للرجال فقط: 5 تصرفات تغضب زوجتك!

يظن الرجل أن بعض العادات والتصرفات تضفي عليه نوعاً من الرجولة، وأنها ستجعل زوجتهُ تحبه أكثر، لكن على العكس تأتي هذه التصرفات بنتيجةٍ سلبيةٍ ويُدرك الرجل ذلك متأخراً، لذلك نُقدِّم لكَ أيها "الرجل" أكثر خمسة تصرفاتٍ تُغضب المرأة وتجعلها تفكر جدياً في الانسحاب.

[اشترك]

1- انتقاد علاقاتها بصديقاتها ومحاولة التفريق بينها وبينهن:

قد لا تعجبك علاقة زوجتكَ بصديقاتها، لكن هذا لا يجب أن يكون سبباً للشجار الدائم بينكما، ولا تنسى أن صديقاتها هنَّ انعكاس لشخصيتها واهتماماتها، فإذا أبديت رفضاً لهن، فأنت بالتأكيد تنتقدها هي أيضاً وتجعلها تشعر أنك لا تهتم بما تقوم هي بهِ من أنشطةٍ ولا تستشعر قيمة ذلك.

أما إذا كانت تكثر من الخروج برفقة صديقاتها وتمضي أوقاتاً طويلةً معهن، فعليك فقط أن تلفت نظرها لذلك إذا كان ذلك يؤثر على واجباتها المنزلية واهتمامها بك، أما إذا كان ذلك بغرض تمضية وقت فراغها، فلا داعي لأن ترهقها بنوبات الغضب.

وإذا كنت لا تحب صديقاتها، فليس هناك داعٍ لأن تصحبها في مقابلاتها معهن، فقط أعطها المجال لتخرج قليلاً من روتين حياتها معك، لتعود إليك أكثر نشاطاً وحيوية.

2- تهديدها بشكلٍ مستمر والتشاجر معها:

السبب الرئيسي لإقدام المرأة على الزواج، هو رغبتها في أن تشعر بالأمان والاستقرار، فإذا لم يتحقق هذان العنصران في زواجها، فهي بالتأكيد لن ترغب في الاستمرار.

أما إذا تطور الشجار للإيذاء البدني، فاعلم أنها ستتركك حتماً، لأن هذا القدر من الإهانات غير مقبول أبداً لأي شخص، وخاصة النساء، لأنه يقضي على الثقة المتبادلة بينكما، ويجعلها تشعر أنها سجينةً لديك وليست زوجةً محبوبةً لها قدرها وكرامتها.

حاول أن تتغلب على نوبات غضبك، ولا تتواصل معها أثناء ذلك، بل انتظر حتى تهدأ تماماً، ثم ناقشها فيما يغضبك ويضايقك، وأتركها تعبر عن رأيها بأريحيةٍ دون أن تشعر بأي تهديدٍ من جانبك.

3- الاستسلام لروتين الحياة، وتحول علاقتكما إلى برنامج آلي:

أحد أسباب تفسخ العلاقة ورغبة أحد طرفيها أو كليهما في الابتعاد هو الاستسلام التام لروتين الحياة الزوجية بعد عدة سنواتٍ وتحولها إلى ما يشبه النشاط الآلي بلا أي مفاجآتٍ أو تصرفاتٍ تلقائيةٍ تُجدد العلاقة وتعيد لها الحيوية والنشاط، فمثلاً من فترةٍ لأخرى، اصطحب زوجتك في نشاطٍ مختلفٍ عن اهتماماتكما المشتركة، جربا الجديد فربما تستمتعان بتجربةٍ مختلفةٍ تُعيد الحميمية لعلاقتكما.

4- عدم تقدير دورها، والامتناع عن مساعدتها:

أسوأ شيءٍ قد تمر به المرأة أن تشعر بعدم التقدير لما تقوم به من جانب زوجها، ويتساوى في ذلك أن يُقابل الزوج محاولاتها لإسعادهِ بأنها شيءٌ مفروغٌ منه وحقٌ أصيلٌ له لا تستحق عليه الثناء، أو أن يمتنع عن مساعدتها بدعوى أنه ليس مسؤولاً عن أعمال المنزل.

بالطبع لن تطلب الزوجة من زوجها أن يعاونها في تنظيف المنزل أو غسيل الأطباق.. وما إلى ذلك من أعمالٍ منزلية، لكنها ستكون مسرورة جداً إذا وجدته منظماً يرتب ثيابهُ ولا يرميها على الأرض، أو يعاونها في ترتيب الأطباق على المائدة، ثم رفعها بعد تناول الطعام.. وستكون أكثر فرحاً عندما تجد زوجها يعرض عليها المساعدة في الأعمال الأخرى، بل ويُلقي على مسامعها كلمات الثناء ويجعلها تدرك كم هو يقدر ما تقوم به من أجل راحتهِ وسعادتهِ داخل المنزل.

5- العادات السيئة للرجل:

قد تنفر المرأة من علاقتها الزوجية وتطلب الانفصال أو الطلاق إذا كان لزوجها بعض العادات السلبية التي لا يستطيع التخلي عنها والتي تكون سبباً رئيسياً في ابتعادها عنه.

ورغم أن بعض هذه الأسباب قد تبدو تافهةً للرجل هي تهم المرأة جداً، كأن يطيل الرجل أظافرهُ مثلاً، أو تكون رائحة فمهِ كريهة بسبب الإفراط في التدخين، أو أن يكون التدخين نفسه يسبب لها نوعاً من النفور.

فلتبتعد أيها الرجل عن هذه الصفات التي قد تجرك إلى طريق الانفصال غير المرغوب فيه.

*زفافي

2022/03/06

10 خطوات لترغيب ابنتك في ’الحجاب’

الطيبون يحبون حجاب ابنتهم، ويحرصون على سترهن وتحبيبهن في الطاعات والصالحات، لكن بعضهم قد يخطئ في طريق ذلك، فيستخدم العنف أو يتهاون فيه فيتساهل، وكلا الأسلوبين يحتاج إلى تقويم.

[اشترك]

من أجل ذلك أختصر لك عشر طرائق عملية لتحبيب ابنتك في الحجاب ليس بينها الضرب ولا الضغط ولا الصراخ، ولسنا بحاجة أن نقول: إن هذه الخطوات يمكن أن يقوم بها الأب والأم معًا، أو منفردين، ويمكن أن تتشارك الأسرة كلها فيها:

1- ابدأ مع ابنتك منذ الصغر ولا تنتظر حتى تكبر فتأمرها بالحجاب، فإنك إن انتظرتها حتى تكبر تكون قناعاتها قد بدأت في التبلور، ومن ثَمّ يصعب عليك إيصال ما تريد خصوصًا إذا خالف هواها، ولتتبع التدرج في ذلك؛ لأنها لا تزال طفلة صغيرة.

2- أظهر الإعجاب بالحجاب، فتحدث عنه كثيرًا أمامها بإعجاب، وقل إنه "وقار" وأنه يضفي بهاء ونورانية على الفتاة، وأن لابسات الحجاب يدللن بمظهرهن على حسن التربية وحسن النبت الطيب.

3- أخبرها بأنه أمر الله سبحانه وتعالى، وأعلمها أنها ستفعل هذا العمل لله وحده وليس للناس، وأن الله يراها في كل وقت وحين، وعرّفها بأن الله يرضى عن المرأة المستورة المنفذة لأمره سبحانه، وأقرئها آيات الحجاب من القرآن الكريم، وأكّد عليها في الحديث عن إرضاء الله سبحانه.

4- اعرض لها النماذج المحجبة الناجحة الوقورة الفاضلة.

5- قارن لها بين تلك النماذج السابقة وبين الأخريات السافرات اللاتي لا يخضعن لأمر الله، وكيف أن سفورهن تسبّب في سقوطهن في المهالك.

6- حدِّثها عن سلوك المرأة الصالحة، وعن ثواب الالتزام بالعمل الصالح، وجزاء النساء الصالحات، وكيف أن المرأة الصالحة تكون دومًا سببًا في الخير والهداية لبنات جنسها.

7- احرص على أن تصاحب ابنتك الفتيات الصالحات المحجبات المحتشمات، ولا تتركها بين السافرات الغافلات؛ فإنها ستتشرب الخير من أهل الخير.

8- اجعل لابنتك من أمها قدوة صالحة فيما يخص الحجاب والستر، واجعل لها مع أمها جلسات خاصات بالحديث عن الحجاب وكيف تحجَّبت، وحكايات الحجاب للفاضلات في ذلك.

9- اجعل أمها تصحبها للقاءات الخير ودروس العلم وحلقات القرآن في المساجد والحسينيات، إذ ينبغي أن تكون محجبة أثناء ذلك كله، ومن ثَمّ تتدرب على ذلك وتحبه وتتعود عليه.

10- استخدم الهدية والمكافأة التشجيعية على ارتدائها التحشم والستر والحجاب، وعرّفها أن المكافأة الكبرى إنما هي من الله سبحانه وأنها الجنة العالية.

*خالد روشه

 

 

 

2022/03/05

كيف نتعامل مع ’الخلافات العائلية’؟ .. اترك ’الثرثرة’ واتبع هذه الخطوات

أمور تحفظ السلام داخل الأسرة

من الصعب التعامل مع الخلافات العائلية في الغالب، لأنك تكون دائم التعايش مع أفراد أسرتك، فلا يمكن الابتعاد عنهم لفترة كما تفعل عندما تتشاجر مع بعض أصدقائك، أو تجنبهم لو كانوا مجرد أشخاص تربطك بهم معرفة سطحية أو حتى جيران، وفي الوقت الذي يمكنك فيه التعرف على أصدقاء جدد عوضًا عمن اختلفت معهم وفارقتهم، لا يمكنك أبدًا أن تجد لنفسك عائلة جديدة!

[اشترك]

لذلك من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع الخلافات العائلية بالشكل الذي لا ينتج عنه قطع دائم للعلاقة بينك وبين أحد أفراد أسرتك، وفيما يلي بعض الأمور التي عليك أن تفعلها إذا وجدت نفسك طرفًا في نزاع عائلي، أو حتى حدث خلاف بين بعض أفراد أسرتك وترغب في إنهائه:

1 - لا تقطع التواصل

من أفضل الأشياء التي تساعد على رأب الصدع بين أفراد الأسرة الواحدة بسرعة عدم قطع التواصل حتى في وجود خلاف، لا تقاطع أبدًا والدك أو أحد أشقائك أو حتى أبناء العم أو الخال، ابق على علاقة ما مع الطرف الآخر خلال فترة الخلاف، حتى لو اقتصرت على تبادل تحية الصباح والمساء، أو الجلوس على مائدة الطعام معًا وتبادل الحديث الضروري فقط، وبالنسبة لأقارب الدرجة الثانية، لا تهمل رسائل التهنئة بالمناسبات المختلفة حتى أثناء الخلاف، ربما تكون العلاقة بينكما قد شابها بعض التوتر المؤقت، لكن لا ينبغي لها أبدًا أن تنقطع تمامًا.

2 - كن أنت الأكثر تعقلاً ونضجًا

في القول المأثور، وجدنا أن (العناد يورث الكفر)، وهو بالفعل قادر على إنهاء أي علاقة بين طرفين إذا تشبث كل منهما بأن يبدأ الطرف الآخر بالمصالحة، لا تدع الفرصة للعناد حتى تخسر علاقتك بأحد أفراد أسرتك للأبد، كن أنت الأكثر نضجًا وتعقلاً، وبادر بكسر الصمت والمصالحة والاعتذار تعبيرًا عن حبك للطرف الآخر وحرصك على وجوده بحياتك، إذا قمت بالمبادرة لا تستبعد أن يستجيب الطرف الآخر بشكل فوري، ويبادلك الاعتذار والصلح.

3 - لا تتغيب عن المناسبات العائلية

حتى إذا كنت على خلاف مع أحد أفراد الأسرة الذي تربطك به قرابة من الدرجة الأولى أو الثانية، احرص على الحضور دومًا في التجمعات العائلية المقامة في المناسبات المهمة، ولا تتجنب الذهاب إليها، مشكلتك مع شخص واحد يجب ألا تدفعك للتسبب في الضيق لباقي أفراد الأسرة وإفساد تجمعهم بغيابك وتصرفك الطفولي، اندمج مع الجميع في التجمع الأسري، وضع ابتسامة على وجهك عندما تقابل الشخص الذي اختلفت معه، حتى لو اضطررت للتظاهر بالابتسام، فلعل ذلك يلطف الأمور، ويكون بداية للتصالح.

4 - صرح بما في نفسك

الصمت والكتمان بين الطرفين عند وقوع الخلافات يزيد الأمور سوءًا في معظم الأحوال، ولا يترك مجالاً لإيجاد حل للمشكلة ينهي الخلاف، واجه الطرف الآخر بمشاعرك بصراحة، اجلس معه وتحدث بهدوء، أو اكتب رسالة عتاب مهذبة واشرح فيها وجهة نظرك، إذا كنت تتجنب الحديث مع ذلك الشخص بشكل مباشر، المهم في جميع الأحوال ألا يتحول الأمر لمواجهة غاضبة وعاصفة تزيد الطين بلة، يجب أن يتم الأمر في جو من الود والهدوء، ففي نهاية الأمر لستما أعداء، بل أنتما فردان في عائلة واحدة.

5 - لا تتحدث عن الخلاف مع آخرين

بقدر ما هو مهم أن تتحدث مع الطرف الآخر الذي وقع بينك وبينه الخلاف، من المهم كذلك ألا تتحدث مع أي شخص سواه، لا تثرثر من خلف ظهر الطرف الآخر مع أي فرد من أفراد الأسرة، لأن هذا قد يضع الطرف الآخر في موقف سيئ، كما قد يفتح المجال أمام آخرين للتدخل في الأمر وزيادته سوءًا بسبب النميمة وتناقل المعلومات بشكل ربما يكون مغلوطًا، أقصر مناقشة الأمر مع الطرف المعني فقط.

6 - لا تبالغ في توقعاتك، وتقبل ما لا يمكنك تغييره

لا تتطرف في وضع شروط خيالية للتصالح مع الطرف الآخر الذي وقع بينك وبينه الخلاف، بل كن واقعيًّا وحاول ملاقاته في منتصف الطريق، ولا داعي لأن يتشبث كل منكما برأيه، إذا كان الخلاف حول أحد طباع أو تصرفات الطرف الآخر التي لا يمكنه تغييرها أو عاداته التي لا يستطيع الإقلاع عنها، فربما عليك في النهاية أن تتقبله كما هو إذا كانت هناك استحالة في أن يتغير في الوقت الحالي.

المهم في النهاية هو إنهاء الخلاف وتعلم التعايش معًا بسلام بين أفراد الأسرة الواحدة.

الغد

 

2022/03/01

لماذا لا تصبر بعض الأمّهات على تربية أبنائهن؟ .. 4 خطوات لامتلاك ’طول البال’!

الصبر على الأبناء ضرورة تربوية

الأم الحنون هي الأم التي تستطيع أن تتشبث بالصبر إلى أقصى مدى ممكن في تعاملها مع الأطفال، لأن الصبر وطول البال والقدرة على الاحتمال تكون المفتاح الرئيسي لتربية الأبناء بصورة صحيحة، وبدون هذا الصبر لن تستطيع الأم أن تخلق قنوات التواصل المستمرة مع أبنائها وبالتالي ستعجز عن غرس أية قيمة أو معنى تربوي في نفوسهم.

[اشترك]

ولكن هل الصبر في التعامل مع الأطفال أمر سهل هذه الأيام؟ الحقيقة أن هذه السمة أصبحت نادرة ولا تتمتع بها أغلب الأمهات في عالم اليوم؛ وذلك يرجع لأسباب عديدة، فما بين ضغوط الحياة والمسئوليات المتزايدة والخلافات مع الزوج أو العائلة، وما بين احتمال أن تكون الأم عاملة ومسئولة عن توفير دخل مالي لإعاشة الأسرة، ما بين كل هذه الأمور تفقد الأم ميزة الصبر في احتكاكها مع أطفالها.

إذا كنتِ حريصة كأم على أن تكون قضية تربية أطفالك قضية ذات أهمية كبيرة وحقيقية في حياتك ورسالة تؤدينها على الوجه الأكمل، فلابد أن تتعرفي على بعض الخطوات التي تساعدك على امتلاك ميزة الصبر وطول البال:

أولاً: تعلمي أهمية الصبر في معاملة الأطفال

الأطفال بطبيعتهم يحتاجون إلى أن تكون الأم حنونًا صبورًا، لأنهم يريدون أن يشعروا بحرية الخطأ، ومن خلال الأخطاء سيتعلمون الصواب، فلو كانت الأم شديدة العصبية، غاضبة طوال الوقت تشعر بالملل من كثرة الأخطاء التي يقع فيها أطفالها، فإن هذا يضع الأطفال في حالة من الخوف الدائم والقلق من رد فعل الأم، وبالتالي لا يكونون مؤهلين لاستقبال أي نوع من التوجيه أو التربية.

ثانيًا: حاولي أن تغوصي في أعماق طفلك

لابد أن تكوني قادرة كأم على إدارة حوار مستمر ومفتوح مع طفلك أو طفلتك، فتعلمين يوميًّا ما هي مخاوف طفلك وما هي آماله؟ ما الذي يمكن أن يؤلمه أو يشعره بالحزن؟ وما الذي يتمنى تحقيقه أو الحصول عليه؟ حاولي أن تستغرقي وقتًا وبطيب نفس وهدوء أعصاب في الاستماع إلى ما في داخل نفس طفلك، واعلمي أن مجرد قدرته على الكلام إليك والاطمئنان بفتح قلبه معك سيجعل مكانتك في قلبه تزداد ويشعر بالأمان في مكاشفتك بكل شيء، الأمر الذي يصبُّ في نهاية المطاف في صالح تربيتك له على الوجه الأمثل.

ثالثًا: لا تصدمي طفلك

إذا وجدتِ أن طفلك يريد أشياء غير مناسبة أو يرتكب أخطاء لا يمكن قبولها فحاولي ألا يكون رد فعلك سريعًا وصادمًا لطفلك، بل اتخذي قرارًا مسبقًا مع بداية كل يوم جديد بأنك ستتريَّثين قبل القيام برد فعل معين تجاه ما يصدر عن طفلك، وأنك تفكرين جيدًا ولو لدقائق قبل أن تقدمي على رد الفعل والتصرف المناسب، وثِقِي أن هذا سيمنحك فرصة كافية لكي يكون سلوكك مع طفلك غير صادم له، وبالتالي تستطيعين أن تتفادي حدوث أية هزات أو اضطرابات نفسية لديه.

رابعًا: اتركي لطفلك هامشًا واضحًا من الخطأ

لابد أن تسمحي لطفلك بأن يتعامل بنوع من الحرية داخل المنزل، لأنه يريد أن يتفتح على الحياة ويجرب الكثير من الأشياء ويتعرف على الكون من حوله، ولو كانت شخصيتك لا تتمتع بالصبر وطول البال فإن طفلك سيكون منطويًا خائفًا يخشى التجربة ويميل دومًا إلى الإحجام والتردد وعدم القدرة على المبادرة أو اتخاذ القرار، ومن ثم لابد أن تغيري من نفسك قليلاً لأجل مصلحة طفلك وأفسحي له مجالا لكي يتصرف بحرية، ولو صدرت عنه بعض الأخطاء فأصلحيها بهدوء من دون أن تصبي عليه غضبًا وعقوبات.

رسالة المرأة

2022/03/01

من الصفر.. كيف نربّي أولادنا على الالتزام بـ ’الصلاة’؟

تجربتي مع أبنائي في الصلاة

أفنان الحلو:

التربية الدينية تبدأ من الصغر، وثمارها أن يتمسك الطفل بالصلاة والأخلاق الإسلامية، وتزيد عليها الطفلة الالتزام بالمظهر الاسلامي من احتشام وحجاب في وقت مبكر، إن أهم نقطة في هذه التربية أن تخلق الأم ذكريات دينية جميلة للطفل يشعر معها بالأمان كلما طافت بذهنه مهما كبر من العمر.

[اشترك]

في العمر ما بين عامين إلى خمسة أعوام

تعوّدهم الأم على سماع آيات القرآن الكريم، وعلى احترام الأذان ووقت الصلاة، وإن استطاعت اصطحابهم إلى زيارة بيت الله الحرام فبها ونعمة، وإلا فتحاول أخذهم إلى مراقد الائمة الاطهار والحسينيات ولمس البركة والطمأنينة التي فيها.

وأن تكون قدوة في ذاتها، في الالتزام بالعبادات في وقتها، وفي تنمية الإيمان بالله سبحانه وتعالى في نفس الطفل، فتتجه إلى الله بالدعاء عند الملمّات، تتحدث عن الله سبحانه وتعالى بحب وتقديس في كل المناسبات، عند التحدث عن جمال النباتات ونعمة الحواس من السمع والبصر وغيرها، عند أذكار الصباح والمساء وجمال الشمس وروعة الغروب، تتلمّس الجماليات وتعظم فيهم قدسية الخالق الذي سخر لنا كل هذا.

في العمر ما بين أربعة إلى سبعة أعوام

تبدأ الأم بزرع قيمة أن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف، وإذا شاء شيئا فأنه يكون وأمره بين الكاف والنون، وأننا نطيعه طمعا في رضاه، وأن رضاه يجلب لنا السعادة والبركة ويمنحنا أشياء من حيث لا نحتسب، فقط إن عبدناه بقلب مخلص وصادق، وتعزز هذه القيم في نفس أولادها بما استطاعت، فلا تعدهم بالحصول على أشياء مادية إلا بعد أن يبذلوا جهدا في تحصيلها سواء بالدعاء (حسب استطاعتهم) أو بعمل الأشياء الصالحة المختلفة كبرّ الوالدين ومساعدة المحتاجين والعطف على الأخ الصغير لأنها كلها أشياء تجلب رضى الله سبحانه وتعالى وبالتالي سيمنحنا ما نحب، تقرأ لهم القصص التي تنمّي فيهم الحس الأخلاقي خصوصا قبل النوم، وتبحث عن السلاسل التي تعزز الأخلاق وان استطاعت أن تجد شيئا يتحدث عن العقيدة ومناسب لأعمارهم فيكون افضل واحسن.

عند بلوغ الطفل السابعة

يقول خبراء التربية أن قوة التجريد، والتفريق بين الواقع والخيال، يبدأ في السابعة، كلما اقترب الطفل من عمر السابعة كلما اوعزت له الأم أنه اقترب من كونه فتى كبير ورائع، وتقيم له حفلا تدعو له الأصدقاء والأقارب بهذه المناسبة، لأنه أصبح فتى كبيرا (أو فتاة جميلة) تلتزم بالصلاة.

من الطبيعي ان يبدأ الفتى بحماس أول يومين ثم يدركه الكسل، لأن الانتظام في أي عادة جديدة تتطلب إرادة قوية لا يلتزم بها الأطفال عادة، فيما يلي قائمة بما يجب وما لا يجب على الأم فعله:

مالا يجب على الأم فعله (كلها تربط الدين بذكريات سلبية وتشعره بالفشل وهذه كلها له آثارها السيئة عليه مستقبلا):

- التخويف بالنار والعذاب.

- الضرب والصراخ والتوتر.

- الإهمال واليأس من صلاحه وترك الأمر للزمن.

- مقارنته بالأولاد الآخرين (إخوانه أو أقاربه أو أصدقائه).

ما يجب على الأم فعله:

- التذكير الدائم بالصلاة بالحب والابتسامة.

- ربط التوفيق والنجاح والفلاح والستر والعصمة من الخلق بالصلاة.

