كيف نواجه غضب الأطفال؟

التطور اللغوي لدى الطفل ذوي الاعاقة الذهنية يكون بطيئاً عادةً، كما يكون أيضاً اقل قدرة في التعبير اللفظي عن ذاته ومشاعره, اضافة الى التأخر الحاصل لديه في مختلف الجوانب النمائية, مما يرفع من درجة تكرار النوبات التي يعبر من خلالها عن الامور الانفعالية والوجدانية الداخلية, اذ لا تزال القدرات العقلية ومهاراته التي تؤهله للتعامل مع المتغيرات المحيطة به اقل تطوراً, وبالتالي فهو اقل قدرة  لمواجهتها والتكيف معها.

ومن اجل التعامل الصحيح مع ثورات الغضب عند الاطفال, وبالتالي فهو اقل قدرة عند مواجهتها والتكيف معها. ولضمان التعامل الصحيح مع ثورات الغضب عند الاطفال, لابد للوالدين والقائمين على رعاية الطفل من مراعاة النقاط التالية :

1-    التوقعات الإيجابية: (ستكون لطيفاً اليوم)

لابد من اعطاء الطفل رسائل ايجابية واضحة حول الامور التي نتوقعها منه , والتي ينبغي ان لا تكون اعلى من قدراته وطاقاته , اضافة الى تعليمات ايجابية ومحددة ايضاً مثل ( انا اتوقع منك اليوم ان تتصرف اثناء الزيارة بشكل مهذب وانت لديك القدرة على ذلك ) يأثر التعزيز الايجابي بشكل مباشر على الطفل .

2-    التنفيس الانفعالي: (ممارسة الرياضة مثلاً)

على الام ان تتيح الفرصة لابنها كثير الغضب لينفس عن غضبه بين فترة واخرى وتعويده على ان يستخدم جسده بطريقة ايجابية مثل ممارسة الانشطة الحركية والهوايات خارج البيت او داخله , واتاحة المجال له لسماع الموسيقى والقفز وممارسة الرياضة, وتشجيعه على رسم مشاعره ورسم مناظر تعبر عن غضبه باستخدام الالوان التي يحبها .

3-    مراعاة قدراته على التقليد : (غضب الكبار)

 يتعلم الاطفال الصغار من الكبار طريقة تعبريهم  عن الغضب , اذ يقوم بعض الاباء بالتعبير عن غضبهم عن طريق الصراخ و الضرب او الخروج في نزهة, وهناك من يعكس غضبه على الجو الاسري بكامله ويتعامل بعنف مع افراد الاسرة , وبالتالي فان الأذن والعيون الصغيرة تراقب كل ما يحدث وتقلده , حتى لو كان الاطفال من مختلف مستويات الاعاقة الذهنية. وينبغي هنا مراعاة هذا الجانب، وتوخي الحذر من قبل الوالدين في تصرفاتهما عند حالات الغضب، لأنها سوف تنعكس بشكل مباشر على الطفل.

4-    عدم التعزيز

بعض الامهات يعززن ثورات الغضب عند الطفل بإعطائه ما يرغب في الحصول عليه, فيؤدي ذلك الى ان يلجأ الطفل باستمرار لهذا السلوك حتى يحصل على مبتغاه .

5-    التجاهل:

قد يؤدي تجاهل ثورة الغضب الى نتائج ايجابية خاصة عندما يرمي الطفل من خلالها لفت انتباه الاخرين , حينها ينصح بعدم الاهتمام بالسلوك مع بقاء الاهتمام بالطفل , وبذلك يدرك الطفل ان تصرفه خاطئ ولذلك تم تجاهله فيعيد النظر ليبحث عن سلوك مقبول ليتم تعزيزه . واذ تجاهلت الام ثورة الغضب وابتعدت مسافة عن الطفل فقد يكون ذلك افضل , ولكن بعد اعطائه تلميحاً بأنه عندما يهدأ سوف تأتي وتساعده وتتعرف على ما يرغب .

6-    العزل:

 قد تلجأ بعض الامهات  الى عزل الطفل في غرفته عند اشتداد ثورة الغضب , فيخرب الطفل العابه ويكسر اغراضه , ولكن هذه العابه التي يحبها او ممتلكاته , وسوف يتحمل نتائج اتلافها ولن يحضر له والديه بديلاً عنها, وبعد ان تنتهي ثورة الغضب عليه تحمل مسؤولية نثر الاغراض في الغرفة وبالتالي اعادة ترتيبها .

7-    التعامل مع نوبات الغضب خارج البيت :

 ان الكثير من الاماكن كمراكز التسوق واماكن الترفيه تعد مغرية بالنسبة للطفل؛ لأنها تحتوي على الكثير من الاشياء التي يرغب في الحصول عليها ولا يستطيع, فعندما يصر الطفل على اخذ قطعه حلوى وتصر الام على عدم اخذها , فتحدث نوبات الغضب ولو كانت نوبة الغضب قد حدثت في البيت لاستطاعت  الام التعامل معها بسهولة عن طريق اهماله الطفل . لذلك يحسن التصرف مع الطفل بهدوء وبصوت منخفض , ومحاولة تهدئته والحديث معه عن الموقف الذي يضايقه وتبريره له مع اهمية المحافظة على ضبط النفس؛ لان الطفل اذ شعر ان الغضب بدء يتسرب الى الام التي ستكون بالطبع مهتمة بما يفكر به الناس المحيطون بها تجنباً للأحراج سيصرخ اكثر وستعزز عصبية الام سلوكه واذ لم يهدا الطفل يفضل اخراجه من المكان الى السيارة واذ رفض المشي فيحسن حمله والحديث معه بشكل هادئ مع النظر اليه واشعاره بتفهم مشكلته.   

 

*مركز الإرشاد الأسري
2017/11/26

عندما لا تتقن استخدام الانترنت.. هذا ما سيواجهك!

