلاقي وتهذيب النفس والجوارح، والابتعاد عن المثبطات الموبقة فيتجسد  خلاله الأسلوب الإسلامي بشكله الحقيقي الذي دعا إليه رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع).

شهر رمضان هو شهر التجارة مع الله تعالى ، وفي مثال لتقريب الصورة، فكلنا يعلم أن للتجارة مواسم محددة يتهيأ أصحابها ويستعد لحصد الربح، ويعدون العدة ويجهزون لها قبل أوقاتها، وذلك لانهم على دراية في كونها مواسم قليلة لكنها تعود عليهم بالخير الوفير، لذا فإن أبصارهم شاخصة نحو ذلك الوقت فلا يكونوا في غفلة عنه، هكذا هي التجارة مع الله جل شأنه لها مواسم يكون الربح فيها أكثر والخير أوفر ومن بينها شهر "رمضان المبارك"، الذي ما شرع الله تعالى فيه الصيام إلا لتسمو به النفس البشرية وترفع عن المشاغل الدنيوية المؤقتة، تأمل حين تنشغل النفس في كيفية اغتنام كل ساعة من نهار شهر رمضان وليله بالعبادة ، كيف تعد العدة له، كيف تجاهد لكبح شهواتها في هذا الشهر، كيف تتخلى عن الحاجات الحيوانية الدنيئة، حتما سيكون حينها الإنسان في صورة ملائكية.

فهل من المعقول بعد أن عبد الله تعالى لنا الطريق وهيأ فرص الربح في هذا الشهر ان نحيد عنها ونلتجأ إلى ما هو دونها؟! فلا شك إن الخسران الفادح هو الجزاء.

أعلم إن الكثير ممن لا يدرك أهمية وعظمة شهر رمضان سيعيب عليَّ القول، ويقول أين انتِ من القول المشهور (ان لنفسك عليك حق)، نعم أنا ايضا اقول ذلك، وأعلم ان الدين الإسلامي مع ترويح النفس، ولكن شريطة أن يكون منسجما مع المفاهيم الإسلامية، لابد أن يكون هناك توازن بين كمية ونوعية ما يشاهد، وبين مساحة التعبد خلال الشهر الفضيل، فلا ضير في مشاهدة ما هو اجتماعي هادف يقدم معالجات لمشاكل مجتمعية أو يقدم حلولا لواقع الإنسان المسلم، فيكون عامل إصلاح وبناء، لا هدم وتخريب.

ولا بأس في ختام الحديث ان نشير إلى حديث جامع لأهمية وفضل الشهر الكريم، لا شك حين تتأمل المعاني الواردة فيه، ستستبدل ساعات مشاهدة البرامج والمسلسلات بالذكر والعبادات عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شهر رمضان ليس كالشهور لما تضاعف فيه من الأجور هو شهر الصيام وشهر القيام وشهر التوبة والاستغفار وشهر تلاوة القرآن هو شهر أبواب الجنان فيه مفتحة وأبواب النيران فيه مغلقة هو شهر يكتب فيه الآجال ويبث فيه الأرزاق وفيه ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم ويكتب فيها وفد بيت الله الحرام تتنزل الملائكة والروح فيها عليه الصائمين والصائمات بأذن ربهم من  كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر إلى قابل فبادر  بالأعمال الصالحات الآن وباب التوبة مفتوح والدعاء مستجاب قبل : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين".

2023/03/23

6 وصايا في استقبال شهر رمضان
قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ [1]. بارئ الكون وخالق الزمن اختار قطعة من الزمن مساحتها شهر كامل، منحها القداسة والبركة، ودعا عباده إلى ضيافته فيها، وهي شهر رمضان.

[اشترك]

ويذكر القرآن الكريم أنّ الميزة الأساس التي تكشف أهمية هذا الشهر الكريم وفضله عند الله أنه تعالى اختاره لنزول القرآن ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾.

وتشير رواية عن الإمام الصادق إلى أنّ جميع الكتب السماوية السابقة كالتوراة والإنجيل والزبور أنزلت في شهر رمضان كما أنزل فيه القرآن، فهو زمن اختاره الله تعالى لنزول هديه وشرائعه لبني البشر في عصورهم المختلفة.

ويؤكّد رسول الله في أكثر من خطبة وحديث على امتياز هذا الشهر الكريم وقيمته العظيمة عند الله، فقد ورد عنه أنه قال لأصحابه لما حضر شهر رمضان «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ وَمَاذَا يَسْتَقْبِلُكُمْ؟ قَالَهَا ثَلاثًا» [2].

ورد عن عَلِيِّ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: أَيُّهَا اَلنَّاس،ُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اَللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَاَلرَّحْمَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ اَلْأَيَّامِ وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اَللَّيَالِي وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ اَلسَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اَللَّهِ، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ»[3] .

التهيؤ النفسي والروحي

وحيث نستقبل هذا الشهر الكريم بلّغنا الله وإياكم لصيامه وقيامه بكماله وتمامه، فإنّ علينا:

أولًا: أن نشكر الله على نعمة البلاغ والتوفيق. وخاصّة بعد هاتين السنتين القاسيتين التي واجهنا فيها والبشرية جائحة كورونا، وحرمنا فيها التمتع ببعض خيرات وبركات هذا الشهر الكريم بسبب الإجراءات الاحترازية.