- إحضار ملابس جميلة أو سجادة صلاة جميلة وعمل زاوية مزينة ولطيفة في المنزل خاصة بالصلاة وتعطير ما يتعلق بها.

- تقول له بلطف كلما تكاسل: نريد أنا ووالدك أن نذهب إلى الجنة ولذلك نحن نصلي، ألا تريد أن تأخذ بأيدينا وتذهب معنا إلى الجنة؟

- عمل جداول خاصة بالصلاة وتعبئتها بالنجوم وفي بداية كل يوم التزم فيه له مكافأة ثم كل أسبوع ثم كل شهر.

- عدم اليأس أبدا من بذرة الخير والإيمان الفطرية والدعاء له يوميا بالخير والصلاح.

- الاستمرار في توجيه الطفل بقراءة قصص تربوية حينا وغرس العقيدة بطرق غير مباشرة حينا آخر.

في حال بلوغ الثامنة والتاسعة وهو لم يلتزم بالصلاة تماما بعد كل ما تقدم:

الاستمرار على بند ما يجب على الأم فعله بالإضافة إلى البدء في إدخال عقوبات خفيفة تحفظ له كرامته مثل حرمانه من سماع قصة ما قبل النوم أو حضور برنامجه المفضل على التلفاز أو غيرها.

في حال بلوغه سن العاشرة وهو لم يلتزم بالصلاة تماما بعد كل ما تقدم:

من النادر أن يصل الطفل إلى عمر العاشرة وبينه وبين والديه رابطة قوية متينة وبينه وبين الله سبحانه وتعالى أجمل الذكريات الدينية، ولكن في حال الوصول فإن الطفل يضرب ضربا غير مبرح ولا يمس بكرامته عقوبة له على الترك ونسأل الله لأولادنا الصلاح والهداية.

 

2022/02/28

هل أصارح ولدي بـ ’علامات البلوغ’؟!

علامة للبلوغ صارح بها أبنائك

جاسم المطوّع:

هل تنتظر أن يسألك ابنك عن علامات البلوغ فتجيبه أم أنك تمتلك روح المبادرة وتتحدث مع ابنك قبل بلوغه عن المرحلة المقبلة في حياته؟

[اشترك]

إذا كنت من الصنف الأول فقد تكون قد خسرت ابنك تربويا في أهم مرحلة انتقالية في حياته، لأن هناك من سيسبقك في توجيه ابنك مثل الأصدقاء أو النت أو شبكات التواصل الاجتماعي أو فضول ابنك الطبيعي فيسأل من يثق به وقد يتلقى بعض المعلومات غير الصحيحة، فلابد أن تكون لديك الجرأة في الحديث والمبادرة واستباق الحدث في الحديث مع ابنك أو ابنتك ليتعاملوا مع التغييرات الجسدية والنفسية بطريقة صحية، ربما المبادرة بتعليمه تكون ثقيلة عليك ولكن لابد أنك تعرف بأن زمانه يختلف عن زمانك

ولعل أهم معلومة ينبغي أن تعلمها ابنك وهو مقبل علي مرحلة البلوغ هي أنه صار مكلفا ومسؤولا عن جميع أعماله، وأنه يتحمل مسؤولية أخطائه سواء كان الخطأ في حق الله أو في حق نفسه أو في حق الناس، لأن مرحلة البلوغ تعنى الاستقلال وتحمل المسؤولية وهو ما نعبر عنه بالفقه الإسلامي (بسن التكليف)، فالبلوغ يعنى نزع ثوب الصغار ولبس ثوب الكبار، فلا تنتظر طفلك يأتيك ويسألك عن التغييرات في جسمه، بل أنت بادر في تعليمه من سن التاسعة بعلامات البلوغ، (...) سيما وأن بعضهم يبدأ مبكرا قبل العمر المتعارف أو بعضهم يتأخر إلى سن ال 15 أو 16، ولكن في كل الأحوال ينبغي أن يتحدث الوالدين مع أبنائهم بصراحة تامة ولا يخفون عنهم معلومة، حتى يتقبل الطفل مرحلة البلوغ وهو مستقر نفسيا ومطمئن ويحسن التعامل مع مخاوفه وقلقه

وهناك (13) معلومة مهمة ينبغي أن نصارح أبنائنا بها، وهي أن ثدي البنات يبدأ يكبر تدريجيا، ويلاحظ أن شعر الساق صار أكثر سمكا، ويزداد ظهور الشعر في الجسم فيظهر في أماكن بالجسم لم يكن بها شعر في السابق، ويبدأ ظهور حب الشباب في الوجه أو في الجسم ويزداد التعرق عندهم فتكون لأجسادهم رائحة، ويكون لديهم طفرة في النمو سواء في الطول أو في الوزن وتتغير أصوات الأولاد وينمو شعر الوجه عند الذكور بالذات وتكبر عضلاتهم، وتأتي الدورة الشهرية عند البنات فتشاهد خروج الدم، أما الأولاد فيخرج عندهم السائل وخاصة وقت نومهم، فهذه هي ال (13) علامة للبلوغ التي لابد أن تصارح بها ابنك قبل أن يبلغ حتى يحسن التعامل معها.

ومهم جدا أن تكون قريب من ابنك وقت البلوغ، لأن هذه المرحلة الجديدة في حياته قد تشعره بالمخاوف من التغييرات التي يشاهدها في جسمه فتطمئنه وتجيبه علي كل تساؤلاته، وجميل أن تخبره عن نفسك عندما كنت في عمره وتبين له كيف تعاملت مع مرحلة بلوغك حتى يرتاح نفسيا ويطمئن أكثر، وتخبره بأن هذا أمر طبيعي ورسالة من رب العالمين ليخبرك بأنك صرت مسؤولا عن جميع أعمالك، وأن عقلك اكتمل وقراراتك في الحياة صارت ناضجة، فلو أخطأت فإنك تحاسب على خطأك، وأن القلم كان مرفوعا عنك ولكن الآن وبعد بلوغك صارت الملائكة تكتب أعمالك،

ولعل أكبر مشكلة يعيشها الأطفال وقت بلوغهم هي عدم قبول شكلهم بسبب التغييرات الجسدية التي تحدث وقت البلوغ ، وخاصة إذا رافق التغيير تغيير الحالة المزاجية عندهم بسبب التغييرات الهرمونية وطفرات النمو، فكل شخص يمر بهذه التغييرات ولكن ليس بالضرورة تكون الأثار النفسية والعاطفية واحدة، فبعض الأولاد أو البنات يفضل العزلة والانطواء ويعتقد بأن الناس تراقب التغييرات بجسده، وبعضهم يميل لكثرة النوم وبعضهم يضعف مستواه الدراسي وغيرها من الأعراض المؤقتة لهذه المرحلة، وهنا يأتي دور الوالدين في توجيه الابن وحسن تربيته، وكذلك تفهم المرحلة التي يمر بها فيساعده ويقف معه حتى يتجاوز مرحلة البلوغ.

2022/02/28

حلول ذكية لـ ’شجار الأطفال’ في البيت

جاسم المطوّع:

صراخ وضرب وشتم وبكاء بين الأخوة وخاصة الأطفال في البيت، هذا ما يحدث كل يوم في كل بيت ولكن السؤال المهم هو كيف نتعامل مع هذه الشجارات اليومية حتى لا تسبب قلق وإزعاج للوالدين؟

[اشترك]

 هذا السؤال يعرض عليّ كثيرا من الأمهات والآباء وفي هذا المقال سأقدم عدة أفكار وحلول عملية لإدارة الشجار بين الأبناء بطريقة إيجابية، ولكن مهم أن نعرف بالبداية إن الشجار مفيد لو استثمرناه بطريقة إيجابية، لأننا نستطيع أن نعلم الطفل كيف يضبط نفسه وقت الشجار ويتحكم بأعصابه فلا يغضب أو يصرخ ويكون متعاونا مع أخيه فيفكر في كيف يتعاون ويعالج المشاكل بدل من الشجار فيستخدم عقله أكثر من استخدام عضلاته، حتى لا يتحول الشجار إلى عداوة وكراهية وانتقام.

أما لو حصل الشجار فالسؤال المهم هو متى نتدخل بين الأخوة لفض الاشتباك والشجار، فالأصل ألا يتدخل الوالدين ولكن في حالة لو تحول الشجار إلى اعتداء جسدي أو ضرب يدوي أو شتم وصراخ بصوت عالٍ، ففي هذه الحالات لا بد من التدخل لإيقاف الشجار، أما لو كان الشجار ليس فيه هذه الممنوعات فنتركهم يتشاجرون ويتصارعون ونراقبهم من بعيد، حتى نعودهم على مواجهة مشاكلهم لوحدهم، وفي حالة التدخل من الوالدين فينبغي أن يحافظوا على هدوئهم قدر الإمكان، فضبط النفس أحيانا يكون صعبا ولكن هذا هو الصواب حتى نكون ناجحين تربويا، ففي كل بيت فيه أخوة يحدث فيه شجار وهذا أمر طبيعي، ولكن محاولة إيقاف الشجار صعب لأن هناك أسباب كثيرة للشجار، منها أن الشجار قد يكون بدافع الغيرة بين الأخوة وخاصة إذا شعروا بأن هناك فرقا في المعاملة من الوالدين، أو قد يكون للفت نظر الوالدين ليهتموا بهم لأنهم لم يتم إشباعهم عاطفيا بالكلام واللمس والحضن وهذه مسألة أساسية لاستقرار نفسية الطفل، أو قد يكون تقليدا من الأخ الأصغر للأكبر أو قد يكون السبب اللعب والترفيه أو ربما لم يتعلموا المشاركة وخاصة إذا كان الشجار علي لعبة مثلا، أو قد يكون الطفل نشأ في بيت فيه عنف أسري ويشاهد العنف من الأب تجاه الأم أو من الأم تجاه الأبناء فيتعلم العنف في حياته ويكون جزء من شخصيته.

ومن الحلول الذكية إنك تراقب الشجار من بعيد حتى تعرف من المعتدي والمخطئ، لأنه في الغالب سيأتون يشتكون عندك وكل واحد سيقدم أدلة تفيد ظلم الآخر له فتكون لديك المعلومة من المعتدي وتتصرف وقتها، وإذا لم تعرف من المعتدي أستثمر هذا الشجار ليكون فرصة للتربية على أن يقدموا لك الحلول المستقبلية للمشكلة حتى لا تتكرر المشكلة، وأحرص أن توجههم بهدوء من غير صراخ أو ضرب أو عصبية، وعاملهم بإنصاف فلا تقف بصف الصغير لأنه صغير فقد يكون هو المعتدي ولكن قف بصف المظلوم ضد الظالم، وناقشهم بأفكارهم التي دفعتهم للشجار، فلو تمسك أحدهم باللعبة وكانت هي سبب الشجار، فقل له هل من العدل أنك تأخذ اللعبة طول اليوم، وبين له كيف يكون عادلا في تعامله مع أخيه، وشجع التعاون والمحبة بين الأخوة.

وإذا استمر الشجار فضع له قانونا، مثل أن هناك ممنوعات أثناء الشجار منها الضرب والعض والرفس والشتم وهكذا، وأما المسموح فالحوار والنقاش والمصارعة الجسدية من غير التعرض للوجه والأماكن الحساسة في الجسم، ولعل من أهم الحلول أن يعطي الوالدين من وقتهم للأطفال ويشبعونهم عاطفيا لأن الإشباع العاطفي يجعل النفس مستقرة ومطمئنة، وإذا أردت أن تنتقد فانتقد السلوك لا الطفل وإذا رأيت منهم تعاون فامدح هذا التعاون حتى تعزز روح التعاون والمحبة عندهم، فهذه مجموعة حلول في التعامل مع الشجار حتى ندير الشجار بطريقة إيجابية ونستثمره في حسن تربية الطفل.

2022/02/24

هل سمعتم من قبل بـ ’المراهقة المتأخرة’؟

المراهقة: مراحلها وأبرز مشكلاتها

 عبد الرحمن حمزة:

اشتقت كلمة المراهقة من فعل لاتيني وهو adolescere، والذي يعني عملية التدرّج في النضج الجنسي والعقلي والبدني والانفعالي.

[اشترك]

 ويمكننا إطلاق هذا المصطلح على المرحلة العمرية التي دخلت سن البلوغ، وصولًا إلى سن الرشد، في هذه المرحلة تُعاد هيكلة وتنظيم النفس والعقل لدى المقبل عليها، وصولًا لمرحلة من الرشد المطلوب لمواجهة مصاعب الحياة، ومن المهم التفريق بين مصطلحين يخلط بينهما كثير من الناس، هما البلوغ والمراهقة، إذ يعرّف البلوغ بأنه نضج في الغدد التناسلية وحصول الطفل على معالم جنسية تنقله تلقائيًا بين مرحلة الطفولة والشباب، أما عند الحديث عن المراهقة فلا بد من الإشارة إلى أنها أوسع من ذلك، فهي أشبه ما تكون بالنسيج المتشابك، كما أنها بُنية معينة تتفاعل فيها كافة العناصر، من أعضاء وجوانب نفسية وجوانب اجتماعية ضمن ثقافة معينة، وبأغلب الأحيان تكون ثقافة المجتمع المعاصر.

مراحل المراهقة تقسم المراهقة إلى ثلاث مراحل على النحو التالي:

المراهقة المبكّرة: والتي تبدأ من عمر الحادية عشرة وتستمر حتى الرابع عشرة، وهي مرحلة حرجة كون المراهق يمر بتغيرات كثيرة ويتأرجح ما بين الرغبة في الاستقلال ومعاملته كالكبير، وبين نيل اهتمام ودلال الأهل، وهنا تكمن صعوبة إرضائه، وتعرف هذه المرحلة باسم حب الشباب، إذ يشعر الفرد بانعدام الثقة بالنفس جراء التغيرات الخارجية على المظهر لا سيما في ظل قناعته التامة بأن الجميع يراقبه، وينظر إليه، وتتبلور حاجة المراهق في هذه المرحلة إلى المزيد من الحرية في أمور عديدة، ويتجلى ذلك برفض أفكار ومعتقدات المجتمع المحيط، والعصبية والتوتر، واكتشاف الجسد، بالإضافة إلى حاجته الملحّة للحصول على الخصوصية والانفراد بالنفس، وجميعها أمور بسيطة لا تحتاج أكثر من الصبر والإصغاء وتنمية الشخصية المستقلة للابن.

المراهقة الوسطى: تبدأ هذه المرحلة من عمر الخامسة عشر وتستمر حتى السابعة عشر، وتتميز بشعور الفرد بالاستقلالية، وعليه فإنه يسعى لفرض شخصيته الخاصة وإثبات ذاته، وذلك من خلال تجريب أمور جديدة أو ممنوعة كالدخان، والكحول، والسهر إلى ساعات متأخرة خارج المنزل، ومصادقة أشخاص جدد غير محبذين من الأهل، ومن هنا تبدأ التصادمات مع الأهل كونهم يرفضون الانصياع وراء أفكاره، وتجدر الإشارة إلى أن التغيرات الجسدية تظهر في المرحلة السابقة، بينما تتجلى هذه المرحلة في الاهتمام بلفت نظر الجنس الآخر.

المراهقة المتأخّرة: تبدأ من سن الثامنة عشر وتنتهي في الحادية والعشرين، وقد تمتد فترة أطول تبعًا لاعتماد الأبناء على الأهل في شؤون الحياة المادية والدراسية، وتتضح هوية وشخصية المراهق، فيشعر بثقة أكبر تجاه قرارته الشخصية، وقد تعود شريحة كبيرة من الأبناء إلى طلب النصيحة من الأهل.

خصائص مرحلة المراهقة

يتعرّض المراهق لعدد من التحولات البيولوجية، ينتج عنها نمو متنوع في مرحلة المراهقة، وهي:

النمو الجسدي: تظهر خلال هذه المرحلة عدة قفزات سريعة في النمو، تتعلق بالوزن والطول، في حين أن هذه التحولات تختلف بين الإناث والذكور، فخلال المرحلة الأولى تبدو الفتيات أثقل وأطول من الذكور، ويتعرض الذكور في هذه المرحلة لاتساع الكتفين مقارنة بالوركين، أما الإناث فيتسع لديهن الوركان مقارنة بالكتفين والخصر، كما أن الذكور في هذه المرحلة يتمتعون بسيقان طويلة عند المقارنة بكامل الجسد.

النضوج الجنسي: تُحدّد هذه المرحلة عند كل من الذكور والإناث بأمور معينة، فعند الذكور تكون أولى العلامات لهذه المرحلة زيادة في حجم الخصيتين، إلى جانب ظهور الشعر حول أعضاء التناسل، أما بما يخص الإناث فإن أول علامة لحدوث هذه المرحلة هي الدورة الشهرية، في حين أن هذه العلامة لا تعني ظهور خصائص جنسية ثانوية على الفتاة.

التغير النفسي: مع حدوث التغيرات الجسدية والتحولات الهرمونية خلال مرحلة المراهقة، تتأثر العلاقات الاجتماعية والمزاج والصورة الذاتية لدى الأفراد تأثرًا كبيرًا، وتختلف بين الذكور والإناث بين مشاعر جيدة وسيئة كذلك.

أبرز المشاكل في حياة المراهق

 تظهر تحديات كثير في حياة المراهق، وكلها قد تكون طبيعية إلى حد ما إذا تعامل معها الأهل بحكمة، فيما قد تتحول إلى مشكلة حقيقة على المدى البعيد إذا غاب دور الأسرة، ومن أبرز المشكلات ما يأتي:

- الصراعات الداخلية ما بين الاستقلال عن الأسرة على جميع الأصعدة أو الاعتماد عليها، وما بين صراع الطفولة أو متطلبات المرحلة الجديدة سواء مرحلة الرجولة بالنسبة للأولاد أو الأنوثة بالنسبة للبنات، بالإضافة صراع الطموحات الزائدة مقابل التقصير في الواجبات والالتزامات، وصراع الغرائز الداخلية مقابل العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع، ناهيك عن الصراع الديني ما بين المسلمات غير القابلة للنقاش مقابل الأفكار الناقدة والفلسفة الجديدة، وأخيرًا الصراع الثقافي بين الجيل الحالي والسابق.

- الشعور بالغربة جرّاء انعدام صلة التواصل مع الوالدين، أو انعدام الأمور المشتركة، فنرى المراهق يحاول جاهدًا وبشتى الوسائل والطرق الانسلاخ التام عن مواقف الأهل ورغباتهم، وهي وسيلة للتميز وإثبات الذات، وهذا بالطبع يستلزم معارضة توجيهات الأهل أو أي سلطة مفروضة؛ لأنه يرى نفسه قادرًا على مجاراة الراشدين وقدراتهم، وبالتالي فإن أي أوامر عليا ما هي إلا استخفاف بالروح النقدية لديه، من هنا تظهر مشاكل العناد والتمرد التي يتبعها تعصب وسلوك عدواني.

- العزلة الاجتماعية والتي تؤدي إلى الخجل من الناس ومقابلتهم والحديث معهم، وتظهر هذه المشكلة جرّاء الدلال الزائد من الأهل، وهو ما يُشعر المراهق بضرورة الاعتماد على الآخرين في حل أي مشكلات أو عقبات حياتية، في حين أن طبيعة المرحلة تتطلب الاستقلال والاعتماد على الذات، ومن هنا تظهر صراعات داخلية طويلة الأمد، ولا يجد لها المراهق حلًا إلا بالعزلة والانطوائية، معتقدًا أن الهرب ينهي المشكلة.

- السلوك غير السوي لتحقيق مقاصده الخاصة دون أيّ اعتبارات، فيلجأ نحو الصراخ، والشتم، والسرقة، وإتلاف الممتلكات، والخوض في جدالات تافهة، والتورط في المشاكل، وعدم الاهتمام بمشاعر الغير، وخرق حق الاستئذان، والعصبية، والعناد، وحدة الطباع معتقدًا أن العنف يحقق المطالب، وغير ذلك من السلوكيات المزعجة بالنسبة للآخرين، وتجدر الإشارة إلى ضرورة فهم طبيعة المرحلة بشكل أو بآخر، لأن السلوكيات التي ذكرناها آنفًا إنما مردّها بنسبة كبيرة إلى الهرمونات الجنسية، فمستوى الهرمونات المرتفعة تلعب دورًا كبيرًا في التفاعلات المزاجية وتتجلى في الصراع عند الذكور، والاكتئاب عن الإناث.

- الانحرافات الجنسية والميل إلى أفراد من نفس الجنس، بالإضافة إلى انحرافات الأحداث من اعتداء وسرقة، وهي مشاكل ناتجة عند غياب دور الأهل في تغذية روح المراهق، ويقصد بالتغذية الروحية إظهار الحب والعطف والحنان والرعاية لإشباع رغباته، وقد أوضحت دراسات أمريكية أن الشواذ جنسيًا عانوا من غياب دور الأب في الأسرة، فكانت الأم تقوم بالدورين معًا، ومن هنا فإنهم قد مالوا تلقائيًا إلى مخالطة النساء سواء أكانوا أمهات أو أخوات أكثر من الرجال، وهو ما تسبب في الشذوذ الجنسي على المدى البعيد.

2022/02/23

زوجي لا يصلي.. ما الحل؟!

هناء رشاد:

تربيتُ على الصلاة صغيرة، وكنتُ إذا تكاسلْتُ عنها يكون عقابي وخيمًا تتعدَّد أشكاله، وتتنوَّع صُوَره، فأذوق كلَّ ما لذَّ وطاب من أنواع الحرمان، فمرَّة أُحرم من الطعام نهارًا طويلاً، لا يُنْبِئ بليل، (...) ومرة أُحرم من مشاهدة التِّلفاز الذي جعَلَني أنسى الصلاة، ومرة أُحبَس في غرفتي منبوذة، ويَطلب أبي من الجميع تجاهلي، وعندما كَبِرت كنت قد اعتدتُ على أدائها وأصبَحَت من أهم مهامِّي اليومية وعاداتي الجميلة.

[اشترك]

وحينما تزوَّجتُ كنت مُرشَّحة لِلَقَب أسعد زوجة في الكون؛ فزوجي رمزٌ للرجولة والغِنى والشَّباب، "ولكن"، وآه مما وراء هذه الكلمة التي تقف دائمًا في وجهنا آخِذَة من راحتنا وسعادتنا، كما يقول المثَل: "الحِلو لا يكمل" فزوجي الذي لم يترك الله نعمة إلاَّ وكان له منها نصيب... لا يصلِّي!!

فمنذ أول يوم لزواجنا لاحظتُ تكاسُلَه ونومه عن الصلاة، فقلت في نفسي: لعله تكاسُلُ العِرسان، وستمرُّ الأيام ويعود إلى صلاته، ورحتُ أُسكِت بعقلي أزيز ظنوني مُحدِّثةً نفسي الشريرة: "هاااااااااه هل سنبدأ"؟!

وكنت إذا جاء وقت الصلاة أنزَوِي في ركن بعيد من البيت أصلِّي فريضتي، وهو يلمحني ولا يعلِّق! فيعلو صوت الحيرة في عقلي الذي لا يتوقَّف عن نكئ السؤال مرات ومرات: لماذا لا يصلِّي؟!

ومرت الأيام تَتْرَى ما بين صَدى ظنوني وتكذيبها، إلى أن عاد زوجي إلى عمله بكل نشاط وحماس... ولا صلاة!!

إذًا لم يكن ترْكُه للصلاة مجرَّد (دلع) عرسان؛ فقد تيقَّن لي الآن أنه لا يصلِّي!!

