أسرتي

’مساحيق تجميل وأرگيلة’.. آباء يفسدون أبناءهم!

لماذا ينحرف الأبناء؟؟

همْ في الحقيقة لم ينحرفوا، كل ما في الأمر أنَّ هناك منْ لم يربِّ، ولم يغرس القيَم، فخُبرات الطُّفولة هي التي ساهمَت في صقل شخصيَّاتهم، فجاؤوا بالصورة التي هم عليها في الكِبر، وذلك أنَّهم كانوا في مرحلة الطفولة، إذا ما أتَوا بسلوك ما، أو تلفَّظوا بكلمات نابيَة، تُشبه تلك التي تصدر عن الكبار، تعالت الضحكات على فكاهة المشهد، ونَكهة الكلمات من أفواههم، ولم يدرك الآباء، أنَّهم بذلك كانوا يعزِّزون لدى الأبناء الشعور بأنَّ سلوكهم مقبول اجتماعيًّا، فإذا ما كبروا كان العقاب، والإنكار للسلوك ذاته الذي كان يضحكهم، فإذا بالازدواجية في المعايير تخلق لدى الأبناء تذبذب، وصراع داخلي فما كان مسموحًا بات ممنوعًا ويستحق العقاب! وقد يلجأ بعض الآباء إلى تصوير ومشاركة سلوكيَّات أطفالهم على صفحات مواقع التواصل، متفاخرين بما أنجزوا.

[اشترك]

فتجد الأب يلتقط صورة لطفله، الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات، وهو يحمل (النَّرجيلة)، وكأنَّه يقوم بعمل سيمكِّنه من تحقيق أكبر الانجازات عندما يكبر، وترى الأم تلبس طفلتها التي لم تتجاوز الست سنوات الثياب الشِّبه عارية، وقد تضع لها مساحيق التجميل، وتعلِّمها بعض الحركات (بوزات لزوم الصورة)، فتجد الفتاة قد خرجَت من براءة الطفولة وعفويَّتها، إلى سلوكيات تخدش الحياء، لتصبح تلك السلوكيَّات من سمات شخصيتها.

أي فساد بات الآباء مصدره؟!! لقد انتقلت مهمَّة الآباء: من تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة إلى تربيتهم على الانحراف والسلوكيات المشينة، لو سألنا أنفسنا على ماذا نربي أبناءنا؟ وما هي القيم التي نغرسها في نفوسهم؟ ماذا لو سألنا الله عن أطفالنا؟ كيف حافظنا على الأمانة التي أودعنا إياها الله عزَّ وجلَّ؟ فلنذكر قول النَّبي (ص):" كلُّكم راع وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته."

لقد كان في رفع التكليف عن الصغار إلى أن يكبروا، لكَونهم في تلك المرحلة رهن تربية الآباء، لتُغرس فيهم القيم، التي ستساهم في تكوين شخصيَّاتهم في السنوات الأولى التي تسبق مرحلة البلوغ، ثم تأتي تلك المرحلة وقد أصبح الطفل بالغًا مسؤولًا عن سلوكياته.

إنَّ الهدف من التربية هو إنشاء شخصيات سليمة وسويَّة نفسيًّا في المجتمع، تحقق السعادة لنفسها ولمن حولها، وأكثر ما نفتقده اليوم هو تعليم الأخلاق، أي أنْ نعلِّم الأبناء نتائج الأعمال، وما لها من نفع أو ضرر، وما يترتَّب عليها من خير أو شر، ولا تتم التربية الخلقية، إلا إذا أصبح عمل الخير واجتناب الشر عادة لا شعورية دون تكلف من الفرد، بأن لا يميل للمنكر أصلًا بل يستنكره، ومثال على ذلك؛ أن نخبره أنَّ في الدراسة منافع كثيرة تصلحه وتكوّن شخصيته، لينشأ فردًا صالحًا يخدم مجتمعه بعلمه، ويحقق ذاته من خلال إنجازاته، فتصبح الدراسة شيئًا ذو قيمة محببةً إليه، وتنمو لديه مهارة التمييز بين السلوك النافع والضار، فينهل من الأول ويتجنب الأخير، فقد نشأ على مبدأ اختيار الشيء وفقًا لقيمته من حيث جلب للمنفعة ودرء للمفسدة، والقاعدة الشرعية تقول "لا ضرر ولا ضرار".

 وفي الختام، لا بدَّ من التنويه إلى أنَّ البيئة المحيطة بالطفل، هي من أكبر العوامل المساهمة في صقل شخصيَّته، وهو مفطور على التقليد اللاشعوري لما يحيط به، فإذا حسنت البيئة حسنت آثارها في تكوين الشخصية، وإذا ساءت البيئة ساءت نتائجها في هذا التكوين، وقد ورد عن النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "كلُّ مولود يولَد على الفطرة فأبَواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه." لذا لا بدَّ من أن نتُقن أداء دور القدوة للأبناء، وأن نحسن اختيار البيئة المحيطة، ولنتنبه إلى أنَّ التربية هي مسؤولية موكَّلة إلينا، فلنكن سببًا في صلاح الأبناء لا فسادهم.

إشراقات

2022/01/11
يضربون الجرس ويهربون.. كيف نحمي أطفالنا من الممارسات السيئة لأولاد الجيران؟

كيف أحمي أطفالي من سلوكيات أولاد الجيران؟

أنيسة أبو غليون:

بحكم ظروفي ووفاة زوجي، أعيش أنا وأولادي في منطقة شعبية، المشكلة أن أخلاق الجيران وأولادهم وسلوكياتهم مختلفة تمامًا عما تربي عليه أولادي، منعتهم كثيرًا عن اللعب والاختلاط، ولكن من الطبيعي أن يختلطوا معهم ويرونهم ويسمعونهم، فكيف لي أن أحميهم من ذلك؟

[اشترك]

تجيب هويدا الدمرداش، مستشارة العلاقات الأسرية:

يجب وضع حدود في تعامل أولادك مع الجيران وأولادهم وحمايتهم من سماع لألفاظ الخارجة أو أي مشاكل لا تليق بأخلاقهم وتربيتهم، أو تؤثر على نفسيتهم بالسلب.

ومن الضروري أن تشرح الأم وتفهم الأولاد جيدًا أن الحياة بها شخصيات مختلفة وأناس بطباع وسلوك مختلفة، سواء في المدرسة والشارع، وكلما مر بهم الوقت كلما زاد تعاملهم مع هؤلاء الأشخاص المختلفين عنهم.

 يجب تربية الأبناء على المحافظة على المبادئ التي تربوا عليها، فحماية أولادك وبرمجتهم على السلوك الصحيح بدون التأثير عليهم وعلى أخلاقهم أهم رسالاتك في الحياة.

وهناك بعض القواعد التي يجب التشدد في تطبيقها لتلافي حدوث المشكلات مع أطفال آخرين، على الرغم من أننا نحب وجودهم مع أبنائنا ونفرح لكونهم من أصدقائهم، إلا أن هناك حدودا لكل شيء:

- وضع نظام واضح ومحدد لأطفالك: على الأم أن تكون صارمة في بعض المواقف، وأن تلتزم بتطبيق القواعد التي وضعتها مثلا هناك بعض الأمهات يمنعن أطفالهن من الخروج من المنزل قبل الساعة التاسعة صباحا، وقبل أن ينهوا ترتيب أسرتهم في المقابل ثمة أسر تعتمد مبدأ عدم السماح لأحد الأطفال باستقبال أي ضيف قبل الساعة العاشرة صباحا، أو بعد الساعة السادسة مساء، هناك من يضع قاعدة عدم دعوة الأبناء أصدقاءهم الى العشاء أو الغداء من دون أن يتفقوا مع أمهم أولا، لرؤية ما إذا كانت ظروفها تسمح بذلك، وإلا فمن غير المسموح لهم بدعوة أحد، وفي حال قرر الطفل إحراج والدته أو والده، من خلال دعوة صديقه أمامهما ومن دون اتفاق مسبق، فإنه يجب الرفض بأدب من خلال القول له: كنا نتمنى أن يبقى صديقك على العشاء، لكن هذه الليلة نحن مشغولان، لكن من المؤكد أنه في إمكانك دعوته مرة أخرى، هذا التصرف يعلم الأطفال وأصدقاءهم بأن للمنزل مسؤولا يدير شؤونه، ويجب استشارته، لا أن يتم وضعه أمام الأمر الواقع.‏‏

- الصراحة والحزم مع أبناء الجيران: ماذا لو خرج أبناء الجيران عن حدودهم وبدأوا في إثارة الفوضى في أرجاء المنزل؟ مهمة الأم الأساسية هي إفهام جميع الأطفال بمن فيهم أبناؤها أن المنزل يحتوي على أثاث وأشياء غير مسموح اللعب بها، عليها تحديد الغرف التي يمكنهم الوجود فيها، والتوضيح لهم أن عليهم ترتيب الأشياء بعد أن يلعبوا بها، من المهم جدا أن تضع الأم لائحة بالأشياء الممنوع أن يلمسوها مثلا ممنوع فتح الأدراج لاحتوائها على أدوية، وممنوع الصراخ كي لا ينزعج باقي أفراد الأسرة الذين يرغبون في الاستراحة.... من حق الأم أن تكون صريحة وحازمة مع أبناء الجيران، الذين يأتون لزيارة أبنائها في منزلها، وأن تعلن رأيها بوضوح في أي سلوك لا يعجبها، وأن تعتذر لهم ولا تسمح بدخولهم المنزل في الوقت الذي تريد فيه أن يكون هادئا، وأن تفرض عليهم قوانينها الخاصة لكن ماذا لو أصر أحد الأطفال على عدم الالتزام بالنظام المفروض؟ تعتقد بعض الأمهات أن استدعاء والدة الطفل، هو فعل غير محبب أو أسلوب غير سليم، أضف الى ذلك أن الطفل سيشعر بأنه تغلب على الأم، وبأنها غير جديرة باحترامه، لأنها أفشت أسراره، لهذا يستحسن دوما أن تتمكن الأم من السيطرة عليه، وأن تفرض احترامها ونظامها، هكذا يدرك الطفل أن لا مجال للتلاعب، وسيدرك أن احترام القوانين واجب في هذا المنزل، ومن المهم جدا ألا تظهر الأم المضيفة أنها ضعيفة أمام ابن الجيران الشرس، الذي يتردد على منزلها للعب مع أطفالها، وأن تفرض عليه التصرف ضمن الحدود التي رسمتها هي، وأن تكتسب ثقته بالحنان والحزم في الوقت ذاته، ما يرغم الطفل على الظهور أمامها بشكل لائق ومهذب، لكن هناك بعض الأطفال الذين لا تنفع معهم أي وسيلة تهذيب وتأديب، في هذه الحالة وجب إخبار أم الطفل بتصرفاته وأفعاله، شرط أن يحصل ذلك أمامه وبشكل هادئ.‏‏

- استراتيجيات المعلم الحكيم والواثق بنفسه: بالتأكيد لا أحد منا يرغب في أن يبدو في صورة ذلك العجوز، الذي يكره الأطفال ويبغضهم، أو ذلك الجار الغاضب الذي يخافه الأطفال ويهربون منه كلما شاهدوه، أو تلك الجارة التي يحاول الأطفال استفزازها دوما بدق جرس بابها والهرب بسرعة أو برمي النفايات في حديقتها، في الواقع إن التعامل مع الأطفال عموما، مسألة صعبة وليست سهلة، لكن يمكن النجاح فيها والتوصل الى التعامل معهم، في حال اعتمدنا استراتيجيات المعلم الحكيم والواثق بنفسه.‏ ‏

إن الأسلوب الذي نتعامل به مع أبناء الجيران، هو الذي يحدد سلوكهم معنا- فالمعلم الحازم الصارم والواثق بنفسه، الذي يعرف ماذا يريد، يستطيع أن يفرض النظام من حوله، لكن في حال افتقاره الى العاطفة والحنان، فإنه سيتحول إلى شخص مكروه، ومن هنا على كل أم التحلي بصفة المعلم الحكيم، الذي يجمع بين الحزم والصرامة والعاطفة والحنان، لكي تنجح في تعاملها مع أبنائها وأبناء الجيران معا.‏ ‏

2022/01/11
نفايات فكرية مستوردة: الرجل يهيمن على الأسرة.. هكذا يتحدّون ’النظام الأبوي’!

تعاني مجتمعاتنا اليوم من غياب إطار شامل، لطرح وجود وأدوار المرأة في سياقاته الطبيعية في الخاص أو العام، وتبني كثير من الباحثين، بل والناشطون في الحقل النسوي نظرة جزئية، تتسم بالمحاكاة والتبعية باتجاه الحضارة الغربية، دون أن يكون هناك طرح مغاير يستوعب مستجدات العصر، وهذا جزء من الأزمة الحضارية التي نمر بها الآن، حيث السقوط المريع في فخ مفاهيمي جرَاء جعل الغرب “النموذج” المعياري الذي نقيس به مفاهيمنا، فأدى بنا إلى حالة من التيه والتخبط في فهم الواقع، والاستفادة من التاريخ، وطريقة النظر إلى المستقبل، وزاد الأمر سوءا بعد فشل كثير من الأطروحات الغربية، وتراجع الغرب ذاته في كثير من نظرياته التي قدمها.

[اشترك]

وبدلاً من الاعتبار بتراجع الغرب فيما طرحه من فلسفات، إذا بنا نستورد نفاياته الفكرية، وننعق بها كي يتحقق لنا فقط مجرد بطاقة انتساب للغرب. يبدو هذا جلياً حين التشكيك في مفاهيم تُعد جوهر حياة الأسرة، وبزوالها تفنى الأسرة وتصير من مخلفات الماضي، أولاهما: مفهوما رب الأسرة، وربة المنزل فهما عمودا ارتكاز الأسرة.

كان مفهوم رب الأسرة كقائد للأسرة، يُستخدم في كافة المراجع الأجنبية حتى أواسط القرن العشرين، بشكل إطرائي بما يُفيد المحبة والوالدية، واستعمله كُتاب القرن التاسع عشر في عبارات تعني: “الخصال الأبوية الحميدة”. إلا أنه بانتصاف القرن العشرين، بدأ استعمال المصطلح ليُعبر عن مفهوم قدحي له على يد مورجان Morgan وباشوفين Bachofenعام 1970م، لتلتقط النسويات الراديكاليات طرف هذا الخيط، لينسجوا عليه منوال جُلَ أطروحاتهن في القضاء على الأسرة، بدعوي مظلومية المرأة واضطهادها، كالناشطة النسوية Kate Millettفي كتابها  sexual politics(1971)، حيث صارت قيادة الأسرة تعني هيمنة الرجل، ويُعبر عنها بالبطريركية، ليتم تعميم المفهوم ليشمل أي قيادة للرجل، سواء في الأسرة او خارجها. أي هيمنة الرجل سواء أكان أبا بيولوجيا أو غيره.

وبذلك اعتمدت الحركات النسائية في الغرب في السبعينيات هذا المصطلح، للإحالة على نظام وجب التصدي له (1). بل صارت النسوية مرادفة للتمرد على ذلك النظام الأبوي، ولن يُعترف بأية امرأة على أنها نسوية ما لم تتمرد على كل ما يمثله الرجل من سلطة وتتحداه.

تقول «سارة جامبل»: “ويشير مصطلح النسوية إلى: أي محاولة لتحدي النظام الأبوي في أية صورة كانت، في الفترة من عام 1550م إلى عام 1770م” (2).

هكذا أُفرغ مفهوم الأبوية تماماً من كل معاني العطاء والمحبة والحماية، وكافة الجوانب الإيجابية في المفهوم، ليتم شحنه بدلالات جديدة، تحوي كافة مثالب التسلط الذكوري والهيمنة.

يردد من أطلق عليهم الرافعي “أصحاب اللسان المرقع” ـ استناداً إلى أساطير لفظها أنثروبولوجي الغرب أنفسهم- :”… ومع المشاعية الجنسية، ينتمى الأطفال إلى المرأة الأم، ويُنسَبون إليها، بينما يجهل الجميع مَن هو الأب!. فهي التي تنجبهم، وتغذيهم، وتنشئهم وترعاهم.. بالتالي، ما من شيء اسمه حق الأبوة، وانقلب النظام الأمومي إلى نظام أبوي، عبر المكائد التي دبرها الرجال، وأول مكيدة كانت متمحورة حول نزعة الملكية الخاصة، بطمع الرجل في تملُّك المرأة والأولاد… هكذا، باتت المرأة جزءاً مولوداً من “ضلع” الرجل، بل وبالتحديد من ضلعه “الأعوج”!! وبات الأطفال يُنسَبون إلى الأب، وباتت العائلة متمحورة حول “رب” الأسرة الذي راح يرغب في الإكثار من الأولاد “الذكور” بصورة خاصة؛ لأنه يرى في زيادتهم “قوة سياسية” و”حاشية عسكرية” لا تضاهيها قوة أخرى. وتحولت كل ممارسة جنسية للرجل إلى “عملية سلطوية” يثبت من خلالها رجولته وسيادته كإمبراطور يبسط نفوذه على إمبراطوريته الصغيرة “المنزل” بكل أفرادها. فصارت الزوجة تابعة للرجل، وتدور في فلك “رب الأسرة”. وصار الولد “الذكَر” موضع غبطة، والمولودة “الفتاة” محط شؤم وعار واستياء. وتحولت المرأة من آلهة مقدسة إلى عاهر.. إلى “حقل للرجل يحرثه كما يشاء” آلة لإنجاب الذرّيّة (3).

ويرتبط بمفهوم رب الأسرة، مفهوم ربة المنزل، حيث هاجمته كل من النسوية الليبرالية، والنسوية الماركسية هجوما شديدا فهو برأيهن منبع اضطهاد المرأة.

فالرأسمالية تعتمد على النساء، بصفتهن شريحةً دائمة من أيدٍ عاملةٍ متدنية الأجر، وكي يستمر جذب النساء للعمل تم تذليل ما قد تعتبره النساء من عقبات، قد تستغرق أوقاتهن في المنزل، من رعاية الأطفال، فأُسست دور الرعاية النهارية (الحضانات) والتي أضحت مصدر ثراء للبعض، كما لعبت التكنولوجيا دورها. فتقول شارون سميث في مقال لها معنون بـ:(تنظير قمع المرأة: العمل المنزلي واضطهاد النساء) في أوائل القرن العشرين، ترافق انخراط المرأة المتزايد في الأيدي العاملة بتقلصٍ مقابلٍ في الوقت الذي قضيْنه في العمل المنزلي. حيث أصبح إعداد الطعام أقل استهلاكًا للوقت، وغسيل الملابس في بعض النواحي أقل إرهاقًا، كما تولّت المدرسة أغلب مهام التدريس. وفي الآونة الأخيرة، أدّى انتشار الأغذية المجمدة، وأفران المايكروويف، والمغاسل الكهربائية، والتوافر المتزايد لِدُوْر الرعاية النهارية، كدُوْرِ الحضانة، وروضات الأطفال وبرامج ما بعد المدرسة، إلى تقلص الأعمال المنزلية أكثر فأكثر” (4).

وفي فقرة أخرى تشير الى ما تعتبره النسوية إنجازات تحققت، من خلال الخروج والمشاركة في العمل المأجور فتقول: “عكس ما تنبأ ماركس، لم تنحلّ الأسرة كمؤسسة اجتماعية، لكن نجحت حركة تحرر النساء في ستينيات القرن العشرين في تحدي مفهوم انحصار مجمل طموح حياة المرأة في الزواج والإنجاب، وهو ما أدّى، جنبًا إلى جنبٍ مع مشاركة المرأة المتزايدة في العمل المأجور، إلى تغيّرات جذرية في الهياكل الأسرية التقليدية حيث: قل عدد النسوة اللاتي تبنين اسم عائلة أزواجهن عند الزواج. وبالمثل، وبالفضل لحركة المثليّين/ات ومزدوجي/ات الميول والمتغيّرين/ات جنسيًا، ما يسمى بـ “حركة الميم “ (5) أصبح بإمكان المزيد من الأزواج المثليين/ات تربية الأطفال، متحدّين/اتٍ الصور الجندرية النمطية داخل الأسرة. وارتفاع نسب الطلاق قد أدى أيضًا إلى ارتفاع عدد الأسر أحادية المُعِيل/ة، وهي أسرٌ غالبًا ما ترأسها امرأةٌ تعيش في فقرٍ مدقع. ومع توظيف المزيد من النساء خارج المنزل، قل إنجاب الكثير من النساء للأطفال، وبتن ينجبن في وقتٍ متأخر من حياتهن. كما أنّ مسؤوليات العمل المنزلي مالت للانخفاض مقارنةً مع العقود السابقة. وفي حين يمثل تحسن التكنولوجيا المنزلية إحدى العوامل المساهمة في ذلك” (6).

وتجيب في تحليل ماركسي على سؤال: لماذا تسند الأعمال المنزلية للنساء دون الرجال؟ فتفسر ذلك بما تطلق عليه النسويات “عبودية الإنجاب” مستعينة بتحليلات لنسويات ماركسيات، فبرأيها أن الرجل والمرأة بإمكانهما أن ينخرطا في كافة الأعمال المنزلية، ولا يتباينا إلا في حالة الإنجاب، والتي تقدم للمرأة حينها كافة الرعاية والدعم في إعالتها، والتي غالبا ما يتولاها الذكور(الأب) ومع كثير الولادات يتم شرعنة هذا الوضع فيصير الوضع: أن عليه الإنفاق والإعالة، ومن ثم يصدر القوانين التي تشرعن ذلك فتقول:

“بإمكان كلا الجنسين/الجندريْن واقعًا تأدية العمل المنزلي داخل العائلة، غير أنّ عملية التناسل البيولوجي، أي الإنجاب، هو أمرٌ تنفرد به النساء. تتحمل الأسرة دعم النساء خلال الأسابيع أو الأشهر السابقة مباشرةً للولادة والتالية لها.. وهي مسؤولية غالبًا ما يتولاها الأب البيولوجي، في الأسرة الغيرية (7) ـ خلال تلك الفترة التي لا يكُنّ قادرات فيها، جسديًا، على المشاركة الكاملة في أيٍّ من العمالة الإنتاجية أو المنزلية… على الرغم من أن أدوار النساء والرجال المتباينة، جوهريًا، لا تحتاج للاستمرار إلّا خلال أشهر الإنجاب هذه، غالبًا ما تنزع مسؤوليّات النساء إلى أن تُجانَس مع دورهنّ الإنجابي في الأسر القائمة على القرابة، خصوصًا مع إنجاب أغلب النساء عدة أطفالٍ على مدار مقدارٍ معيّن من السنوات.. عادةً ما تُشرعَن هذه الترتيبات بواسطة هيمنةٍ ذكوريةٍ، مدعومةٌ بهياكل مؤسساتية لقمع الإناث، تشمل هياكل قمع الإناث المؤسساتية هذه تقييد حقوق المرأة القانونية، المنصوص عليها في القوانين المنظِّمة للزواج، والطلاق، والحقوق الإنجابية” (8).

إذا كانت الأسرة والتي تُعد أهم المؤسسات التي يحتفظ الإنسان من خلالها بذاكرته التاريخية وهويته القومية ومنظومته القيمية، تعرضت في الغرب لحفاري قبرها، أمثال رائد الليبرالية جون ستيوارت ميل حين قال: “الأسرة مدرسة الاستبداد، حيث تبدأ السلطة الأبوية في الحيز الخاص، فمن ثم هذه السلطة الأبوية الخاصة تنتقل للحيز العام (9).

أما رائدا الماركسية والشيوعية، كارل ماركس، وفريدريك انجلز في كتابيهما “رأس المال ” للأول ، و كتاب “أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة “للأخير، واللذان رأيا في دور ربة المنزل أنه مستهدف لخدمة الرأسمالية، وعلى المرأة التحرر من الاستغلال الطبقي لها، والخروج للعمل من أجل ذاتها، بدلاً من حصرها بالمنزل، واستغلال عملها غير المدفوع في منزلها، وفي موضع اجتماعي مغلق من قِبل رأس المال للإنجاب، من أجل استدامة القوة العاملة المهمة للرأسمالي (10).

فإننا ننظر بكثير من الأسى، ليس إلى هذا الفكر الذي يناقض ليس فقط الأديان السماوية، بل الفطرة الإنسانية السوية، وإنما إلى ظهور هذا التوجه داخل عالمنا العربي اليوم، حيث السعي على قدم وساق لتزييف الوعي بحصر إنجاز المرأة في إنتاجيتها في العمل المادي فقط، وألا يُنظر إليها بقدر من الاحترام إلا بإنتاجها الخارجي المالي، والذي يدفع عجلة الاقتصاد للأمام، وكأن انصراف الزوجة عن هذا المجال، وتسخير طاقتها لتربية أبنائها وصناعة الأجيال القادمة، لا يدفع الاقتصاد ولا يحقق الإنتاج.

 

الهوامش

(1) Hirita, Helena et al. Dictionnaire critique du féminisme, 2ème édition augmentée, Presses Universitaires de France, 2004.

(2) سارة جامبل، النسوية وما بعد النسوية، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، ط2000م، ص22.

(3) الجنسوية الاجتماعية هي الأيديولوجية، https://cutt.us/b0ZN9

(4) شارون سميث، في تنظير قمع المرأة: العمل المنزلي واضطهاد النساء، 14 سبتمبر 2016م، إنترناشنال سوشالست رفيو، في: https://cutt.us/Xx6q4

(5) حركة الميم (أو الم.م.م.): اختصارٌ عربي لحركة الـ(مـ)ـثليين و(مـ)ـزدوجين/ات الميول والـ(مـ)ـتحولين/ات جنسيًا والتي يقابلها اختصار «LGBTT» في اللغة الإنجليزية.

(6) شارون سميث، مرجع سبق ذكره.

(7) تمييزا لها عن أسر الشواذ، فالغيرية تشير إلى زواج المرأة من جنس مغاير لها أي الرجل.

(8) شارون سميث، مرجع سبق ذكره.

(9) لمزيد من التفاصيل، انظر: جون ستيوارت مل، استعباد النساء، سلسلة الفيلسوف.. والمرأة، ترجمة وتعليق وتقديم إمام عبد الفتاح إمام، القاهرة، مكتبة مدبولي، 1998م.

(10) لمزيد من التفاصيل، انظر: فريدريك انجلز، من مختارات كارل ماركس وإنجلز، أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، ترجمة أحمد عز العرب، القاهرة: دار الطباعة الحديثة، 1957م.

المصدر: باحثات لدراسات المرأة

2022/01/10
من الصراخ إلى الكلمات.. الأم مسؤولة عن نطق ولغة طفلها

د. علي القائمي:

تعتبر الأم أول شخص يتعرف عليه الطفل، ويفتح عينيه برؤيتها، ويتعلم منها أول كلمة ينطق بها. المهم هو ما هي الكلمات التي يتعلمها الطفل منها؟ وكيف ستنسجم لغته بلغتها؟

[اشترك]

تعلم اللغة لها أهمية خاصة لأنها الوسيلة لبيان الأفكار والمشاعر وأداة النقل للتراث الثقافي، ولا شك أنه كلما كانت هذه الوسيلة غنية وكاملة ومرتكزة على أسس فكرية فستكون أهميتها أكبر، فالطفل يتعلم اللغة في أحضان أمه وستكون الأداة التي تفسر له المسائل وتكشف له أسرار الحياة.