ثانيًا: أن نتهيأ ونستعدّ لاستقبال هذا الشهر الكريم على الصّعيد النفسي والرّوحي بأن نخلق حالة من التفاعل والشوق في نفوسنا لأجواء رمضان وبرامجه. حيث يتفاوت الناس في مستوياتهم أدائهم لأعمالهم وفي تفاعلهم مع القيام بوظائفهم، هناك من يؤدي عمله تحت ضغط الإلزام دون رغبة واندفاع ذاتي، بحيث لو استطاع التخلص منه لما قام به.

يقول تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [4].

إنّ النصوص الدينية توجهنا للتهيؤ النفسي والرّوحي لاستقبال أجواء هذا الشهر الكريم، بتذكيرنا بفضله وعظمته، وخلق الإيحاء الذاتي والمشاعر النفسية، وإذكاء الأشواق الروحية لهذا الشهر الفضيل، بكنس الشوائب السّلبية عن النفس، وإزالة غبار الانحرافات والذنوب عن القلب والسلوك.

ورد عنه: «فَاسْأَلُوا اَللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلاَوَةِ كِتَابِ» [5].

وعن الإمام الصادق: «إِنَّ اَلصَّائِمَ مِنْكُمْ لَيَرْتَعُ فِي رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ اَلْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُفْطِرَ» [6].

وعن الإمام الرضا: «وَتُبْ إِلَى اَللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اَللَّهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلَّا أَدَّيْتَهَا وَلاَ فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلَّا نَزَعْتَهُ» [7].

التخطيط لاستثمار شهر رمضان

ثالثًا: أن نضع البرامج والخطط لاستثمار هذا الشهر الكريم والاستفادة من خيراته وبركاته.

عنه: «لاَ يَكُونَنَّ شَهْرُ رَمَضَانَ عِنْدَكُمْ كَغَيْرِهِ مِنَ اَلشُّهُورِ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اَللَّهِ حُرْمَةً وَفَضْلاً عَلَى سَائِرِ اَلشُّهُورِ» [8].

على الإنسان أن يضع له برنامجًا مميزًا لهذا الشهر المميّز حتى لا يكون كغيره من الشّهور، فليحرص الإنسان المؤمن بأن يكون له فيه برنامجان: على المستوى الفردي، وعلى المستوى العائلي، فعلى المستوى الفردي في هذا البرنامج:

أولًا: تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار، يقول علي: «عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ اَلاِسْتِغْفَارِ وَاَلدُّعَاءِ، فَأَمَّا اَلدُّعَاءُ فَيُدْفَعُ بِهِ عَنْكُمُ اَلْبَلاَءُ، وَأَمَّا اَلاِسْتِغْفَارُ فَيَمْحَى ذُنُوبَكُمْ» [9]، ونحن بحمد الله لدينا كنوز روحية من الدعاء تركها أهل بيت النبوة وجدّهم رسول الله كدعاء السّحر وأدعية الأيام، فكلّ لحظة من لحظات هذا الشّهر وكلّ ساعة من ساعاته هناك دعاء من الأدعية، فعلى الإنسان الاستفادة من ذلك.

ثانيًا: المواظبة على صلاة الجماعة.

ثالثًا: صلاة الليل والنوافل المستحبّة، فإذا كان الإنسان طوال السنة لديه مختلف الأشغال والأعمال فعليه خاصّة في شهر رمضان المبارك أن يجعل له برنامجًا لأداء النوافل المستحبّة وأن يسعى بالمقدار الممكن لتعويد نفسه على هذه النوافل.

رابعًا: الصّدقة، فقد «سُئل النبيُّ أيُّ الصّدقةِ أفضلُ؟ قال: صدقةٌ في رمضانَ» [10]، فعلى الإنسان بذل ما يستطيع في هذا الشهر الكريم لمختلف الأعمال الخيرية من مساعدة للفقراء ودعم للنشاطات الاجتماعية.

خامسًا: صلة الأرحام والتواصل الاجتماعي بأن يكون للإنسان برنامج يومي لزيارة أرحامه وتفقّد أحوالهم.

سادسًا: حضور مجالس الذكر والمعرفة، ففيها من الفوائد الرّوحية والاجتماعية والثقافية الشيء الكثير.

وهناك برنامج على الصّعيد العائلي بإشعار العائلة بميزة هذا الشهر على سائر الشهور، ليس بالجوانب المادية فقط، ولكن بالجوانب الروحية وهي الأهم وذلك بتدريب الأولاد على الصلاة والصيام والقراءة الجمعية للقرآن والدّعاء.

والزيارات العائلية والاجتماعية، وبأن تشارك العائلة كلّها في زيارة للأرحام ولسائر أبناء المجتمع.

الهوامش [1] سورة البقرة، الآية: 185. [2] بحار الأنوار، ج93، ص347. [3] الشيخ الصدوق: الأمالي، ص154. [4] سورة التوبة، الآية: 54. [5] وسائل الشيعة، ج10، ص313. [6] الكافي، ج8، ص365. [7] بحار الأنوار، ج94، ص72. [8] بحار الأنوار، ج93، ص340. [9] الكافي، ج4، ص88. [10] سنن البيهقي ج 4 ص 305 باب الجود والافضال في شهر رمضان.
2023/03/22

حان وقت الرحيل.. هل سنلتقي بـ ’رمضان’ في العام القادم؟!

(في وداع شهر الله الأكبر)

حزّ في النفس أن أقف مودِّعاً عزيزاً لا يزورني إلاّ مرّةً واحدة في العام كلّه، فيغدق علَيّ فضائله السخيّة ويغمرني بلطفه وحنانه، ويخلق لي أجواء الأُنس والرحمة حتّى ينسيَني أنه سيرحل عنّي. 

