هل متابعة التلفزيون ومواقع التواصل تسبب مرض الوحدة النفسية؟

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:1000
مشاركة
A+ A A-
تعرف الأمراض بأنها أي خلل وظيفي بالجسم ووظائفه ينتج عنه أعراض جانبية خطيرة على صحة الشخص، وتنقسم الأمراض إلى أمراض جسدية وأخرى نفسية، أحد الأمراض النفسية هو مرض الوحدة النفسية الذي سنتعرف عليه اليوم.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

مرض الوحدة النفسية

مرض الوحدة النفسية هو إحدى الحالات التي يحتاج فيها صاحبها إلى التواصل بعمق مع العالم الخارجي والأشخاص المحيطة به، وهي لا تتعلق بوجود الشخص في جماعة من عدمه، فكم من شخص يحيى وحيدًا ولا يشكو من الوحدة، وكم من شخص مُحاط بالكثير من الأشخاص ويعاني من شدة الوحدة والحزن، وذلك لأن للوحدة أسباب أهمها:

  •  كثرة الصمت، الصمت يبني جدارًا حول صاحبه، وهو ما يجعل قدرات الآخرين على فهمنا أكثر صعوبة، بل ويزيد من حبنا

للعزلة والصمت وذلك لعدم وجود شخص يمكن التحدث إليه وفهمنا بسهولة، وهو ما يزيد الشعور بالوحدة.

  • الحزن والإقصاء، عندما يصطدم المجتمع مع الهوية الشخصية تخفت قدرات التواصل، ويزداد الشعور بالإقصاء، التهميش،

الحزن، واللامبالاة التي تعزز من حالة الوحدة.

  •  الاغتراب: بناءً على ما ورد بمؤسسة مايند للصحة العقلية فإن وجود العديد من الأشخاص التي لا تهتم أو تحاول فهمنا من

حولنا يزيد من الشعور بالغربة.

  •  الصدمة: الصدمات التي تنتج عن أي اعتداء عاطفي، جسدي، جنسي، أو فشل علمي قد تتسبب في الشعور بقلة الثقة بجميع

البشر، الحرص على عدم الدخول إلى أي علاقة عميقة، وهو ما يزيد من الإحساس بالوحدة.

  •  التكنولوجيا الحديثة: الميل لمتابعة الأعمال التليفزيونية أو قضاء ساعات طويلة في تصفح مواقع السوشيال ميديا، وهكذا كثرة

ممارسة الفيديو جيمز جميعها من مسببات الوحدة.

  •  إدمان الإباحية، كلما انغمس المرء في مشاهدة الإباحية وإدمانها كلما زادت وحدته.
  •  نقص العلاقات الاجتماعية، قامت المؤسسة الخاصة بالصحة العقلية مايند بالتأكيد على أن غياب العلاقات الاجتماعية هو أحد

مسببات الوحدة، وقد أثبتت الأبحاث أن لغياب هذه العلاقات ضررًا يعادل ضرر تدخين 15 سيجارة يوميًا.

نتائج الشعور بالوحدة

ينتج عن الشعور بالوحدة لأوقات طويلة الكثير من الأعراض السلبية، والتي منها:

الوفاة المبكرة

قلة عدد الأصدقاء والوحدة تزيد من احتمالية التعرض للوفاة المبكرة، فقد أثبتت الدراسات أن نقص شبكة العلاقات الاجتماعية حول أي شخص يزيد من احتمالية الوفاة بسن مبكر فهي تعادل تدخين حوالي 15 سيجارة يوميًا.

وفي المقابل، فإن الأشخاص التي تحظى بشبكة تواصل اجتماعية جيدة وقوية تزداد فرصة أعمارهم حوالي 50%، وذلك طبقًا لما جاء على لسان الدكتورة جوليان هولت لونستاد، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة بريجهام يونج الأمريكية.

الاكتئاب

تصيب الوحدة أصحابها بالاكتئاب، فقد تم إجراء دراسة بعام 2006 شارك بها عدد من المتطوعين بكبار السن ومنتصف العمر، أثبتت أن ارتفاع مستوى الوحدة تزيد من معدلات الإصابة بالاكتئاب، كما أن العلاقة بين الاكتئاب والوحدة يلازمان الفرد طيلة حياته.

