مودّة ورحمة.. تعرّف على مفتاح السعادة في الحياة الزوجية

ورد عنهم صلوات الله وسلامه عليهم: «تهادوا تحابوا، فإن الهدية تذهب بالضغائن»[1].

[اشترك]

إذ إن الذي يقدم الهدية، هو الذي يحب من أخذ الهدية، ولعله لأن المعطي إنما يبذل له ما حصله بجهده وعرقه، أو ببذل ماء وجهه، أي: أن جزءاً من كيانه، ووجوده قد تجسد بهذا النتاج.

والإنسان يحب نفسه، وكل متعلقاتها, ويتعامل مع كل ما يعود إليها، أو يرتبط بها، بصورة أكثر حميمية، وانجذاباً، من تعامله مع الأغيار.

وهذا يشير إلى أنه حين أمرنا الله تعالى بالبذل للآخرين، فإنما أراد منا أن ننظر إليهم، وأن نتعامل معهم على أنهم جزء من كياننا ومن وجودنا، وما ذلك إلا لأن تعاملنا هذا سيغيِّر الكثير الكثير من طبيعة حياتنا، وعلاقاتنا ومواقفنا من بعضنا البعض.

أما من يأخذ الهدية، فقد يكون في حرج وضيق، حين يفكر بأن المعطي قد يمنَّ عليه بما أعطاه، ويذكِّره به حتى بالسلام، وفي البسمة واللفتة، والنظرة، وقد تذهب به أفكاره وخيالاته كل مذهب، ليصل إلى حد أن يفكر بأن يبعده عنه، ويتخلص منه، ولو بالأسلوب السيء والمهين. وقد شاع وذاع القول: «إتق شر من أحسنت إليه».

وشاهد آخر على ذلك، هو أن الله سبحانه يقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[2].

فإن الله سبحانه حين شرع أحكام الزواج، لم يذكر واجبات وأحكاماً إلزامية خاصة بهذا الواقع الجديد، ســوى عدد يسير، ربما لا يصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة.. واكتفى فيما عدا ذلك بالأحكام العامة, الشاملة لكل مسلم..

مع أن الاحتكاك في الحياة الزوجية فيما بين الزوجين، يفوق ما يكون في أية حالة أخرى.. والأجواء في داخل البيت الزوجي، مهيأة للتدخل في كل شيء يمكن تصوره في مجال تعاطي إنسان مع إنسان آخر..

وذلك من أعظم الدلائل على أن هذا الدين هو من عند الله تعالى.. وهو من مظاهر الإعجاز التشريعي، الدال على أن واضعه هو الله العالم بالسرائر.. حيث إن هذا التشريع يبين: أنه تعالى لا يريد بناء الحياة الزوجية على أساس مصلحي، أو تجاري، أو سياسي، أو على أساس الخضوع والانقياد لظروف اجتماعية، أو غيرها.. لأن المتوقع في هذه الحال هو أن تنتهي العلاقة بمجرد فقدان تلك المصلحة، أو انتهاء ذلك الظرف السياسي، أو الاجتماعي، أو غيره.. أو إذا وجد أي من الشريكين مورداً آخر أكثر ربحاً، وأعظم فائدة ونفعاً.

كما أنه لا يريد أن يقيم العلاقة على أساس اقتضاء الغريزة والحب الشهواني، فإن تأثيره سيتضاءل أيضاً إلى حد التلاشي التام، حينما تفقد الغريزة فاعليتها ونشاطها، أو حينما تخبو جذوة الشهوة، لأي سبب كان..

بل يريد أن يقيمها على أساس أقوى من ذلك كله، يستطيع أن يكون هوالحاكم، والمؤثر، في مختلف الظروف والأحوال، ألا وهو الحب الإنساني، والنظرة الإيمانية..

فكان أن سعى إلى إثارة المشاعر الإنسانية، في كلا الطرفين، تجاه الطرف الآخر، وهيأ المناخ لتمازج تلك المشاعر، لتنتج من ثم حباً إنسانياً صافياً وخالصاً، يحمل في داخله معنى القيمة، ومعنى الإخلاص، ويتنامى في ظل الرعاية الإلهية ليلتقي بالوجدان، فيهبه حياة، ويقظة دائمة، ويتأصل، ويتجذر، ويتعمق بالإيمان، والتقوى.. ويصان ويحفظ في ظل الإحساس بالرقابة الإلهية والوجدانية.

ومن هنا نجد: أن التشريع الإلهي لم يقم نظام الحياة الزوجية، على أساس الحق والعدل. وقهر الطرف الآخر به، وفرضه عليه.. إذ إنه لم يشرع واجبات كثيرة يمكن المطالبة بها لأي منهما، وذلك الذي شرعه وفرضه فعلاً، لن يحقق لهما الراحة، والسعادة، والهناء، إلا بقدر ما يحجزهما عن العدوان والتظالم فيما بينهما، حين تبلغ بهما الأمور إلى الخطوط الحمراء، حيث يكمن الخطر، وتتعمق الهاوية السـحيقة.

ولسـوف يدركان من خلال التجربة العملية: أن هذا ليس هو طريق نيل السعادة، بل إن لنيلها وسائل وطرقاً أخرى لا بد من البحث عنها..

ولن يطول بهما المقام، إذ سيدركان: أنه لا بد لهما من العودة إلى ما يريد الله لهما أن يعودا إليه، ألا وهو التوادّ، والتراحم، حسبما أشارت إليه، الآية الكريمة: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[3] إن المنقذ والملاذ هو الحب الإنساني، لا الحب الغريزي والشهواني، الذي يضج في داخل ذاته، وليس هو في الحقيقة إلا تعبيراً آخر عن الأنا الطاغي، والمتمرد، الذي يضج في داخل ذاته، ويريد أن يستأثر باللذة، وأن يسعد بها، بأية قيمة وبأي ثمن.

والحب الإنساني والإيماني: لا يرضى بديلاً عن أن يصبح كل من الزوجين جزءاً من شخصية الطرف الآخر، ومتمماً لكيانه، ووجوده: {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}.

ولكن الله سبحانه لا يريد أن يوجد هذا الحب بصورة إعجازية، وبجبرية قاهرة.. وإنما يريد لهما أن يقوما معاً بتهيئة أسباب وجوده، وموجبات نشوئه. وأن ينتجاه بصورة طبيعية، وأن يتنامى في داخل ذاتهما ليصبح جزءاً من التكوين الحقيقي لشخصيتهما الإنسانية.

وقد اعتمد من أجل تحقيق ذلك عنصر التضحية المتبادلة، والتي تكون عن إرادة واختيار، ومن منطلق المعرفة، والوعي، والإدراك لحقيقة حاجاتهما الحياتية، في مختلف المجالات..

فحين يشعر كل من الزوجين بضعف الطرف الآخر، وبحاجته للمساعدة والرعاية، فستتحرك مشاعر الرحمة فيه، وسيدعوه ذلك لمد يد العون له. حتى إذا تكرر هذا العون، والتعاهد له مرة بعد أخرى، فإن ذلك سيجعله يتعلق به، لأن جزءاً من جهده، ومن عرقه، قد تجسد فيه، وسيزداد هذا التعلق على مر الأيام تبعاً لتكرر ذلك بسبب اقتضاء الطبيعة الإنسانية له..

ولعل هذا يفسر لنا سرَّ شدة تعلق الأم بطفلها، فإن سببه هو مدى ما تبذله من جهد في مساعدته، وهي ترى ضعفه وحاجته، فتسهر عليه، وتتحمل الكثير من المشاق في سبيله.

أما الأب فإن ما يبذله من جهد وتضحيات مباشرة في سبيل الطفل؛ لا يصل إلى حد ما تبذله أمه، فلذا كان من الطبيعي أن يزيد تعلقها العاطفي بالولد، عن مستوى التعلق العاطفي لأبيه به..

وبذلك يتضح ما يشير إليه قوله تعالى: {َجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} فإن المودة ـ كما قالوا[4] ـ هي الحب الظاهر أثره في مقام العمل..

غير أن علينا أن لا ننسى أن هذا الحب قد يفقد بعض توهجه، بسبب ضعف أو فقد بعض موجباته، التي تسللت إلى عناصر الإلزام في قرار الزواج، مما له صفة غرائزية، أو ذوقية، نشأت عن ملاحظة حالة جمالية معينة، فيكون ضعف تلك الموجبات سبباً في بعض الخفوت، وضعف التأثير في الحركة العملية، والسلوكية، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى تدخل العنصر الثاني، وهو الرحمة، التي هي انفعال نفساني، قوامه رقي في الإدراك الإنساني، وشفافية، وصفاء، وتألق، في روح الإنسان ونفسه..

نعم تأتي هذه الرحمة الإنسانية لتكون هي الضمانة الحقيقية لبقاء هذه العلاقة الرحيمة، والحميمة، والصادقة، محتفظة بقوتها، وبحيويتها..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين.

==============

 الهوامش

[1] بحار الأنوار ج72 ص44.

[2] سورة الروم الآية21.

[3] سورة الروم الآية21.

[4] عن كنز الفوائد للكراجكي.

2024/11/11

زوجي مشغول دائماً.. كيف أتصرف؟!

كتبت خديجة محمد: تشتكي العديد من السيدات من انشغال الزوج دائما، وبمختلف الأسباب التي تعمل على اكتساب الرجل لقب انشغال الزوج دائما إلا أن ذلك يجعله عرضة للانتقادات، فالحياة الزوجية مشتركة ما بين المرء وزوجه، ويجب عليهم التعاون والاهتمام معا بالكثير من التفاصيل المختلفة التي بكل تأكيد سوف تساعدهم في إتمام حياتهم بالشكل المثالي بدون مشاكل أو عواقب من الممكن أن تقابلهم، الأزواج الذين يعملون على وسطية الأمور ومحاولة تحقيق الذات في كل أمر من أمور حياتهم يحصلون في النهاية على حياة سعيدة وبسيطة.

[اشترك]

طرق التعامل مع انشغال الزوج دائما

هناك عدة طرق مختلفة يمكنك أن تتعرف على إحداها حتى تحصل على حياة زوجية سعيدة مع الرجل المشغول بشكل دائم ومن تلك الطرق هي:

  • تفهم أعباء الزوج من الممكن أن يساعدك على تخطي الكثير من الأمور الصغيرة في حياتك، أي قومي بالتعرف على ما يمنعه من الجلوس معك ومع عائلته وعندما تحللين تلك الأمر بشكل جيد سوف تتعرفين على أنه مضطر لفعل ذلك للذهاب إلى عمله بشكل كبير من أجل توفير حياة كريمة لكي ولابنك وفي تلك الأمر لا تحزني وقدري ذلك له.
  • يجب عليك أن تقومين بمشاركة الزوج في تنظيم وقته بحيث أن يوجد لكي وقت في نهاية اليوم أو وسط اليوم للتحدث معه وقضاء وقت لذيذ معا، حيث أن العديد من الرجال لا يتعرفون على الطريقة الصحيحة التي من الممكن أن يقومون بها من أجل تنظيم الوقت.
  • حاولي مع زوجك وتحدثي معه حول تخصيص بعض الوقت لكما، بالتأكيد سوف تصلون في النهاية إلى أي نتيجة مرضية

للطرفين وفي تلك الوقت يمكنكما أن تقومون بعمل العديد من الأنشطة الجميلة التي تحبونها معا، حيث أن الرجل في النهاية يحب أن يشعر بالراحة والأمان في منزله عن أي شيء أخر أو مكان أخر، لذلك بادري بأن تكونين أنت مصدر ذلك وليس غيرك.

  • قومي بدعم زوجك بشكل دائم وتقديم الدعم المعنوي والمادي له أن توفر لديك، حيث أن الرجل يحب التقرب إلى زوجته التي توفر له الدعم بشكل عام، وتحب أن تتقرب ممن يحبها ويكبرها أيضًا في أي مكان، لذلك قوم بتشجيعه على ما يحب وساعديه في أن يحقق كل ما يريد من أحلام.
  • لا تقومي بمقارنة زوجك مع الأخريين، حيث أن من الممكن أن ينبذ ذلك ما تقومين به وبالتالي سوف يترك بداخله إثر غير جيد نهائيا وسوف يشعر من بعد ذلك بالعديد من الحزن تجاهك ومن ثم انعدام الثقة في نهاية الأمر.
  • يجب عليك أن تتفهمي أن الحياة عبارة عن مراحل مختلفة كل مرحلة بها العديد من الأمور التي يجب على المرء بها أن يحقق المزيد من الأمور المختلفة التي يجب أن تحقق في تلك الوقت، لذلك إذا شعرت أن زوجك مشغول عنك بعض الوقت يمكنك أن تتحملين تلك الفترة حتى تنتهي ومن ثم يعود إليك مرة أخرى.
  • تواصلي مع زوجك بشكل مباشر وتحدثي معه عن مخاوفك وعن ما يقلقك بشكل عام، حيث أن الكثير منا يشعر بالمزيد من الضعف بشكل عام عندما يبعد عنه شريك حياته بشكل أو بأخر ولذلك يجب أن يشعر المرء بزوجه.

طريقة استغلال انشغال الزوج

يمكنك أن تقومين باستغلال وقت زوجك بكل سهولة، وهذا سوف يتم من خلال عدة أمور يجب عليك أن تقومين بها ومن تلك الأمور هي:

  • تغيير الروتين اليومي بشكل كبير أولا، حيث أن الروتين اليومي هو الذي يهدر لك الكثير من الوقت، يجب على الزوجة أن تقوم بتخطيط اليوم بالشكل الجيد بحيث أن يستطيع الزوج القيام بتلك التخطيط في يومه ويجد وقتا أيضا لكي يقوم بأعماله المختلفة ويمكنه في نفس الوقت أن يقضي معك الكثير من الوقت.
  • ممارسة الرياضة من الأمور التي تساعدك على تنظيم وقتك وتجعلك تشعر بالحيوية طوال اليوم، يمكنك أن تقومين بممارسة المزيد من الرياضة بشكل يومي بحيث تحصلين على طاقة لإتمام كافة الأمور على مدار اليوم والقيام بالأنشطة بالإضافة إلى الحصول على وقت إضافي للجلوس مع الزوج.
  • يرجى أيضًا من الزوجة أن تقوم بعمل بعض العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء أو الأصحاب المقربين إلى الزوج بحيث أن يكون هناك بعض الأنشطة المشتركة فيما بينهم وبهذه الطريقة يمكنهم أن يشعروا بوقت لطيف معا خارج المنزل بدون هدر المزيد من الوقت.
2024/11/09

هل يؤيد الإسلام عمل المرأة؟

نشير في هذا العجالة إلى النقاط التالية:

[اشترك]

1 ـ  إن من يراجع النصوص القرآنية والحديثية، يخرج بحقيقة أن الإسلام يسعى إلى أن يعفي المرأة من أمر العمل خارج بيتها، فإن تربية أطفالها ـ كما يريد الله سبحانه ـ تحتاج إلى إعداد لها، واستعداد منها، على المستوى النفسي، والفكري، والثقافي، والإيماني، والأخلاقي، والسلوكي. وإلى بذل جهد كبير جداً لن تجد معه المرأة فرصة لأي عمل آخر سوى أن تأخذ قسطاً من الراحة يمكنها من الصمود والصبر ثم متابعة إنجاز هذه المهمة الجليلة.

ولأجل أن هذا هو التوجه العام نلاحظ: أن الشارع قد أعفاها من أي انفاق، حيث إن نفقتها إنما تجب على غيرها، حتى لو كانت تملك أموالاً طائلة، وكان زوجها فقيراً وأعطاها حق الحضانة لأولادها، ونحو ذلك من التشريعات الأخرى التي تنسجم مع هذا الجو الرعائي الحميم..

2 ـ إن النصوص تشير أيضاً إلى أن الشارع يرغب في صون المرأة وحفظها من التعرض للرجال، والدخول معهم، والإختلاط بهم. وهو حين يرجح لها أن تعيش في أجواء الصون، والعفاف، فإنه لا يهمل حالات الضرورة، فيسمح لها، بما من شأنه أن يلبي حاجاتها، ويرفع ضروراتها. فإذا توقفت حياتها على العمل، فإنه يرجح لها أن تختار عملا ينسجم مع أهدافه تلك، ولا يجعلها في معرض الفتنة والإفتتان. ولا يرضى لها أن تكون في الواجهات، والصالات لتجلب بأنوثيتها الزبائن.

بل تجد في القرآن إشارة صريحة إلى لزوم حفظ حالة الصون، والإبتعاد عن أجواء التعامل المباشر والإختلاط، كقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}.

وعنهم عليهم السلام: المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة.

وقد روى السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن الإمام الصادق عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى على فاطمة عليها السلام بخدمة ما دون الباب، وقضى على علي عليه السلام بما خلفه.

قال: "فقالت فاطمة عليها السلام: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلى الله عليه وآله تحمل رقاب الرجال. (البحار ج43 ص81 عن قرب الإسناد).

والأخبار التي يمكن الإستشهاد بها كثيرة.

2024/11/07

بيت بلا أبناء: هل سمعت بـ"العش الفارغ" من قبل؟!

متلازمة «العش الفارغ»، هي حالة يصاب بها الأبوان أو أحدهما، عند خروج آخر الأبناء من المنزل، سواء لتكملة الدراسة أو للعمل أو الزواج، إذ يشعران آنذاك بالفراغ والحزن والخسارة.

[اشترك]

يحدثنا الدكتور حسين مبارك، حاصل على البورد النمساوي في الطب النفسي والأعصاب، عن تأثير هذه الحالة الاجتماعية في الأبوين وكيفية تفاديها، ويقول «متلازمة العش الفارغ حالة عاطفية عادة ما تصيب الوالدين عندما يغادر الأبناء المنزل للعيش بمفردهم، سواء كان ذلك بسبب الدراسة أو الزواج أو لأسباب أخرى، إذ يشعر الآباء بالحزن،والفراغ والعزلة، بسبب تغيّر الدور الذي كانوا يؤدّونه في حياتهم كأولياء أمور نشطين.

وعلى الرغم من أنها ليست اضطراباً نفسياً معترفاً به بشكل رسمي، إلا أنها قد تؤدي إلى مشاعر الاكتئاب والقلق أو فقدان الهوية لدى بعض الأفراد، بخاصة إذا كانت حياة الوالدين مرتبطة بشكل كبير برعاية الأبناء».

لماذا يشعر الوالدان بالفراغ بعد مغادرة الابن الأصغر المنزل نهائياً؟

هناك علاقة ارتباطية يوضحها الدكتور حسين مبارك، بين متلازمة العش الفارغ وتراكم شعورها السلبي لدى الأبوين، وبين خروج الابن الأصغر من البيت، لأسباب عدّة:

  • آخر من يغادر: الأبناء الأصغر عادة ما يكونون آخر من يغادر منزل الأسرة، ما يجعل مغادرتهم حدثاً نهائياً، وحاسماً للأبوين، فبعد رحيلهم قد يشعر الوالدان بأن البيت قد أصبح فارغاً بالكامل.
  • الرابط العاطفي القوي: في كثير من الحالات، يتشكل رابط عاطفي خاص بين الوالدين والابنة أو الابن الأصغر، بسبب الفترة الطويلة التي قضوها معاً، بعد مغادرة الإخوة الأكبر، وقد يكون هناك اعتماد عاطفي أكبر على الابن الأصغر.
  • تغيّر نمط الحياة: مغادرة الابن الأصغر عادة ما تجبر الوالدين على مواجهة مرحلة جديدة من حياتهما، حيث يتحول دورهما من الرعاية اليومية، إلى محاولة التكيّف مع حياة مختلفة، ما يمكن أن يثير مشاعر الفقد، أو الحزن.
  • يوجد سبب لا يقل أهمية يضاف إلى الأسباب السابق ذكرها، وهي الخلافات العائلية، التي يمكن أن تعمق تأثير متلازمة العش الفارغ، وتزيد من تعقيدها «عندما تكون هناك توترات بين الزوجين، فإن مغادرة الأبناء قد تؤدي إلى مشاعر إضافية من القلق والحزن والاكتئاب، فعدم إغلاق تلك الخلافات بين الوالدين، ومع مغادرة الابن (بخاصة الأصغر)، قد تجعلهما يشعران بأن الفرصة لحلّها قد ضاعت، فضلاً عن الشعور بالعزلة العاطفية لوجود تلك الخلافات، بخاصة إذا لم تكن هناك علاقات صحية تدعمهما بعد مغادرة الأبناء، وفي مثل هذه الحالات، يمكن أن يكون التفاهم الأسري، أو الاستشارة الزوجية، وسيلة مفيدة للتعامل مع الخلافات، وتقليل التأثير السلبي لمتلازمة العش الفارغ».

يلخّص الدكتور حسين مبارك طرق التعامل مع متلازمة «العش الفارغ»، في محاولة للتخلّص من تبعاتها:

  • البحث عن نشاطات جديدة: يمكن للوالدين ملء وقتهما بتعلم هوايات جديدة، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • التواصل الاجتماعي: البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساعد على تخفيف الشعور بالعزلة.
  • التخطيط للحياة بعد الأبناء: التفكير في المستقبل ووضع خطط مشتركة بين الزوجين يمكن أن يعزز الإحساس بالأهمية.
  • طلب الدعم: في بعض الحالات، قد تكون الاستعانة بمعالج نفسي أو مستشار أمراً مفيداً للتعامل مع المشاعر الصعبة.

استراتيجيات العلاج من «العش الفارغ»

يضيف الدكتور حسين مبارك «التعامل مع حالات متلازمة «العش الفارغ» التي تتفاقم بفعل الخلافات العائلية، يتطلب نهجاً إضافيا يتبنى بعضه الأبناء، بجانب المختصين، في محاولة لتخلّص الوالدين من المشاعر السلبية..

وإليك بعض الاستراتيجيات العلاجية التي يمكن أن تُستخدم:

التقييم الشامل:

  • فهم الديناميكيات العائلية: في البداية، يجب أن يتم تقييم شامل للحالة لفهم الخلفية العائلية، وطبيعة العلاقة بين الوالدين والأبناء، والخلافات الحالية، وقد يشمل التقييم أيضاً، البحث عن أيّ أعراض اكتئاب أو قلق، قد تكون مرتبطة بالوضع الجديد.
  • استكشاف مشاعر الفقد: أي مساعدة الوالدين للتغلب على أحاسيسهما تجاه فقدان دورهما كوليّي أمر نشطين، وتأثير ذلك فيهما.

العلاج الفردي:

  • خطط التكيف: تعليم الوالدين تقنيات التكيّف الإيجابية، مثل تحديد أهداف جديدة، وتطوير اهتمامات أو هوايات جديدة، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
  • إدارة التوتر والقلق: يمكن أن تشمل هذه الجلسات تعلّم تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، إضافة إلى مهارات التفكير المعرفي لتحدّي الأفكار السلبية المتعلقة بمغادرة الأبناء.
  • إعادة بناء الهوية: مساعدة الأفراد على إعادة بناء هويتهم الشخصية، بعيداً عن دورهم كوالدين، والتركيز على تطوير الذات واستكشاف معانٍ جديدة للحياة.

العلاج الأسري:

  • تحسين التواصل: العمل مع جميع أفراد الأسرة لتحسين مهارات التواصل، ما يساعد على حل النزاعات القديمة، وفهم مشاعر بعضهما بعضاً، وقد يتضمن ذلك جلسات علاج أسري يمكن أن تفتح المجال لمناقشة المشاعر المكبوتة، وإيجاد حلول للصراعات القائمة.
  • إعادة بناء العلاقات: في حالات الخلافات العائلية، يجب التركيز على إعادة بناء العلاقة بين الوالدين والأبناء، وتخفيف المشاعر السلبية أو الغضب، وتعزيز الفهم المتبادل.

العلاج الزوجي:

  • التكيّف مع الحياة بعد الأبناء: في حالة وجود توترات زوجية، قد يكون من المفيد اللجوء إلى العلاج الزوجي، بهدف مساعدة الزوجين على التكيّف مع مرحلة جديدة من حياتهما، بعد مغادرة الأبناء، وتعزيز العلاقة بينهما بعيداً عن دورهما كوالدين.
  • إعادة إحياء العلاقة: يمكن أن تشمل الجلسات تعزيز الأنشطة المشتركة والهوايات التي قد تُعيد الحيوية إلى العلاقة الزوجية.

الدعم الاجتماعي:

  • تشجيع الدعم الاجتماعي: مساعدة الوالدين على توسيع شبكة علاقاتهما، من خلال المشاركة في أنشطة جماعية، والانخراط في مجتمعات تشترك في الاهتمامات نفسها.
  • تشجيع الصداقات: المساعدة على رؤية أهمية بناء صداقات جديدة أو إعادة إحياء القديمة منها، والتي يمكن أن توفر الدعم العاطفي في هذه المرحلة الانتقالية.

المراقبة المستمرة والتعديل:

  • تقييم التقدم: احرص على متابعة تقدم الوالدين وأي تغيّرات إيجابية في مشاعرهما أو سلوكهما، ويمكن تعديل خطط العلاج لتلبية احتياجاتهما المستجدة.
  • التعامل مع الانتكاسات: في حالة ظهور مشاعر قوية من الحزن أو القلق، تتم إعادة التركيز على أدوات التكيّف التي تم تعلّمها في العلاج، ومواصلة العمل على معالجة المشكلات العاطفية.

الاستعانة بمتخصصين جدد إذا لزم الأمر:

  • تقديم دعم إضافي: في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة للاستعانة بمتخصصين جدد، إذا ظهرت مشكلات نفسية أكثر تعقيداً، مثل الاكتئاب الشديد أو اضطرابات القلق، فالتعامل مع مثل هذه الحالات يتطلب تفهّماً كبيراً لحساسية الموقف، ودعماً قوياً لمساعدة الوالدين على التكيّف مع التغيرات الكبيرة في حياتهما.
2024/10/23

هل تخصص وقتًا كافياً لعائلتك؟!

كتبت آية يونس: يُعَدّ قضاء الوقت مع العائلة حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك ومزدهر، فهو يُشكِّل ركيزة أساسية لمُواجَهة تحدّيات الحياة المُعاصِرة، إذ يُعَدّ استثماراً قَيِّماً في العلاقات الإنسانية، ومستقبل الأجيال القادمة.

[اشترك]

وتمتدّ الآثار الإيجابية لهذا الأمر لتتجاوز جُدران المنزل، وتَصِل إلى النسيج الاجتماعي الأوسع، ممّا يسهم في خلق أُسُس مَتينة لمستقبل أكثر إشراقاً، وفي ما يأتي أهمّ فوائد قضاء الوقت مع العائلة، وتأثيره في بناء هذا المستقبل المُشرِق:

القِيَم المشتركة: تعزيز الهوية الأُسَرية

يُشكِّل قضاء الوقت مع العائلة فرصة قَيِّمة لترسيخ القِيَم المُشترَكة، وتقوية الهوية الأُسَرية الفريدة، فمن خلال التفاعُلات اليومية مع العائلة، تُغرَس المبادئ والأخلاقيات والمُعتقَدات الأساسية التي تُميِّز الأسرة، وتُعَدّ التقاليد العائلية وسيلة فَعّالة لتعزيز هذه القِيَم الجوهرية التي تُشكِّل هوية الأسرة، فمع نُمُوّ الأطفال، وتوسُّع دوائرهم الاجتماعية، يُصبح وجود أساس راسِخ للقِيَم والمبادئ أمراً حيوياً في تشكيل شخصيّاتهم وهويّاتهم.

ولتعزيز هذه القِيَم والهوية الأُسَرية، من الضروري الحفاظ على الاتِّساق والوضوح في تحديد ما تُمثِّله هذه القِيَم، سواء أكانت مُرتبِطة بالجوانب الدينية أم بالجوانب التراثية أم بأيّ جانب آخر يحمل أهمّية خاصَّة للعائلة.

ويُعَدّ إشراك الأطفال في ممارسة هذه القِيَم والتقاليد أمراً ضرورياً، سواء عبر المشاركة في الأنشطة والمُناسَبات العائلية أو فتح حِوارات مُستمِرّة عن هذه المواضيع، ممّا يسهم في ترسيخ هذه القِيَم، وجعلها جزءاً لا يتجزَّأ من الهوية الشخصية والأُسَرية للأطفال.

