أنا في ورطة: ولدي يشاهد الأفلام ’الإباحية’.. كيف أتصرف؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

صُعق أب عندما وجد ابنه ذي الأعوام الستة يشاهد مقاطع إباحية ظهرت له ضمن الفيديوهات المقترحة بشكل تلقائي على يوتيوب.

[اشترك]

موقف آخر تحكيه إحدى الأمهات في مجموعة على فيسبوك، عندما دخلت مصادفة غرفة ابنها المراهق، فوجدته في حالة يرثى لها، وهو يشاهد مقطعا غير لائق على حاسوبه، فلم تملك نفسها من الغضب، يطرح آباء وأمهات هذا السؤال مرارا وتكرارا في مواقع التواصل، يبحثون عن أدوات يحصنون بها أبناءهم من مخاطر الإنترنت.

تتباين ردود أفعال الوالدين عند اكتشاف إساءة استخدام أبنائهم للأجهزة “الذكية” التي وفروها لهم من أجل الترفيه والتعلم.. فما هو رد الفعل التربوي الأمثل؟

الفراغ الكبير

في البداية تشير الباحثة هدى حمدان عضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس إلى الأسباب التي تدفع الأطفال والمراهقين إلى مشاهدة المحتوى الإباحي، أهمها: عدم تفرغ الوالدين وغيابهم عن أبنائهم، والفراغ لدى الأبناء وعدم انخراطهم في أنشطة رياضية أو علمية أو هوايات تستوعبهم، وترك الأطفال أمام الأجهزة دون رقابة، وأخيرا التأثير السلبي للأصدقاء.

وتوضح الباحثة الأضرار النفسية والجسدية لمشاهدة الطفل والمراهق للمواد الإباحية قائلة “تعرض الطفل لهذا المحتوى يضر بنمو وتطور الفص الأيمن من الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن الإبداع والخيال والوعي والبصيرة، كما يرتبط بانخفاض النشاط في الفص الأيسر للدماغ، وهو المسؤول عن المنطق والفكر والتحليل واللغة والعلوم والرياضيات، إضافة إلى ارتباطه بانخفاض التواصل مع قشرة الدماغ الأمامية”.

وتضيف “المحتوى الإباحي يؤثر على الصحة العقلية للطفل، ويضعف من قدرته على الارتباط بمحيطه، ويؤدي به إلى الانطواء والعزلة الاجتماعية، وظهور أعراض الاكتئاب عند المراهقين”.

وقد تتأثر الحياة الجنسية في الكبر بما شاهده الأطفال في صغرهم من محتوى غير مناسب لأعمارهم، ولا يستطيعون إدراكه.
وتشير هدى حمدان إلى تأثير تعرض الأطفال في سن صغيرة للمحتوى غير اللائق على إقبالهم على تعاطي المخدرات والكحول والخوض في تجارب جنسية عديدة في الكبر، أو ما يعرف باضطراب العلاقات الحميمية.

الرقابة الحقيقية

تؤكد الخبيرة التربوية نادية الدبشة أن التربية السليمة ترتكز على وجود قناعة لدى الأبناء بأن الرقابة الحقيقة تكمن في الرقابة الذاتية، وينبغي على الوالدين منح الأبناء الثقة “غير المطلقة” وإعطائهم مساحة لتصفح الإنترنت وعدم منعهم تماما، وفق مساحات حوارية للاتفاق على عدد ساعات الاستخدام وآدابه، وتنبيهم إلى أهمية الدخول إلى مواقع بناءة، ومخاطر دخول المواقع الإباحية.

وتنصح نادية الدبشة الآباء بالتحدث إلى أبنائهم، وتوضيح مخاطر المواقع الإباحية، وتحمل أسئلتهم في هذه المساحة الشائكة، وتقريب المشهد إليهم بحسب مستوى العمر، وتشغيل بعض برامج المراقبة والمتابعة، كي ينتبه ولي الأمر إلى سلوكيات أبنائهم مبكرا.

وتبين ريما محسن – باحثة تربوية ومهتمة بقضايا التحفيز الذاتي- ضرورة إقرار أولياء الأمور بأنهم لم تعد لديهم سيطرة حقيقية على الإنترنت، وما يطلع عليه الأبناء، فقبل سنوات كانت الأمور أسهل إذ كان الأمر مقتصرًا على جهاز الحاسوب العادي الذي تتشاركه الأسرة، وغالبًا ما يحرص الوالدان المهتمان على وجوده في مكان مشترك كغرفة الجلوس مثلا، وبالتالي يشعر الأبناء بالمراقبة الدائمة أو لربما الخجل من الوصول إلى المواقع ذات المحتويات الإباحية، أما الآن، فإن الهواتف الذكية خلقت تحديا جديدا أمام أولياء الأمور لأنها أصبحت في متناول الجميع.

وتضيف “التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم كأولياء أمور، لم يعد مقتصرًا على وضع القوانين في البيت ومراقبة تطبيقها واتباعها أم لا.. إنما هو قدرتنا على المحافظة على الحوار والتواصل الدائم اليومي مع الأبناء حول حياتهم وأنشطتهم اليومية سواء داخل البيت أم خارجه، في الأمور البسيطة العادية قبل الأمور الكبيرة”.

رد فعل الوالدين

ولكن.. ماذا إذا اكتشف أحد الأبوين وقوع ابنه في المحظور؟ وما رد الفعل التربوي المناسب؟

تلفت ريما محسن إلى نقطة هامة في تعامل ولي الأمر مع الخطأ، فأحيانا تكون ردة فعله ناتجة عن مشاعر الخوف والحرص على الأبناء، لكن في أوقات أخرى يتمحور ولي الأمر حول ذاته، ويغضب لنفسه وليس خوفا على ابنه، ويكون تركيزه على صورته الذاتية ومكانته في المجتمع وكيف ستتأثر بسلوك الابن، ويكون رد الفعل عنيفا جدا وغير منطقي بالنسبة للابن، وغير مفيد في النهاية.

وتحذر الخبيرة التربوية نادية الدبشة الآباء من معايرة الابن وتكرار تذكيره بما فعل، وتضيف “في حالة اكتشاف وقوع هذا الأمر.. فيجب التسليم بأن ما حدث قد حدث، والحل ليس بالضرب، ولكن باحتضان الابن والمراهق، والإقرار بأن كل إنسان يخطئ، ومهم أن يشعر الابن بقرب الأب والأم أكثر، ويجب محاولة علاج هذا الخطأ من خلال توضيح علمي للمعلومات التي شاهدها بشكل مبسط (...) والأهم إشغال وقت الابن بشيء مفيد ورياضة وصحبة صالحة حتى لا يظل منشغلا بما رأى، وهذا يساعد الابن على طوي الصفحة”.

العنف ليس علاجا تربويا

وتوضح ريما محسن أن اللجوء للعنف ومصادرة الهاتف ليس العقاب المناسب؛ فبعد أيام سوف تهدأ مشاعر ولي الأمر، ويعتقد أن ابنه لن يعود إلى فعلته، وبالطبع تسيطر عليه فكرة ضرورة وجود هاتف مع الابن لغايات التواصل في الحياة اليومية، ومن ثم يحصل الابن على هاتفه من جديد، وهكذا يدور الأمر في حلقة مفرغة، ودورة عقاب مؤقت لا طائل منه.

وتوصي هدى ولي الأمر بأن يتفهم الطبيعة الفضولية لدى الطفل، وفي حال اكتشف أن ابنه يدخل إلى هذه المواقع عمدا أو صدفة، فإن عليه فتح الحوار الآمن الذي يجعله يتواصل ويتعلم بدون الإحساس بالحرج والخزي، ويشرح له خطورة هذه المواقع وعدم واقعيتها لأنها عبارة عن مشاهد يقوم بتمثيلها ممثلون مقابل المال.  

وتطرح ريما السؤال الصعب: هل سيتقبل الابن الاستماع لوالديه والأخذ بآرائهم، حتى وإن تظاهر بالاستماع لهم.. فهل هناك منطق مشترك بينه وبينهم في الحوار يحفزه على السماع والاقتناع بما يقولون ومن ثم تغيير السلوك؟!

وتضيف “هذا هو التحدي الأكبر.. عندما تكون قنوات الحوار مفتوحة أصلا مع الأبناء في كل يوم وعن كل شيء، فإن المهمة تصبح أسهل بكثير.. لكن عندما ينقطع التواصل في البيت، ويقتصر على إعطاء الأوامر وسن القوانين فقط يصبح من الصعب جدا تقبل الأبناء للحوار مع والديهم، وبخاصة في الأمور الحساسة المرتبطة بإشباع مشاعر معينة داخل نفوسهم”.

الجزيرة

2021/11/06

انشغال الأم بـ’الموبايل’ يعرض أطفالها للخطر!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت سالي حسن:

الاستخدام الخاطئ للهواتف الذكية أصبح يشكل خطراً على حياة الأسرة ـ كبارها وصغارها ـ فارتبط استخدامه بحوادث الحروق والغرق، والكثير منها بسبب إهمال الأهل نتيجة الغفلة التي تنتج عن استخدام مثل هذه الأجهزة والتركيز التام بها.

[اشترك]

والظاهرة تفشت في كثير من الدول حيث حذرت وزارة الداخلية الفرنسية من زيادة حوادث غرق الأطفال التي بلغت 96% في خلال السنوات الثلاث الماضية وأرجعت السبب لانشغال الأهالي بالهواتف الذكية عن مراقبة اطفالهم.

وتحذر د. هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع وخبير الاستشارات الأسرية من خطر جديد نتيجة سوء استخدامنا للهواتف الذكية في المكان والزمان الخطأين أيضا، فإجازة الصيف هي فرصة كبيرة للأهل لتوطيد علاقتهم مع الأبناء وممارسة الأنشطة سويا، لخلق جو من الحب والمودة فيما بينهم، كما يتشاركون في المتعة فإن الأم والأب أيضا يتشاركان أيضاً في المسؤوليات من خلال مراقبة لصيقة للأبناء خاصة في السنوات الأولى من عمرهم، فهناك مخاطر جسيمة قد تحدث نتيجة انشغال الأهل بهذا الجهاز الذى أصبح دخيلا على مجتمعاتنا وأصبح سببا في هدم العلاقات الأسرية بشكل كبير. لذلك أنصح كل أم وأب أن يوفروا لأولادهم الحب والرعاية والاهتمام والتركيز أيضا، فهم أولى بكل وقت يزاحمهم فيه مطالعة الهاتف، كما أن من دورهم أيضا المحافظة على أطفالهم أسوياء النفس والبدن.

أما د. نهال حفني مساعد الأمين العام للبرامج والمشاريع بالهلال الأحمر المصري سابقا فتقول إن انشغال الأهل باستخدام الهواتف الذكية له تأثير سلبى على الأطفال، سواء من الناحية النفسية والتربوية أو من ناحية سلامة الأطفال وأمنهم.

فعلى سبيل المثال: تشير الدراسات الغربية أن حوالى 50% من الآباء والأمهات يتحدثون في الهاتف أثناء القيادة مع وجود الأبناء بالسيارة مما يزيد من احتمال تعرضهم للحوادث، حيث تمثل الحوادث الناجمة عن تشتت الانتباه بسبب الهواتف الذكية نحو 25% من إجمالي الحوادث، كما يؤثر استعمالها على سرعة الاستجابة، حيث تشير الدراسات إلى انخفاض سرعة الاستجابة بنسبة 37% عند استعمال الهاتف المحمول خلال القيادة.

وتضيف: يعد الغرق من أهم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال حيث ثوان قليلة فقط تفصل بين الطفل والغرق إذا ترك بدون ملاحظة وغمرته المياه، مما دفع بعض الدول كألمانيا إلى إطلاق تحذيرات للأهل بعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء وجود أبنائهم بالمياه بعدما سجلت عدة حالات وفاة غرق لأطفال بسبب عدم انتباه الأهل لانشغالهم بالهواتف المحمولة. واوضحت ان الكثيرين يعتقدون أنهم يتحكمون في الوقت الذى يستغرقونه أمام شاشات هواتفهم الذكية، إلا أن الإحصاءات تشير أنه على سبيل المثال يستغرق الفرد 5 دقائق فى المتوسط مع كل مرة يفتح فيها صفحة الفيس بوك.

الأهرام المصرية

2021/11/06

أجداد يتدخلون في تربية الأحفاد.. هل يصلحون لتربية هذا الجيل؟!

يعد منزل الأجداد الملاذ الآمن للأبناء بالنسبة إلى الآباء والأمهات العاملين في جميع الأوقات، ويعتبر بديل للحضانات، التي تواجه عزوفا من قبل الأسر، بسبب خوفها على سلامة أبنائها، ولكن يمكن أن يؤدي تدخل الأجداد في تربية الأحفاد إلى خلافات قد تؤثر على العلاقات الأسرية سلبا، وقد تحرم الأجداد من رؤية الأحفاد.

[اشترك]

فالأحفاد يحتلون مكانة مميزة لدى أجدادهم لدرجة قد تدفعهم للتدخل في شؤونهم وفي أدق تفاصيل تربيتهم، مما يجعل بعض الآباء والأمهات يرفضون هذا الدور من الأجداد والجدات بحجة إفساد الأبناء بالتدخل السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم.

ترى الجدة غالينا طه أن العلاقة بين الجد والحفيد لا تخلو من بعض التوترات المتمثلة باختلاف الفكر والزمن والعمر وكذلك صراع الأجيال والطباع، لكنها عرفت كيف يمكن التعامل معهم والحد من الصراعات والتشنجات قدر الإمكان، وغالبا ما تتعلق النزاعات بالانضباط والوجبات التي يتناولها الأطفال، والوقت الذي يقضونه أمام التلفاز والشاشات، هذا بالإضافة إلى وجود موضوعات شائكة أخرى مثل الآداب والسلامة والصحة ووقت النوم.

وبنظر طه، فأطفال اليوم لا يعجبهم العجب ويختلفون كثيرا، لكنها لا تحاول التدخل في التربية، ولا تعتمد التوبيخ أو العقاب، لأنهم بالنسبة لها أغلى من الأولاد.

توضح طه بأن عليها الوعي والصبر واتخاذ القرارات الصائبة، فالجدة تكون صبورة وتمنح الحفيد الوقت لإنجاز عمل ما، ونادرا ما تغضب إذا ما تأخر، لأن الجد أو الجدة، حسب قولها، أقل تطلبا من الوالدين المشغولين وأكثر استرخاء.

الأجداد أكثر صبرا

أما الطبيبة الشابة كاترين طه (ابنة غالينا طه)، فتعتبر بأن مشاركة والدها ووالدتها في تربية أبنائها تجعلها تشعر بالأمان، وأن لديها مرجعا دائما في حال مقابلة المواقف المختلفة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب تجاهها، لذلك تلجأ لوالديها لاستشارتهم، فهي متأكدة بأنهما سيفيدانها بالقرار الصحيح، لأن مصلحة أبنائها بالنسبة لهما في المقام الأول، وإذا وجد اختلاف في وجهات النظر تعمل جاهدة على تقريب الأفكار، وهي على علم أن تدخل الأجداد ما هو إلا فطرة وحب زائد لها ولأولادها، كما أن الأجداد يتحلون بمزيد من الصبر، لأن الآباء يكونون في حالة الضغط المستمر في العمل من أجل توفير الحياة الكريمة لأبنائهم.

اختلاف الجيل

بالنسبة لربة المنزل دانييلا الأحمر وهي أم لولدين، فلها رأي مغاير، مشيرة إلى أن أجداد أولادها يتدخلون في تربيتها لأولادها، ويشكل مضايقات لدرجة تمرد الأولاد على الجدين، لأنهما كانا صارمين للغاية معهما مما أنتج مشاكل بين الطرفين، فالتوبيخ الدائم لأفعال الأولاد خلق أزمة نفسية لديهم، ولم يتقبلوا تطبيق قوانينهما عليهم.

وتنهي الأحمر قولها بأن زمن الأجداد مختلف عن زمن الأبناء، وأن الأجداد لا يصلحون لتربية هذا الجيل، فتطلعات الأب والأم والأبناء مختلفة عن الأجداد.

رأي متخصص

تقول الاستشارية في علم النفس التربوي (دينا شوقي) بأن الأجداد لهم دور خاص في حياة العديد من الأطفال، ويمكن أن يكونوا سندا مهما للآباء من خلال الدعم والتوجيه ورعاية الأطفال، لكن يمكن أن تكون لديهم أفكار مختلفة حول أفضل السبل لتربية الطفل، وهذا يمكن أن يسبب التوتر بين العائلات.

وتوضح إذا كانت اختيارات الأجداد تتعارض مع اختيارات الآباء أو يتدخلون فيها، فيمكن أن يشكل ذلك ضغطا خطيرا على العلاقة، وشددت نتائج الدراسات على ضرورة سعي الأجداد جاهدين لفهم مطالب الوالدين والامتثال لها، ليكونوا أكثر انسجاما مع خياراتهما، ليس فقط لدعمهما في المهمة الصعبة المتمثلة في تربية الأطفال، ولكن من أجل تجنب تصعيد النزاع إلى الحد، الذي يجعلهم يخاطرون بفقدان إضاعة الوقت مع الأحفاد، ومن ناحية أخرى، تقدم شوقي بعض النصائح لتفادي الصراع بين الآباء والأجداد والأحفاد.

تجنب الخلافات

يجب نقل كل الصراعات إلى تحت الطاولة، حيث لا يجب أن يشهد الأطفال صراع الام والجدة، ولا صراع الأب مع الجد، لذلك يجب أن تكون كل النقاشات أو المشاجرات خلف الكواليس، لأن مشاهدة وسماع الأطفال لهذه الشجارات تقلل من هيبة الأهل في نظرهم، وتضعف احترامهم للجدين.

ويحتاج التعامل مع كبار السن إلى قدر كبير من سعة الصدر والهدوء، هذا الهدوء سينعكس على حياة الأسرة كلها، كما أن هناك حاجات صحية ونفسية لكبار السن يجب مراعاتها والتعامل معها بإخلاص لما قدمه العجوزان لأبنائهم، على الأقل لنقل هذا الإخلاص إلى الأبناء.

ومحاولة دمج الجد والجدة في العصر الحديث أمر يخفف التوتر الناتج عن صراع الأجيال، هناك الكثير من الأجداد والجدات يستعملون الوتساب والفيسبوك إن كانوا يراقبون تحركات الأحفاد أحيانا، لكن هذا الاطلاع على العصر الحديث، يساهم في انتزاع فتيل الخلاف بين ثلاثة أجيال تعيش في بيئة مشتركة.

وينبغي محاولة إقناع الجدين باستمرار بضرورة خلق توازن في محبتهم للأحفاد، وقوموا بشرح الآثار السلبية لإهمال حفيد دون غيره.

ولا بد أن تحاول الأم الاستفادة من الجدة أو الجد الموجود في البيت في رعاية الأطفال، لأنهما أكثر حرصا عليهم من المربيات، وسوف يتعلمون منهم أصول دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم الحسن على العكس من تركهم مع المربية.

الجزيرة

2021/11/04

التنمّر المدرسيّ.. كيف نحاربه؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت: إيمان بادي

تعمل المؤسّسات التربويّة على تحقيق أهداف مُختلفة، منها تنمية شخصيّة الطالب وصقلها من نواحٍ اجتماعيّة ونفسيّة، ولكن انتشار بعض الظواهر السلبيّة في مؤسّساتنا اليوم يحول دون تحقيق هذه الأهداف.

[اشترك]

 لعلّ أهم هذه الظواهر وأحدثها وأكثرها انتشارًا ظاهرة التنمُّر. ما المقصود بظاهرة التنمُّر؟ وماهي أنواعه؟ وكيف نحارب هذه الظاهرة؟ سأجيب عن هذه الأسئلة في هذه التدوينة من منطق تجربتي الشخصيّة ورأيي.

