محاصرة بالموضة والإعلام.. كيف تواجه المرأة المسلمة التحديات الجديدة؟!

إن استعراض أبرز التحديات الجديدة التي تواجه المرأة المسلمة في الحياة المعاصرة يأتي بالسؤال الأكثر أهمية وهو: كيف تستطيع المرأة المسلمة مواجهة هذه التحديات الجديدة؟!

والجواب: من أجل أن تمتلك المرأة المسلمة في عالم اليوم القدرة على مواجهه التحديات والصعوبات والعقبات لابد من اتباع ما يلي:

1- فهم الدين

على المرأة المسلمة التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية، والمحافظة على دينها…. فهذا هو الطريق الوحيد للوصول إلى رضا الله عز وجل.

ولكي تلتزم المرأة بذلك، فإن عليها أن تفهم دينها بصورة صحيحة وأن تنمي معارفها الدينية وأن تستوعب عقيدتها وأن تقوّي من إيمانها… عندئذٍ تكون المرأة شديدة الحرص على مبادئها وقيمها وعقيدتها، والوقوف بقوة ضد كل من يحاول التشكيك في الدين، أو التلاعب بالقيم والمبادئ تحت مسميات برّاقة لكنها تحمل في ذاتها مضامين منحرفة أو مشوّهة.

والمرأة العالمة بدينها لن يكون من السهل تغيير قناعاتها أو ثقافتها، في حين أن المرأة التي تفهم الدين بصورة سطحية سيكون من السهل تغيير ثقافتها، وجرّها نحو أفكار أبعد ما تكون عن الدين.

2- التربية الصالحة

تعدّ التربية الصالحة للفتاة من أهم الطرق لمواجهة التحدّيات الجديدة التي تعترض طريقها، فالفتاة التي تنشأ في ظل عائلة صالحة، وأجواء تربوية سليمة ورعاية كاملة وإشباع للحاجات المادية والمعنوية وتوفير الدفء العاطفي لها.. كل ذلك يساهم في تربية البنت تربية صالحة.

والتربية الصالحة للمرأة تعطيها القدرة على مواجهة التحديات بشجاعة وحكمة، والصمود أمام المغريات المادية والعاطفية، والتمسك بالقيم الدينية، والأخلاق الإنسانية.

أما المرأة التي تنشأ في ظل تربية سيئة ستكون مهيأة – غالبًا – للانهيار أمام مغريات الدنيا، والوقوع بسهولة في فخاخ شبكات الفساد والانحراف.

ويتحمل الوالدان مسؤولية عظيمة في تربية الفتاة كما الفتى تربية صالحة إيمانية مما يؤهلها لمواجهة كل التحديات الحاضرة والمستقبلية.

كما أن على المرأة المسلمة أن تزكّي نفسها، وتنمّي أخلاقها، وتهذب سلوكها، وتعوّد نفسها على العادات المفيدة، والآداب الحسنة… وبذلك تكتسب المرأة لنفسها مكارم الأخلاق، وحميد الصفات، وحسن السلوك والالتزام.

3- الوعي الثقافي

امتلاك الوعي الثقافي عنصر هام من عناصر نضج المرأة ورشدها، وهذا ما يجب أن يدفعها نحو إنماء وعيها الثقافي كي تستطيع الثبات في ظل الطغيان المادي في الحياة المعاصرة؛ وكي تتمكن من التعامل والتفاعل مع قضايا العصر بصورة علمية ومعرفية.

وإنماء الوعي الثقافي يتطلب من المرأة التسلّح بالمعرفة والثقافة، وهذا ما يستوجب المطالعة الواعية والقراءة المركّزة، ومتابعة الحركة الثقافية والمعرفية، والتواصل مع النخب الثقافية، والاطلاع على ثقافة العصر.

والمرأة المسلمة مطالبة بالارتقاء إلى مستوى التحديات الكبيرة، ولن تتمكن من ذلك إلّا بتأهيل نفسها، وتفجير مواهبها، وتنمية معارفها، وتعميق فهمها للمستجدات والحوادث الجديدة، وتعلم كل ما يخدم بناء شخصيتها، أما إذا لم تؤهّل المرأة نفسها فإن أبسط رياح ثقافية تهبّ عليها من (الثقافة المعولمة) قادرة على زعزعة المرأة عن عقيدتها وإبعادها عن أخلاقها والتأثر بمغريات الحضارة المادية المعاصرة.

والمرأة المسلمة المعاصرة عليها أن تلمّ بمفاهيم عصرها ومستجدات مجتمعها وأن تمتلك الوعي الكافي لكل القضايا التي تهمها وتهم المجتمع والأمة.

وكلما كانت المرأة المسلمة أكثر وعيًا ورشدًا كلما امتلكت القدرة على تجاوز التحديات والصعوبات والمشاكل المتنوعة، كما أن المرأة الواعية تمتلك من الأفق الواسع، والفهم الصائب، والبصيرة الثاقبة، ما يجعلها تتحمل المسؤولية، وتشارك في صناعة التقدم والنهوض الثقافي والمعرفي لمجتمعها وأمتها وحضارتها.

4- التأسي بالقدوة الحسنة

من الضروري لكل امرأة مسلمة تقتدي بالقدوة الحسنة في حياتها، وأن تتأسى بالنماذج الصالحة في تاريخنا، وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم هي أفضل قدوة لكل امرأة، فهي سيدة نساء المؤمنين كما قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: «يا فاطمة! أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟»، وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وآلة وسلم: «يا فاطمة! ألا ترضين أن تكون في سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة؟».

كما أن من المهم كذلك أن يكون في مجتمعنا المعاصر نماذج صالحة لكي تقتدي النساء بهن، فالقدوة الصالحة تعطي النموذج المتميز الذي يمثل إضاءة قوية لمن أراد السير على الصراط المستقيم.

ومن المؤسف أن نرى بعض فتياتنا يقلدن الممثلات أو المغنيات في سلوكهن وتصرفاتهن، بل وحتى لباسهنّ وقد ساهم (الإعلام اللهوي) في ترميز نجوم الغناء والرقص وتقديمهن، على أنهن النماذج المتميزة للمرأة العصرية!

وما يجب فعله هو ترميز (المرأة الصالحة) الملتزمة بدينها، المحافظة على حجابها، وتقديمها كنموذج يحتذى بها للمرأة المسلمة، فترميز (المرأة الصالحة) يساهم بصورة فعّالة وتأسي المرأة المسلمة بها، أضف إلى ذلك أنه نوع من إظهار الفضيلة، وتشجيع القيم الدينية في المجتمع.