الإمام الحسين في مواجهة الفكر الأموي المنحرف.. كلمة العتبة الحسينية في مؤتمر يوم الحسين الـ 32 - مدينة بنغالور الهندية

الإمام الحسين عليه السلام مثال للحقيقة والعدالة

جناب الأخ الأستاذ أغا سلطان المحترم

مأساة الإمام الحسين عليه السلام وتضحياته تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي، وكانت عاملا مهما في ايقاض الأمة من سباتها، وتعد بمثابة تذكير دائم بأهمية الدفاع عن العدالة، وأن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الإصلاح بأنواعه، والعدل لا يقتصر على جانب دون آخر ، بل هو مطلوب في كل المجالات...

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وتحية حب واحترام للإخوة والأخوات جميعا...

يحق لنا أن نفتخر بأن حب وعشق الإمام الحسين عليه السلام قد جمعنا في هذا المؤتمر الكبير الذي يقيمه جناب الأخ الأستاذ اغا سلطان المحترم للسنة الثانية والثلاثون.

لا بد من الإشارة في بادئ الأمر إلى أن الإمام الحسين عليه السلام عندما رأى أن يزيد وأتباعه قد مارسوا الظلم والجور والطغيان، وقد غاب في حكمه الغاشم العدل والعدالة الاجتماعية وانتشرت المفاسد والمظالم، وبدأ العالم الإسلامي يشهد انحرافا عن مبادئ الإسلام وانتشار للفساد والقمع والاستخفاف بحقوق الشعب ، مما شكل تهديدا مباشرا لجوهر الإسلام

ولا يخفى أن الإمام الحسين عليه السلام كانت نشأته وتربيته في بيت النبي وتشرب تعاليم الإسلام منذ صغره وله فهما عميقا للقيم الأساسية للدين الإسلامي بما في ذلك العدالة الاجتماعية والمساواة والرحمة وأنه عليه السلام سبط النبي محمد وله مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي وبصفته الخليفة الشرعي للنبي صلى الله عليه وآله وأن التزامه الراسخ بمبادئ العدل والحقيقة والحفاظ على الإسلام بمثابة إلهام خالد للمسلمين في جميع أنحاء العالم ، ويتجلى ذلك بشكل واضح في نهضته المباركة برفضه البيعة ليزيد بمقولته (مثلي لا يبايع مثله)

فكانت مواقفه تدل على حقائق عدة اتسمت بالشجاعة وكان الجبن والتخاذل لا يطرق ساحته ولا الانكسار، لأن الانكسار يرمز ويعني اليأس من تحقيق الغاية.

فالإمام الحسين عليه السلام على يقين بالظفر بالأمنية وهي الشهادة في سبيل الله لإحياء دين جده المصطفى، والتي حمد الله تعالى على كل ما أصابه لأنه يؤمن بعدالة قضيته وبالمهمة التي نهض من أجلها

فكان لا بد أن يقوم الإمام الحسين عليه السلام بنهضته المباركة لغرض الإصلاح في أمة جده محمد صلى الله عليه وآله التي لم تكن نهضة انفعالية ينقصها الوضوح في الرؤية او القصور في تحديد الغايات والأهداف، بل كانت نهضة واعية واقعية حقيقية فقد خاطب الجموع الحاضرة التي جاءت لمقاتلته في أرض الطف أرض البطولة والشهادة أرض كربلاء المقدسة قائلا: "اني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله،  اريد ان امر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسير بسيرة جدي رسول الله وابي أمير المؤمنين...".

فمأساة الإمام الحسين عليه السلام وتضحياته تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي، وكانت عاملا مهما في ايقاض الأمة من سباتها، وتعد بمثابة تذكير دائم بأهمية الدفاع عن العدالة، وأن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الإصلاح بأنواعه، والعدل لا يقتصر على جانب دون آخر ، بل هو مطلوب في كل المجالات، إذ يجب أن يعم العدل في كل شيء في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتربية والحقوق وبدونه لا يمكن أن ينعم المجتمع بالسعادة والامن والاستقرار صحيح أن الإمام الحسين عليه السلام استشهد في معركة كربلاء ، وسفك دمه الطاهر ومن معه من ولده وأهل بيته وأصحابه، لكنه انتصر وهزم بدمه سيف الظلم واسقط عرش الطاغوت،  فكانت شهادته إحقاقاً للحق والعدل وإزالة للظلم وطلبا للإصلاح وتأصيلا للفضيلة، ويعد انتصارا للعدل على الظلم.

ختاما: أنقل لكم تحيات وسلام سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وجناب السيد الأمين العام الأستاذ حسن رشيد، وكذلك سلام سماحة السيد أحمد الصافي المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة وأمينها العام، وانقل الى حضراتكم سلام وتحيات اخوتكم في العراق الذين يكنون لكم التقدير والاحترام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

السيد الدكتور سعد الدين البنّاء – موفد العتبة الحسينية المقدسة