أسرتي

هروب الفتيات: انتبهوا لأولادكم من ’أبطال المسلسلات’ و ’الفراغ العاطفي’!
ما الذي يحدث عندما يعاني الأبناء من نقص عاطفي حاد، وما الشعور الذي يعتريهم وماذا يمكن أن يحدث نتيجة ذلك الفراغ العاطفي؟ الواقع أن ما يمكن أن يحدث كارثي وصادم للأهل، وقد يحدث ما لا يخطر على بال الأهل.

[اشترك]

ونشير هنا إلى بعض الآثار الناتجة عن مشكلة (الفراغ العاطفي):

 الهروب من الواقع:

الفراغ لابدّ أن يُملأ وكأن تلك حكمة مطردة في كلّ الحقول والميادين.. السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية، ولأن ما يعانيه المبتلون من نقص عاطفي أمر لا يطاق، فلابدّ من استجابة للواقع ولو حدث ذلك بطريقة خاطئة، فالكثير من الأبناء يبحثون عن حل لمشكلاتهم، ويلجؤون إلى طرق ملتوية، إذ يبحث البعض عن عالم افتراضي يغدق عليه من العطف والمشاعر ويبادله الإعجاب والتقدير، ويجد ذلك بشكل مثالي في عالم (الشبكة العنكبوتية) حيث يتخاطب الناس مع بعضهم البعض، ويغدقون على بعضهم المشاعر، ويتبادلون الأفكار والآراء.

وتؤكد الوقائع الاجتماعية اليومية وقوع الكثير من الشباب ومن الجنسين في عملية نصب وخداع يدفعون على أثرها ضريبة باهظة الثمن أخلاقياً واجتماعياً.. أفلا نسمع عن هروب بعض الفتيات من أسرهن مع من أعجبن به ولو كان ذلك الآخر من بلاد بعيدة، وتكفي بعض كلمات معسولة للإيقاع بهن وخداعهن.

التعلق بالقدوات المزيفة:

ينظر الأبناء إلى آبائهم باحترام واجلال ويتخذونهم قدوات خصوصاً في أعمارهم المبكرة، بحكم التصاقهم اليومي ومعايشتهم الدائمة لهم، ولأنّ الآباء يوفرون لهم احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم اليومية خصوصاً ما يتعلق بالجانب المادي، بيد أنّ الانفصال النفسي المبكر بين الآباء وأبنائهم الناتج عن الإهمال يبقي الأبناء غرباء عن آبائهم نفسياً، ومع شعورهم بالحرمان العاطفي فإنهم سيتوجهون للتعويض عن ذلك بطرق كثيرة ومنها، البحث عن أشخاص يتعلقون بهم، ويصبحون مركز تفكيرهم، ومحور حياتهم، وفي بعض الأحيان يتعلق بعض الشباب من الجنسين بأبطال ورموز الفن.. خصوصاً أبطال المسلسلات التي تتحدث عن العلاقات الاجتماعية والأسرية والزوجية بشكل مثالي، حيث يتبادل أبطال المسلسلات تلك العلاقة الودية والمشاعر الحميمية، وهذا بالتحديد ما يجذب الشباب من الجنسين الذين يعيشون الحرمان العاطفي، لأنّه يوفر لهم بيئة مثالية يعوِّضون من خلالها هذا النقص (الحرمان) بالأشخاص الذين ينجذبون نحوهم ويتعلقون بهم باعتبارهم الأبطال المُخلِّصين لهم من تلك المآسي التي يعيشونها على أنهم يتعاطون مع عالم افتراضي اسمه (مسلسل) لكنهم يتعاملون معه على أنّه واقع ولو اطلعوا على حياة أبطاله الحقيقية والواقعية لأصابهم الذهول!! إذ أنّ هذه الرومانسية في حياتهم ليس لها وجود إلا في عالم التمثيل!

وإذا عدنا إلى الواقع اليومي فإنّ المشكلة الاجتماعية كبيرة في هذا الجانب... إذ قد ترى الكثير من الشباب (من الجنسين) يعيشون الحرمان العاطفي ولا يجدون من يبادلهم همومهم وأفكارهم ولا من يرجعون إليه في مشكلاتهم، ويفرغون إليه أحمالهم النفسية، ويصغي إليهم ويشاركهم همومهم.

 الانحرافات السلوكية:

تنقص الشباب من الجنسين غالباً التجربة والخبرة الحياتية، فالبعض منهم عندما يعيش مشكلة ما لا يستفيد من تجارب غيره وخبرته، ويندفع نحو خياراته لحل المشكلة التي يعاني منها خصوصاً عندما لا يجد أحداً من أسرته حوله.

 وكثير ما يخطأ الشباب الذين يعانون من الفراغ والحرمان العاطفي في خياراتهم ويندفعون بشكل مؤسف في الطريق الخطأ.. فكم من فتاة نسجت علاقات شخصية مع الغرباء عن طريق (النت) ثمّ بادلته صورها، ثمّ التقته، واتفقا على الزواج لكن بعد أن تلبي له طلبه!! وبعد طول مراوغة يختفي من حياتها ولا ترى له أثراً بعد عين بعد أن حصل منها على رغبته، وترك لها وعداً بالزواج مفتوحاً! وكم من شاب تائه يبحث عن علاج للتخلص من معاناته وحرمانه وجد ضالته في رفقاء سوء فحطَّ رحاله معهم بين القضبان!

وتنشر الصحف اليومية عشرات القضايا المشابهة لشباب من الجنسين وقعوا ضحايا الحرمان العاطفي.

العزلة والانطواء:

 قد تؤدي نتائج الحرمان العاطفي بالأفراد إلى الانسحاب من المجتمع واللجوء للعزلة والانطواء بعيداً عن الناس، وعدم الاختلاط بهم فيفقدون بذلك الزمالة والصداقة مع الأقران، على خلفية أنّ الآخرين لديهم علاقات واسعة ويتمتعون بعلاقات حسنة مع الآخرين، في حين يعجزون هم عن نسج علاقات مماثلة ولا يستطيعون مشاركة الآخرين في أحاديثهم وأنسهم، وقد يحدث العكس للأفراد المحرومين عاطفياً إذ قد يفرطون ويبالغون في نسج علاقات واسعة، ويقضون أوقاتاً كثيرة في المسامرة والدردشة مع الآخرين بمختلف وسائل الاتصال كل ذلك تعويضاً عمّا يفقدونه من شعور بالنقص والحرمان العاطفي.

*كتاب أُريد حباً لـ "محمد العليوات"

2022/06/21
كيف تعوّد طفلك على الصلاة؟
أوّلاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين الثالثة والخامسة).

[اشترك]

 1- ميزة هذه المرحلة إنّها هي مرحلة الرغبة في التقليد.

 2- من الأخطاء في هذه المرحلة أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: "لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن".

 3- إذا وقف الطفل بجوار المصلي ثمّ لم يركع أو يسجد ثمّ بدأ يصفق مثلاً ويلعب فلندعه ولا نعلق على ذلك، ولنعلم جميعاً أنّهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم، أو قد يبكون، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلي.

 4- ماذا عليه أن يحفظ: في هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور: الفاتحة، والإخلاص، والمعوذتين.

 ثانياً: مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة):

 1- ميزة هذه المرحلة: يكون التركيز على كثرة الكلام عن الله تعالى وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله، وفي المقابل، ضرورة طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان.

 2- من الأشياء الضرورية: لابدّ من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه، لابدّ من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار العبادة، ومن المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج، وفرض الصلاة، أو سرد قصص اهل البيت (عليهم السلام) والصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة.

 3- من المحاذير: الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد، وغني عن القول أنّ الضرب في هذه السن غير مباح، فلابدّ من التعزيز الإيجابي، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسياً من حياته.

 4- البنات في هذه المرحلة: نحببهم بأمور قد تبدو صغيرة تافهة ولكن لها أبعد الأثر، مثل خياطة حجاب صغير مخصص للطفلة، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بها.

 5- فكرة عندما يتكاسل في الوضوء: نقوم بعمل طابور خاص بالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم الطابور كلّ الأفراد الموجودين بالمنزل في هذا الوقت.

 6- التدرج مهم في هذه المرحلة: يبدأ الطفل بصلاة الصبح يومياً، ثمّ الصبح والظهر، وهكذا حتى يتعود بالتدريج إتمام الصلوات الخمس، وذلك في أي وقت، وعندما يتعود على ذلك يتم تدريبه على صلاتها في أوّل الوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن، كلٌّ حسب استطاعته وتجاوبه.

 7- استخدام التحفيز مهم: فنكافئه بشتى أنواع المكافآت، وليس بالضرورة أن تكون المكافأة مالاً، بأن نعطيه مكافأة إذا صلى الخمس فروض ولو قضاء، ثمّ مكافأة على الفروض الخمس إذا صلاها في وقتها، ثمّ مكافأة إذا صلى الفروض في أوّل الوقت.

 8- نربطه بالجنة: ويجب أن نعلّمه أنّ السعي إلى الصلاة سعي إلى الجنة، ويمكن استجلاب الخير الموجود بداخله، بأن نقول له: "أكاد أراك يا حبيبي تطير بجناحين في الجنة، أو "الله تعالى راض عنك ويحبك كثيراً لما تبذله من جهد لأداء الصلاة"، أو "أتخيلك وأنت تلعب مع الصبيان في الجنّة والرسول (ص) يفرح بكم بعد أن صليتم جماعة معه"... وهكذا.

 9- بالنسبة للبنين: فتشجيعهم على مصاحبة والديهم (أو ما يقوم مقامهم من الثقات) إلى المسجد، يكون سبب سعادة لهم،

 أوّلاً لاصطحاب والديهم، وثانياً للخروج من المنزل كثيراً، ويراعي البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلى وقت ومجهود وصبر من الصغير لربطها أو خلعها.

 10- ماذا يجب أن يتعلم: يراعى في هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره، وكيفية الاستنجاء، وآداب قضاء الحاجة، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والملابس، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة. ويجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء، تدريبه على ذلك عملياً، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع أبنائهم.

 ثالثاً: مرحلة الطفولة المتأخرة (ما بين السابعة والعاشرة):

 1- سلوك الطفل: في هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة، وعدم التزامهم بها، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة.

 2- كيفية التعامل معهم: يجب أن نبتعد عن السؤال المباشر هل صليت الصلاة؟ لأنّهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه، أو إغفال الأمر، بالرغم من إدراك كذبه، والأولى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال، مثل الصلاة يا شباب: مرة، مرتين ثلاثة، وإن قال مثلاً إنّه صلى في حجرته، فقل لقد استأثرت حجرتك بالبركة، فتعال نصلي في حجرتي لنباركها، فالملائكة تهبط بالرحمة والبركة في أماكن الصلاة!! وتحسب تلك الصلاة نافلة، ولنقل ذلك بتبسم وهدوء حتى لا يكذب مرة أخرى.

 3- العمل إن لم يصلِّ الطفل: يقف الأب أو الأُم بجواره – للإحراج – ويقول: "أنا في الانتظار لشيء ضروري لابدّ أن يحدث قبل فوات الأوان (بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد).

 4- تشجيعهم: ويكفي للبنات أن نقول: "هيا سوف أصلي تعالى معي"، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة، لأنّها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع، أما الذكور فيمكن تشجيعهم على الصلاة بالمسجد وهي بالنسبة للطفل فرصة للترويح بعد طول المذاكرة، ولضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية، مثل شراء الخبز، أو السؤال عن الجار... إلخ.

 5- ماذا يتعلم: وفي هذه السن يمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة، وصفة النبيّ (ص)، وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة.

 6- فكرة: يمكن اعتبار يوم بلوغ الطفل السابعة حدثاً مهماً في حياة الطفل، بل وإقامة احتفال خاص بهذه المناسبة، يدعى إليه المقربون ويزين المنزل بزينة خاصة، إنّها مرحلة بدء المواظبة على الصلاة!! ولا شك أنّ هذا يؤثر في نفس الطفل بالإيجاب، بل يمكن أيضاً الإعلان عن هذه المناسبة داخل البيت قبلها بفترة كشهرين مثلاً، أو شهر حتى يظل الطفل مترقباً لمجيء هذا الحدث الأكبر!!

 7- وفي هذه المرحلة: نبدأ بتعويد على أداء الصلوات كلّ يوم، وإن فاتته إحداهنّ يقوم بقضائها، وحين يلتزم بتأديتهن جميعاً على ميقاتها، نبدأ بتعليمه الصلاة فور سماع الأذان وعدم تأخيرها، وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة، يجب تعليمه سنن الصلاة ونذكر له فضلها، وأنّه مخيَّر بين أن يصليها الآن، أو حين يكبر (مرحلة المراهقة).

 8- صفات هذه المرحلة: يتسم الأطفال في هذه المرحلة بالعند والرفض، وصعوبة الانقياد، والرغبة في إثبات الذات – حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة وتضخم الكرامة العمياء، التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا حدث أن توقُّفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبهة من أن يشار إلى أنّ قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعاً من ذاته، وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد. ولنعلم أنّ أسلوب الدفع والضغط لن يجدي، بل سيؤدي للرفض والبعد، وكما يقولون "لكلّ فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه" هكذا يجب أن نتفهم الابن ونستمع إليه إلى أن يتم حديثه ونعامله برفق قدر الإمكان.

 رابعاً: برنامج تربوي مقترح من التربويين والمتخصصين:

وفيما يلي برنامج متدرج، هذا البرنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر، وربما أقل أو أكثر، حسب توفيق الله تعالى وقدره:

المرحلة الأولى: هي مرحلة الفعل الصامت (عنوان ٥)

 أ‌) مدتها: تستغرق من ثلاثة أسابيع إلى شهر.

 ب‌) الطريقة المتبعة:

 1- في هذه المرحلة لن توجه إليه أي نوع من أنواع الكلام، وإنما سنقوم بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلاً تعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضل في غرفة المعيشة مثلاً، أو تعمَّد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في أي مكان يفضله بالبيت، ثمّ يعود الأب لأخذها وهو يفكر بصوت مرتفع: "أين سجادة الصلاة؟ "أريد أن أصلي، لقد دخل الوقت، يا إلهي كدت أنسى الصلاة... ويمكنك بين الفرض والآخر أن تسأله: حبيبي، كم الساعة؟ هل أذّن المؤذِّن؟ كم بقي على الفرض؟ حبيبي هل تذكر أنني صليت؟ آه لقد أصبحت أنسى هذه الأيام، لكن يا إلهي، إلّا هذا الأمر".

 2- واستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيع أخرى أو أسبوعين حتى تشعر أنّ الولد قد ارتاح، ونسى الضغط الذي كنت تمارسه عليه، وساعتها يمكنك الدخول في المرحلة الثالثة.

 المرحلة الثانية:

1- قم بدعوته بشكل متقطِّع، حتى يبدو الأمر طبيعياً، وتلقائياً للخروج معك، ومشاركتك بعض الدروس بدعوى أنك تريد مصاحبته، وليس دعوته لحضور الدرس، بقولك: "حبيبي أنا متعب وأشعر بشيء من الكسل، ولكنّي أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعال معي، أريد أن أستعين بك، وأستند عليك، فإذا رفض لا تعلق ولا تُعِد عليه الطلب، وأعد المحاولة في مرة ثانية".

 2- ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركه في كلّ ما تصنعه في أمور التزامك من أوّل الأمر، وأن تسعى لتقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما من خلال طلب رأيه ومشورته بمنتهى الحب والتفاهم، كأن تقول الأُم لابنتها، حبيبتي تعالي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد ما رأيك في هذه الربطة؟ كلّ هذا وأنت تقفين أمام المرآة، وحين تستعدين للخروج مثلاً تقولين لها: "تعالي اسمعي معي هذا الدرس أو هذه المحاضرة"، ما رأيك فيه؟ "سأحكي لك ما دار في الدرس هذا اليوم" ثمّ تأخذين رأيها فيه، وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت.

 3- اترك ابنك أو ابنتك يتحدثون عن أنفسهم، وعن رأيهم في الدروس التي نحكي لهم عنها بكلّ حرية وبإنصات جيد منا، ولنتركهم حتى يبدؤون بالسؤال عن الدين وعن أموره.

خامساً: كيفية تحفيز الطفل على الصلاة:

- الصلاة من الأشياء المهمة والضرورية في الحياة التي يجب على الإنسان تأديتها ومن الطبيعي أن يصل هذا المفهوم للأطفال.

- والسؤال الذي يتبادر لأذهاننا كيف نعلم أطفالنا الصلاة أو بالأصح كيف نجعلهم يحافظون على الصلاة ونتأكد من وصول هذا المفهوم بالشكل الصحيح؟

- إذا كان عمر الأطفال في سبع سنوات ليس لنا في هذا السن سوى التعامل معهم بالملاطفة والملاعبة وحسن التعامل ليتشبعوا بالعاطفة والحنان والمودة والاحترام، وليستمتعوا بطفولتهم بكلّ جوانبها.

- أما بعد السبع سنوات فهي مرحلة الطفولة المتأخرة وبدأ مرحلة المراهقة وهي مرحلة يتعلم فيها الطفل السلوك السليم ويبدأ (الإدراك والتجرد) يعني تعلم فكري بعيد عن الإحساس وتعلم المفاهيم الحياتية المجردة (مثل الصلاة وأمور الدين والنظافة والتعامل مع الناس وغيرها) وهي مرحلة يؤسس الطفل فيها جميع جوانب حياته الشخصية.

 - من أساليب متابعة الطفل لأداء الصلاة مثلاً وضع جدول في مكان واضح في البيت يراه الجميع وهو عبارة عن جدولين واحد للبنت والآخر للولد يوضع فيهما إشارة صح لصلوات اليوم.

 - وإذا اكتمل الأسبوع نشجعه بنزهة أو مكان يتمنى الذهاب إليه أو إلى الحديقة أو أي مكان أو هدية جميلة يحبها، غير أسلوب امتداحه بين إخوته فهو محفز ومجدي أكثر.

*كتاب دليل الآباء والأُمّهات في تربية الأبناء: الكاتب: د. جمال ماضي

2022/06/20
بسبب ’واتس آب’.. كيف تحوّل أطفالانا إلى أيتام؟!

مقالات كثيرة كتبت في القديم القريب حول تدخل الخدم في تربية الأبناء بعدما انتشر الخدم في بيوتنا، ومقالات قبلها كتبت حول عمل المرأة وانصرافها عن تربية أبنائها أو انشغال الأب وعدم متابعة أبنائه.

[اشترك]

 واليوم صرنا لا نتكلم عن الخدم ولا عن العمل والإهمال التربوي، وإنما صار اهتمام الوالدين معلقا بوسائط التواصل الاجتماعي حتى انصرف الوالدان عن الاهتمام بأبنائهما والانشغال بتربيتهم وحسن توجيههم، فكثير من الآباء والأمهات انشغلوا بوسائل التواصل المجانية مثل (الوتس أب ، التانغو ، الفايبر ، السكايب) أو بشبكات التواصل الاجتماعية مثل (الإنستجرام ، التويتر ، الكيك ، الفيس)، ولعل أكثر ما يأخذ وقت الوالدين اليوم (الوتس أب ) و (الإنستجرام)، حتى صار هذا الجيل يوصف بجيل (الرقبة المنحنية) من كثرة انحناء الرأس على الهواتف الذكية، وصار (الوتس أب) اليوم يدير أوقاتنا حتى فقدنا الإحساس بطعم الحياة والتأمل بالطبيعة والتفكر بمجريات الأحداث والتركيز على الأهداف والاستمرار بالإنجاز.

فصار همّ الواحد منا اليوم نقل الأخبار والأحداث التي من حوله أكثر من أن يتفاعل مع الحدث الذي أمامه، فلو رأى حادث اصطدام بين سيارتين فيكون أول ما يفكر به نشر الخبر قبل أن يفكر ويبادر بمساعدة المصابين، بل وقد تجد شخصا جالسا في غرفة العناية المركزة بقرب أبيه أو أمه في لحظات حياتهما الأخيرة ويكون مشغولا بنقل أخباره من خلال الوتس أب أو الإنستجرام أكثر من انشغاله بالدعاء لهما أو الاهتمام بهما، وقد تجد أطفالا يسرحون ويمرحون في البيت من غير توجيه وتربية بينما تكون أمهم في غرفة نومها ترسل الصور أو مقاطع الفيديو بالوتس أب وأبوهم مشغول بإرسال الطرائف والنكت لأحبابه بالوتس أب!

بعض الآباء والأمهات يشتكون من انشغال أبنائهم بوسائل التكنولوجيا ولو راقبوا أنفسهم لوجدوا أنهم مشغولون بالوتس أب أو التصوير والنشر بالإنستجرام أكثر من انشغال أبنائهم بالتكنولوجيا، حتى صرنا في زمن يحق لنا أن نصف أبناءنا بأنهم (أيتام التكنولوجيا)، فصار التعلق بالهواتف الذكية سمة العصر، وأذكر أنه في يوم من الأيام قالت لي امرأة: أمنيتي في الحياة أن أكون هاتفا ذكيا حتى يمسكني زوجي وأبنائي طول اليوم، فابتسمت من تعبيرها هذا في وصف الحالة التي نعيشها، ورجل من يومين كان يشتكي لي من شدة تعلق زوجته بصديقاتها بالوتس أب وبنشر أخبارها عن طريق الإنستجرام وكل ذلك على حساب الاهتمام بالبيت وتربية الأبناء ومتابعة دروسهم.

ومن شدة تعلق الوالدين بالتكنولوجيا السريعة والهواتف الذكية صاروا يريدون أن يعالجوا مشاكلهم التربوية بنفس إيقاع التكنولوجيا السريع، ويحسبون أن المشاكل التربوية مثل تسخين الطعام (بالمايكروويف) تعالج بشكل سريع وبجلسة واحدة أو توجيه واحد، إن (التربية الميكروويفية) هذه يستحيل تحقيقها لأن الإنسان ليس آلة أو ماكينة وإنما يحتاج لصبر وتكرار توجيه ودقة متابعة ومرونة في التعامل معه من أجل تقويم سلوكه وحسن تربيته.

لقد فقد الوالدان اليوم السيطرة على تربية أبنائهم في الطعام واللباس والأخلاق والمهارات بسبب كثرة انشغالهم بأنفسهم والتكنولوجيا التي بين أيديهم، وصار الأبناء يعانون من السمنة وسوء التغذية وفقدان الشهية وكثرة الأمراض النفسية والعنف بسبب انصراف الوالدين عن الاهتمام بهم إلى الوتس أب الذي يتداول يوميا ما لا يقل عن 27 مليار رسالة، حتى صار (الوتس أب) مكانا خصبا للفضائح وكشف الأسرار والتهديدات والطلاقات وإخراج كل العواطف المكبوتة ورؤية المشاهد الإباحية.

