الحياة الزوجية

علامات النكد بين الزوجين: الهروب إلى ’العمل’ و ’انخفاض الوزن’!

النكد.. مرض وكَمَد

اتصَلَتْ بي تستشيرني في زوجها الذي هجرها وما عاد يكلمها، وذكَرَتْ أنه مضى على ذلك أكثر من سنة، حتى إنه لا يرد على مكالماتها الهاتفية، وحين تتصل به من هاتف آخر فإنه يُغلق هاتفه فور سماعه صوتها.

[اشترك]

وانطلقت تشرح معاناتها منه، من إهماله لها، وضيقه بها، وانصرافه عنها.

مضت عشر دقائق وهي تتكلم فقلتُ لها أوصيكِ بما يلي، فقاطعتني على الفور: دعني أُكمل لك. قلت: تفضلي.

واصَلَتْ حديثها وهي تعيد كلامها بانطلاق عجيب دون سأم من تكرار كلماتها وأمثلتها، حتى مضتْ عشر دقائق أخرى.

قلت لها: معاناتك واضحة، لكني أريد أن أكلم زوجك حتى أعرف منه لماذا يفعل هذا بك؟

قالت: إنه لا يرد عليّ فكيف سأنقل له رغبتك في أنك تريد محادثته؟

قلت: أعطيني رقم هاتفه وسأتولى الأمر بنفسي.

قالت: لماذا تريد أن تسمع منه ألا تصدق ما أقوله لك؟!

قلت: أصدقكِ، لكني لم أعرف منكِ سبب هجرانه لكِ.

قالت: دعكَ منه، أنا أخبرك..

وراحت تكرر كلامها نفسه، وتصف زوجها بصفات شتى، وتتهمه باتهامات عدة دون أن تذكر لي ما أردتُ معرفته.

قلت: هل تريدين أن أُشير عليكِ دون أن أكلمه؟

قالت: نعم، ولكن بعد أن أشرح لك معاناتي منه ومن هجرانه لي.

قلت: أترين أنكِ لم تشرحي بعد معاناتك؟!!

لم تجبني عن سؤالي، بل رجعت إلى اسطوانتها تديرها من جديد.

قلت لها: الآن عرفتُ لماذا هجرك زوجك، وما عدتُ أحتاج مكالمته لأعرف منه ذلك.

هذا مَثَل للزوجة (النكدية) التي تجعل زوجها يفرّ منها، هرباً من نكدها، وطول لسانها، وتَواصُل شكواها، ولينجو من كثرة تسخطها، وقلة رضاها.

لقد ذَكَرت دراسة بريطانية أن المرأة تُمضي نحو 8 آلاف دقيقة سنوياً في إزعاج زوجها، وهو ما يُعادل ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً، و11ساعة شهريّاً.

والنكد الزواجي يُحدِث آثاراً سلبية كثيرة ليس فقط على الزوجين، بل وعلى أبنائهما، وأهليهما، وعلى عَمَل كل منهما، وهذا يجعلنا ندرك خطورته وعظيم ضرره، وأهمية علاجه.

لابد من أن يتعاون الزوجان على الحدّ مِنْه، وأن يتذاكرا أضراره عليهما وعلى حياتهما وأسرتهما، وإذا لم ينجحا في ذلك، فإن عليهما مراجعة استشاري أسري يرشدهما إلى كيفية تجنّبه والتغلب عليه.

وهذه نصائح عاجلة في تجنب النكد بين الزوجين، ومنعه من تحطيم الحياة الزوجية:

- إذا بدأ أحد الزوجين في ممارسة النكد لأي سبب فعلى الآخر المبادرة إلى تغيير الموضوع بلطف وبراعة.

- إذا لم ينجح في تغيير مجرى الحديث فيحسُن مغادرة المكان بهدوء.

- يحتاج الزوج الآخر إلى سعة صدر وحِلْم مضاعف وحكمة في التعامل مع الزوج النكدي.

- يجب أن يُدرك الزوجان أن النكد قد يصير مدخلاً إلى الجدال الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبشَّر من يتركه ببيت في الجنة وإن كان على حق فيما يجادله حوله الآخرون.

- الابتسامة، والتغافل، واللِّين، من الصفات التي حضّ عليها الإسلام وتُسهم بشكل كبير في محاربة النكد إذا استحضرها كل زوج في حياته ومعاملاته مع الزوج الآخر.

- وليُدرك الزوجان أيضاً أنهما بإثارة النكد بينهما إنما يُحقِّقان للشيطان غاية من أعظم غاياته، وهي التفريق بين الزوجين.

ومن باب الطرافة والمزاح ذَكَر أحدهم فوائد للنكد منها أنه يُسهم في صلة الرحم حين يفرّ الزوج من بيته إلى بيت أهله هرباً من نكد زوجته فيُداوم على زيارتهم ويطيل الجلوس عندهم ولا ينقطع عنهم، ومن هذه الفوائد أيضا أنه يجعل الموظف يصل مبكراً إلى عمله هرباً من تنكيد زوجته عليه كل صباح، بينما يتأخر في الخروج من عمله ويُقبل على إنجاز معاملات المراجعين حتى يغيب عن زوجته النكدية أطول وقت ممكن، ومنها أن النكد يُساعد في خفض وزن الزوج حين يَدفعه نكد زوجته إلى القيام عن مائدة الطعام قبل أن يُنهي أكلَه.

إخوتي الأزواج، أخواتي الزوجات، النكد مرض وكَمَد.. فاهجروه للأبد.

د. محمد رشيد العويد

 

2022/03/12
أخطاء صغيرة تقتل السعادة الزوجية.. تجنّبيها!

تحتاج السعادة الزوجية إلى جهد دؤوب من الزوجين، وقد يفعل الزوجان ذلك، ويبذلان قصارى جهدهما لتحقيق سعادتهما.

[اشترك]

لكن أخطاء صغيرة أو هفوات غير مقصودة تذهب بهذا الجهد أدراج الرياح، وحتى تتجنبي هذه الأخطاء وتحرصي على البعد عنها، عليكِ أوَّلاً بالتعرف عليها.

- تجنبي كثرة السخط وقلة الحمد:

فكثير من النساء إذا سُئلت عن حالها مع زوجها، أبدت السخط، وأظهرت الأسى واللوعة.

وتبدأ عملية المقارنة بينها وبين أختها أو جارتها أو صديقتها، وهي لا تدري مدى تأثير ذلك على مشاعر الزوج، فعلى المرأة أن تدرك بأن شكر زوجها والثناء عليه في حضوره وفي غيابه يزيده إعزازًا لها، وفي كتمان الشكر جحود ودخول في كفر النِّعم.

وليعلم الأزواج أن كلمات الشكر والتقدير بينهما تؤثر على أبنائهما، فيعتادونها في البيت وخارجه عند تقديم أي كلمة طيبة أو مساعدة لهم من أحد، فاعتياد التقدير وشكر الصنيع عادة تتكون داخل البيت، وتمتد إلى كل مسائل الحياة.

- تجنبي كثرة المن:

أيضًا من النساء من تقوم على خدمة زوجها وأهله، وتقدِّم كل ما تستطيع تقديمه ماديًّا ومعنويًّا، ثمّ بعد ذلك تمنُّ على زوجها وتذكِّره بأياديها السالفة وأفضالها، فتؤذيه بذلك.

- إياك وإفشاء الأسرار:

كلا الزوجين مُطالب بكتمان أسرار زوجه وبيته، وهذا أدب عام حث عليه الإسلام ورغّب فيه، سواء كانت تلك الأسرار بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت.

فخروج المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال نارها، خصوصًا إذا نُقلت إلى أهل أحد الزوجين حيث لا يكون الحكم عادلاً، لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحميّة تجاه ابنهم أو ابنتهم.

- الصمت عدو قاتل للحياة الزوجية:

ليس هناك أجمل من التواصل وشعور المرء أنّ هناك آخر يسمعه ويتأثر بكلامه، ويشاركه لحظات السعادة البريئة، ويخفف عنه هموم الحياة وأحزانها.. ساعتها تنطلق المشاعر التي كانت حبيسة وتغرد في عش الزوجية مع شريك الحياة، ونصفها الحلو هكذا يعيد حوار بسيط المعنى للحياة، ويهوِّن مصاعب كثيرة.

أمّا افتقاده فإنّه يجعل الحياة بين الزوجين كالموت، ويحيلها إلى صحراء جافة، لا ينمو فيها سوى الملل والفتور والكراهية الصامتة بين الطرفين.

ومع مرور الأيام يصبح عش الزوجية كئيبًا ومعتمًا، أو صامتًا صمت القبور.

لا شك أنّ الحياة الزوجية السوية تساعد الطرفين على الشعور بالتحقق والتوافق النفسي، وتتيح الفرصة لكل منهما كي يتبنى أنماطًا سلوكية إيجابية ومقبولة اجتماعيًّا.

والأهم أنّها تُسهم بشكل فعال في إعادة اكتشاف الذات واستخراج الطاقات الكامنة وتنظيمها في سياق أُسري مترابط، يعطي للحياة أجمل معانيها.

ويعدّ الصمت بين الزوجين أحد الأسلحة الهدامة التي تقضي على التوقعات الإيجابية المأمولة من الحياة الزوجية، والتي تجعل كل شاب أو شابة يضحي بأشياء كثيرة -منها قدر من حرِّيته الشخصية- في سبيل تأسيس حياة زوجية سعيدة.

عادة يترتب على الصمت الذي تغرق فيه العلاقة الزوجية حدوث أزمة حقيقية، فالزوج يشعر أنّه يشقى في العمل، وأن زوجته لا تقدِّر تضحياته أو ما يبذله من جهد، والزوجة من جهتها تشعر أن زوجها يُهمِلها، وأنّه يعاملها كما لو كانت شيئًا من أشياء البيت، ليس أكثر.. إنّه لا يحترمها، ولا يستشيرها في أمر، ولا يهتم بمشاعرها، وإن فعل، فلكي يتجنب الإحراج أمام الآخرين فقط.

من هنا يسود جو من عدم التفاهم، وعدم الثقة، نتيجة لانقطاع التواصل بين الزوجين.

كما أن معدل الحديث بينهما قد لا يتجاوز الدقائق يوميًّا، وقد يكون عن أمور تافهة لا أهمية لها، مثل شراء ملابس الطفل، أو ماذا تأكل غدًا، وماذا قالت فلانة! هذا الانقطاع وعدم التواصل هو السبب الأكبر في سوء التفاهم، وفي الانفصال الرسمي أحيانًا.

فالطلاق العاطفي والنفسي قد يسبق الطلاق الفعلي، وحين يسود الصمت بين الزوجين لا يعود هناك مجال للتفاهم، إلا إذا قرّر الاثنان العودة.

*كتاب استمتع بحياتك وعش سعيدًا - اريج الحسني

 

2022/03/10
للرجال فقط: 5 تصرفات تغضب زوجتك!

يظن الرجل أن بعض العادات والتصرفات تضفي عليه نوعاً من الرجولة، وأنها ستجعل زوجتهُ تحبه أكثر، لكن على العكس تأتي هذه التصرفات بنتيجةٍ سلبيةٍ ويُدرك الرجل ذلك متأخراً، لذلك نُقدِّم لكَ أيها "الرجل" أكثر خمسة تصرفاتٍ تُغضب المرأة وتجعلها تفكر جدياً في الانسحاب.

[اشترك]

1- انتقاد علاقاتها بصديقاتها ومحاولة التفريق بينها وبينهن:

قد لا تعجبك علاقة زوجتكَ بصديقاتها، لكن هذا لا يجب أن يكون سبباً للشجار الدائم بينكما، ولا تنسى أن صديقاتها هنَّ انعكاس لشخصيتها واهتماماتها، فإذا أبديت رفضاً لهن، فأنت بالتأكيد تنتقدها هي أيضاً وتجعلها تشعر أنك لا تهتم بما تقوم هي بهِ من أنشطةٍ ولا تستشعر قيمة ذلك.

أما إذا كانت تكثر من الخروج برفقة صديقاتها وتمضي أوقاتاً طويلةً معهن، فعليك فقط أن تلفت نظرها لذلك إذا كان ذلك يؤثر على واجباتها المنزلية واهتمامها بك، أما إذا كان ذلك بغرض تمضية وقت فراغها، فلا داعي لأن ترهقها بنوبات الغضب.

وإذا كنت لا تحب صديقاتها، فليس هناك داعٍ لأن تصحبها في مقابلاتها معهن، فقط أعطها المجال لتخرج قليلاً من روتين حياتها معك، لتعود إليك أكثر نشاطاً وحيوية.

2- تهديدها بشكلٍ مستمر والتشاجر معها:

السبب الرئيسي لإقدام المرأة على الزواج، هو رغبتها في أن تشعر بالأمان والاستقرار، فإذا لم يتحقق هذان العنصران في زواجها، فهي بالتأكيد لن ترغب في الاستمرار.

أما إذا تطور الشجار للإيذاء البدني، فاعلم أنها ستتركك حتماً، لأن هذا القدر من الإهانات غير مقبول أبداً لأي شخص، وخاصة النساء، لأنه يقضي على الثقة المتبادلة بينكما، ويجعلها تشعر أنها سجينةً لديك وليست زوجةً محبوبةً لها قدرها وكرامتها.

حاول أن تتغلب على نوبات غضبك، ولا تتواصل معها أثناء ذلك، بل انتظر حتى تهدأ تماماً، ثم ناقشها فيما يغضبك ويضايقك، وأتركها تعبر عن رأيها بأريحيةٍ دون أن تشعر بأي تهديدٍ من جانبك.

3- الاستسلام لروتين الحياة، وتحول علاقتكما إلى برنامج آلي:

أحد أسباب تفسخ العلاقة ورغبة أحد طرفيها أو كليهما في الابتعاد هو الاستسلام التام لروتين الحياة الزوجية بعد عدة سنواتٍ وتحولها إلى ما يشبه النشاط الآلي بلا أي مفاجآتٍ أو تصرفاتٍ تلقائيةٍ تُجدد العلاقة وتعيد لها الحيوية والنشاط، فمثلاً من فترةٍ لأخرى، اصطحب زوجتك في نشاطٍ مختلفٍ عن اهتماماتكما المشتركة، جربا الجديد فربما تستمتعان بتجربةٍ مختلفةٍ تُعيد الحميمية لعلاقتكما.

4- عدم تقدير دورها، والامتناع عن مساعدتها:

أسوأ شيءٍ قد تمر به المرأة أن تشعر بعدم التقدير لما تقوم به من جانب زوجها، ويتساوى في ذلك أن يُقابل الزوج محاولاتها لإسعادهِ بأنها شيءٌ مفروغٌ منه وحقٌ أصيلٌ له لا تستحق عليه الثناء، أو أن يمتنع عن مساعدتها بدعوى أنه ليس مسؤولاً عن أعمال المنزل.

بالطبع لن تطلب الزوجة من زوجها أن يعاونها في تنظيف المنزل أو غسيل الأطباق.. وما إلى ذلك من أعمالٍ منزلية، لكنها ستكون مسرورة جداً إذا وجدته منظماً يرتب ثيابهُ ولا يرميها على الأرض، أو يعاونها في ترتيب الأطباق على المائدة، ثم رفعها بعد تناول الطعام.. وستكون أكثر فرحاً عندما تجد زوجها يعرض عليها المساعدة في الأعمال الأخرى، بل ويُلقي على مسامعها كلمات الثناء ويجعلها تدرك كم هو يقدر ما تقوم به من أجل راحتهِ وسعادتهِ داخل المنزل.

5- العادات السيئة للرجل:

قد تنفر المرأة من علاقتها الزوجية وتطلب الانفصال أو الطلاق إذا كان لزوجها بعض العادات السلبية التي لا يستطيع التخلي عنها والتي تكون سبباً رئيسياً في ابتعادها عنه.

ورغم أن بعض هذه الأسباب قد تبدو تافهةً للرجل هي تهم المرأة جداً، كأن يطيل الرجل أظافرهُ مثلاً، أو تكون رائحة فمهِ كريهة بسبب الإفراط في التدخين، أو أن يكون التدخين نفسه يسبب لها نوعاً من النفور.

فلتبتعد أيها الرجل عن هذه الصفات التي قد تجرك إلى طريق الانفصال غير المرغوب فيه.

*زفافي

2022/03/06
زوجي لا يصلي.. ما الحل؟!

هناء رشاد:

تربيتُ على الصلاة صغيرة، وكنتُ إذا تكاسلْتُ عنها يكون عقابي وخيمًا تتعدَّد أشكاله، وتتنوَّع صُوَره، فأذوق كلَّ ما لذَّ وطاب من أنواع الحرمان، فمرَّة أُحرم من الطعام نهارًا طويلاً، لا يُنْبِئ بليل، (...) ومرة أُحرم من مشاهدة التِّلفاز الذي جعَلَني أنسى الصلاة، ومرة أُحبَس في غرفتي منبوذة، ويَطلب أبي من الجميع تجاهلي، وعندما كَبِرت كنت قد اعتدتُ على أدائها وأصبَحَت من أهم مهامِّي اليومية وعاداتي الجميلة.

[اشترك]

وحينما تزوَّجتُ كنت مُرشَّحة لِلَقَب أسعد زوجة في الكون؛ فزوجي رمزٌ للرجولة والغِنى والشَّباب، "ولكن"، وآه مما وراء هذه الكلمة التي تقف دائمًا في وجهنا آخِذَة من راحتنا وسعادتنا، كما يقول المثَل: "الحِلو لا يكمل" فزوجي الذي لم يترك الله نعمة إلاَّ وكان له منها نصيب... لا يصلِّي!!

فمنذ أول يوم لزواجنا لاحظتُ تكاسُلَه ونومه عن الصلاة، فقلت في نفسي: لعله تكاسُلُ العِرسان، وستمرُّ الأيام ويعود إلى صلاته، ورحتُ أُسكِت بعقلي أزيز ظنوني مُحدِّثةً نفسي الشريرة: "هاااااااااه هل سنبدأ"؟!

وكنت إذا جاء وقت الصلاة أنزَوِي في ركن بعيد من البيت أصلِّي فريضتي، وهو يلمحني ولا يعلِّق! فيعلو صوت الحيرة في عقلي الذي لا يتوقَّف عن نكئ السؤال مرات ومرات: لماذا لا يصلِّي؟!

ومرت الأيام تَتْرَى ما بين صَدى ظنوني وتكذيبها، إلى أن عاد زوجي إلى عمله بكل نشاط وحماس... ولا صلاة!!

إذًا لم يكن ترْكُه للصلاة مجرَّد (دلع) عرسان؛ فقد تيقَّن لي الآن أنه لا يصلِّي!!

ردَّدْتها في نفسي ليقلقني صداها، أصابني وابلٌ من الغم الشديد، ودار عقلي دورة كاملة يبحث عن نقطة انطلاق، ولكن دون أي اشارة للبثِّ المباشر!

كيف سأفتح معه الحوار؟ هل أبدو غاضبة مستنكِرَة أم أستعمل الرَّأفة وأتصنَّع الهدوء؟ هل أهدِّده إن لم يصلِّ فلا يَقْربني؟ هل أتحَيَّن أول فرصة وأجعل حديثي وكأنه جاء مصادفة؟

أعجبني الحلُّ الأخير، نعم، سأستغِلُّ حديثًا عن الصلاة وأبدأ، وبالفعل حينما علاَ صوت أذان المغرب ونحن جالسان أخذت جهاز التحَكُّم بالتِّلفاز وأسكَتُّ صوته تمامًا، فقال: لم أسكتِّه؟! قلت بنظْرة يملأها الدَّهشة: لنستمع للأذان، ثم بادرتُه قائلةً: هل تَؤمُّني لصلاة المغرب؟ فلم يعلِّق، وازداد وجهه وجومًا، فكرَّرت سؤالي، لعله لم يَسْمعني، فقال بصوت لا أكاد أسمعه، وكأنه لا يريدني سمَاع ما سيَقذفني به: لا، أنا لا أصلِّي!!

فنظرت إليه وقلت له ووجهي تَعْلوه كلُّ علامات الدهشة والاستنكار: معقول؟!

كل هذه النعم التي أعطاها الله لك ولا تصلي له؟! فتمادَى في صمته مُوغِلاً قلبي الذي صُدم فيه، خدعَتْني طِيبته وأخلاقه العالية، ولم يتسَنَّ لي لقِصر الخِطْبة أن أساله سؤالاً بديهيًّا جدًّا، فوالده - أكرمه الله - يصلِّي، وكذلك إخوته، وهو الابن الأكبر، فلماذا لا يصلِّي؟ لم يَرُدَّني صمتُه، بل التصقْتُ به في وُدٍّ بالغ، وحبِّ زوجة مشْفِقة، وقلت له هامسة: إنْ صلَّيتَ معي ستكون لك هدية مميَّزة لن أُعلنها سوى في وقتها، وأخذتُه من يديه ليتوضَّأ، فتحرك معي بصعوبةٍ كطفل مشاكِس، يقدِّم قدَمًا ويؤخِّر أخرى، ووقفت أساعده بوجه مبتسم ومشجِّع، وأخَذ ينظر لي كالطفل الذي تعلِّمه أمُّه أول حرف من أوَّل كلمة حتى إذا نطقَها امتلأت الأمُّ فرحًا، ورقص قلبها طربًا لِسَماع كلمته المتلعثمة، ووقف إمامًا يقرأ الآيات كطفل يتهجَّى الحروف، وأنا أنادي عليه في أعماقي مبتسمة: أحسنتَ.

وهكذا كنتُ كلَّ يوم أَعْرِض عليه الصلاة بوجه باشٍّ، ورُوح محبَّة حانية مشفقة، وعندما ندخل إلى النوم أجعل رأسه ترتاح على صدري، وكأني أحكي لصغيري حكاية قبل النوم، قصَّة الأميرة التي تحبُّ الأمير ومن شدَّة حبِّها له كانت تدعو دائمًا أن يكون معها في الدنيا والآخرة، فكان يأتيها مَلك يقول لها: لكِ ما تطلبين بشرط أن يَلزم حبيبُكِ الصلاة، فكان زوجي الحبيب تتَّسع ابتسامته ويستدير لي، قائلاً: "حاضر يا ماما"!

وأخذتُ عهدًا بيني وبين الله ألاَّ أتركه لنفسه الكسول مرَّة أخرى مهما كلَّفني الجهد، وفعل بي اليأس، وألاَّ أقطع وصلات الحب بيننا، وكان إذا تملَّكَه عنادٌ أو أصابه تملْمُل أو تبرُّم أُعِيد دورة المحاولة من جديد، وأذكِّر نفسي أنْ لا تيأسي.

شهورٌ طويلة وأنا أجاهد زوجي، مرَّة بالترهيب، بتذكيره بوعيد الله لتارك الصلاة، ومرَّات بالترغيب، وفرحة الله بعودة التائب.

ولم يمر العام إلاَّ ويداه تَرْبت على كتفي في حنان هامسًا:

هيا غاليتي، صلاة الفجر!

عزيزتي: لا تيأسي، ما دام الهدف نبيلاً، واجعلي الرحمة والحب يساندانك.

 

2022/02/22
لماذا يضرب الرجل زوجتَه؟

هناك عدة عناصر ضرورية لاستمرار الحياة الزوجية، لعل أهمها: الأمن النفسي للمرأة والثقة والتقدير للرجل، ثم وجود طريقة آمنة للتحاور ولإخراج المشاعر، وكذلك للتعبير عن الغضب.

[اشترك]

 أما إن اختفت أو تزعزعت تلك المقوِّمات فإن الخلاف الأسري سيظهر، وهنا قد يصاحبه مع الأسف استخدام العنف، وهو أمر غير مستحب في ديننا الإسلامي، فقد ورد عن معلِّمنا ومرشدنا رسول الله صلى لله عليه وآله وسلّم أنه قال: «إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها».

التخطيط للضرب:

وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يعقل أن يخطط الرجل لاستخدام الضرب ضد زوجته قبل الزواج أو عند احتدام الخلاف بينهما؟

وللإجابة عليه نقول: إن أغلب الدراسات تؤكد أن الرجل الذي يستخدم الضرب، والمرأة التي تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها، فإنهما قد عايشا علاقة أسرية في محيط أسرتيهما، كان الضرب هو لغة الحوار بين الأبوين - على سبيل المثال - أو بين أحدهما وأحد أفراد الأسرة، ومن هنا نقول: إن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر في حدوث العنف الأسري.

ومن الأسباب الأخرى للعنف الأسري طريقة التربية التي تربى الفرد عليها، فالزوج الذي كان أهله عنيفين معه عند احتدام الخلاف معه نجده يُسقط ذلك على زوجته، وكذلك الزوجة التي كانت لغة الصراخ والسب والشتائم سائدة في أسرتها، نجدها تستفزّ الزوج بألفاظها، الأمر الذي قد يتخذه الزوج مبرّراً لاستخدام الضرب.

وهناك سبب ثالث يتمثل في شخصية كل من الزوجين، فكم من حالة تعاملتُ معها سواء للأزواج أم الزوجات، كانت التركيبة الشخصية فيها متفاعلة مع الواقع الأسري قبل الزواج وطريقة التربية التي جعلت منه شخصية عنيفة جسدياً إن كانت تمتلك المقومات العضلية، أو عنيفة بلسانها عند احتدام المواقف.. وعليه يمكن تحديد السمات العامة لكل من الرجل- وغالباً ما يكون هو العنيف - والمرأة، وغالباً ما تكون هي الضحية.

 صفات الرجل العنيف:

 1- قلة تقدير الذات.

 2- اعتمادي.

 3- لا يثق بالآخرين ولا بنفسه.

 4- غالباً ما يكون ضحية عنف في صغره.

 5- لديه صدمات وصعوبات نفسية.

 6- شبه معزول اجتماعياً ونفسياً عن الآخرين.

 7- حساس.

 صفات المرأة الضحية:

 1- شخصية سلبية ويسهل قيادتها.

 2- لا تؤمن بحقها بأن تُحترم، بل تعتقد أن الضرب تـستحقه بسبب جهلها وخطئها!

 3- تلوم نفسها وتحقّر ذاتها لأنها تعتقد أنها سبب ثورة الرجل.

 4- تعتقد أن زوجها يضربها لكي تصبح أحسن وأنه يحبها لذلك.

 5- تبرر عنف زوجها وتحاول إخفاء بعض الكدمات لحمايته أملاً بصلاحه.

 6- شخصيتها اعتمادية وتُشْعِر الزوج باعتمادها عليه وأنه مهما عمل لن تتخلى عنه.

 7- لديها أمل كبير جداً في أنه سوف يتغير.

 8- تخشى الطلاق لأنه زلّة أعظم من الضرب.

 9- اقتصادياً تعتمد على الغير.