ردَّدْتها في نفسي ليقلقني صداها، أصابني وابلٌ من الغم الشديد، ودار عقلي دورة كاملة يبحث عن نقطة انطلاق، ولكن دون أي اشارة للبثِّ المباشر!

كيف سأفتح معه الحوار؟ هل أبدو غاضبة مستنكِرَة أم أستعمل الرَّأفة وأتصنَّع الهدوء؟ هل أهدِّده إن لم يصلِّ فلا يَقْربني؟ هل أتحَيَّن أول فرصة وأجعل حديثي وكأنه جاء مصادفة؟

أعجبني الحلُّ الأخير، نعم، سأستغِلُّ حديثًا عن الصلاة وأبدأ، وبالفعل حينما علاَ صوت أذان المغرب ونحن جالسان أخذت جهاز التحَكُّم بالتِّلفاز وأسكَتُّ صوته تمامًا، فقال: لم أسكتِّه؟! قلت بنظْرة يملأها الدَّهشة: لنستمع للأذان، ثم بادرتُه قائلةً: هل تَؤمُّني لصلاة المغرب؟ فلم يعلِّق، وازداد وجهه وجومًا، فكرَّرت سؤالي، لعله لم يَسْمعني، فقال بصوت لا أكاد أسمعه، وكأنه لا يريدني سمَاع ما سيَقذفني به: لا، أنا لا أصلِّي!!

فنظرت إليه وقلت له ووجهي تَعْلوه كلُّ علامات الدهشة والاستنكار: معقول؟!

كل هذه النعم التي أعطاها الله لك ولا تصلي له؟! فتمادَى في صمته مُوغِلاً قلبي الذي صُدم فيه، خدعَتْني طِيبته وأخلاقه العالية، ولم يتسَنَّ لي لقِصر الخِطْبة أن أساله سؤالاً بديهيًّا جدًّا، فوالده - أكرمه الله - يصلِّي، وكذلك إخوته، وهو الابن الأكبر، فلماذا لا يصلِّي؟ لم يَرُدَّني صمتُه، بل التصقْتُ به في وُدٍّ بالغ، وحبِّ زوجة مشْفِقة، وقلت له هامسة: إنْ صلَّيتَ معي ستكون لك هدية مميَّزة لن أُعلنها سوى في وقتها، وأخذتُه من يديه ليتوضَّأ، فتحرك معي بصعوبةٍ كطفل مشاكِس، يقدِّم قدَمًا ويؤخِّر أخرى، ووقفت أساعده بوجه مبتسم ومشجِّع، وأخَذ ينظر لي كالطفل الذي تعلِّمه أمُّه أول حرف من أوَّل كلمة حتى إذا نطقَها امتلأت الأمُّ فرحًا، ورقص قلبها طربًا لِسَماع كلمته المتلعثمة، ووقف إمامًا يقرأ الآيات كطفل يتهجَّى الحروف، وأنا أنادي عليه في أعماقي مبتسمة: أحسنتَ.

وهكذا كنتُ كلَّ يوم أَعْرِض عليه الصلاة بوجه باشٍّ، ورُوح محبَّة حانية مشفقة، وعندما ندخل إلى النوم أجعل رأسه ترتاح على صدري، وكأني أحكي لصغيري حكاية قبل النوم، قصَّة الأميرة التي تحبُّ الأمير ومن شدَّة حبِّها له كانت تدعو دائمًا أن يكون معها في الدنيا والآخرة، فكان يأتيها مَلك يقول لها: لكِ ما تطلبين بشرط أن يَلزم حبيبُكِ الصلاة، فكان زوجي الحبيب تتَّسع ابتسامته ويستدير لي، قائلاً: "حاضر يا ماما"!

وأخذتُ عهدًا بيني وبين الله ألاَّ أتركه لنفسه الكسول مرَّة أخرى مهما كلَّفني الجهد، وفعل بي اليأس، وألاَّ أقطع وصلات الحب بيننا، وكان إذا تملَّكَه عنادٌ أو أصابه تملْمُل أو تبرُّم أُعِيد دورة المحاولة من جديد، وأذكِّر نفسي أنْ لا تيأسي.

شهورٌ طويلة وأنا أجاهد زوجي، مرَّة بالترهيب، بتذكيره بوعيد الله لتارك الصلاة، ومرَّات بالترغيب، وفرحة الله بعودة التائب.

ولم يمر العام إلاَّ ويداه تَرْبت على كتفي في حنان هامسًا:

هيا غاليتي، صلاة الفجر!

عزيزتي: لا تيأسي، ما دام الهدف نبيلاً، واجعلي الرحمة والحب يساندانك.

 

2022/02/22

’هاي.. باي’: جيل جديد بهوية غربية!

(هاي باي هلو) كلمات الجيل الجديد

د. جاسم المطوع:

هل من الخطأ أن يستخدم أبنائنا كلمات أجنبية مثل (هاي) أو (باي) عند اللقاء والوداع؟ وهل من الخطأ أن يتحدث الوالدين مع أبنائهم بلغة أجنبية داخل البيت؟

[اشترك]

إن اللغة الإنجليزية لغة عالمية وتعلمها أصبح ضرورة عصرية لمتابعة التقدم العلمي والتكنولوجي اليوم، ولكن سؤالنا ليس عن تعلم اللغات بشكل عام، وإنما عن ترك الشخص لغته الأم واستبدالها بلغة أجنبية أخرى، ونعنى أن يكون الشخصين عربيين ولغتهم الأم عربية ويتحدثان بالإنجليزية هذا ما نقصده في مقالنا هذا، فنحن مع استخدام اللغة الأجنبية مع الأجنبي الذي تكون لغته الأم هي الأجنبية، ولكن ما نراه من الجيل الحالي أنه يتكلم الإنجليزية في الوقت الخطأ ومع الشخص الخطأ.

ولعل أكبر تحدٍ يواجه الجيل الحالي هو أنه كيف يتعلم اللغة الإنجليزية ويتحدث بها دون إهمال اللغة العربية، لأن الطفل عندما يتعلم لغتين بنفس الوقت فإنه يحصل عنده (تداخل صوتي) بين اللغات، فالنطق للغته الأساسية وهي العربية يكون نطقا سيئا بسبب التداخل الصوتي بين اللغتين، وكذلك يحصل عنده (تداخل لغوي) بين الكلمات والمعاني، فاللغة ليست كلمات وإنما هي طريقة في التفكير والتحليل ورؤية الأمور، كما أن لكل لغة طريقتها في التعبير عن مشاعرها ولغة الجسد الخاصة بها، ولكن الفرق بين لغتنا العربية وباقي اللغات أن اللغة العربية مرتبطة بالدين، فهي لغة القرآن ولغة العبادات مثل الصلاة والأذكار، فالمعروف أن لكل لغة نظامها وقواعدها الخاصة بها، فإذا تعلم الطفل لغتين ستختلط عليه القواعد ويفقد حلاوة التذوق بالكلمات والعبارات وإذا لم يكن لديه ذكاء لغوي فإنه من الصعب عليه أن يجمع بين لغتين بمهارة، وفي الغالب يميل للغة الأسهل، فاستخدام (هاي) أسهل وأسرع من (السلام عليكم)، فيحدث عند الطفل ما نسميه (بالتآكل اللغوي) مع الوقت وتموت لغته العربية وتحيا اللغة الأجنبية، وإذا كان الوالدين كلامهم أجنبيا مع الطفل في البيت فإنهم يساهمون في إماتة اللغة العربية عنده، فإذا أراد الطفل أن يرتاح بمشاهدة كارتون أو يلعب العاب الكترونية وهي باللغة الأجنبية فهذه كذلك تساهم في إماتة اللغة العربية عنده ، ثم يجد نفسه مستغنٍ عن اللغة العربية شيئا فشيئا حتى يصل لمرحلة يصعب عليه قراءة القرآن وتفسيره أو قراءة الأحاديث النبوية وفهمها فينسلخ عن دينه وهويته وثقافته حتى يصبح أجنبيا في تفكيره وكلامه وعربيا شكله أو مكان إقامته، وإذا كبر وتزوج لا يستطيع أن يربط أبنائه بالقرآن بسبب ضعفه باللغة العربية وأبناؤه عندما يكبرون ويتزوجون سيكونون أضعف منه وهكذا يحدث الانسلاخ عن الدين والهوية والثقافة شيئا وشيئا بتخطيط الوالدين سواء علموا أو لم يعلموا بالنتائج.

وأذكر شابا تحدث معي بحسرة بأنه لا يستطيع قراءة القرآن بسبب تعلمه بمدرسة أجنبية وأن والداه كانا يتحدثان معه باللغة الأجنبية، فوجد صعوبة كبيرة عندما كبر في قراءة القرآن وفهمه وقراءة السيرة النبوية وفهمها، وقد سمعت هذه المعاناة من أكثر من شخص ولهذا الحل يكون في توعية الوالدين بأهمية اللغة العربية وتعليمها أبنائهم مع حرصهم على قراءة القرآن وحفظه، ويلزمون أبنائهم بأن يتكلموا العربية مع أصدقائهم أو إخوانهم حتى نحافظ على سلامة لسانهم العربي، ويتبادر في ذهني سؤالا أترك القارئ يجيب عليه وهو هل تعليم اللغة الأجنبية في مدارس ثنائي اللغة ببلادنا بهدف إماتة اللغة الأم عند الطفل؟ أم اتقان اللغتين مع الحرص على إحياء اللغة الأم؟

2022/02/22

كيف نربي أبناءنا في ’الزمن الصعب’؟

 

سحر الشعير:

كيف نستطيع أن نربى أبناءنا تربية صالحة في هذا الزمان الصعب؟

[اشترك]

فيما يحيط بهم من أسباب الفتن والفساد وكيف نستطيع أن ننشّئهم على الصلاح والتقوى والاستقامة دون أن يتأثروا سلبياً بالمد الثقافي الهائل الوافد إلينا عبر القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت؛ حاملاً في طياته الغث والسمين من المواد المعروضة؟

لا نستطيع أن نحجب الأبناء وليس هذا هو التصرف السليم، ولكن لابد أن يبقى الوالدان هما المؤثر الأول في تشكيل شخصية الابن من خلال حصن الأسرة والمنزل، ولهما في ذلك وسائل كثيرة:

أولاً: اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به وحده في طلب هداية الأبناء وصلاحهم، وهذه هي صفة عباد الرحمن التي مدحهم الله تعالى بها في كتابه العزيز: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.

وأن يكون الأساس الديني والعقدي هو الأصل الذي ينطلق منه الوالدان في تربيتهما للأبناء، قال تعالى: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.

ثانياً: تربية الأبناء على مراقبة الله تعالى: وذلك من خلال غرس عبادة الإحسان في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم، وبذلك يتكون لدى الطفل الضمير الحي اليقظ، والرقيب الداخلي، فإذا شبّ الطفل على ذلك تكوّن لديه الضابط الذي يميز به بين ما هو نافع وما هو ضار، والذي سمّاه الله تعالى " فرقاناً " قال تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً، قال العلماء في تفسيرها: فرقاناً تميزون به بين الحق والباطل.

ثالثاً: لابد أن يستشعر الوالدان مسئولية كل منهما عن دورهما العملي في تنمية الضمير لدى الأبناء، وذلك من خلال تصرفاتهما وسلوكهما الطبيعي بشرط أن يكون منضبطاً ومحافظاً على مركز (القدوة الحسنة)، لأن الطفل يتلقى هذا السلوك بطريقة تلقائية ومباشرة فينطبع داخله أن هذا هو السلوك الصحيح المنضبط، فيبدأ في تقليده ويحذو حذوه.

مثال: إذا ارتكب الطفل سلوكاً خاطئاً، فقام الوالدان بتوضيح الأمر له بهدوء مبينين له أثر السلوك الخاطئ الذي يرتكبه على نفسه وعلى الآخرين من حوله، فإن هذا الأسلوب سيساعد على جعل الطفل يفكر في تأثير تصرفاته وأفعاله (نتائجها) على الآخرين قبل أن تصدر منه، وبالتالي يحجزه هذا الأسلوب عن الوقوع مستقبلاً في كثير من السلوكيات الخاطئة.

مثال آخر: عند محاسبة الطفل على سلوك خاطئ أو عادة سيئة نريده أن يتخلص منها، يحاول الوالدان أن يضعا الابن أمام نفسه ويطلبا منه هو شخصياً أن يصدر حكمه ويوضح رؤيته الشخصية لهذا السلوك الخاطئ، وهل يقبل لنفسه هذه الصورة الخاطئة؟

إن هذا الأسلوب ينمى لدى الطفل وبعد أن يكبر ملكة وعبادة (محاسبة النفس) مما يؤدى به إلى إعزاز نفسه والترفع بها عن الدنايا والأخلاق السيئة أو السلوك الشائن.

وأخيراً وإن كان ليس لوسائل التربية الناجحة آخر:

التوعية ونعنى بها:

إن من حق الأبناء علينا أن نمنحهم القدر الكافي من التوعية التي تحصنهم من التلوث السلوكي، وأن ندربهم على معرفة وتمييز أنواع الناس، ومخاطر الحياة في وقت مبكر وذلك من خلال إعطائهم جرعات متدرجة ومناسبة من الحرية وإتاحة الفرصة للتفاعل مع الحياة، وبمرور الوقت تتكون لديهم القدرة على حماية أنفسهم في ظل ما تلقوه من وسائل الضبط والتمييز وأساسها تنمية المراقبة لله تعالى في أنفسهم.

2022/02/21

لماذا يضرب الرجل زوجتَه؟

هناك عدة عناصر ضرورية لاستمرار الحياة الزوجية، لعل أهمها: الأمن النفسي للمرأة والثقة والتقدير للرجل، ثم وجود طريقة آمنة للتحاور ولإخراج المشاعر، وكذلك للتعبير عن الغضب.

[اشترك]

 أما إن اختفت أو تزعزعت تلك المقوِّمات فإن الخلاف الأسري سيظهر، وهنا قد يصاحبه مع الأسف استخدام العنف، وهو أمر غير مستحب في ديننا الإسلامي، فقد ورد عن معلِّمنا ومرشدنا رسول الله صلى لله عليه وآله وسلّم أنه قال: «إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها».

التخطيط للضرب:

وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يعقل أن يخطط الرجل لاستخدام الضرب ضد زوجته قبل الزواج أو عند احتدام الخلاف بينهما؟

وللإجابة عليه نقول: إن أغلب الدراسات تؤكد أن الرجل الذي يستخدم الضرب، والمرأة التي تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها، فإنهما قد عايشا علاقة أسرية في محيط أسرتيهما، كان الضرب هو لغة الحوار بين الأبوين - على سبيل المثال - أو بين أحدهما وأحد أفراد الأسرة، ومن هنا نقول: إن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر في حدوث العنف الأسري.

ومن الأسباب الأخرى للعنف الأسري طريقة التربية التي تربى الفرد عليها، فالزوج الذي كان أهله عنيفين معه عند احتدام الخلاف معه نجده يُسقط ذلك على زوجته، وكذلك الزوجة التي كانت لغة الصراخ والسب والشتائم سائدة في أسرتها، نجدها تستفزّ الزوج بألفاظها، الأمر الذي قد يتخذه الزوج مبرّراً لاستخدام الضرب.

وهناك سبب ثالث يتمثل في شخصية كل من الزوجين، فكم من حالة تعاملتُ معها سواء للأزواج أم الزوجات، كانت التركيبة الشخصية فيها متفاعلة مع الواقع الأسري قبل الزواج وطريقة التربية التي جعلت منه شخصية عنيفة جسدياً إن كانت تمتلك المقومات العضلية، أو عنيفة بلسانها عند احتدام المواقف.. وعليه يمكن تحديد السمات العامة لكل من الرجل- وغالباً ما يكون هو العنيف - والمرأة، وغالباً ما تكون هي الضحية.

 صفات الرجل العنيف:

 1- قلة تقدير الذات.

 2- اعتمادي.

 3- لا يثق بالآخرين ولا بنفسه.

 4- غالباً ما يكون ضحية عنف في صغره.

 5- لديه صدمات وصعوبات نفسية.

 6- شبه معزول اجتماعياً ونفسياً عن الآخرين.

 7- حساس.

 صفات المرأة الضحية:

 1- شخصية سلبية ويسهل قيادتها.

 2- لا تؤمن بحقها بأن تُحترم، بل تعتقد أن الضرب تـستحقه بسبب جهلها وخطئها!

 3- تلوم نفسها وتحقّر ذاتها لأنها تعتقد أنها سبب ثورة الرجل.

 4- تعتقد أن زوجها يضربها لكي تصبح أحسن وأنه يحبها لذلك.

 5- تبرر عنف زوجها وتحاول إخفاء بعض الكدمات لحمايته أملاً بصلاحه.

 6- شخصيتها اعتمادية وتُشْعِر الزوج باعتمادها عليه وأنه مهما عمل لن تتخلى عنه.

 7- لديها أمل كبير جداً في أنه سوف يتغير.

 8- تخشى الطلاق لأنه زلّة أعظم من الضرب.

 9- اقتصادياً تعتمد على الغير.

 10- تستخدم الجنس فقط كوسيلة لكسب الزوج.

 11- قليلة التقدير لذاتها.

 12- تعاني من اكتئاب وقلق.

والعنف الأسري لا يقتصر على الجانب الجسماني، وإنما قد يكون بأشكال وصور مختلفة، فهناك العنف النفسي والعاطفي، وهناك العنف غير اللَّفظي، وهناك العنف الاقتصادي وغير ذلك، إن مِنَ الأزواج من يُرعب زوجته بالنظرة، وهناك من يسيطر عليها عن طريق سلب راتبها، وبالمقابل هناك من الزوجات من تستخدم العنف تجاه زوجها بسلب ماله وتبذيره، والتحكم في علاقاته الاجتماعية، وعملية خروجه ودخوله، ومن هنا نخلص إلى القول بأن القوة والتحكم لا تقتصر على الجانب الجسدي وإنما لها صور عدة وأشكال مختلفة.

إشراقات

2022/02/21

مشكلة وحل: زوجتي طيّبة لكنّها تكشف أسراري!

مشكلتي مع زوجتي بدأت منذ أيام الزواج الأولى، ولا زالت مستمرة رغم مرور عشر سنوات على زواجنا أشعر معها بأن حياتي مكشوفة.

[اشترك]

فهي تنقل كل ما يحصل بيني وبينها، أو بيننا والأولاد لوالدتها وأخواتها، هذه الآفة تخف أو تزيد عندها تبعاً لأسباب وظروف متعددة، أولها مخاصمتي لها لأيام حتى ترتدع، فتغلق فمها فترة ثم تعود لعادتها، فهل لهذه المشكلة من علاج؟ أعترف بأنها طيبة القلب، ولكن ما نفع طيبتها طالما أنها تؤذيني في أخص خصوصياتي؟ فما الحل برأيكم؟

المعالجة: تُجمع الدراسات النفسية على أن كتمان المرأة للأسرار أضعف لديها منه لدى الرجل، وعلى أنها تتكلم أكثر من الرجل، وعلى أنها تحب مَن يُنصت إلى حديثها، ومعرفة هذه الطبيعة النسوية تُعين على فَهم المرأة أكثر، ومن ثم يعين على جعلها تتحكم في رغبتها الجامحة في الحديث الذي يَرِد فيه كثير من الأسرار والخصوصيات التي تجعلها هي نفسها تندم على ذكرها والبَوْح بها، لذا فإني أقترح عليك ما يأتي:

1. احرص على الإنصات إلى زوجتك، وأظهر اهتمامك بأحاديثها، وتفاعل معها، فهذا يجعلها أقل رغبة في محادثة أهلها بعد أن (فرَّغت) خواطرها وأفكارها في حديثها إليك.

2. يصعب على أكثر النساء التوقف عن محادثة أهاليهن، فبِمَ يَسمُرْن معهم؟! ولذا أَخبر زوجتك أنك لا تمنعها من تلك المسامرة، إنما تمنعها من بَوْحها بأسراركم وخصوصيات حياتكم، وحتى تساعدها حدد لها هذه الأسرار والخصوصيات ووضِّحها لها.

3. اجعلها تقدِّر حرجك من بَوْحها بما يكون بينك وبينها وبينكما وبين الأولاد بأن تضع نفسها مكانك وذلك بقولك لها: ما رأيك لو أنقل إلى أهلي كل ما تقولينه لي؟! أترضَيْن أن أحكي لأمي وأخواتي ما ترتكبينه من أخطاء في تعاملك معي ومع الأولاد؟ وإذا لم ينفع هذا التهديد فانتقدها أمام أهلك مرة، ثم بينك وبينها قل لها: أعلم أنني أحرجتك بنقدي لك أمام أهلي، لكنني أردتك أن تشعري بالحرج الذي أشعر به حين تنقلين إلى أهلك جميع تفاصيل حياتنا.

4. اجعلها تُقسم بالله على أن تكتم ما لا يُرضيك أن تنقله إلى أهلها، وإذا أبدت حيرتها: كيف تعرف ما لا يُرضيك؟ اطلب منها أن تراجعك فيه أولاً، أو كما ذكرت لك: بتحديد تلك الأسرار والخصوصيات التي تمنعها من البوح بها، فإذا لم تبرّ قسمها كان عليها أن تطعم عشرة مساكين، فإن لم تجد فتصوم 3 أيام، وهكذا حتى ترتدع.

5. ذكِّرها بأن من أخلاق الزوجات الصالحات التي وردت في القرآن الكريم (حافظات للغيب) واتلُ عليها قوله تعالى: "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله". (النساء: 34).

يبقى أن أذكِّرك بشهادتـك لزوجتك بأنها (طيبة القلب)، وأنها تنجح في ضبط لسانها أحياناً، فلا تيأس ولا تسأم الحياة معها، وستنجح بعون الله ولو بعد حين، ولا تنس الدعاء لها بأن يُعينها الله على حفظ أسراركم، وعلى ضبط لسانها، ولا تسأم من تكرار الدعاء مع العمل بما اقترحته عليك، وفقكما الله، وأصلح بينكما، وأبعد الشيطان عنكما.

إشراقات

2022/02/20

لهذه الأسباب تصبح المرأة ’خائنة’!

د.جاسم المطوع:

هل المرأة التي تخون زوجها شخصيتها ضعيفة؟ وما هي دوافعها عندما ترتكب الخيانة؟ وهل للقناعات الفكرية أو الصحبة السيئة أو ضعف التربية من أسباب الخيانة؟ أو يكون سبب خيانتها اهمال زوجها أو عندما تريد أن تنتقم منه؟ وهل المرأة هي التي تبادر بالخيانة أم خيانتها عبارة عن ردة فعل لخيانة زوجها؟ نحاول أن نجيب على هذه الأسئلة باختصار شديد بهذا المقال.

[اشترك]

إن دوافع الخيانة عند المرأة غير الرجل، فالمرأة ترتكب الزنا (الخيانة) بدافع العاطفة في الغالب بينما الرجل يرتكب الزنا (الخيانة) بدافع جنسي جسدي، والمرأة التي تخون زوجها شخصيتها قوية وليست ضعيفة لأن جريمة الزنا جريمة كبيرة وليس أي أحد يقدم عليها إلا أن يكون قوي الشخصية، مثل امرأة العزيز عندما خانت زوجها ملك مصر ودعت يوسف عليه السلام للزنا، لو لم تكن شخصيتها قوية لما أقدمت على هذا الفعل في بيتها، بالإضافة إلى أنها دعت النساء لمشاهدة جمال يوسف عليه السلام وقالت لهم هل تلوموني فيه؟ فمن قوة شخصيتها بررت فعلها السيء علانية وواجهت زوجها بالخيانة.