يعتبر التنمُّر المدرسيّ سلوكًا عدوانيًّا غير مرغوب بهِ بين تلاميذ المؤسّسات التربويّة، إذ يدلُّ على اختلالٍ في الطاقة لدى الشخص المتنمّر، لسلوكه المُتمثّل بالهجوم على الآخرين لفظيًّا أو جسديًّا، ويعتبر من أسوأ الأساليب العدوانيّة.

ظهرت خلال الفترة الأخيرة، عالميًّا، بعض النتائج السلبيّة للتنمُّر وأثره على نفسيّة التلاميذ. وقد بدأ التحذير منه، خلال الفترات الأخيرة، لما له من تأثير سلبيّ على التلاميذ خاصّةً في مرحلة التعليم الابتدائيّ.

والتنمُّر صنفان:

1ـ التنمُّر المباشر: وهو العدوان الذي يتعرّض له التلميذ مباشرة من قبل الآخرين، كالضرب والدفع والخدوش، وغيرها من الأشكال المُباشرة الظاهرة على التلميذ الذي تعرَّض للتنمّر.

2ـ التنمُّر غير المباشر: وهذا القسم من التنمُّر يتضمّن كلّ الأفعال غير المباشرة الواقعة على التلميذ المُعتدي عليه، مثل التهديد والتخويف، أو نشر الشائعات الكاذبة، أو نقد التلميذ وتمييزه بصفاتٍ غير محمودة، سواء من ناحية اللون أو العرق أو الدين.

  وسألخّص مظاهر التنمُّر فيما يلي:

1- تخويف الآخرين بأي شكلٍ من أشكال التخويف.

2- استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى هدفٍ شخصيّ أو معلومات.

3- فرض السيطرة على الآخرين بغيرِ وجه حقّ.

4- إلحاق الأذى والإساءة بالآخرين، بأيّ شكل من الأشكال.

5- نشر الشائعات الكاذبة حول الآخرين بأيّ طريقة كانت سواء عبر الإنترنت أو في المدرسة.

كلُّ هذه الأشكال تؤثّر سلبًا على التلميذ المتنمّر عليه، حيث:

1-  يبدي التلميذ خوفًا شديدًا من الذهاب إلى المدرسة، وهذه من أكثر العلامات التي تظهر على التلميذ الذي تعرَّض للتنمُّر، وخاصّة إن كان صغير السِّن، فيبدأ في اختلاق الأعذار للتغيُّب عن المدرسة.

2- يضعف تركيزه ويتدنّى مستواه الدراسيّ، وبالتالي يحصل على علامات وتقديرات دراسيّة ضعيفة.

3-  يبدأ التلميذ في أخذ سلوك انعزالي بعيدًا عن الأصدقاء وزملائه في المدرسة وحتى عن أهله في البيت، ويفضّل الانفراد بنفسه والانعزال التامّ عمّن حوله.

4- يبدأ التلميذ في فقدان الثقة بنفسه؛ يَفقد الثقة في القيام بأي عمل أو مجهود أو حتى في اجتياز السنة الدراسيّة. كما تظهر عليه علامات الكآبة، حتى تصل إلى امتناعه الخروج من المنزل، ويفضّل المكوث في المنزل لفترات طويلة، حتى لا يختلط بأحد ممّن حوله.

كيف تعرف أن ابنك يتعرّض للتنمّر؟

باعتقادي، يمكنُ للأهل معرفة فيما إذا كان ابنهم قد تعرّض للتنمر من خلال ملاحظة ما يلي:

1- أن يعود إلى البيت وقد نقص المال منه بشكلٍ يدلُّ على تعرّضه للتنمّر، والهجوم عليه من قبل آخرين.

2- أن يعود إلى المنزل بملابس ممزّقة أو فقدت منه أدواته المدرسيّة، أو كتبه المدرسيّة.

3- أن يعود من المدرسة وقد أُصيب بكدمات، أو إصابات متكرّرة في جسمه أو وجهه، ويتكرّر هذا الحدث.

4- أن يصبح الطفل كثيرَ العزلة مُحبًّا للانطواء.

كيف نقضي على حالات التنمُّر المدرسيّ؟

هُنا، أسرد بعض الاستراتيجيّات التي أعتبرها ناجحة للقضاء على حالة التنمُّر، أو على الأقلّ الحدّ من هذه الظاهرة:

1-  استراتيجيّات أُسريّة

2- تعزيز ثقة الطفل في نفسه سواء من طرف ولي الأمر.

3- تربية الطفل بطريقة سليمة بعيدة عن العنف بنوعيه اللفظيّ والجسديّ.

4- سهر الأسرة على محاربة كلّ الأفكار المغلوطة المحيطة بالطفل.

5- مراقبة الطفل ومنعه من القيام بالسّلوكات العدوانيّة سواء مع إخوته أو أقرانه.

6- محاولة بناء علاقة صداقة بين الطفل ووليّ الأمر، وإيجاد حلول لتلك العزلة التي قد يلجأ إليها.

7-  استراتيجيّات مدرسيّة

8- تعزيز ثقة التلميذ في نفسه من طرف معلّميه.

9- إذا لاحظ المعلّم أيّ أثار لظاهرة التنمُّر، عليه أن يحاول معرفة الأسباب، وأن يُشجّع التلميذ على البوح والحديث عمّا حدث.

10- الحرص على توعية التلاميذ وحثّهم على نبذ العنف بنوعيه اللفظيّ والجسديّ، ومحاربة كلّ الأفكار السيئة المحيطة بالتلميذ.

11-  إذا لاحظ المعلّم لجوء أحد تلاميذه للعزلة، عليه التقرّب منه ومحاولة إيجاد حلول لتلك العزلة.

12- محاولة إيجاد حلول للقضاء على التنمُّر من قبل المدرسة، ومحاولة بثّ روح التسامح والصداقة بين التلاميذ.

13- عرض التلميذ المتعرّض للتنمّر للإرشاد النفسيّ إذا لزم الأمر، فيحاول المُرشد النفسيّ إعادة بناء ثقة التلميذ في نفسه، ويعمل على عدم لجوء التلميذ للعنف أو للعدوان للردّ على هذا التنمُّر، أو الدخول في حاله اكتئاب يصعب الخروج منها.

14- القضاء على ظاهرة التنمُّر يستوجب بناء علاقة تشاركيّة بين الأهل والمدرسة، نظرًا لوجود علاقة تكامل بينهما تتمثّل ببناء جيل واعٍ ومثقّف وصحّي.

وختامًا، يجب علينا، جميعًا، أن نعمل جاهدين على منع حالات التنمُّر المدرسيّ، لما له من آثار سلبيّة كبيرة قد تصل إلى هدم شخصيّة التلميذ المتعرّض للتنمّر. إنّ القضاء على هذه الظاهرة، أو الحدّ منها، يتطلّب تكاتف لجهود الأولياء والأسرة التربويّة والسّعي المُشترك من أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائنا.

2021/11/03

شهادات من الواقع: عادات تسببت بـ ’فشل الزواج’.. تجنّبوها قبل فوات الأوان!

تحل العادات السيئة بكل منزل، ويمكن رصدها، كما لا يمكن ملاحظتها أبدا إلا بعد فوات الأوان، ففي هذا العصر الرقمي لا بد من إنشاء استراتيجية للعمل معا كزوجين لحل كل تلك الأمور.

[اشترك]

والمشكلة أن الكثير من المتزوجين لا يعرفون أن عاداتهم هي السبب الوحيد في وضعهم، وبين كل اثنين متزوجين هناك عادات مختلفة قد تسبب فشل الزواج، وقد تدمره بصورة نهائية لو استمرت.

وعند اللقاء مع عدد من الأزواج الذين تحدثوا بصراحة عن تدهور العلاقة الزوجية وسيرها بالاتجاه الخاطئ بسبب العادات السيئة لدى أحد الطرفين:

كما في أيام العزوبية

تعترف الزوجة آية علي حسن بأن علاقتها بزوجها كانت مهددة بالانهيار بسبب العديد من العادات التي بقي محافظا عليها ولم يتوقف عن ممارستها، إذ اعتاد ممارسة نشاطاته بمفرده كما في أيام العزوبية، ولم يرغب في مشاركة نشاطاته مع عائلته وأعطى الأولوية دائما للخروج مع أصدقائه في أوقات فراغه، إضافة إلى إهماله في ترتيب أغراضه الخاصة ولم يتخلص من هذه العادة السيئة، بحسب قولها.

وتوضح آية أنها حاولت تقبل زوجها كما هو، وصمتت في البداية تفاديا للمشاكل، لكن الأمور ساءت لدرجة أنه لم يعد هنالك مجال للنقاش، وعدم النقاش يؤدي إلى فشل الزواج، وصار كل واحد منهما منشغلا بهاتفه الذكي ومهتما بمواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن الجلوس معا صار مملا والحوار منعدما نهائيا ما دق جرس الإنذار في علاقتهما.

وتستطرد آية بأنها تمكّنت من إنجاح العلاقة الزوجية وقررت استكمال الرحلة التي بدأتها منذ 10سنوات، واجتازت صعاب الحياة بالمواجهة والتحدث بحرية وصدق في كل المشاكل، لكسر حاجز الصمت، والوصول للتفاهم مع وضع مجموعة من القواعد التي اتفقا عليها ونفذاها بوضوح.

أنانية وغيرة وعناد

أما الزوج هيثم السيد فيتحدث عن حياته وتجربته بحزن وحسرة قائلا: "إن إنجاح الزواج يحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل والتأقلم مع عيوب الشريك، فالطباع لا يمكن تغييرها، لكن يمكن العمل على تقويم السلوك، وهذا النهج أعتمده لنصل إلى نقطة تفاهم واتفاق بكل رضا".

ويرى هيثم أن سر استمرار العلاقة الزوجية بقدر من السعادة يكمن في تخلي كل طرف عن الأنانية وتحمل المسؤولية الواقعة عليه كاملة، سواء كانت مسؤولية تجاه الشريك أو المنزل أو الأبناء، فالتخلي عن الأنانية هو السر الكبير للسعادة الزوجية.

وينوه هيثم إلى أن زوجته امرأة غيور جدا حتى من أقرب الناس إليه سواء من والدته أو شقيقاته، وتعجز عن كبح جماح غيرتها، والغيرة حالة نفسية معقدة وحساسة وتعتبر من أسوأ العادات التي تؤدي إلى هدم العلاقة الزوجية.

إضافة إلى العناد في عدم تنفيذ بعض الأمور مما يحدث الخلاف، لذلك فهو يحاول جاهدا إصلاح الزواج بالاهتمام العاطفي وبعدم إهمال التفاصيل البسيطة وبالحوار الهادئ، لكن بكل أسف، لا تزال العلاقة غير مستقرة وفيها الكثير من الجفاء والعصبية، كما يقول.

8 نصائح للتخلص من العادات السيئة

وتستعرض الاستشارية في العلاقات الزوجية الاختصاصية آنا مارديني بعض النصائح للتخلص من العادات السيئة التي تدمر العلاقة الزوجية:

1- عادات مرافقة للهاتف

هناك عادات كثيرة مرافِقة للهاتف الخليوي الذي بات جزءا من حياتنا اليومية، وقد تكون هذه العادات مسيئة بحق الشريك، فمثلا عندما يكونا جالسين بمفردهما، فمن الأفضل ترك الهاتف وعدم التحدث عبره مع الأصدقاء، كما لا بد من إقفاله كي لا يتم استقبال مكالمات هاتفية خاصة بالعمل.

فإعطاء المزيد من الاهتمام لمواقع التواصل الاجتماعي وإشغال الهاتف الذكي ليأخذ مساحة كبيرة في حياة الشخص يدفعه إلى تجنب الحديث مع الشريك، وهذه السلوكيات تؤدي إلى تدمير الزواج دون أن يشعر.

2- المواجهة

على الزوجين أن يتعلما سويا الاستماع لبعضهما، عن طريق الجلوس في مواجهة، وليبدأ أحدهما بالحديث والآخر منصت له تماما، ثم تتبدل الأدوار حتى يصلا للتفاهم.

فعندما يحل الصمت محل الحوار والنقاش بين الزوجين، ويتظاهر كلاهما بأنه متفق على كل شيء، فهذا دليل على أن العلاقة دخلت مرحلة الموت البطيء.

3- الطقوس الصغيرة

إقامة الطقوس الصغيرة مثل، الوداع عند الخروج في الصباح، والسؤال عما إذا كان الشريك يحتاج شيئا من الطرف الثاني، فضلا عن عنصر المفاجأة مع الهدايا الصغيرة التي لا يجب أن تكون مكلفة، وإظهار الحنان من أحدهما للآخر، وتعود كلمة "شكرًا" عندما يفعل أحدهما شيئا، مهما كان كبيرا أو صغيرا.

4- الاعتراف بالمشكلة

لدى كل شخص احتياجات خاصة يأمل أن يلبيها شريكه، لكن في بعض الأحيان يفشل الزوجان في التحدث عن تلك الاحتياجات، أو يفترضان أن احتياجات الشريك هي نفسها احتياجاته.

لذا يجب الاعتراف بأن لدى الشريك مشكلة وعليه أن يفعل شيئا حيالها، وذلك عبر تحمل مسؤولية إصلاح المشكلة وعدم إلقاء اللوم على الشريك الآخر، والتعبير عن المخاوف بشكل إيجابي بدلا من النقد، ومحاولة حل المشكلة بشكل جدي وتفهم وجه نظر الآخر وعدم طرح قضايا الماضي.

5- عادة الصوت العالي

من عادة بعض الأشخاص التحدث بصوت عال، فيكون الصراخ هو طريقة التحدث مع الشريك ومناقشته، وهذا أمر يخلق الكثير من الخلافات ولا بد من التخلص من عادة الصوت العالي.

 

6- الحديث السيئ أمر خطير

هناك أشخاص يجدون الكثير من الوقت للحديث مع الأصدقاء، وربما يجد البعض تسلية في الحديث عن الزوج أو الزوجة، وهذا أمر خطير، يدل على عدم الاحترام ويهز قواعد العلاقة الزوجية، ومن الأفضل تجنب الحديث السلبي عن الشريك أمام الآخرين.

7- الحديث عن المال بصراحة

بغض النظر عن مقدار المال الذي يملكه كل من الزوجين، فمن المهم مناقشته بصراحة وأمانة مع الشريك الآخر، سواء أكان بينهما حساب بنكي مشترك أم لا.

8- المشاركة

من المهم أن يجد الزوجان طرقا لدعم بعضهما، عبر تقاسم الموارد، إذ هو شيء فاعل في العلاقات السعيدة، ولنفترض أن الزوج يشاهد التلفزيون مع الزوجة، فهل يحتكر بعض القنوات الفضائية أو يشاركها الرأي فيها، ويتنازل لها لتستمتع ببعض القنوات التي تفضل مشاهدتها؟!

المصدر: الجزيرة

 

2021/11/02

لا تحدثي هؤلاء عن ’مشاكلك الزوجية’!

تتعرض العلاقة الزوجية إلى ضغوط ومشكلات تؤثر سلبا عليها وعلى الزوجين، وللهروب من ذلك الضيق يلجأ أحد الطرفين إلى التحدث لأشخاص يفترض بهم الثقة، وينتظر منهم الدعم العاطفي.

[اشترك]

ولأن غالبية النساء تفضل الكلام بطبيعتها، يجب عليهن توخي الحذر عند الحديث عن أزمات الحياة الزوجية مع هؤلاء:

1- أفراد الأسرة
من الصعب على أفراد الأسرة المقربين -وتحديدا الوالدين- أن يكونوا محايدين في الخلافات الأسرية، وتنمو لديهم المشاعر السلبية تجاه الطرف الآخر، وحتى إن انتهى الخلاف بين الزوجين، يبقى الوالدان محملين بمشاعر سلبية وقد تظهر أثناء التعامل مع الزوج.

2- الأصدقاء المقربون
يقول المنطق التقليدي إن التحدث إلى أصدقائك سوف يساعدك على تقليل التوتر وعلى مراقبة علاقتك بطرف ثالث، لكن المنطق التقليدي في بعض الأحيان يمكن أن يضر بالجميع، بحسب رأي أنجالي سارين الكاتبة المتخصصة في العلاقات الزوجية.

وتوضح أنجالي في مقال على موقع "إليت ديلي" (Elitedaily)، ضرورة التفكير قبل إشراك الأصدقاء في الخلافات الزوجية لأسباب متعددة منها: أنهم يسمعون جانبا واحدا من القصة، وبسبب علاقتهم بك يتحيزون ضد الطرف الآخر، وربما يقدمون المشورة بناء على ذلك الجانب من المشكلة، وإذا فعلوا ذلك، فربما تكون هذه النصيحة معيبة بعض الشيء، وقد يشعرون بالغيرة من أنك في علاقة ناجحة، فيحاولون دون وعي تخريبها.

وتضيف أنجالي أن تكرار سرد المشكلات لأصدقائك عن زوجك قد يؤدي إلى تطوير مشاعر سلبية تجاهه وقد يؤدي إلى كره متبادل، مؤكدة أن السبب الأكثر أهمية لعدم إشراكهم في خلافاتك هو أن ذلك قد يضعف علاقتك بهم إذا لم يتعاملوا معها بالطريقة التي كنت تتوقعينها.

3- أصدقاء من الجنس الآخر
يعتقد البعض بحسن نية أن التحدث عن الخلافات الزوجية مع طرف من الجنس الآخر، قد يوضح الصورة أكثر ويبين كيف يفكر ويعتقد الطرف الآخر، لكنه في حقيقة الأمر يعمق المشكلة ويزيد من حدة الخلاف.

حتى أن مشاركة الخلافات الزوجية مع زميل من الجنس الآخر يمكن أن يصنف بوضوح "خيانة"، وهي ما يحدث عندما تخون أسرارا يجب أن تكون ملكا للزوج، أو إنشاء روابط عاطفية قوية لدرجة أنها تنافس تلك الموجودة في إطار الزواج.

هناك العديد من الأمور التي يجب أن تبقى بدقة في إطار الزواج، ومشاركة أمور سيئة عن شريك حياتك -من وجهة نظرك- مع طرف من الجنس الآخر قد تؤدي إلى الغيرة الزوجية، وربما تتسبب في إنهاء العلاقة الزوجية.

4- أعداء الزواج
تجنبي قدر ما تستطيعين التحدث إلى الأشخاص الذي يملكون رؤية سيئة وسلبية عن الزواج، أو كانت لديهم تجربة سلبية سابقة أو في محيط عائلتهم.

قد لا يكونوا سيئين، لكن آلام التجارب السلبية تخلق قناعات داخلهم بأن كل التجارب سيئة، ولا مردود من الزواج سوى الألم والحزن، وأن الطرف الآخر دائما على خطأ، ومن ثم لن يكون في مقدورهم إعطاء نصيحة إيجابية تساعد على إنهاء الخلاف، لكنهم فقط سيزرعون الأفكار السلبية عن الزواج وعن الزوج، بحسب مقال على موقع "أولبروداد" (Allprodad) المتخصص في العلاقات الأسرية.

في نهاية الأمر، يصبح الشيء الأكثر منطقية وإيجابية هو التحدث مع شريكك بشكل واضح والبحث بجدية لحل الخلافات، وإذا تعذر الأمر يمكن اللجوء لمتخصص أو مستشار علاقات زوجية يساهم في توضيح الصورة وحل المشكلات.

لكن اللجوء لأشخاص مقربين أو على صلة بالطرفين قد يعمق المشكلة ويزيد الوضع سوءا، بحسب المؤلفة والمذيعة الأميركية الدكتورة لورا كاثرين شليسنجر، التي أوضحت أن التنفيس عن الطرف الآخر قد يشعرك بالراحة لبعض الوقت، لكن طبيعة الناس هي حب الثرثرة والخوض في الأمور والمشكلات الاجتماعية، حينها تجدين أن الأمر الذي أفضت به لشخص ما انتقل إلى آخر ومن الممكن أن يصل إلى شريك حياتك، وفي تلك اللحظة يزداد الأمر سوءا.