الدعم العاطفي: ركيزة الاستقرار النفسي

تُشكِّل الروابط الأسرية السليمة والقوية درعاً واقياً ضدّ تقلُّبات الحياة، إذ تُوفِّر مساحة آمِنة لتبادل الهموم والمَخاوف، فعندما يُدرك الإنسان وجود مَن يهتمّ لأمره ويُصغي إليه ينعكس ذلك إيجاباً على تقليل مُستَوَيات التوتُّر لديه، ويبرز دور الدعم العائلي بصورة خاصّة في حياة المراهقين، إذ يسهم في تخفيف أعراض القلق التي قد تواجههم في تلك المرحلة.

ويمكن تجسيد أهمّية الدعم العائلي في مواقف الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال عند مواجهة صعوبات في العلاقات الاجتماعية أو التحدّيات الأكاديمية، يُصبح وجود أفراد العائلة الداعمين مصدراً للقوّة والطمأنينة، فالحديث مع أحد أفراد الأسرة عن هذه المشكلات يُساعد في تخفيف الضغط النفسي، ويفتح آفاقاً جديدة للتفكير في حلول إيجابية، ممّا يجعل الوقت مع العائلة استثماراً حقيقياً في الصِّحَّة النفسية والعاطفية على المدى البعيد.

تعزيز الصحَّة الجسدية: مصدر دعم وتحفيز لنمط حياة صِحِّي

قد يُؤثِّر الوقت الذي تقضيه العائلة معاً إيجاباً في الصحَّة الجسدية لأفرادها، فالعائلات التي تتبنَّى ممارسة أنشطة صِحِّية، كتناول الوجبات المنزلية، والمشاركة في الرياضة والأنشطة الخارجية، قد تُسهم في تحسين اللياقة البدنية والصِّحَّة العامة لأفرادها، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ وجود بيئة عائلية تُشجِّع على اتِّباع عادات صِحِّية، كالاهتمام بالتغذية السليمة، يُعزِّز الصِّحَّة الجسدية أيضاً، فالعائلة السليمة تُعَدّ مصدراً داعماً ومُحفِّزاً لاختيار أنماط الحياة الأكثر صِحَّة.

وعلى عكس ذلك، قد تُشجِّع بعض العائلات على سلوكات وممارسات غير صِحِّية، الأمر الذي يتطلَّب وَعياً وجُهوداً مُشترَكة من قِبَل أفراد العائلة لتبنّي نمط حياة صِحِّي، ومن ثَمَّ المحافظة على صِحَّة أفرادها المستقبلية.

التحصيل الدراسي: ثمرة الرعاية الأُسَرية

يؤدّي الدعم الأُسَري دوراً محورياً في تعزيز الأداء الأكاديمي للأطفال، إذ تُشكِّل السنوات الأولى من حياة الطفل فترة حاسمة في تكوين شخصيّته وقدراته التعليمية، وتوفير التوجيه والرعاية المُناسِبَين من قِبَل الوالِدَين يُؤثِّر إيجاباً في مستوى التحصيل الدراسي، ويُعَدّ الحضور الفَعّال للوالِدَين خلال المراحل التعليمية المختلفة أمراً ضرورياً، لضمان أداء أفضل للأطفال.

ومساعدة الأطفال في دراستهم وأنشطتهم المختلفة يسهم في نُمُوِّهم بصورة أفضل، ممّا قد يُمهِّد الطريق لفُرَص وظيفية أكثر جاذبية في المستقبل، ولا يقتصر دور الأسرة على تقديم المساعدة التعليمية فحسب، بل يمتدّ ليشمل تشجيع الأطفال على بذل قصارى جهدهم، والحصول على درجات جيِّدة، فالاهتمام بتفاصيل يومهم الدراسي، والاستماع إلى ما تعلَّموه حديثاً، يُعزِّز ثقتهم بأنفسهم، ويُحفِّزهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية بحماس أكبر، ممّا ينعكس إيجاباً على أدائهم الأكاديمي، ويسهم في بناء شخصية واثقة ومُتفوِّقة.

مهارات التواصل: مُكتسَبات حياتية دائمة

يُعَدّ تحسين مهارات التواصل من الفوائد الملموسة لقضاء الوقت مع العائلة، فالبيئة الأُسَرية الآمِنة والداعمة تُوفِّر فُرَصاً لا تُقدَّر بثَمن للانخراط في محادثات ونِقاشات بَنّاءة، ممّا يُشجِّع على تطوير مهارات الاستماع النَّشِط، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح.

ويكتسب أفراد الأسرة عبر هذه التفاعلات مهارات تواصُل فَعّالة يُمكنهم تطبيقها في مختلف مجالات حياتهم، سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية الأخرى، ممّا يُساهم في تعزيز نجاحهم وتفاعلهم الإيجابي مع المجتمع كلّه.

تعليم مهارات الأُبُوّة والأُمومة المستقبلية: إرث الحب والرعاية

تؤدّي الذكريات العائلية دوراً محورياً في غَرس الرغبة لدى الأطفال في خلق أجواء مماثلة في منازلهم المستقبلية، إذ تكتسب العائلة أهمّية بالغة بوصفها النموذج الذي يتعلَّم من خلاله الأبناء مهارات الرعاية الأساسية، سواء من الأمّ أو الأب، والتي سوف يستخدمونها يوماً ما في حياتهم، وقد يبدؤون بممارسة هذه المهارات مُبكِّراً، عبر مُحاكاة سلوكات والِدِيهم في تعامُلهم مع إخوتهم، ممّا يُعزِّز قدراتهم على تطوير مهارات الأُبُوّة والأُمومة في المستقبل.

ويسهم قضاء الوقت مع الوالِدَين كثيراً في تطوير هذه المهارات لدى الأطفال، إذ يتعلَّمون من خلال مراقبة تصرُّفات الكبار من حولهم، فعندما يُحيط الآباء والأمّهات أطفالهم بنمط تربوي إيجابيّ وبيئة دافئة، فإنَّ احتمالية تكرار هذا النمط من قِبَل الأبناء مع أطفالهم في المستقبل تزداد كثيراً، ممّا يعني أنّ الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم لا يقتصر تأثيره في الحاضر فحسب، بل يمتدّ ليُشكِّل أساساً متيناً لأجيال المستقبل، ومن ثَمَّ ضمان استمرارية دورة الحب والرعاية عبر الأجيال.

حلّ النزاعات: مهارة حياتية أساسية

يُمثِّل الوقت العائلي فرصة ثمينة لمُعالجة الخِلافات وحلّ النِّزاعات، فعبر التفاعُلات اليومية بين أفراد الأسرة، تنشأ مواقف مُتنوِّعة تتطلَّب التعامل مع وجهات النظر المختلفة، وتسوية الخلافات التي قد تحصلح ممّا يُساعد على تطوير مهارات التفاوض، وترسيخ قدرات حلّ المشكلات، وتحديداً عندما يكون الفرد مُحاطاً بعائلة داعِمة تحثُّ على حلّ المشكلات بطُرُق بنّاءة.

 وهذا الأمر يعني أنّ الوقت الذي يقضيه أفراد العائلة معاً لا يقتصر على اللحظات السعيدة فحسب، بل يمتدّ ليشمل تجارب قَيِّمة في التعامل مع التحدِّيات، وتحويلها إلى فرص للنُّمُوّ والتطوُّر، ممّا يُسهم في بناء أُسُس متينة للعلاقات الأُسَرية، ويُزوِّد أفراد العائلة بمهارات حياتية أساسية يُمكِنهم تطبيقها في مختلف مجالات حياتهم.

وفي الختام، يُنصَح باستغلال الوقت وقضاءه مع العائلة بوصفه أولوية في الحياة اليومية، فهو استثمار لا يُقدَّر بثَمن، لتعزيز الشعور بالسعادة ومستقبل الأسرة، ولا بُدّ من تخصيص أوقات مُنتظَمة للتواصل العائلي، سواء أكانت نُزهات في الطبيعة أم ممارسة رياضة مُفضَّلة أم جلسات للحديث وتبادل الأفكار، فهذه اللحظات البسيطة هي التي تبني الروابط القوية، وتخلق الذكريات التي ستبقى مع العائلة مدى الحياة.

2024/10/21

كيف تُحوّل شجار أطفالك إلى نجاح؟!

كتبت أنفال سليم مرزة: قلما يجتمع أطفال في مكان واحد إلا تنازعوا وتشاجروا، وقد تطول هذه المنازعات وقد يعقبها تراض وعودة إلى الألفة واللعب، ولكن الآباء يضجون بمشاجرات الأبناء لما يحدثونه من ضوضاء وجلبة في المنزل، ولأنهم يشغلون الآباء عن أداء ما يقومون به، أو يمنعونهم عن الراحة والاسترخاء فيثورون على الأبناء، وقد يلجؤون إلى أسلوب عنيف في وضع حد لمشاجرات الأطفال.

[اشترك]

نعتقد بعدم ضرورة القلق من رؤية الصراعات التي تنشب بين الأطفال ولا يجب التصور بان الوضع قد وصل الى حالة مقلقة، فالمشاجرات موجودة بشكل طبيعي بين الاطفال ويعتبرها بعض علماء النفس كما سنرى ذات طابع غريزي وفطري، والنزاعات بين الزملاء في المدرسة، والأقران في الشارع  إذا لم تكن مصحوبة بالعنف ولم تتخذ طابع الدوام والتكرار تعتبر أمراً طبيعيا يسلكه جميع الاطفال.

الوضع الطبيعي الذي يميّز حياة الاطفال هو المشاجرة حيناً والتصالح والمحبّة حيناً آخر، وحتّى أن موضوع الغالب والمغلوب لا وجود له في نزاعاتهم ومشاجراتهم، فما أن تنشب بينهم مشاجرة حتى تهدأ الاوضاع بعد لحظات ويعودون إلى اللعب والحياة العادية، أما دور العائلة في مثل هذه المواقف فيجب أن يتركز على تقليل النزاعات إلى أدنى حد ممكن، والحيلولة دون استخدام اساليب العنف والتعسف فيها.

ومن هنا يراود الآباء والمربين سؤال ما هي أسباب المشاجرة بين الأطفال؟

‎يمكن ذكر أسباب كثيرة للمشاجرات التي تقوم بين الأطفال، وهي أسباب إذا لم تتأمّلها بدقة لا يمكن التوصل الى نتيجة واضحة بشأنها، فالأسباب التي يذكرها الاطفال في صراعاتهم اغلبها تافهة ولا تعدو أن يكون أحدهم قد تلفظ باسم الآخر بالخطأ عمداً أو ذكر اسم امه وابيه بسوء او اراد اخذ ادواته او لم يشاركه معه في لعبه وما شابه من هذه الامور، وفي نفس الوقت هناك حالات يمكن التعويل عليها في طرح وجهات النظر في المشاجرات التي تحدث، وهي حالات كثيرة نذكر بعضاً وهي:

1-  الرغبة في التملك: قد يكون في يد الطفل لعبة ألا أنه يلاحظ في يد طفل آخر لعبة أجمل منها فيثور في نفسه حب العدوان والرغبة في التملك فيركض ليخطفها ومن الطبيعي يؤدي الى نشوب مشاجرة بينهما وقد يرافقه ضرب وهذا غالبا ما يكون بكثرة بين الأطفال دون سن الرابعة.

2- الحفاظ على ملكيته: يسعى الطفل إلى صيانة ممتلكاته والحفاظ عليها لأن الطفل شديد الحساسية على ما في يديه وشديد الحذر على ممتلكاته.

3-  الحسد: عندما يولد طفل جديد يستحوذ على كل اهتمام ومحبة الوالدين أو بسبب تفرقة الوالدين بين الأبناء أو تفضيل أحد الاولاد على الآخر يسبب إلى نشوب الصراع والمشاجرات بينهم.

4- اطفاء نار الغضب والانفعال: للطفل احياناً سلوك غير قويم في البيت وفي المدرسة ويتلقى - نتيجة لذلك - بعض العقوبات من المدير أو المعلم أو عندما يكتب الآخرون عن سوء سلوكه ويخبروا ذويه عن بعض اخطائه فمن الطبيعي يعيش حالة مريرة من الترقب، ويبرز انفعالاته بشكل غير سليم ويتشاجر مع الآخرين لأتفه الأسباب.

5- العقد النفسية والضعف: تنطلق المشاجرات في بعض الحالات من ضعف الشخص واصطدامه بمسائل جديدة وعدم قدرته على مواجهتها، وقد تكون المشاجرات بسبب الرغبة في التنفيس عن العقد النفسية التي لديه أو لان الطفل دائما ما يتلقى عقوبة من والديه، فيبرز ما لديه أو يتحجج للتعويض عما مضى ويعوض على نفسه.

6- الرغبة في السيطرة والتسلط: يميل الكثير من الأطفال إلى التسلط على الآخرين حتى في اللعب، لذلك كثيراً ما يؤدي هذا الميول إلى المشاجرة والاصطدامات.

7- اثبات القوة والوجود: إن الطفل الذي يشاهد ويسمع بواسطة التلفزيون والانترنيت المغامرات والبطولات ان البطل صرع خصمه بعدة لكمات، ويحاول اثبات ذاته وإظهار شخصيته بالأساليب والطرق المألوفة اجتماعياً فإذا عجز عن ذلك لجأ الى المنازعات والمشاجرات، فيحاول يثبت انه قوي وقادر على أن يأمر وينهي.

8-  انعكاسات تربوية سيئة: تنشأ الكثير من المنازعات بين الأطفال بسبب نمط سلوك الوالدين في إثارة حسد الطفل وضغائنه، بسبب مشاجرات الوالدين امام الأطفال فيسعى الطفل الى تكرار سلوك والديه.

9- أسباب متعلقة بشخصية الطفل واثارة غضبه: قد تكون الشجارات ناتجة أحيانا عن اضطراب في شخصية الطفل، إذا تكررت بصورة لا مبرر لها أو ينتج سلوك المشاجرة بسبب مشاهدة الطفل لأنواع مظاهر الظلم والتمييز في البيت والمدرسة، فيبقى ينتظر الموقف الذي يعبر عن غضبه ويخفف الحمل لديه.

في الوقت الذي يعتبر شجار الأطفال إحدى الوسائل لإثبات الذات والسيطرة، وكلاهما من الصفات اللازمة لنجاح الانسان في الحياة، ويتعلم الطفل في الشجار كثيرا من الخبرات مثل وجوب احترام حقوق الغير، والعدل والواجب ومعنى الصدق والكذب، وأهمية الاخذ والعطاء بأسلوب يحقق له المحافظة على حقوقه وعلى حقوق الغير، لذا على الآباء والمربين انتهاز مناسبات شجار الأطفال وتوجيههم الوجهة التربوية السليمة وتعريفهم بالحق والواجب.

لكن أحيانا مواقف الوالدين أو المربين تزيد من مشاجرات ونزاعات أطفالهم ضمن الحالات التالية:

1-التوبيخ: توجد حالات يجب يعرف المتجاوز أنه لا بد من توبيخه ومعاقبته، والجانب الآخر الاهم هو أن نرى هل يستحق التوبيخ أم لا؟

في الكثير من الحالات يسارع الوالدان والمربون، حين السماع بوقوع مشاجرة بين طفلين، الى توجيه اللوم والتوبيخ لأحدهم ولكن بشكل غير مدروس وهذا ما يوقعه في دوامة من اليأس والقلق، فتكون النتيجة الهدم بدل الاصلاح.

2- التدخل في الأمور: أن الكثير من المشاجرات إذا لم نوليها أي اهتمام تنتهي إلى التصالح، إلا أن تدخل الوالدين يؤدي بشكل غير مباشر إلى ظهور نتائج سلبية ويفقدهم القدرة على حل المشكلة، ويعتبر هذا من الضعف التربوي لدى الأبوين بحيث لا يقدران على ايجاد جو من الألفة بين الاخ والأخت، وتدخل الوالدين لا يلبث طويلاً حتّى يستأنف النزاع من جديد، أي ان التدخل لا يحبذ إلا في الحالات الخطيرة التي يحتمل ان تتمخض عنها بعض الاضرار.

3‎- الفعل الاستباقي: نلاحظ احياناً ان الوالدين بمجرد سماعهم لصياح الاطفال يهرعون إليهم وينهالون على الطفل الاكبر بالضرب من غير معرفة الذي بدأ بالعدوان، وهو في حقيقة الامر لا تقصير لديه، وهذا ما يغيظ الطفل ويخلق لديه تصور بعدم عدالة الوالدين، فالتحقيق في المسألة أمر ضروري وحلها يسهل بالتأني واللين لا بالقوة والعنف والطفل المخطئ يجب أن يُبين له خطأه، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك.

4- الانحياز: يضطر الوالدان في بعض الظروف للدفاع عن الابن الاصغر حماية له من الابناء الاكبر من غير معرفة بالنتائج التي يخلقها مثل هذا الموقف لسائر الاطفال، فان كان الانحياز لصالح المعتدى عليه بعد تحديد المعتدي فهو تصرف صحيح وفي موضعه المناسب، لأن الوقوف الى جانب المعتدي عليه وملاطفته يعتبر بحد ذاته نوعاً من الردع للمعتدي، وهو في نفس الوقت اشعار للمعتدى عليه بالأمن والعدالة، وفي كل الاحوال تجب المحاذرة من الانحياز غير العادل لأنه يمهد الأرضية لمزيد من المنازعات اللاحقة.

5- التجاهل: وفي بعض المواضع يتكاسل الوالدان والمعلمون عن متابعة ما يحصل بين الاطفال من مشاجرات وتقصي اسبابها، فيتجاهلونها ويعرضون عنها، غير ملتفتين الى أن مثل هذا الموقف يعتبر تشجيعاً للظالم وخلقاً لليأس في قلب المظلوم، فالواجب اذن يستدعي مراقبة ما يحصل من منازعات بين الاطفال وإعانة من يقع عليه الظلم وانصافه مع مراعاة العدالة وعدم الانحياز.

6- العقوبة: واخيراً نلاحظ في بعض المواقف ان الأبوين يدخلان في المنازعة ويضربا الطرفين بدون معرفة المقصر منهما أو يستهزئان بهما أملاً في وضع خاتمة للنزاع، وقد ينجح هذا الاسلوب في انهاء المشاجرة إلا أنه لا يحل المشكلة، فالوالدان ينفسان في هذا التصرف عن غضبهما إلا أن جذور المشكلة تبقى قائمة، فهذا الأسلوب يتميّز بنوع من العناد لا أكثر، بينما الموقف يتطلب اصلاح حال الطفل، وهذا ما يفرض علينا البحث عن أساليب تربوية أجــدى وأنفع.

2024/10/21

كيف تتعامل مع "الشخصيات المسيطرة"؟

تمثل الشخصيات المسيطرة جزءًا معتادًا في حياتنا اليومية، سواء في مكان العمل أو بين الأصدقاء أو حتى داخل الأسرة، وتتمثل أبرز صفاتها في الرغبة الدائمة في التحكم واتخاذ القرارات، وأحيانًا التصرف بطرق قد تبدو عدوانية للحصول على مبتغى الشخص المسيطر.

[اشترك]

أهم السمات التي تميز الشخصيات المسيطرة:

- الرغبة في السيطرة والتحكم في مختلف جوانب الحياة.

- السعي للحصول على السلطة والتأثير.

- رفض وجهات النظر المختلفة والتشبث بالرأي.

- قوة الشخصية والميل إلى التسلط.

استراتيجيات التعامل مع الشخصيات المسيطرة

السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو “كيف يمكن التعامل مع الأشخاص المسيطرين بذكاء وفعالية؟” وإليكم بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تكون مفيدة:

التفاهم والإصغاء الفعال قد يبدو صعبًا في البداية، ولكن محاولة تفهم دوافع الشخص المسيطر والصبر عليه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي، قد يساعد الإصغاء الجيد في فتح الحوار وتقليل التوتر.

وضع حدود واضحة من المهم وضع حدود واضحة وصريحة عند التعامل مع الشخصيات المسيطرة، يمكن استخدام عبارات مثل “أنا أحتاج إلى بعض الوقت للتفكير” أو “لن أتمكن من الموافقة على هذا القرار دون مناقشته”، تمثل هذه العبارات وسيلة لتعزيز الاحترام المتبادل.

التأكيد على التعاون تحويل التركيز من السيطرة إلى التعاون يمكن أن يكون مفتاحًا للحفاظ على علاقة صحية، يمكن أن يؤدي التشديد على الأهداف المشتركة إلى تخفيف حدة السيطرة وتوجيه الجهود نحو ما يخدم الجميع.

الحفاظ على التوازن الشخصي في إطار التعامل مع الشخصيات المسيطرة، من المهم الحفاظ على توازنك الشخصي والعاطفي، تذكر دائمًا أنك لست مضطرًا لتلبية كل مطالبهم، وأن صحتك النفسية والعاطفية ذات أهمية قصوى، استخدم استراتيجيات الاسترخاء مثل التأمل أو الرياضة لتخفيف الضغط.

ختامًا تعامل بذكاء مع الشخصيات المسيطرة يتطلب فهمًا عميقًا لنوعية العلاقة والتوازن بين التأكيد على حقوقك وفتح باب التعاون. تذكر دائمًا أن لك الحق في بيئة صحية، وأن بإمكانك الاستفادة من خبرات هذه الشخصيات دون التأثر بسلوكياتها السلبية.

المصدر: خبرني

 

2024/10/21

العلاقات الزوجية.. أزمات صامتة وحلول مستحيلة

الافراد الذين يمرون في أزمات بالعلاقات الزوجية يعتبرون التحدث عن مشاكلهم الخاصة هو من الضعف والنقص الذي يتسبب بالعار. ولأنها صامتة فإنها تصبح أكثر تعقيدا مع حالات الكبت والتجاهل للحلول الواقعية والوقوع في فخ البدائل السيئة والنتائج الخطيرة، مثل الطلاق ونتائج الطلاق أو الانفصال، أو الطلاق الخفي...

(جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا) رسول الله (ص)

"إن هذا الموضوع من المواضيع التي لا يتم التحدث عنها كثيرا، وهو يدور حول التوتر في العلاقات الزوجية، وهي من الأزمات الخفية والعميقة في المجتمع، فالعلاقات الزوجية هي البنية الأساسية لقيام التراكم البنائي في المجتمع، في كل المراحل اللاحقة للعلاقات الزوجية، من تربية الأبناء إلى تشكيل الأسرة إلى تشكيل الأسر المختلفة المتنوعة، وتشكيل الجماعات، وبالنتيجة تطور المجتمع بشكله ووضعه الخاص، هذا كله قائم على أساس نوعية العلاقات الزوجية الموجودة في المجتمع.

فالعلاقات الزوجية كل البدايات تبدأ منها وعلى ضوئها تتشكل شخصية الفرد وتنمو على ضوء التفاعلات الناتجة عنها. من التشكل النفسي او الاجتماعي او الثقافي للفرد، وينعكس ذلك التشكل الاسري والوضع الاجتماعي، وحتى الاقتصادي.

بالنتيجة من نوعية العلاقة المستقرة أو المتوترة، تحكم على نوعية وصحة وسلامة الفرد في المجتمع، الصحة النفسية، الصحة الجسدية، الصحة الاجتماعية، كيف يكون ويتشكل هذا الفرد، وشخصيته في المجتمع، فبعض الأشخاص والأفراد الذين نراهم في المجتمع، تأثيرات العلاقة بين الأبوين أو بين الزوجين هي التي أثرت على وضعه وبناء شخصيته، ونقصد بذلك ان (البدايات هي التي تؤسّس للنهايات).

وإذا أردت أن تعرف النهايات ولماذا وصل الإنسان إلى هذه النهاية وإلى هذا الوضع، لابد أن ترجع إلى الماضي وتنظر إلى العلاقة بين الزوجين وكيف كانت وكيف أثرت على نفسية الفرد وعلى تشكيل شخصيته.

مع غياب الحلول الصحيحة والسليمة، والمؤثرة في المجتمع، هذه الأزمة الخفية الصامتة تؤدي إلى تصدعات تربوية واجتماعية ومشاكل نفسية، وظهور حالات الطلاق المتزايدة، وبالإضافة إلى ذلك العزوف عن الزواج وحب البقاء على حالة العزوبية، سواء كان بالنسبة للمرأة أو بالنسبة للرجل. وتخلق هذه الازمات الزوجية المتراكمة دوامة متصاعدة من الانطباعات السيئة عن مؤسسة الزواج، متسببة بتزايد العزوف عن الزواج او الوقوع في متسلسلة من الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.

ولكن المشكلة الأساسية لا تكمن في قضية التوتر في العلاقات الزوجية، المشكلة الأساسية تكمن في عدم التحدث والتكلّم في هذه الأمور، وبقاء هذه الأمور صامتة، بحيث ان البعض يعتبر التحدث في هذه الأمور (طبعا هذه القضية تختلف من مجتمع إلى آخر)، من الأمور الخصوصية جدا بحيث إذا تحدث الإنسان عن مشكلته يشعر بالنقص أو بالعار وبالخجل من أن يقول (أنا أعيش مشاكل زوجية).

هذه هي المشكلة الأساسية التي لا يتم التحدث عنها كثيرا، وعندما يتم السكون تتراكم القضايا وتزداد تعقيدا، لأن السكوت يعني البقاء على الأزمة، والأزمة تولّد أزمة أخرى والمشكلة تولد مشكلة، إلى أن يصبح التصدع كبيرا وعظيما، وتصبح عملية الإصلاح صعبة جدا، لذلك نحن نحتاج إلى أن نتكلم في هذه الموضوعات الاجتماعية بانفتاح كثيرا.

وقد تكلمنا عن قضية الطلاق سابقا، وعن قضية العزوبة، ولكن لم نتكلم عن أزمة العلاقات الزوجية.

لماذا اخترتُ هذا العنوان؟

ربما بعض الحضور لديه إشكال في العنوان وينظرون إليه على انه فيه حالة من السلبية، لكن معنى أزمات صامتة لأنه يتم السكوت عنها باعتبارها من الأمور الخاصة والمخجلة، خصوصا ان الافراد الذين يمرون في أزمات بالعلاقات الزوجية يعتبرون التحدث عن مشاكلهم الخاصة هو من الضعف والنقص الذي يتسبب بالعار. ولأنها صامتة فإنها تصبح أكثر تعقيدا مع حالات الكبت والتجاهل للحلول الواقعية والوقوع في فخ البدائل السيئة والنتائج الخطيرة، مثل الطلاق ونتائج الطلاق أو الانفصال، أو لنسمِّهِ الطلاق الخفي الذي يعبر عنه بالانفصال العاطفي بين الزوجين، وهو في الواقع ليس طلاقا، ولكنه جفاء يستمر بين الزوجين إلى آخر العمر، وكأن كل واحد منهما يعيش في جحيمه الخاص. ويبقى في هذا الجحيم من دون أن يجد حلا له، بعض الأشخاص ربما يحصلون على حلول من خلال الطلاق وتنتهي القضية، لكن البعض يبقى يعيش في هذا الجحيم.

لماذا الحلول مستحيلة؟، على العكس من ذلك الحلول ليست مستحيلة، ولكن المجتمع يحوّل هذه الحلول إلى حلول مستحيلة، على مستوى التصارع بين الزوجين، والتكابر بينهما، وعدم التفاهم بينهما إلى حد العناد.

فقد لاحظتُ شخصيا بعض الحالات الموجودة عند بعض الأشخاص، أو بعض المتزوجين وجود حالة من العناد الشديد، في التكابر والتصلّب في الموقف الذي يتخذه، ولا يفكر في أنه لابد أن يحل هذه المشكلة، وفي بعض الأحيان يحدث انفصال بين الزوجين طويل المدى ويبقى بدون حل، وبعض الأشخاص لا يقبل أن يطلّق الزوجة رغم حدوث الانفصال بينهما.

لذلك تحدث حالة من التصارع والتكابر وعدم التفاهم إلى حد التقاطع، فتصبح القضية مستحيلة، بالإضافة إلى عدم البحث عن حلول وسطية، مع العلم إن الإنسان العاقل المتعقّل الذي يبحث عن مصالحه على الأقل، بغض النظر عن القضية الإنسانية أو القضية الشرعية، يبحث عن السعادة، وكما يُقال في علم النفس (يبتعد عن الألم).