الوقت اللازم لتعلم اللغة

يستلزم تعلم اللغة صبرا ومثابرة ووقتا قد يطول، ويحتاج الإنسان إلى أعوام لكي يستطيع أن يسيطر على لغة ويتحدث بها، نرى بعد مرور أكثر من 30 سنة أن الجميع لا يستوون في درجة تعلمهم المدارج الثقافية للغة وليسوا قادرين على التعبير عما يختلج في وجدانهم بأسلوب واحد، ولذا يجب أن لا نتوقع من الطفل أن يستعمل العبارات الأدبية والفكرية سريعاً. وثانياً يجب الاستمرار والمثابرة في تعليم اللغة للطفل لكي تتركز الكلمات واستعمالها الصحيح في ذهنه جيداً وتستوجب هذه المهمة الصبر والأناة الكافيين، فإكراه الطفل على الكلام له عواقب وخيمة وليس مستبعدة أن يؤدي إلى لكنته وتأتأته فيها.

مراحل التكلم

يبدأ التكلم عند الطفل في مرحلة الصراخ، بمعنى أنه يستفيد من الصراخ وسيلة للتعبير وبالتدريج تتحول هذه الأصوات إلى تهجي بعض الكلمات المستندة إلى مخرج معين في الفم ولا يزال الطفل في هذه المرحلة ليس قادراً على التعبير، تتحول بعد ذلك هذه التهجيات إلى كلمات بسيطة من حرفين أو ثلاثة حروف يستعملها الطفل بدلا من عبارات طويلة أو قصيرة للتعبير عن احتياجاته وبالتالي يصل إلى مرحلة الاستفادة من العبارات صحيحة كانت أو مغلوطة ولا يستطيع جميع الأطفال تعلم اللغة بنفس السرعة والمدة.

السنين المهمة

تعتبر مرحلة الطفولة من المراحل المناسبة لتعلم اللغة وتكون بالنسبة للطفل في مراحلها الأولى نوعين من اللعب، وتأخذ طابعها العادي بالتدريج حيث يحاكي الطفل أصوات الآخرين ويشعر بالسرور لذلك إلى أن يبدأ بمرحلة محاكاة صوته، فيجب التعامل مع هذه المرحلة بحذر شديد.

للعمر من ۱-۳ سنوات أهمية بالغة لتعلم اللغة فهي من السنين التي يبدأ فيها الطفل محاكاة أصوات الآخرين، فيحاكي ويكرر كل ما يقوله الكبار فيجب التكلم معه بتؤدة ووضوح کاملين واستعمال الكلمات والعبارات البسيطة في تركيبها والسهلة في مضامينها.

إن تصحيح الأخطاء اللفظية للطفل له أهمية خاصة في هذه السنين من عمره، ولكن لا يجب الإلحاح والإصرار في ذلك، لأنه سيؤدي إلى نتائج عكسية وسيبدأ الطفل بأداء الكلمات بصورة ناقصة غير تامة مما يعتبر نقصا وعيباً له.

من المهم في تعليم اللغة هو أن يدرك الطفل سريعاً معاني الكلمات ودلالاتها كي تكون عاملاً مشجعاً له على متابعتها وتعلمها. يساعد الاستعمال المكرر للكلمات على تركيزها في ذهن الطفل، ويبحث هو عن مثل هذا الوضع يعني تصيده للكلمات وإصراره على معرفة كل ما يدور حوله.

مقتطف من كتاب دور الأم في التربية

2022/01/09
من أين أتيت.. كيف نتعامل مع أسئلة أطفالنا المحرجة؟

تمر بالأطفال مرحلة عمرية يكثرون فيها من الأسئلة، وهو أمر طبيعي، فتجدهم يسألون عن كل شيء، وقد يسألون أسئلة سيئة ومحرجة، فما الذي علينا فعله عندما يسألنا أطفالنا هذه الأسئلة؟

[اشترك]

في هذا المقال، نعالج هذا الموضوع بعنوان: حتى الأسئلة السيئة الصادرة عن أطفالنا مهمة للغاية .

أهمية أسئلة الأطفال

تعد الأسئلة بالنسبة للطفل طريقة فطرية لمعرفة الأمور واكتساب رصيده المعرفي في حياته، وهي بوابته إلى عالم العلم والمعرفة والثقافة، ومعرفة الإنسان هي بوصلته، وهي ما يجعله مهمًا وناجحًا في حياته. كما أن من الأمور المهمة بخصوص أسئلة الأطفال:

لفت انتباه من حوله من أسرته أو غيرهم.

التكوين الفكري والنفسي للطفل.

استكشاف المحيط الخارجي من حوله.

لماذا الأسئلة السيئة الصادرة عن أطفالنا مهمة؟

تعتبر الأسئلة التي تعتبر سيئة نوعًا ما أو محرجة أيضًا مهمة للطفل، لأن الطفل لا يسأل ليطيل الحديث كما يظن البعض، وإنما يسأل ليشبع فراغه المعرفي ويتعلم ويشبع فضوله. وتعد الإجابة عن أسئلة الطفل بمنطقية وإقناع، الجيدة والسيئة منها مهمة على حد سواء لأن:

تركه بدون إجابة يحطم الطفل

الطفل إذا لم يحصل على الإجابة أو تم تجاهله فإنه يفقد الثقة ويستصغر من نفسه، ويفكر أنه غير مهم، وأنّ أسئلته غير مهمة، وهذا قد يحطم الطفل.

الإجابة غير المقنعة خطيرة على الطفل

لأنها تترك له الشك والحيرة والخوف في بعض الأحيان، مثل بعض الأمهات اللواتي عندما يسألهن أبنائهن من أين أتيت؟ تجيب مثلا: أحضرناك من المتجر أو أشياء من هذا القبيل، هذا مما يخيف الطفل ويفقده الاطمئنان.

تركه بدون إجابة يدفعه إلى البحث عنها في مصادر أخرى

الطفل إذا تم تجاهله أو تصريفه إلى شيء آخر دون الإجابة عنه، يلجأ إلى مصادر أخرى لإيجاد الإجابات عن تساؤلاته، وقد يكون هذا خطيراً، فقد يأخذ فكراً مشوهًا عن أحد ما.

إجابته إجابات غير منطقية يؤثر على عقله مستقبلا

لأنه ينشأ بفكر ومنطق خاطئ، وهذا قد يؤثر سلباً وبشكل كبير على مستويات ذكائه وسداد منطقه وتصوره للأمور.

أكثر الأسئلة السيئة الصادرة عن أطفالنا شيوعًا

من أكثر الأسئلة المحرجة التي قد يسألها الطفل:

من أين أتيت؟ أو من أين يأتي الأطفال؟ من أين أتى أخي؟…

هذا من أكثر الأسئلة شيوعًا، وهو سؤال محرج نوعًا ما، ومن السيء تجاهله كما قلنا، وأفضل إجابة هي أن نجيبه بصدق دون الغوص في التفاصيل، فنقول له أنه كان في بطن أمه ثم ذهبت إلى المستشفى فأخرجوه من بطنها وأغلقوه وحسب.

أين هو الله؟

هذا السؤال وغيره من الأسئلة الدينية الصعبة الإجابة عنها، من الأفضل أن نعلمه أن الله لا يمكننا أن نراه، وأنه هو الذي خلقنا ومن الجيد تعليمه بعض قصص الأنبياء مثل قصة موسى عليه السلام ليفهم أننا لا يمكننا أن نرى الله. ونعلمه أن يقول حين يسأل: أين الله؟ أن يقول: على العرش استوى.

هل سأموت؟ وهل ستموت أمي وأبي؟ لماذا مات فلان؟

السؤال عن الموت أيضا سؤال صعب الإجابة، ومن الأفضل الإجابة عنه بأننا سنموت عندما يأتي اجلنا، وأننا بعدما نموت نذهب إلى الله، ونلتقي بعد ذلك عند الله. ليطمئن ولا يشعر بخوف كبير جداً من الموت.

لماذا أنا قبيح وفلان جميل؟

وهذا السؤال تسأله الفتيات كثيرًا، وهو محرج وصعب، وعلى الأم إقناع ابنتها أنها جميلة، وأن الله خلق كل إنسان وأعطاه جماله الخاص، وأن الناس لا يعرفون ما هو الجمال.

المهم هو الإجابة دائمًا، وإن تعذرت فيمكن تأجيلها للطفل ووعده بالإجابة عنها في وقت محدد، والبحث عن إجابة مقنعة له. حتى لا يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.

الأم والأبناء

2022/01/09
الطقوس وحدها لا تكفي.. 4 خطوات لتأسيس أسرة ’متديّنة’

الأسرة هي المؤسسة التربوية الأكثر تأثيراً على نشأة الطفل، فهي المسؤولة عن تكوين شخصيته المستقبلية، ولذا اهتم الإسلام بالأسرة ابتداءً من اختيار الزوجة الصالحة، وانتهاءً بالنظام الأخلاقي والقيمي الذي يحكم علاقة الزوجين وعلاقتهما بالأطفال، وما بين ذلك لم يهمل الإسلام أدق التفاصيل حتى تلك المرتبطة بالعلاقة الخاصة بالزوجين، حيث أوصى الإسلام بمجموعة من المستحبات التي لها تأثير تكويني على انعقاد النطفة.

[اشترك]

إن كل ما أوصى به الإسلام من معارف وعقائد وأحكام وآداب، فمهما كتبنا حوله لا يمكن أن نوفي حق السؤال لأنه يتسع باتساع فلسفة الإسلام، ولذا سوف نكتفي بوضع نقاط عامة لها علاقة بكيفية ترسيخ المفاهيم الإسلامية.

1- لا يمكن الحديث عن ترسيخ المفاهيم الإسلامية في الأسرة مالم تكن المفاهيم نفسها واضحة عند هذه الأسرة، ومن هنا نفهم كل الروايات التي أوجبت طلب العلم على كل مؤمن ومؤمنة، وما تعانيه الأسر الإسلامية يعود بشكل مباشر إلى جهل الآباء والأمهات بأبسط مفاهيم الإسلام، وقد تكون الظروف المعيشية في عالمنا العربي والإسلامي هي المسؤولة عن إعراض الناس عن طلب علوم الشريعة، إلا أن ذلك لا يعد عذراً كافياً؛ فمهما تعقدت الظروف فهناك إمكانية لإيجاد الوقت للتعلم، ففي الرواية روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ والْعَمَلُ بِهِ، أَلا وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ؛ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ مَضْمُونٌ لَكُمْ، قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ، وَضَمِنَهُ، وَسَيَفِي لَكُمْ، وَالْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ، وَقَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ؛ فَاطْلُبُوهُ) وذلك باعتبار أن الغاية من العلم مقدمة على الغاية من طلب المال، ومن هنا لم يعذر أئمة أهل البيت شيعتهم في عدم طلب العلم، فقد جاءت بعض الروايات على نحو النكير الشديد لتاركي التفقه فعن أبي عَبْدِاللهِ (عليه السلام)، قَالَ: (لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِي ضُرِبَتْ رُؤُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ حَتّى‏ يَتَفَقَّهُوا)، وعليه فإن الخطوة الأولى والمهمة لجعل الأسرة أسرة دينية جوهرية هو أن تكون الأسرة عالمة وعارفة بأحكام الدين وفلسفة الإسلام.

2- إن التدين القشري والتدين الحقيقي، وهو ذاته الفرق بين الانتماء الظاهري للإسلام والانتماء النابع من القناعة القلبية، ومن هنا لا يمكن أن تكتفي الأسرة بتعليم أولادها الصلاة والصيام وبقية العبادات والاحكام، بعيداً عن غاياتها وأهدافها وما يتجلى عنها من قيم وبصائر، فعندما يمارس الطفل هذه الشعائر بحكم العادة وتقليد الآباء، فإن ذلك سوف يكرس الارتباط القشري بها، فكل عمل يؤديه الإنسان بدون أن يكتشف الدافع الحقيقي خلفه والقيمة المحركة له سوف يكون مجرد مظهر اجتماعي ليس إلا، ومن هنا لا يجوز الاكتفاء بمعرفة فلسفة الاحكام وقيم التشريعات فحسب، وإنما يجب تجسيدها كصور واقعية في الحياة اليومية، فلو كان الأب مثلاً يأمر ولده بالصلاة ولكنه بعيد جداً عن قيم الصلاة، فإن هذه الصلاة لا تترك أثراً حقيقياً في نفس هذا الطفل، فالأب الذي يلتزم بالعبادات ولكنه سيء الخلق مع أسرته أو مع محيطه الاجتماعي، كيف يطمح لتربية أطفاله على الاخلاق الحسنة؟ بل، حتى لو كان لطيفاً في تعامله ولكنه مثلاً يتابع على التلفاز وأمام أطفاله الأغاني الماجنة والأفلام الفاضحة، فإن مثل هذا الأب لا يمكنه أن يحمي طفله في المستقبل من الانحراف والانجرار خلف الشهوات والغرائز، فالإسلام ليس مجرد طقوس وعبادات وإنما هو حِكم وقيم وبصائر، ومن دونها يكون تدين الشخص مجرد قشور فارغة لا معنى له، وتحقيق البصيرة موقوف على الاعتقادات الحقة والإتيان بالتكاليف الشرعية على وجهها، فإذا انسجم علم الإنسان وعمله صلح شأنه وسعد في حياته، أما الجاهل بحقيقة الإيمان أو الذي يتعبد تقليداً للمجتمع لا يمكنه أن يدرك ما به صلاحه فيكون شقياً في حياته وكدراً في معيشته، ومن هنا نفهم ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عَنْ آبَائِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: (لا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلا لِرَجُلَيْنِ: عَالِمٍ مُطَاعٍ، أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ)

3- المحيط الاجتماعي والعلاقات الإيمانية يشكلان عاملاً مهماً في الحفاظ على تدين الأسر، فمهما يحرص الآباء على تعاليم الإسلام داخل بيوتهم فإن ذلك لا يكون مؤثراً بشكل كبير مالم يكن المحيط الاجتماعي الاوسع يشاركهم نفس الهم والتوجه، فلابد للأسر أن تختار المكان المناسب والأفراد المؤمنين لتشكيل علاقاتها الاجتماعية، فحتى لو كانت الأسرة في داخل بيتها محافظة إلا أنه لا يمكن حبس الأطفال داخل البيت، فمصيرهم الخروج إلى المدرسة وإلى الشارع، وعلى الإباء خلق المحيط المناسب بقدر الإمكان، وعلى أقل التقدير يجب أن يكون لهم ارتباط دائم بالمراكز الدينية والعتبات المقدسية والتجمعات الإيمانية ونحو ذلك.

4- علاقة الآباء بالأبناء يجب أن تسودها المحبة والمودة، ويقوم ذلك على التفاهم والتناغم المشترك فيما بينهم، ولا تكون مجرد محبة عاطفية غرائزية لا تهتم إلا بدلال الأطفال وتنفيذ رغباتهم، كما يجب ألا تكون علاقة الأب بأولاده علاقة فوقية قائمة على بسط الهيمنة والنفوذ على الأولاد، وإنما تكون على أساس أنه مؤتمن على حفظهم وتربيتهم ومراعات حقوقهم، فإن ذلك سوف يحقق نوعاً من التفاعل الإيجابي بين الآباء والأبناء.

2022/01/08
اجتماع العائلة على المائدة: يملأ المعدة و ’الفراغ العاطفي’!

اجمعي عائلتكِ على مائدة الطعام   

يبقى لتقليد جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الطعام نكهته الخاصة، ولعلّ هذا المشهد أصبح تقليدًا أسبوعيًا أكثر منه عادة يومية، حيث لم يعد لبعض الأمهات العاملات الوقت والطاقة لتحضير وجبة عائلية والجلوس معًا إلى مائدة الطعام، وفي بعض الأحيان قد يقرر كل أفراد العائلة طلب وجبة جاهزة يتناولونها أمام التلفزيون أثناء مشاهدة فيلم.

[اشترك]

يرى الأخصائيون أن جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الطعام يجب أن يكون من أولويات الحياة العائلية، نظرًا إلى ما له من فوائد على صعيدي الصحة الجسدية والنفسية على الأبناء.

لجلوس العائلة إلى مائدة الطعام دور في الحصول على نظام الغذائي صحّي وله أثر إيجابي كبير في توازن غذاء الطفل وسلوكه، مما يعني أثرًا إيجابيًا في وزنه. فقد أظهرت الدراسات في أوروبا وأميركا أن أكثر من 16 في المئة من الأطفال يعانون مشكلة الوزن الزائد، وأوعزت الأسباب إلى اللقمة بين الوجبات، ونقص في النشاطات البدنية وكذلك إلى غياب تناول الطعام الصحي الذي يتبع الهرم الغذائي، فالمائدة العائلية تسمح للطفل والمراهق بالحصول على غذاء صحي ومتنوع، إذ يرافق تناول الطعام ضمن العائلة تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضر ومشتقات الأجبان والألبان، واستهلاك أقل للمقالي والسكريات والمشروبات الغازية.

يكاد طقس جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الغداء أو العشاء يتعدى كونه يوفر نظامًا غذائيًا صحيًا يضمن سلوكًا غذائيًا طبيعيًا. فتناول الطعام ضمن إطار العائلة والتحلّق حول مائدة الطعام يعني تبادل الأحاديث ويشير إلى أن أفراد العائلة يحتاجون إلى بعضهم. فعندما يُجرّد تناول الطعام من معانيه الرمزية والعائلية فإن الإنسان يخضع لاضطرابات غذائية مثل البوليميا، يزيد خطورتها الشعور بالوحدة وغياب المرجع في العائلة، فالوجبة العائلية بمعنى التكوين النفسي تطمئن المراهق والطفل، إذ أن لقاء الوالدين، خصوصًا العاملين، أبناءهما حول طاولة الطعام يترك انطباعًا جيدًا عندهم بأن والديهم حاضران وأنهما مرجع لهم وإن كانا لا يمضيان الكثير من الوقت معهم.

من الضروري أن يشارك الطفل في تحضير وجبة الطعام، مما يعزز الشعور بوحدة العائلة وتماسكها، فالجلوس إلى المائدة العائلية يرمز إلى أكثر من ملء المعدة، وهو يتيح المجال للحوار وملء الفراغ العاطفي، فكثيرًا ما يبعث الأبناء أثناء الجلوس إلى مائدة الطعام مع ذويهم برسائل مبطنة وإن كانت تظهر على شكل مزاح أو طرفة، وبذلك يكون له دور ممتاز في تربية الأبناء.

كما أن الجلوس مع الوالدين إلى مائدة الطعام يعلم الأبناء آداب السلوك، مثلاً الإنصات إلى الآخر أثناء تحدّثه وتناول الطعام بشكل لائق، وهذا التقليد العائلي له أثر إيجابي في تطور اللغة عند الطفل، فخلال الجلوس، يتواصل ويعبّر ويروي أمورًا حدثت معه. وهو بالنسبة إلى 80 في المئة من الأمهات العاملات مكان لقاء عائلي، يشارك فيه الأبناء ويستمعون إلى حياة الراشدين ومشكلاتهم، وبذلك تصبح الروابط العائلية واضحة ومتينة.

ولكي يتحوّل الجلوس إلى المائدة فترة راحة واسترخاء ولحظات عائلية مميزة، يمكن تحضير الأطباق التي يحبّها الأبناء، لذا من الضروري أن تسأل الأم أبناءها عما يريدونه للعشاء ولغداء اليوم التالي، فهذا سلوك رمزي يشعرهم بأن أمهم تهتم لأمرهم مما يجعل الجلوس إلى مائدة الطعام متعة لكل أفراد العائلة.

أما لكي يستفيد الطفل الصغير من هذه اللحظات العائلية، فمن الضروري أن تهتم الأم بأن يجلس بشكل مريح وبارتفاع يناسب حجمه. وفي السوق كراس مخصصة للأطفال يمكن تعديلها بحسب حجم الطفل وتلبي كل متطلبات الأمان مما يجعله سعيدًا أثناء الجلوس عليها ومشاركته أهله وأخوته الطعام.

تبيان

2022/01/06
بلا شعور: أمور نفعلها تربي أولادنا على ’النفاق’!

١١ مثالاً لتربية الأبناء على النفاق

كتب د. جاسم المطوّع

هناك عدة تصرفات وسلوكيات نحن نعملها أمام أطفالنا فنربيهم على النفاق ونحن لا نشعر، فعندما يعطي الوالد وعداً لابنه ولا يلتزم بوعده ففي هذه الحالة فإنه يربي الابن على عدم الوفاء بالوعد وهي من صفات المنافقين.

[اشترك]

وإذا كان أحد الوالدين مدخن وأراد أحد الأبناء أن يجرب التدخين يقول له والده إن هذا خطأ وهو مضر لصحتك، ففي هذه الحالة نحن نربي الابن على النفاق، لأنه يرى نفس التصرف ممنوع عليه ومسموح لوالده. وهناك أمثلة كثيرة تدل على التناقض في المواقف بين ما ننصح به الأبناء وما نمارسه كسلوك بالحياة.

والمثال الثالث كأن يسمع الطفل إجابة أمه لصديقتها عبر الهاتف وهو يعلم أن أجابتها غير صحيحة وخلاف الحقيقة فيتربى على الكذب والنفاق، أما المثال الرابع فقد حدثني أحد الأصدقاء قائلاً إنه يعرف امرأة تشتري فستانا من محل يسمح برد البضائع خلال يومين ويرد الثمن فتستغل المرأة هذه السياسة بأن تأخذ فستانا وتلبسه في مناسبة اجتماعية، ثم تردّه على المحل وتقول له لم يناسبني هذا الفستان وتسترجع ما دفعته ويكون ذلك أمام ابنتها فهذه كذلك تربية على النفاق.

والمثال الخامس متعلق بالسفر كأن تتحجب المرأة في بلدها وبين أهلها وإذا سافرت نزعت حجابها قبل اقلاع طائرتها أمام أبنائها فهذه كذلك تربية على النفاق، والمثال السادس في حالة لو ظهرت لقطة مخلة للأدب فإن الأب يغير القناة بسرعة ويغضب على أبنائه بينما يجد أبناؤه في هاتفه كثير من الصور والفيديوهات المخلة للأدب فهذه أيضا تربية على النفاق، والمثال السابع أن يشاهد الطفل والده أو والدته تصلى وتصوم برمضان وإذا انتهى شهر رمضان فلا يحرصان على الصلاة والصيام فهذه أيضا تربية على النفاق، والمثال الثامن يحدث مع الطفل الصغير إذا شتم أمام أهله فإنهم يضحكون له وإذا شتم الضيف أو الزائر يغضبون عليه، ويقولون له عيب وهذه قلة أدب فيعيش في تناقض سلوكي لا يفهمه وهذه أيضا تربية على النفاق، والمثال التاسع يحصل مع الأمهات كثيرا، فالأم تساعد ابنها أو ابنتها بأن تكتب عنهما الواجب المدرسي وتقول لهما إذا سألك المعلم فقل له أنك أنت الذي عملت الواجب فهذه تربية على النفاق، والمثال العاشر أن يسافر الوالدين ويتغيب الطفل عن المدرسة ثم يحضرون تقريرا طبيا يفيد بأن الابن مريض، بينما الحقيقة هو كان مسافرا سفرة ترفيه وسياحة فهذه تربية على النفاق، والمثال الحادي عشر كأن نغرس بالطفل احترام الوالدين وبرهم وطاعتهم ثم يرى الأم أو الأب عندما يتحدث مع والديه لا يحترمهم أو أنه يتكلم عنهم من ورائهم أو يختصر مكالماتهم وينتقد تصرفاتهم.

فهذه بعض الأمثلة التي جمعتها والأمثلة كثيرة في التربية المتناقضة، فالطفل يرتبك وتختلط مفاهيمه عندما يرانا نأمر بشيء أو نتصرف بشيء وننصحه بشيء آخر،

ومختصر هذا كله (القدوة الحسنة) فلو ركز الوالدين على (القدوة الحسنة) فإنهم يضمنون عدم تربية ابنهم على النفاق والتناقض، فلا بد أن نكون صادقين مع أبنائنا ونكون أوفياء إذا وعدناهم ونحترم كلامنا وقراراتنا،

وإذا أخطأنا نعتذر حتى يعرف أبناءنا أن هذا خطأ طارئ وليس سلوك دائم في شخصيتنا، وهناك الكثير من صفات المنافقين علينا تعريف أبنائنا بها حتى يتجنبوها ويكونوا من الصادقين.

2022/01/05
صراع الأجيال بين الآباء والأبناء.. كيف نعالجه؟

لم اعد أستطيع العيش مع اهلي

د. نبيل سرور:

«هم لهم عاداتهم وأنا لي عاداتي.. لهم أفكارهم التي تصلح لزمانهم ولي أفكاري.. يريدون إلزامي بما هم عليه من حال يحاكي القدم والرتابة والتقاليد التي عفا عليها الزمن، وأنا أريد أن أواكب العصر بما فيه من علاقات وانفتاح وتقنيات وبرمجيات حديثة وتطور علمي.. إنني أعيش صراعاً عنيفاً مع جيل أهلي القديم، وحياتي معهم إن استمرت على هذه الحال، فإنها تتجه إلى نفق مسدود..»​ يقول أحد الشباب.

[اشترك]

بالمقابل، يشرح أحد الآباء - بحرقة - الواقع الصعب الذي يُكابده مع ابنه الجامعي، والخلافات الكثيرة في وجهات النّظر، وفي مقاربة المسائل والأحداث والوقائع، فيقول:

«منذ مدة ليست بالقصيرة، أنا وولدي نعيش مرحلةً من الصّراع الخفي وأحياناً الظاهر، تجاه كثير من المسائل الاجتماعيّة أو السلوكية ومُفردات الحياة. فولدي لديه نظرته، وأنا ووالدته لنا نظرتنا، تُجاه الكثير من الأمور المشتركة. هو يرى أنني أتمسّكُ بأمورٍ وتقاليد عفا عليها الزمن، ولديّ قصورٌ كبير في مواكبة التقنيّات الحديثة التي أنتجَتها تكنولوجيا العصر... لقد بدأت هوّة الاختلاف بيننا وبينه تتّسع مع نهاية المرحلة الثانويّة. ومع بداية المرحلة الجامعيّة، أصبحَت خلافاتُنا تزدادُ حدّة حول الكثير من الأمور والمواضيع، سواء فيما له علاقة بالأسرة أو بعلاقاتِه مع أصدقائه وأصحابه».

ثمة أسباب عديدة لاختلاف وجهات النظر بين جيل الآباء والأبناء. ولعلّ الأزمة الرئيسة التي تُميّز المراهقة، هي أزمة البحث عن الهويّة. ففي تلك المرحلة تختلط الأدوار التي يتطلّع المراهق لاختيارها، فهو يريد أن يُحقّق دور الراشد المستقلّ عن الأسرة، والزميل المُخلص لقيم الأصدقاء، وفي الوقت نفسه الابن الطيّب في أسرته.

دراسات ميدانية

ومن خلال اختبارات الميول التي أجرتها الدراسات الميدانيّة في الأكاديميّة البريطانيّة للعلوم السيكولوجيّة والهادفة لإلقاء الضوء على ظروف الأحداث الجانحين، جرى التوصل إلى النتائج التالية:

- 58% من المُستطلَعين يعتقدون أنّ الاختلاف أو التباين مع الأهل هو بسبب اعتقاد الشابّ أو الفتاة، أنّه مُمسك بزمام التقنيّات الحديثة والتعامل الماهر معها، كالكمبيوتر وأجهزة الاتّصال والبرمجيّات، وغيرها من وسائط التكنولوجيا المتنوّعة. فبينما يعتبر أنّه مطّلع على كلّ ما هو جديد ومتفاعل معه ومواكب له، يعتقد بالمقابل، أنَّ الأهل مُتخلفون عن مواكبة أسباب التقدّم والتكنولوجيا الحديثة، والتفاعل معها.

