صبرت عليك 50 يوماً.. طلقني!!

ربما لمزيد من السرعة سوف تحتاج الزوجات الصغيرات إضافة تلك الرسالة على هاتفها لتضغط عليها كلما احتاجتها، وهي تحتاجها كثيرا في البداية من باب الدلع واختبار حب وصبر الزوج ثم تصل لمرحلة الإصرار والتفاوض وأخيرا يتم التنفيذ.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

معدلات قياسية للطلاق أسرعها في محيط معارفي أسبوعين وعموما من السهلإحصاء فترة الزواج بالأيام، قالت لي إحداهن: لقد صبرت عليه خمسين يوما!

قد تمتد الحياة الزوجية مصحوبة بمشاكل وخصام عام أو عامين أو ثلاثة ويأتيخلالها الأطفال الذين يزيدون المشكلة تعقيدا.

دليلي احتار في فهم هذه الظاهرة الكارثية، ولا أدعي أنني أعلم بدقة إجابة أسئلةبحجم: أين الخطأ؟ وما العمل؟

بداية كل المطلقات الصغيرات اللاتي أعرفهن يتميزن بتلك الصفات، متدينة متربيةبنت ناس طيبين متعلمة ومعروفة بحسن الخلق وزوجها أيضا يشابهها ويقترب منهافي تلك الصفات، تم الزواج برضا وترحيب الطرفين ومباركة الأهل وظهرت بوادرالحب والتعلق بين الزوجين أثناء فترة الإعداد للزواج وفي أيامه الأولى فكيفاستطاع الشيطان أن ينفذ من هذا البناء المحكم؟ أم هي النفس الأمارة بالسوءوالتي لم يستطع الزوجين ترويضها فأخذا يشدان الحبل الزوجي بينهما حتىانقطع؟ تسير الأمور بعد انقضاء أيام العسل الأولى بوتيرة متشابهة، تشكو الفتاة: اشعر بالضجر، أشعر بالملل، هو مشغول عني بعمله وأصدقائه وأهله، وبعد فترةتشعر بالانقباض تجاه أهله أو أصدقائه أو كليهما معا لشعورها أنهم يسرقون منهازوجها ويحفزونه ضدها، تلجأ هي لأمها أو أختها وترصد حركات زوجها مفسرةإياها دائما على محمل سيء وتتصور نفسها مظلومة وشهيدة، يقوم هو بنفسالفعل تقريبا ربما بتحفظ أكبر حتى لا تهتز صورته كرجل، تزداد الفجوة، تبدأ تتكلمهي عن حقوقها وحدها وهو يبتعد أكثر، وصلنا لمرحلة الخطر فقد أصبحا اثنين ضدبعض وليسا روحا واحدة في جسدين كما كانا من قبل، يزداد التباعد على كلالمستويات وتشك هي في وجود امرأة أخرى في حياته .

يزداد معدل الخطورة وتبدأ الغيرة المدمرة ثم الشك القاتل غير المبني على أساسوتتدهور الأمور وينقلب الحب لكراهية وانفلات أعصاب وحمم بركانية ينطق بهااللسان وتنتهي بسرعة قصة الحب كما بدأت عند الشيخ.

من أسباب ظاهرة سوء التكيف بين حديثي الزواج والتي قد تصل للطلاق غزو قيمالحداثة التي تركز على مفهوم السعادة الشخصية الفردية رغم أن السعادةالحقيقية مستمدة من الاندماج مع الناس وأولهم الزوج، والمفاهيم النسوية التيتصف الاحتواء الناعم من المرأة لزوجها بأنه خضوع وجرح للكرامة، وطريقة التربيةالمنغلقة للولد والبنت والتي تقلل قدراتهم الاجتماعية ومهاراتهم في الحصول علىالسعادة، طريقة التفكير الأحادي في اتجاه واحد بسبب أنظمة الاستبداد فيالحكم وفي الدراسة، دائما هناك فكرة واحدة مفروضة ورفض للتنوع وبعد الزواجتعتقد الفتاة أن حب زوجها لها معناه ألا يحب أو يهتم بسواها حتى الأهلوالأصدقاء بينما يتصور الزوج أن طاعة زوجته له معناها إلغاء شخصيتها بالكاملوتحولها لتابع مطيع.

ماذا يمكن أن نقدم من إجابات للعروس الصغيرة لتتجنب عثرات الخطوات الأوليفي الزواج؟

سؤال: زوجي يبدي أحيانا إعجابه بنساء أخريات وأتصور أن هذا معناه أنني لاأعجبه ويثير هذا الكلام غضبي بشدة ويجرح أنوثتي ماذا أفعل؟

شيء عادي وطبيعي أن يعجب زوجك إعجابا عابرا بغيرك، فهذه جميلة وتلك ذكيةوالأخرى مميزة وشخصية، كل هذا لا يعني مطلقا أنه لا يحبك فأنت وحدك الحقيقةالثابتة في حياته والباقي خيالات عابرة، ابتسمي عندما يعبر عن ذلك واستعيذيبالله من شيطان الغيرة ستكبرين في عينيه وإذا كان يستخدم تلك الطريقةلاستفزاز غيرتك سيكف عنها ويعلم كم أنت واثقة من نفسك ومن حبكما وتغلقينبذلك أوسع أبواب الشقاق.

سؤال: ألبس وأتزين من أجله وأتوقع اهتماما وإعجابا فإذا به يقترح الخروج لزيارةوالدته أو استقبال صديقه وزوجته لأتعرف بها على العشاء، أقبل على مضضوتنتهي الليلة بخلاف لماذا لا يفهمني؟

إذا كنت تحبينه فعلا رحبي بالاندماج في عالمه والاقتراب ممن يحب، زيارتك لوالدتهأو حسن استقبالك لضيوفه وثناءك عليهم سيكون له أبلغ الأثر في نفسه أكثر منالزينة التي ربما تهتمين بها من أجل نفسك وليس من أجله.

سؤال: ماذا أفعل إزاء شعوري بالملل والوحدة بعد أن خرجت من حياة صاخبةمزدحمة في بيت أبي والآن غالبا وحيدة وهو في عمله؟

لابد من أن تجدي مصرفا صحيا لفائض الطاقة والوقت لديك فكري وابتكري لكيتشغلي نفسك بما ينمي شخصيتك ويشغل وقتك وتفكيرك ويريحك من ملل الانتظار.

وللزوج الشاب أقول أفضل استثمار لوقتك وعاطفتك هو ما تنفقه مع زوجتك فسوفتحصده أضعافا مضاعفة، وإثبات رجولتك الحقة معناه أن تغير نظامك بعد الزواجفهي ليست أمك التي تتحملك إلي ما لانهاية، تحمل مسئوليات الزواج وغير علاقتكمع الأصدقاء لتتناسب مع وضعك الجديد، وعاملها بحرص حتي لا تخدش رقةالقوارير وعليك بالهدية والكلمة الحلوة ولين الجانب تكسبها سندا ورفيقة حياةوتجعلها تشطب كلمة الطلاق من قاموسها نهائيا.

*إيمان القدوسي