هل تعاني من ’ضغوطات مالية’ بسبب طلبات الأسرة؟

الاقتصاد العائلي 

الإنفاق مسؤولية الرجل هذا حق، ولكن لا يعني هذا الانفاق بلا حساب ولا كتاب.. لا يعني أن تقدم المرأة كل يوم قائمة متخمة بالطلبات، لا يعني التعامل مع الرجل وكأنه خازن لكنز لا يفنى!

[اشترك]

الأسرة تحتاج إلى رئيس يدير ميزانيتها ويشخّص الحاجة ويشخّص طريقة الانفاق وينظم اقتصاد العائلة بشكل يحفظ لها كرامتها وانسانيتها.

هناك حاجات ضرورية، وهناك لوازم كمالية فليس من المنطقي أبداً الضغط على الرجل من أجل تلبية حاجة كمالية مع علم المرأة أن زوجها قد يضطر للاستدانة من أجل تلبية طلبها!

الرجل يفكر في تغطية النفقات الضرورية: تسديد فواتير الماء، الكهرباء وتوفير مبلغ مناسب للحالات الطارئة.. ولذا فإن الاقتصاد يعد ركناً هاماً في تدبير دخل وميزانية الأسرة وصدق الذي قال: ما افتقر من اقتصد.

هناك أولويات في الإنفاق، وهناك نظام في تدبير اقتصاد الأسرة وفي كلِّ الأحوال يعدّ الإسراف، والتبذير والبخل الشديد من الأمراض الأخلاقية التي تترك آثارها السيئة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

قال اللّه‏ عزوجل: «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً».

ويقول الامام الصادق (ع): «ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر».

ويقول في مناسبة أخرى:

«أربعة لا يستجاب لهم أحدهم كان له مال فأفسده يقول: يا ربّ ارزقني فيقول: ألم آمرك بالاقتصاد».

وسأل عبداللّه‏ بن أبان الامام موسى بن جعفر عن النفقة على العيال فقال: «ما بين المكروهين: الإسراف والاقتار».

والرجل العاقل المدبّر يجتنب ما أمكن الاستدانة الاّ في الحالات الخاصّة ولا يهتمّ كثيراً بالوسائل الكمالية.

كما أن الاستغراق في شراء الحاجات غير الضرورية وأن يوفر في الظاهر رفاهً كاذباً ولكنه يسلب الأسرة حلاوة البساطة في العيش.

كما أنه ليس من الضروري والمنطقي أن يستدين المرء من أجل شراء سيارة أو شحن منزله بالسجاد الثمين!

صحيح أن كسب المال أمر هام، ولكن الأهم كيفية إنفاقه والإستفادة منه في إسعاد الأسرة.

وليس دخل الأسرة المعيار الوحيد للرفاه في الحياة.. فكم من الأسر التي تتمتع بدخل ممتاز، ولكن عندما تراقب حياتها تجدها دائماً في ضيق.. لماذا؟ لأنه لا يوجد نظام اقتصادي في حين نجد كثيراً من الأسر تتمتع برفاه مناسب.

لا لشيء الاّ لأن الأسرة تعتمد نظاماً معيشياً متزنا.

ولذا فإنّ من مصلحة الأسر أن يتفاهم الرجل والمرأة حول حجم الانفاق وأولوياته.

وهناك نقطة حياتية جداً وهي وعي الهدف الأساس من المال والثراء حتى لا ينسى المرء في غمرة الحياة الهدف، أو تتحول الوسيلة الى هدف.

المال من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل المال.

المال من أجل رفاهية الأسرة وليس العكس.

وعلى المرء أن يعي ذلك جيداً، فمسألة تأمين الكساء والغذاء والدواء يلزمها سعي وعمل لتوفير المال اللازم لتغطية النفقات اللازمة، وهنا لا ينبغي للمرء أن يستغرق في إعداد هذه النفقات ثم ينسى الهدف ليتحول المال اللازم إلى ثروة مكدّسة.

والرجل يتحمّل مسؤولية أخلاقية وسيكون موقفه محرجاً لو عرّض أسرته الى حالة تشبه العوز ولديه ما يستطيع إنفاقه من أجل الترفيه عنها.

يقول النبي محمد (ص): «ليس منّا من وسّع عليه ثم قتّر على عياله».

ويقول الإمام موسى الكاظم (ع): «إنَّ عيال الرجل اسراؤه فمن أنعم اللّه‏ عليه نعمة فليوسّع على أسرائه فان لم يفعل أو شك أن تزول النعمة».

وعن الإمام الرضا (ع) قوله: «ينبغي للرجل أن يوسّع على عياله لئلاّ يتمنّوا موته».

وروي عن الإمام علي (ع) قوله: «أطرفوا أهاليكم في كلِّ جمعة بشيء من الفاكهة كي يفرحوا بالجمعة».

المصدر: كتاب نحو حياة دافئة الشيخ إبراهيم الأميني

2021/12/28

تحضر يعكسه ’جينز ممزق’.. هكذا يمزقون هويّتنا الثقافية!

هل لباسنا ينطقنا؟

آلاء شمس الدين:

هل فكّرت يومًا لماذا اخترتَ هذا القميص المنقّط؟

أو لماذا قرّرت ارتداء بنطلون جينز ممزّق؟

وربما لم تختر لباسك أنت، بل هناك من قرّر عنك؛ فاختار لك نمط لباسك، وقال لك: هكذا تصير متحضّرًا! ولكن أيّ حضارة ينطقها سروال الجينز الممزّق؟

[اشترك]

يشكّل اللباس جزءًا من صورتنا اليوميّة، وجزءًا من هويّتنا وثقافتنا، فنحن متأصّلون بما نختاره من نمط حياة. واللباس لا شأن له بالحرّيّة الشخصيّة؛ لأنّ الأصل فيه هو حماية جسد الإنسان، يقول الله تعالى في سورة الأعراف: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـه لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" (سورة الأعراف، الآية31)؛ تذكّر الآية الكريمة المرء بصفاته الآدميّة وكرامته عند الله، فالتشريع الإسلاميّ أمرنا بحسن المظهر؛ لأنّ الله يحرص على عبده أن يكون في أحسن صورة.

ولا يقتصر اللباس على كونه حماية للجسد، فقد بات جزءًا من مهارات التواصل مع المحيط، كما هو الحال في نبرة الصوت، وطريقة الكلام، وغيرها من المهارات الأساسيّة واللازمة في خطّة نجاح أيّ إنسان. طريقة اختيار اللباس تخبر شيئًا عنّا، ثمّة نظريّات نفسيّة تؤكّد أنّ اختيار ملابسَ وألوانًا معيّنة يعكس شخصيّات مختلفة. ويختلف اللباس بشكله وألوانه من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، وذلك تبعًا للنمط الاجتماعيّ السائد؛ فنرى مثلًا أنّ الحجاب يعدّ جزءًا من ثقافة المرأة المسلمة وهويّتها، وله قيمة اجتماعيّة في حياتها؛ فالمرأة المحجّبة عندما تحضر في الجامعة، وتشارك في ميدان العمل أو في الأماكن العامّة؛ فإنّها تحضر بصفتها الإنسانيّة وليس بصفتها الأنثويّة.

ولمسألة الجمال أهميّتها في الإسلام، وتجميل الملبس هو ميل فطريّ، خاصّة عند الشباب؛ فمن منّا لا يرغب بالخروج بأفضل صورة؟

 إنّ الاهتمام بالهندام ورد في روايات كثيرة، وكلّها تؤكّد على ضرورة اهتمام المرأة والرجل بمظهرهما، وقد وضع الله تعالى معايير محدّدة للحفاظ على مظهرنا وكرامتنا الإنسانيّة، فطهارة الملبس ونظافته إحدى أهمّ معايير اللباس في الإسلام.  ومنح الله المرأة الحجاب لتستطيع خوض غمار الحياة بحرّيّة، دون أن تنتهك كرامتها. ولتكتمل صورتها الإنسانيّة قدّم لها الإسلام معايير للحجاب، حجابًا يستر البدن ولا يبرز مفاتن المرأة ولا زينتها. وخصّص الله تعالى لكلّ من الذكر والأنثى معايير محدّدة تحفظ وجودهما معًا في معترك الحياة، وتجعل الصفات الإنسانيّة هي التي تتحكّم بطبيعة العلاقة بينهما في المجتمع.

مَن يختار لباسنا؟

هل أنتَ مقتنع بما ترتديه؟ هل كنت حرًّا في اختيارك؟

وهنا بالتحديد أتكلّم عن حرّيّة اختيارنا لنمط لباسنا ومظهرنا. يعتقد الخبراء أنّ اختيار الشباب لموضة محدّدة دون غيرها يتجاوز رغبته وقناعته في ارتداء هذا النوع من اللباس، ويعتبرون أنّ تلك الرغبات نتيجة  وليست سببًا في مسألة ولع الشباب بالموضة، ففي عصر ثقافة الصورة التي تسود العالم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعيّ، أصبحت شركات الأزياء أكثر قدرة على الترويج لمنتجاتها وصراعاتها، واتخذت من الشباب فئة مستهدفة، فما أكثر الإعلانات والمواقع والصفحات على المنصّات الاجتماعيّة التي تعرض الجديد من كلّ موضة للشباب، وترغّبهم فيه، حتى أصبحت أخبار الموضة وعارضي الأزياء و ال “فاشينستا  Fashionista” تنافس أكثر الأخبار الساخنة في العالم. وتعدّ الموضة الرقميّة أساسيّة في مجال تسويق الأزياء وزيادة المبيعات، وقد أصبحت محور إنتاج تأثيرات بصريّة، لخلق رغبات وقناعات جديدة لدى المستخدمين. فالصورة تؤثّر من الناحية النفسيّة لتشجيع الفرد على استهلاك المزيد من المستلزمات الجديدة والبضاعة، سعيًا وراء الرضى النفسيّ، أو التقبّل الاجتماعيّ، أو لمجرّد الرغبة في مجاراة الأصدقاء والمعارف والمشاهير.

الموضة هي العرف السائد أو نمط من اللباس والأدب، ومظهر يعبّر من خلاله المجتمع والأفراد عن فكرة أو للظهور بمظهر جيّد ومحبّب عند فئة من الناس. وتجمع الموضة بين جميع ثقافات العالم من الغرب إلى الشرق؛ فالموضة تعبّر عن فكرة أو عن ثقافة، وبما أنّ بلادنا العربيّة تستورد ثقافتها من الغرب، فإنّ اللباس الذي يأتي من الغرب لا يعبّر إلّا عن حضارتهم، أمّا نحن فإمّا أن نختار ما يرتدون فقط لأنّه من الغرب ونظنّ أنّنا بذلك نرتقي أو نقاوم لنحافظ على ثقافتنا العربيّة وهويّتنا الإسلاميّة.

وتمرّ دورة حياة الموضة في عدّة مراحل، فهناك من يعمل على تنسيق المنتجات المختلفة وتوحيدها لتشمل كلّ أنحاء العالم. بداية تقرّر شركات التنبّؤ بالألوان Color Forecasters، ومنها الجمعيّة الأمريكيّة للألوان فيما بينها مجموعة الألوان الأكثر رواجًا لكلّ موسم، ثم تعمّم هذه الألوان على مصانع الأقمشة والنسيج، وتتحكّم الأخيرة بنوعيّة الأقمشة والزخرفة التي ستصبح نمطًا رائجًا في الأسواق، بعد هذه المرحلة يأتي الدور إلى مصمّمي الأزياء، فمن خلالهم يبدأ الظهور الرسميّ للأنماط الرائجة في الموضة، عبر عروض الأزياء الكبرى في أوروبا والولايات المتّحدة الأمريكيّة. وخلف كواليس عروض الأزياء ثمّة فِرق عمل بحثيّة ضخمة تدرس سلوك المستهلكين والمزاج العامّ في الأسواق، وترفع نتائج أبحاثها للمصممين، وهذا العمل يأخذ وقتًا طويلًا قبل الظهور الرسميّ للتصاميم، وعلى سبيل المثال، فقد غَزَت الألوان الفاتحة من الورديّ والبنفسجيّ أزياء الرجال، وكذلك القمصان المزركشة والسراويل الممزّقة، بعد التشريع الرسميّ للمثليّة الجنسيّة في أوروبا وأميركا، وللمشاهير دور كبير في عمليّة الترويج للموضة؛ فكثير من الشباب يتطلّع إلى تقليد المشاهير بلباسهم ونمط حياتهم، ويكون الإعلام هو المحطّة الأخيرة في دورة حياة الموضة، فتعتبر وسائل الإعلام والمنصّات الاجتماعيّة من أهم محرّكات صناعة الموضة والترويج لها. أي أنّها صلة الوصل بين المشاهير وعامّة الناس والشباب، فماذا لو قرّرت وسائل الإعلام تجاهل نمط معيّن من الموضة؟ هل كان سيصبح رائجًا؟

اللباس هو نشاطٌ ثقافيّ، لغةٌ نقول بها للآخر “من نحن”، المهمّ هو أن نتكلّم، أن نقول “لا” لنمط يأتينا من الغرب وكأنّه مقدّس، ولأيّ نمط أو لأيّ فكرة لا تناسب حضارتنا وهويّتنا. إنّ هذه العمليّة التي تمرّ بها حركة الموضة ليست عبثيّة، في الحقيقة لا يوجد شيء عبثيّ في هذا العالم. الموضة التي تأتينا من الغرب، وُجدت للغرب، وتتطوّر كلّما تطوّرت رغبات الناس هناك، وتعود إلينا، دون أيّ اعتبار لرغباتنا نحن، تُفرض علينا لتضييع قيمنا الإسلاميّة.

أخيرًا، إنّ الحفاظ على نمط لباسنا كما نريد نحن، في عصر تهيمن عليه الثقافة الغربيّة يعدّ بحدّ ذاته مقاومةً؛ مقاومةٌ لشكل من أشكال الهيمنة الثقافيّة وسلب الهويّة، ونحن بمقاومتنا نستطيع إنتاج ثقافة ونمط حياة يُشبهنا.

مجلة مع الشباب

2021/12/27

علاقة غريبة بين ’الجنة’ و ’الزوجين’.. لا تتركوا الخلافات تدوم لأكثر من ساعة!

المبادرة الى الاعتذار

ليكن التعامل فيما بينكما في المنزل بالمدح والثناء وتقبُّل التقصير.

وأؤكّد هذه الوصيّة على الرجال الذين لا يتعاملون هكذا عادةً، وأُخاطبهم أنْ إذا غضِبْتُم -ولا ينبغي لكم الانفعال- ولو صدرت عنكم كلمات جارحة -ولا ينبغي أن تصدُر عنكم-، فبادروا إلى الاعتذار فورَ زوالِ الغضب عنكم، وتحمَّلوا مسؤوليّة التقصير، واخضعوا لذلك، فالخضوع هنا نوع من البناء الذاتيّ، والبيت يجب أن يكون مدرسةً لنا، بل أفضل مدرسةٍ وأفضل كتابٍ أخلاقيّ وأفضل معلِّمِ أخلاقٍ للنساء خاصّةً.

[اشترك]

فليبادر أحد الطرفين إذا قامَ الرجل بعملٍ سيِّئٍ ورفض الاعتذار، فأرجو من الزوجة أن تبادرَ فوراً إلى الاعتذار، وتتجنّب الإيذاء والتهاجُر والتعالي والعبوس والتضجُّر والكسل. فهذه من أخلاق أهل النار، لا من أخلاق أهل الجنّة، وإذا أردتَ أن تكونَ من أهل الجنّة، فاعملْ من أجل أن يكونَ بيتك مُفعماً بالنشاط، إذا أحجمَ أحدُ الزوجين عن الاعتذار فليبادر الآخرُ إلى تحمُّل التقصير والاعتذار، وتجنُّب إلقاء تَبِعَة التقصير على الآخر، وهكذا الحالُ عادةً في مختلفِ النزاعات، فإذا تراجعَ أحدُ طرفيها، انتهتْ. وعدم انتهاء النزاع يرجع إلى عدم تراجُع الطرفين أو أحدهما.

وإذا أردتُم الجنّة ونعيمها وحيويّتها والجلوس على تلك "السرر الموضونة" متقابلين، فليتراجع (لِيَعْف) كلّ منكما إذا وقع بينكما نِزاعٌ وأنهياه فوراً، واحرصا على ألا يستمرَّ النزاع في البيت ولو لساعةٍ واحدة.

صفات المرأة الصالحة يجب على الرجل التحلّي بالرجولة، وعلى المرأة أن تكون "سيِّدة" حقّاً، والقرآن يقول إنّها تكون كذلك عندما تطيع زوجها حتّى لو كان مُقصِّراً: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ) (النساء: 34)،

فللمرأة الصالحة صفتان:

- الأولى: الطاعة والخضوع والتواضع لزوجها حتّى لو كان مقصِّراً.

- الثانية: حفظِ العِفَّةِ في السرِّ والعلن، في حضور زوجها أو في غيابه. وهذه هي الجديرةُ بوصفِ "المرأة الصالحة".

فعلى الزوجة الصالحة أن تخفض جناحَها لزوجها إذا وقع اختلافٌ أصلاً، وهذا هو حالُ المسلِم الحقيقيّ.

تعساً للبيت الذي يفتقد الحيويّة يُؤكِّد المنطق القرآنيّ وجوب اجتناب النزاع في البيت، لأنّه يُؤدّي إلى ذهابِ الهيبة، ويدمِّرُ الشخصيَّة، وإذا تجرَّأ -لا سمح الله- الزوجان أحدهما على الآخر لا تبقى لأيٍّ منهما شخصيّة (احترام) في عين الآخر، وتعساً للرجل الذي لا هيبة له في بيته، وتعساً للمرأة التي لا موقع لها في قلبِ زوجها، وتعساً للبيت الذي يفتقدُ الحيويّة، فالأمُّ لا تستطيع إذا كان قلبها ميّتاً تقديم شابّة أو شابّ ناشط وفاعل للمجتمع، عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في حديثٍ مرويٍّ عنه: "إيّاك والضجر والكسل، فإنّهما يمنعان حظَّك من الدنيا والآخرة" فهو عليه السلام ينهانا عن الكسل ويدعونا إلى الحيويّة والنشاط، ويخاطب السيّدة أن تجتنب الكسل في بيتها، ويخاطب الزوج أن لا يدع الكسل يسيطرُ عليه؛ لأنّ ذلك يحرمنا من خير الدنيا والآخرة. (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) يقول تعالى في القرآن: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال: 46)، ماذا يعني ذهابُ ريحكم؟ لا يتوهّم الرجلُ الذي تطغى الركَّة (والابتذال) على كلامِه (في البيت) أنّه يُسيءُ إلى زوجته فقط، بل إنَّ الإساءة تلحقُ أوّلاً بشخصيّته هو وتُشَوِّهُها، ولا تتصوَّر الزوجة أنَّها تُبرّد غليلَها عندما تنطِقُ بكلماتٍ جارحةٍ لزوجها، فالخسارة الأولى تلحقُ بها، وهي أنَّ حُبَّها يخرجُ من قلبِ زوجها.

(فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103). تبيّن هذه الآية شدَّة خطورة النزاع والاختلاف، وتُشبِّهها بحال الشخص الجالس على حافّة وادي جهنَّم، وإذا لم يكن هنا الآن "وادي جهنّم" فتصوّروا الأمرَ كحال جلوسكم على صخرةٍ على حافة وادٍ تُشاهدون اشتعالَ النار فيه، فيما الصخرة التي تجلسون عليها ينهار ما تحتها، فتسقطون أنتم في قَعْر هذا الوادي، وتدعو الآية الكريمة الزوجين اللذَين يعيشان في بيتٍ يسودُهُ الائتلاف والمودَّةُ أن يشكُرا الله كثيراً على ذلك ويدعواهُ تعالى لدوام هذه النعمة.

وعلى الزوج أن يشكر زوجته على إفعامِ البيت بالعطف والمودّة، فيما على الزوجة بدورها أن تُثْني دائماً عليه لتوافر المحبّة والأُلفة لديه.

كنور القمر أيّها السيّد، أيّتها السيّدة، إنّ الدنيا تنقضي والذي يبقى أمرانٍ:

الأوّل: التضحية والتسامح والإيثار، فهي صفات تُكسب الإنسان نورانيّةً تجعله يتألّق مثل القمر. والثاني: هو نعيم الجنَّة وعذاب الجحيم. أمّا الدنيا، فهي فانية. قد نرى، مثلاً، طبيباً قد وصل درجةً متقدِّمة من التخصُّصِ في عملِه وأخلاقُه الاجتماعيّة حسنة أيضاً، ولكن عندما تفتح قلب زوجته تجدُهُ بحراً من الأذى الذي ألحقه بها، على الرغم من علمه وحُسْنِ سيرته خارج البيت! وترى سيّدة مثقّفة مُتحضِّرة حسنة التعامل مع مثيلاتها، ولكن عندما تفتح قلب زوجها تجدها قد تحوَّلت فيه إلى عفريت!

الصفاء والتسامح

قبل ترسّخ الأضغان تؤكّد رواياتنا أنّه إذا وقع نزاع بين اثنين من المسلمين، بين زوجٍ وزوجته، فالواجبُ هو أن يتصالحا في اليوم الأوّل، وإلّا ففي اليوم الثاني، وإذا اعتذر الصغيرُ فبها، وإلّا فليذهب الأكبر لتُزال الضغينة والحقد حتّى لو كان الخطأ المُرتكبُ كبيراً وصدرَ عنهما كلمات جارحة -والعياذ بالله-، فعليهما التحلّي بالصفاء والتسامح، ويتناسيا ما جرى، وإذا لم يتصالحا في اليوم الثاني، وَجَبَ ذلك حتماً في اليوم الثالث، وإلّا ترسّخت الأضغانُ في قلبيهما، وخرجا من مرتبة من مراتب الإسلام، كما تؤكّد ذلك الأحاديث الشريفة.

المصدر: من كتاب أخلاقيّات العلاقة الزوجيّة، الفصل الثالث، ص102: الشيخ حسين مظاهري

 

2021/12/25

لكيلا يتمرّدن عليكم.. وفروا ’الدفء والحنان’ لبناتكم!

يذهب كثير من الباحثين إلى أن المراحل الأولى من نمو البنت وخاصة في الجانب النفسي هي أهم مرحلة في بناء شخصية الفتاة، وإذا علمنا أن السنوات الخمس الأولى من عمرها إنما تقضيها بين أحضان أسرتها فإن مسؤولية الوالدين تتأكد في هذه المدة.

[اشترك]

وإن من أهم واجبات الوالدين تجاه البنت توفير الدفء والحنان والشعور بالأمان والرعاية النفسية بما يجعلها تقتنع بأنها في عالم لا ترغب في التمرد عليه أو الاستغناء عنه، أو البحث عن بدائل أخرى أكثر تجاوبا وتفهما لنفسيتها وحاجاتها.

فالبنت التي تشعر بأن أباها قريب منها يلامس شعرها ويقبّل خدها و يحضنها ويلعب معها هي محصّنة نفسيا بإذن الله ضد أي انحراف أو إغراء يمارس عليها خارج أسرتها بدعوى مصلحتها والإشفاق عليها.

ودليل هذا أن كثيرا من التقارير الجنائية تعزو انجراف الفتاة نحو الرذيلة والسلوك المخل بالحياء إلى سوء المعاملة الوالدية والإهمال للبنت في صغرها، فيتولد لديها شعور بالحرمان العاطفي تريد إشباعه بأي طريقة عند غيرهما، بل بعض الدراسات الميدانية تصرّح فيها البنت بكل مرارة أن أباها ما قبّلها يوما أو احتضنها حينا.

ومن صور الإشباع السلبي أن بعض المعلمات تتفاجئ باعترافات تلميذتها المراهقة حين تصارحها بأنها تشعر بميل وانجذاب عاطفي نحوها لا يفارقها ليلا ولا نهارا وأنها أصبحت عالمها الوحيد الذي لا يفارق مخيلتها، بل ربما زاد الأمر على حده إذا أشعرت أستاذتها بالانزعاج والقلق من اهتمامها بغيرها وربما أدى ذلك بدافع الغيرة الوهمية إلى كره زميلاتها في الفصل اللواتي ينافسنها معلمتها ومثلها الأعلى.

إن هذه الصور السلبية وغيرها ليدعو بإلحاح إلى ضرورة الاهتمام النفسي والرعاية السلوكية للبنت الصغيرة وهي في محضن الأسرة تتفيأ في ظلالها أنس الحب وقبلة العطف ولمسة الحنان يغدقها الأبوان باستمرار على صغيرتهما فلا يحوجانها إلى غيرهما.

ولا يظن الأب أن توفير الحاجات المادية لابنته من جوال وسائق ومصروف يومي وغرفة مؤثثة بكل ما يلزم كفيل بإشباع حاجاتها النفسية، بل ربما يكون لهذا أثر سلبي على سلوك الطفلة حين تسيء استخدامها، إذ يكرس دلعها ويشعرها بأنها كبيرة لها مطلق التصرف فيما تملكه.

وتزداد الحالة سوءً إذا كانت البنت أكبر من أخيها الصغير الذي يحظى باهتمام الوالدين المبالغ فيه من احتضان وتقبيل على مرأى أخته التي ما عوملت بهذا اللطف في صغرها.

الأسرة والطفل

2021/12/25

’الأمومة’ فن صناعة الإنسان.. لا تصلح لأي امرأة!

د. علي القائمي:

الأم هي الإنسانة التي تقوم بحمل صغيرها بين أحشائها قرابة تسعة أشهر، ومن ثم تقوم بتربيته والعناية به، وإنها لا تطمح بجزاء مادي أو معنوي لقاء أتعابها.

[اشترك]

إنها العين الساهرة والمراقبة، تسهر الليالي من أجله، لا من أجل أن يأخذ بيدها في سنوات العجز والمشيب، وتضع حياتها في أوقات كثيرة على حافة الموت من أجل عزيزها، ولا تريد له سوى الخير والسعادة والهناء، فالأم ملاك من ملائكة السماء على الأرض استعارت جسد الإنسان وتتصف بالصفات السامية والقدسية والملكوتية.

ما هي الأمومة؟

الأمومة حالة ترى أن الصفات السامية للجمال تتجسم في تربية ورعاية أبنائها، ومن أجل ذلك تضحي بكل الأشياء وتتنازل عن رغباتها الخاصة، وللوصول إلى سعادة أبنائها، فهي لا تميز بين القبيح والجميل.

الأمومة فضيلة ملكوتية، تجسدت في كيان الإنسان الترابي وتجلت فيها جميع معاني الصراحة، الصدق، الحب، الصفاء، العدل، والتقوى الجميلة، إلى جانب اسم الأم تجد الفضيلة، الحب، الإخلاص، التضحية بالمال وترك ملذات الحياة والراحة.

الأمومة، علم عميق وأصول دقيقة تجدها في أعماق ربة المنزل، والتي تؤدي إلى الكمال والتخصص في تربية الأبناء بدون أي طمع أو مصلحة خاصة، وإن أي خطأ أو اشتباه سيؤدي إلى ضياع جيل وفساد مجتمع، والمراقبة من المجتمع، لا شك سيؤدي ذلك إلى ظهور مجتمع محب ومتكامل يريد الخير للجميع.