من يومين تحدثت لجمهور الكيك حول موضوع (أمي وأبي أونلاين online) ) وأغلب المتابعين من شريحة الشباب والفتيات، وقلت لهم: إن الوالدين صارا أونلاين مع أصدقائهما وعلاقاتهما أكثر من أبنائهما ، ثم قلت لهم ممازحا أما مع أبنائهما فهما (أوف لاين ofline) )، وفي خلال ساعات قليلة حاز الموضوع على أكثر من 4000 إعجاب وأكثر من 100 تعليق من الأبناء والبنات، ولفت نظري بعض التعليقات على هذا الموضوع مثل: قال الأول (هم كانوا يقولون لنا اتركوا الجوال والان صاروا مثلنا)، وقال الثاني (حتى الخدم صاروا مثل أبونا وأمنا)، وقال الثالث (أمي تركت الاهتمام بنا وببرامجها التلفزيونية وصارت 24 على الوتس أب)، وقال الرابع (والدي عنده صديقات وعلاقات وهو مدمن على الوتس أب)، وقالت الخامسة (أمي مشغولة بالوتس أب ووالدي بالسفرات والاستراحات)، وقالت السادسة (إذا احتجت شيء من والدي أرسل له رسالة بالوتس ولا يرد عليّ إلا بعد ساعة ولو كانت الرسالة من أصدقائه يرد عليهم بسرعة)، وكتبت إحدى الأمهات (كلما أمسكت هاتفي يتحرك ولدي الصغير ويغطي الشاشة بيده وينظر إلي كأنه يقول لي أنا أهمّ)، فهذه بعض المشاركات حول إدمان الآباء والأمهات (الوتس أب) ووسائل التواصل الاجتماعي، وواضح من هذه العينة العشوائية حجم المشكلة التي نعيشها في بيوتنا وانصراف الوالدين عن الهدف الأساسي من الزواج وتكوين الأسرة وهو التربية.

نحن لسنا ضد استخدام وسائل التواصل أو تكنولوجيا الاتصال، ولكننا مع تحديد الأولويات في الحياة الاجتماعية، وأكبر أولوية هي بناء أسرة مستقرة وسعيدة ومترابطة وهذا الهدف لا يأتي إلا (بالاهتمام التربوي والحوار وإشاعة الحب) وهذه الثلاثية تحتاج وقتا حتى تتأسس في الأسرة، وأختم بتعليق من أحد الآباء وهو أنه اقترح على عائلته أن يخصص يوما من غير استخدام الهواتف الذكية وقد نجح كما يقول بتطبيق هذه التجربة، ولكن المهم أن لا يكون (الوتس أب) أهم من أبنائنا.

*جاسم المطوّع

 

 

2022/06/01
هدية و دعابة.. 10 أفكار لإسعاد والديك
لما كنا صغارا كنا كثيرا ما ننتقد الوالدين في تصرفاتهما فلما كبرنا اكتشفنا أن ما قاما به هو الصواب.

[اشترك]

ومن طرائف ما ذكرته لي والدتي أنها لما كانت صغيرة كانت تتضايق من والدتها ببعض التصرفات فكانت والدتي ترد عليها وتقول سأريك ماذا أفعل إذا صرت أمّاً مثلك، ثم تضيف بأنها لما كبرت وصارت أمّاً فعلت ما كانت تفعله والدتها، فبر الوالدين قيمة عظيمة وعلينا أن نربي أبناءنا منذ نعومة أظفارهم على البر، ولهذا ذكره عيسى عليه السلام وهو في المهد عندما قال (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) وقد جمعت عشرة أفكار جميلة وعملية تساعدنا في إضافة البهجة وإسعاد والدينا وهي:

1- الذكريات: أن نتحدث معهما عما كان يضايقنا منهما لما كنا صغارا ثم نبين لهما أن قرارهما كان صائبا فيسعدان بما ذكرناه لهما.

2- المشاعر: فلو قدما لك عطية فاحرص أن تعبر عن مشاعر الفرح واستغل الفرصة وبين لهما مدى حاجتك لهذه العطية واستفادتك منها.

3- الهدية: أن تشتري لهما هدية فهي تعبر عن حبك لهما وليس بالضرورة أن تكون غالية وكررها بين فترة وأخرى ولا يحزنك إن قدموا هذه الهدية للآخرين فهذه من محبتهم لك.

4- الحديث: أن تتحدث معهما وتزور والديهما أو إخوانهما إن كانوا أحياء وتنقل لهما ما حصل لك معهما لإسعادهما.

5- المشاورة: شاورهم في قراراتك الكبيرة مثل شراء بيت أو سيارة أو سفر وكذلك الصغيرة مثل شراء ثوب أو تحضير وجبة أو شراء هدية لصديق فالمشاورة تشعرهما بأهميتهما.

6- الدعابة: ذكر القصص التي حدثت لك معهما في الطفولة أو مع إخوانك وفيها دعابة ونكته وطرافة أو أي موقف طريف تذكره لهما.

7- التكنولوجيا: اكتب تغريده على التويتر من كلامهما أو انشر صورة لوجبة طبختها والدتك أو زرع زرعه والدك، واقرأ لهما تعليقات وتفاعل أصدقائك فإنهما سيسعدان كثيرا بتفاعل الناس معهما.

8- زيارة واستضافة: خصص وقتا لزيارتهما والجلوس معهما أو اعزمهما على غداء أو سفرة وتحمل تكاليف الرحلة فيكونان سعيدين بما تقدمه لهما.

9- الحنان: كن حنونا معهما خاصة إذا كانا كبيرين في السن وإذا تصرفت تصرفا أغضبهما فعجل في طلب رضاهما.

10- الأصدقاء: عرفهما بأصدقائك أو ادع أصدقائك للجلوس معهما فإن ذلك يسعدهما.

فهذه العشرة نقدمها هدية للقراء حتى يعملوا بها وتزداد البهجة والمحبة في بيوتهم، ولعل من رحمة الله تعالى أن جعل نبينا الكريم يتيما وإلا لو كان والداه على قيد الحياة لبرهما برا ربما يصعب على المسلمين العمل به.

هذا في حالة أنهما موجودان معك، أما في حالة وفاتهما فكذلك يمكنك إيصال البهجة إليهما وإسعادهما وهما في قبرهما كأن تتصدق أو تدعو لهم أو تبر أصدقائهما أو تعمل لهما عملا خيريا أو وقفا باسمهما أو تزورهما.

فالبر قيمة مستمرة أجرها كبير وأثرها عظيم، وأذكر بهذه المناسبة أن رجلا أخذ أمه للعلاج في أمريكا ورافقته زوجته لتساعده في رعاية والدته فلما انتهت العملية الجراحية كثرت الاتصالات الهاتفية للاطمئنان عليها، وكانت معهم ممرضة تراقب ما يحدث من خدمة ورعاية وكثرة اتصالات دولية، فسألت الابن ما منصب هذه المرأة في بلدكم هل هي وزيرة أم أميرة؟ فرد عليها ابنها: لا، إنما هي (ربة بيت) فقالت مستغربة ولكن اهتمامكم بها غريب واهتمام الناس بها كثير وملفت للنظر، فقال لها: هكذا الأم تقدر عندنا وهذا نسميه في ديننا (بر الوالدين) فكان ذلك سببا في دخول الممرضة الإسلام من بوابة (بر الوالدين).

ولأن البر مهم فقد ذكره الله بعد عبادته قائلا (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

*جاسم المطوّع

 

2022/05/30
’صدّع رؤوسنا’: طفلي يتكّلم كثيراً.. عائلتي في ورطة!

كان طفلي البالغ من العمر خمس سنوات يوجه الأسئلة لي باستمرار منذ استيقاظه وحتى منامه، ولم أكن أرغب بإسكاته أو عدم الرد على أسئلته، المحرجة في بعض الأحيان، خوفا على مشاعره.

[اشترك]

لكن، بعد بلوغه ست سنوات أصبح يعود من المدرسة ومعه ملاحظات من المعلمة حول كثرة كلامه وثرثرته ومقاطعته لها داخل الفصل، بل ويتعدى الأمر لخروجه من الصف والتوجه للطلبة في ساحة المدرسة أو الفصول الأخرى ليتكلم ويثرثر معهم، وهنا شعرت بأن الموضوع غير طبيعي وأن عليّ اتخاذ إجراء ما للسيطرة على الأمر، الذي أصبح مزعجا لنا كعائلة تود التمتع ببعض الدقائق من الهدوء، وللطفل نفسه الذي أصبح يتعرض للصراخ من المحيطين به ليتوقف عن الكلام!

أسباب كثرة الكلام أو الثرثرة لدى الأطفال

يكون السبب ناتج عن الاستعداد الوراثي جنبًا إلى جنب مع السلوكيات التي يكتسبها الطفل ويتم تشجيعها أو مكافأتها، وضع في اعتبارك أنها قد تكون أيضًا مرحلة مؤقتة، على سبيل المثال، الأطفال الدارجون وفي مرحلة النمو واكتشاف ما حولهم، أيضا عند الوصول إلى المراهقة يميل الطفل للجدال وكثرة النقاش لإثبات شخصيته أمام البالغين.

لكن، إذا كانت الثرثرة تتداخل مع أنشطة الطفل اليومية والقيام بواجباته المدرسية وطعامه وشرابه، فقد يكون التحدث المفرط مع أساليب سلوكية أخرى مزعجة ناتج عن حالات طبية مثل متلازمة أسبرجر، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وما إلى ذلك. وتجب مراجعة طبيبك لاستبعاد هذه الاحتمالات.

إيجابيات كثرة الكلام عند الأطفال

1- من مزايا كثرة التحدث عند الطفل أنك لن تحتاج إلى افتراض أو تخمين ما يمر به، لأنه سيخبرك بسهولة عن كل ما يحدث معه أو يجول بخاطره، سيكون مثل كتاب مفتوح لك.

2- لا يوجد يوم ممل مع وجود طفل ثرثار، يمكنك الاعتماد عليه في طرح الأسئلة وإثارة المحادثات للحفاظ على تفاعلكما طوال اليوم. وستجد الكثير من الخيال الإبداعي يظهر أثناء محادثاتك.

3- سيكون طفلك رفيقاً رائعاً كل يوم في المنزل أو في أي مكان تذهب إليه، لا تحتاج حتى إلى تحمل عبء البحث عن مواضيع للمحادثة.

4- التحدث يعلم طفلك كيفية التعبير عن رأيه بصراحة مثلا، هل تريد أن تعرف كيف تبدو حقًا في هذه الملابس؟ فقط اسأل طفلك وسيجيبك بصراحة.

5- يكون الأطفال الثرثارون اجتماعيين أكثر ويتمتعون بتواصل لفظي أفضل أيضا، يميلون إلى المشاركة بسهولة في الأنشطة والأحداث، والحصول على السبق نحو النجاح.

سلبيات كثرة الكلام لدى الأطفال

1- إذا كنت تتوق إلى لحظة هادئة في المنزل، فمن غير المرجح أن تجدها مع طفل ثرثار، ومن المحتمل أن يتم قصفك بالأسئلة التي يمكن أن تقتل كل دقيقة صمت من حولك، وستكون لحظة الهدوء الوحيدة التي يمكنك أن تجدها هي عندما يكون نائماً.

2- سيطرح عليك الطفل أسئلة غريبة أو محرجة، قد لا تكون متهيئاً للإجابة عنها.

3- ستضطر إلى الانتظار فترة طويلة للحصول على الفكرة الأساسية التي ترغب في الوصول إليها بعد كل هذه الأحداث التي يقوم بسردها لك.

4- سيكون طفلك منهمكاً جدًا في طرح آرائه، لدرجة أنه بالكاد يمنحك لحظة للاستماع إلى ما تريد قوله وفهمه، وقد تكون هذه مشكلة كبيرة.

5- ستكون في دوامة وسلسلة عشوائية من الأفكار، لأنك كلما حاولت إيصال فكرة إليه سيقودك قطار كلامه غير المتوقف في اتجاه تختلف أبعاده عن المكان الذي بدأت فيه.

كيفية التعامل مع الطفل الثرثار

1- لا تصف طفلك بالثرثار أو "الرغاي"، لأنك بذلك تعزز الصفة السلبية وتقلل من تقديره لذاته، بدلاً من ذلك، أظهر له أنك تقبله بكل الأحوال، وكن ممتنًا لأنك مرتاح لمشاركة أفكاره معك دوما.

2- امنح طفلك وقتًا كافيًا كل يوم للتعبير عما تريد قوله، انظر في عينيه وتحدث معه، ولا تحاول أن تظهر له أنك لا ترغب بالحديث معه لأنه يتكلم ويثرثر طوال اليوم، وأنك تود أن تستريح منه.

3- علم طفلك أنه ليس من المقبول التحدث دائما، مثلا، هناك بعض الأماكن التي يجب عليه الاحتفاظ بالهدوء قدر المستطاع، كالفصل الدراسي والمكتبة، واتفق معه على إشارة بينكما، عندما تفعلها يعرف طفلك أن عليه الهدوء.

4- اغرس عادة الاستماع في طفلك، وتعتبر اللعبة الهادئة فكرة رائعة، وفي هذه اللعبة، يخسر الشخص الذي يكسر الصمت أولاً. سيمنحه ذلك وقتًا كافيًا ليعتاد على مفهوم التزام الصمت والاستماع إلى الآخرين.

5- خذ وقتاً مستقطعاً، فقد يكون التعامل مع طفل مفرط الكلام مرهقًا، لذلك يحق لك الحصول على وقت مستقطع، استمع إلى بعض الموسيقى، أو اجعلها عادة، أو اقرأ كتابًا، أو انخرط في بعض الأنشطة حيث من المحتمل أن ينضم إليك طفلك.

* ذكرى القيسي

 

2022/05/23
شبح يهددكم.. كيف تستعد الأسرة لأيام الامتحانات؟!
كل عام يطارد الأبناء والأسرة قبلًا شبحًا يدعى "الامتحانات" تبدأ بحلوله فترة القلق والتوتر النفسي لدى كل أسرة لديها طالب.

[اشترك]

 لذا سنحاول تسليط الضوء على تلك الأزمة وكيفية التعامل معها من الجانبين: جانب الطالب، وجانب الأسرة.

أولا: الجانب الأسري:

1- ماذا تريد الأسرة من الأبناء؟ أهو تفوق علمي وتربوي؟ أم بضعة درجات على ورق؟ حين يجيب رب الأسرة على تلك الأسئلة سيجد طريقه نحو امتحانات بدون قلق أو توتر، فتحديد الهدف المرجو من المذاكرة وتعليم الأبناء يقع عليه العامل الأكبر في التوجيه الصحيح للأبناء.

2- يقع العامل الأكبر في المذاكرة على الآباء لأنهم كما يوفرون لأولادهم الدروس الخاصة والمصروفات والكتب، عليهم أيضا توفير جو هادئ يساعدهم على المذاكرة والتركيز، فالرجاء البعد كل البعد عن الشجار أمام الأولاد وخاصة في فترة الامتحانات فهذا يقع بالسلب على حالتهم النفسية.

3- يقع بعض الأبناء في مغالطة "المقارنة والتركيز على أعلى الدرجات" فيقوم بالمقارنة بينه وبين فلان أخر قد حصل على درجات عالية، لا اصنع في نفس ولدك فرقا أنه مميز عن غيره حتى في الدراسة، فلا تجعل في نفسه شيئا من الحقد ولو بسيط أن والده يرى أخر أفضل منه.

4- مراعاة الحالة النفسية مهم جدا، فالشدة على الأولاد تجعلهم يلجئون إلى الحفظ دون الفهم، وذلك هربا من الشدة التي يتعرضون لها من الجانب الأسرى أو المدرسي.

5- يكمن للأم دورًا هام في أيام الامتحانات فيقع على عاتقها: -

● أن تبقي أي شجار بينها وبين الأب بعيدا عن الأولاد.

● بعض الترويح والمرح لن يضرا شيئا ولكن لا يأكلا الوقت.

● تهيئة المكان من هدوء، وإضاءة والابتعاد عن المشتتات.

● الراحة النفسية للطالب وذلك بالحب والرعاية المستمرة.

● غرس الثقة بالنفس في الأولاد وأنهم قادرون على اجتياز تلك الفترة.

 ثانيا: جانب الطالب:

6- استعن بالله وأعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

داوم على الاستغفار، والصلاة في موعدها، وأطلب دوما الدعاء من والديك.

7- ضع جدولا للمراجعة المستمرة قبل الامتحان على أقل تقدير بأسبوع واحد، ولابد من الابتعاد قدر الامكان خصوصا ايام الامتحانات عن الدخول في أحاديث عامة وتجنب المشكلات الأسرية والتقليل من مشاهدة التلفزيون وممارسة العاب الكمبيوتر وضياع الوقت في عالم الانترنت وتشتت الذهن وفقدان التركيز.

8- أفضل أوقات المراجعة:

● يبدأ الطالب بالمواد التي تحتاج إلى فهم وحفظ من بعد صلاة الفجر حتى الساعة السابعة أو الثامنة صباحا ثم يبدأ في مواد الحفظ لمدة ساعتين.

● ثم يبدأ من العاشرة حتى الثانية عشرة في حل التمارين والمسائل الرياضية وغيرها ويأخذ قسطا من النوم العميق من الواحدة ظهرا للرابعة عصرا وعندما يستيقظ سيجد عقله وإدراكه مستقبلا لكل جديد وأن الفهم أيسر ويستطيع أن يستمر في المذاكرة حتى العاشرة مساء ثم ينام ويستيقظ في الفجر.

9- مشكلة السرحان وعلاجها:

● يجب الاهتمام بالأطعمة التي تحتوي على الحديد مثل اللحوم الحمراء والفاكهة والخضراوات الطازجة (وخاصة للطالبات خلال فترة الطمث) ويمكن وصف اقراص الحديد.

● وإذا كان السرحان يعود لأسباب ليست عضوية فيمكن التغلب عليه بالقراءة بصوت مرتفع في مراجعة مواد الحفظ مثل النصوص وكلمات اللغات الاجنبية.

● وقد يحدث السرحان بسبب طريقة الاستذكار فمواد الحل لا تصلح فيها طريقة الحفظ ومواد الحفظ يفضل فيها المذاكرة بصوت مسموع.

10- الحصول على قدر وافر من النوم الهادئ ليلة الامتحان بعد مراجعة أهم النقاط قبل النوم المبكر مباشرة سيتيح للطالب ليلة نوم هادئة تجعله يتذكر أكبر قدر من المعلومات اثناء الاجابة.

11- يجب أن يتناول الطالب الكثير من السوائل خصوصاً الغنية بالفيتامينات اللازمة لأداء أعضاء الجسم لوظائفها وإتمام التفاعلات الحيوية اللازمة للحصول على الطاقة التي تمنح التركيز والحيوية والنشاط.

ويجب الابتعاد عن المنبهات مثل الشاي والقهوة والتي يتسبب الافراط في تناولها في التوتر والقلق.

*سماء اسكندر

 

 

2022/05/14
دراسة تحذر من الإصابة بـ ’النرجسية’ بسبب نشر الصور على مواقع التواصل
لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي لها فوائد عديدة في تقريب المسافات وخلق قنوات اتصال مع الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل. [اشترك]  لكن إذا كنت ممن يعشقون مواقع التواصل الاجتماعي بدرجة كبيرة ويستمتعون بنشر العديد من الصور الشخصية على مختلف المنصات التواصلية، فعليك بقراءة السطور التالية. فقد كشفت دراسة علمية حديثة أن الإفراط في نشر الصور، خاصة الصور السيلفي، على مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر" و"سناب شات"، قد ينبئ بالإصابة بأعراض النرجسية. أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة لكثير منا ضرورة، وجزءا كبيرا من حياتنا اليومية، لكن هوس نشر المعلومات والتفاصيل الشخصية قد يدفع البعض إلى نشر قصص شخصية ومفصلة للغاية، بحيث يصعب تخيل نشرها، وأحيانا تؤدي إلى مشاكل اجتماعية ومهنية. يرى الخبراء أن الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي يعود لبعض الأسباب النفسية. لماذا ننشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟ تجيب على ذلك خبيرة التنمية البشرية والاسرية حكمت بسيسو: أن هناك موجة وفيضان الكتروني متعلق بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك تلبية للتغذية الإلكترونية التي أفرضتها الحاجة العالمية من قبل كبرى المؤسسات المعنية بأن يغزو العالم الالكتروني حياة البشرية. مضيفة انه راح ضحية هذه التغذية الالكترونية الكثير من الافراد فأصبحوا ينشرون كل شيء بأي وقت عن حياتهم الشخصية، والبعض اتجه لكي يكون لها اهداف ربحية، تنشر ما يخص حياتك للعامة للحصول على مبالغ من المال، وهذا يوهم الكثير بإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي ليسارعوا للنشر على صفحاتها. وتؤكد أن هناك الكثير من الاشخاص الذين يرفضون هذا الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي ويفضلون الاحتفاظ بتفاصيل حياتهم لأنفسهم على الرغم انهم قد يواجهوا الانتقادات والاتهامات بأنهم غير مطلعين على الحداثة والتكنولوجيا، الا أن بسيسو ترى انهم الأصح في ظل الثورة العارمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وحول الانعكاسات الاجتماعية والنفسية، تشير أنه انعكاسات الامر خطرة، ومدمرة للعلاقات الاجتماعية، وقد تصيب الافراد بالعديد من الاضطرابات النفسية التي تصل الى حد الهوس، فبين أنه أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة لكثير منا ضرورة، وجزءً كبيرا من حياتنا اليومية، لكن هوس نشر المعلومات والتفاصيل الشخصية قد يدفع البعض إلى نشر قصص شخصية ومفصلة للغاية، بحيث يصعب تخيل نشرها، وأحيانا تؤدي إلى مشاكل اجتماعية ومهنية. يرى الخبراء أن الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي يعود لبعض الأسباب النفسية. ومن أحد أهم الأسباب التي تدفعنا أحيانا إلى الإفراط في عرض الأمور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي هو الإحساس بأن أحدا لن يسمع ما تقول، وعندما نتابع حساباتنا على مواقع التواصل، فإننا نشهد تأخيرا في ردود الفعل، ولا نلمح تداعيات اعترافاتنا على الفور، مثلما يمكن أن يحدث حينما نبوح بسر حميم لأحد الأصدقاء، كما أنه لا يتعين علينا رؤية وجوه الآخرين، ولا نشعر بالإحراج. *صوت  
2022/05/10
خيانة وانحطاط: ما فائدة ’المسلسلات التركية’؟!

مضار الأفلام التي تعرض على الفضائيات وخصوصاً الأفلام التركية التي أثرت سلبا على المجتمع، وروّجت المفاسد الاجتماعية واللامبالاة في العائلة الكريمة المسلمة.

[اشترك]

هل جلس أحد من أفراد العائلة يوما، وتأمل أن هذه المسلسلات التي يُصرف عليها مبالغ طائلة وتعرض في الفضائيات العربية ما هو الهدف الكامن خلف هذا الموضوع.

فلننظر ما هي الآفات التي واجهها المجتمع العربي من بعد ما غزت هذه الأفلام الفضائيات العربية، ودخلت إلى بيت العائلة المسلمة.

هل روّجت لنا الأمور التي تربط، وتشد العائلة إلى بعضها أم العكس أنها أثّرت على عدم التمسك بالعائلة والوحدة وعدم الوثوق بين أفراد الأسرة حتى بين الزوج وزوجته وبين الأب وأبنه والأم وبنتها، ما تحمل هذه المسلسلات كلها تؤدي إلى الانحطاط وتهديم العائلة منها:

•    ترويج الطلاق تحت عنوان عدم وجود العُلقة العاطفية.

•    ترويج العلاقات غير الأخلاقية وخصوصاً عند النساء المتزوجات تحت عنوان الحب المُزيف.

•    ترويج عدم احترام وقبول كلام الشخص الكبير في العائلة تحت عنوان أنهم ينتمون للماضي وهم جيل المستقبل.

وأكثر شيء يجرح الفؤاد ويؤلمه عندما تتحدث عن هذه المشكلات التي يواجهها المجتمع ترى كثير من الناس يعرفون هذه الآثار السلبية، وقد يزيدون على ما ذكرناه، ولكن لماذا لا يواجهون هذه الأمور؟!

