أسرتي

هل تخصص وقتًا كافياً لعائلتك؟!

كتبت آية يونس: يُعَدّ قضاء الوقت مع العائلة حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك ومزدهر، فهو يُشكِّل ركيزة أساسية لمُواجَهة تحدّيات الحياة المُعاصِرة، إذ يُعَدّ استثماراً قَيِّماً في العلاقات الإنسانية، ومستقبل الأجيال القادمة.

[اشترك]

وتمتدّ الآثار الإيجابية لهذا الأمر لتتجاوز جُدران المنزل، وتَصِل إلى النسيج الاجتماعي الأوسع، ممّا يسهم في خلق أُسُس مَتينة لمستقبل أكثر إشراقاً، وفي ما يأتي أهمّ فوائد قضاء الوقت مع العائلة، وتأثيره في بناء هذا المستقبل المُشرِق:

القِيَم المشتركة: تعزيز الهوية الأُسَرية

يُشكِّل قضاء الوقت مع العائلة فرصة قَيِّمة لترسيخ القِيَم المُشترَكة، وتقوية الهوية الأُسَرية الفريدة، فمن خلال التفاعُلات اليومية مع العائلة، تُغرَس المبادئ والأخلاقيات والمُعتقَدات الأساسية التي تُميِّز الأسرة، وتُعَدّ التقاليد العائلية وسيلة فَعّالة لتعزيز هذه القِيَم الجوهرية التي تُشكِّل هوية الأسرة، فمع نُمُوّ الأطفال، وتوسُّع دوائرهم الاجتماعية، يُصبح وجود أساس راسِخ للقِيَم والمبادئ أمراً حيوياً في تشكيل شخصيّاتهم وهويّاتهم.

ولتعزيز هذه القِيَم والهوية الأُسَرية، من الضروري الحفاظ على الاتِّساق والوضوح في تحديد ما تُمثِّله هذه القِيَم، سواء أكانت مُرتبِطة بالجوانب الدينية أم بالجوانب التراثية أم بأيّ جانب آخر يحمل أهمّية خاصَّة للعائلة.

ويُعَدّ إشراك الأطفال في ممارسة هذه القِيَم والتقاليد أمراً ضرورياً، سواء عبر المشاركة في الأنشطة والمُناسَبات العائلية أو فتح حِوارات مُستمِرّة عن هذه المواضيع، ممّا يسهم في ترسيخ هذه القِيَم، وجعلها جزءاً لا يتجزَّأ من الهوية الشخصية والأُسَرية للأطفال.

الدعم العاطفي: ركيزة الاستقرار النفسي

تُشكِّل الروابط الأسرية السليمة والقوية درعاً واقياً ضدّ تقلُّبات الحياة، إذ تُوفِّر مساحة آمِنة لتبادل الهموم والمَخاوف، فعندما يُدرك الإنسان وجود مَن يهتمّ لأمره ويُصغي إليه ينعكس ذلك إيجاباً على تقليل مُستَوَيات التوتُّر لديه، ويبرز دور الدعم العائلي بصورة خاصّة في حياة المراهقين، إذ يسهم في تخفيف أعراض القلق التي قد تواجههم في تلك المرحلة.

ويمكن تجسيد أهمّية الدعم العائلي في مواقف الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال عند مواجهة صعوبات في العلاقات الاجتماعية أو التحدّيات الأكاديمية، يُصبح وجود أفراد العائلة الداعمين مصدراً للقوّة والطمأنينة، فالحديث مع أحد أفراد الأسرة عن هذه المشكلات يُساعد في تخفيف الضغط النفسي، ويفتح آفاقاً جديدة للتفكير في حلول إيجابية، ممّا يجعل الوقت مع العائلة استثماراً حقيقياً في الصِّحَّة النفسية والعاطفية على المدى البعيد.

تعزيز الصحَّة الجسدية: مصدر دعم وتحفيز لنمط حياة صِحِّي

قد يُؤثِّر الوقت الذي تقضيه العائلة معاً إيجاباً في الصحَّة الجسدية لأفرادها، فالعائلات التي تتبنَّى ممارسة أنشطة صِحِّية، كتناول الوجبات المنزلية، والمشاركة في الرياضة والأنشطة الخارجية، قد تُسهم في تحسين اللياقة البدنية والصِّحَّة العامة لأفرادها، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ وجود بيئة عائلية تُشجِّع على اتِّباع عادات صِحِّية، كالاهتمام بالتغذية السليمة، يُعزِّز الصِّحَّة الجسدية أيضاً، فالعائلة السليمة تُعَدّ مصدراً داعماً ومُحفِّزاً لاختيار أنماط الحياة الأكثر صِحَّة.

وعلى عكس ذلك، قد تُشجِّع بعض العائلات على سلوكات وممارسات غير صِحِّية، الأمر الذي يتطلَّب وَعياً وجُهوداً مُشترَكة من قِبَل أفراد العائلة لتبنّي نمط حياة صِحِّي، ومن ثَمَّ المحافظة على صِحَّة أفرادها المستقبلية.

التحصيل الدراسي: ثمرة الرعاية الأُسَرية

يؤدّي الدعم الأُسَري دوراً محورياً في تعزيز الأداء الأكاديمي للأطفال، إذ تُشكِّل السنوات الأولى من حياة الطفل فترة حاسمة في تكوين شخصيّته وقدراته التعليمية، وتوفير التوجيه والرعاية المُناسِبَين من قِبَل الوالِدَين يُؤثِّر إيجاباً في مستوى التحصيل الدراسي، ويُعَدّ الحضور الفَعّال للوالِدَين خلال المراحل التعليمية المختلفة أمراً ضرورياً، لضمان أداء أفضل للأطفال.

ومساعدة الأطفال في دراستهم وأنشطتهم المختلفة يسهم في نُمُوِّهم بصورة أفضل، ممّا قد يُمهِّد الطريق لفُرَص وظيفية أكثر جاذبية في المستقبل، ولا يقتصر دور الأسرة على تقديم المساعدة التعليمية فحسب، بل يمتدّ ليشمل تشجيع الأطفال على بذل قصارى جهدهم، والحصول على درجات جيِّدة، فالاهتمام بتفاصيل يومهم الدراسي، والاستماع إلى ما تعلَّموه حديثاً، يُعزِّز ثقتهم بأنفسهم، ويُحفِّزهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية بحماس أكبر، ممّا ينعكس إيجاباً على أدائهم الأكاديمي، ويسهم في بناء شخصية واثقة ومُتفوِّقة.

مهارات التواصل: مُكتسَبات حياتية دائمة

يُعَدّ تحسين مهارات التواصل من الفوائد الملموسة لقضاء الوقت مع العائلة، فالبيئة الأُسَرية الآمِنة والداعمة تُوفِّر فُرَصاً لا تُقدَّر بثَمن للانخراط في محادثات ونِقاشات بَنّاءة، ممّا يُشجِّع على تطوير مهارات الاستماع النَّشِط، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح.

ويكتسب أفراد الأسرة عبر هذه التفاعلات مهارات تواصُل فَعّالة يُمكنهم تطبيقها في مختلف مجالات حياتهم، سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية الأخرى، ممّا يُساهم في تعزيز نجاحهم وتفاعلهم الإيجابي مع المجتمع كلّه.

تعليم مهارات الأُبُوّة والأُمومة المستقبلية: إرث الحب والرعاية

تؤدّي الذكريات العائلية دوراً محورياً في غَرس الرغبة لدى الأطفال في خلق أجواء مماثلة في منازلهم المستقبلية، إذ تكتسب العائلة أهمّية بالغة بوصفها النموذج الذي يتعلَّم من خلاله الأبناء مهارات الرعاية الأساسية، سواء من الأمّ أو الأب، والتي سوف يستخدمونها يوماً ما في حياتهم، وقد يبدؤون بممارسة هذه المهارات مُبكِّراً، عبر مُحاكاة سلوكات والِدِيهم في تعامُلهم مع إخوتهم، ممّا يُعزِّز قدراتهم على تطوير مهارات الأُبُوّة والأُمومة في المستقبل.

ويسهم قضاء الوقت مع الوالِدَين كثيراً في تطوير هذه المهارات لدى الأطفال، إذ يتعلَّمون من خلال مراقبة تصرُّفات الكبار من حولهم، فعندما يُحيط الآباء والأمّهات أطفالهم بنمط تربوي إيجابيّ وبيئة دافئة، فإنَّ احتمالية تكرار هذا النمط من قِبَل الأبناء مع أطفالهم في المستقبل تزداد كثيراً، ممّا يعني أنّ الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم لا يقتصر تأثيره في الحاضر فحسب، بل يمتدّ ليُشكِّل أساساً متيناً لأجيال المستقبل، ومن ثَمَّ ضمان استمرارية دورة الحب والرعاية عبر الأجيال.

حلّ النزاعات: مهارة حياتية أساسية

يُمثِّل الوقت العائلي فرصة ثمينة لمُعالجة الخِلافات وحلّ النِّزاعات، فعبر التفاعُلات اليومية بين أفراد الأسرة، تنشأ مواقف مُتنوِّعة تتطلَّب التعامل مع وجهات النظر المختلفة، وتسوية الخلافات التي قد تحصلح ممّا يُساعد على تطوير مهارات التفاوض، وترسيخ قدرات حلّ المشكلات، وتحديداً عندما يكون الفرد مُحاطاً بعائلة داعِمة تحثُّ على حلّ المشكلات بطُرُق بنّاءة.

 وهذا الأمر يعني أنّ الوقت الذي يقضيه أفراد العائلة معاً لا يقتصر على اللحظات السعيدة فحسب، بل يمتدّ ليشمل تجارب قَيِّمة في التعامل مع التحدِّيات، وتحويلها إلى فرص للنُّمُوّ والتطوُّر، ممّا يُسهم في بناء أُسُس متينة للعلاقات الأُسَرية، ويُزوِّد أفراد العائلة بمهارات حياتية أساسية يُمكِنهم تطبيقها في مختلف مجالات حياتهم.

وفي الختام، يُنصَح باستغلال الوقت وقضاءه مع العائلة بوصفه أولوية في الحياة اليومية، فهو استثمار لا يُقدَّر بثَمن، لتعزيز الشعور بالسعادة ومستقبل الأسرة، ولا بُدّ من تخصيص أوقات مُنتظَمة للتواصل العائلي، سواء أكانت نُزهات في الطبيعة أم ممارسة رياضة مُفضَّلة أم جلسات للحديث وتبادل الأفكار، فهذه اللحظات البسيطة هي التي تبني الروابط القوية، وتخلق الذكريات التي ستبقى مع العائلة مدى الحياة.

2024/10/21
نتيجة «الإسراف» الإفلاس!
تؤكد الكثير من الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام بأن "الفقر" يعتبر نصيباً لمن لم يقتصد في معيشته !!

[اشترك]

‏ومن المهم هنا أن نعرف أن هناك فرقاً واضحاً بين البخل وبين الاقتصاد، وهذا الفرق يفهمه العقلاء والواعون ..

‏فالبخل صفة سيئة نهى عنها الشارع الأقدس، والاقتصاد صفة حسنة حث عليها الشارع الأقدس، فلا للبخل، و نعم للاقتصاد !!

‏شراء السلع الغالية جداً :

‏تقوم بعض النساء، وبعض الرجال أيضاً، بشراء أمور بأسعار غالية جداً، بل بأثمان خيالية أحياناً، بحجة أن هذا الشيء (ماركة!) أو ما أشبه ذلك ..

‏ومن تلك الأمور: الملابس بأنواعها، الشنط اليدوية، الإكسسوارات، المكياج، الأقلام، الساعات... إلى آخره ..

‏ونحن هنا لا نريد أن نقول: لا تشتروا الشيء الجيد الثمين نهائياً، وإنما نريد القول :

‏إن بعض الأسعار الفاحشة التي تُدفع في مقابل بعض الأمور التي قد لا يحتاجها الإنسان احتياجاً مهمًا، مما لا يرضى به الشرع الأقدس ..

‏و مثل هذا التعامل مع الأموال يحتوي على  أخطاء ومضار كثيرة ..

‏منها: الإسراف المنهي عنه ..

‏ومنها: استنزاف "جيب" الزوج، أو "جيب" الزوجة نفسها !! أو كلاهما معاً ..

‏ومنها: تضييع نعمة المال في غير موردها، والحال وجود موارد أكثر أهمية وأزيد فائدة لصرف تلك الأموال الطائلة ..

‏وغير ذلك من المضار الكثيرة

‏قال تعالى: { ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }

‏سورة: الإسراء، آية: 26 و 27

‏وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام :

‏التبذير عنوان الفاقة

‏منتخب ميزان الحكمة، ص 69 باب: التبذير

‏بمعنى: أن التبذير نتيجته هي الفقر والفاقة -والعياذ بالله- ..

‏وإذا كنت -أخي المؤمن-، أو إذا كنتِ -أختي المؤمنة- ممن يحب التفاخر أمام الناس والأصدقاء بلبس وحمل الأشياء فاحشة الغلاء، فاسمعا هذا الحديث الوارد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام :

‏مَن افتخر بالتبذير احتُقر بالإفلاس !!

‏منتخب ميزان الحكمة، ص 69 باب: التبذير

‏الإسراف في ماء الغُسل والوضوء :

‏من الموارد التي ربما يقع فيها الإسراف كثيراً : الوضوء والغُسل ..

‏فبعض الناس عندما يدخل إلى الحمام، فإنه لايخرج إلا بعد مرور فترة طويلة من الزمان !! وفي هذه الفترة يصب كميات كبيرة من المياه ..

‏وهو بذلك يُتلف نعمةً من نعم الله تعالى، ويسقط في مستنقع الإسراف -والعياذ بالله- ..

2024/05/26
لا حياء ولا خصوصية.. قنوات اليوميات على يوتيوب وتدمير البيوت!
انتشرت في السنوات الأخيرة قنوات ربات البيوت على اليوتيوب، ولاقت هذه القنوات مشاهدات بالملايين، مما شجع مئات النساء أو قد يكون الآلاف على افتتاح قنوات خاصة بهن طمعاً بالشهرة والأرباح، وخاصةً إن كانت الحالة المادية للزوج ليست بالجيدة، ففي هذه الحالة يسهل إقناع الزوجة لزوجها بفكرة إنشاء القناة بغية كسب الأرباح بعد تحقق شروط تفعيل الربح الخاصة بموقع يوتيوب.

مراحل البدء بتدمير البيوت:

مما لا شك فيه أن معظم النار من مستصغر الشرر، وأن كثيرا من المشكلات الكبيرة تبدأ بنقاط صغيرة لا يهتم الشريكان بها، ثم مع تراكم هذه الصغائر، يتكون حاجز يؤدي إلى انفصال شركين ربطتهما علاقة حب وتفاهم وود، وهذا ما يحصل في عالم اليوتيوب حيث يبدأ الأمر بمجرد ظهور عاديّ ثم يتطور الأمر مرحلة بعد أخرى، حتى يصل الطرفان إلى مرحلة اللاعودة، ويحصل الانفصال وتنتشر الأسرار.

1- تصوير  يومي بدون ظهور صاحبة القناة:

في الغالب تبدأ السيدة مؤسسة القناة فيديوهاتها الأولى  بتصوير نشاطاتها خلال اليوم من طبخٍ وتنظيف وعناية بالبشرة.

وأغلب النساء لاتظهر في الفيديوهات الأولى، أي أنها تكتفي فقط بتصوير معدات الطبخ أثناء طهيها لإحدى الطبخات في مطبخها الخاص أو بالحديث عن مكونات مستحضر تجميل قامت بصنعه بنفسها وتنصح النساء الأُخريات بتجربته أو قد تقوم بسرد قصص ونصائح للنساء أو الفتيات من خلال تجربتها في الحياة وذلك بصوتها فقط دون ظهورها .

2- ظهور صاحبة القناة وزوجها في الفيديوهات:

ثمّ بعد مدّة من الزمن تطمح السيدة إلى زيادة المشاهدات والأرباح وخاصة بعد انتشار خبر مفاده أن خوارزميات اليوتيوب تظهر  على محركات بحثها القنوات التي يظهر فيها أصحابها أكثر من تلك التي يكتفي أصحابها بالصوت والصورة دون ظهورهم الشخصي، فتقوم صاحبة القناة برفع فيديو عنوانه أول ظهور لي على القناة، وعندما يحقق هذا الفيديو مشاهدات كبيرة وبالتالي ربحاً يفوق أرباح الفيديوهات السابقة التي لم تكن تظهر بها.

فإنها تستمر بظهورها في الفيديوهات، تارةً تظهر وهي تنظف المنزل، وتارةً تظهر لنا مشتريات الشهر التي ربمّا لم تكن لتشتريها سابقاً قبل إنشاء قناة اليوتيوب، وتارةً تظهر لتقدم النصائح للنساء الأخريات في موضوع يخص النساء.

ويصبح هَمُّ مؤسِّسة القناة وشُغلها الشاغل في حياتها هو عدد المشاهدات والأرباح، فتبدأ بإظهار زوجها وأولادها.

وتبدأ الفيديوهات تظهر بنمط آخر، كفيديو أول ظهور لزوجي وتحدي من يعرف الآخر أكثر، وتحدي من يأكل كميات أكل أكثر، وشاهدوا ماذا أهداني زوجي في عيد زواجنا وربّما لايكون هو من أحضر لها هذه الهدايا، بل السيدة نفسها وذلك لصنع فيديو ومحتوى ورفعه على القناة، وقد تدّعي السيدة أنها حامل (دون أن تكون حامل) وبعد عدة فيديوهات تظهر مدّعيةً أنها خسرت الجنين وتبدأ التعليقات بمواساتها وهذا يؤدي إلى رفع القناة و زيادة المشتركين وزيادة الأرباح.

3- بدء التشهير وفضح الأسرار:

ثمّ يتطور الأمر أكثر فتبدأ مؤسسة القناة بوضع عناوين أكثر جذباً للمشاهدين كالتشهير بحماتها أو سلفتها أو حتى زوجها بعنواين مثيرة تدفع المشاهد إلى الفضول في معرفة فضائح هذه العائلة فيقوم بمشاهدة الفيديو وقد يشترك بالقناة حتى يستطيع مشاهدة فضائح هذه العائلة فَور نشر فيديوهات جديدة ، وسواءً كان التشهير بالاتفاق مع هؤلاء الأقارب أم لا، فإنّ هذه الفيديوهات قد تسبب غالباً مشاكل زوجية كبيرة قد تصل إلى خراب البيوت.

وبعد هذا كلّه إن حدث وسببت القناة مشاكل بين الزوجين وقامت الزوجة بالذهاب إلى بيت أهلها، تبدأ الزوجة بنشر فيديوهات التشهير بالزوج وفضح الأسرار الزوجية مما قد يزيد أيضاً من عدد المشاهدات وزيادة الأرباح، وأحياناً قد لا تقف الأمور عند هذا الحد فقط.

من الأمثلة: فضح الزوجين لبعضهما:

ظهرت  صاحبة  إحدى القنوات مدّعيةً بأن زوجها قد ضربها بعد مشاداتٍ كلامية ليست الأولى بينهما بسبب المحتوى الذي قامت بنشره على قناتها، ومشاكل أخرى تخص الأرباح ومصروف المنزل.

لم يكتفِ الزوج بمشاهدة هذا الفيديو وإصلاح الأمور فيما بينهما بل قام هو الآخر بإنشاء قناة أخرى ورفع فيديوهات محتواها هو فضح زوجته وتكذيبها أمام المشاهدين وذلك بغرض الانتقام من زوجته، لتقوم هي الأخرى بالرد عليه في فيديوهات مماثلة تقوم برفعها على قناتها.

السؤال هو: سواءً كانت هذه الخلافات بينهما حقيقية أو فيديوهات تمثيلية لرفع مستوى القناة وزيادة الأرباح، فهل تستحق مئات الدولارات أو حتى آلاف الدولارات خراب البيوت وفضح أسرار الحياة الزوجية وتشويه سمعة الزوج والزوجة ؟؟ وماذا سيكون موقف الأولاد عندما يكبرون عند حديث الناس عن عيوب أباهم وأمهم وتذكيرهم بالفضائح التي نشروها في قنوات اليوتيوب هذه؟

ومن الأمثلة الأخرى: ادعاء بالطلاق والخطف والموت:

تدّعي صاحبة إحدى القنوات أن زوجها طلق زوجته وطردها من منزله واحتفظ بالأولاد، ثم تظهر الزوجة في قناتها شاتمة زوجها ومتطاولة عليه مع البكاء بحرقة على فراقها لأولادها، فيتفاعل المشتركون بالقناة ويشتمون الزوج ويتطاولون عليه بتعليقاتهم المسيئة أو يقومون بدور المصلحين فيما بينهما ويطلبون منه بأنّ يرجع زوجته إلى منزلها وأن يعيدها إلى عصمته.

ثمّ يفاجئ الزوج الجمهور بظهوره على قناته وهو يوضيح أسباب الخلاف ويقوم بالرد على التعليقات المسيئة له التي ظهرت في قناة زوجته.

ثمّ بعد ذلك يتمّ الصلح بين الزوجين ويقوما بالزواج مرة أخرى وإجراء حفل بحضور أولادهما وبعض الأصدقاء.

وبعدها يدعون حمل الزوجة ورفع عدة فيديوهات تخص الحمل والجنين، ثمّ فيديو خسارة الجنين (الافتراضي) تحت عنوان يتضمن كلمة مؤثر.

كل هذه العناوين قد لاتكفي للوصول إلى نسب مشاهدة كافية لمنشئي مثل هذه القنوات، لذلك لجؤوا إلى الإدعاء بخطف الزوج من قبل مجهولين في بلد معروف بأنه بلد قانون، وصُنع عدة فيديوهات تفتقر إلى الحبكة الجيدة ولكنها مليئة باستعطاف المشاهدين وبالمشاهد التمثيلية التي قد تتفوق أحياناً على موهبة مشاهير التلفاز، حيث تظهر الزوجة وهي تبكي بحرقة وتشتكي خطف زوجها، دون ذكر أي تفاصيل مهمة تخص سبب الخطف أو البلاغ عن واقعة الخطف للجهات المعنية في البلد الذي يقيمون به.

ثمّ تتطور القصة فيدعي أهل المخطوف بأنه قُتل من قبل العصابة، فتنهال التعليقات من قبل المتابعين وتزيد نسب المشاهدات وأرباح القناة.

ولكن هل يعقلُ أن يظل صاحب القناة متوارياً عن أنظار متابعيه؟

وهل يُعقل أن تظلّ الزوجة في حالة حزنٍ على فراق زوجها في كل الفيديوهات؟ في هذه الحالة سيَمل المشاهدون من مشاهدة فيديوهات الحزن المكررة وسيبحثون عن قناة أخرى أكثر تسليةً ومتعة!!

لهذا يجب أن يحيا الزوج من موته، “فسبحان من يُخرج الحي من الميت ويُخرج الميت من الحي” فيعود الزوج في فيديو يحصد مئات آلاف المشاهدات، وتتابع بعد ذلك الفيديوهات على القناة على هذا النمط.

الخطورة والحل:

إن هذه الظاهرة تجعل الحليم حيرانا في إقبال الملايين على متابعة هذه السخافات طبعا كثيرون يقولون إن المتابعين من الأطفال والمراهقين الذي لا يهمهم المحتوى بقدرما يمتعهم مشاهدة حياة الناس، ويضحكون على توافه الأمور، ولكن على ما يبدو أن المتابعة ليست مقتصرة على فئة عمرية دون غيرها وإن كانت الفئة الغالبة هي من صغر الأعمار.

المشكلة في أن مثل هذه الأمور غدت ظاهرة تُقلّد وتعاد من قبل الكثيرين، وكأنه لم يعد ثمة خصوصية بيتية، بل لو سلمنا أن الناس اعتادوا على متابعة اليوميات البيتية الخاصة، إلا أننا كيف سنسلم بإساءة الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها والابن لأبيه، وهل يستطيع إنسان أن يفرّق بين سخرية تمثيلية وحياة واقعية، أي هل صحيح أن الإساءة التمثيلية للزوج في مقاطع اليوتيوب تزول بعد انتهاء التسجيل، وهل لا يتحرك شيء عند أحد الزوجين بعد مشاهدة الإساءات على المقاطع المسجلة، إن كان الجواب نعم يمكن التفريق ولن تؤثر هذه الفكاهات التمثيلية على علاقة الزوجين، فهذا يعني أننا صرنا في عالم أسريٍّ جديد لا يتفق مع عالم الأسرة الذي عرف منذ خلقت الدنيا.

الذي يؤكد أن الخلاف يتسع هو كثرة حالات الطلاق بين مشاهير اليوتيوب إذ إن كثيرا من التجارب التي كانت تمثل رومانسية زوجية كانت نهايتها طلاقا وفضائح لا يتحدث بها الأعداء عن بعضهم، ولكن إنه الدولار يا سادة إذا غدا هو المعبود فسيصبح أهم من الزوج ومن الزوجة ومن الفضائح نفسها.

ولكن ما هو حلّ مثل هذه الظواهر؟ أولا علينا ان نقول إن أداة اليوتيوب ليست كلها شرا مطلق، ولا كلها خيرا مطلق، بل هي مثلها مثل باقي الاختراعات الإنسان هو الذي يتحكم بها ويصرفها وفق الوجهة التي يريد.

ولهذا فإننا نقول لا يعني حديثنا عن القنوات التي خربت بيوتها أن معظم صاحبات القنوات كذلك، بل إننا نعرف قنوات كثيرة محترمة لسيدات بيوت حافظت على محتوى راقٍ بعيد عن التلوث السمعي والبصري  حققت مشاهدات كبيرة ومتابعين كثرا، ولم تنزل من مستواها رغم كثرة الغث وكثرة الإقبال عليه.

الحل إذن أن تكون التي تفتح القناة متمتعة بوعي عقلي وانتماء مجتمعي وتفاهم زوجي بحيث تضع خطة لقناتها تتفق مع مبادئ الحياة الطبيعية وتسعى لإيجاد محتوى جاذب لا يضر ببيتها ولا يفضح أسرارها، وبهذا تضمن لنفسها استمرارا من خلال الإبداع في نشر المحتوى الهادف، الذي إذا عمل عليه سيكون منافسا وبقوة لكثير من التفاهات المنتشرة في فضاء الفيديوهات اليومية على وسائل التواصل الاجتماعية.