[اشترك]

فأستفيق فجأة مذعور القلب مهموم النفس كئيب الخاطر حيث أراه يجمع أطراف إزاره استعداداً للسفر الجديد، فأشدّ على يديه الكريمتين أن يبقى، فيأبى، وعذره أنّ أمره بيد الله تبارك وتعالى، وقد قدّر له أن يمضي بعد هذه السويعات، بل كانت لحظات سعيدة لا ندري كيف انصرمت وفرّت من بين أيدينا.

وأغالط عقلي إذ أتوسّل إليه أن يبقى قليلاً أو يتأنى، ولا جدوى، إذ هو جارٍ مجرى الزمان، وسائر في تعاقب الليل والنهار.. إلاّ أنّه رأف بحالي فأمّلني أن يعود مرّة أُخرى في العالم القادم، ففرحت وكانت فرحتي ممزوجةً بتلقين النفس بالصبر وتوطينها عليه، فسنةٌ كاملة ليست بالقليل، فالفراق وحشة تعتصر القلب، ولكن لابدّ من التسليم لأمر الله وقضائه، فدعني أفرح وأنتظر، وأنا أعيش الأمل الجميل والموعد العزيز، حيث لقاء ولو بعد عام من الوجد.

ثمّ أستفيق على كدر من النفس، تنبّهني قائلةً لي: يا عبد الله، كيف ضمنتَ أن تبقى سنةً أُخرى حتّى يكون اللقاء؟! ومن أين علمت أنّك في العام القابل من الأحياء، لا من الأموات؟! أجَل والله، فلعلّي بعد ساعة أو أقلّ أكون في عِداد الراحلين عن الدنيا، فلا أُدرك ذلك الموعد المؤنس مع الحبيب الراحل!

وتغتمّ نفسي مرّة أخرى، وكادت أن تنفجر بالبكاء والنحيب، أو أن تبوح بصرخة حزن عميق، إلاّ أنّ المودِّع العزيز عاد يؤمّلها أن يكون لها الأنيس الشفيع إن هي تابت توبة نصوحاً، وهجرت الذنوب هجرة قاطعة، وسارت نحو الله جلّ وعلا، ولازمت حبّ آل الله، محمّدٍ وأهل بيته أحبّاء الله.

إنّه شهر رمضان الحبيب، ها هو يودّعنا، بعد أن زارنا فنعِمْنا بنفحاته القدسيّة، وعشنا معه ساعاتٍ كريمةً طيّبة، فكان أنيسنا المبارك، إذ شغلَنا بذكْر الله جلّ وعلا في تلاوةٍ لآيات شريفات، وترتيلٍ لأدعية مأثورات، وصرفَنا عن كثير من الذنوب، وستر علينا جملة من العيوب، وأطلَعنا على آفاق مشرقة من الغيوب.. من معانٍ سامية في كتاب الله، وحالات روحية في عبادة الله.

فسلام عليك يا شهر الله، يا عيد الروح، ويا أبرّ الأصحاب وإن رحلْت، ويا أعزّ مودَّع من أيّام العمر، يا من أدخل البهجة بلقياه، وترك الوحشة والحزن بفراقه.. نرجوك ألاّ تغيب عنا وإن كان منك سفر، دَعْك تعيش في ضمائرنا وقلوبنا حتّى نلقاك أو تلقانا ونحن على العهد،

فإن عدتَ وكنّا من الأحياء وجدتَنا على وفائنا منتظرين لك مفترشين أيدينا لاستقبالك، واستهلال هلالك.. وإن عدت ولم نكن من الأحياء، فأملنا أن تلفانا مرحومين لا محرومين، راجين لا يائسين، فقد علّمتْنا مناجاتُك أن نعقد الآمال على رحمة الله ولطفه، لا على أعمالنا.

*شبكة الامام الرضا عليه السلام

 

 

 

2022/04/25

رمضان يرحل: صيام ممزوج بالمسلسلات والتواصل الاجتماعي!

الضيف الكريم من الرحمن شهر رمضان على وشك الرحيل عنك عما قريب بعد ليالي قليلة، فالآن عليك تجديد التفكير عن معاملاتك بضيفك في الأيام الخالية منه بعدما نزل بك.

[اشترك]

هل أمكنك أن تكون أفضل المستضيفين لهذا الضيف الذي ينزل بك مرة واحدة فقط في السنة بالقيام بكل تحضيرات مسبقة بتنقية قلبك بالتخلي عن الرذائل وتعميره بالتحلي بالفضائل ليسكن في مكامنه، هل اعتنقت به بكل حفاوة وحبور ملتزما بكل آداب ترحيبية، وهل كان قدومه أثار فيك مشاعر الحماسة والابتهاج في نفسك أم أورث في ضميرك مشاعر الضغوط النفسية والقلق كأنه يجعلك تضطر إلى الحمل بالأثقال.