الأمومة، فن ظريف وجميل متقن، والعمل فيه يستوجب زمناً يتم العمل فيه بدقة متناهية وتخصص کافي ونتيجة هذا الفن الظريف هي تربية ابن بار، محب، عادل، يحب الخير للجميع، متكامل، ويعمل من أجل رفع راية الحق.

قلنا إن الأمومة فن، ذلك لأن عمل الأمومة تربية الأبناء، وصناعة الإنسان، تربية الرجال الأخيار، ووضع الأسس الأخلاقية والإنسانية، وصنع مجتمع صالح للغد القادم ومسك زمام وقلب المجتمع النابض، وإدارة العائلة وتنظيم أمورها، وإن هذه الأعمال لا يمكن أن يقوم بها إنسان جاهل أو بسیط ساذج.

خصائص الأم

الأم حب بدون شروط، حب وأحاسيس، حب دون أن يتدخل فيه العقل، ثري وعميق وأعمق من أي حب آخر، حب لا من أجل مادة أو جزاء معنوي، حب ضروري لإنسان جديد، لا حول له ولا قوة، إنسان لا

يستطيع الدفاع عن نفسه حتى مقابل بعوضة، حب الإنسان بحاجة ماسة لهذا الحب لنموه ووجوده، حب الإنسان بريء.

للأم عواطف جياشة مليئة بالحب والحنان والتضحية والإيثار، لتربية أبنائها وإنقاذهم من مخاطر الحياة، ومن أجله تستسلم لمخاطر الحياة وتنسى ملذاتها ولحظاتها الجميلة حتى وإن كانت من دون عودة.

الأم مضحية، وهذه التضحية مظهر من مظاهر شرف الأمومة، تنسى نفسها من أجل تحقيق أهداف ابنها، إنها وأمام جمال الدنيا وسعادتها لا ترى سوى عزيزها، ولا يستبدل ابنها بأي شيء كان، فهي تسهر الليالي الطويلة، تراقب ابنها المريض بقلب ولهان دون أن تشعر بالتعب والعجز حتى لحظة واحدة .

وظائف الأم

من الخطأ أن نعتبر عمل الأم، عملا بسيطة ومتواضعاً، فإن مقامها ليس بأقل من مقام مدير عام أو تصدي لوزارة. فالأم الجيدة أحسن من مائة طبيب و مهندس، وإن مقامها أرفع من مقام مائة معلم ومربي، فهي التي تربي الإنسان، تعلمه الأدب والمعرفة، تعلمه الأخلاق، عملها صناعة الإنسان، زرع الحب والفضيلة في نفسه، زرع الحب المعنوي في النفوس فالأم الجيدة تضخي بغرورها وملذاتها من أجل عزيزها، حتى أنها على استعداد تام لسد دفاتر حبها وحياتها لمدة زمنية وفتح صفحات جديدة في حياتها من أجل تربية ابنها ونسيان ذاتها، وإن هذه التضحيات في الحقيقة يجب أن نقف أمامها موقف إجلال وتعظيم.

شروط الأمومة

من الخطأ أن نعتبر أن شروط الأمومة تعني حمل الطفل قرابة تسعة أشهر ومن ثم الولادة والرضاعة، وعدم الاهتمام بالأمور الأخرى. ومن شروطها تنميط الطفل وتغيير ملابسه، فلكي تكون الأم أماً بالمعنى الحقيقي عليها تربية الطفل بالمعنى العلمي والصحيح والذي يؤكد عليه الدين الإسلامي الحنيف، حيث يبدأ عمل الأم الحقيقي من الساعات الأولى للحمل، وينتهي دورها مع انتهاء فترة التربية الأساسية، وإن مسؤولية الأم في هذه المدة هي التربية الجسدية والعقلية، وبالتالي صناعة الإنسان.

والمهم في هذا المجال إلمام الأم بالمسائل التربوية والصحية والنفسية والاجتماعية، حتى تتمكن من تطبيقها في تربية ابنها، إنها بحاجة ماسة إلى الإنصاف والمتانة والقوة والثقافة والبعد الفكري والقدرة على صناعة النفس، المساحة والتضحية، الحب، ورعاية أصول التعادل والعدالة والموازنة في جميع جوانب الحياة والابتعاد عن الأفكار الصبيانية. لذا وعلى هذا الأساس، فليس كل امرأة يليق بها عمل الأمومة، وإن المرأة التي لا تفتخر بعملها كأم من الأرجح ألا تكون أماً.

مسؤولية الأمومة

إن صعوبة دور الأمومة يكمن في مسؤوليتها الصعبة تجاه نفسها وزوجها وأولادها والمجتمع والله عز وجل، إنها وقبل أن تقوم بصناعة الآخرين عليها أن تقوم بصناعة نفسها وإن ذلك لا يعتبر أمراً سهلاً وبسيطاً .

المصدر: كتاب دور الأم في التربية

2021/12/25

قتل وسحر وجنس: هدايا كارتون ’الأنمي’ لأطفالنا!

«الأنمي» والإيحاءات الجنسية للأطفال

د. جاسم المطوع:

دخل عليّ شاب عمره 11 عاما وشعره لونه أزرق فلما سألته عن سبب صبغ شعره باللون الأزرق، قال أنا أحب إحدى شخصيات الأنمي يصبغ شعره أزرق، وأم اتصلت علي لأتحدث مع ابنتها بعمر 15 سنة وأحاورها لأنها بدأت تتبنى أفكار إلحادية وتشك في وجود الخالق ولما سألتها عن مصدر معلوماتها قالت لي حلقات الكارتون (الأنمي)، وطفل عمره لم يتجاوز 7 سنوات حاول أن يذبح أخوه الأصغر تقليدا لما شاهده في الكارتون (الأنمي)، وطفل عمره 8 سنوات حاول الانتحار بسبب رؤية مشاهد الكارتون (الأنمي)، وطفل طلب من والديه أن يكون من عباد الشيطان.

[اشترك]

إن 60 بالمئة من نسبة الكارتون في العالم هو (أنمي)، والأنمي نوع من الرسوم المتحركة القادم من الثقافة اليابانية، وأغلب مواضيعه عن العنف والقتل الدموي والسحر والشعوذة واللعب بالأرواح والشياطين والجن والتحكم في قوى الطبيعة وإحياء الموتى والدخول في دائرة التأله.

إن الأرباح التي يحققها الأنمي سنويا 2 تريليون دولار أي ما يعادل 17 مليار دولار وهي ميزانية دولة، وأكثر المتابعين للأنمي من فئة المراهقين والكبار، لأن المراهق في الغالب يكون غير راضٍ عن أسرته ومجتمعه ويعيش بشعور الفردية ويحب الانتماء، والأنمي يخاطب مشاعره ويزيده عزلة وانطوائية، ولهذا فإن (الاوتاكو) تعني ملازمة المنزل وتطلق على المهوسين بالأنمي، فيصبح الطفل مدمنا لمتابعة الأنمي وينعزل مع الوقت ويكون أصدقاؤه مدمنو الأنمي.

فالأنمي مدروس بشكل متقن، (فالكودومو) كارتون يستهدف الأطفال، (والشونين) يستهدف المراهقين الذكور، (والشوجو) يستهدف المراهقات البنات، (والسينين) يستهدف فئة الشباب، (والهانتاي) هو الأنمي الإباحي، (والياوي) يركز على مشاهد الشذوذ بين الذكور، أما (المانجا) فهي قصص مصورة يابانية مؤلفها ياباني وأحداثها تدور باليابان ويحبها الأطفال ليتابعوا الأحداث التي تم تشفيرها في مسلسل الأنمي، كما أن أنمي (يوغي) يشكك في وجود الله ويردد عبارات مثل (لا أهتم إن الإله موجودا أم لا) أو (لا أصلى أبدا للإله) أو (الإله لا شيء سوى فكره صنعها رجل ليخيف الناس) وهكذا.

وقد عملت أكثر من دراسة تبين أثر مشاهدة الأنمي في التحرش والاعتداء الجنسي على الآخرين، ففي دراسة مَسحيّة أُجرِيت في أحد الجامعات البولندية Polish University) ) على 6463 طالبا متوسط أعمارهم 14 سنة، ونُشِرت في شهر مايو عام 2019 وخلَصَت إلى أنّ 78.6بالمئة من الطلاب تعرّضوا للإباحية عبر مشاهد الأنمي.

ولعل أهم سؤال هو كيف نتعامل مع أبنائنا المحبين لهذا النوع من الكارتون؟ والجواب هو لابد أن نقسم الأطفال إلى قسمين: الأول المدمن للأنمي وهذا لابد من عرضه على مختص لوضع خطة علاجية مع متابعة الأهل له، والقسم الثاني وهم أكثر الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة الأنمي ولكن ليسوا مدمنين، ففي هذه الحالة على الأهل أن يتخذوا عدة إجراءات تربوية، منها مشاهدة الوالدين ما يشاهده الأبناء والجلوس معهم لمعرفة ذوقهم وما يحبون، ثم مناقشتهم بالأفكار التي يشاهدونها ليوضحوا لهم ما الصواب والخطأ، وعمل برامج وأنشطة حركية لشغل وقت فراغ الأبناء حتى لا يكون ارتباطهم بالأنمي كثيرا، وبناء المراقبة الذاتية عند الأبناء من خلال غرس الوازع الإيماني والديني في قلوبهم بطريقة محببه، وضبط وقت المشاهدة حسب عمر الطفل حتى لا يتعلق ويتحول لمدمن للأنمي، ومراقبة تصرفات الأبناء ومعرفة مصدرها لمعرفة مدى تأثرهم بما يشاهدون وفي بعض الحالات ننصح بمنع المشاهدة لو كان التأثير كبير على تفكيرهم أو سلوكهم، أما في حالة لو لاحظ الوالدين أن الطفل بدأ يميل للعزلة بسبب الأنمي أو يظهر عليه سلوك العصبية أو الاكتئاب فلابد من التحرك سريعا لعلاج الحالة حتى لا تزيد.

2021/12/23

جسد سماوي: هل تعلم أن الإمام (ع) لا ظل له؟!

هناك روايات متعددة تثبت أن الإمام ليس له ظل أو فيئ، منها ما جاء عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: عشر خصال من صفات الامام: العصمة، والنصوص، وأن يكون أعلم الناس وأتقاهم لله وأعلمهم بكتاب الله، وأن يكون صاحب الوصية الظاهرة، ويكون له المعجز والدليل، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يكون له فيئ، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه. (الخصال ص 428).

[اشترك]

وفي رواية أخرى عن الرضا (عليه السلام) قال: للإمام علامات يكون أعلم الناس وأحكم الناس واتقى الناس وأشجع الناس وأعبد الناس وأسخى الناس، ويولد مختونا ويكون مطهرا، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظل، وإذا وقع على الارض من بطن امه وقع على راحتيه) (مسند الامام الرضا عليه السلام ج 1ص293).

وجاء في صفة الإمام المهدي (عليه السالم) عن الإمام الرضا (عليه السالم) أنه قال: (.. وهو صاحب الغيبة قبل خروجه. فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا. وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل) (بحار الأنوار، ج 52، ص 322).

ولا ينافي ذلك بشرية الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام)، ولا مانع من أن يكونوا بشر وفي نفس الوقت أجسامهم نورية ملكوتية، وهذا ما أكده أمير المؤمنين (عليه السلام) لطارق بن شهاب بقوله: (يا طارق الإمام كلمة الله، وحجة الله، ووجه الله، ونور الله، وحجاب الله، وآية الله، يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء، ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه، فهو وليه في سماواته وأرضه، أخذ له بذلك العهد على جميع عباده، فمن تقدم عليه كفر بالله من فوق عرشه، فهو يفعل ما يشاء، وإذا شاء الله شاء.... إلى أن يقول: والامام يا طارق بشر ملكي، وجسد سماوي، وأمر إلهي، وروح قدسي، ومقام علي، ونور جلي، وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات، زائد الحسنات، عالم بالمغيبات، خصا من رب العالمين، ونصا من الصادق الأمين.) (بحار الانوار ج 25، ص 172)

ولم يخالف أهل السنة في ذلك، حيث ذكر بعض أصحاب السير والشمائل وبعض علماء الفقه في خصائص رسول الله بأنه لم يكن له ظل، ومنها ما جاء في فيض القدير للمناوي: (... ألا ترى إلى قول المطامح وغيرها أنه كان يبصر من خلفه لأنه كان يرى من كل جهة من حيث كان نوراً كله وهذا من عظم معجزاته، ولهذا كان لا ظل له لأن النور الذي أفيض عليه منع من حجب الظلمة وقد كان يدعو بسبعة عشر نوراً فبهذه الأنوار أبصر من كل جهة ولذلك تجلت له الجنة في الجدار لفقد الحجب ..) (فيض القدير للمناوي - حرف الهمزة - أتموا الركوع والسجود ج1 ص112).

وقال البهوتي الحنبلي في (كشاف القناع): لم يكن له صلى الله عليه وآله وسلم فيء؛ أي ظل في الشمس والقمر، لأنه نوراني، والظل نوع ظلمة) (كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، ص723).

وعن ابن عباس قال: (لم يكن لرسول الله ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوءَ الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه على ضوء السِّراج) (الوفا بتعريف فضائل المصطفى - أبواب صفات جسده - الباب التاسع والعشرون ج1 ص304)

وفي السيرة الحلبية: (وأنه إذا مشى في الشمس أو في القمر لا يكون ظل لأنه كان نوراً وأنه إذا وقع شيء من شعره في النار لا يحترق) (السيرة الحلبية للقسطلاني ج3 ص372)

وإذا ثبت ما تقدم يتضح أن عدم الظل من صفات الرسول والائمة من أهل البيت، وبذلك لابد أن تكون صفة دائمة غير محددة بوقت، وهي بلا شك دالة على امامتهم، ولا يمنع وجودها من جحود الجاحدين وإنكار المعاندين، فكم جاء الأنبياء بالبراهين والمعاجز الواضحة ومع ذلك قوبلوا الانكار والتكذيب.

2021/12/22

أفلام ويوتيوبرز: 6 أساليب جديدة لنشر الإلحاد بين الشباب

أساليب الإلحاد الخفية في كسب الشباب

كتب د. جاسم المطوع:

نتمنى أن يكون للوالدين إدراك ومعرفة بالأساليب الخفية التي تصل لشبابنا وبناتنا بموجة الإلحاد الجديدة، وهذه الأساليب سهلة وانتشارها رائج بين الشباب في أمور الطاقة المستحدثة والتأملات والاسترخاء بما يدعى بـ "السابليمينل" وهي عبارة عن تأكيدات مكررة ومرافقة لموسيقى هادئة وجميلة تعمل على تخزين الأفكار في العقل اللاوعي لتتحلل وتتحقق في الواقع، وأصبحت تستخدم كثيرا في اليوتيوب لترويج الفكر الإلحادي من خلال إضافة الكلمات المطلوبة كتوكيديات.

[اشترك]

والوسيلة الثانية من خلال الألعاب الإلكترونية والبلاي ستيشن والإكس بوكس، وهذه الألعاب بالسلوكيات التي فيها تؤثر على الفكر، مثال على ذلك لعبة تحدي الحوت الأزرق الذي يطلب من الشخص الانتحار بعد 90 يوم وشهدنا حالات أذيعت عن ضحاياها، أو لعبة الفورت نايت والتي تتيح التحدث مع شخصيات من الملحدين مع المراهقين وتعليمهم رقصات معينة، ونجد أن الكثير من الساعات المهدرة في هذه الألعاب تقلل من أهمية الصلاة وتجعل الشخص قد يكره الصلاة لا إراديا.

والوسيلة الثالثة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فالتويتر والفيس بوك تحديدا هما أكثر منصتين سهلت عملية انتشار الفكر الحر الإلحادي لعدة أسباب، منها السرية والحصانة فيستطيع الناشطون مثلا عمل حسابات مغلقة على فيس بوك لتسهيل التحاور معهم وطريقة الجذب التسويقي للفكرة، أما التويتر فمن خلال نشر التغريدة القصيرة التي تثير الفضول للبحث وتكوين قاعدة كبيرة من المتابعين يؤثر نفسيا في الفرد بأن ينضم ويتابع لهذه الفئة، وكذلك سهولة التواصل مع أشخاص من ثقافات أخرى لديهم وجهات نظر مختلفة تدعم الفكر الإلحادي، كما أن هوس الشباب بشبكات التواصل الاجتماعي قد يحمس بعض الشباب بأن يدعو للإلحاد لهدف زيادة عدد المتابعين.

 والوسيلة الرابعة من خلال متابعة الأفلام والبث ذات الطابع التلقيني مثل "نت فلكس" و "أمازون برايم" وغيرهما من الشبكات التي أنتجت وروجت للعديد من الأفلام الوثائقية التي تحمل طابع الفكر الفلسفي عن الخالق، ومنها أحد أشهر السلاسل الوثائقية للممثل مورغان فريمان (قصة الله).

والوسيلة الخامسة هي إلحاد العديد من الفنانين والمشاهير المعروفين وإعلان رأيهم عن الخالق والوجود، وهذا يؤثر نفسيا بشكل كبير على الشباب ويفتح لهم آفاق البحث والقراءة حول هذه الأفكار وتقليدها.

أما الوسيلة السادسة فهي من خلال اليوتيوبرز من الشباب المتحدثين في الظواهر الفيزيائية والمواضيع السياسة والأمور الفلسفية ونحوها، وما يدمجونه في حديثهم فيه إثارة للفكر الإلحادي والتساؤلات للمتابعين مثل تسجيل حلقة لأحد المشاهير في اليوتيوب بالسخرية من قصة سورة الكهف، وغيرها من تفسيرات للقرآن والأحاديث خاطئة تأخذ المعنى الظاهري للنص ويتم انتقاده من خلال نظريات علمية غير موثقة

فهذه ستة أساليب غير الكتب والجلسات الحوارية المباشرة والقنوات الفضائية تركز على مفهوم الإلحاد بطريقة ذكية وعصرية، لأن الفكر الإلحادي له أكثر من وجه، فالوجه الأول وهم من ينفون وجود الخالق تماما، والوجه الثاني من يقول لا ندري هل الخالق موجود أم غير موجود فيشككون بالثوابت الدينية والعقدية من خلال طرح أسئلة تشكيكيه على الشباب ويسمون أنفسهم بالعقلانيين، أما الوجه الثالث وهم الذين ينكرون الحساب والعقاب والدار الآخرة ولكنهم يؤمنون بوجود الخالق، والشباب في الغالب لا يدققون في المعلومات التي يستقبلونها من شبكات التواصل الاجتماعي أو الأفلام والألعاب، كما أنهم ليس لديهم معرفة واضحة بدينهم ومعتقدهم فيختارون الأسهل والأنسب لهم فكريا وبما تمليه عليهم شهوتهم وليس عقولهم أو علمهم، فوعي الوالدين بهذه الأساليب يمنع من تغلغل الإلحاد الخفي لنفوس أبنائنا.

2021/12/21

لماذا يكره بعض الأبناء آباءهم؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

"أكره أبي".. أسباب كُره الأبناء لآبائهم

في تحليل كره الأبناء لوالديهم وتحديداً الأب سنجد العديد من العوامل والأسباب التي تخلق هذه المشاعر عند الأبناء، قد يكون تقدير الأبناء لبعضها مبالغاً به أو غير صحيح، لكنها بالمجمل تحرك كره الأب لدى الأبناء ذكوراً وإناثاً، ونذكر من أبرز أسباب كره الأبناء لوالدهم:

[اشترك]

1-  قسوة الأب وسوء معاملته لأبنائه: ليس من الغريب أن تكون قسوة الأب سبباً رئيسياً لتوليد مشاعر الكره والبغض عند الأبناء، خاصّةً عندما تكون هذه القسوة مستمرة وتعبر عن نفسها من خلال الإساءات الجسدية واللفظية، والتي تتراكم لتخلق شعوراً بالكره وربما الحقد والرغبة بالانتقام من الأب.

2- الإهمال العاطفي للأبناء: لا يكفي أن يمتنع الأب عن الضرب أو الإساءة اللفظية لأبنائه؛ فالإهمال العاطفي حتى وإن لم يترافق مع معاملة سيئة سيكون سبباً وجيهاً لمشاعر كره الأب.

3- غياب الأب وانشغاله: يشعر الكثير من الأطفال بأنهم منفصلون تمامًا عن آبائهم، في بعض الأحيان، تتجذر المشكلة لأن الأب يعطي الكثير من وقته وطاقته لمهنته، وقد يكون بمثابة الحاضر الغائب، إلا أن الأبناء بحاجة إليه للاضطلاع بدور الأب، ما يجعلهم يشعرون بالخيبة لانشغاله أو غيابه عنهم.

4- تخلي الأب عن مسؤولياته: ليس غريباً أيضاً أن نسمع قصصاً عن الآباء الذين يرحلون فجأة تاركين وراءهم أطفالهم، أو الآباء الذين يستلقون في البيت يشاهدون التلفاز دون أن يتحملوا أي جزء من المسؤولية المنوطة بهم، هذا النوع من الآباء سيكون جديراً بالكره.

5- تعامل الأب مع فترة المراهقة: التغيرات الكبيرة التي تطرأ على سلوك الأبناء وطريقة تفكيرهم في مرحلة المراهقة قد تنعكس أيضاً على استجابة الآباء، وإساءة إدارة مرحلة ما حول البلوغ تعتبر عاملاً حاسماً في العلاقة المستقبلية بين الأبناء والآباء.

6- السخرية والاستهزاء من الأبناء: سخرية الأب من ابنه واستهزائه بقدراته وإمكانياته، وإهانته أمام الآخرين خاصة أمام من هم في نفس سنه وإطلاق الألقاب السيئة عليه...إلخ، تتسبب يوماً بعد يوم بتراكم مشاعر الكره والبغضاء عند الطفل أو المراهق، هذه المشاعر التي قد ترافقه مدى الحياة!

7- جرح والدك شخصاً تحبه: قد لا يدرك بعض الآباء أن طريقة تعاملهم مع أفراد الأسرة تنعكس على مشاعر الجميع تجاه الأب ورب البيت، فالأب الذي يهين زوجته وأم أطفاله قد يحصد نتيجة ذلك كرهاً وضغينة من أبنائه.

8- الأخلاق والسلوكيات السيئة: يكره الابن أباه عندما يشاهده في حالات الانحراف السلوكي مثل شرب الكحول بإفراط أو العلاقات النسائية أو لعب القمار أو تعاطي المخدرات أو مشاهدة الأفلام الإباحية...إلخ، وعندما يواجه الطفل بنفسه نتائج ذلك أمام المجتمع.

9- بخل الأب: مأساة الأب البخيل من التجارب القاسية والتي غالباً ما تنتهي بعلاقة متوترة بين الأب وأبنائه بعد أن يصبحوا قادرين على القيام بأنفسهم، لأن البخل لن ينعكس فقط على الكماليات ورغبات الأبناء الثانوية، بل على صحتهم وتعليمهم وصورتهم الاجتماعية؛ اقرأ مقالنا عن مأساة الأب البخيل.

10- التمييز بين الأبناء وغياب العدل: عدم العدل بين الأبناء وتفضيل الأب أحد أبنائه على بقية الأبناء يخلق في داخلهم شعوراً سلبياً سينتهي إلى أن يكرهوا والدهم، بل أن الطفل المميز قد يكره والده أيضاً عندما يعي نتيجة التمييز في التربية على أخوته.

11- الهوس بالسيطرة: حرمان الأبناء من المساحة والحرية في استكشاف وتجربة وتطوير شخصياتهم الفردية في سنواتهم المبكرة، يعني وجود مشاكل كثيرة عند نضوجهم، لنقل أن ذلك له علاقة بتغيّر موازين القوى عندما ينضج الأبناء ويمتلكون قراراتهم، ولن يغفروا حرمانهم من المشاركة بصناعة مستقبلهم عندما كانوا يافعين.

تأثير كره الأب على حياة الأبناء

لا شك أن كره الأب من التجارب التي تنعكس بشكل كبير على مستقبل الأبناء وشخصيتهم وحتى على تربيتهم لأبنائهم في المستقبل، ويمكن أن نذكر أبرز آثار كره الأب على حياة الأبناء كالآتي:

1- تشير الدراسات إلى أن الرفاه النفسي للآباء أنفسهم يؤثر بشكلٍ كبير على نمو الأبناء وتطور شخصياتهم، فعندما يكون الأب قاسياً أو يمر بحالات مزاجية متقلبة؛ سينعكس ذلك بشكل مباشر على نمو الأطفال وتطورهم، فما بالك إذا وصل الأمر إلى كره الأب!

2- يفقد الأبناء الذين يكرهون آباءهم المثل الأعلى، حيث يكتسب الأبناء الذكور المثل لأعلى من الأب بشكل أساسي، وعندما تتولد مشاعر الكره لديهم تجاه الأب سيفقدون هذا المثل ويتخبطون بحثاً عن شخص آخر يتمثلون به.

3- كذلك الأمر بالنسبة للفتيات، حيث تفقد الفتاة جزءاً كبيراً من استقرارها النفسي بسبب مشاعر الكره التي قد تكنها لوالدها، ما قد ينعكس على نظرتها للرجال عموماً وعلى علاقتها الزوجية في المستقبل كما سنقرأ في تجارب مجتمع حِلّوها.

4- يعيش الطفل الذي يكره أباه صراعاً داخلياً من الغيرة والحسد تجاه أقرانه، ففي الكثير من المواقف يشعر بغيرة خانقة وحسد مؤلم، كما في الحالات التالية:

  • عندما يحضر الآباء الآخرون الأحداث الرياضية لمشاهدة أطفالهم يلعبون، ولا يحضر والده.
  • يقضي الآباء الآخرون وقتًا في الذهاب للصيد أو لعب الكرة مع أطفالهم.
  • يتكلم الآباء الآخرون ويضحكون مع أطفالهم.
  •  يخبر الآباء أطفالهم أنهم يحبونهم.
  •  يبدو أن الآباء الآخرين مثل الآباء "الحقيقيين".
  •  يقوم الآباء بمدح أبنائهم أمام الآخرين.
  •   عندما يمدح الأقران آباءهم.
  •   وعندما يلبي الآباء رغبات أبنائهم المادية والمعنوية، فيما لا يحصل الطفل من أبيه على شيء.

5- مشاعر كره الأب قد تتحكم بخيارات الأبناء المستقبلية، فالطفل بمجرد أن ينتقل إلى مرحلة المراهقة سيبدأ باتخاذ خيارات هدفها الأساسي التمرد على سلطة الأب، مثل ترك الدراسة أو ترك المنزل أو الاتجاه إلى سلوكيات انحرافيه.

6- كره الأب قد يرافق الأطفال طيلة حياتهم، ما قد يدفعهم للتعبير عنه صراحة في مرحلة الشباب والرشد، بل أن بعض الأبناء يتخلون تماماً عن رعاية آبائهم في الكبر كنوعٍ من الانتقام.