ومن دوافع الزنا عند المرأة وجود قناعة عندها بأن لها الحرية الشخصية في بناء علاقات غير شرعية، أو أحيانا يكون الدافع عدم ضبط مشاعرها والتحكم بتفكيرها عندما يخطئ زوجها في حقها فتريد أن تعاقبه بخيانته، ولا تفكر أنها بهذه الحالة هي تعاقب نفسها وليس زوجها وتكون سببا في غضب الله عليها، أو يكون الدافع الصحبة السيئة المشجعة على فعل الحرام والزنا لخيانة الزوج، أو الدافع يكون التربية السيئة التي تلقتها أثناء طفولتها، بأن تكون قد نشأت في بيت كثر فيه الخيانات الزوجية أو مشاهدة أفلام ومسلسلات عن الخيانة الزوجية حتى صار الأمر عادي عندها.

تأمل حسن تربية مريم عليها السلام في التعامل مع الرجل الغريب عندما جاءها جبريل عليه السلام بصورة رجل قالت (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) فهذه هي التربية الإيمانية الصحيحة في مواجهة الرجل الذي يقترب من المرأة، وقد مرت علي حالات كثيرة قامت المرأة بخيانة زوجها انتقاما منه لأنها اكتشفت خيانته، فالمرأة تحب أن تشعر بحماية الرجل لها والدفاع عنها وتحب أن ترى غيرته عليها وتحب أن يحاورها ويسمعها، فإذا فقدت هذا كله بالإضافة لإهمالها جسديا وعاطفيا ورأت خيانته لها ففي بعض النساء يفقدون عقلهم بهذه الحالة ويرتكبون الزنا ولو كان مع عامل أو سائق، ولأهمية شعور المرأة بالغيرة والحماية نلاحظ بنت شعيب عليه السلام طلبت من أبوها أن يزوجها موسى عليه السلام لأنه وقف موقفا رجوليا بمساعدتها في سقيا الماء فقالت (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)

فالزوجة إذا شعرت بالإهمال والملل من زوجها ولا تخاف الله فإنها تفكر بخيانته، ولهذا أمرنا الله تعالى بأن لا نعلق الزوجة فقال (فتذروها كالمعلقة) وأمرنا رسولنا الكريم بالاهتمام بالمرأة فقال (استوصوا بالنساء خيرا)، فالمرأة تعشق الرجل القوي ولهذا تلاحظ ربنا قال (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا) ثم لاحظ النتيجة (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، فإن قام الرجل بدوره بالقوامة ومنها الحماية الاهتمام والرعاية صارت المرأة صالحة قانتة حافظة للغيب، والعكس صحيح لو أهملها عاطفيا وجسديا ونفسيا وكانت لا تخاف الله أو تعرفت على صحبة سيئة أو لم تتربى تربية جيدة فهنا يحصل الانحراف السلوكي بجريمة الزنا أو أنها تتحرش بالشباب فتتعرف عليهم لتشبع حاجتها النفسية والعاطفية وحتى الجسدية.

2022/02/16

من ’غلاء المهور’: عنوسة وعزوف عن الزواج وانحدار إخلاقي!

بيان أبو دية:

آثار غلاء المهور على المجتمع

العزوف عن الزواج

إنَّ العزوف عن الزواج من الأخطار التي تهدِّد المجتمع وتؤدي إلى انهيار سلامة المنظومة الأخلاقية، فإنّ الطريقة التي يعتمدها بعض الآباء في سياسة وضع المهور تتناسب طرديًا مع تفاقم مشكلات المجتمع على اختلافها وفي مقدِّمتها الطلاق.

[اشترك]

 حيثُ يؤدي غلاء المهور من قبل الآباء إلى ابتعاد الشباب عن الزواج من بناتهم، وبالتالي كلَّما زادت المهور زاد العزوف عن الزواج الذي يزيد من نسب العنوسة عند الرجال والنساء.

إنّ غلاء المهور هو السبب الرئيسي لتفضيل الشباب حياة العزوبية على الزواج، فالمبالغة في تكاليف وتحضيرات وترتيبات الزواج أصبح أمرًا شائعًا وقد يحاول البعض تبرير ذلك بسبب متطلبَّات العصر، وإنَّ هذه مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق المجتمع والحكومة، فالأولى هو تيسير أمور الزواج وتمهيده للراغبين والقادرين عليه دون وضع تعقيدات وصعوبات.

تأخر سن الزواج

إنّ غلاء المهور من المشاكل التي يعاني منها المجتمع بشكل كبير، وهو الدافع وراء عنوسة الشباب والشابات، وهذا ما يؤدي إلى تأخر سن الزواج أيضًا، وهذا ما يدفع إلى الكثير من المشاكل تِباعًا، فالحمل والإنجاب هو عملية تقوم بها المرأة بشكل متكرر وقد تتأثر صحيًا إذا قامت بها في عمر متأخر جدًا، فقد تزيد مخاطر الحمل تباعًا عند ذلك.

الانحدار الأخلاقي

إنّ ظاهرة العزوف عن الزواج لكلا الجنسين أصبحت مشكلة واضحة يعاني منها المجتمع، وهذا يدفع أفراد المجتمع إلى ممارسة الرذيلة، وطرق الأبواب التي يحرم على المسلم أن يلجأ لها لتفريغ شهواته وعواطفه، وإن السبب الرئيسي وراء انتشار الانحلال والدعارة هو إغلاق وتعسير طرق الحلال، فالمعاكسات والغزل والسفر إلى بيئات محرمة من الأمور التي تفسد الفطرة الإنسانية وتزعزع الثوابت وتقود المسلم إلى الهلاك.

فقدان الاستقرار النفسي

لا شكّ في مشاعر الاستقرار والاطمئنان التي يحققها الاختيار الصحيح بالزواج، ومن أهم الدوافع التي تحرك الإنسان للزواج، هو رغبته بالاستقرار الذي لا يتحقق إلا من خلال الشريك الصحيح، وهذه من فوائد الزواج، فعدم توفير سُبل الزواج أو تيسيره مدعاة للقلق والحيرة الاضطراب، لأنَّ فقدان الاستقرار النفسي والراحة القلبية تُلجئ الإنسان لأمور تضر بصحته، فالاستقرار النفسي بالزواج حاجة في كل إنسان لشريك حياة ومشاعر غريزية في توثيق روابط أسرة.

فقدان الاستقرار الاجتماعي

من أقسى الأفكار التي قد يتعرض لها الشاب والفتاة عند تأخرهم في الزواج، الضغوط الاجتماعية التي تلاحق الفرد، وتُملي عليه صفات وألقاب كلَّما تأخر أو تقدم في العمر أكثر دون إيجاد شريك حياة، فهذا الضغط الاجتماعي يسبب حالة غضب من النفس، ويصبح الشخص بعيدًا عن مجتمعه ويميل إلى تجنُّب الحضور، وذلك هربًا من الفكرة وما قد يمليه عليه المجتمع.

 الزواج من الجنسيات الأخرى

يدفع غلاء المهور إلى لجوء بعض الشباب للزواج من الأجنبيات وصاحبات الجنسيات الأخرى، وفي الكثير من الأحيان لا يحدث التوافق الفكري والاجتماعي الذي يعمل على تحسين أصل وجذور الأسرة المسلمة ذات القيم العليا، فاختيار الزوجة أو الزوج يجب أن يتخلله تفكير مدروس بما يتوافق مع ثوابت كل من الآخر بالإضافة إلى القبول العام لكلا الطرفين، فهذا يؤدي لضمان نسبة جيدة لنجاح الزواج، فاللجوء للزواج من جنسيات أخرى يزيد من مستوى العنوسة أيضًا.

الهجرة الخارجية

إنّ الصداق هو المبلغ الذي يقدمه الشاب للفتاة ولم يعد مقتصرًا على مبلغ معين تُقضى به الحاجات الأساسية، إنَّما عليه أن يكفي للقيام بالكثير من الترتيبات والتجهيزات الباهظة، التي تجعل من الزواج ثقيل وبذلك أصبح السبب الذي يدفع الكثير من الشباب للهجرة من أجل الحصول على هذا المال، أو حتى الهجرة عزوفًا عن الزواج وبحثًا عن الحرام.

 تراكم الديون

إنّ ما يساعد البعض على الزواج في ظلِّ غلاء المهور هو الاستدانة من الآخرين من أجل إتمام تجهيزات الحفل والمهر، ويلجأ البعض لإقامة هذا الحفل بفنادق ما يؤدي إلى كثرة الديون والقروض على الغير، فتصبح الحياة عندئذٍ عسيرة ويصبح وجود المرأة ثقيلًا، بسبب عدم التيسير وتبسيط الأمور من البداية.

 

 ظهور الفروقات الطبقية

من نتائج غلاء المهور في المجتمع، هو التباين الذي يظهر بين الطبقات الاجتماعية، فيصبح الزواج محصورًا للفئة التي تستطيع أن تدفع، وقد يفني بعض الشباب أعمارهم وزهرة شبابهم من أجل توفير مستلزمات الزواج.

 الكبت والحرمان الجنسي

ومن أكثر الأمور سلبية في غلاء المهور والعزوف عن الزواج، هو الكبت الجنسي الذي يحدث للجنسين بسبب تأخر الزواج، وقد يلجأ البعض إلى تفريغ هذه الشهوات بطرق محرمة أو ممارسة العادة السرية وهذا ما يؤدي إلى الفساد والانحلال الأخلاقي، فيلجأ البعض للبديل الحرام بسبب عسر طريق الحلال.

 ضياع الأمة

غلاء المهور من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضياع المجتمع وفساده وانتشار القيم السيئة، العزوف عن الزواج الذي يسببه غلاء المهور والذي يقف حائلًا بين استمرارية هذه الأمة بالتقدم ومواصلة التطور، وإنّ المغالاة في المهور سبيل لجعل الأمور الشاقة في الزواج كثيرة وقاسية وتمنع من جعله يسيرًا على الناس وممكنًا، وإن التعجيز الذي تفرضه بعض العوائل على الخاطب تجعله يبتعد عن منهج الشرع والتوجه إلى عادات المجتمع الهدامة.

 فقد الدين والقيم المجتمعية السامية

يعدُّ المهر المرتفع سببًا لمنع البركة من الزواج والابتعاد عن فضائل الشرع، وإن مصلحة الأمة أن تخفف المهر على الراغبين في الزواج، حتى يتمكن الكثير من الشباب والشابات من تحقيق القيم الفاعلة في المجتمع وتطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم في الزواج، فارتفاع المهور يؤدي إلى شرخ كبير ينشأ بين تعاليم الإسلام وما يتوجه إليه المجتمع من الغفلة والضياع بسبب اتباع الشهوات وملذات النفس والأهواء وبالتالي الابتعاد عن الدين والأخلاق الرفيعة التي يدعو إليها.

 

 

2022/02/13

هل أخبر أهلي بمشاكلي مع زوجي؟!

د. محمد رشيد العويد:

تضغط عليها أمها لتحدثها بالتفصيل عن حياتها الزوجية، وتأمرها أن تحكي لها كل ما تسمعه من زوجها من توجيه أو نقد أو غيرهما، فتستجيب المسكينة لأمر أمها فتنقل لها كل ما يكون بينها وبين زوجها.

[اشترك] 

فيكون ما يلي: 

- تسمع الأم من ابنتها ما يثير فيها مشاعر النقمة من زوجها، فتحمل عليه، وربما تكرهه، ولعلها تواجهه بما عرفته، فينقم هو بدوره من والدة زوجته، فتسوء العلاقة بينهما، وينعكس هذا كله على الزوجين معاً. 

- يغضب الرجل من زوجته التي نقلت لأمها ما جعلها تحمل عليه وتكرهه، فيلومها ويوبخها، وينتج عن هذا نزاع بين الزوجين وشجار، وربما ينال الرجل من أم زوجته التي لامته وزجرته فيتكلم عليها كلاماً تنقله الزوجة من جديد إلى أمها فتتعقد الأمور أكثر وتصبح الحياة بين الزوجين غير مستقرة وغير هانئة.

- قد تنقل أم الزوجة ما سمعته عن زوج ابنتها إلى أولادها وزوجها فيحملون على صهرهم بدورهم، ويضمرون له البغض، فتسوء علاقتهم به، فتزداد الحياة بين الزوجين الشابين توتراً وتأزماً وسوءاً.

- قد يندفع أحد إخوة الزوجة فيواجه زوجها بما عرفه فيرد عليه الزوج رافضاً تدخل أحد في حياته الزوجية، فتزداد العلاقة بين الزوج وأهل زوجته سوءاً.

- بسبب كل ما سبق يصبح الطريق أمام الشيطان ممهداً ليوقع بين الزوجين، ويُفسد عليهما حياتهما، ويقربهما من الطلاق الذي يفرق به بينهما، وهذا أعز غاياته وأعظم أمانيه.

لعل الدرس الذي نخرج به من هذا كله أن حفظ تفاصيل الحياة الزوجية بين طرفيها (الزوج والزوجة) وعدم البوح بها لأهل الزوج أو أهل الزوجة أو غيرهما.. أمر مهم لحماية أسرتهما الناشئة من الزعزعة ثم الانهيار. 

وقد تقول الزوجة: ولكن إخفائي ما أعانيه في حياتي الزوجية وصبري على زوجي سيغريه بالتمادي فيما هو عليه من انحراف، أو بالاستمرار في إيذائي وإهانتي لأنه لا يجد من يردعه ويمنعه. 

أقول لهذه الزوجة ما يلي:

- كلامك صحيح، وهذا التمادي في الانحراف، أو الاستمرار في إيذائك، قد يقوم بهما كثير من الأزواج، ولكن بعضهم قد يقدر لزوجته صبرها عليه وسترها له فيقلع عن انحرافه ويتوقف عن إيذائه.

في حال لم يقدّر الزوج صبر الزوجة وسكوتها وكتمانها ما يفعله من انحراف أو إيذاء فإني أنصحها بأن تفعل الآتي: 

- الدعاء المتواصل الذي لا يأس معه، دعاء المضطر الذي وعد سبحانه بإجابته (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) الدعاء بأن يصلح الله لها زوجها، ويصلحها له، ويصلح ما بينهما، الدعاء بان يكفيه سبحانه بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواء، الدعاء بأن يجعله الله رحيماً بها، عطوفاً عليها، عاذراً لها، مقدراً حالها، متجاوزاً عنها.

- قولي له: إنك لا تريدين إخبار أحد من أهلك أو غيرهم بما يفعله، ثم تضيفين أنك قد تفقدين صبرك واحتمالك يوماً فتضطرين إلى إخبارهم بعد أن صبرت طويلاً في انتظار إقلاعه عما يفعله من ظلم أو إيذاء لك، واحرصي على أن تقولي له هذا في أسلوب الشفقة عليه والحرص على حياتكما الزوجية من أن تنهار إذا تدخل الآخرون فيها، كأن تقولي: أرجوك لا تجبرني على أن أشكو حالي إلى أحد من أهلك أو أهلي.

- ابحثي عن أسباب ما يقوم به وعالجيها، فقد تجدين من الأسباب ما يعود إليك، كأن تنتقدي زوجك كثيراً وتصرخي عليه، وتتهميه بالتقصير والإهمال وغيرهما، ودون أن تثني عليه في شيء، فيضيق بك، ويثور عليك، ولعله يضربك.

أو أنك تمتنعين عنه في الفراش، فتكتشفين بعد ذلك أنه على علاقة بامرأة أخرى، وصحيح أن امتناعك ليس مبرراً لما يفعله، لكنه يبقى سبباً عليك أن تنصرفي عنه فتحرصي على اعفاف زوجك حتى لا يندفع فيما يرتكبه من حرام.

- اجلسي أمام زوجك وأنت صامتة حزينة، فإذا سألك زوجك عن سر صمتك وحزنك فأخبريه أنك حزينة عليه وعلى ما يقوم به، وإذا استطعت أن تبكي وأنت تظهرين شفقتك عليه، وحبك له فافعلي واجعلي دموعك تسيل على خديك ... فهذا يؤثر في زوجك ويثير فيه مشاعر الحب والرحمة نحوك.

أخيراً أعود فأعيد توصيتي لك بأن تستري على زوجك فلا تشتكيه لغير الله تعالى وأنت تحاولين إصلاحه دون سأم أو يأس. 

وكوني واثقة بأنك تؤجرين أجراً عظيماً على صبرك وما تبذلينه من جهد وعمل من أجل ذلك.

2022/02/12

«غسيل المخ»: يبدأ بـ «التشكيك والتجويع»!

غسيل المخ وسيلة الحرب النفسية

د. سامي محسن و د. احمد عبد اللطيف ابو سعد:

غسيل المخ هو عملية تطويع المخ أو إعادة تشكيل التفكير، وهو عملية تغيير الاتجاهات النفسية بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير، وهو محاولة توجيه الفكر الإنساني أو العمل الإنساني ضد رغبة الفرد أو ضد إرادته، أو ضد ما يتفق مع أفكاره ومعتقداته وقيمه.

[اشترك]

إن غسيل المخ عملية إعادة تعليم، وعملية تحويل الإيمان أو العقيدة إلى كفر بها، ثم الى الإيمان بنقيضها. إن توغل القوى النفسية البيئية في الانفعالات الداخلية للفرد هي من أهم الحقائق الهامة في عملية غسيل المخ وتطويعه، وإعادة تشكيل التفكير. ولقد استغل المشتغلون في الحرب النفسية دراستهم لعلم وظائف الأعضاء والجهاز العصي والعلاقة بين علم وظائف الأعضاء وسيطرتها على المخ.

ويمكن توضيح أبرز خطوات غسيل المخ على الشكل التالي:

 1- عزل الفرد اجتماعيا عزلا كاملا وحرمانه من أي مثيرات خاصة بالموضوعات المطلوب غسيلها، ووضعه في مستشفى أو معتقل أو سجن، ومناداته برقم وليس باسمه، واستغلال مؤثرات الجوع والتعب والألم والصدمات الكهربائية.

2- اضعاف الفرد عن طريق تقليل ساعات نومه أو الحرمان منه، ونقص الغذاء او الحرمان منه، وحرمانه من الملابس الكافية المناسبة، واستخدام كل ما شأنه ان يجعل الفرد في حالة اكتئاب شديدة والعمل على اضطراب التوجيه لديه، وإشعاره انه تحت ضغط تام.

3- تشكيكه في أصدقائه وفي الجماعات والمؤسسات التي ينتمي إليها، وفي معاييره السلوكية السابقة، ودفعه للاعتراف حتى يتم شفاؤه، وتعريضه للمرض الجسمي والعقلي حتى يتم الإشراف على الموت.

4- استخدام اللين والهوادة والتساهل والرفق والاعتذار عن المعاملة السابقة وإظهار الصداقة وإتاحة الفرصة أمام الفرد ليلمس ذلك، فالسجين يسمح له بالخروج إلى الشمس والهواء تحت حراسة مخففة أو حتى بدون حراسة. ويمسح له بتناول الطعام والتدخين وتناول الشاي والقهوة، وتتحول التحقيقات إلى مناقشات.

5- يشجع على الاعتراف وهذا يعتبر إجبارا على الاعتراف لأن الفرد قد أصبح يعرف أنه إذا اعتراف فإن المعاملة ستزداد تحسنا ويمكن له أن يعيش بأمان.

6- ثم يبدأ إقناعه عن طريق المقابلات الشخصية بوجهة النظر والأفكار المراد غرسها، وهي عملية إعادة تعليم حيث يتعلم الفرد أن ينتقد نفسه ويلعن كل ما كان منه.

7- يلي ذلك مرحلة اعتراف نهائي.

8- ثم يحدث تغيير في مفهوم الذات لدى الفرد ويستخدم أساليب مثل التنويم الإيحائي حيث يكون الفرد ماثلا تماما للإيحاء.

9- ثم يتم محو الأفكار التي يراد محوها تماما.

10- ثم تقدم الأفكار الجديدة، ويحمل الفرد ويشجع على تعلم معايير سلوكية جديدة، وأدوار اجتماعية جديدة، ويتم تحويل الفرد إلى فرد جديد.

*مقتبس من كتاب علم النفس الإعلامي

 

2022/02/09

تراقب وتشك ولا تهتم بمظهرها: تصرفات تزعج الزوج!

حنان الحديد:

يعتبر الزواج مؤسسة مجتمعية مصغّرة يربطها عقد مقدّس، ينتج عنها بذور تزرع في المجتمع لتُغذيه وتُسهم في تنميته وتطويره، وحتى يستقيم هذا الزواج ويحقق الغاية منه لا بد لكلا الطرفين أن يعي حقوقه وواجباته، وأن يدرك أن الزواج مبعث للراحة والاستقرار، وأنه علاقة تكاملية لا مكان للأنانيّة فيها.

[اشترك]

 إذ قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إن فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

 إلا أنه وكنتيجة طبيعية للاختلافات بين الرجل والمرأة، تنشأ الخلافات بينهما، والتي قد تصل إلى طريق لا تُحمد عقباه، إذا ما استمر كل طرف في الإصرار على موقفه، دون محاولة تفهم لوجهة نظر الآخر، أو تجنب التصرفات التي تزعج شريكه، وفي هذا المقال، سنتناول بشيء من التفصيل أكثر التصرفات التي تزعج الرجل من شريكة حياته.

عدم اهتمام المرأة بمظهرها

يعتبر إهمال المرأة لمظهرها من أشد الأمور إزعاجًا للرجل، فهو يرغب في أن يرى زوجته مرتبة، ونظيفة، وتتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة، حيث ينعكس هذا الأمر إيجابًا على علاقتها بنفسها أولًا، ثم بزوجها وأطفالها، كما يعتبر تزيّن المرأة لزوجها من وسائل التعبير عن الاهتمام بالزوج ومعاونته في عفّ نفسه عن الحرام، والذي هو من أهم مقاصد الزواج.

 وهذا لا يتعارض أبدًا مع مفهوم أن على الرجل مسؤولية غض البصر والاكتفاء بزوجته التي اختارها عن قناعة، ومما لا شك فيه أن الجمال أمر نسبي، وهنا نحن لا نقول إن على المرأة أن تكون ذات جمال فائق، حتى تكون مرغوبة، وإنما عليها أن تعتني بمظهرها كما يحب زوجها أن يراها.

على المرأة الذكية أن تهتم بنفسها ابتغاء مرضاة الله عز وجل، واتباعًا للسنة النبوية الشريفة حيث سُئِلَ الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم عَنْ خَيْرِ النِّسَاءِ قَالَ: "ما استفاد امرأ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"، فتكسب بذلك الأجر من الله في الآخرة، والسعادة الزوجية في الدنيا.

 عدم احترامه أمام عائلته وأصدقائه

لا بد لقيام أي علاقة واستمرارها من وجود الاحترام المتبادل بين الطرفين، فكيف إذا كانت العلاقة أسمى من كل العلاقات الإنسانية، ألا وهي العلاقة الزوجية، فالاحترام من أهم الاحتياجات النفسية للمرء، كما أن الحب والكلام الحلو من أهم احتياجات العلاقة (relationship needs) بالنسبة للمرأة، فإن الاحترام والشعور بالتقدير يعتبران من أولويات الرجل في العلاقة.

وعلى الزوجة أن تحرص على احترام زوجها دائمًا، وأن تشعره بأنه محط تقدير بالنسبة لها، وخصوصًا أمام العائلة والأصدقاء، فلا ينبغي لها التطاول عليه بفحش الكلام ولو عن طريق الفكاهة، فهذا الأمر يولّد في نفس الرجل الشعور بالنقص وربما انقلب الأمر إلى تصرفات عدائية لرد اعتباره أمامهم.