زيادة الالتهاب

يزيد التعرض للوحدة من فرص التعرض لالتهابات الجسم المختلفة، وذلك عبر قيام الوحدة بتحفيز جينات الالتهاب بالجسم وفقًا لما أثبتته إحدى الدراسات الطبية.

فالالتهاب ما هو سوى رد فعل طبيعي يقوم به الجسم كأحد آليات الدفاع ضد الإصابات بمختلف أنواعها، ويعد الجسم هنا بمثابة المطبخ الذي تحضر به آليات الدفاع بالجسم ما يلزم لحمايته من أي إصابة أو عدوى.

ترتبط العزلة والوحدة في عقل أي إنسان ارتباطًا قويًا بمهاجمته من قبل أي من الحيوانات المفترسة أو جماعات غريبة من البشر، وهو ما يحفز آليات دفاع الجسم لتلتهب عند الوحدة، والجدير بالذكر أن هذا الالتهاب قد يؤدي بدوره إلى أمراض خطيرة كالأورام السرطانية.

أمراض القلب

تؤدي الوحدة إلى زيادة احتمالية التعرض لأمراض الأوعية الدموية والقلب، وقد أثبتت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها عام 2016 على عدد 181.000 شخصه، قدرة الوحدة على زيادة معدل الإصابة بالسكتات الدماغية بمعدل 32% ومعدل 29% لأمراض القلب التاجية.

الحساسية تجاه الأنفلونزا

تزيد الوحدة من تأثر الجسم بنزلات البرد والأنفلونزا، وذلك طبقًا لدراسة أجريت عام 2017 أثبت فيها أن الأشخاص التي تعاني من الوحدة أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد، حيث تمت الدراسة على حوالي 159 شخصًا ولوحظ زيادة عرضة الأشخاص التي تعاني من الوحدة لأعراض البرد الحادة بمعدل 39%.

كما قد أجريت دراسة أخرى بعام 2007 أثبت فيها أن الأشخاص التي تعاني من الوحدة يقوم الجهاز المناعي لديهم بالتركيز على محاربة البكتيريا بمعدل أكثر من الفيروسات، وهو ما يزيد تعرضهم لأنواع كثيرة من العدوى الفيروسية.

اضطرابات الطعام

أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2012 وجود رابطة قوية بين اضطرابات الطعام والمعاناة من الوحدة.

ومن أمثلة هذه الاضطرابات: الشره العصبي، البوليميا، اضطراب الشراهة، وفقدان الشهية.

وهو ما يؤدي إما إلى زيادة الوزن أو إلى نقص الوزن، والجدير بالذكر أن الأشخاص التي تكتسب وزنًا زائدًا فهم يلجؤون لتناول الطعام كأحد طرق التغلب على المشاعر الناتجة عن الوحدة في محاولة تخدير مؤقتة.

زيادة صعوبة الضغط العصبي

تزداد كثرة التعرض لضغوط عصبية بصورة يومية في حالات الوحدة وعدم وجود شخص قادر على تخفيف ما نتعرض له، وقد أثبتت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها بعام 2007 أن شبكة التواصل والصداقات الاجتماعية تقلل من استجابة الأفراد للضغوط العصبية التي يتعرضون لها.

طرق التغلب على الوحدة

الوحدة ليست سجنًا لا يمكن التحرر منه، بل يمكن التغلب عليه من خلال:

  •  الابتعاد عن استنكار الذات، وعدم السماح لمشاعر الوحدة أن تتحول إلى طاقة غضب وسخط تجاه الأصدقاء وأفراد العائلة.
  •  الابتعاد عن التشكيك بالذات، عند تطور الوحدة فإنها تفقد الإنسان ثقته بذاته، لكن لا يجب الاستسلام لذلك.
  •  عدم استرجاع الأحداث السيئة قدر الإمكان فهي تزيد من الشعور بالوحدة حتى وإن لم يكن حقيقيًا.
  •  توقف عن إلقاء اللوم على ذاتك حتى لا يزداد شعورك بالسوء تجاه نفسك.
  •  قدم الاهتمام والدعم للآخرين حتى لا تشعر أنك الوحيد المحاصر بشعور الوحدة.
*دينا يحيى

 

 

مواضيع مختارة