أو أكان رمضانك هذا نسخة قديمة كغيره من الرمضانات السابقة لا شيء جديدا تقلب النهار والليالي فيه يوما تلو يوم كالعادة مهام بعد مهام أشغال بعد أشغال تعب فوق تعب لا تستطيع أن تقتطع بعضا من أوقاتك المشغلة للتكرس للعبادات، أو أكنت في تلك النخبة الجمهورية التي يأخذ بهم الحماسة وتمتلئ بطارية قلوبهم بشاحنة الإيمان بشكل مفاجئ بقدوم رمضان ويمنون نفوسهم كثيرا باغتنامه وإحيائه بكثرة الطاعات ويجتهدون في بدايته يكثرون من العبادات ثم يأخذ بهم الكسل والفتور تدريجيا حتى ينتهي رمضان وقد انخفضت طاقة بطارية قلوبهم وانحدرت منهم عناصر الحماسة وينتهي هذا المشهد وهم يتحسرون متذمرين بأن ظروفهم الحياتية هي التي أجبرتهم وألقت بهم إلى هذا الوضع المنكسر.

أو من تلك المجموعة التي كان إمساك صومهم كإمساك من يفعل ذلك لتخفيف وزنه أو طرد علله يمارسون الصلوات وسائر الشعائر جثثا هامدة منزوعة منها روح الإخلاص ينسحبون من جوهرها إلى هوامشها يقضون حياتهم متعودين على المعاصي غير متفرغين من التغافل عن التفاهات وصغائر الخصومات متسكعين في الأزقة والطرقات والأسواق ومدنسين بالمعصية في مستنقع الرذيلة وأوحال الانحطاط ولم يتأقلموا مع أجواء شهر رمضان.

 

 

وقفات تأملية

الآن عليك أن تلتفت إلى الوراء وأن تتفكر عن المكاسب التي حققتها في الأيام التي خلت من رمضان والخسائر التي لمست بك، وهذه نقطة إعادة النظر كيف غير رمضان في أنماط حياتك التقليدية المعتادة وفي أي حجم استشرى جذوره في أعماق قلوبك وكم حسنات جديدة أضفت إلى جدول أعمالك وأي سيئات قديمة ألغيت من قوائم حساباتك.

مع ذلك هذه هي محطة التفكير فهناك تنهال عليك سلسلة من التساؤلات: أترسخت تعاليم الصوم وتأثيراته في قلبك أو انعكست هي في أعمالك؟ أأقلعت نفسك من أن تتحسس طعنات الغدر والغليان؟ وهل أطلقت عنانها من قبضة سجانها في زنزانة الألم وتجليدها بسياط الندم؟ أأمكنك أن تغلق مدن أحقادك وأن تكبح وتلجم للعنصر الحيواني والشيطاني المتمرد فيك؟ أجعلك رمضان تتهيأ لتغفر للذين خذلوك وشوهوك واغتابوك يأكلون لحومك على غفلة منك؟ أتوقيت من أن يطلع بصرك إلى السوء أو تصغي بسمعك إلى اللغو والبذائة أو أن تمتد جوارحك إلى الذنوب فتقترفها وتتلبس بها؟

كيف كانت خلفية عباداتك هل أمكنك أن تؤديها وأنت تتذوق حلاوتها وتنتعش روحك بها وهل شعرت عبرها إحساسا غريبا وثقة عالية تدب في نفسك؟ أناديت ربك في جوف الليل متعطشا إلى رحمته تعد إليه حاجاتك كلها إحدى إثر إحدى متسولا له أن يحط عنك زلاتك وعثراتك ويحفك بالحسنات في حياتك الباقية؟ أأخذت الحيطة والجدية في تأدية السنن والرواتب اليومية؟ أتلوت القرآن وأنت تسرح في عالم معانيه الواسع بالتدبر والتفكر محافظا في تلاوته على الديمومة والاستمرارية، وهل استطعت أن تكمل قراءتك على الأقل ختما في غضون تلك الأيام المباركة الماضية عنك؟

أقمت بإفطار الصائمين اللذين لخلوفهم أحب إلى الرحمن من المسك؟ فإن فعلت هذا أكان إفطارك بالإخلاص وتصحيح النية وأنت محتسب من الله تعالى جزيل ثوابه لإفطار الصائمين أم للمباهاة والاستعلاء على الغير أو رياء؟ أتوخيت بمد أياديك السخية بالمساعدة والمساندة للفقراء والمساكين؟ أحرك رمضان في قلبك الانتماء لإخوانك المنكوبين والمعدومين الذين يعانون من الجوع والعطش والذين يتعرضون للنوائب والنكبات المروعة؟ هكذا هناك موجة من الأسئلة التي لا نهاية لها.

مأساة كارثية

وهذا مما يتفطر به قلوبنا أن شريحة جمهورية من الصائمين ينزفون معظم أوقاتهم النفيسة في رمضان منكبين أمام هواتف ذكية وحواسيب ولوحات إلكترونية متجولين بين منشورات وصفحات الوسائل الاجتماعية أكثر من غيره من الأشهر الأخرى بمجرد ملاحظة التغريدات والدردشات المتمركزة على الملذات الدنيوية والفضائح العشوائية وبيانات بدون فوائد حقيقية تذكر محفزين لمن ينهمكون في المشاركة بتلك الرسائل القبيحة بإلقاء مراسم الإعجاب والتعليقات والتعقيبات، ألا إن هذه وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تتمثل عنصرا محوريا في اختفاء التواصل الحقيقي بين الإنسان والتواء الأفراد إلى عالمه الخاص من خلال شخصيته الإلكترونية.