عندما تتكلم عن الأفلام التركية كثير من الناس يقولون إنها روّجت الخيانة والانحطاط في المجتمع، ولكن العجب أن في بيوتهم يتابعون أو يسمحون لأفراد عائلتهم المشاهدة والمتابعة لهذه الأفلام، إن لم نغير في أنفسنا، فكيف نريد أن نغير شيئاً في المجتمع، وإلى هذا قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (انَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

*مهدي المجاهد

 

2022/05/08
18 طريقة لجلب ’البركة’ في بيوتكم

نقص البركة في النفس والمال والولد مدار حديث شبه يومي بين أفراد العائلة، فلنبحث عن البركة من جديد من خلال 18 وسيلة مضمونة لنعيد البركة إلى حياتنا.
[اشترك]
أسباب البركة:
1 - قراء ة القرآن:
كما يقول الله تبارك وتعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام: 92]، فالقرآن جعله الله بركة من خلال اتباع تعاليمه وقراءته وتحكيمه والتداوي به.
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: (البيت الذي يذكر فيه القرآن تسكنه الملائكة، وتهجره الشياطين، ويتسع بأهله ويكثر خيرًا).
2 - التقوى والإيمان بالله:
يقول تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاء ِ وَالأرْضِ} [الأعراف: 96]، ويتضح لنا من قول الله تعالى أن الإنسان المؤمن التقي سوف يشعر بالبركة في حياته وفي زوجته وفي أولاده.
3 - البسملة:
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله - تعالى - عند دخوله، وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء).
إذًا فذكر الله والبسملة لا بد أن يبدأ بهما الإنسان في كل شيء حتى عند الاقتراب من الزوجة يقول: (اللهم! جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا)، فإذا رزق بمولود في تلك الليلة بارك الله له فيه لأن أي عمل لا يبدأ باسم الله فهو أبتر أي مقطوع البركة.
4 - الاجتماع على الطعام وبعض الأطعمة:
كما أخبر النبي صلى الله عليه وآلة وسلم: (كلوا جميعًا ولا تفرقوا، فإن البركة في الجماعة.. فطعام الواحد يكفي لاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة).
وكذلك هناك بعض أنواع الطعام فيها بركة، مثل:
1.   اللبن
2.   العسل
3.   الزيت
4.   التمر
5 - السحور:
كما قال الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم: (تسحروا، فإن في السحور بركة).
6- الصوم
والمراد في البركة الأجر والثواب، ولكي يكون الإنسان مرتاحًا في الصوم.
7 - ماء زمزم:
قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: (إن ماء زمزم مباركة، إنها طعام طعم وشفاء سقم).
8 - ليلة القدر:
يقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة ٍ مُبَارَكَة ٍ} [الدخان: 3]، ويعني ليلة القدر، فهي خير من ألف شهر.
9- العيدان:
تقول أم عطية: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من خدرها فيكن خلف الرجال، (يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته).
10- المال الحلال:
فالله - تعالى - طيب لا يقبل إلا طيبًا، يقول سهل رحمه الله في آكل الحرام: عصت جوارحه شاء أم أبى ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه ووفقت للخيرات.
11 - كثرة الشكر والحمد:
قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
12 - الصدقة:
كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآلة وسلم: (صدقة السر تطفئ غضب الرب).
13 - البر وصلة الرحم:
يقول النبي صلى الله عليه وآلة وسلم: (صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار، يعمرن الديار ويزدن في الأعمار).
14 - التبكير في طلب الرزق:
فقد قال النبي صلى الله عليه وآلة وسلم: (بورك لأمتي في بكورها).
15 - الزواج:
يعتبر الزواج من الوسائل الجالبة للبركة على الزوج والزوجة، كما يقول الله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاء َ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: (التمسوا الرزق في الزواج).
16 - إقامة الصلاة:
يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاة ِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَة ُ لِلتَّقْوَى} [طـه: 132].
17 - التوكل على الله:
يقول رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا).
18 - الاستغفار:
يعتبر الاستغفار مصدرًا للبركة، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: (من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب).
*تبيان

 

2022/04/23
لـ ’ربات البيوت’.. نصائح للمحافظة على ميزانية الأسرة مع عزومات رمضان؟

من أهم العادات الجيدة في شهر رمضان، هي تجمع العائلات على مائدة الإفطار وخصوصًا فروع العائلات والأصدقاء، الذين يأخذهم زحام الحياة، ثم يأتي رمضان ليجتمعوا على مائدة الإفطار، وتظل العلاقات الإنسانية مربوطة بهذا الشهر الكريم.

[اشترك]

لذا سأحدثكم في هذا المقال، عن بعض النصائح التي تتبعها مجموعة من السيدات في تنظيم عزومات رمضان في حدود الميزانية دون إسراف أو تبذير، الذي هو في الأصل ضد الغاية التي شرع الله الصيام في رمضان من أجلها، التي للأسف ننساها ونتخم أنفسنا بكم هائل من الأطعمة التي تضر بأجسامنا وأرواحنا في هذا الشهر.

 وهذه مجموعة من النصائح لكي تسيطري على ميزانية العزومات في شهر رمضان:

1- جهزي قائمة بالعزومات التي ستصنعينها خلال الشهر بالكامل، ثم ضعي لكل عزومه قائمة الطعام الخاصة بها، والمكونة من: المشروبات، والمقبلات، والطبق الرئيسي، والحلويات.

2- اكتبي القائمة بشكل مفصل، واحسبي التكلفة الإجمالية لكل عزومه على حدة.

3- احرصي ألا تحملي نفسك فوق طاقتك، سواء في تكلفة العزومه أو مشقة الطبخ، ففي النهاية لا يستطيع أي شخص أن يأكل أكثر من طاقته، فليس هناك داعٍ لعمل أكثر من الأصناف المطلوبة فقط.

يجب أيضًا ألا تتعدي تكلفة العزومة المبلغ المحدد من قبل، حتى لا تكوني في مأزق باقي الشهر.

4- ليس هناك داعٍ أبدًا لعمل أكثر من صنفين للحلويات، واحرصي أن تكون الكميات معتدلة، كما يمكنك الاستفادة بالفواكه الموجودة في ثلاجتك لعمل سلطة فواكه مثلجة ومنعشة ومناسبة لفصل الصيف، سيحبونها ولن يشعروا بثقل في معدتهم بعد تناولها.

5- اجعلي هناك نوعين فقط من المقبلات بعدد متناسب مع عدد الأفراد في العزومة، فأكثر ما يركز عليه الصائم هو الشوربة في البداية ثم البروتين الحيواني أو النباتي.

6- جمعي الأصناف التي ستحتاجينها في كل العزومات مكتملة وتسوقي مرة واحدة قبل بداية الشهر، حيث يكون التسوق صعبًا خلال شهر رمضان، واتركي فقط الخضروات والفاكهة قبل العزومة بيوم واحد حتى تكون طازجة.

7- إذا كانت تكلفة العزومة ضخمة، فيمكنك تقليلها باستبدال بعض منتجات البروتين الحيواني من لحوم ودجاج بالمحاشي، فيمكن مثلًا عمل طبق من محشي البطاطس أو الكرنب، مثل هذه الأطباق تعطي إحساسًا بالشبع كما أنها ستضيف لمائدتك الكثير وتقلل من عبء تكلفة اللحوم.

وأخيرًا، يجب أن تضعي مبلغًا للطوارئ في حال حدث أي تغيير في خطة الطعام أو حدث طارئ ما، وحضر عدد أكبر من المتوقع قبل العزومة.

* سوبر ماما

 

 

 

2022/04/11
شهر التحرر من ’الكسل’: أغلقوا التلفاز ونظموا أوقاتكم في رمضان

هناك سؤال مهم يجب على كل أم وأب أن تطرحه على نفسها إلا وهو كيف ننظم أوقات أبنائنا في شهر رمضان؟

[اشترك]

من المهم جدًّا أن يشعر أبناؤنا أن شهر رمضان قد جاء ليقوِّي إرادتنا، ويشد عزيمتنا، ويحررنا من الضعف والوهن، وينفض عنا الخمول والكسل، ومن الخطأ أن يظن البعض أن الانشغال بالدراسة ومتابعة الشرح والمذاكرة يعطِّل عن القيام بحق الشهر الكريم، من تلاوة للقرآن أو تسبيح أو تحميد أو نحوه من الطاعات، فيصبح شهر رمضان شهر كسل في الأداء، وضعف في العطاء، وعزوف عن متابعة الدروس والمذاكرة وكتابة الواجبات بحجة الصيام!

ولتنظيم حياة أبنائنا في رمضان ما بين العبادة والاستذكار، ننصح الأم بعمل التالي:

أن تكون للام جلسة مع أولادها في بداية شهر رمضان ويفضَّل أن يحضرها الوالد حَدِّثيهم عن فضل الشهر الكريم، وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل منهم أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله.

وضعي معهم نظاماً لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلاً صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات، ونظميها حسب المواعيد الجديدة في شهر رمضان.

وكذلك حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتاً محددة في الجدول، مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن الكريم، والأذكار، والصلاة في المسجد، وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة.. وهكذا، وفي نهاية كل يوم نُرِي كلاًّ منهم كم أخذ من الثواب اليوم.

وقولي لهم بأنك أنتِ أيضًا تريدين الاستفادة من هذا الشهر العظيم، لذلك مطلوب منهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب شهر رمضان أنت أيضًا، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها وأهمها تنظيف غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

وإذا كانوا صغاراً لا تنسي أن تشركيهم معك في العبادات ليعتادوا عليها، مثل الصلاة معك والجلوس بجانبك عند قراءة القرآن، واما إذا كانوا كبارًا حاولي تعويدهم في الذهاب مع والدهم الى المسجد للصلاة والعبادة وحضور مجالس الذكر والدعاء.

وأشركي والدهم معك في ذلك، واجعلي له مسئوليات محدَّدة مثل متابعتهم دراسياً، ومساعداتهم في استذكار دروسهم.

 إن التلفاز في شهر رمضان من أكثر الأشياء التي تضيع وقت الأولاد والأسرة كلها، لذلك مهم جدًاً تحديد واختيار برامج مناسبة لهم يتابعها الأطفال، وفيما عدا ذلك يغلق التلفزيون، وارفعي في بيتك شعار "شهر رمضان شهر العبادة"، ونظمي لأولادك مواعيد نومهم حسب مواعيد مدارسهم وطاقتهم، ويفضَّل أن يكون النوم قبل الإفطار، وحددي لهم أوقات استذكارهم بعد صلاة الفجر وبعد صلوات الاخرى، ولا تتركي الأمر عشوائياً.

أخبري أولادك أن الصيام لا يعطِّل مسيرة الحياة، وإنما يدفعها نحو الإتقان والتحسين ومراقبة الله! وليس هناك فصل بين العبادة وطلب العلم، وأخبريهم أن طلب العلم فريضة كما قال النبي (ص): "اطلب العلم من المهد الى اللحد"، وعرفيهم أيضًا أننا أُمَّة العلم، وأن أول كلمة نزلت في كتاب الله تعالى "اقرأ"، وأن الإسلام يعدّ طلب العلم عبادة من أعظم العبادات، وقُربة من أعظم القربات.

وهناك بعض العادات الغذائية الصحيحة التي يمكن أن تتبعها مع أبنائك خلال شهر رمضان؛ ليزداد تركيزهم ودرجة استيعابهم للمقررات الدراسية، ومنها:

- تناول الفول والفلافل مع إضافة عصير الليمون الذي يساعد على امتصاص الحديد الموجود في البقول، ويكون ذلك مع الخبز والخضراوات.

- وتناول البازلاء الخضراء مع كوب من عصير البرتقال أو الليمون؛ ليساعد على امتصاص كمية الحديد الموجودة في البازلاء.

وإضافة البصل وقطع من الثوم وعصير الليمون والخل على طبق السلطة.

- والامتناع عن شرب الشاي بعد الأكل مباشرة أو معه، لأن ذلك يؤدي إلى عدم امتصاص الحديد الموجود بالطعام، فيصاب الأبناء بالأنيميا وفقر الدم.

- وتجنُّب إضافة الشطة أو تناول المخللات بكثرة، لأنها تلهب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي، فتزيد من إفراز الأحماض به، وتؤدي إلى حدوث قرح المعدة بعد الأكل.

- والابتعاد عن شرب المياه الغازية أثناء تناول الطعام، لأنها تؤدي إلى عسر الهضم لتفاعل كربونات الصوديوم الموجودة في المياه الغازية مع حمض الهيدروكلوريك الموجود في المعدة.

* مركز الكفيل الأسري

 

 

2022/04/07
طفلي صائم لأول مرة.. نصائح للأمهات

ينمو أطفالنا يوما بعد يوم، ويكبرون أمام أعيننا، ان ونحن أقل وعياً بنموهم لوجود الظروف الصعبة التي نواجهها اليوم غالباً ما نهمل أطفالنا.
[اشترك]
 مما يسبب لهم الانزعاج والاستياء فيجب على الوالدين أن يقضيا ساعة في اليوم وإن كانت قليلة مع أطفالهم، لكي لا يبتعدوا عنهم في الفكر والأخلاق وسائر الأمور المهمة بحيث إذا جلس الوالد بجنب ولده لا يعرف كل منهما طريقة تفكير الطرف المقابل ومعتقداته.
فعندما يكبر أطفالنا، ويبلغون سن البلوغ تجب عليهم أمور وطاعات في أوقات معينة، كالصلاة والصوم، وبناءً عليه، يجب علينا أن نقضي المزيد من الوقت معهم، ونساعدهم في أداء واجباتهم الدينية، وعلى سبيل المثال ونحن اقبلنا على شهر رمضان المبارك وأداء فرض الصيام الواجب قد يكون مرهقاً ومتعباً للأولاد الذين يصومون لأول مرة وعلى الخصوص البنات، فتستطيع الأمهات الحنونات أن يخففنّ الكثير من التوتر الحاصل والقلق الذي قد يصيب بعض الأفراد لكونهم أول مرة يقيمون فرض الصيام باهتمامهنّ في قضية التغذية وتقوية الأمور النفسية.
التغذية:
الأشخاص الذين يصومون لأول مرة أكثر إرهاقاً من سائر أفراد الأسرة، وبما أن هؤلاء في سن النمو لذلك يجب على الأمهات تحضير الإفطار والسحور في الوقت المحدد، فعلى الأم أن تعرف أي الطعام يجب أن تقدمه في وجبة الإفطار، وأي طعام تقدمه في وجبة السحور.
فلتحاول الأم أن تجهز الأطعمة المفضلة لطفلها في وجبتي الإفطار والسحر، واقترحنا للإفطار لليوم الأول كوب من الماء الدافئ أو الحليب، وبعض الحلويات الطبيعية مثل التمر، فإذا كان طفلك لا يهتم للحليب والتمر، فيمكنك أن تجلب له غير شيء يساعده كالمشروبات الفاترة المفضلة لديه، مثل الحليب مع الكاكاو الساخن، او الماء الفاتر مع العسل، او الشاي أو أعشاب التي تريحه ويحبها.
تحقيق التوازن بين المجموعات الغذائيّة الخمس: 
إذ يُنصح بتناول وجبة إفطارٍ تحتوي على أحد الأطعمة من مجموعة النشويات كالخبز، أو الحبوب، ويُفضل أن تكون الحبوب كاملةً لتزويد الجسم بالطاقة والألياف أيضاً، بالإضافة إلى مجموعة الخضار والفواكه، التي تحتوي على الفيتامينات والمُغذيات، ومجموعة اللحوم بما فيها من الأسماك، والدواجن، والتي يُفضل أن تكون مشويّةً ومنزوعةَ الجلد للحصول على مصدر بروتين صحيّ، ومجموعة الحليب ومنتجاته كالجُبن، واللبن، ومجموعة الدهون، وتجدر الإشارة إلى أهميَّة تجنُّب تناول الأطعمة المُصنَّعة، والمقليَّة بالإضافة إلى الأغذية العالية بالسكر.
أهمية وجبة الفطور في رمضان 
يتناول المُسلمون عادةً في شهر رمضان المبارك وجبتين يوميَّاً، الأولى تكون عند انتهاء فترة الصيام عند غروب الشمس، وتُعرَف بوجبة الإفطار، والثانية قبل أذان الفجر، وتُعرَف بوجبة السحور، ويقوم الجسم خلال فترة الصيام باستخدام مصادر الطعام التي تمّ تناولها خلال السحور، وعند نفادها يتّجه الجسم إلى الكربوهيدرات المُخزنة في الكبد والعضلات، بالإضافة إلى الدهون لتوفير الطاقة، كما يفقد الجسم السوائل خلال اليوم، إلّا أنّه يُمكن تعويضها عن طريق شرب الماء، واستهلاك الطعام عند انتهاء فترة الصيام، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الإفطار ببطء، والبدء بشرب كمية وافرة من السوائل المُنخفضة بالدهون، بالإضافةِ إلى الأطعمةِ الغنيَّة بالسوائل، يُعدُّ طريقة جيدة لتناول الطعام بعد فترة طويلة من الصيام.
الأمور الروحية
لا شك أن تدريب الصغار على العبادات منذ الصغر أمر مهم للغاية، لأن من شبّ على شيء شاب عليه، وإن كانت غير مطلوبة شرعاً منهم، والصلاة والصيام يربيان الصغار على الأخلاق الفاضلة، ويكفي قول الباري عزّ وجل في شأن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تنهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾، وقوله عزّ وجل في شأن الصيام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فالتقوى هي غاية الصوم كما أخبرنا القرآن، والنبي الأكرم صلى الله عليه وآلة يؤكد لنا أن الصائم تكون أخلاقه حسنة وسلوكه راقية.
وهذه الأخلاق الراقية التي تعكسها العبادات على شخصية من يؤديها بإخلاص هي من أهم ما ينبغي لنا أن نهتم بها، بل من الواجب أن يستفيد منها أطفالنا، حتى نحميهم من وسائل الانحراف الكثيرة التي تحيط بهم من كل جانب.
ومن المهم أن نستدرج بتعليم العبادة على الأطفال وخصوصا البنات حتى إذا وجب عليهن الصيام بإتمام السنة التاسعة من عمرهن يكون من السهل تحمل ساعات الصيام عليهنّ.
*مهدي المجاهد

2022/04/06
عنف وجفاف عاطفي: صفات البيوت ’العنكبوتية’!

تُعتبر ظاهرة البيوت العنكبوتية من الظواهر الواسعة الانتشار خاصة في الوقت الحاضر، وتتجسد في الكثير من البيوت العظيمة المزخرفة والواسعة، والتي تُبهر الناظر إليها إعجاباً في مظهرها.

[اشترك]

 لكن مع الأسف الكثير منها خاوية في محتواها الأسري والاجتماعي، وأشبه ما تكون ببيت العنكبوت في تناسقه وهندسة بنائه، مع خوائه من الداخل، فهي خاوية من أرواح تجتمع على الحب والقيم السامية والترابط الأسري! فلكل منهم منهج حياة، يقوم على مبدأ الانتفاع والمصلحة ممن يشاركه السكن، دون اعتبار لكيان الأسرة، فغياب الأب وتشتت الأسرة، وانشغال الأم، وازدياد الفجوة بين الآباء والأبناء، مع انعدام التواصل والاحترام: كلها أمور تؤكد عنكبوتية الكثير من البيوت التي لا يجمع من فيها غير مكان السكن. فلكل فرد من أفراد الأسرة مشاغله وهمومه واهتماماته المستقلة والمنعزلة عن باقي أفراد الأسرة؛ لتُخرج هذه الأسرة للمجتمع بيوتاً عنكبوتية بأشكال مختلفة، لكن تجمعها ملامح مشتركة، ويمكن حصر أهم ملامح البيوت العنكبوتية في الآتي:

العنف الأسري: سواء العنف الجسدي المتمثل في الضرب، وسوء المعاملة بين الوالدين، أو بين الوالدين والأبناء، أو بين الأبناء فيما بينهم، أسوة بتعامل والديهم. وقد يعتقد الوالدان أن أهم عناصر التربية الفعالة هو: العقاب الرادع لأي سلوك خاطئ، أو هفوة عابرة، فيتخذان من الضرب منهجاً تربوياً، وكذلك يدفعهم الاعتقاد بأن الذكر بوجه خاص لكي يكون رجلاً قوياً في شخصيته، فإن التعامل معه لابد أن يكون بقسوة وعنف، أو نتيجة التعرض لضغوط مختلفة ومشاكل أسرية تعمل على شحن الجو العائلي بالسلبية، وبالتالي يتم تفريغ الضغوط مع الأسف في الأبناء،  وقد يكون العنف النفسي هو الأشد ألماً والذي يحدث في الكثير من البيوت، وتتنوع أساليب العنف النفسي الأسري بين الإساءة اللفظية أو التفضيل بين الإخوة بالتفرقة في التعامل، أو حتى الإهمال والرفض الأسري لبعض الأولاد، وحرمانهم من بعض حقوقهم والقسوة عليهم، أو إخافتهم وتهديدهم تهديداً يهز الأمن النفسي لهم، وهو نذير خطر لا على الأسرة فحسب، بل على المجتمع بأكمله، فأسرة لم تجمع شتات أبنائها بالرحمة والمودة، واتبعت منهج العنف والتجريح فيما بينهم رغم روابط الدم بينهم، فكيف ستكون مخرجاتهم السلوكية نحو مجتمعهم الكبير الذي لا رابط بينهم وبين أفراده؟

الجفاف العاطفي: قد يكون نتيجة للتعامل الصارم والتفكك الأسري، وقد يكون أيضاً سبب لهما. فهي حلقة مفرغة كل منها يؤدي للآخر، والنتيجة تظهر في بناء العلاقة الأسرية بين أفرادها على المصالح والماديات، لا على التراحم والمحبة، مما يحيل الجو الأسري العام للتفكك، بدل الدفء العاطفي، وهو ينتقل بشكل تلقائي من خلال العلاقة بين الوالدين إلى العلاقة الأسرية بشكل عام، وينتج أبناء في حالة من الجوع العاطفي، والذي يدفعهم بشكل غير مباشر للبحث عن إشباع هذا الجوع بالعلاقات خارج الأسرة، وقد يكون هذا الابن موفقاً في إيجاد أصدقاء يشبعون حاجته العاطفية، وحاجته للانتماء والمكانة الاجتماعية بينهم، مما يعوضه عن أجواء الحرمان العاطفي، والتفكك الأسري التي يعاني منها، أما من لا يحالفه الحظ في أصدقاء على جانب من الخلق، فإنه قد ينجذب لرفقاء سوء ليكون فرداً أساسياً بينهم، إن لم يكن قائدهم. وقد تساهم التكنولوجيا في إيجاد علاقات إلكترونية تجرهم لأبواب من الشر دون ناصح من الأهل.

تفكك الروابط الاجتماعية: وهي سلسلة طبيعية وممتدة من أثر التفكك الأسري، فمن الطبيعي أن تكون النتيجة تقطع الروابط الاجتماعية، فالأسرة نواة المجتمع وتفككها: هو تفكك في نطاق العائلة الممتدة لنشاهد بشكل جلي قطيعة الرحم والإساءة للأهل والأرحام من قبل الوالدين والأبناء على أثره يهرعون ويتعلمون، وامتدت كذلك لأبعد من الأهل والأقارب ليصبح التهاون باحترام المعلم مثلاً والأكبر سناً بشكل عام، سمة واضحة المعالم لهذا الجيل، وهذه السمة وغيرها هي نتاج البيئة الأسرية التي ما تلبث أن تحصد ما زرعت، فهي أيضاً حلقة مفرغة تبدأ من البيت والأسرة الصغيرة، لتمتد بأثرها على المجتمع وتعود مرة أخرى بآثارها السلبية على الأبناء نحو آبائهم خاصة، فكما تعلموا منهم فإنهم يبدؤون بالتطبيق عليهم بعقوقهم.