أيضا، قد ينتهي الخلاف بينك وبين شريكك وتنسين الأمر، لكن أصدقائك وأقاربك لن ينسوه وسيتعاملون دائما ببرود وتحفظ مع شريكك، مما يخلق حساسيات بينهم من الممكن أن تطولك أنت أيضا.

لمن يلجأ الأزواج
في نهاية المطاف، تستحق مؤسسة الزواج بكل ما تحمله من تفاصيل أن يتمسك الطرفان بها في أحلك الظروف، وأن يسعيا جاهدين لحل الخلافات بينهما بطريقة ودية دون عرض خلافاتهما الزوجية على الملأ.

حين يتأزم الوضع ولا يجدان في نفسيهما القدرة على الحل، يصبح اللجوء إلى "استشاري علاقات زوجية" ضرورة وليس رفاهية، قد يجدا ضالتهما لديه، وربما يمنحهما مفاتيح التعامل فيما بينهما وتوضيح الصورة لحل الخلافات قبل أن تتفاقم.

المصدر: مواقع الكترونية

 

 

2021/11/02

منها إهمال تنمية المواهب.. هذه أبرز عيوب التعليم التقليدي!

كتبت علا عبيات:

التعليم هو عملية منظمة ومخططة يؤديها المعلم، بهدف نقل المعلومات والمهارات المختلفة للطلبة، بالإضافة لتنمية اتجاهاتهم، وأفكارهم.

[اشترك]

وتختلف طرق التعليم، فهناك التعليم التقليدي، والإلكتروني، ومع عصرنا هذا أصبح التعليم من الأمور الضرورية والمهمة، حيث يساهم في تنشئة أحوال الدولة الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، بالإضافة لجعلها من الدول القوية والمنافسة في مختلف المجالات.

عيوب التعليم التقليدي

  • التركيز على أسلوب التلقين، وإهمال الأنشطة التي تظهر المهارات، والمواهب.
  • الاهتمام بالجانب العقلي للطالب من خلال تحفيظه للمفاهيم والمعارف، وإهمال الجوانب الأخرى، وإهمال استخدام الوسائل التعليمية.
  • وضع مجموعة من المختصين بالمادة الدراسية المناهج الدراسية دون الرجوع إلى الطالب، أو المعلم، مع إهمال الفروق الفردية بين الطلاب.
  • إهمال تنمية الميول والاتجاهات، والتركيز على المادة الدراسية، والاعتماد على نتائج الامتحانات التي تتطلب الحفظ في تحديد علامة النجاح.
  • طمس روح الابتكار. كثرة المواد الدراسية، وكبر حجم المادة، مما أدى لربط قضية الفشل بعدم حفظ الدروس، مما أدى إلى ظلم الطالب.
  • إهمال المعلم لجانب الاستقصاء والبحث عن معلومات إضافية، وتشبثه بمادة المنهج. وجود أعداد كبيرة من الطلاب في قاعات الدراسة، مما أدى لخفض قيمة التواصل بين المعلم والطلبة، بالإضافة إلى خفض القدرات الإنتاجية؛ نظراً لعدم قدرة المعلم على التواصل مع كافة الطلبة.
  • شعور المعلم والطلاب بالملل، بالإضافة إلى كون المعلم جهازاً للتسجيل، والطالب مستمع دائم.

إيجابيات التعليم التقليدي

  • التواصل المباشر بين المعلم والطالب.
  • يتيح إمكانية تطوير طرق توصيل المعلومات بطرق أخرى عن طريق استخدام المجسمات والوسائل التعليمية، بالإضافة إلى رسم المخططات.

طرق التعليم التقليدي

طريقة التحفيظ والتسميع تتميز هذه الطريقة بسهولتها على المعلم، والاعتماد عليها نتيجة كثرة عدد الطلاب، وضرورة إكمال المنهج في الفترة الدراسية المحددة، لذلك تستند على الخطوات الآتية: تعيين، وحفظ، وتسميع الواجب المطلوب.

سلبيات هذه الطريقة:

  • زيادة العبء على الطالب نتيجة زيادة كمية المعلومات المطلوب حفظها.
  • غياب التعاون بين المعلم والطالب.
  • الابتعاد عن الاستنتاج والتحليل.

طريقة المحاضرة الإلقائية

تتميز هذه الطريقة بالاعتماد على المعلم في الإلقاء، والاعتماد الطالب في الاستقبال، وذلك عن طريق عرض المعلم المادة عرضاً شفوياً دون التوقف للمناقشة إلا في حال إنهاء ما لديه، وعادةً ما يتم اللجوء لها في الحالات الآتية:

  • وجود عدد كبير من الطلاب.
  • كبر حجم المادة العلمية.
  • قصر مدة الفصل الدراسي.
  • طرق تحسين التعليم التقليدي مناسبة طرق التعليم لمستوى الطلاب المعرفي، والذهني، ولأعمارهم.
  • أن يتم التعليم عن طريق التدرج بعرض وطرح المعلومات، ومحاولة ربط المعلومة بقصص وحقائق تعلق بالذاكرة.
  • الالتزام بمراعاة الفروق الفردية، والجوانب الصحية، والنفسية بين الطلاب.
  • اتباع طرق تنمي مهارات الإبداع والتفكير للطلاب، وأن يكون للطالب دور فعال ونشط في عملية التدريس.
  • محاولة اتباع أساليب تدفع إلى زيادة الشعور بالمرح والمتعة أثناء الدراسة.
2021/11/02

أول مشكلة بعد الزواج.. هذه البداية!

ماذا يمكننا أن نصنع مع أول مشكلة زوجية، علماً أن معرفة ذلك يمكننا من انشطار هذه المشكلة الى مشاكل أخرى ويكسبنا القدرة على حلول تمنع من تفاقمها.

[اشترك]

• استمع إلى الطرف الآخر من دون أي مقاطعة، وبدون أن تقوم بالدفاع عن وجهه نظرك.

• أثناء النقاش حاول التركيز على موضوع الخلاف ولا تحاول أن تنبش مواضيع خلاف قديمة.

• حاول تفهم وجهه نظر الطرف المقابل، وحاول تقبل رأيه والأخذ به للخروج بحل مشترك للمشكلة.

• الحرص على عمل الأشياء التي تجعل الشريك/الشريكة ينجذب نحو الآخر.

• الابتعاد عن الغيرة التي تدمر العلاقة.

• التعامل مع الغضب بطريقة صحيحة وعدم جعله يسيطر على حياة الزوجين.

• عدم التركيز على الأمور الجنسية في العلاقة بين الزوجين وكأنهما أساس كل شيء.

• الاحترام المتبادل وعدم توجيه الكلمات اللاذعة للطرف الآخر مهما بلغت الخلافات بينهما.

• المحافظة على خصوصية كل طرف وعدم التدخل فيها لأن من شأن ذلك التقليل من أهميته.

• عدم إفساح المجال للأطراف الخارجية بالتدخل بين الزوجين مهما كانت علاقة هذه الأطراف بهما.

• على الرجل مراعاة تكوين المرأة الجسدي والعاطفي وعلى المرأة أيضا مراعاة تكوين الرجل الجسدي والعاطفي.

• يجب على الرجل أن لا يلقي بمسؤولية البيت على كاهل الزوجة حتى لو لم تكن عاملة لأن ذلك يشعرها بالإهمال من قبله.

• ينبغي تغيير الروتين في الحياة اليومية داخل العائلة كالخروج في نزهات أيام العطل الأسبوعية، الإجازات ومن المفيد أيضا تناول بعض الوجبات في المطاعم خارج المنزل لأن التغيير ينشط الفكر والعقل والجسد ويشعر المرأة أنها ليست حبيسة مطبخ المنزل.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/11/01

مع بدء عام دراسي جديد: كيف أدرّس أولادي في المنزل؟

 

كتبت دانة الوهادين:

يتعلّم الأطفال من خلال الحصول على الواجبات المنزلية والقيام بها، حيث تساعدهم على الدراسة، وذلك من خلال الآتي:

[اشترك]

  • اتباع التوجيهات وقراءتها بشكل مستقلّ.
  • إدارة الوقت بوضع ميزانية له.
  • تطوير الشعور بالمسؤولية، والفخر في العمل الجيد الذي يعود بالنفع عند القيام به.
  • العمل بدقة عالية.
  • الحرص على إعداد مكان للدراسة، حيث إنّ طاولة غرفة الطعام أو المطبخ هي الأماكن المفضّلة للأطفال، أمّا الأطفال الأكبر سناً فيفضلون الذهاب إلى غرفهم، ويجب على الوالدين التأكّد من أنّ مكان الدراسة يحتوى على:
  • الإضاءة الجيدة.
  • الراحة.
  • توفّر أقلام الرصاص، وأقلام الحبر، والورق، والقاموس، والآلة الحاسبة.
  • عندما يكون الأطفال بحاجة إلى جهاز الكمبيوتر للعمل المدرسيّ، يجب على الأهل مراقبة أطفالهم، ومعرفة المواقع التي يوصي بها المعلّمون، ومدى سهولة الوصول إليها.

كيفية تعليم الأطفال من خلال اللعب

  • يُعدّ التعلم باللعب من طرق تعليم الأطفال من سن الثالثة إلى التاسعة، ويكون من خلال الآتي:
  • اللعب مع الطفل بعض الألعاب الخيالية التي تنمّي قدراتهم الاجتماعية واللغوية.
  • القراءة بصوت عالٍ، حيث يبني لديهم دافعاً للدراسة، والوعي اللفظي للكلمات، ويقوّي المفردات والذاكرة، ويطوّر اللغة.
  • الاهتمام بالحرف اليدوية والفنون التي تساعد الأطفال على تطوير المهارات الحركية، وتطوير المفاهيم للأرقام والألوان.

نصائح لتوجيه الأطفال للدراسة ومن هذه النصائح:

  • التواصل مع المعلمين من خلال اجتماعات الآباء ومتابعة أحداث المدرسة.
  • تجهيز المكان بشكل يحبه الطفل لحلّ الواجبات المنزلية، بحيث تكون مزودة بالإضاءة الجيدة، وأقلام الرصاص، والورق، والغراء.
  • المثالية في تصرفات الوالدين، فالأطفال يميلون إلى تقليدهم في كلّ شيء.
  • مدح الأطفال في وجود الأقارب، وذكر إنجازاتهم الدراسية أمامهم، أو من خلال تعليق الاختبار الذي تميز فيه الطفل على باب الثلاجة.
  • عمل جدول للدراسة، فبعض الأطفال يفضّلون العمل في فترة ما بعد الظهر بعد تناول الطعام واللعب، أمّا البعض الآخر فيفضّل الدراسة بعد العشاء.
  • إبعاد الملهيات والمزعجات عن الأطفال، كالتلفزيون، أو المكالمات الهاتفية، أو الموسيقا الصاخبة.
  • مساعدة الاطفال على وضع خطة للواجبات المنزلية الصعبة، وذلك بتشجيعهم على تقسيم الواجبات إلى أجزاء ليسهل التحكّم بها.
  • متابعة الطفل وتشجيعه وتحفيزه من خلال السؤال عن المسابقات والاختبارات.
  • في حال استمرار المشاكل مع الطفل في الواجبات المنزلية يجب على الأهل التحدث مع المعلم، إذ من الممكن أن تكون لديهم صعوبة في الرؤية، وبالتالي يحتاج إلى نظارات، أو أن تكون لديه مشاكل في التعلم، أو اضطرابات في الانتباه.

يجب التأكّد من قيام الأطفال بعملهم بأنفسهم، وإذ لم يستطيعوا إنجاز العمل يمكن للوالدين تقديم الاقتراحات، ومساعدتهم، وتوجيههم.

2021/11/01

مشكلة وحل: زوجي على علاقة بامرأة غيري!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

 

أنا متزوجة منذ 10 سنوات، وتربطني بزوجي علاقة حميمة مبنية على التفاهم والوئام، أخلاقه طيبة وحنون وهادئ، لديّ ثلاثة أطفال.

[اشترك]

المشكلة:

اكتشفت مؤخرا أنه يتحدث مع امرأة عبر واتس اب، وسجّل اسمها  في قائمة جهات الاتصال "باسم رجل" وواجهته وسألته من تكون، وحاول أن يجد كذبة لكنه لم يستطع، وأخبرني أنه يكلم امرأة، وهما على اتصال منذ أكثر من أربعة اشهر، وبدأ يقسم لي بأنها هي من تتصل به، وأنه لم يحصل تواصل مباشر بينهما، وحاول إقناعي أنهما يتحدثان بشكل عادي –كأصدقاء- كما يعبّرون، إلا أنني أخبرته باكتشافي "الرسائل الغرامية" المتداولة بينهما والتي تدل على أن ما بينها ليس بريئا كما صوّر لي، وبدأ يقول: إنه فقط كلام ليس له معنى، وأقر بذنبه وطلب مني السماح، وأن اكتشافي له أمر جيد، لأنه يحاول دائما التوبة ولا يفعل، وهذه هي فرصته، وطلب أن أعطيه فرصة ثانية.

أنا الآن أشعر بألم كبير، أحب زوجي ولا أريد أن يهدم بيتي ويضيع أبنائي، إلا أنني حتى وإن أقسم أنه سيقطع علاقته بها لا أستطيع تصديقه، لأنني أظنه تعود عليها.

أنا متعبة، ولا أستطيع النوم منذ مدّة وهو يرى ذلك ويخبرني أنه يحبني، هل يقول ذلك شفقة أم صدقاً لا أعلم.. أنا بحاجة إلى نصيحتكم.. كيف أخرج نفسي من هذه الدوامة؟

[اشترك]

الحل:

أولاً: حسن العلاقة مع زوجكِ، ونسأل الله أن يُديم بينكما الألفة والمحبة، ونرجو أن تكوني عونًا لزوجكِ على قطع تلك العلاقات الآثمة، ومهما كانت درجة العلاقة فإنها في النهاية أمرٌ لا يُرضي الله تبارك وتعالى أن يحصل مثل هذا التواصل، أمَا وقد اعترف الزوج ورجع وزعم أنه توقّف فأرجو ألَّا تشغلي نفسك طويلاً، وتعوذي بالله من شيطانٍ همَّه أن يُحزنك، فالشيطان يُضخم مثل هذه الأمور.

واعلمي أن عدم تصديقكِ للزوج أو مطاردتكِ أو التفتيش بعده، كلُّ ذلك يضرُّه ولا ينفعه، فكوني عونًا له على الطاعات، واحمدي الله تبارك وتعالى الذي أعانك على اكتشاف هذا الخلل كما أشار هو، وكوني عونًا له على طاعة الله، بل اقتربي منه أكثر وأكثر.

نحن نتفق بدايةً أن أي نوع من التواصل والعلاقات هذه لا يُقبل ولا تقبل من الناحية الشرعية، فالرجل لاينبغي أن تكون له صديقة، أو يكوّن صداقة مع امرأة إلَّا في إطار الزوجية، تكون زوجة له، أو المحرمية، كأن تكون خالة أو عمَّة أو أخت، أو نحوها من المحارم، خلاف ذلك لا يجوز أن تكون هناك علاقة بين ذكرٍ وأنثى، وإذا كان في إطار العمل فأيضًا هناك حدود وضوابط شرعية ينبغي مراعاتها، لا تقابلي اكتشافك لخيانة زوجك برغبة بالانتقام، لا تشعريه بأنكِ تراقبين تصرفاته واتصالاته، مع تسجيل كل هذه التفاصيل، لا تخبري الجميع بشكوكك في زوجك، وتخيري من تريدين عرض مشكلتك عليها، كل الحذر من البوح بمشاعرك المهزومة لرجل، فقد يستغل مشاعرك لصالحه هو.

المصدر: مواقع إلكترونية

 

2021/10/31

لماذا لا تختار زوجتي الوقت المناسب للنقاش؟!

كتب سلام نجم الدين الشرابي:

كثيراً ما يتهم الرجال المرأة أنها لا تختار التوقيت المناسب لبدء الحوار أو طرح ما لديها من مشكلات، وأنها غالباً ما تختار التوقيت الخاطئ، مما يثير غضب الرجل، ويجعل الحوار يرتطم بباب مغلق.

[اشترك]

بينما ترى الزوجة أنه لا يوجد ثمة وقت مناسب للنقاش بالنسبة للرجل، وأن الزوج دوماً يسعى إلى التهرب من النقاشات الزوجية.

النساء لا تستطيع كتم ما يختلج داخلها

عادة لا تستطيع النساء كتم ما يدور في ذهنها من مشاعر وأفكار وأشياء أثارت عصبيتها، وبالتالي فإنها لا تستطيع تأجيل التحدث في الموضوع إلى ما يسمى بالوقت المناسب، بل إنها لا تهتم بذلك، لأن بعضهن لا تفكر بإيجاد حل للمشكلة، إنما فقط يكفيها التحدث عن هذه المشكلة والتنفيس عما يعتمل داخلها.

ومن النساء من ترى أن على الزوج تحمل زوجته واستيعاب غضبها، وأنها إن لم تجد ذلك عنده، فمن يمكن أن يستوعبها و يقدر مشاعرها، فكما على المرأة أن تقدر ظروف الرجل، أيضاً على الرجل أن يستوعب المرأة، حين تكون غاضبة و بحاجة إلى من يستمع إليها، ويتناقش معها.

و من النساء من ترى أنه بحسب المشكلة المطروحة، يتم تحديد الوقت المناسب للتحدث فيها مع الزوج، فإذا كان في النقاش ما ينتقص من الزوج، وتصرفاته لن يكون هنالك وقت مناسب لطرح مثل هذه المشكلة أبداً، أما إن كانت المشكلة تتعلق بالأولاد وغيرها، فيمكن أن تجد المرأة الوقت المناسب بسهولة.

أسرار الحوارات الناجحة

بغض النظر عن مدى تقبل الرجل للمشكلات، التي تطرحها المرأة و مدى قدرة المرأة على اختيار الوقت المناسب للرجل، و الذي يمكن أن يتفاعل فيه مع المشكلة، و يشارك المرأة في إيجاد الحل لها، فإن الخبراء في الحياة الزوجية، يضعون بين أيدينا بعض النصائح المفيدة لتجعل الحوار الزوجي نافعا و فعالا، و لا ننسى أن الخبرة في الحياة الزوجية، تمنح المرأة حنكة عالية في كيفية التعاطي مع زوجها، و تضع بين يديها مفتاحاً سحرياً للدخول إليه.

أولاً: أصول الحوار الناجح يبنى على الأدب والحب، كما أن الصبر مطلوب في حالات كثيرة.

ثانياً: يمكن للمرأة أن تستعمل أساليب غير مباشرة لوضع النقاط على الحروف و إيصال ما تريد قوله (التلميح لا التجريح).

ثالثاً: على المرأة أن تقرأ ملامح زوجها لتعرف حالته النفسية هل هو متعب، مرتاح، لتعرف إذا كان الوقت مناسباً لفتح الحوار، وألا تجعل رغبتها في الحديث في المشكلة تحركها، لأن الأهم من الحديث في المشكلة إيجاد الحل لها، وذلك لن يتم إلا إذا كان الطرف الآخر مستعدا ومتقبلا  لذلك.

رابعاً: أنسب وقت يمكن للزوجة أن تتحدث فيه إلى زوجها الأوقات الإيمانية (شهر رمضان - بعد الإفطار - بعد عودته من صلاة الجمعة - بعد حضوره لدرس ديني).

خامساً: الحوارات التي تفتح على طاولة العشاء في جلسة هادئة غالباً ما تكون فعّالة.

سادساً: على المرأة أن تحذر من فتح الحوار عبر الهاتف أثناء وقت عمل الزوج، فمكان العمل ليس مناسباً أبداً لمناقشة الموضوعات الأسرية.