والبعض يشغل أوقاته في مشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج الثقافية وغيرها بحجة مضي الوقت في نهار رمضان والتي تغير الفكر وتحرق الحسنات كما تأكل النار الحطب، والتي تجعلهم يتابعونها إلى حد الجنون وينجذبون في سلوك الممثلين والفنانين وتصرفاتهم ويتشبثون بذيولهم حتى على مستوى المأكل والملبس والفساد الأخلاقي الذي ينخر بمجتمعنا، ويتصبغون بصبغة سلوكياتهم ويتشبهون بثقافاتهم يقدمون هذا الشهر قربانا لهم حتى كأنهم يحسبون ويفهمون أن رمضان شهر اللهو واللغو وتضييع الأوقات وارتكاب الفحشاء.

والذي يجعل الأمر أكثر تعقيدا في رمضان أن هذه الوسائل الإعلامية قد صارت منصة لنشر الأكاذيب والأخبار الزائفة والشائعات والتكهنات التي تفتك بعرض الإنسان وتطيح بالقيم الأخلاقية والإنسانية بين المجتمعات الإسلامية، والكلام الذي لا يليق بأي إنسان يعتلي منابر الإعلام، ويتكلم كل بهدف استهداف الآخر والذي يبث سموم الحقد والكراهية بين أبناء الملة الواحدة، ويتسبب لشن حملات سخرية بينهم ولتبادل كلمات الشتائم والسباب.

ها هو ذا قد مرت بك مجموعة من الأيام والصيام من رمضان، ولا تبقى منها أمامك إلا قليلة، فعليك ألا تودعه خالي الوفاض.

*محمد سالم

 

 

 

2022/04/24

هل نزل القرآن في ’ليلة القدر’ أم في غار حراء؟!

كيف نجمع بين نزول القرآن في شهر رمضان كما في سورة القدر "إنا أنزلناه في ليلة القدر" وبين لقاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجبرائيل للمرة الأولى في غار حراء وقراءة خمس آيات من سورة العلق؟

[اشترك]

الجواب من مركز الأبحاث العقائدية: 

هنالك آراء كثيرة حول هذا الموضوع ولكن الرأي المشهور هو:

إن للقرآن نزولين: الأول: دفعي ويسمى أيضاً اجمالي. والثاني: تدريجي أو تنجيمي وهو الذي استمر خلال فترة البعثة النبوية قرابة 23 سنة.

وعلى هذا الرأي فلا إشكال في أن أول ما نزل من القرآن كان الآيات الخمس الأول من سورة العلق الى آخر ما نزل كسورة تامة وهي النصر. 

أما في النزول الاجمالي أو الدفعي وهو المتحقق في ليلة القدر، فكان النازل لا هذا القرآن بسوره وآياته وأسباب نزوله المختلفة والمتفرقة، لأنها تابعة لحوادث شخصية وزمانية ومكانية لا تصدق عليها الا بحصولها أي حصول مواردها وحسب التعابير اللفظية من ماضي ومضارع أو الحال التي جميعها تستدعي النزول المتفرق! بل النازل هو حقيقة القرآن بعلومه ومعارفه الالهية ليتنور قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعارف القرآنية.

وهذا الرأي ذهب إليه:

العلامة الطباطبائي في ميزانه، والسيد محمد باقر الصدر في مدرسته القرآنية، والسيد محمد باقر الحكيم في (علوم القرآن)، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي في (الامثل9, والشيخ هاشم البحراني في براهنه، والشيخ جواد مغنيه في كاشفه.

وإليك الآراء الاخرى غير المشهورة:

1ـ المراد بنزوله في ليلة القدر افتتاح نزوله التدريجي حيث ان أول سورة وسورة الحمد نزلت في ليلة القدر، وهو خلاف ظاهر الآيات والاخبار.

2ـ انه نزل جملة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل نجوماً الى الارض.

3ـ معظم القرآن نزل في شهر رمضان فصح نسبة الجميع إليه.

4ـ كان ينزل في كل ليلة قدر من كل عام ما يحتاج اليه الناس في تلك السنة من القرآن.

5ـ رأي آخر يقول شهر رمضان الذي نزل في فضله القرآن أي فرضَ صيامه.

6ـ ورأي آخر يقول ان بدء نزول القرآن في ليلة القدر ولكنه يختلف عن القول الاول بأن القرآن الذي نزل في ليلة القدر هو هذا القرآن بسوره واسمه قرآن، والسور المتقدمة على ليلة القدر مثل سورة العلق ـ اوائل ـ وغيرها لم تجمع بما يسمى قرآن.

هذا ملخّص الآراء المطروحة والتي ترد من قبل أصحاب هذا الفن.

2022/04/21

ما الدليل على أفضلية إحياء ليلة القدر بـ ’طلب العلم’؟

ما رأيكم في قول الصدوق في أماليه إن إحياء ليلة القدر بطلب العلم هو الأفضل؟ مع أنه لم يذكر روايةً تدل على ذلك؟ ولم ينقل عن غيره من العلماء حتى من المحدثين؟

الجواب:

لعله استفاد ذلك من مثل ما رُوي عن النبي (ص) قال: "طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله عز وجل"(1).

وما رُوي عنه (ص) أنه قال: "طلب العلم ساعةً خيرٌ من قيام ليلة، وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر"(2).

وما رُوي عنه (ص): "من تعلَّم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا"(3).

وما رُوي عنه (ص) انه قال لأبي ذر: "يا أبا ذر! لإن تغدو فتعلم آية من كتاب الله، خيرٌ لك من أن تُصلِّي مائة ركعة. ولإن تغدو فتعلم باباً من العلم، عمل به أو لم يعمل، خيرٌ من أن تُصلِّي ألف ركعة"(4).

وما رُوي عنه (ص): "طلب العلم أفضل من العبادة، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾(5)"(6).