الحقيقة التي ينبغي الإشارة إليها بدايةً، هي أننا نتفق سوية، على أن للشبكة العنكبوتية الفضل الكبير في دعم التواصل بين أفراد المجتمع، وتطوير ومسيرة الإنسان الحضارية في الحياة بشكل عام، وأن الحاجة إلى الانترنت باتت ضرورية جداً، بل إنها واحدة من اهم مفاصل حياتنا اليومية، لأنها تدخل ضمن آليات العمل والتعليم وباقي الأدوات المعرفية والحياتية.

لكننا في هذا المقال، سنتناول استخدام الانترنت من زاوية المضار التي باتت تشكل خطراً جسيماً على مجتمعاتنا، وتحديداً الخطر  الذي يحيط بالأسر المسلمة التي لا تقنن استخدامه، ومن هنا نبين أبرز تلك المضار:

1.انشغال الأهل عن أبنائهم

فبالتجربة، ثبت أن الاستخدام غير الضروري للإنترنت أنه يؤدي الى توسيع دائرة غياب التواصل الاجتماعي بين افراد الاسرة، فسوء التعامل مع جهاز يحوي على خدمات رقمية من قبل الوالدين يؤدي الى استحواذ وقت اجتماع الاسرة, ويوجه اهتمامهم الى برامجها فيكون هذا الجهاز مانعا ومعرقلا لتعامل الاباء مع ابنائهم فنرى العديد منهم يستخدمون الانترنت  لمدة تتجاوز العديد من الساعات يوميّاً يهملون أبناءهم عاطفيّاً.

2- ضعف العلاقة بين الزوجين 

فعندما ينشغل احدهما بهذا الجهاز يؤدي الى قلة التواصل بينهم , شعورهم بالملل, زيادة المشاكل بينهما، فكم من مشكلة حدثت بسبب كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قبل الام مع عدم الاهتمام بواجبات الزوج والابناء والبيت  وكم من اب يكثر استخدام هذه المواقع مع عدم الاخذ بنظر الاعتبار واجباته اتجاه زوجته وابنائه وتلبية كل ما يحتاجون.

 

3- الانترنت مضيعة للوقت

عند الجلوس لفترات طويلة لمتابعة أحد البرامج التي تبث على شبكة الانترنت، فإنه من المرجح أن يجلس المرء للمتابعة فقط بدون القيام بأي عمل آخر ، وقضاء العديد من الساعات على الشبكة، وبالتالي لا ننصح استخدام الانترنت على مدار اليوم، على ان يكون وفقاً لمقدار الحاجة سواء كان للعمل او للتعلم او الترفيه المقنن.

 

4- صعوبة  قدرة الفرد على التحكم بنفسه

بفضل استمرار ومتابعة البرامج التي يعرضها الانترنت التي قد تصل الى حد الإدمان، فإنه يصبح من الصعب على الفرد الابتعاد عنه، وهناك دراسات وتقارير جديدة تتحدث عن ظاهرة الإدمان على الانترنت والهواتف الذكية، وبدأت بالفعل بتأسيس عيادات لمعالجة هذه الحالات من الإدمان، ويعني ذلك أن الاستخدام المفرط للإنترنت يؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم بالنفس وضبطها.

*مركز الإرشاد الأسري  
2017/11/23

لماذا فقدنا لغة التفاهم؟

اذا رأيت مجتمعا ما يعيش السلام والأمن والاستقرار - وإن اختلفوا في الفكر والعقيدة - فاعلم انه قد أتقن فن الحوار ولغة التفاهم وقبول الآخر، بل ربما يكون قد ضحى بالغالي والنفيس لإتقانها، وسعى من أجل تغليب المصالح العامة دون الخاصة، واحترام حقوق شركائه على اختلافهم ضمن الضوابط المتعارف عليها عقلياً وأخلاقياً، والأهم من ذلك، أنه هجر الأسلوب المتشنج في خطابه مع الآخرين. كل ما تقدم من عوامل كفيلةٌ بخلق بيئة الانسجام والوئام والسلام  في البلاد.

لكن، مما يؤسف اليه أننا - في أغلب البلدان الاسلامية - فقدنا الكثير من هذه العوامل وصار شغلنا الشاغل هو التركيز على خطاب التطرف والكراهية وكل ما يثير النزاعات، وبالتالي فقدان لغة التفاهم والسلام، ومن هنا لعلنا فيما يلي نمسك بأهم الخيوط الموصلة الى إتقان لغة التفاهم:

1- تقديم المصلحة العامة على الخاصة:

عندما يؤمن الفرد أن المكسب الشخصي - ماديا كان او معنويا - اذا كان مضرا بالمصلحة العامة يجب اجتنابه؛ هذا النوع من التفكير بحد ذاته يعكس جمال ونزاهة الشخصية، ولكن السؤال: كيف ننمي هذا النوع من التفكير في الفرد ليصبح تفكيرا نوعيا في مجتمعنا؟

لا شك أن هذا النوع من الكسب تعود عاقبة أضراره على الفرد نفسه حين يتضرر المجتمع، ولكن أغلب الافراد يحتاج الى بيان أوجه الضرر اللاحقة به بالطرق المقنعة، وهذا النحو من الثقافة - أي بيان أوجه الضرر للفرد نفسه فضلا عن المجتمع - ينبغي ان تبدأ من لبنة الأسرة وانتهاءً الى أعلى مستويات المسؤولية.

فلو غلّب الفرد هذا الاسلوب من التفكير، تحكم في جميع حركاته وسكناته ومواقفه، وصار ينتقي المفردة والسلوك وحتى الإشارة التي تصبُ في الصالح العام.

وأجلى من جسد هذا النمط من التفكير على أرض الواقع عليٌ أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي كثيراً ما غلّب السلام على الحرب والمواجهة في سبيل المصلحة العامة، إذ قال: (لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي، و وَاللَّه لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ، ولَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً..) 2

2- احترام حق الآخر:

من أهم المسائل التي اهتم بها العلماء - عموما - هي عدم تضييع حق الاخر واحترامه، ولكن الكثير قد وقع في لبس من حيث تطبيق هذه المفردة بين الافراط والتفريط.