 10- تستخدم الجنس فقط كوسيلة لكسب الزوج.

 11- قليلة التقدير لذاتها.

 12- تعاني من اكتئاب وقلق.

والعنف الأسري لا يقتصر على الجانب الجسماني، وإنما قد يكون بأشكال وصور مختلفة، فهناك العنف النفسي والعاطفي، وهناك العنف غير اللَّفظي، وهناك العنف الاقتصادي وغير ذلك، إن مِنَ الأزواج من يُرعب زوجته بالنظرة، وهناك من يسيطر عليها عن طريق سلب راتبها، وبالمقابل هناك من الزوجات من تستخدم العنف تجاه زوجها بسلب ماله وتبذيره، والتحكم في علاقاته الاجتماعية، وعملية خروجه ودخوله، ومن هنا نخلص إلى القول بأن القوة والتحكم لا تقتصر على الجانب الجسدي وإنما لها صور عدة وأشكال مختلفة.

إشراقات

2022/02/21
مشكلة وحل: زوجتي طيّبة لكنّها تكشف أسراري!

مشكلتي مع زوجتي بدأت منذ أيام الزواج الأولى، ولا زالت مستمرة رغم مرور عشر سنوات على زواجنا أشعر معها بأن حياتي مكشوفة.

[اشترك]

فهي تنقل كل ما يحصل بيني وبينها، أو بيننا والأولاد لوالدتها وأخواتها، هذه الآفة تخف أو تزيد عندها تبعاً لأسباب وظروف متعددة، أولها مخاصمتي لها لأيام حتى ترتدع، فتغلق فمها فترة ثم تعود لعادتها، فهل لهذه المشكلة من علاج؟ أعترف بأنها طيبة القلب، ولكن ما نفع طيبتها طالما أنها تؤذيني في أخص خصوصياتي؟ فما الحل برأيكم؟

المعالجة: تُجمع الدراسات النفسية على أن كتمان المرأة للأسرار أضعف لديها منه لدى الرجل، وعلى أنها تتكلم أكثر من الرجل، وعلى أنها تحب مَن يُنصت إلى حديثها، ومعرفة هذه الطبيعة النسوية تُعين على فَهم المرأة أكثر، ومن ثم يعين على جعلها تتحكم في رغبتها الجامحة في الحديث الذي يَرِد فيه كثير من الأسرار والخصوصيات التي تجعلها هي نفسها تندم على ذكرها والبَوْح بها، لذا فإني أقترح عليك ما يأتي:

1. احرص على الإنصات إلى زوجتك، وأظهر اهتمامك بأحاديثها، وتفاعل معها، فهذا يجعلها أقل رغبة في محادثة أهلها بعد أن (فرَّغت) خواطرها وأفكارها في حديثها إليك.

2. يصعب على أكثر النساء التوقف عن محادثة أهاليهن، فبِمَ يَسمُرْن معهم؟! ولذا أَخبر زوجتك أنك لا تمنعها من تلك المسامرة، إنما تمنعها من بَوْحها بأسراركم وخصوصيات حياتكم، وحتى تساعدها حدد لها هذه الأسرار والخصوصيات ووضِّحها لها.

3. اجعلها تقدِّر حرجك من بَوْحها بما يكون بينك وبينها وبينكما وبين الأولاد بأن تضع نفسها مكانك وذلك بقولك لها: ما رأيك لو أنقل إلى أهلي كل ما تقولينه لي؟! أترضَيْن أن أحكي لأمي وأخواتي ما ترتكبينه من أخطاء في تعاملك معي ومع الأولاد؟ وإذا لم ينفع هذا التهديد فانتقدها أمام أهلك مرة، ثم بينك وبينها قل لها: أعلم أنني أحرجتك بنقدي لك أمام أهلي، لكنني أردتك أن تشعري بالحرج الذي أشعر به حين تنقلين إلى أهلك جميع تفاصيل حياتنا.

4. اجعلها تُقسم بالله على أن تكتم ما لا يُرضيك أن تنقله إلى أهلها، وإذا أبدت حيرتها: كيف تعرف ما لا يُرضيك؟ اطلب منها أن تراجعك فيه أولاً، أو كما ذكرت لك: بتحديد تلك الأسرار والخصوصيات التي تمنعها من البوح بها، فإذا لم تبرّ قسمها كان عليها أن تطعم عشرة مساكين، فإن لم تجد فتصوم 3 أيام، وهكذا حتى ترتدع.

5. ذكِّرها بأن من أخلاق الزوجات الصالحات التي وردت في القرآن الكريم (حافظات للغيب) واتلُ عليها قوله تعالى: "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله". (النساء: 34).

يبقى أن أذكِّرك بشهادتـك لزوجتك بأنها (طيبة القلب)، وأنها تنجح في ضبط لسانها أحياناً، فلا تيأس ولا تسأم الحياة معها، وستنجح بعون الله ولو بعد حين، ولا تنس الدعاء لها بأن يُعينها الله على حفظ أسراركم، وعلى ضبط لسانها، ولا تسأم من تكرار الدعاء مع العمل بما اقترحته عليك، وفقكما الله، وأصلح بينكما، وأبعد الشيطان عنكما.

إشراقات

2022/02/20
لهذه الأسباب تصبح المرأة ’خائنة’!

د.جاسم المطوع:

هل المرأة التي تخون زوجها شخصيتها ضعيفة؟ وما هي دوافعها عندما ترتكب الخيانة؟ وهل للقناعات الفكرية أو الصحبة السيئة أو ضعف التربية من أسباب الخيانة؟ أو يكون سبب خيانتها اهمال زوجها أو عندما تريد أن تنتقم منه؟ وهل المرأة هي التي تبادر بالخيانة أم خيانتها عبارة عن ردة فعل لخيانة زوجها؟ نحاول أن نجيب على هذه الأسئلة باختصار شديد بهذا المقال.

[اشترك]

إن دوافع الخيانة عند المرأة غير الرجل، فالمرأة ترتكب الزنا (الخيانة) بدافع العاطفة في الغالب بينما الرجل يرتكب الزنا (الخيانة) بدافع جنسي جسدي، والمرأة التي تخون زوجها شخصيتها قوية وليست ضعيفة لأن جريمة الزنا جريمة كبيرة وليس أي أحد يقدم عليها إلا أن يكون قوي الشخصية، مثل امرأة العزيز عندما خانت زوجها ملك مصر ودعت يوسف عليه السلام للزنا، لو لم تكن شخصيتها قوية لما أقدمت على هذا الفعل في بيتها، بالإضافة إلى أنها دعت النساء لمشاهدة جمال يوسف عليه السلام وقالت لهم هل تلوموني فيه؟ فمن قوة شخصيتها بررت فعلها السيء علانية وواجهت زوجها بالخيانة.

ومن دوافع الزنا عند المرأة وجود قناعة عندها بأن لها الحرية الشخصية في بناء علاقات غير شرعية، أو أحيانا يكون الدافع عدم ضبط مشاعرها والتحكم بتفكيرها عندما يخطئ زوجها في حقها فتريد أن تعاقبه بخيانته، ولا تفكر أنها بهذه الحالة هي تعاقب نفسها وليس زوجها وتكون سببا في غضب الله عليها، أو يكون الدافع الصحبة السيئة المشجعة على فعل الحرام والزنا لخيانة الزوج، أو الدافع يكون التربية السيئة التي تلقتها أثناء طفولتها، بأن تكون قد نشأت في بيت كثر فيه الخيانات الزوجية أو مشاهدة أفلام ومسلسلات عن الخيانة الزوجية حتى صار الأمر عادي عندها.

تأمل حسن تربية مريم عليها السلام في التعامل مع الرجل الغريب عندما جاءها جبريل عليه السلام بصورة رجل قالت (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) فهذه هي التربية الإيمانية الصحيحة في مواجهة الرجل الذي يقترب من المرأة، وقد مرت علي حالات كثيرة قامت المرأة بخيانة زوجها انتقاما منه لأنها اكتشفت خيانته، فالمرأة تحب أن تشعر بحماية الرجل لها والدفاع عنها وتحب أن ترى غيرته عليها وتحب أن يحاورها ويسمعها، فإذا فقدت هذا كله بالإضافة لإهمالها جسديا وعاطفيا ورأت خيانته لها ففي بعض النساء يفقدون عقلهم بهذه الحالة ويرتكبون الزنا ولو كان مع عامل أو سائق، ولأهمية شعور المرأة بالغيرة والحماية نلاحظ بنت شعيب عليه السلام طلبت من أبوها أن يزوجها موسى عليه السلام لأنه وقف موقفا رجوليا بمساعدتها في سقيا الماء فقالت (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)

فالزوجة إذا شعرت بالإهمال والملل من زوجها ولا تخاف الله فإنها تفكر بخيانته، ولهذا أمرنا الله تعالى بأن لا نعلق الزوجة فقال (فتذروها كالمعلقة) وأمرنا رسولنا الكريم بالاهتمام بالمرأة فقال (استوصوا بالنساء خيرا)، فالمرأة تعشق الرجل القوي ولهذا تلاحظ ربنا قال (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا) ثم لاحظ النتيجة (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، فإن قام الرجل بدوره بالقوامة ومنها الحماية الاهتمام والرعاية صارت المرأة صالحة قانتة حافظة للغيب، والعكس صحيح لو أهملها عاطفيا وجسديا ونفسيا وكانت لا تخاف الله أو تعرفت على صحبة سيئة أو لم تتربى تربية جيدة فهنا يحصل الانحراف السلوكي بجريمة الزنا أو أنها تتحرش بالشباب فتتعرف عليهم لتشبع حاجتها النفسية والعاطفية وحتى الجسدية.

2022/02/16
هل أخبر أهلي بمشاكلي مع زوجي؟!

د. محمد رشيد العويد:

تضغط عليها أمها لتحدثها بالتفصيل عن حياتها الزوجية، وتأمرها أن تحكي لها كل ما تسمعه من زوجها من توجيه أو نقد أو غيرهما، فتستجيب المسكينة لأمر أمها فتنقل لها كل ما يكون بينها وبين زوجها.

[اشترك] 

فيكون ما يلي: 

- تسمع الأم من ابنتها ما يثير فيها مشاعر النقمة من زوجها، فتحمل عليه، وربما تكرهه، ولعلها تواجهه بما عرفته، فينقم هو بدوره من والدة زوجته، فتسوء العلاقة بينهما، وينعكس هذا كله على الزوجين معاً. 

- يغضب الرجل من زوجته التي نقلت لأمها ما جعلها تحمل عليه وتكرهه، فيلومها ويوبخها، وينتج عن هذا نزاع بين الزوجين وشجار، وربما ينال الرجل من أم زوجته التي لامته وزجرته فيتكلم عليها كلاماً تنقله الزوجة من جديد إلى أمها فتتعقد الأمور أكثر وتصبح الحياة بين الزوجين غير مستقرة وغير هانئة.

- قد تنقل أم الزوجة ما سمعته عن زوج ابنتها إلى أولادها وزوجها فيحملون على صهرهم بدورهم، ويضمرون له البغض، فتسوء علاقتهم به، فتزداد الحياة بين الزوجين الشابين توتراً وتأزماً وسوءاً.

- قد يندفع أحد إخوة الزوجة فيواجه زوجها بما عرفه فيرد عليه الزوج رافضاً تدخل أحد في حياته الزوجية، فتزداد العلاقة بين الزوج وأهل زوجته سوءاً.

- بسبب كل ما سبق يصبح الطريق أمام الشيطان ممهداً ليوقع بين الزوجين، ويُفسد عليهما حياتهما، ويقربهما من الطلاق الذي يفرق به بينهما، وهذا أعز غاياته وأعظم أمانيه.

لعل الدرس الذي نخرج به من هذا كله أن حفظ تفاصيل الحياة الزوجية بين طرفيها (الزوج والزوجة) وعدم البوح بها لأهل الزوج أو أهل الزوجة أو غيرهما.. أمر مهم لحماية أسرتهما الناشئة من الزعزعة ثم الانهيار. 

وقد تقول الزوجة: ولكن إخفائي ما أعانيه في حياتي الزوجية وصبري على زوجي سيغريه بالتمادي فيما هو عليه من انحراف، أو بالاستمرار في إيذائي وإهانتي لأنه لا يجد من يردعه ويمنعه. 

أقول لهذه الزوجة ما يلي:

- كلامك صحيح، وهذا التمادي في الانحراف، أو الاستمرار في إيذائك، قد يقوم بهما كثير من الأزواج، ولكن بعضهم قد يقدر لزوجته صبرها عليه وسترها له فيقلع عن انحرافه ويتوقف عن إيذائه.

في حال لم يقدّر الزوج صبر الزوجة وسكوتها وكتمانها ما يفعله من انحراف أو إيذاء فإني أنصحها بأن تفعل الآتي: 

- الدعاء المتواصل الذي لا يأس معه، دعاء المضطر الذي وعد سبحانه بإجابته (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) الدعاء بأن يصلح الله لها زوجها، ويصلحها له، ويصلح ما بينهما، الدعاء بان يكفيه سبحانه بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواء، الدعاء بأن يجعله الله رحيماً بها، عطوفاً عليها، عاذراً لها، مقدراً حالها، متجاوزاً عنها.

- قولي له: إنك لا تريدين إخبار أحد من أهلك أو غيرهم بما يفعله، ثم تضيفين أنك قد تفقدين صبرك واحتمالك يوماً فتضطرين إلى إخبارهم بعد أن صبرت طويلاً في انتظار إقلاعه عما يفعله من ظلم أو إيذاء لك، واحرصي على أن تقولي له هذا في أسلوب الشفقة عليه والحرص على حياتكما الزوجية من أن تنهار إذا تدخل الآخرون فيها، كأن تقولي: أرجوك لا تجبرني على أن أشكو حالي إلى أحد من أهلك أو أهلي.

- ابحثي عن أسباب ما يقوم به وعالجيها، فقد تجدين من الأسباب ما يعود إليك، كأن تنتقدي زوجك كثيراً وتصرخي عليه، وتتهميه بالتقصير والإهمال وغيرهما، ودون أن تثني عليه في شيء، فيضيق بك، ويثور عليك، ولعله يضربك.

أو أنك تمتنعين عنه في الفراش، فتكتشفين بعد ذلك أنه على علاقة بامرأة أخرى، وصحيح أن امتناعك ليس مبرراً لما يفعله، لكنه يبقى سبباً عليك أن تنصرفي عنه فتحرصي على اعفاف زوجك حتى لا يندفع فيما يرتكبه من حرام.

- اجلسي أمام زوجك وأنت صامتة حزينة، فإذا سألك زوجك عن سر صمتك وحزنك فأخبريه أنك حزينة عليه وعلى ما يقوم به، وإذا استطعت أن تبكي وأنت تظهرين شفقتك عليه، وحبك له فافعلي واجعلي دموعك تسيل على خديك ... فهذا يؤثر في زوجك ويثير فيه مشاعر الحب والرحمة نحوك.

أخيراً أعود فأعيد توصيتي لك بأن تستري على زوجك فلا تشتكيه لغير الله تعالى وأنت تحاولين إصلاحه دون سأم أو يأس. 

وكوني واثقة بأنك تؤجرين أجراً عظيماً على صبرك وما تبذلينه من جهد وعمل من أجل ذلك.

2022/02/12
تراقب وتشك ولا تهتم بمظهرها: تصرفات تزعج الزوج!

حنان الحديد:

يعتبر الزواج مؤسسة مجتمعية مصغّرة يربطها عقد مقدّس، ينتج عنها بذور تزرع في المجتمع لتُغذيه وتُسهم في تنميته وتطويره، وحتى يستقيم هذا الزواج ويحقق الغاية منه لا بد لكلا الطرفين أن يعي حقوقه وواجباته، وأن يدرك أن الزواج مبعث للراحة والاستقرار، وأنه علاقة تكاملية لا مكان للأنانيّة فيها.

[اشترك]

 إذ قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إن فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

 إلا أنه وكنتيجة طبيعية للاختلافات بين الرجل والمرأة، تنشأ الخلافات بينهما، والتي قد تصل إلى طريق لا تُحمد عقباه، إذا ما استمر كل طرف في الإصرار على موقفه، دون محاولة تفهم لوجهة نظر الآخر، أو تجنب التصرفات التي تزعج شريكه، وفي هذا المقال، سنتناول بشيء من التفصيل أكثر التصرفات التي تزعج الرجل من شريكة حياته.

عدم اهتمام المرأة بمظهرها

يعتبر إهمال المرأة لمظهرها من أشد الأمور إزعاجًا للرجل، فهو يرغب في أن يرى زوجته مرتبة، ونظيفة، وتتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة، حيث ينعكس هذا الأمر إيجابًا على علاقتها بنفسها أولًا، ثم بزوجها وأطفالها، كما يعتبر تزيّن المرأة لزوجها من وسائل التعبير عن الاهتمام بالزوج ومعاونته في عفّ نفسه عن الحرام، والذي هو من أهم مقاصد الزواج.

 وهذا لا يتعارض أبدًا مع مفهوم أن على الرجل مسؤولية غض البصر والاكتفاء بزوجته التي اختارها عن قناعة، ومما لا شك فيه أن الجمال أمر نسبي، وهنا نحن لا نقول إن على المرأة أن تكون ذات جمال فائق، حتى تكون مرغوبة، وإنما عليها أن تعتني بمظهرها كما يحب زوجها أن يراها.

على المرأة الذكية أن تهتم بنفسها ابتغاء مرضاة الله عز وجل، واتباعًا للسنة النبوية الشريفة حيث سُئِلَ الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم عَنْ خَيْرِ النِّسَاءِ قَالَ: "ما استفاد امرأ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"، فتكسب بذلك الأجر من الله في الآخرة، والسعادة الزوجية في الدنيا.

 عدم احترامه أمام عائلته وأصدقائه

لا بد لقيام أي علاقة واستمرارها من وجود الاحترام المتبادل بين الطرفين، فكيف إذا كانت العلاقة أسمى من كل العلاقات الإنسانية، ألا وهي العلاقة الزوجية، فالاحترام من أهم الاحتياجات النفسية للمرء، كما أن الحب والكلام الحلو من أهم احتياجات العلاقة (relationship needs) بالنسبة للمرأة، فإن الاحترام والشعور بالتقدير يعتبران من أولويات الرجل في العلاقة.

وعلى الزوجة أن تحرص على احترام زوجها دائمًا، وأن تشعره بأنه محط تقدير بالنسبة لها، وخصوصًا أمام العائلة والأصدقاء، فلا ينبغي لها التطاول عليه بفحش الكلام ولو عن طريق الفكاهة، فهذا الأمر يولّد في نفس الرجل الشعور بالنقص وربما انقلب الأمر إلى تصرفات عدائية لرد اعتباره أمامهم.

ومن الجدير بالذكر، أن احترام الآخرين يعكس احترام الشخص لذاته، وحسن أخلاقه، وتربيته، ولا بد للمرأة من إظهار احترامها لزوجها في حضوره وغيابه، وزرع محبته واحترامه في نفوس أبنائهم، كما يجب عليها عدم السماح لأي شخص من الانتقاص منه أو التكلم عنه بسوء.

مراقبة الرجل والشك فيه

 تعتبر المرأة الغيرة نوعًا من الحب، ولا شك في أنها كذلك إن كانت ضمن الحد المعقول، أما تلك التي تصل إلى حد الشك، وانعدام الثقة في الشريك فإنها تفتك بالحياة الزوجية، وتجعل من الاستمرار بها أمرًا لا يطاق، حيث تُعتبر الثقة من أهم الركائز في العلاقات، فإن انهدمت فقدت العلاقة كينونتها.

 كما أن ملاحقة الرجل والشك في تصرفاته أمر يزعج الرجل كثيرًا ويجرح مشاعره، فلا أحد يرغب في أن يشعر بأنه مٌكذّب، أو موضع اتهام بشكل دائم، كما أن انشغال الزوجة بملاحقة زوجها تصرفها عن الاهتمام بشؤونها، وشؤون منزلها، وأطفالها، ينعكس سلبًا على الحياة الأسرية ككل، وعلى صحة الأطفال النفسية، عوضًا عن استثمار الوقت والعقل في مراقبة الرجل ومطاردته فإنه حريّ بالمرأة أن توجّه هذه الجهود للمحافظة على أسرتها وعلاقتها بزوجها، وإشغال وقتها بما هو مفيد لدينها ودنياها، وإصلاح الأخطاء التي سببت شرخًا في علاقتهما الزوجية، كما أن الحوار البنَاء، ومحاولة احتواء الزوج ومعرفة ما يسبب له الانزعاج من زوجته أمر في غاية الأهمية أيضًا.

 عدم إعطائه مساحة من الحرية

لا شك من أن قضاء وقت ممتع بصحبة الزوج أمر جميل وتتمناه الكثير من الزوجات، خصوصًا مع كثرة مشاغل الحياة وهمومها، ولكن الإصرار على تقييد حرية الزوج بجعله يقضي جلّ وقته معها أمر منفر ويشعر الزوج بالانزعاج.

 فالزواج علاقة تكامل لا انصهار، فلكلٍ حياته واهتماماته وهواياته، ولا ضرر في مشاركة الأزواج اهتمامات وهوايات بعضهم بعضًا، وقضاء وقت ممتع معًا، فهذا أمر مستحب وله آثاره التي لا يمكن نكرانها على صحة العلاقة الزوجية ونفسية الأطفال أيضًا، إلا أن المقصد ألا تأسر الزوجة حرية زوجها بحيث تمنعه من الخروج مع أصدقائه، وممارسة هواياته، من المستحب أن تغتنم المرأة فرصة انشغال زوجها، لفعل كل ما ترغب بفعله لوحدها: كالعناية ببشرتها وجمالها، أو قراءة كتاب، أو التحدث إلى صديقة، وغيرها من وسائل الترفيه عن النفس، عوضًا عن قضاء وقتها بالنحيب على غيابه والتذمر منه، كما أن عليها أن تستمع بوقتها ريثما يعود.

تقديم النصح الزائد عن الحد

تفترض المرأة بطبيعتها الفطرية أن الرجال كالنساء، يتشابهون في التصرفات ودوافعها، ولهم الاحتياجات ذاتها، لذلك فهي تسارع بتقديم يد العون للرجل دومًا، وتقدم له النصح دائمًا بمناسبة وبدون مناسبة بدافع الحب والاهتمام، إلا أن الرجل يفسر هذا الأمر بشكل مغاير؛ فتصرفاتها هذه تشعره بأنها لا تثق به وبقدراته، ويرى أنها انتقادية، لا يعجبها تصرفاته وسلوكياته، لذلك على المرأة أن تتوقف عن تقديم النصح والإرشاد لزوجها وأن تستمع بالرحلة وتدع القيادة للقائد كما يقال، وهذا بالطبع لا يتنافى مع ضرورة مساندة الزوجة لزوجها وتقديم العون والنصح له حالما يطلبه، وأن يستشير الرجل زوجته ولا يغيّب دورها ويتجاهله، على المرأة أن تحسن تفسير الأمور، وتدرك متى عليها مد يد العون والنصح لزوجها، ومتى يجب أن تترك له زمام الأمور وهي على ثقة بأنه سيحسن التصرف. كثرة لوم الرجل وعتابه

يقال "العتب على قد المحبة" وهو مثل شعبي شائع، إلا أنه لا ينطبق على العلاقات الزوجية، فبعض التغاضي عن أخطاء الشريك أمر في غاية الذكاء والحكمة، فليس كل تصرف يستحق الوقوف عليه، وتحليله، وقضاء الساعات الطوال في فض النزاع الناجم عنه، إذ إن كثرة العتاب واللوم أمر يبغضه الرجل كثيرًا، ويؤثر على العلاقة الزوجية سلبًا، وعلى نفسية الأزواج والأبناء على حد سواء، تصيّد الأخطاء، وأخذ كل الأمور على محمل الجد، واعتبارها إساءة شخصية أمر مقيت يجعل العلاقة مُنفرة، فلا بد للمرأة من التحلي بالصبر والتمتع بالحكمة لتتغاضى عن سفاسف الأمور، واختيار الوقت المناسب لمعاتبة الزوج، وهذا لا يعني أن تتهاون في الأمور العظيمة التي لا تستقيم الحياة الزوجية بوجودها ولا أن يعطى الزوج الحق في إهانتها والانتقاص من قدرها.

 إفشاء أسرار المنزل

يعتبر إفشاء الأسرار العدو الأول للحياة الزوجية، فلكل بيت حرمة، ولكل أسرة أسرارها، فخلف الأبواب المؤصدة الكثير من الحكايات، والأفراح، والأتراح، وليس من المعقول أن يفقد الملاذ الآمن المنزل قدسيته بسبب ثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث تفشي النساء أسرار البيت بقصد التفريغ عن النفس من خلال الفضفضة، وعلى الرغم من الراحة الآنية التي تشعر بها لحظتها، إلا أن هذه الراحة سرعان ما تزول ويساورها القلق من أن تنتشر أسرار بيتها، فليس كل قريب يحرص على منفعة، فربما حرضتها إحداهن بما يودي بحياتها الزوجية إلى الهاوية، كما أن إفشاء الأسرار ينزع الثقة، ويولد النفور، ويستوجب لإفشاء الأسرار غضب الله تعالى.

على الزوجة الحذر من جعل حياتها الزوجية كتابًا مفتوحًا يقرأه العامة، ويخطون فيه ما يشاؤون، إذ إن حياتها لها وحدها، وهي الأقدر على حل المشكلات التي تواجهها، وإن كان لا بد من الاستشارة فتكون لأهل العلم والاختصاص.

 عدم تقديم الدعم العاطفي

للمنزل قدسية خاصة، فهو مملكة الإنسان التي يأوي إليها في نهاية يومه، ليلقي عن كاهله كل الضغوطات والمتاعب الخارجية، فيا لروعة أن يجد الإنسان من ينتظره بحب واهتمام، يخفف عنه متاعب يومه، ويسانده في همومه، فالرجل في نهاية المطاف إنسان له احتياجاته العاطفية التي قلّما يعبر عنها، ولكن الزوجة اللماحة تدرك متى يكون الزوج بحاجة لها، ومتى تنسحب بهدوء لتترك له حرية التعبير عن مشاعره، والتفكير في مشاكله.

 إن صعوبة الرجل في التعبير عن عواطفه لا تعني أنه غير عاطفي، لذلك على المرأة أن تغمر زوجها بمختلف مشاعر الحب، والاهتمام، والتقدير، وأن تتمتع وإياه في الحب الحلال الذي ساقه الله إليهما.