- 43% من المُستطلَعين يرون أنَّ مرحلة الصراع لإثبات الهويّة، قد تستمرّ مدّة طويلة وربّما سنوات من عُمْر الفرد. وقد تأخذ الصراعات المحتدمة بين الآباء والأبناء، أشكالاً من العدوانيّة أو النفور، أو التمرّد على الأهل أو الوقوف ضد المُحيط...!؟

- ترى 62% من المُستطلَعين في عيّنة إحصائيّة عشوائيّة من الأسر في الدول العربيّة، أنّ أشكال الرّفض أو الخلاف بين الأهل والأبناء قد تتطوّر إلى أعمال عدوانيّة، ربَّما تصل إلى حدِّ ارتكاب جريمة أو الاعتداء الجسديّ المباشر في بعض الأحيان..

- ويرى علماءُ النفس والاجتماع أنّه، من الناحية النفسيّة – السلوكيّة، تُصاحب مرحلة صراع الأجيال بين الشاب وأسرته أو بيئته، حالات من التوتّر أو الانفعال في سبيل تأكيد الذات والإمساك بزمام المعارف وصياغة القرار المستقلّ.! وهذه الظواهر تُرافق عادة مراحل نموّ الفرد الفيزيولوجيّ، كما هي الحال في نُضوج نموّه الفكريّ.

مقترحات وحلول

إنّها مشكلة أجيال وقيم وعادات متوارثة. تتغيّر وفقًا لمتغيّرات الحياة وسرعتِها، مع كلّ ما تحمِلُه من تحديّات وتوازنات ومتطلّبات مادّية، تفرض نفسها على كلّ المنظومة الاجتماعيّة والحياتيّة، حيثُ الأهلُ والأبناء مِحوَرَي حركتِها وديناميَّتِها.

وفيما يلي مجموعة من الحلول والمقترحات تصُبُّ في خانةِ معالجةِ ما يُعرف بأزمةِ الهويّةِ لدى الشباب، أو بصراع الأجيال داخل الأسرة:

• التفهُّم الواعي من قِبَل الشباب للدورِ الهامّ الذي يقوم به الوالدان في رعاية مسيرة ابنهم. فهم قدّموا عمرَهم وتعبَهم في سبيل سعادة الولد وراحته وتأمين مستقبلِه العلميّ والوظيفيّ.

• إنّ العطاء والتفاني من قبل الأهل، يجب أن يُقابَل بالوفاء وحُسن الرعاية من قِبَل الأبناء. وبالتالي ينبغي أن يكون التعامل مع الأهل من منطلَق الاحترام والعرفان بالجميل. وذلك على قاعدةِ الآية القرآنيّة: ((وقُل رَبِّ ارحَمْهُما كمَا رَبّياني صَغيِراً)) (الإسراء: 24).

• الاقتداء بالأهل كقدوةٍ صالحة من خلال التصرُّف الواعي والحكيم الذي يتمثّل في سلوكَ الأهلِ الناضج الذي خبـِر الحياة، فيستفيد من تجاربِهم ويقتدي بسيرتِهم.

• الابتعاد عن أصحابِ السوء والرفقةِ الفاسدة. ذلك أنّ الأصحابَ والرفقاء المنحرفين أو الفاسدين، قد تُتعب الأهل وتجعلُهم يعيشون القلق على أبنائِهم وبسبب عدم القدرة على ضبطِ محيطِهم في هذا الزمن الصعب.

• التخفيف ما أمكن من المتطلّبات التي تُرهق كاهل الأهل وتجعلُهم ينوؤون بأعباءِ الديون والمشكلات الماليّة. وفي هذا المجال من الجيّد أن يُشعر الشابّ أهلَه بالتعاطفِ معَهُم فيما هم فيه من سعي لتأمينِ لقمةِ عيشٍ شريفة، تنهضُ بالأسرةِ وتؤمّنُ مستلزماتِها.

• بالحكمة يبدأ التخطيط لبناء فرد سليم متوازن وفاعل، لينخرط في المجتمع ويؤثّر فيه. وبالتوازن والعقلانيّة يمكن لصراع الأجيال أن يكون منطلقًا لإيجابيّةٍ ترسمُ هويّةَ شبابِنا وفتياتِنا، بعيدًا عن تعقيدات الواقع المنحرف، والأساليبَ الملتويةَ التي قد تجتذب بعض الشباب من خلال بيئات مخرِّبة.

2022/01/04
بيت متوتر بسبب سيطرة الآباء وتمرد الأبناء.. كيف نعالجه؟

أجواء التوتر بين الآباء والأبناء

ردة فعل الآباء نحو الأبناء لا تكون دائما إيجابية، البعض منها يؤدي إلى إشعال فتيل التوتر وتحويل الوسط الأسري إلى ساحة معركة يبسط فيها الآباء سيطرتهم، ويصدر عنها الأبناء ردود أفعال تتراوح بين الخضوع المرضي والتمرد بالمقاومة وكلها أجواء لا تخدم أهداف تكوين أسرة سليمة.

[اشترك]

فما هي المظاهر التي تؤدي إلى التوتر بين الآباء والأبناء؟

- مطالبة الأطفال بالكمال أثناء إنجازهم لواجبات قد تفوق قدراتهم العقلية، ويتخذ الآباء هذا الموقف من خلال حرصهم على تفوق الطفل وسرعة نضجه... فمثلا الطفل لا ينال رضا والديه إلا بحصوله على نتائج متميزة في المدرسة، وإضافة إلى ذلك قد يطالب الآباء الأبناء بالتزام قواعد الكبار في الجلوس وطريقة الأكل والتحية.

- ينظر بعض الآباء إلى اللعب كسبب رئيس في إهمال أبنائهم أو ضعف قدرتهم على التركيز وإهمال الدروس المدرسية وعدم الرغبة في العمل والمثابرة، بل هناك من الآباء من يعتبر اللعب عملا شيطانيا... بينما يعتبر في الواقع ميل الأطفال إلى اللعب وسيلة مهمة للتعلم تعتمد عليها رياض الأطفال الحديثة في مناهجها التربوية، وهو ما أكدت عليه أبحاث علمية توصلت إلى أن المعلمين الذين يعتمدون على وسائل لعب في تمرير الدروس يحققون نتائج تعلم جيدة، ويحبذ أن يشارك الآباء أبنائهم لعبهم.

- يحلم الآباء بمستقبل زاهر لأبنائهم لكن منهم من يقرر ويضع خطة ما يجب أن يسير عليها الأبناء في مشوار التعليم وصولاً إلى العمل... ودوافعهم من ذلك كثيرة، فبعض الآباء قد حُرِموا من الحصول على تعليم عال بسبب ظروف اجتماعية أو مادية قاهرة ومن هنا بعد تنبع الرغبة في رؤية صورة الأحلام المجهضة تتحقق على يد الأبناء.

- الخضوع المستمر لرغبات الأطفال يحولهم إلى أسرى نزواتهم ويبعدهم كثيرا عن مواجهة الواقع ويؤدي إلى عدم قدرتهم على التجاوب مع أي موقف يحمل في طياته الكبت والحرمان سواء كان ماديا أو معنويا، ويصبح الطفل نزقا غير مكترث لعائلته وأسرته، متهورا في تصرفاته داخل البيت وخارجه، سريع الغضب إن لم تلبى طلباته، كذلك الأمر حين يغرق الأهل الطفل بالحاجيات ويفرطون في توفير الخدمات بشكل يفوق حاجيات الطفل الفعلية عندها يشعر الطفل بالملل وتضعف المثابرة، فكل شيء متوفر ولا مكان للجهد والصبر.

- مقارنة الطفل بالآخرين وتذكيره الدائم بنقاط ضعفه، واحتقار إمكانياته... كل ذلك يضعف من قدرته على حل المشاكل. - تداول عبارات مثل "عيب، أنت عار على الأسرة، أنت فاشل لا تصلح لشيء، إن لم تحصل على أعلى درجة في الامتحان لن تكون ابني".

- المبالغة في التوجيه ومراقبة الطفل وإعطائه الأوامر في كل كبيرة وصغيرة، فكثير من الآباء لا يدركون انتقال أبنائهم إلى مرحلة المراهقة بالرغم من أنهم يستشعرون ذلك من خلال عبارات مثل " ابني أصبح لا يطيعني بعد بلوغه الثانية عشر".

- المبالغة في العقاب، فقد يكون الخطأ نتيجة عدم نضج الطفل وعدم إدراكه نتيجة تصرفاته.... لذا فالعقاب يجب أن يكون بعيدا عن الانفعالات الشديدة أو حب الانتقام، فالابن لا يستطيع الفكاك من أهله لذلك نجده يستجيب أمام العقاب بالمقاومة الظاهرة كالتمرد والعصيان أو المقاومة الخفية كالمماطلة والتردد.

بعض سبل الخروج من التوتر العائلي

- إدراك أن مقارنة الأطفال بالآخرين، وإظهار الجزع والقلق واللهفة حول صحتهم وحياتهم قد تتسبب في توليد عقد الذنب والخوف وعدم الطمأنينة لدى الطفل.

- تبسيط مشكلات الآباء الاجتماعية والاقتصادية أمام الأبناء وأن لا يبالغوا في تهويل المشاكل السياسية والحربية التي يمر بها العالم والتي تدخل للبيت عبر الفضائيات.

- عدم المبالغة في مظاهر القلق والانفعال.

- استشارة أخصائيين نفسيين واجتماعيين كلما استدعت الحاجة.

- إتاحة الفرصة للأبناء أن يعبروا عن مشاعرهم وطموحاتهم وذلك بتشجيع الحوار وخلق أجواءه المناسبة.

- يجب على كل أفراد الأسرة إبداء اهتمام خاص ببعضهم البعض.

- التعاون والتشارك فيما بينهم أثناء مواجهة الأسرة لصعوبات، وهذا لا يعني منح الأطفال إمكانية الاستقلالية واثبات الشخصية.

العلاقات الاسرية

2021/12/29
هل تعاني من ’ضغوطات مالية’ بسبب طلبات الأسرة؟

الاقتصاد العائلي 

الإنفاق مسؤولية الرجل هذا حق، ولكن لا يعني هذا الانفاق بلا حساب ولا كتاب.. لا يعني أن تقدم المرأة كل يوم قائمة متخمة بالطلبات، لا يعني التعامل مع الرجل وكأنه خازن لكنز لا يفنى!

[اشترك]

الأسرة تحتاج إلى رئيس يدير ميزانيتها ويشخّص الحاجة ويشخّص طريقة الانفاق وينظم اقتصاد العائلة بشكل يحفظ لها كرامتها وانسانيتها.

هناك حاجات ضرورية، وهناك لوازم كمالية فليس من المنطقي أبداً الضغط على الرجل من أجل تلبية حاجة كمالية مع علم المرأة أن زوجها قد يضطر للاستدانة من أجل تلبية طلبها!

الرجل يفكر في تغطية النفقات الضرورية: تسديد فواتير الماء، الكهرباء وتوفير مبلغ مناسب للحالات الطارئة.. ولذا فإن الاقتصاد يعد ركناً هاماً في تدبير دخل وميزانية الأسرة وصدق الذي قال: ما افتقر من اقتصد.

هناك أولويات في الإنفاق، وهناك نظام في تدبير اقتصاد الأسرة وفي كلِّ الأحوال يعدّ الإسراف، والتبذير والبخل الشديد من الأمراض الأخلاقية التي تترك آثارها السيئة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

قال اللّه‏ عزوجل: «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً».

ويقول الامام الصادق (ع): «ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر».

ويقول في مناسبة أخرى:

«أربعة لا يستجاب لهم أحدهم كان له مال فأفسده يقول: يا ربّ ارزقني فيقول: ألم آمرك بالاقتصاد».

وسأل عبداللّه‏ بن أبان الامام موسى بن جعفر عن النفقة على العيال فقال: «ما بين المكروهين: الإسراف والاقتار».

والرجل العاقل المدبّر يجتنب ما أمكن الاستدانة الاّ في الحالات الخاصّة ولا يهتمّ كثيراً بالوسائل الكمالية.

كما أن الاستغراق في شراء الحاجات غير الضرورية وأن يوفر في الظاهر رفاهً كاذباً ولكنه يسلب الأسرة حلاوة البساطة في العيش.

كما أنه ليس من الضروري والمنطقي أن يستدين المرء من أجل شراء سيارة أو شحن منزله بالسجاد الثمين!

صحيح أن كسب المال أمر هام، ولكن الأهم كيفية إنفاقه والإستفادة منه في إسعاد الأسرة.

وليس دخل الأسرة المعيار الوحيد للرفاه في الحياة.. فكم من الأسر التي تتمتع بدخل ممتاز، ولكن عندما تراقب حياتها تجدها دائماً في ضيق.. لماذا؟ لأنه لا يوجد نظام اقتصادي في حين نجد كثيراً من الأسر تتمتع برفاه مناسب.

لا لشيء الاّ لأن الأسرة تعتمد نظاماً معيشياً متزنا.

ولذا فإنّ من مصلحة الأسر أن يتفاهم الرجل والمرأة حول حجم الانفاق وأولوياته.

وهناك نقطة حياتية جداً وهي وعي الهدف الأساس من المال والثراء حتى لا ينسى المرء في غمرة الحياة الهدف، أو تتحول الوسيلة الى هدف.

المال من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل المال.

المال من أجل رفاهية الأسرة وليس العكس.

وعلى المرء أن يعي ذلك جيداً، فمسألة تأمين الكساء والغذاء والدواء يلزمها سعي وعمل لتوفير المال اللازم لتغطية النفقات اللازمة، وهنا لا ينبغي للمرء أن يستغرق في إعداد هذه النفقات ثم ينسى الهدف ليتحول المال اللازم إلى ثروة مكدّسة.

والرجل يتحمّل مسؤولية أخلاقية وسيكون موقفه محرجاً لو عرّض أسرته الى حالة تشبه العوز ولديه ما يستطيع إنفاقه من أجل الترفيه عنها.

يقول النبي محمد (ص): «ليس منّا من وسّع عليه ثم قتّر على عياله».

ويقول الإمام موسى الكاظم (ع): «إنَّ عيال الرجل اسراؤه فمن أنعم اللّه‏ عليه نعمة فليوسّع على أسرائه فان لم يفعل أو شك أن تزول النعمة».

وعن الإمام الرضا (ع) قوله: «ينبغي للرجل أن يوسّع على عياله لئلاّ يتمنّوا موته».

وروي عن الإمام علي (ع) قوله: «أطرفوا أهاليكم في كلِّ جمعة بشيء من الفاكهة كي يفرحوا بالجمعة».

المصدر: كتاب نحو حياة دافئة الشيخ إبراهيم الأميني

2021/12/28
لكيلا يتمرّدن عليكم.. وفروا ’الدفء والحنان’ لبناتكم!

يذهب كثير من الباحثين إلى أن المراحل الأولى من نمو البنت وخاصة في الجانب النفسي هي أهم مرحلة في بناء شخصية الفتاة، وإذا علمنا أن السنوات الخمس الأولى من عمرها إنما تقضيها بين أحضان أسرتها فإن مسؤولية الوالدين تتأكد في هذه المدة.

[اشترك]

وإن من أهم واجبات الوالدين تجاه البنت توفير الدفء والحنان والشعور بالأمان والرعاية النفسية بما يجعلها تقتنع بأنها في عالم لا ترغب في التمرد عليه أو الاستغناء عنه، أو البحث عن بدائل أخرى أكثر تجاوبا وتفهما لنفسيتها وحاجاتها.

فالبنت التي تشعر بأن أباها قريب منها يلامس شعرها ويقبّل خدها و يحضنها ويلعب معها هي محصّنة نفسيا بإذن الله ضد أي انحراف أو إغراء يمارس عليها خارج أسرتها بدعوى مصلحتها والإشفاق عليها.

ودليل هذا أن كثيرا من التقارير الجنائية تعزو انجراف الفتاة نحو الرذيلة والسلوك المخل بالحياء إلى سوء المعاملة الوالدية والإهمال للبنت في صغرها، فيتولد لديها شعور بالحرمان العاطفي تريد إشباعه بأي طريقة عند غيرهما، بل بعض الدراسات الميدانية تصرّح فيها البنت بكل مرارة أن أباها ما قبّلها يوما أو احتضنها حينا.

ومن صور الإشباع السلبي أن بعض المعلمات تتفاجئ باعترافات تلميذتها المراهقة حين تصارحها بأنها تشعر بميل وانجذاب عاطفي نحوها لا يفارقها ليلا ولا نهارا وأنها أصبحت عالمها الوحيد الذي لا يفارق مخيلتها، بل ربما زاد الأمر على حده إذا أشعرت أستاذتها بالانزعاج والقلق من اهتمامها بغيرها وربما أدى ذلك بدافع الغيرة الوهمية إلى كره زميلاتها في الفصل اللواتي ينافسنها معلمتها ومثلها الأعلى.

إن هذه الصور السلبية وغيرها ليدعو بإلحاح إلى ضرورة الاهتمام النفسي والرعاية السلوكية للبنت الصغيرة وهي في محضن الأسرة تتفيأ في ظلالها أنس الحب وقبلة العطف ولمسة الحنان يغدقها الأبوان باستمرار على صغيرتهما فلا يحوجانها إلى غيرهما.

ولا يظن الأب أن توفير الحاجات المادية لابنته من جوال وسائق ومصروف يومي وغرفة مؤثثة بكل ما يلزم كفيل بإشباع حاجاتها النفسية، بل ربما يكون لهذا أثر سلبي على سلوك الطفلة حين تسيء استخدامها، إذ يكرس دلعها ويشعرها بأنها كبيرة لها مطلق التصرف فيما تملكه.

وتزداد الحالة سوءً إذا كانت البنت أكبر من أخيها الصغير الذي يحظى باهتمام الوالدين المبالغ فيه من احتضان وتقبيل على مرأى أخته التي ما عوملت بهذا اللطف في صغرها.

الأسرة والطفل

2021/12/25
’الأمومة’ فن صناعة الإنسان.. لا تصلح لأي امرأة!

د. علي القائمي:

الأم هي الإنسانة التي تقوم بحمل صغيرها بين أحشائها قرابة تسعة أشهر، ومن ثم تقوم بتربيته والعناية به، وإنها لا تطمح بجزاء مادي أو معنوي لقاء أتعابها.

[اشترك]

إنها العين الساهرة والمراقبة، تسهر الليالي من أجله، لا من أجل أن يأخذ بيدها في سنوات العجز والمشيب، وتضع حياتها في أوقات كثيرة على حافة الموت من أجل عزيزها، ولا تريد له سوى الخير والسعادة والهناء، فالأم ملاك من ملائكة السماء على الأرض استعارت جسد الإنسان وتتصف بالصفات السامية والقدسية والملكوتية.

ما هي الأمومة؟

الأمومة حالة ترى أن الصفات السامية للجمال تتجسم في تربية ورعاية أبنائها، ومن أجل ذلك تضحي بكل الأشياء وتتنازل عن رغباتها الخاصة، وللوصول إلى سعادة أبنائها، فهي لا تميز بين القبيح والجميل.

الأمومة فضيلة ملكوتية، تجسدت في كيان الإنسان الترابي وتجلت فيها جميع معاني الصراحة، الصدق، الحب، الصفاء، العدل، والتقوى الجميلة، إلى جانب اسم الأم تجد الفضيلة، الحب، الإخلاص، التضحية بالمال وترك ملذات الحياة والراحة.

الأمومة، علم عميق وأصول دقيقة تجدها في أعماق ربة المنزل، والتي تؤدي إلى الكمال والتخصص في تربية الأبناء بدون أي طمع أو مصلحة خاصة، وإن أي خطأ أو اشتباه سيؤدي إلى ضياع جيل وفساد مجتمع، والمراقبة من المجتمع، لا شك سيؤدي ذلك إلى ظهور مجتمع محب ومتكامل يريد الخير للجميع.

الأمومة، فن ظريف وجميل متقن، والعمل فيه يستوجب زمناً يتم العمل فيه بدقة متناهية وتخصص کافي ونتيجة هذا الفن الظريف هي تربية ابن بار، محب، عادل، يحب الخير للجميع، متكامل، ويعمل من أجل رفع راية الحق.

قلنا إن الأمومة فن، ذلك لأن عمل الأمومة تربية الأبناء، وصناعة الإنسان، تربية الرجال الأخيار، ووضع الأسس الأخلاقية والإنسانية، وصنع مجتمع صالح للغد القادم ومسك زمام وقلب المجتمع النابض، وإدارة العائلة وتنظيم أمورها، وإن هذه الأعمال لا يمكن أن يقوم بها إنسان جاهل أو بسیط ساذج.

خصائص الأم

الأم حب بدون شروط، حب وأحاسيس، حب دون أن يتدخل فيه العقل، ثري وعميق وأعمق من أي حب آخر، حب لا من أجل مادة أو جزاء معنوي، حب ضروري لإنسان جديد، لا حول له ولا قوة، إنسان لا

يستطيع الدفاع عن نفسه حتى مقابل بعوضة، حب الإنسان بحاجة ماسة لهذا الحب لنموه ووجوده، حب الإنسان بريء.

للأم عواطف جياشة مليئة بالحب والحنان والتضحية والإيثار، لتربية أبنائها وإنقاذهم من مخاطر الحياة، ومن أجله تستسلم لمخاطر الحياة وتنسى ملذاتها ولحظاتها الجميلة حتى وإن كانت من دون عودة.

الأم مضحية، وهذه التضحية مظهر من مظاهر شرف الأمومة، تنسى نفسها من أجل تحقيق أهداف ابنها، إنها وأمام جمال الدنيا وسعادتها لا ترى سوى عزيزها، ولا يستبدل ابنها بأي شيء كان، فهي تسهر الليالي الطويلة، تراقب ابنها المريض بقلب ولهان دون أن تشعر بالتعب والعجز حتى لحظة واحدة .

وظائف الأم

من الخطأ أن نعتبر عمل الأم، عملا بسيطة ومتواضعاً، فإن مقامها ليس بأقل من مقام مدير عام أو تصدي لوزارة. فالأم الجيدة أحسن من مائة طبيب و مهندس، وإن مقامها أرفع من مقام مائة معلم ومربي، فهي التي تربي الإنسان، تعلمه الأدب والمعرفة، تعلمه الأخلاق، عملها صناعة الإنسان، زرع الحب والفضيلة في نفسه، زرع الحب المعنوي في النفوس فالأم الجيدة تضخي بغرورها وملذاتها من أجل عزيزها، حتى أنها على استعداد تام لسد دفاتر حبها وحياتها لمدة زمنية وفتح صفحات جديدة في حياتها من أجل تربية ابنها ونسيان ذاتها، وإن هذه التضحيات في الحقيقة يجب أن نقف أمامها موقف إجلال وتعظيم.

شروط الأمومة

من الخطأ أن نعتبر أن شروط الأمومة تعني حمل الطفل قرابة تسعة أشهر ومن ثم الولادة والرضاعة، وعدم الاهتمام بالأمور الأخرى. ومن شروطها تنميط الطفل وتغيير ملابسه، فلكي تكون الأم أماً بالمعنى الحقيقي عليها تربية الطفل بالمعنى العلمي والصحيح والذي يؤكد عليه الدين الإسلامي الحنيف، حيث يبدأ عمل الأم الحقيقي من الساعات الأولى للحمل، وينتهي دورها مع انتهاء فترة التربية الأساسية، وإن مسؤولية الأم في هذه المدة هي التربية الجسدية والعقلية، وبالتالي صناعة الإنسان.

والمهم في هذا المجال إلمام الأم بالمسائل التربوية والصحية والنفسية والاجتماعية، حتى تتمكن من تطبيقها في تربية ابنها، إنها بحاجة ماسة إلى الإنصاف والمتانة والقوة والثقافة والبعد الفكري والقدرة على صناعة النفس، المساحة والتضحية، الحب، ورعاية أصول التعادل والعدالة والموازنة في جميع جوانب الحياة والابتعاد عن الأفكار الصبيانية. لذا وعلى هذا الأساس، فليس كل امرأة يليق بها عمل الأمومة، وإن المرأة التي لا تفتخر بعملها كأم من الأرجح ألا تكون أماً.

مسؤولية الأمومة

إن صعوبة دور الأمومة يكمن في مسؤوليتها الصعبة تجاه نفسها وزوجها وأولادها والمجتمع والله عز وجل، إنها وقبل أن تقوم بصناعة الآخرين عليها أن تقوم بصناعة نفسها وإن ذلك لا يعتبر أمراً سهلاً وبسيطاً .

المصدر: كتاب دور الأم في التربية

2021/12/25
قتل وسحر وجنس: هدايا كارتون ’الأنمي’ لأطفالنا!

«الأنمي» والإيحاءات الجنسية للأطفال

د. جاسم المطوع:

دخل عليّ شاب عمره 11 عاما وشعره لونه أزرق فلما سألته عن سبب صبغ شعره باللون الأزرق، قال أنا أحب إحدى شخصيات الأنمي يصبغ شعره أزرق، وأم اتصلت علي لأتحدث مع ابنتها بعمر 15 سنة وأحاورها لأنها بدأت تتبنى أفكار إلحادية وتشك في وجود الخالق ولما سألتها عن مصدر معلوماتها قالت لي حلقات الكارتون (الأنمي)، وطفل عمره لم يتجاوز 7 سنوات حاول أن يذبح أخوه الأصغر تقليدا لما شاهده في الكارتون (الأنمي)، وطفل عمره 8 سنوات حاول الانتحار بسبب رؤية مشاهد الكارتون (الأنمي)، وطفل طلب من والديه أن يكون من عباد الشيطان.

[اشترك]

إن 60 بالمئة من نسبة الكارتون في العالم هو (أنمي)، والأنمي نوع من الرسوم المتحركة القادم من الثقافة اليابانية، وأغلب مواضيعه عن العنف والقتل الدموي والسحر والشعوذة واللعب بالأرواح والشياطين والجن والتحكم في قوى الطبيعة وإحياء الموتى والدخول في دائرة التأله.

إن الأرباح التي يحققها الأنمي سنويا 2 تريليون دولار أي ما يعادل 17 مليار دولار وهي ميزانية دولة، وأكثر المتابعين للأنمي من فئة المراهقين والكبار، لأن المراهق في الغالب يكون غير راضٍ عن أسرته ومجتمعه ويعيش بشعور الفردية ويحب الانتماء، والأنمي يخاطب مشاعره ويزيده عزلة وانطوائية، ولهذا فإن (الاوتاكو) تعني ملازمة المنزل وتطلق على المهوسين بالأنمي، فيصبح الطفل مدمنا لمتابعة الأنمي وينعزل مع الوقت ويكون أصدقاؤه مدمنو الأنمي.

فالأنمي مدروس بشكل متقن، (فالكودومو) كارتون يستهدف الأطفال، (والشونين) يستهدف المراهقين الذكور، (والشوجو) يستهدف المراهقات البنات، (والسينين) يستهدف فئة الشباب، (والهانتاي) هو الأنمي الإباحي، (والياوي) يركز على مشاهد الشذوذ بين الذكور، أما (المانجا) فهي قصص مصورة يابانية مؤلفها ياباني وأحداثها تدور باليابان ويحبها الأطفال ليتابعوا الأحداث التي تم تشفيرها في مسلسل الأنمي، كما أن أنمي (يوغي) يشكك في وجود الله ويردد عبارات مثل (لا أهتم إن الإله موجودا أم لا) أو (لا أصلى أبدا للإله) أو (الإله لا شيء سوى فكره صنعها رجل ليخيف الناس) وهكذا.