7- كما يؤثر كره الأب على طريقة تعامل الأبناء مع أبنائهم في المستقبل، لكن بشكل لا يمكن التنبؤ به، بعض الأبناء عندما يكبرون يحاولون تقديم صورة مختلفة عن الأب في تربيتهم لأبنائهم، والبعض الآخر يستنسخ التجربة ذاتها.

إصلاح العلاقة بين الأب والأبناء

إذا كنت تريد أن تكون أبًا أفضل لأطفالك؛ لا بد إذاً أن تبدأ بمعالجة الأسباب التي ولّدت الكره في قلوبهم، وإليك بعض النصائح لإصلاح العلاقة بين الآباء والأبناء:

1- ابدأ بفهم المشكلة: يجب أن تحاول فهم أسباب المشاعر السلبية التي يكنها أبناؤك لك، حاول أن تفهم ما يجعلهم يكنون مشاعر غير طبيعية تجاهك، وابدأ فوراً بعلاج الأسباب مهما كانت.

2- اقضي وقتًا ممتعًا مع أطفالك: أحد أكثر الأمور التي تحتاج إلى تحسين الوقت الذي تقضيه مع طفلك، والمهم هو نوعية الوقت الذي ستقضيه مع أبنائك، وننصح بالقيام بالأمور التالية:

  •  اقرأ كتابًا بصوت عالٍ.
  • العب معهم لعبتهم المفضلة.
  •  العب معهم في الهواء الطلق.
  •  شاركهم إنجاز المهمات المختلفة.
  •  شاركهم برامجهم المفضلة على التلفاز.
  •  اسألهم دائماً عمّا يرغبون بفعله معك.
  • فاجئهم دائماً بالترفيه واللعب والمزاح.

3- شاركهم تفاصيل حياتهم: إن إظهار الاهتمام بالأطفال يختلف جذرياً عن الرقابة الأبوية الصارمة، ومشاركة الأطفال حياتهم يختلف عن التحكّم بها، حيث يمكنك أن تشارك أطفالك تفاصيل حياتهم ليومية من خلال:

  • اسأل طفلك كيف كان يومه في المدرسة.
  •  اسأل طفلك عن كل أصدقائه وعلاقته معهم.
  •   أخبره عن طفولتك وتجاربك المختلفة.
  •  أعطه المجال للحديث عن مجريات يومه دون أن تلعب دور المحقق.
  •  خصص وقتاً للاستماع لما يريد طفلك قوله دون أسئلة.

4- عبر عن حبك لأطفالك بشكل مباشر: التعبير عن الحب أكثر ما يهم الأطفال، ويشمل ذلك التعبير اللفظي المباشر عن الحب، والتعبير غير اللفظي من خلال التصرفات والاهتمام والهدايا وما شابه، إضافة إلى أهمية التواصل باللمس فهو من لغات الحب عند الأطفال.

5- اطلب المساعدة: عليك ألا تتردد بطلب المساعدة ليس فقط لعلاج أطفالك من مشاعر الكره ومعرفة التقنيات الأنسب لاستبدالها بمشاعر الحب الطبيعية، بل أيضاً لتتمكن أنت كأب من التعامل مع مشاكلك السلوكية والنفسية التي تؤثر على أطفالك، مثل الغضب والعصبية الزائدة أو إدمان العمل أو غيرها.

حِلّوه

2021/12/20

في بيتنا ’مراهقة’ عنيدة.. 7 نصائح من خبراء للتعامل معها

إن حياة الفتيات خلال سني المراهقة تتغير وتتنوع باستمرار، ففي الوقت الذي يلتزمن فيه بمجموعة من التصورات والاعتقادات ويجعلنها منهاجا لهن في الحياة، قد يبادرن في ذات الوقت الى القيام بأفعال وتصرفات تتنافى واعتقاداتهن.

[اشترك]

إن حياتهن تبدو حالمة وخيالية وسطحية في الوهلة الأولى، لكنها عميقة وحقيقية وجديرة بالبحث والمناقشة في واقع الحال.

أجل، فإن السائد في عالم الفتيات المراهقات، من سلوك وتصرفات وأفكار، قد لا يكون مورد رضى وتأييد أولياء الأمور لكنه على أية حال هو ما يردنه ويهتمن به في حياتهن.

نصائح هامة للأمهات للتعامل مع المراهقات:

1- حاولي القراءة حول مرحلة المراهقة بشيء من التفصيل ومعرفة خصائص هذه المرحلة وطبيعتها حتى تستطيعي التعامل مع أبنتك في ضوء ذلك.

2- حاولي التعامل مع ابنتكِ بالهدوء التام وعدم الغضب وتعاملي معها ضمن ما يسمى بسياسة الاحتواء واحذري أن ينفذ صبرك، وقد لا تظهر نتائج هذا التعامل الهادئ بشكل سريع لكنه فعال بحسب المتخصصين.

3- حاولي مع باقي أخواتها في البيت ذكوراً وإناثاً ووالدها إعطائها حيزاً كبيراً من التقدير والاحترام وهو ما يسعى إليه المراهق لتحقيق ذاته، ومن ذلك إسناد بعض المهام إليها في المنزل مثل المشاركة في تقدير ميزانية المنزل وشراء بعض الحاجيات الخاصة بالعائلة.

4- شغل وقت فراغها بما يفيد حتى لا يبقى لها وقت فراغ كبير.

5- حاولي إيجاد رفقة صالحة لها لأن المراهق يسعى إلى تكوين ما يسمى بـ (الشلة) وقد ثبت في كثير من الدراسات أن المراهق يتأثر بأقرانه أكثر مما يتأثر بوالديه ويمكن لك أن توجدي لها صديقات من خلال زيارة مدرستها والتعاون مع مديرة المدرسة أو بعض المعلمات الناصحات في هذا الصدد أو من خلال بناء علاقات طيبة مع بنات عمها أو بنات خالها أو محيط الأسرة بشكل عام ولا مانع من إخبارهم سلفاً بوضعها والتعاون معهم لحل قضيتها والتأثير عليها.

6- يتوجب على الأم تقبل هذه المرحلة باعتبارها مرحلة نمو طبيعية لكنها هامة في حياة ابنتها، فتتحلى بالصبر وهي تناقشها ولا تتشبث برأيها وتستمع الي وجهة نظرها وتحاول أن تجعلها تفهم وجهة النظر المخالفة لأن عناد الطرفين لن يفيد.

7- ينصح المتخصصون الأم أن تكون صديقة لابنتها تحاول أن تفهم ما تمر به الابنة من تقلبات وتغيرات نفسية وأن تحترم مشاعرها مع وضع حدود واضحة وصريحة ومرنة في نفس الوقت لكي تمر هذه المرحلة بسلام.

الأسرة والطفل الشيعي

 

2021/12/19

خطفت ولدي: نزاع مستمر بين ’العمة و الچنة’.. الزوج في ورطة!

النزاع المستمر بين العمة والكنه؟

 كثيراً ما يحدث نزاع بين العمة وزوجة ابنها وغالباً ما يحصل هذا النزاع مع زوجة الابن الأكبر الذي يتزوج أولاً.

[اشترك]

لان أم الزوج تعتقد أن ولدها ملكها وقد حملته وهناً على وهن وأرضعته من حليبها وسهرت عليه الليالي وربّته بتعب وعناء وهذه المرأة الغريبة بنظرها تأتي تأخذه منها جاهزاً.

 لو حصل نزاع من هذا القبيل، فما هو تكليف الزوج؟ وما هو تكليف الزوجة؟

لابد أن نعرف اولاً كما أن الأم لها حقوق فالزوجة أيضاً لها حقوق، فيجب احترامها ولا يجوز تكليفها بأي عمل غير واجب عليها ويحرم مشاكستها وإيذائها.

فليس من البر أن تأمر زوجتك بخدمة والدتك بل البر أن تخدم انت أمك بيدك، أما إذا أمرت زوجتك بذلك وهي غير راضية فقد ظلمتها وكنت من الذين حبطت أعمالهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا!

 تكليف الزوج كالتالي:

 إذا كان الاعتداء من زوجته فيجب ردعها ونهيها فان لم تنتهِ فالأفضل ان يطلقها ويستبدل غيرها.

اما إذا كان الاعتداء من والدته، فيجب تنبيهها برفق على خطئها فإن انتهت والا فالأفضل له اسكان زوجته في بيت مستقل، لسببين:

 1. لكيلا يظلم زوجته فالواجب على الزوج هو المحافظة على زوجته من أي اعتداء.

 2. لكيلا يظلم والدته لأن والدته باعتداءاتها المتكررة على زوجة ابنها تكون ظالمة والظالم مصيره النار حتماً إن لم يتوب من ظلمه، فإخراج زوجته من البيت يكون إنقاذ لوالدته من الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.

ويجب على الزوج أن لا يفضّل زوجته على والدته وأن لا يجلب هدية لزوجته إلا أن يجلب هدية لوالدته ويحاول قدر الامكان أن يصطحب أمه مع زوجته في السفر، كي لا تحس الوالدة أن ولدها تغيّر عليها.

تكليف زوجته كالتالي:

التودد الى أم زوجها وجعلها مثل أمها وتقديم الهدايا لها فالهدية تلين القلب وتذهب بالجفاء وخدمتها ما أمكن وأن توصي زوجها بالإحسان لوالدته وخدمة والدته.

شبكة الأسرة والطفل الشيعي

2021/12/19

أشهد أن علياً ولي الله.. هل الشهادة الثالثة ’بدعة’؟!

هناك حديث نبويّ يقول: كلُّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكلُّ ضلالة في النار، فهل هذا الحديث صحيح؟ وإذا كان صحيحاً، فهل إضافة عبارة (أشهد أنّ عليّا وليُّ الله) تُعـدُّ بدعة أو ماذا؟

[اشترك]

أما فيما يخص الحديث فهو صحيح لا غبار عليه معروفٌ بين الفريقين، وقد أورده الشيخ الطوسيّ في كتابه الاستبصار (ج1/ص507) بإسناده إلى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة وابن مسلم والفضيل. ... إلخ الخبر. ورجال الحديث كلّهم ثقات من الأجلاء.

وقد ورد تصحيح الحديث صريحاً في كتاب الاثني عشريّة، للحرِّ العامليّ، (ص١٧١). إذْ قال: ما رواه بإسناده الصحيح عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام قالا كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما فيما يخص الشهادة الثالثة، فإنّ إضافة عبارة (أشهد أنّ عليّا وليُّ الله) إلى الأذان لا تُعـدُّ بدعةً، وذلك لأنّ علماءنا الأعلام بيّنوا أنّها ليست جزءاً من أصل الأذان. [ينظر الرسائل العمليّة لفقهاء مدرسة أهل البيت في فصول الأذان والإقامة]، وإنّما أوردوها بعد موضع الشهادة لله بالوحدانيّة وللرسول (صلّى الله عليه وآله) بالنبوّة، لمجيء بعض الأخبار التي يستفاد منها استحباب ذكر ولاية أمير المؤمنين (ع) بعد ذكر الشهادتين، التي منها ما روي عن الإمام الصادق (ع): فإذا قال أحدكم لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، فليقل عليٌّ أمير المؤمنين. [الاحتجاج للطبرسيّ (ج1/ص241)، وبحار الأنوار للمجلسيّ (ج27/ص3)].

ثُمَّ إنّ هذه الشهادة الثالثة لأمير المؤمنين (ع) ولأهل بيته (ع) بالولاية، أصبحت شعاراً لمدرسة أهل البيت (ع)، راموا من خلالها بيان أحقّيّة أهل البيت (ع) بمنصب الولاية العظمى، وبيان ما وقع عليهم وعلى شيعتهم عموماً من ظلمٍ وإجحافٍ وتنكيلٍ من بعد رحيل خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله)، كغصب الخلافة من أئمّة أهل البيت (ع) وسبّهم على المنابر، وقتلهم وتشريدهم وانتقاصهم هم وشيعتهم ومحبّيهم، وغير ذلك مِـمّا هو معروفٌ من سيرتهم الذي دوّنها أهل السير والتواريخ. قال أبو الحسن علي بن محمد المدائنيّ: قامت الخطباء في كل كورة و على كل منبر يلعنون علياً و يبرؤن منه و يقعون فيه و في أهل بيته ، و كان أشد الناس بلاءً حينئذٍ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي، فأستعمل عليهم زياد بن سميّة ، و ضمّ إليه البصرة ، فكان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف ، لأنه كان منهم أيام علي ( عليه السَّلام ) ، فقتلهم تحت كل حجرٍ و مدر، و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل ، و سمل العيون ، و صلبهم على جذوع النخل ، و طردهم و شرّدهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم. [ينظر: كتاب الإلهيّات للشيخ السبحانيّ ج4/ص435].

فالردُّ الطبيعيّ الذي ينبغي أنْ يكون تجاه تلك الحملة الظالمة هي إيجاد وسيلة إعلاميّة لها مسوّغها الشرعيّ تبيّن حقيقة المجريات والأحداث بعد وفاة المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، خصوصاً لكثير من المسلمين ممّن لا يعرفون حقيقة مذهب أهل البيت (ع)، فإنّهم حين سيسمعون النداء بالشهادة الثالثة، فيفترض بهم أنْ يُفتّشوا عن السبب وراء ذلك، فيبحثوا ويدرسوا الأسباب التي تجعل من طائفة الشيعة الإماميّة تنادي في أذانها في كلِّ الصلوات بهذه الشهادة، فعسى الله تعالى أنْ يهديَ الباحثين المنصفين منهم إلى الصراط الأبلج ، وهو صراط محمّدٍ وآله الطاهرين.

2021/12/18

تخلّي المرأة عن مهامها في البيت ’مغادرة للفطرة’

أهمية البيت

للبيت أهميته البالغة في التربية، فمن طريقه تحقق البيئة الاجتماعية آثارها التربوية في الأطفال، فبفضله تنتقل إليهم تقاليد أمتهم، ونظمها، وعرفها الخلقي، وعقائدها وآدابها وفضائلها، وتأريخها، وكثير مما أحرزته من تراث في مختلف الشؤون، فإن وفق المنزل في أداء هذه الرسالة الجليلة حققت البيئة الاجتماعية آثارها البليغة في التربية، وإن فسد المنزل، فإن الطفل حتما يفسد، ولا تكون له أية شخصية.

[اشترك]

إن المنزل يقوم بأكثر من دور في حياة الطفل، فهو المنبع الطبيعي للعطف والحنان، فمنه يستمد حياته المطمئنة الهادئة «1». وقد عني الإسلام به عناية خاصة فأمر بأن تسود فيه المحبة والمودة، وترك الكلفة، واجتناب هجر القول ومره، فإن لذلك أثرا عميقا في تكيف الطفل، وإذا لم يوفق البيت لأداء مهمته، فإن الطفل يصاب بانحرافات خطيرة، منها القضاء على شعوره بالأمن، وتحطيم ثقته بنفسه، وغير ذلك مما نص عليه علماء النفس.

إنعزال المرأة عن التربية

وكانت المرأة فيما قبل مستقرة في بيتها تعنى بتربية أولادها، والقيام بشؤون زوجها، وكانت تقوم مقام المعلم بين أبنائها مشتركة مع الرجل في ذلك.. أما في هذه العصور فقد خرجت الزوجة لتقوم بأعمال تشابه أعمال الرجل، وأصبحت شؤون المنزل والقيام بمهامه عملا ثانويا بالنسبة لها. وأصبحت المرأة في كثير من الدول ترى أن إنجاب الأطفال يتعارض مع قيامها بتولي الوظائف العامة، الأمر الذي نجم منه تحديد النسل، وعدم التفكير في إنجاب الأطفال.

ومما لا شبهة فيه أن المرأة مسؤولة عن تهيئة الجو الاجتماعي والنفسي لنشأة الأطفال نشأة سليمة متكاملة، وقد نجم من تخلّيها عن هذه الوظيفة كثير من المضاعفات السيئة، وكان من أهمها انهيار الأسرة، فقد أصبح التقاء المرأة بزوجها وأطفالها التقاء سريعا، وأصبحت الأسرة في نظر الكثيرين أكثر شبها (باللوكاندة) من دون أن يوجد ذلك الرباط الاجتماعي والنفسي الذي يربط بين أفراد الأسرة، والذي يدعوهم دائماً إلى وضع مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار «2».

إن خروج المرأة من البيت قد أوجب حرمان الطفل من التمتع بحنان أمه، وذلك لمزاولتها العمل، وتركه لها أكثر الوقت، ومن الطبيعي أن تغذيته الاصطناعية.

وتعهد المربية لشؤونه لا يسد مسد حنان الأم وعطفها، فقد أثبتت التجارب العلمية أن الطفل لا ينمو، ولا يترعرع على حليب أمه فحسب، بل على عطفها وحنانها، وهذا الغذاء العاطفي لا يقل أهمية عن الغذاء الجسدي في تنمية شخصيته ومن هنا جاءت أفضلية التغذية الطبيعية من ثدي الام على التغذية الاصطناعية، فإنها تخلو غالبا من شعور الطفل بحنان أمه. ومن هنا يحسن في الأطفال الذين يحرمون من التغذية الطبيعية أن تضمهم أمهاتهم إلى صدورهن حسب ما ينصح به أطباء الأطفال «3».

وعلى أي حال فإن الطفل لا ينشأ نشأة سليمة إلا إذا أخذ حظه من الحب والحنان من أمه، وهو - في الغالب - قد حرم من هذه الجهة حين انعزال المرأة عن التربية.

وقد نعى على المرأة خروجها من بيتها جمع كبير من علماء التربية والاقتصاد والنفس، ونعرض لكلماتهم من دون أن نعلّق عليها.

يقول الفيلسوف الكبير (برتراندرسل): «إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة، وأظهر الاختبار أن المرأة تتمرد على تقاليد الأخلاق المألوفة» «4».

ويقول العالم الاقتصادي جون سيمون: «النساء قد صرن الآن نسّاجات وطبّاعات، وقد استخدمتهن الحكومة في معاملها، وبهذا فقد اكتسبن بضعة دريهمات، ولكنهن في مقابل ذلك قد قوّضن دعائم اسرهن تقويضا. نعم ان الرجل صار يستفيد من كسب امرأته، ولكن بإزاء ذلك قلّ كسبه لمزاحمتها له في عمله.» «5».

ويقول العالم الاجتماعي (أجوست كونت): جوابا عن سؤال قدمته (هيركور) تسأله عن رأيه في المرأة فأجابها: «ان حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية إذا جرت على النسق الذي تريدينه، كما هو حالة الرجل، فيكون أمرها قد انتهى فإنها تصير مستعبدة مملوكة» «6».

وتقول الكاتبة (أني رورد): «لأن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة، والعفاف والطهارة. الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان كما يعامل أولاد البيت، ولا تمس الأعراض بسوء. نعم إنه العار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، ما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال سلامة لشرفها.» «7».

يقول الأستاذ شفيق جبري: «إن المرأة في أمريكا أخذت تخرج من طبيعتها في مشاركتها للرجل في أعماله، ان المشاركة لا تلبث أن تتضعضع بها قواعد الحياة الاجتماعية، فكيف تستطيع المرأة أن تعمل في النهار، وأن تعنى بدارها وبأولادها في وقت واحد، فالمرأة الأمريكية قد اشتطت في هذا السبيل اشتطاطا قد يؤدي في عاقبة الأمر إلى شيء من التنازع بينها وبين الرجل» «8».

يقول (سامويل سمايلس): «إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما تنشأ عنه من الثروة للبلاد، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوّض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية.» «9».

تقول السيدة أمينة السعيد: «إن الجهل ما زال منتشرا في النساء، وإن التشريعات العائلية بصورتها الراهنة أحق بالعلاج من دخول البرلمان. والبيت في رأيي جنة، ما بعدها جنة، واستقرار المرأة فيه يعادل آلاف الحقوق السياسية.» «10».

هذه بعض الآراء التي أدلى بها جمع من المفكرين - وهي من دون شك - تحمل طابعا كبيرا من السمة العلمية، فإن خروج المرأة من بيتها، ودخولها في المعامل، ومزاحمتها للرجل في عمله واقتصاده مما أدى إلى عجزها عن القيام بوظيفتها في تربية النشء فإنها لم تعد إلى المنزل إلا وقد أضناها العمل واستنزفت الأتعاب جميع قواها، فكيف تتمكن من تربية أطفالها تربية سليمة، ومن الطبيعي أن ذلك يشكل خطرا جسيما على النشء يعرّضه إلى الإصابة بكثير من الأمراض النفسية، وعدم الاستقامة في سلوكه، حسب ما دلّل عليه علماء التربية والنفس.

الهوامش:

(1) عوامل التربية: ص 90، التعليم: ص 87، الأسرة والمجتمع: ص 19.

(2) الدستور السوفييتي: المادة 122.

(3) أسس الصحة النفسية: ص 75.

(4) الإسلام والحضارة العربية: 2 / 92.

(5) مجلة المجلات: ص 17

(6) دائرة معارف وجدي: 8 / 605 - 606.

(7) مجلة المنار: 4 / 486.

(8) أرض السحر.

(9) نظرية العلاقة الجنسية في القرآن الكريم: ص 94 - 95.

(10) علمتني: ص 24.

المصدر: كتاب النظام التربوي في الإسلام

 

 

 

2021/12/16

فساد وإهمال: ثروة عظيمة من خيانة المجتمع!

خيانة مجتمع!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

للأسف فإن بلادنا المسلمة أصبحت مضرب المثل في الفساد الاداري، والذي هو تعبير في غالبه عن خيانة العاملين لمقتضى الأمانة في أعمالهم.. فترى لهذا السبب ما أن تهطل السماء برشة مطر حتى تظهر الفضائح، وإذا بالميزانيات المليارية ـ لا المليونية ـ تتكشف عن أوضاع بائسة!

[اشترك]

وبمقارنتها ببلاد أخرى تجد أنها لم تصرف على مشاريعها حتى عشرة بالمائة مما أنفق في بلادنا المسلمة، ومع ذلك تتعايش مع المطر طوال السنة من دون مشكلة! لصدق العاملين وشدة الرقابة على التنفيذ! ونحن تتحول الأحياء إلى بحيرات، والشوارع السريعة إلى سيول وتجرف المنازل!

وأمر مدراء المؤسسات والمراكز والشركات أكثر تعقيدًا، لأن امكانات الخيانة وفرصها كبيرة جدًا، والقدرة على التستر أسهل إلا من عصم بدين و(خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) أو ضمير يقظ، وعرف أن سمعته الأخلاقية، هي قيمة الحياة التي ترخص دونها مئات الملايين، وأنه لا يستطيع أن يتصور نفسه يومًا ما قد قبض عليه بتهمة الخيانة لمنصبه أو المال، وأنه يقف أمام القانون لمواجهة الحكم عليه!!

إن إمكانات الخيانة من جهة وسهولة التستر عليها لعدم وجود جهات تفتيش أو عدم جدية الموجود بل وكون السرقة والاستحواذ هي القاعدة التي يتعامل بها عادة من (هم فوق / أو واصلون) وأنه لا بد أن يمشي مع هؤلاء (فيأكل ويوكّل غيره) من المال العام، هذا كلها يجعل من اليسير على البعض استمراء الخيانة والتعود عليها حتى لو كان أول أمره مستقيمًا!

لقد نقل أحدهم عن بلد مسلم أنه كان في مدينة منه مستشفى ولأسباب مختلفة تصدع هذا المستشفى ولم يعد صالحًا للعلاج، وأفرغ من أطبائه وأجهزته، ولم يعد يستقبل المرضى! إلا أنه بعد اثنتي عشرة سنة من هذا التاريخ لاحظ أحد أبناء تلك المدينة ـ وعن طريق الصدفة ـ أن ميزانية هذا المستشفى كان لا يزال يستلمها المدير من الدولة، ويقدم قوائم برواتب للأطباء، والممرضات، وشراء الأجهزة! وتكاليف سيارات النقل والاسعاف.. وغير ذلك مما يعد بالملايين خلال هذه السنوات، والحال أن المستشفى لم يكن فيه أحد خلال هذه المدة! وكل سنة يستلم ذلك المدير ميزانيته عدًّا ونقدًا! فيأكل في بطنه من تلك النار والحرام!

وفي بلد مسلم آخر، أزكمت الأنوف رائحة ما سمي بفضيحة السونارـ إن صحت ـ وذلك أنه مع تصاعد التفجيرات في ذلك البلد كانوا يحتاجون لجهاز يدوي يكشف وجود متفجرات في السيارات العابرة، وطريقة عمله أنه مع وجود (أو الاشتباه بوجود) متفجرات في السيارة يعطي إشارة بميلان الهوائي إلى جهتها، وقامت جهة بعقد صفقة مع شركة غير معروفة، وفي المقابل استلمت نصيبها الخاص من الشركة تلك في مقابل ارساء الصفقة معها، ليكتشف بعد عدة سنوات، وبعد أن تزايدت التفجيرات مع مرور السيارات المتفجرة من نفس هذه النقاط! ليكتشف بعد ذلك أن هذا الجهاز لا يعدو لعبة من الألعاب، ولا يكتشف شيئًا! وأنه لا يساوي عشر معشار القيمة المحسوبة له.

إن هذه الخيانة لم تكن ذات بعد واحد وهو البعد المالي، وإن كان حراما إلا أن فيها بعدا أعظم وهو فقدان المئات من المسلمين حياتهم، على أثر دخول السيارات المفخخة التي لا يكتشفها ذلك الجهاز المغشوش وموت هؤلاء الضحايا المطمئنين إلى أن منطقتهم منطقة آمنة!! ولا ريب أن من غش في هذا وخان الأمانة وأكل المال الحرام بسبب ذلك سيوقف على منصة الحساب الالهي يوم القيامة!

والخيانة في العمل قد تصعد خطورتها إلى مستوى فقد الأبرياء لحياتهم أو أعضائهم أو أموالهم، مثلما لو كان مهندس يغش ويخون في المقادير لكي يوفر على نفسه أو على من يتفق معه، ويربح من الأمراض الاخلاقية: نظرة جديدة في

وراء ذلك مقدارًا من المال، فيكتب التقرير أو يمضي العمل، حتى لا تمضي غير فترة قصيرة، ينتهي الأمر بالبناية أو البيت أن يسقط على رؤوس ساكنيه!

والمشكلة الأكبر في تقديرنا ليست هي الخيانة والسرقة فقط، وإن جلت وعظمت، وإنما بالإضافة لذلك هي ثقافة مدح الخيانة.. طبعا لا يقوم أصحابها بالقول إن الخيانة حسنة! فلا أحد يقبل ذلك! وإنما يغيرون عنوانها، فيقال هذه شطارة.. ويقال لصاحب المنصب الجديد: خليك شاطر! او تعلّم من أين تؤكل الكتف! وأن فلان استطاع خلال فترة قصيرة أن يصنع له ثروة عظيمة! وفي هذا من التلميح ما يغني عن التصريحات!