فالبعض قد فهم أن كل فكرة تخطر في الذهن لا مانع من تطبيقها على أرض الواقع مهما كانت عواقبها، وفي الجهة الأخرى بعضٌ قد تعسف ويريد الغاء حقوق الغير جملة وتفصيلا!!

ولو رجعنا الى النقطة الأولى لتلمسنا ما يُقَرّب بين وجهات النظر تحت عنوان عام، وهو النظر الى المصلحة العامة دون الخاصة.

وبعبارة أخرى: لا مانع من ممارسة الحقوق الفردية أو تطبيق الأفكار على أرض الواقع ما لم تضر بصحة جسد الأمة وكيانها، بل ما لم تضر أو تهتك حقوق الآخرين.

وهذا العامل يضمن حقوق الجميع بلا استثناء، إذ كلما تأصلت في تفكير المجتمع بدت ظواهر التفاهم والعيش السلمي، ولا يخفى أن تأصيلها - كما تقدم في النقطة الأولى - يبدأ من لبنة الأسرة وصاعدا.

وقد أكد الامام علي (عليه السلام) على حقوق الرعية مهما كانت معتقداتهم بعهده لمالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه إذ قال: (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ واللُّطْفَ بِهِمْ، ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ) 2.

بل ان الامام علي (عليه السلام) جسد هذا الفكر على الواقع لما رأى ذلك الرجل النصراني يستعطي في حكومته فقال: ما هذا؟ فيا لجمال الفكر عند علي (عليه السلام) إنه لم يسأل عن شخصه وعقيدته! بل استنكر أن يكون في حكومته رجل يستعطي مهما كانت عقيدته.

3- هجران التشنج في لغة الخطاب:

من الواضح جدا أن توحيد الناس - جميعا - على منظومة فكرية واحدة من الأمور المتعسرة ولا سبيل لها إلا ما شاء الله تعالى، ولكنّ هذا لا يعني تعسر وحدة الصف والعيش السلمي والعمل على المصالح العامة في المجتمع، بل لابد من التركيز على الخطوط العريضة التي تصب في مصلحة البلاد أجمع.

وبما أن تبني كل فرد أو مجموعة أو طائفة لفكر معين؛ فمن الطبيعي أن يطرحَ كلٌ فكرتَه التي يتبناها - نظرا للمصالح العامة كما تقدم - فالحرية الفكرية أمر متسالم عليه في البلدان الحرة، ولكنّ الذي ينبغي الالتفات اليه هو توخي الحذر من تشنج لغة الخطاب في الطرح، بنحو يبتني طرح الفكرة على لغة هجومية تحفل بإيقاظ روح التعصب في الآخر أو انتهاك حرمته.

إذاً لابد من طرح الأفكار التي يراد تبنيها أو تطبيقها بأسلوب يزخر بالحفاظ على روح الأخوة بين أفراد المجتمع.

وهذا ما أدبنا عليه القرآن الكريم، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..)3 

 --------

  1- نهج البلاغة: خطبة 74.

  2- نهج البلاغة: العهد 53.

  3- النحل: 125

 

2017/11/22

عشر خطوات لتجنب العنف الأسري 

عندما ندقق في الكثير من حالات العنف الاسري وخصوصا العنف بين الزوجين نجد ان منشأه أسباب بسيطة, ومن الممكن جداً تجنبه فيما لو اتبع الزوجان الحكمة في العلاقات بينهما, ولكي يكون التوافق هو السائد في العلاقات الزوجية ينبغي الالتزام بمجموعة من القواعد في فن التكيف الاسري منها:

1- اشاعة المودة: 

لتكوين اسرة ناجحة يجب ان تقوم على المودة والرحمة بين افرادها, فالمنزل الذي يسوده اجواء المودة والتعاطف والترحم يخرج منه افراد اسوياء, وعلى العكس، فإن المنزل الذي تسوده اجواء الاضطراب والعنف سوف يخرج حتماً افرادا مضطربين, لذلك يكون تلاحم الاسرة فيما بينها امر ضروري مما يؤدي الى شيوع المودة, لذلك على المرأة الناضجة ان تمنح زوجها الحب الخالص , وان تستجيب لرغباته , والا فأنها تهدد حياتها الزوجية بالخطر وتقضي على سعادتها الزوجية, فعند غياب المودة والرحمة بين الزوجين ينقلب الزواج الى جحيم , فحتى لا يقع كل ذلك,  لنعمل على اشاعة نسائم المودة , ورياح الرحمة بين جميع افراد الاسرة  كما في قوله تعالى: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون) سورة الروم , الايه 21.

2- تبادل المحبة:

 الحب المتبادل بين الزوجين احد العناصر النفسية الهامة التي تلعب دورا اساسيا على صعيد تفاهم الزوجين واستقرار الاسرة, فالحب الحقيقي والمتبادل بين الزوج وزوجته كفيل بالقضاء على جميع حالات التوتر والتشنج في الحياة الزوجية, اما عندما يكون الحب من طرف واحد او لا يكون اصلا , فإن ابسط اختلاف قد يؤدي الى العنف او التوتر العصبي ,وحتى نمنع  حدوث ذلك علينا ان نحول حياتنا الزوجية وكياننا الاسري الى منطلق للحب الحقيقي بين افراد الاسرة , ونزرع مشاعر الحب والمودة , ونقلع اشواك الكراهية والقسوة من بنياننا العائلي.  

3- استخدام الكلمات الجميلة :

 ان من اهم الامور التي تقوي الروابط الزوجية هو استخدام الكلمات والالفاظ الجميلة بينهما , فعندما يخاطب الزوج زوجته بأجمل الالفاظ الى قلبها وبأحلى الكلام الى عقلها , فإنها ستزداد حبا له , ووفاء واخلاصا اتجاهه , وكذلك الزوجة عندما تنادي زوجها بأحسن الالفاظ واجملها , فأن ذلك يعمق الحب والمودة بينهما, فالكلمات العاطفية مهمة لأنها تنمي المحبة بينهما , وتقضي على اي بوادر للغضب بين الطرفين وهذا ينعكس ايجابيا على الاطفال ايضا.

