تذكّر القبر والحساب قبل أن تُذنب!

قال تعالى: - ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾[1].

تدل هذه الآية الكريمة على أنَّ المتقين يمر عليهم الشيطان احياناً ويصنع ما يصنع ولكن الفارق بين المتقي وغيره أن غير المتقي يبقى مع الشيطان ويتماشى معه، أما المتقي فسرعان ما يلتفت ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويندم على ما صنع، وهذا هو الفارق بين المتقين وغيرهم.

لاحظ قوله تعالى:- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ أي يبصرون طريق الحق وطريق الهداية والطريق الصحيح، فإنَّ المؤمن يتذكر أنه وراءه وقبر وسؤال فيفكر بماذا يجيب عما صنعه من محرمات فإذا كان هذا موجوداً في باله فسوف يدعوه إلى التوبة عمّا صنعه من محرمات وهذا هو الفرق بين المتقي وغيره فإنَّ غير المتقي يتمادى في ارتكاب المحرمات وأما المتقي فسرعات ما يعود إلى الله تعالى ويتذكر بالتالي أنه سوف يدفن في تلك الحفرة الضيقة التي لو اوسعت يدا حفارها لأضغطها الحجر والمدر ولسدَّ فرجها التراب المتراكم، فالمتقي عليه أن يجعل تلك الحفرة المظلمة أمامه فإذا فعل ذلك ارتدع عن فعل المنكر.

كما أنَّ المؤمن بحاجة إلى مجموعة من الأمور كي تخفف عنه وساوس الشيطان والنفس الامارة بالسوء، منها التصميم، فينبغي للمؤمن أن يندم من الآن على ما فعله فإنَّ الندم عمّا فعله هو بنفسه تصميم على أن لا يفعل هذا المحرم أو غيره مرة أخرى، ومنها الابتعاد عن المجالس التي قد يرتكب فيها الحرام كمجالس الغيبة أو النميمة ولا يحضرها، ومنها الاستعانة بالله عزَّ وجل دائماً وأن يدعو الله تعالى دائماً يقول يا ربّ أنا ضعيف فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً وخذ بيدي في جميع أموري فإنَّ هذا شيء مهم، ومنها أنه يتذكر تلك الحفرة الضيقة - القبر - فإنه سوف يوضع فيها في نهاية المطاف فليرى فماذا يصنع وماذا يجيب هناك.

إلهي لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً بحرمة محمد وألة الطاهرين

الموعظة الاسبوعية لسماحة آية الله الشيخ باقر الإرواني ليوم الأربعاء:- 13 / ذو العقدة / 1445هـ ق  الموافق 22 / 05 / 2024م

[1]  سورة الأعراف، الآية201.