مع أن تغيير العنوان لا يغير من الواقع شيئًا، الخيانة وأخذ ما ليس بحق يبقى خيانة وسرقة وأمرًا محرمًا، ولو وضعت عليه عشرات اللافتات! وأكل الكتف إن كان حلالًا ومن مالك فهو ممدوح! وإن لم يكن كذلك فهو عمل محرم وقبيح وسرقة.. ولا يختلف عن عمل اللصوص في شيء! وبناء الثروة إن كان من خلال الجهد والكسب النظيف فهو ممتاز ويثنى على صاحبه ويقدم كنموذج، وأما لو كان بالطرق الملتوية، والدروب المحرمة، وأكل ما ليس بحق فهو كسابقه في الحرمة واللصوصية!

هل من الممكن أن نتورط في خيانة الأعمال مع أننا لسنا مدراء ولا أصحاب شركات ولا وكلاء تسويق؟

 الجواب: نعم! كل شخص من الممكن أن يكون وفيًا بعقده مع جهة عمله ومن الممكن أن يكون خائنًا! فإذا كان الاتفاق بيني وبين جهة عملي أن أكون في محل الدوام والعمل ما بين الثامنة صباحًا إلى الثانية ظهرًا.. لكني آتي للعمل في التاسعة وأخرج بعد الصلاة في الثانية عشر لجلب الأولاد من المدارس ثم حيث لم يبق إلا القليل من الوقت لا يستحق الأمر الرجوع إلى مقر العمل، فأتركه.. هذا مع تخلل وجبة الافطار والشاي وما يتبع ذلك أثناء هذه الفترة ولا ينسى أيضًا فترة الصلاة وما قبلها من الاستعداد لها! سوف ترى أن هذا الإنسان لا يفي بأكثر من 50% من عقد عمله! ومع ذلك يريد أن يستلم راتبه كاملًا ولو نقص منه ريال واحد أقام الدنيا ولم يقعدها!

ألا يعد هذا من خيانة العهد والعقد الموقِّع؟ وخصوصا إذا كان الأمر يرتبط بإنجاز حاجات المسلمين وقضاياهم!

إن مثل هذا بحسب القواعد لا يأكل ماله بالحق وإنما يأكل بالباطل. والقرآن الكريم يقول (لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ). والأعجب حين يتصور هذا الموظف نفسه متفضلًا على من يراجعه، بأنه سينجر معاملته! والحال أن من يراجعه هو المتفضل عليه، فلولا حاجات الناس هذه لما كان لهذا الموظف عمل يدر عليه المال، ويحميه من البطالة! وأقرب كلمة على لسان البعض منهم: راجعني غدًا. أو بعد اسبوع! مع أنه لا يحق له ذلك شرعا! الواجب عليه أن يؤدي عمل هذا المراجع ما دام ليس مشغولًا بعمل أسبق منه أو أهم منه! وأما لأنه لا يريد اليوم إنجازه وإنما يريد فعل ذلك غدًا مع وجود وقت لديه، وإمكانية في القيام به، فهذا أيضًا يحرم عليه! وهو خيانة للعقد الموقع بينه وبين طرف العمل.

وللأسف نلاحظ هذه العادات السيئة عند بعض الموظفين! وكأنه يمن على من يراجعه عندما يقوم بعمله! أو حتى يطلب من بعض الناس مالًا في مقابل القيام بذلك العمل! فإنه يأخذ هذا المال حرامًا وسحتًا!

المصدر: كتاب الأمراض الاخلاقية: نظرة جديدة في عوامل السقوط

2021/12/15

هل تعاني من تدخّل الآخرين في تربية أولادك؟.. طرق مهذّبة لمنعهم

تدخل الآخرين بتربية الأطفال وإيقاف التدخل بتربية الأبناء

كتب عامر العبود:

ممّا لا شك فيه أن التربيةَ مسؤولية ثقيلة ومحصورة بالأب والأمّ قبل أي أحد، وإن كان هناك إسهامات ضرورية لا بد منها من قبل الهيئات والمؤسسات التعلمية عبر كوادرها التربوية المتخصصة، وإسهامات تربوية من قبل الأجداد وأقارب الدرجة الأولى.

[اشترك]

إلّا أنّ هذه الإسهامات أو المشاركة في التربية لا يجب أن تخرج عن الإطار الذي يرسمه الآباء الأسوياء، ويجب أن تعمل كداعم للأهداف التربوية التي يحددها الآباء الأسوياء وألّا تتناقض معها بأي شكلٍ من الأشكال.

في هذا المقال نسلِّط الضوء أكثر على تدخل الآخرين بتربية الأطفال، من خلال مراجعة أنماط تدخل الآخرين بتربية الأبناء وتأثير تدخل الأهل أو الأقارب على تربية الطفل وحالته النفسية، كما نحاول أن نرصد أهم أساليب منع تدخل الآخرين بتربية الطفل وإيقاف التدخلات غير المرغوبة بتربية الأبناء، وغيرها من النقاط المهمة فيما يتعلق بتدخل الآخرين بتربية الأطفال.

أنماط تدخل الآخرين بتربية الأطفال

بمجرد ذكر تدخل الآخرين بتربية الأطفال، أول ما يخطر على بالنا تدخل الأجداد في تربية الأحفاد -من جهة الأب والأم- وتدخل الأعمام والعمات والأخوال والخالات بتربية الأطفال، وعلى الرغم من أن هذه الحالة هي الشائعة من تدخل الآخرين بتربية الأطفال، إلّا أن هناك أنماطاً أكثر تعقيداً وعمقاً من التدخلات التربوية غير المرغوبة، ونذكر لكم أهم أنماط تدخل الآخرين بتربية الأطفال كالآتي:

1- تدخل الأهل في تربية الأبناء: وهذه الحالة كما ذكرنا هي الأكثر شيوعاً، حيث يعمد الجد والجدة بشكل رئيسي إلى التدخل بتربية الأحفاد بشكل مباشر أو غير مباشر، كذلك يفعل أخوة وأخوات الأب والأم، وعادةً ما يمكن التمييز بين نمطين لتدخل الأهل بتربية الأبناء:

- التدخل المباشر بتربية الأبناء: حيث يقوم الجدان بانتقاد النمط التربوي الذي يتبعه الأب والأمّ بشكل علني وأمام الأولاد، ويحاولون تغيير هذا النمط بطريقة مباشرة، بل أنهم في بعض الأحيان يقومان بوضع نظامٍ موازٍ للثواب والعقاب يختلف عن نظام الأب والأمّ، وغالباً ما يعكس تدخل الأهل المباشر بتربية الأبناء طبيعتهم المتسلطة أو خشيتهم من فقدان الهوية الثقافية والاجتماعية والدينية التي يحرصون على نقلها إلى الجيل الجديد.

- التدخل غير المباشر أو غير المقصود بتربية الأطفال: حيث لا يكون تدخل الأجداد أو الأخوة في تربية الطفل بقصد تعديل نمط التربية الذي يتّبعه الأب والأمّ، وإنما يقوم المتدخل بإفساد قواعد التربية دون قصد، من خلال التسامح مع الأطفال عندما يقوم الآباء بتطبيق عقوبةٍ ما، أو القسوة على الأطفال عندما يقومون بسلوك لم يعتادوا تلقي العقاب عليه، هذا يحدث مثلاً عندما تفسد الجدة نظام طفلك الغذائي بالكثير من الحلويات والشوكولاتة، أو عندما توبخين طفلك على فعلٍ ما فيحتضنه الجد ويوبخك وينتقد أسلوبك.

2- تدخل الغرباء بتربية الأبناء: والمقصود بالغرباء الجيران والأقارب الأبعد والأصدقاء، وكل من يكتسب تدخله بتربية الأبناء صفة التطفل، حيث يحتاج التعامل مع تدخل الأجداد والأخوة بتربية الأبناء إلى حكمة وهدوء، فيما لا يمكن مواجهة تدخل الغرباء إلا بقول لا كبيرة في وجههم!، لكن هناك طريقة لمنعهم من التدخل بشكل هادئ وسليم سنتطرّق لها لاحقاً.

وتحت هذا البند أيضاً يمكن الحديث عن التدخلات العابرة في تربية الطفل، تدخلات من أشخاص قد لا نعرفهم أبداً، أو قد تجمعنا بهم علاقة سطحية، ولا يكون هدفهم الحفاظ على الطفل أو المساهمة بتربيته بقدر ما يكون هدفهم انتقاد أسلوبك بالتربية والتطفل على الآخرين، كما يحصل مثلاً عندما تحمل طفلك الرضيع بواسطة حزام الظهر -الحمالة- ووجهه إلى الشارع؛ وأنت ترغب بذلك أن يتعرّف طفلك على العالم من حوله، فيقول لك أحد المارة: "ضع وجهه على صدرك، ألا تخاف عليه من الحسد!"، أو تسمع صوتاً من مكانٍ غامض: "هذه الطريقة بحمل الأطفال مضرة للحوض وتسبب التقوس!".

لسان حالك يقول عندها: "هل تعتقد أنك تخشى على ابني أكثر مني!" لكن غالباً ما يكون الأفضل تجاهل هذه التعليقات تماماً.

3- الأساتذة والهيئات التربوية: الهيئات التعليمية في مختلف أنحاء العالم معنية بدرجات متفاوتة في تربية الأبناء إلى جانب تعليمهم، لكن في بعض الأحيان يخرج المعلمون والمربون في المدراس عن حدود مسؤولياتهم ويتدخلون في أمور لا يحق لهم التدخل بها، أو على الأقل لا يحق لهم التدخل بها دون استشارة أولياء الأمور، كمحاولة بعض المشرفات والمعلمات فرض معتقداتهم الدينية على التلميذات والتلاميذ، أو انتقاد بعض المعلمين للمبادئ التي يكتسبها الطالب من أهله انتقاداً غير حيكم، أو التنمر على الطلاب لأهداف تربوية!

4- التدخل الحكومي بتربية الأبناء: تتدخل الحكومات أيضاً بطريقة تربية الأبناء بوسائل عديدة، منها التشريعات والقوانين التي تنظم عملية حماية الأطفال والتشريعات التي تنظم دور الهيئات والمؤسسات المعنية بالعملية التربوية.

في ولاية واشنطن الأمريكية مثلاً كان القانون ينص على أنَّ أي شخص يمكنه التوجه للمحكمة لطلب زيارة تفقدية لأي عائلة بهدف الاطلاع على حالة الأطفال وعرض رعاية أفضل من رعاية الوالدين، وقد ألغت المحكمة الأمريكية العليا هذا القانون عام 2000 بوصفه فضفاضاً.

وهناك جدل في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً حول حق الوالدين بمعرفة المعلومات الشخصية الخاصة بأولادهم في المدارس، حيث يتم منع الوالدين من معرفة بعض الأمور التي تدخل تحت "خصوصية الأبناء".

أما التدخل الحكومي الذي يهدف إلى حماية الأطفال من العنف الأسري والتحرش الجنسي وإساءة المعاملة والعمالة في سن مبكرة، وحماية الفتيات من زواج القاصرات أو التسرب المدرسي؛ فهذا موضوع آخر.

أشكال التدخل بتربية الأبناء

كيف أحدد التدخلات الضارة أو غير المرغوبة بتربية أطفالي؟ وكيف أعرف التدخل الإيجابي بتربية الأبناء؟

تلعب المعايير الاجتماعية التي تميّز مجتمع عن آخر دوراً حاسماً في رسم ملامح التدخلات المرفوضة والمقبولة في تربية الأبناء، حيث ترى بعض المجتمعات أن مسؤولية الجد والعمِّ في تربية الطفل لا تقل عن مسؤولية الأب والأمّ، وكثيراً ما نسمع العبارة المشؤومة التي يقولها بعض الآباء للمعلمين "خذوه جلداً وأعيدوه عظماً" وهي بمثابة تفويض مطلق للتربية بغض النظر عن الأسلوب، ما يعد تخلٍ عن المسؤولية.

ومهما كانت المعايير الاجتماعية والثقافية المختلفة، هناك أنماط سلبية وأنماط أخرى إيجابية من تدخل الآخرين بتربية الأولاد، وحتى لا ندخل في جدلية ما هو سلبي وإيجابي من وجهات نظر مختلفة، يمكن أن نضع قاعدة عامَّة هي الآتية:

"كلُّ تدخُّل يتعارض مع أسلوب تربية الأب والأمّ أو يحاول تعديله دون إذنهما ورعايتهما ومهما كان مصدره، هو تدخل سلبي في تربية الأطفال.

وكل تدخل يؤدي إلى تعزيز الأسلوب والسياق التربوي الذي يرسمه الأهل، ويؤدي إلى تقويم سلوك الطفل بما يتوافق مع توجه أبويه، أو يكون بهدف حماية الطفل من العنف الأسري والآباء غير الأسوياء عبر الأقنية القانونية؛ هو تدخّل إيجابي".

بناءً عليه يستطيع كل أبٍ وتستطيع كل أمٍّ تحديد التدخل السلبي والإيجابي وفق هذه القاعدة، عِلماً أن التدخل الإيجابي ما لم يكن لحماية الطفل من العنف الأسري أو الاستغلال فهو اختياري وغير ملزم ويحق للأهل رفضه بطبيعة الحال.

 

 

تأثير تدخل الآخرين على تربية الطفل ونفسيته

إنَّ الأطفال يميلون إلى استقرار نمط التربية ووجود قواعد واضحة في البيت، ويستخدمون نظام "بالون الاختبار" لاكتشاف ردات الفعل على السلوك، ثم يقومون ببرمجة أنفسهم بناءً على ردة الفعل والاستجابة لكل سلوك يقومون به، بالتالي مجرد وجود أساليب مختلفة أو تذبذب في القواعد أو حتى تساهل متقطع، يفضي إلى إفساد السياق التربوي بأكمله.

بكلمات أبسط، حتى عندما يكون هناك اختلاف في أسلوب التربية بين الأب والأم ينعكس ذلك بشكل مباشر على التزام الأطفال بالقواعد، فما بالك عندما يتدخل شخص آخر غير الأب والأم ويسبب ارتباكاً في التزام الطفل واستجابته.

هذا لن يؤدي فقط إلى ارتباك الطفل وفقدانه للمكتسبات التربوية التي غرسها الأهل لديه، وإنما سيؤدي أيضاً إلى فقدان الطفل احترامه لوالديه أو لجديه أو للمعلمين، أو لجميع الضالعين في عملية التربية من أصلاء ودخلاء.

من جهة أخرى يجب إدراك خطورة المرحلة العمرية التي يمر بها الأطفال حتى تجاوزهم المراهقة، حيث يتلقى الأطفال الأفكار والمعلومات دون قدرة على المحاكمة العقلية المتوازنة، ويتعاملون معها بمشاعرهم ويؤمنون بها من خلال النماذج التي تعرض عليهم، وعندما يحاول أي أحد من خارج الأسرة أو داخلها تقديم معطيات مغايرة ومختلفة أو نماذج متباينة للسلوك المرغوب والممنوع، سيصل الطفل إلى حالة من الارتباك قد تؤثر على مستقبله وبناء شخصيته ومنظومته القيمية والأخلاقية التي تتحكم بسلوكه وإدارة دوافعه.

كذلك يسبب تدخل الآخرين بتربية الطفل انعدام شعوره بالأمان وفقدانه الثقة بوالديه أو بقدرتهما على حمايته، خاصة عندما يتعرض الطفل لتدخلات قاسية في تربيته من الآخرين قد تصل إلى الضرب والتعنيف؛ دون أن يحرك الوالدان ساكناً لإيقاف هذا التدخل، بحجة أن جدّه يحق له ضربه، أو عمّه يحق له تأديبه، وأنّ الخال والد!

تقول الأخصائية النفسية ميساء نحلاوي:

"تعدد المربين يربك الطفل فلا يعرف من المسؤول وكلمة من النافذة، الأمّ والأب هما المسؤولان عن تربية الأطفال، وتدخل الآخرين غير مرغوب به، كما أن تعرَّض الطفل للّوم والتهديد من أيٍّ كان رسالة خاطئة ستؤثر سلبياً على طريقة تفاعله مع الآخرين في المستقبل"

ولا يمكن إغفال تأثير ردة فعل الأب والأمّ على التدخل في تربية الأطفال، فالأطفال يتعلمون المهارات الاجتماعية من الوالدين وطريقة تفاعلهم مع المواقف المختلفة، وعندما يكون رد الوالدين على تدخل الآخرين في تربيتهم للطفل رداً عنيفاً أو مبالغاً به أو ساخراً أكثر مما يجب، يكون بمثابة درسٍ للطفل يعلمه أسلوباً غير حكيم في الرد على الناس والتعامل مع المواقف المشابهة، بل قد يتبع الطفل أسلوب الرد هذا في التعامل مع والديه أيضاً، كذلك الأمر عندما يكون الرد متساهلاً وتجنبياً حيث لا يجب أن يكون، لذلك لا بد من إتقان الرد على تدخل الآخرين بالطريقة الصحيحة.

كيف أمنع وأوقف تدخل الآخرين بتربية طفلي؟

التعامل مع تدخل أهل الزوج في التربية أو تدخل أهل الزوجة أو حتى تدخل الأقارب الأبعد والجيران والأصدقاء، ليس أمراً سهلاً ولا أحد يرغب أن يكون مضطراً إلى الاختيار بين علاقته مع أهله وبين تربيته لأبنائه بالطريقة التي يراها مناسبة، ونقدم لكم بعض النصائح التي تساعد على رسم الحدود للآخرين وإيقاف تدخل الأهل بالتربية بطريقة تلبي الهدف دون إفساد العلاقة بين الأحفاد والأجداد.

إليكم هذه النصائح لمنع وإيقاف تدخل الآخرين بتربية الأطفال بطريقة مهذبة وصحيحة

1- لا تبالغ بردة فعلك على تدخل الآخرين بأطفالك: تدخل الآخرين وتطفلهم على طريقة التربية من أكثر الأمور استفزازاً للآباء والأمهات، فمعظمنا ينظر إلى الأمر كحالة تعدٍ على الأولاد وتعدٍ على الأسرة، لذلك ستكون ردة الفعل الغاضبة والمتوترة هي الأقرب.

لكن يجب علينا أن نحاول امتصاص الغضب ومقاومة الشعور بالتوتر، وأن نتعامل مع تدخلات الآخرين بهدوء ورويّة، خاصّةً تدخلات الأهل والأجداد.

2- تواصل مع الأهل المتدخلين في غياب الأطفال: يجب أن يكون جزء من السيطرة على تدخل الآخرين في تربية الأطفال هو التواصل معهم على انفراد لشرح وجهة نظرنا التربوية وأسلوبنا ومعنى أن يكون هناك قواعد للتربية لا يجب أن يكسرها الآخرون، وسنطلب منهم أيضاً أن ينقلوا إلينا ملاحظاتهم بعيداً عن الأطفال لنقوم بالتفكير بها وتطبيقها بالطريقة الملائمة.

3- قل ما تريد قوله بوضوح واحترام وحزم: يجب أن ننقل مشاعرنا للآخرين تجاه تدخلهم بتربية أطفالنا بصدق، أن نتحدث معهم عن تمسّكنا بحق تربية الأطفال وفق نسق وسياق تربوي واحد يديره الأب والأمّ، وأن نتحدث معهم بوضوح عن تأثير تدخلاتهم على الأطفال، ويجب أن يكون كل هذا الحديث في جو من الاحترام والاستماع ليكون مثمراً.   

4- ابحث عن دوافع الآخرين للتدخل بالتربية: في العلاقات الأسرية سنجد العديد من الدوافع التي تجعل أهل الزوج أو أهل الزوجة يتدخلون بتربية الأبناء، قد تكون هذه الدوافع الحب والعطف والشعور بالمسؤولية، وقد تكون دوافع اجتماعية لها علاقة بخوف الأجداد على الجيل الجديد من الفساد، وقد تكون دوافع شخصية كرغبة العمّات بإغاظة الأم أو استمالة الأولاد لناحيتهن.... إلخ.

5- حافظ على العلاقة الجيدة مع الأجداد: في كل مرة تحاول فيها أو تحاولين منع الجد أو الجدة من التدخل بتربية الأحفاد، لا بد أنَّ تتذكروا أهمية وجود الجدين في حياة الأحفاد ودورهم التربوي، والأجدى أن يكون هناك اتفاق بين الآباء والأجداد على سياق تربوي واحد يلعب فيه الجدان دورهما بفاعلية.

6- تذكر أن الأطفال يراقبون ردة فعلك على تدخل الآخرين في تربيتهم: في كل مرة تحاول فيها منع الآخرين من التدخل بتربية أطفالك لا بد أن تضع أطفالك أنفسهم في الحسبان، عندما تكون ساخراً بشكل مهين سيتعلمون ذلك، وعندما تكون متسامحاً جداً مع تدخل الآخرين بهم سيفقدون احترامهم لك وربما يؤثر ذلك على قوة شخصيتهم أيضاً، يجب أن تصيغ ردودك في المواقف المختلفة بما لا يؤثر على الأطفال أو يفسد سلوكهم أو يؤثر على احترامهم للآخرين.

7- اختر العبارات الملائمة لكل موقف: عندما تحمل طفلك الرضيع ويقول لك أحد المارّة "انتبه ربما لا يستطيع ابنك التنفس" ربما عليك أن تشكره فقط دون أن تعلق أي تعليق آخر وربما تومئ له فقط دون أن تشكره لفظياً حتى، لكن عندما ينتقد أحدهم طريقة اختيار ثياب طفلتك التي تبلغ من العمر سنتين لا بد أن تصده بكل قوتك دون عدائية "شكراً لك لكن هذا قرار خاص" أو "أرجو ألا تسمح لأحد بالتدخل في ثياب أبنائك لأن هذا شأن الآباء"، وبطبيعة الحال يجب أن تصمم الردود بناء على العلاقة التي تجمعك بالمتطفل أو المتدخل ومدى عمق تدخله وتطفله.

أخيراً... رغبة الأهل بالاستقلال بتربية أطفالهم مفهومة ومشروعة، لكن التدخل وأحياناً التطفل من الآخرين جزء لا يتجرأ من الحياة الاجتماعية، لذلك يجب التفكير بأساليب التعامل مع هذه التدخلات بعناية وحرص، ليس فقط للحفاظ على الأمان الاجتماعي للأسرة، وإنما أيضاً للحفاظ على سلامة الأطفال النفسية والسلوكية.

 

 

2021/12/15

لهذه الأسباب تنتشر ’التفاهة’ في مجتمعاتنا!

ثقافة التفاهة وآثارها على المجتمعات المعاصرة

كتب عبد الله السالم:

الثقافة تشمل المعرفة والفنون والمعتقدات والقيم والتقاليد والعادات ويكتسبها الإنسان بصفته عضوًا في المجتمع وتؤثر على نمط معيشته، وكيفية تفاعله مع من حوله.

[اشترك]

وفي كتاب «حضارة الفرجة» لماريو بارغاس يوسا، يشير إلى انحسار الثقافة بمفهومها التقليدي.. وانتشار ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي التي ترتكز على سيطرة الصورة والصوت بدل الكلمة.. وأن الثقافة خرجت من «أيدي الصفوة في مجتمعات الوفرة التي تنعم بالحرية والديمقراطية» بسبب ثورة الاتصالات وأدى ذلك إلى تدني الفكر والقيم والسلوكيات.

كما أن تلك الوسائل تشكل الرأي العام وتؤثر على العقول سلبًا أو إيجابًا، وتقوم بصناعة الرموز الرخيصة وتهميش دور المثقف المفكر.. وقد يؤدي ذلك إلى تحول المثقف من مواطن يفكر في الارتقاء بمجتمعه إلى مجرد مهرج ومتفرج ومستهلك.

ويرى الفرنسي جي ديبور في كتابيه «مجتمع الاستعراض ومجتمع الفرجة» أن عالمنا المحسوس تحول إلى «مجتمع صورة وفضائيات ووسائط إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي..» بمعنى أن الفرد في مجتمع الفرجة يعيش بحسب صورته لدى الآخرين لا وفق ما يكون عليه فعليًا، وأن هناك من يصنع تلك الصورة المصدرة عنه.

فعالمنا «علاقة اجتماعية بين أشخاص تتوسط فيها الصور بمعنى أن ما تقرأ أو ترى أو تسمع لا ينطبق على واقع الكاتب فعليًا لأننا نعيش في عالم أقنعة».

فهنا تسود «التفاهة والوهم» على الحقيقة، وتصبح الثقافة سلعة تخضع لقوانين السوق ولا تبحث عن القيمة الفكرية والتنويرية بقدر بحثها عن الربح والخسارة، فتتحول إلى سلعة للتسلية وتحقيق الربح السريع.. بعيدًا عن الوطنية والقيم الإنسانية النبيلة والإبداع البناء.

ومتابعة بعض المشاهير في تلك الوسائل يوضح انتشار «الكثرة» التي تروج لـ"المحتوى التافه" على حساب «القلة» التي تروِّج للعلم والأدب والجد والعمل.

فمن يشاهد بعض البرامج التي تروِّج للثرثرة والنقاشات الفارغة والأغاني المبتذلة والجنس الرخيص والاستعراضات الجسدية، يجد أن أولئك المشاهير لهم متابعون بالملايين، ويحققون دخلًا كبيرًا، وتقصدهم الشركات للترويج لمنتجاتها، فيجنون المزيد من المال والشهرة وينشرون التفاهة.

«التفاهة» تعني النقص في الأصالة والقيمة والأهمية وتغييب العقل، وإعادة صياغة الحقائق والقيم حسب المصالح والأهواء.

وتمنح هذه الوسائل حق الكلام «للتافهين» -مثلهم في ذلك مثل من يحمل جائزة نوبل-.. بل إن هذه الوسائل تلمع صورة التافهين الذين يبنون مستقبلهم على التفاهة والتزييف، وتجعلهم قدوة محببة للآخرين رغم سطحيتهم وجهلهم العميق لفلسفة الحياة.

ومن أهم أسباب انتشار التفاهة ما يلي:

تجارة التفاهة: فالرأسمالية العالمية تغرق الإنسان في أوحال الثقافة من خلال الترويج لبرامج وسلع متنوعة.

الترويج للتفاهة: فالتفاهة لها أبعاد نفسية وفكرية واجتماعية، ووسائل التواصل الاجتماعي تصنع وتصدر بعض التافهين، وتصورهم على أنهم نجوم وقدوة.. فاليوتيوب مثلًا يقيم قيمة البرنامج بملايين المشاهدات، بغض النظر عن محتواه وقيمته الفكرية أو العلمية.

مجانية التفاهة: عندما تكون البضاعة مجانية، تذكر أنك أنت البضاعة وليس ما تقدمه.

تسييس التفاهة: في هذا العالم يتم إنفاق مئات الملايين لإنتاج برامج تافهة والهروب من الواقع، ويصبح التسفل أسهل من الترفع... وأصبح «المحتوى التافه» محل الاهتمام والتطوير وتسويقه لأفراد المجتمع، وهذا أدى إلى زعزعة ثوابت المجتمعات وقيمها وأخلاقها.

