أي الليالي ليلة القدر ولماذا أخفيت؟!

تُؤكد روايات أهل البيت (ع) أن ليلة القدر غير خارجة عن الليالي الثلاث: أي ليلة تسعة عشر، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين.

وهنا قد يتبادر تساؤل: لماذا هذا الابهام في تحديد ليلة القدر؟  مع أن المعصوم يعلم بحقيقة الأمر؟

وقد أجاب العلماء بجوابين:

الأول: إن هناك مصلحة في الابهام

وهي أن اخفاء هذه الليلة لكي تعم الفائدة، بمعنى: أن يحيوا العباد هذه الليالي طمعاً في إدراك ليلة القدر ويهتموا بالكل غاية الاهتمام، ويدركوا الفضيلة في الكل، من قبيل اخفاء الاسم الأعظم بين الاسماء، واخفاء ساعة الاستجابة في ساعات الجمعة..

وهذا مضمون ما ذكره العلامة الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، والمولى أحمد الأردبيلي.

الثاني: لكل ليلة من هذه الليالي وظيفة

بمعنى: أن لكل ليلة من هذه الليالي الثلاث مدخليةً في تقدير أرزاق العباد لسنة كاملة.

فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «التقدير في ليلة القدر تسعة عشر، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين».

وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) أكد على ليلة الحادي والعشرين والثّالث والعشرين.

وعندما أصر السائل على الامام في تعيين إحدى الليلتين أجابه الامام (ع) بقوله: (ما أيسر ليلتين فيما تطلب!!). بمعنى: أن الأمر الذي تطلبه عظيم وتفريغ نفسك لأعمال ليلتين أمر يسير.

وهنا تنبيه:

رغم التقدير والابرام والامضاء الذي مر بيانه فقد يكتب العبد في سجل الاشقياء فيتوب توبة نصوحة فيمحوه الله ويكتبه في سجل السعداء، وهذا ما يعرف بعقيدة البداء.