2024/05/05
هل طوّرت مواقع التواصل الاجتماعي «المشاكل الأسرية»؟!
مازالت مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على حياتنا بكافة أشكالها، لكن يبقى التأثير الأكبر على الأسرة وأفرادها وعلاقتهم ببعضهم البعض، حيث تثبت العديد من الدراسات تزايد التفكك الأسري نتيجة التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي. تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على الأسرة

·      ازدياد المشاكل الأسرية: لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دور هام في تطور المشاكل الأسرية بسبب البعد عن أفراد العائلة والتقصير مع أفرادها، علاوة على الرغبة في العيش كما يظهر الآخرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

·      تزايد الخيانة الزوجية: الخيانة الزوجية من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي حيث يبدأ الرجل أو المرأة بالانفتاح لأشخاص جدد، وقد يبدأ الشريك بالحديث عن مشاكله لشخص آخر ودون الانتباه أن هذه الأحاديث سوف تطور وتكون مدخلاً للتقرب الغير مشروع، كما يقوم الرجل بالتحدث مع أخريات لقضاء بعض الوقت الممتع معهن.

·      عدم الرضى عن الحياة الواقعية: من المشاكل التي تتعرض لها الأسرة من مواقع التواصل الاجتماعي هي عدم الشعور بالرضا عن الحياة، حيث يبدأ الفرد بالمقارنة بين ما يعيشه وما يعيشه غيره، فمثلاً يبدأ الطفل بالتمرد نتيجة عدم الرضى هذا للضغط على الأهل لعيش حياة أفضل.

·      التباعد وعدم التواجد: أكثر ما يسبب التفكك الأسري هو التباعد بين أفراد العائلة وعدم وجود مكان للحوار معهم، فلم يعد يشعر أفراد الأسرة بالانتماء والتواجد الحقيقي، المتمثل بالاستماع الفعال والحوار الجاد والجلسات الأسرية، حيث لاحظت دراسات تراجع الحوار التفاعلي بين الأفراد الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 65% مقارنة بغيرهم.

·      الإفراط بالخصوصية: بالتأكيد لكل فرد من أفراد الأسرة حياة فيها تفاصيل خاصة، لكن لهذه التفاصيل حدود فبالنهاية الجميع ينتمي لأسرة واحدة تتمتع بالثقة والحرية والاستقلالية، لكن التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي سيجعل الشخص كثير الكتمان ولديه العديد من المخاوف التي لا يرغب أن تصل للعائلة، ما يزيد من الابتعاد والانعزال عن العائلة.

·      عدم احترام مشاعر أفراد الأسرة: التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي يسبب حالة من البعد وفقدان التواصل العاطفي مع بين أفراد الأسرة، وما أن يبدأ أحدهم بالإفصاح عن مشاعره سواء الحزينة أو السعيدة لن يجد الاستماع والتفاعل الذي يرغب به، وهذا سيؤدي لفقدان الأمان الأسري الذي يعتبر مهماً لكل فرد.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الترابط الأسري

تسبب بدايةً مواقع التواصل الاجتماعي الإهمال الأسري بسبب قضاء الكثير من الوقت عليها، وهذا يتم بالعديد من النواحي ومنها:

·      خلل دور كل فرد من أفراد العائلة: لكل فرد من أفراد العائلة دور وموقع مهم في الأسرة، والأسرة عادةً تدرج في مسؤولياتها من الأب إلى الأم ثم الأطفال، ومن الأكبر سناً للأصغر سناً، سواءً بالاحترام بتحديد القرارات وغيرها، لكن كثيراً ما ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أفكاراً جديدة ولا تناسب هذا الترتيب وتكون متناقضة مع بعضها أحياناً، وتعرض هذه الأفكار على جميع أفراد الأسرة ما يؤثر على فهم حقوق الأطفال والمرأة بشكل خاطئ مما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يتحدث به الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يسبب خلل في هذا التدرج الوظيفي في المنزل والأدوار المترتبة على كل فرد في الأسرة.

·      إهمال الواجبات: استخدام التواصل الاجتماعي من الأسباب الرئيسية لإهمال المهام الأسرية خاصةً بالنسبة للأم والأب، حيث يقضي الأب وقته في التصفح على الفيس بوك أو اليوتيوب أو التيك توك متجاهلاً حاجة أفراد أسرته له، وكذلك يمكن أن تضيع الأم الكثير من وقتها على هذه الأشياء وتنسى أو تتجاهل بعض واجباتها ومسؤولياتها تجاه أسرتها، وبالتالي زيادة الفجوة بين أفراد العائلة وتفكك الأسرة.

·      التقصير مع الأبناء: يحتاج الأبناء لعناية خاصة وللتواجد معهم لأطول وقت ممكن، فالتقصير مع الأبناء من أكثر النتائج السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح الأهل يقضون معظم وقتهم عليها دون الالتفات لحاجة الأبناء لهم وإهمال التنشئة الاجتماعية المطلوبة لتربية أبنائهم، وضرورة دعمهم ومراقبتهم، وينتج عن ذلك اضطراب بين الأهل والابناء وعدم معرفة السلوكيات التي يتعلمها الطفل من غيرهم.

·      تراجع الحوار التفاعلي مع أفراد العائلة: تسبب مواقع التواصل الاجتماعي غياب الحوار التفاعلي مع أفراد العائلة الذي يعتبر من الأساسيات للحفاظ على ترابط الأسرة وتربية الأطفال، ما يؤثر بشكل سلبي على نفسية الشريك والأطفال ويشعرهم بالإهمال وعدم الاكتراث بهم وبمشاكلهم فمن الضروري الحفاظ على الحوار الأسري لمعرفة المشاكل التي يتعرض لها أفراد الأسرة وحلها.

·      غياب الجلسات العائلية: الجلسات العائلية الدافئة والطبيعية لها دور هام في الحفاظ على صحة الروابط الأسرية، مثل الجلوس معاً لمشاهدة فلم وتناول وجبات مميزة سويةً، لكن مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي أصبح كل فرد من أفراد الأسرة يجلس مع شاشته ويستخدم المواقع لقضاء وقت مع أشخاص بعيدين ولا يعرفهم بالضرورة، ما يزيد من إهمال أفراد المنزل والابتعاد عنهم.

·      زيادة الضغط النفسي: الاعتماد بشكل تام على مواقع التواصل الاجتماعي وما يؤديه من غياب للروابط الأسرية وتأجيل للواجبات والمسؤوليات، يفرض حالة من العزلة والشعور بعدم الاهتمام، وهذا يسبب ضغط نفسي على الفرد، يؤدي به للابتعاد عن أسرته وبالتالي زيادة التفكك.

كيف تؤثر التكنولوجيا ومواقع التواصل على حياتنا؟

​​​​​​​أصبح الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص له تأثير كبير على حياتنا اليومية التي تنعكس على علاقتنا مع بعضنا البعض حتى داخل المنزل الواحد:

·      مشاكل اجتماعية: تتسبب مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من المشاكل الاجتماعية عند استخدامها بشكل مفرط وبطريقة خاطئة، فقد سببت مواقع التواصل الاجتماعي تغيير كبير في القيم العائلية الأساسية التي كانت تمثل المحور الذي يجمع بين أفراد العائلة.

·      تعلم أشياء لا تناسب القيم الأخلاقية: تفتح مواقع التواصل الاجتماعي أفاق كبيرة وثقافات متنوعة وأشخاص تهدف لنشر أفكار غير ملائمة، خاصةً بالنسبة للأطفال والمراهقين، وقد يكون لذلك مخاطر كبيرة، كتعلم الإدمان على المخدرات أو الانجرار للإرهاب والتطرف، الذي سيؤدي بالنهاية لدمار الأسرة بأكملها.

·      الانحرافات الجنسية: تظهر المزيد من الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي تزيد إلى حد كبير من الانحرافات الجنسية خاصةً بالنسبة الأطفال والمراهقين، لكن التأثير أيضاً على الكبار والمتزوجين، خاصةً مع انتشار المثلية والمواقع والإباحية والمشاهد الجنسية التي تجعل الرجال والشباب والنساء أكثر عرضة للانحرافات الجنسية.

·      إدمان الانترنت: من الظواهر التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة الإدمان على الانترنت خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤثر على الصحة العاطفية والنفسية والعقلية لكل فرد من أفراد الأسرة، كما يؤثر على مستوى التواصل بين الأفراد.

·      العزلة: تسبب مواقع التواصل الاجتماعي نوع من العزلة عن المجتمع وأفراد الأسرة، حيث أوجدت الدراسات تطور سلوك العزلة عند مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة بنسبة 60% بالمقارنة مع الأشخاص الذين يستخدمونها بشكل معتدل.

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الترابط الأسري

·      إهمال تربية الأبناء: دائماً الضحية الأولى لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي هم الأطفال سواءً كانوا هم المدمنون أم أحد الوالدين فيتعرضوا للمزيد من الإهمال، وقد يتعرضون لمشاكل نفسية وحالات قلق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة التنمر الإلكتروني والخداع والفيديوهات العنيفة والتسلل لهم من قبل بعض الأشخاص لتسميم أفكارهم.

·      الخيانة الزوجية: تزداد الخيانة الزوجية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، خاصةً في مجتمعاتنا الشرقية، حيث يبدأ أحد الزوجين أو كلاهما بالتعرف على أشخاص آخرين من الجنس الآخر وتفضيل التواصل معهم على التواصل مع الشريك، بعلاقة يعتقد أنها أكثر انغلاقاً وسرية وكتمان، وقد ظهرت العديد من حالات الطلاق لهذا السبب.

·      الهجر الزوجي والانفصال العاطفي: يبدأ الزوجين بالابتعاد عن بعضهما لانشغالهم بمواقع التواصل الاجتماعي، والهروب من العلاقات الأسرية الفعلية، وقد يكون هذا الإهمال نتيجة المشاهد الإباحية المنتشرة التي يشاهدها الأفراد ويتعلق بها، أو زيادة الاهتمام بأشخاص جدد وحب التعامل معهم.

·      زيادة العنف الأسري: يرتبط إدمان مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير مباشر بحالات العنف الأسري، فقد يفقد الشخص صوابه بمجرد انقطاع الانترنت أو الخلافات الكبيرة بين الأفراد للفت الانتباه للإهمال الذي وصل له كل فرد في الأسرة، ما يجعل مدمن مواقع التواصل الاجتماعي يستخدم العنف لحل هذه المشكلات بدلاً من الحوار وحل المشكلة.

·      العصيان والتمرد: العصيان من العلامات التي تظهر على الأطفال والنساء أكثر في العائلة لكونهم بعد الأب في السلطة الأسرية، والتي تسبب توتر العلاقة الأسرية بشكل كبير، حيث يعصي الأبناء آبائهم بهدف الحرية الشخصية والزوجة لزوجها بدافع أنها تقوم ما عليها وعدم احترام رغبات الزوج ومشاعر الآخرين.

·      ضعف العلاقات مع الأسرة: ينتج عن الاستخدام الزائد لمواقع التواصل الاجتماعي المزيد من الخلافات الزوجية وضعف التواصل والحوار مع أفراد الأسرة، ما يزيد الفجوة بين الأفراد وصعوبة التفاهم ومعرفة ما يحدث مع كل شخص منهم،

كالمواقف التي قد يتعرض لها الطفل المراهق، والمتاعب التي يشعر بها الزوج أو الزوجة في يومه، فتخسر الأسرة الشعور بالانتماء والحب والترابط الأسري الأساسي للحفاظ على أسرة مستقرة وهانئة.

فوائد مواقع التواصل الاجتماعي للأسرة

رغم التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة والمجتمع إلا أنها تتمتع بالعديد من الفوائد التي لا يمكن تجاوزها في حال تم استخدامها بالشكل الصحيح، ومن هذه الفوائد:

·      تقريب البعيد: ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز التواصل مع الأشخاص البعيدين في أي وقت، ومعرفة أخبارهم بطريقة سهلة وسريعة، فقد يعيش أحد أفراد الأسرة لسبب ما كالدراسة أو العمل في غير بلد أو مدينة، فجعلت وسائل التواصل هذه المسافات قريبة رغم بعدها.

·      مشاركة الذكريات الجميلة: تعد وسائل التواصل الاجتماعي طريقة رائعة لمشاركة اللحظات اللطيفة والجميلة التي تجمع أفراد العائلة معاً في مناسبات محددة.

·      تعزيز التواصل العائلي: يوجد العديد من الحالات التي تجبر الأشخاص على فقدان التواصل المباشر مع أفراد العائلة، وهنا تكمن فائدة كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث سمحت للأسر بالتواصل مع بعضها من خلالها في حال عدم القدرة على الاجتماع مثل جائحة كورونا التي قللت من اللقاءات العائلية، وكذلك التعرف على أفراد من العائلة جدد وقد لا نجتمع بهم في الواقع.

·      الاطلاع على ثقافات أخرى: سهلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير التنوع الثقافي، حيث تساعد في التعرف على الثقافات الأخرى والاطلاع على عاداتهم وقناعاتهم والتعلم منها ما يتناسب مع مجتمعاتنا، والحصول على المعلومات بسهولة أكبر.

·      تطوير المهارات التقنية: تحتاج لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي معرفة المهارات التقنية المرتبطة بالإنترنت والأجهزة المحمولة والمكتبية، ما يساعد في تعلم هذه المهارات برغبة أكبر وسهولة أكثر، كما تحصل من خلالها على مجموعة من المعلومات لمساعدتك في تطوير هذه المهارات.

كيفية التقليل من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي

·      عرض تجارب الآخرين: يجب عرض التجارب السيئة والسلبية الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، ونشرها للعوام لمعرفة هذه الآثار وتفاديها، كحالات الطلاق والتأثيرات النفسية والعاطفية على الأزواج والأبناء الناتجة عن إدمان هذه المواقع.

·      التركيز على أهمية الحوار الأسري: يجب توعية جميع أفراد الأسرة حول أهمية الحوار الفعال بينهم، لتجنب تأثير العوامل الخارجية المتناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والسماح لأفراد الأسرة التقرب من بعضهم البعض ومعرفة تفاصيل حياتهم وعدم محاولة أحدهم اللجوء لأحد لا يعرفه ليتحدث له عن تفاصيله الخاصة، والحفاظ على الجلسات الأسرية البسيطة والممتعة والمريحة لتحسين العلاقة الأسرية.

·      التعامل بثقة مع أفراد الأسرة: تعتبر الثقة من أهم مقومات الأسرة المتماسكة وتمنع الأفراد من الانجراف إلى الانحرافات والخطأ، لذا يجب التخفيف من الخصوصية الزائدة فيما يتعلق باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثلاً يمكن تبادل كلمات السر ومعرفتها من قبل أفراد العائلة دون أن يستخدموا أسلوب التجسس عليه، أو استخدام هذه المواقع أمام الجميع وليس في غرفة خاصة.

·      منع المشاهد الإباحية: يجب أن تقوم الجهات المختصة بمنع انتشار المشاهد الإباحية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً أنه أصبح يستخدم من قبل الكثير من الفئات العمرية وخاصةً المراهقين، وبهذا يمكن الوقاية والحد من المشاكل الأسرية الناتجة عن هذه المشاهد كالميولات الجنسية المنحرفة والخيانة الزوجية والتأثير النفسي التي قد تسببه، وقد تصل للأطفال أو تدفع للأفكار الشاذة.

·      اختيار العمر المناسب للأطفال للاستخدام: يجب أن يكون الطفل الذي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي يمتلك النضج الكافي للتعامل مع المشاكل التي قد يتعرض لها، لذا من الضروري اختيار العمر المناسب ليحصل الطفل على صفحات خاصة على مواقع التوصل الاجتماعي، مع المراقبة والمتابعة للطفل في مراحل المراهقة المبكرة والتوجيه للمشاكل التي قد تصادفه وكيفية التعامل معها لتجنب الوقوع بالمخاطر.

سامي بلال
2024/04/20
كيف تتعامل مع «كره الأقارب»؟
كره الأقارب مشكلة شائعة جدًا في الكثير من العائلات، حيث لا يختارالمرء حياته أو منزله أو والديه ولا حتى أقاربه بينما من الممكن أن يختارأصدقائه أو الأشخاص الذين يرغب في الاختلاط بهم.

ولهذا يجب أن تعرف أن الإنسان مضطر لأشياء كثيرة لا يحبها منها مقابلةأشخاص لا يحبهم أو يود الاختلاط بهم، أي أنه احتمال كبير أن يُوجد هناكأشخاص ستُجبر على مقابلتهم والبقاء معهم مهما كانت رغبتك ولهذا أكتب عن هذاالأمر اليوم، حيث من الضروري أن يعرف المرء بعض المشاكل التي قد تنجم عنالاختلاط الزائد أو عن التعاملات المختلفة التي قد تُنشأ خلافات أو كره بدونداعي.

كره الأقارب لك

كره الأقارب لك مثله مثل كره أي شخص، وكل من يكره تكون له أسبابه الخاصةودوافعه، حتى لو بدت غير منطقية أو ذات معنى. فهناك من يكره أي شخص أفضلمنه، أو لديه مزايا لا يمتلكها هو، وهناك من يكرهك لأنك ثقيل الظل أو لا يروقهأسلوبك، في كل الأحوال لا شيء يحدث بدون سبب، لهذا يجب عليك أن تجد سببًالما يحدث حتى تتفاداه وتتمكن من التحكم من الأمر برمته من البداية، لا يجب عليكأن تكون ساكنًا وتقول إنهم يكرهونني وتواجه الكره بالكره، بل حاول أن تخلق لهمسببًا عذرًا لتعرف كيف تواجه المشكلة، وإن فتشت ولم تجد سببًا منطقيًا للكره غيرالسليقة والفطرة الحاقدة السيئة ففي هذه الخطوة يجب عليك أن تتخذ خطواتعملية تجاه هذه المواقف العدائية التي لن يردعها رادع بسهولة.

أسباب كره الأقارب

الكره بين الناس هو صفة سيئة وعادة ترجع لأسباب عدة، أبرزها يمكن أن يكونطبع المرء نفسه وعدم تقبله لأي شيء وهناك بالتأكيد أسباب كثيرة يمكنها أن تكوندافع كره الأقارب بين بعضهم البعض منها:

• شعور أحد الأقارب أنك أفضل منه أو أفضل من أبنائهم.

• يمكن أن يكون كره الأقارب بسبب نفسي لا دافع قوي له.

• يمكن أن تكون قد تسببت في أحد المواقف السخيفة التي ولدت الكراهية بينكوبين أحد أقربائك ونسيت أنت الموقف بينما لم ينسه هو.

• تعاليك المتكرر أمامهم بما يميزك.

• معاملتك السيئة لهم.

• انطباعهم السيئ عنك بسبب أي شيء عرفوه عنك من قبل، والذي ربما يكونخاطئ.

كيف تحل مشكلة كره الأقارب؟

كره الأقارب في النهاية هو واحدة من المشاكل التي يمكن أن تُعالج أو يتم النظرإليها بشكل عقلاني حتى يتم إنهاؤها أو تحجيمها على الأقل، وإليك بعضالخطوات التي يُمكنك تجربتها:

اتركهم بسلام

الحل الرئيسي لمشكلة كره الأقارب يمكن أن يتم عن طريق التجاهل والتجنب التاملهم، خاصة إن كانت لا تقابل أقربائك إلا في مناسبات أو أماكن معينة، فإن كنتتعلم أنه لا أمل في التصالح أو أن تمر المقابلة بسلام فمن الأفضل تجنبها، وإنحدث والتقيت مع صديقك الذي تكرهه يجب عليك أن تختصره أيضًا ولا تحتك بهإطلاقًا.

تجنب المناقشات الحادة

من الوارد أن يكون سبب الخلاف بسبب عدم توافق في شيء ما مثل التعصبالكروي، في هذه الحالة يمكنك أن تُهدأ من حدة هذه المشكلة بقطع الحديث فيها،تجنب التحدث بها أمام غيرك وإن بادر الطرف الآخر بهذا الحديث يمكنك أن تقولأنني لا أحب الحديث في هذا الأمر لأننا لن نتوافق أبدًا وصمم بشدة حتى لواضطررت أن تغادر المكان، ذلك أفضل من التعصب الذي يمكن أن يؤدي إلىمشاجرات ومشاحنات.

مارس أنشطة فردية للتغلب على كره الأقارب

إن القريب الذي تكرهه يمكن أن يكون شخص لا تقابله إلا كل حين، وهذه المشكلةأهون ويمكن حلها، بينما هناك أقارب قد يكونون جيرانًا لك أو تراهم كل يوم وفيهذه الحالة عليك أن تتأقلم وتتعلم كيف تقضي وقتك أثناء وجودهم، يمكنك أن تذهبإلى المطبخ لأعداد أي شيء تشربه، أو يمكنك الذهاب إلى الشرفة أو قراءة كتاب،قم بعمل نشاط يُبعدك عنهم وفي الوقت نفسه يٌظهر لهم عدم رغبتك فيهم، وسيكونلذلك أثر.

يجب أن تفرض حدودًا لكل شيء

مهما كانت درجة التنمر أو الأذى التي تتعرض لها من كره الأقارب يجب عليك أنتحدد خطوطًا حمراء لدى التعامل مع أي شخص لا تحبه، ولا تخشى أن تقول لا،فوضوحك في تعاملاتك وتحديدك للمواقف المختلفة سيُجبر الآخرين على التعاملمعك بما تريد.

أظهر عدم تقبلك

عدم تقبلك لأقاربك قد يكون علامة هم لا يعرفونها، لذلك عليك بلف النظر والتلميحإلى هذا، على سبيل المثال إن قال أحدهم شيئًا يضايقك تمهل قليلًا قبل أن ترد،ويمكنك أن تكرر الجملة التي قالها حتى تلفت انتباهه بأن شيء ما خطأ، مع الوقتإن قال لك شيء مزعج بطريقة واضحة يمكنك أن ترد عليه بتأدب وتعطيه أكثر منفرصة، حتى يعرف أن لك طرق محددة في التعامل عليه أن يحترمها.

كره الأقارب هو عادة لها تاريخها الطويل بين الشعوب العربية، وكلما زاد الفراغ لدى المرء كلما زادت مضايقته للآخرين حوله وتفرغه لمضايقتهم، لذلك لا تأخذ كلالأمور على محمل الجد أو على أعصابك لأنك حتمًا لن تجد ما يريحك في هذهالأمور، واعلم أن الاختصار هو أفضل وسيلة.

وفاء خيري
2024/04/18
عيد ومصاريف: كيف تسيطر على ميزانيتك؟
ترافق نهاية شهر رمضان المبارك وبداية الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر مع الأقارب والأصدقاء الكثير من مظاهر الاحتفال التي تحتاج إلى وضع ميزانية وخطط مسبقة لها كتبادل الهدايا وشراء الملابس الجديدة والتخطيط للأنشطة الترفيهية أو السفر وإخراج زكاة الفطرة أول يوم من أيام العيد.

عن أهمية التخطيط لميزانية العيد يوضح، أستاذ العلوم المالية بجامعة هيريوت واتدبي الدكتور أولاس راو «مع الركود الذي يعانيه الاقتصاد العالمي من الأهمية أن تعي الأسر والأفراد ضرورة التخطيط الحكيم للنفقات غير المهمة لتفادي الديون غير المرغوب فيها، ففي الأعياد والعطلات غالباً ما يميل الناس إلى المبالغة في الإنفاق بما يتجاوز إمكاناتهم المادية لتبدأ من ثم معاناتهم مع الندم والقلق بسبب الديون،ما يتسبب لهم بأزمات ومشاكل كان يمكن تفاديها وسط أزمة غلاء المعيشة التييعيشها العالم».

نصائح تساعدك على التحكم في ميزانيتك

لتفادي الأزمات والمشكلات المادية خلال فترة الأعياد، يوجه راو جملة من النصائح لمساعدة الأسر على التحكم في ميزانياتها منها:

• تحديد الميزانية الإجمالية "يعتمد هذا الأمر على مستوى الدخل لمعرفة مقدار مايمكن فعليًا إنفاقه في العيد".

• تحديد أولويات النفقات "وضع قائمة بجميع النفقات التي يتوقع صرفها فيإجازة العيد، مثل الهدايا والملابس الجديدة والديكورات والطعام وترتيبها حسب الأهمية".

• تخصيص الأموال لكل بند "يحدد الشخص لكل بند مبلغاً محدداً من المال بناءً على أولوياته على سبيل المثال، إنفاق المزيد من المال على الهدايا، وأقل على الزينة مع محاولة عدم تخطى الميزانية بأي حال من الاحوال".

• البحث عن طرق لتوفير الأموال والحد من النفقات" وضع بدائل لبعض نفقاتك المتوقعة بما يمكن أن يساعد في توفير المال، على سبيل المثال، بدلاً من شراء ملابس جديدة يمكن ارتداء أشياء قديمة وتنسيقها بطريقة جديدة ومبتكرة لإعطاء انطباع جديد، كما يمكن الابتعاد عن المبالغة في كميات المأكولات والمشروبات التي تقوم الأسر بتحضيرها في الولائم العائلية والتي في الكثير من الأحيان تُهدر".

• الاستفادة من العروض والخصومات "استغلال فترة التخفيضات في فترة الأعياد والعطلات لشراء المستلزمات بأسعار اقل، وبالتالي تفادى الأسعار الباهظة".

• الحد من استخدام بطاقات الائتمان: تعتبر مقاومة إغراء استخدام بطاقات الائتمان لتغطية نفقات العطلة طريقة ذكية لتجنب فخ الديون".

• منصات «اشتري الآن وادفع لاحقاً»: إذا ما كان الفرد منضبطاً في الإنفاق،يمكنه الاستفادة من درجة الائتمان الخاصة به والشراء من خلال منصات «اشتري الآن وادفع لاحقاً» التي تتيح له تسديد مشترياته بسهولة على أقساط".

• قضاء الإجازة في إحدى الاماكن المحلية بدلاً من السفر إلى الخارج: حيث يوفر هذا الخيار نفقات السفر والطيران ومصاريف التنقلات الأخرى التي من الممكن أن توفر مبالغ إضافية خصوصاً في العطلات الرسمية والإجازات.

*وفاق سلمان
2024/04/06
في بيتنا مريض «سكري».. كيف نتعامل معه؟!
مريض السكري يتطلب معاملة خاصة في أغلب الأوقات، كونه يشعر دائمًا أنه ممنوع مما يحب، وكل ممنوع مرغوب في العادة، بالتالي تجده يشعر بأنه يرغب بتناول الحلويات والمشروبات الغازية وغيرها، ولا يجب حينها التعامل معه كأنه مريض، ولكن كأي شخص عادي في المنزل، وهنا يأتي دور الأسرة الفعال.

وتتطلع الأسرة دائمًا في جعل مريض السكري بالمنزل في أفضل حال وصحة، لذا عليهم توخي الحذر بالتعامل والنظام الغذائي المتبع، معًا نرصد بعض الخطوات أو الأمور التي يمكن من خلالها أن نتعامل مع مريض السكري في العائلة ونشعره بحال أفضل.

أولاً: ما هو مرض السكري؟

مرض السكري يعتبر حالة مرضية خطيرة، تشير إلى ارتفاع كبير في مستوى الجلوكوز بالدم، وصنفه الأطباء إلى نوعين النوع 1 و النوع 2، وكلاً منهما له ظروفه، كما أن هناك بعض الأنواع الأخرى النادرة من مرض السكري أيضًا.