لذلك يجب على الطرفين الابتعاد عن اي الفاظ غير مقبولة او مؤذية او مثيرة للأعصاب او مهيجة للغضب حتى لا يقع العنف بين الزوجين ويحصل التكيف الاسري.

وقد ورد عن الامام السجاد (عليه السلام) وهو يعدد فوائد القول الجميل: " القول الحسن يثري المال , وينمي الرزق , وينسئ في الاجل , ويحبب الى الاهل , ويدخل الجنة "  الوسائل , الحر العاملي , مؤسسة ال البيت (عليه السلام) لاحياء التراث , بيروت – لبنان , الطبعة الاولى 1413ه - 1993م, ج 12, ص 186, رقم 16038.

ومن هنا، فإن القول الحسن يحبب الأهل فيما بينهم ويقوي التماسك الأسري وينمي الثبات في العائلة وبالتالي الاستقرار المنشود.

4- اتباع منهج التسامح :

 طبيعة الانسان انه يصيب ويخطئ , فقد يخطأ الزوج اتجاه زوجته , وقد تخطيء الزوجة تجاه زوجها، ولكيلا يستحيل الخطأ إلى مشاجرات بين الزوجين، عليهما اتباع منهج التسامح والعفو واللين , والتغاضي عن صغائر الأمور، والا تحول اي خطأ او سوء فهم او مشكلة صغيرة الى عامل مساعد في استخدام اساليب عنيفة في الحياة الزوجية مما يؤدي الى انهيارها , كما ان هذه الاجواء تعرض الاطفال الى خطر كبير , ويفقدهم الشعور بالطمأنينة التي هي اكبر حاجة لتنشئة الطفل نشأة سليمة.

فأذا اردنا القضاء على اي جذور للعنف بين الزوجين , فإن من المهم للغاية ان يتبع الزوجان منهج التسامح تجاه اخطاء احدها على الاخر , والعفو عن الهفوات التي تصدر عن اي منهما , ومعالجة اي مشكلة بهدوء والحوار وتناسي الاخطاء والمشاكل السابقة , وتعميق السلم الاسري.

5- القيام بالواجبات واداء الحقوق :

الاسرة تقوم على حقوق وواجبات متبادلة اذ يجب على كل من الزوج والزوجة القيام بواجباته , وتوفير الحقوق للطرف الاخر فحقوق الزوج على زوجته تعتبر واجبات بالنسبة لزوجته يلزمها القيام بها , كما ان للزوجة حقوقا على زوجها وهي واجبات بالنسبة للزوج ويلزمه القيام بها, فتعيش الاسرة في راحة وسكون وسعادة عندما يقوم الزوجان بواجباتهما وحقوقهما تجاه بعضهما البعض , في حين تتحول الحياة الزوجية الى شقاء وتعاسة عندما يقصر احدهما ,لذلك ينبغي على الطرفين معرفة حقوقهما وواجباتهما لكي تنجح الحياة الزوجية وتبنى على السعادة ,وعند حدوث غير ذلك سوف يؤدي الى عنف بين الزوجين وربما الانفصال بالطلاق و وهدم كيان الاسرة .

6- فهم كل طرف للأخر:

 ان وجود التفاهم المتبادل بين الزوجين يساهم في استقرار الحياة والعيش بسعادة ومودة ,فالتفاهم حول مختلف الامور وفهم كل طرف للآخر فهما صحيحا , اي معرفة ما يريحه وما يزعجه, وما يهدئ اعصابه ويثيرها كل ذلك يؤدي الى تجاوز الخلافات.

اما غياب التفاهم والتحاور الهادئ, او عدم فهم احدهما للآخر يؤدي الى نشوء صرعات بينهما , وبمرور الزمن يتحول الى ضربات عنيفة وبالتالي تتراكم المشاكل ويزداد التشنج بينهما ومن ثم يحدث العنف بمختلف اشكاله , ولكي نتخلص من لك ينبغي على الطرفين فهم احدهما للآخر بصورة عميقة وان يكون حوار هادئ بينهما في حل المشاكل وبذلك يتم التخلص من اي جذور للعنف. 

7- الاحترام المتبادل:

 الاحترام المتبادل بين الزوجين يقوي اواصر الحياة الزوجية ويقضي على اي بذور للمشاكل والازمات التي قد تحدث لاي اسباب كانت , لذلك تؤكد التعاليم الاسلامية على اهمية الاحترام , فأحترام الزوجة لزوجها يزيده اخلاصا وحبا لها , يقول الامام الصادق (عليه السلام) “سعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع احواله “  الوسائل , الحر العاملي , مؤسسة ال البيت (عليه السلام) لاحياء التراث , بيروت – لبنان , الطبعة الاولى 1413ه – 1993م, ج16, ص280,رقم 21555.

اما في حالة غياب الاحترام المتبادل فإن المشاكل تزداد يوما بعد يوم بينهما , ويترك النزاع والخصام المستمر بينهما تأثيرات سلبية على حياة الاطفال ومستقبلهم.  فالاحترام المتبادل يؤدي الى استقرار العائلة وثباتها واستمرارها اما غيابه يؤدي الى عكس ذلك , والنتيجة: صراع عنيف بين الزوجين وعنف وصراخ وتذمر , وربما تنتهي الحياة الزوجية الى التفكك والانفصال .

8- التقارب الثقافي: 

يلعب التقارب الثقافي والفكري بين الزوجين دورا اساسيا في الحياة المشتركة ونجاحها فهو يساعد على خلق حالة من الارتياح النفسي , والانسجام العقلي , والتفاهم حول مختلف الامور , اما في حالة انعدام التقارب الثقافي , والتباعد الفكري فأن كل شيء بسيط يمكن ان يحول الحياة الزوجية الى صراع عنيف , ومن هنا يأتي اهمية اختيار شريك الحياة , بحيث يكون الطرف الاخر قريبا فكريا وثقافيا معه فهذا ينمي حالة الانسجام بين الزوجين , لذلك كلما تقارب الزوجان ثقافيا وفكريا انسجما معا في قالب واحد فالزواج الناجح ما هو الا انصهار روحين في بوتقة واحدة. اما في حالة وجود اختلاف بسيط بين الزوجين عليهما ان يتعلما اصول ادارة الاختلاف , وعدم السماح بأن تتحول وجهات النظر الى معارك بيهم لان ذلك يفسد العلاقة الزوجية .