 الإدمان على أشياء تلهي عن الزواج

يُعدّ الإدمان على بعض العادات من أساسيات فشل العلاقة الزوجية، مثل التعلّق بمواقع التواصل الاجتماعي، أو ممارسة بعض العادات السيئة، فكلا الطرفين في العلاقة الزوجية بحاجة للشعور بوجود شريكه بجانبه، وعدم انشغاله بأمور أخرى، لذا يجدر بالزوجة مراعاة هذه النقطة، وتقسيم وقتها بما يُلبّي حاجات زوجها، دون المساس بما تُحبه وتُفضّله من رغبات، فالسعادة الزوجية لا تتحقق إلّا بمنح كل طرف من الأطراف الوقت الكافي للطرف الآخر.

عدم التواصل بطريقة جيدة

يجدر بالزوجة معرفة نقطة مهمة، ألا وهي أنّ الزوج لا يتنبأ بما تُريده الزوجة، أو تفضله، أو ترغب به، لذا يُفضّل عادةً مبادرة الزوجة للتواصل مع زوجها بطريقة جيدة بعيدًا عن التلميحات، أو الرغبة في قراءة الأفكار، فمن أساسيات العلاقة الناجحة إبداء كل طرف ما يُريده من الطرف الآخر، فلا بأس بأن تُصرّح الزوجة بما تريده من زوجها بطريقة مباشرة، لِتشعر بالراحة، وفي المقابل يتمكّن الزوج من تلبية رغبات زوجته دون الشعور بالضيق.

 معاملة الزوج كأنه عدو

تتصرّف الزوجات في بعض الأحيان بسوء مع الزوج عند شعورها بالغضب، وهذا يؤثر سلبًا على تعامل الزوج معها، خاصةً في حال التكرر الدائم لمثل هذه المواقف، وهذه من أكثر التصرفات التي تُزعج الزوج، وتتسبب في الطلاق في أغلب الحالات، ويجدر بالزوجة في حالة غضبها محاولة إيجاد طرق تُهدّئ من غضبها بعيدًا عن علاقتها الزوجية، إذ تُلقّي الزوجة بجلّ غضبها على زوجها، رغم أنّه لا علاقة له بأسباب غضبها.

 الجدل فيما يتعلق بالمال

يُعدّ الاختلاف في الأمور المالية بين الزوجين من أكثر الأمور التي تُنبئ بحدوث الطلاق، إذ أنّ إخفاء أحد الزوجين الإنفاق المالي عن الآخر يتسبب بتولّد مشاعر سلبية وسيئة، لذا لا بدّ من الزوجين الاتفاق بهدوء حول الانفاق، لئلّا يشعر أحد الطرفين بأنّ الطرف الآخر يخونه، ويُخفي عنه بعض الأمور المهمة في حياتهما، ويجدر بالذكر أنّ ذلك لا يعني الاطلّاع على التفاصيل المالية البسيطة، فلا بدّ من وجود بعض المساحة الخاصة لكلا الطرفين لِشراء ما يحتاجه، إلّا أنّ الأمر المقلق إنفاق مبالغ كبيرة تؤثر على الوضع المالي للعائلة.

السماح للآخرين بالتدخل في العلاقة

يجب على الزوجة الحرص على خصوصية العلاقة الزوجية، وعدم السماح لأي شخصٍ كان حتى على مستوى الأخوات والأصدقاء بالتدخل في حال وجود اختلافات بين الزوجين، فالعلاقة الزوجية علاقة مقدسة لا تحتمل تدخّل الآخرين، إذ إن كلا الزوجين قادران على تجاوز مشاكلهما بمفردهما، بعيدًا عن التدخلات التي لا داعي لها، إذ يجدر بالزوجة مراعاة ما يرغب به الزوج، وعدم النقاش في المشاكل أمام الأطفال.

 نسيان الأشياء المهمة

يُعدّ نسيان بعض الأمور المهمة المتعلقة بالحياة الزوجية بسبب الانغماس والازدحام في المهام اليومية من الأمور التي تُزعج الزوج، فلا يجدر بالزوجة تجاهل هذه الأمور فهي الأساس في نجاح أي علاقة زوجية، إذ تُعدّ بعض المهام اليومية الخاصة بالزوجة تجاه الزوج من الأمور المهمة لدى الزوج، ويشعر بالانزعاج في حال نسيان الزوجة لها.

 

2022/02/09
عبارات مدمّرة: أنت أب غير مسؤول.. وأنتِ زوجة مهملة!

التقليل من شأن الطرف الآخر.. عنف من نوعٍ آخر

أنتِ زوجة مهملة، أنتِ لا تستحقين أن تكوني أماً، أنتِ امرأةٌ لا جدوى منها.. أو على العكس أنتَ رجلٌ فاشل، أنتَ أسوأ شخصٍ قابلته في حياتي، كل أفكاركَ سطحية، أنتَ أبٌ غير مسؤول.. هذه العبارات المدمرة التي يستخدمها أحد الأطراف في العلاقة، أو ربما الطرفين.. عنفٌ من نوعٍ آخر.

[اشترك]

تخيّلوا أن تعيشوا مع شخصٍ يتهمكم بشكلٍ يوميٍ بالفشل والاستهتار، ويبحث عن أي فرصة ليشير إلى أخطائكم متناسياً ومتجاهلاً كل الأمور الإيجابية التي تقومون بها. تخيّلوا أن تكونوا جالسين مع أصدقائكم وأفراد أسرته ويتحدث عن صفاتكم السلبية وأخطاء ارتكبتموها بمنتهى الاستهزاء، مستخفاً بكم وبمشاعركم، ضارباً بكبريائكم عرض الحائط. وتخيّلوا أن يرى هذا الشخص كل ما تقومون به غبياً وسطحياً، ويعتبر أن كل أحاديثكم تافهة. هناك المزيد.. تخيلوا أيضاً أن يستخف بقراراتكم أمام أطفالكم ويسمح لهم بما تمنعونه عنهم، أو العكس، فيكف أطفالكم عن احترام رأيكم والالتزام بقراراتكم ويتوقفون شيئاً فشيئاً عن الإصغاء إلى نصائحكم مقتنعين بأنكم فعلاً فاشلين في اتخاذ القرارات وإدارة الحياة الأسرية.

إنها نماذج متواجدة بكثرة. يسيطر فيها أحد الأطراف على مسار العلاقة والحياة الزوجية ويقلل من شأن الطرف الآخر حتى يرضخ لخططه وقراراته دون أي جدال.

قد يظن أنه فعلاً على حق، وأن الطرف الآخر غير قادر على النجاح في أي مهمة يوكلها إليه، لكن غالباً ما يكون ذلك ناتجاً عن غضب يحمله في داخله ويعبر عنه بطريقة مختلفة.

مهما كان السبب، إن استمر الأمر على هذا النحو لفترة طويلة فإن التقليل من شأن الآخر يدمر الطرف المستضعف والعلاقة من مختلف النواحي:

يفقد هذا الشخص ثقته بنفسه شيئاً فشيئاً.. ومع الوقت يبدأ بالاقتناع أنه غير قادر على التحكم بالأمور وبأنه لا يستحق الحب والاحترام.

تتحول العلاقة إلى علاقة مسيطر بشخص خاضع. وهذا النوع من العلاقات لا يمت للحب بصلة. قد يكون ضعفاً أو تعلقاً أو نوعاً من التبعية أو العبودية.. لكنه حتماً ليس حباً.

يخسر الطرف الخاضع قدراته الاجتماعية نتيجة انعدام ثقته بنفسه. فيفضل الانعزال وعدم التواجد في المناسبات العائلية والاجتماعية.

بعد فترة طويلة من الجدال اللا مجدي. يفضل الطرف المستضعف الصمت، ويخفت التواصل بين الطرفين. ومن المعروف أنه من أكثر الأمور التي تدمر العلاقة الزوجية عدم التفاهم وانعدام التواصل.

تصبح كل الحوارات بين الطرفين عبارة عن هجوم ودفاع. ويتخذ الطرف المستضعف وضعية دفاعية بشكل دائم مما يسبب له التوتر الدائم ويدمر الحياة الأسرية بشكلٍ كامل.

غالباً ما لا يستمر هذا النوع من العلاقات. وإن استمر فيتم ذلك على حساب الصحة الجسدية والنفسية للشخص الذي يتم التقليل من شأنه.

هذا النوع من الاضطهاد النفسي والعنف المعنوي يعاني منه الرجال كما النساء. إن كنتم تعيشون هذا النوع من العلاقات ضعوا حداً لها بأسرع ما يمكن. أو ضعوا حداً للطرف الآخر وألزموه باحترامكم إن أراد لعلاقتكم الاستمرار. لا يحق لأيٍ كان أن يستخف بكم ويقلل من احترامكم مهما كان السبب الذي يتخذه ذريعةً.

*التربية الذكية

2022/02/07
أعمق من كلمة ’حب’: لماذا تقصر أعمار الزواج؟!

لماذا أصبح عمر الزواج قصيراً؟

إيمان عنتر:

لقد أصبحت الحياة الزوجية في هذا الزمن قصيرة جدا، وكثرت نسبة الانفصال بين الزوجين في المحاكم، وأصبح هدم القفص الذهبي سهلاً جداً، بعد أن كانت الأسرة والحياة الزوجية تعني الكثير لمن قبلنا، فهي بالنسبة للآباء والأجداد شيء مقدس جدا ليس من السهل هدمه أو تفككه أو مسه بأي سوء.

[اشترك]

لماذا أصبحنا نسمع عن حالات الانفصال بين الزوجين في مجتمعاتنا أمراً طبيعياً، صحيح أن ديننا الحنيف فيه الكثير من اليسر وفتح لنا باباً للانفصال بحال ساءت الحياة بين الزوجين، ولكن شرعنا الحكيم لم يجعل الطلاق أول خطوة لحل المشاكل الزوجية.

والأعجب من ذلك أننا كثيراً ما نسمع حالات انفصال بين زوجين بعد أن عصفت بهما رياح الحب قبل الزواج.

هل أسباب موت الحب بين الزوجين بعد الزواج يعود إلى اختيار كل منهما الآخر على أساس الانجذاب للشكل الخارجي وبدون تحكيم العقل إذا كانا يصلحان الاثنين لبناء أسرة قوية متينة أم لا؟!

أشعر بعد أن عاينت الكثير من هذه الحالات أنه تم الاختيار على اساس الجمال الخارجي وليس الداخلي، أنا لم أقل إن الجمال ليس عاملاً أساسياً للانجذاب ولكنه ليس هو الأساس كي تنجح الحياة الزوجية بين الزوجين.

كما أن أكثر علماء النفس يقولون إن أعلى نسبة من حالات الطلاق تقع بين الزوجين اللذين كانت تربطهما علاقة حب قوية قبل الزواج، كما أن أعلى نسب الطلاق تقع في السنوات الأولى من الزواج.

كما أن هناك أسباب عديدة لموت الحب بين الزوجين وهو اضطراب الشخصية عند أحد الزوجين أو كليهما.

أو ربما اِعتقد كل منهما أن الحب هو الأساس في استمرار الحياة الزوجية، وبعد الزواج اكتشفا أن الحياة الزوجية أوسع وأعمق بكثير من كلمة حب، وهي المودة والرحمة التي جعلها المولى عز وجل بين الزوجين لاستمرار الحياة بينهما.

فالمودة والرحمة هي التي تأتي بالحب، وليس الحب هو الذي يأتي بالمودة والرحمة

وصدق المولى عز وجل حين قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

أيها الزوجان إذا أردتما حياة زوجية أبدية مستقرة وناجحة وأن يستمر الحب بينكما فعودا إلى منهج القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين وأهل بيته الكرام عليهم السلام، واجعلوا المودة والرحمة هي أساس حياتكما الزوجية، لأن بالمودة والرحمة يدوم الحب والأمن والاستقرار النفسي.

فالمودة والرحمة هي دعائم البيت السعيد والزواج الناجح والأسرة الآمنة المطمئنة التي أرادها المولى عز وجل لنا كي ننعم بالحب والهدوء والسكن والأمن النفسي.... والسعادة الدائمة.

اللهم أغمر بيوت المسلمين بالمودة والرحمة والسكن النفسي الآمن والاستقرار الأسري.

 

2022/02/03
زوجي خائن وأخشى مواجهته.. الحل في طريقتين!

اكتشفت الخيانة فهل أواجه أم أسكت؟

د. جاسم المطوّع:

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر» 

 

هذا السؤال يتكرر علي في كل استشارة حول الخيانة الزوجية، سواء كانت الخيانة من الرجل أو من المرأة،وقبل أن أجيب على هذا السؤال يهمني أن أعرف عن مصدر معلومات الخيانة هل هي من التجسس أم المعلومة وصلت بطريقة طبيعية.

[اشترك]

فإذا كان الجواب عن طريق التجسس، ففي الغالب أجيب بعدم المواجهة والصبر حتى يتم جمع معلومات أكثر بطريقة طبيعية، حتى لا تكون حجة على الخائن بتبرير خيانته أو لانجعله يحتاط لو قرر الاستمرار بالخيانة، لأن هدفنا من المواجهة العلاج وليس الانتقام والتشفي. 

أما لو كانت معلومات الخيانة وصلت بطريقة طبيعية وليس تجسسا، ففي هذه الحالة يكون لدينا جوابين:

- الأول: وهو المواجهة الحوارية التي ليس فيها صراخ وبكاء حتى نستطيع أن نعرف أسباب الخيانة ودوافعها فنخطط لعلاج المشكلة، وفي حالة لو اعتذر الخائن أثناء المواجهة فلا بد من قبول اعتذاره وإعطائه فرصة للاهتمام بأسرته وأولاده، أما لو عاند وتكبر وأصر على الاستمرار في خيانته ففي هذه الحالة لا ننصح باستمرار الحوار معه وإنما نفضل الانسحاب حتى تهدأ الأمور ونعطي الخائن فرصة يفكر بمستقبل أسرته من غير تحدي وإثارة، ثم نحاوره مرة أخرى بجريمته حتى نوجد الحل للمشكلة.

- أما الثاني: فهو اختيار عدم المواجهة وهذه للحالات الخاصة والقليلة لو لم يكن لضحية الخيانة مكان يلجأ إليه لو فقد أسرته فيصبر إلى أن يخطط لمستقبله ومستقبل أبنائه بطريقة جيدة ثم يعلن المواجهة والانفصال لو رغب بذلك. 

وفي كل الأحوال ننصح بأن لا نستعجل بقرار الطلاق عند اكتشاف الخيانة، لأن القرار سيكون غير مدروس، وأي قرار مبنى على ردة فعل سريعة يكون قرارا خاطئاً ويندم عليه صاحبه في المستقبل، فنرى قرار الصبر والتفكير هو الأفضل ولا مانع من الاستعانة بخبير، أما لو اقتنعنا أن الطلاق هو الحل الأفضل بعد دراسة الإيجابيات والسلبيات، وقتها لا مانع من اتخاذ قرار الطلاق وخاصة إذا كنا نعرف بأن الخائن مستمر بخيانته ومقصر في واجبات البيت والأسرة. 

وغالبا وقت الصدمة بالخيانة قد تشعر بفقد الشهية أو عدم الرغبة بالطعام أو تحب العزلة، أو تكثر من النوم هروبا من قوة الصدمة، وهذه كلها ردود أفعال طبيعية للحدث الذي تعيشه، وقد تأتيك أفكار شيطانية مثل أن تنتقم من الخائن بخيانة أخرى، فانتبه لنفسك ولا تدمر نفسك بخطأ غيرك وإنما الصواب أن تقوى علاقتك بالله في مثل هذه الحالات، حتى تهدأ نفسك وتحافظ على صحتك وأخلاقك وتنظر للمشكلة بطريقة إيجابية، فلا تتسرع في التسامح والعفو عن الخائن علما بأن المسامحة مهمة، ولكن خذ وقتك حتى تتعافي وتخرج من حرارة الصدمة، ثم ادرس الحادثة واتخذ قرارا بالمصالحة والاستمرار لو رغبت ولكن بشروط تضعها لتضمن عدم تكرار الخطأ مرة أخرى.

أما طلب التفاصيل عن واقعة الخيانة فهي سلاح ذو حدين، وفي الغالب يكون معرفة التفاصيل مؤذي ومدمر، والأفضل تجنب معرفة تفاصيل الخيانة حتى لا تدمر نفسيتك أكثر، فلو كانت التفاصيل تساعدك في تحسن نفسيتك وخروجك من الصدمة فلا بأس بها، وإلا فتركها أفضل، واحذر أن تستمر بالمراقبة والتفتيش والتجسس بعد المعرفة أو المواجهة فإنك إن دخلت في هذا الأمر ستدمر نفسك ونفسيتك، ويتحول تجسسك لإدمان ومرض يرهقك فلا تستطيع التخلص منه، كما أنك لن تجد شيئا جديدا مختلفا عما عرفت واكتشفت.

وأخيرا اجلس مع نفسك وابحث في الأسباب فقد تكون أنت السبب في دفع الطرف الآخر للخيانة، وإذا لم تكن أنت السبب فحاول أن تنظر في جوانب الخير في هذه المصيبة وتستفيد منها، وأذكر كلمة قالتها إحدى الزوجات بعد خيانة زوجها قالت إن الدرس الذي تعلمته هو أنني عرفت تقصيري بحق ربي لأني جعلت زوجي هو كل حياتي والمفروض أن أجعل ربي هو كل حياتي ثم زوجي.

2022/02/01
هل ينصحنا الإسلام بزواج ’الأقارب’؟!

الزواج مع الأقرباء

الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

يحترز الكثير من الناس من الزواج بالأقرباء لجهتين.

[اشترك]

الأولى: أخذاً بقول النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآلة حيث يقول: لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاوياً أي نحيفاً.

قال الفيض الكاشاني في المحجة: الثامنة، ألا تكون من القرابة القريبة فإن ذلك يقلل الشهوة وقال صلى‌ الله‌ عليه ‌وآلة: لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً أي نحيفاً، وذلك لتأثيره في تضعيف الشهوة، فإن الشهوة إنما ينبعث بقوة الإحساس بالنظر واللمس وإنما يقوى الإحساس بالأمر الغريب الجديد، فأما المعهود الذي دام النظر إليه مدة فإنه يضعف الحس عن تمام إدراكه والتأثر به فلا ينبعث به الشهوة.

الثانية: عملا بقول بعض الأخصائيين، فيظن هؤلاء بأنّه لو تزوّج الإنسان مع أقاربه سوف يبتلى بأولاد مرضى وناقصي الخلقة. في حين أن هذه النظرية لم تثبت كلياً، فلا كل من تزوج بالأقارب ابتلي بأولاد ناقصي الخلقة ولا كل من تزوج مع الأجنبية أصبح عنده أولاد أصحاء وغير مرضى.

فالأفضل الاحتراز إذا كانت المسألة حادة وعلى الخصوص إذا كانت القرابة قريبة، لأنّه لم يكن إصرار من هذه الناحية في هذه الحالة من قبل المعصومين على الزواج مع الأقرباء رغم كثرة هذه المصاهرات بينهم.

ـ منها زواج النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآلة مع زينب بنت جحش، ابنة عمته.

ـ ومنها زواج الإمام علي عليه‌ السلام مع فاطمة بنت رسول الله التي كانت ابنة ابن عمه.

ـ ومنها زواج كثير بن عباس بن عبدا لمطلب مع أم كلثوم ابنة الإمام أمير المؤمنين.

ـ ومنها زواج مسلم بن عقيل مع ابنة عمه بنت الامام أمير المؤمنين عليه‌ السلام.

ـ ومنها زواج قاسم بن محمد بن جعفر مع أم كلثوم بنت زينب بنت علي بن أبي طالب عليه ‌السلام.

ـ ومنها زواج عبد الله بن الحسن مع ابنة عمه سكينة بنت الحسين.

ـ ومنها زواج عبد الله بن جعفر مع زينب، بنت عمّه.

ـ ومنها زواج الحسن المثنى مع فاطمة ابنة عمه.

ـ ومنها زواج الإمام زين العابدين عليه‌ السلام مع ابنة عمه بنت الإمام الحسن المجتبى عليه‌ السلام، وغير ذلك من هذه المصاهرات التي اتفقت بين المعصومين وأبناءهم.

وظنّي أنّ لذلك أسباباً أخر، منها عدم رعاية كل من الزّوج والزّوجة ما قرّره النبي والمعصومين حين اتخاذ الولد.

فمن أراد أن يسلم ولده من العمى والخرس والسقط والخبل والنقص في الخلقة وغير ذلك فعليه بمراجعة بعض الكتب المخصصة في ذلك، حيث لا فرق في ذلك بين الأجنبية والقرابة القريبة والبعيدة.

2022/01/31
ضرب وشقاء: ’زواج’ أم مسرح مليء بـ ’المرارة’!

أثر النزاع والشجار في الحياة الزوجية

د. علي القائمي

الزواج طموح إلى السعادة يسعى الزوجان من خلال ارتباطهما معاً إلى تحقيقه على أرض الواقع، ذلك أن الحياة دون زواج معناها القلق والشعور بالوحدة والحرمان.

[اشترك]

فالحياة المشتركة في ظلال الزواج توفر شعوراً عميقاً بالاستقرار، غير أن الاختلاف في وجهات النظر بين الزوجين وسعي أحدهما أو كلاهما إلى فرض نفسه ومحاولة السيطرة على الآخر يؤدي إلى فشل هذه المؤسسة ومن ثم انتفاء الثمار المتوخاة من ورائها.

إن فشل الزواج لا يعني فشل مشروع اجتماعي فحسب، بل يؤدي إلى إخفاق إنساني أيضاً يحوّل الرجل والمرأة إلى مجرد هيكلين ميتين تحركهما أمواج الحياة؛ ربما يعيش الزوجان في أيامهما الأولى مشاعر السعادة ذلك أنهما ما يزالان يعيشان رؤاهما وأحلامهما ولكن وبعد أن تمر الأيام وبسبب تصادمهما لسبب أو آخر تظهر بعض الانحرافات وتتحول تلك الجنة الصغيرة إلى جحيم لا يطاق.

وعندما يكون الإنسان جاهلاً فإن بإمكانه أن يحوّل جو الأسرة الهادئ إلى مسرح رهيب مليء بالمرارة واليأس، يفقد الإنسان خلالها إقباله على الحياة بل وحتى ميله للطعام ويحول المنزل إلى مكان يضم أناساً غرباء منسحبين على أنفسهم يعالجون أحزانهم ويعيشون معاناتهم.

آثار النزاع:

إن النزاع بين الزوجين يختلف تماماً عن أي نزاع آخر ينشب بين شخصين غريبين حيث ينتهي كل شيء بعد ساعة ويمضي كل منهما في طريقه، أما في الحياة الزوجية التي تعني حياة مشتركة تحت سقف واحد بين شخصين اختارا تلك الحياة معاً فإن أي نزاع قد ينشب بينهما يترك مضاعفات خطيرة ومريرة في عدة أصعدة يمكن الإشارة إلى بعضها كما يلي:

1 ـ في شكل الحياة:

إن النزاع يترك آثاره في شكل الحياة داخل المنزل ويتحول الزوجان إلى شخصين غريبين يعيشان معاً كما يشعر الصغار بالقلق وإحساس بالخوف من نشوب معركة بين الوالدين لا تعرف عواقبها، وهكذا يخيم صمت ثقيل في جنبات المنزل ينزوي فيه الأطفال خائفين في جو يشوبه الحذر.

2 ـ في قوة العلاقات:

يسيطر نوع من البرود القاتل على العلاقات الزوجية إثر نشوب الخلاف بينهما وينظر كل منهما على الآخر على أنه السبب في شقائه وتعاسته، فتزول مشاعر الثقة بينهما ويحل مكانها شعور بالعداء حيث يحاول كل منهما تحقير الآخر وإذلاله؛ كما يذهب ضحية النزاع ذلك الشعور بالاستقرار والطمأنينة حيث تحل مشاعر القلق والتحفز للنزاع والمواجهة، ومحاولة كل من الطرفين إلحاق الأذى بالآخر.

3 ـ في الجانب النفسي:

من الطبيعي أن يخلّف النزاع في الحياة الزوجية آثاراً خطيرة في الجانب النفسي، وقد يبدو النزاع نوعاً من التنفيس عن بعض العقد النفسية ولكنه في الواقع يغطي عليها ويزيدها تجذراً في الأعماق مما يضاعف من خطرها في المستقبل.

إن النزاع لا يؤدي إلى تصدع العلاقات الزوجية فحسب بل تتعدى آثاره إلى إحداث تصدع فكري وتمزق نفسي.

وبالرغم من إحساس أحد الزوجين بأنه يرد اعتباره أو أنه يحقّق وجوده من خلال إيذاء الآخر إلا أنه في الواقع يؤذي نفسه أيضاً، وأنه يوجّه إليها طعنات نجلاء سوف تظهر آثارها في المستقبل، ذلك أنه يقضي على مشاعر الحب وينابيع المودّة في أعماقه، والتي هي أساس السعادة في الحياة.

4 ـ تأنيب الضمير:

وقد يصل الإيذاء والظلم الذي يمارسه أحد الزوجين بحق الآخر حداً يدفعه لارتكاب عمل ما يتصور خلاصه فيه، وعندها تحدث هزّة عنيفة يستيقظ فيها الضمير، فيعيش حالة مأساوية من عذاب الوجدان وتأنيب الضمير بسبب ما ارتكبه من خطأ فادح بحق شريك حياته؛ وقد تتضاعف الحالة لتتخذ شكل مرض نفسي خطير.

إن النزاع الزوجي الذي يؤدي إلى ظلم أحد الطرفين أو تعريض سمعته للخطر سوف يحدث آثاراً لا يمكن تفاديها أبداً، قد تقوده إلى الانتحار ووضع حدّ لحياته أو إلى إحداث شرخ خطير في شخصيته يهدد سلامته النفسية، وهو أمر لا بد أن يجر من ورائه عقوبة الله بحق الظالم عاجلاً أم آجلاً.

5 ـ خلق حالة التشاؤم:

النزاع في الحياة الزوجية يخلق حالة من التشاؤم في الحياة ويجعلها سوداء خالية من كل المعاني الجميلة، وفي تلك الأثناء يرى أحدهما الخلاص عن طريق البحث عن إنسان آخر يشاطره الحب، وعندما يعثر على ضالّته تلك، نلاحظ استمرار حالة التشاؤم لديه، إذ لا يمكن التخلص منها بسهولة مما يجعل الحياة في رأيه خواء في خواء.

وإذن فإن النزاع في الحياة الزوجية وإن انتهى إلى بعض الحلول إلاّ أن آثاره النفسية تستمر مدة طويلة وقد لا تنتهي إلا مع انتهاء الحياة.

6 ـ تدمير القابليات:

ينمو الإنسان في الجو الآمن المطمئن وتنمو لديه قابلياته وتنفجر في داخله الاستعدادات والمواهب، ذلك أن حاسّة الإبداع تترعرع في الحياة المستقرة الهادئة في حين أنها تتراجع وتذبل وتموت في الحياة المضطربة القلقة.