داء السكري من النوع الأول: يحدث هذا النوع عندما يفشل الجسم في إنتاج الأنسولين، يعتمد مرضى السكري من النوع الأول على الأنسولين، مما يعني أنه يجب عليهم تناول الأنسولين الاصطناعي يوميًا للبقاء على قيد الحياة.

داء السكري من النوع 2: يؤثر داء السكري من النوع 2 على طريقة استخدام الجسم للأنسولين، في حين لا يزال الجسم يصنع الأنسولين، على عكس النوع الأول، فإن الخلايا في الجسم لا تستجيب له على نحو فعال كما كان يفعل من قبل، هذا هو النوع الأكثر شيوعا من مرض السكري، وفقا للمعهد الوطني لمرض السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.

أما أسباب الإصابة بمرض السكري، تكمن في أن جميع الناس تحتاج إلى الجلوكوز في الدم، ولكن أصحاب مرض السكري يكون لديهم ارتفاع ملحوظ في الجلوكوز، ويحصل الجسم على الجلوكوز عندما يحطم الكربوهيدرات التي نأكلها أو نشربها، ويبعث هذا الجلوكوز في دمائنا.

كما أننا بحاجة أيضًا إلى هرمون يُدعى الأنسولين يتم تصنيعه في البنكرياس، والأنسولين هو الذي يسمح للجلوكوز في دمائنا بدخول الخلايا وتغذية أجسامنا.

ثانيًا: ماذا يأكل مريض السكري؟

1 – الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات الصحية: الخضراوات – البقوليات – الفواكه – منتجات الألبان قليلة الدسم.

2 – الأطعمة الغنية بالألياف: البقوليات كـالبازلاء والعدس – الأسماك كـالتونة والسردين والسلمون.

3 – المكسرات: مثل اللوز

4 – الأطعمة الغنية بالدهون الجيدة غير المشبعة: الزيتون والفول السوداني، مما يساهم في خفض مستوى الكولسترول في الدم.

ثالثًا: معالجة جروح مريض السكري

1- في البداية عليكِ تنظيف الجرح وغسله بماء فاتر.

2- تجفيف الجرح جيداً.

3- ضعي طبقة من كريم يحتوي على مضاد حيوي بعد استشارة الطبيب عن الأنسب.

4- ضعي على الجرح ضمادة مناسبة، وغيري تلك الضمامات ثلاث مرات يوميًا.

رابعًا: التصرف مع المريض في حالة زيادة مستوى السكر بالدم

١. قومي بقياس السكر العشوائي لمعرفة إلى أي مدى وصل الوضع الصحي للمريض.

٢. قدمي للمريض السوائل غير السكرية، إذا كان لا يزال واعيًا لحين نقله إلى المستشفى، مع إعطاءه جرعة الأنسولين المعتادة إن كان لم يتذكرها.

٣. الذهاب مباشرةً إلى أقرب مستشفى، مع مراقبة درجة حرارة المريض، ودرجة وعيه ومراقبة التنفس وضغط الدم باستمرار.

خامسًا: كيفية التعامل والاهتمام بمريض السكري

1- حاولي معاملته كباقي الأشخاص في المنزل، مع اتباع نظام صحي في الطعام لجميع الأشخاص، والتقليل من الحلويات وعدم شراء المشروبات الغازية.

2- محاولة جعله يمارس الرياضة فهي مفيدة للصحة وتساعده على تجديد النشاط، ومراقبة السكر.

3 – عليك الحديث معه عن الأطعمة المناسبة، وكيفية التعامل إذا شعر بارتفاع أو انخفاض السكر بالدم، مع الوعي الكامل بالخطوات المناسبة في حال حدوث أي أزمة صحية.

سادسًا: كيفية التعامل مع مريض السكري ” الجانب النفسي”

1- في البداية عليكِ عدم التمييز بيه وبين أي فرد في المنزل، فأي شعور بأنه يتعامل بامتياز أو بشكل خاص قد يؤثر سلبًا عليه ويجعله يتصرف بطريقة غير لائقة.

2- عليكم الدعم النفسي والتشجيع وفهم طبيعة مرضه، والتحدث معه بشكل مناسب لشرح الوضع وكيفية التعامل معه.

3- التقرب من الأصدقاء والتجمعات العائلية ربما تجعله أكثر نشاطًا، مع توطيد العلاقات الاجتماعية فهي دائمًا ما تؤثر بالإيجاب.

4- تسجيله في أحد النشاطات الاجتماعية، مع تشجيعه على ممارسة الرياضة المناسبة والهوايات المفيدة، وربما يشترك معه في ذلك أحد أفراد الأسرة أيضًا لحثه على المتابعة.

نصيحة أخيرة لابد من قولها هو ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المختص لمريض السكري وعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة للاطمئنان عليه مع الالتزام بما يقوله الطبيب، كما يجب الاهتمام بما يأكله ويشربه المريض وقياس مستويات السكر في الدم وضغط الدم بصورة دورية أيضًا.

*نقلا عن "امرأة فريدة"
2024/02/04
كيف تربين طفلاً يعتني بإخوته الصغار؟
عندما تصبحين أماً ستدركين تماماً كم هذا العالم صعب، وستحرصين على تربية أطفال يعتمدون على الأسرة لحمايتهم وتشجيعهم، وهي خطوة جادة لتوطيد روابط الأخوة بين أطفالك، وتشجيعهم على الاتصال والمرح فيما بينهم رغم طبائعهم المختلفة، فمن الطبيعي أن يختلف الأطفال ويتشاجروا، لكن المهم في النهاية أن يحبوا بعضهم، الخبيرة التربوية والاجتماعية مي الكركي تدلك على أفضل الطرق للتقوية رابطة الأخوة بين الأطفال.

[اشترك]

1. دعيهم يتقاربون منذ البداية

عندما تلدين طفلاً أو طفلة جميلة، ستجدين مشقة في إخبار إخوتها الأكبر منها بولادتها، خصوصاً إذا كانوا يتقاربون في السن، دعيهم يعبرون عن فرحة لقائهم الأول بها بالعناق وساعديهم على ذلك، فهذا يخلق لديهم شعوراً بالانتماء، ثم أسندي إليهم بعض المهام الصغيرة لمساعدتك في رعايتها، مثل جلب مستلزمات الطفل، وغسل اغراضه.

2. املئي ذكرياتهم بالمرح

اجعلي تجاربهم واحدة، ومليئة بالذكريات الجميلة، فعندما يكبرون سيتذكرون يوماً اصطحبتهم خلاله إلى الحديقة، وآخر لتشتري لهم ألعاباً، ولن ينسوا اليوم الذي عبثوا فيه بلعبهم بالتراب في نزهة الى احدى الحدائق، حتى الرحلات التي تسببت لهم بحوادث سيئة، لن ينسوها، وثقي كل ذلك في ألبومات الصور واكتبي تحت كل صورة التاريخ والموقف والمكان.

3. تحدثي عن علاقات الأخوة مع أطفالكِ

أخبري أطفالكِ كيف كنتِ أنتِ، عندما كان إخوتكِ صغارًا، وكيف كنتم تنتظرون والدكم، كي تجتمعوا سوياً للضحك وقول النكات في همسات صامتة، سيحب أطفالك هذه القصص، ويطلبون منك سردها مرارًا وتكرارًا، وهذا يعود إلى حس الشقاوة فيهم، لكن لا تتكلمي عن أي خلافات سيئة بينك وبين إخوتك.

4. شجعيهم ليتشاركو الهوايات

اذا كان ابنك الأكبر يحب الرسم، فاطلبي منه أن يعلم أخاه وليتشاركا الأوقات، دعيهم مثلاً يركبون دراجة ثلاثية حول الممر، أو أن يقرأوا لبعضهم البعض، فهذا سيجعل كل طفل يفخر بنجاح أخيه.

5. العائلة أولاً

ذكري أطفالك بأن الأصدقاء سيأتون ويذهبون، لكن العائلة ستبقى إلى الأبد، وإذا رأيت طفلك يتجاهل أشقاءه للذهاب إلى الحديقة مثلاً، أو لعب كرة القدم، فحاولي في المرة الأولى أن تكوني شديدة، وتطلبي منه اصطحاب أخيه، وهذا سيزيده حرصاً عليه خارج البيت.

6. ذكّري أطفالكِ بالتعاطف مع أشقائهم

قد يكون لطفلك أرق قلب في العالم، لكنه لا يشعر بلحظات الضعف التي يمر بها شقيقه، هنا من المناسب إجراء محادثات أكثر صراحة بين الشقيقين لكشف الطرق التي يمكن لكل واحد منهما من خلالها إظهار التعاطف مع الآخر.

إذا كان ابنك الأكبر قوياً في مادة الرياضيات بينما أخته تكافح للحصول على علامات تحميها من الرسوب، فذكري الأخ بمدى أهمية مساعدة أخته.

وإذا كان هو بالمقابل أقل مهارة اجتماعيًا من أشقائه، فذكري طفلتك (الفراشة الاجتماعية)، لمساعدة شقيقها على التواصل الاجتماعي فهذه المساعدات تجعل كل أخ يدرك مكامن الضعف والقوة في شقيقه، فيساعده على استخدامها.

المصدر: سيدتي
2024/01/07
هل الأب أناني والأم مضحّية؟!
هل الأب أناني وغير حريص على أبنائه؟ وهل الأم تضحي وتحب أكثر من الأب ؟ وهل الأب مهمل لأبنائه ؟ بدأت بهذه الأسئلة بعد حوار حصل مع شاب قال : أمي تحبني أكثر من أبي، قلت : كيف عرفت ذلك ؟ قال : إن أمي دائما تعبر عن حبها وتحضنني وتتابعني وتتحدث معي كثيرا، بينما أبي ليس كذلك، قلت : دعني أفسر لك تصرفات والدك ثم أخبرني إن كان يحبك أم لا؟

[اشترك]


إن أبيك هو الشخص الوحيد الذي يتمنى أن يراك أفضل منه، وإذا رأيته صامتا وهو جالس معك، فهذا يعني أنه يفكر فيك وفي مستقبلك أو يفكر في مشكلة يحاول حلها لتكون سعيدا، وعندما يقسوا عليك أحيانا، فهذا يعني أنه يريد أن يهيئك لصعوبات الحياة وتحدياتها، أو لأنك لم تتبع نصائحه التي فيها مصلحة لك، وإذا رأيته يضحك فهذا يعني أنك أسعدته وهو سعيد بسعادتك،
وإذا رفعت صوتك عليه أو لم تحترمه فإنه يقول في نفسه وهو ينظر إليك بحرقة هكذا يعاملني من أفنيت له وقتي وصحتي وعمري، وإذا رأيته يتحدث معك بحب، فهذا يعني أنه يعتبرك صديقا له، وإذا أخذك للمدرسة فهذا يعني أنه حريص على مستقبلك ويريدك أن تكون ناجحا أكثر منه، وإذا رأيته يكشف لك بعض أسراره فهذا يعني أنه ينقل لك خبراته وتجربته في الحياة وأنت مهم عنده، وإذا اشترى لك هدية فهذا يعني أنه يشعر بالتقصير من الجلوس معك فيريد أن يعوض تقصيره بإسعادك، أو أنه يعرف مدى حبك للهدية فيريد أن يسعدك بها،
وإذا رأيته ينظر إليك وأنت تتحدث أو تلعب أو حتى لو كنت ساكتا، فهذا يعني أنه يدعمك عاطفيا حتى ولو لم يلمسك أو يحضنك مثل أمك، وعندما يطل عليك وأنت نائم فهو يدعوا لك بالحفظ والتوفيق، وعندما يغضب عليك فإنه يقول لك أريدك أن تتحمل مسؤولية الحياة من بعدي، وعندما يصمت ولا يخبرك بمشاكله اليومية فلأنه يريد منك أن تعيش مرتاحا، مثل أقرانك وأحسن منهم،
وعندما يعطيك المال أو يقلل عليك بالمصاريف فاعلم بأنه يقتطع من ماله وهو محتاج إليه ولكنه يعطيك لأنه يحبك، وإذا رفض أن يشتري لك شيئا جديدا بدل القديم الذي عندك فلا يعني هذا أنه بخيل، وإنما يريد أن يربيك على الاقتصاد والتحمل لأن الحياة متقلبة، وأحيانا يجبرك بالاشتراك بنادي أو ممارسة رياضة معينة ليس من أجل التخلص منك وإنما لتنمية قدراتك ومواهبك، وإذا قال لك لا أو وبخك فليس لأنه مزاجي أو يريد أن يقهرك، وإنما يريد أن يعلمك أن ليس كل ما تتمناه تحصل عليه، فالتربية بالعطاء تساوي التربية بالحرمان، وعندما يشجعك للفوز في الرياضة أو التفوق على أقرانك، فهو يقول لك أنا أحبك ولكن بلغته الخاصة التي تختلف عن أمك،
وإذا فقد أعصابه ومد يده عليك فإنه لا يقصد إهانتك، وإنما هو فقد السيطرة على نفسه، فتجده يجلس بعدها لوحده يحاسب نفسه ويندم على تصرفه، إن أبوك يجبر نفسه بالخروج للعمل كل صباح حتى ولو كان متعبا أو مريضا من أجل راحتك وتأمين مستقبلك، وعندما يشتري الطعام ويضعه أمامك ويراك تأكل منه فهو يشعر بسعادة عظيمة حتى ولو كان صامتا، فأبوك يحرم نفسه عن أشياء كثيرة يتمناها من أجل راحتك، فيقود أي سيارة وإذا سافر يقتصد كثيرا على نفسه من أجلك، فهذا كله تعبيرا عن حبه لك،
هل تعرف أن كل تجعيدة في وجه أبيك لها قصة نعيم عشتها أنت وإخوانك، فأبوك مثل الجدار الذي يحمي الأسرة، وكما قيل (لا يغفو قلب الأب إلا بعد أن تغفو جميع القلوب)، والأب الكادح مثل الشجرة المثمرة تعطي من غير مقابل، وإذا رأيت أبوك ممددا على الفراش لا يتكلم ولا يتحرك فاعلم أنك فقدت سندا لك في حياتك، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في فضل الأب ( لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه ) يقول النووي في شرحه للحديث: ( أي لا يكافئه بإحسانه وقضاء حقه إلا أن يعتقه)، قال : شكرا لك على التوضيح الآن فهمت أن حب أبي لا يختلف عن حب أمي ولكن كل واحد منهما له طريقته بالتعبير، وانتهى اللقاء.

*د. جاسم المطوّع
2023/12/19
هل فكرت المرأة الموظفة في حياتها العائلية؟!
قبل أن أباشر الموضوع وأدخل في تفاصيله، أحب أن أبدأه بمقدمتين أساسيتين.

[اشترك]

الأولى: لا خلاف بين الفقهاء في جواز عمل المرأة، وانتسابها لمختلف الوظائف شريطة أن تحافظ على دينها وعفتها، وهي أمور مطلوبة منها سواء أكانت في وظيفتها أم في أي مكان ووضع آخرين.

الثانية: تبقى الحاجة والضرورة ضاغطتين على المرأة، كي تقبل بمسلك الوظيفة، لتؤمن الممكن من المال والمصروفات لنفسها ولعيالها في بعض الأوقات، التي تكون فيها يد الزوج قليلة الحيلة، فهناك عوائل كثيرة لا غنى لها عن راتب الزوجة أو البنت، لتتخفف من الديون وتبتسم قليلا للحياة.

لا تمنع هاتان المقدمتان من السؤال التالي: هل فكرت المرأة الموظفة في أثر وظيفتها على حياتها العائلية؟ هل سبق أن عرضت هذا السؤال على نفسها؟ لا أقول ذلك لتندفع إلى ترك وظيفتها اعتباطا، وإنما لكي تعي بعض المضاعفات التي تسببها الوظيفة، فتسعى جاهدة لتجنبها أو التخفيف منها.

يتحدث بعض المتابعين للشؤون العائلية والأسرية عن الطلاق العاطفي، الذي يمكن أن يتسبب فيه انشغال المرأة بالعمل والوظيفة، وهم بالطبع لا يعتبرونه سببا يتيما في وجود مثل هذه المشكلة (الطلاق العاطفي)، لكنهم يعتبرونه سببا مهما في وجودها.

يشير هؤلاء إلى قضايا متعددة في عدهم عمل المرأة أحيانا سببا للطلاق العاطفي، فإذا اتفق دوام المرأة مع دوام الرجل، فإنها في الغالب تصل بيتها متعبة مرهقة، دون أن يشفع لها تعبها هذا أمام زوجها (غالبا) في ترك بعض مسؤولياتها أو التقصير فيها.

وهنا يكمن الفرق بين الرجل الموظف والمرأة الموظفة، وهو أن وظيفة الرجل تنتهي بانتهاء دوامه في العمل، ليأتي منزله ويستمتع بالراحة، بل ليتحول أحيانا إلى عبء جديد على زوجته بكثرة طلباته، أما الزوجة الموظفة فتنتهي من وظيفتها وتأتي منزلها لتبدأ وظيفة أكثر إرهاقا وتعبا.

إن الوصول للمنزل يعني بداية لمشوار جديد، يفتتح بالطبخ واعداد الطعام، ثم تنظيف المنزل وترتيب متناثراته، دون أن ننسى غسيل الملابس، وما يتبعه من كي وترتيب، لينعطف المسير نحو الأولاد ورعايتهم، وفي الكثير من الأحيان تتكفل المرأة بمراجعة دروسهم ومتابعة واجباتهم المدرسية.

هنا يمكن الانصات للتساؤل القائل، ما الذي يتبقى عند المرأة من طاقة للحديث أو المرح أو المسامرة، وما مقدار الجهد المتبقي لديها لتعطي من مشاعرها وأحاسيسها وعواطفها لحياتها الزوجية، بعد دوام محدود في وظيفتها، ودوام مفتوح في منزلها ومع أولادها.

أما حين يختلف دوام المرأة والرجل، فما أن يأتي أحدهما إلى المنزل حتى يغادره الآخر، فستكون مدة اللقاء بينهما محدودة وبسيطة، مما يعني أنها لن تستطيع النهوض بمشاعر الزوجين إلى السكن والمودة والرحمة ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾.

هنا تكون الحياة الأسرية مرهونة بوقت ضيق قد لا يوفي فيه كل شخص حقوق الآخر، مما يسمح بتسرب الملل لحياة الزوجين، ويهيئ الظرف المناسب لحالة الطلاق العاطفي.

إنني أفهم الأجواء المشجعة لعمل المرأة باعتباره ضرورة من ضرورات الرقي والتقدم الاجتماعي، وأن ذلك يجب أن لا يربط بحاجات المرأة المادية، أو الظروف الضاغطة التي قد تجبرها عليه، لأن المرأة جزء من المجتمع الكبير، وكل جهد منها سيساعد في تعجيل خطاها نحو التقدم والرقي، وسيساعد المرأة على مواكبة التحديات المقبلة.

لكن الذي لا أفهمه هو كيف يتنكر لعمل المرأة المنزلي من قبلنا نحن الرجال؟ كيف أصبح التفرغ لإعداد أولادنا والعناية بهم ليس عملا؟ وكيف أصبحت القيمة للمال الذي تجنيه الزوجة كبيرة ومحترمة، في الوقت الذي تلاشت فيه قيمة الجهد التربوي والعائلي الذي تصرفه المرأة لإسعاد أسرتها وأولادها؟ وكيف ثبتنا أن وظيفتها ستسهم في التقدم والرقي الاجتماعي وتنكرنا لتربيتها واعتبرناها تخلفا لا رقي فيه؟.

2023/11/01
بيوت تحوّلت إلى «أوكار للشيطان» بسبب هذه الأمور!
إنّ أحد الابتلاءات الأسريّة التي لا يشعر بها أصحابها المعصية، خاصّةً تلك التي ذهب جلالها من قلوب أصحابها، فأصبحوا يبرّرون ما يفعلون على هواهم.

[اشترك]

إنّ هذه القضيّة يمكن أن نعتبرها مصيبةً وبليّةً، ولو نزفت عيوننا دماً عليها لكان قليلاً، لأنّها أساس تأخّر المجتمع الإسلاميّ.

الطفل في خطر

تحتوي بعض البيوت على مسائل متدنّية ووضيعة تسهم كثيراً في إتلاف نفسيّة الطفل الذي يعيش في ذلك البيت، من قبيل أشرطة الموسيقى المبتذلة، والأغاني، ناهيك عن اقتناء بعض الأجهزة التي يستخدمها كثيرون لغايات محرّمة، وغيرها الكثير.

إنّ الإسلام العظيم ينظر إلى هذه البيوت على أنّها أوكار الشياطين التي خلت -على حدّ قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - من البركة والرحمة الإلهيّة، وأنّ الملائكة لا تمرّ على تلك البيوت الفاسدة.

ويؤكّد علماء النفس أنّ الطفل الذي ينشأ في مثل هذه المجتمعات، يكون وضيعاً، ضعيف النفس.

وأمّا المؤمنون، فإنّهم ليسوا من أهل الغناء والموسيقى (المحرَّمة)، ولا من أهل أجهزة اللّهو (المحرَّمة)، لأنّهم يعلمون جيّداً أنّ هذه المسائل تمحق بركة المنزل، وأنّها محرّمة، وأنّ الطفل الذي يكبر في مثل هذه البيوت، لا يؤمّل منه خيرٌ أبداً.

"كُفَّ عن الغيبة"

قليلاً ما نرى بعض البيوت غير مبتلاة بالغيبة والتهمة والشائعة والكذب، وقليلاً ما نرى أفراداً يمتنعون عن التوغّل في معاصٍ خطيرة كهذه، خصوصاً معصية الهمز واللمز السائدة هذه الأيّام، أو معصية التجريح والاستهزاء.

فعلى سبيل المثال: يسخر الرجل من زوجته حين تطبخ غداءً لا يستهويه، أو لا يتلاءم مع شهيّته، أو تسخر المرأة من زوجها حينما يشتري حاجة من السوق لا تنسجم وذوقها: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ (الهمزة: 1).

إنّ تلك البيوت خالية من البركة ومن اللطف الإلهيّ، ولا ينظر الله إليها، وهي نجسة وقذرة.

جاء في كتاب تحف العقول عن الإمام الهمام عليّ بن الحسين السجّاد عليهما السلام أنّه قال: "كُفَّ عن الغيبة، فإنَّها إدامُ كلاب النار".

إنّ الذي لا يكفّ عن الغيبة سيرى نفسه بعد مدّة معتاداً عليها، وستضحى مَلَكَةً، لو لم يمتنع عن الاستمرار بها، وهذه المَلَكة هي التي ستحدّد هويّته، هذا مضافاً إلى أنّها ستحوّل الإنسان المغتاب إلى كلب يوم القيامة، وسيرمى في جهنّم ليكون غذاؤه تلك الغيبة التي تتجسّد على شكل جيفة، ولحم ميتة، ومع الأسف، أيّ البيوت يخلو من الغيبة؟ وأيّ البيوت يخلو من الاستهزاء والسخرية؟

أيّها السيّد! لا تسخر من ابنك، وأنت أيّتها السيّدة! لا تستهزئي بابنتك ولا تحاولي تحقيرها، واسعي دائماً للحفاظ على حالة الاحترام داخل بيتك، ولا تجرحي كبرياء زوجك، وإذا ما حدث ذلك فستبرز الغيبة بينكما، عندها تلتهب النار في بيتكم الذي طغت عليه الهويّة الحيوانيّة بدل الهويّة الإنسانيّة.

من ذاب الإيمان من قلبه

الأسوأ من الغيبة هي التهمة، والفرق بينهما هو أنّ التهمة تعني الافتراء وإلصاق ما ليس في الشخص من عيب به، أمّا الغيبة فهي كشف العيب المستور الموجود فعلاً، والغيبة تحدث في غياب الشخص المغتاب، أمّا التهمة فقد تحدث بحضور الشخص المتّهم، أمّا بالنسبة للتجريح، فيدخل تحت ما أسماه القرآن المجيد بـ"اللمزة".

غالباً ما يحدث، أن يقول أحدهم لصاحبه: لا تغتب فلاناً، فيجيبه: إنّ ما أقوله موجود فيه! وهو جواب "شيطانيّ"، لأنّ كشف العيب المستور يسمّى غيبةً، أمّا إذا لم يكن فيه ذلك العيب، فسيكون المتحدّث من المفترين، فهل تعرف ماذا يقول الله عن المفترين؟ إنّه يقول: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ (النحل: 105).

وعن الإمام الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: "إذا اتّهم المؤمن أخاه انماث (اختلط وذاب) الإيمان من قلبه، كما ينماث الملح في الماء".

لئلّا تضجّ الملائكة

قال تعالى في محكم كتابه ناهياً عن إطلاق الشائعات: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا﴾ (الإسراء: 36)، أي عليك بالابتعاد عن الشكوك والظنون، وإذا ما سمعت شيئاً فلا ترضَه إلّا بدليل، وإذا أردت أن تقول شيئاً يجب أن يكون مسنداً، وإلّا فإنّ سمعك وبصرك وفؤادك مسؤولة يوم القيامة: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (يس: 65)، ففي يوم القيامة يختم الباري تعالى على الأفواه، يكمّها لتشهد عليه يداه، ورجلاه، وجلده، وقلبه، وتراها تقول له: إنّك أنت الذي كنت تغتاب، وأنت الذي كنت تستمع إلى الغيبة، وتتّهم هذا وتقبل التهمة من ذاك، وتشيع الكذب هنا وهناك.

لذا، ينبغي للجميع أن يبتعدوا عن المسائل التي تؤدّي بهم -لا سمح الله- إلى جهنّم الحامية، وعليهم أن يفكّروا في الخروج من هذه الأزمات الخطيرة.

فالزوج يجب أن يكون صادقاً مع زوجه، وكذا الزوجة يجب عليها أن تبتعد عن الكذب والدجل ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، كي يعمّ الصدق، والمحبّة، والودّ، والخير، والبركة جوَّ البيت، ويضحى ذلك البيت ممرّاً لعبور الملائكة.

فالبيت الذي يملؤه الكذب، بيت ملعون، ورائحته كريهة تضجّ منها الملائكة في السماوات العلى، فلا تَعِدوا أبناءكم بما لا تريدون تنفيذه، ولا يكذب بعضكم على بعض، واتّخذوا من الحقيقة والإسلام منهجاً لكم، فمن الوضاعة أن يكون الإنسان الذي كرّمه الله الباري تعالى ذا وجهين.

2023/10/30
تحذير للنساء: «الكعب العالي» يؤثر على خصوبة المرأة ودورتها الشهرية!
لماذا تنتعل المرأة الكعب العالي رغم علمها بمخاطره؟ هل فعلاً «علو الكعب» يجعل المرأة أكثر فتنة وجاذبية؟

الرجال بالمقابل لا يحبذون الكعب العالي للمرأة، لأنها تزيدها طولاً بضع سنتمترات، وربما تصبح أطول منهم وهذا ما لا يرغبون به إطلاقاً، لذلك تراهم يشرحون لزوجاتهم مخاطر الكعب العالي ويحذرون منها، ويسردون مزايا الكعب العادي والمنخفض.