وقد عملت أكثر من دراسة تبين أثر مشاهدة الأنمي في التحرش والاعتداء الجنسي على الآخرين، ففي دراسة مَسحيّة أُجرِيت في أحد الجامعات البولندية Polish University) ) على 6463 طالبا متوسط أعمارهم 14 سنة، ونُشِرت في شهر مايو عام 2019 وخلَصَت إلى أنّ 78.6بالمئة من الطلاب تعرّضوا للإباحية عبر مشاهد الأنمي.

ولعل أهم سؤال هو كيف نتعامل مع أبنائنا المحبين لهذا النوع من الكارتون؟ والجواب هو لابد أن نقسم الأطفال إلى قسمين: الأول المدمن للأنمي وهذا لابد من عرضه على مختص لوضع خطة علاجية مع متابعة الأهل له، والقسم الثاني وهم أكثر الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة الأنمي ولكن ليسوا مدمنين، ففي هذه الحالة على الأهل أن يتخذوا عدة إجراءات تربوية، منها مشاهدة الوالدين ما يشاهده الأبناء والجلوس معهم لمعرفة ذوقهم وما يحبون، ثم مناقشتهم بالأفكار التي يشاهدونها ليوضحوا لهم ما الصواب والخطأ، وعمل برامج وأنشطة حركية لشغل وقت فراغ الأبناء حتى لا يكون ارتباطهم بالأنمي كثيرا، وبناء المراقبة الذاتية عند الأبناء من خلال غرس الوازع الإيماني والديني في قلوبهم بطريقة محببه، وضبط وقت المشاهدة حسب عمر الطفل حتى لا يتعلق ويتحول لمدمن للأنمي، ومراقبة تصرفات الأبناء ومعرفة مصدرها لمعرفة مدى تأثرهم بما يشاهدون وفي بعض الحالات ننصح بمنع المشاهدة لو كان التأثير كبير على تفكيرهم أو سلوكهم، أما في حالة لو لاحظ الوالدين أن الطفل بدأ يميل للعزلة بسبب الأنمي أو يظهر عليه سلوك العصبية أو الاكتئاب فلابد من التحرك سريعا لعلاج الحالة حتى لا تزيد.

2021/12/23
أفلام ويوتيوبرز: 6 أساليب جديدة لنشر الإلحاد بين الشباب

أساليب الإلحاد الخفية في كسب الشباب

كتب د. جاسم المطوع:

نتمنى أن يكون للوالدين إدراك ومعرفة بالأساليب الخفية التي تصل لشبابنا وبناتنا بموجة الإلحاد الجديدة، وهذه الأساليب سهلة وانتشارها رائج بين الشباب في أمور الطاقة المستحدثة والتأملات والاسترخاء بما يدعى بـ "السابليمينل" وهي عبارة عن تأكيدات مكررة ومرافقة لموسيقى هادئة وجميلة تعمل على تخزين الأفكار في العقل اللاوعي لتتحلل وتتحقق في الواقع، وأصبحت تستخدم كثيرا في اليوتيوب لترويج الفكر الإلحادي من خلال إضافة الكلمات المطلوبة كتوكيديات.

[اشترك]

والوسيلة الثانية من خلال الألعاب الإلكترونية والبلاي ستيشن والإكس بوكس، وهذه الألعاب بالسلوكيات التي فيها تؤثر على الفكر، مثال على ذلك لعبة تحدي الحوت الأزرق الذي يطلب من الشخص الانتحار بعد 90 يوم وشهدنا حالات أذيعت عن ضحاياها، أو لعبة الفورت نايت والتي تتيح التحدث مع شخصيات من الملحدين مع المراهقين وتعليمهم رقصات معينة، ونجد أن الكثير من الساعات المهدرة في هذه الألعاب تقلل من أهمية الصلاة وتجعل الشخص قد يكره الصلاة لا إراديا.

والوسيلة الثالثة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فالتويتر والفيس بوك تحديدا هما أكثر منصتين سهلت عملية انتشار الفكر الحر الإلحادي لعدة أسباب، منها السرية والحصانة فيستطيع الناشطون مثلا عمل حسابات مغلقة على فيس بوك لتسهيل التحاور معهم وطريقة الجذب التسويقي للفكرة، أما التويتر فمن خلال نشر التغريدة القصيرة التي تثير الفضول للبحث وتكوين قاعدة كبيرة من المتابعين يؤثر نفسيا في الفرد بأن ينضم ويتابع لهذه الفئة، وكذلك سهولة التواصل مع أشخاص من ثقافات أخرى لديهم وجهات نظر مختلفة تدعم الفكر الإلحادي، كما أن هوس الشباب بشبكات التواصل الاجتماعي قد يحمس بعض الشباب بأن يدعو للإلحاد لهدف زيادة عدد المتابعين.

 والوسيلة الرابعة من خلال متابعة الأفلام والبث ذات الطابع التلقيني مثل "نت فلكس" و "أمازون برايم" وغيرهما من الشبكات التي أنتجت وروجت للعديد من الأفلام الوثائقية التي تحمل طابع الفكر الفلسفي عن الخالق، ومنها أحد أشهر السلاسل الوثائقية للممثل مورغان فريمان (قصة الله).

والوسيلة الخامسة هي إلحاد العديد من الفنانين والمشاهير المعروفين وإعلان رأيهم عن الخالق والوجود، وهذا يؤثر نفسيا بشكل كبير على الشباب ويفتح لهم آفاق البحث والقراءة حول هذه الأفكار وتقليدها.

أما الوسيلة السادسة فهي من خلال اليوتيوبرز من الشباب المتحدثين في الظواهر الفيزيائية والمواضيع السياسة والأمور الفلسفية ونحوها، وما يدمجونه في حديثهم فيه إثارة للفكر الإلحادي والتساؤلات للمتابعين مثل تسجيل حلقة لأحد المشاهير في اليوتيوب بالسخرية من قصة سورة الكهف، وغيرها من تفسيرات للقرآن والأحاديث خاطئة تأخذ المعنى الظاهري للنص ويتم انتقاده من خلال نظريات علمية غير موثقة

فهذه ستة أساليب غير الكتب والجلسات الحوارية المباشرة والقنوات الفضائية تركز على مفهوم الإلحاد بطريقة ذكية وعصرية، لأن الفكر الإلحادي له أكثر من وجه، فالوجه الأول وهم من ينفون وجود الخالق تماما، والوجه الثاني من يقول لا ندري هل الخالق موجود أم غير موجود فيشككون بالثوابت الدينية والعقدية من خلال طرح أسئلة تشكيكيه على الشباب ويسمون أنفسهم بالعقلانيين، أما الوجه الثالث وهم الذين ينكرون الحساب والعقاب والدار الآخرة ولكنهم يؤمنون بوجود الخالق، والشباب في الغالب لا يدققون في المعلومات التي يستقبلونها من شبكات التواصل الاجتماعي أو الأفلام والألعاب، كما أنهم ليس لديهم معرفة واضحة بدينهم ومعتقدهم فيختارون الأسهل والأنسب لهم فكريا وبما تمليه عليهم شهوتهم وليس عقولهم أو علمهم، فوعي الوالدين بهذه الأساليب يمنع من تغلغل الإلحاد الخفي لنفوس أبنائنا.

2021/12/21
لماذا يكره بعض الأبناء آباءهم؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

"أكره أبي".. أسباب كُره الأبناء لآبائهم

في تحليل كره الأبناء لوالديهم وتحديداً الأب سنجد العديد من العوامل والأسباب التي تخلق هذه المشاعر عند الأبناء، قد يكون تقدير الأبناء لبعضها مبالغاً به أو غير صحيح، لكنها بالمجمل تحرك كره الأب لدى الأبناء ذكوراً وإناثاً، ونذكر من أبرز أسباب كره الأبناء لوالدهم:

[اشترك]

1-  قسوة الأب وسوء معاملته لأبنائه: ليس من الغريب أن تكون قسوة الأب سبباً رئيسياً لتوليد مشاعر الكره والبغض عند الأبناء، خاصّةً عندما تكون هذه القسوة مستمرة وتعبر عن نفسها من خلال الإساءات الجسدية واللفظية، والتي تتراكم لتخلق شعوراً بالكره وربما الحقد والرغبة بالانتقام من الأب.

2- الإهمال العاطفي للأبناء: لا يكفي أن يمتنع الأب عن الضرب أو الإساءة اللفظية لأبنائه؛ فالإهمال العاطفي حتى وإن لم يترافق مع معاملة سيئة سيكون سبباً وجيهاً لمشاعر كره الأب.

3- غياب الأب وانشغاله: يشعر الكثير من الأطفال بأنهم منفصلون تمامًا عن آبائهم، في بعض الأحيان، تتجذر المشكلة لأن الأب يعطي الكثير من وقته وطاقته لمهنته، وقد يكون بمثابة الحاضر الغائب، إلا أن الأبناء بحاجة إليه للاضطلاع بدور الأب، ما يجعلهم يشعرون بالخيبة لانشغاله أو غيابه عنهم.

4- تخلي الأب عن مسؤولياته: ليس غريباً أيضاً أن نسمع قصصاً عن الآباء الذين يرحلون فجأة تاركين وراءهم أطفالهم، أو الآباء الذين يستلقون في البيت يشاهدون التلفاز دون أن يتحملوا أي جزء من المسؤولية المنوطة بهم، هذا النوع من الآباء سيكون جديراً بالكره.

5- تعامل الأب مع فترة المراهقة: التغيرات الكبيرة التي تطرأ على سلوك الأبناء وطريقة تفكيرهم في مرحلة المراهقة قد تنعكس أيضاً على استجابة الآباء، وإساءة إدارة مرحلة ما حول البلوغ تعتبر عاملاً حاسماً في العلاقة المستقبلية بين الأبناء والآباء.

6- السخرية والاستهزاء من الأبناء: سخرية الأب من ابنه واستهزائه بقدراته وإمكانياته، وإهانته أمام الآخرين خاصة أمام من هم في نفس سنه وإطلاق الألقاب السيئة عليه...إلخ، تتسبب يوماً بعد يوم بتراكم مشاعر الكره والبغضاء عند الطفل أو المراهق، هذه المشاعر التي قد ترافقه مدى الحياة!

7- جرح والدك شخصاً تحبه: قد لا يدرك بعض الآباء أن طريقة تعاملهم مع أفراد الأسرة تنعكس على مشاعر الجميع تجاه الأب ورب البيت، فالأب الذي يهين زوجته وأم أطفاله قد يحصد نتيجة ذلك كرهاً وضغينة من أبنائه.

8- الأخلاق والسلوكيات السيئة: يكره الابن أباه عندما يشاهده في حالات الانحراف السلوكي مثل شرب الكحول بإفراط أو العلاقات النسائية أو لعب القمار أو تعاطي المخدرات أو مشاهدة الأفلام الإباحية...إلخ، وعندما يواجه الطفل بنفسه نتائج ذلك أمام المجتمع.

9- بخل الأب: مأساة الأب البخيل من التجارب القاسية والتي غالباً ما تنتهي بعلاقة متوترة بين الأب وأبنائه بعد أن يصبحوا قادرين على القيام بأنفسهم، لأن البخل لن ينعكس فقط على الكماليات ورغبات الأبناء الثانوية، بل على صحتهم وتعليمهم وصورتهم الاجتماعية؛ اقرأ مقالنا عن مأساة الأب البخيل.

10- التمييز بين الأبناء وغياب العدل: عدم العدل بين الأبناء وتفضيل الأب أحد أبنائه على بقية الأبناء يخلق في داخلهم شعوراً سلبياً سينتهي إلى أن يكرهوا والدهم، بل أن الطفل المميز قد يكره والده أيضاً عندما يعي نتيجة التمييز في التربية على أخوته.

11- الهوس بالسيطرة: حرمان الأبناء من المساحة والحرية في استكشاف وتجربة وتطوير شخصياتهم الفردية في سنواتهم المبكرة، يعني وجود مشاكل كثيرة عند نضوجهم، لنقل أن ذلك له علاقة بتغيّر موازين القوى عندما ينضج الأبناء ويمتلكون قراراتهم، ولن يغفروا حرمانهم من المشاركة بصناعة مستقبلهم عندما كانوا يافعين.

تأثير كره الأب على حياة الأبناء

لا شك أن كره الأب من التجارب التي تنعكس بشكل كبير على مستقبل الأبناء وشخصيتهم وحتى على تربيتهم لأبنائهم في المستقبل، ويمكن أن نذكر أبرز آثار كره الأب على حياة الأبناء كالآتي:

1- تشير الدراسات إلى أن الرفاه النفسي للآباء أنفسهم يؤثر بشكلٍ كبير على نمو الأبناء وتطور شخصياتهم، فعندما يكون الأب قاسياً أو يمر بحالات مزاجية متقلبة؛ سينعكس ذلك بشكل مباشر على نمو الأطفال وتطورهم، فما بالك إذا وصل الأمر إلى كره الأب!

2- يفقد الأبناء الذين يكرهون آباءهم المثل الأعلى، حيث يكتسب الأبناء الذكور المثل لأعلى من الأب بشكل أساسي، وعندما تتولد مشاعر الكره لديهم تجاه الأب سيفقدون هذا المثل ويتخبطون بحثاً عن شخص آخر يتمثلون به.

3- كذلك الأمر بالنسبة للفتيات، حيث تفقد الفتاة جزءاً كبيراً من استقرارها النفسي بسبب مشاعر الكره التي قد تكنها لوالدها، ما قد ينعكس على نظرتها للرجال عموماً وعلى علاقتها الزوجية في المستقبل كما سنقرأ في تجارب مجتمع حِلّوها.

4- يعيش الطفل الذي يكره أباه صراعاً داخلياً من الغيرة والحسد تجاه أقرانه، ففي الكثير من المواقف يشعر بغيرة خانقة وحسد مؤلم، كما في الحالات التالية:

  • عندما يحضر الآباء الآخرون الأحداث الرياضية لمشاهدة أطفالهم يلعبون، ولا يحضر والده.
  • يقضي الآباء الآخرون وقتًا في الذهاب للصيد أو لعب الكرة مع أطفالهم.
  • يتكلم الآباء الآخرون ويضحكون مع أطفالهم.
  •  يخبر الآباء أطفالهم أنهم يحبونهم.
  •  يبدو أن الآباء الآخرين مثل الآباء "الحقيقيين".
  •  يقوم الآباء بمدح أبنائهم أمام الآخرين.
  •   عندما يمدح الأقران آباءهم.
  •   وعندما يلبي الآباء رغبات أبنائهم المادية والمعنوية، فيما لا يحصل الطفل من أبيه على شيء.

5- مشاعر كره الأب قد تتحكم بخيارات الأبناء المستقبلية، فالطفل بمجرد أن ينتقل إلى مرحلة المراهقة سيبدأ باتخاذ خيارات هدفها الأساسي التمرد على سلطة الأب، مثل ترك الدراسة أو ترك المنزل أو الاتجاه إلى سلوكيات انحرافيه.

6- كره الأب قد يرافق الأطفال طيلة حياتهم، ما قد يدفعهم للتعبير عنه صراحة في مرحلة الشباب والرشد، بل أن بعض الأبناء يتخلون تماماً عن رعاية آبائهم في الكبر كنوعٍ من الانتقام.

7- كما يؤثر كره الأب على طريقة تعامل الأبناء مع أبنائهم في المستقبل، لكن بشكل لا يمكن التنبؤ به، بعض الأبناء عندما يكبرون يحاولون تقديم صورة مختلفة عن الأب في تربيتهم لأبنائهم، والبعض الآخر يستنسخ التجربة ذاتها.

إصلاح العلاقة بين الأب والأبناء

إذا كنت تريد أن تكون أبًا أفضل لأطفالك؛ لا بد إذاً أن تبدأ بمعالجة الأسباب التي ولّدت الكره في قلوبهم، وإليك بعض النصائح لإصلاح العلاقة بين الآباء والأبناء:

1- ابدأ بفهم المشكلة: يجب أن تحاول فهم أسباب المشاعر السلبية التي يكنها أبناؤك لك، حاول أن تفهم ما يجعلهم يكنون مشاعر غير طبيعية تجاهك، وابدأ فوراً بعلاج الأسباب مهما كانت.

2- اقضي وقتًا ممتعًا مع أطفالك: أحد أكثر الأمور التي تحتاج إلى تحسين الوقت الذي تقضيه مع طفلك، والمهم هو نوعية الوقت الذي ستقضيه مع أبنائك، وننصح بالقيام بالأمور التالية:

  •  اقرأ كتابًا بصوت عالٍ.
  • العب معهم لعبتهم المفضلة.
  •  العب معهم في الهواء الطلق.
  •  شاركهم إنجاز المهمات المختلفة.
  •  شاركهم برامجهم المفضلة على التلفاز.
  •  اسألهم دائماً عمّا يرغبون بفعله معك.
  • فاجئهم دائماً بالترفيه واللعب والمزاح.

3- شاركهم تفاصيل حياتهم: إن إظهار الاهتمام بالأطفال يختلف جذرياً عن الرقابة الأبوية الصارمة، ومشاركة الأطفال حياتهم يختلف عن التحكّم بها، حيث يمكنك أن تشارك أطفالك تفاصيل حياتهم ليومية من خلال:

  • اسأل طفلك كيف كان يومه في المدرسة.
  •  اسأل طفلك عن كل أصدقائه وعلاقته معهم.
  •   أخبره عن طفولتك وتجاربك المختلفة.
  •  أعطه المجال للحديث عن مجريات يومه دون أن تلعب دور المحقق.
  •  خصص وقتاً للاستماع لما يريد طفلك قوله دون أسئلة.

4- عبر عن حبك لأطفالك بشكل مباشر: التعبير عن الحب أكثر ما يهم الأطفال، ويشمل ذلك التعبير اللفظي المباشر عن الحب، والتعبير غير اللفظي من خلال التصرفات والاهتمام والهدايا وما شابه، إضافة إلى أهمية التواصل باللمس فهو من لغات الحب عند الأطفال.

5- اطلب المساعدة: عليك ألا تتردد بطلب المساعدة ليس فقط لعلاج أطفالك من مشاعر الكره ومعرفة التقنيات الأنسب لاستبدالها بمشاعر الحب الطبيعية، بل أيضاً لتتمكن أنت كأب من التعامل مع مشاكلك السلوكية والنفسية التي تؤثر على أطفالك، مثل الغضب والعصبية الزائدة أو إدمان العمل أو غيرها.

حِلّوه

2021/12/20
في بيتنا ’مراهقة’ عنيدة.. 7 نصائح من خبراء للتعامل معها

إن حياة الفتيات خلال سني المراهقة تتغير وتتنوع باستمرار، ففي الوقت الذي يلتزمن فيه بمجموعة من التصورات والاعتقادات ويجعلنها منهاجا لهن في الحياة، قد يبادرن في ذات الوقت الى القيام بأفعال وتصرفات تتنافى واعتقاداتهن.

[اشترك]

إن حياتهن تبدو حالمة وخيالية وسطحية في الوهلة الأولى، لكنها عميقة وحقيقية وجديرة بالبحث والمناقشة في واقع الحال.

أجل، فإن السائد في عالم الفتيات المراهقات، من سلوك وتصرفات وأفكار، قد لا يكون مورد رضى وتأييد أولياء الأمور لكنه على أية حال هو ما يردنه ويهتمن به في حياتهن.

نصائح هامة للأمهات للتعامل مع المراهقات:

1- حاولي القراءة حول مرحلة المراهقة بشيء من التفصيل ومعرفة خصائص هذه المرحلة وطبيعتها حتى تستطيعي التعامل مع أبنتك في ضوء ذلك.

2- حاولي التعامل مع ابنتكِ بالهدوء التام وعدم الغضب وتعاملي معها ضمن ما يسمى بسياسة الاحتواء واحذري أن ينفذ صبرك، وقد لا تظهر نتائج هذا التعامل الهادئ بشكل سريع لكنه فعال بحسب المتخصصين.

3- حاولي مع باقي أخواتها في البيت ذكوراً وإناثاً ووالدها إعطائها حيزاً كبيراً من التقدير والاحترام وهو ما يسعى إليه المراهق لتحقيق ذاته، ومن ذلك إسناد بعض المهام إليها في المنزل مثل المشاركة في تقدير ميزانية المنزل وشراء بعض الحاجيات الخاصة بالعائلة.

4- شغل وقت فراغها بما يفيد حتى لا يبقى لها وقت فراغ كبير.

5- حاولي إيجاد رفقة صالحة لها لأن المراهق يسعى إلى تكوين ما يسمى بـ (الشلة) وقد ثبت في كثير من الدراسات أن المراهق يتأثر بأقرانه أكثر مما يتأثر بوالديه ويمكن لك أن توجدي لها صديقات من خلال زيارة مدرستها والتعاون مع مديرة المدرسة أو بعض المعلمات الناصحات في هذا الصدد أو من خلال بناء علاقات طيبة مع بنات عمها أو بنات خالها أو محيط الأسرة بشكل عام ولا مانع من إخبارهم سلفاً بوضعها والتعاون معهم لحل قضيتها والتأثير عليها.

6- يتوجب على الأم تقبل هذه المرحلة باعتبارها مرحلة نمو طبيعية لكنها هامة في حياة ابنتها، فتتحلى بالصبر وهي تناقشها ولا تتشبث برأيها وتستمع الي وجهة نظرها وتحاول أن تجعلها تفهم وجهة النظر المخالفة لأن عناد الطرفين لن يفيد.

7- ينصح المتخصصون الأم أن تكون صديقة لابنتها تحاول أن تفهم ما تمر به الابنة من تقلبات وتغيرات نفسية وأن تحترم مشاعرها مع وضع حدود واضحة وصريحة ومرنة في نفس الوقت لكي تمر هذه المرحلة بسلام.

الأسرة والطفل الشيعي

 

2021/12/19
خطفت ولدي: نزاع مستمر بين ’العمة و الچنة’.. الزوج في ورطة!

النزاع المستمر بين العمة والكنه؟

 كثيراً ما يحدث نزاع بين العمة وزوجة ابنها وغالباً ما يحصل هذا النزاع مع زوجة الابن الأكبر الذي يتزوج أولاً.

[اشترك]

لان أم الزوج تعتقد أن ولدها ملكها وقد حملته وهناً على وهن وأرضعته من حليبها وسهرت عليه الليالي وربّته بتعب وعناء وهذه المرأة الغريبة بنظرها تأتي تأخذه منها جاهزاً.

 لو حصل نزاع من هذا القبيل، فما هو تكليف الزوج؟ وما هو تكليف الزوجة؟

لابد أن نعرف اولاً كما أن الأم لها حقوق فالزوجة أيضاً لها حقوق، فيجب احترامها ولا يجوز تكليفها بأي عمل غير واجب عليها ويحرم مشاكستها وإيذائها.

فليس من البر أن تأمر زوجتك بخدمة والدتك بل البر أن تخدم انت أمك بيدك، أما إذا أمرت زوجتك بذلك وهي غير راضية فقد ظلمتها وكنت من الذين حبطت أعمالهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا!

 تكليف الزوج كالتالي:

 إذا كان الاعتداء من زوجته فيجب ردعها ونهيها فان لم تنتهِ فالأفضل ان يطلقها ويستبدل غيرها.

اما إذا كان الاعتداء من والدته، فيجب تنبيهها برفق على خطئها فإن انتهت والا فالأفضل له اسكان زوجته في بيت مستقل، لسببين:

 1. لكيلا يظلم زوجته فالواجب على الزوج هو المحافظة على زوجته من أي اعتداء.

 2. لكيلا يظلم والدته لأن والدته باعتداءاتها المتكررة على زوجة ابنها تكون ظالمة والظالم مصيره النار حتماً إن لم يتوب من ظلمه، فإخراج زوجته من البيت يكون إنقاذ لوالدته من الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.

ويجب على الزوج أن لا يفضّل زوجته على والدته وأن لا يجلب هدية لزوجته إلا أن يجلب هدية لوالدته ويحاول قدر الامكان أن يصطحب أمه مع زوجته في السفر، كي لا تحس الوالدة أن ولدها تغيّر عليها.

تكليف زوجته كالتالي:

التودد الى أم زوجها وجعلها مثل أمها وتقديم الهدايا لها فالهدية تلين القلب وتذهب بالجفاء وخدمتها ما أمكن وأن توصي زوجها بالإحسان لوالدته وخدمة والدته.

شبكة الأسرة والطفل الشيعي

2021/12/19
تخلّي المرأة عن مهامها في البيت ’مغادرة للفطرة’

أهمية البيت

للبيت أهميته البالغة في التربية، فمن طريقه تحقق البيئة الاجتماعية آثارها التربوية في الأطفال، فبفضله تنتقل إليهم تقاليد أمتهم، ونظمها، وعرفها الخلقي، وعقائدها وآدابها وفضائلها، وتأريخها، وكثير مما أحرزته من تراث في مختلف الشؤون، فإن وفق المنزل في أداء هذه الرسالة الجليلة حققت البيئة الاجتماعية آثارها البليغة في التربية، وإن فسد المنزل، فإن الطفل حتما يفسد، ولا تكون له أية شخصية.

[اشترك]

إن المنزل يقوم بأكثر من دور في حياة الطفل، فهو المنبع الطبيعي للعطف والحنان، فمنه يستمد حياته المطمئنة الهادئة «1». وقد عني الإسلام به عناية خاصة فأمر بأن تسود فيه المحبة والمودة، وترك الكلفة، واجتناب هجر القول ومره، فإن لذلك أثرا عميقا في تكيف الطفل، وإذا لم يوفق البيت لأداء مهمته، فإن الطفل يصاب بانحرافات خطيرة، منها القضاء على شعوره بالأمن، وتحطيم ثقته بنفسه، وغير ذلك مما نص عليه علماء النفس.

إنعزال المرأة عن التربية

وكانت المرأة فيما قبل مستقرة في بيتها تعنى بتربية أولادها، والقيام بشؤون زوجها، وكانت تقوم مقام المعلم بين أبنائها مشتركة مع الرجل في ذلك.. أما في هذه العصور فقد خرجت الزوجة لتقوم بأعمال تشابه أعمال الرجل، وأصبحت شؤون المنزل والقيام بمهامه عملا ثانويا بالنسبة لها. وأصبحت المرأة في كثير من الدول ترى أن إنجاب الأطفال يتعارض مع قيامها بتولي الوظائف العامة، الأمر الذي نجم منه تحديد النسل، وعدم التفكير في إنجاب الأطفال.

ومما لا شبهة فيه أن المرأة مسؤولة عن تهيئة الجو الاجتماعي والنفسي لنشأة الأطفال نشأة سليمة متكاملة، وقد نجم من تخلّيها عن هذه الوظيفة كثير من المضاعفات السيئة، وكان من أهمها انهيار الأسرة، فقد أصبح التقاء المرأة بزوجها وأطفالها التقاء سريعا، وأصبحت الأسرة في نظر الكثيرين أكثر شبها (باللوكاندة) من دون أن يوجد ذلك الرباط الاجتماعي والنفسي الذي يربط بين أفراد الأسرة، والذي يدعوهم دائماً إلى وضع مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار «2».

إن خروج المرأة من البيت قد أوجب حرمان الطفل من التمتع بحنان أمه، وذلك لمزاولتها العمل، وتركه لها أكثر الوقت، ومن الطبيعي أن تغذيته الاصطناعية.