لماذا يريد أن يعيش في هذا الألم؟، ألم التصارع والتكابر والتقاطع، لماذا يحب أن يعيش في هذه الأجواء؟، هذا هو الحل المستحيل الموجود عند هؤلاء المتزوجين، ولكن في نفس الوقت هناك حل بسيط جدا، حين يتم الوصول إلى الحلول الوسطى أو التفاهم.

أسباب توتر العلاقات الزوجية:

1- الانفعالات النفسية: مثل الغضب والعجلة في اصدار الاحكام واستخدام العنف في محاولة حل المشكلات. أو الغلبة في حل المشكلات، الانفعال النفسي هو توتر سريع، وهي عملية يعتاد عليها الإنسان في سلوكه ورد فعله تجاه الأشياء التي يتعامل معها في الخارج، فعندما يصل إلى مرحلة رد الفعل، لا يتأنى ولا يصبر بل يصدر منه سلوك تحت الضغط النفسي مما يدل على عدم وجود نضج، لأن العلاقة الزوجية تحتاج إلى الحد الأدنى من النضج النفسي للزوجين حتى لا تصل العلاقة إلى انفعالات سريعة متفجرة تؤدي إلى الغضب والعجلة ثم إلى العنف.

النوازع النفسية: مثل التكبر والانفة والنرجسية والاحتقار الفئوي والطبقي والثقافي. هذه أمور ذاتية نفسية يتربى عليها الإنسان منذ الصغر، وينشأ عليها فتصبح عنده ملَكة، مثل الجُبن الخوف، الشجاعة، الكرم، البخل، الحسد، هذه ملَكات يتربى عليها الإنسان، فالنوازع النفسية تؤثر على عملية طبيعة العلاقة الزوجية. مثلا الإنسان المتكبر الذي يعاني من التعجرف والأنفة، فإذا كانت زوجته في مستوى علمي أقل منه أو مستوى طبقي أقل، يمارس عملية الاحتقار مع الزوجة، أو بالعكس، هذا الاحتقار الفئوي أو الطبقي هو أحد أسباب توتّر العلاقات الزوجية، بالإضافة إلى حالة النرجسية والتمحور على الذات بالنسبة إلى شخص الزوج، أو الزوجة، وبالنتيجة هذا التمحور يريد أن يدور حوله كل العالم، فيريد من الزوجة أن تدور حوله وتصبح مجرد خادمة له.

2- فقدان القدرة على التواصل: وبالتالي التفاهم ومن ثم التعايش مع الاخر، والسبب في ذلك انغلاق الانسان على نفسه وغياب حسن الاستماع، وعدم الشعور بوجود الآخر. يتسبب بسوء التفاهم وعدم معرفة ما يفكر بها الآخر. هذا التواصل بحد ذاته يعد من أهم النقاط الغائبة في المجتمع، فالتواصل ليس تواصلا جسديا فقط، وإنما هو قضية قائمة على قدرة الإنسان على أن يفهم الآخر وكيف يفكر الآخر، وما هي سلوكيات الآخر؟

هذا بحد ذاته فن، وهذا الفن أو هذه المهارة وهذه القدرة، غائبة عن كثير من الناس، أما بسبب نوع من البلادة الزوجية أو البلادة الاجتماعية، أو توجد عنده مشكلات مع المجتمع نتيجة لعدم وجود قدرة على التواصل الفعال والسليم، وهذا من أسباب انسداد الإنسان على نفسه، كما جاء في الآية القرآنية: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد 24، فالقلب المقفل على ذاته، على نفسه على أفكاره على سلوكياته، على انطباعاته ومستبد برأيه، هذا يؤدي بالإنسان إلى فقدان القدرة على التواصل مع الزوجة، أو الزوجة مع الزوج، ويؤدي بالنتيجة إلى سوء تفاهم.

ولذلك كل انسان بحاجة إلى ملَكة في حسن الاستماع، بينما نحن نتحدث أكثر مما نستمع، وعندما يتحدث الإنسان أكثر مما يستمع سوف يخلق حُجُب وحواجز مع الآخرين.

الإنسان الحقيقي الواقعي المتوازن القادر على فهم الآخرين هو الذي يمتلك القدرة على حسن الاستماع.

3- ترك الاهتمام بالآخر واللامبالاة، يؤدي الى جمود العلاقات الزوجية، اللامبالاة من الأمراض الخطيرة الموجودة عند الإنسان، وعدم اهتمام الزوج بالزوجة أو العكس، هذا السلوك يقلل اعتراف هذا الإنسان بالآخر، ويقلل من احترامه، وتقديره، لأن الإنسان يحب أن يُقدَّر ويثمَّن خصوصا من الشخص الذي يحبه، لذا فإن المحبة الحقيقية هي التي يكون فيها تقدير متبادَل، وتثمين لشخصيته.

لكن أغلب الناس لا يفهمون هذه المعادلة، أو غير منتبهين لها، فلا يقوم بالالتزام المطلوب لذلك الشخص، فيؤدي هذا الى جمود العلاقات والجفاء وفقدان الحب والاحترام. وخصوصا مع طغيان الفردية وفقدان الاحساس بالمسؤولية، وعدم حب العمل والارتقاء، والانشغال بالملذات واللهو واللعب والمتع، وانشغال الإنسان بنفسه فحسب.

كما نلاحظ اليوم في مجتمعاتنا، كلما تزداد فرديتها تفقد الشعور الإنساني، فطغيان الفردية تعني فقدان الشعور الإنساني والاهتمام بالآخرين وبمشاكلهم. وهذا يعني الانشغال بالملذات والمتع الخاصة.

وعن الامام الصادق (عليه السلام): (من سعادة الرجل أن يكون القيم على عياله). أي يكون مسؤولا ومهتما بعياله، وعن عن الرسول صلى الله عليه وآله: (من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا)، فالأهلية تعني تحمل المسؤولية، أما الفردية فتؤدي بالإنسان إلى عدم تحمل المسؤولية، والإنسان الناجح في حياته هو الذي يتحمل المسؤولية في حياته كلها.

الإنسان الذي يعزف عن الزواج أو يهرب منه، أو يهرب من الاهتمام بالعلاقات الزوجية، هو الإنسان الذي يهرب من النجاح ويختار الفشل، فالإنسان الذي يحب المتع وينشغل بالملذات فهو يذهب نحو الفشل، فيقول لا توجد فائدة في الحياة، لماذا أتحمل المسؤولية، فمخافة العيلة تعني أن الإنسان الذي يتحمل مسؤولية عائلته هو الإنسان الذي ينجح في نهاية المطاف، وهذا أحد المؤشرات المهمة في عملية الاهتمام بالعائلة.

4-الجهل الجنسي: من أكثر مسببات سوء العلاقات الزوجية، وذلك بسبب غياب الثقافة الجنسية، والاعتماد على الاشباع الجنسي المحض دون مشاعر وعواطف متسببا بالإحباط والاكتئاب النفسي، فالعلاقة الجنسية تكامل بين المادي والمعنوي. والاشباع في حقيقته هو معنوي. الغريزة الجنسية عند الإنسان أقوى الغرائز باعتبارها تمثل حب البقاء، لذلك غريزته الجنسية الشهوانية أقوى من الغرائز الأخرى.

وإن كانت غريزة الطعام قوية أيضا، لكن هذه الغريزة أقوى باعتبارها ترتبط بحب البقاء من ناحية الامتداد الوجودي للإنسان في المستقبل، فالإشباع الجنسي الغريزي المحض يؤدي بالإنسان إلى عدم إشباعه بصورة حقيقية، لأن الإنسان يختلف عن باقي المخلوقات بأنه متعقّل، في أبعاد أخرى وليس في بعد غريزي فقط، فهناك بعد نفسي وروحي ومعنوي وعقلي.

هذه الأبعاد تعمل معا وليس بعدا وحدا، ليس هناك إنسان ذو بعد واحد، وإنما الإنسان ذو الأبعاد المتعددة، فهذه الأبعاد تعمل معا، فإذا أكل الإنسان الطعام مثلا، لمجرد أكل الطعام دون أن يلتذ به، فهذا الإنسان لا يحصل على اللذة الحقيقية، كالإنسان الذي يعمل ويأكل أثناء الأكل لوحده، فهو يأكل فقط ولا يشعر بلذة الطعام، بينما لو أنه جلس مع عائلته، جلسة جميلة ومفرحة مع وجود التواصل العاطفي فيما بينهم، نلاحظ أنه يلتذ بأكل الطعام أكثر مما لوكان لوحده، لذا جاء في فقه الرضا (عليه السلام): (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لعن ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده). لأن اللذة بالطعام هي لذة معنوية، أكثر مما هي مادية، كذلك اللذة الجنسية، فيها بعد إشباع معنوي، وإشباع عاطفي لكن الكثير يقع فريسة اللذة المادية، فلا يلتذ حقيقة، مثل اللذة التي تأتي من المال الحرام أو الزنا وهي لذات تؤدي إلى الاكتئاب، فلا يشعر بالاستمتاع الحقيقي مجرد شهوة محضة تلتقي مع العبث.

الإشباع الحقيقي في العلاقات الزوجية، يأتي من خلال عملية التواصل المعنوي والعاطفي والمهارات الزوجية المتكاملة، التي تؤدي إلى التفاعل بين الطرفين، طبعا هذا يؤدي إلى التكامل بين المعنوي والمادي في كل شيء عند الإنسان وخصوصا في القضية الجنسية.

6- فقدان القدرة على التعبير بالمشاعر، بل كبتها الى حد التبلد والتحجر، وهذه موجودة في المجتمعات التي تعتبر التعبير عن المشاعر هو ضعف ونقص، مما يتسبب بالانفصال العاطفي وفقدان التواصل وتحجر العلاقات.

7- ارتفاع التوقعات المادية المصلحية، فالزواج الذي ينبني على المصالح المادية، يؤدي إلى أن يكون الزواج مادي أيضا وهذا يعني أن الزواج شكلي وغير حقيقي، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). هذه هي القاعدة، الدين والأخلاق، التقوى والأخلاق الطيبة.

فالإنسان الذي يوجد عنده دين وصدق وأخلاق طيبة ومداراة، وعنده رفق زوجوه، ولا تفكروا في المال، لأن المال متغير والرزق متغيّر يأتي ويذهب، فالإنسان الذي يتزوج وهو فقير، سوف يصبح غنيا في المستقبل، لأن زواجه قام على تحدي الصعوبات، وينبني زواجه وحياته وأسرته على تراكم الجهود فتكون حياته أسعد، أما الشخص المكتفي ماديا وتزوج وهو غني، فيرى أنه لا يحتاج إلى أن يجاهد ويعمل ويناضل، فتصبح حياته مادية.

8- فقدان ثقافة الاستشارة وقبول النصيحة، لا يقبل أن يستشير أحدا، لكن هناك مشكلات مستمرة في الحياة، تحتاج من الإنسان إلى أن يستشير دائما ويقبل النصيحة.

9- سيطرة الأعراف والأفكار النمطية في الذهنية الاجتماعية التي تعطي انطباعات سيئة مسبقة عن الزواج وخصوصا عن الزوجة. مثلا يقول الشباب لبعضهم أنصحك أن لا تتزوج، أو يسمع صديقه يتحدث عن مشاكله الزوجية فتتراكم في ذهنه هذه الانطباعات السيئة، فعندما يتزوج فإن نفس هذه الانطباعات الموجودة في ذهنه يمارسها في علاقاته الزوجية، مثلا يتكلم ضد المرأة وضد الزوجة وهكذا.

10- ثورة شبكات التواصل الاجتماعية خلف صورا وهمية في الذهنيات المستلبة، مما أدى ترسيخ مغالطة المقارنة مع الآخرين. حيث يخلف صورا وهمية عند كثير من الشباب والشابات، ويؤدي إلى ترسيخ مفهوم مغالطة المقارنة، فإياكم ومغالطة المقارنة، لا تقارن نفسك مع الآخرين، ولا تقارن أولادك مع الآخرين، ولا تقارن زوجتك مع الأخريات.

فليكن لديك نوع من التفكير الخاص الذي يرتبط بوضعك وقضيتك، أما المقارنة فهي تدمير للعلاقات الزوجية، مثلا قد يقول الزوج لزوجته أنت لست جميلة مثل تلك الممثلة، أو تلك المغنية، وصانعة المحتوى وهكذا، هذا شيء خاطئ، لذا نلاحظ أن المرأة تذهب وتجري عمليات تجميل كثيرة، إلى أن تصبح امرأة مشوهة، القضية ليست جمال الشكل، وإنما جمال معنوي وارتباط عاطفي حقيقي بين الزوجين.

الحلول والبدائل

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) الروم21/22، هذه خريطة ووصفة كاملة للعلاقات الزوجية، وكيف يصبح الإنسان سكنا، بمعنى موطن للارتياح والاطمئنان والشعور بالاستقرار عند الإنسان.

فالزوجة تحصل على سكن، والزوج يحصل على سكن، ليس بمعنى الدار، فربما يعيش الإنسان في قصر كبير جدا، متوفرة فيه كل الأمور، ولكن ترى هذا الإنسان غير سعيد، لكن قد ترى إنسانا يعيش في غرفة واحدة ويشعر بالراحة مع زوجته، فهذا هو السكن الحقيقي، هذا هو معنى الشعور بالراحة والاستقرار والرضى الذاتي عن الحياة.

من النقاط التي نحتاجها في قضية الحلول والبدائل:

1- التركيز على تعلم اخلاق الحياة: مثل التواضع والتسامح والتغاضي والتغافل والعفو والصفح، هذه السلوكيات ترتكز على ادراك واقعية أن الأهم هو الاهتمام بالأهداف التي توصل الانسان للسعادة والاطمئنان وعدم الوقوع في شباك التفاصيل الجانبية، تحجيم المشكلات وعدم تضخيمها مثلا-الابتعاد عن العناد. فالتفاصيل الجانبية هي المدمرة وكما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل، لأن الإنسان يجعل منها جبالا ضخمة.

2- التعلم على إطفاء الغضب الداخلي، الذي يستعر في الاغلب من أوهام تتراكم او الحساسية من أخطاء الطرف الاخر. من خلال سعة الصدر والقلب، وممارسة الصبر والتصبر والتأني في اتخاذ القرار. وعدم السماح للأوهام تأتي إلى الذهن وتجعل قلب الإنسان يشتعل بالغضب، كل واحد منا يوجد لديه هذه الحالة فيصبح في قلبه غضب تجاه آخرين، هذا الغضب يبدأ بفكرة ووهم وينمو إلى أن يصنع شيئا كبيرا من الوهم ضد الطرف الثاني.

وهذه القضية موجودة بين الأزواج بشكل أكبر وأعظم نتيجة للاحتكاك الدائم والمتطلبات المشتركة بين الزوجين، وخصوصا المتطلبات الجنسية، فتحصل أوهام عند الإنسان وعدم فهم للطرف الآخر.

3- الوعي بمفهوم اللذة، والاستمتاع من تكامل الابعاد الثلاثة الجسدية والمعنوية والثقافية، او تحقيق الاعتدال من خلال خلق التوازن بين العقل والغريزة، فتعقل الغريزة يعطي إدراكا عميقا للذة ووعيا جميلا بمفهوم الحياة. تشجيع المجتمع على حل المشكلات الجنسية والزوجية، وكذلك من خلال وجود مؤسسات إرشادية، ويمكن للإنسان أن يتعلم ويأخذ نصيحة من الآخرين ما هو المانع من أن يستشير شخص آخر، لماذا يكون هناك نوع من التكبر على أخذ النصيحة من الآخرين؟

4- تعلم ابراز المشاعر وعدم كبتها مما يؤدي الى تمتين العلاقات الزوجية ورفع الحجب القامعة للتواصل العاطفي. مما يؤدي الى بقاء شعلة المحبة متقدة بين الزوجين.

الرسول (صلى الله عليه وآله): (قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا).

5- تعلم مهارات التواصل الفعال بين الزوجين وبناء أسس التفاهم والقبول بوجود الاختلاف الفكري وإدارة هذا الاختلاف إيجابيا من خلال الحوار.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من حسن بره بأهله زاد الله في عمره)، من ناحيتي الصحة النفسية والجسدية بسبب السعادة الزوجية.

6- اعتماد مبدأ الشراكة والتعاون بين الزوجية وليس التبعية. وترسيخ سلوكيات الاحترام والاهتمام والعطاء والتفاني، فهما يركبان في مركب واحد.

وعن الامام الباقر (عليه السلام): (ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها).

وعن الرسول (صلى الله عليه وآله): (إذا سقى الرجل امرأته أجر)، (لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة)، (جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا).

7- الحصول على الثقافة الجنسية الصحية من خلال قراءة الكتب الصحية، والدخول في دورات تثقيفية وتعليمية، وخصوصا للمقبلين على الزواج.

8- تشجيع المجتمع على ثقافة الاستشارة لحل المشكلات، من خلال وجود مؤسسات ارشادية متخصصة.

(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا). النساء 35.

المجتمع المتقدم هو الذي يستطيع ان يتجاوز مشكلاته بلينه بمرونته وعدم تصلبه وعناده، ومن خلال السعي الى حلها وعدم غض الطرف عنها او اقفال القلب او وضع اليد في الاذن.

(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) الفرقان 43/44.

تعقيب عن الزواج المبكر

يحتاج موضوع الزواج المبكر إلى بحث خاص به، لأنني أرى أن الزواج المبكر مهم جدا، لأنه كلما يتأخر سن الزواج يصبح صعبا ومعقدا ومستعجلا، ويحدث اختيار سيّئ، لماذا؟ لشيئين:

أولا: تأخير سن الزواج، خصوصا بالنسبة للرجل، وسوف يأتي للزواج وهو عنده الكثير من التجارب الجنسية، فيأتي للزواج وهو محمل بهذه التجارب الجنسية وأكثرها سيئة، فيحملها على زواجه، ويؤدي هذا إلى سوء العلاقة الزوجية، لأن التجارب الجنسية تختلف عن الزواج.

ثانيا: ماذا تفعل الغريزة الجنسية عند المراهق والشاب؟ أين يذهب بطاقته الجنسية، الكبت يجعله معقدا، أو يذهب نحو الانحراف وإشباع شهوته الجنسية بطريقة ثانية، ثم أن الزواج المبكر ولا اقول بعمر 12 أو 13 سنة، بل 18 أو 19 سنة، هذا عمر جيد، وهذا يجعل الزوجين كلاهما ينشآن معا، وتكون عند الزوجين قدرة على التفاهم، ليس لديهما تصلب، بل عندهما مرونة فيتم التفاهم بينهما ولكن مع وجود شروط، من ضمن الشروط الإعداد الثقافي والمعرفي والنفسي الجيد للعلاقة الزوجية.

2024/10/16

زوجي بخيل.. هذه أذكى الطرق للتعامل معه!

عرين العمر: البخل آفة مذمومة وصفة سلبية تؤثّر كثيراً في العلاقة بين الزوجين، فقد تتعرّض العلاقة الزوجية للكثير من المشكلات والتحدِّيات عندما يكون الزوج بخيلاً، ومن هنا تأتي أهمية تعلُّم الزوجة كيفية التعامل مع الزوج البخيل بذكاء وحكمة وبطريقة تُسهم في التخلُّص من هذه الصفة المذمومة أو تُخفِّف أثرها السلبيّ قدر الإمكان، ممّا يُحقِّق التوازن والسعادة في الحياة الزوجية المشتركة.

[اشترك]

فيما يأتي نصائح للتعامل مع الزوج البخيل:

محاولة فهم سبب بخل الزوج

لا بُدّ من معرفة سبب بُخل الزوج وتحديده، للتمكُّن من التعامل معه بشكل صحيح، فقد يكون بُخله نابعاً من تجارب سابقة أو مخاوف مادّية مُعيَّنة، كعَيشه في أسرة فقيرة خلال طفولته، ممّا جعله حريصاً للغاية على النقود أو مُعاناته من أزمة مالية سابقة أو أنّ راتبه الشهري قليل لا يكفي لسَدّ احتياجات الأسرة وطلبات الزوجة كلّها أو أنّ وظيفته غير مُستقِرّة وقد يفقدها في أيّ لحظة لذا يحاول توفير المال لاستخدامه عند تسريحه من العمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزوجة لدى بحثها في الأسباب قد تتفاجأ بأنّ سلوكات زوجها ليست نابعة من البُخل، وإنّما الرغبة في تأمين مستقبل مُستقِرّ مادّياً لأسرته وأطفاله أو الخوف من الوقوع في الأزمات المالية في المستقبل.

وإن لم يكن السبب واضحاً للزوجة، فيمكنها التحدُّث مع زوجها ومحاولة فهم السبب وراء سلوكه البخيل، مع الحرص على اختيار الأسلوب والوقت المناسبين، بدلًا من الشكوى والتذمُّر والابتعاد فقط، ويجدر التنويه إلى أنّ البخل قد يكون صفة مُتأصِّلة لدى الزوج في بعض الأحيان وليس نابعاً من أحد الأسباب التي ذُكِرت سابقاً.

إظهار الحب للزوج

حتى وإن كان الزوج بخيلاً، فإنّ إظهار الحبّ وتقديم المزيد من الرعاية والعطف والحنان له من أهمّ الأمور التي تُقوّي العلاقة بين الزوجَين، فالحبّ يمكن أن يكون المفتاح اللازم لفتح أبواب التواصل وحلّ الخلافات الزوجية، حتى المالية منها، إذ إنّ الزوج عندما يشعر بحُبّ زوجته واحترامها وتقديرها له، سيُشجِّع نفسه على مراجعة سلوكاته، وتحسين الخاطئ منها، فالحبّ الحقيقي هو الدافع الذي يُمكِّن الزوجَين من تجاوُز العقبات وبناء حياة زوجية سعيدة ومُستقِرّة، ويمكن إظهار الحبّ للزوج بالكلام الجميل، والثناء على أفعاله وصفاته الحَسَنة، والاهتمام اليوميّ به، ودَعمه نفسياً وعاطفياً، وتقديم الهدايا له من وقت إلى آخر.

التحدث مع الزوج بوضوح وصراحة

لدى شعور الزوجة بأنّ سلوك زوجها بخيل ومزعج، كأن يرفض الدفع في المطعم أو يرفض شراء شيء مُعيَّن تحتاج إليه الزوجة للبيت مثلاً، ينبغي عليها التحدُّث إليه بوضوح وصراحة، وإخباره أنّ سلوكه هذا أزعجها أو سبَّب لها الإحراج، مع الحرص على اختيار الزمان والمكان المناسبين، والتحدُّث بأسلوب مناسب كذلك.

وعندما تُعبِّر الزوجة عن مشاعرها بوضوح وصدق، وبأسلوب مُحترَم ولَبِق، يمكن للزوج أن يتفهَّم أنّ تصرُّفاته تترك أثراً سلبياً على علاقته بزوجته، ممّا يؤدّي إلى تحقيق نوع من التفاهم المتبادل بعيداً عن التوتّر والانفعال وتبادُل الاتِّهامات، واللَّوم والصراخ واستخدام الكلام الجارح، فيمكنها القول مثلاً: "أشعر بالإحباط عندما يحدث هذا السلوك، وأودّ أن نتحدّث عن كيفية تحسين الأمور"، ممّا يُساعد الزوجَين على إيجاد حلول تُحقّق الراحة النفسية والمالية لكلَيهما.

وتُنصَح الزوجة التي تُعاني من بُخل زوجها بحمل محفظتها أو بطاقة الائتمان الخاصّة بها إن أمكن في الأوقات جميعها، لتجنُّب المواقف المُحرِجة التي قد تنشأ عن سلوك زوجها في الأماكن العامّة.

وضع خطة مالية مشتركة

بدلاً من الخلاف والجدال المُستمِرّ مع الزوج على كيفية إنفاق المال، من الأفضل وضع خُطّة مالية مُشترَكة كحَلّ وسط يناسب كلا الزوجَين، بالجلوس معاً ومناقشة الأهداف المالية لكلّ منهما، وتحديد المبلغ المُخصَّص للإنفاق والإجازات مثلاً، والمبلغ الذي يجب ادِّخاره للخُطَط المستقبلية، كشراء منزل أو جمع مبلغ خاصّ بدراسة الأبناء وما إلى ذلك، على أن تكون الخُطّة شاملة تُلبّي احتياجات أفراد الأسرة جميعهم، وتُرضي الطرفَين، ممّا يُسهم في تحسين إدارة الأموال، وتعزيز العلاقة الزوجية، ويَحُدّ من تفكير الزوجة في سلوكات زوجها ورؤيته شخصاً بخيلاً.

استقلال الزوجة مادياً إن أمكن

قد لا تستطيع الزوجة التخلُّص من بُخل زوجها إن كانت صفة مُتأصِّلة فيه، إلّا أنّ بإمكانها تقليل اعتمادها عليه، من خلال محاولة الاستقلال مادِّياً عنه وتحقيق دخلها الخاصّ، ممّا يُعزِّز ثقتها بنفسها، ويمنحها القدرة على تأمين احتياجاتها الخاصّة وشراء كلّ ما ترغب فيه، واتِّخاذ قراراتها المالية بحُرّيّة أكبر، وهذا بدوره يُقلِّل المشكلات الزوجية المُرتبِطة بالمال، الأمر الذي يُسهم في بناء علاقة زوجية أكثر استقراراً وشراكةً وتعاوناً، مع التنويه إلى أنّ طريقة الزوجة في إنفاق مالها الخاصّ قد تُلهِم الزوج وتُوصِل إليه تلميحاً يتعلّق بالطريقة المناسبة للتعامل مع المال، من خلال الموازنة بين الإنفاق والادِّخار، فيتحسَّن سلوكه تدريجياً.

وختاماً، من الجيّد التخلّي عن بعض الأمور غير الضرورية، لتقليل النفقات العامّة التي قد تُثقِل كاهل الزوج وتقوده إلى السلوك البخيل للحفاظ على التوازن المالي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الأسلوب الحَسَن مع الزوج وتجنُّب أساليب اللَّوم والتهديد، لما لها من أثر سلبي في العلاقة الزوجية، والتحلّي بالحكمة والصبر بدلاً من ذلك، وبهذه النصائح يمكن بناء علاقة زوجية قوية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل بين الزوجَين.

 

 
2024/10/14

سلوك مدمّر.. لماذا زوجتي صامتة؟!

سمر حمدي: من المحتمل أنك قد سمعت المثل القديم "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، قد تتناسب هذهالمقولة مع الكثير من المواقف الحياتية التي نمر بها، لكن الموقف الوحيد غير المناسب هو بين الزوجين، فإذابدأ أحد الزوجين بالصمت الطويل وعدم إبداء الرغبة في الحوار، فهناك حتمًا مشكلة تحتاج إلى حلٍّ.

[اشترك]

ربما يكون الصمت هو السلاح الأول الذي تلجأ إليه الزوجة في كثير من الأوقات، فيبدو صمت الزوجة الطويل وسيلتها للتعبيرعن الكثير من المشاعر الكامنة التي ربما لا تستطيع البوح بها بالكلام.

أسباب صمت الزوجة الطويل

يتساءل الكثير من الرجال عن أهم الأسباب وراء صمت الزوجة الطويل، والدوافع التي تؤدي لتلك المشكلة خاصةً عند حدوثالخلافات الزوجية، فتبدو أن لا رغبة لها في الدخول في الجدال، كما قد يكون وراء ذلك الشعور باليأس نتيجة عدم حدوث أيتغيير في العلاقة.

من أهم الأسباب وراء صمت الزوجة الطويل كذلك:

1- ضعف مهارات التواصل مع الزوج، ما يدفعها للصمت نتيجة عدم القدرة على إدارة الحوار بشكل مناسب.

2- أخذ هدنة لتهدئة الأعصاب، فتشعر بأن طاقتها قد نفدت وتحتاج إلى بعض التهدئة.

3- جذب الانتباه، ربما يكون صمت الزوجة الطويل أداة تجذب بها انتباه الزوج لكسب استجابته لبعض الأمور.