القدوة السلبية: إن محور مشكلة البيوت العنكبوتية غياب القدوة الصالحة، التي تجمع وتؤلف قلوب ساكنيها لا بالكلمات فحسب، بل تجعل السلوك الإيجابي جوهر حركاتها وسكناتها، فما يصدر عن القدوة وهما في الغالب من الوالدين من كلمات سب أو شتم، وكذلك معاملة قاسية وألفاظ غير لائقة، يطلقها أحدهم على الأبناء هي بمثابة ضوء أخضر يجيز للأبناء استخدام مثل هذه الكلمات والسلوكيات. وقد يستنكر الوالدان بعد فترة سماعها منهم، ويعاقبان عليها، ولا يدركان أنهما كانا مصدراً لها، حتى وإن اعتقدا خطئاً أن لهما سلطةً تؤهلهما لأن يتعاملا كما يشاءان، فهما لم يدركا أنهما قدوةً لا بأمرهما، بل بلفظهما وسلوكهما، فيضرب الأب الأم ويستنكر عنف الأبناء، ويعلمهم القسوة والجفاء بسلوكه معهم، ويريد أن يحصد الرحمة والعطاء منهم، ولا يعلم أن الأرض تنبت ما يُلقى فيها من البذور، فكيف لزارع الحنظل أن يحصد أطيب الثمر!

لن نعالج عنكبوتية بيوتنا، إلا بزيادة وعي الأسرة بدورها، نحو أفرادها وطبيعة المشكلات المتجددة التي تتعرض لها المنظومة الأسرية في كل زمان ومع كل تطور؛ لتواكب هذا التطور مع اهتمامها بعلاج المشكلات داخل إطار الأسرة، بأساليب تتناسب مع الأسرة ككل، ولا تتماشى مع مصلحة أحدهم على حساب الباقين، وأن يكون منهجها ربانياً في أهدافه ومحتواه، بالإضافة إلى الانشغال بالأبناء لا عنهم؛ ليكون محور اهتمام الوالدين خاصة بمن في البيت لا بالبيت نفسه ومظهره، وبذلك نزيل رواسب التفكك الأسري من بيوتنا، حتى لا تكون بيوتنا كبيت العنكبوت في تفككها وشتات قلوب أفرادها، فخيوط بيت العنكبوت رغم رقتها، إلا أنها قوية وماكنة وتنسج بدقة عالية، لتُشكل بيتا في غاية الهندسة، ومع ذلك تحوي بين جنباته أرواحاً متشتتة، لم يجمعها البيت ذو الشكل الهندسي بديع الدقة والإتقان، لذا فهو أوهن البيوت كما وُصف في القرآن الكريم، وضُرب المثل بوهنه الناتج من تفككه الأسري والاجتماعي، لا من ضعف بنائه الخارجي، فالبيوت المترابطة تُنسج بخيوط الإيمان، وتُبنى بتماسك أفرادها، وتستمر بإحسانهم لبعضهم ومودتهم، فالعبرة لا بكيفية البناء، بل نوعية ساكنيه، لتكون بيوتنا صامدة وقوية في وجه جميع التحديات.

*رانيا طه الودية

2022/03/29
20 ملاحظة مهمة تحتاجها في تربية ولدك المراهق

فترة المراهقة من أخطر مراحل الحياة، لأنها تعج بالكثير من المتغيرات النفسية والعقلية والجسمية والعاطفية، وهي تحتاج إلى عناية خاصة، وتوجيه خاص.

[اشترك]

 ذلك أن مسيرة حياة المراهق أو المراهقة قد تتحدد خلال هذه المرحلة، فإن كانت هذه المرحلة معالجة تربويا بصورة صحيحة، فإن أثرها هذا سينعكس على بقية مراحل العمر.

المراهق/ المراهقة يشعر في هذه المرحلة أنه قد أصبح إنساناً كامل الشخصية، ولم يعد طفلاً يُقَاد كما يحلو لوالديه وأسرته، بل يسعى من أجل التحرر من قيود الأسرة، وأعراف المجتمع، ليثبت للجميع أنه تجاوز مرحلة الطفولة.

 لهذا من المهم جدا أن يعامل المراهق/ المراهقة باحترام من قبل والديه والمحيطين به.

 ومن وسائل احترام المراهق/ المراهقة ما يلي:

1 –  الاحترام مفتاح التفاهم مع المراهق/ المراهقة، لأن الاحترام يعطيه الثقة بالنفس، والثقة بالنفس تدفعه دائما نحو الأفضل، أما التحقير والتوبيخ وفرض الأوامر فهذا يصيبه بالتردد وضعف الشخصية.

2 – كل إنسان معرض للخطأ، والمراهق/ المراهقة لا خبرة له في الحياة، فاحتمال وقوعه في الخطأ أكبر، لهذا على الوالدين تقبل فكرة الوقوع في الخطأ، ويعلما أن الخطأ وسيلة لمعرفة الصواب، فعلى الأب والأم معاملة المراهق/ المراهقة حين الوقوع في الخطأ، بضبط النفس وإعطاءه فرصة الرجوع والتوبة، وعدم استخدام أسلوب الفضح والتشهير أمام الآخرين، حتى يستعيد المراهق/ المراهقة توازنه النفسي.

فالدراسات تشير إلى أن الأسوياء كان آباؤهم يتلفتون إلى محاسنهم ويمدحونهم على أعمالهم الحسنة أكثر من نقد الأخطاء.

ومن الأمور التي تزعج المراهق/ المراهقة تذكيره دوما بسلوكه الخاطئ، والتحدث عنه أمام الآخرين، بل يجب أن نفرق بين ذاته وأفعاله، أي نفرق بين الابن الحبيب والسلوك الخاطئ.

3 - أكثر ما يؤلم المراهق/ المراهقة شعوره أنه مراقب من قبل والديه، لذا وجب إشعاره بصورة دائمة بالحب والقبول والثقة والدعم، ومنحه قدرا من الاستقلالية، وبناء جسور التواصل معه.

4 – إشعاره المراهق/ المراهقة بالعدل والمساواة مع كل إخوانه وأخواته، وعدم تمييز أو تفضيل أحد على الآخر، وعدم مقارنته بالآخرين، لأن المقارنة تولد في نفسه الإحباط والانهزامية، ولا يقتصر تشجيع الآباء على الممتازين أو الموهوبين من الأبناء، ولكن تشجيع الضعاف منهم يدفعهم للتقدم، لأن الضجر والتهكم عليهم يطفئ همتهم ويشعرهم بخيبة الأمل ويزيد من خمولهم.

5 – احترام أفكار المراهق/ المراهقة، والإصغاء إليه باهتمام، وإشعاره أن أفكاره ذات قيمة، فاحترام مشاعره ورغباته يمنحه الإحساس بأهميته، واحترام المتغيرات التي تحدث في مظهره أو شكله، لأن المتغيرات التي تحدث له في مظهره أو صوته، تجعله يفقد احترامه الذاتي، لذا فهو يحتاج لتأكيد احترام الذات لديه، وتعزيز الثقة بالنفس.

6 – الثناء على المراهق/ المراهقة عند نجاحه في أي جانب من جوانب الحياة، سواء دراسية أو رياضية أو في أي مجال آخر، ولا نجعل ثناءنا فقط على الجانب الدراسي، فربما كان عند المراهق/ المراهقة انخفاض في المستوي الدراسي، وقتها نتذكر مزاياه الأخرى، ونمدحه على أرائه الصائبة، ونتغاضى عن أوجه القصور، ونشجعه إذا أخفق ليبدأ من جديد مرة أخري.

7 – إعطاء المراهق/ المراهقة مساحة أكبر من الحرية المنضبطة في اختيار أصدقاءه، والتصرف في مصروفه، واختيار ملابسه، واحترام ذوقه حتى لو كان ذلك مخالفا لهوانا إن كان هذا الذوق لا يتعارض مع الشرع أو ليس شاذا، وتخفيف القيود الأسرية عليه، حتى يشعر بالاستقلال الذاتي.

8 – التعامل مع المراهق/ المراهقة كصديق بالغ، واستشارته في الأمور التي تخص الأسرة، والتحاور معه، وإفساح المجال له في التعبير عن وجهة نظره واحترامها، والأخذ بها إن كانت لا تسبب ضررا.

9 -  عدم إفشاء أسرار المراهق/ المراهقة ولو لأقرب المقربين منه، تحت أي ظرف.   

10 - تجنب انتقاد المراهق/ المراهقة في الموضوعات التي تقبل الرأي والرأي الأخر، طالما رأيه لا يتعارض ولا يصطدم مع الشرع.

11 – تقبل واحتواء المراهق/ المراهقة في كل أحواله، وإظهار التفهم وبخاصة وقت السخط وعدم الاستقرار، ووقت الحزن، والتغافل عن الانفعالات التي تحدث منه، مثل كثرة الصياح وبعض الأعمال العنيفة مثل غلق الباب بعنف، أو التلفظ بألفاظ غير مألوفة منه، وتحمله والتسامح معه، والتغاضي عن مشاعر عدم الراحة التي يبديها في بعض الأحيان، واحترام رغبته في الجلوس بمفرده أحيانا، وعدم مطاردته بالأسئلة.

 ومن المهم ألا يدخل معه أحد الوالدان في مصادمات، لأن الدخول في حرب مع المراهق/ المراهقة ستولد لديه العناد، وستكون نتيجتها مزيد من التباعد والشقاق، بل المطلوب تقديم الدعم النفسي، فالأب السند النفسي لابنه، والأم السند النفسي لابنتها، وذلك بالاستماع لمشاكله بانتباه واهتمام، وبالاستجابة المتعاطفة دون إقامة أي حكم على الموقف سواء بالثناء أو بالنقد.

فالابن المراهق والابنة المراهقة إذا لم يشعر بالعاطفة والود والحب والتفهم، فقد يبحث عنه في أي مكان آخر، وهذا ما نخافه ونرفضه. كما يجب إعطاؤه فرصة في الاحتكاك بمن هم في مثل عمره حيث إن التقاء الأقران يثري خبرات المراهقين.

12 - عدم وضع تصرفات المراهق/ المراهقة تحت المجهر، بل ينبغي التغافل عن الكثير من التصرفات، وعدم التعليق على كل صغيرة وكبيرة من الأمور البسيطة التي تحدث كل يوم، وعلى الوالدين ألا يتوقعا من المراهق الكمال، ولا يتعقبا أخطاءه ليصوبوها، ولكن التغافل ثم التغافل.

13 – استقبال المراهق/ المراهقة بالبشاشة، وتفقد أحواله وسؤاله باهتمام عن جديد أخباره.

14 – عدم السخرية من المراهق/ المراهقة، أو النقد الدائم أو توجيه أي كلمة أو تعليق يخلق جوا من الكراهية والإحساس بالقهر في نفسه، فلا يقول الأب لابنه مثلا: أنا لا أفتخر بأنك ابني، أو يطلق عليه ألقابا قبيحة وهو غاضب مثل: أنت غبي، أو يا كلب، أو وصفه بصفات معينه وخاصة في وجود الآخرين، وتذكر قول الله تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الحجرات:11، لأن ذكر نقائصه أو عيوبه يشعره بالإهانة، وإهانة الوالدين للمراهق/ المراهقة عميقة الأثر وبعيدة المدى، وقد ينتج عنها متاعب نفسية مدى العمر.

 كما يجب التوقف عن النقد الدائم للمراهق/ المراهقة، لأن المراهق/ المراهقة يعتبر النقد أذى بالغ لشخصيته، وفي الحقيقة معظم نقد الوالدان لا يكون ضروريا، ولا يتناول أشياء جوهرية، بل هو في الغالب يكون في أمور من الممكن أن تصوب في وقت لاحق أو بمرور الزمن، مثل نقد أسلوب الكلام أو المشي أو الأكل.

ومن الخطأ أيضا التوقعات السيئة، كأن يتوقع للمراهق/ المراهقة الفشل، أو الغباء، أو عدم الفلاح، أو أي صفة سلبية أخري، فترديد مثل هذه العبارات ستكّون لدي الابن/ الابنة صورة ذاتية بهذه الصفات تكبر معه، ونكون بذلك قد ساهمنا في تكوين شخصية الابن/ الابنة بشكل سلبي.

15 – احترام خصوصيات المراهق/ المراهقة، والاستئذان عند استعمال حاجاته، ما دامت هذه الخصوصيات لا تشوبها شائبة، مع الاحتفاظ بمبدأ المراقبة غير المباشرة.

16 – احترام أصدقاء المراهق/ المراهقة، والتودد إليهم بالكلمات الطيبة والهدايا والسؤال عن أحوالهم.

17 – مساعدة الوالدين للمراهق/ المراهقة على اكتساب الاستقلال، واتخاذ القرار إذا كان مقتنعا بهذا القرار، حتى لو لم يكن الوالدان على اقتناع بهذا القرار.

18 – إشعار المراهق أنه قد بلغ سناً يُعتمد عليه، فيقوم الأب بتكليفه ببعض المهام التي يقوم بها كي يساعده في بناء شخصيته، وإكسابه الخبرات والمواقف البناءة، فهذا يكسبه مهارة وثقة بنفسه، ويتيح له اكتساب مهارة التعامل مع الكبار، كما يعطيه الأب الحق في التعبير عن رأيه، وأخذ رأيه في بعض القضايا الأسرية.

 وكذلك تتيح الأم لابنتها المراهقة فرصة الأعمال المنزلية؛ مثل دخول المطبخ والعمل فيه، وطريقة الإنفاق وحسن التصرف في الادخار والإنفاق.

 وعلى الأب والأم الثناء عليهما وتقبل خطأهما بنفس راضية، وتشجيعهما إن أحسنا، ونصحهما إن أخطئا، فإن حسن التوجيه واللباقة لها تأثير السحر، وبالتالي يتقبل الابن والابنة توجيهات الكبار بنفس راضية، ويشعرا بالاحترام، فتتفجر طاقتهما ومواهبهما الكامنة فيما يخدم الأسرة والمجتمع.

ومن الأمور الهامة تجنب مثل هذه العبارات: "عندما كنت في مثل سنك كنت أفعل كذا وكذا، أو أنجح في المدرسة بتفوق أو..." هذه العبارات تسيء أكثر مما تنفع، لأن المقارنة دائمًا تحمل معنى الدونية، فأنت لست ابنك وابنك ليس أنت، فكل منكما شخص مستقل ومختلف تمامًا عن الآخر.

19 -  تكوين صداقة مع المراهق/ المراهقة، فهذه الصداقة من شأنها أنها تجعل المراهق/ المراهقة يشكو همومه إلى والديه - وهما الأعرف بما يصلحه - بدلا من الالتجاء إلى الغرباء، وتخصيص وقت كافي للجلوس معه يوميا حتى يشعر بالدفء العاطفي والتواصل والاهتمام به، ومساعدته في اختيار الصحبة الصالحة من الأصدقاء كشباب المساجد مثلا، قبل أن يختار هو بنفسه بطانة السوء.

20- الابتعاد عن سوء الظن بالمراهق/ المراهقة، حيث يلاحظ أن المراهق/ المراهقة عندما يرى نفسه متهماً في المنزل، فإنه سيفقد الثقة بنفسه، ولا يبالي بعد ذلك إن كان ما يفعله حسن أم سيء، فهو متهم على كل حال، لهذا على الوالدين التركيز على ثقتهم والثناء على أي تصرف ممدوح، ومقابلته بالمدح والتشجيع بالفرح والجائزة، ومن المعلوم أن عامل الأجر والثواب من الأمور المشجعة حتى للبالغين.

* د. سميحة محمود غريب

 

 

2022/03/27
أطفالنا وإفشاء أسرار العائلة.. كيف نعالجه؟

تسبّب عفوية الأطفال غالباً مشاكل لذويهم، فكم مرّة أفشى ابنك مشاعرك تجاه من تزورينه أو ذكر تفاصيل حادثة حصلت في المنزل بدون أن يدرك أنها أمر خاصّ لا يجب إطلاع الآخرين عليه؟

[اشترك]

كذلك، إن بعض العلاقات مرشحة للانهيار بسبب تفوّه الصغير بكل ما يسمع من حديث، يلجأ الطفل إلى إفشاء أسرار المنزل من غير قصد لأسباب مختلفة: لعلّ أبرزها شعوره بالنقص أو رغبته في أن يكون محط الانتباه والإعجاب أو ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية وعادةً، يتخلّص الطفل من هذه العادة عندما يصل عقله إلى مستوى يميّز فيه بين الحقيقة والخيال.

بالمقابل، يأبى بعض الأطفال التفوّه بأي كلمة عن تفاصيل حياتهم في المنزل أمام الغرباء حتى عندما يسألونهم عنها، وهذه إشارة إلى ضرورة عدم الاستهانة بذكاء الطفل، إذ ان ما ينقصه في هذه الحالة هو حسن التوجيه.

وينصح باتباع الخطوات التالية لتخلّص الطفل من هذه العادة:

1- تعليم الطفل أن إفشاء أسرار المنزل من الأمور غير المستحبة والتي ينزعج منها الناس، وأن هناك أحاديث أخرى يمكن أن يجذب من خلالها الآخرين.

2- اشرحي لطفلك بهدوء مدى خصوصية ما يدور في المنزل، وأن هذه الأخيرة أمور خاصّة لا يجب أن يطلع عليها حتى الأقرباء والأصدقاء. ومع مرور الوقت، سيدرك معنى ومفهوم خصوصية المنزل.

3- ابحثي عن أسباب إفشاء طفلك للأسرار، وإذا كان يفعل ذلك للحصول على الثناء والانتباه، أعطيه المزيد من الثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به، وإذا كان السبب هو حماية للنفس، كوني أقل قسوة معه، وكافئيه إن التزم بعدم إفشاء الأسرار الخاصة بالمنزل.

4- على الوالدين الالتزام بعدم إفشاء أسرار الغير أمامه لأنه قد يعمد إلى ذلك من باب التقليد.

5- تجنّبي العنف في معالجة هذه المشكلة لأنه يفاقمها، مع ضرورة وقف اللوم المستمر والنقد والأوامر.

6- غيّري طريقة الاحتجاج على تصرفه، وقومي على سبيل المثال، بعدم الكلام معه لمدّة ساعة، مع إعلامه بذلك.

7- لا تبالغي في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته، ويعتاد عليه الطفل.

8- اشعري طفلك بأهميته في الأسرة وبأنه عنصر له قيمته واحترامه وأنه فرد مطلع على تفاصيل العائلة وما يدور بداخلها، فهذه التصرفات ستشعره بأهميته وتعزّز لديه ثقته بنفسه وتعلّمه تحمّل المسؤولية.

9- يمكن للوالدين الاستعانة بالحكايات وقصص ما قبل النوم والتطرق لحوادث وقصص مشابهة لغرس هذا المفهوم لدى الطفل.

10- ازرعي الآداب الدينية والأخلاق الحميدة لدى طفلك كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الأسرار.

*تبيان

 

 

 

2022/03/26
اصطياد الرجال: نساء يتجملّن خارج المنزل ويهملّن أنفسهن داخله!

انتقد الكثير من الأزواج سلوكيات زوجاتهم بسبب إهتمامهن بأنفسهن ومظهرهن خارج المنزل وعدم إيلائهن أي اهتمام بشكلهن داخل بيوتهن.

[اشترك]

هذا الأمر كان سببا رئيسيا لنشوب العديد من الخلافات والمشاحنات بين الأزواج الذين يطالبون زوجاتهم بعدم المبالغة في اهتمامهن بشكلهن وأناقتهن وقت خروجهن من المنزل وفي نفس الوقت لا يبدين أي اهتمام لأنفسهن داخل البيت.

عادة

وتبرر "سارة "موظفة سبب اهتمامها بشكلها والحرص على أن تظهر بكامل أناقتها خارج المنزل على أن هذا الأمر أصبح بالنسبة لها عادة خاصة وأن طبيعة عملها كموظفة استقبال في إحدى الشركات الخاصة يحتم عليها أن تظهر بشكل أنيق، وأضافت، أن زوجها عادة ما ينتقد هذا الأمر وتحديدا عندما يراقبها وهي تختار ملابسها واكسسواراتها في فترة الصباح قبل أن تخرج إلى عملها. ودائما يطالبها بان تهتم بشكلها ومظهرها داخل المنزل كما تحرص على الاهتمام به خارج المنزل.

وبحسب وجهة نظرها، تعلل سارة هذا الأمر بأن أي إنسان يعتبر بيته محطة للراحة وبداخل منزله يجب ألا يتكلف. ولهذا تجد بأن المنزل هو مكان لراحتها إلى جانب أنها لا تستطيع أن تبقى طول الوقت أنيقة في منزلها. والسبب أنها تقوم بأعمال المنزل والتي عادة ما تحتاج إلى جهد مثل وقوفها لساعات في المطبخ وما يترتب عليه من طبيخ وغسيل وغيرها من أمور العمل المنزلي والتي لا تتناسب معها الأناقة، كما أن المرء حين يكون في بيته عادة ما يرتدي ملابس معينة تختلف عن تلك التي يرتديها أثناء خروجه.

وفي نفس الوقت ذكرت "سارة" أنها لا تهمل شكلها العام داخل المنزل حيث تحرص على ارتداء ملابس نظيفة وجميلة خاصة بالمنزل بعد انتهائها من تنظيف وترتيب المنزل.

وينتقد "محمد نعيم" سلوك زوجته والكثير من الزوجات اللاتي لا يعتنين بمظهرهن داخل بيوتهن بحجة إنهن لا يجدن الوقت أو المجال للاهتمام بمظهرهن إلا أنهن يخصصن ساعات من وقتهن قد يزيد على الخمس ساعات أو أكثر من أجل اختيار ملابس أنيقة ويقفن أمام المرآة لساعات لوضع الماكياج ولبس الاكسسوارات وفي النهاية رش أجمل انواع العطور، وهذا الامر تسبب بحدوث العديد من المشاكل بينه وبين زوجته لدرجة وصلت الى حد الانفصال والطلاق، وقد تعهدت زوجته ان تهتم بشكلها وتولي زوجها وبيتها اهتماما أكبر ولهذا بادرت بسؤال زوجها عن الالوان التي يحبها ويفضلها سواء في الملابس او في الماكياج وحتى رائحة العطور التي يحبذها.

لماذا؟

عبد الحليم، يكاد يقسم بالله انه لم ير زوجته تعتني بمظهرها منذ تزوجها، بينما كانت قبل الزواج مثل الفراشة تسير وتتنقل بألوان ملابسها وهو ما جعله يختارها لتكون قرينته وشريكة حياته.

ويتساءل بحسرة: أن الرجل يحب أن يرى الجمال في بيته بحيث يكتفي بما لديه، وبالتالي لا ينظر الى الأخريات خارج منزله. وهو ما أكده لزوجته تارة بالتلميح وتارات بشكل مباشر. لكنها لم تستجب ومن ثم قرر عدم مفاتحتها في الموضوع والاكتفاء بالتفكير بالأمر بشكل صامت كي لا يحدث مشكلة مع زوجته.

نصيحة

وتؤيد ام مروان ما طرحناه عليها، وتقول: أنا سيدة تجاوزت سن الصبا، ولي (كناين) هن زوجات أبنائي. وكذلك دائما ما أوصيهن بالاهتمام بمظهرهن في البيت لأن الرجل ـ أي رجل ـ يحب أن يرى زوجته أجمل امرأة، وتضيف أم مروان أن هذا يجعله يهتم ببيته وأسرته وهي (شطارة) الزوجة أن تدع وقتا لزوجها بعد أن تنهي متطلبات الأسرة اليومية.