تنمر التافهون: تغلغل بعض التافهين في جميع قطاعات المجتمع ومن بينها الإعلام والاقتصاد والتجارة والتعليم، وأصبحوا يتصدرون المشهد ويوجهون أفراد المجتمع كما يشاءون، لأنهم يرون أنفسهم الأفضل، غير مدركين عدم نضجهم وقلة فهمهم لأمور الحياة.

2021/12/15

همسة في آذان أولادنا وهم على أبواب الجامعات

بين عالم امتلأ بخيالات الطفولة والصبا والبراءة وعدم تحمل المسئولية، وبين عالم يحدوه القلق والترقب والأسرار والغموض ومحاولة رسم صورة للغد الُمقبل حيث النضوج والجدية والمسؤولية، يقف الآن أبناؤنا وطلابنا الناجحون في الثانوية العامة حيث يحدوهم الأمل والتصميم على الخروج من العالم الطفولي الصغير إلى عالم يحدوه المنافسة الحقيقة وعدم الاستسلام.

[اشترك]

سيبدأ عام دراسي جديد ومرحلة جديدة في حياتهم ولزم عليهم الأخذ بالتخطيط السليم والتعرف على طبيعة المرحلة الجديدة ساعين إلى تحقيق أهدافهم من أجل حياة رغدة ومستقبل مشرق وخدمة لوطن معطاء وأمة مجيدة.

ربما يرفع بعض الشباب في هذه المرحلة مبدأ [أنا لن أعيش في جلباب أبي] متخليا عن كل الصفات والأخلاقيات التي حرص أبويه على غرسها فيه في المراحل السابق.

وربما يظن بعض الآباء والأمهات أن أبناءهم صاروا رجالا بعدما التحقوا بالجامعة فتقل مراقبتهم لهم، أو توجيهاتهم الحكيمة، كما يهملون متابعة أدائهم وملاحظة سلوكياتهم غير مدركين التباين الشاسع بين بيئة التعليم في المدارس وبيئة التعليم في الجامعات.

ولذا همسة في أذن أبنائنا الطلاب، فأنتم جيل يسارع لبلوغ المستقبل، فيحمل هم أمته والرقي بوطنه، ورسم صورة مشرقة لمستقبل هذا الوطن، ولذا:

ارسم شخصيتك بأدب: الجامعة عالم مفتوح يستطيع الطالب التحرر كثيرا من القيود التي كانت مفروضة عليه في التعليم ما قبل الجامعي وفي البيت، ولذا وجب عليه أن يجعل معيار حريته تعاليم دينه، وحدود أخلاقه، وخوفه من الله سبحانه، وليعلم علم اليقين أنه بوصوله لهذه المرحلة السنية وبهذا التفوق الدراسي - أن الله تعالى قد حباه من الفطنة ورجاحة العقل ما يجعله يفهم الحقائق والمستجدات.

تخير ما ينفعك وينفع وطنك: فكثير من الطلاب لا يختار ولا يرسم مستقبله ويرضخ لضغوط والديه في الالتحاق بالكلية التي يراها الأب مناسبة لا التي يرى الطالب نفسه فيها ويحبها لأن كثير منهم لم يتعود اتخاذ القرار في الأمور الحاسمة في حياته بنفسه، إنما كان الاعتماد دائمًا على الأبوين أو أحدهما، وسيتطلب ذلك منك حُسن تحديد أهدافك، وتقديم أولوياتك، وحصر إمكانياتك، وتسديد الثغرات، والتخلص من السلبيات.

اعرف نفسك: يظل دور الأبوين مهم في مراحل حياة أبنائهم، ومن ثم يجب أن نربي أولادنا على جوانب المعرفة التي بدأت تتلاشى لصالح التكنولوجيا الحديثة والألعاب التي غزت بيوتنا وعقول أبنائنا على الأجهزة الذكية، فالافتقاد إلى مقومات دخول مجتمع المعرفة، يعني افتقاد الطلبة للمهارات والقيم ذات العلاقة بالأبعاد المعرفية، والوجدانية، والاجتماعية، والشخصية، التي يتطلبها دخول هذا المجتمع.

الوقت هو الحياة: ينطلق الطالب بعدما يلتحق الجامعة في عالم الحرية المطلقة فلا رقيب عليه في حضور المحاضرات أو لا، كما تقل الرقابة في حدود العلاقات التي يكونها في الجامعة، أو في العودة إلى البيت، وهي عوامل قد تهدر الوقت، ولذا يجب ضرورة تثمين الوقت، فأكثر الطلاب الذين فشلوا ولا زالوا يفشلون هم ممن لم يفقهوا قيمة الوقت ولم يحرصوا على تنظيم شؤونهم الحياتية والتوفيق بينها وبين مواقيت مراجعاتهم لدروسهم.

واجه المواقف بثبات ويقين: المجتمع الجامعي مختلف تمام الاختلاف عن المجتمع المدرسي وعن المجتمع الخارجي وأنه سيقابلك في حياتك الجامعية مواقف مُتباينة يحار أمامها العقل السوي، هذه المواقف تتطلب منك الحكمة والتروي وحُسن التصرف وعدم الانسياق وراءها، كما سيقابلك من أصناف الناس وسلوكياتهم ما لم تألفه فلا يخدعنك بريق صنيعهم، ولا تنجرف وراء معسول كلامهم، واستعِن بالله تعالى على كل ذلك، ولا يعيبك السؤال وأخذ المشورة ممن سبقوك من الثقات ومن هم أكبر منك سِنًا.

حاور بأدب: يظن الطلاب أنهم بالتحاقهم بالمرحلة الجامعية أنهم يحق لهم الحرية في التصرفات، وفرض الرأي على الآخر، لكن يجب أن يدركوا أن لغة الحوار الهادف هو سمة للتعايش الطيب فترة الجامعة، ونيل حب وتقدير الجميع سواء من الطلاب أو الأساتذة.

احرص على التوازن في شخصيتك: فلا يطغى جانب على آخر، فكن قوي الجسم، مَتين الخُلُق، مُثقف الفكر، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مُجاهدًا لنفسك، حريصًا على وقتك، مُنظمًا في شؤونك، نافعًا لغيرك.

احرص على المعرفة وإن كانت مشقة: فقد تشعر بقليل من الوحشة في طريق مكتبة كليتك الخاصة أو مكتبة الجامعة لقلة سالكيه، لكن لا داعي للقلق، فالزيارات الدائمة لمحيط المكتبات العامة والخاصة تمدك بمصادر معلومات غير محدودة.

عالج قصورك: لمتابعة خط سيرك الدراسي سواء في تقدمه أو تراجعه، حاول الحفاظ على كافة أوراقك الامتحانية مع كل فصل دراسي، مرفقة بما تمكنت من حصاده من درجات في كل مرة، وتدوين ما واجهك من صعوبات ومُسبباتها. راقب تطورك وحاول تحسين أدائك كلما تطلب الأمر.

لا تؤخر دروسك: يظن طالب الجامعة أنه بمقدوره أن يذاكر دروسه في آخر شهر قبيل الامتحانات، أو ربما ليلة الامتحان كما يفعل البعض، غير أن ذلك الروتين يحرمك التطور الفعلي؛ فلا داعي لتأجيل عملك الجامعي حتى ليلة الامتحان للصقة بورقة الإجابة، بل استمتع بعام كامل من البحث وطرح التساؤلات الجدلية وقراءة أكثر من وجهة نظر عن كل فكرة يُلقيها أستاذك.

مواقع إلكترونية

2021/12/13

عدد المخالفين يكبر.. شوارعنا بلا أخلاق!

كتب محمد الحسيني:

تصرفات الناس في الشارع تعطي انطباعا عن الحالة الأخلاقية للمجتمع، هذه قاعدة بسيطة يمكن تطبيقها في أي مكان في العالم، حيث يتشكل الانطباع، سلبا أو إيجابا، عن أي بلد، بناء على ما يراه الناس في الشوارع.

[اشترك]

ونحن للأسف أصبحنا نعاني من انحدار واضح في أخلاقيات الشارع، انحدار نلمسه بشكل يومي في شوارعنا، سواء كنا مشاة أو كنا نقود مركباتنا، وأكاد أجزم أن هناك شكوى يومية من أغلب الناس حول ما يحدث في شوارعنا من سلوكيات غير سوية ومزعجة.

لقد أصبح منظر السيارات التي تعاكس السير لتجنب أزمة مرورية على إشارة ضوئية مألوفا، بل إن البعض توقف عن انتقاده، وأصبحنا نرى عدد المخالفين يكبر يوميا، مع أن هذا التصرف ينم عن استهتار بالآخرين، لأن من يفعل ذلك كأنه أعطى لنفسه أفضلية عن الملتزمين بمسارهم، وضرب عرض الحائط بكل أخلاقيات القيادة، والكارثة أن هؤلاء يعتبرون ما يقومون به “شطارة”، بينما هو في واقع الأمر أحد أشكال قلة الأدب.

تقف بسيارتك أمام أحد المحال بشكل قانوني، وعندما تعود، تجد أحدهم وقد أوقف سيارته بشكل مزدوج خلف أو بجانب سيارتك، فلا تستطيع المغادرة إلا عند حضور الأخ الذي أعطى لنفسه حق تأخيرك، والمصيبة أن جزءا منهم لا يكلف نفسه عناء الاعتذار، أو حتى الإيماء لك برأسه أو الإشارة بيده، فيركب سيارته متجاهلا لك وكأنك غير موجود، وإذا تحدثت معه، فقد يؤدي ذلك إلى مشكلة، وقد تسمع كلاما لا يرضيك، هذا إن لم تتطور الأمور إلى أكثر من ذلك.

أحدهم قد يغلق مدخل كراج عمارة كاملة أو كراج منزل، بكل برودة أعصاب، وآخر مستعد للدخول بسيارته أمامك بسرعة جنونية، ليكسب ثواني إضافية، وبعض المشاة يصر على عبور الشارع بطريقة تعرضه وتعرض المركبات للخطر، مع أن جسر عبور المشاة لا يبعد عنه إلا أمتارا قليلة، وآخرون ينظرون إلى تجاوز الدور باعتباره “شطارة”. والبعض تجده يجوب الشوارع بحثا عن مشكلة من أي نوع، ناهيك عن التحرش اللفظي أو حتى البصري بكل أنثى تمر أمام عيون البعض، وغير ذلك الكثير من السلوكيات التي تجعل مرورك في الشوارع تجربة مزعجة.

الغريب في الأمر أن أغلب الناس ينتقدون هذه التصرفات والسلوكيات، ولذلك من حقنا أن نسأل: إذا كنا جميعا نعارض هذه التصرفات، فمن الذي يرتكبها ويقوم بها؟ من الذي يلقي القمامة من سيارته في الشارع، ومن الذي يدخن في الأماكن التي لا يجوز فيها التدخين، ومن الذي يغلق الشوارع ويطلق النار في الأعراس؟

لا أريد أن أنظّر كثيرا، فنحن جميعا جزء من المشكلة بطريقة أو بأخرى، لكن علينا إدراك أن علاج مثل هذه المشاكل لا يكون من خلال الشعارات والاعلانات فقط، فما هو مطلوب يتلخص في أمرين: الأول، إصلاح التعليم، بحيث تكون المدارس المكان الطبيعي لبناء السلوك الإيجابي، والثاني، تفعيل القانون وتطبيقه على الجميع، حتى يكون رادعا لكل من يفكر في تحويل شوارعنا إلى شوارع بلا أخلاق.

2021/12/13

ليتني هي.. كيف تتأثر المراهقات بـ ’المسلسلات المدبلجة’؟!

مخاطر المسلسلات والبرامج الهابطة

يوجد نوعان من المسلسلات والبرامج تجتاح القنوات ويتابعها العوائل والمراهقون وهي: المسلسلات العربية والمسلسلات المدبلجة (التركية، الهندية، الكورية، المكسيكية وغيرها)، وأكثر المسلسلات المدبلجة تترجم صوتيًا بطريقة يخيل للمشاهد أن الممثل نفسه يتكلم، ولها مخاطر جمة قد يغفل الكثير عنها وقد يتغافل الأكثر.

[اشترك]

نذكركم ببعض ما تدسه تلك البرامج والمسلسلات من قيم وأفكار في البيوت وعند شريحة النساء خاصة والمراهقات باعتبارهن أكثر ميولًا لتلك المسلسلات:

١- تغريب المرآة

أي جعل المرأة المسلمة كالمرأة الغربية باستعمال مصطلحات براقة وداخلها أجوف خاوٍ، مثل: حرية المرأة ومساواتها مع الرجل.

بالنسبة للحرية التي يزعمونها وهي أن تترك كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية وراء ظهرها ولا يهمها شيء وتعمل ما بدا لها، ويجعلون المرأة تتخلى عن مسؤولياتها في مملكتها وبيتها وتترك الأولاد وشؤون البيت، وهذا ما يفتك بالمجتمع باعتبار أن المرأة نصف المجتمع وهي من تربي النصف الآخر، فيضربون بذلك كل المجتمع.

مساواتها مع الرجل بأن تفعل ما يفعل وتأخذ كل حقوقه، في الحقيقة هو ظلم لها، لذلك نجد الإسلام أعطى لكل من الرجل والمرأة حقوق وواجبات واعتبر المرأة درة مصونة من واجبات الرجل أن يعمل ويتعب لكي يسعدها وأعطاها واجبات وحقوق تناسب فطرتها وأنوثتها، وهذه هي العدالة الحقيقية وهي أن يُعطي كل منهما ما يناسب طبيعته وفطرته.

٢- من الأفكار التي تنشرها تلك المسلسلات والبرامج هي إباحة الاختلاط بين الجنسين وتبادل الكلام اللطيف والمزاح والمفاكهة والاختلاء وجعله أمرًا طبيعيًا وحسنًا، وهو في الواقع من أخطر الأمور التي تهدم المجتمع، فإن الشرع ولم يُحرمه عن فراغ، بل لأنه يؤدي الى خراب البيوت والأُسر.

٣- جعل الخيانة الزوجية والعلاقات المحرمة مبررًا لأي خلاف بين الزوجين ومن الطرفين فالمرأة تخون زوجها بحجة الفراغ العاطفي ويصورونه بشكل جميل وليست فيه مشكلة.

وكذلك بين غير المتزوجين أيضًا يبيح الزنا سواء زنا المحارم أو غير المحارم.

بينما هو في الواقع من أكبر الكبائر ويؤدي إلى تورطهما بمشاكل ودمار وتعاسة إلى نهاية حياتهما ودمار للأسرة وإن كان لهم أبناء فالدمار يكون شاملًا وخصوصًا بالنسبة للمرأة.

٤- تبرير الجرائم والمحرمات والسرقة بمبررات الحاجة المادية ويجعلون الناس تتعاطف مع تلك الحالات ولعله في أغلب المسلسلات يكون البطل رئيس عصابة ويظهرونه بمظهر حسن ومحبب للناس ويبررون للنساء الرذيلة ويظهرون الراقصة معذورة وغير تلك الأمور.

٥- يبيحون الخمر، ودائمًا ما يكون مصاحبًا لمشاهد خليعة ويبيحون المخدرات ويظهرونها كوسيلة لنسيان الهموم وكأن هذا هو الحل، ويظهرون التدخين كوسيلة للتعبير عن القلق والغضب سواء من النساء والرجال، ونلاحظ الآن انتشار البرامج الكوميدية التي تظهر نموذج الشاب الذي يشرب المخدرات والخمور ويلاحق الفتيات بطريقة كوميدية محببة مما يذيب كل الحواجز بين الإنسان والمحرمات.

٦- إظهار المرأة بالسفور والتبرج والتعطر ولبس الفساتين البراقة والملابس الخليعة مما يجعل النساء والمراهقات يقتدين بتلك الممثلة ويرتبطن بها بشدة لدرجة لعل إحداهن تقول في قرارة نفسها: (ليتني هي!)، فضلًا عن تأثير كل ذلك التبرج على الرجال.

هذه جملة من الأفكار التي تطرح في الأفلام والمسلسلات والبرامج ولعل التي تتصدرها هي المسلسلات التركية التي تبث في قنوات مختلفة.

إن لها ما لها من تأثير في دمار العوائل وإبعادها عن دينها ومبادئها، وكلما كثر عدد حلقات المسلسل كلما زاد تعلق الناس بها، ولعل بعض المسلسلات تصل إلى (٣٠٠) حلقة فتصبح جزءًا من حياتهم، وللأسف الشديد نرى الأمهات والآباء لا يتركون مشهدًا ولا حلقة رغم أن المفروض أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فما بالك بالأبناء.

العلاج:

أولًا: ترك متابعة هذه البرامج والمسلسلات واستبدالها ببرامج ومسلسلات هادفة تقوي علاقة الإنسان بربه وتقوّم سلوكه ولا تحتوي على محرمات من غناء وعلاقات وو...

ثانيًا: أحد أسباب متابعة هذه البرامج هو وقت الفراغ ولعل بعضهم يفرغ وقته ويتخلى عن بعض المسؤوليات لأجل المسلسل، فالعلاج يكون بمليء الفراغ بتعلم مهارات جديدة ومفيدة ودخول دورات إلكترونية أو غيرها، أو تعلم أحكام الدين وحفظ القران الكريم مع توفر هذه الأمور في وقتتا الحالي حتى إلكترونيًا خصوصًا للنساء.

مدونة الكفيل

 

2021/12/13

لماذا ترفض بعض البنات ارتداء الحجاب؟

كتب السيد حيدر الجلالي

تعتبر الإلقاءات والمنع والتحكّم المُحرّك، والأمر والنهي المتطرف الخارج من نطاق الاعتدال هي إحدى الطرق التي تضرّ بالتعليم الديني والأخلاقي، ففي هذه الطريقة يجبر الأبوين أولادهم على عملٍ ما، وذلك بدلاً عن إنشاء العلاقة الحميمة والصداقة معهم والطلب منهم لفعل ذلك العمل.

[اشترك]

من أمثلة هذه السلوك يمكن الإشارة إلى بعض النساء والفتيات اللواتي يكرهن الحجاب اليوم، أولئك اللاتي يتدربن في أسرهن الدينية التقليدية بارتداء الحجاب قهراً، وتجبرهنّ الأسرة ارتداء الحجاب، ومعاقبتهن لأقل إهمال في ذلك الأمر، ونتيجة لذلك فتلك الفتيات ليس يكرهن الحجاب وارتدائه فقط، بل يفرّرن منه، ويمنعن بناتهن من ارتدائه كذلك، وهذا كله ردّة فعلٍ لتلك الصعوبات في ارتدائهن الحجاب ومعاقبتهن لإهمالهن في ارتدائه، وأهم دليل على هذا الردّ هو عدم تثقيفهن للفهم الصحيح للحجاب والضرورة والحكمة في ارتدائه.

هناك العديد من العوامل التي تسبب غياب الحجاب وعدم ارتدائه في المجتمع منها: 

العوامل الفردية مثل ضعف التربية الدينية والمعنوية وترجيح الشؤون الظاهرية والمادية على الشؤون الروحية، ثم العوامل الاجتماعية مثل إهمال المخططين الثقافيين للشؤون الثقافية والدينية، وذلك بإهمال مسؤولي المجتمع عمّا يدخل من الثقافة في المجتمع من الملابس والأفلام وما شابه ذلك وما يخرج منها كالطلبة الجامعيين وحجاب النساء، والإهمال في اختلاط الجنسين في الحالات التي لا تقتضي الضرورة، وما إلى ذلك من العوامل.

لكن دور الأسرة مهم جداً هنا، فإنّ الطفل الذي تم تربيته بشكل صحيح في العائلة والذي لدية إيمان بالأسس الدينية مثل العفة والحياء، يمكن أن يُقاوم ويُناهض المجتمع ضد العوامل الاجتماعية الضارة.

وعلى الرغم من أنّه يتم الحصول على الحجاب من خلال الجهد الفردي والاجتماعي، فإنّ -اهتمام الأسرة لاختيار الزوجة الصالحة كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): "أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ" وكذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي زَوْجَةً وَدُوداً وَلُوداً شَکُوراً غَیُوراً "، وكسب الحلال كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): "كَسْبُ الحَرامِ يَبينُ في ‌الذُّرِّيَّةِ"، والاهتمام لوقت الجُماع كما عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "فَإِنَّ مَن لَم یَذکُرِ اللّهَ عِندَ الجِمَاعِ وَکَانَ مِنهُ وَلَدٌ کَانَ ذَلِكَ شِركَ الشَّیطَانِ"،  والحالة النفسية عند الحمل- كلّها من الأمور التي تجعل أرضية وجود الشخص حاضراً لقبول الحق، ويستغرق وقتاً أقل لصنع وزرع أسس الحجاب (في موضوعنا هذا) في وجود الشخص.

ونظرا إلى الدور الأهم للأسرة في تبيين مسألة الحجاب للشخص، يمكن الاعتراف بأن الكثير من الأضرار، موجودة في أساليب التربية الأسرية التي من أهمها:

۱- الدَلَال والتنعم الزائد

الحياة هي مجموعة من الصراعات ضد المشاكل، وهناك العديد من الهبوط والصعود، الحرمان والفشل، الخسارة والكوارث في طريق الحياة وفي الحياة نفسه، فالمُعلِم الجدير هو الذي يستحق رعاية جسم الشخص وروحه وتجهيزه للقتال ومقاومة مشهد الحياة وتعليمه بكيفية العمل ضدها كما قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "تُسْتَحَبُّ عَرَامَةُ الصَّبِيّ فِي صِغَرِهِ لِیَكُونَ حَلِیماً فِي كِبَرِهِ ثُمَّ قَالَ: مَا یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ إِلَّا هَكَذَا".

إنّ الحبّ المفرط والدَلَال الخارج عن نطاق المنطق، ومنع الأطفال من مقابلة المشاكل والصعوبات، تضرّ في تربيتهم بشكل خطير وتأثّر في تعليمهم، ويجعل الأطفال غير قادرين على مواجهة عراقيل الحياة ونزع سلاحهم أمام المشهد الواقعي المشكل في الحياة، ولهذا، ينبغي على الآباء ألّا يضعوا أولادهم في رفاهية لا حدود لها، بل ينبغي لهم أن يعلّموهم العمل والتعب والجديّة والمشقّة.

كذلك في مسألة الحجاب الذي هو أحد تحدّيات المرأة المسلمة، لابد من تسليح البنات على يد الأمهات بسلاح الحجاب والعفة فالأمهات اللواتي يمتنعن عن تغطية رؤوس بناتهن في سن البلوغ بحجّة أنهن لم يرتحن في هذه الحالة، ويُضايقن بارتدائه، أو يمنعهن من صيام أولادهن بحجّة ضعف أجسامهن، فسوف يوفرن الأرضية المناسبة لعدم قبول بناتهن للقوانين الإسلامية عامة والحجاب خاصة في المستقبل.

2- السلوك المُهينة

إذا كان لدينا سلوك مُهين تجاه الأطفال أو نلقي اللوم عليهم دائماً، ولم نهتم بهم أمام الآخرين، فنحن نجعلهم تدريجياً بأن يشعروا أنّهم أشخاصاً لا قيمة لهم في المجتمع، ونسبب في فقدان إحساسهم وفقدان كرامتهم وشخصيتهم. 

هذا الشعور هو بداية الهبوط والانحطاط، وقد نشاهد في بعض العوائل أنها تستخدم الألفاظ السيئة والقبيحة في إساءة أطفالها في البيت وبين أفراد العائلة وخارجها، لكنّهم لا يعرفون أنّه من خلال القيام بهذه الأعمال والكلمات السيئة سيحرضون، ويضخون الطبيعة القبيحة في أطفالهم، ويجعلونهم أشخاصا غير ملتزمين بالقيم الاجتماعية، بل جاهزون لكسب وعمل جميع أنواع الانحرافات.

۳- الإجبار والإكراه

التربية هي خَلق الإيمان والمعتقدات في قلوب الأطفال، فلا تخلق الإيمان والاعتقاد بالإكراه، الحب والعاطفة لا يمكن إنشائهما عن طريق الإجبار، لا يمكن إيجاد الميل الداخلي بالقوّة... نعم، يمكن أن يُضرب أحد ما، لكي يقول: بأنّني أحبّ فلاناً، ونحن نعلم أنه يكذب في كلامه، ولكن لو طُحن جميع عصي العالم على جسده، فهل لنا أن نجعله محبًا لفلانٍ في باطنه؟ هذا شيء مستحيل.

وهناك أساليب أخرى تجعل الشخص يحب الآخرين، منها عن طريق " الموعظة الحسنة"، كما قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: "ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

نعم، يتحقق التعليم الديني والأخلاقي عندما توجه هذه البرامج التعليمية إلى قلب الأطفال كما يُقال: "ما يخرج من القلب يصل الي القلب". فيمكن زرع الأرضية المناسبة والقاعدة الصحيحة لارتداء الحجاب (في موضوعنا) بالتخطيط المناسب والصحيح والمُبرمج مِن قِبَل العائلة أولاً-خصوصاً الأم، لأنّ الطفل يصرف غالب أوقاته في البيت مع أمّه قبل دخوله إلى المجتمع- والمجتمع ثانياً، لأنّ كلٌ منهما يكمل طريق الآخر، ولا يمكن لأحدهما أن يُكمل طريق تربية الطفل في جمع المجالات لوحده.

 

2021/12/12

كيف نتعامل مع كذب الأطفال؟

كتب الهام فرج:

بالتأكيد سمعتي طفلك ذو الثلاث سنوات يكذب ويحكي لكِ عن صديقه الخيالي، بل ويؤكد لكِ أنه يراه أمامه ويلعب معه.

[اشتراك]

أو قد مررتِ بهذا الموقف أن يكذب طفلك عليكِ لينقذ نفسه من العقاب فحينما تسأليه “من كسر هذه الفازة؟” فيقول لكِ أن أخيه من فعل ذلك أو أنه لا يعرف من فعل هذا ليهرب من العقاب، فتنزعج الأمهات كثيراً من هذا، وتضرب طفلها لأنه يكذب، ولكن هذا التصرف ليس صحيح فذلك قد يجعل المشكلة تتفاقم أكثر.

لماذا يكذب الأطفال؟

معرفة سبب المشكلة هو أول خطوة في علاجها، فقد يكذب الأطفال لعدة أسباب منها التالي:

- لينقذ نفسه من العقاب أو التستر على أمر ما حتى لا يتعرض للمشاكل والعقاب.

- لمراقبة رد فعلكِ على كذبه.

- للفت الانتباه إليه وليحظى بالاهتمام.

- تقليدًا للكبار ولأصدقائه.

- للحصول على شيء يريده (على سبيل المثال حينما يكذب الطفل على جدته لأنه يريد الحصول على الحلوى، فيقول لها أمي قالت لي أن أتناول الحلويات قبل الغداء وهكذا).

متى تبدأ مشكلة الكذب عند الأطفال بالظهور؟

يبدأ الطفل في الكذب في سن مبكر غالباً في سن الثالثة، يبدأ في ذلك حينما يدرك أنك غير مطلع وقارئ لما يدور في عقله، فيمكنه أن يقول الأشياء غير الصحيحة دون أن تكتشف ذلك، فقد ينكر أنه فعل شيئاً أو يكذب للحصول على شيء، وفي هذا السن لا يدرك أن الكذب سلوك خاطئ.