4- التعبير عن الغضب، في كثير من الأحيان يكون صمت الزوجة الطويل تعبيرًا عن شعورها بالغضب والاستياء ورد فعلإيجابيا خاصةً في حالة الصمت في الخلافات الزوجية.

5- الندم، ربما يكون الصمت الطويل دليلاً على الندم لارتكاب بعض الأخطاء الجسيمة أو اتخاذ القرارات الخاطئة، قديصاحب ذلك الصمت شعور دائم بالحزن.

6- إخفاء بعض الأمور، صمت المرأة المفاجئ عن الحديث في حالة الرغبة في كتمان سر أو إخفاء أي أمر لا ترغب فيمشاركته مع الزوج، لكن قد لا يطول ذلك لفترة طويلة.

7- محاولة لفهم الزوج، في كثير من الأحيان يعد صمت الزوجة الطويل بمثابة فترة لدراسة شخصية الآخر، فتتأمل بقوة فيأفعاله وأقواله وتقوم بتحليلها قبل إطلاق حكمها النهائي.

8- تجنب الوقوع في الأخطاء، تعتبر بعض النساء الصمت فترة مناسبة للتفكير واتخاذ القرار المناسب في بعض الأمور،فيساعدها ذلك على التركيز الشديد دون التأثر بأي عوامل خارجية.

9- التقييم الذاتي، يمكن أن تتخذ بعض النساء الصمت كفرصة مناسبة لإعادة تقييم نفسها ووضعها الاجتماعي أو العملي،فتعيد التفكير في المواقف التي قد مرت بها مع تقييم الخبرات التي اكتسبتها خلال حياتها، مع تقييم ردود الأفعال التيتبديها وما إذا كانت صحيحة أم خاطئة.

10- صمت المرأة الحذر، الصمت في بعض المواقف قد يحمل جانبين، إما أنها تخطط للتحضير لمفاجأة سارة كاحتفالبذكرى الزواج بشكل خاص مع ترتيبات سرية تستدعي الصمت، أم أنها تحضر للانتقام نتيجة لتعرضها لموقف مهين منالزوج وقد قررت أن ترد الإهانة وتنتقم لكرامتها.

كيفية التعامل مع صمت الزوجة الطويل؟

في كثير من الأحيان، قد يكون الصمت في العلاقات الناتج عن الخلافات رد فعل طبيعيا بين الزوجين، صمت المرأة يقتلالرجل، لذا قد يبحث جميع الأزواج عن أهم الطرق لكسر الصمت في العلاقة والتغلب على تلك المشكلة المؤرقة، فتقوم العلاقةالزوجية على أساس التواصل الجيد لضمان استمرارها بشكل ناجح ومستقر.

قبل البحث عن حل مناسب للتغلب على صمت الزوجة الطويل، يجب الأول التأكد من نوع الصمت ما إذا كان صمتًا إيجابيًّاتلجأ إليه الزوجة لحل بعض المشكلات أو أخذ هدنة أو تقييم ذاتها، وما إذا كان سلبيًّا ناتجًا عن الخلافات أو التعرض للإيذاءأو المضايقات من قبل الزوج.

في حالة الصمت الإيجابي، ما عليك سوى الانتظار حتى تتمكن الزوجة من أخذ القرار المناسب واسترجاع كامل طاقتها منجديد دون التدخل أو الإلحاح عليها، أما في حالة الصمت السلبي الذي يصاحبه الكثير من المشاعر الحزينة أو الغاضبة،إليك بعض الحلول الفعالة:

1- الاعتذار

الاعتذار طريقة مباشرة لكسر الصمت في العلاقة، قدم الاعتذار المناسب إذا كنت السبب وراء هذا الصمت، لا حرج فيإخبار زوجتك أنك تشعر بالأسف حيال الخلاف الحادث.

2- تجنب التفاعل مع العلاقات السامة

عندما يكون الصمت الطويل وسيلة للضغط أو السيطرة على الأمور، فلا ينبغي أن تتقبله كرد فعل، الإساءة العاطفية سلوكسام وغير صحي من شخص يقودك للاستجابة، فلا يجب أن تخضع لذلك في سبيل كسر الصمت في العلاقة، بدلًا من ذلكابدأ بالحديث الصحي مع زوجتك للوصول إلى حل مناسب يرضي الطرفين.

3- الحفاظ على المساحة الخاصة للزوجة

بعد التفكير في كيفية كسر الصمت في العلاقة، فإن إحدى الطرق التي قد تكون ضرورية هي احترام المساحة الخاصة لكلمن الطرفين، خاصةً مع تفاقم الأمور.

4- الخضوع لجلسات علاجية

في بعض الأحيان، قد يحتاج الزوجان للخضوع لبعض الجلسات العلاجية على يد متخصصين العلاقات الزوجية، يساهمذلك في توضيح بعض الأمور لاكتشاف السبب الأساسي وراء الصمت في العلاقة، ستساعدك الجلسات العلاجية في تعلمكيفية إنشاء المحادثات أو التعامل بشكل أفضل مع زوجتك.

5- استغلال الموقف لإنشاء الحدود

بعد حدوث أي خلاف زوجي أو موقف مزعج، ينبغي أن نستغله في تجربة التعلم، يعني ذلك أن هناك فوائد حقيقية للصمتفي العلاقة، فيساعد على وضع حدود من تلك النقطة للمضي قدمًا.

على الرغم من صعوبة المرور بفترة الصمت بين الزوجين، قد تكون سببًا للتواصل الصادق والمفتوح لتخطي أي خلافمستقبلي.

بعد أن تعرفنا إلى أسباب صمت الزوجة الطويل وكيفية التعامل معه، يجب أن نذكر أن الصمت ليس دائمًا مؤشرًا على انهيارالعلاقة، بل قد يكون دليلًا على استقرارها، تذكر جيدًا أن التواصل الفعال من أهم المقومات للحفاظ على علاقة زوجيةمستقرة، وإذا تفاقمت المشكلات، ربما يكون الحصول على استشارة المتخصصين أمرًا ضروريًا لكليكما.

2024/10/14

فخ الأماني: لماذا يستغرق الشباب في الأحلام والخيال؟

من خصائص مرحلة الشباب الاستغراق في عالم الخيال، والتشبث بالأحلام والأماني الجميلة، والجريوراء الأفكار الخيالية والأمور الأسطورية، وتكون هذه الحالة الخيالية في أوجها مع بداية الشباب وتبدأبالتناقص كلما تقدم بالشباب العمر حيث يبدأ يدرك حقائق الحياة، ويفهم الواقع، ويعرف الأمور بشكلأفضل.

[اشترك]

ونظراً لأن بداية مرحلة الشباب تنقصها التجربة والخبرة بقضايا الواقع، وحقائق الحياة، لذلك نرى الشباب في هذه الفترةالزمنية يعيشون في عالم من الخيال والمثالية الزائدة، فهم ينظرون إلى الأمور بنظرة مثالية، ويحلمون بالكثير من الأمانيوالتمنيات الجميلة، ولكنهم مع الزمن يدركون أن الخيال والأحلام شيء، وأن الواقع شيء آخر، وأن عليهم أن يتعاملوا معالواقع وليس مع المفروض.

والاستغراق في دنيا الخيال يكون مفيداً إذا كان دافعاً للشاب نحو الطموح والتطلع نحو الأفضل مما يجعله أكثر نشاطاًوعملاً لتحقيق أمنياته وأحلامه، أما إذا كان الاستغراق في الخيال يدفع بالشاب إلى التواني والكسل والخمول وعدم العملوالعطاء اعتماداً على الأحلام الجميلة والأماني المثالية فإن ذلك يؤدي بالشاب إلى الفشل والشقاء والتعاسة!

والمطلوب أن يحول الشاب تخيلاته وأحلامه وأمنياته إلى دافع ومحفز قوي للعمل والنشاط والفاعلية لإنجاز ما يطمح إليهوتحقيق ما يسعى من أجله، فالأحلام والأماني الجميلة لا تتحقق إلاّ بالعمل والنشاط الدائم.

ثم إن التخيل إذا كان في حدوده الطبيعية بنحو لا يؤدي إلى إغراق الشباب في بحر الأماني الخادعة لا يخلو من فائدة، بلإن هذه الحالة التي أودعها اللَّه في جوانح الشباب، يمكن أن تكون محفزاً لأمور إيجابية، منها: إيقاظ حس الإبداع والابتكارلدى الشاب، بنحو يهيئهم للتقدم وبلوغ الرتب العالية، ويوجب تقوية طاقاتهم الذهنية والفكرية، ويكون من العوامل الخلاقة فيمجالات الفن والفكر والعلم والذوق.

ومن المهم للغاية أن ننمي في أنفسنا قوة التخيل المبدع بحيث يدفعنا التخيل المركز إلى التفكير المركز، والتفكير المركز يؤديإلى الإبداع والابتكار والاكتشاف، وفرق شاسع بين أن نعيش في الخيال وأن نستخدم خيالنا من أجل الإبداع والتطوروالتقدم.

ومشكلة الكثير من الشباب أنهم يعيشون في الخيال ولكن من دون تفكير أو عمل أو طموح.. وهؤلاء لن يصلوا إلى سلمالنجاح فضلاً عن أن يصعدوا إلى قمته، أما من يستخدم خياله من أجل الإبداع والابتكار، ويكون محفزاً له على العملوالفاعلية فإن ذلك سيؤدي به إلى النجاح والسعادة والتفوق.

لكن للأسف هناك من الشباب من يتشبثون بالأحلام والأماني الوردية، ويعيشون في عالم من الأمنيات الجميلة، وينظرون إلىالأمور من منطلق (المفروض) وليس (الممكن)، وتتحول هذه الظاهرة إلى مشكلة عندما تستولي هذه الحالة المثالية على عقولالشباب بحيث تمنعهم عن رؤية الحقائق، وإدراك الوقائع، وفهم الحياة بصورة صحيحة.

إن من المهم لكل شاب إدراك أنه لا يمكن أن يحقق أهدافه في الحياة، وأن ينجز أحلامه الجميلة إلاّ بالعمل والنشاط، والقدرةعلى تجاوز العقبات والمشاكل، واستثمار الوقت فيما يفيد، واغتنام فرصة الشباب الثمينة باعتبارها من أغلى الفرص في حياةالإنسان.

وعلى كل من يريد أن ينجح في حياته، وأن يكون سعيداً في مستقبل أيامه، أن يستثمر كل لحظة من حياته، وأن يتعامل معالوقت كشيء ثمين، وأن لا يضيع أي دقيقة من الزمن، فالوقت يمضي، والأيام لن تنتظر أحداً من المسوفين والكسالى، ولنيستطيع المسوف والكسول أن يصنع أي نجاح.

يقول النبي لأبي ذر: (يا أبا ذر.. إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غداً لك فكن في الغد كما كنتفي اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم)، ويحذر النبي من الضجر والكسل حيث يقول لعلي: (يا علي،إياك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقاً)، وكتب الإمام علي إلى بعضأصحابه يقول: (فتدارك ما بقي من عمرك، ولا تقل: غداً وبعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف،حتى أتاهم أمر اللَّه بغتة وهم غافلون).

ويعتبر الإمام علي أن آفة النجاح الكسل حيث يقول: (آفة النجاح الكسل)، وقال أيضاً: (من دام كسله خاب أمله)، ويقولالإمام الباقر: (الكسل يضر بالدين والدنيا)، ويقول الإمام الكاظم : (إياك والضجر والكسل، فإنهما يمنعانك حظك من الدنياوالآخرة).

إن الكسل والضجر والتواني والتسويف هو عنوان الفشل والشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة، فمن أراد الدنيا فعليه بالعملوالنشاط، ومن أراد الآخرة فعليه بالعمل والنشاط، ومن أرادهما معاً فعليه بالعمل والنشاط أيضاً، أما الكسول والمسوف فيأعماله وعباداته فإنه سيخسر الدنيا والآخرة معاً.. وذلك هو الخسران المبين.

2024/10/14

آداب التعامل مع الآخرين في الأسواق

 م. عرين العمر: الأسواق ليست مُجرَّد أماكن مُخصَّصة للتجارة وشراء الحاجيّات فحسب، وإنّما هي بيئة حيوية تنبض بالحياة والتفاعل بين الناس، وتبادل الحوارات والخبرات، وفيها يتواصل الباعة معاً، ومع مُوزِّعي السِّلع والمُشتَرِين، ويتواصل العابرون مع المُقيمين، فيصبح جوّ السوق مُزدحِماً وصاخِباً، يجمع الناس على اختلاف عاداتهم وثقافاتهم واهتماماتهم، ولذا يجب أن يكون كلّ سُلوك وتصرّف يصدر عن الفرد في الأسواق مُهذَّباً ولَبِقاً.

وذلك لخلق بيئة إيجابية، وتجربة تسوّق سَلِسة لمُرتادي السوق جميعهم، وأن يلتزم الجميع بآداب السوق العامّة التي تشمل آداب التعامل مع الآخرين بأسلوبٍ حَسَن، وللتعرّف إلى أبرز هذه الآداب، تابع القراءة.

إفشاء السلام

من آداب التعامل مع الآخرين في الأسواق والتي حَثّ عليها الإسلام إفشاءُ السلام، لأثره الكبير في تعزيز الروابط الإنسانية، ونشر الأُلفة والمَحبّة بين الناس، فإلقاء المُشتري السلام على البائع قبل مُعايَنته السِّلع واختياره منها مثلاً، يخلق جَوّاً من المودّة والاحترام المُتبادَل بينهما.

الالتزام بالنظام واحترام المساحة الشخصية للآخرين

الأسواق أماكن شديدة الازدحام في معظم الأحيان، ولهذا يجب على كلّ فرد الالتزام بالنظام، وعدم تجاوُز الدَّور، واحترام المساحة الشخصية للآخرين، وعدم تجاوزها، وتجنُّب دفع الآخرين أو مُضايَقتهم أثناء الحركة بالقُرب منهم، والتحلّي بالصبر عند التنقّل وسط مجموعة كبيرة من الناس، لضمان أن يكون الأمر أكثر سلاسة ولضمان عدم إيذاء الناس أو إزعاجهم.

التعامل مع الناس برفق وسماحة

من المهمّ التعامل مع الناس في الأسواق برفق وسماحة واحترام وتعاون وتفاهم وبأفضل الأخلاق وأحسنها، ولا تُعَدّ هذه السلوكات مُجرَّد تصرُّفات حَسَنة، بل هي عوامل تُسهم في جعل السوق بيئة إيجابية مريحة لمُرتاديها جميعهم.

المساومة على الأسعار باعتدال وبأسلوب حسن

تُعَدّ المُساومة على الأسعار من الممارسات الشائعة في الأسواق، وهي ممارسة مقبولة لا خطأ فيها بشرط أن تكون ضمن الحدّ المعتدل، أي بتقديم سعر معقولٍ أقلّ من السِّعر الأوّلي دون إبخاس السِّلعة حقَّها، وبالتالي إحراج البائع وهكذا، وأن يُساوم المُشتري البائع بلَباقة واحترام للتوصُّل إلى سِعرٍ مُرْضٍ وعادل للطرفَين.

التحاور مع الناس بطريقة وُديّة

بما أنّ الأسواق مراكز اجتماعية تجمع العديد من الناس معاً، فإنّ من الطبيعي أن تُجرى فيها العديد من الحوارات والمحادثات، إذ يتواصل فيها الناس، وتُبنى فيها العلاقات الاجتماعية، ومن الجميل أن يتحاور الفرد مع الناس في الأسواق، ولكن مع الحرص على التحدُّث بطريقة ودّية ومهذّبة، فيمكن مثلاً السؤال عن المنتجات، ومشاركة الخبرات والتجارب الشخصية مع الناس.

ويجدر التنويه هنا إلى ضرورة تجنُّب إجراء محادثات طويلة مع الباعة المشغولين، تجنُّباً لتأخير زبائنهم وإزعاجهم، وأيضاً الانتباه إلى إجراء المحادثات في منطقة خالية، لتجنُّب إعاقة حركة الناس أثناء تنقّلهم.

تجنب التسلية وذم السلع وإرهاق البائع

على المُشتري أن يكون جادّاً برغبته في الشراء، فلا يكون هدفه التسلية ومُعايَنة المنتجات والسِّلع بهدف تضييع الوقت فقط، فهذا يُرهق البائع، ويُعَدّ نوعاً من إضاعة الوقت والجهد دون فائدة، ومن المهمّ أيضاً تجنُّب ذمّ السِّلع أمام البائع إن كانت دون المُستوى المطلوب أو ذات جودة سيّئة، ويمكن للمُشتري تركها  بدلاً من ذلك والانصراف فقط، مع تجنُّب اتِّهام البائع بالغِشّ أو الكذب دون وجه حقّ أو الاستخفاف به أو إزعاجه.

ضبط تصرفات الأطفال في الأسواق

من الآداب العامّة التي يجب الالتزام بها في الأسواق أيضاً ضبط تصرّفات الأطفال قدر الإمكان، وتجنّب تركهم يلعبون في المتاجر، ويعبثون بالسِّلع والبضائع، ويصرخون بصوتٍ مرتفع، ويزعجون الآخرين.

وختاماً، تُمثِّل الأسواق فرصةً جيّدةً لتجسيد القِيَم الإنسانية في أبهى صُوَرها، فمن خلال الالتزام بآداب التعامل مع الآخرين في الأسواق، يمكن المشاركة في خلق بيئة تعاوُنية إيجابية مُتجانِسة تُناسب الجميع وتخدم المجتمع.

2024/10/06

هل تعاني من عصبية طفلك؟ اكتشف الأسباب والحلول

تتساءل الكثير من الأمهات حول كيفية التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء والغضب بسبب أو بدون سبب واضح، كيف يمكنك كأم احتواء طفلك خلال هذا الوضع، والتعامل معه بطريقة سليمة؟

أسباب عصبية الطفل

هناك عدة أسباب تجعل الطفل يتصرف بعصبية:

لفت الانتباه

يلجأ الطفل أحيانا للعصبية والغضب كوسيلة للفت الانتباه اليه وجلب الاهتمام، قد يكون ذلك راجعا الى أنه يرى أمه تهتم بأخيه الصغير أكثر منه مثلا أو تقوم بمقارنته بأقرانه.

نقص في احتياجات الطفل

قد تكون عصبية الطفل بسبب عدم تلبية احتياجاته الأساسية وهي:

الحب والحنان: وذلك باللمس والحضن وتقديم الحب اللامشروط للطفل، لأن حاجة الطفل للحب تجعله متوترا وعصبيا باستمرار.

النوم: عدم أخد الطفل القسط الكافي من النوم يجعل مزاجه سيئا أو يجعله عصبيا طوال اليوم.

الجوع أو تأخر الوجبات: قد يعبر الطفل عن احتياجه للأكل بالعصبية والغضب.

مشاهد العنف في الرسوم المتحركة

قد تؤدي مشاهد العنف في الرسوم المتحركة الى جعل الطفل عصبي باستمرار، واستخدامه الضرب والصراخ كوسيلة للوصول لرغباته.

أو في الأخير يمكن أن تكون عصبية الطفل مجرد تقليد اِما للأم أو الأب في حالة عصبية، لأن الوالدين هما قدوة للطفل، ويتأثربهما بشكل كبير.

كيف أتعامل مع الطفل العصبي؟

اليك بعض النصائح للتعامل مع الطفل العصبي والتي من دون شك ستجعل عصبية طفلك تتلاشى شيئا فشيئا:

– التحلي بالهدوء وتجنب الانفعال والعصبية أمام الطفل (خصوصا تجنب الشجاربين الزوجين أمام الطفل).

ـــ الحرص على تلبية احتياجات الطفل التي سبق ذكرها اعلاه، من الحب والحنان، النوم، الأكل، واعطاء الاهتمام للأبناء على حد سواء والتوقف عن مقارنة الطفل بأقرانه.

ـــ تحديد وقت الشاشة المسوح به للطفل، والحرص على اختيار المحتوى المناسب لعمرالطفل، الخالي من العنف.

ـــ تخصيص وقت يومي للترفيه واللعب، لأن اللعب من احتياجات الطفل الأساسية. اذا لم يحصل الطفل على وقت كافي من اللعب سيكون في غاية العصبية.

ـــ عدم توجيه الأوامر للطفل العصبي أوتهديد الطفل العصبي.

ـــ عندما يكون طفلك في حالة عصبية، قولي لطفلك: كيف تحب أن أساعدك؟ هل هناك شيء يزعجك؟ ماذا يزعجك؟ اتركيه يعبر عما بداخله من مشاعر سلبية، واحرصي على التواصل معه بهدوء.

في الأخير يجب الاشارة الى أن استخدام الصراخ والعصبية مع الطفل العصبي لا يجدي بأي نفع، بل على العكس يزيد من عصبية الطفل، وعدم تعلمه كيفية ادارة مشاعره السلبية.

المصدر: سمارت مام سمارت بيبي

2024/10/02

ظاهرة التبول الليلي عند الأطفال.. متى نشعر بالقلق من استمرارها؟
تبدأ الأمهات بتدريب أطفالهن على دخول الحمام، والتخلص من الحفاضات أثناء النهار ابتداء من عمر السنتين وبضعة أشهر الى عمر الثلاث سنوات، حسب مدى جاهزية الطفل لذلك. لكن تتساءل اِحدى الأمهات: طفلي عمره 4 سنوات، يكون جافا طوال اليوم، لكنه يتبول أثناء الليل، كيف أعلم طفلي عدم التبول أثناء الليل؟

[اشترك]

مايجب معرفته أولا

يجب أن تعرفي عزيزتي أن تبول الطفل أثناء الليل الى حدود 5 سنوات هو أمر طبيعي جدا، لا يستدعي القلق.

أما استمرار طفلك بالتبول أثناء الليل فوق عمر 5 سنوات، يستدعي زيارة طبيب مختص، معرفة الأسباب التي قد تكون جسدية أو نفسية ومعالجتها.

كيف أعلم طفلي عدم التبول أثناء الليل في 5 خطوات:

عدم نزع الحفاضات أثناء الليل

عكس ما يتداوله الناس بأن نزع الحفاضات للطفل أثناء الليل يساعده على عدم التبول ليلا، فاِن نزع الحفاضات  ليس له علاقة بالأمر. بل يمكن أن يؤثر سلبا على التقدير الذاتي لطفلك، عندما يستيقظ وثيابه مبللة، خصوصا اذا كان له أخ يستيقظ وهو جاف.

يمكنك نزع الحفاضات لطفلك أثناء الليل، في حالة اِذا مرّ شهر على استيقاظ طفلك صباحا وهو جاف تماما.

اذا قمت بنزع الحفاضات وعاد طفلك للتبول ثانية، يجب اعادة الحفاضات مرة أخرى، وانتظار أن يمضي شهر على استيقاظه جافا. الى أن يتم استغناء طفلك على الحفاضات.

تجنب اعطاء الطفل السوائل التي تحتوي على الكافيين قبل النوم

لايفضل حرمان الطفل من شرب الماء قبل النوم خوفا من أن يبلل فراشه، لكن يجب فقط تجنب اعطاء الطفل السوائل التي تحتوي على الكافيين التي تعتبر مدرة للبول، مثل الشاي والقهوة.

كذلك تجنب اعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على سكريات وبالخصوص مساء.

عدم ايقاظ الطفل للدخول الى الحمام أثناء الليل

لكي يتوقف الطفل عن التبول ليلا، يجب أن يشعر وهو نائم بضرورة الدخول الى الحمام لوحده، هذا الأمر سيأتي مع الوقت، لذلك عندما توقظين طفلك ليلا للدخول الى الحمام، فأنت لا تساعدينه على الاعتماد على نفسه للاستيقاظ من النوم ليلا.

تعويد الطفل على دخول الحمام مباشرة قبل النوم

اجعلي طفلك يدخل الى الحمام مباشرة قبل خلوده للنوم، حتى ولو لم يكن بحاجة لذلك لمساعدته على التخلص من بقايا البول في المثانة.

التعامل بحب مع الطفل

تبول الطفل أثناء الليل أمر خارج عن اِرادته، فهو اِما ناتج عن مشكل صحي، مثل مرض السكري، اضطرابات في المسالك البولية… أوناتج عن اضرابات نفسية مثل الغيرة أوالخوف من الروضة أو المدرسة…ويجب التأكد من ذلك فور بلوغ الطفل 5 سنوات بزيارة الطبيب.

أو ببساطة لصغر سن الطفل(طفل عمره أقل من 5 سنوات)، في هذا السن غالبا مايكون نوم الطفل عميقا ويكون الطفل غير قادرعلى التحكم في نفسه وحبس البول.

لذلك يبقى الحل لهذا الوضع هو التعامل بحب مع الطفل واشعاره بالأمان:

- احرصي على نظافة طفلك وفراشه، يمكنك الاستعانة بالأفرشة المضادة للمياة في حالة وقوع تسربات من الحفاضة.

- عدم توبيخ الطفل لأنه بلل الحفاضة، لأن ذلك سيؤثر على ثقته بنفسه وسيزيد من حدة المشكل.

- مدح الطفل اذا استيقظ وهو جاف.

- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعر القلق والخوف وتفريغ هذه المشاعرمن خلال القيام بأنشطة مثل: الجري، السباحة، الرسم…لأنه كلما شعر الطفل بالراحة والأمان كلما تقلص مشكل التبول في الفراش. 

المصدر: سمارت بيبي
2024/09/01

كيف تحتوي «عاصفة» زوجتك العصبية؟
عزيز ملا هذال: في العلاقات الزوجية، من الطبيعي جدًا أن تحدث المشكلات لسبب أو لآخر، وتُخمد نيران هذه المشكلات بعد حين إن أُحسن التعامل معها. لكن بعض الأزواج يشكون من العصبية الدائمة لزوجاتهم ولأي سبب كان، وهو ما يهدد الأسر بانفراط عقدها، كما حصل للكثير من الأسر بسبب نفاد صبر الرجال على التصرفات غير المسؤولة التي تسلكها الزوجات تحت تأثير العصبية الزائدة. فكيف يحمي الزوج نفسه وعائلته من هذه المشكلة؟

[اشترك]

من المهم الإشارة إلى أن المرأة العصبية لم تختر أن تكون عصبية، بل ابتُليت بهذا الأمر ولن تتمكن من التخلص منه. والدليل أنها بمجرد أن تهدأ بعد موجة الغضب التي تعصف بها، تراها نادمة متوددة لزوجها أو ابنها الذي صرخت عليه بشدة قبل دقائق فقط. لذا، يجب ألا تُعامل الزوجة العصبية وكأنها تقصد ما تقوم به، ويجب التعامل معها كمصابة بنوع من أنواع الاعتلال النفسي، وبالتالي البحث عن طرق عملية للتعامل معه في إطار إنساني واعٍ.

مثال واقعي

يخبرني زميل عمل أن زوجته من نوع أصحاب العصبية المفرطة. فعند تذمرها من أي شيء، كان كبيرًا أو صغيرًا، تستشيط غضبًا وتبدأ بالصراخ وكسر ما يقرب منها من أوانٍ أو أدوات أو شيء آخر. وحين تعبر سحابة الغضب، تظهر بعض السلوكيات التي تريد عبرها أن تقول إن الأمر ليس بيدها وأنها متأسفة لما حصل، وهو ما يجعلني لا أرد عليها بغضب وأحاول احتواءها قدر الإمكان، على حد تعبيره.

بماذا تعود عصبية الزوجة عليها وعلى عائلتها؟

تعود عصبية الزوجة بعدة عوائد سلبية عليها شخصيًا وعلى عائلتها، ومنها أنها تجعل من معها في المنزل في توتر دائم، مما يجعلهم يفضلون مغادرة المنزل لئلا يدفعهم الغضب إلى القيام بسلوكيات غير سليمة يندمون عليها فيما بعد.

وفي حالات معينة، تؤدي العصبية الزائدة لدى النساء إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية، فيصبحن متوترات وقلقات ومحبطات وسلبيات في التعامل مع واقعهن على الرغم من أن الأمر ليس كذلك بالمرة، وهذا هو تأثير العصبية غير الطبيعية عليهن.