النساء ينظرن للمسألة من زاوية الأناقة والفتنة والجاذبية، ويجدن الكعب العالي موضة العصر رغم المخاطر وخاصة الفتيات منهن، على أن يبدأ الكعب بالتناقص التدريجي مع التقدم بالعمر.

الرجال يسجلون موقفاً

تنقل سمية علي عن الرجال كرههم انتعال المرأة للكعب العالي «هم يفضلون الصندل والحذاء الأرضي»، وتفسر رفض العديد من الرجال الكعب العالي «يعود إلى خوفهم أن تصبح المرأة أكثر طولاً منهم، فالكعب العالي يضيف للمرأة بضع سنتمترات من الطول وهي لمسات تثير غضب الرجال».

وتقول سمية إن الرجال غالباً ما يخسرون هذه المعركة، لأن الكعب العالي هو الحذاء المفضل جداً لدى كل النساء تقريباً ما يدفع الرجل للاستسلام للأمر الواقع ويتعود أن تكون أحذية الكعب العالي أمراً معتاداً عليه خاصة في مناسبات الزفاف وما شابه.

الكعب العالي أكثر جاذبية

وترى مها عبدالله أن الحذاء ذا الكعب العالي يعطي للمرأة جمالاً ورونقاً خاصة الفتاة القصيرة «نجد أغلب الفتيات يفضلن ارتداء الكعب العالي غير مباليات بالأضرار الصحية».

وتسرد مها أسباباً أخرى تجعل المرأة تفضل هذا النوع من الأحذية «الكعب العالي موضة العصر، وتعطي المرأة مظهراً أكثر جمالاً، وقد تشعر المرأة أحياناً بزيادة الثقة بالكعب العالي».

وتجد فاطمة راشد الكعب العالي منقذاً للمرأة القصيرة «على الصعيد الشخصي، وبصفتي قصيرة مقارنة بزوجي، أرتدي الكعب العالي دائماً، رغم أني قبل الزواج لم أهتم بهذه المسألة وكنت أرتدي الحذاء المسطح العادي لأنه أريح في المشي، إلا أني في فترة الخطوبة شعرت بقصري أمام زوجي ما دفعني للتفكير بالكعب العالي».

وتتذكر فاطمة يوم زواجها «لأني لم أعتد الكعب العالي، ارتديت واحداً حتى يكون هناك تقارب في الطول بيني وبين زوجي، وكنت خائفة جداً من هذا الكعب، لأني ألبسه لأول مرة، ولكن الآن تعودت عليه ولا يمكنني الاستغناء عنه».

السبب قصر القامة

«أنا في حيرة من أمري» تقول سارة أحمد وتواصل «تعرضت لأضرار في العمود الفقري نتيجة ارتدائي للكعب العالي.. حذرني الطبيب بعدم ارتدائه خاصة أثناء الحمل، أشعر بالخجل بين صديقاتي لأنهن أطول مني، لذلك اعتدت انتعاله، ورغم تكرار تنبيه الطبيب لي بوجوب التخلي عنه، لكني لم أبالي ولم أعر نصائحه انتباهاً، اليوم أنا حامل وأنا حائرة بين الحفاظ على صحتي ورغبتي في ألا أبدو قصيرة».

وتفضل فاطمة حسن ارتداء الحذاء العالي «يجعلني أكثر طولاً، لذلك أفضل ارتداءه خاصة في المناسبات الاجتماعية مثل الحفلات والزيارات رغم معرفتي التامة بأضراره الصحية».

ولأن زوجها يعارض لبسها للكعب العالي، تحاول فاطمة قدر الإمكان التقليل من ارتدائه «الكعب العالي كان يرافقني في جميع الأوقات في العمل والتسوق والمناسبات الاجتماعية، اليوم اقتصر على المناسبات الاجتماعية».

المخاطر الصحية حاضرة

تشير الدراسات إلى أن الكعب العالي يؤثر على خصوبة المرأة ويربك الدورة الشهرية ويسبب مشكلات في الحوض تزيد أثناء الحمل، ويؤثر على الأعضاء الداخلية للمرأة إلي جانب التقلصات الرحمية المبكرة أثناء الحمل والإجهاض المبكر، ويصل الأمر بالكعب العالي إلى حرمان المرأة من حياتها كأم.

ويسبب الكعب العالي آلاماً في الرقبة والأكتاف وضغطاً على أعصاب الركبة والظهر والتوتر والصداع، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يؤثر الكعب العالي على تساقط الشعر، ودوالي الساقين وانحناء العمود الفقري للأمام وشكل القامة.

وللكعب العالي علاقة وثيقة بالكرش، إذ حذر الأطباء وخبراء التجميل بعدم الأخذ بالمظهر، وضرورة اهتمام النساء بالصحة أكثر، وقالوا إن ارتداء الكعب العالي يركز ثقل الجسم على مقدمة القدم فيضطر الجسم للبقاء مشدوداً فتنحني عندها فقرات العمود الفقري للأمام، من ثم تبرز البطن ويتدلى الثديان ويكبر حجم الأرداف وتتشوه أطراف الأصابع.

2023/10/15
تحدّيات خطيرة تواجه الأسرة السعيدة
قال سيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( ما بُني في الإسلام بناء أحب إلى الله من التزويج ) مكارم الأخلاق : ص ١٩٦ آمنا بالله صدق سيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله).


نتحدث في هذه الليلة حول الأسرة السعيدة المتماسكة ، والتحديات المعاصرة ، ونتحدث في هذا الموضوع ضمن نقاط ثلاث :
النقطة الأولى : في أهمية الأسرة .
النقطة الثانية : في ذكر بعض التحديات الخطيرة .
النقطة الثالثة : في ذكر بعض الأمور المهمة في بناء الأسرة ، واستمرارها بنحو متماسك .


أهمية الأسرة:

النقطة الأولى: من الواضح جدّاً أن الأسرة أمر مهم، ومهم جداً ،فالأسرة هي البناء الأساسي للمجتمع ، والحاضنة الأولى التي تتلقى الفرد بالتعليم، والتربية ، والتنشئة ، و إذا كانت الأسرة سليمة فإنه سوف يكون المجتمع سليماً ، و إذا كانت تعاني من مشاكل داخلية و تصدعات في علاقتها فإن ذلك سينعكس على المجتمع بشكل عام، فإن نسبة الأسرة إلى المجتمع كنسبة الخلية إلى جسم الإنسان، فإن الخلايا هي البنى الأساسية لتُكون الجسم ، و الجسم يتأثر بالتفاعلات الموجودة داخل الخلايا ، و سلامة الجسم تابعة لسلامتها ، وسقمه تابع لسقمها ، و الأمر كذلك بالنسبة للأسر والمجتمع بشكل عام ، فإذا أردنا صلاح المجتمع فلابد أن تنصلح الأسرة.

أمران يبينان الأهمية:


وقد أكدت تعاليم الإسلام على أهمية الأسرة بذكر أمرين :
الأمر الأول : هو عظم الأسرة ، فالباري (تبارك و تعالى) في القرآن قد أمتن بنعمة قابلية إنشاء أسرة و وجودها يقول تعالى: { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً } النحل 72 ، فهذه منة ونعمة يذكرها الله (تبارك و تعالى) في كتابه ، و يتمن بها على خلقه.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( ما بُني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج)، و بمقتضى هذه الرواية ا إذا كان عند لأعزب أموال ، ودار الأمر بين أن يبني بها مسجداً أو يتزوج، فالأحب إلى الله تعالى أن يتزوج ؛ لأنه ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج .
الأمر الثاني : هو الغرض من التزويج ، وفوائده ، وتوجد فوائد كثيرة بيّنتها النصوص الشرعية:
الفائدة الأولى : تلبية نداء الفطرة ، فإن الإنسان فطر على أن يميل إلى تكوين أسرة ، و أن يكون عنده أبناء ، يقول (تبارك وتعالى): { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} الروم 21 ، و نداء الفطرة لا يمكن أن يسكن ويستقر إلّا في ظل الأسرة، فالأسرة سكن للمشاعر والأحاسيس واستقرار للنفس ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من أحب فطرتي استن بسنتي ومن سنتي النكاح ) غوالي اللآلئ: ج3 ص 283 النكاح فطر إلهية ، فطر على أصل إنشاء الأسرة، و فطرة على طلب الذرية بواسطة الأسرة ، قال تعالى: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ الأنبياء 89، { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } الفرقان 74 ، فطلب الذرية فطرة ، وإشباع الفطرة بالنحو المرضيّ إنما يكون في ظل الأسرة .
الفائدة الثانية : هي استقامة الإنسان ، فغرائز الإنسان خصوصاً الغريزة الجنسية تضغط عليه و تُفقده التوازن على مستوى التفكير و المشاعر والإرادة ، وعلى مستوى العمل ، و بالزواج وتكوين الأسرة يتحصل الإنسان على الاستقرار من جهة ضغط الغراز ، ولعله لهذا روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ( من تزوج فقد أحرز نصف دينه فيتق الله في النصف الباقي ) ميزان الحكمة :ج ٢ ص ١١٧٩، فبالزواج يستطيع أن يُحقق نصف الاستقامة ؛ لأنه تخلص من ضغط الشهوة والغريزة ، استطاع أن يتوازن نحواً من التوازن ، فيتق الله في النصف الباقي .
و لاحظوا استعارة القرآن للفظ (اللباس) ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ البقرة : 187 ، فإن (اللباس) يقوم بثلاث وظائف :
الوظيفة الأولى : الستر
الوظيفة الثانية : التجمل والتزين .
الوظيفة الثالثة : الحفظ والوقاية من الحر أو البرد .
و كل واحد من الزوجين بالنسبة إلى الآخر يقوم بهذه الوظائف الثلاث ، فكل واحد ي ستر للآخر، يُفضي إليه بمشاعره و أحاسيسه ،و أيضاً هو زينة ، المؤمن مرآة المؤمن ، اختياركَ للزوجة ، اختياركِ للزوج دليل رجاحة العقل أو فقدان الحكمة ورجاحة العقل ، فإذا كان الاختيار مناسباً كان ذلك زينة للمرء : لا تسأل عن المرء واسأل عن قرينة ، كما أن كل واحد يُحقق الاستقرار العاطفي للاستقامة العملية، و يقوم بدور الحفظ .
الفائدة الثالثة : هي إدامة الإعمار الإلهي في الأرض بإيجاد الذرية الصالحة ، فلا يمكن أن يوجد المرء ذرية صالحة إلا في ظل أسرة ، ففي الرواية يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً ،فلعل الله أن يرزقه نسمة ،يُثقل بها الأرض بلا إله إلا الله ) مكارم الأخلاق ص١٩٦ ، فالذرية فائدة وغرض ومقصد من الزواج .
الفائدة الرابعة : هي المعونة والمساعدة،فكل واحد من الجنسين ( الفتى والفتاة) يحتاج إلى معونة الآخر ، فهو يحتاج إليه في تطوير نفسه ، و يحتاج إليه في تربية ذريته تربية صحيحة ، و يحتاج إليه في مواجهة ضغوط الحياة، وتعقيداتها ، ومشاكلها ، يقول الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) ( ثلاثة أشياء لا يُسأل المؤمن عنها ... وذكر منها ... زوجة صالحة تُعينه ) ميزان الحكمة ج ١ ص ٨٤١، فهي تُعينه في استقامته ، في سكن مشاعره ، و تربية أولاده ، و وضعه الاقتصادي ، و بخدمتها في المنزل .

التحديات الخطيرة:


النقطة الثانية: في ذكر بعض التحديات المعاصرة ، وهي كثيرة ، ونقتصر على ثلاثة تحديات منها :


الحذر من الغزو الفكري:


التحدي الأول : هو الغزو الثقافي ، و الأفكار الوافدة من الشرق والغرب لا سيما أفكار اليسار الليبرالي، و الذي يُقدم مفهومين خطيرين جداً يُهددان الأسرة :
المفهوم الأول : هو (النزعة الذاتية والفردانية) ، فالفكر الملحد مبني على أن الإنسان مجرد كتلة مادية ، و قد حدث وفق تطور مادي خاص ، فهو خاضع لقانون البقاء للأقوى ، وتحرك الكائن الحي نحو جلب منافعه ودفع مضاره ، وقد تحدثنا عن هذا المفهوم المادي الموغل في المادية في مناسبة سابقة ، و ذكرنا أن نتيجته هي تجريد الإنسان من القيم الأخلاقية ، فهو فكر لا قيميّ يُحوّل الإنسان إلى مجرد شخص آناني ، يسعى من أجل تحقيق مصالحه ، و استخدام الآخر للظفر بملذاته، ولا يُقيم وزناً لمفاهيم فاضلة ، من قبيل الإثار ، والتنازل ، والتضحية .
المفهوم الثاني : مفهوم (الجندر) الذي يزعم أتباعه بأن الفرق بين الرجل والمرأة من حيث الجنس ، وكون هذا رجل وتلك امرأة ، وهذا فرق بيولوجي فرضته الطبيعة التي أوجد رجلاً أوجدت امرأة ، وأما من حيث الذكورة والأنوثة وهو ما يعبر عنه بـ(الجندر) فلا يوجد فرق طبيعيّ تكويني، وإنما يوجد سياق اجتماعي يكتسبه المرء من المجتمع ، فالرجل ليس بالضرورة ذكراً ، المرأة ليست بالضرورة أنثى ، فقد يكون الرجل أنثى وتكون المرأة ذكراً، بفعل التربية والتنشئة والعلاقات الاجتماعة، و بالتالي من الخطأ أن نُقسم الأدوار ، و نجعل أدواراً خاصة للمرأة في الأسرة تختلف عن أدوار الرجل ، فقد يكون الرجل هو الأنثى، فيعطى دور المرأة ، وتكون المرأة هي الذكر فتعطى دور الرجل، كما ليس من الضروري أن تكون أسرة أو تكون الأسرة بهذا الشكل المتعارف ، فيمكن أن يوجد أربع رجال أناث من حيث الجندر ، و يتزوجون بامرأة واحدة هي ذكر من حيث الجندر!
كلام غير معقول .. ومن يستمع إليه لأول وهلة يتعجب ، وقد يضحك ، ولكنه كلام يطرحه مفكرون في الغرب، و بقوة ، ويقاتلون من أجل فرضه على جميع المجتمعات البشرية، و يصدقه كثيرون في الغرب و القليل في الشرق، لوجود أساليب متعددة لفرضه، وبعضها يعتمد التضليل ، و العقد النفسية ، والقوة والتهديد ، و شراء الأتباع من خلال تقديم أنواع مختلفة من الدعم المادي والمعنوي، و قد أخذ هذا المفهوم أبعاداً مختلفة في ظل الحرية الليبرالية المنفلتة، فوجود من يرى نفسه حيواناً ، ويطلب من الأخرين التعامل معه ككلب أو قط، فيلبس لباس الحيوان، ويقيد كما يقيد الحيوان، ويأكل من طعامه ، ويعيش معه، وما دام الإنسان قد استرخص نفسه ، و انحطت في عينه، وأخذ ينظر إليها كمادة متطورة ؛ فإنه سوف يكون لعبة في يد الشيطان ، ووساوس النفس، وسوف ينحدر أكثر فأكثر ، وقد تحدثت الروايات عن ما يقع في آخر الزمان، وذكرت من ذلك ما يشيب الرأس عند سماعه.
إن لهذين المفهومين ، وهو ( الفردانية ، و الجندر) دور كبير في تفكك الأسرة في المجتمع الغربي ، و لو طالعنا الإحصاءات التي تُذكر لوضع الزواج في المجتمع الغربي لوجدنا أن من النادر جدّاً أن ينجح ، و يكفيك أن مكتب الإحصاء للجماعات الأوربية يورستات(Eurostat) ذكر أنه من عام( 1965م) إلى عام ( 2013م) تضاعف الطلاق في جميع دول أوربا 28مرة .
و الإحصاءات تتحدث عن 53% من الزيجات الواقعة في أمريكا تنتهي بالطلاق ، وهذا يعني أن أكثر الزيجات تنتهي بالفشل ، و في السويد 65% ، في بلجيكا 70% ، السبب هو ترويج مثل هذه الأفكار التي يراد أن تروج الآن في مجتمعنا.
التحدي الثاني : هو التحدي الإعلامي ، و حتى يتضح التحدي الإعلامي أذكر مثالين :
المثال الأول : ما تقدمه الأفلام والمسلسلات من نماذج خيالية للأسرة لا وجود لها في الواقع، فهي تُقدم علاقات وردية و تعيش الرومنسية على طول الخط ، و في كل لحظاتها ، فالزوجان يتنقلان من سوق إلى سوق ، ومن بلد إلى بلد ، و طعامهم في المطاعم الفاخرة، ويسكنون أفخر المنازل، ويستخدمون أفخر الأثاث، وهذه الصورة تؤثر على رغبة الفتى والفتاة ، و توقعات الفتى ، و توقعات الفتاة ، فيكون الطموح أكر بكثير من الواقع الطبيعي المتاح ، فإذا تحقق الزواج ودخل الزوجان في العلاقة الواقعية ، لا العلاقة الخياليّة ؛ يُصابان بالإحباط؛ لأنهما لم يجدا الزواج الذي رسم في ذهنهما بسبب الأفلام ، والمسلسلات، وما يعرضه مشاهير السوشيال ميديا المزيَّفين، والمزيِّفِين للواقع ، وبالتالي عند أقل مشكلة لا يستطيعان أن يستمرا في الزواج ، و لا يستطيعان الحفاظ على بيت الزوجية .
المثال الثاني : هو ما يُقدم في الإعلام ـ أيضاً ـ من أن الطلاق حل سهل جدّاً لأتفه المشاكل الأسرية ، فالإعلام يصور المرأة أسيرة في بيت الزوجية ، و يوهمها أن كرامتها في أن لا تتنازل في أي شيء، وعلى الزوج أن يوفر لها ما تشاء متى تشاء ، وأنها إذا دخلت في مشكلة مع زوجها ثم اختارت الطلاق فإنها تصبح بذلك أسعد ، وجملة من الفتيات يتصورن أن ما يُعرض على التلفاز أمر واقعي، بينما ما يُعرض لوحة منقوصة ، هو جزء من اللوحة، و توجد أجزاء مخفية كثيرة ، لا تنفك عنها جميع الأسر بعد الطلاق ، من وجود مشاكل عائلية ، و اقتصادية ، وعاطفية ، و ترتبط بالأولاد و تربيتهم العاطفية و الأخلاقية ، فكل هذه الأمور تُغيّب ، و النتيجة هي وصول رسالة خاطئة إلى المجتمع مفادها أن الطلاق حل سهل، و بإمكان أي فتاة أن تطلب الطلاق عند أي مشكلة، مع أن أعظم المشاكل في كثير من الأحان تبدأ بعد الطلاق. نعم ، الطلاق حل في بعض الظروف، لأن ضريبته أخف من الاستمرار ، ولكن ما يروج اليوم إعلاميّاً يؤدي إلى فهم خاطئ، وهو أن الطلاق هو الحل السحري في كل مشكلة .
التحدي الثالث : هو التحدي الاقتصادي ، فالحياة تطورت وتعقدت ، وسائل المعيشة و الاتصال و الموصلات تطوراً كثيراً ، وكثرت ، و هذا ما يقتضي في كثير من الأسر أن يعمل الأب ولأيام و شهور خارج البلد بعيداً عن أسرته ، بل هذا الوضع قد يؤدي إلى أن يعمل الأبوان خارج البيت ، ولا يوجد عندنا مشكلة في أن يعمل الأبوان خارج البيت، مع الالتزام بالضوابط الشرعية، لكن هذا العمل ـ شئنا أم أبينا ـ ينقطع فيه التواصل الدائم بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، وبالتالي قد تترتب عليه أمور سلبية ، منها ضعف العلاقة بين الزوجين ، و بين الآباء والأبناء ، فتفتر العلاقة العاطفية ، ويضعف التأثير ، فلهذا ينبغي أن تلتفت الأسر التي حرمها وضعها الاقتصادي من التواصل الدائم إلى خطورة الوضع لو أهمل أمر تقوية الروابط العاطفية ، فالمسئولية عليها أعظم .


أمور مهمة في تنشية الأسرة السعيدة:

النقطة الثالثة: وهي في ذكر بعض الأمور المهمة التي بها يمكن أن تنشأ الأسرة السعيدة المتماسكة مبنية على القيم والأخلاق الإسلامية .
و في الحقيقية توجد أمور كثيرة بيّنتها التعاليم الإسلامية ، أقتصر على ذكر أربعة منها :
الأمر الأول : هو معرفة أهداف الزواج وغاياته بنحو دقيق ، فإن الزواج تلبية لنداء الفطرة، و استقرار للروح ، و سكن للمشاعر ، و إدامة للعمارة الربانية التي يريدها الله (تبارك وتعالى) بإيجاد الذرية الصالحة ، وهو تعاون ومشاركة .
إذا كان المرء واعياً بهذه الأهداف، عنده عزيمة ورغبة في تحقيقها فإنه سوف تكون عنده فطنة ، فيعرف كيف يُعالج المشاكل فيما إذا حدثت ، يعرف كيف يتغافل و يتنازل عندما يكون التغافل هو الموقف المناسب للحفاظ على المكتسبات الكبيرة؛ لأنه يملك هدفاً أسمى، و يريد أن يُحققه بوعي وفطنة ، الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه) : ( صلاح التعايش والتعاشر ملئ مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل ) ميزان الحكمة : ج ٣ ص ٢٢٨٨. فالذي يملك أهداف سامية عالية يتغافل عند الصغائر من أجل تحقيق الأهداف العالية ، فالتغافل فن ينبغي أن تتحصل الزوجة عليه، و ينبغي أن يتحصل عليه الزوج، وليس ضعفاً كما يتصور بعض الذي لا يملكون وعياً كافياً في إدارة أمورهم .
الأمر الثاني : هو أن تُبنى العلاقة الزوجية والأسرة مع معرفة تامة بالحقوق ، فعلى كل شخص أن يعرف حقوقه ، وحقوق الآخر ، فعلى الزوج أ، يعرف حقوق زوجته ، و على الزوجة أن تعرف حقوق زوجها ، و على الأبناء أن يعرفوا حقوق الآباء ، وعلى الآباء أن يعرفوا حقوق الأبناء ، فإن الكثير من المشاكل الأسرية بسبب عدم معرفة الحقوق بالدقة ، فيظن أحد الأطراف أنه لا يأخذ حقه، و أن الطرف المقابل مقصر ، بينما في الواقع الطرف المقابل ليس مقصراً بل مُتفضل .

قصة من الواقع:


ذكر لي أحد المؤمنين قائلاً : أنا كنت دائماً أقول لزوجتي : أنا متفضل عليك لست مقصراً، في كل موقف وعند أي مشكلة ، إلى أن جاء يوم من الأيام قالت لي : كم تصرف في الشهر؟ هل تصرف 4آلاف ريال أو 5آلاف؟
سوف أدفع هذه المبلغ في هذا الشهر، وأنت قم بدوري لمدة شهر، دعنا نتبادل الأدوار، فأنا أصرف على البيت وأنت تتولى مهامي ، فتقوم بالتغسيل و الكنس و الطبخ ، و تعتني بالأولاد وتنظفهم عند الحاجة.
يقول هذا المؤمن: قبلت العرض ، وليتني لم أقبل ، فقد رفعت الراية البيضاء ، وبعدها أخجل أن أقول : أنا ليست مقصراً، فقد رأيت أن المبلغ الذي أصرفه مبلغاً زهيداً مقابل الجهد الذي تقوم به.
و لهذا ينبغي أن تُعرف الحقوق وبدقة حتى لا تحدث مشاكل مبينة على تصور أن الطرف المقابل مقصر ، وهو ليس كذلك .
الأمر الثالث : هو بناء الأسر تحت مظلة مرضاة الله (تبارك وتعالى) ، و قربة إليه.
من الصحيح وجود رغبة غريزية و فطرية في الزواج ، فكل طرف يميل إلى شريكه، و يطلب الولد في أعماق كينونته ، لكن مع ينبغي أن يبني كل طرف نفسه ويوطّنها على أن يتزوج قربة إلى الله تعالى ، و لكي يُحقق الأهداف الإلهية ، و يُحقق الأغراض التي أرادها الله (تبارك وتعالى) ، و عند الإمام السجاد (صلوات الله وسلامه عليه) كلمة جميلة جدّاً ، وكل كلامه جميل، فقد قال: (من تزوج لله ولصلة الرحم توجه الله تاج الملك ) عوالي اللئالي : ج ٣ ص ٣٠١ ، فإن الله تعالى يُحقق له الاستقرار ، و يجعل الأمور له مستتبة ، ( من تزوج لله ) أي: من يدخل في نطاق الأسرة وهو يعتقد أنه يريد أن يرضي الله (عز وجل) ، و يقدم لأجل الله (تبارك وتعالى) ، فإنه سوف يتنازل عن حقه لله (تبارك وتعالى) ، و بهذا سوف يكون ناجحاً في الحفاظ على كيان الأسرة ، مثلاً إذا وجد أن الطرف المقابل لا يقدر عطائه ، و يُعاند و لا يقبل التنازل ؛ فإنه سوف يتنازل لأجل الحفاظ على الأسرة ، و الحفاظ على أبنائه ، لأن الله تبارك وتعالى قال : ﴿ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ﴾ سورة آل عمران: 195 ، فإذا كان الإنسان لا يُقدر فإن الله (تبارك وتعالى) يقدر ، و إذا كان عملك و تضحيتك وما تقدمه ضائعاً عند شريكك أو عند والدك أو ولدك أو أعد أقربائك فإنه ليس ضائعاً عند الله (تبارك وتعالى) ، ولك عليه أجر عظيم ، محفوظ في الآخرة ، وقد يظهر أثره في الدنيا.
إن هذه النظرة الإيمانية في العلاقات الزوجية هي نظرة المؤمن الذي يعتقد بوجود الله ويصدق بوعده (تبارك وتعالى) ، فالإيمان حصانة من الظلم والتعدي داخل نطاق الأسرة ، بل الإيمان داع إلى البذل ، والإيثار ، والتغافل، والتضحية ، لعله لهذا أكدت الروايات على اختيار المؤمن التقي أو المؤمنة التقية ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( تزوج المرأة لثلاثة ، لجمالها ، لمالها ، لدينها فاظفر بذات الدين ترتب يداك ) ميزان الحكمة : ج ٢ ص ١١٨١ ، ويقول (صلى الله عليه وآله) : ( زوجها تقي فإن إن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها ) مكارم الأخلاق : ٢٠٤، فينبغي على الفتاة المؤمنة الواعية أن تنظر أولاً إلى الإيمان ، لا تأخذ قرارها من المسلسلات و الأفلام ، أو الغريزة، وإنما من تعاليم رسول (صلى الله عليه وآله) ، فأولاً الإيمان والخلق ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه) الكافي : ج ٥ ص ٣٤٧ ، فكم امرأة تزوجت غنياً جميلاً وهي تعيش في سجن وعذاب ، وامرأة تزوجت فقيراً ليس جميلاً، وهي تعيش في جنة الإيمان والمودة ، فالمؤمن إذا قرأ ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ) ، لا يقدم على سبها وسبها أهلها أو التضييق عليها؛ لأنه لا يريد أن ينظر سول الله إليه فيراه لئيماً، الأمر كذلك بالنسبة المرأة المؤمنة ، فإن النصوص الدينة تردعها عن سوء العشرة ، و ترغبها في حسنها.
الأمر الرابع : هو الاهتمام بالتواصل العاطفي داخل الأسرة ، من الضروريّ جدّاً أن يهتم الزوجان بالجلوس مع بعض ، ويجعلا وقتاً متسعاً لذلك ، وأن يجلس الآباء مع الأبناء ، في الرواية يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( جلوس المرء بين أهله أحب إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا ) ميزان الحكمه ج 5 ص 101، ومفاد هذه الرواية هو أن جلوسك مع أهلك في آخر ليالي شهر رمضان أحب إلى الله من أن تعتكف في المسجد ، لكن للأسف الآن كثير من الرجال يجلسون في الاستراحات ، من أول الليل إلى آخره ، فالمرأة أمام التلفزيون وهو مع الشباب في الاستراحة ، مع أن الرواية تقول إن الجلوس معها أفضل من الاعتكاف في مسجده ، وهؤلاء المساكين قد أضاعوا ثواب ذلك بالجلوس أكثر في الاستراحات ونحوها ، مع أن جلسات الاستراحات في كثير من الأحيان تشتمل على صرف العمر في ما لا ينفع.
إن الجلوس مع الأهل يقوي أواصر المحبة ، و يشد العاطفة ، و يجعل كل طرف أكثر تأثيراً في الآخر ، فيؤثر الآباء بنحو أقوى،فتنساب التعاليم، والقيم ، والمعتقدات، والآداب من الجيل الماضي إلى الجيل اللاحق بنحو سلسل.