وتشير إلى أن بعض الزوجات ينسين أنهن نساء بعد الزواج، وينشغلن بأولادهن وبأعداد الطعام وكنس البيت وغسل الملابس وغيرها من احتياجات البيت، دون انتباه لقضية تتعلق بالزوج الذي يعود من الخارج ويحتاج الى الراحة تماما مثل احتياجه للطعام والشراب.

فقر

وتبرر أنيسة عدم اهتمامها بمظهرها في البيت بالوضع المادي الذي لا يتيح المجال للأنفاق على الماكياج والزينة، والأولوية للطعام والشراب ومتطلبات البيت وليس للتبرج والتجمّل.

لكن زوجها يعارضها في ذلك ويقول أنا لا اطلب منها أن تضع مكياجا من الماركات العالمية الباهظة الثمن بل أن تهتم بمظهرها بما تسمح به الأحوال والظروف، فلا تبقى طول اليوم بنفس الملابس التي تطهو فيها الطعام والتي تشتم منها رائحة الطبخ، بل ان تنظر الى وجهها في المرآة وتسأل نفسها، كيف يمكنني ان اكون جميلة هذا اليوم وكل يوم.

تبريرات

وترفض زينات اسماعيل تبريرات بعض الزوجات وتقول انا مثلهن اهتم ببيتي واطبخ واغسل ولدي حديقة اعتني بها ومع ذلك، اخصص وقتا لزوجي وأسعى لمعرفة ما يعجبه في المرأة لكي أحظى بإعجابه دائما.

وترى ان حجج بعض الزوجات واهية في هذا الشأن وتعلل ما يفعلنها بأنه كسل منهن وتعود على الحياة الزوجية الرتيبة التي تجعل الزوج ينظر الى ما هو خارج بيته.

وتؤكد زينات ان المرأة عامة تستطيع ان تكون دائما جميلة، وبقليل من مواد التجميل وبكثير من الذكاء، وتتساءل انظر اليهن كيف يظهرن حين يغادرن بيوتهن، اعتقد ان المسألة متعلقة بفهم طبيعة العلاقات الزوجية وسبل تحسينها وتطويرها والتمتع بها والحفاظ على كيان الاسرة عبر سلوكيات بسيطة ربما لا تحتاج الى كثير من الجهد، فقط تحتاج الى الفطنة والذكاء من قبل الزوجة.

تفسير اجتماعي

ويرى الدكتور سري ناصر استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية ان مشكلة المرأة العربية عامة انها تعتبر الزواج نهاية وليس بداية، وتظن وبحسب ما سمعته من امها ان المظهر مهم لاصطياد الرجل ومن ثم تصبح الامور عادية، وبالتالي تصبح هي زوجة تقليدية وتلوم الرجل ان هو نظر الى ما هو خارج منزله، وعلى الزوجة ان تتعامل مع زوجها بالكثير من الحنان والفهم لذوقه كي تزيد محبته لها وليس فقط وسيلة للخدمة للزوج وللأبناء.

*جمانة سليم

 

2022/03/21
’حديث مخيف’.. كيف تتعامل الأسر مع الأزمة الاقتصادية العالمية؟

نسمع ونقرأ عن الأزمة المالية التي تجتاح العالم، ويتحدث الخبراء عن خسائر فادحة بأرقام خيالية تصيب الدول والشركات، كما تذكر وسائل الإعلام أن العالم يتغير وهو لم يخرج حتى الآن من تلك الأزمة بل يقال انها لم تبلغ ذروتها بعد، وهذا الحديث المخيف يجعل قلقاً طبيعياً يجتاحنا، خاصة أن الاقتصاديين يتحدثون حديثا متخصصا يجعل الأسرة العادية بعيدة عنه.

[اشترك]

فكثير من أرباب الأسر من الرجال والنساء لا يعرفون ما الذي ينبغي عليهم فعله لمواجهة تلك الأزمة، وربما لا يدرك بعض الناس أن عليهم تغيير الكثير من عاداتهم الشرائية وتقنين ميزانياتهم بطريقة مختلفة تجعلهم بمنأى عن المشاكل الاقتصادية والمطبات المالية المفاجئة.

يقدم بعض المختصين في هذا التحقيق النصح للأسرة في كيفية التعامل مع الازمات المالية عموما وكيفية تنظيم ميزانيتها لتكون في مأمن من المواقف المفاجئة، إضافة إلى طرق تأمين مستقبل الاسرة المادي.

البطالة 

يرى الدكتور أحمد البنا أن تداعيات الأزمة المالية في أميركا انعكست على دول العالم، وتختلف درجات التأثر من دولة إلى أخرى لأسباب كثيرة، وهناك جانب في علوم الاقتصاد هو الاقتصاد الاجتماعي الذي يهتم بتداعيات الأزمة على المجتمع، فالأزمة المالية تؤدي إلى استغناء الشركات عن موظفيها وبالتالي تنتشر البطالة، الأمر الذي يؤثر على اقتصاد الحكومات التي تلتزم بدفع الضمان الاجتماعي وتوفير الخدمات لتلك الفئة من المجتمع، ولا يخفى على أحد ما يمكن أن يتسبب به انتشار البطالة من مشاكل فهي واحدة من أسباب العنف والجريمة، لذا يجب على كل أسرة أن تتدارك هذه الأمور وتراجع سلوكها المالي وطرق انفاقها، فتبدأ بالاهتمام بتوفير المدخرات.

فنحن إلى اليوم لا نعرف مدى الضرر في النظام المالي العالمي، ومدى الضرر في القطاعات الاقتصادية لذا يجب مراجعة الانفاق على السلع الأساسية مثل التعليم والصحة والمواد الاستهلاكية، وتقليل المصروفات في السلع الكمالية عن طريق إعادة جدولة الانفاق، والابتعاد عن السلوك النمطي الاستهلاكي، فيجب وضع الخطط الاستهلاكية على مستوى الفرد وعلى كل شخص أن يسأل نفسه هل احتياجاته بهذه الكمية التي يمارسها من الانفاق؟ وهل تستحق السلع المعروضة هذه القيمة المادية؟ لأن تلك التساؤلات تساعد الانسان على تقنين ميزانيته وتوفير المال بدلاً من انفاقه دون حساب.

التحكم بالتداعيات محدود

الخبير المالي وضاح الطه أكد أن التحكم بتداعيات الأزمة المالية محدود جدا، خاصة في حال انهاء خدمات الأفراد لأن مثل تلك القرارات في الغالب تكون غير قابلة للتفاوض، لكن الأسر التي لم تتعرض بشكل مباشر للأزمة عليها التصدي لأي طارئ بتقليص المصاريف في النواحي الترفيهية، لأن مصاريف الأسرة تنقسم إلى قسمين إجبارية لا مفر منها مثل مصاريف السكن والكهرباء والمدارس.

والمصاريف الاختيارية أو التي يمكن التحكم بها كالمشتريات المختلفة، فهناك عادات شرائية لدى كثير من الاشخاص يجب أن تتغير ويجب البحث عن البدائل للسلع مرتفعة الثمن، إضافة إلى اعتماد طرق مختلفة للتسوق إذ يمكن للعائلات الكبيرة أن تتسوق الأطعمة من سوق الجملة لتوفر في الأسعار.

كذلك يمكن المشاركة مع الزملاء في النقل لتوفير مصاريف البترول واستهلاك السيارة فيكون النقل متبادلا بين الزملاء الذي يسكنون متقاربين ويعملون في مكان واحد، ومسألة التدبير مسألة مهمة يجب أن تنتبه إليها المرأة فتكون حريصة على أن تغطي جميع احتياجات الأسرة بأقل تكلفة ممكنة، وترشيد المصروفات والاستغناء عن المواد التي لا توجد إليها حاجة فعلية، وعلى الناس أن يفكروا جديا بالتوفير فلم تعد البنوك توفر القروض في حال الحاجة إليها، لذا تكون مبالغ التوفير النقدية هي الحماية للأسرة من الطوارئ، فلا يمكن الانكار أن الأزمة شديدة وقد تأتي بموجة جديدة من انهاء الخدمات.

توعية الزوجة

وترى أمل عبد العزيز مديرة مصرف أن من الأمور الطبيعية أن تؤثر الأزمة على الأسرة، لذا يكون الوعي مهما لمعرفة كيفية مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، فالتوفير هو أول سبل الحماية المادية للأسرة ولتحقيق القدرة على التوفير يجب تقنين المصروفات ووضع ميزانيات محددة لكل شيء، وتخفيض الانفاق سواء في التسوق أو حتى التقليل من نفقات الكهرباء عن طريق اطفاء الاجهزة والانارة في حال عدم الحاجة إليها.

وعلى الزوج كذلك أن يهتم بتوعية زوجته خاصة إذا لم تكن على اطلاع بواقع العمل والأزمة المالية العالمية، والابتعاد عن الماركات العالمية فهناك سلع بديلة لا تقل جودة عنها، خاصة أن تلك الأزمة لم تسفر حتى الآن عن انخفاض بأسعار السلع فما زال ارتفاع الاسعار موجودا ولا يمكن التوفير ما لم تتغير السياسة الشرائية للفرد والأسرة، إضافة إلى تعويد الأطفال على التوفير والحرص على إيجاد حساب توفير لهم لضمان مستقبلهم الدراسي فالمبالغ الصغيرة التي تستقطع شهرياً من أجل التوفير قد تمثل الضمانة لمواجهة الأزمات والظروف الصعبة التي قد تمر بها الأسرة.

ويمكن كذلك البحث عن البدائل حتى في الانفاق الاجباري كالبحث عن سكن أقل كلفة في حالة الايجار واقتناء سيارة أصغر لتقليل كلفة البترول وفي حالة الاضطرار البحث عن مدارس أقل تكلفة ومضاعفة جهود الاسرة في مساعدة الأطفال في تحصيلهم الدراسي لتعويض ما تعجز عنه المدرسة الجديدة، وكل تلك الامور هي من باب الحرص وينبغي أن يلتفت إليها الناس سواء في حال وجود الأزمات أو عدمه لأن الأمان المادي وسيلة مهمة للاستقرار الاسري والمحافظة على مستقبل الأبناء.

الصورة غير واضحة

ويرى عماد الدين صادق، نائب مدير مصرف ان الأسرة يجب أن تكون أكثر تحفظا في تلك المرحلة، لأن المبالغ النقدية التي تحتفظ بها تمثل سلاحا مهما في وجه الأزمات، والمطلوب الآن ترشيد الانفاق وتأجيل قرارات شراء السلع الكبيرة كشراء السيارات أو المنازل أو حتى قطع الأثاث والسلع مرتفعة الثمن.

كما يجب زيادة وعي ربات البيوت للمساهمة في تقنين الاستهلاك وتغيير طرق الشراء ومحاولة تلبية احتياجات الأسرة من المشتريات بأفضل الطرق، وهو أمر يعتمد بالدرجة الأولى على ذكاء ربة البيت ووعيها، وبنود الانفاق تتفاوت بين أسرة وأخرى لذا فالأمر يعتمد على المسؤولين عن ميزانية الاسرة وكيفية تحديد الأولويات فيها، وكل ما يقال الآن هو اجتهادات لأن الصورة لا تزال غير واضحة ولا توجد مدة محددة لانتهاء الأزمة المالية لذا ليس لنا إلا توجيه الاسر الى الالتزام بميزانيات محددة يكون للتوفير مساحة مناسبة فيها وتأجيل أية خطوات شرائية كبيرة يمكن أن تنقص من قيمة النقد المتوفر لديهم.

نفاق اقتصادي

وقال الدكتور جمعة بلال فيروز، رئيس جمعية حماية المستهلك ألاحظ أن بعض الاقتصاديين منافقون للأسف، فمنهم من يرى القارب غارقاً ولا يعترف بالأمر، بينما الاعتراف بوجود مشكلة يساعد في التفكير بها وايجاد الحلول لها، ألا فالاقتصاديون تعودوا تجميل الأمور، بينما يعود الضرر على المجتمع والأسرة.

*البيان

2022/03/17
لا لـ ’الأقساط’ و ’الأجهزة التجارية’.. طرق لتدبير مصروف البيت

يبحث العديد من الأزواج المبتدئين في الحياة الزوجية عن طرق تنظيم وتدبير مصروف البيت لتجنب الأزمات المالية التي من الممكن أن تصادفهم قبل نهاية كل شهر، وفي هذا الصدد سنتعرف على العديد من الطرق لتدبير المصروف دون إفراط ولا تفريط.

[اشترك]

طرق تدبير مصروف البيت

حساب إجمالي الدخل الشهري الخاص بك

تعتبر هذه الخطوة أول خطوة وأهمها وعليها تبنى باقي الخطوات، وتتمثل في محاولة تنظيم جل مصروفات الشهر الخاصة بالأسرة، منها حساب جميع الأموال التي يتوقع كسبها خلال الشهر كله، وذلك بعد تخليصها من الضرائب والاقتطاعات، وهذا بالنسبة لمصادر الدخل المضمونة والتي يمكن الاعتماد عليها.

تقييم النفقات الشهرية

في هذه الخطوة يجب عليك معرفة جميع الأمور التي تنفق عليها شهريا، مثال ذلك دفع الديون أو الإيجار أو الأقساط ومدفوعات السيارة، إضافة إلى التأمين والطعام، ولا تنسى ما تدفع عليه خارج البيت مثل الهوايات والرحلات وكذا الطعام خارج المنزل وغيرها من أمور الترفيه.

وضع ميزانية

تعمل خطوة إنشاء الميزانية على المساعدة في التماشي مع سيرورة التدفق المالي من شهر إلى آخر وذلك بشكل دقيق، للأفراد والعائلات على حد سواء، إنشاء الميزانية يخص كل من الأشخاص سواء ذوي الدخل المنخفض أو المرتفع، فإنها تساعدهم أيضا على تخصيص ميزانية لأنفسهم، وهذه الأخيرة تساعدهم على إدارة المال بشكل أفضل.

التوفير

هذه الخطوة جامعة مانعة، فمن خلالها يمكنك توفير نفقات الأسرة شهريا، وسيأتي لك ذلك باتباع الخطوات التالية، ونذكر فيها أمورا هامة ينصح بتتبعها من أجل توفير المصروف:

تجنب الخروج مع الأصدقاء بكثرة

حيث أنه كثرة الخروج يمكن أن تساهم بشكل كبير في ضياع الكثير من المال، وبدلا من الخروج دائما يمكن دعوتهم إلى المنزل وتقديم الوجبات الاقتصادية المحضرة في المنزل، أو يمكن تقديم الشاي أو العصائر المحضرة في المنزل، فالأهم في هذا كله لمة الأصدقاء واجتماعهم وليس الأكل بذاته.

ضياع المال في التسلية

لا يتعلق أمر التسلية بكثرة المال والتكاليف، فبإمكانك تسلية أطفالك بأقل تكلفة، وبأمور غير مكلفة كشراء بعض الكتب المتضمنة للألغاز ورسوم تلوينية، إضافة إلى كون الأطفال لا يهتمون بالألعاب لكونها باهضه الثمن بل غرضهم بالوقت الذي تقضيه معهم.

تجنب الوجبات السريعة

من بين الأمور التي تكلف المرء وتدعوه إلى الإنفاق الكثير، اعتماده على الوجبات السريعة والجاهزة وكذا المجمدة المعدة سابقا، إضافة إلى كونها وجبات غير صحية، فعلى الشخص البحث عن طرق جديدة من أجل إعداد وجبات جاهزة والقيام بتجميدها دون الإنفاق المفرط على شراء الوجبات السريعة الجاهزة.

شراء الأجهزة الجيدة

الاعتماد على الأجهزة الجيدة مما يساعد على تقليل تكلفة المصاريف، وذلك من أجل تجنب تكليفات إصلاحها بعد التلف، لذلك ينصح باقتناء أجهزة مناسبة صالحة ولو كان ثمنها في الأول مرتفع شيئا ما لكونها تبقى صالحة مدة أطول.

لا للأقساط

يعتمد الكثير من الأشخاص على شراء واجبات البيت بالتقسيط لكونه يسهل عليهم الكثير من الأمور ويجعلهم يحصلون على الكثير من الضروريات في وقت قصير، لكن هذا الأمر وعلى المدى الطويل لا ينصح باتباعه، وذلك لكونها تكون مرتفعة السعر مقارنة مع الشراء بالجملة، كما أنها تحرم الشخص من الادخار.

الادخار

بعد تخطيطك لطريقة استغلال ميزانيتك بالوجه الصحيح، لا تنسى أن توفر بعض الحاجيات الأساسية التي ستحتاجها أسرتك، وذلك من أجل ضمان خطوة مهمة في المستقبل، ابدأ في ذلك ولو بمبلغ قليل لكن داوم عليه واعمل على زيادته تدريجيا، وهذا الادخار سينفعك عندما تحتاج المال في ظروف قاسية.

اتباع بعض النصائح قبل التسوق

·      عليك أن تتيقن من أسعار الأغراض التي تود شراءها قبل الشروع في عملية الشراء.

·       قبل الاتجاه نحو السوق أو المحلات التجارية، قم بكتابة قائمة تدرج فيها جل احتياجاتك، وذلك لضبط تكلفة الشراء.

·       العمل على إضافة دخل آخر غير دخلك المقرر، مثل البيع والشراء على الأنترنت.

·       يجب الانتباه إلى بعض العروض التجارية التي تقوم بها بعض الأسواق التجارية الكبرى، وذلك من أجل استغلال التخفيضات المتوفرة حينها.

نصائح أخرى لإدارة مصروف البيت

·       يجب عليك تسجيل دخلك على ورقة وبجانبه جل ما تحتاجه أسرتك طوال الشهر.

·       الاعتماد على الأكل داخل البيت بدلا من شراء الأطعمة الجاهزة الباهظة الثمن والغير النافعة.

·       لا تحتاج للانخراط في أية صالات للرياضة ولا أي نادي بالمقابل، قم بتبديل ذلك كله بممارسة العديد من الرياضات البدنية، مثال ذلك رياضة الجري والسباحة والدراجة الهوائية.

·      يجب عليك كتابة قائمة وتعليقها على المطبخ، تتضمن جل حاجياتك الضرورية للشهر القائم، ذلك لتجنب شراء الحاجيات غير الضرورية والذي يتسبب لك في إنفاق الكثير من المال دون أية فائدة.

·       لا تعتمد على القهوة الجاهزة والتي تباع في محل عملك، قم بإعدادها ووضعها في زجاجة، وأخذها معك للعمل.

* مفاهيم

2022/03/16
ميزانية الأسرة: أوقفوا عشوائية الصرف في الظروف الطارئة

تظل ميزانية الأسرة أحد أهم أسباب عدم الاستقرار، متى ما كانت الأسرة -مع المسؤولية الملقاة على عاتق أفرادها- عرضة للارتباك في التصرف وفق ظروفها الخاصة.

[اشترك]

الترشيد، مطلب ضروريّ لكل الأسر، ويجب أن يُربّى الأبناء على ذلك، لأن متطلبات الحياة كثيرة ولا تنتهي.

فبعض الأسر يغلب عليها البذخ والتبذير، ويغيب الترشيد عنها، وكأن المال لم يأت إلا لتصرفه كاملاً دون النظر لما قد يحمله المستقبل.

والحقيقة أن كثيرًا من الأسر يغيب الترشيد عن حياتهم، وتنقصهم الإدارة في الصرف، ولا يضعون سقفًا لمصروفاتهم، وبناء على ذلك فإن عشوائية الصرف تخلي ما في أيديهم من مال، ليلجؤوا بعد ذلك إلى الديون والأقساط التي غرق فيها الناس، حتى أصبح كل شيء في حياتهم بالتقسيط!!

إدارة ميزانية المنزل لا يُشترط أن تكون بيد الرجل أو المرأة، لأنهما مكملان لبعضهما بقدر ما يحتاج كلاهما لتفهم هذه الميزانية، ولا بد أن يكون هناك إدارة للصرف والترشيد، لأن الترشيد أمر ضروري وخصوصًا في وقتنا هذا، وذلك للارتفاع الملحوظ في بعض الأشياء المهمة من ناحية القيمة.

ويحاول رب الأسرة تنويع الدخل، وعدم الاقتصار على المرتب الشهري، ومحاولة العيش بالدخل الإضافي، ويحاول أن يضع دخلاً ثابتًا، بحيث يكون هذا الدخل خاصًا بالأزمات.

وأمّا دور الأم فهو بالتأكيد ضروريّ في توعية وترشيد الأبناء داخل المنزل، وعليها تحديد الأولويّات، فهناك ما يجب شراؤه، وهناك ما يمكن الاستغناء عنه، وهناك أيضًا ما لا حاجة إليه البتة.

وكذلك فإن السلوك الاستهلاكي للأسرة له دور بارز في تحديد هذه الميزانية، إذ إن بعض الأسر يكون سلوكها قائمًا على التبذير وإلزامية الحصول على أيّ مطلب من أي فرد من أفرادها، وإذا تناسب هذا السلوك عكسيًا مع مستوى الدخل فإن الأسرة في هذه الحالة سوف تواجه عددًا من الأزمات المادية والمعنوية.

ومشاركة الطفل للعائلة في كيفية الصرف على بعض الأشياء، ولو كانت بسيطة تدربّه على تحقيق واكتساب حسن إدارة صرف ميزانيته.

ومن هنا يتضح أن للأسرة وتعاونها دورًا قويًا في الترشيد والادّخار.

مواقع إلكترونية

 

2022/03/07
10 خطوات لترغيب ابنتك في ’الحجاب’

الطيبون يحبون حجاب ابنتهم، ويحرصون على سترهن وتحبيبهن في الطاعات والصالحات، لكن بعضهم قد يخطئ في طريق ذلك، فيستخدم العنف أو يتهاون فيه فيتساهل، وكلا الأسلوبين يحتاج إلى تقويم.

[اشترك]

من أجل ذلك أختصر لك عشر طرائق عملية لتحبيب ابنتك في الحجاب ليس بينها الضرب ولا الضغط ولا الصراخ، ولسنا بحاجة أن نقول: إن هذه الخطوات يمكن أن يقوم بها الأب والأم معًا، أو منفردين، ويمكن أن تتشارك الأسرة كلها فيها:

1- ابدأ مع ابنتك منذ الصغر ولا تنتظر حتى تكبر فتأمرها بالحجاب، فإنك إن انتظرتها حتى تكبر تكون قناعاتها قد بدأت في التبلور، ومن ثَمّ يصعب عليك إيصال ما تريد خصوصًا إذا خالف هواها، ولتتبع التدرج في ذلك؛ لأنها لا تزال طفلة صغيرة.

2- أظهر الإعجاب بالحجاب، فتحدث عنه كثيرًا أمامها بإعجاب، وقل إنه "وقار" وأنه يضفي بهاء ونورانية على الفتاة، وأن لابسات الحجاب يدللن بمظهرهن على حسن التربية وحسن النبت الطيب.

3- أخبرها بأنه أمر الله سبحانه وتعالى، وأعلمها أنها ستفعل هذا العمل لله وحده وليس للناس، وأن الله يراها في كل وقت وحين، وعرّفها بأن الله يرضى عن المرأة المستورة المنفذة لأمره سبحانه، وأقرئها آيات الحجاب من القرآن الكريم، وأكّد عليها في الحديث عن إرضاء الله سبحانه.

4- اعرض لها النماذج المحجبة الناجحة الوقورة الفاضلة.

5- قارن لها بين تلك النماذج السابقة وبين الأخريات السافرات اللاتي لا يخضعن لأمر الله، وكيف أن سفورهن تسبّب في سقوطهن في المهالك.

6- حدِّثها عن سلوك المرأة الصالحة، وعن ثواب الالتزام بالعمل الصالح، وجزاء النساء الصالحات، وكيف أن المرأة الصالحة تكون دومًا سببًا في الخير والهداية لبنات جنسها.

