الحرب العالمية الثالثة والإمام المهدي!

إنّ التوقعات القائلة بنشوب حرب ذرية غالباً ما تكون ذات طابع تخميني، ونظراً الى أنّ الأحداث السياسية لا تخضع لبرنامج وقانون محدد لذا يتعذر التكهن القطعي بوقوعها، أما القدر المتيقن فهو احتمال اضطرام نار حرب عالمية ثالثة في الظروف الراهنة، وليس من المستبعد كون هذه الحرب ذرية، لكن ليس بمقدور أحد القول بضرس قاطع لا محيد عن هذه الحرب، وكذلك لا يمكن القول لا بد من كون هذه الحرب ذرية ؛ لأنه من المحتمل أن يهدي الله تعالى قادة الدول العالمية فيتدارسوا الأحداث العالمية السالفة بتدبر وحكمة ويتجنبوا ما من شأنه أن يشعل فتيل الحرب، أو يحظروا استعمال الأسلحة الذرية والنووية بالمرة.

بناءً على هذا لا منافاة بين هذه التكهنات القائلة بنشوب حرب عالمية ثالثة وعقيدة عموم المسلمين ولا سيما الشيعة منهم الذين ينتظرون قيام مصلح عالمي بأمر من خالق الكون يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ويشكل حكومة عالمية بتنظيماتها الصحيحة وفقاً لما لدى هؤلاء المسلمين من أدلة مسلمة وصحيحة؛ لأنّ هذه التكهنات لا تستند الى أساس رصين كما ذكر سابقاً، وهي تبتني على الاحتمالات المستشفة من الظروف الراهنة، وكما أشرنا مراراً ليس من المستبعد أبداً أنّ الاضطراب والتدهور الذي يشهده العالم يهدف الى إعداد البشر لتقبل هذه الحكومة الالهية؛ لأنهم عندما يرون العالم المادي القائم على المبادئ المادية الصرفة ينحدر نحو أدنى مستوياته يوماً بعد آخر فضلاً عن افتقاره الى قدرة إصلاح المجتمع فلا بد لهم من تقبل الحكومة الالهية.

ولئن تحدثنا بين الفينة والأخرى عن احتمال وقوع حرب عالمية ثالثة فبمعنى أنه لو أضحى مصير الانسان مبتنياً على تلك الظروف المادية فقط فمن المحتمل أن يؤول الى هذا المصير، وهذا الاحتمال كاف في إرغام الانسان على إعادة النظر في مسيرة حياته الحالية.

هامش:

المقال رداً على سؤال: يجري الحديث في العالم عن مخاطر اشتعال حرب عالمية ثالثة، وفيما لو كانت هذه الحرب حرباً ذرية لن يبقى موجود حياً على ظهر الأرض، وغالباً ما يلاحظ ذلك في خطابات زعماء الدول الشرقية والغربية.. هل يتنافى نشوب حرب عالمية ثالثة مع ظهور المصلح؟