تواصل الشيعة من عوامل قوتهم:


لماذا من الصعب جدّاً اختراق المجتمع الشيعي ؟ ومن الصعب أو شبه المستحيل أن يخرج الشيعي من الإيمان بعقيدة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) ؟
الجواب : لذلك عوامل متعددة ، وفي مقدمتها أن المجتمع الشيعي مجتمع متواصل ، ويقد خلق له بيئة متماسكة من خلال مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) ، فنحن في الحسينات نلتقي مع أننا من أسر مختلفة، ولكن يضمنا مكان واحد ، و على رأسنا سقف واحد، وتجمعنا أهداف واحدة، و ويجذبنا شخص واحد ، وهو الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) ، إننا نأتي بأبنائنا ، و يجتمع الكبير والصغير ؛ لكي نحافظ على العقيدة الواحدة ، وقد ورثناها من الأمهات والآباء (جزاهم الله خيراً ، رحم الماضين ، حفظ الباقين) ، ولابد أن نحافظ عليها ، ثم نورثها الأبناء من بعدنا.
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا

*تقرير: سماحة الشيخ علي ياسين الحاجي
2023/09/25
جمال مزيّف: لماذا تستخدم النساء المكياج؟! وما هو حكمه؟
لطالما اعتبر الناس أن المرأة التي تهتم باستخدام مستحضرات التجميل، تسعى إلى لفت انتباه الرجل، والظهور لهم في أبهى مظهر، إلا أن ذلك ثبت عدم صحته بحسب استطلاع أجرته مجلة The odyssey onlineالإلكترونية.

وبحسب الموقع، فإن الفكرة السائدة حول أن المرأة تضع المكياج من أجل أن تنال إعجاب الرجل هي "فكرة سخيفة ومضحكة"، حيث تتضح مجموعة من الأسباب التي تضع النساء من أجلها المكياج، وهي:

المكياج كتعبير فني

وضع المكياج هو فرصة يومية لصناعة عمل فني محترف وفقا للموقع الأمريكي، فبغض النظر عن مدى السهولة أو المظهر البسيط، فإن ذلك يتطلب مهارة ودقة وخيال.

وهناك العديد من الألوان، وأنواع مختلفة من المنتجات، ورحلة العثور على الأنسب وتحقيق نتيجة مرجوة ومُرضية يشعر بعض السيدات تماما مثلما إذا مارسن نوعا من أنواع الفن.

اهتمام بالنفس وزيادة الثقة

يعتبر المكياج جزءا من الاهتمام بالذات، وهو روتين يومي للعديد من الفتيات، مما يعطيهن ثقة أكبر بأنفسهن لمساعدتهن على مواجهة أو ربما مواكبة الصورة النمطية للمرأة الجميلة في عصرنا الحالي.

ورغم لك فهو يسهم إلى زيادة الثقة في النفس عندما تستخدمه بعض السيدات يوميا، إلى جانب أنه يُستخدم أحيانا كثيرة لإخفاء عيوب البشرة.

الشعور بالقوة والسيطرة

كثير من النساء يشعرن بقوتهن عندما يقمن بوضع مكياج مثالي، وهو شعور بأنه لا يمكن هزيمتهن وأنهن بلا عيوب، حتى وإن كان هذا الشعور مزيف في نهاية الأمر.

واعترفت العديد من النساء اللاتي يستخدمنه بشكل يومي، أنه يساعدهن على بدء يومهن بشعور أفضل.

للمكياج مجتمعه الخاص

عند استخدام شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، فبالتأكيد ستلحظ غالبية السيدات كثرة المحتويات التي تتحدث عن المكياج، حيث يتم الترويج لتلك المستحضرات بشكل ضخم عبر الإنترنت.

وتشعر السيدات اللاتي يستخدمن المستحضرات الأكثر رواجا، والتي رأوا شخصيات مؤثرة ومشاهير يستخدمونها، بنوع من السلطة والقوة والرضا النفسي.

لكن الواقع مختلف!

وتجدر الإشارة أن هناك دعوات عالمية مؤخرا تدعو إلى الامتناع عن استخدام مستحضرات التجميل، لما لها في الواقع من أثر مزيف للسعادة على النفس، ما يتسبب في الإصابة ببعض الأمراض والاعتلالات النفسية.

علاوة على ذلك، تأتي تلك الدعوات بسبب عدم قدرة النساء على مواكبة الصورة المثالية غير الواقعية لمقاييس الجمال في العصر الحالي، والتي قد تدفع بعض النساء حول العالم إلى إجراء عمليات تجميل خطيرة ومكلفة للبحث عن الشعور بالرضا عن أنفسهن.

وتروج بعض الشخصيات الشهيرة والمؤثرة عبر الإنترنت إلى الاعتزاز بالملامح النظيفة، والمظهر الطبيعي، لتحقيق رضا نفسي واقعي وتجنب الانخراط في دوامة البحث عن الكمال.

استفتاءات المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني بخصوص "المكياج"

السؤال: هل وضع المكياج حرام إذا كان بشكل غير ملفت للنظر؟

الجواب: يحرم الظهور به أمام الأجنبي.

السؤال: هل يجوز وضع المكياج والكحل بشكل خاص في وجه البنت عند الذهاب اليى الجامعة او العمل؟

الجواب: لا يجوز كشف الوجه أمام الأجنبي مع وضع المكياج ولا يناسبها ذلك في حد نفسه.

السؤال: ما حكم وضع النساء والفتيات المكياج بغض النظر عن كميته أو نوعه على الوجه أثناء خروجها من المنزل للعمل أو لدراسة؟

الجواب: لا يجوز الظهور به أمام الأجانب.

السؤال: تضع بعض النساء مساحيق على الوجه تدعى (الطبيعي) لإخفاء الشحوب الموجود فيه والتغطية على التجعّدات دون أن تكون ملفتة للنظر كالمكياج المتعارف أو تعطي الوجه بياضاً أكثر فقط، فما حكمه الشرعي؟

الجواب: هذا نحو من التزيّن، ولا يجوز الظهور معه أمام غير المحرّم.

السؤال: هناك بعض النساء يضعن مكياجاً خفيفاً بحجة أنّه خفيف لا يسبّب الإثارة وأنّ ذلك على فرض حرمته فحرامه قليل، وفي حين أنّهن كأيّ بشر يحببن أن يشعرن أنّ أشكالهنّ مقبولة أمام الآخرين لا أكثر، نرجو منكم أن تتفضّلوا علينا بكلمة أبوية لعلّ الله يجعل فيها صلاحنا وصلاحهن.

الجواب: ظهور المرأة أمام الأجنبي مع استخدامها شيء من المكياج حرام بكلّ تأكيد، وما ذكر ليس عذراً لارتكابه. وعلى المؤمنة التقيّد بجميع الأحكام الشرعيّة.

السؤال: هل يجوز للزوجة التي تخرج مع زوجها أن تضع المكياج والعطور؟

الجواب: لا يجوز لها ذلك.

السؤال: ما حكم لبس المرأة العباءة التي توضع على الكتف مع رفض زوجها لذلك؟ وهل يجوز أن تتعطّر المرأة وتتزّين لغير زوجها والخروج من البيت مع رفض زوجها لذلك؟

الجواب: إذا لم تستر مفاتن البدن أو كان موجبة لإثارة الافتتان عند عامّة الناس فلا يجوز، ولا يجوز لها الظهور بوجه مزيّن بالمكياج أو أن تتعطّر بنحو مثير مطلقاً، وللزوج أن لا يأذن لزوجته من الخروج من البيت إلّا بالنحو الذي يريده.

المصدر: مواقع إلكترونية - حررته: ميرفت أمين عبد الحسين
2023/08/31
لماذا يكره بعض النساء الحجاب؟!
تعتبر الإلقاءات والمنع والتحكّم المُحرّك، والأمر والنهي المتطرف الخارج من نطاق الاعتدال هي إحدى الطرق التي تضرّ بالتعليم الديني والأخلاقي، ففي هذه الطريقة يجبر الأبوين أولادهم على عملٍ ما، وذلك بدلاً عن إنشاء العلاقة الحميمة والصداقة معهم والطلب منهم لفعل ذلك العمل.

من أمثلة هذه السلوك يمكن الإشارة إلى بعض النساء والفتيات اللواتي يكرهن الحجاب اليوم، أولئك اللاتي يتدربن في أسرهن الدينية التقليدية بارتداء الحجاب قهراً، وتجبرهنّ الأسرة ارتداء الحجاب، ومعاقبتهن لأقل إهمال في ذلك الأمر، ونتيجة لذلك فتلك الفتيات ليس يكرهن الحجاب وارتدائه فقط، بل يفرّرن منه، ويمنعن بناتهن من ارتدائه كذلك، وهذا كله ردّة فعلٍ لتلك الصعوبات في ارتدائهن الحجاب ومعاقبتهن لإهمالهن في ارتدائه، وأهم دليل على هذا الردّ هو عدم تثقيفهن للفهم الصحيح للحجاب والضرورة والحكمة في ارتدائه.

هناك العديد من العوامل التي تسبب غياب الحجاب وعدم ارتدائه في المجتمع منها: العوامل الفردية مثل ضعف التربية الدينية والمعنوية وترجيح الشؤون الظاهرية والمادية على الشؤون الروحية، ثم العوامل الاجتماعية مثل إهمال المخططين الثقافيين للشؤون الثقافية والدينية، وذلك بإهمال مسؤولي المجتمع عمّا يدخل من الثقافة في المجتمع من الملابس والأفلام وما شابه ذلك وما يخرج منها كالطلبة الجامعيين وحجاب النساء، والإهمال في اختلاط الجنسين في الحالات التي لا تقتضي الضرورة، وما إلى ذلك من العوامل.

لكن دور الأسرة مهم جداً هنا، فإنّ الطفل الذي تم تربيته بشكل صحيح في العائلة والذي لدية إيمان بالأسس الدينية مثل العفة والحياء، يمكن أن يُقاوم ويُناهض المجتمع ضد العوامل الاجتماعية الضارة.

وعلى الرغم من أنّه يتم الحصول على الحجاب من خلال الجهد الفردي والاجتماعي، فإنّ -اهتمام الأسرة لاختيار الزوجة الصالحة كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): "أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ" وكذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي زَوْجَةً وَدُوداً وَلُوداً شَکُوراً غَیُوراً "، وكسب الحلال كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): "كَسْبُ الحَرامِ يَبينُ في ‌الذُّرِّيَّةِ"، والاهتمام لوقت الجُماع كما عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "فَإِنَّ مَن لَم یَذکُرِ اللّهَ عِندَ الجِمَاعِ وَکَانَ مِنهُ وَلَدٌ کَانَ ذَلِكَ شِركَ الشَّیطَانِ"، والحالة النفسية عند الحمل- كلّها من الأمور التي تجعل أرضية وجود الشخص حاضراً لقبول الحق، ويستغرق وقتاً أقل لصنع وزرع أسس الحجاب (في موضوعنا هذا) في وجود الشخص.

ونظرا إلى الدور الأهم للأسرة في تبيين مسألة الحجاب للشخص، يمكن الاعتراف بأن الكثير من الأضرار، موجودة في أساليب التربية الأسرية التي من أهمها:

۱- الدَلَال والتنعم الزائد:

الحياة هي مجموعة من الصراعات ضد المشاكل، وهناك العديد من الهبوط والصعود، الحرمان والفشل، الخسارة والكوارث في طريق الحياة وفي الحياة نفسه. فالمُعلِم الجدير هو الذي يستحق رعاية جسم الشخص وروحه وتجهيزه للقتال ومقاومة مشهد الحياة وتعليمه بكيفية العمل ضدها كما قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "تُسْتَحَبُّ عَرَامَةُ الصَّبِيّ فِي صِغَرِهِ لِیَكُونَ حَلِیماً فِي كِبَرِهِ ثُمَّ قَالَ: مَا یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ إِلَّا هَكَذَا".

إنّ الحبّ المفرط والدَلَال الخارج عن نطاق المنطق، ومنع الأطفال من مقابلة المشاكل والصعوبات، تضرّ في تربيتهم بشكل خطير وتأثّر في تعليمهم، ويجعل الأطفال غير قادرين على مواجهة عراقيل الحياة ونزع سلاحهم أمام المشهد الواقعي المشكل في الحياة؛ ولهذا، ينبغي على الآباء ألّا يضعوا أولادهم في رفاهية لا حدود لها، بل ينبغي لهم أن يعلّموهم العمل والتعب والجديّة والمشقّة.

كذلك في مسألة الحجاب الذي هو أحد تحدّيات المرأة المسلمة، لابد من تسليح البنات على يد الأمهات بسلاح الحجاب والعفة فالأمهات اللواتي يمتنعن عن تغطية رؤوس بناتهن في سن البلوغ بحجّة أنهن لم يرتحن في هذه الحالة ويُضايقن بارتدائه أو يمنعهن من صيام أولادهن بحجّة ضعف أجسامهن، فسوف يوفرن الأرضية المناسبة لعدم قبول بناتهن للقوانين الإسلامية عامة والحجاب خاصة في المستقبل.

2- السلوك المُهينة

إذا كان لدينا سلوك مُهين تجاه الأطفال أو نلقي اللوم عليهم دائماً، ولم نهتم بهم أمام الآخرين، فنحن نجعلهم تدريجياً بأن يشعروا أنّهم أشخاصاً لا قيمة لهم في المجتمع، ونسبب في فقدان إحساسهم وفقدان كرامتهم وشخصيتهم، هذا الشعور هو بداية الهبوط والانحطاط، وقد نشاهد في بعض العوائل أنها تستخدم الألفاظ السيئة والقبيحة في إساءة أطفالها في البيت وبين أفراد العائلة وخارجها، لكنّهم لا يعرفون أنّه من خلال القيام بهذه الأعمال والكلمات السيئة سيحرضون، ويضخون الطبيعة القبيحة في أطفالهم، ويجعلونهم أشخاصا غير ملتزمين بالقيم الاجتماعية، بل جاهزون لكسب وعمل جميع أنواع الإنحرافات.

۳- الإجبار والإکراه:

التربية هي خَلق الإيمان والمعتقدات في قلوب الأطفال، ووفقاً لكلام الشيخ مرتضى المطهري: لا تخلق الإيمان والاعتقاد بالإكراه،

الحب والعاطفة لا يمكن إنشائهما عن طريق الإجبار؛ لا يمكن إيجاد الميل الداخلي بالقوّة... نعم، يمكن أن يُضرب أحد ما؛ لكي يقول: بأنّني أحبّ فلاناً، ونحن نعلم أنه يكذب في كلامه، ولكن لو طُحن جميع عصي العالم على جسده، فهل لنا أن نجعله محبًا لفلانٍ في باطنه؟ هذا شيء مستحيل.

وهناك أساليب أخرى تجعل الشخص يحب الآخرين، منها عن طريق " الموعظة الحسنة"، كما قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

نعم، يتحقق التعليم الديني والأخلاقي عندما توجه هذه البرامج التعليمية إلى قلب الأطفال كما يُقال: "ما يخرج من القلب يصل الي القلب". فيمكن زرع الأرضية المناسبة والقاعدة الصحيحة لارتداء الحجاب (في موضوعنا) بالتخطيط المناسب والصحيح والمُبرمج مِن قِبَل العائلة أولاً-خصوصاً الأم؛ لأنّ الطفل يصرف غالب أوقاته في البيت مع أمّه قبل دخوله إلى المجتمع- والمجتمع ثانياً، لأنّ كلٌ منهما يكمل طريق الآخر، ولا يمكن لأحدهما أن يُكمل طريق تربية الطفل في جمع المجالات لوحده.

2023/08/08
7 طرق للمحافظة على برودة المنزل في الصيف
نتساءل باستمرار في الصيف عن طرق للحفاظ على برودة المنزل.. فقد يلجأ أغلبنا إلى الهروب من ارتفاع درجات الحرارة في الخارج إلى المكوث وقت أطول في المنزل، إلا أننا نفاجأ بأن المنزل أيضا درجة الحرارة بداخله عالية، وبالرغم من ذلك هناك بعض الحيل البسيطة التي يمكن اللجوء إليها  للحفاظ على برودة المنزل في فصل الصيف.

وفيما يلي سنقوم بجمع أفضل نصائح الخبراء التي تم تجربتها واختبارها للحفاظ على برودة المنزل في الصيف، وفقا لما جاء في موقع goodto، ومن أبرز هذه النصائح :

1- حجب أشعة الشمس :

الكثير من الأشخاص يحبون تهوية المنزل خلال النهار ودخول أشعة الشمس إلى المنزل عبر النافذة. ولكن ، إذا كنت تتساءل عن كيفية الحفاظ على برودة المنزل في الصيف ، فقد تحتاج إلى مقاومة الإغراء وإبقاء الستائر مغلقة خلال النهار.

2- فتح النوافذ وأبواب الشرفة في الليل :

ومن الأفضل أن تفتح الأبواب والنوافذ أول شيء في الصباح وبعد الظهر بشكل أساسي بعد غروب الشمس وقبلها لتجنب سخونة الهواء والحفاظ على برودة المنزل.

3- لا تستخدم الفرن:

تجنب استخدام الفرن في المنزل، قد يجنبك أيضا ارتفاع درجات الحرارة في المنزل؛ حيث أن الفرن يولد حرارة غير ضرورية في منزلك خلال الأيام الحارة، لذا فكر في إعداد وجبات لا تتطلب استخدام الفرن للطهي.

4- تجنب تشغيل الأجهزة غير الضرورية :

ويمكن تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية الموجودة في المنزل بشرط ألا تولد حرارة غير مرغوب فيها في المنزل خلال فصل الصيف؛ حيث يمكن الاستغناء عن الأجهزة غير الضرورية، مثل التلفاز والكمبيوتر  وأجهزة المطبخ.

5- استخدام المصابيح الموفرة للطاقة :

تعتبر المصابيح الكهربائية مصدرًا آخر للحرارة في المنزل، وإن كنت ترغب في محاولة الحفاظ على برودة المنزل يمكن أن يكون نوع المصباح الذي تختاره أيضًا تأثير كبير على قدراتها في توليد الحرارة، لذا عليك اختيار المصابيح الموفرة للطاقة وتشغيلها للضرورة فقط.

6- زراعة النباتات في المنزل:

ويمكن زراعة بعض أنواع النباتات في المنزل التي تمتص الحرارة وتحفاظ على برودة المنزل، بالإضافة إلى إثبات فعاليتها في تحسين حالتك المزاجية، ومن أكثر النباتات كفاءة في استخدام الحرارة هي زنابق السلام ونباتات المطاط لأنها تعمل بشكل أفضل في الظروف الرطبة.

7- استخدام المراوح لتبريد الغرف:

ويمكن استخدام طبق من الجليد أمام المروحة لأنه يساعد على تبريد درجة حرارة الغرف، وتوليد الهواء البارد في جميع أنحاء الغرفة.

المصدر: مواقع إلكترونية
2023/07/10
كيف تتعامل الأسر مع انتشار «المخدرات»؟

 

يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. [سورة التحريم، الآية: 6]

[اشترك]

يمثل انتشار المخدّرات تحدّيًا بالغ الخطورة أمام مختلف المجتمعات الإنسانية، وخاصة في البلدان النامية.

لأنّ الإدمان على المخدرات يفتك بصحة الإنسان الجسمية والنفسية والعقلية، ويستنزف الإمكانات المادية، وقد يدفع إلى ارتكاب مختلف الجرائم، مما يشكّل خطرًا على استقرار الأسرة وأمن المجتمع.

ورغم الإجراءات التي تتخذها الدول والحكومات للحدّ من تهريب وترويج المخدّرات، إلّا أنّ الجهات المستفيدة من نشرها وترويجها، تتفنّن في استخدام مختلف الطرق والوسائل الماكرة لتحقيق أغراضها.

إغراق مجتمعنا بالمخدِّرات

ومن الطبيعي أن تكون بلادنا مستهدفة من جهات ترويج المخدّرات، وذلك لأنّ في بلادنا ملاءمة وسيولة مالية، تجعلها سوقًا مغرية جاذبة لمافيات وعصابات تجارة المخدّرات.

ولأنّ بلادنا تمثّل أجلى وأعرق رمزية روحية دينية، باحتضانها الحرمين الشريفين، وكونها مهبط الوحي، ومهد انبثاق الإسلام، وقبلة المسلمين، لذلك تريد الجهات المعادية إضعاف روح الانتماء والالتزام الديني في نفوس وسلوك أبناء هذه البلاد، عن طريق نشر المفاسد الأخلاقية، ومن أسوئها إدمان المخدّرات.

ولأنّ بلادنا تعيش حالة نهوض، ومشاريع تنمية جادّة، يراد إفشالها وإرباكها بتحييد وتعطيل طاقات أبنائها وشبابها، بإيقاعهم في فخ الإدمان على المخدّرات، ومن ثمّ يصبحون خطرًا على أمن المجتمع والوطن.

إنّ أرقام الكميات الهائلة التي تحبط الجهات الأمنية محاولات تهريبها إلى البلد، تدلّ على أنّ هناك استهدافًا لإغراق مجتمعنا بالمخدّرات.

خطر محدق قائم

خلال الأيام القريبة الماضية أسفرت حملات للجهات الأمنية والحكومية في خمسة أيام، عن ضبط نحو 16.9 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدّر والكبتاجون، في 17 منطقة ومحافظة، بواقع نحو 3.3 ملايين قرص مخدّر يوميًّا، فيما تم القبض على 71 من المتورطين في محاولات التهريب والترويج والحيازة[1] .

إنّ المهربين للمخدّرات يتفنّنون في وسائل إجرامهم، ويبتكرون أساليب شيطانية متجدّدة لا تخطر على بالٍ، لكنّ جهود القوى الأمنية لهم بالمرصاد.

إنه لم يعد الحديث عن خطر المخدّرات على أبنائنا حديثًا عن خطر قادم، بل هو خطر محدق قائم، لا يقتصر انتشاره على أوساط الشباب والرجال، بل غزا أوساط الفتيات والنساء، وشهدت مختلف مناطق المملكة وقوع جرائم مرعبة بسبب تناول المخدّرات، كالحادث الفظيع الذي وقع في مدينة صفوى في السنة الماضية[2] ، حيث أقدم شاب مصاب بآفة المخدّرات، على محاصرة أبيه وأمه وأخيه وأخته في غرفة مغلقة، وأضرم فيها النيران، ليقضيَ على حياتهم في آخر ساعة من نهار صيامهم[3] .

وقد كشفت وزارة الصحة أنّ في المملكة أكثر من 200.000 شخص مدمن[4] ، ونسبة قليلة منهم يسعون للعلاج، وقد تتسع مساحة المدمنين لا سمح الله، إن لم يبذل الجهد الكافي لمحاصرتها وتقليصها.

وهذا ما دفع قيادة الوطن لإعلان المواجهة الحاسمة، والحرب الشاملة على المخدّرات، حيث تصدّى سمو ولي العهد لرئاسة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدّرات، وأصبحنا نسمع عن إنجازات أمنية يومية جبّارة على هذا الصعيد، وأصبح هناك تفعيل صارم لنظام العقوبات ضدّ المهربين والمروجين والمتعاطين.

إنّ نجاح هذه المعركة، والانتصار في الحرب على المخدّرات، يتطلّب تضافر الجهود الأهلية المجتمعية، إلى جانب جهود الأجهزة الحكومية، في قيادة المعركة.

الأسرة المتضرر الأول والأكبر

ونركز اليوم حديثنا عن دور الأسرة في المعركة ضدّ المخدّرات. فالأسرة لها دور أساس في توجيه مسار حياة أفرادها، كما أنّها المتضرر الأول والأكبر من وقوع أحد أفرادها في براثن المخدّرات، فإذا كان الزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء والبنات متعاطيًا للمخدّرات، فقد يحوّل حياة الأسرة جميعها إلى جحيم، ويسلبهم الشعور بالسّعادة والأمان.

ويتجلّى دور الأسرة في بُعد الوقاية والحماية، وبعد العلاج والإنقاذ.

إنّ استقرار الأسرة، وتماسكها الداخلي، واحتضانها لأفرادها، يوفّر جوًّا من الحماية ووقاية أبنائها من متاهات الفساد والانحراف.

وغالبًا ما يكون ضحايا المخدّرات من أبناء الأسر المتفككة، أو المُهمِلة لأبنائها.

المراقبة والمبادرة بالتوعية

إنّ الملاحظة والمراقبة الحكيمة لسلوك الأبناء، وشبكة علاقاتهم، ومبادرتهم بالتوعية حول التحدّيات التي تواجههم في مراحل حياتهم المختلفة، عنصر مهم في الوقاية والتحصين.

