حبٌّ لك وفيك.. ميزة لن تجدها في غير ’المؤمن’!

أكد الكتاب الكريم وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (صلوات الله عليهم) على موالاة من والى الله عزوجل ومعاداة من عاداه، وعلى الحب في الله تعالى والبغض فيه.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

قال عز من قائل: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ) (1).

وقال جل شأنه: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) (2).

وفي حديث عمرو بن مدرك الطائي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: أي عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. وقال بعضهم: الصلاة. وقال بعضهم: الزكاة. وقال بعضهم: الصيام. وقال بعضهم: الحج والعمرة. وقال بعضهم: الجهاد.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل ما قلتم فضل، وليس به. ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، وتوالي [وتولي.خ.ل] أولياء الله، والتبري من أعداء الله" (3).

وفي حديث عبد الله بن مسعود قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عبد الله أي عرى الإسلام أوثق؟ قلت: الله ورسول الله أعلم. قال: الولاية في الله: الحب في الله، والبغض في الله" (4).

وفي حديث ابن عمر: "أحب في الله، وأبغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك..." (5).

وفي حديث إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه): "قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له" (6) ... إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة جداً، التي رواها الشيعة والسنة معاً (7).

ولابد للشيعة بعد ذلك من الإستجابة لله تعالى، واتباع أمره، والخضوع لحكمه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينً) (8).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة المجادلة الآية:22.

(2) سورة هود الآية:112ـ 113.

(3) الكافي 2: 125 ـ 126 كتاب الإيمان والكفر: باب الحب في الله والبغض في الله حديث:6.

(4) السنن الكبرى للبيهقي 10: 233 كتاب الشهادات: باب شهادة أهل العصبية، وقال: "روي ذلك من حديث البراء وابن عباس وعائشة (رضي الله عنهم) "، واللفظ له. مجمع الزوائد 1: 162 كتاب العلم: باب أي الناس أعلم. المعجم الأوسط 4: 376. وغيره.

(5) مجمع الزوائد 1: 90 كتاب الإيمان: باب من الإيمان الحب في الله والبغض في الله.

(6) الكافي 2: 127 كتاب الإيمان والكفر: باب الحب في الله والبغض في الله حديث:16.

(7) راجع الكافي 2: 124 كتاب الإيمان والكفر: باب الحب في الله والبغض في الله، ووسائل الشيعة 11: 431 باب:15 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهم. 2: 438 باب:17 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهم. 2: 440 باب:18 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهم. كل ذلك في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهناك مصادر شيعية أخرى كثيرة تضمنت ذلك. وراجع أيضاً السنن الكبرى للنسائي 6: 527 كتاب الإيمان وشرائعه: في (طعم الإيمان)، و (حلاوة الإيمان)، والسنن الكبرى للبيهقي 10: 233 كتاب الشهادات: باب شهادة أهل العصبية، ومصنف ابن شيبة 6: 164 كتاب الإيمان والرؤيا: الباب السادس، 7: 134 كتاب الزهد: في كلام أنس بن مالك، وسنن أبي داود 4: 198 كتاب الديات: باب مجانبة أهل الأهواء، ومجمع الزوائد 1: 89، 90 كتاب الإيمان: باب من الإيمان الحب في الله والبغض في الله، والتمهيد 17: 429، 430، 431.

(8) سورة الأحزاب الآية: 36.

*مقتطف من كتاب في رحاب العقيدة، المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم، ج1، ص149.