7- احرص على أن تصاحب ابنتك الفتيات الصالحات المحجبات المحتشمات، ولا تتركها بين السافرات الغافلات؛ فإنها ستتشرب الخير من أهل الخير.

8- اجعل لابنتك من أمها قدوة صالحة فيما يخص الحجاب والستر، واجعل لها مع أمها جلسات خاصات بالحديث عن الحجاب وكيف تحجَّبت، وحكايات الحجاب للفاضلات في ذلك.

9- اجعل أمها تصحبها للقاءات الخير ودروس العلم وحلقات القرآن في المساجد والحسينيات، إذ ينبغي أن تكون محجبة أثناء ذلك كله، ومن ثَمّ تتدرب على ذلك وتحبه وتتعود عليه.

10- استخدم الهدية والمكافأة التشجيعية على ارتدائها التحشم والستر والحجاب، وعرّفها أن المكافأة الكبرى إنما هي من الله سبحانه وأنها الجنة العالية.

*خالد روشه

 

 

 

2022/03/05
كيف نتعامل مع ’الخلافات العائلية’؟ .. اترك ’الثرثرة’ واتبع هذه الخطوات

أمور تحفظ السلام داخل الأسرة

من الصعب التعامل مع الخلافات العائلية في الغالب، لأنك تكون دائم التعايش مع أفراد أسرتك، فلا يمكن الابتعاد عنهم لفترة كما تفعل عندما تتشاجر مع بعض أصدقائك، أو تجنبهم لو كانوا مجرد أشخاص تربطك بهم معرفة سطحية أو حتى جيران، وفي الوقت الذي يمكنك فيه التعرف على أصدقاء جدد عوضًا عمن اختلفت معهم وفارقتهم، لا يمكنك أبدًا أن تجد لنفسك عائلة جديدة!

[اشترك]

لذلك من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع الخلافات العائلية بالشكل الذي لا ينتج عنه قطع دائم للعلاقة بينك وبين أحد أفراد أسرتك، وفيما يلي بعض الأمور التي عليك أن تفعلها إذا وجدت نفسك طرفًا في نزاع عائلي، أو حتى حدث خلاف بين بعض أفراد أسرتك وترغب في إنهائه:

1 - لا تقطع التواصل

من أفضل الأشياء التي تساعد على رأب الصدع بين أفراد الأسرة الواحدة بسرعة عدم قطع التواصل حتى في وجود خلاف، لا تقاطع أبدًا والدك أو أحد أشقائك أو حتى أبناء العم أو الخال، ابق على علاقة ما مع الطرف الآخر خلال فترة الخلاف، حتى لو اقتصرت على تبادل تحية الصباح والمساء، أو الجلوس على مائدة الطعام معًا وتبادل الحديث الضروري فقط، وبالنسبة لأقارب الدرجة الثانية، لا تهمل رسائل التهنئة بالمناسبات المختلفة حتى أثناء الخلاف، ربما تكون العلاقة بينكما قد شابها بعض التوتر المؤقت، لكن لا ينبغي لها أبدًا أن تنقطع تمامًا.

2 - كن أنت الأكثر تعقلاً ونضجًا

في القول المأثور، وجدنا أن (العناد يورث الكفر)، وهو بالفعل قادر على إنهاء أي علاقة بين طرفين إذا تشبث كل منهما بأن يبدأ الطرف الآخر بالمصالحة، لا تدع الفرصة للعناد حتى تخسر علاقتك بأحد أفراد أسرتك للأبد، كن أنت الأكثر نضجًا وتعقلاً، وبادر بكسر الصمت والمصالحة والاعتذار تعبيرًا عن حبك للطرف الآخر وحرصك على وجوده بحياتك، إذا قمت بالمبادرة لا تستبعد أن يستجيب الطرف الآخر بشكل فوري، ويبادلك الاعتذار والصلح.

3 - لا تتغيب عن المناسبات العائلية

حتى إذا كنت على خلاف مع أحد أفراد الأسرة الذي تربطك به قرابة من الدرجة الأولى أو الثانية، احرص على الحضور دومًا في التجمعات العائلية المقامة في المناسبات المهمة، ولا تتجنب الذهاب إليها، مشكلتك مع شخص واحد يجب ألا تدفعك للتسبب في الضيق لباقي أفراد الأسرة وإفساد تجمعهم بغيابك وتصرفك الطفولي، اندمج مع الجميع في التجمع الأسري، وضع ابتسامة على وجهك عندما تقابل الشخص الذي اختلفت معه، حتى لو اضطررت للتظاهر بالابتسام، فلعل ذلك يلطف الأمور، ويكون بداية للتصالح.

4 - صرح بما في نفسك

الصمت والكتمان بين الطرفين عند وقوع الخلافات يزيد الأمور سوءًا في معظم الأحوال، ولا يترك مجالاً لإيجاد حل للمشكلة ينهي الخلاف، واجه الطرف الآخر بمشاعرك بصراحة، اجلس معه وتحدث بهدوء، أو اكتب رسالة عتاب مهذبة واشرح فيها وجهة نظرك، إذا كنت تتجنب الحديث مع ذلك الشخص بشكل مباشر، المهم في جميع الأحوال ألا يتحول الأمر لمواجهة غاضبة وعاصفة تزيد الطين بلة، يجب أن يتم الأمر في جو من الود والهدوء، ففي نهاية الأمر لستما أعداء، بل أنتما فردان في عائلة واحدة.

5 - لا تتحدث عن الخلاف مع آخرين

بقدر ما هو مهم أن تتحدث مع الطرف الآخر الذي وقع بينك وبينه الخلاف، من المهم كذلك ألا تتحدث مع أي شخص سواه، لا تثرثر من خلف ظهر الطرف الآخر مع أي فرد من أفراد الأسرة، لأن هذا قد يضع الطرف الآخر في موقف سيئ، كما قد يفتح المجال أمام آخرين للتدخل في الأمر وزيادته سوءًا بسبب النميمة وتناقل المعلومات بشكل ربما يكون مغلوطًا، أقصر مناقشة الأمر مع الطرف المعني فقط.

6 - لا تبالغ في توقعاتك، وتقبل ما لا يمكنك تغييره

لا تتطرف في وضع شروط خيالية للتصالح مع الطرف الآخر الذي وقع بينك وبينه الخلاف، بل كن واقعيًّا وحاول ملاقاته في منتصف الطريق، ولا داعي لأن يتشبث كل منكما برأيه، إذا كان الخلاف حول أحد طباع أو تصرفات الطرف الآخر التي لا يمكنه تغييرها أو عاداته التي لا يستطيع الإقلاع عنها، فربما عليك في النهاية أن تتقبله كما هو إذا كانت هناك استحالة في أن يتغير في الوقت الحالي.

المهم في النهاية هو إنهاء الخلاف وتعلم التعايش معًا بسلام بين أفراد الأسرة الواحدة.

الغد

 

2022/03/01
من الصفر.. كيف نربّي أولادنا على الالتزام بـ ’الصلاة’؟

تجربتي مع أبنائي في الصلاة

أفنان الحلو:

التربية الدينية تبدأ من الصغر، وثمارها أن يتمسك الطفل بالصلاة والأخلاق الإسلامية، وتزيد عليها الطفلة الالتزام بالمظهر الاسلامي من احتشام وحجاب في وقت مبكر، إن أهم نقطة في هذه التربية أن تخلق الأم ذكريات دينية جميلة للطفل يشعر معها بالأمان كلما طافت بذهنه مهما كبر من العمر.

[اشترك]

في العمر ما بين عامين إلى خمسة أعوام

تعوّدهم الأم على سماع آيات القرآن الكريم، وعلى احترام الأذان ووقت الصلاة، وإن استطاعت اصطحابهم إلى زيارة بيت الله الحرام فبها ونعمة، وإلا فتحاول أخذهم إلى مراقد الائمة الاطهار والحسينيات ولمس البركة والطمأنينة التي فيها.

وأن تكون قدوة في ذاتها، في الالتزام بالعبادات في وقتها، وفي تنمية الإيمان بالله سبحانه وتعالى في نفس الطفل، فتتجه إلى الله بالدعاء عند الملمّات، تتحدث عن الله سبحانه وتعالى بحب وتقديس في كل المناسبات، عند التحدث عن جمال النباتات ونعمة الحواس من السمع والبصر وغيرها، عند أذكار الصباح والمساء وجمال الشمس وروعة الغروب، تتلمّس الجماليات وتعظم فيهم قدسية الخالق الذي سخر لنا كل هذا.

في العمر ما بين أربعة إلى سبعة أعوام

تبدأ الأم بزرع قيمة أن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف، وإذا شاء شيئا فأنه يكون وأمره بين الكاف والنون، وأننا نطيعه طمعا في رضاه، وأن رضاه يجلب لنا السعادة والبركة ويمنحنا أشياء من حيث لا نحتسب، فقط إن عبدناه بقلب مخلص وصادق، وتعزز هذه القيم في نفس أولادها بما استطاعت، فلا تعدهم بالحصول على أشياء مادية إلا بعد أن يبذلوا جهدا في تحصيلها سواء بالدعاء (حسب استطاعتهم) أو بعمل الأشياء الصالحة المختلفة كبرّ الوالدين ومساعدة المحتاجين والعطف على الأخ الصغير لأنها كلها أشياء تجلب رضى الله سبحانه وتعالى وبالتالي سيمنحنا ما نحب، تقرأ لهم القصص التي تنمّي فيهم الحس الأخلاقي خصوصا قبل النوم، وتبحث عن السلاسل التي تعزز الأخلاق وان استطاعت أن تجد شيئا يتحدث عن العقيدة ومناسب لأعمارهم فيكون افضل واحسن.

عند بلوغ الطفل السابعة

يقول خبراء التربية أن قوة التجريد، والتفريق بين الواقع والخيال، يبدأ في السابعة، كلما اقترب الطفل من عمر السابعة كلما اوعزت له الأم أنه اقترب من كونه فتى كبير ورائع، وتقيم له حفلا تدعو له الأصدقاء والأقارب بهذه المناسبة، لأنه أصبح فتى كبيرا (أو فتاة جميلة) تلتزم بالصلاة.

من الطبيعي ان يبدأ الفتى بحماس أول يومين ثم يدركه الكسل، لأن الانتظام في أي عادة جديدة تتطلب إرادة قوية لا يلتزم بها الأطفال عادة، فيما يلي قائمة بما يجب وما لا يجب على الأم فعله:

مالا يجب على الأم فعله (كلها تربط الدين بذكريات سلبية وتشعره بالفشل وهذه كلها له آثارها السيئة عليه مستقبلا):

- التخويف بالنار والعذاب.

- الضرب والصراخ والتوتر.

- الإهمال واليأس من صلاحه وترك الأمر للزمن.

- مقارنته بالأولاد الآخرين (إخوانه أو أقاربه أو أصدقائه).

ما يجب على الأم فعله:

- التذكير الدائم بالصلاة بالحب والابتسامة.

- ربط التوفيق والنجاح والفلاح والستر والعصمة من الخلق بالصلاة.

- إحضار ملابس جميلة أو سجادة صلاة جميلة وعمل زاوية مزينة ولطيفة في المنزل خاصة بالصلاة وتعطير ما يتعلق بها.

- تقول له بلطف كلما تكاسل: نريد أنا ووالدك أن نذهب إلى الجنة ولذلك نحن نصلي، ألا تريد أن تأخذ بأيدينا وتذهب معنا إلى الجنة؟

- عمل جداول خاصة بالصلاة وتعبئتها بالنجوم وفي بداية كل يوم التزم فيه له مكافأة ثم كل أسبوع ثم كل شهر.

- عدم اليأس أبدا من بذرة الخير والإيمان الفطرية والدعاء له يوميا بالخير والصلاح.

- الاستمرار في توجيه الطفل بقراءة قصص تربوية حينا وغرس العقيدة بطرق غير مباشرة حينا آخر.

في حال بلوغ الثامنة والتاسعة وهو لم يلتزم بالصلاة تماما بعد كل ما تقدم:

الاستمرار على بند ما يجب على الأم فعله بالإضافة إلى البدء في إدخال عقوبات خفيفة تحفظ له كرامته مثل حرمانه من سماع قصة ما قبل النوم أو حضور برنامجه المفضل على التلفاز أو غيرها.

في حال بلوغه سن العاشرة وهو لم يلتزم بالصلاة تماما بعد كل ما تقدم:

من النادر أن يصل الطفل إلى عمر العاشرة وبينه وبين والديه رابطة قوية متينة وبينه وبين الله سبحانه وتعالى أجمل الذكريات الدينية، ولكن في حال الوصول فإن الطفل يضرب ضربا غير مبرح ولا يمس بكرامته عقوبة له على الترك ونسأل الله لأولادنا الصلاح والهداية.

 

2022/02/28
ضرب الطفل على الوجه يتسبب بمشاكل صحية.. تعرّف عليها!

أضرار ضرب الطفل على الوجه

نور عساف:

التعنيف الجسدي للأطفال يعد تأديب الطفل أحد الأمور الضرورية لإكمال عملية التربية بنظر الكثيرين، لكن البعض يلجأون إلى العقوبة الجسدية المؤذية، وهذا الأمر أصبح ممنوعًا في الكثير من البلدان بسبب الآثار السلبية الذي يلحقها ذلك بصحة الطفل النفسية والبدنية.

[اشترك]

كما أن الأطفال عادةً لا يدركون الفرق بين الاعتداء الجسدي غير المقبول الذي يُعاقبون عليه، مثل الضرب واللطم الشديد، وبين الاعتداء الجسدي الذي يتلقونه كعقوبة عادية، لذا ليس من الغريب أن تولد العقوبة الجسدية العدوان لدى الاطفال، كما يؤثر ذلك على تصرفاتهم مع أطفالهم وعائلاتهم أيضًا في المستقبل، بالإضافة إلى العديد من الأضرار الجسدية التي تنجم عنها والتي سنناقشها لاحقًا في هذا المقال.

ما هي الآثار الصحية والنفسية لضرب الطفل على وجهه؟

يمر الطفل في كل مرحلة من مراحل النمو بمراحل تعليمية مختلفة تمكنه من الاطلاع على معلومات جديدة عن نفسه والعالم من حوله، ومع ازدياد مستوى العدوانية والعنف والسلوك التخريبي في الرسوم الكرتونية للأطفال، فإن من غير المفاجئ مشاهدة تصرفات غير لائقة منهم وجعل مهمة تربيتهم أكثر صعوبة، لذا يلجأ الكثير من الآباء إلى استخدام القوة الجسدية بقصد التسبب في إصابة الطفل بالألم لكن ليس الضرر الشديد، وإنما لغرض تصحيح سلوك الطفل أو التحكم فيه فقط، لكن قد تصبح العقوبات أكثر شدة مع تقدم الطفل في السن أو زيادة الضغط على الوالد، والمخيف بالأمر هو إشارة الأبحاث إلى تأثير العقوبات الجسدية طويلة الأمد على الأطفال، خاصة تلك الناجمة عن صفع الطفل على وجهه، وهنالك بالطبع إمكانية أن يؤدي التعنيف الجسدي والضرب على الوجه إلى عاهات بدنية ونفسية للطفل على المدى الطويل.

ومن ناحية أخرى يؤدي التعرض للعقوبات إلى الشعور بمستويات عالية من القلق لدى الأطفال، كما يميل الأطفال إلى الهجوم على الأشقاء كرد فعل لما شهدوه أو اختبروه بأنفسهم من الألم والأسى، وكثيرًا ما يميل الطفل الذي يعاقب إلى الشعور بالذنب أو العار أثناء الحادث، وقد يتسبب صفع الطفل على وجهه في إلحاق ضرر دائم بتقديره لذاته، خاصةً إذا شاهده أفراد العائلة أو الأصدقاء الآخرون، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعرض الأطفال للإذلال بسهولة شديدة ويمكن أن يتحول ذاك الفعل البسيط بسرعة كبيرة إلى حدث مرعب قد يستغرق سنوات من الاستشارات النفسية لتصحيحه، كما أن الضرب لا يساعد الأطفال في تعديل سلوكياتهم لأن الغايات لا تبرر الوسيلة، وإنما يتسبب ذلك بحدوث تأثير متصاعد على سلامته العاطفية والجسدية ويؤدي إلى مجموعة متنوعة من الصعوبات في البيئات الاجتماعية مستقبلًا.

إحذر من ضرب طفلك على تلك المناطق من جسمه

يتسبب العنف الجسدي في ظهور العديد من الآثار البدنية على جسد الطفل، ويتوجب الحذر من الضرب على بعض الاماكن تحديدًا، خاصةً منطقة الرأس، إذ يمكن أن يؤدي الضرب على الرأس إلى حدوث إصابة في الرأس أو الرقبة نتيجة الاهتزاز الشديد أو ضرب الطفل بشيء قوي، وقد تتسبب هذه الإصابات بتلف دائم في الدماغ أو الوفاة، ويمكن أن يتعرض الأطفال إلى ما يعرف بمتلازمة هز الرضيع، وهي حالة تحدث لدى الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنتين نتيجة سوء المعاملة من خلال استخدام القوة لهز الطفل، أو رمي الطفل أو إسقاطه عن قصد، أو عندما يضرب رأس الطفل أو رقبته بشيء صلب، مثل الأرض أو الأثاث، مما يؤدي إلى الإصابة البدنية نظرًا إلى أن الرضع يعانون من ضعف في قوة الرقبة ورؤوسهم كبيرة مقارنة بحجم أجسامهم وهو ما يتيح للرأس التحرك كثيرًا عند الاهتزاز، وبالتالي تحرك دماغ الطفل داخل الجمجمة، وهو ما قد يتسبب بتمزق الأوعية الدموية والأعصاب داخل الدماغ مُحدثًا نزيفًا وتلفًا في الأعصاب، ويمكن أن يؤدي تورم الدماغ إلى زيادة الضغط في الجمجمة وبالتالي صعوبة وصول الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ.

 ومن ناحية أخرى، تتفاوت أوقات ظهور الآثار الجسدية طويلة المدى على أجساد الأطفال، فمنها ما يظهر على الفور ومنها ما يستغرق اكتشافه شهورًا أو سنوات، وقد ربط الباحثون بين الضرب على الرأس أو الظهر أو البطن أو الأذن أو الصدر وبين حصول زيادة في خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، والتي منها:

- التهاب الشعب الهوائية المزمن، أو انتفاخ الرئة، أو الانسداد المزمن، وغيرها من أمراض الرئة.

- مرض السكري.

- سوء التغذية.

- مشاكل في الرؤية.

- نوبة قلبية.

- التهاب المفاصل.

- مشاكل في الظهر.

- ارتفاع ضغط الدم.

- تلف في الدماغ.

- الصداع النصفي.

- السكتة الدماغية.

- أمراض الأمعاء.

- متلازمة التعب المزمن.

- السرطان.

2022/02/07
انطوائي لا يثق بنفسه.. طرق لمعالجة «الطفل الخجول»

أسرار حياة الطفل الخجول والانطوائي 

د. خالد سعد النجار:

تتفق الآراء التربوية على أهمية مرحلة الطفولة في بناء شخصية الإنسان المستقبلية، فإذا ما اعترى تربية الطفل أيَّ خلل فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى نتائج غير مرضية تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع معًا.

[اشترك]

 ومشكلة الخجل التي يعاني منها بعض الأطفال يجب على الوالدين والمربين مواجهتها وتداركها، فكثير من الأطفال يشبّون منطوين على أنفسهم، خجولين، يعتمدون اعتمادًا كاملاً على والديهم، ويلتصقون بهم، لا يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين، ويظهر ذلك بوضوح عند بداية احتكاكهم بالعالم الخارجي كالمدرسة والمتنزه والشارع.

الطفل الخجول يقول عنه الأطباء أنّه طفل لديه حالة عاطفية وانفعالية معقدة تنطوي على الشعور بالنقص‏، وهو طفل متردد في قراراته منعزل‏، وسلوكه يتسم بالجمود والخمول‏، وينمو محدود الخبرة لا يستطيع التكيف مع الآخرين.

وتُعدُّ الوراثة أحد الأسباب الرئيسية لولادة طفل خجول‏،‏ ومن الأسباب الرئيسية أيضًا:

أولاً: الأطفال الذين يعانون من حرمان لاحتياجاتهم الأساسية مثل المأكل والمشرب، مكان النوم الملائم (المسكن)، سوء التغذية، وسوء العلاج الصحي أو الطبي.

ثانياً: الحرمان العاطفي: كغياب الحنان والدفء والتعامل الرحيم مع الطفل ووضعه في أولوياتنا (عدم الرضاعة، أم تتكلم في الهاتف وتطعم ابنها بالقنينة من بعيد...)، فمن الضروري مخاطبة الطفل وإشعاره بالارتباط النفسي والمعنوي، خاصة في حالة إعطائه وجبة غذائية أو تبديل ملابسه، فالطفل لديه القدرة على تخزين هذه المضامين فيعكسها في مرحلة يكون فيها قادرًا على الحديث والتكلم.

ثالثاً: الحرمان التربوي، ونقصد هنا ضرورة تحضير الجو المناسب والمستلزمات المناسبة للطفل لتنميته فكريًّا وعقليًّا مثل الألعاب، وضرورة وجود الوالدين فترة معينة خلال اليوم مع الطفل لإكسابه معايير تربوية جديدة.

رابعاً: مخاوف الأم الزائدة في حماية أطفالها‏، فهذه المخاوف تساعد في نمو صفة الخجل في نفسية أبنائها، ‏حيث ينشأ الأبناء ولديهم خوف من كل ما يحيط بهم سواء في الشارع أو مع الأقران‏، ويتولد لديهم شعور أنّ المكان الآمن الوحيد لهم هو وجودهم بجوار الأم.

خامساً: عيوب الطفل الجسمية أو المادية، مثل قصر القامة، أو هزال الجسد، أو ضعف السمع، أو السمنة المفرطة‏، أو قلة المصروف كلها أمور تؤدي إلى إصابة الصغار بالخجل في مواجهة الآخرين‏.

سادسا: التدليل المفرط من جانب الوالدين للطفل: كعدم سماح الأم لطفلها بأن يقوم بالأعمال التي أصبح قادرًا عليها، اعتقادًا منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة للطفل، وعدم محاسبتها له حينما يفسد أثاث المنزل، وهذه المعاملة المتميزة والدلال المفرط للطفل من جانب والديه بالطبع لن يجدها خارج المنزل، سواء في الشارع أو الحي أو المدرسة، فغالبًا ما يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالخجل الشديد، خاصة إذا قوبلت رغبته بالصد وإذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ.

سابعا: أكثر فئة من الانطوائيين، الأطفال الذين يعانون حالات التنكيل الجسدي، والنفسي، والجنسي، وحالات الإهمال، هذه الفئة أكثر تعرضًا لهذه الظاهرة وخاصة الأولاد المعنفين جنسيًّا.

ويمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات من خلال اتباع التعاليم الآتية:

١- توفير جو هادئ في المنزل بعيدًا عن التوتر وعدم تعريضهم للمواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم الاطمئنان، ويتحقق ذلك بتجنب القسوة في معاملاتهم، وبتجنب المشاحنات والمشاجرات التي تتم بين الوالدين.

‏٢- يتحتم على الآباء أنّ يوفروا لأولادهم الصغار قدرًا معقولاً من الحب والعطف والحنان، وعدم نقدهم وتعريضهم للإهانة أو التحقير، وخصوصًا أمام أصدقائهم أو أقرانهم، لأنّ النقد الشديد والإهانة أو التحقير وخصوصا أمام أصدقائهم يُشعِر الطفل بأنّه غير مرغوب فيه، ويزيد من خجله وانطوائه.