9- الانسجام العاطفي:

 ان من اهم الامور التي تساهم في نجاح الحياة الزوجية , وتثبيت الاستقرار والسعادة فيها هو الانسجام العاطفي بين الزوجين فهذا الانسجام المهم يساهم في القضاء على اي خلافات او سوء فهم كم انه يقضي على اي هموم , فاذا وجدت زواجا ناجحا فاعلم ان هناك انسجام عاطفي , واذا وجدت زواجا فاشلا وتسوده الصراعات والنزاعات والخلافات وتبادل الاتهامات , واستخدام الضرب فان هناك غياب تام للانسجام العاطفي لذلك يبقى الانسجام اكثر من امر هام في حماية الاسرة من اي اساليب او وسائل عنيفة كالضرب , والطرد وغيرها من الاساليب, فلا يمكن لزوج يحب زوجته ومنسجم معها عاطفيا ان يمارس العنف ضدها , كما لا يمكن لزوجة منسجمة مع زوجها ومتوافقة معه ان تمارس العنف ولو اللفظي ضد زوجها , لذلك اذا اردنا حياة زوجية سعيدة خالية من المشاكل فمن المهم اتقان فنون الاشباع العاطفي.  

10- التوسعة على الابناء :

 ينبغي على الزوج توفير كل ما تحتاجه العائلة من متطلبات, ومن جهة أخرى، ينبغي أن تتفهم الزوجة لظروف زوجها المالية، وعدم الضغط عليه بما يرهقه، لان عدم تفهما لظروفه والالحاح عليه بالمطالبات التي لا تنتهي, واظهار التذمر منه، قد يثير غضب بعض الأزواج أو تذمره من الزوجة، وقد يؤدي إلى فتور العلاقة بين الزوجين بسبب الإلحاح المتواصل, وهذكا ينبغي على الزوجة تفهم ظروف زوجها في كل مرحله, والقناعة بما تيسر,  لكي تستقر الحياة العائلية, لإسعاد الأبناء وتوفير الأجواء المناسبة للعيش بسلام في المنزل, اما عندما يكون الزوج غنيا لكنه يبخل على اولاده ولا يوفر لهم المقدار الواجب او المستحب من النفقة؛ فأن ذلك يؤدي الى البغضاء والكراهية بين الزوجين وبين الاب وأولاده، بل يتمنون موته حتى يحصلوا على أمواله.

فقد ورد عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قوله " ينبغي للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته ". (الوسائل , الحر العاملي , مؤسسة ال البيت (عليه السلام) لاحياء التراث , بيروت – لبنان الطبعة الاولى 1413ه- 1993م,ج21,ص541,رقم 27810).

 لذلك على الزوج توفير كل ما يحتاجون حتى يعيش جميع افراد الاسرة بسعادة واطمئنان , وراحة وسلام , وتفاهم وانسجام , وحب واحترام.  

*مركز الإرشاد الأسري.  
2017/11/15

في منهج أهل البيت (ع).. أربع حقائق عن الزواج ينبغي معرفتها 
الزواج هو العلاقة المشروعة ديناً وعُرفاً وفِطرةً بينَ الرجل والمرأة، وهي الالتقاء السليم بين الرجل المُناسب بالمرأة المُناسبة من خِلال شُروطٍ يجب توافرها كالبُلوغ والموافقة بين الزوجين ووليّ أمر المرأة، فلا زواج لامرأة دونَ وليّها خُصوصاً البِكر التي لم يسبق لها الزواج من قبل، ويستحب حضور الشُهود، ويكون في هذا الزواج إشهاراً بين الناس وإعلاماً لهُم حتّى يُعرف الأمر، ويكونَ على بيّنة لأنّهُ حقّ والحقّ يكونُ تحت نورِ الشمس.

وقد حثَّ الدين على الزواج في أكثر من موطن في القُرآن الكريم، وفي السُنّة النبويّة المُطهّرة، فكانَ الزواج بذلك سُنّةً فعلها النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام وآله الكِرام، وكذلك من سبقَ من الأنبياء والرُسُل عليهِم السلام، وهذا ممّا لا شكّ فيه أنّهُ من الفِطرة التي فطر الله الناس عليها.

قال تعالى : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 

( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم )  

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني ) 

وقوله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( من أحب فطرتي فليستن بسنتي ، ألا وهي النكاح ) 

وقوله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا يوم القيامة) 

وقوله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( من تزوج أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الآخر ) 

ان الزواج من ضروريات الحياة الانسانية، فالبركة تعم البيت المؤمن اذا دخلت الزوجة فيه فعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآلة وسلم ) : ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة تثقل الارض بلا إله إلا الله.

أهداف الزواج 

تتحقّق من خِلال الزواج جُملةٌ من الأهداف التي تنعكس بدورها بشكلٍ كبير على مُستوى الفرد والجماعة، نذكر بعضاً من هذهِ الأهداف على سبيل المِثال لا الحصر كما يلي: 

1ـ حُصول المودّة والسكينة والطمأنينة بين الزوجين، فالزواج سبيل للاستقرار النفسيّ بين الزوجين، حيث يجد كُلّ منهما مكاناً للحديث وإبداء الرأي والتعبير عن المشاعر والأحاسيس، وتفريغ العواطف المكبوتة طيلة فترة ما قبلَ الزواج، وكذلك يسكُن كُلّ واحد للآخر حينَ يجد فيهِ تماثلاً وتعايشاً في ظُروفٍ مُشتركة، وهذا الودّ والسكَن هوَ مرهَم نفسيّ وعِلاج فعّال من كثير من العوارض النفسيّة التي قد يتعرّض لها الإنسان 

2-  الحِفاظ على النسل من خِلال انتشار الذريّة الطيّبة التي نبتت من زواجِ شرعيٍّ نقيٍّ طاهر، واستمرار العُنصر البشريّ من خِلال الزواج هوَ هدفٌ أساسيّ للزواج، والنسل من ضرورات الحياة التي جاءَت الشريعة والقوانين جميعها للمُحافظة عليها وعلى استمرارها. 