سابعاً: هناك بعض الموضوعات التي تتحدث بها الزوجة، و يكون وقتها قد انتهى أو لا مجال لتصحيح الخطأ الذي حدث فيها، كأن تتحدث الزوجة عن تقصير الزوج مثلاً في أيام الخطبة، أو في حفل الزفاف أو شهر العسل، و مثل هذه الأمور فات وقتها و الرجل عموماً، يكره أن تجادله المرأة في أمر قد انتهى و لا مجال لتصحيحه، كما أن مناقشة مثل هذه الأمور لن تفيد شيئاً بل إنها ستترك فجوة بين الزوجين من الصعب ردمها، لأن لا حل لها.

ثامناً: يجب على المرأة أن تعلم أن غالبية الرجال يعتقدون أن حديث المرأة غير مفيد، وأنها لا تهتم إلا بالمشتريات وغالباً ما تنحصر مواهبها في التسوق ونقل الأحاديث، لذلك فإن تقبلهم للحوار معها قد يكون صعباً، مما يتوجب على المرأة أن تثبت للرجل عكس ذلك، وأن تكون أكثر جدية ومنطقية عند فتح أي باب من أبواب الحوار مع زوجها وفيما يلي عرض لأدوات النقاش الناجح التي من شأنها أن تساعدك على كسب ثقة زوجك بك ونجاح حوارك الزوجي.

 

أدوات النقاش الناجح

- الاعتراف بالرأي الآخر والاختلاف في وجهات النظر.

- اختيار الوقت المناسب للزوجين.

- أن يتم النقاش بين الزوجين فقط بعيدا عن الأهل أو الأولاد أو الأصدقاء.

- التحدث بهدوء بعيداً عن العصبية.

- استخدام الكلمات المهذبة الواضحة.

- الابتعاد عن عبارات الأمر والنهي.

- اعتماد سياسة الإقناع.

- الحرص على فن الإصغاء.

- الابتعاد قدر الإمكان عن التفاصيل المملة التي تهتم بها المرأة ولا يفضلها الرجل مما يحرف الموضوع عن الأفكار الرئيسية.

- ضرورة التذكر أثناء النقاش أن الهدف منه الوصول إلى نتيجة إيجابية وليس توجيه الاتهامات للطرف الآخر.

 

2021/10/28

في بيتنا ’مراهق’.. خلافات وأزمات الأبناء والآباء!

من المتعارف عليه أن مرحلة المراهقة – التي تمتد في الغالب بين سن الثالثة عشرة وحتى الثامنة عشرة من العمر – تتسم على الأرجح بالمواجهة في العلاقة بين الآباء والأمهات من جانب، والأبناء من جانب آخر، لاسيما حول السيطرة، وطبيعة القيم والحرية، حيث يدور الصراع بين رغبة الآباء والأمهات في فرض السيطرة والقيم التي يؤمنون بها على أبنائهم المراهقين، في حين يسعى هؤلاء الأبناء إلى تأكيد استقلالهم وحريتهم.

[اشترك]

وتُعدُّ هذه العلاقة جزءاً من الصراع الذي يمر به المراهقون في هذه المرحلة بحثاً عن شخصية مستقلة.

هذا، وتكتسب علاقة الآباء والأبناء أهمية خاصة في مرحلة المراهقة، فبقدر ما يتجاوز الجميع تلك السنوات العاصفة بسلام بقدر ما يمكن التنبؤ باستقرار العلاقة بين الطرفين في مراحل العمر التالية.

ومن المفيد التعرف على صورة الآباء والأمهات كما يراها أبناؤهم في مراحل العمر المختلفة، فبينما يعتقد الآباء والأمهات أنهم يؤدون مهمتهم على الوجه الأكمل، فإن الأبناء قد يعتقدون العكس تماماً.

ومن خلال الانتقادات الشائعة التي يوجهها الأبناء إلى آبائهم وأمهاتهم حين يعاملونهم على أنهم غير ناضجين لم تكتمل شخصياتهم بعد، وذلك من خلال سيل النصائح المستمرة.

ومن المنطقي أن يؤدي اختلاف القيم بين الجيلين إلى حدوث مشاكل يومية، ولا سيما على فرض ما يعتقده الآباء والأمهات أنه الأفضل لأبنائهم.

وقد يمتد هذا الاتجاه ليؤثر على جيل آخر عندما يتدخلون في تربية أحفادهم، هذا، فضلاً عن تكرارهم الدائم للوعيد والتهديد للأبناء بما ينتظرهم من المعاناة عندما يصبحون آباءً وأمهات لأبناء يتصرفون مثلهم، فتكرار هذه العبارة يترك في نفس الأبناء إحساساً مستمراً بالذنب، وبوجود ديون في أعناقهم للآباء والأمهات، وهي نوع من الديون التي يستمتع الطرف المدين في الغالب بالمطالبة بها بدون أن يكون لديه تصور واضح حول كيفية ردها، لأن أي محاولة للرد لن تتكون كافية.

وقد يكون السبب وراء فتور العلاقة بين الجانبين هروب الابن، أو الابنة من فكرة تحوله حتماً إلى شخصية شبيهة بشخصية أيٍّ من والديه عندما يكبر.

وأياً كانت الصورة التي يظهر بها الآباء والأمهات في عيون أبنائهم، وأياً كان نصيب هذه الصورة من الحقيقة أو الأوهام، فإن ما يؤكده علماء النفس أن الأب والأم هما أكثر شخصين يعرفان الانسان ظاهرياً ونفسياً، وإذا كان الانسان يستطيع في سنوات عمره اللاحقة أن يخفي جانباً من ذاته عن الآخرين، فإن معرفة الآباء والأمهات بأبنائهم تبدأ في فترة مبكرة من حياة الأبناء، وقبل أن يتعلموا إخفاء ذاتهم الحقيقية عن الآخرين.

وقد تُسبب هذه الحقيقة ضيقاً للأبناء في بعض الحالات، لكنها تساعدهم من ناحية أخرى في الاستمتاع بالتوازن النفسي، ومعرفة الذات الحقيقية.

 

2021/10/28

أبوان متديّنان: ولدنا المراهق لا يصلي.. ما الحل؟!

إهمال المراهق للصلاة

كتب الدكتور علي القائمي:

من جملة الشكاوى التي يطرحها الوالدان والمربون هي: أن بعض المراهقين وبالخصوص أولئك الذين لم تتوفر لهم الأسس التربوية السليمة والمناسبة من قبل، أنهم لايهتمون بأمر الصلاة حتى وإن كانوا من أبوين متدينين فهم مصداق للقول المأثور: النور ينبجس من الظلام والظلام يظهر من النور .

[اشترك]

فنحن نلاحظ بعض العوائل يكون فيها الأبوان مثالاً للسيرة الحسنة والتقوى والصلاح والعبادة إلّا أن الابن فيها لايبالي بالدين والصلاة أو على العكس من ذلك، قد نرى بعض العوائل لايهتم فيها الأبوان بشؤون الدين ومعتقداتهما الفكرية غير سليمة إلّا الابن فيها متدين وملتزم بالصلاة.

كما أننا نعرف أبناءً كان أبواهم متدينين إلا إنهم انزلقوا في الفساد في مرحلة المراهقة والبلوغ فتجذرت في أعماقهم روح العصيان والتمرد مما شجعهم مما شجعهم على مواجهة الكثير من المفاهيم والمسائل الدينية بالتجاهل والإهمال، ليس هذا فحسب بل وحتى إلى التهاون في بعض القضايا الواجبة مثل الصلاة. 

وينبغي الالتفات إلى أن مثل هذه الحالة نادراً ما تلاحظ على المراهقين، الذين بدأوا بممارسة الفرائض الدينية منذ الطفولة وكأنها أمور ترفيهية لذيذة، ولاقوا في المقابل علائم الرضا والارتياح من الأبوين وبلا أية ضغوط منهما وهذا مايعكس أهمية فترة الطفولة واللبنات الأساسية التي توضع خلالها.

لقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتعليم الصلاة للأبناء منذ الطفولة فقال: "مروا أولادكم بالصلاة" وهذه إشارة إلى ضرورة وأهمية الأسس الأولى، ونحن نرى فائدة الإجراءات الوقائية وما تبنيه من قاعدة رصينة في الأحاديث والروايات الشريفة، حيث طرحت القضية بمنظار أوسع في التعليم والتربية الدينية .

ومن جملة ذلك الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "بادروا أولادكم بالحديث قبل ان يسبق إليهم المرجئة".  وقوله عليه السلام: "يؤخذ الصبي بالصلاة بين سبع سنين وست سنين".

2021/10/25

حياة زوجية تغص بالنزاعات.. السبب «طموحات خيالية»!

منشأ الطموحات

كتب د. علي القائمي:

للسؤال عن منشأ الطموحات الخيالية في شريك الحياة التي تجر الحياة الزوجية إلى أتون النزاع والخلاف، هناك أسباب عديدة تشكل بمجموعها الإجابة عن هذا التساؤل.

[اشترك]

١. الأنانية: ما أكثر الأفراد الذين، وبسبب تربيتهم الخاطئة حيث ينشأون على الدلال، تترسخ في نفوسهم نزعة السيطرة اعتقاداً منهم بأنهم في مكانة رفيعة تؤهلهم لفرض رأيهم على الغير، ولذا فهم يمتازون بالعناد والغرور حتى في مقابل الحق، وهذا التوجه في فرض آرائهم على الطرف الآخر يقود إلى النزاع بلا شك، ذلك أن الآخرين ليسوا على استعداد للتنازل والاستسلام لرغباتهم.

 ٢. الوعود القديمة: ربما نشاهد بعض الأزواج من الشباب في حالة من النزاع والخلاف الدائمين، دون أن نجدد سبباً واضحاً لذلك سوى الوعود القديمة التي ظهر زيفها وبطلانها فيما بعد. فالوعود التي بنيت عليها الآمال العراض تنتهي إلى لا شيء، والينبوع العذب لم يكن سوى سراب بعيد، وفي مثل هذا الحالة لا يمكن أن نتوقع سکوت الطرف المعني أو أن ننتظر أن يغض طرفه عن ذلك، وهكذا يتفجر النزاع.

 ٣. التحريض: نشاهد في بعض الأحيان نساء يعرن آذانا صاغية لبعض الأفراد الماكرين ويتأثرن بأحاديثهم المعسولة التي تحوي في داخلها السم الزعاف، وإذا بالزوجة تتغير تجاه شريك حياتها، وإذا بالزوج يتغير تجاه زوجته، كل هذا يحصل جراء حدیث تافه كأن يقول أحدهم للمرأة مثلا: يا للأسف لحياتك التي تضيع هباءً مع هذا الرجل وكان من الأجدر بك أن تعيشي مع رجل له كذا وكذا ومعه كذا وكذا وغير ذلك مما يترك آثاره السلبية لدى المرأة وبالتالي يظهر الفتور في حياة الزوجين وعلاقاتهما.

4. الطموح والاختبار: نصادف أحيانا نوعاً من المشاكل التي تظهر جراء الاختبار ومحاولة أحد الزوجين امتحان الآخر ووضعه على المحك ومعرفة مدى الأهمية التي يضمرها له، وفي هذه الحالة فإن عدم تحقيق واحدة من تلك الطموحات سيضرب القاعدة والأساس في الصميم وبالتالي يعرض مصير الأسرة للخطر. وينبغي في مثل هذه الحالات أن ينصرف الطرف الآخر بلباقة إذا لم يمكنه تحقيق طموح شريك حياته.

5. الإرهاق الناشىء عن العمل: تنشأ بعض الاختلافات بسبب شعور أحد الزوجين بأن شريكه لا يقدر مدى ما يعانيه من تعب وإرهاق في سبيل تحصيل لقمة العيش فهو يشعر على الأقل بأنه وحيد دون سند أو حتى تشجيع، وفي هذه الحالة تتراكم في أعماقه المشاعر الدفينة والعُقد التي سرعان ما تنفجر لسبب أو آخر على صورة نزاع أو خلاف حاد كفرصة للانتقام.

 6. عدم التحمل: حيث يوجد الكثير من الأفراد، بسبب التربية الخاطئة، لا طاقة لهم على التحمل والصبر، فهم يطمحون إلى العيش في دلال دائم يتطلب من الطرف الآخر المراقبة المستمرة وتنفيذ كل رغباته، وهو أمر لا يمكن توفره دائماً لدى الطرف الآخر، أو ربما يتوفر لبعض الوقت ثم يفتر أو ينعدم، وفي هذه الحالة يثور الطرف المدلل مطالبا بحقه.

 7. عدم تفهم الطرفين بعضهما: وأخيرا فإن أحد بواعث النزاع الذي يعصف بالحياة الزوجية هو غياب التفاهم وعدم إدراك الزوجين بعضهما البعض. وقد تنشأ هذه الظاهرة من جراء الاختلاف الكبير في العمر أو المستوى الثقافي، الأمر الذي يضع كلا منهما في واد بعيد عن الآخر، فهذا ينشد السفر والمرح وذاك ينشد التحقيق والبحث، وهذا التناقض - إذا صح التعبير- سيدق إسفينه في الحياة الزوجية.

المصدر: قضايا الزواج والأسرة

2021/10/25

بينها الصبر والحلم.. 4 أمور تحكم بناء الأسرة

كتب الشيخ خليل رزق:

إذا سادت العلاقة الصحيحة والسليمة والمبنّية على ضوء القرآن والشريعة بين الرجل والمرأة فإنّ ذلك هو المفتاح الأساس لبناء الأسرة الصالحة، وتصرّفات الزوجين فيما بينهما، تعكس الأجواء الإيجابية أو السلبية داخل الأسرة.

[اشترك]

ومن هنا نجد أن الإسلام وفي سبيل بناء هذه الأسرة وضع نظاماً للعلاقة التي ينبغي أن تحكم الأسرة ومنها:

1-المودّة: وهي المحبة التي تشكل قاعدة أساسية للتفاهم والانسجام، والتي ينبغي أن تظهر في أعمال الطرفين.

عن النبي (صلى الله عليه وآله): "ما أنفق الرّجل على أهله فهو صدقة وإنّ الرّجل ليؤجر في رفع اللَّقمة إلى في امرأته "12.

2- الرحمة: وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة وكذلك للعنصر الأول في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.

فقد أضاف القرآن إلى المودة عنصراً آخراً وهو الرحمة التي تظهر في الأعمال أيضاً على شكل عطاء لا ينتظر مقابلاً.

ومن ذلك ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "إتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فإنّ خياركم خياركم لأهله"13.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): قال: "ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلاّ كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ويبني الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة"14.

3- المعاشرة بالمعروف: فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾15.

وعن الإمام الصادقة (عليه السلام) قال: "جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّل به غيرك وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): بشّرها بالجنّة وقل لها: إنّك عاملة من عمّال الله ولك في كلّ يوم أجر سبعين شهيداً"16.

4- الصبر والحلم: وهما من ضروريات الحياة الزوجية لمواجهة المشاكل الخارجية الناتجة عن متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية فمن الوصايا للرجل:

عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "... ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله (بكل مرة) يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب على بلائه، وكان عليها من الوزر في كلّ يوم وليلة مثل رمل عالج..."17.

2021/10/25

في ميدان المواجهة.. متى يحق للمرأة أن تعمل؟!

كتبت مريم نور الدين:

 ان الفتاة لها أن تعمل وتكسب، والمرأة المتزوجة أيضاً، ولكن المتزوجة يجب عليها أن تحافظ على مهمتها الأساسية، وهي بناء المجتمع الصالح والمحافظة على بيتها وأطفالها.

[اشترك]

 ومن أجل أن تتفرغ لعملها الأساسي، فقد أوجب الله سبحانه وتعالى النفقة لها على الزوج حتى لا تضطر إلى ترك بيتها، وتعريض أطفالها إلى الحرمان العاطفي، والجفاف النفسي الذي لا يتوفر إلا بحنان الأم.

لا تستطيع دور الحضانة أو المربيات أو الخادمات أن تعوض على الطفل حنان أمه وعطفها.

 إن دور الحضانة قد تربي أطفالاً أصحاء جسدياً، ولكن الأطفال ربما يعاني أكثرهم من اضطرابات نفسية نتيجة فقدان رعاية الأم الكافية.

 أما إذا اضطرت المرأة للعمل وذلك لإعالة نفسها أو إعانة زوجها أو مساعدة أولادها، فلا حرج عليها من أن تخرج إلى العمل الشريف مع اعتبار رضى الزوج وإذنه إذا كانت متزوجة.

 لم يحرّم التشريع الإسلامي المرأة من ثمرة أتعابها، فإن المال الذي تجنيه من عملها هو ملك لها وليس لزوجها أو أبيها أو أحد من الناس، فالمال الذي جنته من أتعابها بالوجه الشرعي هو لها، تتصرف به كيف تشاء: «الناس مسلطون على أموالهم»

إن كثيراً من الناس من يستثمر جهود المرأة وثمرة أتعابها كأبيها أو زوجها أو أخيها، فهذا الاستثمار لا يقره الضمير والوجدان، وحتى الدين إذا كان بغير رضى منها، إلا إذا سمحت بالعطاء.

وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عندما جاءت إليه الصحابية السيدة ريطة بنت عبد الله بن معاوية الثقفية وكانت ريطة امرأة ذات صنعة تبيع منها، وليس لها ولا لزوجها ولا لولدها شيء من حطام الدنيا.

فسألت النبي صلى الله عليه وآله: عن النفقة عليهم فقال: « لك في ذلك أجر ما انفقتِ عليهم» .

 

المصدر: كتاب المرأة في ظل الاسلام

2021/10/23

لماذا تفشل بعض الأسر في عبور الأزمات؟

تجد بعض الأسر صعوبة في التعامل مع أزمات حياتية لا تنتهي، ولا تعرف هذه الأسر سبيلا إلى إيجاد حلول لها حتى وإن كانت أزمات بسيطة نسبيا.

[اشترك] 

نقول إن هذه الأسر تفتقر إلى المهارات اللازمة لمواجهة الأزمات وفهمها ومعالجتها، ولذلك فهي تخرج من أزمة وتدخل في أخرى دون إحساس بطعم للحياة ومتعها.

بالرغم من أننا نسعى جميعاً إلى ما يشبه الكمال، إلا أنه ليس ثمة من أسرة مثالية، في كل أسرة مواطن قوة ومواطن ضعف، ولكل أسرة حظ وافر من المشكلات والتحديات.

ومشكلات الأسرة تأتي في أشكال وأحجام مختلفة، بعضها قصير الأمد، ويمكن حله بسهولة، وبعضها الآخر أكثر صعوبة وأطول مدى، فقد تأخذ هذه المشكلات شكل مرض أو وفاة أو تأخذ شكل أزمة مالية أو فقدان عمل رب الأسرة أو تغيير عمله أو رسوب في امتحان إلى آخره.

وفي ما يلي بعض من أسباب عدم القدرة على مواجهة الأزمات في الأسرة:

أولاً- عدم الإتصال بين أفراد الأسرة: فالبعض يتجنب الحديث مع البعض الآخر، أو هم لم يتعلموا كيف يستمعون إلى الآخرين لفهم ما يقولون من خلال كلامهم وافعالهم.

ثانياً- عدم القدرة على حل النزاعات والخلافات القديمة: وهذا يحدث في العادة لأن أفراد الأسرة لا يتكلم الواحد منهم مع الآخرين بطريقة مثمرة ومفيدة، وهذا من شأنه أن يجعل المشكلة تتواصل وتزداد تعقيدا، وهذا يجعل حياة الأسرة أكثر صعوبة مع مرور الوقت، في بعض الأسر لا يتعلم الأفراد كيف يفاوضون وكيف يتخلصون من مشاعر القهر القديمة، ومن المرجح أن يتعلم الأطفال من الأهل كيف يتصرفون في مواجهة مشكلة أو أزمة، فيرفضون التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم الدفينة، هنا تصطدم حياة الأسرة بجدار إسمنتي قاسٍ وتسودها الفوضى، ويتوقف الإنتاج والإنجاز.