وما أكثر الأفراد الذين انحدروا بعد زواجهم وانحطّت قابلياتهم وتدنّت مواهبهم وذبلت استعداداتهم وانتهت قدراتهم. كل ذلك بسبب حالة النزاع والمواجهة التي تسيطر على حياة الزوجين حيث يبقى الفكر مشغولاً والخاطر مبلبلاً والنفس مشوّشة لا تعرف الطمأنينة والراحة والاستقرار، وقد تصل الأمور إلى حالة من الهذيان المستمر الذي يُفقد الحياة معانيها الجميلة.

7 ـ الحرمان:

صحيح أننا لا نعيش من أجل أن نتمتع ونلهو في هذه الحياة، وأن هدف الحياة أسمى من كل المتع الدنيوية، وأن واجب الإنسان هو أداء واجبه في الحياة النزيهة بعيداً عن الآثام والمعاصي، ولكن هذا لا يعني الحرمان، فالحياة الإنسانية زاخرة بكل ألوان المتع البريئة، زاخرة بكل ألوان السعادة، وأن على الإنسان أن لا ينسى نصيبه في هذه الدنيا. إن عمر الإنسان هو رأسماله في الدنيا والآخرة، وعلى هذا فينبغي عليه أن ينفق عمره فيما ينفعه في دنياه وأخراه وأن لا يسمم حياته بعملٍ يجرّ وراءه القلق هنا والعذاب هناك. إن من يخلو قلبه من حبّ الله لا بد وأن يتيه في دروب الضياع التي تقوده إلى السقوط والانحلال المادي والمعنوي، وبالتالي العذاب في يوم القيامة.

8 ـ العقاب الأخروي:

وأخيراً فإن من آثار النزاع ونتائجه هو العقاب الأخروي الذي ينتظر الظالم، فالله للظالمين بالمرصاد.

إن كل ظلم في الحياة الزوجية يعني ظلماً اجتماعياً بحق إنسان له كرامته، وهو أمر لا يمكن تلافيه بالتوبة، ذلك أن الله سبحانه قد يتجاوز عن الذنوب التي يرتكبها الإنسان بحق نفسه كشرب الخمر مثلاً، ولكن عندما يشمل الذنب إيذاء الآخرين وظلمهم فإن المسألة هنا في غاية التعقيد.

ولذا، فإن على الإنسان أن يحسب لذلك اليوم حسابه، إذ لا يسوغ لأحدٍ، كائناً من يكون أن يستغل موقعه وقدرته في سحق الآخرين وإذلالهم ثم يكون في مأمن من عقاب الله.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وأن الله ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأته حتى تختلع منه.

وقال أيضاً: من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها.

وقال أيضاً: إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها.

وقال علي (عليه السلام): لا يكن أهلك أشقى الخلق بك.

عندما ينشب الخلاف

من الطبيعي أن يصطدم الزوجان وأن يشتعل النزاع بينهما، إلا أن من الضروري جداً، عدم تجاوز الحدّ الطبيعي خلال ذلك، أي ألا يكون الهجوم ـ إن صح التعبير ـ قاسياً بحيث يسحق الزوجة ـ على سبيل المثال ـ ويحطّم قلبها، وبالتالي يصعب إصلاح الأمور وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً. ففي بعض الأحيان يكون النزاع من العنف بحيث يحطم صورة الحياة ويدمرّ السعادة لدى المرأة؛ وحتى لو كان هناك نيّة في الطلاق، لمنافاته مع الجانب الإنساني، ذلك أن الله خلق الإنسان وأودع لديه قدرة على بيان ما يبتغيه أو يريده من خلال المنطق السليم؛ ولذا ينبغي على الإنسان، وحتى في أشدّ الساعات حراجة أن يتمالك نفسه وأن لا ينطق لسانه إلاّ بما يرضي الله ورسوله.

السعي من أجل إعادة الصفاء

إن الأصل في الجو العائلي هو أن يسوده الصفاء، فإذا حصل سوء تفاهم فينبغي عدم تصعيده إلى حالة من النزاع، فإذا نشب النزاع فيتوجب أن يكون في مستوى بحيث يكون من السهل إصلاح ما فسد من الأمر، إن من واجب الإنسان هو أن يعيش دنياه بسلوك يليق بإنسانيته، لا أن يظلم ويفسد ويتهم الآخرين بالباطل، ذلك أن الإنسان هو الذي يمنح الحياة جمالها من خلال إحسانه وهو الذي يسلبها تلك الصورة الجميلة إذا ما أساء في سلوكه وسيرته.

إن واجبنا الأخلاقي والشرعي يحتم علينا أن نسعى دائماً للحيلولة دون وقوع ما ينغض الحياة الزوجية، وأن على الزوجين السعي إلى التفاهم دائماً، فهو الأسلوب الوحيد لحل جميع المشاكل، وأن يكون شعارهما دائماً العمل على اجتثاثها من الجذور قبل أن تستفحل وتشتد أشواكها وتكون عقبة كأداء في الطريق.

إن الحياة المشتركة تكشف للزوجين أخلاقهما وتعرّف أفكارهما، ولذا فإن الرجل، ومن خلال معرفته تلك. يمكنه العمل على تنمية الجانب الإيجابي في زوجته واحتواء جانبها السلبي في نفس الوقت؛ وهذا الأمر ينسحب على المرأة ـ أيضاً ـ من خلال مداراة زوجها وتعاملها الحسن معه.

دعائم السلام

ما هو الضرر الذي يلحق الرجل إذا ما أقدم على مصالحة زوجته؟ ما هو الذي يمكن أن يلحق به لو غض النظر عن الإساءة، وخطا الخطوة الأولى في المصالحة؛ فقد تفعل الابتسامة ما لا تفعله جميع الوسائل في تحقيق وتثبيت دعائم الحب في الأسرة والعائلة.

إن الهدف من وراء الزواج هو الألفة والاتحاد والاستقرار، وبتعبير القرآن، السكن. وإذن فإن ما يحقق تلك الأهداف هو الحب والمودّة والصبر والتحمل وكل المواهب الإنسانية السامية، أما النزاع والمواجهة والغضب فلا عاقبة لها سوى الخسران.

من كتاب الأسرة وقضايا الزواج

2022/01/24
تجنّبي معاداتها: 11 خطوة لكسب ’أم الزوج’!

حماتك سر سعادتك

تراثنا العربي الأدبي والفني مليء بقصص ساخرة عن الحماة تصورها في صورة العدو اللدود لزوجة ابنها، التي تشتعل غيرتها لترك ابنها لها وذهابه للاقتران بأخرى.

[اشترك]

وهذا اعتقاد خاطئ شائع عند الكثير من أسرنا العربية، خاصة في أذهان الفتيات المقبلات على الزواج، لدرجة تنسى فيها زوجة الابن أن حماتها هي أم أولا وأخيراً، وأنه أقصى أمانيها أن ترى ابنها سعيداً مع زوجته في أسرة هادئة مستقرة، فلا تحسن التعامل معها بالشكل الذي يساعد على استقرار الأسرة وسعادة جميع الأطراف.

ونحن هنا نقدم لك عزيزتي الزوجة مجموعة من النصائح التي تساعدك على حسن معاملة حماتك:

1- قربكِ منها واهتمامك بها وحرصكِ على مشاعرها سيقرب المسافات كثيراً بينكما، فاحرصي على هذا، وهي ستبادلك نفس الشعور بل وستحرص على أن تكوني سعيدة مع زوجك.

2- احرصي على أن تكون خير مساعدة ومعاونة لحماتك دون أن تطلب منكِ لأن ذلك يشعرها بمساندتك لها وهو ما سيجعلها تتعاون معك خاصة في حل أي مشكلة تكونين طرفاً فيها.

3- اعملي على مدح أي عمل تقوم به فهذا جزء كبير من أسلوب التقرب إليها وحبها لك.

4- أشعريها بأهمية وجودها في الجلسات العائلية وذلك بتأييد آرائها وكذلك محاولة استشارتها خاصةً أمام الناس فإن ذلك يجعلها تهتم بك أكثر مما تتصورين. ويجعلها تستشعر درجة اعتزازك بها وتقديرك لرأيها وحكمتها.

5- تجنبي الاصطدام بحماتك في أي موقف حتى ولو كان لا يعجبك لأن ذلك سيجعلك تخسرين خطة التقرب منها مما سيكون لها الأثر السلبي على حياتك مع زوجك، لأن الطبيعي أن ينحاز الزوج لجانب أمه حتى لو لم تكن محقة.

6- احرصي على أن تكوني خير مستمعة لحماتك مما سيترتب عليه شعورها باحترامكِ لها فتبادر باحترامك وتلبية رغباتك.

7- حاولي أن تمدحي صفات زوجك وطباعه الجميلة خاصة التربوية منها ودائماً ارجعي هذه الصفات التي يتحلى بها زوجك إليها وطريقة تربيتها له ونجاحها في ذلك، وأكدي دائماً أنها سبب سعادتك فقد أهدتك زوجاً صالحاً يحسن معاملاتك ويهتم بشئونك.

8- تذكري حماتك في المناسبات الخاصة وقومي بجلب الهدايا لها حتى تنعكس الصورة تماماً ويحل على بيتكِ الهدوء والسكينة، فحماتك أم وإنسانة تغضب وترضى، تفرح وتحزن وليست بالضرورة مصدر إزعاج.

9- يجب عليكِ أن تحبي حماتك فعلا من قلبك واتخذي الموضوع بمنتهى البساطة وعامليها كما تعاملين أمك هذا بالإضافة إلى إتباع سلوكيات الذوق واللباقة معها.

10- لا تبخلي بالمساعدة إذا كانت في إمكانك خاصة في أعمال المنزل، وحاولي أن تشعري حماتك وابنتها أنك بالفعل فرد من العائلة يستطيعون الاعتماد عليه ولا تنسى أن تعرضي خدماتك من حين لآخر، واعلمي أن كل الحموات تقدر هذه التصرفات بل وتمدحها أمام قريباتها وأسرتها أيضاً.

11- احرصي أن تكوني لبقة واتبعي آداب الحديث فإياكِ أن تقاطعيها في حديث لها مهما كان الأمر حتى ولو احتدت عليكِ بعض الشيء بل دعيها تكمل للنهاية وأقنعيها بعد ذلك بوجه نظرك السليمة.

وفي النهاية ضعي في اعتبارك أن برك لحماتك من طاعتك لزوجك وحبك له، وأنتِ مأجورة بإذن الله على حسن معاملة أهل زوجك بشكل عام، لأن هذا يسعد زوجك ويرضيه عنك ويجعل حياتك أكثر سعادة بالتالي، ويرضي الله عنكِ.

2022/01/23
قلق واكتئاب.. خطورة فقدان ’الثقة’ بين الزوجين!

يعرف الزواج بأنه عقد اجتماعي يمنح التزامات متبادلة للزوجين والمجتمع، ويعد الزواج وبناء الأسرة أمرًا هامًا في قيام المجتمع، فهي حجر الزاوية في النظام الاجتماعي، وتعد الأسرة الكيان الذي يعطي معنى حقيقيًا للحياة والوجود، وهو علاقة تكاملية يعرف فيه كل فرد واجباته وحقوقه ويحترم الآخر، وفي الزواج حكمة بالغة الأهمية من الله تعالى عندما خلق الذكر والأنثى وجعل فيه استمرارًا للحياة البشرية، وللعائلة دور مهم في توفير التنشئة الاجتماعية وهي المسؤولة عن حماية أخلاق وقيم الأفراد والأطفال والمجتمع ككل.

[اشترك]

إن السلام والأمن الذي توفره وحدة الأسرة المستقرة موضع تقدير كبير، وهما أساسيان للنمو الروحي لأفرادها والمجتمع والإنسانية، ويمكن تتبع تقدم المجتمع ورفاهه أو انهياره إلى مواطن القوة والوحدة، ويعتمد الزواج على مبادئ صحيحة تضمن استمراره والحفاظ عليه، ويقوم الزواج الناجح على أسس صحيحة وتوافق بين الطرفين ليساعد في استقرار الأسرة وحمايتها من مظاهر التفكك والنزاع، ويجب أن يدرك كلا الزوجين أنه لا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية دون أي صعوبات أو مشاكل فهو أمر طبيعي إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو طريقة حل هذه المشكلات، إذ يتطلب الزواج الناجح أمورًا عدة وهامة كأن يعرف كل فرد دوره، وأن يتعاون في توزيع هذه الأدوار وفق احتياجات الأسرة والوقت الذي يمتلكه كل فرد، كما يجب أن يحترم الشريكان بعضهما ومراعاة الظروف وتحمل كامل المسؤولية، والزواج يعني الالتزام بكل شروطه ومحاولة التواصل بشكل فعال بين أطرافه والالتزام بما أمر به الله تعالى لضمان نجاحه وتجنب حالات الطلاق التي انتشرت بشكل واسع في الفترة الأخيرة.

أسباب عدم الثقة بين الزوجين

بالرغم من المحاولات العديدة من كلا الزوجين لتجنب ما يؤثر على سلامة الحياة الزوجية إلا أن الوقوع بالمشكلات أمر لا بد منه في بعض الأحيان، وتحدث هذه المشكلات لأسباب عديدة منها عدم القدرة على التفاهم بين الزوجين وعدم الاتفاق على رأي واحد ورفض بعض التصرفات أو تدخل طرف خارجي في العلاقة الزوجية أو وجود مشاكل مالية وغيرها من المشاكل الأخرى، وتعد عدم الثقة بين الزوجين إحدى أخطر المشكلات لتأثيرها بشكل أساسي على التواصل بين الزوجين وقد تستمر هذه المشكلة لتنتهي بالطلاق، وتنتج هذه المشكلة لأسباب ٍعديدة منها:

الكذب: يعد الكذب المتكرر من أحد الزوجين على الآخر وإن كانت في تفاصيل غير هامة من أسباب فقدان الثقة بين الزوجين، لأن فيه إخفاء للحقيقة مما يؤثر على الطرف الآخر ويزيد من شعوره بالقلق والشك.

 التغيير في الأولويات: يعد تغيير الأولويات أحد أكثر الأسباب شيوعًا للانهيار البطيء للثقة، فالزوج الذي لم يعد يبدي أولوية لعائلته وزوجته يعرض زواجهما للخطر.

الاضطرابات النفسية: وهي أن يعاني أحد الطرفين من مشاكل نفسية تقود الى فقدان الثقة بالطرف الآخر دون وجود أسباب فعلية.

 انعدام الحوار والتواصل: واحدة من أكبر العوامل التي تؤدي إلى قلة الثقة في العلاقة هو عدم وجود تواصل يساعد على تبادل الآراء دون تعصب وغضب في تعزيز ثقة كل طرف بالآخر، وانعدام الحوار يشعر الزوجين بعدم الثقة ويزرع مشاعر الشك باستمرار.

 الخيانة العاطفية أو الجسدية: تشكل الخيانة أحد أكثر الأسباب لانعدام الثقة بين الزوجين، إذ يصعب بعدها بناء الثقة من جديد.

السلوكيات الخاطئة السيئة: يمكن لبعض التصرفات من أحد الزوجين زعزعة الثقة ومنها اتخاذ قرارات كبيرة دون استشارة الزوج أو مشاركة معلومات شخصية وخاصة حول العلاقة مع أشخاص آخرين.

نصائح للمحافظة على الثقة بين الزوجين

تعد الثقة المتبادلة أحد مقومات الزواج الناجح بعكس انعدامها الذي يؤثر على الأسرة بأكملها ويفقد العلاقة الزوجية المودة والتماسك، وفي حال الوقوع بهذه المشكلة والرغبة بإعادة الثقة من جديد يمكن أداء ما يلي:

الاعتراف بالخطأ: اعتراف الطرف كثير الشك أو الكذب بأخطائه للطرف الآخر، فإن في ذلك رغبةً بإعادة إصلاح العلاقة من جديد.

الحوار المستمر: الحوار بين الطرفين للوصول الى أسباب المشكلة وطرق الحل وكيفية تجنبها لاحقًا، على أن يكون هدف الحوار إصلاح العلاقة وليس توجيه الاتهامات.

مناقشة الأمور المشتركة بين الطرفين: إذ إن مناقشة كل الأمور الهامة وتجنب إخفاء أي منها واحترام آراء الشريك مهما كانت.

حل مشكلات الثقة في العلاقات بصورة عقلانية: بناء العلاقة الزوجية على أساس الثقة والالتزام.

التواصل والحوار مع الشريك: بالتحدث عن ما فعته كل منها خلال يومه والاستماع إلى بعضهما، يساعد الحوار على تقوية العلاقة بين الزوجين.

مناقشة الأسرار: يمكن لمشاركة الأسرار أن تقرب الزوجين، فكلما عرف الشخص عن شريك حياته أكثر، كلما أصبحت الرابطة أقوى.

تقديم الشريك للأصدقاء: إذ إن تقديم الشريك إلى الأصدقاء سيساعد على تخفيف المخاوف بشأن الأصدقاء.

 تجنب الأخطاء التي تؤثر على الثقة: والتزام الصدق والصراحة في كافة الأمور، وتجنب السلوك الخاطئ وتغييره وإظهار السلوك الحسن والجيد.

تأثير انعدام الثقة بين الزوجين

تعد الثقة إحدى الركائز الأساسية لأي علاقة، ودونها لا يمكن لشخصين أن يكونا مرتاحين لبعضهما وستفتقر العلاقة إلى الاستقرار، وتتيح الثقة للأشخاص أن يشعروا بالأمان، إذ يعتقد الأزواج أن الشريك سيكون مخلصًا في كل وقت، كما يسمح للزوجين بعرض الأفكار والمشاعر التي يفكرون فيها بصراحة ونزاهة، فالشريك هو الداعم لأفكاره وتطلعاته ولن يسخر منه، فالثقة تسير جنبًا إلى جنب مع الالتزام، والإحساس بالأمان والقدرة على التنبؤ الذي يأتي مع الثقة يجعل الأشخاص يشعرون بالرضا اتجاه الشريك، ويمكن للثقة بين الزوجين أن تتزعزع بسبب بعض الأمور التي سنتناولها في المقال، ومن أكثر الأمور التي تؤدي إلى هدم الثقة هي الخيانة الزوجية، فقد يكون من الصعب إعادة بناء وتأسيس الثقة بعد ذلك، ويمكن أن يؤدي عدم الثقة بين الزوجين للعديد من المشاكل ومنها:

الاكتئاب وانعدام الأمن: يمكن أن تؤدي عدم الثقة إلى شعور أحد الزوجين أو كليهما بالاكتئاب، ويمكن للشريك أن يشعر بالحزن لحدوث أمور تزعزع الثقة بين الزوجين كالخيانة الزوجية أو الكذب.

انخفاض العلاقة الحميمة: يدفع الشك صاحبه إلى الابتعاد جسديًا عن شريكه.

القلق: تزداد مستويات القلق بعد انقطاع الثقة في العلاقة، ويمكن أن يمتد القلق إلى العلاقات الأخرى، وربما تنعدم ثقة الزوج بزملاء العمل أو الأصدقاء.

حياتكَ

2022/01/22
نقاط ضعفه بين يديكِ.. كيف تتعاملين مع الزوج العنيد؟!

كيفية التعامل مع الزوج العنيد وتغيير طباعه

 

العناد هو صفة يصرّ فيها الشخص على رأيه ويرفض تغيره، ويتجاهل الاقتراحات والنقد، ويكون على يقين أنه بعناده هذا يمكنه الحصول على ما يريد.

[اشترك]

ويمكن القول من ناحية أخرى أن التمتع بهذه الصفة في بعض الأحيان له ميزات إيجابية، ولكن إذا كان الزوج يتصف بالعناد؛ فقد يؤدي ذلك إلى التوتر في العلاقة وصعوبة الأمور باختلافاتها، ولكن لا تقلقي فهناك بعض الطرق للتعامل مع الزوج العنيد وكيفية إقناعه بما تريدينه، سنعرض ذلك في مقالنا هذا.

صفات الرجل العنيد

هناك عدة صفات يتميز بها الرجل العنيد، بمختلف سلبياتها وايجابياتها نذكر منها:

العصبية والعناد: الغضب والعصبية من الصفات المرافقة للعناد بالضرورة، فالزوج العنيد غالباً ما يكون عصبي أيضاً لأنه لا يتقبل مقاومة رأيه أو نقاشه وقد يلجأ لفرض رأيه أو قراراته في الزواج من خلال إظهار سلطته بالغضب والعصبية.

صعوبة مشاركة الحياة مع الرجل العنيد: الشخص العنيد شخص يصعب التعامل معه، ويحتاج إلى معاملة خاصة، أو أشخاص يتمتعون بطباع وعقلية مرنة وخاصة، وأشخاص صبورين لأبعد الحدود.

التشبث بالرأي: عدم الاستسلام لمجرد وجود شخص آخر لا يتفق معه بالآراء، فالعنيد سيحاول إثبات وجهة نظره وتقديم براهين، ولا يسمح لعقلية التفكير الجماعي بالتأثير عليه، وقد لا يقبل بالرأي الآخر حتى لو تأكد من أن وجهة نظره خاطئة.

الزوج العنيد لديه موقف عاطفي تجاه الحياة: عادة ما يكون الرجل العنيد عاطفي من أعماقه، مع اختلاف التعبير عن هذه العاطفة من شخص لآخر، غالباً ما يحاول إخفاء هذه العواطف ليحافظ على ظاهره الصلب وجديته.

مقاومة التغيير: تتغير الحياة باستمرار، ولكن العقل المغلق لا يسير مع التيار، سيضطر الزوج العنيد للعمل بأسلوب معيشي صارم. ويقاوم التغيير بالتجاهل مبدئياً وبالمقاومة الشديدة عند الضرورة.

المجادلة لإثبات الرأي ووجهة النظر: عادة ما لا تصل إلى نتيجة في محاولة إقناع الرجل العنيد بوجهة نظرك المخالفة لاعتقاداته.

الإرادة القوية: لا يتردد الشخص العنيد في تحقيق الأشياء التي يحلم ويؤمن بها، وفي بعض الأحيان يصل لتحقيقها، ولكن على العكس فإنه يتعرض لخيبة الأمل جراء العنَد في بعض الأحيان نتيجة تعارض طريقته في التعامل مع الأمور مع طرق الآخرين، مما قد يعرضه للكثير من حالات الفشل.

التصميم والإصرار الدؤوب: مما يجعل من الصعب تخليه بسهولة عن شيء يقدره بمجرد التزامه به، فهو بذلك شريك قوّي وموثوق، بينما قد يخسر الكثير من الأصدقاء نتيجة هذا الإصرار الذي ليس بالضرورة أن يكون له أسس صحيحة.

تقدير أكبر للعمل الجاد: يعمل بجد وغالباً ما ينهي ما بدأ به ويسلّم العمل عند الوقت المحدد له، كما يتحمل نتائج مختلف حالات الفشل في العمل، لكن دون مناقشة ذلك مع الآخرين.

يمتلك أخلاقيات جيدة في العمل: عادة ما يتمتع الشخص العنيد بالنزاهة في العمل، وينجز المطلوب منه على أتم وجه.

مفاتيح التعامل مع الزوج العنيد

قد يكون التعامل مع زوجكِ العنيد أمراً محبِطاً، لذا يكون من الأسهل تجنب التواصل معه أحياناً، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل التواصل في العلاقة الزوجية، بالتالي محاولة تجنب مناقشة الكثير من الأمور المهمة بسبب ذلك، لكن من المهم لصحتكِ الجسدية والعقلية ألا تتقبلي عناده وألا تستسلمي في كل مرة، لذلك هناك أمور قد تكون هي مفاتيح التعامل مع زوجكِ العنيد وفك هذه العقدة التي تؤثر على حياتكما معاً، أو على الأقل الاستفادة من إيجابياتها وهي:

التوقيت المناسب: أول وأهم مفاتيح الرجل العنيد هو اختيار التوقيت المناسب لمناقشته أو الطلب منه أو معارضته، والأهم من ذلك اختيار الوقت المناسب للانسحاب من النقاش والتوقيت المثالي لإعادة طرح الموضوع.

الاحتيال البريء: يقوم مبدأ الاحتيال البريء في التعامل مع الزوج العنيد على إيهامه بالموافقة عندما تكون الموجة عالية، وفي بعض الأحيان إشعاره أنكِ توافقيه الرأي تماماً، ثم إعادة فتح الموضوع بطريقة مختلفة.

المعارضة الحكيمة: قرري مدى أهمية الموضوع الذي تناقشينه مع زوجك العنيد، حيث من السهل تجنب أو تخطي الموضوع والمضي قدماً حسب مستوى هذه الأهمية بالنسبة لكِ، ويجب ألّا تتحول العلاقة بينكما إلى سباق في العناد.

تجنب الحكم المسبق: الاستماع إليه دون الحكم على ما يقوله مسبقاً، حيث من المهم أن يشعر زوجكِ العنيد بأن ما يقوله لكِ يتم الاستماع إليه وتعترفين بأهميته.

التأكد من فهم وجهة نظره: من خلال طرح الأسئلة حول الأجزاء غير المفهومة مما يقوله حيث أن طرح الأسئلة ومنحه فرصة للتعبير يزيد من إحساسه بأنكِ تأخذي وجهة نظره على محمل الجد، ويجعله شخصاً أكثر قابلية لمناقشة بعض التغيرات، أو الإضافات.

المواجهة الناعمة: اشرحي بهدوء ودقة وجهة نظركِ، ومن المهم أن تجعليه يستمع إليكِ ويمنحكِ الاحترام الذي أعطيتهِ له عندما كان يتحدث إليكِ، لأنه غالباً ما لا يستمع الزوج العنيد إلى الآخرين، فحاولي أن تتماشى مع بعض الأفكار أو وجهات النظر التي قام بطرحها، لأنه لن يقبل أبدأ بتغيير جذري مباشر لرأيه، وقد يحتاج الموضوع للكثير من التمهيد.

إسأليه أيضاً إذا كانت وجهة نظركِ مفهومة وواضحة، حيث من المهم أن يفهمها من خلال استخدامكِ المقارنات من اهتماماته لتوضيح وجهة نظركِ.

تقدير حجم القرارات والمواضيع: قرري إذا ما كنتِ قادرة على التضحية للحصول على هدفكِ من هذا الموضوع، ويعود ذلك إلى أهمية هذا الموضوع، حيث يمكنكِ تركه يقرر في مسائل أخرى ولكن في هذه المسألة المهمة فدعيه يترك الخيار لكِ أنتِ.