ويزداد هذا السلوك في سن ما بين 4-6 سنوات، فقد يكذب طفلك في هذا السن بأداء جيد بدايةً من تعابير وجهه حتى نغمة صوته، فيتحدث في هذا السن عن أصدقاء وهميين ووحوش كأنهم حقيقة.

وعندما يصلون إلى سن المدرسة يكذبون كثيراً، بل أنهم يتقنون الكذب ويزداد كذبهم تعقيداً لأنه اكتسب مفردات أكثر، وأصبح يعلم جيداً كيف يفكر الآخرين، فقد يكذب للهروب من الواجبات المدرسية.

نصائح لتشجيع طفلك على قول الحقيقة وعدم الكذب

عندما يكبر طفلك ويفهم الفرق ما بين الأمور الحقيقية وغير الحقيقية، فمن الأفضل تشجيعه على قول الحقيقة، إليكِ تلك النصائح التي ستساعدك على تشجيع طفلك على قول الحقيقة:

- التأكيد على أهمية قيمة الصدق في حياتنا ومدح الطفل لأمانته.

- قراءة القصص له التي تتحدث عن الأمانة وتبغض الكذب.

- يمكنك إخبار طفلك بطريقة غير مباشرة بأنك لا تحب الكذب، وأنك تحب الأشخاص الصادقين وعندما يكذب طفلك فأنك تشعر بالحزن.

- إذا كان طفلك يختلق قصة عن شيء ما خيالي، فيمكنك أن تقول له “هذا عظيم فيمكننا تدوينها في كتاب”، فبذلك تكون شجعت طفلك على تنمية خياله دون تشجيعه على الكذب.

- ساعدي طفلك على تجنب وضعه في مواقف تعرضه للكذب، على سبيل المثال عندما ترى اللبن مسكوب، فلا تقولي له “هل سكبت اللبن؟” فلا تضعيه في مواقف يكذب فيها ليتجنب العقاب، ولكن قولي له “أرى أن هناك لبن مسكوب هيا بنا لننظفه معاً”.

- عندما يعترف طفلك بفعله لشيء خطأ امدحيه لصدقه، على سبيل المثال قولي له “أنا فخورة بك لأنك تقول الحقيقة فأنا أحب صدقك”.

كيف تتعاملي مع كذب طفلك؟

- إذا كان طفلكِ يتعمد الكذب، فالخطوة الأولى هي أن توضح له أن الكذب من السلوكيات غير الحميدة وأن ذلك يجعلكِ تفقدين الثقة فيه بعد ذلك.

- إمنحي طفلكِ مساحة من الحرية للتعبير عن نفسه دون الخوف من رد فعلكِ.

- لا تعنفي طفلكِ وتضربيه بسبب كذبه، وضحي له أن هذا السلوك سيؤثر على علاقاته بالآخرين وسيجعل الجميع ينفر منه.

- تجنبي مناداة طفلك بالكاذب فهذا سيؤثر على ثقته بنفسه وسيجعله يكذب دائماً، فحينما يؤمن بأن تلك الصفة فيه سيتصرف على هذا الأساس.

جميعنا نكره الكذب وننفر من الأشخاص غير الصادقين، لذا إعلمي أيتها الأم أن الصدق من أجمل الصفات التي تميز طفلكِ عن غيره، لذا عليكِ غرس تلك الصفة في طفلكِ منذ الصغر ولا تنسي أن تكوني قدوة له في ذلك، وإذا لاحظتي أن طفلكِ يكذب فلا تعنفيه وابحثي عن الأسباب التي دفعته لذلك.

ولا تنسي أن تقويم سلوك الكذب عند الأطفال ليس بصعب ولكن يحتاج الصبر والحكمة لتغييره.

2021/12/12

كيف نحمي شبابنا من المخدرات؟

المخدرات وتأثيرها السلبي على الشباب وطرق الوقاية منها

كتب سامي بلال:

غالباً ما تدفع الحياة الاجتماعية السيئة والمتاعب التي يتعرض إليها بعض الأشخاص إلى اللجوء بشكل أو بآخر للتعاطي بدءً من أبسط أشكاله وانتهاءً بالإدمان، وينجر وراء هذه الأشياء المراهقين بشكل خاص كونهم لا يكونوا مدركين لخطورة الموقف ويبحثون عن أشياء تبعدهم عن الواقع الذي يعيشونه، فما هي خطورة المخدرات على المراهقين وكيف يمكن الوقاية منها؟

[اشترك]

خطورة المخدرات على الشباب والمراهقين

يتزايد إقبال الشباب بالفئات العمرية الصغيرة بشكل كبير على الإدمان نتيجة الظروف الخاصة بالنسبة لهم من جهة ورغبتهم بإثبات ذاتهم من جهة أخرى، دون إعطاء اهتمام للخطورة الكبيرة التي تنتج عن التعاطي سواءً كانت مخاطر جسدية أو نفسية أو اجتماعية، ويمكن للمراهقين أن يتعلموا الإدمان من عدة طرق منها:

أصدقاء السوء: قد يكون للأصدقاء الدور الأكبر في تعلم المراهقين على الإدمان فقد يكون لدى أحدهم أي نوع من أنواع المخدرات وقد يجر أصدقائه لتناول هذه الحبوب، أو غالباً ما يتم اصطياد المراهقين عن طريق التدخين فيظن الشاب بأنه تبغ عادي مثل الذي يقوم بتدخينه في كل يوم وبعد فترة من تناوله يصبح غير قادر على التخلي عنه بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى كميات أكبر ليشعر بنفس الشعور في أول مرة.

الإنترنت والميديا: أحد الوسائل التي يتعلم من خلالها الشباب الإدمان أيضاً هي مواقع الأنترنت التي تسوق للمخدرات بشكل غير مباشر ويمكن أن تؤثر في عقول المراهقين كونهم ينجرون وراء هذه الأشياء بلا شعور نتيجة عدم التوازن النفسي الذي يعيشه الشباب في مرحلة المراهقة.

 بعض أنواع الأدوية: قد تكون الأدوية أحد وسائل الإدمان فهنالك العديد من الأدوية النفسية التي تباع تحت إشراف طبي مشدد في حالات خاصة جداً لأنها تسبب الإدمان، ويمكن لبعض الشباب أن يحصلوا عليها بطرق غير شرعية ويتم تداولها فيما بينهم.

 كثرة المروجين لهذه المواد: بعض الأشخاص والعصابات تجب في تجارة المخدرات وترويجها مكاسب مادية كبيرة، وهذا ما يدفعهم لنشرها بين الناس والأصدقاء والمحيط بشل خاص ويستهدفون المراهقين في أغلب لأحيان نظراً لإمكانية تجاوب هذه الفئة العمرية.

تأثير المخدرات السلبي على الشباب

الإدمان على المخدرات بكافة أنواعها سواءً كانت تدخين أو حقن أو استنشاق يتبعه العديد من الآثار السلبية الخطيرة على الشباب بمجالات عديدة في الحياة، فمن هذه الآثار:

1- من الناحية الاجتماعية: فيمكن أن يلجأ الشاب إلى الانفراد والعزلة وهذا يجعل الأصدقاء ينفرون منه كما يؤثر على حياته العائلية فيصبح غريب الأطوار ويدخل في شجار دائم مع أهله نتيجة تغير تصرفاته مما يجعله يبتعد عن علاقاته وصداقاته مع الوقت.

2- الآثار النفسية: يدخل المدمن في حالة نفسية مضطربة نتيجة تأثير المخدرات على كيمياء الدماغ فيعيش في حالة من الاضطراب في المشاعر وتقلبات المزاج وهذا ينعكس على تصرفاته مع الآخرين، كما ينعكس عليه كشخص حيث يقوم بإهمال نفسه والاستسلام التام لأي شيء قد يواجهه.

3- من الناحية المادية: تشمل الآثار السلبية للمخدرات أيضاً النواحي المادية فيتم استغلال المراهقين مادياً، حيث يتم إعطائهم المخدرات مجاناً في المرة الأولى من أجل دخولهم في مرحلة الاعتياد على المواد المخدرة وبعدها يطلبون مبالغ باهظة لقاء إعطائهم المخدرات مما يدفعهم لتأمين المال بأي وسيلة وقد يصل الأمر لجعلهم يسرقون المال لشراء المخدرات.

4- من الناحية الفكرية: الشباب المراهقين بشكل عام تكون أفكارهم غير ناضجة وآرائهم متغيرة نوعاً ما، كما يتأثرون بالمحيط هذا في الحالة الطبيعية، وعند الإدمان تزداد المشكلة تعقيداً حيث أنه يعطي آثار سلبية كبيرة على الناحية الفكرية للمراهقين فتؤثر على بناء شخصيتهم وأفكارهم وتودي بهم نحو الانحراف والتفكير السلبي.

5- من الناحية الأخلاقية: قد يؤدي الإدمان على المخدرات إلى الانحراف الأخلاقي عند المراهقين فيبتعدون عن القيم الأخلاقية الصحيحة ويقومون بأفعال منافية للأخلاق عند تعاطيهم المفرط.

6- الآثار القانونية: الآثار السلبية من الناحية القانونية للإدمان على المخدرات تتمثل في وضع المراهقين تحت سن 15 في مراكز رعاية صحية مع مراقبة لسلوكهم ودعم تطورهم وعلاجهم من الإدمان، وللمراهقين بين 15 و18 يتم وضعهم في سجن للأحداث.

7- الآثار السلوكية: يتغير سلوك المراهقين نتيجة التغيرات التي تحدث عند الإدمان فمن الناحية السلوكية يصبح المدمن عدواني وهمجي كما أنه ينفر من التجمعات العائلية والصداقات ويصبح مهمل تجاه نفسه كما يهمل نظافته الشخصية.

 

تأثير المخدرات على مستقبل الشباب

الإدمان في مرحلة المراهقة يُدخل المراهق في متاهات سلبية على المستوى الاجتماعي ويقف عائقاً بينه وبين استكمال مشواره نحو مستقبل مستقر ومشرق، فمثلاً يمكن أن يؤثر الإدمان على مستقبل المراهقين عن طريق:

الناحية الدراسية: يؤثر بشكل كبير الإدمان على التحصيل العلمي للمراهقين فيجعله غير قادر على الاهتمام بدراسته وغير قادر على التركيز والإحساس بالمسؤولية وبأهمية الدراسة في هذه المرحلة وقد يؤدي إلى فشل المراهق دراسياً في حال وصل لمراحل متقدمة دون علاج.

العمل والمجال المهني: يؤثر الإدمان على العمل فالمراهق المدمن غير قادر على الالتزام والعمل من جهة وهنالك السمعة السيئة التي تلاحقه من جهة أخرى فلا يجد العمل المناسب له، وفي حال كان مستقر في عمل معين الآثار السلبية للإدمان كالهلوسات وضعف التركيز والعدوانية قد تجعله يخسر عمله.

 الزواج والعلاقات العاطفية: من الممكن أن يقف الإدمان في وجه الحب الذي يعيشه المدمن في المستقبل ويمنعه من الارتباط والزواج نتيجة سمعته وعدم ثباته في عمل معين واضطراباته النفسية التي يعيشها.

 احتمالية دخول السجن: الإدمان يكون سبباً رئيسياً لإقبال العديد من الأشخاص على أفعال قد تودي بهم إلى السجن كالسرقة والجرائم الأخرى التي ممكن أن يفعلوها دون وعي وشعور ومن الممكن استغلال المراهقين للترويج للمخدرات بعد إدمانهم وهذا جرم بحد ذاته وتعاطي المخدرات بحد ذاته يعتبر جرم قد يودي بالمراهق إلى السجن.

 تدهور الصحة مع الزمن: من الآثار السلبية على مستقبل المدمن هي أن صحته التي تكون في قواها ببداية العمر تتدهور مع الزمن والتعود على المخدرات ينهي صحة المدمن.

أسلوب الوقاية من المخدرات وحماية الشباب

الأهل بالدرجة الأولى والبيئة التي تحيط بالمراهق هي من أساسيات الوقاية من الإدمان وحماية الشباب من الانسحاب وراء المجموعات التي تروج للتعاطي، حيث يمكن أن يتم حماية المراهقين عن طريق:

1- التوعية الاجتماعية في المدارس: دور المدرسة لا يقل عن دور الأهل في توعية المراهق من خلال ندوات توعية للمراهقين عن طرق التعاطي التي يمكن أن يتم الترويج إليها، بالإضافة إلى حملات التوعية الإعلامية في التلفزيون والتي تُعرف بمخاطر المخدرات على الشباب.

2- معرفة الأهل لأسرار وحياة المراهق: يجب على الأهل أن يكونوا أصدقاء مع ابنهم في مرحلة المراهقة من أجل معرفة أسراره وحياته الشخصية والقدرة على تقديم النصيحة والتوعية ومنعه من الوقوع في الخطأ.

3- مراقبة الأهل لمصروف المراهق ومعرفة كيفية إنفاقه: مهما كان الوضع المادي للأهل جيداً لا يتوجب إعطاء مبالغ كبيرة لابنهم دون سؤاله أين يصرف هذه المبالغ، يجب عليهم مراقبة مصروفه وإبقاءه تحت أنظارهم ومراقبتهم.

4- تنمية مهارات المراهق وتعبئة فراغه: هذه المرحلة الحساسة للمراهق يجب أن يتم الاستفادة من طاقته فيها في تنمية المواهب والأشياء المفيدة لإبعاده عن المشكلات، وتعبئة وقته لمنعه من التفكير في الأشياء المنحرفة والانجرار وراء المروجين للمخدرات.

5- مساعدة المراهق في حل مشكلاته النفسية والعاطفية: من الطبيعي أن يمر المراهق بالعديد من المشكلات العاطفية التي تسبب له أزمة نفسية وهنا يكمن دور الأهل بتوعيته ومناقشته ومحاولة التخفيف عنه وحل المشكلة لكي ينشأ جسر من الثقة بين الأهل والمراهق وهذا يحميه من الانجرار نحو المشاكل الكبيرة.

6- تفهم المراهق المدمن واحتوائه بشكل صحيح: في حال وقوع المشكلة وإدمان المراهق يجب تفهمه ومحاولة احتوائه بشكل كبير دون رفضه وتوبيخه، ويجب البدء بشكل سريع باستشارة المختصين وعلاج الإدمان في مراكز خاصة مع تقديم الدعم الكامل الذي يحتاجه للتخلص من الإدمان.

2021/12/11

جدارك زجاجي: كيف تتعاملين زوج يكشف أسرار البيت؟

كيف تتعاملين مع إفشاء زوجك لأسرار البيت؟

سوبر ماما:

الزواج سكن ومودة وعلاقة بين شريكين دون تدخل الآخرين، فإذا ما تدخل أحد مهما كانت درجة قرابته من الزوجين فبالتأكيد سيسبب إزعاجًا شديدًا وقد يفسد الأمر على عكس ما يعتقد، إلا أن الأمر يزداد سوءًا إذا كان أحد الزوجين هو من فتح نافذة للتدخل بإفشائه لأسرار البيت.

[اشترك]

هذا هو الحال عندما يفشي الزوج تفاصيل أو أسرار بيته سواء لأقاربه أو لأهله، فتجد الزوجة نفسها وكأنها تعيش في بيت بجدران زجاجية مكشوف أمام الآخرين ولا مساحة فيه للخصوصية.

كيف تكتشفين الأمر؟

عادة ما ينكشف الأمر من تلقاء نفسه فالزوج الذي يفشي أسرار البيت قد لا يجد أدنى غضاضة فما يفعله ولا ضرورة لإخفائه فتجدين أهل زوجك يناقشونك في طريقة إدارتك لبيتك أو طريقة معاملتك لزوجك أو مصروفاتك، أو تجدين أم زوجك تمنحك النصائح باعتبارك (مثل ابنتها) في تدخل سافر في حياتك تحت قناع الخوف على مصلحتك.

الأسباب التي يمكن أن تدفع زوجك لإفشاء أسرار المنزل:

تتنوع أسباب هذا السلوك لكنها عادة ما ترجع لواحد من الأسباب التالية:

- ضعف شخصية الزوج أو عدم شعوره بالاستقلالية، وحاجته الدائمة لمن يساعده في اتخاذ القرارات.

- ارتباطه الزائد بأسرته واعتياده على مشاركتهم في كل شيء وهو ما لا يستطيع تغييره بسهولة بعد الزواج وتأسيس أسرة جديدة.

- حسن النية الزائد أو عدم القدرة على التفرقة بين ما هو سر أو معلومات عادية، وربما يرجع هذا لاختلاف نشأتكما، فما اعتدتِ على اعتباره سرًّا في نطاق أسرتك قد يكون في أسرته أمرًا عاديًّا.

- الرغبة في التفاخر على الآخرين، كإخبارهم على سبيل المثال بتفاصيل حياتكم المادية أو الأماكن التي تخرجون إليها أو مصروفات المدارس إلخ.

كيف تتعاملين مع المشكلة؟

1- وضحي لزوجك خطورة ما يفعله عليكما وعلى علاقتكما الزوجية.

2- اتفقا معًا على حدود الأسرار وحدود الخصوصية والوصول إلى منطقة وسط، ليتفهم كل منكما ما يقبل الآخر بأن يعرفه الآخرون وما يعتبره أسرارًا.

3- اشرحي له أضرار هذا السلوك على علاقكما فهو يشعرك بعدم الأمان معه، كذلك فهو يضر علاقتك بأهله فقد تتشاجران وينتهي الشجار بينكما بينما يظل أهله يتذكرون تفاصيل هذا الشجار.

4- بيني له خطورة ذلك على أطفالكما، فقد يسبب لهم نوعًا من القلق والمخاوف الاجتماعية الدائمة.

5- اطلبا النصيحة من استشاري علاقات متخصص.

6- إخفاء بعض الأمور عنه إذا كنت لا تضمنين عدم نقلها، خاصة أسرارك الشخصية كتفاصيل تخص أسرتك أو تفاصيل راتبكِ على سبيل المثال.

7- ضعي حدودًا مع أهله، إذا لم تستطيعي إثناءه عن هذا السلوك فبإمكانك على الأقل وضع حدود في التعامل، فلا تسمحي لأي شخص بالتدخل في أمور الخاصة أو منحك نصيحة غير مرغوب بها.

2021/12/11

للتربية الناجحة شروط.. تعرّف عليها

كتب د. علي القائمي:

التربية أمر واعٍ وعمدي، ولا يمكن للفوضوي النجاح في هذا الطريق، والذي لا يعلم ماذا عليه أن يفعل في العمل التربوي لا يستطيع الوصول إلى الهدف المطلوب، والتربية غير الواعية لا تفضي إلى نتيجة مطلوبة.

[اشترك]

إن النجاح في مسألة التربية وفقا لما دلت عليه التجارب الماضية والحاضرة مرهون ببعض الشروط التي لا تتوفر كلها لجميع الناس، إلا أن الاطلاع عليها والسعي لتحصيلها وكسبها ولو بمستوى أقل من المئة بالمئة يؤدي إلى إثراء وزيادة رونق العمل التربوي، وسوف نسعى إلى طرح نكات بشأن العوامل الإنسانية وغير الإنسانية من أجل بحث هذه الشروط.

العوامل الإنسانية: قلنا إن الإنسان يتأرجح منذ ولادته حتى نهاية عمره بین عوامل متنوعة، إنسانية، غذائية، مناخية وعوامل الماء والبرودة والحرارة و...، فيتعلم من الناس درس الأخلاق والإيمان والعمل، ومن الحيوانات العبرة ومن دوران الأرض والكرات درس التحول والتغيير والحركة والسير وعشرات النكات والمسائل الأخرى.

وأما ما هي الشروط والأركان التي يقوم عليها البناء التربوي، فجواب ذلك هو أنه يقوم على ثلاثة أركان هي الوعي والإيمان والعمل، وهذه دراسة لكل واحدة منها:

شرط الوعي:

باستطاعة كل فرد بالغ أن يتزوج فيستقر ويسكن عن هذا الطريق، ولكنه إذا أراد أن ينجب ولداً أو يقوم بالعمل فمن الضروري أن يحصل على معلومات تمثل شروط التربية، فيدخل في هذا الطريق وهو على علم، وهذا الوعي يكون في بعض المجالات، وأهمها ما يلي:

١- الوعي الديني: الناس العقلاء لديهم التزام بعقيدة ونمط فكري معين، ولكل شخص أو جماعة عقيدة ودين يعتقدون به ويعملون بتعاليمه، وليس هناك فرد لا يؤمن بأي نظام، وحتى الذين يعتبرون أنفسهم بلا دین ولا نظام. فإنهم يتبعون نظاماً وقيوداً وقاعدة وضابطة معينة.

وينبغي على العامل في مجال التربية أن يكون لديه اطلاع على عقيدته ودينه، فيعلم ماذا تقول تعاليم ذلك الدين في الأمور المختلفة، وما هو الأساس والأركان التي تقوم عليها رؤيته الكونية، وما هي أسسه العقائدية، وما هي الضوابط التي يضعها للإنسان، وما هي دعوته، وما هي فلسفته الوجودية؟

٢- هدف الحياة: يجب أن يحمل الشخص العامل في النشاط التربوي رؤية واضحة لفلسفة الحياة فيعلم الهدف من الخلق، والحياة والعمل والطعام، والهدف من تشكيل الأسرة ولماذا يموت.

ويجب أن يتضح للمربي الهدف الذي يسعى إليه في الجوانب الاقتصادية وفي السياسة والثقافة والمجتمع والحرب والسلم؟ وما هو هدفه في الحياة؟ وفي أية نقطة هو الآن؟ إلى أية نطقة يريد الوصول؟ وما هو السير الذي يريده ولماذا؟ وأي طريقة علیه استخدامها للبلوغ إلى الهدف النهائي، وكيف يعيش وكيف يموت؟

إن المعرفة بهذه المسائل ضرورية للشخص العامل في المجال التربوي، لأن الطفل يتعلم منه هذه الجوانب، والمربي ينقل إلى الصبي هذه الجوانب من خلال التعليم.

٣- الفرد المتربي: الناس ليسوا مثل إنتاج معمل من المعامل، فهم من منشأ و مبدأ واحد، لكنهم يختلفون عن بعضهم البعض، وتنتقل إلى الأفراد عوامل وظروف متنوعة بيئية واجتماعية واقتصادية وثقافية وأفكار مختلفة وطباع وأمزجة وحالات وسلوك الوالدين والأجداد بنسب متفاوتة.

ويجب أن يعلم العامل في المجال التربوي ماهية الشخص الذي يتعامل معه؟ من هو، وما هي خصائصه، وكيفية مستواه الإدراكي واستنباطه وذاكرته وقدرته وتحرکه و...؟ ويجب أن تتضح من سنين التمييز والرشد العقلاني والفكري نمط فکره ورغباته وآماله وأمنياته وذوقه ومیله إلى الأمور والمسائل الداخلية ومدى رغبته بالفنون والحرف والعلم و... حتى يعمل على سد نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة .

٤- طريقة التربية: إن موضوع عملنا هو الإنسان وتربيته، الإنسان الذي يولد وهو يحمل ثروات وعوامل متنوعة ومتفاوتة مع الآخرين، فهو يحمل غرائز يجب توازنها ولديه جوانب فطرية يجب رشدها وتنميتها وتتوفر فيه قابليات يجب تفعيلها وأخيرا يريد السير في طريق العبودية حيث يجب أن يكون قادرة على ذلك.

إن القيام بهذه الرغبات لا يمكن من دون امتلاك مقدورات ووعي بطريق وكيفية التربية، والمربي ليس باستطاعته توجيه الأفراد المرؤوسين من دون المعرفة بالطرق والأساليب، فيعرفهم على المقررات والقوانين المرسومة ويقوم بالإحياء الفطري المهمل ويعمل من الإنسان المتعلق بنفسه وبالتراب الفردي إنساناً صافياً من العوارض المادية إنسانا ذو صميمية وإخلاص وأنس مع سائر الناس ومواس للمحرومين.

ومن ناحية أخرى عليه أن يكون عارفاً بفنون التربية وطريقة انتقال العلم إلى الأفراد، خاصة وأن الأعمار محدودة والمعلومات المطلوبة والتجارب والوعي والعلوم والفنون والابتكارات والاختراعات غير محدودة

٥- القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والإدارية والعسكرية والاجتماعية سواء منها التي داخل مجتمع الإنسان المتربي أما خارجه والتي تؤثر فيه وتجره بشكل ما إلى المواجهة وتدفعه إلى اتخاذ موقف خاص.

إن الإنسان في العالم المعاصر يواجه عشرات المسائل، وإن الغفلة عن أي منها يؤدي إلى تعرضه إلى صدمة وكذلك تعرض سيره ومشيه الذي اختاره في الحياة، فنحن نعيش في عالم متصل بحيث انه إذا وقع نزاع واختلاف في مغرب الأرض، فإن الناس في شرقها لا يكونوا في مأمن من انعكاساته. ورغم أن وجود الحدود بين الناس قد فصل بينهم، إلا أن وجود وسائل الإعلام قد رفع الحدود من جهة أخرى وعرف بين الناس وأصبح كل منهم يؤثر ويتأثر بالآخر. والمربي إذا كان جاهلا بالزمان والمكان وما نسميه بتاريخه وثقافته فسوف لا يوفق في العمل التربوي .

٦- الوظيفة: وأخيرا فإن ما هو أهم من كل شيء بالنسبة للوالدين هو أن يعرفوا وظيفتهم وأن يعملوا بها، ويعلموا ماذا عليهم أن يفعلوا الآن وما هي الوظيفة والجهد الذي يجب القيام به.

إن الصبي المولود، يعيش في المجتمع، وعلى جميع أفراد المجتمع وليس الوالدين فقط، أن ينظروا إليه نظرة إنسانية ويعتبروه من الناحية الإسلامية، أمانة من الله.

وبرأينا أن الشخص السعيد والموفق في أمر التربية، هو الذي يعرف هذه الوظيفة ويسعى لأدائها وفقا للفكر والوعي والإيمان وعليه أن يعلم ماذا يصنع تجاه هذا الفرد الذي هو اليوم تحت إشرافه وتأثيره، وكيف يقوم بوظيفته .

شرط الإيمان :

الشرط الثاني لنجاح العاملين في مجال بناء الفرد وتغييره، وهي العقيدة والإيمان. الإيمان بالعقيدة وبالوظيفة وبظهور نتائج العمل. الإيمان هو مصدر إيجاد واستمرار كل الفضائل وسبب حصول القوة وعامل لحصول رؤية في انتخاب الطريق وفي المسير .