والروايات القريبة من هذه المضامين عديدة.

 

 الهوامش:

1- كنز العمال -المتقي الهندي- ج 10 ص 131.

2- كنز العمال -المتقي الهندي- ج 10 ص 131.

3- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 1 ص 180.

4- سنن ابن ماجة -محمد بن يزيد القزويني- ج 1 ص 79.

5- سورة فاطر / 28.

6- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 66 ص 80.

2022/04/20

مشتركة وخاصة.. أعمال ليلة القدر الأولى

أعمال ليلة القدر الأولى - الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان

رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال في فضيلة ليلة القدر: "...و شهر رمضان سيد الشهور ، و ليلة القدر سيدة الليالي "1.

و رُوِيَ أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر الله ما تقدّم من ذنبه "2.

و قال الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام : " من أحيي ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت عدد نجوم السماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار"3.

وهي الليلة الأولى من ليالي القدر.

و أعمال هذه الليلة تنقسم الى قسمين:

القسم الأول

الأعمال التي تشترك فيها مع سائر ليالي القدر، وهي كالتالي:

1. الغُسل ، و الافضل أن يغتسل عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.

2. الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد سبع مرّات ، و يقول بعد الفراغ سبعين مرّة : اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ ، و في الحديث النّبوي : “ من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له و لأبويه “ .

3. نشر المصحف الشريف و فتحه و حمله بيده أو جعله بين يديه و التوسل إلى الله به ، و قول : “ اللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ ، وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ ، وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى ، وَما يُخافُ وَيُرْجى ، اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ “ .

ثم الدعاء بما شاء وطلب الحوائج.

4. جعل المصحف الشريف على الرأس و قول: “ اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فيهِ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ.

ثمَّ قُل عَشر مرّات : “ بِكَ يا اَللهُ “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَليٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِفاطِمَةَ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

و عَشر مرّات : “ بِالْحُجَّةِ “ .

ثم يسأل الداعي حوائجه.

5. زيارة الحسين (عليه السلام) ففي الحديث انّه “ اذا كان ليلة القدر نادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) “ .

6. احياء هذه اللّيالي الثّلاثة بالعبادة و الذكر و تلاوة القرآن ، ففي الحديث : “ مَنْ احيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار “ .

7. الصّلاة مائة ركعة فانّها ذات فضل كثير ، و الافضل أن يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد عشر مرّات.

8. قراءة الدعاء التالي : “ اَللّـهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً ، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً ، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي ، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي ، وَقِلَّةِ حيلَتي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيـما اَوْلَيْتَني ، وَلا لاِحْسانِكَ فيـما اَعْطَيْتَني ، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي ، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ ، اَوْ شِدَّة اَوْ رَخاء ، اَوْ عافِيَة اَوْ بَلاء ، اَوْ بُؤْس اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ “ .

9. قراءة دعاء الجوشن الكبير . و ستجده في الرابط التالي:

دعاء الجوشن الكبير + فيديو

القسم الثاني

الأعمال الخاصة بهذه الليلة، و هي:

أن يقول مائة مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ .

أن يقول مائة مرّة "اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤمِنينَ عليه السلام" .

أن يدعو بالدعاء التالي: "يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيء، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيء، يا ذَا الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ، وَيا ذَا الَّذي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلا فِى الاَرَضينَ السُفْلى، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ اِلـهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمِّد  صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها إلاّ اَنْتَ" .

أن يدعو بالدعاء التالي: "اَللّـهُمَّ اْجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفيـما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِي الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلْ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ وَاجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ في رِزْقي" ثم يطلب حوائجه من الله".

و للمزيد راجع:

دعاء رفع المصحف الشريف‏ على الرأس في ليالي القدر

زيارة الامام الحسين في ليالي القدر و العيدين

دعاء الجوشن الكبير

أعمال الليلة الحادية و العشرون من شهر رمضان

أعمال الليلة الثالثة و العشرون من شهر رمضان

السجل الجامع لما يخص ليالي القدر

السجل الجامع لأدعية و اعمال شهر رمضان

السجل الجامع لشهر رمضان المبارك

السجل الجامع للقرآن الكريم نصه و تلاوته و علومه و تفسيره و مفاهيمه و آدابه

1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 40 / 45 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية .

2. مجمع البيان في تفسير القرآن للعلامة الطبرسي : 10 / 409.

3. فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق: 118، حديث 114.

2022/04/20

أشياء تجنّبها في رمضان

من المعلوم علم اليقين لدى جميع المسلمين أنّ رمضان شهرٌ تفضّل الله بهعلى الأمّة الإسلامية، نهاره صيام مفروض، وليله تطوع منشود،لحظاته كلها يتوجب اغتنامها، فضائله كثيرة.

[اشترك]

خابَ وخسر وانسلختْ من يده فرصة ذهبية ربّما لا تُعوض من أدركَ رمضان ولم يُغفر له ذنبه وينظر الله له بعين الرحمة، لا أُنكر أنّ رمضان في هذا الزّمان مجرّدمن روائحه الظاهرة، وربما هذا لاضمحلال الدين الّذي يحصرونه كلّ برهةٍ فيالمسجد، ولكن روائح رمضان الداخلة والباطنة ما زالتْ موجودة لم يُرفع منها شيء.