إنّ المروجين يستغلّون أوقات الامتحانات لإغراء الطلاب والطالبات بتناول الحبوب المنشّطة كي تساعدهم على السّهر والمذاكرة، فتكون طريقًا للإدمان.

ويستدرجون بعض من يعمل في قيادة حافلات المسافرين ونقل البضائع، بنفس الإغراء، أي تناول الحبوب المنشّطة، ليستطيعوا مواصلة السياقة لمدة طويلة دون شعور بالنعاس، والحاجة إلى النوم، ثم ينضم هؤلاء إلى قائمة المدمنين والمروجين.

كما أنّ رفقاء السوء، وخاصة في الرحلات والسفرات، وأوقات الفراغ في أيام العطل، يمثل فرصة للمروجين، فلا بُدّ من انتباه الأسر والعوائل.

وتفيد بعض الدراسات أنّ الأبناء الذين يتلقون رسائل توعوية عن أضرار المخدّرات من والديهم، أقلّ عرضة لاستخدامها بنسبة 50%.

إنّ بعض الآباء قد ينشغل عن رعاية أبنائه بحضور المجالس الليلية والديوانيات، أو كثرة الأسفار، أو سائر الهوايات، بينما قد تختطف أبناءه الجهات الفاسدة، أو شبكات التواصل الاجتماعي، وحينئذٍ تتحول حياة الأسرة كلّها إلى جحيم.

أعراض تعاطي المخدّرات

وتتحدّث الدراسات والتقارير عن بروز بعض الدلائل والمؤشّرات على شخصية وسلوك من يبدأ بتعاطي المخدِّرات، فعلى الأسرة أن تلاحظ سلوك أبنائها.

ومن تلك المؤشّرات:

  •  ارتفاع وتيرة صرف المال عند الولد، بأن يطلب من أهله المزيد من المال. وقد تختفي بعض المبالغ والحاجيات من البيت، لقيام الولد المتعاطي بسرقتها لتمويل شرائه للمخدِّرات.
  •  حالات العزلة والانكفاء لحاجته لذلك أوقات التعاطي.
  • التغيّرات المزاجية بسرعة الغضب، أو استخدام العنف، والإساءة للوالدين.
  •  دخول أصدقاء جدد على حياة الولد.
  • كثرة الغياب عن المنزل.
  • انخفاض الاهتمام الدراسي.
  • عدم الاهتمام بالمظهر والاناقة.

وبعض المتورّطين في تعاطي المخدِّرات قد لا تبدو عليهم أعراض واضحة، كما لا يعني وجود عرض من هذه الأعراض أو حتى عدد منها حتمية ابتلاء الولد بالمخدِّرات، لكنّ ذلك يستوجب الاهتمام والمتابعة للتأكد من الأمر.

دور العلاج والإنقاذ

أما في مجال العلاج والإنقاذ، فإنّ على الأسرة أن تتعامل في البداية مع مَنْ تورّط مِنْ أبنائها في تعاطي المخدّرات، تعاملًا حكيمًا بشفقة، كما هو التعامل مع الفرد المريض، بالاجتهاد في إبعاده عن أسباب وقوعه وتورطه، وبتكثيف النصح والتوعية له، وبإقناعه بسلوك طريق العلاج.

فقد أنشأت الدولة مستشفيات للصحة النفسية وعلاج حالات الإدمان، مثل مستشفى إرادة (الأمل سابقًا)، حيث تستمرّ دورة العلاج مدة شهرين، تكلف 90.000 ريال لكلّ مريض بمعدل 1500 ريال لليوم الواحد.

إنّ بعض الأسر تحاول التستر على من تورّط من أبنائها، وتستعيب الذهاب به إلى العلاج، حتى لا ينكشف الأمر أمام الآخرين، لكنّ النتائج حينئذٍ ستكون وخيمة، وعلى المجتمع أن يعيد النظر في التعاطي مع موضوع انحراف بعض أبناء الأسرة، فلا يتسرّع في تحميل أسرته المسؤولية؛ لأننا نعيش عصرًا قد تتغلّب فيه عناصر التأثير الخارجي على تربية الأسرة.

كما أنّ حالة الشقاء قد تسيطر على نفوس بعض الأبناء، حتى مع صلاح أسرتهم، وعدم تقصيرها في تربيتهم.

لذلك يحدّثنا القرآن الكريم عن خيانة زوجتي نبيين، يقول تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾. [سورة التحريم، الآية: 10].

كما يحدثنا عن ضلال ابن نبي الله نوح ، يقول تعالى: ﴿وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ‎﴿٤٥﴾‏ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾. [سورة هود، الآيتان: 45-46].

ويحدثنا التاريخ عن انحراف بعض أبناء الأئمة الطاهرين، وبعض أبناء العلماء الصالحين.

يقول تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾ وقد وردت خمس مرات في القرآن الكريم، لتؤكّد على مسؤولية الفرد أولًا وبالذات عن أعماله ومواقفه؛ لأنّ الله منحه الإرادة والاختيار، ولا يتعدّى دور العوامل الأخرى كالتربية الأسرية مستوى التأهيل والإعداد، دون الفرض وسلب القدرة على الاختيار.

الهوامش: خطبة الجمعة 15 شوال 1444هـ الموافق 5 مايو 2023م [1]  https://www.alwatan.com.sa/article/1124597 [2]  حدث الحريق يوم الخميس 20 رمضان 1443 هـ الموافق 21 أبريل 2020م، وكان من ضحاياه: الأب زهير علي سلمان الملا، وزوجته صديقة السيد حسين آل درويش، وابنهما محمد (29 سنة)، وابنتهما عقيلة (17سنة). [3]  https://www.sobranews.com/sobra/169826 [4]  https://www.alwatan.com.sa/article/1124894
2023/05/13
10 خطوات لتنظيم «الميزانية الشهرية» للعائلة
شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بما لا يوازي الدخل الشهري، ولذلك وجب على كل أسرة، وخصوصاً الأم أن تحاول ترشيد الاستهلاك الأسري في المتطلبات المصنفة غير ضرورية، وذلك لرفع العبء عن الأسرة.

[اشترك]

وقد قمنا في هذا المقال بتجميع أهم النقاط، التي يمكن الرجوع إليها عند وضع الميزانية الشهرية لكل أسرة  كالتالي:

  • عمل قائمة بالمتطلبات الشهرية قبل بداية كل شهر – الأساسية منها والفرعية – وتحديد الأولويات ذات الأهمية الكبرى، يليها الأقل أهمية.
  • اجتزاء مبلغ مالي جانبي لما يخص الفواتير الشهرية، كالكهرباء والمياه والهاتف والإنترنت، وغيره من أساسيات كل شهر.
  •  محاولة الاتجاه للأسواق، بدلاً من مولات التسوق، لوجود فروق في الأسعار، حتما سيكون لها تأثير في ميزانية البيت.
  • متابعة العروض المطروحة من الأسواق والمولات، والتي بالطبع ستوفر مبلغ مالي يضاف لميزانية الاسرة.
  •  قومي بشراء متطلباتك شهريا وليس أسبوعيًا ولا يوميًا، حتى تضمني توافر مخزون جيد بمنزلك يكفي ما يحتاجه الاستهلاك الشهري، وفي نفس الوقت الشراء بالجملة أفضل كثيراً من الشراء بالقطعة.
  •  محاولة شراء الملابس في نهاية الموسم وليس في أوله، حيث أن الأسعار تنخفض للنصف تقريبًا في نهاية الموسم، وذلك لعرض جديد في مقتبل الموسم الجديد، ولذلك يمكنك شراء الملابس وتخزينها للعالم التالي، حيث أنها ستكون بسعر مرتفع في أول الموسم، وبذلك تكوني قد استفدت من العروض المطروحة آخر كل موسم.
  •  محاولة تقليل المال المنفق في وسائل المواصلات، وفي حالة وجود سيارة خاصة بالأسرة يجب عمل إعداد للأماكن المرغوب في الذهاب إليها، وتجميعها في يوم واحد، بالخطة الأقرب فالأبعد، حتى تقلل من استهلاك البنزين، الذي هو بالضرورة يستقطع جانباً كبيراً من ميزانية الأسرة، وأيضا في حالة استخدام وسائل النقل العامة، كذلك يمكن التعاون من الأصدقاء والجيران باستخدام سيارة واحدة لكل أسرة، إذا كان هناك قرب في الأماكن المرجو الذهاب إليها، وعليه يتم التنسيق، وتستخدم السيارة عدد مرات أقل من استخدامها العادي.

    كذلك انتشرت في الآونة الأخيرة بعض التطبيقات الحديثة في وسائل المواصلات، والتي توفر وسيلة نظيفة ومريحة وبسعر أقل. يمكنك تنزيل التطبيقات وتجربتها، مما يوفر الكثير من النفقات التي تعود على الميزانية بالنفع.

  • تقتطع الكورسات التعليمية في اللغات وكذلك الكمبيوتر قدراً كبيراً من ميزانية الأسرة، حيث تحرص كل أسرة على  أن ينال أطفالها قدراً جيداً من التعليم والتطوير، لذلك يتجهون للأماكن الخاصة التي تعطي دورات للأطفال في اللغة والكمبيوتر، والتي أصبحت الآن تعطى عن طريق الأنترنت، وتتاح المادة الخاصة بها عبر وسائل التواصل، وكذلك التعليم الإلكتروني والشروحات المختلفة، التي سهلت الأمر كثيراً على الأسرة، ووفرت الكثير من النفقات، التي يمكن استغلالها في نواحي أخرى في ميزانية الأسرة.
  •  نظام ونظافة البيت مسئولية مشتركة للأسرة، فإذا ما حافظ كل منا على الجزء الخاص به في المنزل، سيصبح المنزل بأكمله نظيفاً ومنظماً، مما يوفر علينا الاحتياج لمساعدة أشخاص آخرون في نظافة المنزل، وذلك سيقتطع أموالاً إضافية من ميزانية المنزل نحن في غنى عنها.
  • كل النقاط السابقة تحتاج لتعاون كبير من جميع أفراد الأسرة، وليست الأم وحدها، وذلك حتى يتسنى لها وضع ميزانية سليمة تفي بجميع الاحتياجات وتوفر النفقات، التي حتماً سيتم الاستفادة منها في بنود أخرى خاصة بالأسرة

ولكٍ عزيزتي المرأة.. نحن نعلم أن للمنزل الكثير من الضغوط والمتطلبات، وأنتِ عماد البيت ويمكنك بالاستعانة بما سبق ذكره أن تضعي ميزانية أسرتك بطريقة بسيطة وفعالة .. ونعلم ونثق أنك قادرة على فعل المستحيل، وتبذلين من الجهد الكثير لإسعاد أسرتك.

2023/05/09
مخطوبة وقلبي مع رجل آخر.. ماذا أصنع؟!
يحاول الإنسان عادة أن يظهر بمظهر حسن أمام الآخرين من خلال إخفاء الهواجس الباطنية.

[اشترك]

ومن بركات الوسائل الحديثة للاتصال هي هذه الحالة من حرية بث الهموم والخلجانات الباطنية وكنا نتمنى أن تكون هذه الوسيلة - والتي تعد من آيات الله تعالى في عالم الافاق- وسيله لكل خير بدلا من الدخول في المتاهات والاباطيل.

إن على المؤمن والمؤمنة أن يكون واقعيا في حياته، فما دام قد اتخذ وجهة في حياته فلا ينبغي أبداً ان يفكر في السبل الاخرى التي لا يمكن السير فيها أصلا.

فهل من المنطق أن يفكر الانسان في غير حلاله، والحال أن الله تعالى قد سخر له الحلال الذى من الممكن أن يتحول الى سكن للإنسان؟!

أعتقد أن ما يجرى مع مثل هذه الحالات الآن من مصاديق الانشغال الفكري والتخيلي بما لا يرضى الرحمن، ومن المعلوم أن مخالفة الشريعة لا تقتصر آثارها على الحياة الاخرى، بل ينعكس بعض الاثار على الحالة النفسية للعبد في هذه الحياة.

نعم اذا كنت لا ترى مقومات الاستمرارية مع الزوج او الخطيب فإن مقتضى الحكمة مراجعة الأمر من جديد لأن طريق العودة سيكون شاقا فيما لو تمت عملية الزواج، وخاصة اذا وجد الاولاد في البين.

لابد من التوسل إلى الله تعالى لتليين الفؤاد للجهة التي يرتضيها الرحمن فإنه سيقلب القلب اذا شاء حيث الفلاح في الدنيا والسعادة في الاخرة.

2023/04/19
لماذا يتحول العيد لدى بعض الأسر إلى فرصة للخلافات؟
تنتظر الزوجات العيد بفارغ الصبر ظنا منهن أن الملل الذي سيطر على حياتها وزواجها سيتغير، ويحدث تجديد مستغلين الفرحة التى تصحب العيد، وكذلك الزوج الذي يضع خططه لقضاء العيد بطريقته ليفاجأ الاثنان أن ما يريدانه مختلفا فتبدأ الصراعات بينهما وغالبا ما تنتهي بمشكلة لتحل حالات الطلاق فى فترات الأعياد، كسبب من ضمن أبزر الأسباب وتنتهي بقصص تبدأ مضحكة وتنتهي بمأساة.

[اشترك]

اليكم بعض الأسباب والحلول التي تجنب الأزواج الوقوف بمحاكم الأسرة والخلافات التى بدأت بمزحة وانتهت بانفصال.

العيد للزوج العامل

تقول الدكتورة صفية مرزوق، الاخصائية بالعلاقات الزوجية، إن الأسلوب الذى يتبعه الزوجان فى مواجهة الخلاف إما أن يقضي عليه وإما أن يضخمه ويوسع نطاقه، وعلى الزوج العامل أن يدرك توقعات زوجته لتلك الإجازة التى تنتظرها بفارغ الصبر، سواء كانت زوجة عاملة أو غير عاملة وأن يحاول أن يشعرها برغبته وسعادته فى قضائه تلك الفترة معها، وأن يظهر لها حماس، فالمرأة تشعر بزوجها بمجرد النظر فى عينه.

وأضافت الزوج الذي يضع خطة يتصور فيها أن الإجازة سيقضها فى النوم يتوقع ثورة غضب من الزوجة من الآن فالزوجات لا يتحملن خيبة الأمل، ويوجهوا ذلك بعنف فمن الأفضل تجنب الخلاف ومحاولة التوفيق بين راحته الجسدية وراحة زوجته النفسية.

وأكملت "العيد ليس لقضاء الوقت على الكافيهات مع أصدقائك والرجوع للنوم أو مطالبة الزوجة بالعلاقة الزوجية، فيجب أن تظهر لها بعض الحنان وتكسر الروتين الذى يسيطر على علاقتكم والانشغال والضغوط فى الأيام العادية ومعاملتها بدلال ومحاولة قول كلمات لطيفة لها والحديث معها.

وتابعت "فى حال حدوث مشكلة تجنب العبارات العنيفة التى تصيب الزوجة بجروح عاطفية كما أن لزوم الصمت على الخلاف حل سلبى للخلاف، فكبت المشكلة بداية العقد النفسية، فلابد من التسوية لجميع ما يختلج فى النفس، ويجب البعد عن الكبر ومحاولة الزوجين لإثبات أن الطرف الآخر هو "المخطئ".

العيد للزوجة العاملة

وتقول الدكتورة سارة سعيد، اخصائي علم النفس "العيد بالنسبة للزوجة عبارة عن هم وفرصة للسعادة فى نفس الوقت، فالضغط الذي يقابلها بالنسبة للأعمال المنزلية التى عليها إنجازها والحصول على فرصة لأخذ استراحة من عملها وتوفير جو يتناسب مع زوجها يجعلها على شفا الانهيار، فلو لم تجد تقديرا ستنفجر لأقل كلمة تشعرها بعدم الاهتمام وتقدير مجهودها من جانب الزوج".

وأضافت "اتهام الزوجات بأنهن نكديات ظلم لهن، فهن يحاولن بشتى الطرق الحفاظ على تواجد السعادة، والزوجات ما يحدد سعادتهن هو مؤشر الحياة الجنسية السليمة، فالأزواج الذين يهملونها ويؤدنها بشكل روتني لا يمنح أى منهم استمتاعا كاملا، يتسببوا فى جعل حياتهم الزوجية ملئية بالتحفز وافتعال أى خلاف، لافتة إلى أن العلاقة الجنسية ليست للذة والمتعة فقط، إنما فى غالب الأحيان محاولة لزرع المودة والرحمة بين الزوجين، وكسر الفتور، ومن الواجب أن يواجه الزوجان سوء حياتهما ويتخليان عن الحياء ويدرسان معا سر الفتور العاطفي بينهما وأسبابه، لمحاولة التعاون على إنقاذ حياتهما المشتركة، وجعلها حياة سعيدة ينعم كلاهما بكل ما في الزواج من متعة ولذة.

العيد للزوجة غير العاملة

فيما قال الدكتور أدم عبد الظاهر، أخصائي التنمية البشرية، "الزوجة غير العاملة تنتظر العيد من -السنة للسنة- باللفظ الدراج، فهن يتعرضن لأقصى أنواع الضغط بعد إجبارهن على الجلوس فى المنزل لتوفير احتياجات ومتطلبات الأسرة بأكملها، وهذا النوع من الزوجات يحتاج إلى نوع خاص من الاهتمام والتقدير وعدم تهميش دورهن".

وأضاف "على الزوج العامل أن يدرك أن الزوجة تحتاج إلى الخروج، فلا يفكر مطلقا فى أن يقول لا لا، ويحاول أن يوفق بينها وبين رغبته فى النوم والراحة، كما تشتكي معظم الزوجات، ويحاول أن يتحدث معها فهي تقضي معظم السنة تتحدث مع الحائط وأطفالها بسبب تعبه من العمل أو قضائه معظم الوقت مع أصدقائه وأنصح الزوجة بالاهتمام بالتجديد فى شكلها فلا يجعلها البيت ومطلباته تنسى أنها أنثى تحتاج إلى اهتمامها بمظهرها حتى لا تسرق زميلات زوجها العاملات زوجها منها".

أسماء شلبي youm7  
2023/04/17
كيف تتعاملين مع زوجك العصبي في شهر رمضان؟
إن الشخص العصبي لا يستطيع السيطرة على انفعالاته، لذلك فهو يظهرها بسرعة وبدون تفكير أو حساب خلال فترة صيامه، لذا فعليكِ التغاضي عنها، لأنه لم يكن يقصد إيذاء مشاعرك أو جرحك، ولا يتعمد ذلك، بل هو يتصرف بدون أن يشعر حين يفقد أعصابه.

[اشترك]

يقول الدكتور مدحت عبد الهادي، خبير العلاقات الزوجية، إن فترة الصوم قد تكون من الفترات التي يتعرض لها الزوجان لكثير من الضغوطات النفسية والعصبية، نتيجة الشعور الشديد بالجوع والعطش، ونتيجة الامتناع عن تناول بعض المنتجات التي تحتوي على الكافيين أو النيكوتين.

التعامل مع الزوج في شهر رمضان

خلال شهر رمضان، قد تلاحظين أن زوجك يتصرف بعدائية زائدة، وبات سلوكه أكثر عصبية مما كانت عليه، ما يثير لديك بعض الحيرة والقلق حيال كيفية التعامل معه، لذا فعليكِ بالتالي:

تحلّي بالابتسامة

ابتسامتك الرقيقة هي أول خطوط الدفاع ضد المشاكل الزوجية، فالابتسامة والمرح وروح الدعابة، تُبعد الغضب والمشاكل عن بيتك.

الابتعاد عن العِند

التوتر والضغط العصبي الذي يتعرض له الزوجان قد يكون سبباً لمشكلة زوجية بينهما، وذلك لقيام الزوجين بالعِند الذي يؤدي في النهاية لمشكلة زوجية غير مرغوب بها، لذلك احرصي على الابتعاد عن العِند مع زوجك أثناء فترة الصوم، وقومي بأخذ ما تريدينه بذكاء؛ حتى لا تجهدي في مشكلة زوجية لا داعي لها.

التحكم في الانفعالات

قومي بالتحكم في انفعالاتك، ولا تسمحي للضغوطات العصبية والتوتر في اختلاق مشكلة زوجية، فبنسبة كبيرة تتسبب الانفعالات الناتجة عن الشعور بالتعب والإرهاق خلال فترة الصوم في العديد من المشكلات الزوجية.

التحلي بالصبر

يلعب الصبر دوراً كبيراً وأساسياً في التعامل مع الزوج العصبي خلال رمضان، فتصرفات الشريك العصبي غالباً ما تكون مستفزة بالنسبة إلى الزوجة، لذا عليكِ أن تكوني هادئة، وأن تصبري إلى أن يهدأ الزوج، وتحاوريه في الموضوع الذي أثار عصبيته، وبهذه الطريقة تتمكنين من تفادي تفاقم المشكلة بينكما، وتساعدينه على التخفيف من عصبيته نتيجة ردة فعلك الهادئة والمتزنة.

التجاهل

كما أن التعامل مع الزوج العصبي خلال رمضان يكون عبر التجاهل لبعض المواقف وعدم التعليق عليها، خصوصاً إن كانت من الأمور البسيطة التي لا تستدعي العصبية والغضب. في هذه الحالة حاولي تجنّب ردة فعل السريعة في التشاجر مع الشريك، واتركيه حتى ينهي كلامه، ثم بادري بطرح سؤال مختلف أو مسألة أخرى لا تمتّ إلى المشكلة بأية صلة.

استيعاب الزوج

استيعاب الزوج العصبي في رمضان يمكن أن يلعب دوراً مهماً على صعيد التعامل معه وعدم تفاقم المشكلة، حيث تحرصين على أن تقولي له إنك تتفهمين ما يمرّ به، وإنك تعين تماماً ما يتحدث عنه، وبالتالي سيشعر بأنك تقفين إلى جانبه لا في مواجهته، فيهدأ ويستكين، وتخف حدة عصبيته.

مي مصطفى
2023/03/25
يهدمون منازلهم.. ما حقيقة ’المراهقة المتأخرة’ لدى لرجال وما تأثيرها على الأسرة؟
يمرّ كل فردٍ منّا بمراحلٍ مختلفة من حياته، وكل مرحلة لها مميزاتها وتفاصيلها الجميلة التي تظلّ عالقة في الذاكرة.

[اشترك]

فيُولد الجنين ومن ثمَ يكبر ويدخل إلى مرحلة الطفولة والتعلم من خلال المدرسة، وعندما يصل إلى عمر 13 عاماً يدخل في مرحلة المراهقة، وهيَ مرحلة مؤقتة تستمر حتى بداية العشرينات، فيُعاني معظم الآباء والأمهات من تصرفات أطفالهم وتسرّعهم وإهمالهم لدراستهم ومحاولة دخولهم في علاقاتٍ عاطفية.

ومنَ الجدير بالذكر، أنه لم يقم الكثير من الأشخاص بتجربة مرحلة المراهقة، كونهم انشغلوا بحياتهم الدراسية أو عَمِلوا في عمرٍ مبكّر وساندوا والديهم، فكانت هذه المرحلة لديهم طبيعية لم تتخلّلها أي تصرفات أو سلوكيات خاطئة، وبالتالي يُصابون بها في مرحلةٍ متأخرة من عمرهم، فبعض الرجال قد تجاوزَ عمرهم الستين، ولكنهم ما زالوا يُراهقون وكأنهم في بداية بلوغهم.

ونوّد الإشارة، أن المراهقة المتأخرة تُصيب الرجال بنسبةٍ أكبر منَ النساء، وللأسف ينتج عنها مشاكل زوجية وعائلية بسبب جهلة الأربعين أو الخمسين التي يعبر بها الأب.

ما المقصود بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟

يُمكن القول أنَ تصرفات الرجل الناضج في عمر الأربعين والخمسين تتغيّر بشكلٍ مفاجئ، فيُصاب بمراهقة متأخرة تجعلهُ يدخل في حالة غير طبيعية، فيُحاول التعرّف على الفتيات والخروج معهنّ وعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وإضافة صور لهُ وكأنهُ في بداية العشرينات.

وبالرغم من أنَ معظم الرجال يُصابون بالمراهقة المتأخرة، إلّا أنَ طريقة تعاملهم معها تختلف من رجلٍ لآخر، فقد وصلَ الأمر ببعض الرجال هدم منازلهم وحياتهم الزوجية بسبب تصرفاتهم الطائشة، فمهما كانت مكانة الرجل الاجتماعية ومنصبه والشهادات التي حصلَ عليها وعدد أولاده وشهاداتهم، إلّا أنهُ لا يُقدّر هذه التفاصيل ويستمر بفعل تصرفات لا تُناسب سنّه.

فمنَ المُمكن أن يخون زوجته أو يرتدي ملابس شبابية ملفتة للنظر أو يقوم بسلوكيات تُؤدي للتقليل منه.

ما هي أعراض الإصابة بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟

توجد عدّة علامات تظهر على الرجل، بإمكانك الانتباه لها:

    محاولة التعرّف على السيدات في مكان عمله.

    التحدث معَ النساء على الفيسبوك أو الانستجرام أو أي تطبيقٍ آخر.

    الاعتناء بمظهره الخارجي وشراء ملابس جديدة عصرية والوقوف أمامَ المرآة ووضع العطورات والاعتماد على تسريحات شبابية.

  •  محاولة لفت الأنظار إليه من خلال ماركات الملابس التي يرتديها أو سيارته التي يقودها أو جهازه الذكي الذي يعمل عليه.

    إهمال زوجته وأولاده.

  •   اعتماد على كلام الغزل والحب تجاهَ النساء.
  •  العصبية وعدم القدرة على الدخول في نقاش معه.
  •   الاهتمام بالموسيقى والأغاني الشبابية.
  •   إهمال مسؤولياته تجاهَ عائلته.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟

توجد عدّة عوامل تُساعد في زيادة الإصابة بهذه المشكلة، مثل:

1- الحرمان والقسوة: منَ المُمكن أن يكون الرجل قد واجهَ في طفولته قسوة من والديه وعدم اهتمام والدته بهِ واعتماده على نفسه في عمرٍ مبكّر، ممّا أدّى لفقدان شعوره بالحنان، فإذا حرمَ من دراسته وحياته الجامعية، قد يصل لهذا العمر ويُصاب بالمراهقة المتأخرة لتعويض الحرمان.

2- زواج تقليدي: ليسَ سبب أساسي بالتأكيد، فالكثير منَ الرجال تزوجوا فتيات دون أي علاقة حب سابقة، وتكلّلَ زواجهم بالنجاح، ولكن إذا لم تكن الفتاة من اختيار الشاب في بداية حياته، وارتبطَ بها بسبب والديه كونهم لاحظوا أنها فتاة مثالية للزواج، فمن المحتمل أن يستعيد شبابه ويدخل في علاقةٍ عاطفية معَ امرأة أخرى وهوَ في بداية الأربعين أو الخمسين.