ومن الجدير بالذكر، أن احترام الآخرين يعكس احترام الشخص لذاته، وحسن أخلاقه، وتربيته، ولا بد للمرأة من إظهار احترامها لزوجها في حضوره وغيابه، وزرع محبته واحترامه في نفوس أبنائهم، كما يجب عليها عدم السماح لأي شخص من الانتقاص منه أو التكلم عنه بسوء.

مراقبة الرجل والشك فيه

 تعتبر المرأة الغيرة نوعًا من الحب، ولا شك في أنها كذلك إن كانت ضمن الحد المعقول، أما تلك التي تصل إلى حد الشك، وانعدام الثقة في الشريك فإنها تفتك بالحياة الزوجية، وتجعل من الاستمرار بها أمرًا لا يطاق، حيث تُعتبر الثقة من أهم الركائز في العلاقات، فإن انهدمت فقدت العلاقة كينونتها.

 كما أن ملاحقة الرجل والشك في تصرفاته أمر يزعج الرجل كثيرًا ويجرح مشاعره، فلا أحد يرغب في أن يشعر بأنه مٌكذّب، أو موضع اتهام بشكل دائم، كما أن انشغال الزوجة بملاحقة زوجها تصرفها عن الاهتمام بشؤونها، وشؤون منزلها، وأطفالها، ينعكس سلبًا على الحياة الأسرية ككل، وعلى صحة الأطفال النفسية، عوضًا عن استثمار الوقت والعقل في مراقبة الرجل ومطاردته فإنه حريّ بالمرأة أن توجّه هذه الجهود للمحافظة على أسرتها وعلاقتها بزوجها، وإشغال وقتها بما هو مفيد لدينها ودنياها، وإصلاح الأخطاء التي سببت شرخًا في علاقتهما الزوجية، كما أن الحوار البنَاء، ومحاولة احتواء الزوج ومعرفة ما يسبب له الانزعاج من زوجته أمر في غاية الأهمية أيضًا.

 عدم إعطائه مساحة من الحرية

لا شك من أن قضاء وقت ممتع بصحبة الزوج أمر جميل وتتمناه الكثير من الزوجات، خصوصًا مع كثرة مشاغل الحياة وهمومها، ولكن الإصرار على تقييد حرية الزوج بجعله يقضي جلّ وقته معها أمر منفر ويشعر الزوج بالانزعاج.

 فالزواج علاقة تكامل لا انصهار، فلكلٍ حياته واهتماماته وهواياته، ولا ضرر في مشاركة الأزواج اهتمامات وهوايات بعضهم بعضًا، وقضاء وقت ممتع معًا، فهذا أمر مستحب وله آثاره التي لا يمكن نكرانها على صحة العلاقة الزوجية ونفسية الأطفال أيضًا، إلا أن المقصد ألا تأسر الزوجة حرية زوجها بحيث تمنعه من الخروج مع أصدقائه، وممارسة هواياته، من المستحب أن تغتنم المرأة فرصة انشغال زوجها، لفعل كل ما ترغب بفعله لوحدها: كالعناية ببشرتها وجمالها، أو قراءة كتاب، أو التحدث إلى صديقة، وغيرها من وسائل الترفيه عن النفس، عوضًا عن قضاء وقتها بالنحيب على غيابه والتذمر منه، كما أن عليها أن تستمع بوقتها ريثما يعود.

تقديم النصح الزائد عن الحد

تفترض المرأة بطبيعتها الفطرية أن الرجال كالنساء، يتشابهون في التصرفات ودوافعها، ولهم الاحتياجات ذاتها، لذلك فهي تسارع بتقديم يد العون للرجل دومًا، وتقدم له النصح دائمًا بمناسبة وبدون مناسبة بدافع الحب والاهتمام، إلا أن الرجل يفسر هذا الأمر بشكل مغاير؛ فتصرفاتها هذه تشعره بأنها لا تثق به وبقدراته، ويرى أنها انتقادية، لا يعجبها تصرفاته وسلوكياته، لذلك على المرأة أن تتوقف عن تقديم النصح والإرشاد لزوجها وأن تستمع بالرحلة وتدع القيادة للقائد كما يقال، وهذا بالطبع لا يتنافى مع ضرورة مساندة الزوجة لزوجها وتقديم العون والنصح له حالما يطلبه، وأن يستشير الرجل زوجته ولا يغيّب دورها ويتجاهله، على المرأة أن تحسن تفسير الأمور، وتدرك متى عليها مد يد العون والنصح لزوجها، ومتى يجب أن تترك له زمام الأمور وهي على ثقة بأنه سيحسن التصرف. كثرة لوم الرجل وعتابه

يقال "العتب على قد المحبة" وهو مثل شعبي شائع، إلا أنه لا ينطبق على العلاقات الزوجية، فبعض التغاضي عن أخطاء الشريك أمر في غاية الذكاء والحكمة، فليس كل تصرف يستحق الوقوف عليه، وتحليله، وقضاء الساعات الطوال في فض النزاع الناجم عنه، إذ إن كثرة العتاب واللوم أمر يبغضه الرجل كثيرًا، ويؤثر على العلاقة الزوجية سلبًا، وعلى نفسية الأزواج والأبناء على حد سواء، تصيّد الأخطاء، وأخذ كل الأمور على محمل الجد، واعتبارها إساءة شخصية أمر مقيت يجعل العلاقة مُنفرة، فلا بد للمرأة من التحلي بالصبر والتمتع بالحكمة لتتغاضى عن سفاسف الأمور، واختيار الوقت المناسب لمعاتبة الزوج، وهذا لا يعني أن تتهاون في الأمور العظيمة التي لا تستقيم الحياة الزوجية بوجودها ولا أن يعطى الزوج الحق في إهانتها والانتقاص من قدرها.

 إفشاء أسرار المنزل

يعتبر إفشاء الأسرار العدو الأول للحياة الزوجية، فلكل بيت حرمة، ولكل أسرة أسرارها، فخلف الأبواب المؤصدة الكثير من الحكايات، والأفراح، والأتراح، وليس من المعقول أن يفقد الملاذ الآمن المنزل قدسيته بسبب ثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث تفشي النساء أسرار البيت بقصد التفريغ عن النفس من خلال الفضفضة، وعلى الرغم من الراحة الآنية التي تشعر بها لحظتها، إلا أن هذه الراحة سرعان ما تزول ويساورها القلق من أن تنتشر أسرار بيتها، فليس كل قريب يحرص على منفعة، فربما حرضتها إحداهن بما يودي بحياتها الزوجية إلى الهاوية، كما أن إفشاء الأسرار ينزع الثقة، ويولد النفور، ويستوجب لإفشاء الأسرار غضب الله تعالى.

على الزوجة الحذر من جعل حياتها الزوجية كتابًا مفتوحًا يقرأه العامة، ويخطون فيه ما يشاؤون، إذ إن حياتها لها وحدها، وهي الأقدر على حل المشكلات التي تواجهها، وإن كان لا بد من الاستشارة فتكون لأهل العلم والاختصاص.

 عدم تقديم الدعم العاطفي

للمنزل قدسية خاصة، فهو مملكة الإنسان التي يأوي إليها في نهاية يومه، ليلقي عن كاهله كل الضغوطات والمتاعب الخارجية، فيا لروعة أن يجد الإنسان من ينتظره بحب واهتمام، يخفف عنه متاعب يومه، ويسانده في همومه، فالرجل في نهاية المطاف إنسان له احتياجاته العاطفية التي قلّما يعبر عنها، ولكن الزوجة اللماحة تدرك متى يكون الزوج بحاجة لها، ومتى تنسحب بهدوء لتترك له حرية التعبير عن مشاعره، والتفكير في مشاكله.

 إن صعوبة الرجل في التعبير عن عواطفه لا تعني أنه غير عاطفي، لذلك على المرأة أن تغمر زوجها بمختلف مشاعر الحب، والاهتمام، والتقدير، وأن تتمتع وإياه في الحب الحلال الذي ساقه الله إليهما.

 الإدمان على أشياء تلهي عن الزواج

يُعدّ الإدمان على بعض العادات من أساسيات فشل العلاقة الزوجية، مثل التعلّق بمواقع التواصل الاجتماعي، أو ممارسة بعض العادات السيئة، فكلا الطرفين في العلاقة الزوجية بحاجة للشعور بوجود شريكه بجانبه، وعدم انشغاله بأمور أخرى، لذا يجدر بالزوجة مراعاة هذه النقطة، وتقسيم وقتها بما يُلبّي حاجات زوجها، دون المساس بما تُحبه وتُفضّله من رغبات، فالسعادة الزوجية لا تتحقق إلّا بمنح كل طرف من الأطراف الوقت الكافي للطرف الآخر.

عدم التواصل بطريقة جيدة

يجدر بالزوجة معرفة نقطة مهمة، ألا وهي أنّ الزوج لا يتنبأ بما تُريده الزوجة، أو تفضله، أو ترغب به، لذا يُفضّل عادةً مبادرة الزوجة للتواصل مع زوجها بطريقة جيدة بعيدًا عن التلميحات، أو الرغبة في قراءة الأفكار، فمن أساسيات العلاقة الناجحة إبداء كل طرف ما يُريده من الطرف الآخر، فلا بأس بأن تُصرّح الزوجة بما تريده من زوجها بطريقة مباشرة، لِتشعر بالراحة، وفي المقابل يتمكّن الزوج من تلبية رغبات زوجته دون الشعور بالضيق.

 معاملة الزوج كأنه عدو

تتصرّف الزوجات في بعض الأحيان بسوء مع الزوج عند شعورها بالغضب، وهذا يؤثر سلبًا على تعامل الزوج معها، خاصةً في حال التكرر الدائم لمثل هذه المواقف، وهذه من أكثر التصرفات التي تُزعج الزوج، وتتسبب في الطلاق في أغلب الحالات، ويجدر بالزوجة في حالة غضبها محاولة إيجاد طرق تُهدّئ من غضبها بعيدًا عن علاقتها الزوجية، إذ تُلقّي الزوجة بجلّ غضبها على زوجها، رغم أنّه لا علاقة له بأسباب غضبها.

 الجدل فيما يتعلق بالمال

يُعدّ الاختلاف في الأمور المالية بين الزوجين من أكثر الأمور التي تُنبئ بحدوث الطلاق، إذ أنّ إخفاء أحد الزوجين الإنفاق المالي عن الآخر يتسبب بتولّد مشاعر سلبية وسيئة، لذا لا بدّ من الزوجين الاتفاق بهدوء حول الانفاق، لئلّا يشعر أحد الطرفين بأنّ الطرف الآخر يخونه، ويُخفي عنه بعض الأمور المهمة في حياتهما، ويجدر بالذكر أنّ ذلك لا يعني الاطلّاع على التفاصيل المالية البسيطة، فلا بدّ من وجود بعض المساحة الخاصة لكلا الطرفين لِشراء ما يحتاجه، إلّا أنّ الأمر المقلق إنفاق مبالغ كبيرة تؤثر على الوضع المالي للعائلة.

السماح للآخرين بالتدخل في العلاقة

يجب على الزوجة الحرص على خصوصية العلاقة الزوجية، وعدم السماح لأي شخصٍ كان حتى على مستوى الأخوات والأصدقاء بالتدخل في حال وجود اختلافات بين الزوجين، فالعلاقة الزوجية علاقة مقدسة لا تحتمل تدخّل الآخرين، إذ إن كلا الزوجين قادران على تجاوز مشاكلهما بمفردهما، بعيدًا عن التدخلات التي لا داعي لها، إذ يجدر بالزوجة مراعاة ما يرغب به الزوج، وعدم النقاش في المشاكل أمام الأطفال.

 نسيان الأشياء المهمة

يُعدّ نسيان بعض الأمور المهمة المتعلقة بالحياة الزوجية بسبب الانغماس والازدحام في المهام اليومية من الأمور التي تُزعج الزوج، فلا يجدر بالزوجة تجاهل هذه الأمور فهي الأساس في نجاح أي علاقة زوجية، إذ تُعدّ بعض المهام اليومية الخاصة بالزوجة تجاه الزوج من الأمور المهمة لدى الزوج، ويشعر بالانزعاج في حال نسيان الزوجة لها.

 

2022/02/09

هل «اعتزال الناس» نافع لـ «سلامة الدين»؟!

ورد عن أمير المؤمنين أنه قال: سلامة الدين في اعتزال الناس.. من هي الفئة المقصودة من "الناس"؟ وفي حال كانت تشمل شريحة واسعة.. ألا تؤثر هذه "العزلة" على الفرد نفسه والمجتمع أيضا؟

[اشترك]

بنفس المقدار الذي اهتم فيه الإسلام بصلاح المجتمع اهتم أيضاً بصلاح الفرد، حيث شجع الإسلام على التفاعل الإيجابي بين الفرد المؤمن وبين المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه.

ولذا أمر المؤمنين بالتعاون والتكافل وإصلاح ذات بينهم وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، كما أمر بأداء بعض الأحكام الشرعية بصورة جماعية مثل الحج وصلاة الجمعة والأعياد، فالمجتمع في نظر الإسلام هو الإطار الذي تتكامل فيه طاقات الأمة وتتفاعل في ما بينها في حركة مستمرة نحو الأهداف والغايات السامية، فالمجتمعات إما أن تكون كالماء الجاري الذي يكون سبباً في طاهرة النجاسات التي تلاقيه، وإما أن تكون كالماء الراكد والآسن الذي ينجس كل شيء طاهر إذا وقع فيه، فالمجتمع الصالح هو الذي يوفر للفرد البيئة المناسبة لتكامله الروحي والمادي، بعكس المجتمع الفاسد الذي يعمل على تدمير الطاقات الإيجابية للفرد، وهذه الحقيقة واضحة بالوجدان وملاحظة بتجاربنا العملية، فكل ما كان المجتمع صالحاً كلما دفع أفراده للصلاح، وكلما كان المجتمع فاسداً كلما دفع أفراده للفساد.

ومن هنا ليس هناك تعارض إذا شجع الإسلام على العزلة تارة وعلى التفاعل الاجتماعي تارة أخرى؛ وذلك لأنه يراعي في الأساس جانب الصلاح والفساد المترتب على كلا الحالتين، فإن كان حضور الفرد في المجتمع فيه صلاحه وصلاح المجتمع شجع على ذلك وإلا فضل له العزلة، قال تعالى: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا)، وقال تعالى: (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا * فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا)، فقد بينت هذه الآيات بعض الحالات التي يجب فيها على المؤمن اعتزال المجتمع، وحتى لا يكون المؤمن محصور بين خيارين وهما الذوبان في المجتمع أو الانعزال التام، عمل الإسلام على إيجاد موازنة بين الأمرين، فمن ناحية حرم الرهبانية فقال لا رهبانية في الإسلام، أو رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله، ومن ناحية أخرى أجاز له اعتزال المجتمع والابتعاد عنه في بعض الحالات، وإذا رجعنا للروايات في هذا الشأن يمكننا فهم الإطار العام الذي تكون فيه العزلة مفيدة، ففي بعض الأحيان يكون الامر بالعزلة هو الطريق لتحصين دين الفرد من الضياع، وفي بعض الأحيان تكون هناك فوائد ومكاسب لا يمكن للفرد تحقيقها إلا بالعزلة.

فمن القسم الأول والذي فيه يحافظ الإنسان على دينه من الضياع بالاعتزال، قول الأمام علي (عليه السلام): (في اعتزال أبناء الدنيا جماع الصلاح). وعنه أيضاً (عليه السلام): (من اعتزل سلم ورعه)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب، ولا تكذب، ولا تحسد، ولا ترائي، ولا تتصنع، ولا تداهن) ومن ذلك قول الأمام علي (عليه السلام): (سلامة الدين في اعتزال الناس) وهو مورد سؤال السائل.

أما روايات القسم الثاني التي تعدد فوائد العزلة، فبعضها يشير إلى ما تحققه العزلة للإنسان من تفرغ للعبادة، وصفاء لمناجاة الله تعالى، وهدوء للتفكر في خلق الله وعظمته، من ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (العزلة عبادة). وقول الأمام علي (عليه السلام): (الوصلة بالله في الانقطاع عن الناس)، وعنه (عليه السلام): (الانفراد راحة المتعبدين)، وعنه (عليه السلام): (من انفرد عن الناس أنس بالله سبحانه)، وعنه (عليه السلام): (في الانفراد لعبادة الله كنوز الأرباح)

وأشارت روايات أخرى على دور العزلة في تقوية العقل، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن حكم: (الصبر على الوحدة علامة على قوة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند الله، وكان الله أنيسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزه من غير عشيرة)، وفي الرواية كان لقمان (عليه السلام) يطيل الجلوس وحده، وكان يمر به مولاه فيقول: يا لقمان! إنك تديم الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس كان آنس لك، فيقول لقمان: إن طول الوحدة أفهم للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنة.

ويمكن مراجعة هذه الروايات في ميزان الحكمة ج3 ص 1964.

2022/02/08

ضرب الطفل على الوجه يتسبب بمشاكل صحية.. تعرّف عليها!

أضرار ضرب الطفل على الوجه

نور عساف:

التعنيف الجسدي للأطفال يعد تأديب الطفل أحد الأمور الضرورية لإكمال عملية التربية بنظر الكثيرين، لكن البعض يلجأون إلى العقوبة الجسدية المؤذية، وهذا الأمر أصبح ممنوعًا في الكثير من البلدان بسبب الآثار السلبية الذي يلحقها ذلك بصحة الطفل النفسية والبدنية.

[اشترك]

كما أن الأطفال عادةً لا يدركون الفرق بين الاعتداء الجسدي غير المقبول الذي يُعاقبون عليه، مثل الضرب واللطم الشديد، وبين الاعتداء الجسدي الذي يتلقونه كعقوبة عادية، لذا ليس من الغريب أن تولد العقوبة الجسدية العدوان لدى الاطفال، كما يؤثر ذلك على تصرفاتهم مع أطفالهم وعائلاتهم أيضًا في المستقبل، بالإضافة إلى العديد من الأضرار الجسدية التي تنجم عنها والتي سنناقشها لاحقًا في هذا المقال.

ما هي الآثار الصحية والنفسية لضرب الطفل على وجهه؟

يمر الطفل في كل مرحلة من مراحل النمو بمراحل تعليمية مختلفة تمكنه من الاطلاع على معلومات جديدة عن نفسه والعالم من حوله، ومع ازدياد مستوى العدوانية والعنف والسلوك التخريبي في الرسوم الكرتونية للأطفال، فإن من غير المفاجئ مشاهدة تصرفات غير لائقة منهم وجعل مهمة تربيتهم أكثر صعوبة، لذا يلجأ الكثير من الآباء إلى استخدام القوة الجسدية بقصد التسبب في إصابة الطفل بالألم لكن ليس الضرر الشديد، وإنما لغرض تصحيح سلوك الطفل أو التحكم فيه فقط، لكن قد تصبح العقوبات أكثر شدة مع تقدم الطفل في السن أو زيادة الضغط على الوالد، والمخيف بالأمر هو إشارة الأبحاث إلى تأثير العقوبات الجسدية طويلة الأمد على الأطفال، خاصة تلك الناجمة عن صفع الطفل على وجهه، وهنالك بالطبع إمكانية أن يؤدي التعنيف الجسدي والضرب على الوجه إلى عاهات بدنية ونفسية للطفل على المدى الطويل.

ومن ناحية أخرى يؤدي التعرض للعقوبات إلى الشعور بمستويات عالية من القلق لدى الأطفال، كما يميل الأطفال إلى الهجوم على الأشقاء كرد فعل لما شهدوه أو اختبروه بأنفسهم من الألم والأسى، وكثيرًا ما يميل الطفل الذي يعاقب إلى الشعور بالذنب أو العار أثناء الحادث، وقد يتسبب صفع الطفل على وجهه في إلحاق ضرر دائم بتقديره لذاته، خاصةً إذا شاهده أفراد العائلة أو الأصدقاء الآخرون، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعرض الأطفال للإذلال بسهولة شديدة ويمكن أن يتحول ذاك الفعل البسيط بسرعة كبيرة إلى حدث مرعب قد يستغرق سنوات من الاستشارات النفسية لتصحيحه، كما أن الضرب لا يساعد الأطفال في تعديل سلوكياتهم لأن الغايات لا تبرر الوسيلة، وإنما يتسبب ذلك بحدوث تأثير متصاعد على سلامته العاطفية والجسدية ويؤدي إلى مجموعة متنوعة من الصعوبات في البيئات الاجتماعية مستقبلًا.

إحذر من ضرب طفلك على تلك المناطق من جسمه

يتسبب العنف الجسدي في ظهور العديد من الآثار البدنية على جسد الطفل، ويتوجب الحذر من الضرب على بعض الاماكن تحديدًا، خاصةً منطقة الرأس، إذ يمكن أن يؤدي الضرب على الرأس إلى حدوث إصابة في الرأس أو الرقبة نتيجة الاهتزاز الشديد أو ضرب الطفل بشيء قوي، وقد تتسبب هذه الإصابات بتلف دائم في الدماغ أو الوفاة، ويمكن أن يتعرض الأطفال إلى ما يعرف بمتلازمة هز الرضيع، وهي حالة تحدث لدى الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنتين نتيجة سوء المعاملة من خلال استخدام القوة لهز الطفل، أو رمي الطفل أو إسقاطه عن قصد، أو عندما يضرب رأس الطفل أو رقبته بشيء صلب، مثل الأرض أو الأثاث، مما يؤدي إلى الإصابة البدنية نظرًا إلى أن الرضع يعانون من ضعف في قوة الرقبة ورؤوسهم كبيرة مقارنة بحجم أجسامهم وهو ما يتيح للرأس التحرك كثيرًا عند الاهتزاز، وبالتالي تحرك دماغ الطفل داخل الجمجمة، وهو ما قد يتسبب بتمزق الأوعية الدموية والأعصاب داخل الدماغ مُحدثًا نزيفًا وتلفًا في الأعصاب، ويمكن أن يؤدي تورم الدماغ إلى زيادة الضغط في الجمجمة وبالتالي صعوبة وصول الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ.

 ومن ناحية أخرى، تتفاوت أوقات ظهور الآثار الجسدية طويلة المدى على أجساد الأطفال، فمنها ما يظهر على الفور ومنها ما يستغرق اكتشافه شهورًا أو سنوات، وقد ربط الباحثون بين الضرب على الرأس أو الظهر أو البطن أو الأذن أو الصدر وبين حصول زيادة في خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، والتي منها:

- التهاب الشعب الهوائية المزمن، أو انتفاخ الرئة، أو الانسداد المزمن، وغيرها من أمراض الرئة.

- مرض السكري.

- سوء التغذية.

- مشاكل في الرؤية.

- نوبة قلبية.

- التهاب المفاصل.

- مشاكل في الظهر.

- ارتفاع ضغط الدم.

- تلف في الدماغ.

- الصداع النصفي.

- السكتة الدماغية.

- أمراض الأمعاء.

- متلازمة التعب المزمن.

- السرطان.

2022/02/07

عبارات مدمّرة: أنت أب غير مسؤول.. وأنتِ زوجة مهملة!

التقليل من شأن الطرف الآخر.. عنف من نوعٍ آخر

أنتِ زوجة مهملة، أنتِ لا تستحقين أن تكوني أماً، أنتِ امرأةٌ لا جدوى منها.. أو على العكس أنتَ رجلٌ فاشل، أنتَ أسوأ شخصٍ قابلته في حياتي، كل أفكاركَ سطحية، أنتَ أبٌ غير مسؤول.. هذه العبارات المدمرة التي يستخدمها أحد الأطراف في العلاقة، أو ربما الطرفين.. عنفٌ من نوعٍ آخر.