إن وجود الإيمان عند المربي للقيام بالتربية له أهمية حيوية، حيث يؤدي إلى اعتماد الطفل عليه، ومتابعته خطوة خطوة، ثم انه لا يمكن تجاهل تأثيره الروحي في التلاميذ. وإيمان المربي والمعلم هو كمصباح يضيء حياة الطفل ويطبعها بطابع معين. ولا يمكن انتظار حصول إضاءة مفيدة وبناءة من معلم ضعیف الإيمان وآباء فاسدي العقيدة والعبارة التي تقول ان الكلام إذا خرج من القلب استقر في القلب صحيحة إلى حد كبير خاصة للذين لديهم أرضية مساعدة، ونحن نعرف أن المدارس التربوية القائمة والتي أغلبها عبارة عن نتائج نمط فکر رنسانس، وتجديد الحياة في الغرب، قد وضعت من أجل إصلاح الجوانب المادية للإنسان ولم تهتم بالجانب المعنوي والإيماني والعقائدي للأفراد، فكانت النتيجة ظهور الفضائح وأعمال التدمير التي رأينا مظهرها في الحرب العالمية الأولى والثانية .

إن أفضل أنواع التربية، لا يعطي ثمرة مفيدة وقيمة، إذا قام به مربون لا إيمان لهم، ونحن نعلم أن تعلم المسائل في النظام التربوي الإسلامي، لا عيب فيه ولو كان من أفراد كافرين أو مشركين، ولكن علينا أن لا ننسى أن تعلم المسائل من فرد يختلف عن تسليم أمور تربية وحياة الفرد بيد إنسان مشرك، هذا أولا، وثانياً إن هذا الكلام يصدق على الذين تبلور طابعهم وشكلهم العقائدي ويتمتعون بأرضية عقائدية قوية، فيستطيعون التمييز بين الخير والشر، ولهذا فإن إعطاء أمر التربية الأشخاص من الكافرين والمشركين وأهل الوجهين والمنافقين، لا يثمر إلا ازدياد الكافرين والمنافقين.

شرط العمل: 

يحصل القسم الأكثر من معلومات الإنسان واكتساباته عن طريق العمل. وهذا الأمر بصدق في الجانب المادي للتربية وفي الجانب غير المادي. وأبناؤنا يتعلمون المهارة والكفاءة في أداء العمل وكيفية بناء الأشياء وأدوات الزراعة والصناعة والمسائل ذات العلاقة بالفنون والحرف من خلال عمل المربي، وهم يرون أعمالنا ويتأسون بنا في الأدب والثقافة والأخلاق والعبادة والتقوى وحب الخير وخدمة الناس والإعانة والتعاون وحسن النية والأنانية والغرور والفساد والخيانة والصميمية والإخلاص وحب الحق والعدالة و...

وعلى هذا الأساس يمكن القول أن روح التربية تظهر في ظل العمل التربوي، والعمل يحدد قيمة الإنسان وحقيقة عمله، وإذا كان هناك جيل غير عامل أو لا يتقدم وفقا للأهداف المرسومة، فذلك بسبب أنه لم يترب للعمل ولم تتوفر له أسوة وطريقة لائقة.

المصدر: كتاب أسس التربية

2021/12/09

لماذا تفشل بعض الأمهات في احتواء بناتهن؟

يقول المثل الصيني: “جيل واحد يزرع الأشجار، وآخر يحصل على الظل”! هذه هي العلاقة الطبيعية بين الأم وابنتها، قد تكون هذه العلاقة مربكة في بعض الأحيان ومتذبذبة.

[اشترك]

وقد تخرج عن المألوف أحيانًا بحيث تكون الأم هي الصديقة المقربة لابنتها وتشاركها الاستماع والاهتمام والتعاطف، لكن علاقة الأم والابنة لها خصائص فريدة تميزها عن أفضل صداقة، وأهمها دور الأم كمسؤولة عاطفية أساسية عن ابنتها، وهذا يعني وجود تسلسل هرمي للمسؤولية التي تكون مقرونة بالحب غير المشروط، وهذا بطبيعته يمنع الأمهات والبنات من أن يصبحن أفضل الأصدقاء.

فالأصل في الصداقة هو المساواة، ولا يمكن أن تتساوى طبيعة الأم مع طبيعة ابنتها، ولهذا تظلّ علاقة الأم وابنتها محور اهتمامٍ كبير، ويضعها الناس تحت المجهر في معظم الأحيان كي يتعرفوا إلى طبيعة الأم والابنة وما إن كان هناك انسجامٌ بينهما أم لا، خاصة أن الناس يرون في الابنة انعكاسٌ لشخصية الأم.

أسباب تمنع الصداقة بين الأم وابنتها

تتصف العلاقة بين الأم وابنتها بتوتر كبير في بعض الأحيان، فتعجز الأم عن احتواء ابنتها وفهمها، كما تعجز الابنة عن استيعاب ما تُريده أمها، مما يخلق حالة من غياب الثقة وعدم التفاهم، ولعل من الأسباب:

1- عدم تقبل الأم صفات ابنتها وطريقة تصرفاتها، وعدم تقبل الابنة لطريقة أمها في التعامل، دون محاولة تقريب وجهات النظر.

2- عدم قدرة الأم على التخلي عن القيود الصارمة التي تضعها في دورها كأم.

3- عدم وجود ألفة طبيعية وحب في جو العائلة العام، مما يجعل الجو العائلي غير مشجع على نشوء علاقة صداقة بين أفراده.

4- تمييز الأم لأبنائها الذكور على الإناث، وهذا يبدو شائعًا في بعض المجتمعات، خاصة إذا كان عدد الإناث في العائلة أكثر من عدد الذكور.

5- تمسك الأم بالموروثات والتقاليد والعادات السيئة التي تجبرها على التقيد بأنماط تربية غير مقبولة من قبل أبنائها.

6- افتقار الابنة إلى الطريقة العاطفية والداعمة في تعاملها مع أمها! وهذا الشعور يُصيب الفتيات في سن المراهقة بشكلٍ كبير.

7- عدم معرفة الأم طريقة التعامل الصحيحة مع انفعالية ابنتها في هذه المراحل الحساسة من عمرها

8- مرور الابنة في فترة عمرية حرجة وهي سن المراهقة حيث تواجه علاقة الأم وابنتها في هذا العمر الكثير من المد والجزر، وقد تصبح سيئة إلى أبعد حد وتراود الابنة أفكار معينة كأن تعتبر أن أمها تتدخل في شؤونها أو أنها لا تحبها.

9- انشغال الأم عن ابنتها في شؤون الحياة وعدم قدرتها على التواصل المستمر معها، مما يسبب فجوة كبيرة ببنهما.

تعزيز صداقة الأم مع ابنتها

يُمكن للأم أن تكون صديقة لابنتها أو على الأقل قريبة جدًا منها إذا حرصت كلٌ منهما على أن تكون علاقة الصداقة ناجحة وضمن إطارها الطبيعي والمنطقي، تُشير الدكتورة لوسي روز فيشر أستاذة العلاقات الأُسرية إلى أن الأم تكون صديقة لابنتها إذا تحققت خمس شروط أساسية في العلاقة وهي:

1- مشاركة الابنة تفاصيل حياتها مع أمها بشكلٍ كبير، مع الحفاظ على وجود الثقة المتبادلة.

2- الحفاظ على الموضوعية والواقعية في علاقة الأم بابنتها، والحفاظ على الاحترام المتبادل والثقة.

3- الحفاظ على مساحة خاصة منفصلة للابنة.

4- تقدير الأم لاستقلالية ابنتها في اتخاذ القرارات، وعدم فرض رأيها عليها بالإكراه.

5- عدم اعتماد الابنة على الأم بشكلٍ مفرط، فتقل الصدمات المحتملة وتتقارب وجهات النظر.

6- قيام الأم بحلول عملية مع ابنتها كي تكسب ثقتها كأن تحرص على معرفة جميع صديقاتها وبناء علاقة طيبة معهن بحيث تشعر الابنة أن أمها تهتم بجميع شؤونها وعلاقاتها.

7- الحفاظ على الحوار الدائم بين الأم وابنتها بحيث يكون هذا الحوار مبنيًا على الثقة والاحترام.

مما لا شك فيه أنّ الفارق العمري بين الأم وأبنائها يجعل التفكير بينهم مختلفًا، إذ إن الأم تعيش في مرحلة مختلفة عن المرحلة العمرية لأبنائها وبناتها، وربما تجد نفسها مضطرة أن تُساير أعمارًا مختلفة داخل أسرتها، خاصة إذا كان هناك فرق واضح في العمر بين الأبناء، تشير الباحثة الدكتورة كارين إل فينجرمان إلى أنّ فرق العمر بين الأم وابنتها قد يُشكل نقطة ضعف ويُحدث فجوة في العلاقة بينهما، لهذا يتعين على صداقة الأم وابنتها تحدي العمر والتحلي بمرونة في التعامل والتفكير للوصول إلى التفاهم والثقة المطلقة ولسد الفجوة بين الأم وابنتها، وسيلعب التقارب البيولوجي بينهما دورا كبيرا في تقريبهما لاشتراكهما في الطبيعة الأنثوية.

وجهة نظر معاكسة!

ومن وجهة نظر أخرى يقول الدكتور إيلي كينيدي مور المتخصص في العلاقات الأسرية: “الصداقة تعني وجود علاقة بين أنداد، فالأمهات والبنات ليسا متساويين”. هذا يعني أنّ الأبوة والأمومة تتطلب وضع الحدود وتطبيق القواعد حتى يظل الأبناء آمنين، ويُشير كينيدي مور إلى أن “معاملة أطفالنا كأقران يمكن أن تعني التخلي عن مسؤوليتنا كآباء لوضع توقعات وحدود معقولة، إذا تعاملنا مع أطفالنا كأقران، فمن الصعب الإصرار عليهم للقيام بواجبهم المنزلي وتنظيف غرفهم وعدم البقاء في الخارج طوال الليل وتركهم هواتفهم المحمولة وقت النوم”. لذلك يرى كينيدي مور أنّه لا بدّ من رسم علاقة واضحة بين الأم وأبنائها عمومًا كي لا تحدث تجاوزات من قبلهم! وهذا يعني أن تكون هذه الصداقة بين الأم وابنتها ضمن حدود بحيث تُشارك الأم ابنتها في مشاهدة فيلم ما وفي التسوق والضحك ومشاركة الأسرار، باحتفاظها الحق في توجيهها.

في نهاية الأمر، قد يبقى الأصدقاء وقد يذهبون، لكن علاقة الام وابنتها دائمة، حتى لو لم يكن بينهما صداقة أو أسرار، لهذا فهذه العلاقة أكثر حميمية وأشد حدة من أي علاقة أخرى، ومن الضروري الحفاظ على التسلسل الهرمي فيها حتى لا تشعر الابنة بالمسؤولية عن رفاهية والدتها والعكس أيضا العاطفية لأنّ هذا يثقل كاهلهما كثيرًا، فعلاقة الأم والابنة أشمل بكثير من أفضل صداقة ولا يمكن استبدالها بأي علاقة لتفوقها دائمًا على أيّ صلة أخرى لذا، لا ينبغي أبدًا أن تتعامل الابنة مع الأم بنفس الطريقة التي تُعامل بها صديقتها، بل بقدسية أكبر واحترام أكبر وثقة أعمق، وفي الوقت نفسه لا يمكن للأم أن تكون متساهلة من حيث القواعد والتوجيهات كالصديقات.

2021/12/08

لا في بال ولا في الحسبان.. تحديات معقّدة تواجه الأسرة!

الأسرة والتحدّيات.. لماذا القلق؟

د. مها جرجيس

تحتل قضايا الأسرة النصيب الأكبر في موضوعات الدراسات التربوية، والاجتماعية، والإعلامية، بل وحتى السياسية.

[اشترك]

وتتفق أغلب هذه الدراسات على أن الأسرة المعاصرة تواجه أنماطاً جديدة من التحديات لم تعرفها حقبة ما قبل العولمة، وربما لم تكن حتى في البال ولا في الحسبان.

وحين نقول إن هذه التحديات هي أنماط جديدة فذلك يعني أن لها خصائص ذات طبيعة مختلفة، لا تشبه تحديات التربية والتعليم والحياة قبل عشرين عاما.

وكما تختلف طبيعة هذه التحديات التي ظهرت مع العولمة عن جميع التحديات التي سبقت تلك الحقبة الزمنية فإنها على الرغم من ذلك تشترك في عدد من الخصائص التي لا يمكن إغفالها وأبرزها ما يلي:

- إن هذه التحديات تشكل ظاهرة عالمية لا تختص بمكان دون آخر، فرياح العولمة هبت على كافة الأسر في أقطار العالم، ولا يكاد يسلم منها أحد، إلا من كان يعيش في عزلة تامة عن التقنية، أو فقد الاتصال بالعالم من حوله عبر أجهزة التكنولوجيا الحديثة.

- إنها ليست مجرد تحديات بل سيطرة وتحكُّم، وليست من جبهة واحدة، بل من جهات عدة، يصعب مقاومتها جميعاً؛ فتحديات العولمة لا يؤثر فيها طرف واحد، بل أطراف متعددة لكن هذه الأطراف الفاعلة كلها تشترك في صفة واحدة رغم اختلافها جغرافياً وأيدلوجياً، وهي صفة الهيمنة والقوة.

- تتصف هذه التحديات بالقوة والضغط الاجتماعي؛ وذلك لعموميتها وينطبق عليها ما ذكره عالم الاجتماع دوركايم، من خصائص الظاهرة الاجتماعية وأهمها (القهر الخارجي) أي أنها تفرض نفسها بقوة الانتشار، وتمارس الضغط الاجتماعي، أي أن من يمانعها أو يتأخر عنها يتعرض إلى نوع من العزلة والاغتراب، ويعاني في سبيل الابتعاد عنها من بعض الصعوبات، مما يعني أنها تتطلب تبعاً لذلك حلولاً جماعية، ولا يكفي فيها الحلول الجزئية، وإن ساهمت في التخفيف من آثارها.

تتسم هذه التحديات بالتغير وسرعة الحركة والتطور وعدم الثبات، وذلك كله ناتج عن طبيعة وتيرة التغيرات السريعة التي تشكّل سمةً رئيسة في الحياة المعاصرة.

- وهكذا فإن هذه الخصائص الثلاث: (العمومية، القوة، التغير) تجعل من هذه التحديات المعاصرة للأسرة ظاهرة معقدة ومتشابكة، تستدعي المعالجة بقدر يتناسب مع هذه الخصائص.

وأختم هذه الخصائص بأثر من آثار العولمة المعاصرة أصبح يشكل تحدياً في ذاته، وهو الاعتياد والاستسلام، فكثير من تحديات العولمة أصبح واقعاً مفروضاً على الأسر قد لا يمكن تغييره لدى البعض، مما يجعل الخطوة الأولى في مقاومتها وحماية الأسرة منها تقبع في الخلف، بينما يحتاج المصلحون إلى تغيير نظرة وطريقة التفكير حولها قبل الدعوة إلى مقاومتها والحدّ من أضرارها؛ فمن منا اليوم يستطيع السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتوالد أشكالها وبرامجها عاماً بعد عام، سناب تشات، وتيك توك، وكلوب هاوس، وهلم جرا ..

ومن منا يستطيع التحكم في محتويات الألعاب الالكترونية، أو في ما يصاحبها من الدردشات الصوتية، والمكتوبة، والتجمعات والتواصل بكل أشكاله؟

ولا أبالغ إن قلت: إن حالةً عالمية من القلق تسود الأسر على اختلاف الأديان والأعراق، وأن التحديات المعاصرة ذات مؤشر خطير؛ فهي تضع محو الهوية، والدين، والأخلاق في أولوياتها، والعالم المتنوع بدأ يتحدث عن غزو الإلحاد والشذوذ للأجيال المعاصرة بشكل لم يسبق له مثيل، والذي حدث بعد سنوات من التطبيع، والتمرير، والرسائل الخفية والمبطنة في الأفلام، والأقلام، والانفتاح التواصلي الكبير!

إن ما مضى كله ليس دعوة للمزيد من القلق، بل دعوة للوقوف والتقاط الأنفاس من وراء هذا اللهاث، ونداءٌ عام لتعاون المربين مع الجهات الحكومية وغير الحكومية لنشر الوعي وإنقاذ الدور التربوي للأسرة وإعادته إلى نصابه الفطري والشرعي والاجتماعي الصحيح، وهو ما يمكن الحديث عنه تفصيلاً في مقال لاحق بحول الله.

2021/12/08

لا تمدح شكل امرأة أمام زوجتك!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

هل يؤثر شكل الزوجة وطبخها على العلاقة الزوجية؟

كتبت هدى الشمري:

غالباً ما تتقبل الزوجة العربية أي نقد أو ذم من جانب زوجها شريطة أن يكون بعيداً عن شكلها وطبخها، لأنهما في نظرها يمسان أنوثتها بشكل مباشر، ويتعلقان بدورها كامرأة داخل بيتها.

[اشترك]

فالزوج الذي يسخر طوال الوقت من شكل زوجته، ويقارن بينها وبين الأخريات خاصة اللائي يراهن عبر شاشة التلفاز أو الشبكة العنكبوتية؛ يصيبها بالإحباط، واليأس، ويضعف ثقتها في نفسها، وقد يجعلها تندم على موافقتها على الزواج منه.

كما أن الزوج الذي يثني دوماً على طهي الأخريات، ويذم طهي زوجته، ويتهمها بأنها فاشلة في الطبخ، ولا تقدر على إشباع معدته بألذ الأطعمة والأشربة؛ يحزنها غاية الحزن، ويحبطها أيضاً، ويجعلها تكره دخول المطبخ، وتخشى ردود فعله بعد كل وجبة، الأمر الذي يعوقها عن تطوير ذاتها، وتحسين حالها في الطبخ، كما يخلق بداخلها حالة من الغيرة والحقد على من يقارنها بهن.

في الحقيقة، أتعجب كل العجب من ذلك الزوج الذي يمدح شكل امرأة أخرى أمام زوجته التي اختارها بكامل إرادته، وفضلها على الأخريات، وتزوجها!

وأتساءل مستنكرة: لو لم يكن هذا الرجل راضياً عن شكل من تشاركه الحياة، فلماذا تزوجها أصلاً؟

هل تزوجها ليعاقبها على أمر من صنع الله، ولا دخل لها فيه؟ هل تزوجها ليؤذيها ويحبطها، ويخرج أمراضه، وعقده النفسية عليها، لتكره نفسها، وحياتها؟

من سوء العشرة أن يسخر أي زوج من شكل زوجته الذي اختاره الله لها، ثم اختاره الزوج ورضي به حين دخل بيت أبيها، وطلبها للزواج، ودفع مهراً، وعقد عليها.

فبدلاً من هذه السخرية المقيتة التي تؤثر سلباً على نفسية، وأعصاب الزوجة، يمكن للزوج أن يحدث بعض التغييرات الجمالية على شكل زوجته بمنحها مالاً لتستطيع شراء بعض مستحضرات التجميل، والذهاب إلى من يجيدن تصفيف الشعر، وتنعيمه، وصبغه وغير ذلك.

أما إذا كان الزوج لا يستطيع دفع المال الذي يمكن أن يحسن من مظهر زوجته، فليقل خيراً، أو ليصمت؛ هو أزكى له، ولها.

وبخصوص طبخ الزوجة الذي لا يعجب الزوج، يمكنه أن يحولها إلى طباخة ماهرة بتشجيعها بأطيب الكلام، وحثها على متابعة برامج الطبخ المنتشرة على الفضائيات، والشبكة العنكبوتية؛ حتى تتعلم كل ماهو جديد، وتلبي له كل ما يريد من أطعمة، وحلوى.

فـلم يعد هناك أمر صعب أو مستحيل في زماننا هذا، وصارت وسائل المعرفة والتثقيف في شتى المجالات منتشرة، ومتاحة لدى غالبية الناس، لكن من المهم أن تكون الزوجة مستقرة نفسياً وعاطفياً، وتشعر بالحب والأمان حتى تكون قادرة على تطوير ذاتها، وتتغير إلى الأفضل.

2021/12/07

أيها الأهل.. شاشات الهواتف تحصد أخلاق أولادكم!

ما عذركم أيها الأهل أمام ما يجري أمام أعينكم؟

ما هي أعذاركم كي تسمحوا لأطفالكم بأن يمضوا 6 ساعات في اليوم أمام الشاشة وكي تسمحوا لهم بمشاهدة ما يُعرض من دون مراقبة وإشراف منكم؟

[اشترك]

ما هو المحتوى الذي يُفترض بولد في سن التاسعة أن يتابعه يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي كي يشعر أهله بالقلق؟

متى سيدرك الأساتذة مخاطر الشاشات على الأولاد الأصغر سناً؟

متى ينبغي أن نبدأ بالقلق؟

هل تعرفون ما الذي يشاهده أولادكم على الهاتف أو الايباد؟ ما هو المحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه؟

ولعل السؤال الأفضل هو: هل يهمكم أن تعرفوا ما هو هذا المحتوى؟

سأعطيكم مثلاً:

رأيت في الأمس ما يشاهده تلامذتي خلال استراحة الغداء. أخرج أحد الرفاق هاتفه وبدأت مجموعة مؤلّفة من ستة تلامذة بمشاهدة الفيديو. كنت أسمع الموسيقى من حيث أجلس، وعليّ أن أعترف بأنها موسيقى فرحة للغاية.

وفجأة، سمعت الحوار.

“ما الأمر يا جميلتي؟ لم تصل الحافلة؟ لا تقلقي، اصعدي في سيارتي وسنقوم بجولة سياحية معاً في المدينة!”

عندئذ، اقتربت من المجموعة لأشاهد الفيديو. ولعل هذا العنوان، وهذه الأغنية، وهذا الفيديو، وهذا النصّ ليسوا مخيفين بقدر ما سأقوله. لم يعد ما يشاهده أولادنا أو يسمعونه يصدمنا.

والسبب في ذلك أنّ الجميع يستمع إلى هذا، الصفّ كله. والأسوأ في الأمر هو ختام مقطع الفيديو حيث انتهى بصعود ثلاث فتيات، شابات، فاتنات، يرتدين ملابس مثيرة، في سيارة هذا الشخص الغريب.

في الواقع، ركضت الفتيات الثلاث اللواتي يرتدين تنانير قصيرة جداً وينتعلن أحذية بكعوب عالية نحو السيارة، وصعدن إليها وانطلقن نحو وجهة مجهولة مع رجل غريب.

حصد مقطع الفيديو هذا 20 مليون مشاهدة خلال شهر.

إنه امتحان الضمير لأولادنا أيها الأهل الأعزاء

هؤلاء الفتيات الثلاث قلن لأولادكم إنه من الطبيعي جداً أن يصعدوا في سيارة رجل غريب لأنّ الحافلة لم تصل.

عشرون مليون مشاهدة أيّ أنّ نصف مليون طفل “فقط” استمعوا إلى الأغنية 40 مرة. وهذا بدوره يعني أنّ مليون رب أسرة وأم لا يجدون مانعاً في ذلك أبداً، ما لا يقل عن مليون. أهل لا يهتمون بالعالم الذي يعيش فيه أولادهم.

إذن، نسألكم أيها الأهل الأعزاء:

ما هي الأعذار التي تتحججون بها لتسمحوا لأولادكم بأن يمضوا 6 ساعات في اليوم أمام الشاشة؟

لماذا تتركونهم يشاهدون مثل هذه الأمور؟

- لا تسألوني شيئاً، فابني يبقى متسمّراً أمام الشاشة طيلة النهار. لكن نحن أيضاً تابعنا فنانين سيئين في التسعينات ولم نصبح انطوائيين، خطرين أو أغبياء.

- فليحفظنا الله، تساهلت مرة وروّعني ما رأيت. لكن الصف كله يشاهد هذا. الكل أمام الشاشة فلا أستطيع بالتالي أن أمنعه هو وحده!

- اللوم يقع على المدرسة إذ يجب أن تمنع استخدام الهواتف فيها. لكني لا أستطيع أن أتحكّم بما يجري في بيتي!

- أعلم، وقد طرحت عليه السؤال… لكن ابني قال إنه يشاهد هذه الفيديوهات لأنها مضحكة، لكنه يترفّع عن هذا كله. اعترف بوضوح أنه لن يتصرّف أبداً على هذا النحو.

اللوم يقع على المجتمع أيضاً، وعلى وسائل الاعلام التي تروّج لهذه الفيديوهات.

ويقع اللوم أيضاً على الدولة التي لا تعالج هذه المسائل والتي تسمح لفيديوهات تحمل مثل هذه الرسائل بأن تُنشر وان يُستمع إليها وأن تُشاهد وأن يُروّج لها من دون أيّ مشكلة. ونحن نرى هذه الفيديوهات تغزو العالم حتى وإن كانت خطرة.

لكن حين تعلمون، حين تعلمون جيداً، أنّ المجتمع والدولة والمدرسة لن تفعل شيئاً من أجل أولادكم حتى تفعلوا ذلك بأنفسكم، فما الذي يمنعكم من أن تقولوا “أريد أن أعرف ما الذي يشاهده أولادي”؟

- أريد أن أكون معنيّاً بأموركم، أريد أن أعرف ما تستمعون إليه، أريد أن أتحدّث في الأمر، أريد أن أعرف لما تحبونه.

- أريد أن أعرف ما إذا كانت مرحلة وستمر أم أنّ هذا سيؤثر فيكم بشكل واضح وكبير.

- وأريد أن أكون جزءاً من حياتكم اليوميّة، أن نتحدّث قدر الإمكان وأن تقللوا من الجلوس أمام الشاشة.

- أريد ألا يشاهد أحد في منزلنا برامج تلفزيون الواقع وألا يتم الاستماع إلى الموسيقى التي تصنّف الشبان جنسياً.

- أريد أن نتناول العشاء معاً كل يوم.

- وأريد ألا نستخدم الهواتف أثناء تناول طعام العشاء.

- أريد ألا تكون من ضمن النصف مليون طفل الذين يشاهدون أموراً كهذه.

لكنكم تحتاجون إلى أمرين لتحقيق هذا: الصبر والالتزام.

فهل تتمتعون بهاتين الصفتين من أجل أولادكم؟

التربية الذكية

2021/12/06

انفتاح ممزق.. هل أصبحنا نعبد ’الموضة’؟!

البناطيل الممزقة بين غياب القانون وضياع القيم

كتب علي العيساوي:

في ظل الانفتاح وسرعة نقل البيانات التي يشهدها العراق، بشكل غير مسبوق ما تنفك بعض الظواهر من الانتشار في المجتمع كتلك التي تستهدف أجيال المستقبل من العادات، واحدها ما شاع مؤخرا من الملابس والأزياء، ومن المفارقات التي يقف التفكير عندها إن هذه الملابس سبق ان كانت غير مقبولة بالنسبة للشاب ذاته فما عدا مما بدا؟!

[اشترك]

فما يُلاحظ اليوم من سلوكيات منحرفة هو نتيجة اضطراب فكري، اذ ان التقاطع الثقافي، والملتمسات المادية الكثيرة التي لم يألفها المجتمع لفترات طويلة، ومن ثم اُتيحت له الفرصة بشأنها، وخصوصا للشباب للأسف بعض منظومات القيم التي كانت حاصلة فيما يتعلق بالموضة كل ذلك أثر بشكل او بآخر بالمنظومة السلوكية او الثقافية التي يحملها الشباب اليوم.