وتصاب النساء المفرطات في العصبية بأمراض عضوية كثيرة، منها مشكلات المعدة كالإمساك أو الإسهال والغثيان والصداع الذي يرفع معه ضغط الدم، مما يجعلهن معرضات للجلطات الدماغية والصدرية وغيرها من الأزمات الأخرى التي إن أصابت الإنسان فلن يكون لها علاج وتبقى مزمنة معه ما حيي.

ومن المضاعفات الأخرى للعصبية المفرطة عند النساء فقدانهن للتركيز. فقد تضع حاجة ما في مكان ما في المطبخ، وبعد فترة تُسأل عنها فلا تعرف أين وضعتها بسبب النسيان الناتج من عدم التركيز. ومن العوائد أيضًا الشعور بالتعب والإرهاق رغم كونها لم تقم بأعمال مجهدة، وهو ما يقلل من إنتاجها في الأعمال المهنية والمنزلية وغيرها من الأعمال التي يُفترض أنها تؤديها.

كيف نعامل الزوجة العصبية؟

بعدة أمور يمكن أن نحد من عصبية الزوجة العصبية أو نتجنب انعكاساتها علينا، ومنها الابتعاد عنها في الأوقات التي تكون فيها عصبية، ومغادرة المنزل أو المكان الذي تتواجد فيه، والحرص على عدم الرد عليها لئلا يصل الصدام لدرجات عالية، وبالتالي قد يحدث ما لا يُحمد عقباه.

ومن العلاجات لمثل هذا الأمر استخدام الأزواج أسلوب الصمت معها وعدم التحدث معها حتى بعد انتهاء الموقف، وهو نوع من أنواع العقاب الصامت لكي تشعر بالذنب، وبالتالي تبحث عن طرق للحفاظ على اتزانها الانفعالي في أوقات ذروة العصبية.

ومن الأهمية بمكان أن يستمع الزوج إلى زوجته لتفادي عصبيتها. فكثيرًا ما يقع الزوج في مشكلة عدم الاستماع للزوجة، مما يؤدي لسوء تفاهم يصعّد الأمر إلى مشاكل أكبر. وبهذه الأمور الثلاث يمكن الابتعاد عن خطر العصبية المفرطة للزوجة.

2024/09/01

اكتشاف مثير وخطير يخص «إهمال الأطفال».. دراسة حديثة تحذّر
سلّطت دراسة جديدة صادرة عن معهد الطب النفسي وعلم الأعصاب في كينغز كوليدج لندن وجامعة مدينة نيويورك، الضوء على العلاقة بين إساءة معاملة الأطفال والصعوبات المعرفية لديهم.

[اشترك]

واختبر الباحثون مجموعة من 1179 مشاركا، من أجل تقييم قدراتهم المعرفية في الحياة، عند البلوغ.

ووجدوا أن المشاركين الذين لديهم سجلات رسمية موثقة عن إساءة معاملة الأطفال، أظهروا عجزا إدراكيا في معظم الاختبارات، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم سجلات مماثلة.

كما لاحظ الباحثون أن هذه النتائج لم تكن متسقة عبر أنواع مختلفة من سوء المعاملة.

وأظهر المشاركون، الذين لديهم تجارب موثقة من الإهمال، عجزا إدراكيا، لكن أولئك الذين لديهم تجارب موثقة من الإيذاء البدني والجنسي لم يظهروا ذلك.

وقالت المعدة المشاركة للدراسة، أندريا دانيز، أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية تحديد الشباب الذين عانوا من الإهمال حتى يمكن تقديم الدعم المناسب؛ على سبيل المثال، للتخفيف من العواقب السلبية في التعليم والتوظيف".

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب معاناة الأفراد، الذين لديهم تاريخ موثق من الإهمال، من العجز الإدراكي.

ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون بسبب نقص التحفيز في مرحلة الطفولة، أو دور التجارب الأخرى التي غالبا ما تصاحب الإهمال، مثل فقر الأسرة.

نشرت الدراسة في مجلة لانسيت للطب النفسي.

المصدر: روسيا اليوم 
2024/08/14

ساعات طويلة أمام الشاشات.. الإدمان الرقمي يؤدي إلى «مشاكل نفسية»!
سُرى فاضل: استطاعت التكنولوجيا في عالمنا المعاصر ان تكون جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليوميّة، فالأجهزة الذكية واللوحية والإنترنت وكل ما يتعلق فيه اخترق جميع نواحي حياتنا، من العمل إلى الترفيه والتواصل الاجتماعي، ومع هذا التطور السريع والانتشار الواسع للتقنيات الرقمية، برزت مشكلة الإدمان الرقمي كواحدة من أبرز التحديات التي تهدد سلامة المجتمعات والأفراد في انحاء العالم على حد سواء.

[اشترك]

ويعرف الإدمان الرقمي على: أنه حالة من الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية والتواصل عبر الإنترنت، إذ يقضي الشخص المدمن ساعات طويلة أمام الشاشات، متجاهلاً مسؤولياته ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية.

ولهذا السلوك المرضي آثار سلبية خطيرة على الصحة العقلية والجسدية للفرد، فمن الممكن ان يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، إضافة إلى اضطرابات النوم وزيادة الوزن، اما على المستوى الاجتماعي، قد يكون الإدمان الرقمي سبب في عزلة الفرد وضعف علاقاته مع المحيطين به، فضلا عن تراجع مستوى إنتاجيته ومردوده الوظيفي.

وسط هذه التأثيرات الناجمة عن الإدمان الالكتروني تقع على عاتق الحكومات والمؤسسات التربوية والصحية مسؤولية التصدي لهذه المشكلة، وذلك من خلال تطوير برامج توعوية وتثقيف للمواطنين، حول خطورة ظاهرة الإدمان الرقمي التي اخذت بالانتشار مؤخرا.

ولا يقف الخطر عند حدود الإدمان الرقمي فحسب، بل يتعداه إلى ما يُعرف بالإنترنت العميق (Deep Web)، هذا الجزء المظلم والمجهول من الإنترنت هو ذو محتوى إجراميّ ومواد محظورة، قد تكون مدمرة للفرد والمجتمع على حد سواء، وإنّ الوصول إلى هذا الجزء من الويب قد يؤدي إلى انخراط في أنشطة إرهابية أو إجرامية خطيرة، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والسلامة العامة.

أسباب الإدمان الرقمي:

للإدمان الرقمي العديد من الأسباب، يمكن ذكر أهمها انشغال الاهل في الاعمال اليومية بالمنزل وعدم متابعة الأطفال ومعرفة أين يقضون معظم وقتهم في حال وجود الاهل وفي حال خروجهم.

ومن الأسباب الأخرى تعوّد بعض الأمهات على إعطاء الأبناء الأجهزة اللوحية لإلهائهم والتفرغ للعمل المنزلي او الاختلاء من اجل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والحديث بالمجموعات العائلية، وتمضية الكثير من الوقت في الأحاديث التي تبتعد في العادة عن هموم تربية الأطفال وغيرها من شؤون الحياة، وفي هذا الخصوص يقول الإمام الصادق، عليه السلام، “أيّما ناشئ نشأ في قوم ثم لم يؤدَب على معصية فإن الله عز وجل أول ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم”.

فمن الضروري مراعاة عمر الطفل فلكل عمر سياسة تربوية خاصة فمدرسة أهل البيت، عليهم السلام، سبقت المدارس التربوية المعاصرة بالأخذ بمبدأ (التدرج) ومثال لذلك: يؤدب الطفل على الذكر لله إذا بلغ ثلاث سنين، يقول الإمام الباقر، عليه السلام: “إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات: قل: لا الله إلا الله ثم يترك”.

ثم نتدرج مع الطفل فنبدأ بتأديبه على الصلاة يقول الامام علي، عليه السلام: “أدب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً بعد ذلك: يؤدب الصبي على الصوم”.

فأين أسرنا اليوم من توصيات وتعليمات اهل البيت عليهم السلام واتخاذها السراج الذي ينير طريقهم نحو بلوغ الهدف التربوي.

كيف نواجه ظاهرة الإدمان الرقمي؟

ولمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة، لابد من اتخاذ إجراءات فعالة على المستويين الفردي والمجتمعي، فعلى الصعيد الفردي، يجب على الأفراد تطوير ضبط النفس والوعي بحدود استخدام التكنولوجيا، كتقليل وقت الشاشة، وتخصيص فترات راحة، والمشاركة في أنشطة بديلة صحية أمور ضرورية للسيطرة على الإدمان الرقمي، كما ينبغي على الأشخاص المتأثرين طلب المساعدة المهنية واتباع برامج علاجية للتغلب على هذه الحالة.

أما على المستوى المجتمعي، فتقع على عاتق الحكومات والمؤسسات التربوية والصحية مسؤولية التصدي لهذه المشكلة، وذلك من خلال تطوير برامج توعوية وتثقيف للمواطنين، حول خطورة الإدمان الرقمي، كما ينبغي على هذه الجهات وضع سياسات وتشريعات تنظم استخدام التكنولوجيا والإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز دور الأسرة في توجيه الأبناء والحد من الإدمان.

في ظل هذه التحديات الخطيرة، لا يمكننا تجاهل مشكلة الإدمان الرقمي فإن التصدّي لهذه الظاهرة يتطلب جهودا متكاملة على المستويات الفردية والأسرية والمجتمعية، فقط من خلال هذا النهج الشامل يمكننا الحفاظ على صحتنا النفسية والاجتماعية في عصر الرقمنة المتسارع.

يجب أن تكون هناك جهود مجتمعية منسقة لإيجاد الحلول الناجعة، فعلى سبيل المثال، يمكن تعزيز دور المدارس في تنمية وعي الأجيال الناشئة، وتشجيع الأسر اعتماد أساليب تربوية تضبط استخدام التكنولوجيا.

لقد أضحى الإدمان الرقمي والإنترنت العميق، من أبرز التهديدات التي تواجهنا في العصر الحالي، فهذه المشكلة المتفاقمة تؤثر سلبا على الصحة العامة والأمن المجتمعي، وقد ترتب عليها انعكاسات اقتصادية وتنموية خطيرة، وبالتالي فلا بد من العمل بحزم وجدية لصيانة مجتمعنا من هذه المخاطر المحدقة، لنضمن مستقبلاً آمنًا وصحيًّا لأجيالنا القادمة.

وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة هذه المشكلة، فالأفراد والأسر بحاجة إلى المزيد من التوعية والتثقيف بشأن آثار الإدمان الرقمي واحتمالات الانزلاق نحو الإنترنت العميق، وعلى المؤسسات الرسمية أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد، من خلال تطوير البرامج التوعويّة والتشريعات الرادعة.

كما يجب أن تكون هناك جهود مجتمعية منسقة لإيجاد الحلول الناجعة، فعلى سبيل المثال، يمكن تعزيز دور المدارس في تنمية وعي الأجيال الناشئة، وتشجيع الأسر اعتماد أساليب تربوية تضبط استخدام التكنولوجيا، هذا بالإضافة إلى تطوير خدمات علاجية واستشارية للمتأثرين بالإدمان الرقمي، ودعم البحث العلمي في هذا المجال.

مواجهة مشكلة الإدمان الرقمي تتطلب نهجا شاملا وجهودا متضافرة على جميع المستويات، فالتصدي لهذه التحديات الخطيرة هو واجب وطني وأخلاقي، من أجل صيانة مستقبل مجتمعاتنا وحماية أفرادها.

 المعالجة على الصعيد التربوي والتعليمي، يجب ان تقوم المؤسسات التعليمية تضمين مناهجها برامج توعوية حول استخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة وصحية، فتوعية الأجيال الناشئة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لضبط استخدام الأجهزة الرقمية أمر بالغ الأهمية في مواجهة هذه المشكلة.

في هذا الإطار، تبرز أهمية دور الأسرة في توجيه أبنائها والحفاظ على توازن استخدام التقنيات الرقمية، فالآباء والأمهات مطالبون بوضع قواعد واضحة، وبممارسة الرقابة الفعالة على نشاطات أبنائهم عبر الإنترنت، كما يجب تشجيع الأسر على تخصيص أوقات للأنشطة البديلة خارج الشاشات، لتعزيز التواصل الأسري والتوازن في الحياة اليومية.

في نهاية المطاف إن مواجهة مشكلة الإدمان الرقمي، تتطلب نهجا شاملا وجهودا متضافرة على جميع المستويات، فالتصدي لهذه التحديات الخطيرة هو واجب وطني وأخلاقي، من أجل صيانة مستقبل مجتمعاتنا وحماية أفرادها، لقد آن الأوان لنتحرك بحزم وفاعلية لاستئصال هذا الخطر الماثل، والذي يهدد كيان المجتمع في عصر التكنولوجيا المتسارع.

*نقلاً عن الهدى
2024/08/08

التكنولوجيا تبتلع أطفالنا.. إدمان للهواتف وعزلة اجتماعية!
إذا زرت أي ملعب أو مركز تجاري أو حفلة عيد ميلاد للأطفال، فسوف ترى أطفالاً سلوكهم غير مقبول مع آبائهم.

جاء في تقرير لموقع «سيكولوجي توداي»: «إنه منذ وقت ليس ببعيد، كان مثل هذا السلوك من الأطفال غير مقبول. والآن، يبدو أن التذمر والمشاحنات مع الوالدين أصبحت شائعة».

كيف حدث هذا؟ وما سبب هذا التحوّل السلوكي؟

قبل توجيه أصابع الاتهام إلى الآباء، دعونا نعترف بالتأثير العميق للتكنولوجيا على حياة الأطفال. لقد أغرقت شبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو الأطفال بالأجهزة، وغيّرت روتينهم اليومي بشكل جذري.

وقد أظهرت عدة دراسات أن اعتماد الأطفال المفرط على التكنولوجيا يؤدي إلى زيادة العزلة الاجتماعية، ما يُسبب ضعف مهاراتهم الاجتماعية، وتأخر الذكاء العاطفي لديهم، وعدم قدرتهم على التعامل مع الشعور بالإحباط.

الشهر الماضي، انتشرت دعوة أميركية تطالب بوضع علامات تحذيرية على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الأضرار التي قد تسببها للصحة العقلية للمراهقين.

اليوم، وبعد 30 عاماً من إطلاق أول هاتف ذكي، قد يشعر جيل كامل من الأطفال براحة أكبر في التعامل مع الشاشات مقارنة بالبشر. في معظم الحالات، نشأ هؤلاء الأطفال على يد آباء محبين أرادوا توفير كل ما هو جديد لأطفالهم، وأيضاً، لم تكن هناك أي مؤشرات على الإدمان السلبي للتكنولوجيا بعد.

ومن أبرز التأثيرات السلبية لإدمان التكنولوجيا هو حدوث فجوات بالذكاء العاطفي وتأخر النضج، أي الانحسار في سلوكيات أكثر ملاءمة للأطفال الصغار رغم التقدم بالعمر.

يسبب التأخر العاطفي أيضاً عدم الرغبة في الاستقلال عن الأهل؛ إذ يرغب الأبناء في البقاء مع الأهل، ويطالبونهم بتلبية جميع احتياجاتهم.

ويقول كاتب التقرير، وهو مؤلف كتاب «عندما يتخذ الأطفال القرار» إن الأبوة والأمومة المضللة تغذي الشعور بالاستحقاق لدى الأبناء، ويشير إلى 3 نماذج محددة من أساليب التربية التي تعزز هذا الشعور:

الآباء الذين تعرضوا للإيذاء أو الإهمال من قبل آبائهم: يحاولون تفادي ما حدث في طفولتهم من خلال منح أطفالهم كثيراً من القوة.
الآباء والأمهات الذين يعانون القلق: لا يستطيعون رؤية أطفالهم يعانون فيفرطون في تدليلهم.
الآباء والأمهات الذين يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات: يحولون دور الأبوة والأمومة إلى طفلهم، فيقومون بتربية الطفل لرعايته بدلاً من الاعتناء به.

ما آثار الاستحقاق على الأطفال؟

انخفاض القدرة على تحمّل الإحباط: عندما يشعر الطفل المستحق بالإحباط، يجد صعوبة في التسامح والعمل على تجاوز شعوره السلبي.
ضعف مهارات حل المشاكل: لا يُحاول التفكير لحل المشكلات، ويريد شخصاً آخر لإصلاح المشاكل.
فقر أخلاقي: التكنولوجيا تعدك بالإغاثة بنقرة زر واحدة. يتوقع الأطفال المؤهلون أن يتمكنوا من الحصول على ما يريدون، وقتما يريدون ذلك، دون العمل من أجل الحصول عليه.
مشاكل اجتماعية: يتجنّب الأطفال التجمعات الاجتماعية إلا إذا كانوا مركز الاهتمام، ما يجعلهم غير محبوبين وغير قادرين على المشاركة أو العمل في فريق.
التأخر العاطفي: تأخر النضج المتوقع مع كل مرحلة عمرية، ويكون الطفل عرضة لنوبات الغضب الشديد.

المصدر: الشرق الأوسط 
2024/07/10

هل أنت تعيس؟! توقّف الآن على مشاهدة مقاطع «الريلز»!
إيمان حسين: في الفترة الأخيرة انجذب العديد من الأشخاص لمقاطع الفيديوهات القصيرة، التي يطلق عليها «ريلز» المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يصل لمرحلة الإدمان، ما يسبب الكثير من المخاطر على حياة الأشخاص، مثل مشاهدة القصص السريعة وقد تستغرق وقت قصير حيث جذابة وتسبب الإدمان بطريقة تمكن الناس من قضاء ساعات كبيرة في التمرير إلى ما لا نهاية من خلال  المنصات التواصل الاجتماعية لأن مما يجذب المواطن هي "الخلاصة".

كما يعد الريلز، سرد القصص، أحد أفضل الطرق لجذب الانتباه والتفاعل مع مشاعر المستهلك، الذين يستجيبون بشكل أفضل لسرد جيد الصنع محتوى الريلز، وهو شيء لن يتغير أبدًا.

ما هو إدمان مشاهدة الريدز؟

قائد الحكاية

كانت بداية القصة هو بعد نجاح TikTok، حيث  تقوم كل الشركة بتقنية أمريكية كبرى بإنشاء ميزات فيديو قصيرة.

يحتوي برنامج Reels الآن 25٪ من الوقت على Instagram ويوتيوب شورتس ولديه 1.5 مليار مشاهد.

الريلز تحتوي علي الفيديوهات القصيرة، أحدثت ضجة كبيرة في الأعوام الأخيرة، ظهرت لأول مرة سنة 2012 وتم تداولها على جميع المنصات التواصل الاجتماعي.

مع زيادة عدد المتابعين بمشاهدة الريلز يستطيع  نقلك لبعد آخر تختلف فيه نسبية الزمن، كثقب أسود يتلاعب بعقارب الساعة، وهي فيديوهات قصيرة تملأ شاشة الهاتف عمودياً على غير العادة، وصل توقيتها اليوم الى أقل من دقيقة أو دقيقة ونصف. تأتي بشكل متتالي ، انتشرت بعد انخفاض مدى اهتمام مدمني الوسائط الاجتماعية، وزادت شعبيتها بشكل مطرد.

ووفقاً للدكتورة إيمان عبدالله أستشاري الطب النفسي فإنه من الخطر الذي يهدد العقل نتيجة إدمان مشاهدة مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها نحو 90 ثانية على «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك»، واخرهم و المعروفة بـ«الريلز».

وأضافت استشاري الطب النفسي، أن مشاهدة «الريلز» وغيرها من الفيديوهات السريعة تجعل عقل الإنسان شارداً، مشيرةً إلى أن تلك الحالة تُعرف طبياً بـ«العقل غير السعيد».

تأثير الفيديوهات القصيرة الإدماني على حياتنا

ارتبط الاستخدام المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي بعدد لا يحصى من مشاكل الصحة العقلية، حيث أشارت الاضطرابات مثل القلق والشك الذاتي والاكتئاب ومشاكل صورة الجسد إلى زيادة استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي كمساهم سيئ.

لقد تسبب الاستخدام المستمر لمنصات التواصل الاجتماعي بالفعل في انخفاض مدى انتباه الإنسان العادي. واستمر هذا الانخفاض أكثر مع مزيد من استهلاك الريلز.

تشد المبالغة في تناول هذه المقاطع الأفراد وتجذبهم رغم رداءة المحتوى مثل خطر الإفراط في ألعاب الفيديو تماماً، حيث تم إنشاؤها بطريقة تجعل المشاهدين مدمنين عليها لذا نذكر مستخدمي الإنترنت أن مقاطع ريلز قد تظهر للجميع في البداية أنها غير ضارة ولكنها تؤدي إلى العديد من المشكلات، كالتالي:

1- انخفاض القدرة على التركيز.

2- التذمر ومحاولة إنهاء المهام بسرعة.

3- صعوبة في الاستمرارية والفشل.

4- الابتعاد عن الكتب والدورات التدريبية المفيدة طويلة النفس.

5- قتل الوقت فيما لا يهم.

6- تصاعد مستويات الشعور بالملل.

7- الكسل والانجذاب الدائم إليها.

مخاطر مشاهدة مقاطع «ريلز»

أيضاً يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة إن مقاطع فيديو «ريلز» علي موقع  إنستجرام أو فيس بوك، تسبب مخاطر كبيرة تنعكس على الأشخاص، من بينها تقليل عملية الانتباه لدى الإنسان.

فقدان الانتباه

 كما تؤثر على صحة الإنسان ويشعر دائم "الشرود والسرحان" وتزيد من التشتت الذهني والتسطح العقلي، وأن المشاهد السريعة تحد من التركيز وتصيب العقل بفقدان الانتباه، كما أنها تجعل الشخص لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ.

سعادة مؤقتة

ويضيف هندي على الرغم من أن مشاهدة مقاطع فيديو «ريلز» قد تحسن من الحالة المزاجية للشخص ولكنها سعادة مؤقتة ينتج عنها الكثير من الأضرار، إلا أنها تزيد من السلوك الاندفاعي لدى الشخص وتؤدي إلى الانشقاق الفكري أي بمعنى أنه لا يصبح لدى الشخص ملامح فكرية.

نصائح لتجنب مشاهدة فيديوهات «ريلز»

يجب على الأشخاص تجنب مشاهدة مقاطع فيديو «ريلز» لأنها تمثل خطورة كبيرة عليه وخاصة أنها تغرس سلوك الكسل لدى الأشخاص وتجعل الشخص في حالة من عدم الرضا بالواقع الذي يعيشه: «ينصح الأشخاص أن تبتعد عن مشاهدة فيديو ريلز والتي تكون على إنستجرام والفيسبوك عشان ليها اضرار كتير على الرغم أنها بتخلي الإنسان في حالة سعادة ولكنها بتسبب له الكسل».

المصدر: بوابة أخبار اليوم
2024/06/29

كيف تقلل مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي؟
في عصرنا الرقمي المتسارع، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مجرد أدوات للتفاعل بين الأصدقاء والعائلة، وتحوَّلت هذه الوسائل إلى منصات قوية تؤثر جذريًّا في مختلف جوانب حياتنا اليومية، وانفتحت آفاق جديدة للتعلم والعمل والتسوق والتفاعل الاجتماعي، كل هذه من الفوائد الكبيرة.

[اشترك]

لكن مع ذلك تأتي تحديات معقدة ومعضلات كبيرة تؤثر في الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد. في هذا المقال سوف نعرف بعض التأثيرات الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والفرد.

التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي

التواصل الاجتماعي الفعَّال: تساعدنا وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل والتفاعل مع الأهل والأصدقاء وجميع أحبائنا، سواء أكانوا قريبين منا في المدينة نفسها أم في أنحاء مختلفة من العالم، وهذا الأمر يقوي العلاقات والروابط الاجتماعية.

نقل العلم والمساعدة على التعلم وكسب المعرفة: لولا وسائل التواصل الاجتماعي لصعب كسب مهارات حياتية جديدة في مختلف المجالات، ولما كان يوجد منصات تعليمية تساعد مختلف الأعمار والفئات في التعلم وكسب المعرفة والثقافة.

مساعدة الشركات المختلفة في التسويق والترويج للخدمات التي يقدمونها مع زيادة شعبية علاماتهم التجارية.

استحداث فرص عمل.

مكان للإبداع والابتكار.

تقديم الدعم النفسي.

بعض سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي

الوصول لمرحلة الإدمان. يوجد أشخاص يقضون ساعات طويلة في المشاهدة والتفاعل مع مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر مضيعة للوقت؛ ما يقلل الإنتاجية والتركيز لدى هؤلاء الأشخاص.

تأثيرات في الصحة النفسية: عزلة اجتماعية، قلق، اكتئاب، ضغوط نفسية... إلخ.

انتهاك الخصوصية، سرقت البيانات وسرقة الهوية الشخصية.

مشكلات على مستوى النمط الحياتي: مثل حدوث اضطرابات في النوم وقلة ممارسة الرياضة، وبذلك قد يحدث انخفاض واضح في التركيز والانتباه.

قلة الإنتاجية بسبب الكسل.

انتشار المعلومات الزائفة.

انحيازات ثقافية؛ ما يؤثر في التفكير الإيجابي والرؤية السليمة.

تكرار التحرش الجنسي.

كيف تقلل مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي؟

حدد وقت استخدامك لمنصات التواصل الاجتماعي بالتزام عالٍ، فهذا الأمر يساعدك في أن تأخذ الفوائد والإيجابيات من منصات التواصل الاجتماعي أكثر من الوقوع في السلبيات.

أوقف المشتتات مثل شريط الإشعارات وتنبيهات الإيميلات... إلخ.

استخدم تطبيقات خاصة لتنظيم دخولك لوسائل التواصل الاجتماعي مثل نت بلوكر وستاي فوكس.

قراءة إرشادات الوعي حول أضرار وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: jawak
2024/06/13

لطلبتنا الأعزاء.. كيف تتعاملون مع الامتحانات؟ (نصائح)
أغلب المدارس والجامعات تعطي للطلاب أياماً قبل الامتحان النهائي. بعض الشباب يرتبك ولا يوفق في تنظيم وقته وبعضهم الآخر يلجأ إلى جدول عام للدراسة ويهتدي إلى طريقة تمكنه من استغلال قدراته ووقته فيها..  لذلك لا بد للطالب من إيجاد خطوات يتبعها في الدراسة بحيث توفر له عدة أمور مهمة:

[اشترك]

1- تحديد وقت المذاكرة.. لتوفير الوقت واستغلاله.

2- بذل أقل الجهود الممكنة.. بمعنى استغلال الطاقة بالطرق الصحيحة.

3- الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة.

ولذلك لا بد من:

1- تقسيم الوقت بين المواد بوضع جدول دراسي يتقيد به المتعلم قدر المستطاع ويتناسب مع الجدول الدراسي اليومي.

2- عند الشعور بالتعب أخذ قسط من الراحة وتناول عصائر حتى تجدد نشاطك.

3- اختيار المكان المناسب للدراسة وذلك من حيث:

أ - الإضاءة المناسبة.

ب - التهوية الجيدة للغرفة وترتيبها.. فالترتيب يبعث على الراحة.

ج - الابتعاد عن المذاكرة في غرفة النوم.

4- دراسة المواد العلمية مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء وحتى الأحياء لا تنفع بصورة شفوية وإنما لا بد من أن يصاحبها استخدام الورقة والقلم.. فذلك أثبت للمعلومات فيه.

5- الابتعاد عن مصادر الإزعاج بكل أنواعها.. فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة.

6- الاهتمام بالغذاء.

7- أخذ القسط الكافي من النوم بحيث لا يقل عن 7 ساعات ولا يزيد عن 9 ساعات.

8 - الاهتمام بأداء الصلاة في أوقاتها والدعاء لرب العالمين بتثبيت المعلومات.

نصائح قبل-أثناء-بعد الامتحان

قبل الامتحان:

1. كُن جاهزاً وادرس المواد بشكل كامل.

2. ممارسة الحركات الرياضية تساعد على شحن الذهن.

3. لا تذاكر مستلقياً ولا منبطحاً فتنام.

4. احذر حشو الرأس ليلة الامتحان.

5. الراحة والاسترخاء قبل الامتحان أساس النجاح.