ثالثاً- الافتقار إلى المهارات لحل المشكلات المستجدة: فأفراد الأسرة غير متفقين إن كانت مشكلة معينة تواجههم ولا يعرفون مدى خطورتها، ولا يعرفون المسؤول عنها، وهم غير متفقين على أولويات معينة في حياتهم.

رابعاً- الافتقار إلى الدعم النفسي في الأسرة:  الأسرة هي المصدر الأول والأساسي لتقديم الدعم النفسي لمن يعيش فيها، ويجد الأطفال بخاصة - والكبار أيضا - صعوبة كبرى في البحث عن هذا الدعم النفسي والحصول عليه خارج الأسرة، فتسوء حالتهم النفسية، ويسوء تحصيلهم المدرسي.

خامساً- الافتقار إلى المهارات في توزيع المسؤوليات: فالأسرة هنا لا تعرف من هو المسؤول عن ماذا، وهنا تعم الفوضى في البيت، لا أحد يعترف بمسؤوليته عن أي شيء، ويبدأ مسلسل تبادل الاتهامات الذي لا ينتهي والذي يزيد المشكلة تعقيدا، وتحل العداوات والتحالفات في البيت فيزداد انقساما على انقسام، ويستحيل أي قدر من التسامح، ويتأثر الاطفال سلبيا في هذا الجو، فيخفقون في تطوير صورة ذاتية إيجابية، ويتراجع احساسهم باحترام أنفسهم، وتضعف قدرتهم على اكتساب مهارات اجتماعية.

‏المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/23

4 أساليب خاطئة في تربية الأطفال

يختلف أسلوب التعامل مع الطفل من شخص لآخر ومن طفل لطفل ومن وقت لآخر.

[اشترك]

وسنستعرض في هذا المقال بعض الأساليب الخاطئة في التعامل مع الطفل لنتجنبها قدر المستطاع... وهذه الأساليب نوجزها في النقاط التالية:

أولاً: الصرامة والشدة

يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة، فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك، أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفاً وشاتماً له بأقبح وأقسى الألفاظ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب .

وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط (خوف مؤقت) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا.

وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة.. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض (العصاب) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل.

وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل (السيئ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .

ثانياً: الدلال الزائد والتسامح

هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة، فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة، لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها، ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره، ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة (البيت) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة (المجتمع) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة ، ضاربا بالنتائج السلبية المخالفة عرض الحائط .

إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة، ولكن بتوازن وحذر.

ثالثا: عدم الثبات في المعاملة

فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل، وعندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها، ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .

رابعاً: عدم العدل بين الإخوة

يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاة السلام " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم".

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/21

19 موقفاً على الزوجة أن تستثمره في «الحب»

كثيرًا ما تغفل المرأة عن الوقت الذي يحتاج فيه الرجل للحب، مع إنها في مثل هذه الأوقات يمكنها تحقيق الكثير من النقاط، يشير د.جون جراي في هذا المقال إلى بعض المواقف التي تستطيع المرأة أن تستثمرها لتقترب من شريكها أكثر:

[اشترك]

1- إرتكب خطأ، ولم تقدم له نصيحة، ولم تقل له: "ألم أقل لك؟"

2- خيب أملها، ولم تعاقبه.

3- ضل الطريق وهو يقود السيارة، ولم تبالغ في رد فعلها.

4- نسي أن يحضر ما طلبته، فقالت: "لا بأس، من فضلك أحضره المرة القادمة".

5- إذا جرحته وتفهمت سبب جرحه، فتعتذر وتمنحه الحب الذي يحتاجه.

6- طلبت مساعدته ورفض، فلا تجرح لأنها واثقة أنه كان سيساعدها لو كان بإمكانه، فلا تستنكر أو تصاب بخيبة أمل.

7- لا تشعره بالذنب عندما ينسحب ويبتعد.

8- إذا اعتذر عن خطأ، تتقبل اعتذاره بحب وتسامح ، فكلما كان خطؤه أكبر، منح الرجل نقاطا أكثر.

9- عندما يطلب منها أداء عمل، فترفض دون أن تقدم قائمة بأسباب عدم قدرتها.

10- عندما يطلب منها عملاً توافق وتظل في مزاج طيب.

11- عندما يصالحها بعد شجار، ويقدم لها خدمات صغيرة، تتقبل هذه الخدمات وتقدرها.

12- تظهر سعادتها بعودته للبيت.

13- عندما تشعر بخيبة أمل، تنسحب، حتى تسترد توازنها على انفراد، ثم تعود بقلب محب.

14- في المناسبات الخاصة، تغض الطرف عن أخطائه التي تزعجها.

15- نسي أين وضع مفاتيحه، فلم تعامله كشخص غير مسؤول.

16- خاب أملها في المطعم أو النزهة التي أخذها إليها، فتظهر عدم رضاها بلباقة ولطف.

17- لا تقدم له النصائح وهو يقود السيارة، بل تشكره على توصيلها.

18- تطلب مساندته بدلاً من شرح أخطائه.

19- تعبر عن مشاعرها السلبية بطريقة معتدلة، دون لوم أو رفض أو خيبة أمل.

2021/10/21

طلبة لا يحتاجون معلّماً.. نظرة جديدة نحو الطلبة الموهوبين

كتب محمد تيسير الزعبي:

خلال عملي معلّمًا ثمّ مدرّبًا للمعلّمين، لاحظت أنّ أسئلة المعلّم تركّز عادةً على كيفيّة تعليم الطلبة قليلي التحصيل الدراسيّ، أو كيفيّة التعامل مع الطلبة المشاغبين، وقلّما سمعت أسئلةً عن التعامل مع الطلبة "الموهوبين"، ولدى سؤال إحدى المعلّمات عن سبب ذلك، قالت: "هؤلاء طلبة لا يحتاجون معلّمًا!".

[اشترك]

وأنا أرى أنّ التخلّص من هذه الفكرة أمر مهمّ ضروريّ، إذ أنّ المعلّم يجب أن يعمل عمل أنزيم لعمليّة تعلّم الطلبة جميعهم، ويجب أن يجد الطلبة الموهوبون في التعلّم المقدّم لهم شيئًا جديدًا يستفيدون منه، ويضيفونه إلى خبراتهم. ويبدو لي أنّ العلّة وراء هذه النظرة المعيبة إلى علاقة المعلّم بالطالب الموهوب هي تركيز النظم التعليميّة على الاختبارات التحصيليّة، فتجعلها هدفًا في ذاتها.

يهدف هذا المقال إلى إكساب المعلّمين نظرةً جديدةً نحو الطلبة الموهوبين، وسبل اكتشافهم، وشروط عمليّة تحديدهم، وأساليب دعم تعلّمهم في سبيل ألّا نهمل جزءًا من الطلبة بسبب كونهم يتجاوزون الاختبارات التحصيليّة بيسر.

ما هي الموهبة؟

طال اختلاف الباحثين على تعريف الموهوب، والتقت جهودهم عند بعض العناصر التي ينطلقون منها في تعريف مخصّص لهذا الطالب المختلف. مثلًا يرى جروان (2016)، أنّ الموهبة "قدرة فطريّة أو استعداد موروث" تحتاج إلى اكتشاف وصقل. وينقل صبحي (2002)، عن مؤتمر عقد في برشلونة تعريفًا شاملًا توصّل إليه المؤتمرون: "الموهبة العقليّة هي سمة إنشائيّة تتشكّل في القدرة العامّة (الذكاء)، والقدرة على التفكير الإبداعيّ، والتحصيل الأكاديميّ رفيع المستوى إلى جانب الخصائص السلوكيّة".

لكنني أرى أنّ حصر الموهبة في الأسباب الوراثيّة يترك لدى الطلبة انطباعًا سلبيًّا بأنّها السبيل الوحيد للوصول إلى الموهبة، ممّا يجعل الطلبة يستسلمون لهذه الحصريّة، وهذا ما يجعلهم لا يبذلون جهودًا لتحقيق سمات الطالب الموهوب، ويبرّرون لأنفسهم عدم إظهار مواهبهم أو صقلها. وبعد ذلك، أليست كلمة موهبة تشمل كلّ ما نمنحه بوصفه هبةً، ومن ذلك أمور خارجة عن إرادتنا آتيةً من البيئة لا من الوراثة؟

وعن سمات الطالب الموهوب، يعدّد عياصرةً وإسماعيل (2012)، عددًا كبيرًا من المؤشّرات التي يستند إليها المعلّم في إطلاق وصف موهوب على طالب ما، منها: امتلاك الشغف المعرفيّ، والخيال الواسع، والفضول الذي يدفع إلى طرح الأسئلة وإثارة النقاشات، والقدرة على الربط العميق بين الآراء والأحداث، وإدراك العلاقات، وسهولة التعلّم، والتنوّع في الرغبات والميول، وابتكار الأساليب، والانتباه الدقيق للمحيط، والتعبير الواضح الدقيق، والاستقلاليّة في العمل إلى جانب إتقان العمل ضمن فريق، وخصائص أخرى تتعلّق بحدّة الذاكرة وسعة الاطّلاع.

يجب أيضًا أن نميّز بين مصطلحات كثيرة هنا، فالطالب المتفوّق دراسيًّا، والطالب المبدع، والطالب الشغوف، والطالب المنضبط... إلخ، ليست أسماءً تطلق بصورة تبادليّة، إذ ثمّة فروق بين هؤلاء الطلبة، لكنّ الخلط قد يأتي أحيانًا من وجود طلبة يمكن تصنيفهم في هذه الدوائر جميعها معًا. أحاول هنا أن أتناول الطلبة الذين ينظر إليهم بعض المعلّمين على أنّهم "لا يحتاجون معلّمًا" بسبب تحلّيهم بقدرات خاصّة تجعلهم عرضةً لأن يكونوا ضحيّة إهمال المعلّمين لهم في الدروس الموجّهة إلى أقرانهم.

شروط اكتشاف الموهوبين

هنا، علينا ذكر أنّ من واجب المعلّم التخلّص من أيّ انحياز لديه تجاه أحد الطلبة على حساب آخر، إذ يجب ألّا يطلق وصف موهوب على أنّه مكافأة لطالب نظير اشتراكه في الأنشطة المدرسيّة المتنوّعة، وعلى المعلّم الذي يجري اختبارات الموهبة، ومقابلات الكشف عنها أن يتلقّى تدريبًا متخصّصًا، وأن يضفي طابعًا من السرّيّة على أدوات اكتشاف الموهبة قدر الإمكان، وأن يراعي كلّ ما من شأنه أن يضمن نزاهة التقييم وصدقيّة الاختبار.

حسب جروان (2016)، فإنّه لكي تكون عمليّة تحديد الطلبة الموهوبين دقيقةً وصادقةً فإنّها تمرّ بثلاث مراحل من الاختبارات والمقابلات. تتضمّن المرحلة الأولى اختبارات المعلومات العامّة، وقياس نسبة الذكاء، ومستوى تحصيل الطلبة المستهدفين أكاديميًّا، وهذه الاختبارات يعدّها فريق من الخبراء والمتخصّصين في رعاية الموهوبين، ثمّ يدرّبون المعلّمين على إجرائها في المدرسة، وكيفيّة تصحيحها واستخلاص النتائج وذكر المؤشّرات الدالّة عليها. وتتضمّن المرحلة الثانية مهمّات أو نشاطات تظهر ميول الطالب واهتماماته وعمق ثقافته ومهاراته، مثل الانخراط في حلقات حوار أو تصميم أنشطة حاسوبيّة أو أنشطة أدائيّة وتمثيليّة، ويشرف عليها متخصّصون من المدرسة. وفي المرحلة الثالثة يقدّم أولياء الأمر، أو مديرو المدارس، أو المعلّمون السابقون، أو أيّة أطراف تعمل مع الطالب توصيات توثّق حوادث أو قصصًا تبرز الموهبة.

إنّ دقّة التصنيفات والنتائج تتطلّب معايير متّفقًا عليها بين المقيمين، يخضع لها الموهوبون على نحو متساو، ويشترك في فحصها عدد من المتخصّصين يتّخذون القرار دون ضغوط، بل وبمبرّرات ومؤشّرات مقنعة مبنيّة على أدوات علميّة، لا انطباعات ذاتيّة، أو مصالح شخصيّة.

دعم تعلّم الموهوبين

هذه المسؤوليّة تقع على عاتق أعضاء المجتمع المدرسيّ كافّةً. أولى الخطوات التي تنمّي الموهبة أن نضع الطالب مع أقران يشابهونه في المستوى والمواهب، ذلك أنّ التنافسيّة الإيجابيّة ستكون في أعلى درجاتها بين الطلبة، وتدفعهم لاستثمار مواهبهم وإظهارها بأساليب لافتة، وهذا لا يعني تجميع الموهوبين في صفوف منفصلة، بل أن يكونوا في محيط يستثير مواهبهم.

من جهةً أخرى، علينا المحافظة على حماس الطلبة الموهوبين نحو مواهبهم عاليًا، وأنّ نوفّر البيئة التعليميّة المناسبة التي تلبّي الحاجات المختلفة للموهوب، وأن تشمل البرامج المقدّمة للموهوب النواحي السلوكيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والتعليميّة، وأن نراعي أوقات تنفيذها الوقت داخل المدرسة، وبعد انتهاء اليوم المدرسيّ بمهمّات واضحة تحقّق مهارات عميقةً مثل "مهارات حلّ النزاع، والتفكير النقديّ، والتحليل الإبداعيّ".

من الأنشطة اللّاصفيّة التي تتيح للمعلّمين دعم الموهوبين داخل المدرسة وخارجها، تنظيم مناظرات بين الطلبة الموهوبين في مواضيع مختلفة، بحيث يتولّى الموهوبون الإعداد الكامل لهذه المناظرة، من تحديد الموضوع إلى بناء الحجج، وتشكيل الفريق المؤيّد لموضوع المناظرة، والفريق المعارض، ويكتفي المعلّم بالإشراف ورصد التطوّرات.

في داخل المدرسة أيضًا، يمكن تنظيم فعاليّات يديرها الموهوبون مثل محاضرات متخصّصة، تستضيف فيها المدرسة خبيرًا في موضوع معيّن فيقدّم الموهوب الضيف، ويستقبل أسئلة المشاركين، ويدير الحوار بين الضيف والجمهور.

يمكن للمدرسة أيضًا عقد حلقات نقاش متخصّصة في موضوع معيّن يديره أحد المعلّمين ويشارك في النقاش موهوبون، فيثيرون الأسئلة، ويبرزون التعدّد والاختلاف في وجهات نظرهم الشخصيّة بما يتيح لهم إثبات حضورهم، وإظهار مهاراتهم ومواهبهم في العرض والتحدّث وتناسق الأفكار والفهم العميق.

في الجانب التعليميّ، فإنّ المدرسة تستطيع بإشراف قسم الإرشاد المدرسيّ أن تستثمر مهارات الموهوبين في دعم الأقران المتعثّرين دراسيًّا، سواءً داخل صفوف الموهوبين أو خارج صفوفهم، وفق برنامج منظّم لا يتعارض مع جدول حصص الموادّ الدراسيّة.

كي تغطّي برامج تعليم الموهوبين وقت الموهوب خارج المدرسة بالإمكان الطلب منهم إجراء البحوث فرديًّا أو جماعيًّا في مواضيع معيّنة، أو أن يجروا عددًا من المقابلات مع أصحاب سير ملهمة من المؤلّفين أو المتخصّصين أو أصحاب البصمات من ذوي المواهب القريبة من مواهبهم.

لأنّ دور المدرسة يمتدّ إلى المجتمع، ومساعدة أفراده فإنّ المدرسة تستطيع استثمار مهارات الموهوبين خارج الصفّ، بطرح مبادرات مجتمعيّة بنّاءة إيجابيّة مثل تقديم أنشطة مهاريّة في مراكز رعاية الأيتام، ودور رعاية المسنّين، والمراكز الثقافيّة والمكتبات العامّة والنوادي، كي يجري الموهوبون أعمالًا تطوّعيّةً وتعلّميّةً وفق برامج محدّدة آمنة تقنيًّا وإداريًّا.

نجاح هذه الأنشطة في تطوير مواهب الطلبة يجب أن يرافقه تنسيق كبير بين المدرسة والأسرة، فالمدرسة تحرص على التعامل مع الموهوب بطريقة احترافيّة، وبإشراف خبراء، إضافةً إلى تأهيل المعلّمين وتدريبهم على أساليب رعاية متخصّصة بهذا النوع من الطلبة، وإلى جانب هذا الدور، تقوم المدرسة على توعية الأسرة بأهمّيّة الأنشطة التي تنفّذها، وضرورتها لرعاية موهبة أبنائها في التكيّف مع مواهبهم، ومع المنهج الدراسيّ، والمجتمع الذي يعيشون فيه.

إنّ جهود دعم الموهوب قد تواجهها بعض التحدّيات التي من بينها رفض الأهل انخراط ابنهم في أنشطة خارج غرفته الصفّيّة أو المدرسة، وحصر اهتمامها بتحصيل ابنها الدراسيّ وبقاء علاماته عاليةً، وأن يبقى الأوّل في صفّه.

في إحدى المدارس التي عملت فيها معلّمًا للمرحلة الأساسيّة المتوسّطة قرّرت المدرسة تسريع عدد من الموهوبين، لكي يجتازوا صفّين دراسيّين في العام الدراسيّ الواحد، لكنّ عائلة أحد الطلبة الذين اجتازوا الاختبارات والمقابلات، وانطبقت عليهم شروط التسريع رفضوا ذلك، وقرّروا إبقاء ابنهم ضمن مرحلتهم العمريّة العاديّة، وأن يبقى مع زملائه الذين بدأ معهم الدراسة منذ الصفوف الأولى. لذلك، فللتأكّد من أن يأخذ الأهل والطالب قرارًا مبنيًّا على البيّنات، فإنّه لا بدّ من توضيح ظروف هذا التسريع لهم بصورة دقيقة، فقد يختلف القرار بعد التوضيح.

خلاصة

إنّ اكتشاف الطلبة الموهوبين في المدرسة أو في المجتمع أو في أيّ مكان أمر ضروريّ مهمّ، يساعد على تطوير البرامج التعلّميّة المتخصّصة التي تجعلهم أكثر إبداعًا، وتستثير دافعيّتهم؛ لإخراج مواهبهم بالطريقة الفضلى، وتوظيف هذه المواهب بما يخدم المحيط الذي يكونون فيه، لذلك فإنّ على وزارات التربية والتعليم اعتماد برامج حديثة لرعاية الموهوبين، وإكساب المعلّمين مهارات اكتشافهم وتصنيفهم، ورفد المناهج بالمهارات التي تمكّن الموهوبين من إظهار مهاراتهم وإبداعاتهم.

 

المراجع

تيسير، صبحي. (2002). عرض ومراجعة لكتاب دليل المعلم والأسرة في رعاية الموهوبين من تأليف لويس بوركر. مجلة العلوم التربوية. (1). 12-25.

جروان، فتحي. (2016). الموهبة والتفوّق. ط7. دار الفكر.

عياصرة، سامر وإسماعيل، نور. (2012). سمات وخصائص الطلبة الموهوبين والمتفوّقين كأساس لتطوير مقاييس الكشف عنهم. المجلّة العربيّة لتطوير التفوّق.  3(4). مركز تطوير التفوق 97-115.

المصدر: موقع منهجيّات

2021/10/20

أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت هديل طالب:

الألعاب الإلكترونية ليس مجرد تسلية ومرح، سيما ما نشاهده هذه الأيام من إفراط في استخدامها وقضاء الوقت عليها، لكنها تحتوي على أضرار تسري الى عدّة نواحي.