وتعهد المربية لشؤونه لا يسد مسد حنان الأم وعطفها، فقد أثبتت التجارب العلمية أن الطفل لا ينمو، ولا يترعرع على حليب أمه فحسب، بل على عطفها وحنانها، وهذا الغذاء العاطفي لا يقل أهمية عن الغذاء الجسدي في تنمية شخصيته ومن هنا جاءت أفضلية التغذية الطبيعية من ثدي الام على التغذية الاصطناعية، فإنها تخلو غالبا من شعور الطفل بحنان أمه. ومن هنا يحسن في الأطفال الذين يحرمون من التغذية الطبيعية أن تضمهم أمهاتهم إلى صدورهن حسب ما ينصح به أطباء الأطفال «3».

وعلى أي حال فإن الطفل لا ينشأ نشأة سليمة إلا إذا أخذ حظه من الحب والحنان من أمه، وهو - في الغالب - قد حرم من هذه الجهة حين انعزال المرأة عن التربية.

وقد نعى على المرأة خروجها من بيتها جمع كبير من علماء التربية والاقتصاد والنفس، ونعرض لكلماتهم من دون أن نعلّق عليها.

يقول الفيلسوف الكبير (برتراندرسل): «إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة، وأظهر الاختبار أن المرأة تتمرد على تقاليد الأخلاق المألوفة» «4».

ويقول العالم الاقتصادي جون سيمون: «النساء قد صرن الآن نسّاجات وطبّاعات، وقد استخدمتهن الحكومة في معاملها، وبهذا فقد اكتسبن بضعة دريهمات، ولكنهن في مقابل ذلك قد قوّضن دعائم اسرهن تقويضا. نعم ان الرجل صار يستفيد من كسب امرأته، ولكن بإزاء ذلك قلّ كسبه لمزاحمتها له في عمله.» «5».

ويقول العالم الاجتماعي (أجوست كونت): جوابا عن سؤال قدمته (هيركور) تسأله عن رأيه في المرأة فأجابها: «ان حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية إذا جرت على النسق الذي تريدينه، كما هو حالة الرجل، فيكون أمرها قد انتهى فإنها تصير مستعبدة مملوكة» «6».

وتقول الكاتبة (أني رورد): «لأن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة، والعفاف والطهارة. الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان كما يعامل أولاد البيت، ولا تمس الأعراض بسوء. نعم إنه العار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، ما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال سلامة لشرفها.» «7».

يقول الأستاذ شفيق جبري: «إن المرأة في أمريكا أخذت تخرج من طبيعتها في مشاركتها للرجل في أعماله، ان المشاركة لا تلبث أن تتضعضع بها قواعد الحياة الاجتماعية، فكيف تستطيع المرأة أن تعمل في النهار، وأن تعنى بدارها وبأولادها في وقت واحد، فالمرأة الأمريكية قد اشتطت في هذا السبيل اشتطاطا قد يؤدي في عاقبة الأمر إلى شيء من التنازع بينها وبين الرجل» «8».

يقول (سامويل سمايلس): «إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما تنشأ عنه من الثروة للبلاد، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوّض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية.» «9».

تقول السيدة أمينة السعيد: «إن الجهل ما زال منتشرا في النساء، وإن التشريعات العائلية بصورتها الراهنة أحق بالعلاج من دخول البرلمان. والبيت في رأيي جنة، ما بعدها جنة، واستقرار المرأة فيه يعادل آلاف الحقوق السياسية.» «10».

هذه بعض الآراء التي أدلى بها جمع من المفكرين - وهي من دون شك - تحمل طابعا كبيرا من السمة العلمية، فإن خروج المرأة من بيتها، ودخولها في المعامل، ومزاحمتها للرجل في عمله واقتصاده مما أدى إلى عجزها عن القيام بوظيفتها في تربية النشء فإنها لم تعد إلى المنزل إلا وقد أضناها العمل واستنزفت الأتعاب جميع قواها، فكيف تتمكن من تربية أطفالها تربية سليمة، ومن الطبيعي أن ذلك يشكل خطرا جسيما على النشء يعرّضه إلى الإصابة بكثير من الأمراض النفسية، وعدم الاستقامة في سلوكه، حسب ما دلّل عليه علماء التربية والنفس.

الهوامش:

(1) عوامل التربية: ص 90، التعليم: ص 87، الأسرة والمجتمع: ص 19.

(2) الدستور السوفييتي: المادة 122.

(3) أسس الصحة النفسية: ص 75.

(4) الإسلام والحضارة العربية: 2 / 92.

(5) مجلة المجلات: ص 17

(6) دائرة معارف وجدي: 8 / 605 - 606.

(7) مجلة المنار: 4 / 486.

(8) أرض السحر.

(9) نظرية العلاقة الجنسية في القرآن الكريم: ص 94 - 95.

(10) علمتني: ص 24.

المصدر: كتاب النظام التربوي في الإسلام

 

 

 

2021/12/16
فساد وإهمال: ثروة عظيمة من خيانة المجتمع!

خيانة مجتمع!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

للأسف فإن بلادنا المسلمة أصبحت مضرب المثل في الفساد الاداري، والذي هو تعبير في غالبه عن خيانة العاملين لمقتضى الأمانة في أعمالهم.. فترى لهذا السبب ما أن تهطل السماء برشة مطر حتى تظهر الفضائح، وإذا بالميزانيات المليارية ـ لا المليونية ـ تتكشف عن أوضاع بائسة!

[اشترك]

وبمقارنتها ببلاد أخرى تجد أنها لم تصرف على مشاريعها حتى عشرة بالمائة مما أنفق في بلادنا المسلمة، ومع ذلك تتعايش مع المطر طوال السنة من دون مشكلة! لصدق العاملين وشدة الرقابة على التنفيذ! ونحن تتحول الأحياء إلى بحيرات، والشوارع السريعة إلى سيول وتجرف المنازل!

وأمر مدراء المؤسسات والمراكز والشركات أكثر تعقيدًا، لأن امكانات الخيانة وفرصها كبيرة جدًا، والقدرة على التستر أسهل إلا من عصم بدين و(خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) أو ضمير يقظ، وعرف أن سمعته الأخلاقية، هي قيمة الحياة التي ترخص دونها مئات الملايين، وأنه لا يستطيع أن يتصور نفسه يومًا ما قد قبض عليه بتهمة الخيانة لمنصبه أو المال، وأنه يقف أمام القانون لمواجهة الحكم عليه!!

إن إمكانات الخيانة من جهة وسهولة التستر عليها لعدم وجود جهات تفتيش أو عدم جدية الموجود بل وكون السرقة والاستحواذ هي القاعدة التي يتعامل بها عادة من (هم فوق / أو واصلون) وأنه لا بد أن يمشي مع هؤلاء (فيأكل ويوكّل غيره) من المال العام، هذا كلها يجعل من اليسير على البعض استمراء الخيانة والتعود عليها حتى لو كان أول أمره مستقيمًا!

لقد نقل أحدهم عن بلد مسلم أنه كان في مدينة منه مستشفى ولأسباب مختلفة تصدع هذا المستشفى ولم يعد صالحًا للعلاج، وأفرغ من أطبائه وأجهزته، ولم يعد يستقبل المرضى! إلا أنه بعد اثنتي عشرة سنة من هذا التاريخ لاحظ أحد أبناء تلك المدينة ـ وعن طريق الصدفة ـ أن ميزانية هذا المستشفى كان لا يزال يستلمها المدير من الدولة، ويقدم قوائم برواتب للأطباء، والممرضات، وشراء الأجهزة! وتكاليف سيارات النقل والاسعاف.. وغير ذلك مما يعد بالملايين خلال هذه السنوات، والحال أن المستشفى لم يكن فيه أحد خلال هذه المدة! وكل سنة يستلم ذلك المدير ميزانيته عدًّا ونقدًا! فيأكل في بطنه من تلك النار والحرام!

وفي بلد مسلم آخر، أزكمت الأنوف رائحة ما سمي بفضيحة السونارـ إن صحت ـ وذلك أنه مع تصاعد التفجيرات في ذلك البلد كانوا يحتاجون لجهاز يدوي يكشف وجود متفجرات في السيارات العابرة، وطريقة عمله أنه مع وجود (أو الاشتباه بوجود) متفجرات في السيارة يعطي إشارة بميلان الهوائي إلى جهتها، وقامت جهة بعقد صفقة مع شركة غير معروفة، وفي المقابل استلمت نصيبها الخاص من الشركة تلك في مقابل ارساء الصفقة معها، ليكتشف بعد عدة سنوات، وبعد أن تزايدت التفجيرات مع مرور السيارات المتفجرة من نفس هذه النقاط! ليكتشف بعد ذلك أن هذا الجهاز لا يعدو لعبة من الألعاب، ولا يكتشف شيئًا! وأنه لا يساوي عشر معشار القيمة المحسوبة له.

إن هذه الخيانة لم تكن ذات بعد واحد وهو البعد المالي، وإن كان حراما إلا أن فيها بعدا أعظم وهو فقدان المئات من المسلمين حياتهم، على أثر دخول السيارات المفخخة التي لا يكتشفها ذلك الجهاز المغشوش وموت هؤلاء الضحايا المطمئنين إلى أن منطقتهم منطقة آمنة!! ولا ريب أن من غش في هذا وخان الأمانة وأكل المال الحرام بسبب ذلك سيوقف على منصة الحساب الالهي يوم القيامة!

والخيانة في العمل قد تصعد خطورتها إلى مستوى فقد الأبرياء لحياتهم أو أعضائهم أو أموالهم، مثلما لو كان مهندس يغش ويخون في المقادير لكي يوفر على نفسه أو على من يتفق معه، ويربح من الأمراض الاخلاقية: نظرة جديدة في

وراء ذلك مقدارًا من المال، فيكتب التقرير أو يمضي العمل، حتى لا تمضي غير فترة قصيرة، ينتهي الأمر بالبناية أو البيت أن يسقط على رؤوس ساكنيه!

والمشكلة الأكبر في تقديرنا ليست هي الخيانة والسرقة فقط، وإن جلت وعظمت، وإنما بالإضافة لذلك هي ثقافة مدح الخيانة.. طبعا لا يقوم أصحابها بالقول إن الخيانة حسنة! فلا أحد يقبل ذلك! وإنما يغيرون عنوانها، فيقال هذه شطارة.. ويقال لصاحب المنصب الجديد: خليك شاطر! او تعلّم من أين تؤكل الكتف! وأن فلان استطاع خلال فترة قصيرة أن يصنع له ثروة عظيمة! وفي هذا من التلميح ما يغني عن التصريحات!

مع أن تغيير العنوان لا يغير من الواقع شيئًا، الخيانة وأخذ ما ليس بحق يبقى خيانة وسرقة وأمرًا محرمًا، ولو وضعت عليه عشرات اللافتات! وأكل الكتف إن كان حلالًا ومن مالك فهو ممدوح! وإن لم يكن كذلك فهو عمل محرم وقبيح وسرقة.. ولا يختلف عن عمل اللصوص في شيء! وبناء الثروة إن كان من خلال الجهد والكسب النظيف فهو ممتاز ويثنى على صاحبه ويقدم كنموذج، وأما لو كان بالطرق الملتوية، والدروب المحرمة، وأكل ما ليس بحق فهو كسابقه في الحرمة واللصوصية!

هل من الممكن أن نتورط في خيانة الأعمال مع أننا لسنا مدراء ولا أصحاب شركات ولا وكلاء تسويق؟

 الجواب: نعم! كل شخص من الممكن أن يكون وفيًا بعقده مع جهة عمله ومن الممكن أن يكون خائنًا! فإذا كان الاتفاق بيني وبين جهة عملي أن أكون في محل الدوام والعمل ما بين الثامنة صباحًا إلى الثانية ظهرًا.. لكني آتي للعمل في التاسعة وأخرج بعد الصلاة في الثانية عشر لجلب الأولاد من المدارس ثم حيث لم يبق إلا القليل من الوقت لا يستحق الأمر الرجوع إلى مقر العمل، فأتركه.. هذا مع تخلل وجبة الافطار والشاي وما يتبع ذلك أثناء هذه الفترة ولا ينسى أيضًا فترة الصلاة وما قبلها من الاستعداد لها! سوف ترى أن هذا الإنسان لا يفي بأكثر من 50% من عقد عمله! ومع ذلك يريد أن يستلم راتبه كاملًا ولو نقص منه ريال واحد أقام الدنيا ولم يقعدها!

ألا يعد هذا من خيانة العهد والعقد الموقِّع؟ وخصوصا إذا كان الأمر يرتبط بإنجاز حاجات المسلمين وقضاياهم!

إن مثل هذا بحسب القواعد لا يأكل ماله بالحق وإنما يأكل بالباطل. والقرآن الكريم يقول (لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ). والأعجب حين يتصور هذا الموظف نفسه متفضلًا على من يراجعه، بأنه سينجر معاملته! والحال أن من يراجعه هو المتفضل عليه، فلولا حاجات الناس هذه لما كان لهذا الموظف عمل يدر عليه المال، ويحميه من البطالة! وأقرب كلمة على لسان البعض منهم: راجعني غدًا. أو بعد اسبوع! مع أنه لا يحق له ذلك شرعا! الواجب عليه أن يؤدي عمل هذا المراجع ما دام ليس مشغولًا بعمل أسبق منه أو أهم منه! وأما لأنه لا يريد اليوم إنجازه وإنما يريد فعل ذلك غدًا مع وجود وقت لديه، وإمكانية في القيام به، فهذا أيضًا يحرم عليه! وهو خيانة للعقد الموقع بينه وبين طرف العمل.

وللأسف نلاحظ هذه العادات السيئة عند بعض الموظفين! وكأنه يمن على من يراجعه عندما يقوم بعمله! أو حتى يطلب من بعض الناس مالًا في مقابل القيام بذلك العمل! فإنه يأخذ هذا المال حرامًا وسحتًا!

المصدر: كتاب الأمراض الاخلاقية: نظرة جديدة في عوامل السقوط

2021/12/15
هل تعاني من تدخّل الآخرين في تربية أولادك؟.. طرق مهذّبة لمنعهم

تدخل الآخرين بتربية الأطفال وإيقاف التدخل بتربية الأبناء

كتب عامر العبود:

ممّا لا شك فيه أن التربيةَ مسؤولية ثقيلة ومحصورة بالأب والأمّ قبل أي أحد، وإن كان هناك إسهامات ضرورية لا بد منها من قبل الهيئات والمؤسسات التعلمية عبر كوادرها التربوية المتخصصة، وإسهامات تربوية من قبل الأجداد وأقارب الدرجة الأولى.

[اشترك]

إلّا أنّ هذه الإسهامات أو المشاركة في التربية لا يجب أن تخرج عن الإطار الذي يرسمه الآباء الأسوياء، ويجب أن تعمل كداعم للأهداف التربوية التي يحددها الآباء الأسوياء وألّا تتناقض معها بأي شكلٍ من الأشكال.

في هذا المقال نسلِّط الضوء أكثر على تدخل الآخرين بتربية الأطفال، من خلال مراجعة أنماط تدخل الآخرين بتربية الأبناء وتأثير تدخل الأهل أو الأقارب على تربية الطفل وحالته النفسية، كما نحاول أن نرصد أهم أساليب منع تدخل الآخرين بتربية الطفل وإيقاف التدخلات غير المرغوبة بتربية الأبناء، وغيرها من النقاط المهمة فيما يتعلق بتدخل الآخرين بتربية الأطفال.

أنماط تدخل الآخرين بتربية الأطفال

بمجرد ذكر تدخل الآخرين بتربية الأطفال، أول ما يخطر على بالنا تدخل الأجداد في تربية الأحفاد -من جهة الأب والأم- وتدخل الأعمام والعمات والأخوال والخالات بتربية الأطفال، وعلى الرغم من أن هذه الحالة هي الشائعة من تدخل الآخرين بتربية الأطفال، إلّا أن هناك أنماطاً أكثر تعقيداً وعمقاً من التدخلات التربوية غير المرغوبة، ونذكر لكم أهم أنماط تدخل الآخرين بتربية الأطفال كالآتي:

1- تدخل الأهل في تربية الأبناء: وهذه الحالة كما ذكرنا هي الأكثر شيوعاً، حيث يعمد الجد والجدة بشكل رئيسي إلى التدخل بتربية الأحفاد بشكل مباشر أو غير مباشر، كذلك يفعل أخوة وأخوات الأب والأم، وعادةً ما يمكن التمييز بين نمطين لتدخل الأهل بتربية الأبناء:

- التدخل المباشر بتربية الأبناء: حيث يقوم الجدان بانتقاد النمط التربوي الذي يتبعه الأب والأمّ بشكل علني وأمام الأولاد، ويحاولون تغيير هذا النمط بطريقة مباشرة، بل أنهم في بعض الأحيان يقومان بوضع نظامٍ موازٍ للثواب والعقاب يختلف عن نظام الأب والأمّ، وغالباً ما يعكس تدخل الأهل المباشر بتربية الأبناء طبيعتهم المتسلطة أو خشيتهم من فقدان الهوية الثقافية والاجتماعية والدينية التي يحرصون على نقلها إلى الجيل الجديد.

- التدخل غير المباشر أو غير المقصود بتربية الأطفال: حيث لا يكون تدخل الأجداد أو الأخوة في تربية الطفل بقصد تعديل نمط التربية الذي يتّبعه الأب والأمّ، وإنما يقوم المتدخل بإفساد قواعد التربية دون قصد، من خلال التسامح مع الأطفال عندما يقوم الآباء بتطبيق عقوبةٍ ما، أو القسوة على الأطفال عندما يقومون بسلوك لم يعتادوا تلقي العقاب عليه، هذا يحدث مثلاً عندما تفسد الجدة نظام طفلك الغذائي بالكثير من الحلويات والشوكولاتة، أو عندما توبخين طفلك على فعلٍ ما فيحتضنه الجد ويوبخك وينتقد أسلوبك.

2- تدخل الغرباء بتربية الأبناء: والمقصود بالغرباء الجيران والأقارب الأبعد والأصدقاء، وكل من يكتسب تدخله بتربية الأبناء صفة التطفل، حيث يحتاج التعامل مع تدخل الأجداد والأخوة بتربية الأبناء إلى حكمة وهدوء، فيما لا يمكن مواجهة تدخل الغرباء إلا بقول لا كبيرة في وجههم!، لكن هناك طريقة لمنعهم من التدخل بشكل هادئ وسليم سنتطرّق لها لاحقاً.

وتحت هذا البند أيضاً يمكن الحديث عن التدخلات العابرة في تربية الطفل، تدخلات من أشخاص قد لا نعرفهم أبداً، أو قد تجمعنا بهم علاقة سطحية، ولا يكون هدفهم الحفاظ على الطفل أو المساهمة بتربيته بقدر ما يكون هدفهم انتقاد أسلوبك بالتربية والتطفل على الآخرين، كما يحصل مثلاً عندما تحمل طفلك الرضيع بواسطة حزام الظهر -الحمالة- ووجهه إلى الشارع؛ وأنت ترغب بذلك أن يتعرّف طفلك على العالم من حوله، فيقول لك أحد المارة: "ضع وجهه على صدرك، ألا تخاف عليه من الحسد!"، أو تسمع صوتاً من مكانٍ غامض: "هذه الطريقة بحمل الأطفال مضرة للحوض وتسبب التقوس!".

لسان حالك يقول عندها: "هل تعتقد أنك تخشى على ابني أكثر مني!" لكن غالباً ما يكون الأفضل تجاهل هذه التعليقات تماماً.

3- الأساتذة والهيئات التربوية: الهيئات التعليمية في مختلف أنحاء العالم معنية بدرجات متفاوتة في تربية الأبناء إلى جانب تعليمهم، لكن في بعض الأحيان يخرج المعلمون والمربون في المدراس عن حدود مسؤولياتهم ويتدخلون في أمور لا يحق لهم التدخل بها، أو على الأقل لا يحق لهم التدخل بها دون استشارة أولياء الأمور، كمحاولة بعض المشرفات والمعلمات فرض معتقداتهم الدينية على التلميذات والتلاميذ، أو انتقاد بعض المعلمين للمبادئ التي يكتسبها الطالب من أهله انتقاداً غير حيكم، أو التنمر على الطلاب لأهداف تربوية!

4- التدخل الحكومي بتربية الأبناء: تتدخل الحكومات أيضاً بطريقة تربية الأبناء بوسائل عديدة، منها التشريعات والقوانين التي تنظم عملية حماية الأطفال والتشريعات التي تنظم دور الهيئات والمؤسسات المعنية بالعملية التربوية.

في ولاية واشنطن الأمريكية مثلاً كان القانون ينص على أنَّ أي شخص يمكنه التوجه للمحكمة لطلب زيارة تفقدية لأي عائلة بهدف الاطلاع على حالة الأطفال وعرض رعاية أفضل من رعاية الوالدين، وقد ألغت المحكمة الأمريكية العليا هذا القانون عام 2000 بوصفه فضفاضاً.

وهناك جدل في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً حول حق الوالدين بمعرفة المعلومات الشخصية الخاصة بأولادهم في المدارس، حيث يتم منع الوالدين من معرفة بعض الأمور التي تدخل تحت "خصوصية الأبناء".

أما التدخل الحكومي الذي يهدف إلى حماية الأطفال من العنف الأسري والتحرش الجنسي وإساءة المعاملة والعمالة في سن مبكرة، وحماية الفتيات من زواج القاصرات أو التسرب المدرسي؛ فهذا موضوع آخر.

أشكال التدخل بتربية الأبناء

كيف أحدد التدخلات الضارة أو غير المرغوبة بتربية أطفالي؟ وكيف أعرف التدخل الإيجابي بتربية الأبناء؟

تلعب المعايير الاجتماعية التي تميّز مجتمع عن آخر دوراً حاسماً في رسم ملامح التدخلات المرفوضة والمقبولة في تربية الأبناء، حيث ترى بعض المجتمعات أن مسؤولية الجد والعمِّ في تربية الطفل لا تقل عن مسؤولية الأب والأمّ، وكثيراً ما نسمع العبارة المشؤومة التي يقولها بعض الآباء للمعلمين "خذوه جلداً وأعيدوه عظماً" وهي بمثابة تفويض مطلق للتربية بغض النظر عن الأسلوب، ما يعد تخلٍ عن المسؤولية.

ومهما كانت المعايير الاجتماعية والثقافية المختلفة، هناك أنماط سلبية وأنماط أخرى إيجابية من تدخل الآخرين بتربية الأولاد، وحتى لا ندخل في جدلية ما هو سلبي وإيجابي من وجهات نظر مختلفة، يمكن أن نضع قاعدة عامَّة هي الآتية:

"كلُّ تدخُّل يتعارض مع أسلوب تربية الأب والأمّ أو يحاول تعديله دون إذنهما ورعايتهما ومهما كان مصدره، هو تدخل سلبي في تربية الأطفال.

وكل تدخل يؤدي إلى تعزيز الأسلوب والسياق التربوي الذي يرسمه الأهل، ويؤدي إلى تقويم سلوك الطفل بما يتوافق مع توجه أبويه، أو يكون بهدف حماية الطفل من العنف الأسري والآباء غير الأسوياء عبر الأقنية القانونية؛ هو تدخّل إيجابي".

بناءً عليه يستطيع كل أبٍ وتستطيع كل أمٍّ تحديد التدخل السلبي والإيجابي وفق هذه القاعدة، عِلماً أن التدخل الإيجابي ما لم يكن لحماية الطفل من العنف الأسري أو الاستغلال فهو اختياري وغير ملزم ويحق للأهل رفضه بطبيعة الحال.

 

 

تأثير تدخل الآخرين على تربية الطفل ونفسيته

إنَّ الأطفال يميلون إلى استقرار نمط التربية ووجود قواعد واضحة في البيت، ويستخدمون نظام "بالون الاختبار" لاكتشاف ردات الفعل على السلوك، ثم يقومون ببرمجة أنفسهم بناءً على ردة الفعل والاستجابة لكل سلوك يقومون به، بالتالي مجرد وجود أساليب مختلفة أو تذبذب في القواعد أو حتى تساهل متقطع، يفضي إلى إفساد السياق التربوي بأكمله.

بكلمات أبسط، حتى عندما يكون هناك اختلاف في أسلوب التربية بين الأب والأم ينعكس ذلك بشكل مباشر على التزام الأطفال بالقواعد، فما بالك عندما يتدخل شخص آخر غير الأب والأم ويسبب ارتباكاً في التزام الطفل واستجابته.

هذا لن يؤدي فقط إلى ارتباك الطفل وفقدانه للمكتسبات التربوية التي غرسها الأهل لديه، وإنما سيؤدي أيضاً إلى فقدان الطفل احترامه لوالديه أو لجديه أو للمعلمين، أو لجميع الضالعين في عملية التربية من أصلاء ودخلاء.

من جهة أخرى يجب إدراك خطورة المرحلة العمرية التي يمر بها الأطفال حتى تجاوزهم المراهقة، حيث يتلقى الأطفال الأفكار والمعلومات دون قدرة على المحاكمة العقلية المتوازنة، ويتعاملون معها بمشاعرهم ويؤمنون بها من خلال النماذج التي تعرض عليهم، وعندما يحاول أي أحد من خارج الأسرة أو داخلها تقديم معطيات مغايرة ومختلفة أو نماذج متباينة للسلوك المرغوب والممنوع، سيصل الطفل إلى حالة من الارتباك قد تؤثر على مستقبله وبناء شخصيته ومنظومته القيمية والأخلاقية التي تتحكم بسلوكه وإدارة دوافعه.

كذلك يسبب تدخل الآخرين بتربية الطفل انعدام شعوره بالأمان وفقدانه الثقة بوالديه أو بقدرتهما على حمايته، خاصة عندما يتعرض الطفل لتدخلات قاسية في تربيته من الآخرين قد تصل إلى الضرب والتعنيف؛ دون أن يحرك الوالدان ساكناً لإيقاف هذا التدخل، بحجة أن جدّه يحق له ضربه، أو عمّه يحق له تأديبه، وأنّ الخال والد!

تقول الأخصائية النفسية ميساء نحلاوي:

"تعدد المربين يربك الطفل فلا يعرف من المسؤول وكلمة من النافذة، الأمّ والأب هما المسؤولان عن تربية الأطفال، وتدخل الآخرين غير مرغوب به، كما أن تعرَّض الطفل للّوم والتهديد من أيٍّ كان رسالة خاطئة ستؤثر سلبياً على طريقة تفاعله مع الآخرين في المستقبل"

ولا يمكن إغفال تأثير ردة فعل الأب والأمّ على التدخل في تربية الأطفال، فالأطفال يتعلمون المهارات الاجتماعية من الوالدين وطريقة تفاعلهم مع المواقف المختلفة، وعندما يكون رد الوالدين على تدخل الآخرين في تربيتهم للطفل رداً عنيفاً أو مبالغاً به أو ساخراً أكثر مما يجب، يكون بمثابة درسٍ للطفل يعلمه أسلوباً غير حكيم في الرد على الناس والتعامل مع المواقف المشابهة، بل قد يتبع الطفل أسلوب الرد هذا في التعامل مع والديه أيضاً، كذلك الأمر عندما يكون الرد متساهلاً وتجنبياً حيث لا يجب أن يكون، لذلك لا بد من إتقان الرد على تدخل الآخرين بالطريقة الصحيحة.

كيف أمنع وأوقف تدخل الآخرين بتربية طفلي؟

التعامل مع تدخل أهل الزوج في التربية أو تدخل أهل الزوجة أو حتى تدخل الأقارب الأبعد والجيران والأصدقاء، ليس أمراً سهلاً ولا أحد يرغب أن يكون مضطراً إلى الاختيار بين علاقته مع أهله وبين تربيته لأبنائه بالطريقة التي يراها مناسبة، ونقدم لكم بعض النصائح التي تساعد على رسم الحدود للآخرين وإيقاف تدخل الأهل بالتربية بطريقة تلبي الهدف دون إفساد العلاقة بين الأحفاد والأجداد.