[اشترك]

تخيّلوا أن تعيشوا مع شخصٍ يتهمكم بشكلٍ يوميٍ بالفشل والاستهتار، ويبحث عن أي فرصة ليشير إلى أخطائكم متناسياً ومتجاهلاً كل الأمور الإيجابية التي تقومون بها. تخيّلوا أن تكونوا جالسين مع أصدقائكم وأفراد أسرته ويتحدث عن صفاتكم السلبية وأخطاء ارتكبتموها بمنتهى الاستهزاء، مستخفاً بكم وبمشاعركم، ضارباً بكبريائكم عرض الحائط. وتخيّلوا أن يرى هذا الشخص كل ما تقومون به غبياً وسطحياً، ويعتبر أن كل أحاديثكم تافهة. هناك المزيد.. تخيلوا أيضاً أن يستخف بقراراتكم أمام أطفالكم ويسمح لهم بما تمنعونه عنهم، أو العكس، فيكف أطفالكم عن احترام رأيكم والالتزام بقراراتكم ويتوقفون شيئاً فشيئاً عن الإصغاء إلى نصائحكم مقتنعين بأنكم فعلاً فاشلين في اتخاذ القرارات وإدارة الحياة الأسرية.

إنها نماذج متواجدة بكثرة. يسيطر فيها أحد الأطراف على مسار العلاقة والحياة الزوجية ويقلل من شأن الطرف الآخر حتى يرضخ لخططه وقراراته دون أي جدال.

قد يظن أنه فعلاً على حق، وأن الطرف الآخر غير قادر على النجاح في أي مهمة يوكلها إليه، لكن غالباً ما يكون ذلك ناتجاً عن غضب يحمله في داخله ويعبر عنه بطريقة مختلفة.

مهما كان السبب، إن استمر الأمر على هذا النحو لفترة طويلة فإن التقليل من شأن الآخر يدمر الطرف المستضعف والعلاقة من مختلف النواحي:

يفقد هذا الشخص ثقته بنفسه شيئاً فشيئاً.. ومع الوقت يبدأ بالاقتناع أنه غير قادر على التحكم بالأمور وبأنه لا يستحق الحب والاحترام.

تتحول العلاقة إلى علاقة مسيطر بشخص خاضع. وهذا النوع من العلاقات لا يمت للحب بصلة. قد يكون ضعفاً أو تعلقاً أو نوعاً من التبعية أو العبودية.. لكنه حتماً ليس حباً.

يخسر الطرف الخاضع قدراته الاجتماعية نتيجة انعدام ثقته بنفسه. فيفضل الانعزال وعدم التواجد في المناسبات العائلية والاجتماعية.

بعد فترة طويلة من الجدال اللا مجدي. يفضل الطرف المستضعف الصمت، ويخفت التواصل بين الطرفين. ومن المعروف أنه من أكثر الأمور التي تدمر العلاقة الزوجية عدم التفاهم وانعدام التواصل.

تصبح كل الحوارات بين الطرفين عبارة عن هجوم ودفاع. ويتخذ الطرف المستضعف وضعية دفاعية بشكل دائم مما يسبب له التوتر الدائم ويدمر الحياة الأسرية بشكلٍ كامل.

غالباً ما لا يستمر هذا النوع من العلاقات. وإن استمر فيتم ذلك على حساب الصحة الجسدية والنفسية للشخص الذي يتم التقليل من شأنه.

هذا النوع من الاضطهاد النفسي والعنف المعنوي يعاني منه الرجال كما النساء. إن كنتم تعيشون هذا النوع من العلاقات ضعوا حداً لها بأسرع ما يمكن. أو ضعوا حداً للطرف الآخر وألزموه باحترامكم إن أراد لعلاقتكم الاستمرار. لا يحق لأيٍ كان أن يستخف بكم ويقلل من احترامكم مهما كان السبب الذي يتخذه ذريعةً.

*التربية الذكية

2022/02/07

انطوائي لا يثق بنفسه.. طرق لمعالجة «الطفل الخجول»

أسرار حياة الطفل الخجول والانطوائي 

د. خالد سعد النجار:

تتفق الآراء التربوية على أهمية مرحلة الطفولة في بناء شخصية الإنسان المستقبلية، فإذا ما اعترى تربية الطفل أيَّ خلل فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى نتائج غير مرضية تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع معًا.

[اشترك]

 ومشكلة الخجل التي يعاني منها بعض الأطفال يجب على الوالدين والمربين مواجهتها وتداركها، فكثير من الأطفال يشبّون منطوين على أنفسهم، خجولين، يعتمدون اعتمادًا كاملاً على والديهم، ويلتصقون بهم، لا يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين، ويظهر ذلك بوضوح عند بداية احتكاكهم بالعالم الخارجي كالمدرسة والمتنزه والشارع.

الطفل الخجول يقول عنه الأطباء أنّه طفل لديه حالة عاطفية وانفعالية معقدة تنطوي على الشعور بالنقص‏، وهو طفل متردد في قراراته منعزل‏، وسلوكه يتسم بالجمود والخمول‏، وينمو محدود الخبرة لا يستطيع التكيف مع الآخرين.

وتُعدُّ الوراثة أحد الأسباب الرئيسية لولادة طفل خجول‏،‏ ومن الأسباب الرئيسية أيضًا:

أولاً: الأطفال الذين يعانون من حرمان لاحتياجاتهم الأساسية مثل المأكل والمشرب، مكان النوم الملائم (المسكن)، سوء التغذية، وسوء العلاج الصحي أو الطبي.

ثانياً: الحرمان العاطفي: كغياب الحنان والدفء والتعامل الرحيم مع الطفل ووضعه في أولوياتنا (عدم الرضاعة، أم تتكلم في الهاتف وتطعم ابنها بالقنينة من بعيد...)، فمن الضروري مخاطبة الطفل وإشعاره بالارتباط النفسي والمعنوي، خاصة في حالة إعطائه وجبة غذائية أو تبديل ملابسه، فالطفل لديه القدرة على تخزين هذه المضامين فيعكسها في مرحلة يكون فيها قادرًا على الحديث والتكلم.

ثالثاً: الحرمان التربوي، ونقصد هنا ضرورة تحضير الجو المناسب والمستلزمات المناسبة للطفل لتنميته فكريًّا وعقليًّا مثل الألعاب، وضرورة وجود الوالدين فترة معينة خلال اليوم مع الطفل لإكسابه معايير تربوية جديدة.

رابعاً: مخاوف الأم الزائدة في حماية أطفالها‏، فهذه المخاوف تساعد في نمو صفة الخجل في نفسية أبنائها، ‏حيث ينشأ الأبناء ولديهم خوف من كل ما يحيط بهم سواء في الشارع أو مع الأقران‏، ويتولد لديهم شعور أنّ المكان الآمن الوحيد لهم هو وجودهم بجوار الأم.

خامساً: عيوب الطفل الجسمية أو المادية، مثل قصر القامة، أو هزال الجسد، أو ضعف السمع، أو السمنة المفرطة‏، أو قلة المصروف كلها أمور تؤدي إلى إصابة الصغار بالخجل في مواجهة الآخرين‏.

سادسا: التدليل المفرط من جانب الوالدين للطفل: كعدم سماح الأم لطفلها بأن يقوم بالأعمال التي أصبح قادرًا عليها، اعتقادًا منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة للطفل، وعدم محاسبتها له حينما يفسد أثاث المنزل، وهذه المعاملة المتميزة والدلال المفرط للطفل من جانب والديه بالطبع لن يجدها خارج المنزل، سواء في الشارع أو الحي أو المدرسة، فغالبًا ما يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالخجل الشديد، خاصة إذا قوبلت رغبته بالصد وإذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ.

سابعا: أكثر فئة من الانطوائيين، الأطفال الذين يعانون حالات التنكيل الجسدي، والنفسي، والجنسي، وحالات الإهمال، هذه الفئة أكثر تعرضًا لهذه الظاهرة وخاصة الأولاد المعنفين جنسيًّا.

ويمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات من خلال اتباع التعاليم الآتية:

١- توفير جو هادئ في المنزل بعيدًا عن التوتر وعدم تعريضهم للمواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم الاطمئنان، ويتحقق ذلك بتجنب القسوة في معاملاتهم، وبتجنب المشاحنات والمشاجرات التي تتم بين الوالدين.

‏٢- يتحتم على الآباء أنّ يوفروا لأولادهم الصغار قدرًا معقولاً من الحب والعطف والحنان، وعدم نقدهم وتعريضهم للإهانة أو التحقير، وخصوصًا أمام أصدقائهم أو أقرانهم، لأنّ النقد الشديد والإهانة أو التحقير وخصوصا أمام أصدقائهم يُشعِر الطفل بأنّه غير مرغوب فيه، ويزيد من خجله وانطوائه.

‏٣- ابتعاد الأبوين عن إظهار قلقهما الزائد على أبنائهما‏، وإتاحة الفرصة أمامهم للاعتماد على أنفسهم، ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة، فكل إنسان كما يؤكد علماء النفس لديه غريزة طبيعية يولد بها تدفعه للمحافظة على نفسه وتجنب المخاطر، وبالتالي فهو يستطيع أن يحافظ على نفسه أمام الخطر الذي قد يواجهه بغريزته الطبيعية.

‏٤- تعويد الطفل على الحياة الاجتماعية سواء باستضافة الأقارب في المنزل‏، أو إشراكه في ألعاب جماعية‏، ‏أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب، أو الطلب منهم برفق أن يتحدثوا أمام غيرهم، سواء كان المتحدث إليهم كبيرًا أو صغيرًا، وهذا التعويد يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل ويكسبهم الثقة بأنفسهم.

وإليكِ عزيزتي الأم خاصة:

١- امتدحي كل إيجابياته الاجتماعية كمساعدته لأحد إخوته، أو اللعب معهم، أو حين يبدأ في الحديث مع الآخرين.

٢- حاولي أن تدرِّبيه كيف يثق بنفسه من خلال التحدث عنه أمام الآخرين بفخر وإعزاز، واتركيه يتصرف في شئونه بطريقته دون أن تُمْلي عليه ما يجب أن يفعل.

٣- لا تتدخلي لتدافعي عنه في المواقف الخلافية بينه وبين أخوته، بل دعيه يتصرف من تلقاء نفسه، حتى لو تعرَّض إلى الضرب، والحالة الوحيدة التي يمكنك التدخل فيها إذا كان هناك خطر ما يتعرَّض له أحد المتشاجرين.

٤-  شجِّعيه على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، فهذا يمنحه لياقة بدنية، فيزداد ثقة بنفسه.

٥- شجِّعيه -في بعض الأحيان على اللعب مع بعض أقاربه أو جيرانه أو زملائه بالمدرسة الأصغر سنًّا (أصغر بسنة أو سنتين فقط بحد أقصى)، حتى يتعلم القيادية لا التبعية.

٦- حاولي أن تمثلي مع أولادك لعبة الضيوف، كلٌّ له دور، ومن خلال هذه اللعبة يمكنك أن تعلِّمي ابنك كيف يحسن التصرف سواء كان ضيفًا أو مضيفًا.

٧- عليك أن تتركي للطفل الحرية في اختيار أصدقائه وطريقة لبسه حتى في حالة عدم موافقتك على هذه الطريقة.

 

2022/02/06

أعمق من كلمة ’حب’: لماذا تقصر أعمار الزواج؟!

لماذا أصبح عمر الزواج قصيراً؟

إيمان عنتر:

لقد أصبحت الحياة الزوجية في هذا الزمن قصيرة جدا، وكثرت نسبة الانفصال بين الزوجين في المحاكم، وأصبح هدم القفص الذهبي سهلاً جداً، بعد أن كانت الأسرة والحياة الزوجية تعني الكثير لمن قبلنا، فهي بالنسبة للآباء والأجداد شيء مقدس جدا ليس من السهل هدمه أو تفككه أو مسه بأي سوء.

[اشترك]

لماذا أصبحنا نسمع عن حالات الانفصال بين الزوجين في مجتمعاتنا أمراً طبيعياً، صحيح أن ديننا الحنيف فيه الكثير من اليسر وفتح لنا باباً للانفصال بحال ساءت الحياة بين الزوجين، ولكن شرعنا الحكيم لم يجعل الطلاق أول خطوة لحل المشاكل الزوجية.

والأعجب من ذلك أننا كثيراً ما نسمع حالات انفصال بين زوجين بعد أن عصفت بهما رياح الحب قبل الزواج.

هل أسباب موت الحب بين الزوجين بعد الزواج يعود إلى اختيار كل منهما الآخر على أساس الانجذاب للشكل الخارجي وبدون تحكيم العقل إذا كانا يصلحان الاثنين لبناء أسرة قوية متينة أم لا؟!

أشعر بعد أن عاينت الكثير من هذه الحالات أنه تم الاختيار على اساس الجمال الخارجي وليس الداخلي، أنا لم أقل إن الجمال ليس عاملاً أساسياً للانجذاب ولكنه ليس هو الأساس كي تنجح الحياة الزوجية بين الزوجين.

كما أن أكثر علماء النفس يقولون إن أعلى نسبة من حالات الطلاق تقع بين الزوجين اللذين كانت تربطهما علاقة حب قوية قبل الزواج، كما أن أعلى نسب الطلاق تقع في السنوات الأولى من الزواج.

كما أن هناك أسباب عديدة لموت الحب بين الزوجين وهو اضطراب الشخصية عند أحد الزوجين أو كليهما.

أو ربما اِعتقد كل منهما أن الحب هو الأساس في استمرار الحياة الزوجية، وبعد الزواج اكتشفا أن الحياة الزوجية أوسع وأعمق بكثير من كلمة حب، وهي المودة والرحمة التي جعلها المولى عز وجل بين الزوجين لاستمرار الحياة بينهما.

فالمودة والرحمة هي التي تأتي بالحب، وليس الحب هو الذي يأتي بالمودة والرحمة

وصدق المولى عز وجل حين قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

أيها الزوجان إذا أردتما حياة زوجية أبدية مستقرة وناجحة وأن يستمر الحب بينكما فعودا إلى منهج القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين وأهل بيته الكرام عليهم السلام، واجعلوا المودة والرحمة هي أساس حياتكما الزوجية، لأن بالمودة والرحمة يدوم الحب والأمن والاستقرار النفسي.

فالمودة والرحمة هي دعائم البيت السعيد والزواج الناجح والأسرة الآمنة المطمئنة التي أرادها المولى عز وجل لنا كي ننعم بالحب والهدوء والسكن والأمن النفسي.... والسعادة الدائمة.

اللهم أغمر بيوت المسلمين بالمودة والرحمة والسكن النفسي الآمن والاستقرار الأسري.

 

2022/02/03

زوجي خائن وأخشى مواجهته.. الحل في طريقتين!

اكتشفت الخيانة فهل أواجه أم أسكت؟

د. جاسم المطوّع:

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر» 

 

هذا السؤال يتكرر علي في كل استشارة حول الخيانة الزوجية، سواء كانت الخيانة من الرجل أو من المرأة،وقبل أن أجيب على هذا السؤال يهمني أن أعرف عن مصدر معلومات الخيانة هل هي من التجسس أم المعلومة وصلت بطريقة طبيعية.

[اشترك]

فإذا كان الجواب عن طريق التجسس، ففي الغالب أجيب بعدم المواجهة والصبر حتى يتم جمع معلومات أكثر بطريقة طبيعية، حتى لا تكون حجة على الخائن بتبرير خيانته أو لانجعله يحتاط لو قرر الاستمرار بالخيانة، لأن هدفنا من المواجهة العلاج وليس الانتقام والتشفي. 

أما لو كانت معلومات الخيانة وصلت بطريقة طبيعية وليس تجسسا، ففي هذه الحالة يكون لدينا جوابين:

- الأول: وهو المواجهة الحوارية التي ليس فيها صراخ وبكاء حتى نستطيع أن نعرف أسباب الخيانة ودوافعها فنخطط لعلاج المشكلة، وفي حالة لو اعتذر الخائن أثناء المواجهة فلا بد من قبول اعتذاره وإعطائه فرصة للاهتمام بأسرته وأولاده، أما لو عاند وتكبر وأصر على الاستمرار في خيانته ففي هذه الحالة لا ننصح باستمرار الحوار معه وإنما نفضل الانسحاب حتى تهدأ الأمور ونعطي الخائن فرصة يفكر بمستقبل أسرته من غير تحدي وإثارة، ثم نحاوره مرة أخرى بجريمته حتى نوجد الحل للمشكلة.

- أما الثاني: فهو اختيار عدم المواجهة وهذه للحالات الخاصة والقليلة لو لم يكن لضحية الخيانة مكان يلجأ إليه لو فقد أسرته فيصبر إلى أن يخطط لمستقبله ومستقبل أبنائه بطريقة جيدة ثم يعلن المواجهة والانفصال لو رغب بذلك. 

وفي كل الأحوال ننصح بأن لا نستعجل بقرار الطلاق عند اكتشاف الخيانة، لأن القرار سيكون غير مدروس، وأي قرار مبنى على ردة فعل سريعة يكون قرارا خاطئاً ويندم عليه صاحبه في المستقبل، فنرى قرار الصبر والتفكير هو الأفضل ولا مانع من الاستعانة بخبير، أما لو اقتنعنا أن الطلاق هو الحل الأفضل بعد دراسة الإيجابيات والسلبيات، وقتها لا مانع من اتخاذ قرار الطلاق وخاصة إذا كنا نعرف بأن الخائن مستمر بخيانته ومقصر في واجبات البيت والأسرة. 

وغالبا وقت الصدمة بالخيانة قد تشعر بفقد الشهية أو عدم الرغبة بالطعام أو تحب العزلة، أو تكثر من النوم هروبا من قوة الصدمة، وهذه كلها ردود أفعال طبيعية للحدث الذي تعيشه، وقد تأتيك أفكار شيطانية مثل أن تنتقم من الخائن بخيانة أخرى، فانتبه لنفسك ولا تدمر نفسك بخطأ غيرك وإنما الصواب أن تقوى علاقتك بالله في مثل هذه الحالات، حتى تهدأ نفسك وتحافظ على صحتك وأخلاقك وتنظر للمشكلة بطريقة إيجابية، فلا تتسرع في التسامح والعفو عن الخائن علما بأن المسامحة مهمة، ولكن خذ وقتك حتى تتعافي وتخرج من حرارة الصدمة، ثم ادرس الحادثة واتخذ قرارا بالمصالحة والاستمرار لو رغبت ولكن بشروط تضعها لتضمن عدم تكرار الخطأ مرة أخرى.

أما طلب التفاصيل عن واقعة الخيانة فهي سلاح ذو حدين، وفي الغالب يكون معرفة التفاصيل مؤذي ومدمر، والأفضل تجنب معرفة تفاصيل الخيانة حتى لا تدمر نفسيتك أكثر، فلو كانت التفاصيل تساعدك في تحسن نفسيتك وخروجك من الصدمة فلا بأس بها، وإلا فتركها أفضل، واحذر أن تستمر بالمراقبة والتفتيش والتجسس بعد المعرفة أو المواجهة فإنك إن دخلت في هذا الأمر ستدمر نفسك ونفسيتك، ويتحول تجسسك لإدمان ومرض يرهقك فلا تستطيع التخلص منه، كما أنك لن تجد شيئا جديدا مختلفا عما عرفت واكتشفت.

وأخيرا اجلس مع نفسك وابحث في الأسباب فقد تكون أنت السبب في دفع الطرف الآخر للخيانة، وإذا لم تكن أنت السبب فحاول أن تنظر في جوانب الخير في هذه المصيبة وتستفيد منها، وأذكر كلمة قالتها إحدى الزوجات بعد خيانة زوجها قالت إن الدرس الذي تعلمته هو أنني عرفت تقصيري بحق ربي لأني جعلت زوجي هو كل حياتي والمفروض أن أجعل ربي هو كل حياتي ثم زوجي.

2022/02/01

تعدد العشيقات أم تعدد الزوجات؟!

د. جاسم المطوع:

الدراسات الغربية أغلبها يتحدث عن قضية تعدد العشيقات أو الخليلات أو الصديقات للرجل، وكأن المسألة هي الأصل في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة، وهناك دراسات كثيرة تتحدث عن إن الرجل لا تكفيه امرأة واحدة، ودراسة أخرى تبين حب الرجل للتنوع النسائي.

[اشترك]

وتصف بعض الدراسات مزاج الرجل بأنه سريع الملل ويحب التغيير، وأبحاث أخرى تبين أن أغلب الرجال بصريين ويحبون أن يلاحقوا النساء بعيونهم، وغيرها من الدراسات والأبحاث الكثيرة والتي ليست بالضرورة أن تكون صحيحة ولكنها تتعامل مع واقع بشري، ولهذا قدم لنا الإسلام علاجا ينفع الرجال الذين يجدون في أنفسهم رغبة في تعدد العلاقات النسائية بالزواج من أخرى وتحمل كافة المسؤوليات حتى لا يتعامل مع المرأة وكأنها لعبة يتسلى بها لتحقيق شهواته ثم يرميها ويبحث عن غيرها، كما هو واقع كثير الحالات اليوم، ولهذا أحببت بهذا المقال أن أبين الفرق بين (تعدد العشيقات) و(تعدد الزوجات) وأثر ذلك على  المرأة والرجل والطفل والمجتمع 

- أولا بالنسبة للأثر على المرأة:

فتعدد الخليلات يضيع حقوقهن المالية، لأن الرجل غير ملزم بأي مسؤولية مالية تجاه الخليلة أو العشيقة، وتكون العلاقة معرضة للهجر والابتعاد والانقطاع بسهولة لأنه لا يوجد رابط قانوني أو شرعي يلزم الطرفين بالاستمرار، ومن سلبيات تعدد الخليلات وجود خوف من المجهول عند الطرفين، سواء كان الخوف من انتشار الأمراض الجنسية أو قد يكون الخوف من الفضيحة المجتمعية أو الخوف من مخاطرة الحمل والولادة بسبب علاقة عابرة، ولعل أكثر ما يؤذي مشاعر المرأة أنها تشعر بأنها غير محترمة وغير مقدرة وكأنها سلعة يجربها من يأخذها ثم يتركها وقت ما يشاء.

أما تعدد الزوجات ففيه إيجابيات كثيرة منها أن الحقوق المالية محفوظة للمرأة، وأنها تعيش في كنف زوج يقدرها ويحترمها وهي مطمئنة ومستقرة، وتنعم بالسكن والاستقرار ولديها ضمان بأن العلاقة الخاصة بينهما نظيفة ونقية وطاهرة، كما أنه من حقها أن تحمل وتلد وتسعد بأنجاب الأطفال، وتشعر باحترام المجتمع لها.

- أما بالنسبة للأثر على الرجل:

فتعدد الخليلات لا يشعره بالمسؤولية تجاه المرأة، ويكون حرا في تبديل من يريد من النساء في أي لحظة، وقد يتعرض للأمراض الجنسية، ولا يكون لديه ثقة بإخلاص النساء لكثرة ما يشاهد من علاقات، ويكره الإنجاب والأولاد منهن، وتضيع أمواله بسبب شهواته عليهن، وتكون نفسيته بعد حين غير مستقرة ولا يشعر بالهدوء والسكينة ويعيش بشؤم المعصية ومحق البركة في ماله وصحته وحياته بسبب ارتكابه لمخالفة أوامر الله تعالى.

أما تعدد الزوجات فيشعر الرجل برجولته، وأنه قادر علي تحمل المسؤولية، كما أنه مقيد بالواجبات والالتزامات تجاه الزوجة، ويكون واثق بإخلاص المرأة ووفائها له، ويسعد بالإنجاب منها، وتنمو أمواله ببركة الرزق والحلال، وهو مقيد بالعدل بين الزوجات ولديه شعور بالراحة لأن ربه راض عنه.

