ملامح ’تيك توكية’.. مسخ البراءة بـ ’الفيلر و البوتكس’!

مراهقات الفيلر والبوتكس

مآب عامر:

تتأمَّل رند محمد (15 عاماً) بضجر عبر هاتفها النقال صورة زميلتها المرفقة بحسابها الشخصي في برنامج التواصل (التليجرام) للدراسة الإلكترونيَّة، ثم تنظر شزراً وهي تدقق في ملامح وجهها بالمرآة وتتأفف بحسرة لتعود وتبحث من جديد عن صورة لزميلة أخرى، فقط كي ترصد الفرق الشاسع بين أحجام شفاههن المنفوخة كنجمات (السوشيال ميديا) ووجنتيهما البارزتين.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

تزايدت في الآونة الأخيرة رغبة المراهقات والقاصرات في التردد على عيادات وصالونات التجميل لحقن الفيلر والبوتكس في وجوههن وتوريد الشفاه ووضع غمازات الخدود كإجراءات تجميلية على العكس من أخريات يفضل أهاليهن الحفاظ على براءة ملامحهن بعيداً عن الجمال الصناعي الذي قد يعده بعض أفراد المجتمع (عيباً) يقلل من أعداد المقبلين على خطبتهن.

كانت رند تشعر دائماً بالاختناق من هذا الأمر وينتابها الضجر من أنها ليست جميلة، فحاولت استمالة والدتها وسؤالها عن الفروق البعيدة في شكل الملامح بين وجهها ووجوه زميلاتها، ولكن ما أن عرضت الصورتين على الأم التي نظرت إليهما، ابتسمت باستغراب قائلة: "في هذا العمر ويُخضعن وجوههن لإجراءات تجميلية". 

ولا يتجاوز أمد الإجراءات التجميلية هذه أكثر من ستة أشهر وبتكاليف مالية باهظة، وهو ما اعتادت أن تُقبل عليه النساء اللواتي يتقدم بهنّ العمر لإخفاء خطوط الشيخوخة أو صغار السن من اللواتي يعانين من العيوب والندوب في ملامح الوجه بشكل سرّي كي لا يُقال عنهن (لولا الفلر والبوتكس لما تمكنا من تقبل أشكالهن).

كان من الصعوبة إقناع الطفلة بتقبل شكلها لأنها بالفعل جميلة وليست بحاجة لمثل هذه الخيارات، ولكن رند لم تتمكن من تقبل ملامحها البريئة أو الرجوع عن رغبتها في أن تكون ملامحها (توك تكية) كالنجمات.

جريدة الصباح