3ـ  تكوين الأسرة التي تُعدّ النواة الأولى للمُجتمع والتي فيها الآباء والأبناء والأحفاد والتي فيها يكون التربية الصالحة والتعليم السليم ومن خِلالها يتم رفد المُجتمع بالعناصر البشريّة القادرة على بنائه وتطويره. 

4ـ  تتحقق المُشاركة الفعليّة بين الرجُل والمرأة والتي إن أحسن كُلّ منهُما لشريكَ حياته فإنَّ تغيَرات كبيرة ستطرأ عليهِما وعلى حياتهما من خِلال تحقيق الإنجازات والتطلّعات والمشاريع التي يحلُم كُلّ منهُما بفضل التعاون والتشارك الذي تمنحهُ لهُما مؤسسة الزواج العريقة

حقيقة الزواج 

للزواج حقائق ثابته وفق الرؤية الاسلامية ومنهجية أهل البيت (عليهم السلام)

الحقيقة الاولى: الخوف من الله سبحانه

بمعنى أن الزوج المؤمن يعامل زوجته من خلال الله، ومن خلال الخوف منه، ومن خلال رجاء رحمته ومن خلال تطبيق منهجه، يخافه ويرجو رحمته ويطبق منهجه، الزوج المؤمن يغفر سلبيات زوجته ويتقرب إلى الله بخدمتها ، والزوجة المؤمنة تغفر سلبيات زوجها وتتقرب إلى الله بخدمته ، فإذا كان الله بين الزوجين سعد الزوجان.

فاذا كان الزواج مبتنى على المنافع المادية، ينتهي مثل هكذا زواج بانتفاء المنفعة، وهذا ما نلاحظه جليا في مجتمعاتنا الإسلامية، فرق كبير بين زواج إسلامي مبني على أن كل طرف يعامل الطرف الآخر من خلال معرفته بالله، من خلال تطبيق منهجه، من خلال طلب جنته ، من خلال الخوف من ناره ، أما الطرف الآخر مبني على علاقة مباشرة علاقة مادية. 

قال تعالى: {ولَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}. وهذا ما يسمى بالتعلق الدنيوي والاغترار بها: يقول الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): وإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد (أي ركون) أهل الدنيا إليها وتكالبهم (أي حرصهم) عليها فقد نبأك الله عنها ونعتت هي لك نفسها وتكشفت لك عن مساويها، فإنما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارئة (أي حريصة على الطعمة) يهر بعضها بعضا ويأكل عزيزها ذليلها ويقهر كبيرها صغيرها.  

 الحقيقة الثانية: تطبيق المنهج الالهي 

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}  هو أنه في الزواج الإسلامي ، هناك مرجعية ، وهذه المرجعية تلغي الغالب والمغلوب ، كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) بين الزوجين فإذا تنازعا في شيء ردوه إلى الله ورسوله ، إذا كان هناك تشريع من قبل الله عز وجل ، هذا التشريع هو مرجع وهذا التشريع يلغي الغلبة ، لا يوجد أحد غالب هذا أمر الله عز وجل ، فلذلك الإنسان في ظل هذا النظام الإلهي يسعد بزوجته لأن الله له أمر وله نهي ، فإذا طبقنا أمر الله عز وجل ليس هناك إنسان غُلب وإنسان غَلب ، هذه الحقيقة الثانية .  المؤمن له مرجع ، وأساساً المسلم حينما يطبق منهج ربه سبحانه وتعالى يشعر أنه في ظل الله يشعر أن الله سبحانه وتعالى معه ، يشعر أن الله متجلي عليه بالبركات والأنوار والخيرات والتوفيق والدعم من الله.

الحقيقة الثالثة: الطاعة لله سبحانه وتعالى

 أنه ما من زواج يبنى على طاعة الله في الجزئيات ولو افتقر إلى مقومات النجاح إلا ويتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين ، وما من زواج يبنى على معصية الله ولو توافرت له كل أسباب النجاح إلا ويتولى الله التفريق بينهما .  يجب أن تبنى جزئيات العلاقات الزوجية ، جزئيات الحياة الزوجية على طاعة الله عز جل وأن كل إنسان يشعر أنه يطبق تعليمات الخبير يقطف الثمار يانعة ، أضيف إلى هذه الأسس في العلاقة الزوجية المرجعية ، الله بين الزوجين ، بناء تفصيلات الزواج على منهج الله عز وجل.

الحقيقة الرابعة: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ 

 معنى ذلك أن هذه الآية الكريمة التي احتلت مساحة من كتاب الله الذي يتلى إلى يوم القيامة لولا أنها تشير إلى أخطر حقيقة في السعادة الزوجية لما ذكرت. ما الذي يميز العلاقة الزوجية الإسلامية؟

إن الزوج المؤمن يقصر طرفه على زوجته فهي ملء عالمه، والزوجة المؤمنة تقصر طرفها على زوجها فهو ملء عالمها، فحينما تنفرد الزوجة من بين النساء بملء عالم الرجل، وحينما ينفرد الرجل من بين الرجال بملء عالم المرأة يكون الوفاق بينهما.

أما إذا تطلعت إلى غيره وتطلع إلى غيرها، والإنسان بعقله الباطن يوازن، هو يوازن وهي توازن وصار شرخ في العلاقات الزوجية، هذا معنى قول الله عز وجل:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾  ومن غض بصره عن محارم الله أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه ومن ملء عينيه من الحرام ملأهما الله من جمر جهنم.

