الأخلاق
موقف صعب: اغتياب شخص عصبي لا يغفر.. ما العلاج؟!

أعرف أن الغيبة حرام ولقد اغتبت كثيراَ وطلبت من الله المغفرة، وأعرف أنني لو ذهبت إلى الذي اغتبته سوف تكون هناك مشكلة كبيرة لأنه كبير في السن وعصبي جداً.. فما الحل؟

الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

يكفي الاستغفار الصادق، والإحساس بالندامة، والعزم على الإصلاح، والقيام بالعمل الصالح إهداء لمن اغتبته من صدقة أو عبادة، ولا يجب الإخبار خصوصا إذا أدى ذلك إلى إثارة الفتنة.

والمهم في هذه المرحلة أن يصل الإنسان إلى رؤية ملكوت الغيبة المتمثلة بأكل الميتة، فلو عاش العبد هذا التقزز بعينه في الغيبة لما صار له ميل إلى الغيبة ليحتاج الأمر إلى استحلال وندامة..

ومن الغريب أن بعض الروايات جعلتها في عداد الزنا، ولا عجب في ذلك لان في كليهما هتك وخرق للستر الذي وضعه الله تعالى.

هذا في عالم الأبدان وذاك في عالم النفوس.

2023/01/09

تزويق المعاصي وإثارة الشبهات.. ماذا تعرفون عن الغشّ في الدين؟!

عن الإمام عليِّ أمير المؤمنين (ع) قال: "من غشَّ الناسَ في دينِهم فهو معاندٌ للهِ ولرسولِه (ص)"(1).

كيف يتحققُ غشُّ الناسِ في دينِهم؟

نسبة ما ليس من الدين إلى الدين مكايدةً:

يتحقَّقُ ذلك بأنْ يحتالَ عليهم ويخدعهم فيقدِّم لهم ما ليس من الدين على أنَّه من الدين، فالغشُ يعني الخديعة والاحتيال والتمويه والتلبيس والتدليس وهو في كلِّ شيء بحسبه، فالغشُّ في البيع مثلاً يكونُ بنحوِ إظهار المبيع الرديء في صورة الجيِّد أو إظهار المبيع على خلافِ حقيقته وواقعِه كإظهار معدن الحديد في صورة الذهبٌ أو الفضَّة وذلك بمثل تمويهه وتغليفه.

كذلك هو غشُّ الناس في دينِهم فإنَّه يكونُ بمثل نسبة شيءٍ إلى الدين وهو ليس من الدين واقعاً، ويسعى لإقناعهم بذلك من طريق تزويقِ مغالطةٍ وصياغتها في صورةِ برهان فيستدلُّ بها على دعواه من نسبة شيءٍ إلى الدين وهو ليس من الدين واقعاً.

وقد يُقنعُهم بذلك من طريق الفِرية والكذب فيختلقُ حديثاً متضمِّناً لدعواه وينسبُه للرسول الكريم (ص) أو ينسبُه كذباً لمَن يثقُ الناس بصدقِهم وتثبتهم. أو يُحيلُهم -مثلاً- على مصادرَ معتمدةٍ لدى الناس والحال أنَّها خاليةٌ من مزاعمِه ويعتمد في ذلك على أنَّ الناس لن يُراجعوا تلك المصادر أو أنَّهم لن يفهموا لو اتَّفق لهم أن راجعوها. وقد يعتمد في إقناعهم -بما نَسَبَه زوراً إلى الدين- على ثقةِ الناس بصدقِه وعلمِه وتثبُّته.

وقد يعتمدُ في إقناعهم بمزاعمِه على مثل طريق الشعوذة أو السحر أو التعاطي للعلوم الغريبة فيلبِّس عليهم ويخدعُهم ويُوهمهم أنَّه من أصحاب الكرامات وأنَّ الله تعالى يُجري المعجزات وخوارقَ العادات على يديه فيكون ذلك سبباً في تصديق الناس لمزاعمِه. فكلُّ ذلك وشبهه يكون من غشِّ الناس في دينهم.

 

وكذلك فإنَّ من غشِّ الناس في دينهم تفسير آيات القرآن المجيد بالرأي وبالأهواء وتقديمُ ذلك للناس على أنَّه من مُرادات القرآن ومقاصده، ومن ذلك تأويل آيات القرآن وصرفها عن مدلولها الذي يقتضيه ظهورُها العرفي وتقتضيه قواعدُ اللغة دون الاستناد في ذلك إلى ما ثبت عن النبيِّ الكريم (ص) والأئمة المعصومين(ع) يفعل ذلك في مقام الخصومة أو للانتصار لرأيه أو مذهبه.

يقول أمير المؤمنين (ع) كما في نهج البلاغة: ".. وآخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً ولَيْسَ بِه، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وأَضَالِيلَ مِنْ ضُلَّالٍ، ونَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وقَوْلِ زُورٍ، قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِه، وعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِه .. فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ والْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَانٍ، لَا يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَه، ولَا بَابَ الْعَمَى فَيَصُدَّ عَنْه، وذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ"(2).

إثارة الشبهات والتشكيكات بطرقٍ ماكرة:

ومن الغشِّ في الدّيِن إثارة الشبهات حول بعض القضايا الدينيَّة، فيأتي لما هو ثابتٌ من الدين بالضرورة أو هو ثابت بالأدلَّة المعتبرة فيُثيرُ حولَه الشبهات والتشكيكات دون التصدِّي لمعالجتها وتفنيدها فيكون ذلك سبباً في زعزعة ثقة الناس بدينِهم أو ببعض قضاياه، فذلك من أجلى مصاديق غشِّ الناس في دينهم. فمثلُ هؤلاء أضرُّ على الناس من جيش يزيد كما ورد ذلك في الاحتجاج عن الإمام العسكري (ع) قال: في صِفَةِ عُلَماءِ السَّوءِ-: ".. هُم أضَرُّ عَلى ضُعَفاءِ شيعَتِنا مِن جَيشِ يَزيدَ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ (ع) وأصحابِهِ .. وهؤُلاءِ عُلَماءُ السَّوءِ النّاصِبونَ المُتَشَبِّهونَ بِأَنَّهُم لَنا مُوالونَ، ولأعدائِنا مُعادونَ، يُدخِلونَ الشَّكَّ والشُّبهَةَ عَلى ضُعَفاءِ شيعَتِنا فَيُضِلّونَهُم ويَمنَعونَهُم عَن قَصدِ الحَقِّ المُصيبِ .."(3).

السخرية والاستهزاء بالقضايا الدينيَّة وحمَلَة الدين:

ومن الغشِّ في الدين السخرية والاستهزاء ببعض القضايا الدينيَّة أو الأحكام الشرعيَّة أو السخرية والاستهزاء بحمَلَة الدين فيكون مآل ذلك إضعاف تمسُّك الناس بدينهم، وقد حذَّر القرآنُ المجيد من ذلك في أكثر من موضع.

فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾(4).

ومنها: قوله تعالى: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ / وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ / لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾(5).

الإغراء بالمعصية بتزيينها أو تهوينها والتشجيع عليها:

ومن الغشِّ في الدين الإغراء بالمعصية وذلك من طريق تزيينها لعوام الناس أو تهوينها وتصغيرها أو التشجيع عليها بوسائل ماكرة فيأخذ من يفعل ذلك دور الشيطان الذي أخبر القرآن عنه بقوله: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾(6) وقوله: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ .. يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾(7).

قال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ﴾(8). فهم إنَّما يأمرون بالمنكر بعد أن يُلبسونَه لباسَ المعروف ويُضفون عليه بمكرِهم ما يُوجبُ تزيينه وتحسينه والإغراءَ به، وكذلك فهم حين ينهونَ عن المعروف فإنَّهم يعملون على التنفير منه والتزهيد في مزاولته وذلك من طريق التخويف من عواقبه الموهومة أو إظهاره في صورة الفعل المنافي -بزعمهم- لمقتضيات التعقل والحكمة، أو القول بأنَّ الظروف والأحوال قد تغيرت فلم يعُد هذا الفعل معروفاً كما كان عليه قبل تجدُّد الظروف والأحوال وبهذه الوسائل الماكرة وشبهها يزيِّنونَ للناس ما هو قبيح ويدفعونهم لمقارفته ويصرفون الناس عن فعل ما هو حسَن وذلك بالتنفير منه والتزهيد فيه. وقد وصف الإمامُ عليٌّ(ع) في نهج البلاغة مثل هؤلاء بقوله: "ونَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وقَوْلِ زُورٍ .. يُؤْمِنُ النَّاسَ مِنَ الْعَظَائِمِ ويُهَوِّنُ كَبِيرَ الْجَرَائِمِ يَقُولُ أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وفِيهَا وَقَعَ، ويَقُولُ أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ وبَيْنَهَا اضْطَجَعَ، فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ والْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَانٍ، لَا يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَه - ولَا بَابَ الْعَمَى فَيَصُدَّ عَنْه وذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ"(9).

وخلاصة القول: إنَّ غشَّ الناس في دينهم يكونُ بمثل التلبيس على الناس بنسبة شيءٍ إلى الدين وهو ليس من الدين واقعاً كما هو شأن المبتدعة ويكون بمثل إثارة الشبهات والتشكيكات حول القضايا الدينيَّة كما يفعل ذلك أهل الرِيَب، ويكون بمثل السخرية والاستهزاء ببعض القضايا الدينيَّة أو الأحكام الشرعيَّة أو السخرية والاستهزاء بحملَة الدين ويكون بمثل الإغراء بالمعصية من طريق تزيينها لعوام الناس أو تهوينها وتصغيرها أو التشجيع عليها بوسائل ماكرة. ويفعل ذلك والذي سبقه المنافقون والمنافقات كما نصَّ على ذلك القرآن المجيد.

الهوامش: 1- عيون الحكم والمواعظ -علي بن محمد الليثي الواسطي- ص462. 2- نهج البلاغة الإمام علي (ع) -تحقيق صبحي الصالح- ص118. 3- الاحتجاج -الطبرسي- ج2 / ص264. 4- سورة النساء / 140 5- سورة التوبة / 64-66. 6- سورة الحجر/ 39.  7- سورة النساء / 119-120. 8- سورة التوبة / 67. 9- نهج البلاغة الإمام علي (ع) -تحقيق صبحي الصالح- ص118.
2023/01/08

7 أمور تجلب الرزق.. تعرّف عليها
7 أمور تجلب الرزق.. تعرّف عليها 1. البِر بالأهل:

إن الخلافات الزوجية غريبة هذه الأيام، سابقاً كان هناك سنوات العسل، أما الآن -فمع الأسف- تقلصت السنوات إلى شهر، والشهر إلى أسبوع؛ وهذه الأمور من أسباب ضيق الرزق.. فالبعض يكون في حالة مادية جيدة؛ لأنه يبدأ بداية طيبة، ويدخل السرورَ على زوجته؛ ولكن عندما يبدأ بإدخال الحزن عليها، أو يعاملها معاملة قاسيةِ؛ فإنه يرى التضييق في الرزق، ويبدأ البلاء ينزل عليه تلو البلاء.. فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من حَسُن برُّه بأهلِ بيتهِ؛ زِيدَ في رزقه).. ويقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾؛ وقد جاء في تفسير الميزان: “معناه اشتراط الإيمان في إعطائه الأمن من كل ذنب ومعصية يفسد أثره بعدم الظلم”.. وظلم الغير يشمل الزوجة والخادمة؛ فهذا الإنسان الذي يظلم من تحت يده، لا ينفعه إيمانه.

2. مواساة الأخِ في اللهِ:

 إن الإنسان الذي يملكُ ألفَ دينار، عندما يُعطي نصف هذا المبلغ للفقير، فهو في حكم إنسان يملكُ الملايين، ويُعطي نصف ثروتهِ لمؤمن.. فالنصف هو النصف؛ كل بحسبه!.. فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (مواساة الأخ فى الله عزّ وجلّ؛ تزيد في الرزق).

3. أداء الأمانة: إذا أراد الإنسان أن يكون تاجراً ناجحاً؛ عليه أن يكون أميناً!.. فالتاجر الأمين ولو كانَ من أفسق خلق الله؛ هذا الإنسان موفقٌ في تجارته.. فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: (إستعمال الأمانة؛ يزيد فى الرزق).. بينما البعض يثق بمن هو ليس بمسلم، لأمانته وإتقانه وعدم غشه في العمل، ولا يثق بالمسلم -مع الأسف- لعدم تحليه بهذه الصفة!.. وهذا أمر مؤسف بل مؤذّ جداً للمعصومين (عليهم السلام) ألا يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (عليك بتقوى الله، والورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار.. وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً…).