[اشترك]

على الصحة العامة: ارتبط مفهوم الألعاب الإلكترونية بالعديد من المشاكل الصحيَّة كالسمنة، والكسل، والانطواء، والأمراض الاجتماعية، كما تؤثر أيضاً على الصحة البدنية والعقلية، والتي تحصل بسبب كثرة استخدام هذه الألعاب.

كما يُمكن أن تُسبب الألعاب الإلكترونية آلام في مفاصل اللاعب نظراً لفترات اللعبة المتواصلة التي يُمضيها اللاعب دون استراحة، وقد تكون آلام في مفاصل الرقبة، أو مفاصل اليد، أو مفاصل الرسغ، أو مفاصل الساعد، كما يُمكن أن يؤدي لعب هذه الألعاب إلى نقص في فيتامين د، نظراً لعدم تعرض اللاعب لأشعة الشمس مما يجعله أكثر عُرضة للإصابة بمرض الكُساح الذي يُسبب ضعف في العظام، وبالتالي يؤدي إلى انثناء العمود الفقري والساقين.

على الصحة النفسية: تمَّ إجراء دراسة على مجموعة من الطلبة في سنغافورة من طلاب الصف الثالث والرابع والسابع والثامن، وقد كانت نتيجة هذه الدراسة أنَّ الطلبة الذين يعانون من إدمان للألعاب الإلكترونية يُعانون من مشاكل نفسيَّة مثل الاكتئاب، والقلق، والرهاب الاجتماعي، كما أنها تؤدي إلى تدنِّي الدرجات الدراسية لهؤلاء الطلبة.

على النوم: تُشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى جَعل الجسم في حالة توتر، مما يزيد من ضغط الدم وعدد نبضات القلب، إذ إنَّ الألعاب الإلكترونية حتى إن لم تَكُن ألعاب عنيفة أو ألعاب حركة تؤدي إلى زيادة مُستوى التحفيز البصري والمعرفي مما يضع الدماغ والجسم في حالة التوتر هذه، وبالتالي حصول مشاكل في النوم.

ومن الجدير بالذِّكر أن نوم الطفل لِمُدة 8 إلى 10 ساعات لا يعني عدم مُعاناته من اضطرابات النوم، حيث قد يؤدي لعب الألعاب الإلكترونية إلى التأثير على المناطق البدائية في الدماغ، وإرسال إشارات تجعل جسم الطفل في حالة تأهب حتى في أثناء نومه، وفيما يلي الأسباب الرئيسية لتأثير الألعاب الإلكترونية على نوم الطفل:

السطوع المُصطَنَع أو غير الطبيعي للشاشة: (بالإنجليزية: unnatural brightness of the screen) إذ إن السطوع المُصطنع أو الإضاءة غير الطبيعية للشاشة تمنع تَحرُّر هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) الذي يتحرر في الظلام فقط، ويُمكن تلخيص تأثير السطوع بأنَّه هذا الضوء يتوجه إلى الدماغ مباشرةً مما يتسبب في تقليل الرَّغبة في النوم وتعطيل الساعة البيولوجية للجسم، وينتج عن ذلك سوء المزاج، وقلة التركيز، والمشاكل الهرمونية لدى الإنسان.

الإشعاع الكهرومغناطيسي: (بالإنجليزية: electromagnetic radiation EMR) يمنع الإشعاع الكهرومغناطيسي أيضاً عملية إفراز هرمون الميلاتونين، وبالتالي فإنَّه يُقلل من كميات النوم والاستراحة، ومن الجدير بالذِّكر أن الإشعاع الكهرومغناطيسي ينتُج عن كل الأجهزة الإلكترونية واللاسلكية كأجهزة المراقبة، والإنترنت، والألعاب المحمولة وغيرها من الإلكترونيات.

على الوقت: يؤدي لعب الألعاب الإلكترونية المُختلفة إلى تضييع وقت اللاعب، إذ يُمكن قضاء الوقت المُستهلك في لعب هذه الألعاب بتأدية نشاطات تعود بالفائدة على الفرد، مثل زيادة النشاط الاجتماعي بتمضية الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو زيادة الأوقات التي يتم بها ممارسة الأنشطة الترفيهية كالقيام بِلعب كرة القدم، أو تأدية المسؤوليات كالدراسة أو العمل، ويُمكن أيضاً تطوير مهارات شخصية تعود بالفائدة على الشخص.

على سلوك الأطفال: قد تكون الألعاب الإلكترونية مشكلة كبيرة في حال تم استخدامها مِن قِبَل الطفل بشكل كبير ومُتكرِّر، حيث إن هذه الألعاب ستكون دافعًا لإهمال المسؤوليات الشخصيَّة، أو العائلية، أو التعليمية، في حين قد يتطوَّر حُب هذه الألعاب الإلكترونيَّة إلى إدمان، فَعِندَ مُحاولة توقيف الطفل عن استخدام هذه الألعاب سيُصاب بالحزن أو الانفعال الشديد، كما أنه قد يرغب بتمضية المزيد من الوقت في لعب هذه الألعاب، وسيفقد الاهتمام بالأنشطة التي كان مُهتماً بها في السابق وسيجدها غير مُمتعة على الإطلاق، كما أنَّه قد يضطر للكذب حول كمية الوقت المُستنفَذ في لعب هذه الألعاب، ويُمكن أن تتسبب أيضاً في فقدان العلاقات الشخصية، أو التراجع دراسياً.

تمَّ إجراء دراسة على مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 17 عاماً لمدة ثلاث سنوات، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن الألعاب الإلكترونية العنيفة تُحفز على السلوك العدواني لدى الأطفال نظراً لكثرة مُشاهدة الطفل لمشاهد العُنف، كما يقول خبير العنف في ألعاب الفيديو وصاحب الدكتوراه في علم النفس التطوري بجامعة ولاية أيوا، الدكتور دوغلاس جنتيلي (بالإنجليزية: Douglas A. Gentile) أنَّ الألعاب الإلكترونية تؤثر على جميع الأشخاص سواء أكانوا أصحاب سلوك عدواني في طبيعتهم أم لا، كما أنها تؤثر على الإناث أيضاً وليس فقط على الذُّكور.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/20

كبار السنّ: يحرصون على المال ولا يقبلون النقاش.. دراسة تكذّب هذا الانطباع!

كبار السنّ شخصيات محبوبة وأصدقاء حقيقيون للطبيعة

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتب خليل ما شاء الله:

هنالك نظرة سائدة في مجتمعاتنا حول الرجل الطاعن في السنّ او (العجوز)، بأنه مكمن لكثير من الصفات السلبية، فهو إضافة الى ركونه لخريف العمر، وهي حالة بحد ذاتها توحي الى الكآبة والاشمئزاز، يكون سريع الغضب وشديد الحرص على المال، ومحب لذاته ولا يقبل المناقشة والتراجع أمام فكرة او رأي وإن كان الحق والصواب في الطرف المقابل.

[اشترك]

لكن هذه الرؤية قد لا تكون دقيقة إذا بحثنا الأمر بشكل علمي وبصورة عامة، وليس في إطار ظروف استثنائية كما هو عليه الحال في بلد مثل العراق الذي يصل الإنسان الى خريف العمر وهو لا يتذكر أنه قضى يوماً في ربيع العمر أو هنِئ بيوم في حياته ورأى غير الحرب والموت والأزمات وغيرها.

تقول دراسة حديثة صدرت من البرازيل، إن الذين يعيشون طويلاً ويصلون الى قرن من الزمن، هم أناس يتمتعون بروح معنوية عالية بعيدة عن كل ما يمكن ان ينغص حياتهم، هم أناس يكرسون أنفسهم للعناية العفوية بأنفسهم وخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه، ويقول كثير من هؤلاء المعمرين بأن مصدر طاقتهم تأتي من الشعور بالرضا الذاتي والشعور الجميل الذي ينتابهم من خلال خدمة الآخرين، فمن يشعر بأنه يخدم الآخرين بما يرضيه هو والذين يخدمهم يحصل على قوة وطاقة كبيرتين للعيش طويلا من أجل خدمة المجتمع.

أضافت الدراسة بأن المعمر هو الصديق الوفي للطبيعة، فهو يحافظ عليها لأنها تمدّه بالطاقة من أجل العيش، هم يتميزون أيضا بالبساطة ويؤمنون بجمال الحياة بعيداً عن الطمع والجشع المادي الذي يرونه بأنه يفسد جمال الحياة وجمال الطبيعة ذاتها.

وأوضحت الدراسة بأن المعمرين يحبون الصدق والأمانة والنظام الذي وضعته الطبيعة لهم وعندهم قيم إنسانية عفوية غاية في الرقي، كما يتمتعون بأخلاق بعيدة عن المفاسد لا يتخلون عنها ولا بشكل من الأشكال، ويمكن تلخيص ذلك كله وتسميته بفلسفة أخلاقية وثقافية في الحياة.

وتقول الدراسة أيضا بأن المعمرين يبعدون أنفسهم عن كل ما يمكن أن يؤذي مشاعرهم الصادقة في الحياة ويقولون بأن المشاعر السيئة الناجمة عن تعقيدات الحياة العصرية هي سم قاتل يفتك بالبدن والنفس على السواء.

وأضافت الدراسة التي كتبها عالم النفس البرازيلي الشهير (باشيكو)، بأن التوازن الداخلي للإنسان يحافظ على صحة خلايا الجسم بأسره، مشيراً - حسب رأيه- الى أن هذا التوازن يُحدث نوعاً من التناغم في أنسجة الجسم وخلاياه كالموسيقى المهدئة للأعصاب.

وقال أيضا أن التوازن الداخلي يقوي جهاز المناعة عند الانسان فيصبح مقاوما للأمراض وسلاحاً ضد الجراثيم الغازية.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/19

’حظّي يتّصل بي’.. 4 أخطاء زوجية تنتهي إلى مشاكل! (فيديو)

الحديث هنا حول موضوع العلاقة الزوجية لأنها من المسائل المهمة حيث أن الأسرة هي العماد الأساسي في بناء المجتمع ومتى ما كانت العلاقة بين الزوجين تسير في الاتجاه الصحيح أمكن للإنسان أن يستنتج إن البناء الاجتماعي في الاتجاه السليم.

[اشترك]

ونشير هنا إلى بعض الجوانب تنبيهاً على أخطاء أو عثرات في العلاقة بشكل متتابع:

الأول: القول السيء: الأخطاء في العلاقة قد تكون فعلاً كالاعتداء والعنف كأن يتعدى أحد الزوجين على الأخر بالإيذاء أو الضرب أو التعنيف، وأحيانا لا يكون هناك فعلُ بهذا المعنى السيء.

الثاني: لحن القول السيء: قد يكون الإشكال من جهة اللفظ، فهناك بعض الناس ممن لا يصونون لسانهم عن السوء وأول من يصطلي بهذه النار اللفظية أهله -أبناءه وبناته وزوجاته ثم بعد ذلك سائر الناس، بل في كثير من الأحيان نجد بعض الناس في المجتمع لسانهم حسن بخلاف حالهم داخل البيت تجدهم ذات لسان سيء.

وذلك أما لعدم الرقابة.

أو لعدم إمكانية الرد: كما لو تهجم على ابنه ولم يقابله الابن بالرد، وإذا سخر من زوجته ربما لا ترد.

لكنه لو فعل ذلك في المجتمع لوجد له شخصاً ملسوناً أكثر منه، ومثل هذه النوعية قد تجد نفسها في داخل البيت سيئة اللسان واللفظ وفي المجتمع حسن الكلام، وقد يكون ذلك من كلا الطرفين من الزوج والزوجة.

وقد جاء في الكثير من الأحاديث ذم لهذه الشخصية والنوعية فقد نعت بأنه مبغوض من قبل الله تعالى ففي الحديث: “إن الله يبغض الفاحش المتفحش"(1).

وفي حديث أخر عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله): " إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له" (2).

الجنة طيبة يدخلها الطيبون والإنسان الفحاش قليل الحياء الذي لا يبالي كيف يطلق الكلام بل أحياناً يتباها بذلك فيقول (أنا مسحت بفلان أو فلانة الأرض).

 بعض الناس تأتي بالألفاظ الفاحشة ولم يبالي بما قال ولم يعرف أن هذه الكلمة يكون لها من الأثار شيء عظيم جدا، ولا يبالي ما قال فيه.

ومنها: ذكر الله ولكن بلحن سيء في القول:

بأن يأتي الرجل أو المرأة ويقولون لا حول ولا قوة إلا بالله أو أستغفر الله ولكن مع لحن باللفظ، مع أن قولهم استغفر الله لفظ طيب وحسن لكن اللحن فيه سيء (3)، وبعض الكلمات يقولها البعض فتكون سيئة كقوله فيما لو اتصلت به زوجته (اتصلت حظي، أو هذا حظي من الدنيا) هذه الالفاظ ليس فيها عيب في أصل التحدث فيها لكنه يلحن بها ويقصد منها الشيء السيء، والله سبحانه وتعالى يخاطب النبي (صلى الله عليه وآله) )وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ( (4)، لكن لحنهم بالقول وأسلوب الإبداء فيه نحو من التهكم والسخرية الاستفهام والتعجب، فلو قرأتها لم تلحظ فيها هذا النحو بخلاف ما لسمعتها مع طريقة لفضه لها لرأيت ذلك النحو من تهكم والاستهزاء.

وفي الحياة الزوجية بعض الأحيان يحصل مثل هذا الأمر تراه يتلفظ بكلام ليس فيه محذور لكن لو عاينت طريقة الكلام والأجواء التي تحف به القرائن الحالية كما يعبر العلماء تجدها تعطي معنى مخالف إلى ما كان مراد منه.

يمكن ان يقول حبيبتي بنحو يزرع الألفة بينهم وهي تقول زوجي العزيز بذلك النحو وممكن أن يكون كلاً منهما هذا الكلام بنحو يعاكس تماماً مع استخدام حركات معينة وإشارة خاصة تعطي عكس المعنى الذي قيلت فيه، فيلزم الالتفات إلى أن المسألة ليست أني لم أضرب زوجتي أو هي لم تضربني أو لم أشتمها ولم تشتمني، بل حتى في القول ينبغي أن يكون بشكل مناسب يعمّق المودة.

الثالث: من الأمور المتبادلة بين الزوجين: حق الإذن من قبل الزوج وعدم رعايته من قبل الزوجة.

من المعلوم عندنا في الفقه الإمامي للزوج على الزوجة حق التمكين الجنسي متى ما أراد من غير عذر شرعي أو عرفي.

حق الاستئذان عند الخروج من المنزل وهذا الحق الثاني ينطلق من أمور كثيرة.

أ- من طريق القوامة على الاسرة التي منحت للرجل.

ب - من صيانة ومسؤولية الرجل اتجاه أسرته بشكل لا يقبل الترديد فيه لكثرة الروايات ولإجماع الفقهاء على هذا الأمر.

والاستئذان إما أن يكون واضحاً وصريحاً أو يكون علماً برضاه، بأن تعلم الزوجة من خلال مجموعة القرائن ومن خلال المعاشر طول الفترة الزوجية بأن الزوج لا يمانع من الذهاب إلى الأهل بقدر هذا العلم كافي للخروج بدون إذنه، وكذلك عند الخروج للمسجد لأداء صلاة الجمعة فهنا لا تحتاج المرأة إلى تكرار طلب اللاذن منه للخروج في مثل هذه الحالات، بل يكفي العلم بالرضا وعدم الممانعة.

هذا عند انتقال الزوجة إلى منزل زوجها وقد دخل فيها، أما لو لم يدخل بها ولم تنتقل بعد إلى منزله هنا قال العلماء لم يجب الاستئذان منه في الخروج.

أما مع الاضطرار العرفي كما لو كان لديها علاج ولم يأذن لها بالخروج أولم تستطيع الوصول له فلا يجب عليها الاستئذان مع الممانعة، وكذا فيما لو وجب عليها الحج وامتنع من الموافقة فلم يجب عليها الاستئذان وأن كان من الأفضل تستأذنه وترضيه.

وفي المقابل لا يلزم على الزوج أن يستبد في رأيه بالممانع في صورة عدم الحاجة إلى ذلك كما لو أرادة زيارة أهلها، لان ذلك قد يأدي إلى زعزعت العلاقة الزوجية.

الرابع: ما جاء في قول الله عز وجل: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) (5)، من الأمور التي تزعزع العلاقة الزوجية  أن يتجاوز الإنسان حده لحد غيره سواء في داخل المنزل كما لو فكر الزوج بأن هذه الزوجة عاملة (موظفة) فلماذا تمتنع من المساهمة في البيت، وهذا يصنع دافع عند الزوجة من التمسك على مالها وعدم المساهمة في التعاون الأسري بخلاف فيما لو تركها من ذات نفسها تبدي المساهمة ففي كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): "احتج إلى من شئت تكن أسيره " (6)، فلا بد للزوج ان يتعفف ويستغني عن ذلك، " واستغن عمن شئت تكن نظيره"(7)، ولتكن انت صاحب الكلمة وصاحب اليد العليا " امنن على من شئت تكن أميره" (8)، فلا تمد عينك داخل الاسرة بل اقتنع بالذي انت قادر على توفيره، فضلاً عما كان خارج الأسرة فلا تنظر إلى نمط حياة الأخرين، فالآية تقول: (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) وفي سورة الجمعة يول الله تعالى: (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (10).


حرره لموقع الأئمة الاثني: السيد علاء تكليف العوادي

الهوامش:

(1) المازندراني، مولي محمد صالح، شرح أصول الكافي، ج٩، ص٢٨٧.

(2) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج٢، ص٣٢٣.

(3) يُريد الشيخ هنا بـ(اللحن) هو أن يصاحب الحوقلة (لا حول ولا قوة) والاستغفار حركات استهزائية بالغير.

(4) سورة محمد - الآية 30.

(5) سورة طه - الآية 131.

(6) المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج٧١، ص٤١١.

(7) نفس المصدر.

(9) نفس المصدر.

(10) سورة الجمعة – الآية 11.

 

 

2021/10/18

كيف أحبب طفلي بالمدرسة؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت سولاف دهلان:

يمكن معالجة الأهل لمشكلة عدم تفضيل الطفل للتعلّم من خلال التشجيع على التعلّم منذ الصغر، بحيث يعيد الوالدين ربط دماغ الأطفال بفرحة التعلّم.

[اشترك]

ملاحظات للتشجيع

يمكن أن يتّبع الأهل أسلوب كتابة قصاصات صغيرة، وإرفاقها مع ملابس، أو حقيبة، أو طعام الطفل عندما يتوجّه للمدرسة، حيث تساهم هذه القصاصات الصغيرة المليئة بالعبارات التشجيعيّة على تشجيع ودعم الطفل في غياب الأهل، فكون الطفل بعيداً عن أمه وأبيه يسهل شعوره بعدم الراحة والخوف، ومن الأمثلة على العبارات التشجيعيّة التي يمكن استخدامها:

 أحبك.

أنا أفكر بك الآن.

أنت تفعل شيء عظيم.

أنا فخور جداً بك.

أنت مميز.

يمكنك أن تفعل ذلك.

أنت كالصخرة.

ثابر على العمل الجيد.

أنا أثق بك.

تحديد المشكلة

يمكن للأهل معالجة مشكلة الطفل في عدم رغبته في الذهاب للمدرسة عن طريق سؤاله عن الأسباب التي تمنعه، والأمور التي تحبطه، ولهذا يُنصَح بضرورة تبادل الأفكار والمحادثات مع الطفل، ومحاولة القيام ببضعة أمور يمكن أن تحسّن نفسيّة الطفل، وتزيد حبه للدراسة، مثل: دعوة بعض الأصدقاء إلى البيت بعد انتهاء الدوام في حال كان يعاني الطفل من عدم وجود الأصدقاء.[٢]

الصدق

يفضّل اتّباع الأهل لنهج الصدق في موضوع الدراسة والمدرسة، ففي حال كان الطفل يشعر بالملل والصعوبة اتجاه بعض المواد المدرسيّة، فيجب على الأهل هنا استيعاب فكرة عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى كلّ الصفوف، وبالتالي عليهم تعليم الطفل أنّ المدرسة تساعده على تحقيق أحلامه، والوصول لمبتغاه مستقبلاً.