2017/11/09

تعرف على ست خطوات للتعامل مع كبار السن

أكثر ما يحتاجه كبار السن هو العناية الخاصة والاهتمام البالغ، ليس لأنهم يعيشون مرحلة حساسة من عمرهم وحسب، أو لأنهم عانوا عناءً كبيراً لفترات طويلة من حياتهم، وإنما يأتي هذا الاهتمام لدواعي دينية واخلاقية إنسانية.

فهناك حث شديد في مرويات أهل البيت عليهم السلام، داعية إلى توقير المسن والاهتمام به. فعن أبي بصير وغيره عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال (عليه السلام): \من إجلال الله عزّ وجّل إجلال ذي الشيبة المسلم\. وعن الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال: \ليس منّا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا\.

ومرة أخرى يشير الإمام الصادق، عليه السلام، إلى أهمية إجلال الكبير في السن والتحذير من الاستخفاف به، إذ يروى عن عبدالله بن سنان، قال: قال لي أبو عبدالله -أي الإمام الصادق- (عليه السلام): من إجلال الله عزّ وجّل إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمنا فبكرامة الله بدأ ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته\.

\\

ومن هنا أضع بين يدي القارئ بعض النصائح والأساليب التي يمكن اتباعها في التعامل مع كبار السن:

1-    المبادرة والسلام:

المبادرة بالسلام ومصافحة كبار السن، وما يتبعه من تقبيل للرأس وكذلك اليد، وحسن استقباله والترحيب به والتبسم في وجهه، لأن هذا كله يشعره بحب الجميع له، فلا يصح أن يشعر كبير السن في البيت بأنه منبوذ أو غريب.

\\

2-    الإصغاء:

واحدة من الصفات التي شترك فيها أغلب كبار السن، هي شغفهم بالحديث عن الماضي والذكريات التي عاشوها، وخصوصاً تلك التي عاشها أيام الصبى والشباب، ومن الضروري جداً هنا الإصغاء له بشكل جيد عند بدئه بالحديث عنها، لإن ذلك سيشعره بتفاعل المستمعين وأهمية ما يرويه من قصص ومواقف.

3-    استذكار إنجازاتهم:

الإنسان بطبيعته، سواء كان كبيراً او صغيراً، يحب الحديث دائماً عن نجاحاته وإنجازاته، ومع كبار السن، نحن بحاجة إلى التذكير المستمر بإنجازاتهم ومناقبهم والدعوة إلى الاستفادة منها والاعتبار بها، إذ يشعر كبير السن عند الاقتداء به او استذكار نجاحاته وما حققه خلال مسيرة الشباب بالراحة النفسية، وأن وجوده بين المجتمع مرهون بوجود هذا الماضي الحافل النجاحات.

 \\

4-    الحرص على حضورهم في المناسبات واللقاءات:

لأن ذلك يساعد كبير السن على تكوين علاقات وصداقات عديدة، والتعرف على اشخاص جدد بأعمار متفاوتة، كما أن عزله عن الأجواء الجماعية سوف يشعره بالوحدة وعدم المقبولية من المحيط.

5-    الذهاب إلى المسجد وأداء الشعائر الدينية:

كما أنه من الضروري جداً، وفي هذه المرحلة العمرية بالتحديد، حث كبار السن وتشجيعهم على الصلاة في المسجد، أو المشاركة في الهيئات الحسينية، أو المساهمة بالحضور إلى مجالس الوعظ أو العزاء التي تقام في شهري المحرم وصفر، إضافة إلى ذلك مساعدتهم على أداء الحج الواجب مع الإمكان، أو المستحب، أو الذهاب لأداء العمرة، فهذه الأجواء الإيمانية تمنح كبير السن الراحة والطمأنينة وتفعل التواصل مع الآخرين.

\\

6-    تربية الأولاد على احترام كبير السن:

فينبغي غرس ثقافة مساعدة كبار السن لدى الأطفال، وخصوصاً أحفادهم، والتشديد على احترامهم له وعدم الاستهزاء ببعض الممارسات التي يقوم بها كبار السن عادة.

 

*مركز الإرشاد الأسري
2017/11/07

من روايات أهل البيت (ع).. خمسة أمور تجلب المودة بين الزوجين

1-      لغة الجسد: من ابرز المؤثرات في العلاقة بين الناس التعابير الجسدية التي يعجز اللسان في الكثير من الحالات عن تحقيق الهدف اذ لم يساعده الجسد في لغته فلو حل علينا ضيف ولو قلنا له مئة مرة: اهلا وسهلا بك.. نورت دارنا بوجه عابس؛ فمن الطبيعي جداً أن يشعر هذا الضيف بالضيق، لأن وجه الانسان هو الاقدر من بين اعضاء الجسد على التعبير الموصل للمشاعر الحقيقية، فبشاشة الوجه والنظرة المليئة بالحب والعاطفة كفيلان بجلب الآخر ومودته وإعطاء انطباع إيجابي في اللقاء الأول، ومن هنا ورد عن الامام علي (عليه السلام) البشاشة حبالة المودة ، والبشاشة فخ المودة.

ومن هنا، فإن ابتسامة الزوج لزوجته وابتسامتها له أول الاستقبال وبعده هما مفتاح المودة التي سوف تجلب لهما السعادة الزوجية.

وقد اخبر الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) ان تقرب الزوجين من بعضهما بلغة الجسد هو محل ومهبط لرحمة الله تعالى، فعنه (صلى الله عليه واله وسلم ) اذا نظر العبد الى وجه زوجه، ونظرت اليه نظر الله اليهما نظرة رحمة، فاذا اخذ بكفها واخذت بكفه تساقطت ذنوبهما من خلال اصابعهما .

2-   الكلام الجذاب : حينما يتفاعل اللسان مع الجسد في التعبير الايجابي فإن لذلك أثر كبير في حصول المودة، ومن هنا، وفي هذا الجانب على وجه الخصوص، اكد النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) واهل بيته على امرين :

ا- التعبير العاطفي: فعن الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) قول الرجل للمرأة اني احبك لا يذهب من قلبها ابدا.