4. الدُعاء للأخوان:

 عندما يطلب مؤمن من أخيه المؤمن الدعاء له في المشاهد المشرفة؛ عليه أن يكون أميناً ويفي بوعده له.. أي لا يجامل فيقول: إن شاء الله!.. ثم ينساه!.. بل عند أول وصول له للضريح الشريف، والدموع على خديه، فليدعُ له بقضاء حوائجه أو بما أوصاه تحديداً سواء: بالمغفرة، أو الشفاء، أو زيادة الرزق، أو…الخ.. فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (عليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب؛ فإنه يهيل الرزق)!..

5. الطهارة:

 أي البقاء على وضوء في كل آن!.. وإدامة الطهارة هذه الأيام أمرٌ مُمكن في كل مكان سواء في: الطائرة، أو العمل، أو السوق..الخ.. فقد روي عن رسول الله (صلی الله علیه) أنه قال: (أدم الطهارة؛ يدم عليك الرزق).. الإنسان المتكاسل فقط هو الذي لا يعمل بهذهِ الرواية!..

6. الصدقة:

إن الصدقة من أهم موجبات توسيع الرزق، فقد روي عن رسول الله (صلی الله علیه) أنه قال: «اسْتنزلوا الرزق بالصَدَقةِ».‏. والصدقة من الأمور المجربة في استنزال الرزق!.. وكأنَّ الله عزَ وجل يقول: أنتَ دفعتَ لأخيكَ مالاً أكرمتهُ، أنا أولى منكَ بالإكرام؛ لذا أوسعُ عليكَ في الرزق!.. وبما أن الصدقة هي عبارة عن تطهير للنفس؛ لذا فهي من مواطن استجابة الدعاء.. وبإمكان الإنسان أن يطلب من الفقير الذي تصدق عليه، أن يدعو له!..

7. الاستغفار:

عن النبي (صلی الله علیه) أنه قال: (مَن أكثر الاستغفار: جعل الله له من كلّ همّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).‏. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إوإذا استبطأت الرزق؛ فأكثر من الاستغفار.. فإن الله عز وجل قال في كتابه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾).. ‏هناك محطتان للاستغفار في اليوم: استغفار صلاة العصر سبعين مرة في المحطة النهارية، والاستغفار سبعين مرة في جوف الليل في الوتر.. فأهلُ قيام الليل يستغفرون الله عز وجل -تقريباً- في كُلِ اثنتي عشرة ساعة.

[اشترك]

2023/01/07

3 طرق لعلاج «قسوة القلب»
الطريق الأول: الخلوة نحن لا نخلو مع أنفسنا نحن نسترسل مع العمل ومع الأهل والأولاد والدنيا، نحن لا نبحث عن خلوةٍ لأنفسنا.

[اشترك]

إذا جلسنا نتحدث عن السياسة ونتحدث عن الدنيا وعن الأسهم والتجارة وكأنه ليس في حياتنا إلا هذا، هل يوماً من الأيام في مجالسنا نتناول ذكر الله نذكر موعظة وحكمه من حكم الأئمة عليهم السلام إننا لاهون وساهون، علينا أن نخلو بأنفسنا جميلٌ بالإنسان أن يخلو بنفسه، يترك الزوجة والأولاد والبيت والهاتف ويترك كل مُتعلقات الدنيا، يخلو مع نفسه في ظلام الليل 10 دقائق أفكر في نفسي، ماذا صنعت؟ ماذا فعلت أنا منذ بلوغي إلى الآن؟ كم جريمة وكم معصية ارتكبتها؟ كم مصيبة تعمدتها؟ هل أفكر في خطي وشريط أعمالي هذا الشريط الأسود المظلم الذي لو اطلع عليه الناس لهجروني وتركوني، فكيف يصبر عليّ رب العالمين وأنا سائر بلا حياء ولا ندم وبلا حسرةٍ وأسف في هذا الخط الأسود المُظلم ولو ليلة الجمعة، ورد عن النبي : ”حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا“.

الطريق الثاني: ذكر الموت

أيننا عن ذكر الموت نحن نبغضه لأنه نهاية للحياة الجميلة الممتعة، نبغضه لأن ذكره يُنغص علينا الحياة مع أنه لا علاج لنا إلا ذكره الإمام أمير المؤمنين يقول: ”إحذروا الموت وسكرته وأعدوا له عدته فإن الموت يفجأكم بأمر عظيم بخيرٍ لا شر معه أو بشرٍ لا خير معه، فأكثروا من ذكر الموت وكفى بالموت واعظه، فقد قال رسول الله : أكثروا من ذكر الموت فإنه هادمٌ للذات وحائلٌ بينكم وبين الشهوات ومفرقٌ للجماعات، قيل يا رسول الله وما هو أشد من الموت؟ قال: وأشدُ من الموت القبر فأذكروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته فإن القبر يُخاطب ابن آدم كل يوم“ قبري الذي سأدفن فيه يومٌ من الأيام يُخاطبني كل يوم أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحشة، أنا بيت الآخرة، قبري ينتظرني.

ولذلك بعض العلماء يشتري الكفن ويُعلقه أمامه حتى يتذكر قبره، يُواظب على زيارة المقبرة لكي يتذكر قبره، كما ورد عن النبي : ”إذا وضع الميت في قبره يلتفت إلى ثلاثة: إلى أمواله، إلى أولاده، وإلى أعماله“، يلتفت إلى أمواله: الآلاف والملايين التي كانت عنده هذه الأموال التي تعبتُ وشقيتُ عليها وصرفتُ عُمري في جمعها ماذا تعطيني هذه الأموال؟ أنا الآن في بيت الظلمة والغربة وفي بيت الوحشة في التربة ماذا تعطيني هذه الأموال؟ فتجيبه أمواله مالك عندنا غير سترةٍ بيضاء تواري بها عورتك، فيتحسر.

ويلتفت إلى أولاده: أولادي ربيتكم وتعبتُ عليكم ماذا تعطوني وأنا الآن في هذا البيت المظلم الموحش؟ فيجيبه أولاده نشيّعك إلى قبرك ونواريك في حفرتك فيندم.

ويلتفت إلى أعماله: يقول أعمالي هذا الشريط الأسود والبغيض المملوء بالذنوب والمعاصي الذي لا أريد أن أذكره، ماذا يُعطيني عملي؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك وصاحبك عند نشرك فإن كان حسناً كان قبرهُ روضة من رياض الجنة، وإن كان سيئاً كان قبره حُفرةً من حفر النار، علي بن أبي طالب ينادينا ”يا عبيد الدنيا وعُمال أهلها إذا كُنتم بالنهار تحلِفون وبالليل تنامون وما بين ذلك أنتم غافلون فمتى تُجهزون الزاد وتُهيئون للمعاد“.

الطريق الثالث: ذكر الآخرة

﴿ ... وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ 1 ﴿ ... إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ 2.

أتى جبرئيل إلى رسول الله يوماً عابساً قاطباً قال: يا جبرئيل كنت تأتيني مُبتسماً فلماذا أتيت اليوم عابساً؟ قال يا رسول الله: لقد وضعتُ منافخ النار، قال: وما منافخ النار؟ قال: إن الله أمر بالنار فنفخت ألف عامٍ حتى ابيضت، ونُفخ فيها ألف عامٍ حتى احمرت، ونُفخ فيها ألف عامٍ حتى اسودت فهي سوداء مُظلمة، لو قطر من ضريعها قطرة على شراب أهل الأرض لمات كُلهم من نتنها، ولو عُلق سِربال من سرابيل النار بين السماء والأرض لمات أهل الأرض كُلهم من حر ذلك السربال، إن أهل النار إذا أتوا يوم القيامة وزُوجوا فيها هووا مسيرة سبيعين يوماً، فإذا رجعوا وأرادوا أن يخرجوا منها قمعوا بمقامع من حديد وأعيدوا فيها، ﴿ ... كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ ... ﴾ 3. وهذا الجسم كيف يتحمل؟ أنا لو أخذت عود كبريت وأشعلته ووضعته على إصبعي هل أتحمل؟ أنا لا أتحمله فكيف أتحمل أن أكون في قلب النار، ﴿ ... كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ... ﴾ 4 كيف أتحمل الذنوب كلها وهي نار؟ أنا أمشي في الدنيا وأنا لا أشعر لكن على ظهري نار أمشي بها، كذبي وغيبتي، عقوقي لوالديّ وإساءة خُلقي مع زوجتي وأولادي ومع الزوج، كل هذه نار أحملها على ظهري وعلى صدري، فبادر إلى التوبة والإنابه ليلة الجمعه ﴿ ... تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ... ﴾ 5 بادر إلى تذكر الموت وأنظر إلى الذين شغلوا حياتهم بذكر الموت، دائماً ذكر الموتِ على ألسنتهم وشفاههم وذكره هو الذي يرسمونه أمام أعينهم.

الهوامش: 1. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 2، الصفحة: 332. 2. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 2، الصفحة: 106. 3. القران الكريم: سورة السجدة (32)، الآية: 20، الصفحة: 416. 4. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 56، الصفحة: 87. 5. القران الكريم: سورة التحريم (66)، الآية: 8، الصفحة: 561.
2022/12/24

لا تفعلها.. أمور تضيّق عليك رزقك!
إن هناك أموراً كثيرة موجبة لتضييق الرزق، منها:

[اشترك]

1. الإسراف: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إن السرف يورث الفقر).

2. التبذير: إن التبذير والإسراف سبب من أسباب الفقر والهلاك، لذلك فقد نهى الإسلام عنهما، يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.

3. عدم الاقتصاد: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (ضمنت لمن اقتصد، أن لا يفتقر).

4. عدم البرمجة في الحياة: إن كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى برمجة وإلى مراقبة دقيقة، كما في عالم التجارة: حيث أن التاجر لا يفوّت صغيرة ولا كبيرة، ويحاول أن يناقش في الدرهم والدرهمين لحرصه على المال.. فلا مانع من أن نكون حريصين على الدنيا، من باب أنها مزرعة للآخرة!.. لذا، فإنه ينبغي للمؤمن أن يعيد برمجة حياته في كل المجالات الدينية والدنيوية.

5. الصرف زيادة عن الدخل: يجب مراعاة أن يكون الصرف أقل من الدخل، كي يتمكن المؤمن من ادخار بعض المال للحالات الطارئة!..

6. ارتكاب الذنب: ما استجلب رزق الله، بمثل ترك المعاصي!.. يكتب للرجل رزقاً حلالاً طيباً، فإذا عصا ربه؛ حرم ذلك الرزق.. ولهذا المؤمن في استغفارٍ دائم!.. روي عن الإمام الباقر (عليهِ السلام) أنه قال: (إن العبد ليذنب الذنب، فيزوى عنه الرزق).

2022/12/18

5 أسباب لـ «قساوة القلب» و الإصرار على المعاصي
لماذا أنا مبتلى بقسوة القلب؟ لماذا لا أتفاعل مع دعاء ولا موعظه ولا مع ذكر؟ لماذا أصر على المعاصي من دون تراجع ومن دون ندم؟

[اشترك] 

ماهي الأسباب:

السبب الأول: ترادف الذنوب من دون توبه

الإنسان عندما يصنع الذنب ويبادر إلى التوبه ﴿ ... تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ... ﴾ 1 عندما يبادر إلى الندم تأنيب النفس وتقريعها يسهل عليه أن يرجع، ولكن عندما تترادف الذنوب ذنبٌ وذنب، أكذب وأغتاب، أعقُ والديّ وأقيم علاقات غير مشروعه، أظلم الناس وأأكل الحرام، لا أخرج الحقوق الشرعيه، ذنبٌ على ذنب، خطيئه على خطيئه ومعصيه تليها معصيه، عندما تترادف الذنوب ينجم عنها قسوة القلب، ورد عن الإمام الباقر : ”إذا أذنب الإنسان خرج في قلبه نُكتةٌ سوداء فإن تاب إنمحت وإن عاد عادت حتى تغلبَ على قلبه فلا يُفلح بعدها أبدا وذلك قوله تعالى ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ 2“ صار القلب مصبوغ بالرين وهو الصبغ الأسود، صار قلبي قطعة سوداء لا نور فيها ولا حياة فيها نتيجة ترادف الذنوب وأنا أحتاج أن يكون قلبي قطعة مشرقة بيضاء نتيجة الندم على الذنوب والحسرة عليها.