إليكم هذه النصائح لمنع وإيقاف تدخل الآخرين بتربية الأطفال بطريقة مهذبة وصحيحة

1- لا تبالغ بردة فعلك على تدخل الآخرين بأطفالك: تدخل الآخرين وتطفلهم على طريقة التربية من أكثر الأمور استفزازاً للآباء والأمهات، فمعظمنا ينظر إلى الأمر كحالة تعدٍ على الأولاد وتعدٍ على الأسرة، لذلك ستكون ردة الفعل الغاضبة والمتوترة هي الأقرب.

لكن يجب علينا أن نحاول امتصاص الغضب ومقاومة الشعور بالتوتر، وأن نتعامل مع تدخلات الآخرين بهدوء ورويّة، خاصّةً تدخلات الأهل والأجداد.

2- تواصل مع الأهل المتدخلين في غياب الأطفال: يجب أن يكون جزء من السيطرة على تدخل الآخرين في تربية الأطفال هو التواصل معهم على انفراد لشرح وجهة نظرنا التربوية وأسلوبنا ومعنى أن يكون هناك قواعد للتربية لا يجب أن يكسرها الآخرون، وسنطلب منهم أيضاً أن ينقلوا إلينا ملاحظاتهم بعيداً عن الأطفال لنقوم بالتفكير بها وتطبيقها بالطريقة الملائمة.

3- قل ما تريد قوله بوضوح واحترام وحزم: يجب أن ننقل مشاعرنا للآخرين تجاه تدخلهم بتربية أطفالنا بصدق، أن نتحدث معهم عن تمسّكنا بحق تربية الأطفال وفق نسق وسياق تربوي واحد يديره الأب والأمّ، وأن نتحدث معهم بوضوح عن تأثير تدخلاتهم على الأطفال، ويجب أن يكون كل هذا الحديث في جو من الاحترام والاستماع ليكون مثمراً.   

4- ابحث عن دوافع الآخرين للتدخل بالتربية: في العلاقات الأسرية سنجد العديد من الدوافع التي تجعل أهل الزوج أو أهل الزوجة يتدخلون بتربية الأبناء، قد تكون هذه الدوافع الحب والعطف والشعور بالمسؤولية، وقد تكون دوافع اجتماعية لها علاقة بخوف الأجداد على الجيل الجديد من الفساد، وقد تكون دوافع شخصية كرغبة العمّات بإغاظة الأم أو استمالة الأولاد لناحيتهن.... إلخ.

5- حافظ على العلاقة الجيدة مع الأجداد: في كل مرة تحاول فيها أو تحاولين منع الجد أو الجدة من التدخل بتربية الأحفاد، لا بد أنَّ تتذكروا أهمية وجود الجدين في حياة الأحفاد ودورهم التربوي، والأجدى أن يكون هناك اتفاق بين الآباء والأجداد على سياق تربوي واحد يلعب فيه الجدان دورهما بفاعلية.

6- تذكر أن الأطفال يراقبون ردة فعلك على تدخل الآخرين في تربيتهم: في كل مرة تحاول فيها منع الآخرين من التدخل بتربية أطفالك لا بد أن تضع أطفالك أنفسهم في الحسبان، عندما تكون ساخراً بشكل مهين سيتعلمون ذلك، وعندما تكون متسامحاً جداً مع تدخل الآخرين بهم سيفقدون احترامهم لك وربما يؤثر ذلك على قوة شخصيتهم أيضاً، يجب أن تصيغ ردودك في المواقف المختلفة بما لا يؤثر على الأطفال أو يفسد سلوكهم أو يؤثر على احترامهم للآخرين.

7- اختر العبارات الملائمة لكل موقف: عندما تحمل طفلك الرضيع ويقول لك أحد المارّة "انتبه ربما لا يستطيع ابنك التنفس" ربما عليك أن تشكره فقط دون أن تعلق أي تعليق آخر وربما تومئ له فقط دون أن تشكره لفظياً حتى، لكن عندما ينتقد أحدهم طريقة اختيار ثياب طفلتك التي تبلغ من العمر سنتين لا بد أن تصده بكل قوتك دون عدائية "شكراً لك لكن هذا قرار خاص" أو "أرجو ألا تسمح لأحد بالتدخل في ثياب أبنائك لأن هذا شأن الآباء"، وبطبيعة الحال يجب أن تصمم الردود بناء على العلاقة التي تجمعك بالمتطفل أو المتدخل ومدى عمق تدخله وتطفله.

أخيراً... رغبة الأهل بالاستقلال بتربية أطفالهم مفهومة ومشروعة، لكن التدخل وأحياناً التطفل من الآخرين جزء لا يتجرأ من الحياة الاجتماعية، لذلك يجب التفكير بأساليب التعامل مع هذه التدخلات بعناية وحرص، ليس فقط للحفاظ على الأمان الاجتماعي للأسرة، وإنما أيضاً للحفاظ على سلامة الأطفال النفسية والسلوكية.

 

 

2021/12/15
عدد المخالفين يكبر.. شوارعنا بلا أخلاق!

كتب محمد الحسيني:

تصرفات الناس في الشارع تعطي انطباعا عن الحالة الأخلاقية للمجتمع، هذه قاعدة بسيطة يمكن تطبيقها في أي مكان في العالم، حيث يتشكل الانطباع، سلبا أو إيجابا، عن أي بلد، بناء على ما يراه الناس في الشوارع.

[اشترك]

ونحن للأسف أصبحنا نعاني من انحدار واضح في أخلاقيات الشارع، انحدار نلمسه بشكل يومي في شوارعنا، سواء كنا مشاة أو كنا نقود مركباتنا، وأكاد أجزم أن هناك شكوى يومية من أغلب الناس حول ما يحدث في شوارعنا من سلوكيات غير سوية ومزعجة.

لقد أصبح منظر السيارات التي تعاكس السير لتجنب أزمة مرورية على إشارة ضوئية مألوفا، بل إن البعض توقف عن انتقاده، وأصبحنا نرى عدد المخالفين يكبر يوميا، مع أن هذا التصرف ينم عن استهتار بالآخرين، لأن من يفعل ذلك كأنه أعطى لنفسه أفضلية عن الملتزمين بمسارهم، وضرب عرض الحائط بكل أخلاقيات القيادة، والكارثة أن هؤلاء يعتبرون ما يقومون به “شطارة”، بينما هو في واقع الأمر أحد أشكال قلة الأدب.

تقف بسيارتك أمام أحد المحال بشكل قانوني، وعندما تعود، تجد أحدهم وقد أوقف سيارته بشكل مزدوج خلف أو بجانب سيارتك، فلا تستطيع المغادرة إلا عند حضور الأخ الذي أعطى لنفسه حق تأخيرك، والمصيبة أن جزءا منهم لا يكلف نفسه عناء الاعتذار، أو حتى الإيماء لك برأسه أو الإشارة بيده، فيركب سيارته متجاهلا لك وكأنك غير موجود، وإذا تحدثت معه، فقد يؤدي ذلك إلى مشكلة، وقد تسمع كلاما لا يرضيك، هذا إن لم تتطور الأمور إلى أكثر من ذلك.

أحدهم قد يغلق مدخل كراج عمارة كاملة أو كراج منزل، بكل برودة أعصاب، وآخر مستعد للدخول بسيارته أمامك بسرعة جنونية، ليكسب ثواني إضافية، وبعض المشاة يصر على عبور الشارع بطريقة تعرضه وتعرض المركبات للخطر، مع أن جسر عبور المشاة لا يبعد عنه إلا أمتارا قليلة، وآخرون ينظرون إلى تجاوز الدور باعتباره “شطارة”. والبعض تجده يجوب الشوارع بحثا عن مشكلة من أي نوع، ناهيك عن التحرش اللفظي أو حتى البصري بكل أنثى تمر أمام عيون البعض، وغير ذلك الكثير من السلوكيات التي تجعل مرورك في الشوارع تجربة مزعجة.

الغريب في الأمر أن أغلب الناس ينتقدون هذه التصرفات والسلوكيات، ولذلك من حقنا أن نسأل: إذا كنا جميعا نعارض هذه التصرفات، فمن الذي يرتكبها ويقوم بها؟ من الذي يلقي القمامة من سيارته في الشارع، ومن الذي يدخن في الأماكن التي لا يجوز فيها التدخين، ومن الذي يغلق الشوارع ويطلق النار في الأعراس؟

لا أريد أن أنظّر كثيرا، فنحن جميعا جزء من المشكلة بطريقة أو بأخرى، لكن علينا إدراك أن علاج مثل هذه المشاكل لا يكون من خلال الشعارات والاعلانات فقط، فما هو مطلوب يتلخص في أمرين: الأول، إصلاح التعليم، بحيث تكون المدارس المكان الطبيعي لبناء السلوك الإيجابي، والثاني، تفعيل القانون وتطبيقه على الجميع، حتى يكون رادعا لكل من يفكر في تحويل شوارعنا إلى شوارع بلا أخلاق.

2021/12/13
ليتني هي.. كيف تتأثر المراهقات بـ ’المسلسلات المدبلجة’؟!

مخاطر المسلسلات والبرامج الهابطة

يوجد نوعان من المسلسلات والبرامج تجتاح القنوات ويتابعها العوائل والمراهقون وهي: المسلسلات العربية والمسلسلات المدبلجة (التركية، الهندية، الكورية، المكسيكية وغيرها)، وأكثر المسلسلات المدبلجة تترجم صوتيًا بطريقة يخيل للمشاهد أن الممثل نفسه يتكلم، ولها مخاطر جمة قد يغفل الكثير عنها وقد يتغافل الأكثر.

[اشترك]

نذكركم ببعض ما تدسه تلك البرامج والمسلسلات من قيم وأفكار في البيوت وعند شريحة النساء خاصة والمراهقات باعتبارهن أكثر ميولًا لتلك المسلسلات:

١- تغريب المرآة

أي جعل المرأة المسلمة كالمرأة الغربية باستعمال مصطلحات براقة وداخلها أجوف خاوٍ، مثل: حرية المرأة ومساواتها مع الرجل.

بالنسبة للحرية التي يزعمونها وهي أن تترك كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية وراء ظهرها ولا يهمها شيء وتعمل ما بدا لها، ويجعلون المرأة تتخلى عن مسؤولياتها في مملكتها وبيتها وتترك الأولاد وشؤون البيت، وهذا ما يفتك بالمجتمع باعتبار أن المرأة نصف المجتمع وهي من تربي النصف الآخر، فيضربون بذلك كل المجتمع.

مساواتها مع الرجل بأن تفعل ما يفعل وتأخذ كل حقوقه، في الحقيقة هو ظلم لها، لذلك نجد الإسلام أعطى لكل من الرجل والمرأة حقوق وواجبات واعتبر المرأة درة مصونة من واجبات الرجل أن يعمل ويتعب لكي يسعدها وأعطاها واجبات وحقوق تناسب فطرتها وأنوثتها، وهذه هي العدالة الحقيقية وهي أن يُعطي كل منهما ما يناسب طبيعته وفطرته.

٢- من الأفكار التي تنشرها تلك المسلسلات والبرامج هي إباحة الاختلاط بين الجنسين وتبادل الكلام اللطيف والمزاح والمفاكهة والاختلاء وجعله أمرًا طبيعيًا وحسنًا، وهو في الواقع من أخطر الأمور التي تهدم المجتمع، فإن الشرع ولم يُحرمه عن فراغ، بل لأنه يؤدي الى خراب البيوت والأُسر.

٣- جعل الخيانة الزوجية والعلاقات المحرمة مبررًا لأي خلاف بين الزوجين ومن الطرفين فالمرأة تخون زوجها بحجة الفراغ العاطفي ويصورونه بشكل جميل وليست فيه مشكلة.

وكذلك بين غير المتزوجين أيضًا يبيح الزنا سواء زنا المحارم أو غير المحارم.

بينما هو في الواقع من أكبر الكبائر ويؤدي إلى تورطهما بمشاكل ودمار وتعاسة إلى نهاية حياتهما ودمار للأسرة وإن كان لهم أبناء فالدمار يكون شاملًا وخصوصًا بالنسبة للمرأة.

٤- تبرير الجرائم والمحرمات والسرقة بمبررات الحاجة المادية ويجعلون الناس تتعاطف مع تلك الحالات ولعله في أغلب المسلسلات يكون البطل رئيس عصابة ويظهرونه بمظهر حسن ومحبب للناس ويبررون للنساء الرذيلة ويظهرون الراقصة معذورة وغير تلك الأمور.

٥- يبيحون الخمر، ودائمًا ما يكون مصاحبًا لمشاهد خليعة ويبيحون المخدرات ويظهرونها كوسيلة لنسيان الهموم وكأن هذا هو الحل، ويظهرون التدخين كوسيلة للتعبير عن القلق والغضب سواء من النساء والرجال، ونلاحظ الآن انتشار البرامج الكوميدية التي تظهر نموذج الشاب الذي يشرب المخدرات والخمور ويلاحق الفتيات بطريقة كوميدية محببة مما يذيب كل الحواجز بين الإنسان والمحرمات.

٦- إظهار المرأة بالسفور والتبرج والتعطر ولبس الفساتين البراقة والملابس الخليعة مما يجعل النساء والمراهقات يقتدين بتلك الممثلة ويرتبطن بها بشدة لدرجة لعل إحداهن تقول في قرارة نفسها: (ليتني هي!)، فضلًا عن تأثير كل ذلك التبرج على الرجال.

هذه جملة من الأفكار التي تطرح في الأفلام والمسلسلات والبرامج ولعل التي تتصدرها هي المسلسلات التركية التي تبث في قنوات مختلفة.

إن لها ما لها من تأثير في دمار العوائل وإبعادها عن دينها ومبادئها، وكلما كثر عدد حلقات المسلسل كلما زاد تعلق الناس بها، ولعل بعض المسلسلات تصل إلى (٣٠٠) حلقة فتصبح جزءًا من حياتهم، وللأسف الشديد نرى الأمهات والآباء لا يتركون مشهدًا ولا حلقة رغم أن المفروض أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فما بالك بالأبناء.

العلاج:

أولًا: ترك متابعة هذه البرامج والمسلسلات واستبدالها ببرامج ومسلسلات هادفة تقوي علاقة الإنسان بربه وتقوّم سلوكه ولا تحتوي على محرمات من غناء وعلاقات وو...

ثانيًا: أحد أسباب متابعة هذه البرامج هو وقت الفراغ ولعل بعضهم يفرغ وقته ويتخلى عن بعض المسؤوليات لأجل المسلسل، فالعلاج يكون بمليء الفراغ بتعلم مهارات جديدة ومفيدة ودخول دورات إلكترونية أو غيرها، أو تعلم أحكام الدين وحفظ القران الكريم مع توفر هذه الأمور في وقتتا الحالي حتى إلكترونيًا خصوصًا للنساء.

مدونة الكفيل

 

2021/12/13
لماذا ترفض بعض البنات ارتداء الحجاب؟

كتب السيد حيدر الجلالي

تعتبر الإلقاءات والمنع والتحكّم المُحرّك، والأمر والنهي المتطرف الخارج من نطاق الاعتدال هي إحدى الطرق التي تضرّ بالتعليم الديني والأخلاقي، ففي هذه الطريقة يجبر الأبوين أولادهم على عملٍ ما، وذلك بدلاً عن إنشاء العلاقة الحميمة والصداقة معهم والطلب منهم لفعل ذلك العمل.

[اشترك]

من أمثلة هذه السلوك يمكن الإشارة إلى بعض النساء والفتيات اللواتي يكرهن الحجاب اليوم، أولئك اللاتي يتدربن في أسرهن الدينية التقليدية بارتداء الحجاب قهراً، وتجبرهنّ الأسرة ارتداء الحجاب، ومعاقبتهن لأقل إهمال في ذلك الأمر، ونتيجة لذلك فتلك الفتيات ليس يكرهن الحجاب وارتدائه فقط، بل يفرّرن منه، ويمنعن بناتهن من ارتدائه كذلك، وهذا كله ردّة فعلٍ لتلك الصعوبات في ارتدائهن الحجاب ومعاقبتهن لإهمالهن في ارتدائه، وأهم دليل على هذا الردّ هو عدم تثقيفهن للفهم الصحيح للحجاب والضرورة والحكمة في ارتدائه.

هناك العديد من العوامل التي تسبب غياب الحجاب وعدم ارتدائه في المجتمع منها: 

العوامل الفردية مثل ضعف التربية الدينية والمعنوية وترجيح الشؤون الظاهرية والمادية على الشؤون الروحية، ثم العوامل الاجتماعية مثل إهمال المخططين الثقافيين للشؤون الثقافية والدينية، وذلك بإهمال مسؤولي المجتمع عمّا يدخل من الثقافة في المجتمع من الملابس والأفلام وما شابه ذلك وما يخرج منها كالطلبة الجامعيين وحجاب النساء، والإهمال في اختلاط الجنسين في الحالات التي لا تقتضي الضرورة، وما إلى ذلك من العوامل.

لكن دور الأسرة مهم جداً هنا، فإنّ الطفل الذي تم تربيته بشكل صحيح في العائلة والذي لدية إيمان بالأسس الدينية مثل العفة والحياء، يمكن أن يُقاوم ويُناهض المجتمع ضد العوامل الاجتماعية الضارة.

وعلى الرغم من أنّه يتم الحصول على الحجاب من خلال الجهد الفردي والاجتماعي، فإنّ -اهتمام الأسرة لاختيار الزوجة الصالحة كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): "أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ" وكذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي زَوْجَةً وَدُوداً وَلُوداً شَکُوراً غَیُوراً "، وكسب الحلال كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): "كَسْبُ الحَرامِ يَبينُ في ‌الذُّرِّيَّةِ"، والاهتمام لوقت الجُماع كما عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "فَإِنَّ مَن لَم یَذکُرِ اللّهَ عِندَ الجِمَاعِ وَکَانَ مِنهُ وَلَدٌ کَانَ ذَلِكَ شِركَ الشَّیطَانِ"،  والحالة النفسية عند الحمل- كلّها من الأمور التي تجعل أرضية وجود الشخص حاضراً لقبول الحق، ويستغرق وقتاً أقل لصنع وزرع أسس الحجاب (في موضوعنا هذا) في وجود الشخص.

ونظرا إلى الدور الأهم للأسرة في تبيين مسألة الحجاب للشخص، يمكن الاعتراف بأن الكثير من الأضرار، موجودة في أساليب التربية الأسرية التي من أهمها:

۱- الدَلَال والتنعم الزائد

الحياة هي مجموعة من الصراعات ضد المشاكل، وهناك العديد من الهبوط والصعود، الحرمان والفشل، الخسارة والكوارث في طريق الحياة وفي الحياة نفسه، فالمُعلِم الجدير هو الذي يستحق رعاية جسم الشخص وروحه وتجهيزه للقتال ومقاومة مشهد الحياة وتعليمه بكيفية العمل ضدها كما قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "تُسْتَحَبُّ عَرَامَةُ الصَّبِيّ فِي صِغَرِهِ لِیَكُونَ حَلِیماً فِي كِبَرِهِ ثُمَّ قَالَ: مَا یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ إِلَّا هَكَذَا".

إنّ الحبّ المفرط والدَلَال الخارج عن نطاق المنطق، ومنع الأطفال من مقابلة المشاكل والصعوبات، تضرّ في تربيتهم بشكل خطير وتأثّر في تعليمهم، ويجعل الأطفال غير قادرين على مواجهة عراقيل الحياة ونزع سلاحهم أمام المشهد الواقعي المشكل في الحياة، ولهذا، ينبغي على الآباء ألّا يضعوا أولادهم في رفاهية لا حدود لها، بل ينبغي لهم أن يعلّموهم العمل والتعب والجديّة والمشقّة.

كذلك في مسألة الحجاب الذي هو أحد تحدّيات المرأة المسلمة، لابد من تسليح البنات على يد الأمهات بسلاح الحجاب والعفة فالأمهات اللواتي يمتنعن عن تغطية رؤوس بناتهن في سن البلوغ بحجّة أنهن لم يرتحن في هذه الحالة، ويُضايقن بارتدائه، أو يمنعهن من صيام أولادهن بحجّة ضعف أجسامهن، فسوف يوفرن الأرضية المناسبة لعدم قبول بناتهن للقوانين الإسلامية عامة والحجاب خاصة في المستقبل.

2- السلوك المُهينة

إذا كان لدينا سلوك مُهين تجاه الأطفال أو نلقي اللوم عليهم دائماً، ولم نهتم بهم أمام الآخرين، فنحن نجعلهم تدريجياً بأن يشعروا أنّهم أشخاصاً لا قيمة لهم في المجتمع، ونسبب في فقدان إحساسهم وفقدان كرامتهم وشخصيتهم. 

هذا الشعور هو بداية الهبوط والانحطاط، وقد نشاهد في بعض العوائل أنها تستخدم الألفاظ السيئة والقبيحة في إساءة أطفالها في البيت وبين أفراد العائلة وخارجها، لكنّهم لا يعرفون أنّه من خلال القيام بهذه الأعمال والكلمات السيئة سيحرضون، ويضخون الطبيعة القبيحة في أطفالهم، ويجعلونهم أشخاصا غير ملتزمين بالقيم الاجتماعية، بل جاهزون لكسب وعمل جميع أنواع الانحرافات.

۳- الإجبار والإكراه

التربية هي خَلق الإيمان والمعتقدات في قلوب الأطفال، فلا تخلق الإيمان والاعتقاد بالإكراه، الحب والعاطفة لا يمكن إنشائهما عن طريق الإجبار، لا يمكن إيجاد الميل الداخلي بالقوّة... نعم، يمكن أن يُضرب أحد ما، لكي يقول: بأنّني أحبّ فلاناً، ونحن نعلم أنه يكذب في كلامه، ولكن لو طُحن جميع عصي العالم على جسده، فهل لنا أن نجعله محبًا لفلانٍ في باطنه؟ هذا شيء مستحيل.

وهناك أساليب أخرى تجعل الشخص يحب الآخرين، منها عن طريق " الموعظة الحسنة"، كما قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: "ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

نعم، يتحقق التعليم الديني والأخلاقي عندما توجه هذه البرامج التعليمية إلى قلب الأطفال كما يُقال: "ما يخرج من القلب يصل الي القلب". فيمكن زرع الأرضية المناسبة والقاعدة الصحيحة لارتداء الحجاب (في موضوعنا) بالتخطيط المناسب والصحيح والمُبرمج مِن قِبَل العائلة أولاً-خصوصاً الأم، لأنّ الطفل يصرف غالب أوقاته في البيت مع أمّه قبل دخوله إلى المجتمع- والمجتمع ثانياً، لأنّ كلٌ منهما يكمل طريق الآخر، ولا يمكن لأحدهما أن يُكمل طريق تربية الطفل في جمع المجالات لوحده.

 

2021/12/12
كيف نتعامل مع كذب الأطفال؟

كتب الهام فرج:

بالتأكيد سمعتي طفلك ذو الثلاث سنوات يكذب ويحكي لكِ عن صديقه الخيالي، بل ويؤكد لكِ أنه يراه أمامه ويلعب معه.

[اشتراك]

أو قد مررتِ بهذا الموقف أن يكذب طفلك عليكِ لينقذ نفسه من العقاب فحينما تسأليه “من كسر هذه الفازة؟” فيقول لكِ أن أخيه من فعل ذلك أو أنه لا يعرف من فعل هذا ليهرب من العقاب، فتنزعج الأمهات كثيراً من هذا، وتضرب طفلها لأنه يكذب، ولكن هذا التصرف ليس صحيح فذلك قد يجعل المشكلة تتفاقم أكثر.

لماذا يكذب الأطفال؟

معرفة سبب المشكلة هو أول خطوة في علاجها، فقد يكذب الأطفال لعدة أسباب منها التالي:

- لينقذ نفسه من العقاب أو التستر على أمر ما حتى لا يتعرض للمشاكل والعقاب.

- لمراقبة رد فعلكِ على كذبه.

- للفت الانتباه إليه وليحظى بالاهتمام.

- تقليدًا للكبار ولأصدقائه.

- للحصول على شيء يريده (على سبيل المثال حينما يكذب الطفل على جدته لأنه يريد الحصول على الحلوى، فيقول لها أمي قالت لي أن أتناول الحلويات قبل الغداء وهكذا).

متى تبدأ مشكلة الكذب عند الأطفال بالظهور؟

يبدأ الطفل في الكذب في سن مبكر غالباً في سن الثالثة، يبدأ في ذلك حينما يدرك أنك غير مطلع وقارئ لما يدور في عقله، فيمكنه أن يقول الأشياء غير الصحيحة دون أن تكتشف ذلك، فقد ينكر أنه فعل شيئاً أو يكذب للحصول على شيء، وفي هذا السن لا يدرك أن الكذب سلوك خاطئ.

ويزداد هذا السلوك في سن ما بين 4-6 سنوات، فقد يكذب طفلك في هذا السن بأداء جيد بدايةً من تعابير وجهه حتى نغمة صوته، فيتحدث في هذا السن عن أصدقاء وهميين ووحوش كأنهم حقيقة.

وعندما يصلون إلى سن المدرسة يكذبون كثيراً، بل أنهم يتقنون الكذب ويزداد كذبهم تعقيداً لأنه اكتسب مفردات أكثر، وأصبح يعلم جيداً كيف يفكر الآخرين، فقد يكذب للهروب من الواجبات المدرسية.

نصائح لتشجيع طفلك على قول الحقيقة وعدم الكذب

عندما يكبر طفلك ويفهم الفرق ما بين الأمور الحقيقية وغير الحقيقية، فمن الأفضل تشجيعه على قول الحقيقة، إليكِ تلك النصائح التي ستساعدك على تشجيع طفلك على قول الحقيقة:

- التأكيد على أهمية قيمة الصدق في حياتنا ومدح الطفل لأمانته.

- قراءة القصص له التي تتحدث عن الأمانة وتبغض الكذب.

- يمكنك إخبار طفلك بطريقة غير مباشرة بأنك لا تحب الكذب، وأنك تحب الأشخاص الصادقين وعندما يكذب طفلك فأنك تشعر بالحزن.

- إذا كان طفلك يختلق قصة عن شيء ما خيالي، فيمكنك أن تقول له “هذا عظيم فيمكننا تدوينها في كتاب”، فبذلك تكون شجعت طفلك على تنمية خياله دون تشجيعه على الكذب.

- ساعدي طفلك على تجنب وضعه في مواقف تعرضه للكذب، على سبيل المثال عندما ترى اللبن مسكوب، فلا تقولي له “هل سكبت اللبن؟” فلا تضعيه في مواقف يكذب فيها ليتجنب العقاب، ولكن قولي له “أرى أن هناك لبن مسكوب هيا بنا لننظفه معاً”.

- عندما يعترف طفلك بفعله لشيء خطأ امدحيه لصدقه، على سبيل المثال قولي له “أنا فخورة بك لأنك تقول الحقيقة فأنا أحب صدقك”.

كيف تتعاملي مع كذب طفلك؟

- إذا كان طفلكِ يتعمد الكذب، فالخطوة الأولى هي أن توضح له أن الكذب من السلوكيات غير الحميدة وأن ذلك يجعلكِ تفقدين الثقة فيه بعد ذلك.

- إمنحي طفلكِ مساحة من الحرية للتعبير عن نفسه دون الخوف من رد فعلكِ.

- لا تعنفي طفلكِ وتضربيه بسبب كذبه، وضحي له أن هذا السلوك سيؤثر على علاقاته بالآخرين وسيجعل الجميع ينفر منه.