6. المشي أثناء الحفظ جيد ولكن لفترة معينة.

7. خُذ قسطاً كافياً من النوم قبل يوم الامتحان.

8. استيقظ في وقت مبكر حتى تذهب إلى الامتحان من غير عجلة.

9. لا تذهب إلى الامتحان ومعدتك خاوية، خُذ معك قطعة من الحلاوة أو البسكويت وما شابه لتُساعدك على مواجهة القلق.

10. استرخ قُبيل الامتحان. لا تحاول أن تُراجع كُل شيء في اللحظات الأخيرة.

11. واجه الامتحان بثقة تامة واعتبره فرصة لعرض ما ذاكرته.

أثناء الامتحان:

إذا استلمت ورقة الأسئلة فقل الآيات التالية: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم * ..رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾.

1. إقرأ ورقة الأسئلة قراءةً سريعة لترتيب أولوية الإجابات التي ستبدأ بها ولا تنزعج إذا وقفت حائراً أمام سؤال فسوف تأتي إجابته تلقائياً إن شاء الله من خلال باقي الأسئلة.

2. إقرأ الأسئلة والتعليمات بدقة.

3. إذا واجهت سؤالاً صعباً، انتقل إلى سؤال آخر ولا تتوتر.

4. إذا كان الامتحان صعباً، اختر أحد الأسئلة وابدأ الكتابة. ذلك قد يُعيد إلى ذاكرتك ما نسيته.

5. لا تقلق عندما ترى الطلبة الآخرين يسلمون أوراقهم، فليس هناك جائزة لمن ينتهي أولاً.

6. راجع إجاباتك أكثر من مرة.

بعد الامتحان:

النصيحة الأهم عدم مراجعة إجابات الامتحان بشكل متكرر لأن ذلك كفيل بزيادة توترك وعليك بالتوكل على الله وطلب الدعاء من والديك. المصدر: baqiatollah
2024/06/11

نتيجة «الإسراف» الإفلاس!
تؤكد الكثير من الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام بأن "الفقر" يعتبر نصيباً لمن لم يقتصد في معيشته !!

[اشترك]

‏ومن المهم هنا أن نعرف أن هناك فرقاً واضحاً بين البخل وبين الاقتصاد، وهذا الفرق يفهمه العقلاء والواعون ..

‏فالبخل صفة سيئة نهى عنها الشارع الأقدس، والاقتصاد صفة حسنة حث عليها الشارع الأقدس، فلا للبخل، و نعم للاقتصاد !!

‏شراء السلع الغالية جداً :

‏تقوم بعض النساء، وبعض الرجال أيضاً، بشراء أمور بأسعار غالية جداً، بل بأثمان خيالية أحياناً، بحجة أن هذا الشيء (ماركة!) أو ما أشبه ذلك ..

‏ومن تلك الأمور: الملابس بأنواعها، الشنط اليدوية، الإكسسوارات، المكياج، الأقلام، الساعات... إلى آخره ..

‏ونحن هنا لا نريد أن نقول: لا تشتروا الشيء الجيد الثمين نهائياً، وإنما نريد القول :

‏إن بعض الأسعار الفاحشة التي تُدفع في مقابل بعض الأمور التي قد لا يحتاجها الإنسان احتياجاً مهمًا، مما لا يرضى به الشرع الأقدس ..

‏و مثل هذا التعامل مع الأموال يحتوي على  أخطاء ومضار كثيرة ..

‏منها: الإسراف المنهي عنه ..

‏ومنها: استنزاف "جيب" الزوج، أو "جيب" الزوجة نفسها !! أو كلاهما معاً ..

‏ومنها: تضييع نعمة المال في غير موردها، والحال وجود موارد أكثر أهمية وأزيد فائدة لصرف تلك الأموال الطائلة ..

‏وغير ذلك من المضار الكثيرة

‏قال تعالى: { ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }

‏سورة: الإسراء، آية: 26 و 27

‏وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام :

‏التبذير عنوان الفاقة

‏منتخب ميزان الحكمة، ص 69 باب: التبذير

‏بمعنى: أن التبذير نتيجته هي الفقر والفاقة -والعياذ بالله- ..

‏وإذا كنت -أخي المؤمن-، أو إذا كنتِ -أختي المؤمنة- ممن يحب التفاخر أمام الناس والأصدقاء بلبس وحمل الأشياء فاحشة الغلاء، فاسمعا هذا الحديث الوارد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام :

‏مَن افتخر بالتبذير احتُقر بالإفلاس !!

‏منتخب ميزان الحكمة، ص 69 باب: التبذير

‏الإسراف في ماء الغُسل والوضوء :

‏من الموارد التي ربما يقع فيها الإسراف كثيراً : الوضوء والغُسل ..

‏فبعض الناس عندما يدخل إلى الحمام، فإنه لايخرج إلا بعد مرور فترة طويلة من الزمان !! وفي هذه الفترة يصب كميات كبيرة من المياه ..

‏وهو بذلك يُتلف نعمةً من نعم الله تعالى، ويسقط في مستنقع الإسراف -والعياذ بالله- ..

2024/05/26

كيف يستفيد الطالب من عطلته الصيفيّة؟
العطلة الصيفيَّة على الأبواب، ترى كيف للشباب أن يستثمرها، وللطلاب أن يغنموا فوائدها؟

[اشترك]
ينبغي على الطالِب أولاً أن يُعين أباه في هذا الزمن الصعب على تحمّل أعبائه الماليَّة الدّراسيَّة، يبحث عن عملٍ له ولو بأجرٍ قليل على أن لا يصل إلى حدِّ البخس؛ لأنه ظلمٌ ولا ينبغي للإنسان أن يُعينَ الظالِمَ على نفسه، وبذلك يستغني عن مساعدة أبيه ويغطي تكاليف سنته الدّراسية بالقدر الممكن.
وإذا لم يكن الطالب محتاجاً إلى عمل، أو احتاج ولم يجد عملاً فلا بأس أن ينخرط في ورشةٍ لتصليح السيارات، أو للنّجارة، أو لتأسيس الكهرباء والماء لقريبٍ أو معرفة يتعلَّم صنعةً له حتى ولو كان العمل بغير أجر، عسى بعد تعلّم الحرفة يفتح  لنفسه ورشةً خاصةً بماله أو مع شريك، أو على الأقل يقوم بتصليح كهرباء وماء بيته أو سيارة أبيه بيده لا بيد الآخرين.
والتَّعلم حسنٌ على أيَّة حال.
ثم أن يتفق مع طالب علمٍ مؤمنٍ محصّل أن يعلّمه المسائل الابتلائيَّة في الوضوء والصلاة والخمس ولو لنصف ساعة ليلاً، أو موجز الأحكام لسماحة السيد المرجع – دام ظلُّه – توقفه على مفاتيح الرسالة العمليَّة، ويعلّمه تفسير سورتي الحمد والإخلاص ليعرف المعاني التي يقولُها في أثناء الصلاة، وإذا تعذَّر ذلك سمع شروح السيد صباح شبر للأحكام الفقهيَّة في الوضوء والصلاة والخمس ففيها غنىً بحمد الله للمؤمن وكفاية.
أن يقرأ باباً من كتاب الكافي بحسب ما ترغب به نفسه، ولو أن يقرأ منه حديثاً في الليلة، فحديثهم نور، ونورٌ على نورٍ يجعل القلب مضيئاً بمصباح كلماتهم – عليهم السلام –
وأن يقرأ كتاب المراجعات، أو مجلَّداً من كتاب الغدير إذا تعذَّرت قراءته جميعا، أو بعض ما سطرته أقلام علمائنا الأعلام في التفسير كبيان السيد الخوئي، أو السيرة ككتب الشيخ باقر القرشيّ، أو في الإمام المهدي ككتاب السيد محمد باقر الصدر، أو السقيفة للشيخ المظفر ونحو ذلك، وإذا رجع إلى فاضلٍ ثقةٍ متديّنٍ من أهل العلم لينتخب له كتاباً فهو خيرٌ وأحسن عملا.
وكلُّ تلك القراءة بتركيزٍ وتلخيصٍ وإخلاص.
وليكن لبدنك عليك حقاً، ادخل في قاعةٍ رياضيَّة وابن جسمك، فالمؤمن القويُّ خيرٌ من المؤمن الضعيف، ولتكن قوتك زكاةً للأمر بالمعروف بعد معرفة شرائطه وأخذ الاذن من المرجع الجامع للشرائط للقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر باليد إذا اقتضى الأمر، ولإنصاف الضعيف وحماية المستضعف.
فإن تعذر ذلك شارك في فريق منطقتك بكرة القدم ونحو ذلك.
وكما للعقل والجسم نصيبٌ فللقلب نصيب، ليجعل ليلة الجمعة ويومها للسفر والتنزّه، فيجمع بين الزيارتين الدينيَّة والسياحيَّة، فيزور في أسبوع قبور أهل البيت – عليهم السلام – في النَّجف الأشرف وكربلاء المقدَّسة والكاظميَّة وسامراء العاليات.
ويحسن به إذا أراد زيارة إمامٍ من الأئمَّة أن يقرأ في سيرته – عليه السَّلام – ليكون – على مستوى ما – عارفاً بحقه ولو بهذا المقدار، وإذا تعذَّرت القراءة ليسمع محاضرةً وهو في الطريق عن هذا المعصوم – عليه السلام – ليدخل وفي قلبه المهابة والخشوع والعرفان بسيرة هذا الإمام المعصوم – صلوات الله عليه.
وفي الأسبوع الآخر ليزر آثار مدينته أو بلده، والمناطق السياحيَّة التي فيها، بحر النَّجف وطاراتها، والمدارس الدينيَّة التي فيها، آثار بابل، وموقع مردّ الشمس وإحراق الخليل – عليه السلام – المدائن وطاق كسرى، الأهوار، المتاحف، وغير ذلك مما ليس يحضرني الآن، ولتكن زيارته للعبرة والنظر " قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ  كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ"
وللتعلّم والاستكشاف بأن يقرأ عن تاريخ تلك المنطقة وآثارها وما تضمّه من خيرات وتحويه من كنوز، وعن عادات أهلها وتقاليدهم.
ولا بأس أن يكتب أوراقاً عن هذه السفرة وما لاقى منها وفيها، وعن الحوادث التي جرت.
وإذا استطعت أن تكتب بحثاً في المجال الذي تُحبُّه في العلم أو الأدب، أو تكتب قصةً أو شعراً فذلك جميلٌ منك.
فإذا صار الأسبوع الأخير من العطلة ووجد عنده القدرة الماليَّة، أو تبرَّع له متبرّع، أو تكفَّل بمصاريفه أبٌ رحيم أو ليٌّ حميم فليزر قبر النبيّ – صلى الله عليه وآله – وقبور أئمة البقيع – عليهم السلام – ويعتمر.
أو يزور قبر الإمام الرّضا والسيدة المعصومة – عليهما السَّلام- أو قبر السيدة زينب – عليها السلام –
والخلاصة
الصبح إلى ما بعد الظهر للعمل، وفي طريق العودة للبيت يمكن أن تتقضي بعض حاجياته كشراء الخبز، أو التسوق ونحو ذلك.
بعد الظهر العودة للبيت لتناول الغداء وأخذ قسطٍ من الراحة والنَّوم.
قبيل الغروب بساعة الذهاب إلى القاعة الرياضية أو فريق منطقتك ثم الذهاب للمسجد لأداء الصلاة.
في الليل للدرس عند طالب العلم، أو الاستماع للسيد صباح شبر، ثم القراءة لمدة ساعة تزيد أو تنقص بحسب الرغبة، أو كتابة بحث أو قصة أو غير ذلك.
والجدول ليس ملزماً لأحد، فلكلٍ ظرفه ويمكن التعديل والحذف والإضافة.
والله ولي التوفيق.

2024/05/19

موت بطيء: كيف تؤثر الأجهزة الذكية على عقل الطفل؟
يشير مصطلح “الموت البطيء لعقل الطفل” إلى الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن الإفراط في استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية.

[اشترك]

في عصرنا الحالي أصبح الأطفال يقضون وقتًا طويلًا أمام شاشات الأجهزة الرقمية، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفزيونات، وقد أثار هذا الأمر مخاوف لدى العديد من الآباء والمعلمين بشأن تأثيره على نمو وتطور عقل الطفل.

الآثار السلبية التي تسببها الأجهزة الرقمية لعقل الطفل

استخدام الأجهزة الرقمية بشكل مفرط يمكن أن يسبب آثار سلبية على عقل الطفل.

تأثير على التركيز والانتباه:

• يمكن أن يؤدي الانخراط المكثف في الأجهزة الرقمية إلى تشتت الانتباه وضعف التركيز، مما يؤثر على قدرة الطفل على استيعاب المعلومات.

تأثير على النوم:

• الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في نوم الطفل بسبب الإضاءة الزرقاء التي تشعر بها العيون وتثير الدماغ.

تأثير على التطور اللغوي:

• قد يؤثر الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات على فرصهم للتواصل اللغوي الفعّال، ويمكن أن يؤثر سلبًا على تطور مهارات اللغة.

تأثير على الصحة النفسية:

• يمكن أن يسبب الانفصال عن الواقع والتفاعل المكثف مع العوالم الافتراضية إلى مشاكل في الصحة النفسية، مثل زيادة مستويات التوتر والقلق.

تأثير على التفاعل الاجتماعي:

• قد يؤدي استخدام الأجهزة الرقمية بشكل مكثف إلى انعزال الأطفال عن التفاعل الاجتماعي في الواقع، مما يمكن أن يؤثر على تطوير مهارات التواصل والتعاون.

تأثير على التحفيز الحسي:

• يمكن أن يتسبب الانخراط المفرط في الألعاب الرقمية في تقليل التحفيز الحسي، حيث يعتمد العقل النامي على تجارب وتفاعلات متعددة لتعزيز التطور العقلي.

تأثير على الإبداع والتفكير النقدي:

• يمكن أن يحد من اعتماد الأطفال على الألعاب والتطبيقات الرقمية من فرص التفكير الإبداعي والتفكير النقدي، حيث تقدم هذه الأدوات تجارب أكثر استهلاكًا من إنتاج.

يتطلب التوازن والإشراف من قبل الوالدين والمربين للحفاظ على تجربة استخدام الأجهزة الرقمية بشكل صحي لعقل الطفل وتطويره بشكل جيد.

نصائح للحد من الآثار السلبية للأجهزة الرقمية على عقل الطفل

النصائح التي يمكن للآباء والمعلمين اتباعها للحد من الآثار السلبية لاستخدام الأجهزة الرقمية على عقل الطفل:

تحديد حدود زمنية:

• حددوا وقتًا محددًا لاستخدام الأجهزة الرقمية وتأكدوا من أن الأطفال يلتزمون بهذه الحدود.

مراقبة المحتوى:

• كوّنوا نظامًا لمراقبة المحتوى الذي يتم مشاهدته أو لعبه على الأجهزة الرقمية وتأكدوا من أنه مناسب لعمر الطفل.

تشجيع على التفاعل الاجتماعي:

• حفزوا الأطفال على التفاعل مع بيئتهم الاجتماعية وشجعوهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية خارج الشاشة.

توفير بدائل تعليمية:

• اختاروا تطبيقات وألعاب رقمية تحتوي على عناصر تعليمية وتطويرية لتعزيز مهارات الطفل.

تحفيز القراءة:

• شجعوا الأطفال على القراءة الورقية والإلكترونية، وقدموا لهم قصصًا رقمية تفاعلية لتحفيز حب القراءة.

تحديد غرفة خالية من الأجهزة:

• حددوا غرفة في المنزل تكون خالية من الأجهزة الرقمية، حيث يمكن للأطفال القضاء وقتهم في اللعب والاسترخاء بدون شاشات.

المشاركة الفعّالة:

• شاركوا الأطفال في الأنشطة التفاعلية، سواء كانت إبداعية أو رياضية، لتعزيز تفاعلهم مع العالم الواقعي.

التواصل الدوري:

• تحدثوا بانتظام مع الأطفال حول استخدامهم للأجهزة الرقمية، واستمعوا إلى مشاكلهم ومخاوفهم بشكل فعّال.

تشجيع على النوم الصحي:

• تأكدوا من أن الأطفال يتبعون جدولًا منتظمًا للنوم وتجنبوا استخدام الأجهزة الرقمية قبل النوم.

تحفيز الفضول والاكتشاف:

• قدموا للأطفال فرصًا للاكتشاف والاستكشاف في العالم الواقعي لتعزيز تطوير قدراتهم العقلية.

من خلال تبني هذه النصائح، يمكن للآباء والمعلمين تعزيز تجربة الأطفال مع الأجهزة الرقمية بشكل إيجابي وتحقيق توازن صحي في حياتهم.

نقلاً عن بيت المهارات
2024/05/18

من هي الزوجة العصبية؟ وكيف تتعامل معها؟
كتب سامر سليمان: العصبية هي شعور ورد فعل استجابي نتيجة للتعرُّض للضغط ولبعض اضطرابات القلق والتوتر فتظهر على شكل نوبة من الغضب أو الاضطراب بشكل مفاجئ وغير متوقع وقد تترافق مع تغيرات تسبب للزوجة العديد من المشكلات، سواء أن كانت مشكلات صحية أو مشكلات اجتماعية مع أصدقائها أو مع زوجها.

[اشترك]

ضغوط الحياة الزائدة وتفاقم المسؤوليات

تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. وفاء الانصاري: تعاني الكثير من الزوجات من العصبية الزائدة أونوبات الغضب، وهذا يرجع إلى الكثير من العوامل التي تؤثر على الأعصاب والحالة النفسية والمزاجية، كتغيرات عاطفية كالشعور بالاكتئاب أو القلق أو تغيرات الشخصية أو نتيجة الضغوط اليومية وتصرفات الأبناء أونتيجة لضغوط الحياة الزائدة وهي أحد مسببات التوتر والعصبية الشديدة أو قد ترجع إلى الضغوط الشديدة للعمل، وتشتت المسؤوليات بين البيت والعمل وعدم القدرة على تحقيق التوازن بينهما أو قد يرجع الأمر إلى تخاذل ممن ينبغي لهم القيام بدعمها كالزوج أو الأولاد.

صفات في شخصية الزوجة العصبية

·      ترى أنها الوحيدة الصحيحة التي تمتلك عصا العلم والمعرفة والقدرة على ضبط الأمور، بل والتحكم في الحياة بطريقة صحيحة من وجهة نظرها، حتى إن كان رأيها خاطئاً فيجب أن يطبق وجهة نظرها.

·      لا تعطي زوجها التقدير والاحترم اللازم، حتى بوجود أشخاص آخرين معهم، مما يؤثر على الزوج ونظرة الآخرين له.

·      تحاول تهميش جميع الأشخاص الموجودين حولها، وخاصة زوجها وأطفالها فهي تصر على تربيتهم بطريقتها الخاصة، والتحكم بهم مما يؤدي إلى ضعف شخصيتهم وعدم قدرتهم على التواصل معها.

·      عادة ما تلجأ الزوجة العصبية للصراخ ورفع صوتها في حال رفض الآخرين آراءها والانصياع لرغباتها، كما تقوم بالتصرف بطريقة غير مسؤولة مثل تحطيم بعض الأشياء وكسرها أو توجيه الضرب والإهانة والكلام السيء.

·      تعتبر قنبلة موقوتة تهدد استقرار وهدوء الأسرة، فينعكس هذا السلوك على تربية الأبناء.

·      غير متصالحة مع نفسها، وتترجم كل هذا في تصرفاتها العنيفة والقاسية مع الزوج والأولاد أحياناً، أوبالعزلة والانطواء وعدم الرغبة في مخالطة المجتمع.

·      الزوجة العصبية شديدة الشعور بالندم والحسرة، أكثر من غيرها، فتُصاب بالقلق والأرق الليلي، عندما تعيد شريط يومها، ترى نفسها على حقيقتها، في عدم مقدرتها على ضبط انفعالاتها.

·      الصوت العالي هو سلاحها في كل نقاش، وتكاد لا تحب أن يقاطعها أو يناقشها أحد إن لم تبدأ هي بالنقاش.

·      دائمة التسرع في قراراتها التي تحب أن تنفرد بها، ولا تفكر في أخذ المشورة من شريكها، مما يسبب وقوعها في كثير من الأخطاء بسبب عصبيتها الزائدة.

·      تعاني من الحساسية الزائدة والغضب للمواقف، التي تكون بسيطة بالنسبة للآخرين، ولا يوجد داعٍ لعصبيتها منها.

·      سريعة الانفعال، أي أنها لا تفكر قبل أن تتكلم، وتكون سهلة الاستثارة والتأثر.

·      لا تقبل الرأي الآخر الذي يعارضها، أو يناقشها، حيث تكون دائماً متمسكة برأيها، فهي دائماً شخصية عنيدة.

·      يصعب التواصل أو التحدث معها بشكلٍ إيجابيٍّ وهادف في كافة الأمور الحياتية.

·      دائمة التصرَّف بصورة غريبة وخارجة عن المألوف في بعض المواقف، فيتحول الغضب المسيطر عليها إلى نوبة ضحك هيستيرية.

تأثير عصبية الزوجة على الأسرة والزواج

تقول د. وفاء الأنصاري إن الزوجة العصبية تؤثر بشكل سلبي على الأسرة ككل، وتتسبب فى توتر المنزل بالكامل، وقد تكون حساسة وتثور في وجه زوجها، ولا تُتيح للزوج أن يشاركها أحداث يومه، وحياته، فتؤدي العصبية إلى:

·      الإحساس الدائم بالخوف وعدم الثقة والأمان والاستقرار في العلاقة الزوجية، وكليهما ضروريين لإنجاح الزواج.

·      التقليل من تقدير الذات عند الزوجة بسبب مشاعر الذنب والعار.

·      خوف الزوجة من العطاء الذاتي أو تلقي الحب.

·      تسرب الخوف إلى الأسرة، وزيادة الخوف من التعرض للأذى.

·      إحباط الزوج والابتعاد عن زوجته العصبية.

·      سيطرة الحزن والوحدة والقلق وعدم التركيز والاضطراب النفسي على الأسرة.

·      زيادة الإغراءات الخارجية للزوج.

·      زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم.

أفضل طرق للتعامل مع الزوجة العصبية

·      ينبغي أن يكون الحديث والحوار إيجابياً بين الزوجين، ويكون قائماً على المشاركة والتشاور في الرأي والقرارات التي يتم اتخاذها، وعدم التشبث بالآراء المنفردة، والسيطرة والتحكم وفرض الرأي.

·      في الغالب تكون هناك أسباب كامنة خلف هذه العصبية، وتستخدم الزوجة هذه العصبية لإخفاء مشاعرها أو الحقيقة، وحتى تشعر بالقوة وفرض سيطرتها، ولذا ينبغي على الزوج عدم إلقاء التهم والعتاب عليها بل لا بد من التعاطف معها.

·      محاولة استيعاب سبب عصبية الزوجة وتمسكها برأيها، بطريقة هادئة وبتفهم للمواقف بدون أي استفزاز من جانب الزوج لزوجته وزيادة عصبيتها وعدم الضغط عليها بما لا تتحمله، وعدم الاستخفاف بمشاعرها.

·      في حال استخدام الزوجة العصبية لأسلوب العناد والإصرار، والعصبية للحصول على طلباتها، يجب على الزوج أن يتعامل مع هذه الطلبات بتجاهل إيجابي، أي يقوم بالاستماع وعدم توضيح رد الفعل سواء بالإيجاب أو بالرفض لأنها غير مناسبة، وحتى إن تعرض لنوبة من الغضب والثوران في بداية الأمر، إلا أن الزوجة ستفهم بعد عدة محاولات أن العصبية والعناد لن تثمر ولن تحقق لها أهدافها.

·      ينبغي على الزوج الالتزام بالهدوء وعدم رفع الصوت في حالة غضب الزوجة حتى لا تزداد انفعالاتها العصبية.

·      ليست جميع المشاكل أو المصاعب تستحق النقاش حولها، يجب على الزوج أن يتجاوز بعض الصراعات أو النقاشات التي تغضب الزوجة، ولكن لا يجب التهاون إذا كان الأمر حساساً.

·      الاحتواء من الطرق المهمة لفهم تصرفات الزوجة وامتصاص غضبها وجعلها أكثر هدوءاً من خلال مدحها والكلام الطيب وعدم مقارنتها بالأخريات، وفتح باب الحوار الراقي لإصلاح وتصحيح المواقف التي نتجت عن عصبية الزوجة.

·      تأجيل العتاب واللوم إلى وقت لاحق بعد هدوء الزوجة من حالة الغضب، في حالة أخطأت في حقك.

·      التركيز على الإيجابيات وعدم النظر إلى سلبيات الزوجة فقط، وتجنب الانتقاد الدائم لتصرفتها وإعطائها النصيحة الدائمة من قبيل الخوف عليها وعلى تأثر زواجكما.

·      الوضوحً والصراحة والابتعاد عن التلميحات والتعليقات غير الواضحة والانتقاد العدواني والسلبي.

·      منح الزوجة العصبية مساحة خاصة، وبعض الوقت حتى تقضيه بمفردها لتهدأ وتسترخي، وإن كان السبب من الزوج وطلبت الحصول على بعض المساحة أو الوقت بعيداً عنه، فيجب احترام رغبتها في ذلك.

·      العناق حل سحري لأغلب المشاكل بين الزوجين، ويمكنه أن يطرد أي غضب من جانب الزوجة.

2024/05/14

عصبية ومنّدفعة: زوجتي مزاجية.. كيف أتعامل معها؟!
المزاجية هي نوع من التقلب المفاجئ في نفسية الإنسان ومشاعره وتسبب القلق والتوتر للمحيطين به وللشخص نفسه، وتعاني العديد من السيدات من هذه المشكلة وتسبب لها مشاكل وأزمات في حياتها الاجتماعية والعملية أيضا، فهي شديدة الحساسية لأي تصرف أو حديث يمكن أن يوجه إليها أو يتعلق بها فتجدها تتقلب بين السعادة والغضب والهدوء والعصبية خلال دقائق معدودة مما يحدث نوعا من الاضطراب وعدم التوازن في المكان الذي تتواجد فيه وارباك للمحيطين.

[اشترك]

يجد الزوج صعوبات كثيرة في التعامل مع الزوجة المتقلبة المزاج لذلك تجدهم يبحثون عن طريقة نافعة لإعادة السعادة إلى الأسرة والحياة الزوجية.

إن تقلب مزاج الزوجة بسرعة يسبب الحرج والإرباك للزوج كما يؤدي إلى زيادة المشاكل بينهما وتطورها بسرعة كبيرة، لذلك يتوجب على الزوج إدراك الحالة التي تشعر بها الزوجة والمسبب الرئيسي لتقلب مزاجها وبالتالي التعرف على أفضل طريقة للتعامل مع الزوجة المزاجية والابتعاد عن المشاكل قدر الإمكان.

ولا تنعكس نفسية الزوجة وتقلباتهاعلى زوجها فقط بل على الأسرة بشكل عام وعلى الحياة الخاصة بها اجتماعيا وعمليا، فهي سريعة الإنفعال والغضب والتحول المفاجئ من حالة الرضى والسعادة والفرح إلى حالة من الغضب والحزن والتعاسة بسرعة كبيرة، وتختلف طريقة التعامل مع الزوجة المزاجية فهناك من الازواج من يمتلك الصبر ويحاول احتواء زوجته ومساعدتها في التخلص من هذه المزاجية ليعود الحب والتفاهم وآخرون يجدون صعوبة في تفهم نفسية الزواج مما يزيد الامر سوء.

مواصفات الزوجة المزاجية

من هي الزوجة المزاجية ومتى نقول عن سيدة أنها متقلبة او مزاجية:

·      من أول الصفات التي تظهر على الزوجة المزاجية أنها سريعة الغضب فكلمة واحدة أو تصرف خاطئ يؤدي إلى انفعالها بشدة تفجير غضبها وقد توجه العديد من الكلمات الجارحة والتي لا يجدر بها أن تتكلم بها وتسبب لها العديد من المشاكل لاحقا، وقد تعكس غضبها هذا على زوجها او اولادها والمحيطين وعلى نفسها ايضا.