فمن الظواهر الغريبة التي بدأت تغزو أوساط شبابنا من الجنسين وإن كنا نستغربها أكثر على الشباب الذكور، حيث نجد أن الكثير من هؤلاء بدأ يظهر في ملابس إلى حد الإضحاك، فمنظر ذلك الشاب وهو يقطع طرقات الأسواق جيئة وذهاباً بملابسه الممزقة، والتي تعتبر الأكثر جرأة في عالم الموضة والأزياء في الفترة الأخيرة، والتي بدأت بالبنطلونات الجينز الممزقة من الأمام على «الركبة»، ثم تطور الأمر لتصبح الفتحات خلفيه لتظهر أماكن حساسة بالجسد.

الملابس الممزقة، وخاصة «البناطيل» باتت ظاهرة واضحة في شوارعنا، على وقع استياء مواطنين نتيجة لثقافة غربية دخيلة على مجتمع شرقي ملتزم، ضاربين عرض الحائط بقيم وتعاليم إسلامية، وعادات مجتمع، وتقاليد معمول بها في بلادنا الاسلامية.

ماركات عالمية، تصنع منها تلك الملابس الممزقة، وتروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحال ضخمة، تبيع تلك الملابس، واللافت في الأمر، الإقبال عليها خاصة في الآونة الأخيرة، وما أن تسأل من يرتديها عن سبب إقباله على ذلك، يجيب: «موضة».

هذه الجملة الأشهر التي يجاوب بها الشباب عند سؤالهم عن سبب ارتدائهم الملابس الممزقة او غيرها من أشكال الموضة، فهل نحن أصبحنا عبيد لما يسمى الموضة أم مضطرين دون تفكير لارتداء ما تصدره لنا تركيا والصين، أم نحن الذي نفرض عليهم ذوقنا وميولنا نحو الخروج عن المألوف فيصنعون ما نطالبهم به.

دراسة لعلماء نفس توصلت إلى أن الأشخاص الذين يفضلون لبس البناطيل الممزقة يعانون خلل فكري، وقد يعني ذلك أنهم مصابون بمرض انفصام الشخصية.

وحول هذه الظاهرة، يقول الدكتور درداح الشاعر، رئيس مجلس إدارة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات: لا شك أن زي الإنسان يعبر عن حالته النفسية، وزي الإنسان يعكس نظامه القيمي والأخلاقي والأدبي، ويعكس الثقافة المجتمعية التي يحيا فيها الإنسان بل ويعكس مدى اتزان الشخصية أو اضطرابها، ولا شك أن هناك بعض المظاهر فيما يتعلق باللباس ظهرت نتيجة حركة التغير الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع بشكل خاص.

فيما أكدت أستاذة علم الاجتماع التربوي الدكتورة حلا منصور: أن الأمر ليس له علاقة بالتعليم والثقافة أو الدين أو حتى العادات والتقاليد، لكن الذوق العام اختلف للأسوأ، وهؤلاء الشباب يلهثون وراء الموضة والتقاليع ويعتقدون أن هذا هو التميز والقيمة، بعكس الماضي الذى كان الجميع يعلم أن الشعور بالقيمة يكمن في التفوق الدراسي أو جمال الشخصية أو التميز في الأخلاق، وللأسف تم فقدان كل هذه المعايير لتكون سبب من أسباب التميز، فبدأ هؤلاء الشباب في رحلة بحث على أشياء «تافهة» يجدون فيها التميز من وجهة نظرهم الخاصة.

فكم نتمنى أن نجد شبابنا وقد أعاد صياغة شخصيته بشكل جديد فعلاً ولكن بفكره وأسلوبه ومنهجه الخاص الذي لا يتأثر بأزياء الغرب وتمايل أجساد العرب فضائياً وإنما يطرح نفسه كنموذج متقدم يقلده الآخرون.

ونلفت الانتباه إلى نقطة مهمة وهي أننا لا نطالب الشباب اليوم أن يكونوا صورة مكررة من رجال الأمس لقناعتنا أن لكل زمان رجاله وبالتالي لكل رجال فكرهم وأسلوبهم في الحياة، ولكن ما لا نتقبله هو أن يعيد شبابنا من الجنسين صياغة شخصياتهم بشكل يجعلهم صورة ممسوخة من شباب الغرب حيث افتقد شبابنا للهوية الوطنية الخاصة التي تميزهم عن غيرهم وليتهم أخذوا عن شباب الغرب جديته فهل يمكن أن نرى هذا الشاب.

أسباب الظاهرة

يتبادر السؤال ليبحث عن إجابة منطقية هل إن الإقبال على تلك الأزياء ناتج عن تقليد المشاهير ومسايرة للموضة كما هو حال قصات الشعر والتسريحات، والإكسسوارات الغريبة التي هي الأخرى أخذت حيزها من اهتمامات الشباب، أم إنها جاءت تأثرا بما يُنشر عبر وسائل الاتصال الحديثة التي تُعد من أهم مقتنيات شبابنا أم هناك أسباب أخرى؟

1. عولمة الثقافة: لم تحدث واقعاً فعلياً في أي مجال من مجالات الحياة، بقدر ما أحدثته عولمة الثقافة في المجال الشبابي، فبعض الشباب ينغمس في تقليد النموذج الغربي إلى حد ضياع الشخصية التي تم إعادة صياغتها في ضوء البث الفضائي الأجوف في غالبه.

فارتداء هذه الملابس في الغرب أمر اعتيادي جدا للشباب، وهذا ما يتناقض تمامًا مع عادات وتقاليد مجتمعنا المُحافظ، الذي يستمد ثقافته وأسلوب حياته من تعاليم ديننا الحنيف، الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق والتهذيب، ويرفض ويستنكر كل ما هو خارج عن الفطرة الإنسانية، التي تدعو إلى الحفاظ على ما يميزنا كمسلمين.

الباحث الاجتماعي د. رسول مطلق، قال: ان المجتمعات الإنسانية في ظل التغير العولمي ومده، تتعرض لتغييرات مستمرة، مشيرا إلى ان هذه التغييرات لم تترك فئة او شريحة الا ونجد عليها بصماتها، وأحيانا تكون البصمة ايجابية، كالإنترنت واستخداماته الايجابية باختصار الوقت وتقليل الكلفة وسهولة نقل المعلومات، وأحيان أخرى تكون سلبية كبصمات الفوضى والأثر ثقيل والسلبي له [الانترنت].

واضاف أن بعض الشباب أصبح في ظل هذه الهجمة وانفتاح أبواب المد العولمي على مصراعيها ودون السيطرة على ذلك الوضع، يعيشون حالة اللامبالاة التي انسحبت على نظامهم الحياتي بشكل كامل.

2. تأثير الإعلام: يرى بعض المراقبين أن المشكلة الحقيقية تكمن في القنوات الفضائية وبالأخص الدراما والسينما حيث أنها دائما ما تظهر الشباب ذوو المستوي الاجتماعي الراقي بملابس غير محتشمة فأصبح مترسخا في نفوس كثير من الشباب أنه كلما تخلى عن الحشمة وقلد ما يراه في التلفاز أصبح في عيون الناس شاب (سبورت) ومن وسط راقي بينما الواقع على العكس تماماً أولاد العائلات المحترمة هم من يرتدون ملابس بسيطة وعصرية ومحتشمة، فعنما تصبح الملابس الممزقة موضة للمترفين، تأكيد على قوة تأثير الإعلام على العقل الفارغ للإنسان.

خاصةً وأن الشباب الصغير من المراهقين ودون ذلك، يجتذبون إليها بشكل واسع، ظنًا منهم أن ارتداء هذه الملابس هو نوع من أنواع التجديد، علاوةً على أنها تجعلهم مميزين وسط أقرانهم من الشباب.

3. التفكك الأسري: إن عدم المتابعة من الوالدين وترك الأولاد بدون مراقبة وتوجيههم على الجادة الصحيحة يجعلهم معرضين للانحرافات الاخلاقية، لأن الشاب في تلك المرحلة من العمر يحتاج الى من يزرع في نفسه محاسن الأخلاق والقيم النبيلة لا أن يجعله.

وهذا ما أكدته أستاذ علم النفس الدكتورة سلوى عبد الباقي قائلة: أزمة الهوية ليست البعد عن الدين لأن الدين بناء روحي وقيمي، وليس تعليمي، إلا أن الأزمة الحقيقية تكمن في انخفاض المد الأخلاقي، ولابد أن يستيقظ المجتمع من «الغيبوبة»، وعدم خلط الأوراق، التي من الممكن أن ترجعنا للخلف 1600 عام.

4. غياب القانون: لعل من الأسباب المساعدة على انتشار هذا النوع من الملابس هو عدم وضع قانون صارم من قبل الدولة يمنع استيراد الملابس المنافية للآداب العامة والأخلاق الاسلامية، فترك التاجر بدون قانون واضح يفسح المجال أمامه في جلب كل مايدر عليه من الاموال سواء كان ضمن الأطر المقبولة أو كان منافيا للأخلاق العامة.

توصيات:

ومما ذُكر يبدو جليا ان الحفاظ على اتزان المجتمع وثقافته، وحيثياته التي تعبر عن أدبياته وأخلاقه وتميزه عن غيره من المجتمعات، مسؤولية تضامنية بين الأسرة التي تعد المسؤول الأول والإعلام، فدور الآباء هام في بث شعور داخلي لدى هؤلاء الشباب بأهميتهم ومساعدتهم في بناء أنفسهم والبحث عن مستقبلهم، وليس فقط بالاكتفاء بالصرف والبذخ دون أدنى توجيه لهم.

وهذا ما طالبت به أستاذ علم النفس الدكتورة حلا منصور: على أباء هؤلاء الشباب بإعلان حالة التمرد العام داخل المنازل وإعادة الحسابات الأسرية والمجتمعية من جديد، مؤكدة أنه كلما تقبل المجتمع لمثل هذه التقاليع، كلما زادت، وتطل علينا كل يوم بجديد، مثل تقليعات قصات الشعر والبنطلونات الشارل ستون وتسقيط البناطيل لدى الشباب.

ومن ثم يأتي الإعلام باعتباره المخاطب للعقول دون قيد، وقد يكون هو الأقرب لها والأقدر على إقناعها في حال صعب ذلك على العائلة، وإعادة النظر في وسائل (نشر ثقافتنا) ولابد من إنتاج برامج ومسلسلات وأفلام تتحدث عن ثقافتنا الإسلامية ومزايها، وتوظيف متخصصين في علم النفس والاجتماع في أطقم شرطة المجتمع.

كما لا يخفى دور المدارس والجامعات في تنبيه الشباب وتوعيتهم حول خطر الحضارة الغربية الرامية إلى قتل ثقافة الإسلام، وعدم الاقتصار على المناهج العلمية البحتة في التعليم، فلابد من ربط مثل هذه الظواهر بقضايا المجتمع الكبيرة والخروج عن المألوف، هؤلاء الشباب ليس لديهم شيء حقيقي يملئ الفراغ الروحي والمعنوي، ولديهم احتياجات روحيه لابد من توظيفها بشكل سليم، فلا ضير من الانفتاح والتغيير، فهو سمة ايجابية للمجتمع ولكن ليس بطريقة يتم معها التخلي عن مبادئه وأخلاقياته.

يجب اتخاذ الأساليب الرسمية المتمثلة بالرقابة على الأسواق والتجار، وإصدار القوانين التي تتضمن المظاهر التي تتعارض مع النظام والآداب العامة، وعلى وزارة التجارة أن تتصدى لمستوردي الملابس الممزقة التي تعري ولا تستر، هذه مسؤوليتها وتفرض غرامات عالية لبائعيها.

2021/12/06

هل يدرك الآباء مسؤولية التربية الدينية؟

كتب: بسام حسن خضرة

بلغت درجة التبرؤ من الذين يهملون القيام بواجباتهم التربوية حد الذي صار فيه المجتمع يعاني من ملحدين ومشركين، هل يدرك هذا المهمل ماذا يعني تبرؤ النبي وآل بيته منه وعدم قبول أعماله وإن بلغت عنان السماء؟

[اشترك]

ورد في الحديث عن زين العابدين (إنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه).

تنمية التربية الايمانية في نفس الطفل حق له على عاتق المسؤول عن تربيته سواء كانوا أهلاً أو مدرسة أو جامعة ولا يخفى أن روحه في تقبلها للتعاليم الدينية والأخلاقية تشبه الأرض الخصبة القابلة للزرع وعلى المسؤولين عن تربيته أن يبادروا إلى زرع بذور الإيمان والفضائل في نفسه وأن لا يفرطا بشيء من الفرصة السانحة لهما كي لا يتبرأ منه النبي.

يلاحظ أن العلم الحديث دعا إلى ما دعا إليه الإسلام معتبراً أن التربية الدينية للأطفال ضرورة لضمان سعادتهم وحسن تربيتهم كما قال (ريموند بيج) لا شك في أن المهمة الأخلاقية والدينية تقع على عاتق الأسرة قبل سائر المسائل ذلك أن التربية الفاقدة للأخلاق لا تعطينا سوى مجرمين ومن جهة أخرى فإن قلب الإنسان لا يمكن أن يعتنق الأخلاق من دون وجود دافع ديني.

تبرز فطرة الإيمان في روح الطفل قبل أن يكمل عقله وينضج لاستيعاب المسائل العلمية وإن يهتم الآباء بهذه الفرصة المناسبة ويستغلا تفتح مشاعره ويقظة فطرته الإيمانية فيعملوا منذ الطفولة على تنمية الإيمان في نفسه من دون صعوبة أو حاجة لأدلة عقلية ومن السهولة بمكان جعله إنساناً مؤمناً بالاستناد إلى طبيعته الفطرية.

المشكلة عند الكثير ممن يتكلمون مع الطفل أنهم يخبرونه بعدم تكليفه ومنهم للأسف يجهلون الأحكام الشرعية للطفل ويمكن من خلال طرق تشجيعه مع الطفل مثلاً نسأل الطفل هل هو كبير أم صغير؟

فإن أجاب بأنه كبير نحثه على شكر الله سبحانه وتعالى على نعمة بأن لا يقول أو يعمل ما يغضب الله تعالى كأن يصلي مثلاً ولا يكذب.

في آخر دورة تربية حضرتها كان فيها ٣٠ مشارك أو أكثر، سألت المحاضِرة:

 "ما هو أفضل شيء تستطيع الأم أن تقدمه لأولادها؟"

 فترددت الإجابات بين "الحب، الدين، الاخلاص، التقوى، الصداقة، الانفتاح، الهدوء، الإحسان" ومرادفاتها، حتى جاء دوري وأنا أفكر أن تكون إجابتي مختلفة!

فقلتُ "القدوة"، فالقدوة هي بالتأكيد أهم ما تقدمه الأم لأولادها!

وعندما أجبتها، وانتهى الجميع من لعبة التحزير.

سكتت المحاضِرة وقالت: جميع إجاباتكم هي بالفعل أمور جدًا مهمة في التربية.. لكن حسب دراساتي يُوجد ما هو أهم من جميع ما ذكرتم..

"أفضل شيء تقدّمه الأم لأولادها هو أن تُحب أباهم".

"حسب الدراسات فإنه يمكن معرفة نسبة الخلافات بين الزوجين عن طريق فحص عينة بول طفلهم خلال ٢٤ ساعة".

"جاء أحدهم ليسألني عن طريقة لتربية ابنه بحيث يستطيع أن يسجل في جامعة هارفارد، عندما يكبر، فأجبته: إذا أردت أن تزيد نسبة ال IQ عند ابنك، اذهب إلى البيت وحب زوجتك".

) إذا لم تكن على قدر من الوعي والمسؤولية، لِمَ أنجبت أرواحًا تتعذّب من قساوتك) لا تورث لأبنائك أخبار سيئة عن أرحامهم مهما حدث بينك وبينهم، دعهم ينشؤون بقلوب سليمة ونوايا صافية، علمهم حسن الخلق، ووصل الأقارب بأبنائك وهم صغار، فسوف تمر الأيام بسرعة ولن يبقي لك من براءتهم وطفولتهم إلا مجرد ذكريات، لاعبهم، اضحك معهم، مازحهم، أُخرج معهم، كن كطفل بينهم، واجعل التعليم والأدب مع اللهو واللعب.

وهناك قصة تقول: جلست الأم وجلس أولادها حولها.. أعمارهم تتراوح بين العاشرة إلى الثالثة.. جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين، بدأت الأم وبدأوا معها في قراءة سورة الإخلاص، ثم كرروها عشر مرات، عندما انتهوا صرخوا بصوت واحد فرحين: الحمد لله بنينا بيتاً في الجنة.

سألتهم الأم: وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر؟

رد الأطفال نريد كنوزاً يا أمي، فبدأوا يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم عادت فسألتهم:

من منكم يريد أن يرد عليه الرسول (صلى الله عليه وآلة وسلم) ويشرب من يده شربة لا يظمأ بعدها أبداً.

فشرعوا جميعهم يقولون: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.. كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد.. كما باركت على إبراهيم وعـلى آل إبراهــيم إنك حميد مجيد.

تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل، ثم انفضوا كلٌ إلى عمله، فمنهم من تابع مذاكرة دروسه، ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بنائها.

فقلت لها كيف فعلتِ ذلك؟

قالت أبنائي يحبون جلوسي بينهم ويفرحون عندما أجمعهم وأجلس وسطهم فأحببت استغلال ذلك بأن أعلمـهم وأعودهم على ذكر الله.

فأحببت أن أنقل لهم هذه الأحاديث وأعلمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أن يفهمها.. فهم يروون القصور في برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها.. ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز، هذه الأم ستثاب عندما يردد أحد أبنائها هذه الأذكار.

المصدر: كتاب لا للقلق نعم للطمأنينة

2021/12/05

حفلات لـ ’هدم البيوت’!

حفلات الطلاق

كتب محمد مكي آل عيسى:

ظاهرة جديدة بدأت تطرق أبواب مجتمعنا الذي عاد ساحة لتطبيق كل ما يمليه الإعلام وكل ما يخطر على البال. لا أدري كيف بدأت هذه الحفلات وما هو منشؤها ومتى!

[اشترك]

لكنها على أية حال حفلة تقيمها الزوجة الّتي تحصل على طلاقها وتدعو فيها الصديقات والقريبات ولا تخلو هذه الحفلة من قالب الكعك (الكيكة) الذي يشبه كعك الميلاد أو العرس لكنه يمتاز بالزينة الخاصّة الّتي تحكي عن موضوع الطلاق كأن تكون صورة لابتعاد رجل عن امرأة أو دمى صغيرة تركل فيها المرأة الرجل وغيرها.

وتسود حفلات الطلاق أجواء الفرحة والسرور وتوزّع فيها الحلويات ولا تخلو من تشغيل الأغاني وانخراط الجميع بالطرب على أنغامها لاسيما صاحبة الدعوة الّتي تبدو عليها الفرحة الغامرة.

ولا تقيم جميع النساء المطلقات حفلات الطلاق بعد طلاقهن وإنما تقيم هذه الحفلات النسوة اللاتي رغبن هن بأنفسهن بالطلاق وربما كانت لديهم معاناة كبيرة حتى يحصلن عليه.

فالمرأة الّتي لا ترغب بالطلاق لن تقيم حفلة سرور وطرب بمناسبة طلاقها بل تكون مكدّرة حزينة إذا فقدت زوجها أو أسرتها أو أطفالها.

نعم فالمرأة الّتي تعاني الظلم من زوجها ولا تستطيع البقاء معه بسبب هذا الظلم يكون الطلاق خيارها الأمثل للتحرر من قبضة الزوج الذي ظلمها والعكس صحيح فالزوج الذي يرى أنه لا يستطيع أن يكمل حياته مع زوجته أبداً فالحل هو الطلاق.

وواضحة هي الحكمة الإلهية من تشريع الطلاق، فلا يمكن أن تبنى أسرة ولا يمكن أن يتربى الأبناء عند وجود خلل بين الأم والأب فكان الطلاق باب رحمة لوضع نهاية لبناء أعوج ينعكس على المجتمع بآثاره السيئة.

فمن يقوم ببناء بيت ثم يكتشف أن هناك خللاً كبيراً في أساساته لن يستعجل فيهدم هذا البيت بسهولة، سيحاول أن يجد أي حل ينقذ البناء قبل أن يفكر بالهدم وسيبذل كل جهده ليستنقذ بناءه فيستشير هذا المهندس ويستعين بتلك الشركة ويسأل ذاك الخبير حتى يأخذه اليأس من عدم وجود حل فيضطر مرغماً متألماً لهدم البناء.

وهكذا يتعامل الإسلام مع الموقف فالزواج أحب بناء لله تعالى فعن رسول الله ص: ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج.

أمّا إذا كان هذا البناء فيه مشكلة ولا بد من هدمه فالطلاق هو الحل الأمثل لإنهائه بعد أن تنقطع جميع السبل لإيجاد حل صحيح لتقويم هذا البناء، لكن يبقى الطلاق مبغوضاً عنده تعالى فإنه آخر الدواء وفي رواية عن الرسول الأعظم (ص) أنه قال: "ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة، يعني الطلاق".

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "ما من شيء مما أحله الله أبغض إليه من الطلاق".

وفي آخر عن الرسول (ص): "تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش".

وإذا كان الطلاق مبغوضاً عنده تعالى بهذا الشكل وهذا التأكيد فهل من الأدب أن تقام حفلات للطلاق؟! سرور بأمر يكرهه الله جلّ وعلا؟!

والذي أراه هو أن هذه الحفلات والسرور ليس لأن المرأة قد تخلّصت من قيد زوجها فحسب بل هناك أمور أخرى منها أن الزوجة لا تحب أن ترى نفسها منكسرة وكأنها فقدت كل حياتها بفراق زوجها فتعلن الفرحة والسرور للتغطية على ذاك الانكسار أو الحزن لتبقى بالنفسية القوية غير المكترثة بالأمر.

ومنها أن هذه الحفلة إخراس لصوت المجتمع الظالم الذي لا يرى المطلّقة إلّا بعين النقص، تحتفل لترضي نفسها بأنها في فرح غامر وسرور ولن يؤثر عليها صوت المجتمع ونظرته المتعسفة تجاهها.

أو ربما تشخيصها للحرية المغلوطة التي تظن بعض النساء أن الحصول عليها يكون بانفصام عرى الزوجية!

وعلى كل ما فرضنا فنحن بحاجة للمزيد من الوعي للتصدي للتجهيل الذي يصدّر إلينا من خلال الحرب التضليلية التي تهدف لمسخ مجتمعاتنا والذهاب بقيمها ومبادئها وفرض ثقافة هجينة عليه تعارض جميع المثل والأخلاق والتي تحفز المرأة على أن تكسّر قيودها بذريعة الحرية فتغفل المسكينة أن تلك الّتي تعتبرها قيوداً هي التي كانت تحملها من أن تقع في بحر الرذيلة أو بالأقل خسارة بيتها وأسرتها.

كما أننا بحاجة للوعي الداخلي، بحاجة للنهوض بالمجتمع مما تطبّع عليه وتمسّك به من اعتبار سيّء للمرأة المطلّقة والّتي كثيراً ما لا تكون هي السبب الأساسي في الطلاق.

نحن بحاجة لمنظمات تتخصص بنشر هذا الوعي وتكون رسالتها إيقاظ المجتمع للتصدي لظواهر اجتماعية قد يكون ضررها أكبر من حالات الفقر والمرض التي يوليها الجميع الأهمية.

نحن بحاجة لمعرفة ما يحبه الله وما يكرهه كي لا نحتفل لأمر هو يكرهه ففي ذلك استهانة بالشريعة المقدسة وطعن في الدين.

 ومن يجرؤ أن يكون خصماً قبالة رب العالمين؟!

2021/12/04

مشهد مستغرب: نساء يزاحمن الرجال على ’الأركيلة’!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

 

كتبت ميمونة الباسل:

لم يعد تدخين الشيشة أو النرجيلة حكرا على الرجال في العراق، بل أصبح الطلب عليها يتزايد من قبل النساء والفتيات في المقاهي العامة، حتى أضحت تشكل اليوم جزءا من ثقافة بعض المدن الحضرية، خاصة في العاصمة بغداد وأربيل، بعد أن كان البلد بأكمله خاليا منها.

[اشترك]

وانتشرت في الأعوام القليلة الماضية ظاهرة تدخين الشيشة من قبل الكثير من الفتيات والنساء بشكل ملفت في العاصمة العراقية بغداد.

وفي هذا الصدد، قالت الصيدلانية شهد محمود (24 عامًا): "أتذكر أني استغربت جدا من مشاهدتي لفتيات يدخن النرجيلة في العاصمة الأردنية عمان خلال فترة دراستي الصيدلة، لم أكن قد شاهدت من قبل ذلك في العراق، ولكن مثل ذلك المنظر كان مألوفًا في سورية والأردن، وبعد عام أو أقل بدأت بعض الطالبات العراقيات يدخن النرجيلة بين الحين والآخر، وإن كان بشكل خفي دون علم المسؤولة عن القسم الداخلي".

وتابعت حديثها "غالبًا ما يؤثر المجتمع في المقيمين، فالبعض يروق له ما يراه من عادات جديدة فيبدأ بتقليدها، وهذا بالضبط ما حصل مع تدخين النرجيلة من قبل الفتيات العراقيات لينتهي المطاف بنقل تلك العادات إلى العراق، بما لها من سلبيات وأضرار على الصحة أولا وعلى مجتمع يتسم بأنه محافظ ثانيا".

من جهتها، أوضحت الباحثة الاجتماعية رؤى الجبوري، "أن تغيير العادات المجتمعية ليس وليد السنوات الأخيرة، فقد عززت الحروب التي خاضتها البلاد في وقوع الكثير من التحولات على مستوى الفرد والمجتمع، وأيضا تغير النظر إلى الكثير من العادات والسلوكيات والإقبال عليها، إما بغرض التقليد الأعمى أو بهدف خوض تجربة جديدة".

وحذرت الجبوري من خطر تلاشي العادات والتقاليد، وانتشار أخرى بديلة عنها كتدخين الفتيات في الأماكن العامة، بعد أن كان ذلك مستهجنا من قبل العراقيين والفتيات أنفسهن عند مشاهدة مثل تلك المظاهر في بلدان أخرى، مؤكدة على ضرورة دعم كل الوسائل التي من شأنها المحافظة على تقاليد البلد والعادات الصحية والحضارية.

إلى ذلك، قال وسيم كيلان، وهو عضو برنامج مكافحة التبغ في وزارة الصحة العراقية، في تقرير صدر عن وزارة الصحة العراقية ببغداد، إن "مسحات أجريت في الفترة الأخيرة بينت ارتفاع معدل الوفيات في العراق جراء التدخين"، موضحا أن "العراق ينفق يوميا ملياري دينار (نحو 1.65 مليون دولار)، لشراء التبغ ومنتجاته من الخارج، وإن نصف مراجعي عيادات طب الأطفال من الأطفال دون عمر 5 سنوات، يعانون من مشاكل تنفسية مرتبطة بالتدخين والنرجيلة من قبل الكبار.

صحف عربية

2021/12/01