توجيهات تربوية من السيد محمد باقر السيستاني

1- توجد عندنا خصالٌ غير محمودة، مثل القول بغير علمٍ، وذلك بمجرّد طرح أيِّ موضوعٍ ترى الإنسانَ بنوعٍ مِن الرغبة يسعى لإبراز الذّات، فيُبدي موقفاً ما، وبشكل جازمٍ، مِن غير قطعٍ به - ومِن باب إبداء الظنون بصورة القطع.

2- إنَّ الأنانيّة الشخصيّة تُسَبّب للإنسانِ مشكلاتٍ دنيويةً وأخرويةً، كما يكثر الخلافُ في الأُسَر، لتمسّك كلّ واحدٍ بموقفه، دون تزحزح.

3- إنَّ العلمَ إنّما يكون نوراً للإنسان المُتعلِّم إذا أضاء ما في داخله، قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (28)، فاطر.

فالعلم يستوجب الخشيةَ مِن اللهِ سبحانه، واستشعارَ ذلك في مواقف حياتنا خاصةً وعامّةً.

وكما قال أميرُ المؤمنين علي (عليه السلام) في عهده لمحمّد بن أبي بكر:(وإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللَّه - وأَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِه فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا - فَإِنَّ الْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّه بِرَبِّه - عَلَى قَدْرِ خَوْفِه مِنْ رَبِّه - وإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ ظَنّاً بِاللَّه أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّه): نهج البلاغة، ت، د، صبحي الصالح، ص 384:

4- ينبغي بالإنسان أن يتداركَ نفسَه، وذلك بتجنّبِ القولِ بغير علمٍ، وملازمة الإنصاف وعدم إيذاء الآخرين.

5- إنَّ المنظومةَ التي تحكم الإنسانَ اجتماعيّاً وأُسريّاً يجب أن ترسم له دواعيَ مُخلِصَةً لله تعالى، وأهدافاً سليمةً، تُحَرِّكه إليها.

6- يجب أن يكون التعلّق بالأئمة المعصومين (عليهم السلام) بوصفهم أعلام الصراط المستقيم – وإنّما يعظونَ النّاس لكي يعتبروا وينتهوا، فهم أدلّاءٌ على الطريق الصحيح والمسيرة الصحيحة فيه.

7- لنلاحظ أنَّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بأيِّ شيءٍ ربّى الخُلًّصَ مِن أصحابه، أمثال ميثم التمّار، وكُميل بن زياد، وبقيّة الخواصّ والصالحين مِن أصحابه (رضوان الله عليهم) – لقد ربّاهم بخطبه الشريفة في مجالسه، - وتلقوها بصدقٍ واعتبار.

فينبغي أن تكون لدينا محصّلات معنوية من التعلّق بأمير المؤمنين (عليه السلام) - واقعاً وسلوكا – ولنتأمّل الحصيلةَ الفعليّةَ مِن تلقّي كلامه.

 سماحة السيِّد الأُستاذ الفاضل محمّد باقر السيستاني (دامت توفيقاته).

الأربعاء – 18 جمادى الآخرة – 1444 هجري.