لذلك سنسلّط الضوء في هذا المقال البسيط على بضعة أمور يجب على الفرد المسلمتجنّبها في رمضان، لن نتطرق للأمور الّتي يعلمها الجميع من عدم الجماع والطعام، ولكن سنتحدث عن أمور تستهلكنا وأوقاتنا باستدراج دون دراية بأنهاتأخذ منا أوقاتاً ثمينة ما كان يجب تضييعها.

ثمانيةُ أشياء تجنّبها في رمضان:

تجنّب النّوم الطويل

في العادة يَسهر النّاس ليلاً إلى وقت السحور سواء من أجل أعمالهم أو من أجلالسهر، ثم يتناولون طعام سحورهم ويلتجأ قسمٌ منهم إلى ربه حتّى يصلي الفجر،ويلتجأ القسم الآخر إلى سريره مُضيّعاً بذلك صلاة الفجر الّتي قال في سنّتهارسول الله صلى الله عليه وآلة سلم "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها"، ينام مننام فلا يستيقظ سوى ما بين الظهر والعصر أو ربما بعد صلاة العصر، فلا يشهدمن يومه سوى القليل قبل أذان المغرب، يفطر على آذان المغرب وتبدأ سلسلة أخرىمتشابهة من الأشغال.

لو حسب الشخص لنفسه ثماني ساعات -كحد أقصى- بعد صلاة الفجر لاستيقظعلى صلاة الظهر، فلا تجعلوا النوم يسرق أعماركم في غير رمضان فضلاً عناستراق أوقاتكم في رمضان.

تجنّب الانخراط في مواقع التواصل الاجتماعي

الجميع يعلم أن مواقع التواصل الاجتماعي تستهلك الأوقات دون إخطار، ونحناتفقنا أن رمضان شهرٌ خاب فيه من ضيّعه، فانظر لمدى استفادتك من مواقعالتواصل الاجتماعي ومدى تضييع أوقاتك الثمينة دون هدف ثم حدد هل ستظلّهكذا أمام شاشة الهاتف أم ستفِيق من هذه الغفلة.

كذلك الجلوس أمام التّلفاز للساعات الطوال لمشاهدة الأفلام والمسلسلات الهابطةالداعرة الّتي تُبطل صيام المرء وتجعله مجرّد رقم في سلسلة المسلمين الصائمين لايرتقي صومه لقلبه وروحه، فابرأ بنفسك عن هذه المهازل ولا تفتن نفسك وتفتن أسرتكفي تلك المسلسلات الّتي لا غاية لها سوى إفساد صومك سواء بطريقة مباشرة أوغير مباشرة.

تجنّب قراءة القرآن

لا تتعجّب من هذا العنصر، نعم تجنب قراءة القرآن على عجل وأنت تتسارع لتنهيأكبر قدرٍ ممكن في دقائق قليلة، فهذه القراءة لن تكسر الغشاء المحاط بقلبك، ولنتنظف الصدأ الّذي امتلأ به قلبك، فاقرأ بتأني وحاول أن تفهم، فكلّما فهمتَ كلّماازددت قرباً من الله وامتلأت روحك بشرابها المفضّل، وتغذّت فلا تجوع على عرضمن الدنيا، الله عزّ وجلّ قال لنبيه في كتابه الجليل "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"، اقرأ قراءةبيّنة واضحة بتؤدة وطمأنينة كي تحصد من ثماره وتستمتع بجماله.

تجنّب مجالسة النّاس

اقتضت غريزة الإنسان علي أن يكون مُجتمعياً يُصادق البعض، ويُحادث البعض،ويُشارك البعض مواقفه وحكاياته، ولكن هناك أحاديث ومُجالسات مع النّاس تطولبشكلٍ لا إرادي، وربما إرادي مُبالغ فيه، فبعد صلاة العشاء ربّما تجتمع مع أقاربكفتنهي الليل بأكمله، فلا الليلة ستعود ولا أقاربك سيقدمون لك شيئاً يُنقذك يومالقيامة، أنا لا أقول أن تقطع رحمك، بالعكس فديننا أمرنا بصلة الرحم فضلاً عنصلتها في شهر رمضان ذو الفضائل والكرم، ولكن لا تجعل صلة رحمك تقضم حقنفسك الّتي يجب عليك إنقاذها من المهالك في رمضان، خاصّة الأصدقاءوالأشخاص الّذين نستمتع بالوقت معهم، أو ربّما يسوّل لنا الشيطان أننا نستمتعبالوقت معهم في أوقات الطاعة كي يلهينا عن الغرض الأسمى من اغتنام الأوقات. كما ينبغي على المرء إن جالس النّاس أن يُمسك لسانه عن الغيبة والنميمة كي لايَضيع صيامه سدى، فربّ صائم ليس له حظٌ من صومه إلا الجوع والعطش.

تجنّب الأسواق

وهي بغيضة لما فيها من ربا وأكل للأموال وكذب وغش وخداع وغيره، فإن دخلتالسوق فلا تُطلق لوقتك العنان ولا تعود إلّا واليوم ينتهي، فالسوق يستدرج الوقتويقتل اليوم دون أن يشعر به المرء، واحذر الكذب لأن تكسب نقوداً أو تشترى شيئاً.

تجنّب عقوق الوالدين

تذكّر دائماً أن الله قرن طاعة الوالدين بطاعته فقال سبحانه في كتابه الجليل: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، فشأن الوالدين عظيم،وطاعتهما واجبة، وعقوقهما مجلبة لغضب الله وسخطه، وقال ابن عبّاس رضي اللهعنهما: ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث آيات لا يقبل واحدة منها بغير قرينتها، وذكرمنهم "اشكر لي ولوالديك"، فلا تجعل صومك لا يتجاوز رأسك بسبب عقوقكلوالديك، والتمس لديهما الرضا كي يرضى الله عنك ويتقبّلك.

