في بيتنا ’مراهق’ هذه أهدافه!

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:985
مشاركة
A+ A A-
المطالب التي يحاول المراهق تحقيقها.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

 · أن تكون له علاقات جديدة أكثر نضجاً مع أقرانه وأن يقوم بدور اجتماعي يتفق وجنسه.

· أن يتقبل الفرد تكوينه الجسمي وأن يتمكن من استخدامه بكفاية وأن يختار إحدى المهن ويتدرب عليها.

· أن يقوم بعمل يتحمل فيه مسؤوليته الاجتماعية وأن يستعد للزواج والحياة العائلية.

· أن ينمي مهاراته العقلية، وأن يكتسب مجموعة من القيم الأخلاقية تكون له دليلاً في سلوكه.

 لا تساوِ بين الطفل والمراهق والشاب:

الطفل مثلاً يسعد برؤية السيارة وملامستها وركوبها، والمراهق يتمنى اقتناءها ويسعى إلى قيادتها، والشاب يحب أن يتعرف على أسرارها ويملك المهارات المناسبة لإصلاحها، ومرحلة الرجولة تجعل الإنسان يتمنى صناعتها وتطوير إمكانياتها.

في مرحلة المراهقة، يمكن أن يتغلب الشاب على تحديات النمو بالانهماك في السلوكيات المحبطة ذاتياً التي يمكن أن تؤذي احترام الذات، ومطلوب من الوالدين أن يكونا واعيين إلى هذه السلوكيات المحبطة ذاتياً، وأن يقاوما أياً منها إذا كان ينبغي أن يحدثوها.

إنّ هذا الانتقال من الاعتمادية كطفل إلى الاستقلال كشاب بالغ لا يحدث بين عشية أو ضحاها، فهي رحلة طويلة، ومليئة بالتحدي خلال التغيرات العديدة، خلال سعادة الحياة وشقائها.

 تهيئة المراهق:

 ولتحقيق واجبات النمو التي حددها العلماء، وحاجات المراهق في هذه المرحلة، على الأهل تهيئة ابنهم المراهق لدخول هذه المرحلة، وتجاوزها دون مشاكل، ويمكن أن يتم ذلك بخطوات كثيرة، منها:

 1- إعلام المراهق أنّه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، تعني أنّه كبر وأصبح مسؤولاً عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف؛ لأنّ الإنسان يصبح محاسباً من قبل الله – تعالى – لأنّه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله قادراً على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته.

وأنّه مثلما زادت مسؤولياته فقد زادت حقوقه، وأصبح عضواً كاملاً في الأسرة يشارك في القرارات، ويؤخذ رأيه، وتوكل له مهام يؤديها للثقة فيه وفي قدراته.

 2- أنّ هناك تغيرات جسدية، وعاطفية، وعقلية، واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بنائه، وأنّ ذلك نتيجة لثورة تحدث داخله استعداداً أو إعداداً لهذا التغير في مهمته الحياتية، فهو لم يعد طفلاً يلعب ويلهو، بل أصبح له دور في الحياة، لذا فإنّ إحساسه العاطفي نحو الجنس الآخر أو شعوره بالرغبة يجب أن يوظف لأداء هذا الدور، فالمشاعر العاطفية والجنسية ليست شيئاً وضيعاً أو مستقذراً، لأنّ له دوراً مهماً في إعمار الأرض وتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان.

 ولذا فهي مشاعر سامية إذا أحسن توظيفها في هذا الاتجاه، لذا يجب أن يعظم الإنسان منها ويوجهها الاتجاه الصحيح لسمو الغاية التي وضعها الله في الإنسان من أجلها، لذا فنحن عندما نقول: إنّ هذه العواطف والمشاعر لها طريقها الشرعي من خلال الزواج، فنحن نحدد الجهة الصحيحة لتفريغها وتوجيهها.

 3- أن يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة والاغتسال، ويكون ذلك مدخلاً لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول هذه المسألة، حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية يمكن أن تضره أو ترشده إلى خطأ أو حرام.

 4- التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد، وامتصاص غضبه، لأنّ هذه المرحلة هي مرحلة الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق شخصاً سهل الاستثارة والغضب، ولذلك على الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس ابنهم، وقد يكون من المفيد القول مثلاً: "أنا أعرف أنّ إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج، لكن على ما يبدو أنّ هناك أمراً آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغب بالحديث عنه؟" لأنّ ذلك يشجع المراهق على الحديث عما يدور في نفسه.

 5- إشاعة روح الشورى في الأسرة، لأنّ تطبيقها يجعل المراهق يدرك أنّ هناك رأياً ورأياً آخر معتبراً لابد أن يحترم، ويعلمه ذلك أيضاً كيفية عرض رأيه بصورة عقلانية منطقية، ويجعله يدرك أنّ هناك أموراً استراتيجية لا يمكن المساس بها، منها على سبيل المثال: الدِّين، والتماسك الأسري، والأخلاق والقيم.

*من كتاب مراهقة بلا إرهاق: رضا المصري – فاتن عمارة

مواضيع مختارة