 -  أما بالنسبة للأثر على الطفل:

فتعدد الخليلات ينتج عنه أطفال لا آباء لهم ويتربون بدور الإيواء، وأطفال آخرين غير مستقرين عاطفيا واجتماعيا، وبعضهم لديه أمراض نفسية، ويكونوا مكروهين من والديهم لأنهم ولدوا من غير تخطيط ولا مسؤولية ولا علاقة سوية، ففي الغالب لا مستقبل لهم كما أن مشاكلهم كثيرة.

أما تعدد الزوجات فينتج عنه أطفال معروفين الهوية، وهم أصحاء ويتربون ببيئة مستقرة، ويكونوا مدللين ومحبوبين ومقبولين حتى من جدهم وجدتهم فيعيشون في مناخ عائلي صحي، وحقوقهم المالية معروفة وتعليمهم مميز ومستقبلهم واضح

- أما بالنسبة للأثر على المجتمع:

فتعدد الخليلات يساهم في نشر الأمراض الجنسية، ويزداد فيه أطفال مجهولي الوالدين، وتدمر فيه العائلة وينتشر فيه الزنى والشذوذ، وتزداد فيه الجريمة فيكون مجتمع مفكك، بينما نظام تعدد الزوجات يجعل المجتمع ينتشر فيه العفة والعفاف وتكبر فيه العائلة، ويخلو من الأمراض الناتجة من العلاقات الغير شرعية، ويسود فيه الأمان، ويخلو من أولاد الزنى فيكون مجتمع متماسك كأنه بنيان مرصوص، ويعلو فيه صوت الإيمان.

 فهذا هو الفرق بين (تعدد العشيقات) و(تعدد الزوجات).

 

2022/01/31

هل ينصحنا الإسلام بزواج ’الأقارب’؟!

الزواج مع الأقرباء

الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

يحترز الكثير من الناس من الزواج بالأقرباء لجهتين.

[اشترك]

الأولى: أخذاً بقول النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآلة حيث يقول: لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاوياً أي نحيفاً.

قال الفيض الكاشاني في المحجة: الثامنة، ألا تكون من القرابة القريبة فإن ذلك يقلل الشهوة وقال صلى‌ الله‌ عليه ‌وآلة: لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً أي نحيفاً، وذلك لتأثيره في تضعيف الشهوة، فإن الشهوة إنما ينبعث بقوة الإحساس بالنظر واللمس وإنما يقوى الإحساس بالأمر الغريب الجديد، فأما المعهود الذي دام النظر إليه مدة فإنه يضعف الحس عن تمام إدراكه والتأثر به فلا ينبعث به الشهوة.

الثانية: عملا بقول بعض الأخصائيين، فيظن هؤلاء بأنّه لو تزوّج الإنسان مع أقاربه سوف يبتلى بأولاد مرضى وناقصي الخلقة. في حين أن هذه النظرية لم تثبت كلياً، فلا كل من تزوج بالأقارب ابتلي بأولاد ناقصي الخلقة ولا كل من تزوج مع الأجنبية أصبح عنده أولاد أصحاء وغير مرضى.

فالأفضل الاحتراز إذا كانت المسألة حادة وعلى الخصوص إذا كانت القرابة قريبة، لأنّه لم يكن إصرار من هذه الناحية في هذه الحالة من قبل المعصومين على الزواج مع الأقرباء رغم كثرة هذه المصاهرات بينهم.

ـ منها زواج النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآلة مع زينب بنت جحش، ابنة عمته.

ـ ومنها زواج الإمام علي عليه‌ السلام مع فاطمة بنت رسول الله التي كانت ابنة ابن عمه.

ـ ومنها زواج كثير بن عباس بن عبدا لمطلب مع أم كلثوم ابنة الإمام أمير المؤمنين.

ـ ومنها زواج مسلم بن عقيل مع ابنة عمه بنت الامام أمير المؤمنين عليه‌ السلام.

ـ ومنها زواج قاسم بن محمد بن جعفر مع أم كلثوم بنت زينب بنت علي بن أبي طالب عليه ‌السلام.

ـ ومنها زواج عبد الله بن الحسن مع ابنة عمه سكينة بنت الحسين.

ـ ومنها زواج عبد الله بن جعفر مع زينب، بنت عمّه.

ـ ومنها زواج الحسن المثنى مع فاطمة ابنة عمه.

ـ ومنها زواج الإمام زين العابدين عليه‌ السلام مع ابنة عمه بنت الإمام الحسن المجتبى عليه‌ السلام، وغير ذلك من هذه المصاهرات التي اتفقت بين المعصومين وأبناءهم.

وظنّي أنّ لذلك أسباباً أخر، منها عدم رعاية كل من الزّوج والزّوجة ما قرّره النبي والمعصومين حين اتخاذ الولد.

فمن أراد أن يسلم ولده من العمى والخرس والسقط والخبل والنقص في الخلقة وغير ذلك فعليه بمراجعة بعض الكتب المخصصة في ذلك، حيث لا فرق في ذلك بين الأجنبية والقرابة القريبة والبعيدة.

2022/01/31

يسألون عن ’الله’ و ’الجنة والنار’.. تعاملوا بحذر مع أسئلة أطفالكم!

أسئلة الأولاد المحرجة

الدكتورة لمى بنداق:

في بداية بلوغ الطفل عامه الثالث يصبح لديه القدرة على التساؤل بشكل أكبر لمحاولة معرفة ما يحيط به، ومعرفة العالم من حوله، وتزيد رغبتُه في الاستطلاع والاكتشاف من جهة، ونجد القلق والخوف من الأشياء من جهة أخرى، وبما أنَّ مخزونه اللُّغوي أصبح أكبر، فعندها يصبح قادرًا على استعمال اللغة في الأسئلة، وذلك دليل على تطوره اللغوي والاجتماعي.

[اشترك]

وبالطبع يجب الإجابة، ولكن بطريقة مبسطة غير معقدة، كي يستطيع الولد بدء بناء المعرفة في الطريق الصحيح لأنَّ كلَّ معلومة خاطئة ستجعل إدراكه وفهمه للأمور بصورة أكبر تصبح مشوهة، وأكثر الطرق نجاحًا في توصيل أيِّة معلومة أو فكرة للولد تكون من خلال القصص.

ويجب أن يحرص الوالدان على إجابته لكيلا يبقى في حيرة وشكٍّ، فالمماطلة في الإجابة تثير لدى الطفل أسئلةً أخرى، وربما يبحث عن الإجابة من مصادر خارجيَّة، قد لا تُقدِّم له الإجابة الصحيحة الشافية، بل تقَدِّم له الإجابة المشوشة الخاطئة، فيزداد حيرة وشكًّا. وبالنسبة للولد منذ بداية إدراكه تكون ثقته كاملة بأمه وأبيه، ويراهما همزة الوصل الوحيدة مع العالم، ولهذا يجب أن لا يقولا له أنهما لا يعرفان، فبذلك تهتزُّ هذه الثقة، وهذا يساعد على تنمية ثقته بنفسه وبوالديه عندما يجيبون على أسئلته، وهو تمرين على الإنصات، مما يساعد على تطوره الاجتماعي والتواصلي، ومن ناحية أخرى لعدم قدرته على تفسير ما حوله، وللاستحواذ على انتباه والدَيه. وعادة تكون أسئلة الولد الأول أكثرَ من الثاني والثالث، وذلك لإمكانية الولد الثاني الحصول على الإجابة من أخيه الأكبر.

إنَّ الردَّ على تساؤلات الأولاد يجب أن يتَّصف بالصِّحة والدِّقة والوضوح والإقناع، فلا نقدم للولد إجابة خاطئة أو غامضة أو غير مقنعة، وهذا لا يعني أن نطيل في الإجابة حتى تتحقق الصفات السابقة، بل نقدمها بشكل مناسب بين الإيجاز والإطالة، وملائم لعمر الولد، فالإجابة على أسئلة ابن الثالثة يجب أن تكون أقصرَ وأَبسطَ من الإجابة عن أسئلة ابن السادسة، وبالنسبة للأمور الدينية يجب الرجوع إلى القرآن الكريم وأحاديث الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) بصورة مبسَّطة لإعطاء جواب حول الخالق، والأنبياء، والجنة والنار ونحو ذلك، وبالطبع أيضًا يمكننا الاستعانة بالقصص كما استعن بها في الأمور الحياتية.

ونجد أنه من الطبيعي أنْ يسأل الولد، فالمشكلة إذا لم يسأل، فعندها يجب أن نتساءل ونبدأ البحث حول ما إذا كان تطور الولد الجسدي والنفسي والعلائقي وما شابه ينوبُه ضعفٌ أو خلل ما، وبالطبع يجب الإجابة ولكن بطريقة مبسطة غير معقدة، كي يستطيع الولد بدء بناء المعرفة في الطريق الصحيح لأنَّ كلَّ معلومة خاطئة ستجعل إدراكه وفهمه للأمور بصورة أكبر تصبح مشوهة، وأكثر الطرق نجاحًا في توصيل أيِّة معلومة أو فكرة للولد تكون من خلال القصص.

 

 

2022/01/29

طفلي لا يأكل.. أزمة وقلق!

عزيزة ياسين:

قد يعاني الأهل الكثير مع أولادهم حتى يتناولون وجباتهم وينهوا أطباقهم، سنذكر لكم الخطوات التي تساعدكم في التخفيف من الأزمة والقلق بسبب ذلك.

[اشترك]

1. إن لم يكن ابنك جائعاً لا تضغط عليه لتناول وجبته، كما لا تجبره على تناول نوع معين من الطعام أو على إنهاء طبقه، الضغط على تناول الطعام قد يجعل ابنك يربط ما بين وقت تناول الطعام والقلق، لذا قدم لطفلك كميات بسيطة لتجنب إشباعه ولتترك له فرصة طلب الطعام بعد مضي وقت.

2. حاول تقديم الطعام بأوقات منتظمة كل يوم، وقدم الماء ما بين الوجبات الرئيسة والخفيفة، الإكثار من العصائر، الحليب والوجبات الخفيفة قد تخفف من شهية الطفل لتناول الوجبة الرئيسة.

3. قد يضع الطفل بعض الطعام في فمه لتذوقه قبل أن يقرر أن يتناوله، كما يتعين عليك تكرار عرض الطعام الجديد على طفلك كي يستعيد تناوله، فكن صبوراً مع الأطعمة الجديدة.

4. قم بتقطيع الخضار والفاكهة بأشكال جذابة ليرغب طفلك بتناولها، كما يمكنك إضافتها إلى بعض الأطباق كي تكون مغذية أكثر، فاجعل الوجبة ممتعة.

5. اصطحب ابنك معك إلى المتجر لشراء الخضار والفاكهة والأطعمة الصحية، لا تقم بشراء أي طعام لا يرغب ابنك بتناوله.

6. كن قدوة في تناول الأطعمة الصحية كي يقلدك أولادك في تناولها.

7. في حال لم يتناول طفلك وجبته لا تقم بإعداد أطباق بديلة كي لا يعتاد أن يكون مزاجياً ومتطلباً في اختياره للوجبات، تابع في تقديم الخيارات الصحية حتى يعتادها ويفضلها.

8. إذا كنت قلقاً إن كان غذاء طفلك يؤثر على نموه استشر الطبيب لمراقبته. 

9. حاول تقييم كمية الطعام التي يتناولها طفلك بمراقبة الكمية لمدة 3 أيام تقريباً بدلاً من يوم واحد فقط، فإطالة مدة المراقبة تساعد في التخفيف من قلقك.

10. تذكر أن عادات طفلك في تناول الطعام لن تحدث بشكل مفاجئ بل عبر خطوات بسيطة ومتتابعة.

11. لا تقدم السكاكر والحلويات كمكافأة، لأن هذا سيعطي الطفل انطباعاً بأنّها هي الخيار الأفضل.

12. انتبه إلى الإعلانات لأنها قد تشجع طفلك على تناول الأطعمة قليلة الفائدة الغذائية.

2022/01/26

نصائح للأهل والأولاد مع بدء الامتحانات

من الطبيعي أن تولد الامتحانات نوعاً من القلق، للوالدين وللطلبة معاً، خصوصاً وأنها تحدد مستقبل الطالب والطريق الذي يختطه في حياته، كما إنها تشكل عبئاً إضافياً لأن الطالب يشعر بأن الامتحانات تعتبر نوعاً من التقييم لشخصيته، ذكائه ونجاحه، من خلال تأكيد المجتمع على ذلك واعطائها قيمة عليا، وكثيراً ما يردد المعلمون والآباء: (عند الامتحان يكرم المرء أو يهان).

[اشترك]

وبالتالي يعيش الطالب ضغطاً نفسياً مضاعفاً وقلقاً ضاغطاً، وكذلك الأهل، الذين يراقبون في تلك الفترة سكناته وحركاته، وهذا الاضطراب هو بحد ذاته عامل يهدد أمن الطالب ويفقده الهدوء والسكينة اللازمين لاستحضار الدروس وحفظها، فإن النفس إذا اضطربت وزاد بها الخوف لا يمكنها التركيز على صورة الأشياء وحفظها واستذكارها بصورة جيدة، وتكون الحالة، كالصورة المرتسمة على الماء المتحرك والمتموج فإنها تتحرك ولاتستقر ولاتثبت فلا تبين معالمها بوضوح.

إذن أهم مسألة هو أن نعمل على اطمئنان الطالب وابتعاده عن القلق.

فمن الطبيعي ان نؤكد له على أهمية الدراسة ولكن لنطلب منه أن يؤدي دوره فيجد ويجتهد دون أن يقلق، لأنه إن درس وبذل جهده سيكون مرتاح البال ومرتاح الضمير، سواء أفلح أو جاءت النتائج دون توقعاته، وكما قال الشاعر:

على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً، فإن الطلاب ليسوا متساوين في الذكاء، كما أن التوفيق ليس منحصراً في الطب أو الهندسة، بل ليس منحصراً في التعليم وهناك في تاريخ العالم القديم والمعاصر أمثلة كثيرة لناس موفقين ومتميزين لم يكملوا تعليمهم أو لم يكونوا بارزين في مدارسهم.

والأمر الآخر الملازم لما ذكرناه، تهيئة الأجواء المريحة والهادئة في البيت والابتعاد عن ضوضاء التلفزيون والكمبيوتر وغيره، ولو على حساب راحة بقية العائلة وتضحيتها ببعض خصوصياتها، فإن الضوضاء والفوضى تمنع الطالب من التركيز وتشتت ذهنه خصوصاً الاضطرابات العصبية والشجار والكلام بصوت مرتفع.

ومن المهم تعزيز ثقة الطالب بنفسه واشعاره بالاحترام وبقيمته، بدلاً من لومه وتقريعه وتنبيهه بكلمات قاسية، فإن التشجيع له دوره الفعال في حث الطالب ولاينفع الاكراه في مثل هذه الحالات.

ومن ثم الاهتمام بتغذية الطلبة في أيام الامتحانات بالغذاء الذي يوفر لهم الفيتامينات والسكريات اللازمة للعمليات الذهنية والابتعاد عن الدهون والأكلات الثقيلة التي تولد الخمول والترهل.

والعمل على تناول البسكويت والوجبات الخفيفة، بين الوجبات الرئيسية، كما ينبغي تجنب أكل البيض والأكلات الثقيلة في افطار يوم الامتحان، والتزود بدل ذلك بالإفطار المعتاد مع العسل والمربى، لتوفير السكريات اللازمة للمخ.

ومن ثم تنظيم النوم، فإن السهر الكثير يفقد القدرة على التركيز والمذاكرة، فلابد أن يأخذ الطلبة استراحات ولو قصيرة لغرض الراحة واستعادة النشاط.

وتنظيم الوقت مهم والاستفادة من أوقات الهدوء وصفاء الذهن، كالصباح المبكر أو الليل، بحسب اعتياد الطالب دون اجباره على ذلك، وينبغي أخذ استراحة بعد الطعام، حتى يهضم ويسترخي الجسم، ومن ثم معاودة الدراسة، والعمل على كتابة جدول للمطالعة حتى لا يضيق الوقت في آخره فيضطرب الطالب وتزدحم عليه المطالب.

ومن الأمور المهمة أيضاً طريقة المطالعة، فإن من الأفضل أن يقرأ الطالب في البداية العناوين الرئيسية، حتى يأنس بموضوعات الكتاب، كما لو أنه يتعرف على شخص ليصادقه، ومن ثم يلقي نظرة على العناوين الفرعية لكل موضوع يريد قراءته ابتداءً وبعدها يقرأ التفاصيل، ويعمل في أن يقرأ بتركيز دون ان يلتفت الى ما يحيطه من أشياء او أفكار اخرى.

ويقرأ ما يقرأ بشوق وتلهف لاستزادة علم ومعرفة، لا بتذمر وكأنه مجبر على دراسة شيء لا يحبه لأن الأمر المستكره لا يستقر في النفس، بل تحاول التخلص منه.

ومن المفيد أن يقوم الطالب بكتابة العناوين المهمة وتلخيص المطالب في دفتر أو أوراق ليراجعها عشية الامتحان وصبيحة يومه، وإن كان الوقت لا يسمح لذلك فيمكنه التأشير بالقلم، أو الألوان على تلك المطالب في نفس الكتاب، حتى يستذكرها كلما شاء.

وأخيراً من المفيد جداً أن يتوكل الطالب وأهله على الله تعالى ويقرأ بعضاً من آيات القرآن، وأن يبتدأ من مذاكرته ببسم الله الرحمن الرحيم... فإن كل ذلك يبحث في نفسه الاطمئنان الى حاضره ومستقبله، وأن يواصل درسه بجد ونشاط وأمل.

وختاماً نؤكد مرة أخرى أن الطلبة متفاوتون في قابلياتهم وأن الأفراد مختلفون في توجهاتهم فربما كان بعضهم أميل للعمل وآخرون للدراسة وهذا ليس افتراضاً بل هو حقيقة علمية، ويكون توفيق الانسان إذا اتجه الى ما تميل إليه نفسه ولديه الاستعداد له، كما إن المهم أن يبدع الانسان في الحقل الذي يعمل فيه، مهما كان نوع تخصصه، وليس الأهم أن يكون ذلك التخصص مما اشتهر بين الناس، كما إن السعادة ليست منحصرة في علم أو مال... وكل هذا يدعونا الى التعامل مع مسألة الامتحانات بهدوء واطمئنان، فليس المراد بالامتحان الذي يكرم المرء فيه أو يهان... امتحان البكالوريا، وإنما المراد امتحان الحياة بما فيها من مفترقات بين الخير والشر.

وطبيعي أن ذلك كله لا يحول دون أن يبذل الانسان، قصارى جهده لينال ما يرغب، فمن جَدّ وَجَد، ولكن علينا بذل الجهد ومن الله التوفيق ليختار لنا ما هو أعلم بمصلحتنا فيه.

ريحانة الإلكترونية

2022/01/26

ترد الكلمة بـ ’عشرة’: لماذا تتمرد البنت في البيت؟!

نريمان سنتينا:

هل سبق وأن سمعتم ابنتكم حين يسألها أخوها عن أمر ما تجيبه: "لا دخل لك"!

هل سبق وقلتم لولدكم الذكر حين يحاول أن يتدخل في أمر ما من شؤون أخته أو يستفسر عن أمر ما: "لا دخل لك!!"

هل سبق لك أيتها اﻷم أن منعت ابنتك من أمر لا يليق بها كفتاة فقالت لك: "وكيف أخي!"

[اشترك]

هل سبق لابنتك أن راحت تتعامل مع شقيقها بندية! فترد له الجواب بعشرة أجوبة! وتستفزه حتى يهم بضربها أحيانا!

هل سمعتم ابنتكم تجيبكم أو تجيب أخاها حين تتم مراجعتها على خطأ فعلته: أنا حرة!

هل تجدون أن ابنتكم لا تجد ضيرا من القيام بأعمال يقوم بها الذكور وتتصرف مثلهم وتلعب بألعابهم وأحيانا تضرب أخاها أو أقرانها من الذكور أثناء اللعب!

هل تعانون من تمرد بناتكم عليكم!

إن كل ما تقدم من مظاهر سلوكية هو مؤشر غير صحي وغير سليم لما ستكون عليه فتياتنا في المستقبل!

ولكن لماذا أصبحت فتياتنا هكذا؟ هل هذا بسبب تربيتنا الخاطئة لهن؟؟ أم هذا عائد لما تشاهده بناتنا على شاشات التلفزة منذ نعومة أظفارهن؟

وهل هناك مسلسلات كرتونية تعزز التمرد والندية عند اﻷنثى وتعبث بفطرتها التي فطرها الله عليها؟!

 ثانوية supergirls تحت المجهر!

ثانوية supergirls هو مسلسل كرتوني تم إطلاقه في الربع الثالث من عام 2015، وقامت بإنشائه شركة DC Comics وهي إحدى الشركات التابعة لشركة Time Warner وشركة Mattle وهي شركة أمريكية تم تأسيسها عام 1934، وهي تعد من أقدم وأنجح شركات القصص المصورة اﻷمريكية وتضم العديد من اﻷبطال الخارقين بما في ذلك سوبرمان وباتمان والمرأة المعجزة.

في هذا المسلسل تظهر مجموعة من الفتيات الخارقات وهن المرأة المعجزة وبات جيرل وسوبر جيرل وغيرهن، حيث يقمن بأعمال يقوم بها الذكور وخارقة لحل اﻷزمات والمشاكل التي يقعن فيها في الثانوية، فعلى سبيل المثال في إحدى الحلقات حصل تفجير في مبنى الثانوية فقامت المشرفة على المدرسة بتوزيع مهام إصلاح الخلل الحاصل على الفتيات الخارقات، فطلبت من الفتيات البحث عن الضرر الحاصل في البنى التحتية والمنظومة الكهربائية، وهذه أعمال يقوم بها الذكور وليست من اختصاص الإناث.

صحيح أن المرأة قادرة على تحدي كل الظروف الصعبة التي قد تمر بها في حياتها، ولكن حين نجعل تحدي المرأة لظروفها الصعبة هو أن تقوم بوظائف يقوم بها الرجال وأن نوهمها أنها تستطيع الاستغناء عن الرجل في حياتها وأنها ند له في كل شيء، وأن نجعل الاستثناءات التي تحصل في الحياة قاعدة عامة تسير عليها البشرية، فإن ذلك هو عين العبث بالفطرة الإنسانية والحياة.

إن المسلسل الكرتوني ثانوية supergirls هو نموذج متقدم لما وصل إليه الغزو الفكري والسلوكي لمجتمعاتنا، إن مثل هذا المسلسل يزرع في كل فتاة أنها مساوية للرجل في كل شيء وأن باستطاعتها الاستغناء عن الرجل وأنها تتمتع بالقوة الجسدية مثله، فتنشأ الفتاة منذ الصغر وهي تتوهم أنها مساوية للرجل في جميع خصائصه النفسية والجسدية والعقلية وأنها تضاهيه في كل شيء، فتصبح صاحبة نزعة ندية له سواء أكان أخاها أم زوجها أم الرجل عامة أيا كانت صفته بالنسبة لها.

ومع الدعوات المتكررة إلى تحرير المرأة وتحررها من الرجل والتي سوف تشاهدها على الشاشات عندما تكبر، ومع وجود رجال يتصفون بالذكورية لا الرجولة، فإنها ستنشأ فتاة تصارع الرجل وتتعامل معه بندية ﻷن تفكيرها قد امتلأ بكل الدعوات التي تسربت إلى عقلها خلسة لتتمرد على الرجل والحياة.

