مفعول سحري: هل السجود على «التربة الحسينية» يخرق الحجب السبع؟!

روى معاوية بن عمار معاوية بن عمار قال: كان لأبي عبد الله (عليه السلام) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله (عليه السلام)، فكان إذا حضرته الصلاة صبَّه على سجادته وسجد عليه، ثم قال (عليه السلام): السجودُ على تربة أبي عبد الله (عليه السلام) يخرقُ الحُجبَ السبع"(1).

فهل هذه الرواية صحيحة السند؟

أورد الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) رواية معاوية بن عمار المذكورة في كتابه مصباح المتهجِّد إلا أنَّه لم يذكر طريقه إلى معاوية بن عمار لكنَّ للشيخ الطوسي (رحمه الله) طريقاً صحيحاً إلى كتب معاوية ذكره في الفهرست(2) ولعله لذلك استظهر صاحبُ الوسائل أنَّ الرواية مُسندة فقد عبَّر حين إيراده للرواية بقوله: محمد بن الحسن في (المصباح) بإسناده عن معاوية بن عمار قال: كان لأبي عبد الله (عليه السلام) خريطة ديباج صفراء .."(3) وكذلك فعل صاحب الجواهر، قال: وعن مصباح الشيخ بسنده إلى معاوية بن عمار(4).

ويؤكِّد استظهار أنَّ الرواية مُسندة أنَّ الشيخ الطوسي عبَّر بقوله: "وروى معاوية بن عمار .."(5) فلو كانت الرواية مرسلة لكان المناسب أنْ يكون التعبير رُوي عن معاوية بن عمار بصيغة المفعول، فقوله رحمه الله: روى معاوية -بصيغة الفاعل- ظاهرٌ في إحراز أنَّ معاوية بن عمار قد روى هذه الرواية، ولا سبيل لإحراز أنَّ معاوية قد روى هذه الرواية إلا مع وقوفه على سندٍ متصلٍ منه إلى معاوية بن عمار.

هذا وقد وصف الشيخ الوحيد الخراساني (حفظه الله) رواية معاوية بن عمار بالصحيحة في مقدِّمته على كتاب منهاج الصالحين(6) والظاهر أنَّ منشأ تصحيحه للرواية هو استظهاره أنَّ الرواية مُسندة وأنَّ سندها هو ذاته الطريق الذي ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست إلى كتب معاوية بن عمار، ويؤكِّد أنَّ ذلك هو منشأ استظهار الشيخ الوحيد ما أفاده من أنَّ الحديث مشتملٌ على أئمة الحديث وبعض أصحاب الإجماع(7) فهو بذلك يُشير إلى اشتمال طريق الشيخ إلى معاوية على ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى البجلي وهما من أصحاب الإجماع، وهو كذلك مشتمل على أبي جعفر ابن بابويه وعلى محمد بن الحسن بن الوليد، وعلى محمد بن الحسن الصفار وعلى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب(8) وهؤلاء من أئمة الحديث.

الهوامش:

1- مصباح المتهجد -الطوسي- ص734.

2- الفهرست -الطوسي- ص247.

3- وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج5 / ص366.

4- جواهر الكلام -الشيخ حسن النجفي- ج8 / ص437.

5- مصباح المتهجد -الطوسي- ص734.

6- منهاج الصالحين -الوحيد الخراساني- ج1 / ص361.

7- منهاج الصالحين -الوحيد الخراساني- ج1 / ص361.

8- الفهرست -الطوسي- ص247.