- تجنبي مناداة طفلك بالكاذب فهذا سيؤثر على ثقته بنفسه وسيجعله يكذب دائماً، فحينما يؤمن بأن تلك الصفة فيه سيتصرف على هذا الأساس.

جميعنا نكره الكذب وننفر من الأشخاص غير الصادقين، لذا إعلمي أيتها الأم أن الصدق من أجمل الصفات التي تميز طفلكِ عن غيره، لذا عليكِ غرس تلك الصفة في طفلكِ منذ الصغر ولا تنسي أن تكوني قدوة له في ذلك، وإذا لاحظتي أن طفلكِ يكذب فلا تعنفيه وابحثي عن الأسباب التي دفعته لذلك.

ولا تنسي أن تقويم سلوك الكذب عند الأطفال ليس بصعب ولكن يحتاج الصبر والحكمة لتغييره.

2021/12/12
لماذا تفشل بعض الأمهات في احتواء بناتهن؟

يقول المثل الصيني: “جيل واحد يزرع الأشجار، وآخر يحصل على الظل”! هذه هي العلاقة الطبيعية بين الأم وابنتها، قد تكون هذه العلاقة مربكة في بعض الأحيان ومتذبذبة.

[اشترك]

وقد تخرج عن المألوف أحيانًا بحيث تكون الأم هي الصديقة المقربة لابنتها وتشاركها الاستماع والاهتمام والتعاطف، لكن علاقة الأم والابنة لها خصائص فريدة تميزها عن أفضل صداقة، وأهمها دور الأم كمسؤولة عاطفية أساسية عن ابنتها، وهذا يعني وجود تسلسل هرمي للمسؤولية التي تكون مقرونة بالحب غير المشروط، وهذا بطبيعته يمنع الأمهات والبنات من أن يصبحن أفضل الأصدقاء.

فالأصل في الصداقة هو المساواة، ولا يمكن أن تتساوى طبيعة الأم مع طبيعة ابنتها، ولهذا تظلّ علاقة الأم وابنتها محور اهتمامٍ كبير، ويضعها الناس تحت المجهر في معظم الأحيان كي يتعرفوا إلى طبيعة الأم والابنة وما إن كان هناك انسجامٌ بينهما أم لا، خاصة أن الناس يرون في الابنة انعكاسٌ لشخصية الأم.

أسباب تمنع الصداقة بين الأم وابنتها

تتصف العلاقة بين الأم وابنتها بتوتر كبير في بعض الأحيان، فتعجز الأم عن احتواء ابنتها وفهمها، كما تعجز الابنة عن استيعاب ما تُريده أمها، مما يخلق حالة من غياب الثقة وعدم التفاهم، ولعل من الأسباب:

1- عدم تقبل الأم صفات ابنتها وطريقة تصرفاتها، وعدم تقبل الابنة لطريقة أمها في التعامل، دون محاولة تقريب وجهات النظر.

2- عدم قدرة الأم على التخلي عن القيود الصارمة التي تضعها في دورها كأم.

3- عدم وجود ألفة طبيعية وحب في جو العائلة العام، مما يجعل الجو العائلي غير مشجع على نشوء علاقة صداقة بين أفراده.

4- تمييز الأم لأبنائها الذكور على الإناث، وهذا يبدو شائعًا في بعض المجتمعات، خاصة إذا كان عدد الإناث في العائلة أكثر من عدد الذكور.

5- تمسك الأم بالموروثات والتقاليد والعادات السيئة التي تجبرها على التقيد بأنماط تربية غير مقبولة من قبل أبنائها.

6- افتقار الابنة إلى الطريقة العاطفية والداعمة في تعاملها مع أمها! وهذا الشعور يُصيب الفتيات في سن المراهقة بشكلٍ كبير.

7- عدم معرفة الأم طريقة التعامل الصحيحة مع انفعالية ابنتها في هذه المراحل الحساسة من عمرها

8- مرور الابنة في فترة عمرية حرجة وهي سن المراهقة حيث تواجه علاقة الأم وابنتها في هذا العمر الكثير من المد والجزر، وقد تصبح سيئة إلى أبعد حد وتراود الابنة أفكار معينة كأن تعتبر أن أمها تتدخل في شؤونها أو أنها لا تحبها.

9- انشغال الأم عن ابنتها في شؤون الحياة وعدم قدرتها على التواصل المستمر معها، مما يسبب فجوة كبيرة ببنهما.

تعزيز صداقة الأم مع ابنتها

يُمكن للأم أن تكون صديقة لابنتها أو على الأقل قريبة جدًا منها إذا حرصت كلٌ منهما على أن تكون علاقة الصداقة ناجحة وضمن إطارها الطبيعي والمنطقي، تُشير الدكتورة لوسي روز فيشر أستاذة العلاقات الأُسرية إلى أن الأم تكون صديقة لابنتها إذا تحققت خمس شروط أساسية في العلاقة وهي:

1- مشاركة الابنة تفاصيل حياتها مع أمها بشكلٍ كبير، مع الحفاظ على وجود الثقة المتبادلة.

2- الحفاظ على الموضوعية والواقعية في علاقة الأم بابنتها، والحفاظ على الاحترام المتبادل والثقة.

3- الحفاظ على مساحة خاصة منفصلة للابنة.

4- تقدير الأم لاستقلالية ابنتها في اتخاذ القرارات، وعدم فرض رأيها عليها بالإكراه.

5- عدم اعتماد الابنة على الأم بشكلٍ مفرط، فتقل الصدمات المحتملة وتتقارب وجهات النظر.

6- قيام الأم بحلول عملية مع ابنتها كي تكسب ثقتها كأن تحرص على معرفة جميع صديقاتها وبناء علاقة طيبة معهن بحيث تشعر الابنة أن أمها تهتم بجميع شؤونها وعلاقاتها.

7- الحفاظ على الحوار الدائم بين الأم وابنتها بحيث يكون هذا الحوار مبنيًا على الثقة والاحترام.

مما لا شك فيه أنّ الفارق العمري بين الأم وأبنائها يجعل التفكير بينهم مختلفًا، إذ إن الأم تعيش في مرحلة مختلفة عن المرحلة العمرية لأبنائها وبناتها، وربما تجد نفسها مضطرة أن تُساير أعمارًا مختلفة داخل أسرتها، خاصة إذا كان هناك فرق واضح في العمر بين الأبناء، تشير الباحثة الدكتورة كارين إل فينجرمان إلى أنّ فرق العمر بين الأم وابنتها قد يُشكل نقطة ضعف ويُحدث فجوة في العلاقة بينهما، لهذا يتعين على صداقة الأم وابنتها تحدي العمر والتحلي بمرونة في التعامل والتفكير للوصول إلى التفاهم والثقة المطلقة ولسد الفجوة بين الأم وابنتها، وسيلعب التقارب البيولوجي بينهما دورا كبيرا في تقريبهما لاشتراكهما في الطبيعة الأنثوية.

وجهة نظر معاكسة!

ومن وجهة نظر أخرى يقول الدكتور إيلي كينيدي مور المتخصص في العلاقات الأسرية: “الصداقة تعني وجود علاقة بين أنداد، فالأمهات والبنات ليسا متساويين”. هذا يعني أنّ الأبوة والأمومة تتطلب وضع الحدود وتطبيق القواعد حتى يظل الأبناء آمنين، ويُشير كينيدي مور إلى أن “معاملة أطفالنا كأقران يمكن أن تعني التخلي عن مسؤوليتنا كآباء لوضع توقعات وحدود معقولة، إذا تعاملنا مع أطفالنا كأقران، فمن الصعب الإصرار عليهم للقيام بواجبهم المنزلي وتنظيف غرفهم وعدم البقاء في الخارج طوال الليل وتركهم هواتفهم المحمولة وقت النوم”. لذلك يرى كينيدي مور أنّه لا بدّ من رسم علاقة واضحة بين الأم وأبنائها عمومًا كي لا تحدث تجاوزات من قبلهم! وهذا يعني أن تكون هذه الصداقة بين الأم وابنتها ضمن حدود بحيث تُشارك الأم ابنتها في مشاهدة فيلم ما وفي التسوق والضحك ومشاركة الأسرار، باحتفاظها الحق في توجيهها.

في نهاية الأمر، قد يبقى الأصدقاء وقد يذهبون، لكن علاقة الام وابنتها دائمة، حتى لو لم يكن بينهما صداقة أو أسرار، لهذا فهذه العلاقة أكثر حميمية وأشد حدة من أي علاقة أخرى، ومن الضروري الحفاظ على التسلسل الهرمي فيها حتى لا تشعر الابنة بالمسؤولية عن رفاهية والدتها والعكس أيضا العاطفية لأنّ هذا يثقل كاهلهما كثيرًا، فعلاقة الأم والابنة أشمل بكثير من أفضل صداقة ولا يمكن استبدالها بأي علاقة لتفوقها دائمًا على أيّ صلة أخرى لذا، لا ينبغي أبدًا أن تتعامل الابنة مع الأم بنفس الطريقة التي تُعامل بها صديقتها، بل بقدسية أكبر واحترام أكبر وثقة أعمق، وفي الوقت نفسه لا يمكن للأم أن تكون متساهلة من حيث القواعد والتوجيهات كالصديقات.

2021/12/08
لا في بال ولا في الحسبان.. تحديات معقّدة تواجه الأسرة!

الأسرة والتحدّيات.. لماذا القلق؟

د. مها جرجيس

تحتل قضايا الأسرة النصيب الأكبر في موضوعات الدراسات التربوية، والاجتماعية، والإعلامية، بل وحتى السياسية.

[اشترك]

وتتفق أغلب هذه الدراسات على أن الأسرة المعاصرة تواجه أنماطاً جديدة من التحديات لم تعرفها حقبة ما قبل العولمة، وربما لم تكن حتى في البال ولا في الحسبان.

وحين نقول إن هذه التحديات هي أنماط جديدة فذلك يعني أن لها خصائص ذات طبيعة مختلفة، لا تشبه تحديات التربية والتعليم والحياة قبل عشرين عاما.

وكما تختلف طبيعة هذه التحديات التي ظهرت مع العولمة عن جميع التحديات التي سبقت تلك الحقبة الزمنية فإنها على الرغم من ذلك تشترك في عدد من الخصائص التي لا يمكن إغفالها وأبرزها ما يلي:

- إن هذه التحديات تشكل ظاهرة عالمية لا تختص بمكان دون آخر، فرياح العولمة هبت على كافة الأسر في أقطار العالم، ولا يكاد يسلم منها أحد، إلا من كان يعيش في عزلة تامة عن التقنية، أو فقد الاتصال بالعالم من حوله عبر أجهزة التكنولوجيا الحديثة.

- إنها ليست مجرد تحديات بل سيطرة وتحكُّم، وليست من جبهة واحدة، بل من جهات عدة، يصعب مقاومتها جميعاً؛ فتحديات العولمة لا يؤثر فيها طرف واحد، بل أطراف متعددة لكن هذه الأطراف الفاعلة كلها تشترك في صفة واحدة رغم اختلافها جغرافياً وأيدلوجياً، وهي صفة الهيمنة والقوة.

- تتصف هذه التحديات بالقوة والضغط الاجتماعي؛ وذلك لعموميتها وينطبق عليها ما ذكره عالم الاجتماع دوركايم، من خصائص الظاهرة الاجتماعية وأهمها (القهر الخارجي) أي أنها تفرض نفسها بقوة الانتشار، وتمارس الضغط الاجتماعي، أي أن من يمانعها أو يتأخر عنها يتعرض إلى نوع من العزلة والاغتراب، ويعاني في سبيل الابتعاد عنها من بعض الصعوبات، مما يعني أنها تتطلب تبعاً لذلك حلولاً جماعية، ولا يكفي فيها الحلول الجزئية، وإن ساهمت في التخفيف من آثارها.

تتسم هذه التحديات بالتغير وسرعة الحركة والتطور وعدم الثبات، وذلك كله ناتج عن طبيعة وتيرة التغيرات السريعة التي تشكّل سمةً رئيسة في الحياة المعاصرة.

- وهكذا فإن هذه الخصائص الثلاث: (العمومية، القوة، التغير) تجعل من هذه التحديات المعاصرة للأسرة ظاهرة معقدة ومتشابكة، تستدعي المعالجة بقدر يتناسب مع هذه الخصائص.

وأختم هذه الخصائص بأثر من آثار العولمة المعاصرة أصبح يشكل تحدياً في ذاته، وهو الاعتياد والاستسلام، فكثير من تحديات العولمة أصبح واقعاً مفروضاً على الأسر قد لا يمكن تغييره لدى البعض، مما يجعل الخطوة الأولى في مقاومتها وحماية الأسرة منها تقبع في الخلف، بينما يحتاج المصلحون إلى تغيير نظرة وطريقة التفكير حولها قبل الدعوة إلى مقاومتها والحدّ من أضرارها؛ فمن منا اليوم يستطيع السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتوالد أشكالها وبرامجها عاماً بعد عام، سناب تشات، وتيك توك، وكلوب هاوس، وهلم جرا ..

ومن منا يستطيع التحكم في محتويات الألعاب الالكترونية، أو في ما يصاحبها من الدردشات الصوتية، والمكتوبة، والتجمعات والتواصل بكل أشكاله؟

ولا أبالغ إن قلت: إن حالةً عالمية من القلق تسود الأسر على اختلاف الأديان والأعراق، وأن التحديات المعاصرة ذات مؤشر خطير؛ فهي تضع محو الهوية، والدين، والأخلاق في أولوياتها، والعالم المتنوع بدأ يتحدث عن غزو الإلحاد والشذوذ للأجيال المعاصرة بشكل لم يسبق له مثيل، والذي حدث بعد سنوات من التطبيع، والتمرير، والرسائل الخفية والمبطنة في الأفلام، والأقلام، والانفتاح التواصلي الكبير!

إن ما مضى كله ليس دعوة للمزيد من القلق، بل دعوة للوقوف والتقاط الأنفاس من وراء هذا اللهاث، ونداءٌ عام لتعاون المربين مع الجهات الحكومية وغير الحكومية لنشر الوعي وإنقاذ الدور التربوي للأسرة وإعادته إلى نصابه الفطري والشرعي والاجتماعي الصحيح، وهو ما يمكن الحديث عنه تفصيلاً في مقال لاحق بحول الله.

2021/12/08
أيها الأهل.. شاشات الهواتف تحصد أخلاق أولادكم!

ما عذركم أيها الأهل أمام ما يجري أمام أعينكم؟

ما هي أعذاركم كي تسمحوا لأطفالكم بأن يمضوا 6 ساعات في اليوم أمام الشاشة وكي تسمحوا لهم بمشاهدة ما يُعرض من دون مراقبة وإشراف منكم؟

[اشترك]

ما هو المحتوى الذي يُفترض بولد في سن التاسعة أن يتابعه يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي كي يشعر أهله بالقلق؟

متى سيدرك الأساتذة مخاطر الشاشات على الأولاد الأصغر سناً؟

متى ينبغي أن نبدأ بالقلق؟

هل تعرفون ما الذي يشاهده أولادكم على الهاتف أو الايباد؟ ما هو المحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه؟

ولعل السؤال الأفضل هو: هل يهمكم أن تعرفوا ما هو هذا المحتوى؟

سأعطيكم مثلاً:

رأيت في الأمس ما يشاهده تلامذتي خلال استراحة الغداء. أخرج أحد الرفاق هاتفه وبدأت مجموعة مؤلّفة من ستة تلامذة بمشاهدة الفيديو. كنت أسمع الموسيقى من حيث أجلس، وعليّ أن أعترف بأنها موسيقى فرحة للغاية.

وفجأة، سمعت الحوار.

“ما الأمر يا جميلتي؟ لم تصل الحافلة؟ لا تقلقي، اصعدي في سيارتي وسنقوم بجولة سياحية معاً في المدينة!”

عندئذ، اقتربت من المجموعة لأشاهد الفيديو. ولعل هذا العنوان، وهذه الأغنية، وهذا الفيديو، وهذا النصّ ليسوا مخيفين بقدر ما سأقوله. لم يعد ما يشاهده أولادنا أو يسمعونه يصدمنا.

والسبب في ذلك أنّ الجميع يستمع إلى هذا، الصفّ كله. والأسوأ في الأمر هو ختام مقطع الفيديو حيث انتهى بصعود ثلاث فتيات، شابات، فاتنات، يرتدين ملابس مثيرة، في سيارة هذا الشخص الغريب.

في الواقع، ركضت الفتيات الثلاث اللواتي يرتدين تنانير قصيرة جداً وينتعلن أحذية بكعوب عالية نحو السيارة، وصعدن إليها وانطلقن نحو وجهة مجهولة مع رجل غريب.

حصد مقطع الفيديو هذا 20 مليون مشاهدة خلال شهر.

إنه امتحان الضمير لأولادنا أيها الأهل الأعزاء

هؤلاء الفتيات الثلاث قلن لأولادكم إنه من الطبيعي جداً أن يصعدوا في سيارة رجل غريب لأنّ الحافلة لم تصل.

عشرون مليون مشاهدة أيّ أنّ نصف مليون طفل “فقط” استمعوا إلى الأغنية 40 مرة. وهذا بدوره يعني أنّ مليون رب أسرة وأم لا يجدون مانعاً في ذلك أبداً، ما لا يقل عن مليون. أهل لا يهتمون بالعالم الذي يعيش فيه أولادهم.

إذن، نسألكم أيها الأهل الأعزاء:

ما هي الأعذار التي تتحججون بها لتسمحوا لأولادكم بأن يمضوا 6 ساعات في اليوم أمام الشاشة؟

لماذا تتركونهم يشاهدون مثل هذه الأمور؟

- لا تسألوني شيئاً، فابني يبقى متسمّراً أمام الشاشة طيلة النهار. لكن نحن أيضاً تابعنا فنانين سيئين في التسعينات ولم نصبح انطوائيين، خطرين أو أغبياء.

- فليحفظنا الله، تساهلت مرة وروّعني ما رأيت. لكن الصف كله يشاهد هذا. الكل أمام الشاشة فلا أستطيع بالتالي أن أمنعه هو وحده!

- اللوم يقع على المدرسة إذ يجب أن تمنع استخدام الهواتف فيها. لكني لا أستطيع أن أتحكّم بما يجري في بيتي!

- أعلم، وقد طرحت عليه السؤال… لكن ابني قال إنه يشاهد هذه الفيديوهات لأنها مضحكة، لكنه يترفّع عن هذا كله. اعترف بوضوح أنه لن يتصرّف أبداً على هذا النحو.

اللوم يقع على المجتمع أيضاً، وعلى وسائل الاعلام التي تروّج لهذه الفيديوهات.

ويقع اللوم أيضاً على الدولة التي لا تعالج هذه المسائل والتي تسمح لفيديوهات تحمل مثل هذه الرسائل بأن تُنشر وان يُستمع إليها وأن تُشاهد وأن يُروّج لها من دون أيّ مشكلة. ونحن نرى هذه الفيديوهات تغزو العالم حتى وإن كانت خطرة.

لكن حين تعلمون، حين تعلمون جيداً، أنّ المجتمع والدولة والمدرسة لن تفعل شيئاً من أجل أولادكم حتى تفعلوا ذلك بأنفسكم، فما الذي يمنعكم من أن تقولوا “أريد أن أعرف ما الذي يشاهده أولادي”؟

- أريد أن أكون معنيّاً بأموركم، أريد أن أعرف ما تستمعون إليه، أريد أن أتحدّث في الأمر، أريد أن أعرف لما تحبونه.

- أريد أن أعرف ما إذا كانت مرحلة وستمر أم أنّ هذا سيؤثر فيكم بشكل واضح وكبير.

- وأريد أن أكون جزءاً من حياتكم اليوميّة، أن نتحدّث قدر الإمكان وأن تقللوا من الجلوس أمام الشاشة.

- أريد ألا يشاهد أحد في منزلنا برامج تلفزيون الواقع وألا يتم الاستماع إلى الموسيقى التي تصنّف الشبان جنسياً.

- أريد أن نتناول العشاء معاً كل يوم.

- وأريد ألا نستخدم الهواتف أثناء تناول طعام العشاء.

- أريد ألا تكون من ضمن النصف مليون طفل الذين يشاهدون أموراً كهذه.

لكنكم تحتاجون إلى أمرين لتحقيق هذا: الصبر والالتزام.

فهل تتمتعون بهاتين الصفتين من أجل أولادكم؟

التربية الذكية

2021/12/06
شغب وتخريب.. لماذا يكسّر أطفالنا الأشياء؟!

كتبت سرى سامي:

ظاهرة كسر الأشياء

قال علماء النفس والتربية أن ظاهرة كسر الأشياء عند الأطفال هي ظاهرة قديمة منذ أمد طويل، وأطلقوا عليها اسم ظاهرة (السلوك التخريبي)، حيث أنهم رأوا أن ميول الطفل في المنزل والمدرسة والأماكن العامة من خلال أحداث التكسير والتخريب، وتتعدد أسباب لجوء الطفل إلى كسر الأشياء من حوله ومنها إثبات الذات والغيرة والشعور بالخوف.

[اشترك]

أسباب تكسير الطفل للأشياء

تعتبر السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي التي تشكل حجر الأساس في تكوين شخصية الطفل، لذلك يجب معرفة أسباب تلك الظاهرة ومسبباتها وعلاجها، وتعتبر هذه الظاهرة سلبية لطفلك في شخصيته وتوازنه النفسي، لأنها قد تمتد للصعيد الأسري وسنعرض عليك أهم أسباب عادة كسر الأشياء:

أولاً: إصابة طفلك بالإحباط

عندما يصاب طفلك بالإحباط ينتج عن ذلك العدوان والغضب، حيث أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الأطفال لديهم ميلاً واضحاً للتعبير عن نوبات غضبهم بشكل عدواني وهادم، ويتجسد ذلك في طفلك من خلال تكسير الأشياء ورمي الأشياء وتخريبها.

ثانياً: الإثارة واللعب والمرح

طفلك يلجأ إلى السلوك التخريبي والتكسير من أجل اللعب والمرح ليس أكثر وغالباً يلجأ طفلك إلى هذا النمط عندما يكون لديه وقت فراغ ولا يجد ما يشغله ويملأ وقته، ويهدف طفلك من هذا التكسير إلى التعبير عن استقلاليته ومكانته بين الأسرة أو رفاقه في المدرسة، وفي هذه الحالة يجب عليك التحلي بالصبر والتحدث معه خاصةً إن كانت هذه المرة الأولى التي يقوم بها طفلك.

ثالثاً: المكر والتعمد

عندما يقوم طفلك بالتكسير والتخريب خاصةً في أغراضه أو أدوات المنزل أو المدرسة والتي تكون بدافع الأذى والعدوان، والتي تتمثل في إشعال الحريق في الستائر أو ملئ حوض الحمام بالماء حتى يفيض، يعتبر هذا النوع من السلوك التخريبي هو الأكثر صعوبة.

أسباب أخرى لتكسير الطفل للأشياء

يمكن أن يقوم طفلك بتكسير الأشياء لعدة أسباباً أخرى هي:

  • فقدان طفلك لمكانته بين أفراد أسرتك.
  • غيرة طفلك من أشقائه.
  • ضعف الدافعية التحصيلية.
  • البرامج التلفزيونية والتي تتسم بالعنف.

علاج تكسير الطفل للأشياء

دعينا نؤكد لك أن علاج التخريب والتكسير عند الطفل هو مهم جداً، وأن وبه صعوبات قد تواجهك خلال مساعدة طفلك حتى يتخلص من هذا السلوك، ولكن من خلال الخطوات التالية ستساعدين طفلك في التخفيف من حدة سلوك التكسير عند الطفل وتساعدي في علاجه.

أولاً: مواجهة طفلك

وهي من أهم الخطوات العلاجية، حيث أنه يجب عليك التصرف فوراً عند قيام طفلك بتكسير شيء ما لوقف ذلك السلوك التخريبي من خلال:

    أوقفي طفلك عن سلوك التكسير.

    أصدري أمراً لفظياً صارماً بوقف التكسير.

    اعزلي طفلك في مكان هادئ لمدة 5 دقائق حتى يهدأ ومن ثم اثني على هدوئه وشجعيه عليه.

    ساعدي طفلك على إصلاح الضرر الذي قام به مثل محاولتك معه لإصلاح كسر الشيء الذي قام بكسره.

ثانياً: تفهمي طفلك

من خلال تحدثك مع طفلك للسبب الكامن وراء سلوك طفلك التخريبي، حيث أنك بذلك تساعدين طفلك على تجاوز هذا السلوك، فمن المهم الاستماع لطفلك لمعرفة سبب التكسير.

ثالثاً: تنفيس طفلك عن غضبه

من الممكن أن يلجأ طفلك إلى التكسير، لأنه ليس لديه سلوك آخر للتنفيس عن غضبه، لذلك يجب عليك تدريبه على توجيه انفعالاته إلى أمور أكثر فائدة مثل لعب الرياضة أو الرسم.

رابعاً: مكافأة طفلك

المكافآت التي تقدميها لطفلك هي من أكثر العلاجات فاعلية التي ترسخ وتصلح أي سلوك تودين تدريب طفلك عليه.

والآن وفي نهاية مقالنا دعينا نذكرك أنه من خلال التصرفات التي ذكرناها، يمكن تصويب طفلك إلى السلوك الصحيح وعلاج سلوك التكسير والتخريب الذي يقوم به الطفل، ومن خلال هذه التصرفات يمكن أيضاً علاج تصرفات غضب طفلك، والتي يمكنك معرفة المزيد عنها من خلال مقال حيل للسيطرة على غضب طفلك.

ما أسباب تمزيق الأوراق عند الأطفال؟

قد يكون تمزيق الأوراق علامة على أن الطفل يعاني من السلوك التخريبي، والذي قد ينشأ لأسباب متعددة منها الإهمال الأسري.

ما أسباب تقطيع المناديل عند الأطفال؟

هناك عدة أسباب قد تكون وراء تقطيع المناديل الورقية، فعندما يقوم الطفل بذلك قد يكون إشارة إلى التعبير عن الغضب بداخله فيما يعرف بالسلوك التخريبي، أو قد يقوم بهذا الفعل رغبة منه في اكتشاف طبيعة المناديل خاصة لو كان صغيراً بالسن، وهذا قد يكون إشارة لذكائه، لذا يجب التفرقة بين الأمرين، حتى تستطيعي التعامل معه.

ما علاج الطفل الذي يمزق الأوراق؟

في حالة كان الطفل يمزق الأوراق تعبيراً عن الغضب أو اعتراضاً على ما تطلبين منه، حينها قد يكون الأمر إشارة إلى سلوك تخريبي، وهذا النوع يتم تقويمه بعدد من الطرق منها أن تلزمي الطفل بروتين معين يقوم به، وألا تتساهلي معه وفي نفس الوقت لا تقسي عليه بل حاولي فهمه، ولا تنسي اتباع أسلوب الثواب والعقاب.

2021/11/30
لماذا لا يستطيع زوجي ترك لعبة ’بوبجي’؟

زوجي مدمن بوبجي

معظم الزوجات لا يعلمن كثيراً عن لعبة ببجي بحد ذاتها، كل ما يعرفنه أنها لعبة جماعية على الجوال متصلة بالإنترنت، وأن الزوج مدمن على هذه اللعبة وربما يتحدث مع البنات أيضاً من خلال لعبة ببجي!، لكن لا بد أن تتعرف الزوجة أكثر إلى الببجي لتفهم دوافع زوجها المدمن على اللعب.