3- الشعور بالنقص: منَ العوامل التي تُؤدي للتصابي عند الرجال، فإذا لاحظوا أنَ الشيب يملأ رأسهم وأنهم يُعانون من أمراضٍ عديدة وتجاعيد وترهلات في الوجه، يُحاولون استعادة شبابهم من خلال ارتداء ألوان عصرية وملابس ملفتة.

4- الملل والفراغ: بعض الرجال واجهوا حياة قاسية، فقد عَمِلوا في عدّة مجالات ولساعاتٍ طويلة من أجل تأمين مستلزمات منزلهم وأطفالهم، وعندما وصلوا لمرحلة التقاعد، منَ المُمكن أنهم قد شعروا بالفراغ والملل، وحاولوا استعادة شبابهم الضائع من خلال تصرفاتهم وسلوكياتهم وتفكيرهم.

5- الروتين المنتظم: قد يشعر الرجل بحالةٍ رتيبة في منزله، فيُلاحظ أنَ زوجته تقضي أوقاتها معَ أطفالها وفي عملها الخاص، فيشعر بفقدان الاهتمام والملل، ممّا يدفعه إلى الدخول في علاقةٍ جديدة.

ما هي طرق التعامل مع المراهقة المتأخرة عند الرجال؟

هل تُعاني من زوجك المراهق؟ إذاً ما عليكِ إلّا اتباع الخطوات الآتية للتعامل معه:

  •  التجديد والاهتمام: في البداية يجب الجلوس معَ أولادك وطلب الاهتمام منهم بوالدهم أكثر، وخاصةً إذا تحوّلت تصرفاته بشكلٍ مفاجئ، بإمكانك تجديد طاقة منزلك وتغيير الأثاث والديكور لخلق طاقة إيجابية، ومن ثمَ الاهتمام بنفسك من خلال ملابسك ورائحتك وبشرتك الناعمة، والتقرّب من زوجك ومنحه الحب والتعبير عن مشاعرك تجاهه.

بالإضافة لأهمية اجتماع العائلة يومياً في المساء، دون الاعتماد على الهواتف أو التلفاز، ومناقشة أطفالك لوالدهم والتحدث معه والتعبير عن اهتمامهم بهِ.

  •   تغيير أفكارك: إذا كنتَ تُحاول تغيير تصرفاتك الطائشة وأنتَ في الأربعين، ما عليك إلّا الاهتمام بنفسك وزيادة ثقتك بها، لأنَ الشعور بالنقص يدفعك للبحث عن سلوكيات ملفتة لنظر الآخرين، حاول الاهتمام بنظافتك وملابسك ولكن بشكلٍ راقي.

تجنب أي مبالغة في تسريحات شعرك أو ملابسك، وحاول التسجيل في نادي رياضي لتفريغ طاقتك والقيام بأنشطة جديدة لكسر الملل والروتين الذي تُعاني منه.

  •  ممارسة شيء تُحبّه: بدلاً من قضاء أوقاتك في التحدث معَ النساء أو الدخول في علاقة عاطفية وخيانة زوجتك ومن ثمَ الندم بعدها، بإمكانك تعويض كل شيء كنتَ تطمح إليه في مرحلة الشباب، ولم تستطيع إنجازه بسبب العمل والضغط.

حاول ممارسة هوايتك في الكتابة أو الرسم أو مساعدة الآخرين أو افتتاح مشروعك الخاص، فمهما كانَ عمرك إذا كنتَ تتمتّع بصحةٍ جيدة فأنتَ قادر على العمل والنجاح.

  • الوعي تجاهَ الرجل المراهق: إذا لاحظتَ أنَ والدك يتصرّف تصرفاتٍ متهورة ومؤذية لحياتكم، لا تُحاول خلق مشكلة معه وإهماله، لأنهُ في هذه الحالة لا يحتاج إلّا للاستيعاب والحنان والحب، فالأب قد يُواجه مصاعب الحياة بأكملها حتى يكبر أطفاله، وإذا لاحظَ انشغالهم عنه سيفقد ثقته بنفسه ويشعر بالإهمال، لذلك لا بدّ من احترامه والاهتمام بهِ قدر الإمكان.

عليكَ دراسة كل خطوة قبلَ فعلها، فأنتَ رجل ناضج ولكَ مكانة مميزة في المجتمع مهما كانت مهنتك، وبالتأكيد تملك عقل قادر على استيعاب المشكلة التي ستتّسبب بحدوثها، فلا تُحاول التهور في أي تصرف، لأنكَ قد تخسر زوجتك ومنزلك وحياتك واحترام الآخرين لكَ، وستشعر بالندم بعدَ فوات الأوان، فالأفضل مساعدة نفسك في هذه المرحلة وعدم الانصياع لها.

2023/02/25
لماذا ينفر بعض الأبناء من المنزل؟
من أهم وظائف الأسرة هي التنشئة الاجتماعية للطفل، والتي يتعلم من خلالها كيفية التحدث والأكل ومواجهة المشكلات، ولكن يصعب عليهم التعلم مع وجود المشاكل الأسرية، ورغم أن من الطبيعي وجودها في أغلب البيوت إلا أن كثرتها يسبب العديد من المشاكل وأهمها نفور الأبناء من المنزل.

[اشترك]

أسباب نفور الأبناء من المنزل

- من أهمها وأكثرها شيوعا هي المشاكل الزوجية، فتجد الأم والأب كل يوم في معركة مما يؤثر على الأبناء، فتجد الابنة ترضى بالزواج من أي شاب يتقدم لها دون السؤال عنه هروبا من المنزل، والابن يدخل إلى الأحداث بسبب هروبه من الواقع إلى المشكلات، إن حدوث المشاكل بين الزوجين أمر طبيعي فهو جزء مهم في التربية يتعلم من خلاله الأبناء أن من الطبيعي عند حدوث خلاف بين أي طرفين كل شيء يرجع لطبيعته، ولكن استمراريتها بشكل يومي لها أثر على جميع المراحل العمرية فتسبب العدوانية لدى الطفل، وعدم القدرة على التعبير، وعدم معرفة التعامل مع الآخرين وكثير من المشاكل.

- إيذاء الأب للأم التي هي بالنسبة للأبناء مصدر الحنان والعطاء فهم يحبونها بالفطرة، فالأبناء يكرهون الأب عند قسوته على الأم وخصوصا أنهم لا يستطيعون الدفاع عنها فيزداد الكره لأبيهم ورغبتهم في البعد عنه.

- إهمال الأبناء فلا اهتمام بتعليمهم ولا نفسياتهم ولا آلامهم، والاعتماد على الخدم في تربيتهم، فيعيشون كالأيتام لا يحملون أي مشاعر تجاه الوالدين نتيجة بعدهم، وينتج عن ذلك زيادة كره الأبناء لهم والنفور من المنزل.

- سخرية الوالدين بالأبناء والاستهزاء بقدراتهم، فشخصياتهم تتكون منذ الصغر وتتشكل من خلال مواقف عدة، فالسخرية بهم والانتقاص من قدرهم مع الأيام تتراكم فتسبب الكره والبغضاء وتنتج شخصية مريضة وسلبية، كما أن بعض الآباء يعاملون الأبناء بجفوة وربما يقومون بضربهم ظنا منهم أنهم يربونهم على الخشونة.

- إجبار الأبناء على وظيفة أو تخصص أو زواج والذي يولد الكراهية في قلوب الأبناء عند تقييد حريتهم وإكراههم على العمل، وهذا السلوك إذا كان بشكل متصل ومتتابع يبعث الكراهية في قلوب الأبناء تجاه ذويهم.

- وأخيرا ظلم الأبناء وعدم العدل بينهم ولا يقتصر هذا على العطايا فحسب، بل يجب العدل بينهم بالمشاعر فبعض الآباء يميز واحدا من أبنائه عن غيره من أخوته فيتولد بذلك البغض والكراهية بين الأبناء.

كل هذه الأسباب كفيلة أن تنفر الأبناء من المنزل مما يؤدي إلى ضياعهم، فمن الممكن أن يتجه الابناء إلى أصدقاء السوء هرباً من المنزل، بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي سوف تؤثر عليهم مستقبلا، لذا على الوالدين أن يعاملوا أبناءهم معاملة حسنة وأن تكون العلاقة بينهم علاقة صداقة لكسب قلوبهم، وبذلك عند حدوث أي مشكلة للأبناء سوف يتجهون لذويهم لانعدام الحواجز بينهم.

المصدر: مواقع إلكترونية
2023/02/20
قد تصل إلى الجنون.. دراسة تكشف تأثير ’السيلفي’ على المرأة!
يعرف التقاط الصور الذاتية بـ «السيلفي»، وهي كلمة رافقت الاختراعات التكنولوجية المتعلقة بهذه الكاميرات الصغيرة جداً في الهواتف الخليوية.

[اشترك]

تسمى بالمرآة الذاتية السحرية، لأن من يلتقط صور السيلفي لا يحتاج إلى مساعدة من أحد، فهو الذي يقوم بكل ما يتعلق بفن التقاط الصور، بما في ذلك اتخاذ الوضع الصحيح بحسب رغبة من يقوم بتصوير نفسه. ولكن هل يعتبر السيلفي ناجحاً من الناحية العملية، ومن حيث تأثيراته على حياة الناس والحالة النفسية؟ والمقصود هنا النساء بشكل خاص.

التأثير السلبي على المرأة

تشير دراسة برازيلية نشرها مركز «أيو» المختص بالدراسات الاجتماعية والنفسية إلى أن السيلفي قد أثر بشكل سلبي جداً على سيكولوجية المرأة العصرية، من حيث ضياعها ما بين الواقع والخيال والمرغوب فيه حول نفسها وجمالها وجسدها ورشاقتها، ففي كل مرة تلتقط المرأة صوراً لنفسها في السيلفي ينتابها شعوران، الرضا، وهو مؤقت إلى حين التقاط صور أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع في الأوضاع نفسها، أما الشعور الثاني، فهو الإحباط، المؤقت أيضاً إلى حين التقاط صور أخرى بعد فترة وفي الأوضاع نفسها.

سيكولوجية المرأة

في كل مرة تلتقط صورها عبر السيلفي، تجد المرأة تغيراً في الصور التي التقطتها لنفسها، ولذلك فإن حالتها النفسية تتذبذب ما بين القناعة وعدم القناعة، الرضا وعدم الرضا، السرور والحزن، وعلّق خبراء الدراسة: «حدة هذه التذبذبات تتفاوت بحسب تصورات المرأة وخيالاتها حول نفسها، وهي خيالات ترتسم معالمها عبر صور السيلفي التي تلتقطها لنفسها»، وقد خلصت الدراسة إلى أن السيلفي قد يدمر سيكولوجية المرأة بحيث تقترب من حد الجنون، ومن مخاطر ذلك أيضاً وصولها إلى حالة من الهوس والخوف والقلق، وكل هذا ناجم عن الطريقة التي ترى فيها نفسها في الصور.

الحالة النفسية

الإدمان على التقاط صور السيلفي يؤدي إلى حالتين نفسيتين متناقضتين، والإفراط في كل منهما يؤدي إلى زعزعة سيكولوجية المرأة بشكل عنيف وخطير، والحالتان هما: الغرور والشعور بالدونية، فإذا ركزت المرأة دائماً على الإيجابيات التي تظهرها صور السيلفي ولم تلاحظ أي نقاط عيب في نفسها فإنها ستميل إلى الشعور بالغرور، من حيث اعتبار نفسها أجمل امرأة في العالم، ولكن الواقع ربما لا يكون كذلك، فإن اكتشفته، ستنهار سيكولوجيتها وتتحطم، أما إذا لم تجد المرأة في تلك الصور سوى الجوانب السلبية وغير الجميلة، فإنها ستصاب بأزمة الشعور بالدونية، وهو مرض يؤدي إلى زعزعة الحالة النفسية لديها.

إلى ماذا تحول السيلفي؟

هناك جملة من الحقائق التي يسببها السيلفي فيحدث تحولاً كبيراً في سيكولوجية المرأة العصرية. فما الذي يفعله بكِ؟

يلهيك عن أمور أخرى مهمة في الحياة

هناك نساء يكرسن القسم الأكبر من أوقاتهن للعب بالهاتف الذكي، وبشكل خاص التقاط صور السيلفي ويتناسين أموراً أخرى كثيرة وأكثر أهمية في الحياة.

المواجهة: يمكن مواجهة هذه العادة المبالغ فيها بمحاولة إشغال نفسك بأمور أخرى شيقة كالرياضة والذهاب إلى مكان جميل. ويمكن أيضاً الخروج في زيارة صديقة من دون حمل هاتفك الذكي.

 يجعلك تعتمدين عليه لتقييم جمالك

حسبما كشف خبراء الدراسة فإن نسبة 38 % من النساء يعتمدن على صور السيلفي لتقييم جمالهن، ولكن الأمر يتفاوت ما بين الجميل والقبيح والرضا وعدم الرضا، كما أن ذبذبات شاشة الهاتف الخليوي تتغير أحياناً بحيث إن كل صورة تختلف عن الأخرى حتى وإن كانت في الوضعية نفسها.

المواجهة: اعتبري صور السيلفي مجرد تسلية وليست معياراً لتقييم جمالك... ومن الأفضل استخدام المرآة العادية التي لا تغير صورتك.

انشغال البال الدائم

قد تصل المرأة إلى مرحلة من الهوس من حيث انشغال بالها حول كيف ستبدو صورها في السيلفي في اليوم التالي أو في الأسبوع القادم.

المواجهة: اشغلي نفسك بأشياء أخرى، وبخاصة القراءة حيث تبين أن قراءة كتاب شيق يملأ ذهنك بأفكار مختلفة.

مشاكل مع صديقاتك

صديقات كثيرات يختلفن حول صور السيلفي، ويتنافسن بحيث إن لكل منهن رأياً مختلفاً عن الأخرى، ولكن الأمر يتعدى ذلك ليتحول إلى خصام بينهن.

المواجهة: اعتبري التقاط السيلفي مجرد تسلية، بحيث إنه يمكنك التقاط العدد الذي ترغبينه من الصور لكي تتفادي الخلافات مع صديقاتك.

العزلة عند بعض النساء

هذا يحدث عندما تصبح المرأة مدمنة على السيلفي، وحبيسة لهذه العادة التي تصبح سيئة جداً وخطيرة إذا تعدت الحدود الطبيعية. والإدمان على السيلفي يؤدي إلى عزلة المرأة، بحسب الدراسات العالمية.

المواجهة: خففي قدر الإمكان من استخدام السيلفي، لكي لا يحدث الإدمان واعتبريه هواية فقط.

قد يعرضك لخطر الموت

هناك حوادث مرعبة وقاتلة وقعت بسبب التقاط السيلفي وجنون استخدام النساء لوضعيات غير طبيعية لالتقاطهن وكان الثمن أن دفع أناس كثيرون حياتهم بسبب السيلفي.

المواجهة: حتى وإن كنت تستخدمين السيلفي، فمن الأفضل الابتعاد عن الأوضاع الخطيرة أو الأماكن المرتفعة بهدف التقاطه.

2023/02/14
مشكلة أغلب العوائل.. 6 طرق لإنهاء الخلافات حول مصروف البيت
لا يخلو منزل من الخلافات الزوجية، ولعل القاسم المشترك بين جميع الأسر هو الخلافات المادية، فلا يكاد بيت يخلو منها خاصةً مع الأوضاع المعيشية الصعبة، التي يمر بها الجميع.

 فالتعرض للمشكلات المادية من الأمور التي لا فرار منها، سواء بسبب سوء إدارة الميزانية أو للمشادات بينهما، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الانفصال ليس بسبب الماديات بقدر ضعف التواصل بين الطرفين.

عدم التفاهم المسبق بين الطرفين حول الشؤون المادية للمنزل يؤدي إلى الشجار، ما يخلق جوًا دائمًا من التوتر بينهما وعدم الاستقرار، وفيما يلي بعض النصائح التي تُساعد على التخفيف أو الحد من الخلافات المادية بين الزوجين.

أولًا: التفاهم المسبق والمصارحة

أساس أي علاقة ناجحة هو التفاهم والصراحة، لذا عليكِ أنتِ وزوجك، سواء قبل الزواج أو في بداية الزواج الجلوس معًا لمناقشة الوضع المادي، فالصراحة تجنبكما الكثير من المشاكل الزوجية التي تعكر صفو حياتكما، والعديد من المشاجرات المادية تنشأ في الغالب نتيجة عدم مشاركة المعلومات.

ثانيًا: الاتفاق على ميزانية محددة ورؤية واضحة للوضع المادي

يجب أولًا الاتفاق على ميزانية خاصة للمنزل والتي يمكن تغييرها كل فترة حسب دخل الأسرة أو إذا ثبت عدم فعاليتها والالتزام بها، وتفهم احتياجات الآخر، وتقديم بعض التنازلات إن تطلب الأمر من الطرفين كنوع من المشاركة والشعور بالمسؤولية وعدم تحميل كل طرف فوق طاقته.

ثالثًا: عدم المقارنة

البشر ليسوا سواسية في كل شيء، خاصة في الاهتمامات وطريقة الإنفاق؛ فلا تقارني معدل إنفاقك بأي أسرة أخرى، ما يجعلك تشعرين بالحرمان أو الإنفاق ببذخ بما يتعارض مع ميزانية البيت أو دخل الزوج، الأمر الذي قد يسبب شجارات أسرتك في غنى عنها.

رابعًا: طلب المساعدة

إن لزم الأمر إذا كنتِ تعانين من الشراء المرضي والتسوق المستمر وتجدين صعوبة في تغيير نمط الإنفاق الخاص بك أو بزوجك لن يضرك طلب استشارة من أحد المتخصصين في تعديل السلوك وطلب مشورتهم لمعالجة هذا السلوك.

خامسًا: وضع قواعد عامة

متفق عليها بيتك هو مملكتك، يمكنك وضع ما تشائين من قوانين والموافقة عليها مع زوجك مثل عدم اتخاذ أي قرار فردي يتعلق بمشتريات تزيد عن ألف جنيه، وأن أي مشتريات تتجاوز هذا المبلغ يجب الاتفاق عليها بين الطرفين.

 سادسًا: عدم إلقاء اللوم أو الاتهام

بدلًا من إلقاء التهم بالتقصير في الاقتصاد في الميزانية أو لوم الطرف الآخر وفروا هذا الجهد في إيجاد حلول تساعدكما في تدبير شؤونكما المالية والتحدث عن المشكلة المادية وأسبابها ولا تحاولا إلقاء الخطأ على الآخر، ففي نهاية المطاف كلاكما في نفس المركب ومهمتكما هي الوصول بها إلى بر الأمان.

2023/02/11
اتركوا الشاشات الزرقاء.. أسباب ستجعلك تقضي وقتاً أطول مع العائلة!
حياتنا الحديثة عادة ما تكون مزدحمة ومشغولة للغاية، ولهذا السبب أعتقد أن الكثيرين منا يجدون صعوبة في قضاء الوقت مع العائلة.

[اشترك]

لا يهم ما إذا كنا نتحدث عن اللعب مع الأطفال، أو قضاء وقت ممتع مع كبار السن - فالوقت الذي نقضيه مع العائلة أكثر قيمة من هذا العالم المليء بالساعات العديدة التي نقضيها أمام شاشة زرقاء.

يجب أن تتذكر دائماً أنه لا توجد عائلات مثالية في هذا العالم، أتمنى أن تكون علاقتك مع عائلتك قوية، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فالفرصة مازالت أمامك لإعادة إحياء الصداقات المفقودة إن أمكن، وإذا كانت علاقاتك العائلية جيدة ولكنك تريد قضاء المزيد من الوقت مع أحبائك، فابدأ اليوم! خطط لبعض أوقات الوجبات العائلية والأنشطة الجماعية، اتصل بهم بالفيديو إذا لم تتمكن من الحضور إلى مكانهم أو قم بدعوتهم لزيارتهم.

يعد قضاء الوقت مع العائلة هو المفتاح لاكتشاف طرق صحية لمواجهة التحديات اليومية.

تأكد من استثمار الكثير من الوقت ورعاية علاقاتك، إنها الأولوية التي يجب أن يتمتع بها الجميع.

وفقاً لموقع (shinesheets)  فإن قضاء الوقت مع العائلة هو أفضل استثمار يمكنك القيام به، اعلم أن العائلات ليست مثالية، ولكن يجب الاعتزاز بهذه الروابط القيمة بين أفراد الأسرة.

أسباب قوية لمحاولة الارتباط مع عائلتك

- يعزز الصحة العقلية

يمكن للتفاعل مع مجموعة قريبة من الأشخاص، مثل عائلتك أن يقلل بشكل ملحوظ من احتمالية الإصابة بالقلق أو الاكتئاب، فإن التنشئة الاجتماعية تزيد من مشاعر الرفاهية والأمان والسعادة، وإذا كنت تتساءل عما إذا كان التحدث مع عائلتك عبر مكالمة الفيديو هو نفسه فهو يعمل أيضاً!

- يخلق دعماً عاطفياً قوياً يمكن أن يساعدك في التغلب على تحديات الحياة

كلنا نقع فريسة للغضب والحديث السلبي عن النفس وفقدان الأمل ... وأفضل طريقة للعودة إلى المسار الصحيح هي من خلال التواصل مع أحبائنا. الأسرة هي ملاذنا الآمن، لذا فإن قضاء الوقت مع أقاربك يمكن أن يخلق مجموعة دعم عاطفي قوية، أيضاً من المرجح أن يتقبلك أفراد الأسرة بالطريقة التي أنت عليها وموقفك، هؤلاء الأشخاص يهتمون بك ويجب أن يكونوا مستعدين لمساعدتك في أي موقف.

- يساعد الأطفال على أداء أفضل في المدرسة

يتعلم الأطفال مهارات الاتصال وأهميتها من أفراد أسرهم، ويميلون بعد ذلك إلى استخدام نفس السلوك في المدرسة، عند منحهم ما يكفي من الاهتمام والحب من أقاربهم، قد يؤدي الأطفال بشكل أفضل ويطورون مهارات جديدة بشكل أسرع.

- يقلل من فرص المشاكل السلوكية (في كل من الأطفال والشباب)

عدم القدرة على الوصول إلى رابطة أسرية قوية يمكن أن يجعل الأطفال والشباب يعانون من مشاكل سلوكية. على سبيل المثال، تميل العائلات التي تتناول وجبات مطبوخة في المنزل معاً وتتواصل اجتماعياً بعد العشاء إلى توفير بيئة أكثر أماناً لتطور الطفل (ما لم تكن هناك صراعات في وقت العشاء، بالطبع!).

- يزيد من الثقة بالنفس لجميع أفراد الأسرة

التواصل الاجتماعي مع أفراد الأسرة هو المفتاح لبناء احترام الذات وتعلم مشاركة التقدير، إن وجود شخص تعتمد عليه في جميع الأوقات يمكن أن يجعلك تشعر بالراحة أيضاً، حتى في أكثر المواقف توتراً.

- يجعلك أقل ميلاً إلى اللجوء إلى العنف

قضاء وقت جيد ومنتج أو ممتع مع عائلتك يمكن أن يخفف من مشاعر الغضب والقلق، على هذا النحو، فإنه يهدئك، ويمكن أن تشعر بإحباط أقل.

- يمنحك قضاء الوقت مع العائلة منظوراً جديداً للتكيف

... ونتيجة لذلك، هناك فرصة أقل للوقوع في المشاكل، فليس سراً أن كل واحد منا سيتعرض للخسارة أو التفكك في وقت ما في حياتنا. يمكن للشعور بالضياع أو عدم التواصل أن يجعل المرء يبحث عن راحة مؤقتة، وفي بعض الأحيان، ومن المهم للغاية اللجوء إلى أحبائك في الأوقات الصعبة ودعم بعضهم البعض إذا كان هناك خسارة أو طلاق أو حالة انفصال لأي شخص في عائلتك.

- يمكن أن يعلمك الكثير عن حل النزاعات وكيفية تجنب المتاعب غير الضرورية

يعد التواصل مع الآخرين أمراً أساسياً لاكتشاف كيفية الحفاظ على سعادتك وحل النزاعات والتسامح عندما يقول شخص ما "أنا آسف". يختلف الوقت الذي تقضيه مع عائلتك كثيراً عن الوقت الذي تقضيه مع أشخاص آخرين. قد يحبك أصدقاؤك وزملاؤك، لكن التواصل مع الأشخاص الذين ليسوا جزءاً من عائلتك سيكون له دائماً طبقة غير مرئية من التواضع والصواب الاجتماعي.

من ناحية أخرى، عادة ما يكون التواصل مع عائلتك (محادثاتك، خلافاتك، خلافاتك) صريحاً ومفتوحاً. إن تعلم إدارة مثل هذا الموقف في دائرة عائلتك يزودك بالمهارات المناسبة التي تحتاجها لإطفاء الحرائق بين أصدقائك وزملائك أيضاً.

- قضاء الوقت مع العائلة في الواقع يقلل من التوتر!

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم علاقات أسرية صحية لديهم آليات أكثر صحة للتكيف مع التوتر. يمكن لمشاعر الحب والدعم والرعاية أن تفعل المعجزات لشخص يشعر بالتوتر أو تحت ضغط كبير، ولهذا السبب من المهم جداً أن يظل أفراد الأسرة معاً، وقضاء الوقت، والتحدث، والدردشة، والضحك، والحفاظ على الحالة المزاجية يصل كلما أمكن ذلك.

على سبيل المثال، البحث عن هدايا لأفراد عائلتك يخلق الكثير من المشاعر الإيجابية، سواء لمانح الهدايا أو لمن يستقبلها. إنها طريقة جميلة للتواصل مع عائلتك وتجعلهم يشعرون بتوتر أقل. في هذه الأيام، هناك العديد من خيارات الهدايا التي تجعل من السهل للغاية العثور على شيء لطيف لأي شخص، حتى للأطفال! لطالما كانت مجوهرات الأطفال تقليداً عائلياً لعدة قرون واعتماداً على عادات عائلتك، يمكنك العثور على أشياء مثل الأقراط وأساور الأطفال والقلائد. فقط تأكدي من اختيار معدن آمن للطفل من أجل منع الحساسية وراقبي الطفل الصغير الذي يزيل المجوهرات ليلعب بها.

- يطيل العمر المتوقع

قضاء وقت ممتع مع أحبائك يفرز هرمونات جيدة، على هذا النحو، تشعر بتوتر أقل، ويحصل جسمك على متسع من الوقت للتعافي من الإجهاد اليومي، قد يبدو الأمر غير معقول، لكن قضاء الوقت مع العائلة يمكن أن يجعلك بالفعل أكثر سعادة وصحة وتحفيزاً للمضي قدماً والنمو والنجاح. ضع كل هذا معاً وستحصل على وصفة مثالية لحياة أطول أيضاً!