·      الانفعال وعدم الصبر فهي تريد أن تتم كافة الأمور وفق مخططاتها ولا تتسامح مع افراد اسرتها عندما يتم تجاهل اوامرها بل تريد أن تكون طلباتها واحتياجاتها من الاولويات وان تلبى بالسرعة القصوى، اضافة الى ذلك فهي لا تنتظر أي تبرير من اي شخص بل تنفعل بسرعة وتظهر غضبها قبل أن يستطيع أحد أن يتحدث او يظهر له اعذاره.

·      الاندفاع باتخاذ قراراتها دون أن تتعمق في فهم ودراسة هذه القرارات والتي يمكن أن تكون مصيرية لها ولاسرتها ومن ثم تنتابها حالة من الندم على تلك القرارات والشعور بالذنب والقلق بسبب تصرفاتها المندفعة.

·      الوحدة من مميزات الزوجة المتقلبة المزاج فتجدها تبحث عن طريقة لتختلي بنفسها بعيدا عن الناس والتفكير بكل ما يقلقها ويصعب الضغط على الزوجة المزاجية لمعرفة ما تفكر به قبل أن تقرر هي الكلام.

·      كثرة التفكير بشكل يفوق الحد المطلوب ولا يتوقف تفكيرها على الحاضر والمستقبل بل هي تستعيد الكثير من ذكريات الماضي لتساعدها على بناء قراراتها الجديدة

·      الاكتئاب والحزن يسيطران على حياة الزوجة المزاجية والتي يمكن أن تكون بحالة من السعادة والمرح ولكنها وخلال لحظات معدودة تنقلب رأس على عقب وتتحول الى انسانة حزينة وكئيبة وخاصة عندما تبدأ بجلب الماضي السيء للواقع.

نصائح هامة للتعامل مع الزوجة المزاجية

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى ازدواجية شخصية الزوجية وتقلبها فبعد أن تكون الزوجة الهادئة المحبة للحياة تتحول الى بركان قابل للانفجار في أي لحظة وعادة ما يكون السبب هو الضغوطات الكثيرة التي تتعرض لها سواء اجتماعية او اقتصادية، وقد يكون السبب هو صمت الزوجة وتساهلها مع المشاكل التي تتراكم وتؤدي الى ظهور وجه آخر للزوجة متقلب مزاجي سريع الغضب والانفعال، كما تؤدي الضغوط والأعباء المنزلية والعملية على إحداث هذا النوع من تقلب المزاج وخاصة بعد عودة الزوجة من يوم عمل متعب لتجد أنها بحاجة للعمل في المنزل ايضا ولا يوجد مجال للراحة وهنا يظهر الألم والاكتئاب والغضب في تصرفات الزوجة، وهناك العديد من النصائح التي يمكن تقديمها للزوج لمساعدة الزوجة على التخلص من هذه الازدواجية:

·      الاحتواء وإظهار مشاعر الحب والود من قبل الزوجة وفي توافق الفعل مع القول فالكلمات المعسولة لا تجدي نفعا أن لم يرافقها التقرب والمساعدة والتفهم .

·      إيجاد حلول للمشاكل اول بأول وعدم تركها تتراكم وفهم السبب المؤدي لتقلب مزاج الزوجة وايجاد تبرير جيد وواضح لاي تصرف او قول تسبب بذلك.

·      تصرفات الزوجة المزاجية هي أمر غير خارج سيطرة الزوجة سواء ظهر بشكل ملامح على وجهها او افعال وكلام سيء يعبر عن غضبها، لذلك يجب على الزوج أن يتجنب الكلام الجارح الذي يزيد من غضبها وحزنها وتجنب الحديث حول المواضيع التي تؤدي الى تغير مزاجها.

·      ترك مساحة شخصية للزوجة تستطيع من خلالها أن تعتني بنفسها وتمارس حياتها الاجتماعية بعيدا عن الاطفال والمسؤوليات المنزلية.

·      حاول أن تتحلى بالصبر فلا تندفع وراء غضبك من تصرفاتها فتزيد الامر سوء وحاول السيطرة على الموقف ولا تجرحها بالكلام فتشعر بالحزن والغضب أكثر.

·      أسوأ ما يمكن أن يقوم به الزوج هو استفزاز زوجته مما يثير غضبها أكثر وتحولها الى كتلة من الغضب والحزن والالم وربما تصل الى كره الزوج بسبب تصرفه معه وعدم تفهم سبب غضبها او حزنها.

افضل طريقة للتعامل مع الزوجة المزاجية

السيطرة على مشاعر وتصرفات الزوجة المزاجية غير ممكن لذلك يجب على الزوج امتلاك الحكمة والمعرفة للتصرف معها وتجاوز المرحلة التي تمر بها الزوجة ومن أفضل طرق التعامل مع الزوجة المزاجية :

·      عدم التعامل مع الزوجة أو الاحتكاك بها وهي في تلك المرحلة لأنها تزيد الامر سوء.

·      سيطر على مشاعرك وانفعالاتك ولا تحاول أن تقابل عصبيتها وغضبها بنفس الطريقة بل كن متزن وسيطر على الوضع باحتوائها ومحاولة امتصاص غضبها.

·      ابتعد عن نقدها وتقديم المواعظ وهي غاضبة او حزينة وحاول ايجاد اسلوب افضل لمساعدتها على تجاوز تقلباتها.

·      تكلم مع زوجتك بهدوء وناقش المشكلة التي تمرون بها ووضح من خلال حديثك مايزعجك بتصرفها.

·      لاتجعل الامر شخصي اذا كان تقلبها لا يرتبط او يتعلق بتصرف قمت به او كلام قد وجهته إليها.

·      ازرع الثقة في نفس زوجتك وأن تصرفاتها المزاجية لن تنعكس على علاقتكم وتسبب كرهك لها لان ذلك يجعلها تعيد النظر في تصرفاتها وتدرك أنك الشخص الوحيد الذي يتقبلها ويستحق منها الاحترام والحب ويدفعها للتفكير في تغيير ذاتها.

المزاجية التي تعاني منها الزوجة لاتسبب لها المشاكل مع الناس المحيطين بها فقط بل يتعدى ذلك الى كرهها لنفسها وابتعادها عن الناس والاكتئاب والحزن، فهي تخشى أن تفقد المحبين لها بسبب تبدل مزاجها وعصبيتها وغضبها لذلك تجد أن وحدتها تساعدها على تجنب الوقوع في الخطأ بحق ذاتها وبحق المحيطين بها، وعلى الزوج أن يساعد زوجته لتجاوز تلك المشكلة وتقبلها ومحاولة احتوائها فتلك هي طريقة التعامل مع الزوجة المزاجية الأفضل والتي تساعد في الحفاظ على الأسرة.

2024/05/12

إما على الهاتف أو خارج البيت.. لماذا يرفض بعض الرجال الجلوس مع زوجاتهم؟!
تتساءل العديد من الزوجات لماذا لا يحب زوجي الجلوس معي في المنزل ويفضل الخروج مع اصدقائه او الجلوس في المقهى وربما يفضل أن يجلس على هاتفه لساعات طويلة دون أن يتحدث مع زوجته او يوجه لها أي حديث أو النوم، كل تلك الامور تسبب للزوجة الضيق والحيرة وتجعلها تعتقد أن حياتها الزوجية في خطر وأن زوجها بدأ يشعر بالملل وأن الحب الذي جمعكما قد انتهى تلك الأفكار وغيرها ربما تسكن عقل الزوجة وتمدها بطاقة سلبية.

[اشترك]

طرق التعامل مع الزوج الذي لا يهتم بالجلوس مع زوجته

قبل أن نتطرق لعرض طرق التعامل مع الزوج الذي لا يهتم بالجلوس مع زوجته لابد من معرفة السبب الذي أدى إلى نفور أو خروج الزوج من المنزل، فالكثير من الأزواج يجدون في الخروج من المنزل وقضاء الوقت مع الأصدقاء أو في المقهى تهربا من المسؤولية. بينما تجد عدد من الأزواج قد اعتاد الخروج من المنزل وعدم الجلوس مع زوجته منذ بداية حياته الزوجية لذلك يجد أن الجلوس مع العائلة والزوجة أمر ممل ويفضل أن يخرج للاستمتاع في أماكن أخرى، وتلعب التربية المنزلية دورا كبيرا في اعتياد الرجل بالبقاء خارج المنزل كوالده، وربما تكون تصرفات الزوجة هي السبب فوجود العديد من المشاكل بين الزوجين أو الاهمال في المنزل والضجة والفوضى التي يحدثها الأبناء تلعب أيضا دورا كبيرا في خروج الزوج وعدم جلوسه مع زوجته وعائلته.

مشكلة التعامل مع الزوج الذي يهمل زوجته

الزوج الذي يهمل زوجته ولا يحب الجلوس معها في المنزل يسبب الحزن والألم والتعب النفسي للزوجة وربما تتطور الأمور بينهما نتيجة اعتراض الزوجة على الوضع وتظهر العديد من المشاكل بين الزوجين نتيجة لبعد الزوج وإهماله وبقاء الزوجة وحيدة في المنزل تتحمل كافة المسؤوليات.

لذلك يجب البحث عن أفضل الطرق لحل هذه المشكلة والتي تبدأ بالبحث عن السبب الذي أدى إلى ابتعاد الزوج ومن ثم إيجاد الطريقة المثلى للحل، وعادة ما يبدأ الحل بالنقاش الهادئ والحوار بين الزوجين لمعرفة الأسباب والاتفاق على حلول تناسب الطرفين.

وهذا الحوار يجب أن يبنى على التفاهم وليس فرض الرأي وان لا يتم توجه التهم وتحويل النقاش الى ساحة بين صد ورد بل تعتمد على النقد البناء من قبل الطرفين وابتكار الحلول التي ترضي الطرفين.

أسباب ابتعاد الزوج عن الجلوس مع زوجته

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الزوج لايحب الجلوس مع زوجته ومن أهم هذه الأسباب:

·      الشعور بالملل والروتين فالرجل بطبعه يحب التغيير ويكره التكرار والروتين.

·      الزوجة ذات الطباع السيئة مثل التكد والإهمال و التبذير و العصبية والعناد.

·      تعود الزوج على السهر خارج المنزل مع أصدقائه.

·      إهمال الزوجة لزوجها  وانشغالها بالبيت والأولاد والأصدقاء.

·      عدم وجود اهتمامات مشتركة بين الطرفين.

·      بعض الرجال اعتادوا قبل الزواج على قضاء فترة طويلة مع الاصدقاء او خارج المنزل  وحافظوا على هذه العادة بعد الزواج.

·      إدمان  مواقع التواصل الاجتماعي  والجلوس فترة طويلة لتصفح هذه المواقع.

5 نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يهتم بالجلوس مع زوجته

هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تقدم للسيدات لمساعدتهن على حل مشكلة عدم جلوس الزوج مع زوجته في المنزل ومن اهم هذه النصائح:

1- الحفاظ على نظافة المنزل والهدوء وجعله أكثر راحة وسعادة واحداث تغيير سواء في المنزل او في نفسها بين وقت واخر لكسرالروتين واحداث تجديد دائم في المنزل فالرجل يكره الروتين ويحب التغيير.

2- السنة الأولى من الزواج لها أثر كبير في تحديد نمط حياة الاسرة فالزوجة الواضحة والتي تظهر للزوج انها تحب الجلوس معه وتفضل أن يمضيا وقتا أطول مع بعضهما تجعل الزوج أكثر قربا منها.

3- البحث عن نشاطات وامور مشتركة يمكن ممارستها مع الزوج سواء رياضة او متابعة بعض الافلام او القراءة والانشطة التي يمكن أن تجمع بين الزوجين وقضاء وقت ممتع مع بعضهما.

4- تفهم الاوضاع المالية والاجتماعية للزوج وعدم الضغط عليه في المصاريف وافتعال المشاكل التي تؤدي الى نفور الزوج من المنزل والبحث عن الهدوء والراحة خارج المنزل.

5- حاولي أن تركزي على حياتك ونفسك وكوني متجددة وحاولي إيجاد بعض الهوايات والاعمال الخاصة بك لشغل أوقات فراغك، لان تركيز الزوجة على الزوج يجعله يكره الحديث والجلوس معها لذلك يجب أن تهتم بنفسها وتركز على تطوير ذاتها.

طريقة التعامل مع الزوج الذي لايحب الجلوس في البيت

الزوجة الذكية تستطيع أن تفهم زوجها وتجد مفاتيح قلبه وعقله بحيث تستطيع أن تتفاهم معه و تجعل حياتها أكثر سعادة، ولكن بعض الأزواج يفضلون الانغلاق على أنفسهم ولا يسمحون لأحد بالتدخل في اسلوب ونمط حياته الاجتماعية والعملية، ومن افضل الطرق للتعامل مع الزوج المنغلق على ذاته ولا يحب أن يشارك زوجته الكلام او الجلوس في المنزل:

·      التحاور مع الزوج بود واحترام وعرض وجهة نظرها والتعبير عن مدى حاجتها لمشاركتها الحديث والأفكار.

·      أن تهتم الزوجة بنفسها ومظهرها الخارجي وأن تكون هادئة ولاترفع صوتها على زوجها ولا تخاطبه بالفاظ سيئة.

·      على الزوجة أن تحترم زوجها وتقدر تعبه ومجهوده الذي يبذله من اجل تأمين حياة كريمة لأسرته.

·      الابتعاد عن استخدام الاجهزة الذكية اثناء الجلوس مع العائلة.

·      المشاركة في الهوايات والاهتمامات .

·      الزوجة الذكية لا تلاحق زوجها وتراقبه بل يجب أن تكون الثقة هي الاساس.

·      التعامل كالند للند فلا تتجاهله وتحاول أن تجد بعض الأحاديث التي تجذب الزوج وتهتم بزوجها وتتعامل معه بحب.

·      عدم الانشغال عن الزوج باعمال المنزل او الاولاد بل يجب أن توازن بين عملها ومسؤلياتها تجاه زوجها والاسرة.

·      الزوجة العنيدة تجعل الزوج ينفر منها ويحاول أن ينهي اي حديث بسرعة لانه يدرك جيدا أن الحديث لن يكون مثمرا والزوجة ستبقى متمسكة بارائها.

يجب على الزوجة أن تعرف أفضل طرق التعامل مع الزوج الذي لا يهتم بالجلوس مع زوجته والعمل بها وذلك وفقا للسبب الرئيسي وراء خروجه من المنزل والابتعاد عن الزوجة اضافة الى ضرورة معرفة طباع الزوج  وشخصيته، لأنه من غير المعقول أن تنجح الطريقة نفسها مع جميع الازواج، لأن لكل شخصية نمط وبوصلة شخصية تميزه عن غيره ويجب على الزوجة أن تدرك  نمط شخصية الزوج وفهمها لعلاج المشكلة بطريقة صحيحة والعيش بسعادة وسلام.

المصدر: qatiflove

2024/05/12

لا حياء ولا خصوصية.. قنوات اليوميات على يوتيوب وتدمير البيوت!
انتشرت في السنوات الأخيرة قنوات ربات البيوت على اليوتيوب، ولاقت هذه القنوات مشاهدات بالملايين، مما شجع مئات النساء أو قد يكون الآلاف على افتتاح قنوات خاصة بهن طمعاً بالشهرة والأرباح، وخاصةً إن كانت الحالة المادية للزوج ليست بالجيدة، ففي هذه الحالة يسهل إقناع الزوجة لزوجها بفكرة إنشاء القناة بغية كسب الأرباح بعد تحقق شروط تفعيل الربح الخاصة بموقع يوتيوب.

مراحل البدء بتدمير البيوت:

مما لا شك فيه أن معظم النار من مستصغر الشرر، وأن كثيرا من المشكلات الكبيرة تبدأ بنقاط صغيرة لا يهتم الشريكان بها، ثم مع تراكم هذه الصغائر، يتكون حاجز يؤدي إلى انفصال شركين ربطتهما علاقة حب وتفاهم وود، وهذا ما يحصل في عالم اليوتيوب حيث يبدأ الأمر بمجرد ظهور عاديّ ثم يتطور الأمر مرحلة بعد أخرى، حتى يصل الطرفان إلى مرحلة اللاعودة، ويحصل الانفصال وتنتشر الأسرار.

1- تصوير  يومي بدون ظهور صاحبة القناة:

في الغالب تبدأ السيدة مؤسسة القناة فيديوهاتها الأولى  بتصوير نشاطاتها خلال اليوم من طبخٍ وتنظيف وعناية بالبشرة.

وأغلب النساء لاتظهر في الفيديوهات الأولى، أي أنها تكتفي فقط بتصوير معدات الطبخ أثناء طهيها لإحدى الطبخات في مطبخها الخاص أو بالحديث عن مكونات مستحضر تجميل قامت بصنعه بنفسها وتنصح النساء الأُخريات بتجربته أو قد تقوم بسرد قصص ونصائح للنساء أو الفتيات من خلال تجربتها في الحياة وذلك بصوتها فقط دون ظهورها .

2- ظهور صاحبة القناة وزوجها في الفيديوهات:

ثمّ بعد مدّة من الزمن تطمح السيدة إلى زيادة المشاهدات والأرباح وخاصة بعد انتشار خبر مفاده أن خوارزميات اليوتيوب تظهر  على محركات بحثها القنوات التي يظهر فيها أصحابها أكثر من تلك التي يكتفي أصحابها بالصوت والصورة دون ظهورهم الشخصي، فتقوم صاحبة القناة برفع فيديو عنوانه أول ظهور لي على القناة، وعندما يحقق هذا الفيديو مشاهدات كبيرة وبالتالي ربحاً يفوق أرباح الفيديوهات السابقة التي لم تكن تظهر بها.

فإنها تستمر بظهورها في الفيديوهات، تارةً تظهر وهي تنظف المنزل، وتارةً تظهر لنا مشتريات الشهر التي ربمّا لم تكن لتشتريها سابقاً قبل إنشاء قناة اليوتيوب، وتارةً تظهر لتقدم النصائح للنساء الأخريات في موضوع يخص النساء.

ويصبح هَمُّ مؤسِّسة القناة وشُغلها الشاغل في حياتها هو عدد المشاهدات والأرباح، فتبدأ بإظهار زوجها وأولادها.

وتبدأ الفيديوهات تظهر بنمط آخر، كفيديو أول ظهور لزوجي وتحدي من يعرف الآخر أكثر، وتحدي من يأكل كميات أكل أكثر، وشاهدوا ماذا أهداني زوجي في عيد زواجنا وربّما لايكون هو من أحضر لها هذه الهدايا، بل السيدة نفسها وذلك لصنع فيديو ومحتوى ورفعه على القناة، وقد تدّعي السيدة أنها حامل (دون أن تكون حامل) وبعد عدة فيديوهات تظهر مدّعيةً أنها خسرت الجنين وتبدأ التعليقات بمواساتها وهذا يؤدي إلى رفع القناة و زيادة المشتركين وزيادة الأرباح.

3- بدء التشهير وفضح الأسرار:

ثمّ يتطور الأمر أكثر فتبدأ مؤسسة القناة بوضع عناوين أكثر جذباً للمشاهدين كالتشهير بحماتها أو سلفتها أو حتى زوجها بعنواين مثيرة تدفع المشاهد إلى الفضول في معرفة فضائح هذه العائلة فيقوم بمشاهدة الفيديو وقد يشترك بالقناة حتى يستطيع مشاهدة فضائح هذه العائلة فَور نشر فيديوهات جديدة ، وسواءً كان التشهير بالاتفاق مع هؤلاء الأقارب أم لا، فإنّ هذه الفيديوهات قد تسبب غالباً مشاكل زوجية كبيرة قد تصل إلى خراب البيوت.

وبعد هذا كلّه إن حدث وسببت القناة مشاكل بين الزوجين وقامت الزوجة بالذهاب إلى بيت أهلها، تبدأ الزوجة بنشر فيديوهات التشهير بالزوج وفضح الأسرار الزوجية مما قد يزيد أيضاً من عدد المشاهدات وزيادة الأرباح، وأحياناً قد لا تقف الأمور عند هذا الحد فقط.

من الأمثلة: فضح الزوجين لبعضهما:

ظهرت  صاحبة  إحدى القنوات مدّعيةً بأن زوجها قد ضربها بعد مشاداتٍ كلامية ليست الأولى بينهما بسبب المحتوى الذي قامت بنشره على قناتها، ومشاكل أخرى تخص الأرباح ومصروف المنزل.

لم يكتفِ الزوج بمشاهدة هذا الفيديو وإصلاح الأمور فيما بينهما بل قام هو الآخر بإنشاء قناة أخرى ورفع فيديوهات محتواها هو فضح زوجته وتكذيبها أمام المشاهدين وذلك بغرض الانتقام من زوجته، لتقوم هي الأخرى بالرد عليه في فيديوهات مماثلة تقوم برفعها على قناتها.

السؤال هو: سواءً كانت هذه الخلافات بينهما حقيقية أو فيديوهات تمثيلية لرفع مستوى القناة وزيادة الأرباح، فهل تستحق مئات الدولارات أو حتى آلاف الدولارات خراب البيوت وفضح أسرار الحياة الزوجية وتشويه سمعة الزوج والزوجة ؟؟ وماذا سيكون موقف الأولاد عندما يكبرون عند حديث الناس عن عيوب أباهم وأمهم وتذكيرهم بالفضائح التي نشروها في قنوات اليوتيوب هذه؟

ومن الأمثلة الأخرى: ادعاء بالطلاق والخطف والموت:

تدّعي صاحبة إحدى القنوات أن زوجها طلق زوجته وطردها من منزله واحتفظ بالأولاد، ثم تظهر الزوجة في قناتها شاتمة زوجها ومتطاولة عليه مع البكاء بحرقة على فراقها لأولادها، فيتفاعل المشتركون بالقناة ويشتمون الزوج ويتطاولون عليه بتعليقاتهم المسيئة أو يقومون بدور المصلحين فيما بينهما ويطلبون منه بأنّ يرجع زوجته إلى منزلها وأن يعيدها إلى عصمته.

ثمّ يفاجئ الزوج الجمهور بظهوره على قناته وهو يوضيح أسباب الخلاف ويقوم بالرد على التعليقات المسيئة له التي ظهرت في قناة زوجته.

ثمّ بعد ذلك يتمّ الصلح بين الزوجين ويقوما بالزواج مرة أخرى وإجراء حفل بحضور أولادهما وبعض الأصدقاء.

وبعدها يدعون حمل الزوجة ورفع عدة فيديوهات تخص الحمل والجنين، ثمّ فيديو خسارة الجنين (الافتراضي) تحت عنوان يتضمن كلمة مؤثر.

كل هذه العناوين قد لاتكفي للوصول إلى نسب مشاهدة كافية لمنشئي مثل هذه القنوات، لذلك لجؤوا إلى الإدعاء بخطف الزوج من قبل مجهولين في بلد معروف بأنه بلد قانون، وصُنع عدة فيديوهات تفتقر إلى الحبكة الجيدة ولكنها مليئة باستعطاف المشاهدين وبالمشاهد التمثيلية التي قد تتفوق أحياناً على موهبة مشاهير التلفاز، حيث تظهر الزوجة وهي تبكي بحرقة وتشتكي خطف زوجها، دون ذكر أي تفاصيل مهمة تخص سبب الخطف أو البلاغ عن واقعة الخطف للجهات المعنية في البلد الذي يقيمون به.

ثمّ تتطور القصة فيدعي أهل المخطوف بأنه قُتل من قبل العصابة، فتنهال التعليقات من قبل المتابعين وتزيد نسب المشاهدات وأرباح القناة.

ولكن هل يعقلُ أن يظل صاحب القناة متوارياً عن أنظار متابعيه؟

وهل يُعقل أن تظلّ الزوجة في حالة حزنٍ على فراق زوجها في كل الفيديوهات؟ في هذه الحالة سيَمل المشاهدون من مشاهدة فيديوهات الحزن المكررة وسيبحثون عن قناة أخرى أكثر تسليةً ومتعة!!

لهذا يجب أن يحيا الزوج من موته، “فسبحان من يُخرج الحي من الميت ويُخرج الميت من الحي” فيعود الزوج في فيديو يحصد مئات آلاف المشاهدات، وتتابع بعد ذلك الفيديوهات على القناة على هذا النمط.

الخطورة والحل:

إن هذه الظاهرة تجعل الحليم حيرانا في إقبال الملايين على متابعة هذه السخافات طبعا كثيرون يقولون إن المتابعين من الأطفال والمراهقين الذي لا يهمهم المحتوى بقدرما يمتعهم مشاهدة حياة الناس، ويضحكون على توافه الأمور، ولكن على ما يبدو أن المتابعة ليست مقتصرة على فئة عمرية دون غيرها وإن كانت الفئة الغالبة هي من صغر الأعمار.

المشكلة في أن مثل هذه الأمور غدت ظاهرة تُقلّد وتعاد من قبل الكثيرين، وكأنه لم يعد ثمة خصوصية بيتية، بل لو سلمنا أن الناس اعتادوا على متابعة اليوميات البيتية الخاصة، إلا أننا كيف سنسلم بإساءة الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها والابن لأبيه، وهل يستطيع إنسان أن يفرّق بين سخرية تمثيلية وحياة واقعية، أي هل صحيح أن الإساءة التمثيلية للزوج في مقاطع اليوتيوب تزول بعد انتهاء التسجيل، وهل لا يتحرك شيء عند أحد الزوجين بعد مشاهدة الإساءات على المقاطع المسجلة، إن كان الجواب نعم يمكن التفريق ولن تؤثر هذه الفكاهات التمثيلية على علاقة الزوجين، فهذا يعني أننا صرنا في عالم أسريٍّ جديد لا يتفق مع عالم الأسرة الذي عرف منذ خلقت الدنيا.

الذي يؤكد أن الخلاف يتسع هو كثرة حالات الطلاق بين مشاهير اليوتيوب إذ إن كثيرا من التجارب التي كانت تمثل رومانسية زوجية كانت نهايتها طلاقا وفضائح لا يتحدث بها الأعداء عن بعضهم، ولكن إنه الدولار يا سادة إذا غدا هو المعبود فسيصبح أهم من الزوج ومن الزوجة ومن الفضائح نفسها.

ولكن ما هو حلّ مثل هذه الظواهر؟ أولا علينا ان نقول إن أداة اليوتيوب ليست كلها شرا مطلق، ولا كلها خيرا مطلق، بل هي مثلها مثل باقي الاختراعات الإنسان هو الذي يتحكم بها ويصرفها وفق الوجهة التي يريد.

ولهذا فإننا نقول لا يعني حديثنا عن القنوات التي خربت بيوتها أن معظم صاحبات القنوات كذلك، بل إننا نعرف قنوات كثيرة محترمة لسيدات بيوت حافظت على محتوى راقٍ بعيد عن التلوث السمعي والبصري  حققت مشاهدات كبيرة ومتابعين كثرا، ولم تنزل من مستواها رغم كثرة الغث وكثرة الإقبال عليه.

الحل إذن أن تكون التي تفتح القناة متمتعة بوعي عقلي وانتماء مجتمعي وتفاهم زوجي بحيث تضع خطة لقناتها تتفق مع مبادئ الحياة الطبيعية وتسعى لإيجاد محتوى جاذب لا يضر ببيتها ولا يفضح أسرارها، وبهذا تضمن لنفسها استمرارا من خلال الإبداع في نشر المحتوى الهادف، الذي إذا عمل عليه سيكون منافسا وبقوة لكثير من التفاهات المنتشرة في فضاء الفيديوهات اليومية على وسائل التواصل الاجتماعية.

2024/05/05

كيف تكشف الشخص الكاذب؟
تنتشر صفة الكذب لدى الأطفال بسبب الخوف من العقاب، أو لدى المراهقين لشعورهم بأنّ قصصهم ورغباتهم هي حريتهم الخاصة ولا يريدون إخبار أحد بها، كما أن البالغين يكذبون في بعض الحالات لعدة أسباب. علامات كشف الكذب:

استنتج علماء النفس العديد من العلامات التي تظهر بشكل لا إرادي من الأشخاص الكاذبين أثناء روايتهم للكذبة، قد تتم ملاحظتها جميعها أو بعض منها، عند ملاحظتها يجب البدء بالتفكير بطرق لمواجهة الشخص الكاذب، ومن أشهر تلك العلامات ما يأتي:

١- نبرة الصوت العالية جدًا أو المنخفضة جدًا بشكل يلفت الانتباه.