كيفية التعامل مع الزوج العنيد

قد يفرض عليكِ الزوج العنيد في بعض الأحيان ردوداً تلقائية لمجرد اعتقادكِ بأنه سيغضب إذا لم يفوز، وفي بعض الأحيان تعتقدين أن الأمر لا يستحق العناء أو الجهد المبذول، لأنه قد يكون أكثر أهمية بالنسبة له، وليس لديكِ الطاقة الكافية للوقوف في وجهه، لكن على العكس عليكِ أن تعتادي على التعامل مع هذا العناد وإيقافه عند حد معين، لتكون الحياة الزوجية مع شريكِ حياتكِ العنيد أكثر سلاسة وشفافية، إليك بعض الطرق للتدرب عليها:

البقاء بعيدة عن التوتر: وخاصة الغضب والاستياء ومواجهة عناد شريككِ بالعناد، لذا عليكِ التنفس بعمق والاسترخاء لمواجهة الموقف بهدوء، وخذي وقتاً للتخلص من التوتر مسبقاً، ذلك يجعل كلماتكِ الهادئة أكثر فاعلية.

البقاء هادئة: حاولي التروي والعدّ للعشرة واستخدمي استراتيجيات مهدئة، وخاصة عند بدء موقفٍ بعناد زوجك. لأن توتركِ قد يسبب ردّة فعل عكسية عند الزوج العنيد مما يؤدي إلى مواجهة، قد تؤدي إلى نتائج عكسية أو شجار.

اختيار التوقيت المناسب: حيث التوقيت هو سرّ النجاح، فالوقت المناسب بعيداً عن وقت الانطلاق إلى العمل أو الانشغال في العمل، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع زوجك العنيد، والأفضل اختيار مناقشة الأمر عندما تكونون في مزاج جيد نسبياً، ويكون هو في أفضل أوقاته أيضاً.

جعله يشعر بحبك: حيث أن المشاعر بينكِ وبين شريكك لا تتغير حتى أثناء النقاشات المحتدمة، وأخبريه أن حبكِ له غير مشروط، ومن خلال ذلك يمكنكِ التعامل مع أي موقف، وعندها يكون أكثر ميلاً للتنازل عن عناده معك.

استخدام القليل من الإطراء: ذلك يجعله يشعر بالرضا عن نفسه، حيث يعتقد زوجك العنيد أن طريقته هي دائماً الأفضل، ويرى أي اقتراحات أخرى كهجوم شخصي، ولأن الأنانية لدى زوجكِ العنيد تعني أنه لا يهتم سوى لرأيه فقط، لذا يمكنكِ إظهار التقدير لشيء حققه، أو لأفكاره الرائعة، حتى لو لم تكوني على قناعة تامة بما تقولينه!

عدم إخباره بأنه مخطئ تماماً: حيث أنه لن يرغب بسماع أنه مخطئ، على العكس أثبتي له أنكِ تفهمين وجهة نطره، ولكن هناك وجهات نظر قد تكون أوضح ويجب أخذها في الاعتبار.

التمسك بسلاحك من وقت لآخر: فقد يكون زوجك العنيد قد اعتاد اتباع طريقته الخاصة ليرغمك على الانصياع لآرائه القوية، وأنك الجانب الضعيف الذي سيتنازل دوماً، لكن على العكس كوني الشخص الذي لا يمكن التلاعب به في كل مرة، وافرضي احترامك واحترام احتياجاتك ورغباتك.

توضيح ما تعنيه الأمور بالنسبة لكِ: فإذا كان يهتم لأمرك حقا وخاصة إذا كان الأمر يعني الكثير بالنسبة لكِ سيساعد ذلك في إقناعه بتلبية احتياجاتكِ والانصياع لرغباتكِ.

الثقة: من خلال إبقاء رأسكِ مرفوعا والتواصل البصري والوقوف بثبات.. كل ذلك سيعزز ثقتكِ بنفسك، ويجعل أفكاركِ أكثر إقناعاً، وأنك مصرّة على رأيكِ وأنه لا يوجد نيّة بأن تتراجعي.

عدم وصفه بالشخص العنيد: فهذا آخر شيء يريد زوجك العنيد سماعه، ويجعله أكثر عناداً، وبالتالي يتشبث بآرائه أكثر.

استغلال الصفات الإيجابية لدى الزوج العنيد: يمكنك أن تكوني صاحبة الرأي الفصل بمجرد التوقف عن رؤية العناد لدى زوجكِ على أنه أمر سلبي، وتعلم كيفية استخدام تكتيكات أكثر فاعلية لمواجهة طبعه الذي يبدو مستعصياً على الحلّ.

نقاط ضعف الرجل العنيد

على الرغم من الثقة التي يتمتع بها الرجل العنيد، وتشبثه بقوة بآرائه، إلا أن لديه نقاط ضعف، منها:

إظهار الحب والمشاعر: حيث أن الأزواج الأكثر عناداً يكون لديهم استعداد لتقديم التنازلات من أجل إظهار الحب لزوجاتهم في المقابل.

الخوف من المجهول: والتهرب من تجربة شيء جديد لم يفعلوه من قبل، أو أي شيء خارج عن رويتنهم المعتاد، وقد ينسحب الزوج العنيد من التجارب الجديدة بصمت.

الخوف من التغيير: كما ذكرنا آنفاً لا يحب الزوج العنيد الابتعاد عن روتينه المعتاد، وسيشعر بالضعف خارج نمط حياته الروتينية اليومية، وقد يفقد جزءاً من ثقته بنفسه خارج محيطه ودائرته الاجتماعية.

نصائح تساعدك على إقناع زوجك العنيد

إذا كان هناك من شخص قادر على إحداث تغيير في قرارات زوجك العنيد، فلا بد أن يكون هذا الشخص هو أنتِ، لأنكِ أكثر مَنْ يعرفه ويقدّره ويحترمه، وعلى دراية بنقاط قوته وضعفه وحالته النفسية، كذلك أفضل الطرق والأوقات للدخول في حوار بخصوص تغيير شيء أو قرار يتعنتُ باتخاذه، وأهم النصائح التي قد تساعدك في ذلك هي:

المجاملات: امتدحي زوجك وعززي غروره قليلاً.. قبل تقديم الاقتراحات، بهذه الطريقة سيصبح أكثر انفتاحاً وقدرة على سماعكِ والإصغاء إليك وإلى ما تقومين باقتراحه.

التعاطف: خاصة عندما يقع زوجك العنيد ضحية للإحباط بسبب عدم فهم وجهةِ نظره، فحاولي التروي والاستماع إليه.

تجنب اللوم: حيث لا يحب سماع الحكم عليه بأنه على خطأ، فقط حاولي إقناعه بأنك تفهمين عليه وتقدرينه.

في الختام.. الزواج في النهاية هو تعاون، والحياة الزوجية هي تكامل بين المرأة والرجل، فلا تجعلي صفة العناد لدى زوجك عقدة تقف في طريق سعادتكما، بل حاولي أن تجدي المفاتيح ولتكن سلاحكِ لتجعلي عناده أمراً غير مستعصي على الحلّ.

حلوها

2022/01/19
’مصروف البيت’ يفجّر المشاكل بين الزوجين.. ما الحل؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت ديمة رواشدة:

ما أسباب المشاكل المالية بين الزوجين؟

إذا كنت من الرّجال المتزوجين، من المؤكّد أنّكَ تعاني من وجود بعض المشكلات بينك وبين شريكة حياتك بسبب المال والمصروفات وغيرها، والمُتعلقة في الاختلاف على كيفية الإنفاق والادّخار مثلًا.

[اشترك]

وفيما يلي وضعنا لك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى المشكلات الزوجية بسبب المال:

عدم استيعاب الأزواج لبعضهم البعض: من المفترض أن تكون زوجتك على اطّلاع على وضعك المادي قبل الزواج، وما هي أولويّاتكَ في الإنفاق والادّخار، لكن بعض الزوجات تعتقد أنّ الموضوع كان مؤقتًا، وبعضهنّ تتصرف وكأنّها لا تعلم شيئًا عن وضعك وطريقة ادّخارك وإنفاقك في الحياة.

عدم تطابق الأولويات المالية: من الواجب عليك تحديد الأوليات المالية والأهداف الرئيسية قبل الزواج، واسعَ دائمًا لأن تكونا متطابقين في الهدف المرصود للإنفاق، وإلا فإنّكما ستقعان في الخلافات باستمرار.

 وجود بطاقة الائتمان في يد الزوجة: تُسرف بعض النساء في استخدام بطاقة الائتمان الخاصة بزوجها، فتلجأ لأخذ القروض، والمبالغ الطائلة دون علم زوجها في الأمر، وهذا يعد من أهم أسباب الخلافات الماليّة بين الزّوجين.

الإفراط في وضع الميزانية: قد تشعر بالملاءة الماليّة أنت وزوجتك عند دمج مدخراتكما مع بعضها البعض، لينتج لديكما زيادة في وضع الميزانية للإنفاق على العديد من الحاجيات، وهذا يُمكن أن يولّد ضغطًا كبيرًا، وبالتالي سيؤثر على العلاقة الزوجية تحت سقف البيت الواحد.

عدم القدرة على التنازل عن الإنفاق: إنّ قدرة الطرفين في السيطرة على الإنفاق أمرًا ضروريًا، وذلك ليحظى كلاكما بالزواج السليم الصحيح، فعلى سبيل المثال، تُبالغ الزوجة في الذهاب إلى المطاعم والخروج بكثرة، ودخل الزوج لا يكفي لمثل هذه الأمور، وعندها سيتولّد في هذه الحالة خلافات بسبب المال، ولهذا السبب، من الضروري مراعاة الزوجة لوضع زوجها المادّي، وقدرته الماليّة.

كيف تتغلب على المشاكل المالية في حياتك الزوجية؟

بعد التعرّف على الأسباب التي تؤدي إلى وقوع المشكلات المالية بين الزوجين، يأتي دور التعرّف على أهم الطُرق التي تُساعدك في حل هذه المُشكلات، ومن أبرزها الآتي:

افهم قِيم زوجتك: من الضروري جدًا أن يفهم كلا الزوجين قيم بعضهما البعض الخاصّة بالمال، فعلى سبيل المثال، قد تكون مُتعودًا على الادّخار، أمّا زوجتكَ فلا، وهنا بالتأكيد ستنشب المشكلات، لذا حاول دائمًا فهم قيم زوجتك، وأولويّاتها في الإنفاق أو الادّخار، ومن ثمّ التّفاهم معها بالاعتماد على فهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأموال.

تخطَّ اللوم دائمًا: يُخطئ بعض الأزواج في البدء بإيقاع اللّوم على بعضهما البعض عند حدوث خلل في الميزانية، أو الوقوع في مشكلة مالية كبيرة، حاولا دائمًا العمل على تخطي المشكلة معًا، ولا تنسَ أنّ الضغط المالي قد يؤدي إلى الكثير من الاضطرابات النفسيّة مثل القلق والتوتر اللذان يخلقان المشكلات لا محالة.

ابدأ بالحل مُبكرًا: حاول دائمًا الاتفاق مع زوجتك على النفقات المالية والميزانية التي تقدران عليها قبل الزواج، لأنّ الزواج طويل الأمد، ولا يجوز بدء الخلافات المالية من الأشهر الأولى، وحاولا تجنّب المشكلة المالية قبل الوصول إليها من خلال التفكير السليم والاتّفاق النابع عن تخطيط مالي مُسبق.

تواصل مع زوجتك: تواصل مع زوجتك دائمًا، واخلق معها أحاديث حول المواضيع المالية في البيت، وقد يرى بعض الرّجال الأمر مُحرج قليلًا، إلا أنّه أمرًا ضروريًا لتجنب المشكلات من خلال إطّلاع زوجتك على وضعكَ المالي والميزانية.

كيفية الشراكة المالية بين الزوجين إذا كانت زوجتكَ تعمل وتحصل على دخل شهري، فأنت بحاجة للاطّلاع على كيفية الشراكة المالية بينكما، لأنّكما تعيشان تحت سقف واحد، وقد وضعنا لك في هذه الفقرة مجموعة من الطُرق التي تُساعدك على ذلك،

إليكَ هي:

 الطريقة النسبيّة: وهي إحدى الطرق التي يستخدمها الزوجان للجمع بين مواردهم المالية ورواتبهم الشهرية، وتحديد الإنفاق بطريقة تتناسب مع الرواتب، فصاحب الدّخل الأكبر ينفق نسبة أكبر من دخله تتناسب مع احتياجات الأسرة، ولكن من مساوئ هذه الطّريقة أنّ الشّخص ذو المدخول الأعلى سيصرف أكثر، وهو ما قد يُشعره بالسّوء والظّلم، وأنّه يُعاقب بالإنفاق أكثر فقط لأنّه يكسب أكثر.

طريقة المُساهمة: وهي الطريقة التي يستخدمها الزوجان بغض النظر عن كمية إنتاجهما، فعلى سبيل المثال، أي يخصّص كل منهما نفس القيمة من مدخولهما مهما كانت مختلفة، ويجمعان المبلغ في صندوق واحد للإنفاق منه على حاجيّات الأسرة، وبهذه الطّريقة يمكن أن يختفي شعور الظّلم الذي يشعر به الطّرف الأعلى دخلاً، كما في الطّريقة السّابقة، ولكنّها قد تسبّب تذمّر الطّرف الأقل دخلاً بأنّه لم يتبّقَ له الكثير للإنفاق على حاجاته الشّخصيّة، مقابل إنفاق الطّرف الأعلى دخلاً على حاجاته الشخصيّة، وهو ما قد يولّد التوتّر في العلاقة، والخلافات.

 طريقة الدّمج الكامل: التي تتلخّص بوضع مدخول الزّوجين بالكامل في حساب جاري مشترك للإنفاق على حاجات الأسرة، ويحمل كل منهما بطاقة صرّاف للسّحب منه للإيفاء بالتزاماتهما، وكذلكَ يحمل كل منهما بطاقة ائتمانيّة لدفع المشتريات، ولكن يُعاب على هذه الطّريقة استياء الطّرف الأعلى دخلاً من إنفاق الآخر الأقل دخلاً، لا سيما إن كان يميل الأوّل إلى الاقتصاد في نفقاته، والثّاني يميل إلى الإسراف أكثر.

قد يُهِمُّكَ: تعرف على طرق وضع الحدود المالية بين الزوجين

إذا كنت مقبل على الزواج، وشعرت في الوقت ذاته أنّك قد تختلف على الأمور المالية مع زوجتك، فإنّ أوّل ما تُفكّر به هو كيفية إرساء الحدود المالية في بيتكَ، وذلك لتتشاركها مع زوجتك، وإليك بعض تلك الحدود:

 اعرف أولويات زوجتك واستعد للتسوية: قبل أي شيء، اعرف أولويات شريكة حياتك، هل هي مُدخرة أم مُنفقة، حاول معرفة هذه الصفات من خلال حديثك المالي معها.

حدّد المشتريات الرئيسية مع زوجتك: اجلس مع زوجتك واكتبا جميع المُشتريات الضرورية التي تحتاجانها في المنزل، ووضّحا كل هذه الأمور لبعضكما البعض.

ضع الجداول الزمنية المُتعلقة بالأهداف المالية القادمة: من المعروف أنّ الغموض أحد أعداء التخطيط المالي، فعلى سبيل المثال، إذا أردتما شراء بيت في المستقبل القريب، حدّدا الهدف، وناقشا مقدار المبلغ المالي الذي ترغبان بتوفيره شهريًّا لتحقيق هذا الهدف، بالطّبع بما يتناسب مع ثمن المنزل الجديد تقريبًا ورواتبكما، وهكذا مع باقي الأمور.

حدّد الميزانية الضرورية مع زوجتك: اجلس مع زوجتك وحدّدا المبالغ الشهرية الثابتة والضرورية بالنسبة للمنزل، كنفقات الفواتير، والاشتراكات الشهرية الخاصة بالكهرباء، والماء وغيره، عندها سيكون كلاكما على اطّلاع بالنفقات التي تعتبرانها خطًا أحمرًا، ولا يُمكن تجاهلها.

اعترف بديونك لزوجتك: هذه أهم نقطة تُحدد الأمور المالية في البيت، وهي أن تكون صادقًا مع زوجتك بشأن ديونك، ستساعدك في مثل هذه الحالة على الخروج من هذا المأزق بسرعة، وفي حال لم تخبرها بشيء، فإنّك ستواجه ضغوطات كبيرة.

كن صادقًا بشأن مدخولكَ: من الضّروري أن تصارح زوجتكَ بمقدار دخلكَ الشّهري، لأنّها ستشعر بالخديعة والغبن، إذا اكتشفت أنّكَ كذبتَ عليها بهذا الشّأن، وهو ما يجر عليكَ مشاكل أنتَ في غنى عنها.

2022/01/18
قسمة ونصيب: لماذا يتأخر زواج بعض الفتيات؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

 

أسباب تأخر الزواج للبنات

لارا عبيات

يعرف الزواج بأنه إشهار العلاقة بين طرفين بشكل رسمي، بعقد يهدف إلى جعلهما شريكين في جميع أمور الحياة المادية والعاطفية وغيرها من الأمور التي تستلزم الشراكة حتى تتحقّق علاقة الزواج هذه، كما أن الزواج يعرف بأنه الحفل الذي يقام من أجل إتمام مراسم جمع كلا الشخصين مع بعضهما والاحتفال بكونهما أصبحا شريكين بشكل رسمي، وذلك يختلف باختلاف الدين والعادات والتقاليد في كل مجتمع.

[اشترك]

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الزواج عند الفتيات وتأجيله إلى سن أكبر، ومنها:

كثرة الطلبات

يوجد العديد من الفتيات اللواتي يردن الكثير من المواصفات المثالية في شريك الحياة، كالوسامة والجاه والمال وغيرها من الشروط والمعايير العالية التي قد تضعها الفتاة لشريك حياتها، وهذا الأمر قد يؤدي إلى إعاقة زواجها وتأخيره كثيراً، بسبب عدم قبولها بالأشخاص الذين لا يتمتعون بجميع هذه المواصفات والتي قد تكون تعجيزية وموجودة بندرة.

الاختفاء عن الأنظار

قد تميل بعض الفتيات إلى الابتعاد عن الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهو ما يجعلها بعيدة عن الأنظار فتصبح مثل المنسية، وهو ما يؤدي إلى تأخير زواجها بسبب أن لا أحد يراها ولا ترى هي أحداً كذلك.

عدم التفاهم مع الرجل

قد تعاني بعض الفتيات من عدم القدرة على التواصل مع الرجال وعدم القدرة على فهم طبيعتهم المختلفة وتقبّلها، مما يؤدي إلى عدم ارتياح كلا الطرفين وبالتالي عدم الوصول إلى مرحلة الزواج، كما وقد يتصف الرجل ببعض الصفات التي لا تناسبها، ما قد يؤدي إلى ابتعادها عنه والتغاضي عن فكرة الزواج منه.

الاستقلالية

لقد تنامى مفهوم الاستقلالية لدى الفتيات في الوقت الحاضر، وزاد التركيز على إتمام التعليم والحصول على فرص أفضل فيه، بالإضافة إلى التركيز على الوظيفة وإنشاء الأعمال المستقلة وهو ما يؤدي إلى الاستقلال المادي الذي قد يجعل الفتيات ينظرن إلى الزواج على أنه عبء بعد أن كان فرصة للحصول على الكثير، وهو ما يؤدي إلى رفض بعضهن الزواج مطلقاً أو تفضيل تأخيره. انتظار الحب

ليس من الضروري أن تقوم كل علاقات الزواج على الحب قبله، ولكن في وقتنا الحالي أصبح هذا الأمر مرغوباً بشدة وأصبح يعتبر من أساسيات الزواج، فالقليل من الفتيات أصبحن يعتقدن بالحب بعد الزواج وليس قبله، وهذا الأمر أدى إلى تأخير سن الزواج عند الفتيات بسبب انتظارهنّ لحب حياتهنّ على عكس ما كان سائداً من قبل، وقد أدى لهذا الأمر شيوع فكرة الحب قبل الزواج وانتشارها بكثرة في الأفلام والروايات وتصديرها على أنها أساس الزواج السعيد وأن الحياة الزوجية السعيدة لا بد من أن تكون مسبوقة بقصة حب استثنائية.

تزايد معدلات الطلاق

لقد تزايدت معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة وهي في ارتفاع، وهذا الأمر ساهم في جعل بعض الفتيات ينفرون من الزواج ويفضلون البقاء وحدهن على الدخول في علاقة فاشلة والتعرض إلى الألم العاطفي وألم الفراق، لذا فإن البعض أصبح يفضل عدم الزواج أو تأخيره إلى حين بسبب الخوف من هذا الأمر، فمع أن رؤية الأشخاص ينفصلون لعدة أسباب أدى إلى زيادة الوعي بالالتزام العاطفي وما الصورة التي يجب أن يكون عليها وماذا يعني الزواج بالضبط، إلا أن هذا أصبح مخيفاً قليلاً لبعض الفتيات.

 أهمية الزواج

يعتبر الزواج من الأشياء المهمة في الحياة، وتكمن أهميته في الآتي:

تكوين عائلة

عادة ما يطمح الفرد إلى امتلاك عائلة مستقلة وحياة خاصة به مع شريك حياته الذي يختاره، لذا فإن الزواج هو ما يحقق هذه الغاية، فالحياة الزوجية هي البدء بالاتزان وتحمّل المسؤولية مع شخص آخر ومن ثمّ مع الأطفال مدى الحياة، ويتيح هذا الأمر للإنسان أن يحسّن من مبادئ كثيرة لديه في حياته وفي شخصيّته، كالإيثار والابتعاد عن الأنانية وحبّ الذات، وهذا ليوفّر الرعاية اللازمة والاهتمام بشريك حياته ولأطفالهما على أفضل وجه ممكن.

 الحب

يتوق الكثير من الناس إلى إيجاد الحب في حياتهم، فهو يعتبر من أهم الأشياء التي يبحث عنها الإنسان باستمرار، ويوفر الزواج نوعاً من الحب الذي يقوم على الاحترام والاهتمام والرعاية والعديد من الأمور الأخرى، كما أنه يوفر حباً غير محدود وغير مشروط بين الزوجين، وهو ما يجعلهما مستعدين للوقوف بجانب بعضهما وتقديم الدعم في كل وقت.

التشارك

يعتبر التشارك من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الراحة والسعادة، فيستطيع كلا الشريكين البوح بأي شيء لبعضهما ومشاركة أحلامهما وهمومهما ومساعدة بعضهما البعض في الوصول إلى الأهداف التي يحلمان بتحقيقها، وهو ما يعني الحصول على صديق دائم وأبدي يفهم الشخص الآخر بدقة، ويعينه في اتخاذ قراراته ويشاركه في جميع أمور الحياة.

تقليل التوتر والإحباط

يعمل الزواج على تقليل معدلات التوتر والإحباط لدى كلا الزوجين، فالأشخاص المتزوجون لا يتعرضون للإحباط كما يتعرض له الأشخاص غير المتزوجين، وذلك يرجع إلى الدعم الذي يجدونه من شركائهم بالإضافة إلى رضاهم عن حياتهم وراحتهم، فالزواج من شأنه أن يرفع معدّل الرضا عند الإنسان بشكل كبير، بينما لا يظهر غير المتزوجين وخاصة في عمر العشرينات رضا عن نمط حياتهم وهو ما قد يقود إلى الإحباط أو القلق وخاصة إذا ما تأخّر الزواج بشكل كبير.

 صحة أفضل

يتمتّع الأشخاص المتزوجون بصحة أفضل من الأشخاص غير المتزوجين، فالحصول على الدعم المستمر من الشريك يجعل الشخص أكثر قدرة على محاربة ومقاومة المرض إذا ما تعرض له، كما أن الإنسان يميل إلى الاهتمام بنفسه أكثر إذا ما كان مسؤولاً عن أشخاص آخرين، أو إذا ما كان هنالك شخص يحثّه على الاهتمام بنفسه وبصحته.

2022/01/17
الدين يبقى والجمال يزول.. إيّاكم وخضراء الدمن!

هذا الحديث معروف ومروي من طرق الفريقين، ونًصّه ما يلي: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مخاطباً أصحابه أنّه قال: (إيّاكم وخضراء الدمن)، قالوا: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء. [وسائل الشيعة، ج 14 ، ص 19 ، ح 7 - بحار الأنوار ، ج 100 ، ص 232 ، ح 10].

[اشترك]

والحديث يشير الى الأساس الذي ينبغي أن يكون عليه اختيار الزوجة الصالحة بحيث لا يكون أساس الاختيار مبني على الجمال فقط، إذْ أن الهدف من الزواج هو إقامة حياة زوجيّة على أساسٍ من تقوى الله، ثمارها أُسرة صالحة، وأنّ السعي وراء الجمال لا يجني طالبه سوى الذلّة والقبح، أمّا الدين فإنّه يبقى ويدوم. وحينئذٍ لا بُدّ من ملاحظة المحيط الذي يعيش فيه ذلك الإنسان الذي تنوي الارتباط به، وذلك لأنّ تأثير المحيط الصّالح والسيّئ في مجمل شخصية الإنسان واضح على المستوى الإيجابي والسّلبي، فإنّ المحيط الاجتماعيّ الملّوث بالرذيلة، هو عدوّ للفضائل الأخلاقيّة، والحال أنّ المحيط السّالم والطّاهر، يهيّئ أحسن وأفضل الفرص، لغرض تهذيب النّفوس، في معارج الكمال الرّوحي والمعنوي. [ينظر: كتاب الأخلاق في القرآن، ج ١، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ص ١٣١].

2022/01/04
بر الوالدين لا يتحقق بـ ’إيذاء الزوجة’.. كُن دبلوماسياً!

ظلم الزوجة إرضاء للوالدين

د. جاسم المطوع:

من أكبر الجرائم ظلم الزوجة وضربها وإيذائها إرضاء للوالدين، فالزوج الذي يسكن في بيت والديه واجب عليه أن يبر والديه وأن يكرمهما دون ظلم زوجته وإجبارها على أمور ليس من واجباتها.

[اشترك] 

فالزوج لابد أن يفرق بين حقوق زوجته وحقوق والديه فلا يخلط بينهما، وفي بعض الحالات يقوم الزوج بإيذاء زوجته طاعة لأمه أو أبيه، ففي هذه الحالة يكون قد وقع في الخطأ والمعصية، والأصل في طاعة الوالدين أن تكون في معروف وليست في معصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وإن كانت الطاعة للوالدين.

ففي بعض الحالات يضرب الزوج زوجته أمام والديه أو إخوانه من أجل إرضائهما ويهينها بالكلام والسب والشتم من أجلهما، أو أنه يقصر في الصرف والإنفاق على زوجته وأولاده من أجل والديه أو إخوانه، وهذه التصرفات كلها مخالفة للحقوق الزوجية، فالفهم الخاطئ لمفهوم بر الوالدين يجعل الزوج يتصرف بشكل ظالم تجاه زوجته، وأذكر أني تحدثت مع زوج يظلم زوجته من أجل أمه وأبيه فقال لي: رجاء لا تكلمني عن أمي وأبي فأنا ابنهما الوحيد وليس لدي وفي الدنيا غيرهما وبرهما واجب في حقي.