 فمن الضروري وجود هذه التعابير في الحياة الزوجية فهذه الكلمات تبقى في القلب وينبغي استمرار هذه التعابير؛ لان الحياة الزوجية إذا خلت منها تصبح مهددة بالسقوط.

ب- التعبير اللطيف: اضافة الى التعبير العاطفي فإن للعبارات الجميلة ولطافتها دور في جذب قلب الزوجة وحبها وكذلك الزوج، فعن الامام الصادق (عليه السلام): القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسي في الاجل، ويحبب الى الاهل، ويدخل الجنة.

\width=720\

3-    من الامور التي تجلب الحب والود بين الزوجين الهدية فعن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) الهدية تورث المودة .

4-   الكرم والسخاء: ان الحب ينشأ من كمال يعتقده الحبيب في محبوبه، ومن جملة من الكمالات الانسانية الكرم، فهو يشد الانسان الى من تحلى بصفته؛ لذلك ورد عن الامام علي (عليه السلام): السخاء يكسب المحبة ويزين الاخلاق.

5-    حسن الخلق: ان من اهم اسباب المودة لاسيما بين الزوجين هو حسن الخلق الذي يقع في راس القيم التي اكد عليه الاسلام فعن الصادق (عليه السلام): حسن الخلق مجلبة للمودة، وعن الامام علي (عليه السلام ) حسن الخلق يورث المحبة ويؤكد المودة .

----------

الهوامش:

المجلسي , محمد باقر , بحار الانوار, ج71, ص167

المصدر السابق نفسة , ص 75, ص39

زيد بن علي , مسند زيد بن علي , (لا ,ط) , ( لا ,ت ) دار مكتبة الحياة , بيروت , ص302

الكليني , محمد بن يعقوب , الكافي , ج5, ص569 .

المجلسي و محمد باقر , بحار الانوار , ج 68, ص310.

المجلسي , محمد باقر , بحار الانوار , ج 74, ص166.

الريشهري , محمد , ميزان الحكمة , ج2, ص1277.

الريشهري , محمد , المحبة في الكتاب والسنه , ص66.

الكليني , محمد بن يعقوب , الكافي , ج1, ص27

------------

*مركز الارشاد الاسري

 

 
2017/11/05

كيف تكون مربياً قديراً؟

مركز الارشاد الاسري

ليكون الوالدان مربيان ناجحان في التعامل مع ابنائهم وتربيتهم تربية فاضلة خالصة لابد لهم من تربية النفس واعدادها ليقوم الوالدان بمهمتهما التربوية تجاه أبنائهما على احسن وجه، اذ ان الوالدان لا يستطيعان تربية اطفالهما تربية صحيحة وسليمة الا بعد تربية انفسهما وجعلها قدوة لأبنائهما، لان الطفل يتربى من خلال كلمات والديه وافعالهما، فيراهما النموذج الامثل والقدوة له، فيقلدهما في اعمالهما ويقتبس منهما القيم والعادات، فتترسخ كل هذه الصور في نفسيته منذ صغره ويطبقها على جيله القادم.

\width=720\

من هنا فقد حمّل الاسلام الوالدين مسؤولية تربية الطفل منذ ولادته حتى رشده وقبل هذا كله تربية أنفسهما قائمة على الاخلاق والسلوك الاسلامي والمبادئ الايمانية، وهنا ينهض سؤال مهم:

كيف يربي الوالدان أنفسهما بصفتهما المربّيان؟

التربية هي عبارة عن بناء الشخصية واصلاحها وتوجيهها توجيهاً سليماً فعلى الوالدين رسم منهج لكليهما قائم على المبادئ الاسلامية السامية وازالة جميع الرواسب الفكرية وذلك عن طريق التربية الذاتية وتتلخص فيما ياتي:

\width=720\

 

1.    التخلص من جميع الافكار السلبية والمترسبة والتي تؤدي الى الانحراف عن خط الهداية والايمان.

2.    استئصال جميع العادات السيئة والصفات غير المقبولة التي ورثها الوالدان من المجتمع وغيره.

3.    تربية أنفسهما تربية ايمانية قائمة على الايمان بالله والاخلاص، وترسيخ الروحانيات في أنفسهما.

4.    امتلاك صفات مثالية اسلامية فاضلة والتعود عليها وجعلها جزء من كيانهما لان هذه الصفات تترك اثراً حسناً وفعّال في نفسية الطفل.

5.    زرع المودّة والمحبة والتفاهم والتضحية والتواصي في نفسية كل منهما حتى يستطيعان بعد ذلك زرعه في نفسية اطفالهما.

6.    على الوالدين ضبط سلوكهما وانفعالاتهما والالتزام بالأخلاق الحميدة.

7.    تحديد الالفاظ والكلمات المتداولة داخل الاسرة حتى يستطيع الوالدين بعد ذلك سهولة تربية ابنائهما.

8.    على الوالدين زيادة ثقافتهما في المجال المتعلق بواجبهما، فمثلا الام تقرأ ما يزيد ثقافتها ويفيدها في مواضيع تربية الطفل وتهذيبه وتغذيته وتسليته، كما وعليهما ان يتفهما اسس التربية الصحيحة وعلومها التي تزودهما بدراسة نفسية الطفل، وأفضل الطرق لتعليم الطفل وكسبه الفضائل الطيبة.

\width=720\

 

وبعد ان يربي الوالدان أنفسهما على الالتزام بالقيم الالهية والعمل بالأخلاق السامية، يلزمهما ترسيخ هذه القيم وايصال نصائحها الطيبة الى نفسية طفليهما وزرع تلك الصفات الحميدة في شخصيته وبذلك يرث اعظم ثروة يعبر عنها الامام علي (ع) بقوله خير ما ورث الاباء الابناء الادب.  

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على التيلغرام عبر الرابط التالي:

https://telegram.me/TwelveImamsWeb

 

 

2017/11/04