٢- الكذب يسبب الشعور بعدم الراحة، وبالتالي فإنّ الكاذب قد يقف ثابتًا أثناء كذبه.

٣- استخدام كلمات معقدة لا يستخدمها الشخص في كلامه عادةً.

٤- يمكن ملاحظة أنّ الشخص ينظر إلى جهة معينة أثناء كذبه غالبًا ما تكون الجهة اليسرى، ولكن هذا يختلف حسب الشخص الأيمن أو الأعسر.

٥- قد يحاول الكاذب أثناء كذبه إخفاء فمه بيديه أو إغماض عينيه بسبب التوتر الشديد الناتج عن الكذب.

٦- المحاولة المستمرة للتحدث بهدوء ويتخلل ذلك فترات توقف عن الكلام بشكل متكرر.

٧- ذكر العديد من التفاصيل غير الهامة، لإقناع المستمع بأنّ القصة التي يرويها الكاذب صحيحة.

٨- الإشارة بالأصابع بشكل مستمر نحو الأشخاص أو الجمادات المحيطة كمحاولة لتشتيت انتباه المستمع.

طرق لمواجهة الشخص الكاذب:

هناك العديد من الطرق لمواجهة الشخص الكاذب، والهدف من تلك المواجهة هي معرفة سبب الكذب وتوعية الكاذب وتنبيهه حتى لا يقع بذلك مرةً أخرى، وفيما يأتي بعض تلك الطرق بحسب عمر الشخص الكاذب وسبب كذبه:

١- مواجهة الطفل الكاذب:

تختلف أسباب كذب الأطفال، لذلك الخطوة الأولى هي معرفة السبب وراء كذب الطفل بشأنه والتعامل معه بحسب ذلك، قد يكون الخوف من العقاب، أو لكسب الأصدقاء الكثر، وقد يكون للتهرب من بعض الأعمال الصغيرة، لذلك يجب إعطاء الطفل الأمان والتقرب منه لمعرفة سبب الكذب وعدم الغضب منه أو معاقبته بالتخويف، لأنّ ذلك يجعله يبتكر أساليب جديدة في كذبه، لذلك يجب منح الثقة للطفل ليعبر عن أسبابه بصراحة ودون خوف، وعدم الصراخ عليه ومناداته بالكاذب، بالإضافة للتحدث معه بأسلوب طفولي يوضح أضرار الكذب وآثاره السيئة.

٢- مواجهة المراهق الكاذب:

السبب الرئيسي لكذب المراهقين هو شعورهم بالخصوصية تجاه جميع تفاصيل حياتهم، لذلك عند محاولة الاستفسار عن تلك الجوانب سيبدؤون في التفكير بعدّة قصص غير واقعية، والحل في تلك الأثناء هو التقرب لهم وتوضيح وفهم مشاعرهم وحقّهم في الاحتفاظ بخصوصيتهم، وتكوين صداقة معهم وبالتأكيد الابتعاد عن تهديدهم ومعاقبتهم، فإنّ ذلك سيكسر الحواجز التي وضعها المراهق وسيبدأ بالتحدث بالحقيقة من تلقاء نفسه.

٣- مواجهة البالغ الكاذب:

يُعدّ الكذب لدى البالغين من أصعب أنواع الكذب، ومواجهته حساسة بعض الشيء، لكن من المهم اختيار الوقت المناسب للتحدث والمواجهة، حيث لا يكون أمام العديد من الناس، وعدم نعت ذلك الشخص بالكاذب أبدًا، بالإضافة للتدرج في المواجهة، في البداية يجب البحث عن دلائل الكذب عن طريق البحث في الشبكة العنكبوتية أو إجراء المكالمات الهاتفية للتأكد من صحة أو كذب المعلومات، ثم التحدث معه بشكل منفرد مع عرض الأدلة التي أثبتت أنّ تلك المعلومات خاطئة، والاستماع لعذره وتوضيحاته، وتوضيح أهمية الثقة في العلاقات بين الأصدقاء أو الأزواج أو الأخوة، وكيف يؤثر ذلك الكذب سلبيًا على تلك العلاقة.

وختاما، في حال فشل هذه الطرق لمواجهة الشخص الكاذب واستمراره بذلك فذلك يعني أنّه مصاب بمرض الكذب ويحتاج حينها للقيام بمشورة أخصائي في علم النفس ليتعامل مع تلك الحالة بطرق معينة في العلاج النفسي، من المهم مساعدة الشخص الكاذب على التخلص منه.

المصدر: khaberni
2024/04/28

تجنّب الجحيم: هل سمعت من قبل بـ «الشخصيات السامّة»؟!
حياتنا مليئة بأنماط مختلفة من الشخصيات، ومن بين هذه الأنماط ما يُعرف بالشخصية السامة، وأغلبنا عانى مرارة التعامل مع شخصية سامة من قبل دون أن يعرف أنَّها تُعرَّف بهذا التعريف، لذلك من المهم أن نعرف سمات وملامح هذه الشخصية، لكي نعرف كيف نتعامل معها في حال لا زلنا نعاني منها حتى الآن، وكيف نحذر منها مستقبلاً في حال اعترضت طريقنا يوماً ما، لاسيما أنَّ القدرة على تمييز الشخصيات السامة وتعلُّم طريقة التعامل معها، هي السبيل الوحيد لننجو منها.

[اشترك]

ما هي الشخصية السامة؟

سميت هذه الشخصية بهذا الاسم لأنَّها تبث السم في حياتنا، فهي شخصية مخادعة تُظهر نفسها بصورة مثالية، ولكن سرعان ما نكتشف بشاعتها لتُظهر لنا أنيابها المخبَّئة. يتصرف بعض أصحاب هذه الشخصية بطبيعته دون وعي أو إدراك للضرر الذي يسببه للآخرين، وبعضهم الآخر يدرك تماماً ما يفعل ويجد متعته فيما يفعل.

تريد هذه الشخصية دائماً منفعتها الخاصة حتى لو على حساب الآخرين دون أي إحساس بهم، فهي من الشخصيات التي تشدنا دائماً للأسفل وتستنزف طاقتنا الإيجابية، وتستنزفنا عاطفياً وتتركنا خاويين بائسين مكسوري القلب.

أثبتت دراسات قامت بها جامعة "فريدريش شيلر" في ألمانيا، مدى خطورة الأشخاص السامين، وأوضحت أنَّ التعرض للمنبهات التي تسبب مشاعر سلبية قوية وتؤثر على الدماغ، هو نفس التعرض الذي نحصل عليه عند التعامل مع الأشخاص ذوي الصفات السامة، لأنَّهم يدفعون دماغنا إلى حالة من التوتر والضغط الكبيرين.

وأشارت الدراسات أنَّ التعرض لهذا الضغط لأيام قليلة يسبب ضرراً بالغاً للخلايا العصبية بأحد أجزاء المخ المسؤول عن الذاكرة والتفكير، أما التعرض لهذا الضغط لعدة أشهر؛ فهو كفيل بتدمير تلك الخلايا العصبية.

صفات الشخصية السامة:

يحمل صاحب هذه الشخصية الكثير من الصفات السامة في جعبته، مثل:

1. النرجسية:

يحب صاحب الشَّخصية السامة نفسه لدرجة النرجسية، فلا يهمه ولا يعنيه أمر أحد، وكل ما يركز عليه هو أموره الشخصية فقط، ولا يمنح قيمة أو أهمية للآخرين إلا في حال كان بحاجة لهم، ويستعرض آراءه على أنَّها حقائق لا مجال للشك فيها، لأنَّه يرى نفسه الأذكى والأفهم.

2. التلاعب والاستغلال:

يبتعد صاحب الشخصية السامة عن الحقائق إذا حاول أحدهم مواجهته بالحقيقة، ويلجأ للتلاعب بالكلام، لذلك يجعل مَن يتعامل معه في حالة شك دائم فيما يسمع، ويرهقه التفكير المفرط في كلامه ليتبين كذبه من صدقه، كما أنَّه شخص استغلالي يحاول أن يعرف عنك كل شيء تحت غطاء الصداقة؛ مثل ما تحب وما تكره، وما يسعدك وما يُتعسك، وتفاصيل حياتك وخصوصياتك، ونقاط ضعفك؛ ليستعملها في أجندة سرية ضدك ويستغلها لصالحه عند الحاجة، فهو يأخذ منَّا الكثير مع القليل من العطاء أو حتى بدونه.

3. دائم الشكوى (شخصية درامية):

يميل أصحاب الشخصية السامة للشكوى وتهويل الأمور، ويُرهقون مَن يتعامل معهم لكثرة شكواهم وطلبهم الدعم، فهم يشكون ويشكون؛ فإن كانوا عازبين شكوا الوحدة، وإن تزوجوا لعنوا الارتباط والأولاد، فهم لا ينظرون للأمور إلا من زاوية مظلمة ولا يحاولون إيجاد حلول للمشاكل وإنَّما فقط يلومون الأقدار ويشكون.

4. دور الضحية:

نتعاطف في البداية مع الشخص السام ومشاكله، لكنَّنا نكتشف فيما بعد أنَّ مشهد الضحية مجرد دور يهوى تقمصه ليتخلص من مسؤولياته ويكسب تعاطفنا.

5. الحسد:

يعدُّ الحسد من أبشع صفات الشخص السام، فهو دائماً يقارن نفسه بالآخرين وما لديه بما لديهم، لذا هو أكثر الأشخاص تعاسة، ذلك لأنَّه لا يعرف الرضا ومقياسه دائماً هو ما يمتلكه أو يحققه الآخرون، ويستكثره عليهم ويتمنى زواله من عندهم وأن يؤول إليه، فيلجأ للانتقاص من قيمة إنجازاتهم بسبب غيرته وحسده.

6. يُطالب بالحب والاحترام دون تقديمهما:

ما يميز أصحاب الشخصية السامة أنَّهم لا يمنحون مشاعرهم لأحد، يرتدون قناع البراءة لكسب محبة الآخرين، لكنَّهم لا يُضيعون فرصة لتوجيه الاتهامات اللاذعة لهم دون وجه حق.

7. مصاصٌ للمشاعر:

نسمع في أفلام الرعب عن مصاصي الدماء، لكن هناك أيضاً مصاصو مشاعر، فأصحاب الشخصية السامة يمتصُّون طاقة الإنسان ومشاعره؛ ذلك لأنَّهم أشخاص غارقون في السلبية ونظرتهم للحياة تشاؤمية وسوداوية، ولا يرون إلا نصف الكأس الفارغ في كل شيء؛ ويسعى هؤلاء لجعل الآخرين يفكرون بطريقتهم وجرهم إلى دائرة السلبية، ومن يتعامل معهم سيشعر في النهاية أنَّه بذل كل طاقته لتغييرهم، لكنَّه سيكتشف أنَّه فقد طاقته وأنَّ معنوياته انخفضت للغاية.

8. متعطش للسيطرة:

يعشق أصحاب الشخصية السامة أن يكونوا كمحرِّك العرائس، أي الآخرين دمى في أيديهم، ويجدون متعة في السيطرة على الآخرين، ولا يرضون بأقل من التسليم الكامل لهم وأن ينفذ الآخرون رغباتهم دون أي اعتراض.

9. اجتذاب الاهتمام:

يرغب الشخص السام بالحصول على اهتمام الآخرين، وأن يكون محور كل شيء، لدرجة أنَّه يرهقهم بكثرة متطلباته وبحاجته لأن يسمعوه ويهتموا به كل الوقت.

10. حب الثرثرة والنميمة:

يحب صاحب الشخصية السامة ذم الآخرين وذكر عيوبهم وأخطائهم في غيابهم، فليس لديه موضوع إلا فضائح الآخرين ويستمد متعته من مصائب الناس، وهو أمر لا أخلاقي يؤذي الآخرين وفيه مضيعة للوقت.

11. العصبية:

أهم ما يميز صاحب الشخصية السامة أنَّه شخص عصبي، يفقد السيطرة على أعصابه، يغضب ويثور لأتفه الأسباب.

12. دائماً على صواب:

يزعم صاحب الشخصية السامة أنَّه على صواب دائماً، ويحاول دائماً وأبداً أن يثبت وجهة نظره ويُسفِّه آراء الآخرين لو كانوا على صواب، إذ إنَّه  ينظر للنقاشات على أنَّها معركة يجب أن يكسبها.

13. شخصية نفعية:

يضع صاحب الشخصية السامة نفسه في المقام الأول، وغالباً ما تكون صداقاته لغرض معين، فتراه بجانبك ولطيف معك عند احتياجه لك، ولكنَّه يختفي عند احتياجك إليه، لذلك لا يمكن اعتباره صديق حقيقي.

14. التعصب:

الشخصية السامة شخص متعصب لآرائه وأفكاره، يسارع بإصدار الأحكام على الآخرين ولا يؤمن بالاختلاف، وينظر للمختلفين عنه نظرة احتقار، ويُسبب الكثير من الأذى لغيره ويقتل شغفه.

15. الانزعاج من السعداء:

ينزعج الشخص السام من الأشخاص السعداء، ويحاول تعكير صفوهم لأنَّه شخص سلبي بامتياز يرى الحياة تعيسة، وهو عاجز عن الاستمتاع بالأشياء البسيطة وغير قادر على مشاركة الآخرين سعادتهم.

16. انتقاد الآخرين:

لا يمكن للشخصية السامة أن تمدح أحداً، على العكس من ذلك هو دائم الانتقاد وحتى السخرية ممن حوله.

17. لا يعتذر:

لا يملك الشخص السام ثقافة الاعتذار، لأنَّه يرى نفسه دائماً على حق ولا يعترف بالخطأ أبداً.

18. الغطرسة والتكبر:

غالباً ما يكون صاحب الشخصية السامة شخصاً متغطرساً، والغطرسة هي ثقة مزيَّفة يُظهرها الإنسان لإخفاء ضعفه وفراغه الداخلي وعدم أمانه، ويعدُّ المتغطرس أي كلام موجه له هو تحدٍّ شخصي له يجب أن يرد عليه بكل قوته، وبسبب تكبره لا يرضى أن يتعلَّم أو يطور من نفسه.

19. المزاجية:

الشخص السام دائم التقلب، أحياناً يقربنا منه وأخرى يبعدنا عنه، فهو يفتقر للثقة بنفسه وبالآخرين، ويشكك بإخلاصهم له، لذا فجأة ينقلب تعامله معنا ويشعرنا أنَّنا سبب الضيق الذين هو يشعر به، أو قد ينطوي على نفسه دون أن يشرح للآخرين الأسباب.

كيف أتعامل مع الشخصية السامة؟

بدايةً نحاول أن نتقبل صاحب هذه الشخصية على طبيعته، لكن مع الانتباه والحذر بعدم السماح له بالتأثير علينا، لأنَّ أخطر ما في الشخصية السامة هو عدوى السلبية التي ينقلها إلينا.
نحاول أن نكون داعمين وإيجابيين معه ومساعدته ليرى النصف الممتلئ من الكأس، ولكن إن فشلنا في تغييره ووصلت عدوى السلبية إلينا، نحاول الابتعاد عنه فنحن لا نستطيع تغيير شخصيات الناس، ولا نستطيع تغيير أي شخص سوى أنفسنا.
وضع حدود لعلاقتنا بهم قدر الإمكان، وتجنب الدخول في محادثات معهم، واختلاق الأعذار للتهرب منهم، مثل: "أعتذر، ولكن لدي الكثير من العمل، ولا يمكنني الاستمرار بالحديث"، أو "عذراً أنا في انتظار مكالمة هاتفية مهمة، ولا يمكنني الحديث في هذا الآن".
نحلل علاقاتنا، فإن شعرنا أنَّ هناك علاقات سامة في حياتنا تؤثر على طاقتنا وعلى سلامتنا النفسية، فيجب إنهائها والابتعاد عن أصحابها.
المحافظة على الهدوء وعلى ثباتنا الانفعالي وإدارة مشاعرنا عند التعامل مع هذه الشخصيات، ولا نسمح لها باستفزازنا أو زعزعة توازننا الداخلي.
إن كان الشخص السام شخصاً مفروضاً علينا ولا نستطيع قطع علاقتنا به، كرئيسنا في العمل، في هكذا حالات يمكن أن نقوم بالحد من المدة التي نقضيها معه ونحاول البحث عن وسيط بيننا وبينه، ومحاولة تحضير عدد من الجمل القصيرة الجيدة للحظات التي ينتقدنا فيها أو يلومنا، مثل: " سأكون سعيداً لمناقشة هذا معك عندما تهدأ".
الابتعاد عن خوض نقاش أو تقديم تبريرات للشخص السام، لأنَّه شخص يرفض أن يصغي على أية حال، والمحاولات لن تفعل شيئاً سوى إحباطنا.
يجب أن نقابل انتقاداتهم اللاذعة بكل برود، ويكون ردنا عن الشيء الذي لا يعجبهم أنَّه خيارنا ويعجبنا.
البحث عمن يمتلكون عقلية مشابهة لعقليتنا، والاختلاط بشخصيات مضادة للشخصيات السامة، أي الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين والسعداء، ممن يحسِّنون مزاجنا ويمدونا بالطاقة.

المصدر: annajah
2024/04/27

العلاقات المؤذية.. كيف تتخلص منها؟!
ما هي العلاقات المؤذية؟ وهل هناك علاقات مؤذية بالفعل كما نسمع أحيانًا؟

أن كثير ممن حولنا يوجهون التركيز وينصبون أعينهم على المحيطين بهم رغبة في إيذائهم، ولكن ماذا سيعود النفع إذا كان الأمر مجرد ابتزاز من البعض أو تدبير حيلة أو مكيدة؟ ماذا نعني من هذا الحديث؟

إن العلاقات المؤذية هي بالفعل وبالطبع أمر ينفر منه الطباع السليمة السوية، ولكن هل هو من سمات ذوي الطباع المنحرفة، فنادرًا ما يوجد هذا الصنف من العلاقات بين الخلق الذين نشأوا في بيئة صالحة تعرف دين الله ودين رسوله محمد صلى الله عليه وآلة وسلم.

لا سيما وأن الإسلام حثنا على حسن الخلق في المعاملات، فقد قال الدين المعاملة، وجاءت الأحاديث تنص على أن من جاء يجاور النبي محمد صلى الله عليه وآلة وسلم في أعلى مرتبة في الجنة، فإن ذلك لحسن خلقه، ولكن كيف نفعل كي نتقي أذى هذا النوع من العلاقات؟

إن العلاقات المؤذية بالطبع أمر ليس من السهل تجاوزه أو العدول عنه، تجاهله أو تغافله، ولكن الأمر لن يتطلب سوى قليل من التعاون سويًا مع أسرة نافعة تقي شر أعداء كل فرد من أفرادها، حيث بإمكان كل أسرة أن تمثل الحصن المتين لكل من يعدو على أفرادها.

ما هي العلاقات المؤذية؟

هي نوع وشكل من أشكال العلاقات التي تلعب دورًا هامًا في نشر العداوة والبغضاء بين الناس، لا سيما وأنها من متطلبات الأعمال الشائكة التي تشوب الكثير منا وترتابه، وربما كانت سببًا في إثارة الفتنة بين الناس.

ومن هذه الأعمال، كشهادة الزور والاتهامات الباطلة والمساومات المتفق عليها ونحو ذلك.

ويمكن تعريف العلاقات المؤذية بأنها ضرب من القيل والقال والغيبة والنميمة ولغو الحديث.

أثر البيئة الصالحة في تشكيل نوع العلاقة

البيئة الصالحة تمثل عاملًا رئيسيًا في تشكيل نوع العلاقة التي نتعامل بها مع الآخرين.

عندما ينشأ الفرد في بيئة صالحة ويتعلم قيمًا إيجابية وأخلاقًا حسنة، فإنه من المرجح أن يتطور لديه نوعية علاقات صحية ومفيدة.

على سبيل المثال، إذا نشأ شخص في أسرة محبة ومتعاونة، فقد يتعلم قيم الاحترام والتعاون والتفاهم، وهذا سينعكس إيجابًا على علاقاته مع الآخرين.

من الأهمية أن نتعلم كيفية التعامل مع العلاقات المؤذية وحماية أنفسنا منها.

إليك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعد:

1. التفكير النقدي: قبل أن نقبل أو نشارك في علاقة مؤذية، يجب علينا أن نفكر في تأثيرها على حياتنا وصحتنا العقلية والعاطفية.

يمكننا أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت هذه العلاقة تضيف قيمة حقيقية لحياتنا أم أنها ستسبب لنا ضررًا وإحباطًا.

2. تحديد الحدود: يجب علينا تحديد حدود واضحة في العلاقات الشخصية.

يمكننا أن نعبر عن احترامنا لأنفسنا وللآخرين من خلال تحديد ما يمكن وما لا يمكن قبوله في العلاقة، إذا كانت هناك سلوكيات ضارة أو سلبية تتكرر بشكل مستمر، يجب أن نكون قادرين على قول لا والابتعاد عن هذه العلاقة.

3. اختيار الشركاء بعناية: عندما نبحث عن شركاء للعمل أو الصداقة أو العلاقات العاطفية، يجب أن نختارهم بعناية، ينبغي أن نبحث عن أشخاص يشتركون معنا في القيم والأهداف والتوجهات الإيجابية، إذا وجدنا أن الشخص الآخر ينشر السلبية ويثير الصراعات، فقد يكون من الأفضل الابتعاد عنه والسعي للعثور على شريك آخر يساهم في نمونا وسعادتنا.

4. البحث عن الدعم: عندما نجد أنفسنا في علاقة مؤذية، يجب أن نسعى للحصول على الدعم من الأشخاص الذين يهتمون بنا ويدعموننا.

إسراء سليمان
2024/04/24

عدوّ خفيّ: تأخير موعد النوم يُهدّد صحتك وعملك دون أن تشعر!
نلجأ كثيراً إلى المماطلة والتسويف عند أداء بعض المهام اليومية، فعلى سبيل المثال، تضغط زر الغفوة عدة مرات قبل أن تنهض من فراشك، وتماطل في تسليم عملك، وربما تؤجل أداء التمارين الرياضية. ولكن، ماذا عن تأجيل موعد النوم؟

ليس القصد هنا أنك تعاني صعوبات في النوم، ولكن المقصود امتناعك عن الذهاب إلى الفراش حينما تكون بحاجة إلى النوم.

المماطلة في موعد للنوم أمر شائع

لست وحدك من يمارس المماطلة والتسويف في النوم، فوفقاً لدراسة استقصائية نُشرت نتائجها في عام 2014، التسويف في النوم مشكلة سائدة.

فقد ذكر نصف المشاركين، البالغ عددهم 177 مشاركاً، أنهم يذهبون للنوم في وقت متأخر عما يريدون مرتين في الأسبوع على الأقل.

أضرار تأجيل موعد النوم

يُعرف التسويف قبل النوم بأنه عدم الذهاب إلى الفراش بالوقت المحدد، في حين لا توجد ظروف قاهرة تمنع ذلك، وفقاً للباحثين بجامعة أوترخت في هولندا.

ولا يعني هذا عدم القدرة على النوم، ولكن يعني عدم الذهاب إلى النوم من الأساس.

في الغالب، يؤخر الشخص ذهابه إلى النوم إما لإنهاء عمل ما، أو ممارسة بعض المهام اليومية بالمنزل، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو مشاهدة فيلم محبَّب، أو تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي.

المماطلة في الذهاب إلى النوم تؤدي إلى نتائج صحية ضارة، لأنها تؤدي إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.

عندما لا تذهب إلى فراشك حينما تشعر بالحاجة إلى النوم، فإن جسمك سيطلق هرمون الكورتيزول المسبِّب للإجهاد، ليفي بمتطلبات جسمك للبقاء مستيقظاً، أي لتجاوز الساعة البيولوجية الطبيعية لجسمك.

ما يحدث بعد ذلك هو الشعور باليقظة، أو الشعور بالتعب مع البقاء مستيقظاً، وهو ما قد يزيد من صعوبة النوم عندما تكون مستعداً في النهاية.

تأجيل موعد النوم

التأثير السلبي الذي يُحدثه التسويف على الصحة العقلية والبدنية، ليس من المستغرب أن يكون له تأثير سلبي أيضاً على أداء الفرد في مكان العمل/ istock

التأثيرات السلبية للمماطلة في النوم

– وجدت دراسة أُجريت عام 2010، أن المماطلة والتوتر مرتبطان. في الواقع، وجدت الدراسة أن المماطلة العالية ترتبط بالصحة العقلية الأكثر فقراً وسلوكيات الصحة العقلية الأقل. على سبيل المثال، تستغرق بعض الوقت بانتظام للاسترخاء والتعافي من الإجهاد.

– بالإضافة إلى العلاقة الموثقة بين التسويف والصحة العقلية، هناك أدلة متزايدة على أن التسويف يمكن أن يؤثر في صحة الفرد البدنية.

وخلصت دراسة أُجريت عام 2015، إلى أن التسويف في النوم هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.

– نظراً إلى التأثير السلبي الذي يُحدثه التسويف على الصحة العقلية والبدنية، ليس من المستغرب أن يكون له تأثير سلبي أيضاً على أداء الفرد في مكان العمل.

يميل الأشخاص المماطلون في النوم إلى أن يكون مدخولهم أقل، ويقضون فترات زمنية قصيرة في أي وظيفة معينة، ويشغلون وظائف ذات قيمة جوهرية أقل.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2016، أن التسويف أكثر انتشاراً بين الأشخاص العاطلين عن العمل، وهو ما قد يوحي بأن التسويف يؤدي في كثير من الأحيان إلى البطالة.

أسباب تأخير الذهاب على الفراش

يستشهد الخبراء بهوسنا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعية باعتبارها من كبار المذنبين الذين يسهمون في سبب تأجيلنا للنوم.

وبالطبع، تعد ثقافة العمل الحالية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مسؤولاً رئيسياً عن تأخير الذهاب إلى النوم.

فعلى سبيل المثال، هناك العمل الحر غير المحدود بوقت، وكذلك العمل عبر الإنترنت من البيت.

كيفية التغلب على تأجيل النوم

الذهاب إلى النوم في الوقت الذي تشعر فيه برغبتك في النوم ليس مجرد قرار يمكنك اتخاذه بإرادتك وحسب، ولكنه يعتمد كذلك على بناء بعض العادات الصحية للنوم.

– تقليل استخدام الضوء الأزرق

من الأفضل لعينيك أن تبتعد عن الشاشات الذكية الي تنبعث منها الأشعة الزرقاء قبل النوم بساعتين. فالضوء الأزرق المنبعث من تلك الأشعة يخدع عقلكم ويوهمه بأنه لا يزال في فترة النهار، من خلال العبث بمستوى الميلاتونين، وهو ما يجعل النوم أكثر صعوبة.

– اجعل بيئة نومك ممتعة

لتحظى بنوم مريح، احرص على جعل مكان نومك مظلماً، واستخدِم بعض الروائح العطرية المهدِّئة كالخزامي والبابونغ، لتساعدك على الشعور بالهدوء. كذلك، اجعل مكان النوم بارداً بعض الشيء.

– تحرَّك إلى الفراش فور الشعور بالنعاس

هناك وقت معتادٌ كلَّ ليلة تشعر فيه بأنك بحاجة إلى النوم، ولكن هناك بعض الأيام قد تكون أكثر إرهاقاً وإجهاداً، فتجد أن حاجتك إلى النوم قد تأتي مبكراً، ولذا عليك الاستجابة إلى النداء الطبيعي.

– ابتعد عن مواقع التواصل في وقت النوم

حارِب رغبتك في تصفُّح فيسبوك ومعرفة آخر الأخبار، وأبعِد يدك عن أيقونة إنستغرام، فيمكنك مشاهدة آخر وأحدث صور المشاهير في الصباح.

استبدِل روتين مواقع التواصل بآخر أكثر فائدة لنومك، على سبيل المثال: أخذ حمام دافئ، أو قم للصلاة.

المصدر: arabicpost
2024/04/24