2023/02/05
يجرحون مشاعري: كيف أتعامل مع انتقادات الناس لي بسبب عدم الإنجاب؟
لا شك أن قضية الإنجاب من الأمور المؤلمة جدا للإنسان خصوصا المرأة التي لها عاطفة كبيرة تدفعها لتربية الأطفال، والحاجة إلى الشعور بالأمومة، إضافة إلى نظرة المجتمع القاسية إلى من لا تنجب أو يتأخر وقت إنجابها..

كما لا شك أن تغيير المجتمع وإيقافه عن الانتقادات والأسئلة والمقترحات لمن لا ذرية لها، أمر غير ممكن، خصوصا وأن كثيرا منهم قد لا تكون نيتهم سيئة في أسئلتهم وانتقادهم بل تنبع من مجرد الفضول، بل أحيانا يكون سبب كثرة سؤالهم هو الاهتمام بالمرأة، لكن كل ذلك مما يؤذيها وهم لا يشعرون.

فمن هنا لابد لمن تبتلي بهذا البلاء أن تتعامل مع المسألة بموضوعية وواقعية، ولا تهرب من أسئلة مجتمعها بل تأخذ الموضوع بشكل عفوي وطبيعي جدا..

لابد أن تحاولوا إقناع نفسكم بأن سؤال الأخريات عن حملكم أمر لا يدعو للانزعاج، وهو لابد أن يحصل وأن الحكمة تقتضي مواجهته والتأقلم معه، ولن ينفعكم الهروب منه إلا زيادة في عقدتكم وألمكم!

كل إنسان له معاناة في حياته، لكنها تختلف من شخص لآخر، وهذه طبيعة الحياة الدينا التي لم نخلق لها. والناجح هو من يعرف كيف يتأقلم مع وضعه ولا يسمح للظروف أن تقهره.

فالمشكلة الحقيقية ليست في نفس المشكلة، بل في طبيعة التعامل معها.

وخير مثال على ذلك ما نراه من بعض من يفقد عضوا من أعضائه -كمن يفقد ساقيه مثلا- فنرى بعضهم يعيش حالة فضيعة من الحزن والألم والكآبة والانعزال عن الناس والشعور بالحقارة، بينما البعض الآخر نراه في غاية الحيوية بل يحقق ما لا يحققه كثير ممن هم بأفضل صحة وبأتم عافية!

فهذان كلاهما يعيشان المعاناة والانتقاص والاستهزاء ممن حولهم، إلا أن الفرق في نوعية التعامل مع هذه القضية؛ فمن يستسلم لانتقادات الآخرين ويتفاعل معها، فلن يجني منها إلا الآلام والقلق والحزن، بينما من يتعامل معها على أنها أمر واقع لابد أن يحصل ويتأقلم معها، فسيتجاوز آلامها بعد فترة وتكون أمرا طبيعيا له.

وهكذا أنتم.. إذا أردتم حلا لمشكلتكم فلا تبحثوا عنه في الآخرين، بل ابحثوا عنه في نفسكم وطبيعة تعاملكم مع ما تواجهونه منهم؛ فكلما هربتم وخفتم وتألمتم من انتقاد الآخرين، واهتممتم لأمرهم، فأنتم توقدون نار آلامكم بنفسكم، وكلما تعاملتم مع الأمر على أنه أمر واقع، وطبيعي، كلما زال تأثيره وألمه.

بل لا تقفوا عند هذا الحد.. حاولوا أن تواجهوا المسألة بكل صلابة وشجاعة، فلا تكتبوا بتقبل الانتقاد والأسئلة، بل افتحوا أنتم الموضوع وتفاعلوا مع من يسألكم عنه بشكل كبير وكأنكم تحبون حديثه.

أعلم أن هذا أمر مؤلم، لكن ذلك في البداية فقط، وبعد فترة يزول الألم ويكون الأمر كشربة ماء.

ثم عليكم بالشعور بالرضا الحقيقي بقضاء الله تعالى، بل الشعور بالفرح لما يحصل معكم سواء بقضية الحرمان من الذرية، أم بقضية انتقادات الآخرين؛ فكل هذا في صالحكم في الآخرة.

أقول: (الشعور بالرضا الحقيقي)، لا مجرد قول: (الحمد لله) مع امتلاء القلب بالحزن على فقد الأولاد؛ فهذا ليس رضا واقعيا، بل هو مجرد محاولة لإقناع النفس بقضاء الله تعالى. وتحصيل الرضا يحتاج إلى مجاهدة حقيقية وتربية للنفس.

اهتموا كثيرا بقراءة كتاب (التمحيص)، وكتاب (المؤمن) للإسكافي، والأهوازي رحمهما الله تعالى، وتأملوا كثيرا في الروايات التي نقلوها؛ ففيها ما يوجب الرضا الحقيقي.

وقد تكلمنا عن موضوع البلاء بشكل عام في أجوبة أسئلة سابقة كالسؤال المعنون بعنوان: (حياتي جحيم!)، حاولوا الاطلاع عليه.

نسأل الله تعالى أن يمن عليكم بالذرية الصالحة التي تقر بها عينكم بحق محمد وآله.

2023/01/29
كيف نحمي الأسرة من التفكك والطلاق؟
جاء في سنن الترمذي والمستدرك على الصحيحين ومسند أحمد بن حنبل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، يَقُولُ: «الصَّلَاةُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. [الأحزاب: 33]» [1].

إنّ غرض هذا الحديث وأمثاله إبراز مكانة أهل البيت، وتقديمهم كأسرة نموذجية تقتدي بها أجيال الأمة، كونها أسرة تعيش الاستقرار والانسجام في أعلى درجاته، وتجسّد التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية.

وما أحوج مجتمعاتنا إلى نموذج الأسرة الصالحة الناجحة، خاصة ونحن نعيش في عصر تواجه فيه الأسرة تحدّيات خطيرة، تهدّد وجودها وتماسكها.

ففي معظم المجتمعات المعاصرة هناك ظاهرة التفكك الأسري، وتزايد حالات الطلاق، وكثرة المشاكل والنزاعات الأسرية.

وللتفكك الأسري تداعيات وآثار على الصحة النفسية لأبناء المجتمع، وعلى الأمن الاجتماعي العام، حيث ينتج حالات من القلق والاكتئاب والعقد النفسية المختلفة، ويوقد نيران العداوة والبغضاء، ويدفع نحو الانحرافات السلوكية والأخلاقية.

خطر الاختراقات العاطفية

ونركز في حديثنا حول أحد العوامل والأسباب المهمة في حصول التفكك الأسري، وهو الاختراقات العاطفية.

إنّ الانجذاب الغريزي العاطفي بين الزوجين محور أساس في العلاقة الزوجية، ذلك أنّ الإطار الزوجي يمثل الاستجابة المشروعة لحاجة غريزية عند الرجل والمرأة. وضمن هذا الإطار يجب أن تتركز حالة الانجذاب والانشداد العاطفي.

فإذا ما حصل اختراق خارجي لاستقطاب عواطف الرجل أو المرأة الغريزية، لجهة أخرى خارج الإطار الزوجي، فإنّ ذلك يشكل خطرًا على كيان الأسرة، حيث يضعف الانجذاب القائم بين الزوجين، وعند انكشافه للطرف الآخر، يعتبرها خيانة، وتنهار ثقته، ويفقد اطمئنانه بشريك حياته، مما يوجه ضربة قاصمة لكيان الأسرة.

من هنا تحرص التعاليم الدينية على حماية الأسرة من حدوث الاختراقات العاطفية، ليبقى الانجذاب قويًّا بين الزوجين، دون السماح لأيّ استقطاب غريزي عاطفي آخر يدخل على الخط.

التزام الحشمة والعفاف

ومن أجل ذلك جاء التأكيد الديني على التزام الحشمة والعفاف في العلاقة بين الجنسين في المجتمع.

إنّ التلاقي والتعامل بين الجنسين أمر تفرضه طبيعة الحياة المشتركة، وليس صحيحًا ولا ممكنًا الفصل بينهما، خاصة مع تطور الحياة الاجتماعية، لكنّ رعاية الحشمة والعفاف أمر ممكن ومطلوب، وهو لا يعوق الرجل ولا المرأة عن ممارسة وظائف الحياة، والمشاركة في أدائها.

وعند تجاوز الاحتشام والعفاف في المحيط الاجتماعي العام، تكون الفرصة متاحة لحصول الاختراقات الغريزية العاطفية، وما يترتب عليها من آثار تهدّد كيان الأسرة بالتفكك والانهيار.

لذلك تؤكد التعاليم الدينية على طرفي المجتمع الرجال والنساء، الالتزام بأخلاق العفة والاحتشام، يقول تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾. [النور: 30-31]

وحين تبدي المرأة تساهلًا في الالتزام بعفّتها واحتشامها، فإنّ ذلك يغري ضعاف النفوس من الرجال بالتعرض لها، يقول تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾. [الأحزاب: 32]

كيف تحصل عمليات الاختراق؟

ومما يسهّل عمليات الاختراق العاطفي، برود العلاقات العاطفية بين الزوجين، فيبحث الزوج أو الزوجة عن إشباع العاطفة خارج الإطار الزوجي، ويحصل التجاوب مع أيّ إشارة تنبعث من هنا أو هناك.

ولمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في تشجيع وتسهيل الاختراق العاطفي، الذي يبدأ غالبًا بتبادل المراسلات والصور، وقد يتم التعارف والتلاقي من خلال برامجه.

وقد يكون الاختراق استدراجًا عفويًا، وذلك يوجب الحذر من الخطوات الأولى، التي قد تبدأ بكلام عاطفي عابر، أو نظرة مريبة.

وقد يكون اختراقًا مقصودًا، وهناك ذئاب بشرية، من بعض الرجال الذين يتجرؤون على انتهاك أعراض الآخرين، ويستخدمون مختلف سبل الخديعة والمكر للإيقاع ببنات الناس في شباك ابتزازهم.

انتهاك حرمة الكيان الزوجي

وإذا كان الدين يحرم أيّ علاقة غريزية عاطفية بين رجل وامرأة أجنبية، فإنّ الحرمة تكون أشدّ على من له ارتباط زوجي، وحسب التعبير الشرعي يكون محصنًا أو محصنة.

فحرام جدًّا أن يقيم الرجل علاقة عاطفية مع امرأة متزوجة، إنه بذلك ينتهك حرمة كيان له حصانته وقداسته، ويعمل على هدمه وتخريبه. كما يسهم في إضعاف حرمة الأعراض، فيكون عرضه أيضًا مهدّدًا بالانتهاك.

ورد عن الإمام جعفر الصادق: «عِفُّوا عَنْ نِسَاءِ اَلنَّاسِ تُعَفَّ نِسَاؤُكُمْ» [2].

إنّ من يغار على عرضه ويريد صيانته، لا يعتدي على أعراض الآخرين، لذلك ورد عن الإمام علي: «مَا زَنَا غَيُورٌ قَطُّ» [3].

وعنه: «دَلِيلُ غَيْرَةِ اَلرَّجُلِ عِفَّتُهُ» [4].

وعَنْه قَالَ: «إِنَّ أَشَدَّ اَلنَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَقَرَّ نُطْفَتَهُ فِي رَحِمٍ تَحْرُمُ عَلَيْهِ» [5].

وحرام جدًّا أن تقيم المرأة المتزوجة علاقة عاطفية مع رجل أجنبي، فيكون ذلك سببًا لتدمير بيتها العائلي، وإفساد حياتها، دنيًا وآخرة.

ورد عن رسول الله: «اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى اِمْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلَأَتْ عَيْنَهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا، فَإِنَّهَا إِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ اَللَّهُ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلَتْهُ - فَإِنْ أَوْطَأَتْ فِرَاشَهُ غَيْرَهُ كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ أَنْ يُحْرِقَهَا بِالنَّارِ بَعْدَ أَنْ يُعَذِّبَهَا فِي قَبْرِهَا» [6].

وورد عن الإمام جعفر الصادق قَالَ: «ثَلاَثَةٌ ﴿لاَ يُكَلِّمُهُمُ اَللَّهُ﴾، ﴿وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ مِنْهُمُ اَلْمَرْأَةُ تُوطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا» [7].

وعلى الرجل أن يتقيَ الله في أعراض الناس، ولا يستجيب لرغبته وشهوته على حساب دينه وآخرته، وعلى حساب حياة الآخرين.

وعلى المرأة أن تكون حذرة يقظة، فإنّها الخاسر الأكبر، فهي قد تصبح ضحية ابتزاز يدمر حياتها ومستقبلها إن استجابت لأيّ إغراء، خاصة إذا كانت متزوجة

الهوامش: [1] الحاكم: المستدرك على الصحيحين، ج3، ص187، حديث: 4812. مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 285، سنن الترمذي ج5 ص352. [2] الكافي (الإسلامية)، ج5، ص554، ح5. [3] نهج البلاغة، حكمة: 305. [4] عيون الحكم والمواعظ، ص249. [5] الكافي (الإسلامية)، ج5، ص541، ح1. [6] وسائل الشيعة، ج20، ص232، ح2. [7] الكافي (الإسلامية)، ج5، ص543، ح1.
2023/01/22
تربية الأبناء.. مسؤولية العائلة أم الدولة والمرجعية الدينية؟!
بصلاح الأسرة يصلح المجتمع - وبفسادها يفسد

1- ليس من الصحيح تربويّاً وأخلاقيّاً وشرعيّاً أن يهملَ الأبوان أولادهما، بحيث يكون همهما الإنجاب فقط، وتكثير العدد، دون الاهتمام بتربيتهم ومتابعتهم، والإشراف عليهم سلوكاً وأفكاراً، وثقافةً وعقائدا.

2- يُفتَرَض بالأسر الكريمة أن لا تترك وظيفتها الشرعيّة والاجتماعيّة تجاه أبنائها، متذرعةً بأنّ المسؤولية تقع على الدولة والمرجعية الدينية ورجال الدين.

وهذه حجّة واهية..

لأنّ الأساس الأول يبتني على الأبوين عهدةً وولايةً ورعايةً، بحسب نظر الشرع والقانون والمجتمع - وإن كان لغير الأسرة دور وتأثير في ذلك.

3- على الأسر أن تتابع أبنائها حين يصبحون ويمسون ، فالزمان قد تغيّر ،  وماعادتْ الحياة كما كانت من ذي قبل.

خصوصاً وقد دخل علينا العالم الافتراضي الرقمي، وأخذ منّا مأخذاً كبيراً… راقبوا لبسهم… ولاحظوا سلوكهم… واسألوهم عن أصدقائهم واستفهموا عنهم.. بل تابعوهم حتى في مدارسهم… فالكثير منهم يكذب على أهله - بأنّه يذهب إلى محلّ دراسته. ولكنه يقضي وقته في أماكن أخرى مريبة أو غير مناسبة؟

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) 6 -التحريم.

2023/01/15
عطور وملابس.. هل يتعارض ’التزيّن والتجمّل’ مع الزهد؟
لقد اختار الإسلام ـ كسائر الموارد ـ حدّ التوسط والاعتدال في مجال الانتفاع والاستفادة من أنواع الزينة.

لا كما يظن البعض من أنّ التمتع والاستفادة من الزينة والتجمل ـ مهما كان بصورة معتدلة ـ أمر مخالف للزّهد، ولا كما يتصور المفرطون في استعمال الزينة والتجمل الذين يجوّزون لأنفسهم فعل كل عمل شائن بغية الوصول إلى هذا الهدف الرخيص.

ولو أننا أخذنا بناء الجسم والروح بنظر الاعتبار، لرأينا أنّ تعاليم الإسلام في هذا الصعيد تنسجم تماما مع خصائص الروح الإنسانية وبناء الجسم البشري ومتطلباتهما، واحتياجاتهما الذاتية.

توضيح ذلك: إنّ غريزة حبّ الجمال ـ باعتراف علماء النفس ـ هي إحدى أبعاد الروح الإنسانية الأربعة، والتي تشكل مضافا إلى غريزة حب الخير، وغريزة حب الاستطلاع، وغريزة التّدين، الأبعاد الأصلية في النفس الإنسانية. ويعتقدون بأنّ جميع الظواهر الجمالية الأدبية والشعرية، والصناعات الجميلة، والفن بمعناه الواقعي، إنّما هو نتيجة هذه الغريزة وهذا الإحساس.

ومع هذا كيف يمكن أن يعمد قانون صحيح إلى خنق هذا الحس المتأصل والمتجذر في أعماق الروح الإنسانية، ويتجاهل العواقب السيئة في حال عدم إشباعه بصورة صحيحة.

ولهذا لم يكتف في الإسلام بتجويز التمتع بجمال الطبيعة والاستفادة من الألبسة الجميلة والمناسبة، واستعمال كل أنواع العطور، وما شابه ذلك، بل أوصى بذلك وحثّ عليه أيضا، ورويت في هذا المجال أحاديث كثيرة عن أئمّة الدين في المصادر والكتب الموثوقة.

فإننا نقرأ ـ مثلا ـ في تاريخ حياة الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام أنّه عند ما كان ينهض إلى الصلاة كان يرتدي أحسن ثيابه، ولما سئل: لماذا يلبس أحسن ثيابه؟ قال: «إنّ الله جميل يحبّ الجمال، فأتجمل لربّي وهو يقول: خذوا زينتكم عند كل مسجد»[1].

وفي الحديث أنّ أحد الزهاد، ويدعى عباد بن كثير البصري، رأى الإمام الصادق عليه‌السلام وهو يلبس ثيابا غالية الثمن فقال معترضا عليه: يا أبا عبد الله، إنّك من أهل بيت نبوة وكان أبوك وكان، فما لهذه الثياب المزينة عليك؟ فلو لبست دون هذه الثياب. فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام: «ويلك ـ يا عباد ـ من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرّزق؟»[2]. وأحاديث أخرى.

إنّ هذا التعبير، أي أنّ الله جميل يحب الجمال، أو أنّ الله مصدر الجمال إشارة إلى هذه الحقيقة، وهي: أنّ الاستفادة من كل نوع من أنواع الزينة والجمال لو كان ممنوعا لما خلق الله تلك الزينة أبدا، إنّ خلق الأشياء الجميلة في عالم الوجود دليل على أنّ خالقها يحبّ الجمال.

ولكن المهم هنا أنّ الناس يسلكون ـ غالبا ـ في مثل هذه المواضيع طريق الإفراط والمبالغة، ويعمدون إلى الترف بمختلف الحجج والمعاذير.

ولهذا يعمد القرآن الكريم فورا وبعد ذكر هذا الحكم الإسلامي ـ كما أسلفنا ـ إلى تحذير المسلمين من الإسراف والإفراط والمبالغة في الاستفادة من هذه الأمور، ففي أكثر من عشرين موضعا من القرآن الكريم يشير إلى مسألة الإسراف ويذمّه بشدّة (وقد تحدثنا بإسهاب حول الإسراف في تفسير الآيات المناسبة).

وعلى كل حال، فإنّ أسلوب القرآن الكريم والإسلام في هذا الصعيد أسلوب يتسم بالتوازن والاعتدال، فلا جمود فيه يقمع الرغبات المودعة في الروح الإنسانية إلى الجمال، ولا هو يؤيد مسلك المسرفين المتطرفين وذوي البطنة والجشع في التمتع بالزينة والجمال.

بل هو ينهي حتى عن التزين والتجمل المعتدل في المجتمعات التي يعيش فيها محرومين مساكين، ولهذا نلاحظ في بعض الرّوايات والأحاديث أنّه عند ما يسأل أحد الأئمّة: لماذا يلبس ثيابا فاخرة، وقد كان جدّه لا يلبس مثل هذه الثياب؟ فيجيب الإمام عليه ‌السلام قائلا: «إنّ على بن أبي طالب عليه ‌السلام كان في زمان ضيق فإذا اتّسع الزمان فأبرار الزّمان أولى به»[3].

مقتطف من تفسير الأمثل ج 5

 


[1] الوسائل، المجلد الثالث، أبواب أحكام الملابس. [2] الوسائل، أبواب أحكام الملابس الباب ٧، ح ٣. [3] الوسائل، ج ٣، أبواب الملابس الباب ٧، ح ١١.
2023/01/15
خلافات عائلية بسبب ’مواقع التواصل الاجتماعي’!

تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهمّاً في طبيعة الحياة البشرية نتيجةً للتطوّر والتقدّم التكنولوجي الكبير الذي يشهده العصر الحالي، حيث أصبح بإمكان مُستخدِميها التفاعُل بشكلٍ لا حدود له مع غيرهم من المُستخدِمين، ونشر أيّ نوعٍ من المعلومات، أو الأفكار، أو الصور عبرها، لذلك فهي تؤثّر بشكلٍ كبير على طبيعة العلاقات الاجتماعية وخاصةً الأسرية لمستخدميها، وعليه تترتب العديد من السلبيات على علاقات الفرد بأسرته إثر استخدامها بشكلٍ مفرط أو بطريقةٍ غير صحيحة، بينما يُمكن الاستفادة منها إذا استُخدمت بشكلٍ صحيح، حيث يُمكن أن تكون أداةً إيجابيةً لتحسين العلاقات الأسرية. ‏

الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة

فيما يأتي أهم السلبيات التي قد تلحق بالأسرة أو بأيٍّ من أفرادها نتيجة الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي:

1- فقدان شعور أفراد الأسرة الواحدة بالأمان الأسري الذي يُعتبر مهمّاً لأيّ فردٍ فيها.

2- عدم تواصل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض بالطريقة الصحيحة الأمر الذي يحدُّ من امتلاكهم لمهارات التواصل وتكوين العلاقات الشخصية.

3- حدوث الخلافات والمشكلات العائلية والزوجية بشكلٍ خاص في بعض الأحيان، نتيجةً لما يحدث من مُقارنات بين الحياة الأسرية لأحد أفراد الأسرة وما يراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى مشاعر الاستياء والإحباط.

4- تقليد الأطفال لذويهم في استخدام تلك المواقع بشكل كبير، وهو ما قد يؤثّر عليهم ويجعلهم عرضةً لخطر التعرّض للعديد من الآثار السلبية لتلك المواقع مُستقبلاً.

5- الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والذي يؤدّي إلى انشغال أفراد الأسرة كلّ بهاتفه، وهو ما ينعكس سلباً على تلاحم أفراد الأسرة وتفاعُلهم مع بعضهم.

6- شعور الأطفال بقلة دعم آبائهم لهم وذلك نتيجة قيام الآباء باستخدام تلك المواقع بشكل كبير يؤثّر على التواصل مع أطفالهم.

7- إمكانية وصول الأطفال أو المُراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى محتوى لا يُناسب أعمارهم، واحتمالية تعرّضهم إلى عمليات التنمّر الإلكتروني عبر تلك المواقع.

8- حدوث حالات القلق والاكتئاب عند الأطفال والمراهقين.

الآثار الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة

ينتج عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقةٍ صحيحة العديد من الإيجابيات بالنسبة للأسرة من أهمّها ما يأتي:

1- جمع شمل الأسرة، حيث يُمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أفراد الأسرة البعيدين عن بعضهم البعض ممّا يُقوّي العلاقات الأسرية بينهم.

2- تشكيل مصدر لأفكار وأنشطة عائلية تُعزّز التواصل بين أفراد الأسرة وتقوّي علاقاتهم ببعضهم البعض.

3- مُشاركة اللحظات العائلية الجميلة والذكريات السعيدة، فضلاً عن إمكانية مُشاركة مواقع الأماكن التي تُهمّ أفراد الأسرة جميعهم، كأماكن التنزّه، أو المطاعم، أو غيرها.

4- مساعدة الأطفال على تعلّم أشياء جديدة، بالإضافة إلى تسهيل تبادل الأفكار بينهم وصقل مهاراتهم.

5- منح الأطفال حرية التعبير عن الرأي، حيث تُشجّعهم مواقع التواصل الاجتماعي على إبداء آرائهم في بعض المواضيع.

6- مساعدة الأطفال على التواصل بين أفراد الأسرة الممتدة وأصدقائهم.

7- تطوير الخبرة التقنية لدى الأطفال وقدرتهم على فهم التكنولوجيا والتعامل معها.

المصدر: موضوع
2023/01/09
مصروف البيت لا يكفي.. إليكم الحل لهذه المشكلة!
نجد ان الكثير من النساء يعانون من مشكلة نفاد مصروف البيت قبل نهاية الشهر، تلك المشكلة التي تواجه تقريبا معظم النساء عدا النساء المقتصدات، هؤلاء اللاتي يتبعن النصائح التي سوف نعرضها لكم اليوم من خلال هذا الموضوع.

[اشترك]

نصائح هامة لحل مشكلة إنفاق مصروف البيت:
  • لا تتصرفي بعشوائية عند اخذ مصروف البيت، فالعشوائية وأنفاق مصروف البيت في اشياء ثانوية يعتبر من الامور غير المقبولة، لذلك عليك ان تكوني منظمة للغاية.
  • قومي باقتصاد جزء من مصروف البيت حتى وان كان جزء قليل، واسعى وراء هدف معين مثل شراء شيء جديد للمنزل من تلك المدخرات.
  • قومي بوضع مبلغ للطوارئ، فهذا المبلغ بالتأكيد سوف تحتاجين له خلال الشهر، سواء من اجل احضار هدية لاحد الأقارب او الاصدقاء، وتوفير هذا المبلغ من اجل نفقات الطبيب او أي شيء من قبيل ذلك.
  •  قومي بإحضار عدد من الاظرف، وقسمي مصروف البيت على تلك الاظرف، فضعي مبلغ الايجار في ظرف والفواتير في ظرف والاحتياجات الشهرية في ظرف والطوارئ في ظرف وهكذا.
  • تعاملي دائما بالورقة والقلم، وهذا من اجل ترتيب افكارك بشكل منظم جداً، فغالبا ما نجد ان التفكير بالعقل فقط قد يجعل الأمور لا تسير على النحو الذي تريدينه، لذلك قومي بوضع كل افكارك على الورق.
  • من الممكن تشاركي زوجك في عملية توزيع مصروف البيت والانفاق، فالمشاركة في الكثير من الاحيان تخفف عنكِ أعباء كثيرة بدلا من حمل كل الاعباء على عاتقك. لا تبالغي في المجاملات على حساب مصروف البيت، فما يحتاجه بيتك هو الشيء الاهم، بينما المجاملات الاخرى كالعزومات والهدايا المفرطة والمبالغ فيها من الممكن ان تأخذ من حق منزلك.
  •  احرصي على شراء احتياجات الشهر مرة واحدة ويفضل من أحد منافذ البيع الكبيرة التي تبيع بسعر الجملة بدلا من الشراء المتفرق، لان هذا بالتأكيد سوف يجعلك تقتصدين بصورة أكبر من المصروف.

 واخيرا ننصحك بتخصيص جزء من المصروف لفعل الخير، حتى وان كان جزءا صغيرا لان هذا الجزء سوف يبارك في المصروف بالتأكيد، وسوف يجعل اطفالك يسلكون هذا السلوك فيما بعد.

*آية محمد

 

 

2022/12/03