فقلت له: أنا لم أخبرك بأن لا تبر والديك وإنما أنا أتحدث معك في عدم ظلم زوجتك وإهمالها وإهانتها من أجل والديك، فأنا أتمنى أن يزيدك الله برا بوالديك ولكن بشرط ألّا تظلم زوجتك وأبناءك، فالعدل والتوازن مطلوب وليس هناك تضارب بين بر الوالدين وإعطاء الزوجة حقوقها فالوالدين إذا أمر ابنهما أمر فيه مضرة عليه مثل إهانة زوجته أو ضربها أو الغضب عليها أو حرمانها من النفقة أو فوات مصلحة ظاهرة يصعب تحصيل بديل عنها مثل ترك عمله الذي يتكسب فلا تجب طاعتهما.

وعلاج هذه المشكلة أن يكون الزوج دبلوماسيا مع والديه فيعاملهما معاملة كريمة ويحافظ على زوجته بطريقة ذكية، لأن بعض الأمهات لا يفرقن بين مشاعر الأمومة ومشاعر الزوجة التي تزوجها ابنها، فتظل الأم تعامل ابنها وكأنه غير متزوج وتريد أن تتحكم فيه وتسيطر عليه وعلى حياته مع زوجته وأولاده، ففي هذه الحالة لا بد أن يكون الابن حذر في التعامل مع أمه وبنفس الوقت يحافظ على بيته وزوجته، وأنا أعرف بعض البيوت تعامل الأم زوجة ابنها مثل العاملة عندها، علما بأن الزوجة عندما تخدم والديّ زوجها فإن هذا من مكارم الأخلاق والعشرة بالمعروف وهو ليس واجبا عليها، فالعلاقة الزوجية تبني على التغاضي والتراضي لا على التقاضي والمحاسبة على الحقوق والواجبات، والزوجة الذكية هي التي تساعد زوجها على بر والديه وتدعمه معنويا على خدمتهم، ولكن بالمقابل لا ينبغي أن يستغل الزوج خلقها الطيب هذا بإيذائها وظلمها.

وإنما عليه أن يتفق معها في حالة لو كانت أمه تتصرف بطريقة أنانية، بأن تكون الزوجة ذكية في استيعابها ومداراتها من غير أن تخسر علاقتها معها، ولكن إذا استمر إيذاء أم الزوج بها وقرر الزوج أن يسكن خارج بيت أهله ليريح زوجته فلا يكون بهذه الحالة عاقا لوالدته، خاصة إذا كان السكن قريب منهم ويستمر بخدمة والدته وبرها، وبنفس الوقت أراح زوجته وحافظ عليها بعيدا عن أمه التي كانت تأذيها لأن من حقوق الزوجة أن يسكنها زوجها بمسكن تكون آمنة ومستقرة ومرتاحة ومستقلة فيه.

2022/01/02
علاقة غريبة بين ’الجنة’ و ’الزوجين’.. لا تتركوا الخلافات تدوم لأكثر من ساعة!

المبادرة الى الاعتذار

ليكن التعامل فيما بينكما في المنزل بالمدح والثناء وتقبُّل التقصير.

وأؤكّد هذه الوصيّة على الرجال الذين لا يتعاملون هكذا عادةً، وأُخاطبهم أنْ إذا غضِبْتُم -ولا ينبغي لكم الانفعال- ولو صدرت عنكم كلمات جارحة -ولا ينبغي أن تصدُر عنكم-، فبادروا إلى الاعتذار فورَ زوالِ الغضب عنكم، وتحمَّلوا مسؤوليّة التقصير، واخضعوا لذلك، فالخضوع هنا نوع من البناء الذاتيّ، والبيت يجب أن يكون مدرسةً لنا، بل أفضل مدرسةٍ وأفضل كتابٍ أخلاقيّ وأفضل معلِّمِ أخلاقٍ للنساء خاصّةً.

[اشترك]

فليبادر أحد الطرفين إذا قامَ الرجل بعملٍ سيِّئٍ ورفض الاعتذار، فأرجو من الزوجة أن تبادرَ فوراً إلى الاعتذار، وتتجنّب الإيذاء والتهاجُر والتعالي والعبوس والتضجُّر والكسل. فهذه من أخلاق أهل النار، لا من أخلاق أهل الجنّة، وإذا أردتَ أن تكونَ من أهل الجنّة، فاعملْ من أجل أن يكونَ بيتك مُفعماً بالنشاط، إذا أحجمَ أحدُ الزوجين عن الاعتذار فليبادر الآخرُ إلى تحمُّل التقصير والاعتذار، وتجنُّب إلقاء تَبِعَة التقصير على الآخر، وهكذا الحالُ عادةً في مختلفِ النزاعات، فإذا تراجعَ أحدُ طرفيها، انتهتْ. وعدم انتهاء النزاع يرجع إلى عدم تراجُع الطرفين أو أحدهما.

وإذا أردتُم الجنّة ونعيمها وحيويّتها والجلوس على تلك "السرر الموضونة" متقابلين، فليتراجع (لِيَعْف) كلّ منكما إذا وقع بينكما نِزاعٌ وأنهياه فوراً، واحرصا على ألا يستمرَّ النزاع في البيت ولو لساعةٍ واحدة.

صفات المرأة الصالحة يجب على الرجل التحلّي بالرجولة، وعلى المرأة أن تكون "سيِّدة" حقّاً، والقرآن يقول إنّها تكون كذلك عندما تطيع زوجها حتّى لو كان مُقصِّراً: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ) (النساء: 34)،

فللمرأة الصالحة صفتان:

- الأولى: الطاعة والخضوع والتواضع لزوجها حتّى لو كان مقصِّراً.

- الثانية: حفظِ العِفَّةِ في السرِّ والعلن، في حضور زوجها أو في غيابه. وهذه هي الجديرةُ بوصفِ "المرأة الصالحة".

فعلى الزوجة الصالحة أن تخفض جناحَها لزوجها إذا وقع اختلافٌ أصلاً، وهذا هو حالُ المسلِم الحقيقيّ.

تعساً للبيت الذي يفتقد الحيويّة يُؤكِّد المنطق القرآنيّ وجوب اجتناب النزاع في البيت، لأنّه يُؤدّي إلى ذهابِ الهيبة، ويدمِّرُ الشخصيَّة، وإذا تجرَّأ -لا سمح الله- الزوجان أحدهما على الآخر لا تبقى لأيٍّ منهما شخصيّة (احترام) في عين الآخر، وتعساً للرجل الذي لا هيبة له في بيته، وتعساً للمرأة التي لا موقع لها في قلبِ زوجها، وتعساً للبيت الذي يفتقدُ الحيويّة، فالأمُّ لا تستطيع إذا كان قلبها ميّتاً تقديم شابّة أو شابّ ناشط وفاعل للمجتمع، عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في حديثٍ مرويٍّ عنه: "إيّاك والضجر والكسل، فإنّهما يمنعان حظَّك من الدنيا والآخرة" فهو عليه السلام ينهانا عن الكسل ويدعونا إلى الحيويّة والنشاط، ويخاطب السيّدة أن تجتنب الكسل في بيتها، ويخاطب الزوج أن لا يدع الكسل يسيطرُ عليه؛ لأنّ ذلك يحرمنا من خير الدنيا والآخرة. (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) يقول تعالى في القرآن: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال: 46)، ماذا يعني ذهابُ ريحكم؟ لا يتوهّم الرجلُ الذي تطغى الركَّة (والابتذال) على كلامِه (في البيت) أنّه يُسيءُ إلى زوجته فقط، بل إنَّ الإساءة تلحقُ أوّلاً بشخصيّته هو وتُشَوِّهُها، ولا تتصوَّر الزوجة أنَّها تُبرّد غليلَها عندما تنطِقُ بكلماتٍ جارحةٍ لزوجها، فالخسارة الأولى تلحقُ بها، وهي أنَّ حُبَّها يخرجُ من قلبِ زوجها.

(فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103). تبيّن هذه الآية شدَّة خطورة النزاع والاختلاف، وتُشبِّهها بحال الشخص الجالس على حافّة وادي جهنَّم، وإذا لم يكن هنا الآن "وادي جهنّم" فتصوّروا الأمرَ كحال جلوسكم على صخرةٍ على حافة وادٍ تُشاهدون اشتعالَ النار فيه، فيما الصخرة التي تجلسون عليها ينهار ما تحتها، فتسقطون أنتم في قَعْر هذا الوادي، وتدعو الآية الكريمة الزوجين اللذَين يعيشان في بيتٍ يسودُهُ الائتلاف والمودَّةُ أن يشكُرا الله كثيراً على ذلك ويدعواهُ تعالى لدوام هذه النعمة.

وعلى الزوج أن يشكر زوجته على إفعامِ البيت بالعطف والمودّة، فيما على الزوجة بدورها أن تُثْني دائماً عليه لتوافر المحبّة والأُلفة لديه.

كنور القمر أيّها السيّد، أيّتها السيّدة، إنّ الدنيا تنقضي والذي يبقى أمرانٍ:

الأوّل: التضحية والتسامح والإيثار، فهي صفات تُكسب الإنسان نورانيّةً تجعله يتألّق مثل القمر. والثاني: هو نعيم الجنَّة وعذاب الجحيم. أمّا الدنيا، فهي فانية. قد نرى، مثلاً، طبيباً قد وصل درجةً متقدِّمة من التخصُّصِ في عملِه وأخلاقُه الاجتماعيّة حسنة أيضاً، ولكن عندما تفتح قلب زوجته تجدُهُ بحراً من الأذى الذي ألحقه بها، على الرغم من علمه وحُسْنِ سيرته خارج البيت! وترى سيّدة مثقّفة مُتحضِّرة حسنة التعامل مع مثيلاتها، ولكن عندما تفتح قلب زوجها تجدها قد تحوَّلت فيه إلى عفريت!

الصفاء والتسامح

قبل ترسّخ الأضغان تؤكّد رواياتنا أنّه إذا وقع نزاع بين اثنين من المسلمين، بين زوجٍ وزوجته، فالواجبُ هو أن يتصالحا في اليوم الأوّل، وإلّا ففي اليوم الثاني، وإذا اعتذر الصغيرُ فبها، وإلّا فليذهب الأكبر لتُزال الضغينة والحقد حتّى لو كان الخطأ المُرتكبُ كبيراً وصدرَ عنهما كلمات جارحة -والعياذ بالله-، فعليهما التحلّي بالصفاء والتسامح، ويتناسيا ما جرى، وإذا لم يتصالحا في اليوم الثاني، وَجَبَ ذلك حتماً في اليوم الثالث، وإلّا ترسّخت الأضغانُ في قلبيهما، وخرجا من مرتبة من مراتب الإسلام، كما تؤكّد ذلك الأحاديث الشريفة.

المصدر: من كتاب أخلاقيّات العلاقة الزوجيّة، الفصل الثالث، ص102: الشيخ حسين مظاهري

 

2021/12/25
جدارك زجاجي: كيف تتعاملين زوج يكشف أسرار البيت؟

كيف تتعاملين مع إفشاء زوجك لأسرار البيت؟

سوبر ماما:

الزواج سكن ومودة وعلاقة بين شريكين دون تدخل الآخرين، فإذا ما تدخل أحد مهما كانت درجة قرابته من الزوجين فبالتأكيد سيسبب إزعاجًا شديدًا وقد يفسد الأمر على عكس ما يعتقد، إلا أن الأمر يزداد سوءًا إذا كان أحد الزوجين هو من فتح نافذة للتدخل بإفشائه لأسرار البيت.

[اشترك]

هذا هو الحال عندما يفشي الزوج تفاصيل أو أسرار بيته سواء لأقاربه أو لأهله، فتجد الزوجة نفسها وكأنها تعيش في بيت بجدران زجاجية مكشوف أمام الآخرين ولا مساحة فيه للخصوصية.

كيف تكتشفين الأمر؟

عادة ما ينكشف الأمر من تلقاء نفسه فالزوج الذي يفشي أسرار البيت قد لا يجد أدنى غضاضة فما يفعله ولا ضرورة لإخفائه فتجدين أهل زوجك يناقشونك في طريقة إدارتك لبيتك أو طريقة معاملتك لزوجك أو مصروفاتك، أو تجدين أم زوجك تمنحك النصائح باعتبارك (مثل ابنتها) في تدخل سافر في حياتك تحت قناع الخوف على مصلحتك.

الأسباب التي يمكن أن تدفع زوجك لإفشاء أسرار المنزل:

تتنوع أسباب هذا السلوك لكنها عادة ما ترجع لواحد من الأسباب التالية:

- ضعف شخصية الزوج أو عدم شعوره بالاستقلالية، وحاجته الدائمة لمن يساعده في اتخاذ القرارات.

- ارتباطه الزائد بأسرته واعتياده على مشاركتهم في كل شيء وهو ما لا يستطيع تغييره بسهولة بعد الزواج وتأسيس أسرة جديدة.

- حسن النية الزائد أو عدم القدرة على التفرقة بين ما هو سر أو معلومات عادية، وربما يرجع هذا لاختلاف نشأتكما، فما اعتدتِ على اعتباره سرًّا في نطاق أسرتك قد يكون في أسرته أمرًا عاديًّا.

- الرغبة في التفاخر على الآخرين، كإخبارهم على سبيل المثال بتفاصيل حياتكم المادية أو الأماكن التي تخرجون إليها أو مصروفات المدارس إلخ.

كيف تتعاملين مع المشكلة؟

1- وضحي لزوجك خطورة ما يفعله عليكما وعلى علاقتكما الزوجية.

2- اتفقا معًا على حدود الأسرار وحدود الخصوصية والوصول إلى منطقة وسط، ليتفهم كل منكما ما يقبل الآخر بأن يعرفه الآخرون وما يعتبره أسرارًا.

3- اشرحي له أضرار هذا السلوك على علاقكما فهو يشعرك بعدم الأمان معه، كذلك فهو يضر علاقتك بأهله فقد تتشاجران وينتهي الشجار بينكما بينما يظل أهله يتذكرون تفاصيل هذا الشجار.

4- بيني له خطورة ذلك على أطفالكما، فقد يسبب لهم نوعًا من القلق والمخاوف الاجتماعية الدائمة.

5- اطلبا النصيحة من استشاري علاقات متخصص.

6- إخفاء بعض الأمور عنه إذا كنت لا تضمنين عدم نقلها، خاصة أسرارك الشخصية كتفاصيل تخص أسرتك أو تفاصيل راتبكِ على سبيل المثال.

7- ضعي حدودًا مع أهله، إذا لم تستطيعي إثناءه عن هذا السلوك فبإمكانك على الأقل وضع حدود في التعامل، فلا تسمحي لأي شخص بالتدخل في أمور الخاصة أو منحك نصيحة غير مرغوب بها.

2021/12/11
لا تمدح شكل امرأة أمام زوجتك!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

هل يؤثر شكل الزوجة وطبخها على العلاقة الزوجية؟

كتبت هدى الشمري:

غالباً ما تتقبل الزوجة العربية أي نقد أو ذم من جانب زوجها شريطة أن يكون بعيداً عن شكلها وطبخها، لأنهما في نظرها يمسان أنوثتها بشكل مباشر، ويتعلقان بدورها كامرأة داخل بيتها.

[اشترك]

فالزوج الذي يسخر طوال الوقت من شكل زوجته، ويقارن بينها وبين الأخريات خاصة اللائي يراهن عبر شاشة التلفاز أو الشبكة العنكبوتية؛ يصيبها بالإحباط، واليأس، ويضعف ثقتها في نفسها، وقد يجعلها تندم على موافقتها على الزواج منه.

كما أن الزوج الذي يثني دوماً على طهي الأخريات، ويذم طهي زوجته، ويتهمها بأنها فاشلة في الطبخ، ولا تقدر على إشباع معدته بألذ الأطعمة والأشربة؛ يحزنها غاية الحزن، ويحبطها أيضاً، ويجعلها تكره دخول المطبخ، وتخشى ردود فعله بعد كل وجبة، الأمر الذي يعوقها عن تطوير ذاتها، وتحسين حالها في الطبخ، كما يخلق بداخلها حالة من الغيرة والحقد على من يقارنها بهن.

في الحقيقة، أتعجب كل العجب من ذلك الزوج الذي يمدح شكل امرأة أخرى أمام زوجته التي اختارها بكامل إرادته، وفضلها على الأخريات، وتزوجها!

وأتساءل مستنكرة: لو لم يكن هذا الرجل راضياً عن شكل من تشاركه الحياة، فلماذا تزوجها أصلاً؟

هل تزوجها ليعاقبها على أمر من صنع الله، ولا دخل لها فيه؟ هل تزوجها ليؤذيها ويحبطها، ويخرج أمراضه، وعقده النفسية عليها، لتكره نفسها، وحياتها؟

من سوء العشرة أن يسخر أي زوج من شكل زوجته الذي اختاره الله لها، ثم اختاره الزوج ورضي به حين دخل بيت أبيها، وطلبها للزواج، ودفع مهراً، وعقد عليها.

فبدلاً من هذه السخرية المقيتة التي تؤثر سلباً على نفسية، وأعصاب الزوجة، يمكن للزوج أن يحدث بعض التغييرات الجمالية على شكل زوجته بمنحها مالاً لتستطيع شراء بعض مستحضرات التجميل، والذهاب إلى من يجيدن تصفيف الشعر، وتنعيمه، وصبغه وغير ذلك.

أما إذا كان الزوج لا يستطيع دفع المال الذي يمكن أن يحسن من مظهر زوجته، فليقل خيراً، أو ليصمت؛ هو أزكى له، ولها.

وبخصوص طبخ الزوجة الذي لا يعجب الزوج، يمكنه أن يحولها إلى طباخة ماهرة بتشجيعها بأطيب الكلام، وحثها على متابعة برامج الطبخ المنتشرة على الفضائيات، والشبكة العنكبوتية؛ حتى تتعلم كل ماهو جديد، وتلبي له كل ما يريد من أطعمة، وحلوى.

فـلم يعد هناك أمر صعب أو مستحيل في زماننا هذا، وصارت وسائل المعرفة والتثقيف في شتى المجالات منتشرة، ومتاحة لدى غالبية الناس، لكن من المهم أن تكون الزوجة مستقرة نفسياً وعاطفياً، وتشعر بالحب والأمان حتى تكون قادرة على تطوير ذاتها، وتتغير إلى الأفضل.

2021/12/07
حفلات لـ ’هدم البيوت’!

حفلات الطلاق

كتب محمد مكي آل عيسى:

ظاهرة جديدة بدأت تطرق أبواب مجتمعنا الذي عاد ساحة لتطبيق كل ما يمليه الإعلام وكل ما يخطر على البال. لا أدري كيف بدأت هذه الحفلات وما هو منشؤها ومتى!

[اشترك]

لكنها على أية حال حفلة تقيمها الزوجة الّتي تحصل على طلاقها وتدعو فيها الصديقات والقريبات ولا تخلو هذه الحفلة من قالب الكعك (الكيكة) الذي يشبه كعك الميلاد أو العرس لكنه يمتاز بالزينة الخاصّة الّتي تحكي عن موضوع الطلاق كأن تكون صورة لابتعاد رجل عن امرأة أو دمى صغيرة تركل فيها المرأة الرجل وغيرها.

وتسود حفلات الطلاق أجواء الفرحة والسرور وتوزّع فيها الحلويات ولا تخلو من تشغيل الأغاني وانخراط الجميع بالطرب على أنغامها لاسيما صاحبة الدعوة الّتي تبدو عليها الفرحة الغامرة.

ولا تقيم جميع النساء المطلقات حفلات الطلاق بعد طلاقهن وإنما تقيم هذه الحفلات النسوة اللاتي رغبن هن بأنفسهن بالطلاق وربما كانت لديهم معاناة كبيرة حتى يحصلن عليه.

فالمرأة الّتي لا ترغب بالطلاق لن تقيم حفلة سرور وطرب بمناسبة طلاقها بل تكون مكدّرة حزينة إذا فقدت زوجها أو أسرتها أو أطفالها.

نعم فالمرأة الّتي تعاني الظلم من زوجها ولا تستطيع البقاء معه بسبب هذا الظلم يكون الطلاق خيارها الأمثل للتحرر من قبضة الزوج الذي ظلمها والعكس صحيح فالزوج الذي يرى أنه لا يستطيع أن يكمل حياته مع زوجته أبداً فالحل هو الطلاق.

وواضحة هي الحكمة الإلهية من تشريع الطلاق، فلا يمكن أن تبنى أسرة ولا يمكن أن يتربى الأبناء عند وجود خلل بين الأم والأب فكان الطلاق باب رحمة لوضع نهاية لبناء أعوج ينعكس على المجتمع بآثاره السيئة.

فمن يقوم ببناء بيت ثم يكتشف أن هناك خللاً كبيراً في أساساته لن يستعجل فيهدم هذا البيت بسهولة، سيحاول أن يجد أي حل ينقذ البناء قبل أن يفكر بالهدم وسيبذل كل جهده ليستنقذ بناءه فيستشير هذا المهندس ويستعين بتلك الشركة ويسأل ذاك الخبير حتى يأخذه اليأس من عدم وجود حل فيضطر مرغماً متألماً لهدم البناء.

وهكذا يتعامل الإسلام مع الموقف فالزواج أحب بناء لله تعالى فعن رسول الله ص: ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج.

أمّا إذا كان هذا البناء فيه مشكلة ولا بد من هدمه فالطلاق هو الحل الأمثل لإنهائه بعد أن تنقطع جميع السبل لإيجاد حل صحيح لتقويم هذا البناء، لكن يبقى الطلاق مبغوضاً عنده تعالى فإنه آخر الدواء وفي رواية عن الرسول الأعظم (ص) أنه قال: "ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة، يعني الطلاق".

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "ما من شيء مما أحله الله أبغض إليه من الطلاق".

وفي آخر عن الرسول (ص): "تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش".

وإذا كان الطلاق مبغوضاً عنده تعالى بهذا الشكل وهذا التأكيد فهل من الأدب أن تقام حفلات للطلاق؟! سرور بأمر يكرهه الله جلّ وعلا؟!

والذي أراه هو أن هذه الحفلات والسرور ليس لأن المرأة قد تخلّصت من قيد زوجها فحسب بل هناك أمور أخرى منها أن الزوجة لا تحب أن ترى نفسها منكسرة وكأنها فقدت كل حياتها بفراق زوجها فتعلن الفرحة والسرور للتغطية على ذاك الانكسار أو الحزن لتبقى بالنفسية القوية غير المكترثة بالأمر.

ومنها أن هذه الحفلة إخراس لصوت المجتمع الظالم الذي لا يرى المطلّقة إلّا بعين النقص، تحتفل لترضي نفسها بأنها في فرح غامر وسرور ولن يؤثر عليها صوت المجتمع ونظرته المتعسفة تجاهها.

أو ربما تشخيصها للحرية المغلوطة التي تظن بعض النساء أن الحصول عليها يكون بانفصام عرى الزوجية!

وعلى كل ما فرضنا فنحن بحاجة للمزيد من الوعي للتصدي للتجهيل الذي يصدّر إلينا من خلال الحرب التضليلية التي تهدف لمسخ مجتمعاتنا والذهاب بقيمها ومبادئها وفرض ثقافة هجينة عليه تعارض جميع المثل والأخلاق والتي تحفز المرأة على أن تكسّر قيودها بذريعة الحرية فتغفل المسكينة أن تلك الّتي تعتبرها قيوداً هي التي كانت تحملها من أن تقع في بحر الرذيلة أو بالأقل خسارة بيتها وأسرتها.

كما أننا بحاجة للوعي الداخلي، بحاجة للنهوض بالمجتمع مما تطبّع عليه وتمسّك به من اعتبار سيّء للمرأة المطلّقة والّتي كثيراً ما لا تكون هي السبب الأساسي في الطلاق.

نحن بحاجة لمنظمات تتخصص بنشر هذا الوعي وتكون رسالتها إيقاظ المجتمع للتصدي لظواهر اجتماعية قد يكون ضررها أكبر من حالات الفقر والمرض التي يوليها الجميع الأهمية.

نحن بحاجة لمعرفة ما يحبه الله وما يكرهه كي لا نحتفل لأمر هو يكرهه ففي ذلك استهانة بالشريعة المقدسة وطعن في الدين.

 ومن يجرؤ أن يكون خصماً قبالة رب العالمين؟!

2021/12/04
10 مفاتيح سحرية لـ ’الحب بين الزوجين’

كتب الشيخ عباس امين حرب العاملي:

إنّ مَن أراد زيادة رأس ماله في حسابه بالبنك، يبحث عن وسائل لتنمية المال وزيادته، وكذلك مَن أراد تنمية المودة والمحبة مع زوجته، فعليه البحث عن وسائل مناسبة لزيادة درجة المحبة والوفاء بينهما.

[اشترك]

 1- تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية

فوردة توضع على مخدة الفراش قبل النوم، لها سحرها العجيب، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعّال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية، فإنّه يسترد هذا الثمن إشراقاً في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على شفتيها، وكلمة ثناء على حسن اختيارها، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت، وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضاً.

 2- تخصيص وقت للجلوس معاً والإنصات بتلهف واهتمام للمتكلّم.

 3- النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيره الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكلّ هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، فهل يتعلّم الزوجان فن لغة العيون؟ وفن لغة نبرات الصوت وفن تعبيرات الوجه، فكم للغة العيون مثلاً من سحر على القلوب؟

 4- التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.

 5- الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.

 6- الاشتراك معاً في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل، وغيرها من الأعمال الخفيفة، والتي تكون سبباً للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.

 7- الكلمة الطيبة، والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلاً، وإشعارها بأنّها نعمة من نعم الله عليه. 8- الجلسات الهادئة، وجعل وقت للحوار والحديث، يتخلله بعض المرح والضحك، بعيداً عن المشاكل، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، وهذا له أثر كبير في الأُلفة والمحبة بين الزوجين.

 9- التوازن في الإقبال والتمنع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يتمنع وينصرف عن صاحبه كلياً، وقد نُهِيَ عن الميل الشديد في المودة، وكثرة الإفراط في المحبة، ويحتاج التمنع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط، ففي الأمرين إعداد للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.

 10- التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات، كأن تمرض الزوجة، أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي، وإلى مَن يقف بجانبه، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين، وجعلهما أكثر قُرباً ومحبة أحدهما للآخر.

