هل تؤثّر المجالس الحسينية على الأطفال؟!

الطفل في الصغر يكون في مرحلة امتصاص المعلومات حيث يتقبل كل شيء وينمو عليه وسوف تُكوّن هذه المعلومات حياته المستقبلية.

ربما يظن البعض إن الطفل لا يعرف ولا يعي أي شيء ولكن تعمل حواسه بشكل كبير ودقيق جداً لذلك على الوالدين الاهتمام بالطفل وبما يرى ويسمع منذ البداية وفي جميع مراحل نموّه، هناك روايات كثيرة تحثّ على تعليم الطفل والاهتمام به منذ الصغر حيث يعدّ كأرضٍ خالية جاهزة للزرع فماذا تزرع فيها أيها الأب وأيتها الأم؟

كثير من الآباء يهتمون بالجانب المادي ويقومون بتلبية احتياجات الطفل وهناك من يهتم ويخطط للجانب التعليمي ويحرص أن يدخل الطفل إلى المدارس الجيدة كي ينمو الطفل في أجواء تعليمية هادفة ويكون ذا مستقبل ساطع، وهناك من يهتم بالجانب الروحي والديني أيضاً ويأخذ بيد طفله إلى المساجد والمجالس الدينية كي ينمو الطفل في أجواء روحانية ويتعلم علوم الدين.

لاشك إن الفيوضات الإلهية في المجالس الدينية ذات فائدة كبيرة وذات تأثير عظيم على النفوس فشتان بين من ينمو في مجالس الترف واللهو ويترسخ في دماغه حب الماديات واللهو والغناء وبين من ينهل من مجالس دينية ويتعلم علوم اهل البيت منذ الصغر.

فهذه المجالس ستحدد مصير الطفل في المستقبل إن كانت مجالس الخير فسوف يتعلم الخير والتقوى وروح الإنسانية وإن كانت مجالس الترف سوف يتعلم اللهو واللعب والرقص ولا يهمه سوى نفسه واشباع رغباته.

الطفل الذي يحضر المجالس الحسينية سوف يتأدب بأدب أهل البيت عليهم السلام ويتعلم علومهم منذ نعومة أظفاره، الطفل الذي يحضر المجالس الحسينية سوف يتعلم الحب والوفاء لأن لديه أسوة حسنة وهم أطفال عظماء حضروا واقعة الطف وكان لهم دور كبير في بناء التاريخ في تلك الواقعة.

الطفل الذي ينمو في هذه المجالس سوف يكون بارعاً في أداء مهامه يكون ذا أخلاق حسنة وقيم راسخة بناءً على ما سمع من المواقف البطولية من واقعة الطف وما رأى من تصرفات كخدمة الحسين السامية سيتعلم أن يكون إنساناً رساليا ذو أهداف سامية لا يعيش هباءً ولا يتحرك يميناً وشمالاً دون هدف.

سيعيش حراً لا يقبل بظلم الظلمة ويرفع رأسه شامخاً ويهتف لبيك ياحسين، إذن جردّوا الأطفال عن القفص الإلكتروني وخذوا بأيديهم إلى بحر الجمال ليغترفوا الوفاء والحب من تلك الأقمار المنيرة والشموس الطالعة لأن في كل سطر من سطور عاشوراء ألف ألف نصيحة إرشادية عملت بها وفي كل كلمة حكاية جميلة عن الإنسانية وكيفية التعامل مع الآخرين.

إنها مجالس الذكر، مجالس احياء القلوب، في الرواية المأثورة عن الإمام الرضا عليه السلام: "من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب". (ميزان الحكمة، ح 2394).

المصدر: بشرى