السبب الثاني: التعلق بالملذات

حياتنا كلها حياة ترف وملذات وحياة ماديه ليس فيها روح ولا نبضٌ أخروي كُلها من قرعها إلى قدمها منغمسه في الحياة الماديه، لماذا؟ لأننا مشغولون بأشكالها وبصورها ومشغول بشكلي بأن أتجمل وأتلطف وخصوصاً إذا كنتُ شاباً وعنفوان المراهقه أكون مشغولٌ بتحسين مظهري أو مشغولٌ ببطني بأن أفكر ماذا أأكل؟ بدل أن أفكر ماذا أذنبت وماذا أخطئت، فأنا أركز على الأكل اللذيذ ولا أركز على الذنب والمعصيه وماذا صنعت وماذا فعلت؟ أكون مشغول ببطني والسيارة الجميله والبيت، الأثاث الجميل أركز دائماً على جمال المظهر والشكل ولا أركز على جمال الروح وعلى جمال النفس ﴿ ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ 3 وورد عن النبي : ”لا تميتُ القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلوب تموت كما يموت الزرع إذا كثر عليه الماء“ أنكم تركزون على الملذات.

السبب الثالث: صديق السوء

هل أسأل نفسي من هم أصدقائي؟ هل أصدقائي يذكرونني بالله وأنهم يذكرونني بالآخرة؟ أم أنهم لا يذكرونني إلا بالفلم الكوميدي ومباراة كرة القدم والأسهم وماذا صار ومالم يصر، ما سمعتُ من أصدقائي أنهم يذكرونني بالمسجد، ويقولون هل حضرت صلاة الجماعه؟ هل يذكرونني بالقبر وبالآخرة؟

صديق السوء هو المنغمس في العالم المادي يغمسُني معه ويجرني معه فأنا أعيشُ في أجوائاً الماديه كما يعيشها، لذلك ورد عن النبي : ”خمس خُصال يُقسين القلب: الإصرار على الذنب، ومجاراة الأحمق، وكثرة مناقشة النساء، والوحده، ومجالسة الموتى“ قيل يارسول الله منهم الموتى؟ قال: ”كل مترفٍ فهو ميت وكل من يُصر على معصية ربه فهو ميت“

مجاراة الأحمق: الأحمق الذي يستفزني ويُثيرني أنا أجاريه فأغضب وأستفز والغضبُ جمرة الشيطان توقد في قلب إبن آدم.

مناقشة النساء: عندما أدخل معها في اللجاج والشداد فهي تسيطر عليها عواطفها، المرأة قد تغضب وتنفعل وتحاسب زوجها عن الصغيرة والكبيرة بمنطق عاطفي فأنا بدل أن أدخل معها في مناقشات التي قد تبحر في العاطفه أغض النظر عن ذلك.

الوحده: بأنه لا يبالي بمشورة الآخرين ولا نصحهم

أنظر إلى صديقك ورفيقك؟ هل يفكر بالأمور الماديه أو يفكر بالمعصيه؟ إذن هو ميت، مجالسة الموتى تُقسي القلب.

السبب الرابع: عدم إغتنام الفرصه وعدم الإستعداد للآخرة

أمامنا مسيرة طويله نحنُ نفكر في الغد ماذا أفعل وماهو عملي بالوظيفة غداً؟ دائماً نظرُنا قصير نُفكر في اليوم الآتي ماذا نصنع فيه؟ علينا أن نفكر في السفر الطويل، الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر، أمامنا سفرٌ غامض مبهم لا نعرف عن هذا السفر شيئاً، عندما أريد أن أسافر إلى أوروبا أو إيران أو أي دوله أعرف أسفري، لكن هناك سفراً لا أعرفُ عنه شيئاً، كيف يبدأ وكيف ينتهي؟ وكيف أكون فيه؟ أمامي مسيرةٌ طويله فهل أعددتُ لهذه المسيرة شيئاً، هل إغتنمتُ فرصة العمر في التوبه والإنابة؟

النبي  يُخاطبُ أباذر: ”يا أباذر كن على عُمرك أشح منك على درهمك ودينارك“ كن بخيل على الوقت وإغتنم وقتك في التوبه والإنابه ”يا أباذر إن كل يومٍ يمر على إبن آدم يخاطبه أنا يومٌ جديد وأنا عليك شهيد فقل فيّ خيرا، وإعمل فيّ خيرا أشهدُ لك بذلك يوم القيامه“ هذه الدقائق التي تمرُ علينا ونحنُ ساهون لاهون وغارقون في أشياء أخرى، علينا أن نستيقظ من سباتنا ومن نومنا نستثمر الوقت في التوبة والإنابة لربنا ﴿ ... وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ... ﴾ 4 والتقوى موطنها القلب إنه لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم والتقوى هي المدار، عدم إغتنام الفرصه يؤدي إلى مرض قساوة القلب والجفاف الروحي.

السبب الخامس: الغفلة عن ذكر الله

﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ... ﴾ 5 يسمع الموعظه لكن لا يتأثر، يتأثر مادام في المسجد فإذا خرج إنتهى الأثر كله ﴿ ... وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ 5 الغفلة عن ذكر الله، أنا غافل لا أقرأ قرآن ولا أحضر صلاة جماعه ولا أستمع موعظه بعيد عن مواطن ذكر الله كلها، خمسة دقائق لقراءة القرآن أبخل على نفسي بها، عشر دقائق أقرأ بها دعاء أبخل على نفسي بها، صلاة نافله. إذا كنت بعيداً عن ذكر الله فمن الذي يحل محل ذكر الله؟ تحل محله القسوة والجفاف وكذلك الشعور بالمعصيه وترادف الذنوب، إذن الغفلة عن ذكر الله سببٌ من أسباب هذا المرض 6.

الهوامش

1. القران الكريم: سورة التحريم (66)، الآية: 8، الصفحة: 561.

2. القران الكريم: سورة المطففين (83)، الآية: 14، الصفحة: 588.

3. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 31، الصفحة: 154.

4. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 197، الصفحة: 31.

5. a. b. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 179، الصفحة: 174.

2022/12/11

الخوف من الفقر.. كيف نتخلّص منه؟!
1. الاعتقاد برازقية الخالق: إن الذي يخافُ من الفقر، ومن الكوارث، ومن المرض المُفاجئ؛ عليهِ أن يعلم بأن الله عز وجل في كتابهِ الكريم استعملَ صيغةً، هذه الصيغة تجعل المؤمن لا يقلق أبداً على مستقبله.

[اشترك]

 فرَب العالمين وهو مالك الرقاب، ومُسبب الأسباب، ولهُ مقاليد السماوات والأرض، وخزائنهُ بينَ الكافِ والنون؛ يقول: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.. ومن مصاديق هذه الآية: الحيوانات التي تعيش في القطبين الشمالي والجنوبي، رغم برودة الطقس، حيث لا يوجد إلا الجليد.. وأيضاً هناك بعضُ أنواع الطيور المهاجرة من قارةٍ إلى قارة، قد تستغرق رحلاتها عدة أسابيع دون توقف ليل نهار، وبدون أن يتخلل تلك المدّة أية فترة لتناول الطعام؛ أليس رب العالمين هو المتكفل بها؟!.. فإنْ كان الله عز وجل يتكفل بالحيوانات والطيور والحشرات؛ فكيفَ بخليفة الله في الأرض؟ وكيفَ بالفاسق المحتاج؟ وكيف بالمؤمن؟

فإذن، إن القانون الأول هو الاعتقاد برازقية الله عزَ وجل، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (كان فيما وعظ لقمان ابنه أنه قال: يا بني!.. ليعتبر من قصر يقينه، وضعف تعبه في طلب الرزق، أنّ الله تعالى خلقه في ثلاثة أحوالٍ من أمره، وأتاه رزقه، ولم يكن له في واحدةٍ منها كسبٌ ولا حيلةٌ أنّ الله سيرزقه في الحال الرابعة.. أما أول ذلك: فإنه كان في رحم أمه، يرزقه هناك في قرارٍ مكين، حيث لا برد يؤذيه ولا حرّ.. ثم أخرجه من ذلك، وأجرى له من لبن أمه ما يربّيه من غير حولٍ به ولا قوة.. ثم فُطم من ذلك، فأجرى له من كسب أبويه برأفة ورحمة من تلويهما.. حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه، ضاق به أمره؛ فظنّ الظنون بربه، وجحد الحقوق في ماله، وقتّر على نفسه وعياله مخافة الفقر).

2. طلب الكفاف: إن هناك قاعدة عامة لمن يتمنى زيادة في الرزق، هذهِ القاعدة هي عبارة عن الحديث النبوي القائل: (إنَّ ما قلَّ وكفى؛ خيرٌ مما كَثُرَ وألهى)!.. فالإنسان المؤمن يسأل ربه أن يرزقه ما يعينه على طاعته؛ لأن هدفه الأساسي هو الوصول إلى ربه، لذا فهو يطلب الرزق بمقدار ما يوصله إلى الهدف.

مثلاً: لو أنَ إنساناً لهُ دابة، ويُريد أن يحمل عليها ثقلاً لينقله من مكان إلى مكان، هذا الإنسان إنْ جعل نصف الحمولة وقوداً والنصف الآخر بضاعة؛ فهو إنسان غير عاقل؛ لأنه يجب أن يعطي الأولوية للبضاعة، فيأخذ من الوقود فقط الكمية التي توصله إلى مقصده!.. المؤمن كذلك؛ يقول: يا رب، أنا عندي بضاعة، وهذه البضاعة هي التقوى، فـ(خيرُ الزاد التقوى)!.. ولكن يا رب أريدُ: طعاماً، وشراباً، ومسكناً، وملبساً، ودابةً؛ فأعطني بمقدار ما يُبلغني للهدف!

ومن هنا فإن العمل الوظيفي خير للمؤمن الذي يحب أن يتفرغ لآخرته من العمل التجاري؛ لأن التجارة قد تذهب برأس مال الإنسان الأخروي.. أما العمل الوظيفي؛ فإن الإنسان يذهب إلى وظيفته صباحاً، ويعود ظهراً قرير العين، وفي نهاية الشهر يستلم راتبه.. وبمجرد خروجه من العمل ينسى الدائرة وما فيها، بخلاف التاجر: وهو في المنزل وفكره في: المستودعات؛ خوفاً من الحريق.. وفي البورصات؛ خوفاً من ارتفاع الأسعار.. وفي المكتب؛ خوفاً من خيانة الموظفين.. وفي الدوائر الحكومية؛ خوفاً من الضرائب.. لذا فهو يعيش حالة القلق دائماً!.. ولكن -معَ الأسف- بعض الموظفين، لا يكسبُ لآخرتهِ شيئاً، بل يمضي وقته في المنزل: بينَ طعامٍ وشرابٍ ومنامٍ وتلفاز.. هذا هو شأنه من رجوعهِ إلى المنزل، وحتى عودته إلى العمل في اليوم التالي، رغم أنه ليسَ هناك ما يشغله! فأينَ الثقافةَ والتعلم والمطالعة الهادفة؟ وأينَ الزاد للآخرة: العبادة، والمسجد، وصلوات الجماعة؟ هذا الإنسان لا عُذرَ له، فهو لديه الكثير من ساعات الفراغ! أما التاجر فقد يكون له عذره؛ لأنه مشغول بتجارته صباحاً ومساءً.

أما إذا كان الإنسان على مستوى الأبطال: واثقاً من نفسه، لا تلهيه الدُنيا، ولا تفتنه، ويعمل بقوله تعالى: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ -علماً أن نوادر البشر فقط هم من مصاديق هذه الآية- فليذهب للتجارة حيث يكون سيد نفسه: ليسَ هناك من رقيب عليه ولا حسيب، وليسَ هناك من شُبهة التهرب من الدوام في الوظيفة، وبإمكانه أن يسافر إلى بلاد الزيارة أينما شاء ومتى شاء، والأفضل من هذا كله أنه يستطيع أن يساعد من يحب!