تجنّب أوقات الفراغ

لا تجعل من أوقات فراغك فراغاً حقيقياً يستقرّ داخل قلبك فيوهنه ويستهلكه، اجعلأوقاتك كلها مليئة، فإن وجدت وقتاً فارغاً فافتح مصحفك وإن كنت قد أغلقته منذبضع دقائق، أو أغمض عينيك واذكر الله، أو اصنع شيئاً مفيداً، فمن الغفلة تضييعالأوقات في عمرك بأكمله فما بالك بتضييعها في الأوقات الثمينة.

تجنّب الإفراط في الطعام "الشّبع"

إذا أتي وقت الإفطار فتناول طعامك بهدوء وطمأنينة، لا تأكل كمن سوّل له شيطانهأن يأكل بشراهة لأن الوقت القادم هو وقت الامتناع عن الطعام، لا تتعامل معرمضان على أنّ هناك قوة "الله" تمنعك عن الطعام عنوة فتحاول أن تستزيد منالطعام في الأوقات المباحة، وكأنّك لصّ خرج في الليل مستخفٍ وعاد تائب النهار.

فالإفراط في الطعام يورث الأمراض والكسل والبلادة ويعمي القلب ويجلبالمعاصي وحبّ النوم.

لا تغتنم رمضان بكل ما أوتيت من قوة فقط، وإنّما اغتنمه بكل ما أوتيت من قوة وماتستطيع أن تختزن من قوة، الله ألقى أمامك ورقة رابحة في لعبة أوراقها معدودةوأنت لا تعلم بها، ربّما تكون هذه ورقتك الأخيرة، وربّما ليست الأخيرة ولكن القادمةلا تعلم كيف ستكون فيها، ربّما عندما تأخذ الورقة القادمة تكون ضعيفاً ولاتستطيع استخدامها، فأنت الخاسر في هذه اللعبة إن لم تستغل الورقة وتوظّفهابأفضل مكان كي تكسب، فضلاً عن أن الله بجوارك وهو من أمهلك وأعطاك الفرصة،فحقاً إن لم تغتنمها ستخسر خسراناً ستندم عليه طيلة حياتك في الدنيا وفيالآخرة وحينها لن ينفع الندم!.

*اسلام نادي

2022/04/07

2022/04/04

قصة من مصاديق ’ربيع القرآن’

الرَّبيع هو وقتُ تفتّح الأزهار، واخضرار العشب، وهبوب الريح الطيبة.

[اشترك]

وقد ورد ما مضمونه (لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان).

ولعلَّ السرَّ في هذا التعبير (ولستُ أجزم) أنَّ القرآن الكريم يحتاجُ إلى صفاء نفسٍ لمعرفة بعضٍ من أسراره.

وقد قيل: إنَّ النَّفس كُلَّما خالفتها صارت أكثر شفافيَّةً وتسامت وترقَّت، ولا ريب أن مخالفة الشهوات من الطعام، والشَّراب، والجنس وغيرها تسمو بها إلى عوالِم رفيعة تجعلها تُدرك بعض الوجودات العالية كالقرآن الكريم.

والصوم عن الحسد والغضب والظلم وغيرها من الآفات الأخلاقية أيضاً يرتقي بها إلى عوالِم أشرف وأرقى.

فصوم الجوانح والجوارح يُهيئان الإنسان لإدراك هذه الحقائق، والقرآن الكريم لا تنقضي عجائبُهُ، فهو يُفيض من سماء عطائه بقدر أوعية القلوب التي تزكَّت بالصوم.

فمنهم من يُدرك لفتةً بلاغية، ومنهم من يُدرك إعجازاً علمياً، ومنهم من يُدرك سراً من كنوزه يصعب دركه على غيره.

وبهذه المناسبة أنقُل ما روي عن آية الله العظمى السيد المحسن الحكيم - رض- في حقائق أصوله عن بعضهم أنه حضر يوما منزل الآخوند (ملا فتح علي - قدس سره- مع جماعةٍ من الأعيان منهم السيد إسماعيل الصدر - قُدِّس سره - والحاج النوري صاحب المستدرك والسيد حسن الصدر - قُدِّس سرهما -  فتلا الآخوند - قُدِّس سره - قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ...) .

ثم شرع في تفسير قوله: تعالى فيها: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ) وبعد بيان طويل فسرها بمعنى لما سمعوه منه استوضحوه واستغربوا من عدم انتقالهم إليه قبل بيانه لهم،!

ثم حضروا عنده في اليوم الثاني ففسرها بمعنىً آخر غير الأول فاستوضحوه أيضا وتعجبوا من عدم انتقالهم إليه قبل بيانه!

ثم حضروا عنده في اليوم الثالث فكان مثل ما كان في اليومين الأولين!

 ولم يزالوا على هذه الحال كلما حضروا عنده يوما ذكر لها معنىً من بعد غير الذي ذكر لهم من قبل.

وتكرَّر ذلك ثلاثين يوما، فذكر لها ما يقرب من ثلاثين معنى وكلما سمعوا منه معنى استوضحوه، وقد نقل الثقات لهذا المفسر كراماتِ - قدس الله روحه-

هذا من أبرز مصاديق ربيع القرآن.

2022/04/04

2022/04/03

2022/04/03