عرفان مموّل وثور مسروق!

يزخر الإنترنت في الفترة الأخيرة بظهور شخصيات تتظاهر بـ"العرفان" ومنهم مَن يروّج لنفسه ببوسترات وإعلانات مموّلة.. ويا للعجب!؛ فمن مبادئ هذا الطريق: أنّ من وصل لم يقل، ومن قال لم يصل!!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وأياً يكن فهذه ليست ظاهرة جديدة، ولا مقتصرة على عالم الأنترنت ووسائل التواصل؛ فقد سبق أن تحدّث عنها سماحة السيد السيستاني دام ظلّه في بيان مطوّل حولها قد خطّه بيده، محذراً منها، وكاشفاً فيه عن علائمها، وقد نقلتُ طرفاً منه هنا.

يذكرني هؤلاء برجل متوسط الإلتزام والتديّن: يصوم رمضان، ويصلي في منزله وهكذا.. وفي فجر أحد الأيام قرّر أن يكون عارفاً، وبدأ بالالتزام بتاج وصيّة هذا الطريق: الصلاة في وقتها في المسجد جماعة!

ذهب صاحبنا في أول يوم له يصلي الفجر في المسجد، وعند عودته للبيت صادفه بضع أشخاص متحلّقين حول ثور يحاولون إصعاده في السيارة لكن الثور قد تسمّر في مكانه، ويأبى الصعود إلى السيارة!

تذكر صاحبنا أنّه قد صار(عارفاً) ببركة الصلاة اليتيمة في المسجد!!، فقرّر أن يستخدم عرفانه في حلّ مشكلة هؤلاء، فراح يمسح على رأس الثور مع قراءة بعض التمائم والأوراد، وما إن انتهى (العارف الكبير) حتى صعد الثور إلى السيارة وبكل سلاسة ومن دون أن يدفعه أحدٌ!

إثر ذلك، رسخ اعتقاد صاحبنا في بنفسه أنّه قد أصبح عارفاً كبيراً، وربما رأى نفسه شبيها بالسيد القاضي، ونظيراً للسيد الطباطبائي رضوان الله عليهما، وما زاد في نفسه ذلك: كلمات الاعجاب والثناء عليه من تلك المجموعة بعدما رأوه من كرامة وقعتْ له!

وصل العارف إلى المنزل ليجد والدته تصرخ بأعلى صوتها وتقول: سُرق الثور.. سرق ثورنا يا ولدي!.. يقول صاحبنا: ما استطعت أن أتمالك نفسي من الضحك حتى وقعت على الأرض !!، فنهرتني أمي: أقول لك سرقوا الثور وأنت تضحك !!، ليردّ عليها : والله يا أمي، إنّ الثور قد عرفني، وأنا ما عرفته !!