للمحافظة على صحتك.. كيف تتعامل مع الأخبار السيئة والصادمة؟

مع الكوارث الطبيعية والأوبئة الصحية والهجمات الإرهابية التي تهيمن على الأخبار اليومية، قد يكون من الصعب عدم التأثر بها والحيلولة دون استجابة الحالة النفسية لها ما يؤثر بدوره في الصحة الجسدية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

يمكن أن تساعدك آليات التأقلم البسيطة هذه في التعامل مع ورود الأخبار غير السارة وضبط النفس في ذلك الوقت:

ردة الفعل المدروسة

عندما تسمع خبراً غير سار وأنت، على سبيل المثال، في مكان العمل أو في سيارتك أو أي وسيلة مواصلات عامة، ويكون جسمك وحالتك النفسية على وشك الاستجابة لتأثيره وتحتاج إلى الراحة الفورية، حاول ممارسة تمارين التنفس في الوقت المناسب. يمكنك القيام بذلك بعينين مغلقتين أو مفتوحتين بحسب ما يناسب مكان تواجدك، عينان مفتوحتان وأنت تقود سيارتك، ومغمضتان إذا كنت في وضع مستقر.

قم بالآتي للتغلب على وطأة الأخبار السيئة على النفس:

- استنشق الهواء على مدى 4 ثوان

- أبقه داخل رئتيك لمدة 7 ثوان

- ثم قم بالزفير على مدى 8 ثوان

- افعل هذا 10 مرات أو كلما وجدت فرصة لذلك

اتخاذ الوضعية المناسبة

حدد المكان الذي يتلقى فيه جسمك الدعم. على سبيل المثال، إذا كنت جالسًا على كرسي لاحظ مكان تلامس جسمك بالكرسي بعد ذلك اجعل وزنك يرتكز على هذه النقطة في ذلك الكرسي، وهو ما يجب القيام به أيضاً أثناء السير في الشارع أو أثناء الوقوف، بعد ذلك راقب الجزء من جسمك الذي تأثر بوقع الخبر كأن تشعر بآلام في الرأس، أو أن رقبتك مشدودة أو تشعر بانقباض في معدتك أو تشعر وكأن شيئاً ثقيلاً يجثم على صدرك.

ابحث عن وضعية مناسبة تشعرك بتخفيف الضغط في هذه المنطقة من جسمك، كأن تضع رأسك على أي شيء موجود أمامك لتخفيف ألم الرأس، أو وضعه للخلف على ظهر الكرسي لتخفيف آلام الرقبة ونحو ذلك.

البحث عن خبر سار

بجانب الحد من مصادر الأخبار التي تكون غير سارة، عليك بالبحث عن الأشخاص الذين يشاركون الأخبار الإيجابية والاقتباسات الملهمة والقصص السعيدة ومقاطع الفيديو المرحة والمفيدة، فهذا يجعل عقلك في حالة متوازنة بعض الشيء.

لا توجد قاعدة تنص على أنه يجب عليك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة معينة ولكن اجعلها تعمل من أجلك بحيث تعطيك أكثر مما تأخذ منك.

اختيار بديل صحي

عندما يكون الشخص في حالة من الخوف أو القلق أو الانزعاج، بسبب أخبار غير سارة أو أجواء محيطة به مليئة بالمشاكل والمشاحنات، فهو بالتأكيد بحاجة لبعض الوقت من الراحة، ولكن البعض يتجه للمسار الخطأ فيكثر من الجلوس أمام التلفاز أو الهاتف لساعات طويلة لمشاهدة الأفلام والبرامج، أو يجد المتعة في تناول الكثير من الأطعمة، أو في السهر مع الأصدقاء لوقت متأخر من الليل، وجميعها أنماط خاطئة تنتهي بمشاكل صحية.

الأفضل هو البحث عن بديل صحي كممارسة التمارين الرياضية ولو كانت خفيفة، وقضاء بعض الوقت في التأمل والاستماع إلى أصوات الطبيعة، وكتابة الشعر أو المؤلفات التي يميل لها أو قراءة ما كتبه الآخرون.

ما يهم هو تشتيت انتباهك بعيدًا عن الأشياء المزعجة التي تجعلك مشدوداً وتحت ضغط نفسي.

القيام بسلوك علاجي

تذكر أيضًا أن القيام بأمر مفيد لمن حولك يجعلك في حالة أفضل، كأن تساعد مسكيناً، أو تتطوع في عمل خيري سواء بالمال أو بالوقت. قام فريق من علماء الاجتماع بتتبع 2000 شخص خلال فترة خمسة أعوام ووجدوا من خلال تحليل البيانات أن الذين وصفوا أنفسهم بأنهم «سعداء للغاية» كانوا يتطوعون بحوالي 5.8 ساعة على الأقل في الشهر.

قد يكون هذا الشعور الجيد نتاجاً ثانوياً لكونك أكثر نشاطًا بدنيًا نتيجة للعمل التطوعي أو لأنه يجعلك أكثر تعاملاً مع الآخرين، ويعتقد الباحثون أيضًا أنه قد يمنح الشخص دفعة ذهنية من خلال تزويده بإحساس كيميائي عصبي بالمكافأة.

يبدو أن الابتعاد لبعض الوقت استراتيجية لا بأس بها في الوقت الحالي الذي كثرت فيه الأخبار السيئة والبيئات السلبية، حاول قدر الإمكان ألا تنغمر في بيئات الأخبار والحوادث السيئة والمزعجة، والتي في الغالب تكون مصحوبة ببعض التهويل، وقلل من مصادرها كأن تختار منصة أو اثنتين من منصات التواصل الاجتماعي للاطلاع على العالم الخارجي من خلالها، وبذلك بدلاً من الاستماع للخبر السيئ من عدة مصادر على مدار اليوم يصلك الخبر من مصدر واحد في وقت محدد ما يمنحك الفرصة للقيام بالآليات المذكورة بقية اليوم للتخلص من آثاره النفسية والعصبية.