برمجة خاطئة: هل تتحمل الأمهات مسؤولية فشل الأبناء؟!

على الرغم من خطورة البرمجة لتأثيرها الكبير على حياة الأبناء إلا أنها وفي الوقت ذاته تعد مفتاحاً من أهم مفاتيح التربية الناجحة والإعداد السلوكي السليم للأبناء فيما لو أحسن الأهل، وبصورة خاصة الأمهات، لأن الأبناء في الأعم الأغلب سيعتمدون عليها في ممارسة حياتهم واتخاذ قراراتهم وبناء مستقبلهم ما شاء الله من السنين فإن كانت برمجة سليمة كانت حياتهم وقراراتهم وسلوكهم كذلك وإن كانت سقيمة كانت أيضا كل من حياتهم وسلوكهم وقراراتهم كذلك.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 ولذا نجد البعض يفشل في حياته ولايعلم الأسباب ويجهلها حتى يدرك الحياة ويفهم الواقع ويشخص أخطاءه ليجد المفاجأة أن أهله هم الذين أوصلوه الى هذه النتائج المزرية والطامة الكبرى إن كانت الأم تحديداً، وغالبا ما يكون ذلك بعد أن اختار التخصص العلمي وشغل الوظيفة ربما بل وقد يكون فات الأوان كما لو اختار الزوجة أو اختارت الزوج وأصبحوا آباء أو أمهات بناءً على البرمجة الخاطئة.

ولو تغلغلنا الى أذهان الكثير ممن فشل في حياته سنجده يشير بأصبع الاتهام الى أهله وربما الى والدته في كل ما يجنيه اليوم من متاعب وما يحصده من مصاعب، ولكن مع ذلك لا بد له أن يسامح الجميع كما ويسامح نفسه ولا يحملها نتيجة عمل زرعه غيره فيه ويطوي صفحته الماضية تماماً أن أمكن وينطلق في بداية جديدة لحياته.

 وقد يقول من وجد نفسه فيما أسلفناه من كلام: كيف لي أن أبدأ من جديد وقد فاتني الكثير وربما أهم القرارات في الحياة كالتحصيل والتخصص العلمي أو كاختيار شريك الحياة أو ما الى ذلك؟ نجيب نعم، نوافقك الرأي أن الموقف لا يخلو من غصة وألم كما هو مفعم بالصعوبة غالبا إلا إن خسرانك لجزء مهم من حياتك لا يسوغ لك خسرانها جميعاً، وحاول النجاح في القابل من عمرك فإن الانسان لا يعدم الفرص في النجاح إلا حينما يعدم الحياة فتحلَ بالأمل، وانفض عنك غبار الشجن، وبرمج نفسك بنفسك برمجة صحيحة خالية من السلبية والتردد والجبن، وكن شجاعا في اتخاذ ما يمكنك من قرارات ولو قصيرة المدى وقليلة الأثر فإن بتراكم هذه الصغائر من الخطوات الصحيحة يكمن النجاح الباهر ويتحقق المستقبل الزاهر.

لكل ما تقدم، عزيزتي الأم: احذري أن تبرمجي أولادكِ برمجة خاطئة واحرصي على أن لا يقوم بذلك أحد أبداً مهما كان عزيزاً عليك.

*مواقع إلكترونية