[اشترك]

باختصار شديد؛ لعبة بوبجي أو ببجي PUBG هي لعبة معركة جماعية يشارك بها 100 لاعب متصلين بالإنترنت، الهدف منها أن يبقى أحدهم فقط على قيد الحياة، يقتل اللاعبون بعضهم بعضاً حتى النهاية، ويكون الفائز صاحب النصيب بعشاء دجاج وهمي، وجملة Winner winner chicken dinner التي تظهر للفائز مشتقة من صرخة الانتصار في ألعاب القمار!، سنساعد الزوجة على معرفة هذه اللعبة أكثر من خلال الحديث عن أسباب إدمان الزوج على لعبة ببجي.

أسباب إدمان الزوج على ببجي

لماذا لا يستطيع زوجي ترك بوبجي؟ وما هي أسباب إدمان زوجي على ألعاب الجوال ولعبة ببجي؟

لا بد أولاً من إدراك أسباب إدمان الزوج على ببجي قبل الحديث عن علاج الزوج مدمن الببجي والتعامل معه، ويمكن تقسيم أسباب إدمان ببجي إلى محورين رئيسيين، الأول هو الأسباب الموضوعية التي تتعلق باللعبة نفسها وتأثيرها على اللاعبين، والثاني الأسباب الشخصية التي تتعلق بالزوج نفسه وروتين حياته، إليكن هذه الأسباب.

الأسباب الموضوعية لإدمان الزوج لعبة ببجي

على الرغم من أهمية الأسباب الشخصية والفردية إلّا أن الأسباب الموضوعية أكثر تأثيراً على تعلق الزوج بلعبة ببجي، لأن اللعبة مصممة بعناية لتخلق حالة الإدمان هذه، وتعلُّق اللاعبين بلعبة ببجي ليس دليلاً على مشكلة نفسية أو على قصورهم بمجالات الحياة الأخرى، بل يعود إدمان اللعبة بمعظمه إلى ببجي نفسها وتصميمها.

ويمكن اختصار أسباب التعلق بلعبة ببجي وإدمانها كالآتي:

ببجي لعبة إثبات الذات، غالباً ما تترك اللعبة شعوراً عميقاً بالانتصار عندما يقتل اللاعب كل اللاعبين الآخرين بنصف ساعة!، التحدي والحماسة والانتصار من الدوافع الأساسية لتكرار التجربة.

ببجي مع زوجك في كل مكان: بطبيعة الحال لم تكن لعبة ببجي رائجة بالنسخة المصممة للكمبيوتر، لكن بمجرد نقلها إلى الهاتف المحمول أصبحت اللعبة الحاضرة في الجيب دائماً، كل ما على زوجك فعله إخراج هاتفه من جيبه في أي وقت والدخول في معركة مشوّقة ومثيرة أكثر بكثير من أي حديث زوجي!.

تحديثات مستمرة للعبة ببجي: جزء من تصميم الإدمان على ببجي هو إدخال تحديثات دورية للعبة، خرائط وأسلحة جديدة، ثياب جديدة، وتحديات سهلة وجديدة كل يوم.

التواصل الاجتماعي عبر ببجي: تتيح لعبة ببجي أيضاً نمطاً مثيراً من التواصل الاجتماعي، التواصل في الألعاب ليس ابتكاراً حديثاً، لكنه مع لعبة ببجي يحمل نكهة مختلفة، بسبب عدد اللاعبين الكبير ووجود تحدٍ جماعي بينهم، وقد سمعنا قصصاً كثيرة عن التعارف والزواج بسبب لعبة ببجي، وأيضاً عن الخيانة الزوجية في لعبة ببجي.

الإدمان النفسي والسلوكي: كل ما ذكرناه حوافز ودوافع تجعل الزوج مدمناً على ببجي، ومع التكرار والاستمتاع بالاستجابة المستمرة للعبة تبدأ مرحلة الإدمان النفسي والسلوكي، ويصعب على الزوج التوقف عن تلبية الرغبة باللعب لتحقيق المتعة والإثارة والحماسة، وربما للابتعاد عن الأمور الأكثر واقعية.

الأسباب الشخصية لإدمان الزوج على ببجي أو ألعاب الجوال الأخرى

كل من يجرب لعبة ببجي عرضة لإدمانها مهما كان متعلّماً أو مشغولاً أو واعياً، هذا لا يعني أن كل من يلعب ببجي سيدمنها حتماً؛ لكنه معرض إلى الانجراف باللعب المبالغ به والإدمان على مجتمع ببجي، وقد تلعب بعض الأمور درواً إضافياً في خلق حالة الإدمان النفسي والسلوكي على ببجي لدى الزوج، منها:

الهروب من ضغوط الحياة اليومية: الوقت الذي يقضيه الزوج في لعب ببجي هو وقت مستقطع من الحياة وضغوطها، لحظات -أو ساعات بالأحرى- من الانفصال عن التفكير بالمشاكل والضغوط والمهام والمسؤوليات، اللعب فقط والمتعة والخسارة والانتصار دون تكلفة ودون أعباء إضافية، أثناء اللعب على الأقل.

لا يوجد ما هو أكثر إمتاعاً من ببجي!: العديد من الأزواج يغرقون في حياتهم الأسرية بين العمل وتأمين المستلزمات والجري نحو الأمان المادي والحياة الأسرية المستقرة، وفي خضم المعركة مع الحياة يفقدون الكثير من الاهتمامات والهوايات، وفجأة يجربون لعبة ببجي التي تأخذهم إلى عالمها، هناك حيث لا شيء ممتع مثل اللعب.

لعبة ببجي لأجل التسلية فقط: قد تكون حياة الزوج مستقرة ولديه هوايات ونشاطات ترفيهية ممتعة ويعيش حياة أسرية سعيدة نسبياً، لكنه بهدف التسلية فقط يجرب لعبة ببجي، ومرة بعد مرة يغرق أكثر في اللعبة ويبدأ بالتنازل عن النشاطات الأخرى لصالح ببجي، وتذكري أن أحد أعراض الإدمان السلوكي هجر النشاطات الممتعة لصالح السلوك مسبب الإدمان، وأن التسلية والرغبة بالترفيه سبب وجيه للكثير من المآزق النفسي وحالات الإدمان.

الانتماء لمجتمع ببجي: سواء كان الزوج يلعب مع أشخاص يعرفهم في الواقع أو أشخاص تعرَّف عليهم عبر اللعبة؛ هناك حالة من الانتماء الاجتماعي التي تجعل الزوج متمسكاً أكثر بهاتفه الجوال ومتعلقاً أكثر بلعبة ببجي، هذا يشبه إلى حد بعيد انتماء الرجل إلى حزبٍ أو نادٍ رياضي أو جماعة أيديولوجية!.

الهروب من المشاكل الزوجية: لا يجب أن تحمِّل الزوجة نفسها مسؤولية إدمان الزوج على ببجي، لكن مما لا شك فيه أن محاولات الزوج الهروب من مشاكله الزوجية المستمرة قد تنتهي في لعبة ببجي، حيث يكون الهروب ممتعاً وكاملاً وبالألوان والمؤثرات البصرية.

علاج الزوج مدمن ببجي "زوجي مدمن ألعاب"

بطبيعة الحال هذا المقال موجّه للزوجات اللواتي يعانين من إدمان الزوج على ببجي، لذلك لم نتطرق لتأثير لعبة ببجي على العلاقة الزوجية لأن الزوجات يعلمن تماماً ما يفعله إدمان الزوج على الألعاب بحياتهن؛ والذي يمكن اختصاره بأربع نقاط (الإهمال العاطفي، الخلافات الزوجية والعائلية، الهروب من المسؤولية، أزمة ثقة).

إليك بعض الإجراءات المهمة في تعديل سلوك الزوج مدمن لعبة ببجي ومساعدته على ترك هاتفه الجوال والعودة إلى أسرته:

لا تطلبي من زوجك التوقف عن لعب ببجي تماماً، يجب أن يكون هدفك الأساسي تحديد وقت اللعب ومساعدته على وضع خطة للعب لا تتعارض مع دوره كزوجٍ وأب.

لا تجعلي قضية ببجي موضوعاً للصدام والتحدي، فعندما تتحول اللعبة لتحدٍ بينكِ وبين زوجكِ سيزداد تعلقه بها ودفاعه عن نفسه، حاولي أن يكون كلامك هادئاً وردة فعلك عقلانية.

امنحيه أنشطة بديلة بشكل غير مباشر، لا تقولي له اترك ببجي وتعال نخرج من البيت، اعرضي عليه الخروج دون ذكر اللعبة، ربما تجهزين له عشاءً رومانسياً وتطلبين منه إقفال الهاتف وتخفيف الأنوار لتعيشا اللحظة.

حاولي تهدئة جو المنزل والتقليل من التوتر والشجار وتخفيف الضغط على الزوج، ذلك كله سيصب بمصلحتك ومصلحة الأسرة في النهاية.

اختاري الوقت المناسب للحديث مع الزوج عن لعبة ببجي بشكل مباشر، أخبريه بما تشعرين به وتعانينه نتيجة إدمانه لعبة ببجي.

لا تتوقعي أن تتغير الأمور بين ليلة وضحاها، أنتِ بحاجة للصبر والإصرار حتى تصلي إلى هدفك بإنقاذ علاقتك الزوجية من الانهيار نتيجة لعبة ببجي.

نتيجة الانتقادات الكثيرة التي طالت لعبة ببجي قامت الشركة بإضافة ميزة جديدة كتحذير صحي للاعبين في بعض الدول، حيث ستتوقف اللعبة تلقائياً للاعبين الذين قضوا ست ساعات، ولمدة 24 ساعة، لكن بلا شك سيبحث اللاعبون مدمنو ببجي عن طرق كسر التحذير والعودة للعب مجدداً!، كما أنّ ست ساعات من اللعب ليس مدةً قليلة أو صحيّة، لذلك فكري بإعادة برمجة روتين زوجك واعملي على غرس قناعات جديدة تجعله أكثر تنظيماً لوقت اللعب.

لا يمكن الحديث عن علاج سحري أو خطوات مبرمجة لعلاج الزوج مدمن لعبة ببجي، فالإدمان السلوكي له جذور عميقة في النفس، ولن يقبل أي رجل الذهاب إلى معالج نفسي لمجرد أنه يلعب ببجي!، هذا إذا اعترف بإدمانه على اللعبة.

المصدر: حلوها

2021/11/27
أفلام كارتون: لماذا يتقمّص أطفالنا أدواراً ’خارقة’؟!

أنتِ بلا شكّ تتأثرين بما ترينه حولك في الحياة، وطفلك أيضاً مثلك تماماً، فهو يدرك ما يدور حوله ويقلده، أو يحاربه، يتحداه، ويعبر عن هذا التأثر بطرق عديدة.

[اشترك]

تتطور لدى طفلك القدرة على تقليد التجارب المحيطة به وبمجرد أن تنمو هذه القدرة لديه، تصبح من الأنشطة الأساسية لديه فتعتمد ألعابه على التقليد، ويقوم بعمل خطط، ويتقمص أدواراً يعبر بها عن مشاعره تجاه العالم من حوله، القصص، التلفزيون، والحكايات المصورة من مصادر الخيال والتقليد عند طفلك، جميعها تشترك في شيء واحد هو البطولة، والبطولة ليست مفهوماً واقعياً فقط، ولكنها تمتد إلى أشهر الشخصيات الخيالية في التاريخ، غالباً ما يتضمن لعب الأطفال، الذي يقوم على أساس تمثيل أدوار معينة، شخصيات خارقة من الشخصيات الكارتونية أو الشخصيات التي يرونها في أفلام الكارتون.

الشخصيات الحالية التي تسيطر على خيال أطفالنا هي رموز، مثل: سوبرمان، باتمان، سبايدرمان، كلّ هذه الشخصيات تعرفين تماماً أنّها ضارة أو خطر على طفلكِ، وعادةً ما تحاولين إبعاد أطفالكِ عن هذه النوعية من اللعب، لكن ممارسة طفلكِ اللعبة وتمثيل دور خاص لشخصية من الشخصيات الخارقة المحببة له، يمكن أن يعرفاك الكثير عن شخصية طفلك، كما يساعداك على تعليم طفلك فن أسلوب التعامل مع الآخرين، ويكتسب من خلالها القدرة على حل المشكلات، بالإضافة إلى أنّ هذا النوع من اللعب يسمح لك بمناقشة مفهوم القوة معه، وتحسين مهاراته اللغوية، وتشجيع الإبداع عنده.

لماذا يحب طفلكِ الشخصيات الخارقة؟

إنّ مشاهدة فيلم مثل سبايدرمان ممتعة لكلّ طفل، وبما أنّ طفلكِ غالباً سيشاهد الفيلم في كلّ الأحوال، اجلسي معه وشاهداه معاً، ثم تناقشي معه حول الفيلم، ركزي على الجوانب الإنسانية في البطل، ووضحي له أنّ البطولة لا تعتمد بالضرورة على القوة البدنية، علِّميه كيف ساعد سبايدرمان الطفلين على عبور الشارع، لأنّهما لم يستطيعا العبور بمفردهما، لعدم وجود شخص كبير معهما، هذا مجال جيد لزرع القيم السامية في طفلك، اطرحي عليه تمثيلية معينة يقوم بأدائها، ومن خلالها يمكنك اختبار طريقة تفكيره وأسلوبه في التصرف، وسيعطيك هذا فرصة لتعديل أو دعم سلوكياته أو مفاهيمه، يمكن أن تعرّفي طفلكِ بشخصيات إيجابية (...) اشرحي له لماذا نعتبر هذه الشخصيات خارقة، وعندما تخرجين مع طفلكِ، ابحثا عن شيء يحتاج إلى التحسين أو عن شخص يحتاج إلى مساعدة وقوما معاً بهذه الخطوة لكي يشعر طفلكِ بأنكما بطلان.

الحقيقة والخيال

 شاهدي مع طفلكِ الأفلام المناسبة، واقرئي معه القصص وساعديه على فهم الخدع الموجودة في الأفلام، اشرحي له كيف أنّ التكنولوجيا الحديثة تستخدم لإخراج مثل هذه المشاهد الرائعة، هذا قد يحفز طفلك إلى اهتمامات جديدة ليس فقط في النواحي التكنولوجية، لكن قد يحفزه أيضاً إلى اهتمامات أخرى مثل فكرة الطيران على سبيل المثال – المستوحاة من شخصية سوبرمان – وقد ينتج عن ذلك اهتمامه بالطيور (مثل العصافير، الذباب، النحل... إلخ) أو بالطائرات والصواريخ، سيفهم طفلكِ بمساعدتكِ وتوجيهك أنّ الناس لا يستطيعون الطيران، وأنّها مسألة مميتة وقاتلة إن هو حاول أن يفعلها، احرصي على توعية طفلك بأخطار اللعب العنيف.

العبي معه

قومي بدور إيجابي عندما يبدأ طفلكِ في اللعب، اشتراككِ في لعبه سيوضح له انتباهكِ واهتمامكِ وسيتيح لكما فرصة الاستمتاع معاً، هذه الخطوة ستفتح أمامه باباً للثقة بك واللعب معكِ، كما ستفيد في زيادة الترابط بينكما، اصنعي عرائس لشخصيات الأبطال التي يحبها واصنعي لوحة ألعاب، اشتري الألوان المناسبة وارسمي رمز الشخصيات أو اجعليها ملصقات حوله، إنّ اهتمامكِ بهذه الشخصيات التي يحبها طفلكِ يمكن أن يكون خطوة لممارسة أنشطة أخرى تساعد على زيادة التقارب بينكِ وبين طفلكِ وتحفز دوافعكما الإبداعية، إذا أردت التدخل حين لجوء طفلكِ إلى العنف، فإنّ أفضل طريقة أن تكوني غير مباشرة معه، مثل محاولة تخفيف حدة اللعب عند ظهور أي عنف، وتحويل انتباه طفلكِ عن الموقف العنيف، فذلك أفضل من التدخل بالقوة كتعنيفه أو الصراخ في وجهه أو شده، إنّ تحويل انتباه طفلكِ عن الموقف يفيد في تهدئته وتوجيهه إلى جوانب أخرى مفيدة للعبة.

ما الفائدة من لعبة تمثيل الأدوار؟

إنّ لعبة تمثيل الأدوار تسهم بشكل كبير في تحديد المشاكل عند طفلكِ بالنسبة إلى نموه الاجتماعي، العاطفي، أو الإدراكي، والتدخل الصحيح أثناء اللعب قد يكون له أثر كبير في مساعدة طفلكِ على التعامل مع مشاكله، ومن أهم الموضوعات التي يمكن التعامل معها من خلال اللعب الذي يعتمد على تمثيل أدوار الشخصيات الخارقة، هو موضوع القوة ومفهومها عند طفلكِ، مَن الذي يعتبره قوياً؟ وكيف يمكن استخدام القوة بالطريقة السليمة؟ هذه أمور يمكنكِ التعرف إلى وجهة نظر طفلكِ فيها والتعامل معها من خلال اللعب، كذلك يمكن الإجابة عن بعض الأسئلة من خلال الإشراف على هذا النوع من اللعب أو المشاركة فيه، مثل ما الشخصية التي يتعاطف معها طفلكِ؟ وما الشخصية التي يستنكرها؟ ما الشخصية التي يريد طفلك تقليدها؟ من خلال هذه الأسئلة تستنتجين ما الذي ينقص شخصية طفلك؟ مثل القوة، العزيمة، الإصرار.. إلخ.

كيف يحقق طفلك المعادلة بين القوة والضعف؟

 أظهري لطفلكِ تقديرك لشعوره بالمسؤولية، هذا الاهتمام بمجريات حياته اليومية وسلوكياته الإيجابية يخلق بداخله شعوراً بالاطمئنان أنّكِ تهتمين بمهاراته وأنّه مهم، سيساعد هذا على زيادة ثقة طفلكِ بنفسه وعلى تقليل العنف في اللعب.

 تقول استشارية صعوبات التعلم والتربية الخاصة خبيرة تشخيص متلازمة إيرلين منى أحمد كاظم: "توجد قنوات عديدة لأفلام الكرتون للأطفال وهي تبث مفاهيمها ورسائلها بطرق عديدة، ولقد زاد اهتمام أطفالنا بهذه الأفلام على حساب الألعاب الحرة والأنشطة في الهواء الطلق، قد يكون لهذه الأفلام تأثير إيجابي، مثل تعزيز الهوية والقدوة، وتعزيز تعليم بعض المهارات، ولكن أيضاً يجب التنبه للتأثيرات السلبية مثل العدوانية، والتأثير الصحّي والنفسي بسبب قلة الحركة غير الصحّية"، وتناشد كاظم المربين بالاستفادة من الأفلام الكرتونية، وذلك من خلال تحديد وقت المشاهدة، والموازنة بين الأنشطة المختلفة، وتفعيل دور المربي بتوضيح المفاهيم والنصيحة للأطفال متى أحس بأنّ هناك خللاً في هذا الجانب، واختيار البرامج الممتعة والمفيدة التي تثري ثقافته.

حواء

 

 

2021/11/24
أمّي ’عصبية’.. كيف أتعامل معها؟!

يقولون “قلب الأم مدرسة الطفل”، فالأم هي الملاذ الآمن الذي يندفع إليه الأبناء بشكلٍ غريزي، وهم يعلمون أنّهم سيجدون السكينة والأمان، لكن قد يتزعزع هذا الشعور أحيانًا إذا كانت الأم عصبية مع أبنائها، فبعض الأمهات في كثيرٍ من الأحيان يخرجن عن طورهنّ ويتصرفن بعصبية كبيرة مع الأبناء، وتخرج منهنّ ردّة فعل مبالغ فيها تجاه تصرفات أطفالهنّ.

[اشترك]

يعود هذا للأسف، لأسباب كثيرة تتعلّق بصحة الأم الجسدية وحالتها النفسية، كما أنّ ظروف الحياة تفرض على الأم أحيانًا أن تتحمّل أعباءً تفوق طاقتها، فتجد نفسها تغضب من الأبناء على أتفه الأسباب، حياة الأمومة تُشكل ضغطًا كبيرًا، وهذا يجعل الأمهات في حالة قلق مستمرة، فيدخلن في حالة عصبية بسهولة، وأحيانًا تكون عصبية الأم نتيجة لتراكمات ما، وأحيانًا تكون مفاجئة ودون مقدمات، أو نتيجة لتعرّضها لموقفٍ مفاجئ ومستفز من الأبناء أو من أي سبب آخر.

أسباب محتملة لعصبية الأم

تأثير عصبية الأم على الأبناء قد يبدأ في فترة الحمل، إذ يقول الدكتور “بول موران”، الباحث في الطب النفسي في كلية الطب الاجتماعي والطب المجتمعي في بريستول إن العديد من الدراسات التي تربط بين السمات الشخصية للأم والصحية العقلية المستقبلية لأطفالها، تُشير إلى أنّ الأمهات سريعات الغضب، والعصبيات معرضات بشكل أكبر لخطر إنجاب الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية خطيرة.

ومن أهم الاسباب المحتملة لعصبية الأم ما يأتي:

-تعرّض الأم لضغوطات نفسية مرهقة، تُسبب فقدانها السيطرة على أعصابها بسهولة، وتعرّضها للاستفزاز بشكلٍ متكرر ومن أبسط المواقف.

-وجود مشاكل داخل الأسرة سواء بين الأم والأب أو بين الأبناء أنفسهم، مما يؤثر على أعصاب الأم ويزيد من قلقها الذي ينعكس على مزاجها العام.

- ازدياد مسؤوليات الأم داخل الأسرة بشكلٍ كبير يفوق قدراتها، وانغماسها بالأعمال المنزلية الكثيرة، مما يُشعرها بالاستنزاف.

- عدم قدرة الأم على تنسيق وقتها وجهدها ما بين عملها في الخارج وعملها في بيتها، في حال كانت الأم موظفة، مما يزيد من عصبيتها وتوترها.

- شعور الأم الدائم بأنّ الوقت لا يكفي لإنجاز جميع الأعمال والواجبات البيتية المطلوبة منها، فتشعر وكأنها في دوامة.

-عدم حصول الأم على قسطٍ كافٍ من النوم، مما يجعلها فريسة سهلة للغضب وتعكّر المزاج.

- وصول الأم إلى سن انقطاع الطمث “سن اليأس” فتمرّ بتقلبات هرمونية تُؤثر على مزاجها وتجعلها سريعة الغضب، وذلك بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في جسمها، فتتصرف بردود أفعال قويّة وعصبية.

- إصابة الأم بالإحباط والاكتئاب نتيجة عوامل نفسية عديدة أو عوامل فسيولوجية.

- وجود بعض الأسباب المرضيّة المتعلقة بإفرازات الغدّة الدرقية من هرمون الثيروكسين والذي يُسبب تعكّر مزاج الأم وتصرفها بعصبية، وهذا يستدعي استشارة الطبيب بالطبع.

الآثار المحتملة لعصبية الأم مع الأبناء

توصل الباحثون من جامعات بريستول وإكستر وكينغز كوليدج لندن ومعهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية إلى أن المراهقين الذين يعيشون مع أمهات عصبيات سريعات الغضب، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض العقلية والتوتر، إذ تترك عصبية الأم أثرًا سلبيًا على أبنائها وأسرتها، وتُسبب شرخًا في علاقتها مع الأب في بعض الأحيان، خاصة إذا كانت عصبية الأم بشكل مفرط ومتكرر! ومن آثار عصبية الأم ما يأتي:

-شعورهم بالخوف والقلق من ردّة فعل الأم تجاههم، فيمتنعون عن إخبارها بأي شيء يخصّهم.

-شعور الأبناء بعقدة الذنب، وأنّهم السبب في عصبية الأم، وتشتيت تركيزهم وشعورهم بعدم الاستقرار.

-تقليد الأبناء عصبية أمهم واكتسابها عادة.

-نفور الأبناء من البيت بسبب التوتر الدائم في جو الأسرة، وعدم قدرتهم على الانسجام.

-إصابة الأبناء بخلل في طريقة إدارة عواطفهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للنزوات العاطفية أو العزلة العاطفية.

-التأثير على شخصية الأبناء إذ يصبحون أقل تعاطفًا وأقل قدرة على التكيّف، وأكثر عرضة للانحراف.

كيف تتعامل مع الأم العصبية

التعامل مع الأم العصبية يجب أن يكون بدافع الحب أولًا، والرغبة في منحها الهدوء، لهذا يجب أن يعي جميع الأبناء الطريقة الصحيحة للتعامل مع أمهم العصبية وهي كما يأتي:

-محاولة تهدئة الأم بطريقة لطيفة، كأن نُجيب جميع طلباتها وموافقتها على كل ما تقول، وعدم الرد في وجهها أو رفع الصوت عليها مهما كان صوتها مرتفعًا، وتجنب مجادلتها.

-التوقف عن أي حديث يُزعج أمهاتنا، خصوصًا إذا كان موضوع الحديث هو سبب عصبيتها.

-الاهتمام بها في كلّ وقت وإشعارها بأهميتها ومكانتها، ومساعدتها في الواجبات المنزلية، وعدم ترك جميع أعمال البيت عليها وحدها.

-استغلال أوقات هدوء الأم ومحاولة الحوار معها والاستفسار منها عن سبب عصبيتها، وتجنب الأسباب التي تُؤدي إلى ذلك.

-الخروج مع الأم في رحلات ترفيهية وأماكن التسوّق لتسليتها، ومحاولة تحسين مزاجها، وتقديم المفاجآت اللطيفة لها.

-تشجيع أمهاتنا على ممارسة التمارين الرياضية أو زيادة حركتها، لما له من أثر إيجابي في التخلص من الطاقة السلبية لديها، ومدها بالطاقة الإيجابية.

-إظهار التعاطف الدائم مع أمهاتنا، وعدم تجاهل مشاعرها مهما كانت بسيطة، والسماح لها بالتعبير عمّا تُريد للتخلص من الكبت الذي يُسبب عصبيتها.

-تشجيع أمهاتنا على القيام بأنشطة تُساعد في تقليل العصبية مثل: التنفس بعمق، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية.

-تشجيع أمهاتنا على الاتصال الدائم بالأصدقاء الموثوقين الذين يتمتعون بحس الفكاهة ومهارة حُسن الاستماع.

الأم إذا تصرّفت بعصبية مع أبنائها، سيظل من الصعب أن يوجد من يستبدلها، فالأم كلمة تحمل في طياتها الحب والحنان بشكل تلقائي، ولكن هل تستحق كل الأمهات هذه الصفات فعلا لمجرد إنجابهن أطفالا؟! في بعض الأوقات قد تغضب الأم ويكون غضبها ما هو إلّا حالة مؤقتة على الأغلب، وقد تكون عصبيتها نوعٌ من أنواع الحبّ والخوف على أبنائها فظروف الحياة تجعلها أحيانًا غير قادرة على ضبط أعصابها، ولكن دعونا أيضا ألا ننسى وجود أمهات يتخطون بالفعل حدود العقل والرحمة في معاملة أبنائهم، وهنا يتعين على الأم فور رؤيتها مبالغتها في انفعالاتها، أن تطلب المساعدة من متخصص على الفور، كما يتعين على أي من الراشدين المقربين أيضا تقديم النصح والعون للطفل والأم، فهناك مشكلات دفينة يمكن أن تتخطاها الأم على يد المتخصصين، فكما الأم نعمة، الأبناء أيضا نعمة وهم من سيخطون المستقبل! فلنحاول العمل على مشكلاتنا ولا نستهين بها في معاملة أبنائنا لكيلا نخسر الكثير وألا نتسبب في إعادة المشهد ذاته في مستقبلهم.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/11/17