 المصدر: كتاب دليل المتزوجين لحياة سعيدة

 

 

2021/11/27
زوجة تكثر من زياراتها لأهلها.. ما الحل؟!

كثرة زيارة الزوجة لأهلها وحلول لتنظيم زيارة الأهل

كتبت ميس نبيل:

عندما تخرج الفتاة من بيت أهلها عروساً تشعر بالغربة في بيت زوجها في بادئ الأمر، فتكثر من زياراتها إلى بيت أهلها الذي ما تزال تعتبره بيتها وترتاح فيه نفسياً وعاطفياً وفكرياً وجسدياً، وهذا أمر طبيعي في مراحل الزواج الأولى، ولكنه يتحول إلى أمر غير طبيعي عندما تبالغ الزوجة في زيارة بيت أهلها ليكون ذلك على حساب بيتها وزوجها ومسؤولياتها الجديدة. 

[اشترك]

أسباب كثرة زيارة الزوجة لأهلها

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل المرأة ترغب في زيارة بيت أهلها بكثرة أو حتى المكوث عندهم لوقت طويل، سواء كان ذلك في بداية حياتها الزوجية أو حتى بعد مرور سنوات طويلة على زواجها، من هذه الأسباب نذكر:

1- أسباب متعلقة بالزوجة نفسها:

* عدم الاستقرار العاطفي: فتشعر الزوجة أن المكان الوحيد الذي يشبعها عاطفياً هو بيت أهلها، في كنف والديها، وقد ينتج هذا بسبب دلالها الزائد منذ الصغر أو عدم ثقتها بمن حولها.

 * الاعتماد على الأهل مادياً: فاعتماد الزوجة على أهلها مادياً لتلبية حاجياتها أو حتى لتلبية حاجيات بيتها وزوجها تجعل المرأة تكثر من زياراتها لأهلها وترضخ لهم، وهذه مسألة شائعة جداً.

* ضعف القدرة على اتخاذ القرارات: فهناك الكثير من النساء ممن يلجأن للأهل - خاصة الأم- في اتخاذ قرارات عنهن، نحن لا نقول إن على المرأة عدم استشارة أهلها، إلا أن عليها اتخاذ قراراتها بنفسها في النهاية وبمشاركة زوجها حتى لو كانت هذه القرارات غير سليمة أحياناً، لأن عليهما التعلم من أخطائهما، كما أن هناك الكثير من النساء اللاتي لا يشعرن بالراحة والأمان إلا عندما يتخذ الأهل قرارات عنهن بسبب اعتمادهن العاطفي الزائد عليهم.

* عدم الراحة في بيت الزوج: كأن تكون سكنتها في بيت العائلة وسط تدخل الجميع، أو أن بيتها لا تتوفر فيه أموراً قد تعودت على وجودها في بيت أهلها كالتدفئة أو التكييف أو حتى أبسط متطلبات الراحة الجسدية والنفسية.

* الهروب من المسؤولية: فقد تلجأ الكثير من الزوجات إلى الهروب إلى بيت الأهل هرباً من المسؤوليات المتعلقة بالبيت والزوج والأطفال.

* عدم رغبتها في زوجها: قد يكون هذا سبباً أحياناً في تركها لبيتها لفترة طويلة.

2- أسباب متعلقة بالزوج:

* عدم إشباع الزوجة عاطفياً: فعندما لا تجد المرأة الحب والعطف والحنان مع زوجها فإنها حتماً ستبحث عنه في مكان آخر، وغالباً ستعود إلى البيت الذي احتضنها وأشبعها حباً.

* ضعف الثقة بقدرتها على إدارة المنزل: فعندما يعتاد الزوج على إظهار ضعف زوجته في إدارة المنزل من طبخ وتنظيف وتربية الأطفال وتحمل مسؤولية الزوج في كل شيء فإنها غالباً تلجأ إلى بيت أهلها لتتعلم من والدتها الأمور التي تجد نفسها لا تتقنها.

* غياب الزوج عنها لفترة طويلة: فعندما يغيب الزوج عن زوجته لفترات طويلة في العمل أو لأنها يقطن في بلد أخرى مثلاً، فهذا يجعلها تفضل البقاء في بيت أهلها على أن تبقى وحيدة طوال الوقت.

* مشكلات زوجية متكررة أو القسوة على الزوجة وعدم تفهمها واحترامها أو إهمالها أو ضربها.

3- أسباب متعلقة بأهل الزوجة

* يستمر بعض الآباء في معاملة ابنتهم بأنها طفلتهم المدللة والتي من واجبهم حمايتها والوقوف إلى جانبها.

* السيطرة على ابنتهم: فقد يكون أهل الزوجة متسلطين ويحبون السيطرة على ابنتهم والتحكم في حياتها لعدة أسباب، منها طبيعتهم المحبة للسيطرة أو ضعف شخصية ابنتهم أو رغبتهم بأن تعيش ابنتهم الحياة الفضلى وتتجنب الأخطاء التي وقعوا هم بها، أو عدم تقبلهم لزوج ابنتهم أو حتى عدم رضاهم عن تربيتها لأطفالها.

* التسول العاطفي: فقد يطلب الأهل من الابنة البقاء عندهم أو المبالغة في زيارتهم والتحجج بأمور معينة كالمرض أو الوحدة أو الخوف، أو حتى أن عليها ذلك لنيل رضاهم، وإشعارها بالتقصير الدائم تجاههم.

* اعتقادهم بأن كثرة زيارتها لهم يحميها من زوجها وأهله وأنهم هم "سندها" وخاصة إن كان زوجها سيئاً.

* رغبتهم بأن على ابنتهم المكوث عندهم لأطول فترة ممكنة للتعلم منهم والسير على منهجهم لتجنب الأخطاء التي وقعوا هم فيها في زواجهم.

* حاجتهم الفعلية لوجود ابنتهم إلى جانبهم: قد يكون الأهل بحاجة فعلاً لوجود ابنتهم إلى جانبهم بسبب المرض أو بعض الظروف الصعبة.

4-أسباب أخرى لكثرة زيارة الزوجة لأهلها مثل رعاية الأجداد للأحفاد في الوقت الذي يقضيه الوالدان في العمل، وهنا تكثر زيارات الزوجة لأهلها لتوصيل أطفالها من وإلى بيت أهلها، وكذلك قد يؤدي هذا إلى تدخل الأجداد في تربية الأطفال بسبب مكوثهم لفترة طويلة عندهم مما يسبب مشكلات عدة.

تأثير كثرة زيارة الزوجة لأهلها على الحياة الأسرية

قد تقضي الزوجة أوقات جميلة في بيت أهلها وهي تنعم بالراحة والاستقرار والدلال والدعم، وقد يسكت الزوج في بادئ الأمر على كثرة زيارة الزوجة لأهلها، إلّا أن لهذا الأمر نتائج سلبية كثيرة نذكر منها:

* تقصير المرأة في واجباتها تجاه زوجها وأسرته.

* مشكلات زوجية بينها وبين زوجها قد تؤدي أحياناً إلى الانفصال العاطفي أو الصمت الزوجي أو حتى الانفصال الفعلي، أو خيانة الزوج لزوجته التي لا تلبي احتياجاته كزوجة وأم وربة منزل.

 * زيادة قنوات تدخّل أهل الزوجة في شؤون الزوجين، وذلك عن طريق التدخل المباشر بهما أو التدخل في تربية الأولاد أو حتى اتخاذ قرارات عنهما.

* مشكلات بين الزوجة وأهل زوجها الذين سيطالبون ابنهم كذلك بالموازنة في زياراته وزيارات زوجته لأهلها وخاصة إذا كان يرافقها في هذه الزيارات.

* قد يصل الحال أحياناً لكره الزوج لأهل زوجته واتهامهم بأنهم يشجعونها على التمرد.

 * وأحياناً قد يصل الحال إلى كره أهل الزوجة لزوجها، لأن الأهل دائماً يريدون الأفضل لابنتهم وغالباً يشعرون بأنها تستحق أفضل من زوجها الحالي، كما أن كثرة زيارة الزوجة لأهلها وقضائها وقتاً طويلاً معهم يجعلها حتماً تتكلم عن المشكلات بينها وبين زوجها أمامهما وهذا يجعلهما يتخذان موقفاً ضده حتى لو كانت المشكلة بسيطة وعابرة.

كيف توازن الزوجة بين أهلها وبيتها؟

نحن نعرف بأن عليكِ الحفاظ على بر والديكِ وعدم قطع زيارتهما حتى بعد الزواج، وأنكِ قد تعانين أحياناً من عدم مقدرتكِ على الموازنة بين واجباتكِ كابنة وواجباتكِ كزوجة، هذه بعض الاقتراحات التي قد تساعدك على الموازنة:

* تكلمي مع شريكك قبل الزواج حول موضوع زياراتك لوالديكِ وأن عليكِ زيارتهما لقضاء بعض الوقت معهما وللاطمئنان عليهما، وحددا محدداً ومدة محددة لهذه الزيارات بحسب علاقتك بهما وظروفكم الخاصة.

* تكلمي مع والديكِ بأسلوب لطيف بأن لديكِ عائلتان الآن وأن عليكِ الموازنة بينهما، وأن أسرتكِ الجديدة تحتاج لمزيد من الوقت والجهد لبنائها.

* اقنعي نفسك بأنك عندما تتزوجين ستنفصلين عن أهلكِ وأن هذه هي سنة الحياة، وأن الانفصال عنهما في المسكن لا يعني الانفصال الروحي عنهما، فهما ما زالا والديكِ وستقومين بزيارتهما باعتدال على ألّا يؤثر ذلك سلباً على علاقتك بزوجتك.

* تعلمي وضع أولويات وقيم خاصة بكِ وبزوجك، وانشئي كذلك روتيناً عائلياً خاصاً بكما.

* ضعي حدوداً لعلاقتكِ مع أهلكِ مع الحفاظ على احترامهم وأداء جميع واجباتك تجاههم،

* حاولي البحث عن السبب الذي يجعلكِ تقضين وقتاً طويلاً في منزل أهلكِ وعالجيه، فإن كان السبب هو اعتمادكِ المادي عليهما فحاولي الوصول للاستقلالية المالية وإن كان السبب هو عدم ارتياحكِ في منزلكِ فأخبري زوجكِ لتجدا حلاً للموضوع.

* لا تسمحي لأهلك ولا لزوجكِ بالتلاعب بكِ عاطفياً: فأهلكِ يعرفونكِ جيداً ويعرفون المفاتيح التي تؤدي بكِ إلى تحقيق ما يريدون، فانتبهي أن يتلاعبوا بكِ عاطفياً لقضاء وقت طويل معهم على حساب أسرتكِ، وكذلك انتبهي أن يفعل بكِ زوجكِ ذات الشيء ليجبركِ على التقصير في واجباتكِ مع أهلكِ.

* تعرفي على النتائج السلبية لكثرة زيارة الزوجة لأهلها التي ناقشناها سابقاً.

* عندما يكون الآباء غير ناضجين عاطفياً فغالباً يؤثر هذا الأمر على أبنائهم لينشؤوا مثلهم، فالأزواج الأكثر صحة عاطفياً هم أولئك الذين يفهمون أنه من الجيد أن يكون لديهم قدر من الاستقلالية في العلاقة مع الشريك، لذا عليكِ معرفة ما إذا كانت هناك أي سلوكيات غير صحية قد تكونين قد اكتسبتها من والديكِ، والعمل على إصلاحها. 

* على الزوج التكلم مع زوجته بحكمة حول كثرة زياراتها لبيت أهلها ومعرفة السبب وراء ذلك ومعالجته معها.

دور الأهل في حياة أبنائهم المتزوجين

كلنا يعرف مرارة اللحظة التي تخرج بها الفتاة من بيت أهلها عروساً لتفارق هذا البيت الذي عاشت في كنفه سنوات عديدة، ولا شك أن الفتاة تبقى طفلة صغيرة في أعين والديها مهما كبرت، ولكن -للأسف- قد تضر هذه المعاملة ابنتهم بدلاً من مساعدتها.

 ومن هنا نقدم بعض الاقتراحات لمساعدة الأهل على التعامل مع ابنتهم المتزوجة:

* قدم المشورة لهم فقط عند حاجتهم لها، فلا تفرض رأيك عليهم ودعهم يتحملون مسؤولية قراراتهم وأعمالهم حتى لو أخطأوا.

* اعلم أن ابنك/ ابنتك لن يمشي على خطاك أنت بالضرورة؛ فله شخصيته المستقلة عنك، كما أن الزمان قد تغير والظروف المحيطة به قد تختلف عن تلك المحيطة بك.

* عندما تتزوج فاعلم أن لها حياة خاصة الآن، وهي مسؤولة عنها، ولكنها في نفس الوقت لن تنسى أهلها لأنك قد ربيتها على ذلك، إلا أن عائلتها الجديدة قد تكون بحاجة لها أكثر.

* ضع نفسك مكانها دائماً، فلو بالغت زوجتك في زيارة أهلها ماذا كنت ستفعل؟!

* إن لاحظت كثرة زيارتها لك بعد مرور بضعة أشهر على زواجها فكلمها في الموضوع وبيّن لها خطورة الأمر، لكن لا تنسَ أن تبحث معها عن الأسباب التي تجعلها تمكث عندك وقتاً طويلاً.

* اعلم أن ابنتك تحتاج للدعم والدفء العاطفي من شريكها، وهو كذلك، وأن سعادتك لن تتحقق إلا بسعادتها والتي تترجم باستقلاليتها.

 

2021/11/25
لماذا نتزوّج؟!

أهداف الزواج

كتب الدكتور علي القائمي:

السؤال هنا: لماذا تزوجنا؟ هل تظن الفتاة أن زواجها جاء إثر مؤامرة دبرها الوالدان للتخلص من شرها؟! أو أنهما شعرا بالملل منها؟ وهل يعتقد الفتى أنه تزوج لكي يبحث عن المتاعب أو أنه يتمتع بثروة هائلة تدفعه للبحث عن شخص أو مجموعة أشخاص لكي ينفق عليهم؟

[اشترك]

 هل إن هدف الزواج هو إضافة هم إلى الهموم أو محاولة للتخفيف من هموم الحياة؟

هل إن الهدف من ذلك هو رغبتهم في المعاناة والألم أو الركون إلى راحة وارفة الظلال تهبهم الشعور بالطمأنينة والسلام؟

إن الكثير منا قد أخطأ الطريق وضاع في متاهات دروب مظلمة، إن الزواج وتشكيل الأسرة له أهداف وأغراض، وإن أخذها بنظر الاعتبار سيحل الكثير الكثير من المشكلات ويخفف من حدة النزاعات، ويضع الزوجين في الطريق الصائب الذي يقودهم إلى حياة زاخرة بالحب مفعمة بالمودة والصفاء.

إن أهم أهداف الزواج هي كما يلي:

أولا - الحصول على الاستقرار

إن نمو الإنسان ووصوله إلى مرحلة البلوغ يتسبب في ظهور تغيرات متعددة تطال الإنسان جسما وروحا وفكرا، تشكل بمجموعها نداء الزواج، وفي هذه المرحلة ينبغي على الإنسان أن يستجيب إلى هذا النداء الطبيعي فإن التغافل عن ذلك أو إهماله سيؤدي إلى بروز الاضطرابات النفسية العنيفة التي لا يمكن أن تهدأ إلا بعد العثور على إنسان يشاركه حياته، وعندها سيشعر بالهدوء والسلام.

وإذن فإن أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة من الاستقرار النفسي والبدني والفكري والأخلاقي، وفي ظلال هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة التي تمكنهم من النمو الشامل.

ولقد أثبتت التجارب أنه عندما تزداد أمواج الحياة عنفا، وحين يهدد خطر ما أحد الزوجين فإنهما يلجآن إلى بعضهما لتوفير حالة من الأمن يمكنهما من مواجهة الحياة والمضي قدما، وعليه فإن الزواج ينبغي أن يحقق حالة الاستقرار وإلا فإن الحياة سوف تكون جحيما لا يطاق.

ثانيا – التكامل

ينتاب الفتى والفتاة لدى وصولهما سن البلوغ إحساس بالنقص، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأول.
ويؤثر الزواج تأثيرا بالغ الأهمية في السلوك وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال حيث تختفي الفوضى في العمل والتعامل بعد أن يسعى كل طرف بإخلاص وصميميه تسديد الطرف الآخر وإسداء النصح إليه، وخلال ذلك تولد علاقة إنسانية تعزز من روابط الطرفين وتساعدهما في المضي قدما نحو الكمال المنشود.

ثالثا - الحفاظ على الدين

ما أكثر أولئك الذين دفعت بهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية وتلوثت نفوسهم وفقدوا عقيدتهم، ولذا فإن الزواج يجنب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة، وقد ورد في الحديث الشريف: من تزوج فقد أحرز نصف دينه.. والزواج لا يكفل للمرء عدم السقوط فحسب بل يوفر له جوا من الطمأنينة يمكنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه، ذلك إن إشباع الغرائز بالشكل المعقول يخلف حالة من الاستقرار النفسي الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الدينية.
وعلى هذا فإن الزواج الذي يعرض دين الإنسان إلى الخطر، الزواج الذي يخلصه من الوقوع في حبائل الغريزة الجنسية ليقع في حبائل أخرى مثل الكذب والخيانة والممارسات المحرمة لا يمكن أن يعتبر زواجا بل فخا جديدا للشقاء، والزواج الذي تنجم عنه المشاكل والنزاعات وايذاء الجيران بالصراخ.. الزواج الذي يكدر صفو الأقرباء والأصدقاء ليس زواجا بل عقابا.

رابعا - بقاء النسل

لقد أودع الله الرغبة لدى الإنسان لاستمرار النوع، ولا شك أن مجيء الأطفال كثمرة للزواج يعتبر لدى أولئك الذين يبحثون عن اللذائذ والمتع فقط، أشخاصا مزاحمين وغير مرغوب فيهم، ولذا فإن للزواج بعدا معنويا ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار لكي يكون مدعاة للتكامل والسير في طريق الكمال.
وما أكثر الزيجات التي آلت إلى الفشل بسبب غياب البعد الإلهي فيها، وما أكثر الفتيات والشبان الذين تزوجوا من أجل الثراء أو الجمال أو الشهرة، ولكن - وبعد مرور وقت قصير - شعروا بالمرارة وغرقوا في بحر من المشكلات.
أساس الحياة الزوجية

إن عدم تفهم مسألة الزواج والتغافل عن الحقوق الزوجية وإهمال الممارسات كان ينبغي العمل بها تؤدي إلى زيجات فاشلة.
وانطلاقا مما ورد في القرآن الكريم من إشارات وما ورد في الأحاديث والروايات، فإن مقومات الحياة الزوجية هي كما يلي:
1. المودة والصفاء

ينبغي أن تسود الحياة الزوجية علاقات المودة والمحبة والصفاء، فإن الحياة الخالية من الحب لا معنى لها، كما أن ارتباط الزوجين الذي يؤدي إلى ظهور جيل جديد يجعلهما في موضع المسؤولية المشتركة.
والمودة من وجهة قرآنية هي الحب الخالص لا ذلك الحب الذي يطفو على السطح كالزبد.
الحب المنشود هو الحب الذي يضرب بجذوره في الأعماق، وعلى هذا فإن الأسرة التي تتوفر فيها هكذا مواصفات سوف يشملها الله بعطفه ورضوانه.
ينبغي أن يكون الزوجان صديقين حميمين يتقاسمان حلاوة الحياة ومرارتها وأن يحلا مشكلاتها في جو هادئ، يبث أحدهما همه للآخر ويودعه أسراره، وإن الحياة الزوجية التي تفتقد هذا المستوى من الثقة المتبادلة هي في الواقع محرومة من رحمة الله.
2. التعاون

إن أساس الحياة الزوجية يقوم على التعاون ومساعدة كل من الزوجين للآخر في جو من الدعم المتبادل وبذل أقصى الجهود في حل المشاكل وتقديم الخدمات المطلوبة، صحيح أن للزوج وظيفته المحددة، وللزوجة هي الأخرى وظيفتها المحددة، ولكن الصداقة والمحبة يلغي هذا التقسيم ويجعل كلا منهما نصيرا للآخر وعونا، وهذا ما يضفي على الحياة جمالا وحلاوة، إذ ليس من الإنسانية أبدا أن تجلس المرأة قرب المدفأة وتنعم بالدفء في حين يكافح زوجها وسط الامطار أو بالعكس، بذريعة أن لكل منهما وظيفته!.
3. التفاهم

تحتاج الحياة المشتركة إلى التفاهم والتوافق، فبالرغم من رغبة أحد الطرفين في الآخر، إلا إن ذلك لا يلغي وجود أذواق مختلفة وسلوك متباين، وليس من المنطق أبدا أن يحاول أحدهما إلغاء الآخر في هذا المضمار، بل إن الطبيعي إرساء نوع من التوافق والتفاهم حيث تقتضي الضرورة أن يتنازل كل طرف عن بعض آرائه ونظرياته لصالح الطرف الآخر في محاولة لردم الهوة التي تفصل بينهما ومد الجسور المشتركة على أساس من الحب الذي يقضي بإجراء كهذا، وأن لا يبدي أي طرف تعصبا في ذلك ما دام الأمر في دائرة الشرعية التي يحددها الدين.
4. السعي نحو الاتحاد

الحياة تشبه إلى حد بعيد مرآة صافية، فوجود أقل غبار يشوه الرؤية فيها، ولذا ينبغي السعي دائما لحفظها جلية صافية.
إن الحياة المشتركة تحتاج إلى التآلف والاتحاد، ولذا فإن على الزوجين أن يتحدا فكريا وأن ينعدم ضمير الأنا تماما في الجو الأسري.

يجب أن يكون القرار مشتركا وأن يدعم كل منهما رأي الآخر، أما المسائل التي تبرز فيها وجهات النظر المختلفة فإن أفضل حل لها هو السكوت والمداراة إلى أن يتوصل الطرفان إلى حل مشترك آخذين بنظر الاعتبار أن النزاع سيوجه ضربة عنيفة لهما ولأطفالهما.
5. رعاية الحقوق

وأخيرا، فإن الحد الأدنى في الحياة الزوجية هو رعاية كل طرف لحقوق الطرف الآخر واحترامها، ومن المؤكد أن أقصى ما وصلت إليه مختلف المذاهب والعقائد في حقوق الزوجية موجود في النظام الإسلامي.
6. الاستعداد للحياة

الادعاء بأن الحياة الزوجية خالية من النزاع يفتقد إلى أساس، إلا أن أكثر المنازعات إنما تنجم عن نفاذ الصبر وعدم القدرة على التحمل، إن الحياة بشكل عام تحتاج إلى الإيمان والصبر والتحمل، وهذه المسألة تنعكس بوضوح في الحياة المشتركة التي تستوجب توفر هذه الخصال.
إن الحياة بحر متلاطم الأمواج يحتاج المرء فيه إلى الإيمان والصبر لكي يمكنه من تسيير قاربه نحو شاطئ السلام.

المصدر: كتاب الأسرة وقضايا الزواج

2021/11/13
المرأة تختلف عن ’الثلاجة’.. ماذا تعرف عن نظرية الزهراء (ع) في السعادة الزوجية؟

السيدة فاطمة (ع) كزوجة

كل زوجة تطمح إلى السعادة الزوجية، هدف كل فتاة أن تحصل على السعادة الزوجية الأمل المنشود السعادة الزوجية ما هو المقياس في السعادة الزوجية؟! هنا يوجد لدينا نظريات ثلاث في مقياس السعادة الزوجية:

[اشترك]

النظرية الأولى:

في مجلة عالم المعرفة الكويتية عدد (175) يذكر مجموعة آراء لمجموعة من علماء النفس والتربية حول السعادة الزوجية، يذكرون السعادة الزوجية لها لونان:

1ـ لون سلبي وهو الشعور بالرضا.

2ـ لون إيجابي وهو الشعور بالبهجة.

الشعور بالرضا: أن يرضى عن زوجته، أن ترضى زوجته عنه هذه أول درجة وأول مرتبه من مراتب السعادة الزوجية، الشعور بالرضا أن يرضى بزوجته أن ترضى زوجته عنه.

الشعور بالبهجة: ربما الإنسان يرضى بزوجته لأنه لا يجد بديلاً عنها، ربما يرضى بزوجته بالمقايسة والمقارنة بينها وبين غيرها، لكنها لا تشكل لديه السعادة الزوجية المطلوبة، إذ الدرجة الإيجابية من السعادة الزوجية الشعور بالبهجة ليس مجرد الشعور بالرضا فقط بل أكثر من ذلك وهو أن يشعر بالبهجة، أن يشعر بالفرحة، أن يشعر بالأنس عندما يرى زوجته عندما يلتقي مع زوجته، الشعور بالبهجة والشعور بالأنس قمة السعادة.

أقيمت دراسة على 131 امرأة متزوجة سألوهن ما هي أسعد لحظات الحياة عندكِ؟!

أجابت: عندما أتحدث ويستمع إليّ زوجي، عندما يستمع زوجي لحديثي ويتفهم أفكاري، ويتفهم خواطري فإنها أسعد لحظات حياتي، هذه المرأة ترى أن المقياس في سعادتها وشعورها بالبهجة والفرحة إصغاء زوجها لحديثها وتفهمه لأفكارها هذه نظرية في السعادة الزوجية.

النظرية الثانية:

يذكر الدكتور إبراهيم علوش أستاذ مادة الاقتصاد في جامعة عمّان أن هناك معهداً أستراليّاً اسمه معهد «السعادة الزوجية» تدفع 140دولار، تدخل هذا المعهد لتتدرب على تعلم السعادة الزوجية، كيف نحصل على السعادة الزوجية للتدريب على بعض الصفات، وعلى بعض الخصال، هؤلاء يلخصون السعادة الزوجية: في إنها التوازن في إشباع الغرائز، المرأة تمتلك غريزة الجنس وتمتلك غريزة العاطفة، التوازن في إشباع الغرائز هو الضابط في تحقيق السعادة الزوجية للمرأة، عندما تشبع الغريزة الجنسية على حساب العلاقات العاطفية، على حساب الحنان والعطف فإنها تصبح امرأة تعيسة، عندما تتغذى من الناحية العاطفية على حساب العلاقة الجنسية فإنها تصبح أيضاً امرأة تعيسة، التوازن في الإشباع بين الغريزتين هو المحقق للسعادة الزوجية بالنسبة للمرأة وبالنسبة للرجل.

النظرية الثالثة:

النظرية الثالثة في السعادة الزوجية ما نقتنصه من حياة الزهراء «سلام الله عليها» السعادة الزوجية أن تحقق المرأة أهدافها من خلال بيت الزوجية هذه هي السعادة الزوجية، المرأة فلتحدد هدفها، إذا حددت المرأة أهدافها قبل الزوج، واستطاعت أن تحقق أهدافها من خلال الأسرة، من خلال بيت الزوجية فإنها حصلت على السعادة الزوجية الحقيقة.