2022/12/07

4 أسباب تجعل الإنسان يحب المال

1. الاستمتاع: إن هناك قسماً من الناس يطلبُ المال للاستمتاع به، كما في بلاد الغرب: حيث البلاد المفتوحة على كل شيء، فليس هُنالكَ من مُحرم فيها، لذا هم يقومون بكل شيء: من الزواج اللاشرعي، والزواج المثلي، و..الخ.. والإنسان الذي يعيش في بلدٍ ليسَ فيهِ حرام؛ من الطبيعي أن يحب المال؛ لأنَ المال إذا كانَ في جيبه من المُمكن أن يشتري به المُسكر، وأن يُحيي به الليالي الحمراء.

[اشترك]

2. الوجاهة: إن هناك قسماً من الناس لا يستمتعُ بالمال كثيراً، فبعض البخلاء: لا يأكلُ طيباً، ولا يستمتعُ بالدُنيا، وإنّما يُريد من جمع المال كسبَ الوجاهة أمامَ الغير.. لذا فإنه يُقتر على أهلهِ وأولاده، ليشتري سيارة -مثلاً-ً كي يتباهى بها أمامَ الغير.. والبعض من باب إظهار الوجاهة والفخر، يُبالغ في مجلس استقباله! رغم أنه لا يُبالي بوضع عائلته داخل المنزل من حيث الأثاث مثلاً، ولكن أمامَ الناس يُبالغ في اقتناء ما هو مبالغ فيه لدرجة كبيرة جداً! بينما يقول الفقهاء: “كل مالٍ كان له قيمة سوقية يجب تخميسه، إلا إذا عدّ من المؤونة المطابقة لشأنه”؛ أي إنْ صرف الإنسان زيادة عن المؤونة عما لا يليق بشأنه، عليه بتخميس هذهِ الأموال؛ فهذا الأثاث أو البناء الذي هو فوق مستواه فيهِ حق الله ورسوله.

3. الخوف من المستقبل: إن الخوف من المستقبل يكون من عدة أمور، منها:

أ- الخوف من الفقر

ب- الخوف من الكوارث

ج- الخوف من المرض

4. دينية: إن البعض يحبُ المال لا لذاته، وإنما لأنه يوصله إلى ما يحب: كالحج والعمرة والزيارات، فالإنسان الذي وجبَ عليهِ الحَج، وهو عاشقٌ لزيارةِ بيت الله الحرام، هذا الإنسان قد يُقبل المال، من باب أن هذا المال مال مبارك؛ لأنه سيذهب به إلى الحَج! والبعض عندما يخمسُ مالهُ، يرى مال الخمس مالاً مقدساً ومباركاً؛ لأنه مال الإمام وذُرية رسول الله (صلی الله علیه).. أما الأربعة أخماس الباقية؛ فإنه لا يرى فيها قُدسية.

2022/12/06

كيف يقاوم الإنسان الوله باللذّات المهلكة؟ (فيديو)
إذا تولّه الإنسان بشيء ما لن يتلفت إلى غيره، ومنه التولّه بالمعاصي، والإمام علي عليه السلام يقول: "رأس الآفات الوله باللذات" إذ يدخل في معارك وسرقات لكي يؤمّن بعض اللذات التي تولّه بها.

[اشترك]

المزيد في الفيديو أدناه:

2022/12/04

المزاح مع النساء.. هذه مخاطره!
ما الواجب علي عمله حيث أنني أعمل في مكان فيه نساء كثيرات، و اعتبرهن مثل أخواتي، و عادة ما يدور بيننا كلام به مزاح، ومن الصعب تفادي هذه المواقف؟

[اشترك]

الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

عليكم بتحاشي المزاح مع الجنس المخالف، لانه مدخل من مداخل الشيطان ، وهو من مقدمات الانجرار للتعلق العاطفي وما يستتبعه من ميل اللقاء في الطرف المقابل ، ومع عدم امكان ذلك ، فقد يجركم الى الحرام والاكتئاب النفسي ، كما هو مجرب.

وليعلم أن المزاح مقدمة لزوال الحجاب النفسي والسلوكي بين الطرفين ، وبالتالي استسهال التعامل مع الطرف الاخر بالغاء القيود الشرعية والعرفية في هذا المجال ، والحال ان السياسة الشرعية قائمة على حفظ الحدود بين الجنسين ، حتى ان البعض يرى كراهة الجلوس في مكان يحس الانسان بحرارة بدن المرأة التي جلست في ذلك المكان.

والآية القرانية صريحة في انه عندما نريد ان نسأل المرأة شيئا او متاعا ، فليكن ذلك من وراء حجاب .

ان الاحتياط سبيل النجاة في كل تعاملات الفرد مع الوسط الذي يعيش فيه.. اذ ان خالق هذه التركيبة الانسانية ادرى بنقاط ضعفها وقوتها.. فمن ادرى بالمصنوع من صانعه ؟

2022/11/23

السيد محمد باقر السيستاني يحدد 6 نقاط يحتاجها ’الإنسان الرسالي’
ضرورة ترتيب النفس والاعتناء بها عبادةً وتزكيّةً لأداءِ المهمّة:

[اشترك]

1 - إنَّ الله تبارك وتعالى في سورة المُزَّمَِّل يُبَيِّن دورَ العبادة في اتّساع وعاءِ الإنسانِ ، وصبره وقدرته ، وخاصّةً الإنسان الرساليّ في أداء مهمّته في ما يتعرّض له ، من فتن وابتلاءات وضغوط ونحوها.

2 - الإنسان يحتاج إلى مزيدٍ مِن التزّود - العبادي الواجب والمُستَحبّ في الليل والنهار - لأجل أن يتمكّن من استيعاب هذه الضغوط ، و لكي لا يخرج عن الجّادّة ، كما قال الله تعالى:{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}سورة البقرة.

3 - يُنَبّه ذلك على أنَّ الإنسان المؤمن عليه ، مُضافاً إلى أداء الفرائضِ الواجبة ، أن يعتني بالترتيب النفسي لنفسه ، على النحو الذي يحتاج إليه ، ولأجل أن يؤدّي مهمّته.

4 - إنَّ مفهوم الإيمان مُرَكّبٌ من عبادة الله سبحانه وتعالى ، ورعاية الخَلقِ والنّاسِ، وكِلاهما يصبّان في تكامل الإنسان ورقيّه وسعادته .

5 - ينبغي الاهتمام بالعبادة ودوام الذكرِ  لله سبحانه وتعالى وتحميده وشكره ، رغم شظف العيش والمشكلات والفتن والشُبهات ، وقد كانت كذلك سيرة علمائنا الأبرار ، أمثال الشيخ مرتضى الأنصاري (طاب ثراه) وغيره .

6 - إنَّ الإنسان إذا كان يقتصر على أداء الفرائض فحسب، وقلبُه ساهٍ عنها ، فعلى ماذا يحصل ، وعلى أيِّ إيمانٍ يكون ، ومتى يتزّود إيمانيّاً ؟

سماحة السيِّد الأُستاذ الفاضل مُحمَّد باقر السيستاني ( دامت توفيقاته). الأربعاء - 27 ربيع الآخر – 1444 هجري . تدوين: مرتضى علي الحلّي  - النجف الأشرف
2022/11/23

كيف تمنع إبليس من مشاركتك في أموالك وأولادك؟! (فيديو)
 ورد في معتبرة الحلبي قال: قال أبو عبد الله (ع) في الرجل إذا أتى أهله وخشيَ أن يشاركه الشيطان قال (ع): "يقول بسم الله ويتعوَّذ من الشيطان".

[اشترك]

وورد أيضاً عن أبي عبد الله (ع) قال؛ قال أمير المؤمنين (ع): "إذا جامع أحدكم فليقل: بسم الله وبالله اللهم جنِّبني الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتني. قال: فإن قضى الله بينهما ولداً لا يضرُّه الشيطان أبداً".

وعن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): يا أبا محمد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئاً؟ قال: ألا أعلمك ما تقول؟ قلتُ بلى، قال: تقول: "بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها اللهم أن قضيت لي في رحمها شيئاً فاجعله باراً تقياً واجعله مسلماً سوياً ولا تجعل فيه شركاً للشيطان".

تفاصيل أكثر في الفيديو أدناه:
2022/11/14

أعمال ليلة الجمعة وصلاتها وأدعيتها
بيــان: ومَن أراد حفظ القرآن فليصلِّ أربع ركعات ليلة الجمعة: يقرأ في الركعة الأولى فاتحة الكتاب و يس، وفي الثانية الحمد والدخان، وفي الثالثة الحمد والم تنزيل السجدة، وفي الرابعة الحمد و{ تبارك الذي بيده الملك ،}، فإذا فرغ من التشهد حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبي (ص)، واستغفر للمؤمنين، وقال: …. ص289

[اشترك]

المصدر: مصباح المتهجد ص191، الاختيار، الجمال

بيــان: ويستحب أن يدعو بعد الوتر بهذا الدعاء:

اللهم حبّب إليَّ لقاءك وأحبَّ لقائي، واجعل لي في لقائك الراحةَ والبركَة والكرامةَ، وألحقني بالصالحين…. إلى أن يقول: اللهم !.. هدأت الأصوات، وسكنت الحركات، وخلا كلّ حبيبٍ بحبيبه، وخلوت بك يا إلهي !.. فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار .ص303

المصدر: فقه الرضا ص11

بيــان: وقد يروى أنه إذا كان عشية يوم الخميس نزلت ملائكةٌ معها أقلامٌ من نورٍ وصحفٍ من نور، لا يكتبون إلا الصلوات على رسول الله (ص) إلى آخر النهار من يوم الجمعة .ص309

المصدر: عدة الداعي ص30

بيــان: روي أنه يقرأ في الثلث الأخير من ليلة الجمعة سورة القدر خمس عشرة مرة، ثم يدعو بما يريد .ص309

 

قال الصادق (ع): مَن قال في آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة – وإن قال في كلّ ليلةٍ فهو أفضل: ” اللهم !.. إني أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم، أن تصلّي على محمدٍ وآل محمد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم ” سبع مراتٍ انصرف وقد غفر الله له .ص309

المصدر: الخصال 2/31

قال الباقر(ع): مَن قرأ سورة (ص) في ليلة الجمعة أُعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يُعطَ أحدٌ من الناس، إلاّ نبيٌّ مرسل أو ملكٌ مقرّب، وأدخله الله الجنّة وكلّ مَن أحبّ من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه، وإن لم يكن في حدّ عياله ولا في حدّ مَن يشفع فيه .ص310

المصدر: ثواب الأعمال ص102

قال الصادق (ع): مَن قرأ في كلّ ليلة جمعة الواقعة أحبّه الله، وحبّبه إلى الناس أجمعين، ولم يرَ في الدنيا بؤسا أبداً ولا فقراً ولا فاقةً ولا آفةً من آفات الدنيا، وكان من رفقاء أمير المؤمنين (ع) .ص310

المصدر: ثواب الأعمال ص105

قال الصادق (ع): الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف حسنة ويرفع له ألف درجة، وإنّ المصلي على محمد وآل محمد ليلة الجمعة يزهر نوره في السماوات إلى أن تقوم الساعة، وملائكة الله في السماوات يستغفرون له، ويستغفر له المَلَك الموكل بقبر النبي (ص) إلى أن تقوم الساعة .ص312

المصدر: العروس

قال الصادق (ع): مَن دعا لعشر من إخوانه الموتى في ليلة الجمعة، أوجب الله له الجنّة .ص312

المصدر: العروس

 

قال رسول الله (ص): مَن تمثّل ببيت شعر من الخنا ليلة الجمعة لم يقبل منه صلاة تلك الليلة، ومَن تمثل في يوم الجمعة لم يُقبل منه صلاة في يومه ذلك .ص312

المصدر: العروس

قال الحسن (ع): رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين وتسميهم وتُكثر الدعاء لهم، ولا تدعو بشيءٍ لنفسها، فقلت: يا أماه !.. لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟.. فقالت:

يا بنيّ !.. الجار ثم الدار .ص313

المصدر: مصباح الأنوار

قال رسول الله (ص): أكثروا من الصلاة عليَّ في الليلة الغرّاء واليوم الأزهر: ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فسئل: كم الكثير ؟.. فقال: إلى مائة وما زاد فهو أفضل .ص313

المصدر: رسالة الشهيد الثاني

روي في أكل الرّمان في يوم الجمعة وليلته فضلٌ كثير .ص314

المصدر: مصباح المتهجد ص197

قال النبي (ص): مَن قرأ في ليلة الجمعة أو يومها { قل هو الله أحد } مائتي مرة في أربع ركعات في كلّ ركعة خمسين مرة، غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، ويُسبّح عقيبها فيقول: …. ص319

المصدر: جمال الأسبوع

 

صلاة أخرى ليلة الجمعة: روي عن رسول الله (ص) أنه قال: مَن صلّى ليلة الجمعة ركعتين: يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرة و{ قل هو الله أحد} سبعين مرة، فإذا فرغ من صلاته يقول: أستغفر الله سبعين مرة، فقيل: يا رسول الله !.. فما ثواب هاتين الركعتين ؟.. قال: والذي بعثني بالحقّ نبيّاً !.. إنّ جميع أُمّتي لو دعا لهم هذا المصلّي بهذه الصلاة وبهذا الاستغفار، لأخَذ لهم من الله الجنّة بشفاعته …. إلى آخر الخبر .ص323

المصدر: جمال الأسبوع

خرج عن الناحية المقدّسة: مَن كانت له إلى الله تعالى حاجةٌ فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل، ويأتي مصلاّه ويصلّي ركعتين: يقرأ في الركعة الأولى الحمد فإذا بلغ { إيّاك نعبد وإيّاك نستعين } يكرّرها مائة مرّة، ويتمّم في المائة إلى آخر السورة، ويقرأ سورة التوحيد مرّة واحدة، ويسبّح فيهما سبعة سبعة، ويصلّي الركعة الثانية على هيئة الأولى، ويدعو بهذا الدعاء، فإنّ الله تعالى يقضي حاجته البتّة كائناً ما كان إلاّ أن يكون في قطيعة رحم والدعاء:

” اللهمّ !.. إن أطعتك فالمحمدة لك، وإن عصيتك فالحجّة لك، منك الرَّوح ومنك الفرج، سبحان مَن أنعم وشكر، سبحان مَن قدّر وغفر .