زيادة حب التعلّم لدى الطفل

يمكن معالجة الأهل لمشكلة عدم تفضيل الطفل للتعلّم من خلال التشجيع على التعلّم منذ الصغر، بحيث يعيد الوالدين ربط دماغ الأطفال بفرحة التعلّم من خلال عكس ردود الأفعال حول كره المدرسة، وبناء جسور عقلية تساهم في تقليل إحباط الطفل بسبب الدراسة والواجبات المنزلية من خلال إثراء وتوسيع خبرات التعلّم الخاصة بالطفل، ومساعدتهم على تخطّي الاختبارات والتقييمات المدرسية بنجاح.

2021/10/17

كيف نشغل أوقات الفراغ لدى أطفالنا؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتب محمد الجمال:

أفكار مميزة تقضي على الملل في أيامنا وأيام أطفالنا نستغل بها فراغهم وطاقتهم بدل تسليمهم للأجهزة الإلكترونية وتحويلهم من كائنات مليئة بالمرح الى دمى منحنية على الأجهزة اللوحية.

[اشترك]

الرسم

يُمكن أن يشغل الأطفال وقت فراغهم بممارسة مهارة الرسم التي تؤثّر بشكل كبير على شخصياتهم، لذا يُنصح بصقل تلك المهارة من قِبل الوالدين، إذ إنّها تزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم، وتجعلهم أقدر على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم؛ نظراً إلى أنّ الرسم يُحسّن من التفكير الناقد لدى الأطفال وكذلك التوافق الحركي البصري ما بين العين واليد أثناء الرسم، كما يزيد الرسم من قدرة الأطفال على الإبداع، وعلى التعامل مع المواقف الصعبة.[١]

الطبخ

يُمكن أن استغلال أوقات فراغ الأطفال في المطبخ، إذ يجذب المطبخ الأطفال كثيراً ممّا يجعلهم يستمتعون بالمشاركة في عملية الطبخ، ويُساهم الطبخ في تنمية العديد من المهارات عند الأطفال مثل القراءة والحساب والحفظ؛ إذ يحتاج الطفل إلى قراءة مكوّنات الأطعمة، وحساب المقادير المطلوبة، ومع تكرار مشاركاته في الطبخ يحفظ المقادير والخطوات، كما تتطوّر لديه بعض المهارات اليدوية؛ كالفرم والتقطيع، ويجدر بالذكر ضرورة انتباه الوالدين عند دخول الأطفال للمطبخ تجنّباً لأيّة خطورة أو أذى قد يتعرّضوا لها أثناء المشاركة في عملية الطبخ.[١]

تعليم الأطفال مهارات زراعية بسيطة

يُمكن تعليم الأطفال مهارة زراعة نباتات داخل المنزل لشغل أوقات فراغهم، ويترتّب على هذا النشاط عدّة فوائد منها؛ معرفة الأطفال لمصادر الأطعمة وكيفية زراعة النباتات وطريقة نموّها وغير ذلك، ويُشار إلى إمكانية البحث بطرق مختلفة عن أنواع النباتات التي يُمكن زراعتها داخل المنزل وكيفية زراعتها بشكل صحيح، إذ يُمكن زراعة البصل الأخضر، والجزر الأخضر، والخس، وغير ذلك.[٢]

المشي

يُعدّ المشي مع أحد الوالدين أو كليهما أسلوباً ممتعاً بالنسبة للأطفال لقضاء وقت فراغهم، إذ إنّه يُعزّز شعورهم بروح الفريق ضمن العائلة، إلى جانب الفائدة الصحية باعتباره تمريناً رياضياً للطفل، وقد لا يُفضّل بعض الأطفال المشي إلّا أنّه يُمكن تشجيعهم عليه من خلال تناول شيء يُحبّونه أثناء المشي مثل البوظة وغيرها أو التقاط صور جميلة، ويُمكن خلال جولة المشي تدريب الطفل على استشعار أهمية الحواس عنده من خلال إغماض عينيه مثلاً والاعتماد على السمع لمحاولة معرفة الأصوات من حوله، وكذلك تدريب حاسة الشم للتمييز بين رائحة الهواء النقي من الملوّث.[٣]

تعليمهم الأشغال الورقية

يُمكن أن يستفيد الأطفال من أوقات فراغهم في الأشغال الورقية عن طريق قص الورق وتشكيله لصنع أشكال مختلفة يمكن الاستمتاع بها، سواء كانت لحيوانات أو مناظر طبيعية أو أدوات يعرفها الأطفال، فمن خلال قص الورق وطيّه يُنمّي الأطفال مهاراتهم ويُطلقون إبداعاتهم من خلال البدء بأوراق صغيرة ملوّنة وتطويرها لعدّة أشكال.[٣]

تعليم الأطفال أهمية تنظيم الوقت

يُنصح بتعليم الأطفال أهمية الوقت وتنظيمه من خلال أساليب متعددة، منها ما يأتي:[٤]

تحديد موعد للنوم: يجب تنظيم موعد نوم الأطفال، ومراعاة أن يكون الموعد مناسباً يُمكن الالتزام به، إذ إنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 12 عاماً بحاجة 10 إلى 11 ساعة نوم يومياً.

عمل تقويم ذاتي للأنشطة: يُمكن تعليم الأطفال مهارة عمل تقويم ذاتي يُحدّدون فيه نوعية الأنشطة التي يُحبّون ممارستها بعد المدرسة ومواعيدها، ممّا يُساعدهم على تكوين شخصية مستقلة ويُقلّل من اعتمادهم على الوالدين.

تحديد موعد وجبات الطعام: يُعدّ تحديد موعد وجبات الطعام تنظيماً للوقت إلى جانب أهميته في الحفاظ على الجو الأسري.

تخصيص مكان مناسب للدراسة: يجب تخصيص مكان هادئ للدراسة بحيث يكون بعيداً عن أيّ مشتّتات للتركيز، كما يُنصح بفرز الأوراق المدرسية الموجودة بحوزة الطفل عند عودته من المدرسة.

تعليق رسومات وعبارات جميلة: يُمكن أن يُصمّم الوالدان لوحةً عليها رسومات أو عبارات جميلة تُشجّع الطفل على الحفاظ على نظافته وترتيبه؛ كرسمةٍ لطفلٍ يُنظّف أسنانه بالفرشاة والمعجون، أو طفلة تضع الملابس المتسخة في مكانها المناسب، وغيرها من الرسومات التي تُظهر سلوكيات صحيحة.[٥]

تنظيم وقت مشاهدة التلفاز: يجب أن يُحدّد الوالدان عدد الساعات المسموح للطفل أن يقضيها أمام شاشة التلفاز، وكذلك تحديد نوعية البرامج المسموح بمشاهدتها، ممّا يجعل الطفل يستشعر مسؤولية الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة، وأهمية تنظيمه لهذا الوقت.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب Kinza Ahmed (2018-10-22), "21 Must Know Things That Your Child Do In Free Time"، www.qriyo.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ↑ Kylie Morrow (2020-3-31), "34 Fun Educational Indoor Activities For Kids Which Help Them Once They’re Back In School"
  2. www.beaches.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ^ أ ب "10 Simple Things To Do with your Kids Instead of Screen-time", www.colourmylearning.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ↑ "Tips to Teach Kids Time
  3. Management", www.sandiegofamily.com, Retrieved 2020-11-20. Edited. ^ أ ب Leslie Crawford (2014-3-13), "The instant guide to time management for kids"، www.greatschools.org, Retrieved 2020-11-20. Edited.

 

 

2021/10/17

سِن القراءة المهجور.. المراهقون لا يقرأون!

الشباب المراهقون اليوم عازفون عزوفًا كبيراً عن المطالعة، فقليلاً ما تجد مراهقًا يحمل كتاب يقرأ فيه، وهذا أمر سلبي، إذ أن المطالعة أمر مهم لتشكيل ثقافة لدى الإنسان، ولتهذيب عقله وتوسيعه، وإطلاعه على بعض العلوم ليصير فرداً مثقفاً. فما هي الأسباب وراء هذا؟ و لماذا يصعب على المراهقين قراءة الكتب ؟

[اشترك]

لماذا يصعب على المراهقين قراءة الكتب؟

هناك عدة أسباب اجتماعية وأسرية وغيرها تؤثر على المراهق في هذا الأمر، أهمها:

عزوف عام عن المطالعة

العزوف عن المطالعة في الحقيقة مشكلة لا تخص المراهقين وحسب، وإنما تخص كافة فئات المجتمع، وعزوف معظم الناس عن المطالعة جعل منها في نظر من لا يعرفها موضة قديمة، وأمر من آخر الأولويات، بل معظم المراهقين لا يفكر في أن يطالع كتاباً أصلاً.

ليست محل اهتمام عند أقرانه

من خصائص المراهق أنه يحب تقليد أقرانه ومشاركتهم في نشاطاتهم، وفي المستوى العام، لا تعتبر المطالعة من نشاطات المراهقين الاعتيادية. لذا يصعب عليه أن يصير مطالعاً.

قلة الكتب المناسبة للمراهقين

في الكثير من الأزمنة، غفل الكُتّاب عن تأليف مؤلفات مخصصة لهذه الفئة من المجتمع، وركزوا على الكتابة لفئة الشباب فما فوقهم، أو الأطفال الصغار، فالمراهق دائماً يعاني من نقص الاهتمام حتى على المستوى الأدبي والعلمي. لذا عندما يعزم على القراءة، يشعر بالملل بسرعة لأنه لا يجد ما يناسبه تمامًا.

قلة التشجيع على القراءة في معظم الأوساط

يقل التشجيع على المطالعة كثيراً، في المدرسة والبيت وغيرهما، فمعظم البيوت ليس فيها كتب، ومعظم المدارس فيها مكتبات لكنها مهملة بها أو لا تحتوي على الكتب المناسبة، فتجد فيها الكتب المدرسي لا غير.

خصائص المراهقة تؤثر على المقروئية

كما تؤثر الخصائص الطبيعية ومشاكل المراهقة المصاحبة لهذه المرحلة من الحياة على المقروئية، لأن المراهق دائما يشعر بالكسل والملل والاكتئاب، ويحب الأمور الحماسية والمرحة فيمل سريعا من الكتب.

التلفاز والإنترنت من معيقات المطالعة

منذ ظهر التلفاز والإنترنت، ومقروئية الكتب تنخفض في العالم، لأن التكنلوجيا الحديثة تعتبر أكثر إمتاعا وحماسًا من الكتاب، لكن الكتاب لا يمكن الاستغناء عنه بحال.

عدم اهتمام الأسر بالمطالعة

يعد هذا من أهم الأسباب، لأن الابن يقتدي بأبويه وإخوته الكبار، فإذا كانت الأسرة غير مهتمة بالقراءة، فمن أين سيصير الابن مهتمًا؟ ولا ينفع أن ننصح الأبناء بالقراءة ونحن عازفون عنها، وليس لدينا مكتبات في بيوتنا.

المدرسة من معيقات القراءة

عندما يذهب الطفل إلى المدرسة، ويتعرض للنظم الإجبارية من واجبات وغير ذلك، يتشكل في ذهنه كره للدراسة وكل ما يتعلق بها، وبهذا يكره الكتب أيضا، ومعظم النظم الدراسية اليوم للأسف لا تزيد الطلاب إلا كرهاً للعلم.

كيف تجعل ابنك المراهق يقرأ الكتب؟

أن تكون أنت قدوة له، بأن يراك تقرأ الكتب بشكل يومي، وأن تحدثه عنها وعن متعتها وتناقشها معه…

تخصيص مكان في البيت للكتب، كقاعة مخصصة للكتب أو مكتب أو ركن في البيت، توفير الهدوء والجو المناسب للقراءة.

أن تتوصل معه لاتفاق بخصوص استعمال التلفاز أو الإنترنت موازاة مع القراءة. أي بتخصيص وقت لكل منهما.

ساعده في الحصول على الكتب المناسبة له، لأن الكتب المناسبة قليلة كما أسلفنا.

اشتري كتباً مناسبة للأطفال والمراهقين قبل أن يكبروا، وعودهم منذ الطفولة المبكرة.

علمهم قراءة الكتب قبل أن تعلمهم الأنترنت.

اشتري له هدايا في شكل كتب.

لا بأس أن يبدأ بقراءة القصص والمؤلفات السهلة وإن لم تنفعه كثيراً، بغرض التعود على القراءة أولاً.

ختامًا

علينا أن نهتم أكثر بالقراءة، كونها من مفاتيح التقدم وإنشاء جيل أكثر وعيًا وفهمًا، لكن يجب الحرص كل الحرص على نوعية ما نقرأه ونعطيه لأبنائنا، لأن من العلم جهلا. والعلم الناقص الخاطئ أخطر من الجهل نفسه.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/16

علامات تدل على أن ابنك يتعرض لـ ’التنمّر’ في المدرسة.. ساهم بإيقافه

يُعَدّ التنمُّرُ مشكلةً خطيرة تأثيرُها طويل الأمد، فهي تُعيق تَعلُّم الطفل، وتُعيق سيرَ حياته الاجتماعية في المدرسة، وقد تُعَدُّ المُسبب الرئيسي للسلوك الإجرامي والفشل الأكاديمي وانعدام الثقة بالنفس في وقت لاحق من الحياة.

[اشترك]

ويُعرَّف التنمُّر بأنه: السلوك الذي يشمل مجموعةً كاملة من التصرفات المسببة للألم الجسدي أو العاطفي، بدءاً من نشر الإشاعات، إلى النبذ المُتعمَّد، ثم إلى الإساءة الجسدية، ولا يخبر العديد من الأطفال آباءَهم عنه، خوفًا من العار أو العقاب أو عدم تعامل الكبار مع مشكلاتهم تعاملاً جديًّا.

وقد اكتسبت القضية كثيراً من الاهتمام في السنوات الأخيرة بسبب ظهور التكنولوجيا مع طرائق جديدة للمضايقة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة، فقد يميلُ البالغون إلى صرف النظر عن التنمر وعَدِّه جزءًا طبيعيًّا من حياة الأطفال ومضايقاتهم، ولكن التنمر مشكلة حقيقية لها عواقب وخيمة.

وهناك علامات تُنذر بإمكانية تَعرُّض الطفل للتنمر في المدرسة منها:

-فقدان الشهية، وتغيرات في المزاج، ومشكلات في النوم، وانعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وأَخْذُ طرق طويلة غير ضرورية للوصول إلى المدرسة.

-ومن ناحية أخرى؛ إذا لاحظتم أنَّ ولدكم لديه سلوك عدواني أو انفعالي ويرغب دائمًا في أنْ يكون المسيطر ولا يظهر أي تعاطف مع أحد فمن الممكن أنه مُتنمِّر في المدرسة، فيعود سلوك التنمر لوجود مشكلاتٍ في المنزل، أو لوجود سلوك عدواني من قِبل أحد الوالدَين.

كيف يمكنك بوصفك شخصًا ناضجًا الإسهام في وقف التنمر:

1ـ مساعدة الأطفال على فهم التنمر:

-تحدَّثْ أمام أطفالك عن ماهيّة التنمر وكيفية التصدي له بأمان، فالأطفال الذين يعرفون ما هو التنمر يستطيعون تحديده تحديدًا واضحًا.

-شجعهم على التحدث إلى شخص بالغ موثوق به في حالة التعرض للمضايقة، أو رؤية أشخاص آخرين يتعرضون لها، إذ يُقدم الشخصُ البالغ الراحةَ والدعم والأمان، فحتى لو لم يستطع الطفلُ الوقوف أمام من يتسلطون عليه، فعلى الأقل يستطيع الإبلاغ عن الأمر.

2ـ الحفاظ على التواصل المفتوح:

إنَّ قضاءَ 15 دقيقة يوميًّا على الأقل مع الطفل يسمح للأهل بالاستماع له وفَهْمِ مخاوفه، ما يجعله يشعر بالطمأنينة وبأنه يستطيع التحدث إلى والدَيه إذا كانت لديه مشكلة.

ومن المهم سؤال الطفل بعض الأسئلة من مثل: ما الأشياء الجيدة التي حدثت اليوم؟ أو هل حدث شيء سيّئ؟ مع من تتمَشّى في المدرسة؟ ومن هم أصدقاؤك؟

3ـ تشجيع الأطفال على فعل ما يحبونه:

ساعد الأطفال على المشاركة في الأنشطة والهوايات والاهتمامات التي يحبونها، فيمكن للأطفال التطوعَ أو ممارسة الرياضة أو الغناء في الكورس، أو الانضمام إلى نادٍ مدرسيّ، إذ تتيح هذه الأنشطة للأطفال فرصة الاستمتاع بوقتهم ولقاء الآخرين وبناء ثقتهم بنفسهم وكسب صداقات تساعد على الحماية من التنمر.

كيف يمكن للطفل إيقاف التنمر في بيئته المحيطة:

-الوقوف بجانب الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر.

-أنْ يجعلهم يتعهدون بعدم التنمر، ثم يشرح لهم عن التنمر وعن مخاطره وإقناعهم بالتوقيع على التعهد ومشاركته مع الأطفال الآخرين.

-البدء ببرنامجِ وقايةٍ من التسلط في المدرسة.

-التحدث مع أطفال آخرين؛ لمعرفة مزيدٍ عن مكان وقوع التنمر في المدرسة، وهوية الأشخاص الذين يرتكبون هذا الفعل الشنيع للتبليغ عنهم.

-التواصل مع المعلمين والمديرين في المدرسة، والتحدث إلى أولياء الأمور للحث على التركيز تركيزًا أكبر على موضوع التنمر.

-كتابة مقالات في صحيفة المدرسة أو على الإنترنت لمعالجة التنمر.

2021/10/14

العقل الجمعي يشجّع على الرياء ويسلب الإبداع.. 3 طرق للمواجهة!

دوامـة العـقل الجمـعي

الشيخ حبيب الكاظمي

كما أن للبذرة حركتان: حركة جوهرية في الداخل، وحركة بيئية في الخارج، وبكمالهما تنمو البذرة، فكذلك للنفس الإنسانية: حركة جوهرية، تتمثل في تحريك قواها الداخلية، وحركة خارجية تتمثل في المؤثرات البيئية، والتي نسميها العقل الجمعي، أو التأثير اللاشعوري لمجموعة بشرية، تتحرك نحو محور واحد.

[اشترك]

للعقل الجمعي إيجابيات وسلبيات.. فمن سلبياته: أن المتأثر به يفقد القدرة على التفكير السويّ، في خضم التفكير الغالب.. فيعير عقله للغير ليفكر به.. ومن سلبياته: أنه مما يوجب الحركة المؤقتة -لو كانت صالحة- وحينئذ بانتهاء تلك الحالة الجماعية تنتهي الحركة، وهو ما نلاحظه في موسم الحج، فيرجع الحاج فاقدا لمعظم ما كسبه في تلك الفترة.

ومن سلبياته: أنه يسلب الإنسان القدرة على الابتكار والإبداع، فلا يفكر خارج المألوف لاكتشاف ما هو الجديد.. ومع انعدام الحركة الإبداعية في الحياة، يفقد الإنسان سيره التكاملي.

ومن سلبياته: أنه يشجع على المراعاة والرياء.. فينشط الفرد داخل الجماعة ليرجع الى الخلوة بما فيها من تكاسل وتقاعس.. وقد ورد في الحديث: أن المرائي يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان الناس عنده.

ومن سلبياته: أن الفرد ينقلب عما فيه، إذا انقلبت الحركة الجماعية من الصلاح إلى الفساد.. والتاريخ مليء بنماذج من غلبة الروح الجماعية على الفرد عندما يستولي على أصحابها الشيطان، ومثاله الخوارج في زمان الامام علي (ع)، وأصحاب مسلم بن عقيل في زمان الحسين (ع).