رسوم متحركة ودعوات شاذة وأضف عليها تربية خاطئة، كلها قد أوصلت مجتمعاتنا لما هي عليه من الصراع بين الرجل والمرأة ومن حالات طلاق وتفكك أسري بات السائد في مجتمعاتنا.

فهل إلى سبيل لتغيير واقعنا المرير؟؟ وإصلاح ما فسد من تشوه للفطرة التي فطر الله عليها الذكر والانثى؟

 اجعلوا الحياة مشاركة لتزهر جنان القيم!

جاءت ابنتك إليك أيتها اﻷم وقالت لك:" هل تسمحين لي يا والدتي بالخروج لزيارة صديقتي؟" فقلت لها: "نعم"، فارتدت ملابسها وأرادت الخروج، فسألها شقيقها: "إلى أين أنت ذاهبة؟"  فأجابته:" لا دخل لك!!"، فهل تتركين أيتها اﻷم مثل هذه الإجابة تمر دون توجيه؟

والإجابة: دعي ابنتك تذهب، ولكن بعد عودتها عليك أن تجلسي معها جلسة ود وتفهمينها الكثير من الامور، أفهميها أن شقيقها له دور في حياتها وهو حمايتها ورعايتها كما والدها وأن عليها أن تشاركه أحزانها وأفراحها وأخبارها وأنه كان عليها أن تجيبه حين سألها أين تذهب بأنها ذاهبة إلى صديقتها لا أن تخرجه من حياتها بإجابتها:" لا دخل لك"، وأن تطلبي منها الاعتذار من شقيقها على إجابتها هذه.

أما شقيقها فعليك أيتها اﻷم تطييب خاطره ريثما تعود شقيقته وأن تفهميه أن دوره ليس التحكم بأخته بل عليه أن يشعرها أنه يسألها من باب الخوف عليها ومشاركتها شؤون الحياة، وأنه عليه دائما أن يتعهد أخته بالنصيحة وأن يناقشها الكثير من الامور وأن يستمع لها ويحترم رأيها وأن يعطيها مساحة من الحرية لاتخاذ قرارات متعلقة بشؤون حياتها وأن لا يفرض عليها رأيا أو يتحكم فيها كما يشاء، وأن تطلب منه أن يجلس مع شقيقته ويناقشها في تصرفها ويعبر لها عن مشاعر حبه لها وخوفه عليها.

إن الحياة داخل الاسرة قائمة على المشاركة في كل شيء، المشاركة في الاحزان والافراح، فإن كان أحد أفرادها حزينا يشاركه الجميع حزنه وإن كان فرحا كذلك، خاصة بين الاخ وأخته والاخت وأخيها، على الابن أن يبث شجونه لأخته وكذلك الاخت وأن يتناصحان ويتشاركان الحلول لكل المشاكل التي تعصف بهما، فيتعلم الولد أن الفتاة لها عقل قد يفوق عقله أحيانا في حل اﻷزمات، وتتعلم الفتاة أن في عقل أخيها ما لا يمكنها إدراكه أحيانا.

إن مثل كلمة: لا دخل لك!!! التي قد تقولها الفتاة في سن المراهقة قد تبدأ بقولها لأخيها منذ الطفولة المبكرة، لذلك على اﻷم أن تلاحظ ذلك وأن تبدأ بمعالجته بما يتناسب مع عمر الفتاة وعمر أخيها.

إن أسوأ ما يصيب مجتمعاتنا هو الفردية والانانية التي تنخر جسد الاسرة وبعدها المجتمع، مما جعل مجتمعاتنا مجتمعات تتصف بصفات مجتمعات آخر الزمان، حيث لا محبة ولا قيم ولا وحدة، وحيث الظلم السائد والفساد الذي عم حتى طم!

إن طريق العودة إلى الحياة القويمة يبدأ من البيت، حيث لا تترك اﻷم وحدها تقوم بأعباء المنزل ويتخلى الرجل عن القيام بالأعمال التي تتطلب رجلا، وإن طريق العودة يبدأ حين لا يتحكم الاب بابنته ويفرض عليها طاعة أخيها.

إن طريق الصلاح لحالنا هو المشاركة بين أفراد الاسرة وأن يقوم كل من الرجل والمرأة بدوره المنوط به والذي يتكامل مع الآخر ولا يلغيه، وكلمتي لكم في الختام هي:

إن التربية تحتاج إلى تفكر وهدوء لنعرف كيف نضع أبناءنا على الطريق الصحيح، فتعاهدوا التفكر في سلوكيات أبنائكم والحلول لتقويمها، فقد تصلون إلى أساليب وطرق في التربية تفوق كل ما يقدمه لكم أذكى المربين.

2022/01/24

حافظ على ولدك ’المراهق’.. سلوكيات خطيرة!

لدى المراهقين عموماً سلوكيات محفوفة بالمخاطر هدفها إثبات هويّتهم ولكن، ما الذي يجب أن تطّلعوا عليه كأهل فيما يتعلّق بهذا الموضوع؟

[اشترك]

بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات، مجرد التفكير بأن ولدهم المراهق قد يقوم بسلوكيات يمكن أن تشكّل خطراً عليه، هو مصدر قلق. لذا من الضروري معرفة أنواع المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى هذه السلوكيات، لكي يتمكّن الأهل من ملاحظتها.

من المهم أن نفهم لماذا يمكن للمراهقين أن يظهروا سلوكياتٍ محفوفة بالمخاطر، هذا لأنّهم يعشقون التجارب الجديدة، مع أن ذلك يشكّل مصدر توتّرٍ حقيقي بالنسبة للأهل. يحتاج المراهقون إلى أن يستكشفوا حدودهم الخاصة وكذلك الحدود التي يفرضها أيّ نوعٍ من أنواع السلطة في حياتهم.

إنهم بحاجة لاستكشاف أنفسهم من حيث الهوية، الشخصية والأطباع. وكأنّ ذلك لا يكفي، فإن دماغهم ما يزال غير مكتمل النضوج، مما قد يجعلهم اندفاعيين في مستوى قراراتهم، ولا يفكرون كثيراً في تداعياتها.

في الواقع، قد يتّخذ المراهقون قراراتٍ تنطوي على سلوكيات محفوفة بالمخاطر، وهذا فقط لكي يشعروا بالانتماء إلى مجموعة أقرانهم. سنكلّمكم من الآن عن بعض السلوكيات المعتادة التي قد تشكل خطراً.

سلوكيات المراهقين الخطيرة

إذا كنتم أباً أو أمّاً لولد مراهق، فمن المهم أن تتعرفوا على السلوكيات المعتادة التي قد تشكل خطراً لديهم. هكذا، تستطيعون أن تؤسسوا مع طفلكم تواصلاً جيداً ليصبح بإمكانكم منعها لاحقاً. أكثرها شيوعاً هي التالية:

العلاقات الجنسية.

الرسائل الجنسية.

السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على وسائل التواصل الإجتماعي.

التدخين.

شرب الكحول.

تعاطي المخدرات.

القيادة المتهورة (دراجات نارية).

نشاطات غير مشروعة.

التخريب.

العراك.

التغيّب عن المدرسة.

هل يوجد مخاطرة آمنة؟

إنّ انخراط المراهقين في بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر ليتعلموا أكثر عن ذاتهم ويختبروا مهاراتهم، هو أمرٌ جيد. لا تعتبر المبالغة في حمايتهم هي الخيار المناسب. إذا كان طفلكم يحب المشاعر القوية، فمن المهم أن يوجّه هذه الطاقة نحو نشاطاتٍ آمنة وبناءة.

يمكن لبعض هذه النشاطات الآمنة أن يكون الفنون القتالية، التسلق، ركوب الدراجات على الجبل… من الممكن أيضاً أن يحب بعض المراهقين الأدرينالين الذي يشعرون به في معرضٍ أو مسرحية ما.

يتعلق الموضوع هنا بمنحهم الاستقلالية وحرية اتخاذ القرارات ليتمكنوا من استكشاف ذاتهم دون الشعور بالحاجة للتمرد أو للانخراط في سلوكياتٍ خطيرة خلال حياتهم اليومية.

كيف تحافظون على أمن ولدكم المراهق؟

رغم معرفتنا أنّ المراهقين يحاولون دائماً اختبار الحدود، ولكنّ ذلك لا يجعل فكرة التعايش مع سلوكياتهم الخطيرة أكثر سهولة. إليكم إذاً بعض الأفكار التي تساعد أولادكم على التفكير بالعواقب والبقاء في أمان.

تكلموا عن سلوكياتهم وعواقبها

يمكن أن يساعد التكلم عن سلوكياتهم وعواقبها ولدكم على تحديد درجة خطورة كل موقف. ولكن خذوا حذركم كي لا يتحول الأمر إلى إلقاء موعظة: قد يدفع ذلك ولدكم المراهق إلى التمرد.

قوموا بتطوير القواعد المتفق عليها

إذا بذلتم مجهوداً لشرح القواعد، والعواقب التي ستنتج عن عدم احترامها، فعلى الأرجح أنهم سوف يتبعونها. لكن يجب أن تكونوا مرنين وتتكيفوا مع المعايير خلال مرحلة نموّ طفلكم وإثباته جهوزيته لأخذ عددٍ أكبر من المسؤوليات على عاتقه.

تكلموا عن المعايير لتجنب السلوكيات الخطيرة

معرفة ما هو مهم بالنسبة للعائلة ستساعد ولدكم على تطوير حس بالمسؤولية والقيم الشخصية. يمكنكم التأكيد على القيم العائلية كمثالٍ يُحتذى به فيما يتعلق بشرب الكحول، بالسلوك وبالاحترام الذي تتعاملون به مع الأشخاص.

راقبوا ولدكم

يمكن أن تساعدكم معرفة مع من ولدكم وأين يتواجد، على حمايته. على سبيل المثال، عندما تتفاوضون معه على قاعدةٍ ما، يمكنكم أن تطلبوا منه إعطاءكم العنوان الذي سيذهب إليه وأن يتصل بكم إذا تغيرت مخططاته.

حافظوا على التواصل مع ولدكم

إذا بقيتم على تواصلٍ مع ولدكم وبنيتم علاقة وطيدة معه في مرحلة المراهقة، فلا بدّ ان معاناته في إدارة المواقف ستكون أقل، كمناقشة موضوع تعاطي المخدرات أو الانخراط في علاقاتٍ جنسية.

ولكن في الوقت نفسه، يعنبر الكلام غير كافٍ لتحافظوا على تواصلٍ جيدٍ مع ولدكم. يجب أن تتواصلوا أيضاً على المستوى العاطفي، وأن تمضوا وقتاً نوعيّاً معه. سيراكم حينها كمثالٍ جيد، ولن يبحث عن أشخاصٍ آخرين خارج المنزل.

من المؤكد، وبفضل كل هذه النصائح، أنه سيصبح من الأسهل عليكم حماية أطفالكم وإبعادهم عن السلوكيات الخطيرة. لن يحتاجوا إلى الانخراط فيها لبناء هويتهم، وسيكون لديهم ثقة أكبر بأنفسهم.

التربية الذكية

2022/01/24

ضرب وشقاء: ’زواج’ أم مسرح مليء بـ ’المرارة’!

أثر النزاع والشجار في الحياة الزوجية

د. علي القائمي

الزواج طموح إلى السعادة يسعى الزوجان من خلال ارتباطهما معاً إلى تحقيقه على أرض الواقع، ذلك أن الحياة دون زواج معناها القلق والشعور بالوحدة والحرمان.

[اشترك]

فالحياة المشتركة في ظلال الزواج توفر شعوراً عميقاً بالاستقرار، غير أن الاختلاف في وجهات النظر بين الزوجين وسعي أحدهما أو كلاهما إلى فرض نفسه ومحاولة السيطرة على الآخر يؤدي إلى فشل هذه المؤسسة ومن ثم انتفاء الثمار المتوخاة من ورائها.

إن فشل الزواج لا يعني فشل مشروع اجتماعي فحسب، بل يؤدي إلى إخفاق إنساني أيضاً يحوّل الرجل والمرأة إلى مجرد هيكلين ميتين تحركهما أمواج الحياة؛ ربما يعيش الزوجان في أيامهما الأولى مشاعر السعادة ذلك أنهما ما يزالان يعيشان رؤاهما وأحلامهما ولكن وبعد أن تمر الأيام وبسبب تصادمهما لسبب أو آخر تظهر بعض الانحرافات وتتحول تلك الجنة الصغيرة إلى جحيم لا يطاق.

وعندما يكون الإنسان جاهلاً فإن بإمكانه أن يحوّل جو الأسرة الهادئ إلى مسرح رهيب مليء بالمرارة واليأس، يفقد الإنسان خلالها إقباله على الحياة بل وحتى ميله للطعام ويحول المنزل إلى مكان يضم أناساً غرباء منسحبين على أنفسهم يعالجون أحزانهم ويعيشون معاناتهم.

آثار النزاع:

إن النزاع بين الزوجين يختلف تماماً عن أي نزاع آخر ينشب بين شخصين غريبين حيث ينتهي كل شيء بعد ساعة ويمضي كل منهما في طريقه، أما في الحياة الزوجية التي تعني حياة مشتركة تحت سقف واحد بين شخصين اختارا تلك الحياة معاً فإن أي نزاع قد ينشب بينهما يترك مضاعفات خطيرة ومريرة في عدة أصعدة يمكن الإشارة إلى بعضها كما يلي:

1 ـ في شكل الحياة:

إن النزاع يترك آثاره في شكل الحياة داخل المنزل ويتحول الزوجان إلى شخصين غريبين يعيشان معاً كما يشعر الصغار بالقلق وإحساس بالخوف من نشوب معركة بين الوالدين لا تعرف عواقبها، وهكذا يخيم صمت ثقيل في جنبات المنزل ينزوي فيه الأطفال خائفين في جو يشوبه الحذر.

2 ـ في قوة العلاقات:

يسيطر نوع من البرود القاتل على العلاقات الزوجية إثر نشوب الخلاف بينهما وينظر كل منهما على الآخر على أنه السبب في شقائه وتعاسته، فتزول مشاعر الثقة بينهما ويحل مكانها شعور بالعداء حيث يحاول كل منهما تحقير الآخر وإذلاله؛ كما يذهب ضحية النزاع ذلك الشعور بالاستقرار والطمأنينة حيث تحل مشاعر القلق والتحفز للنزاع والمواجهة، ومحاولة كل من الطرفين إلحاق الأذى بالآخر.

3 ـ في الجانب النفسي:

من الطبيعي أن يخلّف النزاع في الحياة الزوجية آثاراً خطيرة في الجانب النفسي، وقد يبدو النزاع نوعاً من التنفيس عن بعض العقد النفسية ولكنه في الواقع يغطي عليها ويزيدها تجذراً في الأعماق مما يضاعف من خطرها في المستقبل.

إن النزاع لا يؤدي إلى تصدع العلاقات الزوجية فحسب بل تتعدى آثاره إلى إحداث تصدع فكري وتمزق نفسي.

وبالرغم من إحساس أحد الزوجين بأنه يرد اعتباره أو أنه يحقّق وجوده من خلال إيذاء الآخر إلا أنه في الواقع يؤذي نفسه أيضاً، وأنه يوجّه إليها طعنات نجلاء سوف تظهر آثارها في المستقبل، ذلك أنه يقضي على مشاعر الحب وينابيع المودّة في أعماقه، والتي هي أساس السعادة في الحياة.

4 ـ تأنيب الضمير:

وقد يصل الإيذاء والظلم الذي يمارسه أحد الزوجين بحق الآخر حداً يدفعه لارتكاب عمل ما يتصور خلاصه فيه، وعندها تحدث هزّة عنيفة يستيقظ فيها الضمير، فيعيش حالة مأساوية من عذاب الوجدان وتأنيب الضمير بسبب ما ارتكبه من خطأ فادح بحق شريك حياته؛ وقد تتضاعف الحالة لتتخذ شكل مرض نفسي خطير.

إن النزاع الزوجي الذي يؤدي إلى ظلم أحد الطرفين أو تعريض سمعته للخطر سوف يحدث آثاراً لا يمكن تفاديها أبداً، قد تقوده إلى الانتحار ووضع حدّ لحياته أو إلى إحداث شرخ خطير في شخصيته يهدد سلامته النفسية، وهو أمر لا بد أن يجر من ورائه عقوبة الله بحق الظالم عاجلاً أم آجلاً.

5 ـ خلق حالة التشاؤم:

النزاع في الحياة الزوجية يخلق حالة من التشاؤم في الحياة ويجعلها سوداء خالية من كل المعاني الجميلة، وفي تلك الأثناء يرى أحدهما الخلاص عن طريق البحث عن إنسان آخر يشاطره الحب، وعندما يعثر على ضالّته تلك، نلاحظ استمرار حالة التشاؤم لديه، إذ لا يمكن التخلص منها بسهولة مما يجعل الحياة في رأيه خواء في خواء.

وإذن فإن النزاع في الحياة الزوجية وإن انتهى إلى بعض الحلول إلاّ أن آثاره النفسية تستمر مدة طويلة وقد لا تنتهي إلا مع انتهاء الحياة.

6 ـ تدمير القابليات:

ينمو الإنسان في الجو الآمن المطمئن وتنمو لديه قابلياته وتنفجر في داخله الاستعدادات والمواهب، ذلك أن حاسّة الإبداع تترعرع في الحياة المستقرة الهادئة في حين أنها تتراجع وتذبل وتموت في الحياة المضطربة القلقة.

وما أكثر الأفراد الذين انحدروا بعد زواجهم وانحطّت قابلياتهم وتدنّت مواهبهم وذبلت استعداداتهم وانتهت قدراتهم. كل ذلك بسبب حالة النزاع والمواجهة التي تسيطر على حياة الزوجين حيث يبقى الفكر مشغولاً والخاطر مبلبلاً والنفس مشوّشة لا تعرف الطمأنينة والراحة والاستقرار، وقد تصل الأمور إلى حالة من الهذيان المستمر الذي يُفقد الحياة معانيها الجميلة.

7 ـ الحرمان:

صحيح أننا لا نعيش من أجل أن نتمتع ونلهو في هذه الحياة، وأن هدف الحياة أسمى من كل المتع الدنيوية، وأن واجب الإنسان هو أداء واجبه في الحياة النزيهة بعيداً عن الآثام والمعاصي، ولكن هذا لا يعني الحرمان، فالحياة الإنسانية زاخرة بكل ألوان المتع البريئة، زاخرة بكل ألوان السعادة، وأن على الإنسان أن لا ينسى نصيبه في هذه الدنيا. إن عمر الإنسان هو رأسماله في الدنيا والآخرة، وعلى هذا فينبغي عليه أن ينفق عمره فيما ينفعه في دنياه وأخراه وأن لا يسمم حياته بعملٍ يجرّ وراءه القلق هنا والعذاب هناك. إن من يخلو قلبه من حبّ الله لا بد وأن يتيه في دروب الضياع التي تقوده إلى السقوط والانحلال المادي والمعنوي، وبالتالي العذاب في يوم القيامة.

8 ـ العقاب الأخروي:

وأخيراً فإن من آثار النزاع ونتائجه هو العقاب الأخروي الذي ينتظر الظالم، فالله للظالمين بالمرصاد.

إن كل ظلم في الحياة الزوجية يعني ظلماً اجتماعياً بحق إنسان له كرامته، وهو أمر لا يمكن تلافيه بالتوبة، ذلك أن الله سبحانه قد يتجاوز عن الذنوب التي يرتكبها الإنسان بحق نفسه كشرب الخمر مثلاً، ولكن عندما يشمل الذنب إيذاء الآخرين وظلمهم فإن المسألة هنا في غاية التعقيد.

ولذا، فإن على الإنسان أن يحسب لذلك اليوم حسابه، إذ لا يسوغ لأحدٍ، كائناً من يكون أن يستغل موقعه وقدرته في سحق الآخرين وإذلالهم ثم يكون في مأمن من عقاب الله.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وأن الله ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأته حتى تختلع منه.

وقال أيضاً: من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها.

وقال أيضاً: إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها.

وقال علي (عليه السلام): لا يكن أهلك أشقى الخلق بك.

عندما ينشب الخلاف

من الطبيعي أن يصطدم الزوجان وأن يشتعل النزاع بينهما، إلا أن من الضروري جداً، عدم تجاوز الحدّ الطبيعي خلال ذلك، أي ألا يكون الهجوم ـ إن صح التعبير ـ قاسياً بحيث يسحق الزوجة ـ على سبيل المثال ـ ويحطّم قلبها، وبالتالي يصعب إصلاح الأمور وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً. ففي بعض الأحيان يكون النزاع من العنف بحيث يحطم صورة الحياة ويدمرّ السعادة لدى المرأة؛ وحتى لو كان هناك نيّة في الطلاق، لمنافاته مع الجانب الإنساني، ذلك أن الله خلق الإنسان وأودع لديه قدرة على بيان ما يبتغيه أو يريده من خلال المنطق السليم؛ ولذا ينبغي على الإنسان، وحتى في أشدّ الساعات حراجة أن يتمالك نفسه وأن لا ينطق لسانه إلاّ بما يرضي الله ورسوله.

السعي من أجل إعادة الصفاء

إن الأصل في الجو العائلي هو أن يسوده الصفاء، فإذا حصل سوء تفاهم فينبغي عدم تصعيده إلى حالة من النزاع، فإذا نشب النزاع فيتوجب أن يكون في مستوى بحيث يكون من السهل إصلاح ما فسد من الأمر، إن من واجب الإنسان هو أن يعيش دنياه بسلوك يليق بإنسانيته، لا أن يظلم ويفسد ويتهم الآخرين بالباطل، ذلك أن الإنسان هو الذي يمنح الحياة جمالها من خلال إحسانه وهو الذي يسلبها تلك الصورة الجميلة إذا ما أساء في سلوكه وسيرته.

إن واجبنا الأخلاقي والشرعي يحتم علينا أن نسعى دائماً للحيلولة دون وقوع ما ينغض الحياة الزوجية، وأن على الزوجين السعي إلى التفاهم دائماً، فهو الأسلوب الوحيد لحل جميع المشاكل، وأن يكون شعارهما دائماً العمل على اجتثاثها من الجذور قبل أن تستفحل وتشتد أشواكها وتكون عقبة كأداء في الطريق.

إن الحياة المشتركة تكشف للزوجين أخلاقهما وتعرّف أفكارهما، ولذا فإن الرجل، ومن خلال معرفته تلك. يمكنه العمل على تنمية الجانب الإيجابي في زوجته واحتواء جانبها السلبي في نفس الوقت؛ وهذا الأمر ينسحب على المرأة ـ أيضاً ـ من خلال مداراة زوجها وتعاملها الحسن معه.

دعائم السلام

ما هو الضرر الذي يلحق الرجل إذا ما أقدم على مصالحة زوجته؟ ما هو الذي يمكن أن يلحق به لو غض النظر عن الإساءة، وخطا الخطوة الأولى في المصالحة؛ فقد تفعل الابتسامة ما لا تفعله جميع الوسائل في تحقيق وتثبيت دعائم الحب في الأسرة والعائلة.

إن الهدف من وراء الزواج هو الألفة والاتحاد والاستقرار، وبتعبير القرآن، السكن. وإذن فإن ما يحقق تلك الأهداف هو الحب والمودّة والصبر والتحمل وكل المواهب الإنسانية السامية، أما النزاع والمواجهة والغضب فلا عاقبة لها سوى الخسران.

من كتاب الأسرة وقضايا الزواج

2022/01/24