اللهمّ !.. إن كنتُ قد عصيتُك فإنّي قد أطعتُك في أحبّ الأشياء إليك وهو الإيمان بك، لم أتخّذ لك ولداً، ولم أدْع لك شريكاً، منّاً منك به عليّ لا منّاً منّي به عليك، وقد عصيتُك يا إلهي على غير وجه المكابرة، ولا الخروج عن عبوديتك، ولا الجحود لربوبيتك، ولكن أطعت هواي وأزلنّي الشيطان، فلك الحجّة عليَّ والبيان، فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالم، وإن تغفر لي وترحمني فإنّك جوادٌ كريم، يا كريم يا كريم !.. حتّى ينقطع النفس .

ثمّ يقول: يا آمناً من كلّ شيء، وكلّ شيءٍ منك خائفٌ حذر، أسألك بأمنك من كلّ شيءٍ وخوفِ كلّ شيءٍ منك، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي وولدي وساير ما أنعمت به عليّ، حتّى لا أخاف أحداً ولا أحذر من شيء أبداً، إنّك على كلّ شيءٍ قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

يا كافي إبراهيم نمرود !.. ويا كافي موسى فرعون !.. ويا كافي محمّد (ص) الأحزاب !.. أسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تكفيني شرّ فلان بن فلان … ” فيستكفي شرّ مَن يخاف شرّه، فإنّه يُكفى شرّه إن شاء الله تعالى

ثم يسجد ويسأل حاجته، ويتضّرع إلى الله تعالى، فإنّه ما من مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ صلّى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء، إلاّ فُتحت له أبواب السماء للإجابة، ويُجاب في وقته وليلته كائناً ما كان، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس. ص324

المصدر: مهج الدعوات ص366

قال النبي (ص): مَن صلّى ليلة الجمعة إحدى عشرة ركعة بتسليمةٍ واحدة: يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و{ قل هو الله أحد } مرّة مرّة ،

و{ قل أعوذ برب الفلق } مرّة، و{ قل أعوذ برب الناس } مرّة، فإذا فرغ من صلاته خرّ ساجدا وقال: في سجوده سبع مراتٍ:

” لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ” دخل الجنّة يوم القيامة من أيّ أبوابها شاء، ويعطيه الله تعالى بكلّ ركعةٍ ثواب نبيٍّ من الأنبياء، وبنى الله تعالى له بكلّ ركعةٍ مدينة، ويكتب الله له ثواب كلّ آية قرأها ثواب حجّة وعمرة، وكان يوم القيامة في زمرة الأنبياء (ع) . ص328

المصدر: جمال الأسبوع

*نقلاً عن شبكة السراج
2022/11/10

تقضي صلاة الصبح؟!
إذا فاتتك صلاة الصبح ، وأردت أنْ تقضي ، فليكن القضاء خيراً من الأداء ، فأنت عندما تؤدي صلاة الصبح ، تؤديها وأنت متناعس متثاقل في أول الوقت.

[اشترك] 

وأما عندما تريد أن تقضي ، فحاول أنْ تتقن القضاء : بأذان وإقامة، وتوجه وتركيز، وإطالة في القنوت والسجود.. فلعل هذه الصلاة القضائية أبلغ عند الله! 

*سماحة الشيخ حبيب الكاظمي
2022/11/05

ملابسها تفصّل جسدها: لماذا يجب على الرجل أن يغلق عينه ويقنع بحلاله؟!
جو من الانحطاط الخلقي نعيشه في الجامعة، حيث المكياج واللباس شبه العاري لدى بعضهن، وإذا أتينا إلى الجنبة الفقهية نجد أن هناك مسائل لا تجيز المرور صوب الأماكن التي يخاف منها الحرام، وطبعاً جامعتنا لا تكاد تجد مكان يخلو من ضحكات وارتفاع أصوات الجنس الآخر.

[اشترك]

فضلاً أنك لا تدري ما تفعل حين ما تطلب منك إحداهن مساعدتها، والحال أنك تجد الفتاة امامك بلباس مفصل لجسدها فكيف بنا وغض البصر؟!

الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

لقد نوهنا في كل مجال طرح فيه مثل هذا السؤال أن بوابة الفكر والقلب هو النظر، فإنه كما يتفاعل الجسم تفاعلا غير اختياري مع الغازات المنومة والمخدرة مثلا عبر حليمات الشم في الانف، فإن القلب ايضا يتأثر من خلال شبكية العين بالصور المثيرة، فيصاب بالخدر والهيجان الشهوى الذي يخرج عن الاختيار في كثير من الأحيان.

فالذى يستنشق غاز التخدير سوف يتخدر حتى لو اجتمع على راسه جميع الواعظين قائلين: لا تتخدر!

ومن هنا فإننا نقول: إنه لا بد من عدم ملئ الذاكرة بالصور الحسية التي هي مادة للحرام وخاصة أن الانسان لديه خاصية المقارنة، فيقارن بين الصور الجميلة المحللة لديه كزوجته مثلا، وبين الصور المحرمة والتي هي أكثر جمالا.. ومن هنا يتحول الإنسان الى عبد كفور حينما لا يقنع بحلاله ويتأثر بالحرام الذي يجره الى البلاء الدنيوي والأخروي.

إن العين التي تلتهى بفضول النظر تحجب عن الملكوت فكيف بالعين التي تلتهى بحرام النظر؟ ومن الحلول الناجحة في هذا الإطار ان ينظر الانسان للمرأة التي لم تتقيد بحدود الشريعة في حشمتها وعفافها نظر من تعادى الشريعة ولو في هذا المجال.. وحينئذ نقول اليس من لوازم الحب الإلهي ان ننظر بعين الاحتقار لمن خالفت الحد الإلهي وعرضت فتنتها للأخرين، لتتحول الى فخ يصطاد به الشيطان اوليائه؟

 

2022/11/02

لماذا نحزن؟ وكيف نواجه الأحزان؟!

 

إن الإنسان يحب أن يكون مستبشراً فرحاً منبسطاً، فالحزن والكآبة عملية مخالفة للمزاج.

[اشترك]

ومن هنا فإن رب العالمين يبتلي عبده المؤمن بمثل ذلك، أي بالهمّ والحزن.. فعليه قبل كل شيء، أن يبحث عن السبب، إذ لعله أوجب هماً لعبدٍ، أو لأمةٍ، أو لزوجةٍ، أو لولدٍ، فابتلاه رب العالمين في المقابل بذلك الهم، لكي يكون ذلك من الكفارات للذنوب.

وقد تكون السياسة الإلهية في أن يجعل بعض الأوقات العقوبة من جنس المعصية.. فالذي يعق والديه، قد يبتلى بعقوق الأولاد مثلاً.. والذي يتجاوز على أموال الآخرين، يبتلى بالفقر المادي.. والذي يسبب ضيقاً لأحد، قد يبتليه الله سبحانه وتعالى بالضيق أيضاً.. هذا باب من الأبواب.

وكذلك من أبواب الحزن والضيق عبارة عن الأوهام، أي أن الإنسان – في بعض الأوقات – هو الذي يوجب لنفسه الهم والحزن، بلا موجب عقلائي، وخاصةً في مجال النساء.. كأن تستيقظ امرأة صباحاً، وليس هنالك ما يوجب لها الحزن، وعندما يجلس الرجل ويستمع إلى حديث قلبها، يرى بأنها مشغولة بمنام مزعج، قد رأته من خلال عناصر مخيفة.. وبالتالي، تبقى طوال النهار وهي في حالة حزن وكآبة.. وكما هو معلوم فإن المنام لا يورث اليقين، وعندما يرى الإنسان مناماً، عليه بدفع الصدقة، ويقول: يا رب!.. إن كان في هذا المنام خيراً، فعجّل لي الخير، وإن كان فيه شراً، فادفع عني الشر..

نعم، إن التقيت بأمثال يوسف الصديق، فمن المناسب أن تقول له المنام، لعله يفسره.. فإن التفسير من هبات الله عز وجل، وقد علمها وأعطاها ليوسف (ع) حيث علمه تأويل الأحاديث.. فإذاً لا داعي لأن يعيش الإنسان الضيق والهم من خلال الأوهام.

 

والخوف من المستقبل من روافد الهمّ أيضا، ما للإنسان والمستقبل؟ عليه بيومه الذي هو فيه، عليه بالاستغفار من ماضيه، وبالتعويض عن الماضي بالبرمجة للآن.. أما ما هي المقدّرات؟ ويحمل همّ عشر سنوات لاحقة، لماذا؟ إذاً قسمٌ من الحزن يأتي من باب الأوهام كالمنام وغير ذلك.

أما القسم الثالث من الحزن، وهذا – حقيقةً – قسم مقدس.. فالحزن الذي يأتي الإنسان – لعل في الروايات أيضاً إشارة إلى ذلك – لارتباط قلوب المؤمنين بعضها ببعض.. أخ مؤمن، لك معه علاقة وهنالك سنخية – من باب إن الأرواح جنود مجندة – عندما تتألم تلك الروح من الممكن أن تسري عليك.. ولا يخفى أن قلب عالم هذا الوجود من البشر، هو ذلك القلب الكبير الذي يتحمل آلام الأمة، فالإمام صاحب الأمر والزمان – روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء – يتألم لما يجري على محبيه وعلى المسلمين، بل وعلى المستضعفين .. فهذا القلب عندما ينقبض، وهذه العين عندما تجري بكاءً لما يحل بأمة جده، فمن الطبيعي أن القلوب المؤمنة القريبة لذلك القلب تتأثر أيضاً.. فإذا لم يكن هنالك وهم، ولم تكن هنالك معصية، ولم تكن هنالك عقوبة، فأبشر بهذا الحزن!.. فإن هذا الحزن حزن مقدس، يقربك إلى الله تعالى.. والملاحظ أن القلب الحزين من القلوب القريبة إلى الله عز وجل.. (فالمؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه).

2022/10/29

لماذا أنا كسول؟!

كيف أتخلص من الشرود الذهني؟ ماذا أفعل مع الكسل الذي يصدني عن التقدم في الحياة؟ أخشى من سلبيات القهقري بعد الوقوف عن التقدم، فبم تنصحني؟

[اشترك]

الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

1- أما موضوع الشرود، فإن علاجه من أصعب الأمور لأن الخيال لا ينضبط وخاصة لمن له مشاكل حياتية.

فإن مثله في الحياة، كمثل من تدهن بالعسل ويريد أن يرتاح من لدغ الزنابير، فالخطوة الأولى: هي التخلص من الانشغال الباطني بعناصر الدنيا، وخاصة الموترة منها لا تركها خارجا، فإنهما مقولتان متفاوتتان.

