اضطرابات في النوم وخمول بدني.. تعرّف على مخاطر التكنولوجيا الحديثة!

إن العصر الحديث يمتازُ بالعديد من التطورات المتلاحقة التي أدت إلى جعل الحياة في هذا العصر أكثر سهولة ويُسر، وعلى رأس تلك التطورات هو التطور التكنولوجي الحديث الذي أصبح يلازمنا في كل جانب من جوانب حياتنا البشرية.

عند النظر إلى التطور التكنولوجي الحديث نرى مدى عظمته في تيسير أمور الحياة ومتطلباتها أمام البشر، حيثُ دخلت في جميع جوانب الحياة وساهمت في تطورات عظيمة أخرى مثل التطور، والنهضة الاقتصادية، التي شهدها العالم الحديث منذ ظهور التكنولوجيا، وكذلك النهضة العلمية الحديثة في كل المجالات العلمية "الطب، الهندسة، التعليم، الإعلام،" وغيرها من المجالات التي تشهد على عظمة التكنولوجيا الحديثة وفضلها الكبير في نهضة البشرية.

ولكن كما اعتدنا في هذه الحياة لا يوجد ما هو كامل من جميع النواحي، حيث إنه من الطبيعي ظهور عيوب الشيء كما تظهر مميزاته، وحتى إن كان أحدهم يطغى على الآخر فإن التكنولوجيا كذلك مثلها كمثل كل شيء في هذه الحياة يوجد لها عيوب ومخاطر مثل كونها لديها مميزات، ومن أهم وأخطر عيوب التكنولوجيا تتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي ومنها:

1. فقدان مهارات التواصل، وقد ظهر ذلك مؤخرًا بين الفئات المختلفة وخاصة أعضاء الأسرة الواحدة، فقد قللت الهواتف النقالة، ورسائل البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي من الاتصال المباشر بين الأشخاص، والذي يُعد مهماً جداً في مكان العمل، ويحتاج إلى مهارات الاستماع ومهارات التواصل غير الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي.

2. التعرض للقرصنة على الرغم من الجهود الأمنية المتزايدة، فإن هنالك الكثير من المخاطر الخارجية والداخلية التي تؤدي إلى سرقة المعلومات من الموظفين، مما يضيف تكاليف إضافية للشركة للتغلب على هذه التحديات.

3. إجهاد العين، إن التحديق المباشر في الشاشة الرقمية يؤدي إلى تبخر الدموع التي تقوم بحماية العين، بالإضافة إلى أن قراءة الخطوط الصغيرة على الهواتف النقالة أو الأجهزة الأخرى يزيد من حِدة الإجهاد، ومن الجدير بالذكر أن هناك (7) أشخاص من بين كل (10) أشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من جفاف العيون، والصداع، وعدم وضوح الرؤية، وصعوبة التركيز، وآلام في الرقبة، أو الكتفين، وللتقليل من ذلك يُوصى بأخذ استراحة لمدة (20) ثانية كلّ (20) دقيقة.

4. اضطرابات النوم وجدت دراسة أن 44% من الأشخاص يتركون هواتفهم إلى جانبهم عند النوم، وفي دراسة أجريت في عام 2011م، وُجد أن 95% من الأشخاص البالغين يستخدمون هواتفهم قبل النوم، وبناءً على مؤسسة النوم الوطنية، ومجموعة من الباحثين السويديين فإن هناك علاقة بين استخدام الهواتف الخلوية والزيادة في اضطرابات النوم لدى الرجال والنساء؛ حيث إن التعرض للإضاءة وقت الذهاب إلى النوم يؤدي إلى إيقاف إفراز هرمون الميلاتونين المعزز للنوم، بناءً لما قاله الدكتور "تشارلز تشيزلر" من جامعة هارفارد.

5. الخمول البدني هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تربط بين الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية، وانخفاض مستوى اللياقة البدنية؛ حيث أظهرت دراسة لمجموعة من الطلاب أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الخلوية حصلوا على نتائج سلبية في اختبار اللياقة القلبية التنفسية.

6. تأثير التكنولوجيا على الأطفال على الرغم من أن التكنولوجيا تساعد الأطفال على الحصول على كميات هائلة من المعرفة، من خلال سهولة الوصول إلى المعلومات، إلا أن لها الكثير من الآثار السلبية عليهم؛ مثل العُزلة الاجتماعية، والإصابة بالأمراض كالسمنة، والاكتئاب، ومتلازمة الحاسب الآلي.

وهكذا كما وضحنا سابقًا، إن هذه الحياة لم تُعط شيئًا كاملاً، فكل أمر كما له ميّزات له عيوب، وعندما نقبل بشيء معين، علينا أن نتقبله كاملاً بعيوبه قبل مميّزاته.