ما هي مبررات تعدد الزوجات؟!

إن تعدد الزوجات لا يعد امتيازا للرجل إذا انطوى على مصلحة اجتماعية وأخلاقية، فتعدد الزوجات يمكن تفسيره على أنه حق للمرأة أيضاً إذا أخذنا بنظر الإعتبار المسألة الإجتماعية كلها لتشمل الدائرة نساء المجتمع.

وعلى المرأة أن لا تفكر بنفسها فقط، فهناك من لا تجد من يعيلها، وهناك من لا تجد المأوى الذي تلجأ إليه، أليس من واجب المرأة هنا أن تفسح مجالاً لغيرها؟ أليس من حق كل امرأة أن تشكل الأسرة؟ إذا أضفنا هذا الجانب إلى جميع حسابات المسألة فيمكن أن نطرح تعدد الزوجات على أنه حق للمرأة وليس حقا للرجل فقط.

المبررات

هناك مبررات عديدة لتعدد الزوجات منها: المرض المزمن، العقم، صيانة المرأة من الإنحراف والسقوط الأخلاقي، ومع كل ذلك تعتبر بعض النساء وفود المرأة الأخرى بمثابة احتلال، ويتحول المنزل إلى ساحة حرب مدمرة. إن على المرأة أن تحكم عقلها في هذه المسألة وأن تأخذ مصلحة أطفالها بنظر الاعتبار ذلك أن الرجل إذا ما شعر بحاجته إلى امرأة اخرى فمن الأفضل أن يتم الأمر بعلم زوجته وإلا فإنها سوف تفاجأ ذات يوم بما لا يحمد عقباه لأن الرجل سوف يجنح إلى وسائل عديدة لتأمين حاجته تلك وقد ينتهي بعضها بفضيحة مخجلة للأسرة كلها.

مساوئ المنع

إن رفض المرأة لإقدام زوجها على اختيار امرأة أخرى لن يحل المشكلة بل سيعقدها ويجعل من الحياة الزوجية سلسلة من النزاعات والصراعات المريرة، إضافة إلى أثره في نشر الفساد الأخلاقي والأمراض النفسية، وقد يؤدي الأمر في بعض الأحيان إلى فرار المرأة من المنزل، إن موافقة المرأة على خطوة زوجها ربما يعتبر أفضل الحلول لحفظ الأسرة من الانهيار إضافة إلى أثره في الحد من توسع الفساد الخلقي والفحشاء.

حديث مع الرجال

تعتبر المرأة وفود امرأة اخرى ومشاركتها لزوجها تهديدا مصيريا ذلك أنها تنظر إلى زوجها وكأنه قد اعتبرها مجرد سلعة قديمة أو شيئاً استنفد أغراضه) ومع الأسف فهناك من الممارسات ما يؤيد هذه النظرة، إن انعدام العدالة في التعامل، والظلم الذي يرتكبه الرجل بحق الزوجة الأولى هو أساس أكثر النزاعات التي تنشب في الحياة الأسرية.

إن تعامل الرجل يجب أن يكون بمستوى الإنسانية على الأقل وأن لا يقدم الرجل على جرح عواطف زوجته أو يعرضها وأولادها إلى الشعور بالضياع والحرمان، وأخيراً فإن إقدام الرجل على اختيار امرأة أخرى لا يعني إهمال زوجته الأولى وحرمانها من حقوقها، وسقوطها من قائمة الحسابات.

مقتطف من كتاب الشباب وقضايا الزواج: د. علي القائمي