2- مشكلة الكسل منها ما يعود إلى الأمور البدنية، ومنها ما يعود إلى الأمور الخارجية من عدم امتلاك خطة واضحة للعمل، وكذلك عدم وجود الجو الذي يساعد على النمو، وكذلك الميل إلى كسب الثمار العاجلة.

ولا شك إن غلبة الشهوة البهيمية والسبعية من موجبات الكسل لميل النفس إلى المحسوس أكثر من المعقول، فالثاني يحتاج إلى بلوغ روحي خاص لا يصل إليه الإنسان جزافا وبلا كد وسعي.

3- التفاتتكم إلى أن التراجع بعد الإقدام يوجب الكوارث الكبرى التفاتة جيدة، فإن المتحرك بعد السكون لا يبقى على ما هو عليه، بل إنه يزداد تسافلا فالنفس أشبه بالأجرام السماوية التي تلازم سكونها السقوط.. فالحل هو السعي الحثيث للخروج من دائرة جاذبية الشهوات القاهرة، للتحليق في الأجواء العليا حيث لا نفوذ للشياطين فيها.

2022/10/25

2022/10/19

2022/10/18

2022/10/17

بالفيديو: كيف نتخلّص من الهم والغم؟
روي عن النبي (صلی الله عليه) أنه قال: (مَن أكثر الاستغفار: جعل الله له مِن كل همّ فرجاً، ومِن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب)..فإذن، إذا كان منشأ الهم والحزن هو التقصير، فإن الاستغفار المتواصل يرفع ذلك.. لذا، فإن المؤمن يغتنم الاستغفار بين السجدتين، ويجعله استغفاراً حقيقياً!..

[اشترك] 

في الفيديو أدناه تفاصيل الخروج من نوبات الهم والحزن يقدّمها سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

2022/10/16

من كلمات الوصيّ.. عن خطورة ’الانتقاد’ وفضيحة ’قلة الصبر’!

 

جاء في كتاب تحف العقول كلمات قصيرة لأمير المؤمنين عليه السلام سماها بعض الشيعة نثر الدرر، ونذكر منها خمس:

[اشترك]

1- (الاستقصاء فرقة) أي إذا بقيت تستقصي كل صغيرة وكبيرة لأخ أو صديق فهذا - لامحالة - يوجب الفراق بينكما.

2- (الانتقاد عداوة) فمهما كنت موضوعياً خفيفاً في الانتقاد لأحد، ضع في ذهنك إنه يورث - ولو ذرة - من العداوة، فلا يوجد انتقاد لا يترك أثراً، فخفف.

‏3- (قلة الصبر فضيحة) سواء فقدت صبرك أمام مصيبة أو شهوة فإنك ستكشف حقيقتك الباطنة للناس، وقد تكون أقل مما يتوقعه الناس، وتفضحك!

‏4- (إفشاء السر سقوط) أعظم منزلة يضعك فيها صديقك أن يعطيك سره ويثق بك، فتخيل شدة سقوطك من عينه لو خنت هذه الأمانة، وكيف ستخسر منزلتك للأبد، مهما تبسم في وجهك.

‏5- (السخاء فطنة) الفطن الذكي هو من يستخدم الأموال لجمع الأصدقاء والأعوان من حوله، وليس العكس!

2022/10/16

2022/10/15

كيف نحيي ذكرى المولد النبوي؟
إن إقامة مناسبات أهل البيت (ع) سروراً أو حزناً، من مصاديق إحياء أمرهم (ع) أولاً، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع): (رحم الله امرئ أحيا أمرنا).. (رحم) فعل ماضي، أي أن هذه الرحمة محققة الوقوع، لمن أحيا أمرهم (ص).. وإحياء الأمر تارة يتجلى على شكل فرح لمناسبة مواليدهم، أو حزناً لمناسبة استشهادهم.

إن الشواهد التأريخية تؤكد أن نهايات المعصومين -أئمة أهل البيت (ع)-، هي نهايات مأساوية، بين قتل وسم وغير ذلك، هؤلاء ما ذهبوا من هذه الدنيا إلا من خلال المؤامرات التي حيكت ضدهم، فإن لكل موسى فرعون -كما نعلم-، وهؤلاء كانوا مبتلَون بهذه البلية.

إن الأئمة (ع) وعلى رأسهم النبي المصطفى (ص)، هؤلاء مثلوا الخلافة الإلهية، وحققوا هذه الآية بأعلى صورها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.. فنحن عندما نحيي ذكرهم، نريد أن نكرِّم هذه الصفة.. في الدول نلاحظ أن هنالك نُصب وتمثايل في الساحات العامة، بعنوان الجندي المجهول.. فالدول لا تُكَّرم أو تحترم الجندي المجهول بعنوان أنه فلان ابن فلان، الدول والأوطان تكرِّم الجندي المجهول بعنوان جنديته، لأنه ضحى في سبيل الوطن، إن كان هنالك اعتقاد بهذه المفاهيم.. ونحن أيضاً نكرِّم الذين فدوا أنفسهم في سبيل الرسالة الإلهية.. فإذن، الأمر عاد إلى المفهوم، وإلى الجوهر، وإلى المغزى، لا إلى الشكل.. نحن عندما نقيم في شهر رمضان ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (ع)، فلأنه ضحى بنفسه في سبيل تثبيت دعائم الرسالة بعد النبي (ص).

فإذن، هذا تعظيم لشعائر الله.. الشعائر الإلهية، ترمز إلى الله عزوجل.. كما نلاحظ في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}؛ إذ من المعلوم أن الصفا والمروة موجودات صامتة جامدة، ولكن لأنها ارتبطت بالمسعى – مبدأ السعي ومنتهى السعي –، وهنا في هذه المساحة وقعت بعض الحوادث، حيث هاجر هرولت طلباً للماء لولدها؛ فكان لها ذلك التميز والتعظيم.

فإذا كانت الصفا والمروة من شعائر الله، فألا يكون الحسن والحسين (ع) من شعائر الله، وهما اللذان يمثلان خط الرسالة في زمانهما ؟.. فإذن، هذه من الشعائر.. هذه من أيام الله.. عيد الفطر يوم إلهي، وعيد الأضحى يوم إلهي؛ وكذلك الغدير يوم إلهي، لأن هذا اليوم يذكرنا بالله عزوجل، أضف إلى أنه عيد الغدير يوم إلهي مرتبط بالعقيدة، وبأصول الدين؛ فإذن، المسألة في غاية الأهمية.

وعليه، لا ينبغي أن نستنكر هذا المعنى.. وعندما نقيم احتفالاً، لنقيم احتفالاً بمعنى إثارة كوامن النفوس، للتأسي بذلك المعصوم.. ومن هنا دعوة للذين يقيمون مناسبات أهل البيت (ع) حزنًا أو سروراً: أن يراجعوا في سيرة المعصوم ما هو تحت عنوان: أخلاقهم (ع).. وإلا فإن ذكر الفضائل أمر جيد، ولكن لا ينبغي أن نجعل الإمام والمقتَدى والمعصوم بمثابة لوحة فنية، نصفها ونعلقها على الجدران، من دون أن تكون لهذه اللوحة وقع في حياتنا المعاشة.

كيف يمكننا أن نحول مناسبة الفرح أو الحزن إلى محطة للتفكير؟

الأمر يحتاج إلى جهد من أصحاب المناسبات.. وهنا أحب أن أؤكد على حقيقة -أخاطب بها نفسي أولاً-: أنه نحن الذين نأخذ من أعمار الناس… أعمار الناس أمانات بأيدينا.. فالذي يتكلم والذي يبرمج والذي يحدث، عليه أن يعلم أنه مسؤول عن هذه الأعمار البشرية.

والذين يقدمون سيرة النبي وآل النبي (ص)، عليهم أن يقدموا الجهة الناصعة، الجهة التي يمكن أن يُقتدى بها في حياتهم العملية.. نحن عندنا أربعة عشر معصوماً، ولكل معصوم مناسبة ولادة ووفاة، وبالتالي فالمجموع يكون سبع وعشرين مناسبة في كل سنة، نقف فيها على حياة المعصومين (ع).. لنحاول أن نأخذ من كل معصوم الصفة التي تميز بها، وإن كان المعصوم فيه كل الصفات.. ولكن الإمام الجواد (ع) لقب بهذا اللقب، لتجلي جوده.. والإمام موسى بن جعفر (ع) هو أيضاً جواد، وأيضاً رضا، ولكن تجلت فيه صفة كظم الغيظ.. والإمام الصادق (ع)، لصفة الصدق في القول.. والإمام الباقر (ع)، لنشره للحديث.. والإمام السجاد (ع)، لعبادته الدائبة… وهكذا، فإنه فمن أفضل صور إحياء مناسبات أئمة أهل البيت (ع)، أن نأخذ من كل مناسبة الصفة المتميزة في ذلك المعصوم صاحب المناسبة.

لتقريب الفكرة أشبه ذلك بالنحلة: النحلة ماذا تعمل؟ نحن ننظر إلى الوردة ونستمتع بالنظر، وثم بعد أيام تذبل هذه الوردة، ونرميها في سلة المهملات.. ولكن النحلة تأتي إلى هذه الوردة، لتمتص منها الرحيق، ثم تحول -لا تمتص الرحيق لنفسها- هذا الرحيق إلى عسل، فيه شفاء للناس.. لنكن كالنحلة، في أن نأخذ من المعصومين (ع) رحيق سيرتهم، ثم نحول هذا الرحيق إلى مادة إعلامية للغير.

فمثلاً الإنسان عندما يقرأ سيرة الإمام الحسن والحسين (ع)، وكيف أنهما بوضوئهما علما شيخاً كبيراً طريقة الوضوء، ثم ينقل هذه القصة من خلال تمثيلية للبراعم الناشئة، ليُعلم هؤلاء كيف يمكن أن نتأسى بالحسن والحسين (ع)، في أن نكون دعاة إلى الخير والهداية حتى في هذا السن.

وعليه، من الضروري أن نعتقد بهذا الاعتقاد، ونحاول أن نستخلص من سيرتهم ما يفيدنا في حياتنا.. وبحمد الله تعالى هذه الأيام -حسب اطلاعي على المكتبة الإسلامية والإيمانية.. علماؤنا والمراكز التحقيقية المختلفة ما قصروا في هذا الجانب –، لدينا مجموعات ومسلسلات وكتب ودورات في هذا المجال، ومن الممكن أن نراجعها ونستفيد منها.

[اشترك]

2022/10/12

2022/10/09

السهر ألذّ والنوم أخو الموت: أهل الجنة لا ينامون!
إن الناس بالنسبة إلى منهجهم في الحياة قسمان: أولاً: غير المبرمج إن بعض الناس يعيشون في هذه الدنيا لا برنامج لهم، يعيشون مع مهب الريح: إذا صار في وضع إيجابي؛ دفعته الرياح إلى جانب الخير، وإلا ذهب إلى جانب الشر! [اشترك]

ثانياً: المبرمج

 إن هناك قسماً من الناس يبرمجون حياتهم، والذين يبرمجون حياتهم على قسمين أيضاً:

1. قسم يبرمج يقظته! أي مادام يقظاً؛ فإنه يقوم بما خطط له.

2. قسم يبرمج نومه أيضاً! والشريعة المقدسة الجامعة، فكرت في ثلث أعمارنا الضائعة، ألا وهو النوم.. فالإنسان عندما ينام ينقطع عمله، فهو كالميت بل هو ميت؛ لأن النوم أخو الموت، كما ورد عن النبي (صلی الله عليه).. عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله عليه): (النَّوْمُ أَخُو الْمَوْتِ، وَلا يَنَامُ أَهْلُ الْجَنَّةِ).

النوم الشرعي

أولاً: إن المؤمن لا ينام من دون حاجة للنوم، لأن من يذهب إلى الفراش، وهو لا يعيش حالة النعاس؛ فإنه سيتقلب يميناً وشمالاً، وتأتيه الأفكار السوداوية، والأفكار الباطلة، والأفكار الشهوية.. لذا، نحن مأمورون أن لا ننام إلا عند الحاجة، وقد ورد أن الإمام الهادي (عليه السلام) قال في بعض مواعظه: (السهر ألذّ للمنام، والجوع يزيد في طيب الطعام…)؛ أي أن النوم الذي يكون بعد سهر، هذا نوم لذيذ!.. لأن الإنسان يكون بحاجة إلى النوم.