‏٣- ابتعاد الأبوين عن إظهار قلقهما الزائد على أبنائهما‏، وإتاحة الفرصة أمامهم للاعتماد على أنفسهم، ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة، فكل إنسان كما يؤكد علماء النفس لديه غريزة طبيعية يولد بها تدفعه للمحافظة على نفسه وتجنب المخاطر، وبالتالي فهو يستطيع أن يحافظ على نفسه أمام الخطر الذي قد يواجهه بغريزته الطبيعية.

‏٤- تعويد الطفل على الحياة الاجتماعية سواء باستضافة الأقارب في المنزل‏، أو إشراكه في ألعاب جماعية‏، ‏أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب، أو الطلب منهم برفق أن يتحدثوا أمام غيرهم، سواء كان المتحدث إليهم كبيرًا أو صغيرًا، وهذا التعويد يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل ويكسبهم الثقة بأنفسهم.

وإليكِ عزيزتي الأم خاصة:

١- امتدحي كل إيجابياته الاجتماعية كمساعدته لأحد إخوته، أو اللعب معهم، أو حين يبدأ في الحديث مع الآخرين.

٢- حاولي أن تدرِّبيه كيف يثق بنفسه من خلال التحدث عنه أمام الآخرين بفخر وإعزاز، واتركيه يتصرف في شئونه بطريقته دون أن تُمْلي عليه ما يجب أن يفعل.

٣- لا تتدخلي لتدافعي عنه في المواقف الخلافية بينه وبين أخوته، بل دعيه يتصرف من تلقاء نفسه، حتى لو تعرَّض إلى الضرب، والحالة الوحيدة التي يمكنك التدخل فيها إذا كان هناك خطر ما يتعرَّض له أحد المتشاجرين.

٤-  شجِّعيه على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، فهذا يمنحه لياقة بدنية، فيزداد ثقة بنفسه.

٥- شجِّعيه -في بعض الأحيان على اللعب مع بعض أقاربه أو جيرانه أو زملائه بالمدرسة الأصغر سنًّا (أصغر بسنة أو سنتين فقط بحد أقصى)، حتى يتعلم القيادية لا التبعية.

٦- حاولي أن تمثلي مع أولادك لعبة الضيوف، كلٌّ له دور، ومن خلال هذه اللعبة يمكنك أن تعلِّمي ابنك كيف يحسن التصرف سواء كان ضيفًا أو مضيفًا.

٧- عليك أن تتركي للطفل الحرية في اختيار أصدقائه وطريقة لبسه حتى في حالة عدم موافقتك على هذه الطريقة.

 

2022/02/06
تعدد العشيقات أم تعدد الزوجات؟!

د. جاسم المطوع:

الدراسات الغربية أغلبها يتحدث عن قضية تعدد العشيقات أو الخليلات أو الصديقات للرجل، وكأن المسألة هي الأصل في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة، وهناك دراسات كثيرة تتحدث عن إن الرجل لا تكفيه امرأة واحدة، ودراسة أخرى تبين حب الرجل للتنوع النسائي.

[اشترك]

وتصف بعض الدراسات مزاج الرجل بأنه سريع الملل ويحب التغيير، وأبحاث أخرى تبين أن أغلب الرجال بصريين ويحبون أن يلاحقوا النساء بعيونهم، وغيرها من الدراسات والأبحاث الكثيرة والتي ليست بالضرورة أن تكون صحيحة ولكنها تتعامل مع واقع بشري، ولهذا قدم لنا الإسلام علاجا ينفع الرجال الذين يجدون في أنفسهم رغبة في تعدد العلاقات النسائية بالزواج من أخرى وتحمل كافة المسؤوليات حتى لا يتعامل مع المرأة وكأنها لعبة يتسلى بها لتحقيق شهواته ثم يرميها ويبحث عن غيرها، كما هو واقع كثير الحالات اليوم، ولهذا أحببت بهذا المقال أن أبين الفرق بين (تعدد العشيقات) و(تعدد الزوجات) وأثر ذلك على  المرأة والرجل والطفل والمجتمع 

- أولا بالنسبة للأثر على المرأة:

فتعدد الخليلات يضيع حقوقهن المالية، لأن الرجل غير ملزم بأي مسؤولية مالية تجاه الخليلة أو العشيقة، وتكون العلاقة معرضة للهجر والابتعاد والانقطاع بسهولة لأنه لا يوجد رابط قانوني أو شرعي يلزم الطرفين بالاستمرار، ومن سلبيات تعدد الخليلات وجود خوف من المجهول عند الطرفين، سواء كان الخوف من انتشار الأمراض الجنسية أو قد يكون الخوف من الفضيحة المجتمعية أو الخوف من مخاطرة الحمل والولادة بسبب علاقة عابرة، ولعل أكثر ما يؤذي مشاعر المرأة أنها تشعر بأنها غير محترمة وغير مقدرة وكأنها سلعة يجربها من يأخذها ثم يتركها وقت ما يشاء.

أما تعدد الزوجات ففيه إيجابيات كثيرة منها أن الحقوق المالية محفوظة للمرأة، وأنها تعيش في كنف زوج يقدرها ويحترمها وهي مطمئنة ومستقرة، وتنعم بالسكن والاستقرار ولديها ضمان بأن العلاقة الخاصة بينهما نظيفة ونقية وطاهرة، كما أنه من حقها أن تحمل وتلد وتسعد بأنجاب الأطفال، وتشعر باحترام المجتمع لها.

- أما بالنسبة للأثر على الرجل:

فتعدد الخليلات لا يشعره بالمسؤولية تجاه المرأة، ويكون حرا في تبديل من يريد من النساء في أي لحظة، وقد يتعرض للأمراض الجنسية، ولا يكون لديه ثقة بإخلاص النساء لكثرة ما يشاهد من علاقات، ويكره الإنجاب والأولاد منهن، وتضيع أمواله بسبب شهواته عليهن، وتكون نفسيته بعد حين غير مستقرة ولا يشعر بالهدوء والسكينة ويعيش بشؤم المعصية ومحق البركة في ماله وصحته وحياته بسبب ارتكابه لمخالفة أوامر الله تعالى.

أما تعدد الزوجات فيشعر الرجل برجولته، وأنه قادر علي تحمل المسؤولية، كما أنه مقيد بالواجبات والالتزامات تجاه الزوجة، ويكون واثق بإخلاص المرأة ووفائها له، ويسعد بالإنجاب منها، وتنمو أمواله ببركة الرزق والحلال، وهو مقيد بالعدل بين الزوجات ولديه شعور بالراحة لأن ربه راض عنه.

 -  أما بالنسبة للأثر على الطفل:

فتعدد الخليلات ينتج عنه أطفال لا آباء لهم ويتربون بدور الإيواء، وأطفال آخرين غير مستقرين عاطفيا واجتماعيا، وبعضهم لديه أمراض نفسية، ويكونوا مكروهين من والديهم لأنهم ولدوا من غير تخطيط ولا مسؤولية ولا علاقة سوية، ففي الغالب لا مستقبل لهم كما أن مشاكلهم كثيرة.

أما تعدد الزوجات فينتج عنه أطفال معروفين الهوية، وهم أصحاء ويتربون ببيئة مستقرة، ويكونوا مدللين ومحبوبين ومقبولين حتى من جدهم وجدتهم فيعيشون في مناخ عائلي صحي، وحقوقهم المالية معروفة وتعليمهم مميز ومستقبلهم واضح

- أما بالنسبة للأثر على المجتمع:

فتعدد الخليلات يساهم في نشر الأمراض الجنسية، ويزداد فيه أطفال مجهولي الوالدين، وتدمر فيه العائلة وينتشر فيه الزنى والشذوذ، وتزداد فيه الجريمة فيكون مجتمع مفكك، بينما نظام تعدد الزوجات يجعل المجتمع ينتشر فيه العفة والعفاف وتكبر فيه العائلة، ويخلو من الأمراض الناتجة من العلاقات الغير شرعية، ويسود فيه الأمان، ويخلو من أولاد الزنى فيكون مجتمع متماسك كأنه بنيان مرصوص، ويعلو فيه صوت الإيمان.

 فهذا هو الفرق بين (تعدد العشيقات) و(تعدد الزوجات).

 

2022/01/31
يسألون عن ’الله’ و ’الجنة والنار’.. تعاملوا بحذر مع أسئلة أطفالكم!

أسئلة الأولاد المحرجة

الدكتورة لمى بنداق:

في بداية بلوغ الطفل عامه الثالث يصبح لديه القدرة على التساؤل بشكل أكبر لمحاولة معرفة ما يحيط به، ومعرفة العالم من حوله، وتزيد رغبتُه في الاستطلاع والاكتشاف من جهة، ونجد القلق والخوف من الأشياء من جهة أخرى، وبما أنَّ مخزونه اللُّغوي أصبح أكبر، فعندها يصبح قادرًا على استعمال اللغة في الأسئلة، وذلك دليل على تطوره اللغوي والاجتماعي.

[اشترك]

وبالطبع يجب الإجابة، ولكن بطريقة مبسطة غير معقدة، كي يستطيع الولد بدء بناء المعرفة في الطريق الصحيح لأنَّ كلَّ معلومة خاطئة ستجعل إدراكه وفهمه للأمور بصورة أكبر تصبح مشوهة، وأكثر الطرق نجاحًا في توصيل أيِّة معلومة أو فكرة للولد تكون من خلال القصص.

ويجب أن يحرص الوالدان على إجابته لكيلا يبقى في حيرة وشكٍّ، فالمماطلة في الإجابة تثير لدى الطفل أسئلةً أخرى، وربما يبحث عن الإجابة من مصادر خارجيَّة، قد لا تُقدِّم له الإجابة الصحيحة الشافية، بل تقَدِّم له الإجابة المشوشة الخاطئة، فيزداد حيرة وشكًّا. وبالنسبة للولد منذ بداية إدراكه تكون ثقته كاملة بأمه وأبيه، ويراهما همزة الوصل الوحيدة مع العالم، ولهذا يجب أن لا يقولا له أنهما لا يعرفان، فبذلك تهتزُّ هذه الثقة، وهذا يساعد على تنمية ثقته بنفسه وبوالديه عندما يجيبون على أسئلته، وهو تمرين على الإنصات، مما يساعد على تطوره الاجتماعي والتواصلي، ومن ناحية أخرى لعدم قدرته على تفسير ما حوله، وللاستحواذ على انتباه والدَيه. وعادة تكون أسئلة الولد الأول أكثرَ من الثاني والثالث، وذلك لإمكانية الولد الثاني الحصول على الإجابة من أخيه الأكبر.

إنَّ الردَّ على تساؤلات الأولاد يجب أن يتَّصف بالصِّحة والدِّقة والوضوح والإقناع، فلا نقدم للولد إجابة خاطئة أو غامضة أو غير مقنعة، وهذا لا يعني أن نطيل في الإجابة حتى تتحقق الصفات السابقة، بل نقدمها بشكل مناسب بين الإيجاز والإطالة، وملائم لعمر الولد، فالإجابة على أسئلة ابن الثالثة يجب أن تكون أقصرَ وأَبسطَ من الإجابة عن أسئلة ابن السادسة، وبالنسبة للأمور الدينية يجب الرجوع إلى القرآن الكريم وأحاديث الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) بصورة مبسَّطة لإعطاء جواب حول الخالق، والأنبياء، والجنة والنار ونحو ذلك، وبالطبع أيضًا يمكننا الاستعانة بالقصص كما استعن بها في الأمور الحياتية.

ونجد أنه من الطبيعي أنْ يسأل الولد، فالمشكلة إذا لم يسأل، فعندها يجب أن نتساءل ونبدأ البحث حول ما إذا كان تطور الولد الجسدي والنفسي والعلائقي وما شابه ينوبُه ضعفٌ أو خلل ما، وبالطبع يجب الإجابة ولكن بطريقة مبسطة غير معقدة، كي يستطيع الولد بدء بناء المعرفة في الطريق الصحيح لأنَّ كلَّ معلومة خاطئة ستجعل إدراكه وفهمه للأمور بصورة أكبر تصبح مشوهة، وأكثر الطرق نجاحًا في توصيل أيِّة معلومة أو فكرة للولد تكون من خلال القصص.

 

 

2022/01/29
طفلي لا يأكل.. أزمة وقلق!

عزيزة ياسين:

قد يعاني الأهل الكثير مع أولادهم حتى يتناولون وجباتهم وينهوا أطباقهم، سنذكر لكم الخطوات التي تساعدكم في التخفيف من الأزمة والقلق بسبب ذلك.

[اشترك]

1. إن لم يكن ابنك جائعاً لا تضغط عليه لتناول وجبته، كما لا تجبره على تناول نوع معين من الطعام أو على إنهاء طبقه، الضغط على تناول الطعام قد يجعل ابنك يربط ما بين وقت تناول الطعام والقلق، لذا قدم لطفلك كميات بسيطة لتجنب إشباعه ولتترك له فرصة طلب الطعام بعد مضي وقت.

2. حاول تقديم الطعام بأوقات منتظمة كل يوم، وقدم الماء ما بين الوجبات الرئيسة والخفيفة، الإكثار من العصائر، الحليب والوجبات الخفيفة قد تخفف من شهية الطفل لتناول الوجبة الرئيسة.

3. قد يضع الطفل بعض الطعام في فمه لتذوقه قبل أن يقرر أن يتناوله، كما يتعين عليك تكرار عرض الطعام الجديد على طفلك كي يستعيد تناوله، فكن صبوراً مع الأطعمة الجديدة.

4. قم بتقطيع الخضار والفاكهة بأشكال جذابة ليرغب طفلك بتناولها، كما يمكنك إضافتها إلى بعض الأطباق كي تكون مغذية أكثر، فاجعل الوجبة ممتعة.

5. اصطحب ابنك معك إلى المتجر لشراء الخضار والفاكهة والأطعمة الصحية، لا تقم بشراء أي طعام لا يرغب ابنك بتناوله.

6. كن قدوة في تناول الأطعمة الصحية كي يقلدك أولادك في تناولها.

7. في حال لم يتناول طفلك وجبته لا تقم بإعداد أطباق بديلة كي لا يعتاد أن يكون مزاجياً ومتطلباً في اختياره للوجبات، تابع في تقديم الخيارات الصحية حتى يعتادها ويفضلها.

8. إذا كنت قلقاً إن كان غذاء طفلك يؤثر على نموه استشر الطبيب لمراقبته. 

9. حاول تقييم كمية الطعام التي يتناولها طفلك بمراقبة الكمية لمدة 3 أيام تقريباً بدلاً من يوم واحد فقط، فإطالة مدة المراقبة تساعد في التخفيف من قلقك.

10. تذكر أن عادات طفلك في تناول الطعام لن تحدث بشكل مفاجئ بل عبر خطوات بسيطة ومتتابعة.

11. لا تقدم السكاكر والحلويات كمكافأة، لأن هذا سيعطي الطفل انطباعاً بأنّها هي الخيار الأفضل.

12. انتبه إلى الإعلانات لأنها قد تشجع طفلك على تناول الأطعمة قليلة الفائدة الغذائية.

2022/01/26
ترد الكلمة بـ ’عشرة’: لماذا تتمرد البنت في البيت؟!

نريمان سنتينا:

هل سبق وأن سمعتم ابنتكم حين يسألها أخوها عن أمر ما تجيبه: "لا دخل لك"!

هل سبق وقلتم لولدكم الذكر حين يحاول أن يتدخل في أمر ما من شؤون أخته أو يستفسر عن أمر ما: "لا دخل لك!!"

هل سبق لك أيتها اﻷم أن منعت ابنتك من أمر لا يليق بها كفتاة فقالت لك: "وكيف أخي!"

[اشترك]

هل سبق لابنتك أن راحت تتعامل مع شقيقها بندية! فترد له الجواب بعشرة أجوبة! وتستفزه حتى يهم بضربها أحيانا!

هل سمعتم ابنتكم تجيبكم أو تجيب أخاها حين تتم مراجعتها على خطأ فعلته: أنا حرة!

هل تجدون أن ابنتكم لا تجد ضيرا من القيام بأعمال يقوم بها الذكور وتتصرف مثلهم وتلعب بألعابهم وأحيانا تضرب أخاها أو أقرانها من الذكور أثناء اللعب!

هل تعانون من تمرد بناتكم عليكم!

إن كل ما تقدم من مظاهر سلوكية هو مؤشر غير صحي وغير سليم لما ستكون عليه فتياتنا في المستقبل!

ولكن لماذا أصبحت فتياتنا هكذا؟ هل هذا بسبب تربيتنا الخاطئة لهن؟؟ أم هذا عائد لما تشاهده بناتنا على شاشات التلفزة منذ نعومة أظفارهن؟

وهل هناك مسلسلات كرتونية تعزز التمرد والندية عند اﻷنثى وتعبث بفطرتها التي فطرها الله عليها؟!

 ثانوية supergirls تحت المجهر!

ثانوية supergirls هو مسلسل كرتوني تم إطلاقه في الربع الثالث من عام 2015، وقامت بإنشائه شركة DC Comics وهي إحدى الشركات التابعة لشركة Time Warner وشركة Mattle وهي شركة أمريكية تم تأسيسها عام 1934، وهي تعد من أقدم وأنجح شركات القصص المصورة اﻷمريكية وتضم العديد من اﻷبطال الخارقين بما في ذلك سوبرمان وباتمان والمرأة المعجزة.

في هذا المسلسل تظهر مجموعة من الفتيات الخارقات وهن المرأة المعجزة وبات جيرل وسوبر جيرل وغيرهن، حيث يقمن بأعمال يقوم بها الذكور وخارقة لحل اﻷزمات والمشاكل التي يقعن فيها في الثانوية، فعلى سبيل المثال في إحدى الحلقات حصل تفجير في مبنى الثانوية فقامت المشرفة على المدرسة بتوزيع مهام إصلاح الخلل الحاصل على الفتيات الخارقات، فطلبت من الفتيات البحث عن الضرر الحاصل في البنى التحتية والمنظومة الكهربائية، وهذه أعمال يقوم بها الذكور وليست من اختصاص الإناث.

صحيح أن المرأة قادرة على تحدي كل الظروف الصعبة التي قد تمر بها في حياتها، ولكن حين نجعل تحدي المرأة لظروفها الصعبة هو أن تقوم بوظائف يقوم بها الرجال وأن نوهمها أنها تستطيع الاستغناء عن الرجل في حياتها وأنها ند له في كل شيء، وأن نجعل الاستثناءات التي تحصل في الحياة قاعدة عامة تسير عليها البشرية، فإن ذلك هو عين العبث بالفطرة الإنسانية والحياة.

إن المسلسل الكرتوني ثانوية supergirls هو نموذج متقدم لما وصل إليه الغزو الفكري والسلوكي لمجتمعاتنا، إن مثل هذا المسلسل يزرع في كل فتاة أنها مساوية للرجل في كل شيء وأن باستطاعتها الاستغناء عن الرجل وأنها تتمتع بالقوة الجسدية مثله، فتنشأ الفتاة منذ الصغر وهي تتوهم أنها مساوية للرجل في جميع خصائصه النفسية والجسدية والعقلية وأنها تضاهيه في كل شيء، فتصبح صاحبة نزعة ندية له سواء أكان أخاها أم زوجها أم الرجل عامة أيا كانت صفته بالنسبة لها.

ومع الدعوات المتكررة إلى تحرير المرأة وتحررها من الرجل والتي سوف تشاهدها على الشاشات عندما تكبر، ومع وجود رجال يتصفون بالذكورية لا الرجولة، فإنها ستنشأ فتاة تصارع الرجل وتتعامل معه بندية ﻷن تفكيرها قد امتلأ بكل الدعوات التي تسربت إلى عقلها خلسة لتتمرد على الرجل والحياة.

رسوم متحركة ودعوات شاذة وأضف عليها تربية خاطئة، كلها قد أوصلت مجتمعاتنا لما هي عليه من الصراع بين الرجل والمرأة ومن حالات طلاق وتفكك أسري بات السائد في مجتمعاتنا.

فهل إلى سبيل لتغيير واقعنا المرير؟؟ وإصلاح ما فسد من تشوه للفطرة التي فطر الله عليها الذكر والانثى؟

 اجعلوا الحياة مشاركة لتزهر جنان القيم!

جاءت ابنتك إليك أيتها اﻷم وقالت لك:" هل تسمحين لي يا والدتي بالخروج لزيارة صديقتي؟" فقلت لها: "نعم"، فارتدت ملابسها وأرادت الخروج، فسألها شقيقها: "إلى أين أنت ذاهبة؟"  فأجابته:" لا دخل لك!!"، فهل تتركين أيتها اﻷم مثل هذه الإجابة تمر دون توجيه؟

والإجابة: دعي ابنتك تذهب، ولكن بعد عودتها عليك أن تجلسي معها جلسة ود وتفهمينها الكثير من الامور، أفهميها أن شقيقها له دور في حياتها وهو حمايتها ورعايتها كما والدها وأن عليها أن تشاركه أحزانها وأفراحها وأخبارها وأنه كان عليها أن تجيبه حين سألها أين تذهب بأنها ذاهبة إلى صديقتها لا أن تخرجه من حياتها بإجابتها:" لا دخل لك"، وأن تطلبي منها الاعتذار من شقيقها على إجابتها هذه.

أما شقيقها فعليك أيتها اﻷم تطييب خاطره ريثما تعود شقيقته وأن تفهميه أن دوره ليس التحكم بأخته بل عليه أن يشعرها أنه يسألها من باب الخوف عليها ومشاركتها شؤون الحياة، وأنه عليه دائما أن يتعهد أخته بالنصيحة وأن يناقشها الكثير من الامور وأن يستمع لها ويحترم رأيها وأن يعطيها مساحة من الحرية لاتخاذ قرارات متعلقة بشؤون حياتها وأن لا يفرض عليها رأيا أو يتحكم فيها كما يشاء، وأن تطلب منه أن يجلس مع شقيقته ويناقشها في تصرفها ويعبر لها عن مشاعر حبه لها وخوفه عليها.

إن الحياة داخل الاسرة قائمة على المشاركة في كل شيء، المشاركة في الاحزان والافراح، فإن كان أحد أفرادها حزينا يشاركه الجميع حزنه وإن كان فرحا كذلك، خاصة بين الاخ وأخته والاخت وأخيها، على الابن أن يبث شجونه لأخته وكذلك الاخت وأن يتناصحان ويتشاركان الحلول لكل المشاكل التي تعصف بهما، فيتعلم الولد أن الفتاة لها عقل قد يفوق عقله أحيانا في حل اﻷزمات، وتتعلم الفتاة أن في عقل أخيها ما لا يمكنها إدراكه أحيانا.

إن مثل كلمة: لا دخل لك!!! التي قد تقولها الفتاة في سن المراهقة قد تبدأ بقولها لأخيها منذ الطفولة المبكرة، لذلك على اﻷم أن تلاحظ ذلك وأن تبدأ بمعالجته بما يتناسب مع عمر الفتاة وعمر أخيها.

إن أسوأ ما يصيب مجتمعاتنا هو الفردية والانانية التي تنخر جسد الاسرة وبعدها المجتمع، مما جعل مجتمعاتنا مجتمعات تتصف بصفات مجتمعات آخر الزمان، حيث لا محبة ولا قيم ولا وحدة، وحيث الظلم السائد والفساد الذي عم حتى طم!

إن طريق العودة إلى الحياة القويمة يبدأ من البيت، حيث لا تترك اﻷم وحدها تقوم بأعباء المنزل ويتخلى الرجل عن القيام بالأعمال التي تتطلب رجلا، وإن طريق العودة يبدأ حين لا يتحكم الاب بابنته ويفرض عليها طاعة أخيها.