هدف المرأة بناء الحضارة، المرأة ليست مجرد حيوان مدلل، المرأة ليست تحفة ثمينة يحتفظ بها في موقع من مواقع البيت، المرأة ليس جهاز من أجهزة المنزل يشتغل ويعمل من أجل المنزل كالغسالة أو الثلاجة أو الطباخ أو أي جهاز أخر... المرأة شيء فوق ذلك، المرأة إنسان يمتلك خصائص الإنسانية التي تأهله بأن يقوم بدوره في بناء الحياة، في بناء الجيل، في بناء الحضارة الشامخة، هدف المرأة أن تكون شريك للرجل في بناء الحياة، إذا استطاعت المرأة أن تحقق هدفها هذا من خلال زوجها، من خلال أسرتها، من خلال بيتها فإنها بلغت السعادة الزوجية.

الدكتور ثامر أبو بكر، دكتور في الإعلام يتحدث ويقول: عندما نراجع الإعلام النسائي من مجلات وجرائد وقنوات ومواقع نسائية تتحدث عن عالم النساء، هذا الإعلام يظلم المرأة أكثر مما ينتصر للمرأة لاحظوا مثلاً: المجلات العربية التي تتحدث عن شؤون المرأة مجلة لها، مجلة زهرة الخليج، هذه المجلات التي تتحدث عن المرأة، 30% من معلوماتها تتحدث عن الموضة، تتحدث عن الديكور، تتحدث عن الجمال، تتحدث عن الأزياء، آخر صيحة في عالم الموضة والديكور، آخر صيحة في عالم الأزياء، آخر صيحة في عالم الجمال، تكريس 30% من المعلومات في هذا الأفق وفي هذا الحقل يجعل أفق المرأة ضيقاً لا يخرج عن هذه الحدود، يجعل ذهنية المرأة متقوقعة في هذه المعلومات، وفي هذا الميدان، إما إذا قام الإعلام ببعث شخصية المرأة بتلقينها الدور الإنساني الذي أعدت له فإنها ستعطي وتمنح الحياة لأكثر مما تعطي، وبأكثر مما تهب، وبأكثر مما تمنح.

2021/11/11
لكيلا نفشل: الزوج ليس ’ملاكاً’ والأسرة ليست كـ’معسكرات الجيش’!

الطموحات اللامحدودة

كتب علي القائمي:

في غفلة عن الحسابات الواقعية للزواج وتأثير البعض وإيحائهم أحيانا تنطلق في نفس الرجل أو المرأة طموحات لا حد لها، إذ يتصور أحدهما أن سيحقق في ظل الزواج جميع طموحاته دون حساب، وأن الحياة ستكون مفروشة بالرياحين غافلاً عن أن الدنيا لها حسابها الذي يختلف عن حساباته.

[اشترك]

هناك بعض الطموحات المعقولة والمحسوبة، وهذه مسألة منطقية لا يعترض عليها أحد، لكن هناك من الطموحات ما لا يمكن أبدأ تحققه على ارض الواقع وإذن فينبغي الكف عنها.

الطموحات اللّا معقولة

لا يمكن استقراء جميع الطموحات الخيالية، وسيكون عدها مسألة في غاية الصعوبة، وسنكتفي في هذا البحث بالإشارة إلى أهمها كظاهرة عامة:

1. الملائكية: ربما تثير هذه المسألة الضحك عندما يطمع الرجل أو المرأة وخاصة في أوساط الشباب أن يكون الزوج ملاكاً بعيداً عن كل أشكال الخطأ، ولهذا فهو معرض للحساب واللوم دائماً .

إن تصور الزوج أو الزوجة ملاكاً قادماً من السماء لأمر غير منطقي تماما، نحن نعيش في عالم البشر لا في عالم الملائكة، ومن يعيش في هذا العالم لا بد أن يخطئ أو يصيب، الإنسان مزيج من صفات متعددة، ومن أجل خصاله الطبيعية ينبغي أن نغفر له أخطاءه او نغض الطرف عنها.

2. المستوى العلمي: وهذه ظاهرة نشاهدها لدى الكثير، حيث نجد فرقاً بين المستوى العلمي للرجل والمرأة، وربما ظن بعضهم أن الحياة فصل من فصول المدرسة يجلس فيه الزوجان للبحث والمناقشة والجدل، وقد يتصور أحدهما أن السعادة تكمن في ظلال شهادة الدبلوم أو الدكتوراه. وفي هذه الحالة كان من الواجب على أولئك أن يفكروا في ذلك من قبل، أو أن يهيئ أحد الطرفين الظروف المناسبة لتقدم زوجه في هذا المضمار

 3. النظام الدقيق جداً: نشاهد لدى البعض من الأزواج نوعا من الوسواس - إذا صح التعبير- في النظام، وإصرارهم على أن يكون كل شيء في مكانه، ولذا قد ينشب النزاع حول بعض التفاصيل اليومية كعدم وجود القلم - مثلا - فوق المنضدة وهلم جرا.

صحيح أن الحياة تحتاج إلى قدر من النظام والبرمجة، غير أن هناك فرقاً بين الأسرة ومعسكرات الجيش. 4. الاستسلام الكامل: ينظر البعض ومع الأسف إلى أزواجهم على أنهم عبيد وأرقاء، وعليه فإنهم مطالبون بتنفيذ ما يصدر إليهم من أوامر دون نقاش، وهذه النظرة بالطبع تفتقد إلى الحس الإنساني ولا ينبغي أن يشعر الإنسان بالسعادة إذا تمكن من تحقيق ذلك. ما الفائدة التي يمكن أن يجنيها الزوج إذا حوّل زوجته إلى مجرد جارية، وما هو النفع الذي تجنيه الزوجة إذا تحول زوجها إلى عبد؟ أليس هذا نسفاً لمعنى الحياة؟!

5. التشديد في السيطرة: إن معاني الحياة تكمن في الحرية، وبالرغم من طموح الإنسان لأن يعيش حراً فإنه يعمد إلى محاولة استعباد الآخرين كما يفعل ذلك بعض الأفراد بعد زواجهم، إذ يحاولون وبإصرار مراقبة كل شيء بدقة ضبّاط.

6. الإغراق في الاحترام: الاحترام المتبادل بين الزوجين مطلوب ولا يحتاج إلى نقاش، ولكن لكل شيء حدوده الطبيعية، فإذا تعداها فقد معناه وفائدته، كما أن الحياة الزوجية حياة تنبض بالعفوية والمحبة ولا تتناسب مع الرسميات والتشريفات التي يمكن تحملها ساعة أو ساعتين، أما الحياة المشتركة التي تمتد بامتداد العمر وتتسع لتشمل الحياة كلها فلا تنسجم مع الرسميات التي تتناقض مع الحب والعلاقة الحميمة المشتركة. 7. العمل والسعي الفائقان :هناك بعض النسوة اللائي ما إن يصل أزواجهن من العمل حتی يجرجرنهم إلى عمل آخر، فمثلا تلقي المرأة طفلها الرضيع في أحضانه للقيام على راحته وشؤونه، غافلةً عن أن زوجها قد وصل تواً من عمل مرهق، وأنه يحتاج إلى قدر من الراحة.

او نشاهد بعض الأزواج ما أن يضعوا أقدامهم في البيت حتى يطلبوا من نسائهم توفير جميع وسائل الراحة غافلين عن هذه الحقيقة وهي أن الزوجة كانت تعمل منذ الصباح في إدارة المنزل ورعاية الصغار.

8. وأخيرا فإن هناك بعض الأفراد الذين يتمنون نوعاً من السعادة قد رسموها في أذهانهم ويطلبون من الآخرين ممن يشاركونهم حياتهم أن يكونوا لهم خدم في ذلك، فهم ينشدون حياة تطفح بالنجاح الكامل والدائم بناءً على نظرياتهم الخاصة، وعندما يحدث قصور في ذلك فإنهم يحملون الآخرين مسؤولية الفشل في ذلك، ومن ثم تبدأ حياة النزاع.

مقتطف من كتاب الأسرة وقضايا الزواج

2021/11/10
قصص ملهمة عن التعليم بعد الزواج: هل تعيق الدراسة الحياة الزوجية؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت لقاء الربيعي:

لقد ساد في المجتمعات العربية قديما، أن المرأة خلقت للبيت ورعاية الأبناء والاهتمام بالزوج، لذا أخذ الآباء في تزويج بناتهم مبكرا متجاهلين أهمية تعليمها وتثقيفها، أما في الوقت الحاضر فقد اهتمت الأسرة بثقافة الفتاة، مما أدى الى تأخير زواجها.

[اشترك]

السؤال المطروح الآن، هل يكون الزواج عائقا لاستمرار الفتاة في تعليمها ونيلها الدرجات العليا أم لا؟ وكيف لها أن تحقق ذلك، وما مدى دعم الزوج في ذلك، وما هي أهمية تعليم الزوجة وتثقيفها على حياة الأسرة والأبناء، في هذا المقال نماذج رائعة لزوجات استكملن تعليمهن بعد الزواج:

 البداية كانت مع "سهى سليم " ماجستير في التربية النفسية، حدثتنا عن رحلتها العلمية بعد الزواج قائلة: «انني حصلت على شهادة الدبلوم، وبعد ذلك عملت بمؤهلي لمدة 14 عاماً، تزوجت خلال هذه الفترة، وسافرنا أنا وزوجي للعمل، وبعد رجوعنا الى البلاد قبل 8 سنوات، وعندما دعتني ظروف طارئة، اضطررت خلالها لترك العمل والجلوس مع أولادي لعدة سنوات، ولما انقضت الظروف التي مررت بها، أحببت أن أكمل دراستي بعد الدبلوم، ووافق زوجي والحمد لله حصلت على شهادة البكالوريوس في الاختصاص نفسه، وكان هذا بفضل زوجي، وما بيننا من تفاهم وتعاون، وهكذا بمقدور كل زوجة، أن تتعلم وتتثقف بعد الزواج، وأن ترتب احتياجاتها حسب الاولويات، وخاصة إذا رأت المرأة أن بإكمال دراستها سيكون هدفاً جميلاً، يساعدها ويساعد أولادها، ويخدم مجتمعها، وكم يكون أجمل، وهي تتلقى دعماً كبيراً من زوجها، والذي يساعدها على وضع برنامج جيد لتعليمها وتثقيفها، بحيث لا يؤثر على علاقتهما الزوجية.

كما كان لنا هذا اللقاء مع الأخت (فردوس كمال) إذ حدثتنا قائلة: تزوجت وعمري 20 عاماً ووقتها، قد أكملت فقط الدراسة الاعدادية، لكن بعدها كان لزوجي دوراً مهما وفضل كبير في إكمال دراستي، فمنذ البداية كنا متفقين على أنه عندما يأتي الوقت المناسب لي، سوف أكمل تعليمي الجامعي وبالفعل فقد وفى بوعده وباتفاقنا، وكان متعاونا جدا معي، واني لم اتخذ قرار اكمال دراستي، الابعد ان كبر أولادي، وأصبحوا لا يحتاجون إلي في كل شيء، ومع ذلك حرصت في العام الأول لرجوعي إلى الجامعة، أن أكون دائما في الوقت الذي يكون فيه زوجي واولادي بالبيت، ويقتصر ذهابي الى الجامعة على الوقت، الذي يكونون فيه خارج المنزل، وعلى الرغم من تعاون زوجي معي، إلا إنني كنت احرص على ان لا أضايقه بكثرة غيابي عن المنزل، وأنصح كل زوجة تحاول إكمال دراستها، أن لا يكون هذا الأمر يؤثر على علاقتها بزوجها وابنائها، وأن لا يكون على حساب راحة اسرتها واستقرارها، بل تكون دراستها سببا في التواصل بينهما و بين زوجها وأولادها.

وفي هذا الصدد التقينا بأستاذة علم الاجتماع د. عبير محمد التي قالت: «على كل زوجة، ان تستثمر وقتها، وتستفيد منه لكي تكون انسانة متعلمة او مثقفة، حتى لو لم تسمح لها الظروف لإكمال دراستها، يكون ذلك من داخل بيتها، فهنالك وسائل كثيرة للتثقيف، وان لا تدع اي عائق يؤثر عليها بل تتخطاه بان يكون لها ارادة وعزيمة وهدف لكي تصبح امرأة مثقفة ومتحضرة، فاذا حددت الزوجة هدفها، فسوف تحققه وعلى كل زوجة تحب ان تتعلم، ان تنظم وقتها بين بيتها، وتعليمها، وان لم تستطيع، ان تكمل تعليمها فلا بأس ان تتثقف في بيتها.

وحدثتنا الاخت رجاء المعموري قائلة: قد تواجه المرأة قبل الزواج بعض الظروف، التي لا تسمح لها بإكمال الدراسة والحصول على الشهادة والتعليم لكن بعد الزواج وخاصة، اذا كان الزوج متفهم للثقافة والمعرفة وضرورة تثقيف المرأة الذي هو حاجة ضرورية، وقد تكون ثانوية في تربية الاولاد والمساعدة في تدبير امور الحياة فلا باس عليها، ان تكمل تعليمها تحت ظل رعاية هذا الزوج الذي حتما، سيقدم لها كل الامكانات والوسائل من اجل ان تأخذ حصتها في العلم وبالتالي سيعود هذا الشيء بالفائدة والمردود الايجابي الى عائلته، فمن جهة ستتعلم زوجته اصول التربية الصحيحة، وبشكل علمي وتربوي سليم، ومن جهة اخرى قد تحصل الزوجة على شهادة تمكنها من ان تجد لها مكانة وظيفية ما خصوصا، ونحن في وضع يمر به البلد احوج بان تكون به المرأة يد ثانية لمساعدة زوجها في بناء الاسرة والبيت العائلي .

2021/11/09
زوج حريص على ’عبادته’ عنيف مع زوجته!

كيف نحرص على القوارير؟

كم نتألّم حين نستمع إلى مشاكل زوجيّة تعاني منها أخوات مؤمنات، ويعود سبب هذه المشاكل إلى قسوة الزوج وتعنّته في اُمور كثيرة، وأشدّ ما يؤلمنا حين نسمع أنّ هذا الزوج حريص على صلاته وعبادته، لكنّه يغفل عن الوصيّة النبويّة: "رفقاً بالقوارير"

[اشترك]

وكثيراً ما يطالب الزوج بأن تقوم زوجته بواجباتها كاملة تجاهه، لكنّه في المقابل يغفل عن أداء حقوقها كاملة إليها، أو يظلمها في أحيان كثيرة، وبسبب موروثات سابقة، يعتبر مشاورتها في اُمور حياتهما المشتركة أمراً لا يليق به، أو عاراً عليه، ناهيك عن تعنّته في اُمور اُخرى، مثل: منعها من الخروج من البيت بالقدر المعقول المتعارف عليه في مجتمعها، هذا إلى جانب إلقاء المسؤوليّة عليها كاملة في رعاية الأبناء، وكأنّها قد غدت مسؤولة الآن وحدها، وأخيراً ذلك الذي يسمح لنفسه أن يضرب زوجته!

وطالما يدّعي البعض أنّه يتأسّى بالرسول (ص)، غير أنّه يغفل عن التأسّي به (ص) في أخلاقه، خصوصاً مع أهل بيته، وهو الذي يوصي الأزواج قائلاً "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، وحين نقرأ في سيرته (ص)، نقف في عجب وإكبار أمام اُسلوبه في معاملته لزوجاته، وحسن رعايته لهنّ، والكثير الكثير الذي نتمنّى حقيقة لو يحرص عليه الزوج المسلم على التحلّي به اليوم، فالالتزام لا  يكون بالعبادة فقط وأداء الفرائض، ولكن بحسن الخلق الذي يكون مع أهل بيته أوّلاً، ثمّ مع باقي عباد الله، وليذكر أنّ آخر وصاياه (ص) كانت: "استوصوا بالنساء خيراً".

حالة الزوجة النفسيّة.. مفتاحها بيد الزوج

خلق الله المرأة ذات طبيعة خاصّة، فهي رقيقة المشاعر، مرهفة الحسّ، جيّاشة العواطف، تطرب لسماع الكلمات العذبة، وتعطي بسخاء كلّما شعرت بحبّ الزوج وحنانه.

والواقع أنّ الرجل الكيّس هو ذلك الذي يستطيع استمالة زوجته بقلبها الحنون، لينشر تحت ظلّه عبير الورود، ونفحات الرياحين، فما على الزوج إلاّ أن يعبّر عن الودّ والرحمة لتنطلق الحياة الزوجيّة السعيدة، وهو ما يتحقّق باتّباع الآتي:

ـ عدم إظهار عيوب الزوجة، سواء في الملبس أو الطعام أو الكلام.

ـ لا بدّ من مراعاة الزوجة في بعض حالاتها النفسيّة التي قد تطرأ عليها مثل باقي النساء.

ـ يتحدّث الزوج معها في اهتماماتها، وأحوالها، وهواياتها.

ـ يشكرها الزوج إذا بذلت جهداً من أجل راحته.

ـ يقدّم إلى زوجته هديّة، ليست بثمنها، ولكن بقيمتها المعنويّة.

ـ يا لها من راحة نفسيّة عظيمة لو حضرا سويّة بعض الدروس الدينيّة التي تريح النفس، وتزيل التوتّر النفسي الذي تسبّبه الظروف المحيطة بالإنسان.

ـ من الضروري أن يمتدح الزوج زوجته واهتمامها بنفسها، حتّى لا يتسبّب في تحطيم معنويّاتها.

ـ المرأة تحبّ زوجها أنيقاً مرتّباً في مظهره، يهتمّ بنفسه من أجلها هي فقط.

ـ في كثير من الأحيان يتّفق تفكير الزوج مع تفكير الزوجة في آن واحد، فمثلاً يفكّران في الموضوع ذاته، فيوضّح لها أنّ هذا يُظهر مدى الانسجام الفكري، والتوافق في الأفكار، فيما بينهما، ممّا يشعرهما بالسعادة، وخاصّة الزوجة.

ـ حين تتعرّض الزوجة لمحنة المرض، فينبغي أن يقف إلى جوارها ويشعرها بمكانتها عنده إلى أن تُشفى.

ـ ما أعظم الزوج، حين يرى زوجته مشغولة بأولادها وبيتها، فيأخذ بيدها ويساعدها، يحمل عنها بعض هذا الحمل.

ـ كم الرجل بارّ بزوجته، عندما يراها في همّ وحزن، لأنّ أهلها طرأت عليهم ظروف، ويقف هو بجانبهم، وبكلّ رضاً منه، يعطيهم من ماله، ويفرّج عنهم كربتهم.

ـ لو رأى الزوج خلافاً بين زوجته وبعض أقاربها، لا يقف مكتوب الأيدي، بل يصلح بينهم.

خدمة الزوجة.. ضرورة ملحّة

يستصعب الرجل وإن لم يكن كلّ الرجال، أن يساعد زوجته في الأعمال المنزليّة، سواء كانت المرأة عاملة أم ربّة بيت، لأنّه يرى ذلك التواء وانحرافاً عن مسيرته، عن طريقه، عن كونه رجلاً، فهو لم يخلق للعمل داخل البيت بل خلق للعمل خارجه، ونرى كثيراً من الشباب في بيوت ذويهم لا يرفعون كأساً أو يقدّمون كوباً من ماء لأحد، بل إنّهم يسعدون بمن يخدمهم بحجّة أنّهم رجال، وهذه ليست مهمّتهم.

ولكن نرى هؤلاء الرجال حينما تضطرّهم الظروف للسفر والتغرّب، إنّهم ينسون هذا المبدأ أو يقومون بالطبخ والغسيل والتنظيف لأنفسهم، وقلّما نجد من يؤجّر أحداً للقيام بهذه المهام.

ولسنا نسعى لاتّهام الرجل في شيء، ولا التأكيد بأنّه أناني بطبعه، ويفكّر بمصلحته فقط، بل نرى أنّ البيت الذي هو ميزان إن اختلّت إحدى كفّتيه لا بدّ من إعادة توازن الاُمور ليعود كلّ شيء كما كان.

وفي الحياة الزوجيّة أوقات قد يضطرّ فيها الزوج لمساعدة زوجته، ربّما تكون متعبة أو مريضة أو ما إلى ذلك، فما بال الزوج رسول الله (ص) كان يخدم نفسه أحياناً برغم كلّ شيء، ولا ينتظر تعب زوجاته حتّى يترفق بهنّ ويقدّم لهنّ المساعدة، بل انّه (ص) يقول: «خدمتك زوجتك صدقة»، وهل كان رسولنا الكريم (ص) بحاجة إلى تلك الصدقة؟ لكنّه قدوة لكلّ الأزواج، قدوة بكلّ معنى الكلمة، فما من عمل يقوم به الزوج يراعي فيه امرأته، إلاّ وكان له به صدقة، فتُرى كم من متصدّق في أيّامنا هذه يتصدّق بطيب نفس ولا يمتنّ على زوجته أنّه قام بهذه الخدمة أو بتلك؟

فما أحوج الأزواج في هذه الحقبة من الزمان، إلى كلّ صدقة لتكون في ميزانهم يوم الحساب؟

كيف يُسعد الرجل زوجته؟

لا ينبغي أن يهن الرجل زوجته أبداً، فإنّ أي إهانة يوجّهها إليها تظلّ راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الإهانات التي لا تستطيع الزوجة أن تغفرها له بقلبها، حتّى ولو غفرت له بلسانها، هي أن ينفعل فيضربها، أو يشتمها، أو يلعن أباها أو اُمّها، أو يتّهمها في عِرضها.

فإذا أحسن الرجل معاملة زوجته، تحسن إليه، وليشعرها بأنّه يفضّلها على نفسه، وأنّه حريص على إسعادها، ويضحّي من أجلها، وليتذكّر أنّ زوجته تحبّ أن يجلس ليتحدّث معها وإليها في كلّ ما يخطر بباله من شؤون، ولا يعود إلى بيته مقطب الوجه، عابس المحيا، صامتاً، فإنّ ذلك يثير فيها القلق والشكوك.

ـ لا يفرض الرجل على زوجته اهتماماته الشخصيّة المتعلّقة بثقافته أو تخصّصه، فإن كان اُستاذاً في الفلك مثلاً، فلا يتوقّع أن يكون لها نفس اهتمامه بالنجوم والأفلاك.

ـ ليكن الرجل مستقيماً في حياته، حتّى تكون زوجته هي كذلك، ففي الأثر «عفّوا تعفّ نساؤكم»، وحذار من أن يمدّنّ عينيه إلى ما لا يحلّ له، سواء كان ذلك أمام شاشة التلفزيون، وما أسوأ الفضائيات وما أتت به من مشاكل زوجيّة.

ـ إيّاه أن يثير غيرة زوجته، بأن يذكرها من حين لآخر أنّه مقدّم على الزواج من اُخرى أو يبدي إعجابه بإحدى النساء، فإنّ ذلك يطعن قلبها في الصميم، ويقلب سكينتها ومودّتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون، وكثيراً ما تنقلب تلك المشاعر إلى أعراض جسديّة مختلفة، من صداع وآلام هنا وهناك، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من طبيب إلى طبيب.

ـ لا يذكّر الرجل زوجته بأخطاء وعيوب صدرت منها في مواقف معيّنة، ولا يعيّرها بتلك الأخطاء، وخاصّة أمام الآخرين.

ـ يعدّل الرجل سلوكه من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجته بتعديل سلوكها، ويستمرّ هو متشبّثاً بما هو عليه.

ـ يتجنّب الرجل ما يثير غيظ زوجته ولو كان مزاحاً.

ـ يكتسب الرجل من صفات زوجته الحميدة، فكم من الرجال من ازداد التزاماً بدينه حين رأى تمسّك زوجته بقيمها الدينيّة والأخلاقيّة، وما يصدر عنها من تصرّفات سامية.

ـ يلتزم الهدوء ولا يغضب، لأنّ الغضب أساس الشحناء والتباغض والاختلاف.

ـ إن أخطأ الرجل تجاه زوجته يعتذر لها، وليتذكّر أنّ ما غضب منه ـ في أكثر الأحوال ـ أمر تافه لا يستحقّ تعكير صفو حياتهما الزوجيّة، ولا يحتاج إلى كلّ ذلك الانفعال.

ـ ليستعذّ بالله من الشيطان الرجيم، ويهدّئ ثورته، ويتذكّر أنّ ما بينه وبين زوجته من روابط ومحبّة أسمى بكثير من أن تدنّسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.

متى تحتاج الزوجة إلى المجاملة؟

المجاملة اللطيفة والكلمة الرقيقة أعظم شيء عند الزوجة، ويكلّل ذلك الهديّة، وفي الحديث الشريف: «تهادوا تحابّوا»، فالهديّة رسول محبّة بين الناس، وتأكيد لمعنى الودّ، فتزول آثار التخاصم والتباغض.

فماذا تعني الهديّة بالنسبة للزوجة؟

فعندما تمرّ المرحلة الاُولى من الحياة الزوجيّة، تبدأ بعدها المسؤوليّات تترى، ويثقل عبء الاُسرة، فتحبّ الزوجة أن تستعيد بعض المشاعر الرقيقة حتّى تستأنف بعدها أيّاماً جديدة بهدوء وتركيز، وهذا ما قد يغفل عنه بعض الأزواج، فالهديّة هنا بالنسبة للزوجة تعني أنّها محلّ اهتمامه برغم انشغاله وأعبائه، كما أنّها تزيل ملل الحياة والمشاعر المرهقة.

وليس بالضرورة أن تكون هناك مناسبة ولكن الزوج الفطن يشعر متى يجامل زوجته، فمثلاً قد تتعب الزوجة خلال امتحانات الأبناء في المذاكرة حتّى يتفوّقوا، فيمكنه هنا أن يشتري لها هديّة تقديراً لها.

أمّا أن تكون تلك الهديّة مفاجأة، فإنّ الهديّة في مكونها المعنوي مفاجأة، ولأنّه قد لا يوفّق الزوج في اختيار هديّة مناسبة للزوجة، أن يستشيرها أو يصطحبها لاختيارها.

وننصح الزوج الذي يريد أن يهادي زوجته بأن يفكّر فيما تحتاجه أو تحبّه، وليس بالضرورة أن تكون الهديّة غالية الثمن، إذ يمكن أن تكون أبسط الأشياء وأقلّها، وتدخل السرور إلى قلب الزوجة.

ومادام  الزوج يعامل زوجته بالتي هي أحسن، ويجاملها بعطاياه لها، فالمفروض أن تحرص على ما أن تبادله الهدايا بحسن معاملتها له، وصيانة ماله، وعِرضه، ودينه.

المصدر: مواقع الكترونية

2021/11/08