ثانياً: إن المؤمن يحوّل فراشه إلى مسجد، بينما بعض الناس فراشه محل معصية؛ فهنيئاً للمؤمن!

الآداب الشرعية للنوم

أولاً: الوضوء.. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (مَن تطهّر ثمّ أوى إلى فراشه؛ بات وفراشه كمسجده.. فإن ذكر أنه ليس على وضوء، فتيمّم من دثاره كائناً ما كان؛ لم يزل في صلاةٍ ما ذكر الله عزّ وجلّ).. كمسجده: أي كبيت الله عز وجل، أو كمحل سجوده.. وبعبارة أخرى: أنه في حال عبادة.. فالإنسان الذي يتوضأ ثم ينام ثمان ساعات -مثلاً- فإنه يكون طوال هذه الساعات في حال عبادة.. قد يستغرب بعض الناس من هذا الثواب؛ ولكن لمَ الاستغراب من كرم الله عز وجل!

1. إن هناك مقولة جميلة تقول: إن الذي يشك في الثواب العظيم؛ فإنه يشك في أحد أمرين: إما أنه يشك في كرم الله عز وجل، أو أنه يشك في قدرة الله عز وجل؛ وكلاهما باطلان.. فإذا كان هو كريم وقادر؛ ما الذي يمنعه من العطاء؟!

2. إن الذي يستغرب من هذا العطاء، نذكره بثواب الصيام الذي ذكره النبي (صلی الله عليه) في خطبته المشهورة في استقبال شهر رمضان: (أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ)، ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل، ودعاؤه مستجاب).. فالذي جعل النفس في شهر رمضان عبادة، هو كون الإنسان في ضيافة الله عز وجل.. والذي ينام متطهراً أيضاً هو في ضيافة الله سبحانه وتعالى.

3. إن هناك رواية عن النبي (صلی الله عليه) تقول: (من نام على الوضوء، إن أدركه الموت في ليله؛ فهو عند الله شهيد)؛ ليس الشهيد الذي يقتل في ميدان القتال، ولكن هناك عدة روايات تصف بعض الناس الذين يموتون بطرق معينة، بأنهم شهداء، كـ: الغريق، والمرأة التي تموت في حال الولادة، روي عن النبي (صلی الله عليه) أنه قال: (الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيد)؛ هؤلاء لهم بعض ثواب الشهداء، وهو ثواب عظيم.. لذا، فإن بعض العلماء كان يتمنى الموت في النوم؛ لأن الإنسان إذا نام ومات في نومه؛ لا يعيش سكرات وأذى الموت، إنما ينام ويذهب إلى ربه، كما في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾..

-﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾.. بعض العلماء ماتوا في نومهم.

-﴿وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾.. إن الإنسان عندما يستيقظ من نومه؛ كأنه بُعث من جديد.. فهذه الروح كأنها كانت محبوسة في عالم النوم، ثم رجعت ثانية، لهذا عندما يستيقظ يقول: (الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني، وإليه النشور.. الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي؛ لأحمده وأعبده).

ثانياً: قلة النوم: إن بعض الناس -مع الأسف- يكون نومه زيادة عن المتعارف في بعض فصول السنة، فهو أيام العمل نومه قليل؛ ولكن في أيام العطل؛ فإنه يستغرق النهار والليل في النوم الكثير.. هنا يكفي ذكر هذه الرواية المخيفة عن الإمام الكاظم (عليه السلام) التي يقول فيها: (إن الله يبغض العبد النوام الفارغ)؛ أي أن الإنسان كثير النوم، والفارغ؛ هذا مبغوض عند الله تعالى.

ثالثاً: المحاسبة والمراقبة: قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا أويت إلى فراشك: فانظر ما سلكت في بطنك، وما كسبت في يومك، واذكر أنّك ميّت، وأنّ لك معاداً)!.. إن محاسبة النفس قبل النوم؛ أمر جداً لازم!.. لأن الإنسان الذي يقصر في النهار، ويتذكر ذلك قبل النوم؛ فإنه عندما يستيقظ ويذهب إلى العمل؛ يعوّض ذلك التقصير!..

المنامات..

إن من أكثر المنام؛ رأى الأحلام! ولكن القاعدة العامة، هي: أن المؤمن لا يعوّل على المنام! فمن يقول: رأيت عالماً جليلاً، أو رأيت الإمام؛ كيف يمكن له القطع أنه هو المعصوم؟

أولاً: هو لم يقل شيئاً، ولكن الذي رأى المنام يقول: كأنه المعصوم! وهذا ليس بدليل.

ثانياً: على فرض أنه أحس أن من رآه في منامه هو المعصوم، فإن قول الرسول (صلی الله عليه): (من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة واحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم.. وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة).. فسر بمعنى آخر؛ أي: من رأى النبي (صلی الله عليه) في اليقظة، وعلم ملامحه وشكله، ثم رآه في المنام؛ فإن الشيطان لا يتمثل بالنبي (صلی الله عليه).. أما أن يرى إنسان وجهاً نورانياً ويدّعي أنه هو النبي؛ فبأي دليل؟.. نحن لا نقطع لا بالوجود، ولا بالعدم.

ثالثاً: إن الإنسان الذي يكون عاصياً لاهياً في النهار، وفي الليل يرى في منامه أحد المعصومين؛ هذا الإنسان قد يُغشّ؛ لأنه يعتبر أن معصيته ليست مهمة، وإلا كيف رأى في الليل مناماً طيباً.. هنا الشيطان قد يدخل على الخط، ويريه مناماً جميلاً؛ ليخدره ويصده عن التوبة.. والعكس صحيح أيضاً: أي أن الإنسان الذي يقوم بطاعة في النهار؛ وفي الليل يرى مناماً مزعجاً؛ فإنه قد يترك تلك الطاعة.

رابعاً: إن من أسوأ أنواع التصرفات وأخطرها، هي تقييم الناس على أساس المنامات الفارغة! فمثلاً: إن بعض الناس يحذر الآخرين من شخص رآه في منامه على شكل وحش كاسر.. وقد يكون هذا الشخص مؤمناً وعبداً صالحاً، وكل القرائن تدل على إيمانه! والمصيبة أنه لا يحذر هو، بل يُحذّر الناس منه بسبب منام شيطاني سخيف! يجب على المؤمن أن يحذر من الحكم على إنسان بمجرد منام قد رآه؛ إن هذا العمل يدل على قلة العقل! فلو كان هناك إنسان في قمة الزهد والتقى، ولكنه يحكم على الناس من خلال مناماته؛ هذا لا وزن له! وكذلك لو كان هناك إنسان فاسق فاجر في الظاهر، والناس لا تتعامل معه، فإن رأيته في المنام والنور يصعد من رأسه؛ هذا أيضاً لا يُعوّل عليه.. فإذن، لا هذا يعول عليه، ولا هذا يعول عليه، يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ﴾ ومن سبل نجوى الشيطان أن يأتي للإنسان في المنام، ألا يتعوذ الإنسان في بعض الحالات من تلاعب الشيطان به، كما جاء في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا خفت الجنابة فقل في فراشك:” اللهم!.. إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن سوء الأحلام، ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام).

2022/10/08

هدية من الإمام الحسن العسكري عن فائدة ’ الليل’ للمؤمن
هناك عبارة للإمام العسكري (ع) لو كتب الإنسان هذه العبارة في محراب عبادته فإنها تنعشه وتحركه لصلاة ليل خاشعة!

[اشترك]

عن الإمام العسكري (ع): (إن الوصول إلى الله -عزّ وجل- سفر، لا يدرك إلا بامتطاء الليل)..

إنها عبارة راقية جدا.

أولاً: الوصول سفر

إن هذه العبارة ترفع الاستيحاش الذي لدى البعض، حيث أن البعض يستوحش من كلمة: السير، والسفر.

ومن التعابير المتعارفة في كلمات أهل البيت (ع) تعبير: "الفرار" (فروا إلى الله)، (السفر إلى الله)، (آه!.. آه!.. من قلة الزاد، وبُعد السفر، ووحشة الطريق) إلى آخره من هذه التعابير التي تشعر المؤمن أن له سفرا إلى الله عز وجل.

ثانياً: الدابة هي الليل

يقول الإمام (ع): هذا السفر له دابة، وهذه الدابة متمثلة في الليل، فالذي ليس له ليل، وليس له قيام ليل، من الممكن أن يصل إلى بعض الدرجات.

ولكن هذا بمثابة الإنسان الراجل لا الراكب: فالراجل قد يصل، ولكن بعد جهد جهيد، ومشقة عالية، بخلاف الذي يركب الدابة، فيصل إلى المبتغى في أسرع وقت وأيسر حال!

أما أهل قيام الليل، فإنهم يصلون إلى الله -عز وجل- وصول الراكبين، لا وصول الراجلين.

2022/10/05

الحديث مع المرأة لا يخلو من التلذذ.. إياك والحب عبر الإنترنت!
من المعلوم أن الحديث مع الجنس المخالف في معرض الافتتان دائما، وهذا أمر مجرب ولا يحتاج إلى دليل، فإن الحديث مقدمة للارتباط العاطفي وهو مقدمة للحب الذي يسلب من الإنسان إرادته.

[اشترك]

فهو يبدأ مختارا لينتهى مجبورا، وعندئذ يلغي الشروط الشرعية في الزواج لغلبة الهيام والحب .. اضف إلى أن التعرف على الموارد المتعددة من الجنس المخالف يجعل الإنسان يعيش حالة التردد والتذبذب، حتى لو استقر على واحدة لأنه دائما يقيس بشكل لا إرادي الموارد بعضها ببعض، ومن هنا نعلم السر في كثرة نسبة الطلاق فيمن يتصل كثيرا بالجنس الآخر ولو في مجال العمل.

وصلوات الله على سيدتنا الزهراء (ع) اذ تقول ما مضمونه: خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال.

ومن المعلوم أن للضرورات أحكامها، ولكن بمقدار الضرورة.

وليعلم أن هذه الجريمة لا تقبلها حتى الفتوة الصادقة وهي أن يربط الإنسان قلوب الآخرين بنفسه بلا هدف وقصد، بل لمجرد التلذذ وممارسة الهواية الباطلة.. وهل يخلو الحديث مع المرآة من تلذذ وشهوة وذلك في ضمن الأجواء المثيرة بالألفاظ والحركات؟

 

2022/10/02

’العشق المحرّم’: سراب البحث عن شريك العمر عبر الدردشات!
كما أن كثيراً من الطاعات تبدأ من الحركة القلبية – التي هي في رتبة أشرف من رتبة العمل – كالجهاد الذي يبدأ من حب الإيثار في سبيل المبدأ، والخشوع في الصلاة، الذي يبدأ من حب اللقاء الإلهي؛ فكذلك كثير من المحرمات الخارجية، تبدأ من انحراف محور القلب نحو الحرام، فما نراه من صور الانحراف الأخلاقي منشؤه هو العشق المحرم.

[اشترك]

إن العشق المذموم هو الانجذاب القلبي الشديد نحو شخصٍ ما، مع الميل للوصول إليه بأي شكل كان، ولو على حساب العقل والعرف والشرع.. ومن هنا عدّه الحكماء مرضاً (ماليخوليّـا) لاختلال في السلوك، يتولد من الطمع، وينقطع بالوصل، ومن هنا قالوا بان الوصل مدفن العشق!.. وبعبارة أخرى منشؤه حب الشمائل، ومن المعلوم أن بهجة الشمائل تزول بتكرار النظر.

إن السبب الأساس للعشق الباطل هو: الفراغ القلبي والبطالة.. والقلب في كل حال يحتاج إلى ما يتعلق به لضرورة في طبيعته، فإذا لم يملأ فراغه بالحق، فلا بد من أن يملأه بالباطل.. وخير ما يصور هذه الحالة من الخواء الباطني الذي يؤول إلى عشق الفانيات، هو قول الصادق (ع): تلك قلوب خلت من محبة الله، فأذاقها الله حلاوة غيره.

إن علينا أن نراقب سلوك المراهقين.. ففي هذا السن، يبحث كل من الجنسين عن أنيس يسد فراغه، ومن المعلوم أن الذي يتقدم لملئ هذا الفراغ لا يريد – غالبا – إلا الأنس الجسدي الذي لا يزيد الروح إلا تحقيراً وازدراء.. والذي سّلم جسده لصاحب الهوى مرة، اعتاد على التسليم في كل مرة، وان ادعى صاحبها المحبة البريئة.. والدليل عليه قصر العلاقة، وتبدل ذوي العلاقة، وتبخر الغرام المزعوم عند اول خصام.