إن طريق الصلاح لحالنا هو المشاركة بين أفراد الاسرة وأن يقوم كل من الرجل والمرأة بدوره المنوط به والذي يتكامل مع الآخر ولا يلغيه، وكلمتي لكم في الختام هي:

إن التربية تحتاج إلى تفكر وهدوء لنعرف كيف نضع أبناءنا على الطريق الصحيح، فتعاهدوا التفكر في سلوكيات أبنائكم والحلول لتقويمها، فقد تصلون إلى أساليب وطرق في التربية تفوق كل ما يقدمه لكم أذكى المربين.

2022/01/24
حافظ على ولدك ’المراهق’.. سلوكيات خطيرة!

لدى المراهقين عموماً سلوكيات محفوفة بالمخاطر هدفها إثبات هويّتهم ولكن، ما الذي يجب أن تطّلعوا عليه كأهل فيما يتعلّق بهذا الموضوع؟

[اشترك]

بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات، مجرد التفكير بأن ولدهم المراهق قد يقوم بسلوكيات يمكن أن تشكّل خطراً عليه، هو مصدر قلق. لذا من الضروري معرفة أنواع المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى هذه السلوكيات، لكي يتمكّن الأهل من ملاحظتها.

من المهم أن نفهم لماذا يمكن للمراهقين أن يظهروا سلوكياتٍ محفوفة بالمخاطر، هذا لأنّهم يعشقون التجارب الجديدة، مع أن ذلك يشكّل مصدر توتّرٍ حقيقي بالنسبة للأهل. يحتاج المراهقون إلى أن يستكشفوا حدودهم الخاصة وكذلك الحدود التي يفرضها أيّ نوعٍ من أنواع السلطة في حياتهم.

إنهم بحاجة لاستكشاف أنفسهم من حيث الهوية، الشخصية والأطباع. وكأنّ ذلك لا يكفي، فإن دماغهم ما يزال غير مكتمل النضوج، مما قد يجعلهم اندفاعيين في مستوى قراراتهم، ولا يفكرون كثيراً في تداعياتها.

في الواقع، قد يتّخذ المراهقون قراراتٍ تنطوي على سلوكيات محفوفة بالمخاطر، وهذا فقط لكي يشعروا بالانتماء إلى مجموعة أقرانهم. سنكلّمكم من الآن عن بعض السلوكيات المعتادة التي قد تشكل خطراً.

سلوكيات المراهقين الخطيرة

إذا كنتم أباً أو أمّاً لولد مراهق، فمن المهم أن تتعرفوا على السلوكيات المعتادة التي قد تشكل خطراً لديهم. هكذا، تستطيعون أن تؤسسوا مع طفلكم تواصلاً جيداً ليصبح بإمكانكم منعها لاحقاً. أكثرها شيوعاً هي التالية:

العلاقات الجنسية.

الرسائل الجنسية.

السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على وسائل التواصل الإجتماعي.

التدخين.

شرب الكحول.

تعاطي المخدرات.

القيادة المتهورة (دراجات نارية).

نشاطات غير مشروعة.

التخريب.

العراك.

التغيّب عن المدرسة.

هل يوجد مخاطرة آمنة؟

إنّ انخراط المراهقين في بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر ليتعلموا أكثر عن ذاتهم ويختبروا مهاراتهم، هو أمرٌ جيد. لا تعتبر المبالغة في حمايتهم هي الخيار المناسب. إذا كان طفلكم يحب المشاعر القوية، فمن المهم أن يوجّه هذه الطاقة نحو نشاطاتٍ آمنة وبناءة.

يمكن لبعض هذه النشاطات الآمنة أن يكون الفنون القتالية، التسلق، ركوب الدراجات على الجبل… من الممكن أيضاً أن يحب بعض المراهقين الأدرينالين الذي يشعرون به في معرضٍ أو مسرحية ما.

يتعلق الموضوع هنا بمنحهم الاستقلالية وحرية اتخاذ القرارات ليتمكنوا من استكشاف ذاتهم دون الشعور بالحاجة للتمرد أو للانخراط في سلوكياتٍ خطيرة خلال حياتهم اليومية.

كيف تحافظون على أمن ولدكم المراهق؟

رغم معرفتنا أنّ المراهقين يحاولون دائماً اختبار الحدود، ولكنّ ذلك لا يجعل فكرة التعايش مع سلوكياتهم الخطيرة أكثر سهولة. إليكم إذاً بعض الأفكار التي تساعد أولادكم على التفكير بالعواقب والبقاء في أمان.

تكلموا عن سلوكياتهم وعواقبها

يمكن أن يساعد التكلم عن سلوكياتهم وعواقبها ولدكم على تحديد درجة خطورة كل موقف. ولكن خذوا حذركم كي لا يتحول الأمر إلى إلقاء موعظة: قد يدفع ذلك ولدكم المراهق إلى التمرد.

قوموا بتطوير القواعد المتفق عليها

إذا بذلتم مجهوداً لشرح القواعد، والعواقب التي ستنتج عن عدم احترامها، فعلى الأرجح أنهم سوف يتبعونها. لكن يجب أن تكونوا مرنين وتتكيفوا مع المعايير خلال مرحلة نموّ طفلكم وإثباته جهوزيته لأخذ عددٍ أكبر من المسؤوليات على عاتقه.

تكلموا عن المعايير لتجنب السلوكيات الخطيرة

معرفة ما هو مهم بالنسبة للعائلة ستساعد ولدكم على تطوير حس بالمسؤولية والقيم الشخصية. يمكنكم التأكيد على القيم العائلية كمثالٍ يُحتذى به فيما يتعلق بشرب الكحول، بالسلوك وبالاحترام الذي تتعاملون به مع الأشخاص.

راقبوا ولدكم

يمكن أن تساعدكم معرفة مع من ولدكم وأين يتواجد، على حمايته. على سبيل المثال، عندما تتفاوضون معه على قاعدةٍ ما، يمكنكم أن تطلبوا منه إعطاءكم العنوان الذي سيذهب إليه وأن يتصل بكم إذا تغيرت مخططاته.

حافظوا على التواصل مع ولدكم

إذا بقيتم على تواصلٍ مع ولدكم وبنيتم علاقة وطيدة معه في مرحلة المراهقة، فلا بدّ ان معاناته في إدارة المواقف ستكون أقل، كمناقشة موضوع تعاطي المخدرات أو الانخراط في علاقاتٍ جنسية.

ولكن في الوقت نفسه، يعنبر الكلام غير كافٍ لتحافظوا على تواصلٍ جيدٍ مع ولدكم. يجب أن تتواصلوا أيضاً على المستوى العاطفي، وأن تمضوا وقتاً نوعيّاً معه. سيراكم حينها كمثالٍ جيد، ولن يبحث عن أشخاصٍ آخرين خارج المنزل.

من المؤكد، وبفضل كل هذه النصائح، أنه سيصبح من الأسهل عليكم حماية أطفالكم وإبعادهم عن السلوكيات الخطيرة. لن يحتاجوا إلى الانخراط فيها لبناء هويتهم، وسيكون لديهم ثقة أكبر بأنفسهم.

التربية الذكية

2022/01/24
لماذا يحب أطفالنا ’القصص’؟

الأم.. وسرد القصص والحكايات

كتب د. علي القائمي:

ستجذب الأم الطفل إليها بسرد القصص الجميلة والحكايات الشيقة، تملك القصص والحكايات الجذابة حواسه وتسيطر على فكره بشكل ينسى معه لعبه ولهوه ليصغي إليها.

[اشترك]

وسيتحول كله إلى أذن صاغية ويستمع بشوق ولهفة عندما تقص الأم حكایاتها عليه ويغفل عن كل شيء حوله، وستخلق عنده روح متسامية عظيمة عندما تحشو حكایاتها وقصصها بالملاحظات والالتفاتات التي تقوي البنية الأخلاقية والإيمانية لديه .

تأثير القصة :

تتلاعب القصص بروح ونفس الإنسان وتأخذ محلها في قلبه ومشاعره ويبقى تأثيرها فاعلا إلى الأبد، تسيطر على العواطف والأحاسيس وتجعل الطفل يعيش وكأنه أحد أبطالها.

تكسب القصة هذا التأثير السحري لأن في الطفل روح التقليد والمحاكاة وحب البطولة فتسلب الشخصيات المثيرة في القصة منه الإرادة وتشده نحوها وسيسعى إلى محاكاتها ويتفاعل من جانب آخر ضمير الإنسان مع أحداث القصة وتسلسلها إلى درجة تتحول القصة لديه إلى واقع معاش وتترسخ في ذهنه .

والسبب الثالث في تأثير القصة هو أنها تعكس وبصورة غير مباشرة رغبات وميول الطفل وتهذبه وتقنعه بالاستماع إليها وسيجد الأسباب الباعثة على ترك أو الاستمرار في ميوله ورغباته .

فوائد القصة :

يمكن عن طريق القصة أن نربي روح ونفس الطفل ونمحو المتناقضات الموجودة في ذهنه، وترسيخ المفاهيم الإنسانية عن طريقها في عقله مثل العدالة، عشق الحقيقة، الإيمان، العقيدة، الاستقامة، حب الجمال، فضح الأعمال الشريرة، سقوط الإنسان وانحطاطه، تعاليه وتقدمه... الخ، ونزرع الفضائل الأخلاقية بواسطتها فيه ونخلق فيه الإحساس المرهف بالأمور أو اللامبالاة اتجاهها. وتبين القصص للإنسان نقاط ضعفه وقوته ونهيء الأرضية للتمرن عليها، تكسبه التجارب، تجبر ضعفه وتقوي فيه الجوانب التي نتوخاها .

أضرار القصة :

تأخذ القصة أحياناً دوراً هداماً بدلا من أن تكون للبناء، فلو ملأنا مثلا ذهن الطفل بالخرافات التي لا أول لها ولا آخر وبدلا من القضايا النافعة والمفيدة نلقي في عقله التفاهات ونصبغه بالفراغ فسنعلم بديهيا أي ضرر وسوء قد ألحقناه به، فعقل الطفل كنز ثمين فلا تودعوا فيه إلا ما غلا وعلت قيمته.

تؤثر القصص الخيالية إيجابياً في بناء الطفل ولكنها إذا تجاوزت الحدود المنطقية فستبعده عن الواقعية وسيتصور شخصياتها واقعياً ويسعى لتمثيلها ويبحث عنها في الواقع وسينتهي عندها سعيه إلى الفراغ. انتخاب القصة :

نظرا لأهمية القصة ودورها في حياة الطفل يجب على الأم أن تنتقي أفضلها وتقدمها إليه.

ولكن أية قصة ننتخب؟! يرتبط هذا بنوع الأهداف التي تبغيها الأم من القصة.

لا شك أن قصص الجن، الغيلان، إنسان الغابة، والسحالي الرهيبة يجب أن ترمي في سلة النفايات، ليس هدفنا أن لا وجود للجن والملائكة بل نقول أنه يجب عدم انتقاء مثل هذه القصص للطفل لأنها لا تناسبه وتلقي الرعب في روعه وتقطع شهيته عن الطعام وتخلق عنده کابوساً يزامنه الأرق الدائم.

يجب أن ترسم القصص للطفل لوحات عن صراع الحق والباطل التي ينتصر الحق فيها غالبا أو على الأقل التي تزرع فيه روح الأمل والنشاط .

يجب على القصص أن تعرف الطفل المكانة العالية والمقام السامي للإنسان وتبين له الأدب الإنساني التربوي وتعرض له الحقائق الخالدة والتي يعبر عنها بالسنن الإلهية وتلزمه اتباعها.

يجب على القصص أن تقوي روح الإبداع عند الطفل، وتقتل في نفسه الأنانية وروح العداء والكراهية، تعلمه دروس الأخلاق وتهديه طريق الإنسانية .

ويجب على القصة أن لا تخلق عنده البلاهة والسذاجة ولا تعطيه صورة مشوهة عن الحياة والمجتمع الذي يعيش فيه.

فسرد القصص عن الشجاعة والإقدام أفضل للأطفال الجبناء وسرد القصص التي تهذب الطفل وتعلمه السلوك الصحيح للأطفال المنحرفين سلوكياً، وعلى أية حال يجب أن تناسب القصة المقام وتتوجه إلى الجوانب المتوخاة منها.

قص القصص والحكايات الحزينة لصغار الأطفال تصيبهم بالكآبة والملل وتخلق عندهم قساوة في القلب. يجب على القصة أن تقوي الثقة بالنفس في الطفل وتمنحه الطمأنينة والهدوء النفسي وتبعده عن اليأس وتحذره منه ولا تخدره وتسرق عقله وذهنه بل تحيي عنده النشاط والحيوية وتكتسب طابعة إرشادية واعظة ووازعة.

يجب أن تقدم القصة الأهداف الإنسانية والدينية ولا تخدم الشيطان ووسوسته .

ويجب أن تعلم الإنسان الحياة الشريفة والنزيهة لا الملوثة والفاسدة والموبوءة. وبالتالي إذا تناولت القصة الجوانب الملموسة ترسم على الأقل صورة واقعية يمكن مشاهدتها على الواقع حيث تؤثر أفضل وأكثر في روح الطفل ونفسه .

نتائج القصة :

يجب أن تحتوي القصة على نتائج يتلخص فيها الهدف والغاية التربوية منها، مثلا تبين القصة أن الخيانة بذيئة ولها عواقب وخيمة وأن هناك جزاء للأعمال يحيط بالشخص ولا مفر منه، وتشرح القصة صراع الحق والباطل وانتصار الحق ولو انهزم لفترة ظاهرية، وأن الباطل زهوق حتى لو تغلب في الظاهر وبالتالي فإن نتيجة القصة يجب أن تصاغ بصورة تقرب إلى ذهن الطفل الحقائق والواقعيات بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

القصص المؤثرة:

تؤثر القصص القصيرة والمتنوعة في مضامينها والقابلة للمس والتحسس في ذهن الطفل أكثر من غيرها والتي تبين الأهداف بوضوح وجلاء لا التباس فيه. تستطيع الأم أن تؤلف مثل هذه القصص وتحكيها، فليس من الضروري أن تكون جاهزة دائما، ويشكل وقت النوم أفضل الأوقات لسرد القصة حينما يكون الطفل مستلقياً في فراشه فسوف تؤثر فيه أكثر وتعتبر نوعا من الدغدغة والمناغاة لتنويمه

مقتطف من كتاب دور الأم في التربية

2022/01/19
ما علاقة الأمّهات بـ ’صلة الأرحام’ والعلاقات مع الأقارب؟

الأم جوهرة العلاقات العائلية

حيدر الجلالي:

الحياة الأسرية تعتمد على أمورٍ لابد مِن رعايتها لكي يستمر بقاءها ولا ينهار كيانها، منها العلاقات الأسرية التي تعتبر الأم المحور الرئيسي فيها، لأنها هي التي تتكفل بتربية الأطفال في البيت وأنّ الطفل يمضي أكثر مدة حياته في طفولته حتى بلوغه وتمكنه مِن الخروج مِن البيت لوحده، ويترعرع تحت أفكارها ومعتقداتها وحبّها ولهذا يقول الرسول (ص): "اَلمَرأَةُ الصّالِحَةُ أَحَدُ الكاسِبَينِ".

[اشترك]

الأمّ التي تهتم باستحكام العلاقات الأسرية مع أهلها وأهل زوجها، في الواقع تبادر بنقل هذا الحس إلى أولادها فيفهمون بأنّ هذه العلاقات لابد منها، كذلك الإسلام بمحورية الأم، يهتم بهذا المطلب كثيراً حيث جعل باباً خاصاً للمسألة باسم "صلة الأرحام".

وقد جعل الإسلام لصلة الأرحام موازيناً يمكن من خلال رعايتها أن تتحول الأسرة إلى أسرةٍ مثاليةٍ منها: قول الإمام الصادق (ع) حيث قال: "صِلَهُ الأرحام تُحسِّنُ الخُلقَ وتُسَمِّحُ الكف وتُطَیِّبُ النَّفسَ وتَزیدُ في الرّزقِ وتُنسئُ في الأجلِ"، وعليه فصلة الأرحام تدفع البلاء وتطيل بالعمر وتكثر المال كما أن الأرحام يكونون أشداء عن الشخص في مواجهة الأعداء حيث يمكن له الاعتماد عليهم في أموره الدنيوية ومشاكله التي تصعب حلّها.

أمّا مِن جهة أخرى قطع صلة الرحم الذي يمكن القول بأنّ المحور فيها الأمّ لما قلنا مِن محوريتها في العائلة وكيانها تؤدي إلى عدم علم الشخص عن أحوال الأقرباء حيث لو كان أحدهم يحتاج إلى مساعدة لا يمكن له الاعتماد على أقربائه، كذلك لا يملك الشخص الوعي الكافي للتعامل مع الآخرين في المجتمع وكذلك لا تُراعى احترام الكبار أو الآباء، لأنّ الطفل لم يكن قد تلقى هذه التعاليم مِن قبل الأم.

لكن يمكن تحسين، وانتعاش، وتعديل هذه العلاقات برعاية بعض الأمور منها:

- الاهتمام بأقوال المعصومين في هذه المسألة.

- الاهتمام بالعلاقات والقيم العائلية.

- زيارة الأقرباء مِن دون تكلّف ومصاريف إضافية.

- زيارة الأقرباء بتنسيق مُسبقٍ معهم.

- البقاء بعيداً عن الغطرسة والغرور.

إذاً أحد عناصر أسلوب الحياة الإسلامية هي صلة الأرحام التي تلعب دورا مؤثرا في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية، وهذا كثيراً ما فُقِد في الحياة البشري الحالي، وذلك لإضعاف دور الأم في العائلة أولاً وفي المجتمع ثانياً.

وعن دور الأم في المجتمع يقول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم روض أن تعهده الحيا * بالري أورق أيما إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الألى * شغلت مآثرهم مدى الآفاق.

2022/01/16
لماذا لا يغار بعض الرجال على زوجاتهم؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

يشعر الجميع بالغيرة في مرحلة ما من حياتهم، وتعد عاطفة طبيعية، وتعد الغيرة في العلاقات الزوجية من الأمور الجيدة التي تحفز الأزواج على تقدير بعضهم البعض، وتساهم الغيرة في بقاء العلاقة جيدة بين الزوجين، لكن عندما تصبح حادة أو غير عقلانية قد تؤدي إلى سلوكيات خطيرة، مثل الملاحقة والعنف والإساءة البدنية، ويمكن أن تلحق ضررًا بالغًا للعلاقة، ويمكن أن تدمر الزواج في النهاية.

[اشترك]

أثبتت الدراسات أن النساء يحرصن خاصةً على جعل شركائهن يشعرن بالغيرة، إذ أن الزوجة تستمتع بالاهتمام الذي تحصل عليه عندما يغازلها زوجها، وتحب الزوجة أن تلاقي من زوجها الاهتمام الخاص الذي يميزها به عن باقي النساء، فتحب أن تسمع كلام الغزل من حين لآخر، كما أن الغياب التام للغيرة يشير إلى عدم وجود عاطفة حقيقية في العلاقة، ولكن هل الرجال حقًا لا يغارون.

أسباب عدم غيرة الرجل على زوجته

توجد أسباب عديدة وراء عدم غيرة الرجل على زوجته، ومنها:

- الثقة الزائدة بالزوجة: إذ أن بعض الرجال يعتقدون أن الغيرة نوع من الشك وأنه لا يوجد سبب للغيرة، ويدرك الرجال بأن الغيرة تسبب المشاكل، إذ أنه كما يشعر هو بالاستياء من غيرة زوجته، يظن أنها أيضًا تشعر بهذا إذا غار عليها، ولكن الأمر كما ذكرنا على العكس تمامًا، إذ أن الغيرة المعتدلة مطلب كل سيدة حتى لو تظاهرت بعكس هذا.

- طبيعة الزوج: يمكن للرجل أن لا يغار بطبيعته، بسبب ثقة الرجل الزائدة بنفسه، وبحب الزوجة له، وأنها مهما كانت جميلة ومحاطة بالرجال والمعجبين فإنّها لن تلتفت إلى رجل آخر، وهذا قد يُثير استغرابها في بعض الأحيان، فعلى الرغم من وجود كثير من المعجبين حولها إلا أنّه لا يحرك ساكنًا، وهذا النّوع من الرجال قليل جدًّا بل إنه نادر في مجتمعاتنا العربية.

- تجنب المشاكل: يُدرك بعض الرجال أن الغيرة تسبب المشاكل، لذلك يبتعدون عنها.

أسباب الغيرة

يواجه الأشخاص الذين يعانون من الغيرة العديد من المشاعر بما في ذلك الخوف والغضب والحزن والقلق والشك والألم والشفقة على النفس والإذلال، وتوجد العديد من الأسباب وراء الغيرة، منها:

عدم الثقة بالنفس: إذ أن السبب الرئيسي لمشاعر الغيرة هو شكوك الشخص حول قدراته أو مهاراته.

ضعف الصورة الذاتية: إذ أن وجود صورة ذاتية سيئة هو سبب آخر للغيرة، فإذا كان الشخص يعتقد أنه يبدو قبيحًا أو أنه لس وسيمًا، فمن المحتمل أن يشعر بمشاعر الغيرة.

الخوف: هو أحد الأسباب الجذرية وراء الغيرة، إذ يمكن أن يكون هذا الخوف خوفًا من أن ينتهي به الأمر بمفرده أو خوفًا من الرفض أو الخوف من فقدان حب شريك الحياة، أو الخيانة.

وجود توقعات غير واقعية عن الزواج عامةً: كالاعتقاد بأن الزوجة مملوكة للرجل.

تجربة فاشلة في الماضي: يمكن أن يؤثر الماضي على العلاقات الزوجية، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الغيرة.

كيفية التعامل مع الغيرة الزوجية

فيما يأتي بعض الاقتراحات للتعامل مع الغيرة بطريقة صحية:

إدراك أن بعض الغيرة أمر طبيعي: الغيرة أمر طبيعي إلا أنه من الضروري أخذ الوقت للتحدث عن المخاوف والاتفاق على الحدود التي من شأنها حماية الزواج.

معرفة سبب الغيرة: عندما يشعر أحد الأزواج بالغيرة، فيكون من المهم معرفة السبب، كأن يشعر الشخص الغيور بعدم الأمان لأن الشريك لا يقضي الكثير من الوقت معه.

خلق جو من الثقة: واحدة من أفضل الطرق للحماية من الغيرة، هي خلق جو من الثقة، تبدأ هذه العملية عندما يكون الشريكان جديرين بالثقة، فهم مخلصون وملتزمون وصادقون ولا يكذبون حول كيفية قضاء وقتهم، وزيادة الثقة بين الزوجين تخفف من الغيرة.

قضاء الوقت معًا: العثور على طرق لقضاء بعض الوقت معًا، إذ يرتكز الزواج على إظهار المودة، وبناء الارتباط مع بعضهما البعض وقضاء الوقت معًا.

إدراك أن الغيرة الزائدة سبب في هدم العلاقة الزوجية: تشكل الغيرة الزائدة تهديدًا حقيقيًا للعلاقة، وبالأخص إذا كانت تتضمن غضبًا شديدًا وتوقعات غير واقعية واتهامات لا أساس لها.

التعامل مع الغيرة الخاصة بالشخص: يجب التفكير في سبب الشعور بالغيرة ومحاولة معالجتها، وذلك عن طريق مناقشة أسباب الغيرة مع الزوج، ووضع قواعد أساسية عادلة يمكن الموافقة عليها، ويمكن اللجوء إلى مساعدة من أحد المختصين، إذ يساعد في تعلم كيفية إدارة الغيرة بطرق صحية.

حياتكَ

2022/01/15