ان من الغريب حقا تفريغ الفؤاد – الذي خلق ليكون حرما لله تعالى – لكل من ادعى المحبة، وذلك بمجرد الحديث وراء الأثير، او إرسال صورة عبر البريد.. فأين المحك الصادق الذي على أساسه، يربط الانسان عروة فؤاده بمن يستحق ذلك، من ذوي الكفاءة والأمانة؟!.. إن البحث عن شريك العمر من خلال مواقع المحادثة سراب لا يركن إليه.. فان الذي يعرض نفسه للعلن، له امر مريب وغير سوي في الباطن.. فأين نهي القرآن عن الخضوع في القول، وخاصة في زمان كثر من في قلبه مرض؟!.

ان من عشق شيئاً أو شخصا، ليسأل نفسه عن المبررات الموضوعية لذلك من دون أن يخادع نفسه!.. ويسأل عن إمكانية الوصول لما عشقه بحسب مقتضيات الواقع!.. وليسأل نفسه عن السبب في الإصرار على شيء لا يقطع جزما بجدواه!.. وليبحث أخيرا عن البدائل الأخرى، مع عدم اليقين الحقيقي بانحصار تحقيق الهدف فيما عشقه، وفيمن عشقه.. فإن الإصرار فرع اليقين دائماً.

إن القرآن الكريم يهدد بوضوح بقوله: {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} الذين يقدمون حب الآباء والأبناء والأخوان والعشيرة والأموال والمساكن والتجارة على حب الله ورسوله.. أولا يكفي هذا التهديد لأن نراجع زوايا قلوبنا لنرى الحب المتسلل الذي دخل غير مملكته.. ولنعلم أن حب خالق الحب، يبدأ تكلفا ليتحول إلى ولهٍ وشغفٍ، يجعل الإنسان يحتقر كل شيء يصده عن ربه.. أولم يقل الصديق يوسف: {رب السجن احب اليّ} فالخلوة مع الحبيب أحب إليه من الخلوة مع الفاني، ولو كانت أميرة في قصرها.

2022/09/29

كيف نحول الصلاة على النبي وآله من شعار إلى شعور؟
إذا أردنا أن نأخذ إحصائية في عالم الأذكار والأوراد، فإنه من الأذكار المتكثرة أو الشائعة في حياة المؤمنين كافة -بكل أصنافهم-، هي الصلاة على النبي وآله. [اشترك]

يلهج بها الإنسان في كل المناسبات، سواءً كان عند قبره الشريف، أو كان في أماكن بعيدة، أو في صلاته، أو في قيامه.. فسيد الأذكار التوسلية -إن صح التعبير- الصلاة على النبي وآله، كما أن سيد الأذكار التوحيدية كلمة التهليل.. ولا إله إلا الله سيد كل الأذكار، وخاصة أن هذا الذكر فيه خاصية الخفاء، فبإمكان الإنسان أن يهلل ولا يفتح شفتيه، ليكون الأمر بينه وبين ربه.

إن الصلاة على النبي وآله (ص) سنة متفشية وسارية في حياة المؤمنين طوال التأريخ، ولكن المشكلة أن الذكر أو الورد عندما يتكرر في حياة الإنسان، فإنه يفقد في بعض الحالات المغزى المعنوي، ويتحول من محطة تأمل وتدبر، إلى لقلقة لسان.. ونحن نعتقد -كما هو الاعتقاد الصحيح عند جميع العلماء- أنه الذكر من صفات القلب.. الاستغفار من صفات القلب.. في الكتاب الفقهي المعروف (العروة الوثقى)، صاحب الكتاب عندما يصل إلى الاستغفار، يقول: هذا عمل قلبي.. ويطرح فرع فقهي بعد ذلك: أنه هل حقيقة التوبة متوقفة على الاستغفار اللفظي أم لا؟ فينتهي إلى القول: إن الأحوط استحباباً أن نضم الذكر اللساني إلى التوبة، وإلا فالتوبة متحققة بمجرد الندامة والعزم على عدم العود.

فإذن، كيف نحول الصلاة على النبي وآله من شعار إلى شعور؟ الأمر يحتاج إلى حركة باطنية، حركة مع النفس.. إن الصلاة على النبي وآله شعار عظيم، وما يؤكد ذلك، أنه يستحب رفع الصوت بالصلاة على النبي (ص)، وقد ورد أن ذلك يذهب بالنفاق: قال رسول الله (ص): (ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ، فإنها تذهب بالنفاق).. فهذه حركة شعارية مباركة، ولكن -كما قلنا- بشرط أن لا نُفقد هذه الحركة جوهرها الباطني.. فينبغي للمؤمن قبل أن يصلي على النبي وآله، أن يحاول أن يقف هنيئة مع نفسه، ويستجمع فكره؛ ليصلي على النبي وآله صلاة حقيقية، فيها معنى، وفيها مغزى.

2022/09/25

2022/09/22

تأخير صلاة الفجر.. إياكم والتسويف!
من أخطر الآفات على الإنسان آفة التسويف، ذلك أن التسويف آفة النجاح في الدنيا وعدم الفلاح في الآخرة، وأن المسوف يخسر الكثير من فرص التقدم والعطاء والإنجاز، فالمسوف - عادة - ما يكون ضعيف الإرادة، خائر العزيمة، وليس عنده همة عالية، ولا مثابرة أو مبادرة لإنجاز أي عمل.

[اشترك]

والتسويف كلمة مأخوذة من «سوف»، وما أكثر الذين يعملون بنظام «سوف»!، ويبرمجون حياتهم وفق هذا النظام، ولا شك أنك قد سمعت بالكثير من الناس ممن يجيدون استخدام «نظام التسويف»!

فيومياً نسمع بمثل هذه الكلمات: سوف أقوم بذلك العمل، سوف أفكر في الموضوع، سوف أنتظر، سوف أهتم بالدراسة قريباً، وألف سوف، وسوف...!

والواقع أن من يعيش «التسويف» سيظل جامداً في مكانه، ولن يعمل في المستقبل شيئاً، لأن المستقبل سيتحول في وقته إلى حاضر، وسيفكر عندئذٍ في مستقبل جديد! وهكذا يبقى يدور في الدائرة المغلقة ذاتها!

وكثيرة هي النصوص التي تنهى عن التسويف، فقد حذر رسولُ اللَّهِ أبا ذر من مغبة التسويف إذ يقول له: «يا أبا ذَرٍّ، إيّاكَ والتَّسويفَ بِأمَلِكَ، فإنَّكَ بِيَومِكَ ولَستَ بما بَعدَهُ، فإن يَكُن غَدٌ لكَ فَكُن في الغَدِ كما كُنتَ في اليَومِ، وان لم يَكُن غَدٌ لكَ لَم تَندَمْ على‏ ما فَرَّطتَ في اليَومِ».

وروي عن الإمامُ عليٌّ ‏ - فيما كَتَبَهُ إلى‏ بعضِ أصحابِهِ -: «فَتَدارَكْ ما بَقِيَ مِن عُمُرِكَ، ولا تَقُلْ: غَداً وبَعدَ غَدٍ، فإنّما هَلَكَ مَن كانَ قَبلَكَ بِإقامَتِهِم على الأمانِيِّ والتَّسوِيفِ، حتّى‏ أتاهُم أمرُ اللَّهِ بَغتةً وهُم غافِلونَ».

وعنه أيضاً قال: «لا تَكُن مِمَّن يَرجُو الآخِرَةَ بغَيرِ العَمَلِ، ويُرَجِّي التَّوبَةَ بِطُولِ الأمَلِ، إن عَرَضَت لَهُ شَهوَةٌ أسلَفَ المَعصِيَةَ وسَوَّفَ التَّوبَةَ».

وفي مناجاة الإمام زين العابدينَ: «وأعِنّي بِالبُكاءِ عَلى‏ نَفسي، فقد أفنَيتُ بِالتَّسويفِ والآمالِ عُمرِي، وقَد نَزَلتُ مَنزِلَةَ الآيِسِينَ مِن خَيرِي».

وقال الإمامُ الباقرُ: «إيّاكَ والتَّسويفَ؛ فإنّهُ بَحرٌ يَغرَقُ فيهِ الهَلْكى».

إن التسويف لن يؤدي إلاّ إلى الخسران في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا لا مكان من الإعراب للمسوف، وفي الآخرة لن يدخل الجنة إلا المؤمن العامل الذي قام بأداء واجباته الدينية على خير وجه.

والمؤسف أن نرى في واقعنا الاجتماعي أن بعض الناس يسوفون في أداء أعمالهم في كل شيء سواء الدنيوية منها أم الأخروية، ولكن هناك صنف من الناس يؤدون أعمالهم الدنيوية بسرعة، وينجزون ما عليهم دون أي تأخير؛ أما الواجبات والتكاليف الدينية فتراهم لا يهتمون بأدائها في أوقاتها، ويسوفون إنجازها حتى تذهب أوقاتها، أو يأتيهم الموت بغتة قبل القيام بها.

ومن أوضح الأمثلة على ذلك تأخير صلاة الفجر عن أدائها في وقتها حتى تطلع الشمس، ثم الاتيان بها قضاءً، أو مع صلاة الظهرين!

ومثال آخر عن التسويف في أداء الواجبات الدينية: وهو تسويف بعض الناس عن القيام بأداء فريضة الحج - مع توافر شروطه - سنة بعد أخرى تحت دواع وأعذار مختلفة، في حين أن عاقبة من يسوف الحج من دون عذر شرعي سيئة، فقد روي عن الرسول الأكرم قوله: «من سوّف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً»، وقال الإمام الصادق: «إذا قدر الرجل على ما يحج به ثم دفع ذلك وليس له شغل يعذره اللَّه به فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام».

فالحج ركن من أركان الدين، ودعامة من دعائم الإسلام، ووجوبه على كل مستطيع من ضروريات الدين، وتركه أو التسويف في أدائه معصية كبيرة يأثم عليه صاحبها، إذ يجب الحج في أول سنة استطاعة المكلف، ولا يجوز له التأخير أو التسويف، وإذا أخر الحج عن السنة الأولى من دون عذر شرعي عصى وأثم، واستقر الحج في ذمته.

وإن من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان المؤمن أن يوفق للحج من أول سنه استطاعته، ليؤدي هذا الواجب بنص القرآن الكريم ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.

وأما الذين يسوفون ويؤجلون أداء فريضة الحج سنة بعد أخرى فقد لا يستطيعون أداء الحج فيما بعد لأسباب عديدة، فقد يمرض الإنسان، أو يصاب بعاهة، أو يفتقر، أو يموت، ولذلك قال الرسول الأكرم: «حجوا قبل أن لا تحجوا».

والأمثلة على تسويف أداء الواجبات الشرعية كثيرة: كالتسويف في أداء الحقوق الشرعية، والتسويف في أداء الدين، والتسويف في كتابة الوصية، والتسويف في قضاء الصوم... وغيرها من الواجبات والتكاليف الشرعية.

إن على الإنسان المؤمن أن يبادر إلى إنجاز وأداء جميع الواجبات والتكاليف الشرعية في أوقاتها المحددة من قبل الشارع المقدس من دون أي تسويف أو تأخير حتى ينال رضا الله تعالى ومغفرته ورضوانه، والمسارعة إلى أعمال الخير والبر قبل أن يأتي اليوم الذي يفقد فيه القدرة على إنجاز أي عمل.

وأفضل طريقة لمحاربة التسويف هو أن تتذكر محدودية عمرك، وأنك لا تدري متى ستموت؟ وأن الفلاح في الآخرة ونيل التقدم والنجاح في الدنيا لن تحوزه إلاّ بأداء الأعمال في أوقاتها، والجد والاجتهاد والنشاط واقتناص الفرص، وأن تهتم بمصادقة المجدين في حياتهم، وأن تنظر في أحوال الناجحين والعظماء؛ حيث لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بالنشاط والفاعلية والجد والعمل الدائم وإنجاز الأعمال في أوقاتها.

وتذكر دائماً الحكمة البليغة القائلة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد!

واحرص دائماً على الالتزام بأداء الفرائض والواجبات في أوقاتها، وعدم التساهل أو التسويف أو التأجيل عن أداء ما أوجبه الله تعالى على عباده، بل يجب المسارعة إلى أداء كل فريضة في وقتها المحدد لها.

2022/09/21