ومن سلبياته: أن الإدراك الجمعي قد تلتبس عنده المفاهيم، وإذا به يرى القبيح جميلاً وبالعكس.. وهو ما نراه من تعارف المنكرات -وكأنها هي الحالة الطبيعية- في بلاد الغرب، وهذا منشأ حكم الفقهاء بحرمة التغرب أو التعرب بعد الهجرة، عندما تكون الظروف ملائمة، لانسلاخ الفرد عن هويته التي ينبغي أن ينبعث منها.

وأما إيجابيات العقل الجماعي فهو: تحفيز الهمم، وقدح العزائم، وهو ما نلاحظه في موسم الحج، فيقوم العبد بحركات روحية وبدنية، لا يمكنه القيام بها خارج إطار الجماعة المتعبدة في ذلك الموسم، ويأتي الكلام نفسه في الصيام، وصلاة الجماعة، والجهاد.

ومن إيجابياته: إيجاد جو من السباق المحمود والمحموم، لأن السائرين إلى هدف واحد، تنتابهم عادة هذه الحالة المقدسة، بشرط خلوها عن الحسد والتنازع.

ومن إيجابياته: التعرض لأجواء الرحمة الشاملة للهيئة الجماعية، فإذا كانت النتائج في علم المنطق تابعة لأخس المقدمات، فان الألطاف الإلهية بالنسبة للجمع، تابعة لأرقى الأفراد، فباعتبارهم يلطف الحق بالجميع، وإليكم هذا النص الدال على هذا المعنى (أن الملائكة يمرون على حلق الذكر، فيقومون على رؤوسهم، فيبكون لبكائهم، ويؤمنون على دعائهم، فيقول الله تعالى: اشهدوا اني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون، فيقولون ربنا: إن فيهم فلانا ولم يذكرك ، فيقول: قد غفرت له بمجالسته لهم ، فإن الذاكرين ممن لا يشقى بهم جليسهم).

وأخيرا لنطبق ما قلناه على أجواء المواسم العبادية، سواء في شهر رمضان أو في موسم الحج، أوفي شهري محرم وصفر.. فإن الجو الجماعي يدفع العبد الى حالة من الإنابة والانقطاع إلى الله تعالى، والميل إلى التأسي بأوليائه المعصومين (ع)، ولكن بعد الفراغ من الموسم تنتابه حالة من الاكتئاب والحزن، لفقدان تلك الاجواء المباركة ، فما هو الحل؟..

أولا: لا بد من تغيير الدوافع العرضية إلى حالة من القناعة الذاتية، لئلا تزول الآثار بزوال مؤثراتها.. فالمفروض أن القناعات الراسخة لا تتغير بتغير المواسم.. إذ المعتقد بلزوم السير الجاد إلى الله تعالى، وذلك بالمجاهدة والمراقبة، لا ينتظرالحج ولا شهر رمضان!

ثانيا: إثارة الهمة عن طريق تجزيء الأهداف الكبرى إلى أهداف مرحلية.. فالذي يهدف غايات -لا تنال عادة- سرعان ما يبتلى بالفتور في أوائل الطريق، بخلاف من يجعل لنفسه محطات قريبة المدى، لتكون لذة الفوز في مرحلة ما، دافعة للحركة إلى مرحلة أخرى.

ثالثا: تجنيب النفس مواطن الفتور، والميل الى التوغل في مقتضيات الغريزة، ولهذا نلاحظ المشغولين بأهداف كبرى -ولو دنيوية- كرجال الأعمال والبحث العلمي، لا يلتفتون إلى الشهوات العابرة، شغلا بما هو أهم.. فكيف إذا كان ذلك الهمّ، هو كسب أعلى كنز في الوجود، وهو الرضوان الإلهي؟..

لا بد من الاستفادة من نظرية الاقتران الشرطي، في إثارة الحوافز الداخلية.. فالذي يقرن عبادته بمكان خاص، وفي أجواء خاصة، وتتكرر منه حالات الإقبال في ذلك المكان الخاص، سوف يعيش حالة مشابهة بشكل قهري عندما يعايش تلك الأجواء.. ومن هنا أمرنا باتخاذ المصلى في المنزل، وغير ذلك من الأمور التي تربطنا بالعالم العلوي.. ولا عجب في ذلك بعد أن جعل الله تعالى عبادته مرتبطة حسّـا برموز أرضية، متمثلة بالمادة مثل: الكعبة، أو الحجر الأسود، أو مقام إبراهيم..

إن الضمان الوحيد لكل ما ذكرناه آنفا، هي الاستقامة في الطريق.. فإن رسول الله (ص) عجل به الشيب، لآية في سورة هود، وهي قوله تعالى: (فاستقم كما امرت ومن تاب معك).. وهذا العنصر هو الذي يفتقده الكثيرون، فتتحول حركتهم إلى سكون لدى أول مانع من موانع الطريق، ويتحول أملهم إلى يأس عند أول بادرة من بوادر الفشل.. ولذا كثر السائرون وعزّ الواصلون.

2021/10/11

عائلة ’فيسبوك‘.. مرحباً بك في ملاذ الأسر التائهة!

آل السيد فيس

كتب أحمد العلياوي:

تنتسب جملةٌ من البيوت إلى الفيس بوك، بوصفه عالمهم الفسيح، الذي يلبِّي لهم وجودهم الافتراضي الذي لم يجدوه في العالم الواقعي.

[اشترك] 

يفترض هؤلاء أن الفيس بوك جامعهم الكبير، لأنه يحقِّق لهم مزيّة التواصل أو التقاطع، البر أو العقوق، التوافق أو الاختلاف، فهم يعيشون فيه حياتهم مكشوفةً أمام القرّاء وكأنهم في غرفة النوم.

ويجد أبناءُ الفيسبوك فيه، كبيرهم الذي علَّمهم السحر، فهم يمرحون فيه، تحت ظلِّه المبارك، بوصفه جدّهم الذي يلّم شتاتهم، وتفرّقهم، ليظهروا أمام المتابعين، وكأنهم على وفاقٍ تام، وتكاتفٍ ملهِم، بعد أن منحهم السيد فيسبوك، بركته الموهومة، فتباركوا بها عُراةً، يؤازرُ بعضهم بعضاً، بتعليقٍ أو إعجابٍ، ليشهدوا على أنفسهم بالخواء والهزال.

إن نظرةً فاحصةً للأسر الفيسبوكية، لتُريكَ عجباً، وأنت ترى تنافر أبنائها في الواقع، وترابطهم في الفيسبوك، وخلوّهم من الارتباط الوجداني، والقيمي، في الحياة اليومية، ومحاولاتهم التظاهر بالامتلاء، في فراغاتِ الفيسبوك كتابةً وتعليقا.

إن واقع الفيسبوك ليشهد على لاواقعية وجودهم انتساباً إليه، وكأنه الأب أو الجدّ الذي يرجعُ إليه النبلاءُ في المشورة والرأي والالتزام والاجتماع.

وإن الفيسبوك نفسه، لا يعرف كيف يتناسل العصابيون منه، تناسلاً سريعاً، ويتكاثرون على حلوى التنابز، والخصومة، ذباباً بشرياً، متواصل الطنين.

إن الانتساب إلى الفيسبوك، ملاذُ الأُسر التائهة، الضائعة، التي لاتجد لها كبيراً، يحيطُها علماً، وحلماً، وحزماً، وقولاً فصلا.

إن مجتمعنا ليعاني من مخلَّفات الإنسان المتقدِّم فيسبوكياً، لكنه المتخلِّف إنسانياً، والمنحدر أخلاقياً، حين يُحسن استعمال صفحة الفيسبوك، ويُسيء استعمال عقله، منفصلاً عن الذاكرة، والذات، والقيم العليا.

إننا أمام أسماء، وصور، لصفحات مسكونة بالخرافات، والنمائم، والشتائم، والمساوئ، ماظهر منها ومابطن، ليتحوّل العالم إلى صحراء، من رمال متحرِّكة، تتقلَّب فيها الوجوهُ، والأفعالُ، مثل تقلُّب تلك الرمال.

إننا إزاء اختبار جديد، ونحن نعيشُ مع انهيار الأُسر في الواقع، وتحوّلها إلى أُسر افتراضية، لاتعدو أن تكون صفحةً إلكترونية، من السهل استبدالها، أو تغييرها، إنهُ عالمٌ مجانيٌّ خاسرُ بامتياز.

2021/10/11

خلافات ونزاعات الطفل مع إخوته نافع.. لا تتدخل!

يتشارك الإخوة معظم أوقاتهم بأدائهم لكثيرٍ من الأنشطة معاً على الرغم من سواد فترات من التوتر بينهم بسبب مشاجراتهم. هذه العلاقةُ الأخويةُ علاقةٌ طبيعيةٌ بكلِّ ما تحتوي من لحظاتِ محبَّة ووفاق وخصام وشجار.

[اشترك]

وكأية علاقةٍ ثمة تأثيرٌ متبادلٌ يؤدي دوراً مهماً في تنمية شخصية الطفل وإدراكه المحيط الذي يعيش فيه.

تؤثّر علاقةُ الأُخوة بعضهم مع بعض في تنمية إدراك الطفل للعالم الخارجيِّ المحيط به، وتُكسِبه الخبرةَ الأولية في الحياة الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والأخلاقية؛ إذ تنشأ هذه العلاقة وتتطوَّر بواسطة تفاعل الأخوة مع بعضهم عند اللعب، وعن طريق التعاون والنزاعات والخلافات ومراقبة بعضهم بعضاً؛ ما يساعد الطفلَ على فهم أفكار الأشخاص الآخرين ومشاعرهم ونواياهم.

وقد أكّدت دراسةٌ أن اللعب يزيد من فهم الطفل مشاعرَ الآخرين؛ ما يساعده على كيفية التعامل معهم، وينمِّي لديه روحَ التعاون. ومن جانب آخر تزيد النزاعات والخلافات قدرةَ الطفل العقلية على البحث والسعي لإيجاد حلولٍ منطقيةٍ لمشكلاته، علاوةً على أنها تُسهم في ضبط مشاعر الطفل وتَحكُّمه بها. ويميل الأخوة إلى تقديم الدعم العاطفي لبعضهم عند تعرُّض أحدهم لموقفٍ مزعج. وهنا يجب التنبيه إلى ضرورة عدم مبالغة الأهل في التدخل لوقف نزاعات أطفالهم لما لذلك من آثارٍ سلبيةٍ مخالفةٍ لنواياهم في الحفاظ على السلام العائلي؛ إذ تُعَدُّ محاولةُ الطفل لحلِّ مشكلاته فرصةً ذهبيةً ليمارس التفكيرَ المنطقيَّ وحده. في حين يحدُّ تدخُّل الأهل وتقديمُ الحلول الجاهزة من فائدة اختلاف وجهات النظر في تنمية عقول الأطفال. لكنَّ هذا لا يمنع كون هذا التدخُّل إيجابيّاً في تحسين نتائج النزاع عندما يدير الأهل عملية التفاوض مع ترك خيارات الحلِّ بأيدي الأطفال وتجنُّب الانحياز لأحد الأطراف.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن عاملَي العمر والجنس يؤثّران في تنمية جوانب محددةٍ أكثر من سواها لدى الأخوة وفق ترتيبهم بين أخوتهم؛ فالطفل البكر يميل إلى القيادة ويؤدي دوراً في تعليم أشقّائه الأصغر سنّاً؛ ما يزيد من قدرته على السيطرة والتأثير في الآخرين. ويميل الأخوة الأصغر إلى تقليد أخوتهم الأكبر سناً والتعلّم منهم، فيكتسبون معرفةً لغويةً واجتماعيةً أكبر. وفيما يرتبط بالجنس يُلاحَظ أن البنات أكثر ميلاً للانخراط في أدوار الرعاية من الأولاد؛ ينمِّي هذا قدراتهم العاطفية.

وفي سياق دراسةٍ أخرى بحثت في النزاعات بين الأخوة وعلاقتها بعمر الأطفال؛ وُجِدَ أن لهذه النزاعات تأثيرٌ أكبر في الشعور بالذنب وتأنيب الضمير عند الأطفال الأكبر سناً، ما ينعكسُ على تطوّرهم الأخلاقيِّ بواسطة الوعي لمسؤولياتهم تجاه الأخرين، وتجنُّب التصرفات غير المقبولة اجتماعياً. وكان لديهم في الوقت نفسه قبولٌ أكبر من أصدقائهم. أما الأطفال الأصغر سناً؛ فقد وُجِد لديهم مستوياتٌ أقلُّ من التطوّر الأخلاقي مقارنةً بإخوتهم الأكبر. وقد لُوحظ أن النزاعات بين الطفل وأصدقائه عجزت عن توليد التأثير نفسه مقارنةً بالنزاعات بين الأخوة.

وبدراسةٍ مشابهة تعتمد على مقارنة نظرية العقل Theory-of-Mind) ToM لدى الأطفال الذين لديهم أخوة مع نظرائهم ممن ليس لديهم؛ كانت نتائج هذه الدراسة كالآتي: ToM أفضل عند الأطفال ذوي الأخوة، ويعود ذلك لقدرتهم على إيجاد شريكٍ يقضون معه معظم وقتهم في اللعب والتعاون والنزاعات. والجدير بالذكر أن نظرية العقل ToM تعرِّف قدرة الطفل على إدراك رغبات الآخرين ومعتقداتهم وأفكارهم إضافة إلى فهمها مع اختلافاتها.

وعلى الرغم من ذلك؛ فإن عمر الأطفال كان ذا تأثيرٍ كبيرٍ على ToM عند الأخوة. فعندما يتعامل الطفل مع أخيه الرضيع فإن العلاقة تتمحور حول الاهتمام والرعاية وليس التعاون واللعب اللذَين يُشكّلان العاملَين الأساسيَّين في تطوير ToM لدى الطفل، ويغدو مجال التفاعل بينهم أكبر مع تقارب العمر بين الأطفال ما يزيد من ToM.

ويمكن القول ختاماً إن علاقة الأخوة تُعدُّ أول تجربةٍ للطفل لاكتشاف العالم الخارجي وتعلُّم كيفية التعامل والتأقلم معه، ويتمثّل دورُ الأهل بألا يحدُّوا من هذه العلاقة عند منعهم من النزاع أو اللعب، لما لها من أثارٍ إيجابيّةٍ في تنمية الطفل.

المصدر: الباحثون السوريون

2021/10/09

نصائح لمواجهة فايروس ’الخراب الصامت’!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت نور الأسدي:

الحياة الزوجية في بدايتها تحتوي على الكثير من الأمور التي من شأنها أن تبقي المشاعر والأحاسيس جياشة بين الزوجين ولكن بمرور الوقت يبدأ الانشغال ويسيطر الملل الزوجي على الحياة الزوجية.

[اشترك]

حيث الملل الزوجي، شعور يعتبره الزوجان نذير خطر، ولكن هذا الإنذار قد يكون مفيداً إذا أدرك الزوجان أنه طور عابر يعني الحاجة الماسة إلى التغيير والتجديد في نمط حياتهما، وقد لا يكون الإنذار بهذه البساطة إذا أخذ منحى آخر، ووصل أحد الزوجين إلى حلٍ منفرد فأحدث التغيير بمفرده بعيداً عن الأسرة والمنزل كالسهر الطويل خارج البيت والتنزه والرحلات. الانغماس في هوايات ومواهب جديدة، كالألعاب الإلكترونية والإنترنت. الانخراط في عمل طويل ومجهد. اختلاق المشاكل والمنغصات داخل البيت التي قد تصل إلى الانفصال.

بعض الأزواج يلجأ إلى الزواج ثانية وأحياناً ثالثة والبعض يبحث عن علاقات غير شرعية أو سلوك خاطئ.

والملل شيء يأتي غالبًا من داخل الإنسان لانتصار الظروف السيئة وكثرة المشاغل والأعباء والضغوط، ولكي ينجو الزواج من مصيدة الملل، يجب الاهتمام بتجديد طقوس الحياة الزوجية ورعاية تغيير أنماطها من وقت لآخر، فالزواج مثل الكائن الحي يظل متمتعًا بالحيوية ما دام هناك الجديد، ولن يتم قهر الملل إذا لم يكن لدى الإنسان غاية في هذه الحياة.

وقد أجرى فريق من الباحثين دراسة عن الملل الزوجي، أكدت أن الشعور بالملل قد يكون نداءً جيدًا للاستيقاظ من حالة الركود التي تمر بها الحياة الزوجية، وإشارة إلى أن بعض الأمور بحاجة للتغيير. وقد قسمت هذه الدراسة الملل في الحياة الزوجية إلى خمسة أنواع، موضحة تأثير كل نوع منها على الحياة الزوجية، وهذه الأنواع هي:

الشعور باللامبالاة: وهي حالة ليست بالخطيرة، وعادةً ما تصيب الزوجين بسبب ضغط الحياة اليومية والعمل ومطالب الأطفال، فيصبح أحد الزوجين أو كلاهما في حالة من اللامبالاة لا يريد فيها الانخراط في أي أنشطة أو الخروج أو حتى التحدث، وكل ما يرغب فيه هو الاستلقاء دون فعل أي شيء، وهي مرحلة يمر بها الجميع حتى غير المتزوجين.

الملل الناتج من الروتين: وهو الشعور بالملل نتيجة تشابه أحداث اليوم ودائرة الروتين التي لا تنتهي من الأحاديث المتشابهة والمشكلات وضغوط العمل نفسها، فيشعر الزوج أو الزوجة بأن الحياة أصبحت أشبه بيوم واحد يتكرر باستمرار.

فقدان الشغف: وهي حالة مشابهة للحالة السابقة، ولكنها أكثر تطورًا، وهنا يحاول الطرف الذي يشعر بالملل الانخراط في أنشطة جديدة نتيجة الشعور بالنمطية والروتين، ولكن سرعان ما يشعر بالملل مجددًا، وكأنه يبحث عن شيء مفقود ولا يجده. وكلما حاول ممارسة شيء جديد، فإنه يفقد الشغف ليعود لحالة أسوأ من الأولى، وهي مرحلة مجهدة نفسيًّا للغاية.

الشعور الدائم بعدم الرضا: وهو من أشد أنواع الملل، ويصاحبه شعور مستمر بعدم الراحة مع تفاعل لفظي أو جسدي مع الطرف الآخر. ويصاحب هذه الحالة انفعالات شديدة حتى على الأشياء البسيطة، فنجد الزوج أو الزوجة ينفعلان على أتفه الأمور، ويشعران بالتأفف وعدم الرضا الدائم عن أي شيء يحدث في اليوم. ويصاحب هذه الحالة انتقاد للمحيطين سواء الشريك أو الأقارب، حيث يختبر الشخص صوتًا داخليًّا يهوّل له الأمور، ويقلل من مجهوده، ويشعره بأن ما يفعله في يومه لا جدوى منه، وتحتاج هذه الحالة لاستشارة طبيب نفسي حتى لا تتطور لمرحلة أكثر خطورة.

مرحلة الفتور: وهي أقرب للشعور بالاكتئاب، وتتساوى المشاعر في هذه المرحلة وتفتر جميع الانفعالات، فتلاحظين على شريكك أنه لا يرغب في بذل أي مجهود للتغيير، ولا يبحث حتى عن هواية جديدة أو يحاول كسر الروتين، وأنه استسلم بالفعل لحالة الملل التي أصابته.

وبهذا فإن مع مرور الوقت يزداد الزواج صعوبةً عمّا مضى، إذ تصبح الحياة الزوجية روتينًا يتكرر في كل يوم، مما يؤدي إلى تلاشي الإثارة رويدًا رويدًا، ولذلك يجب اتخاذ إجراءات ووسائل من شأنها أن تعيد النشاط والحيوية للحياة الزوجية، وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات لهذا الغرض:

حل المشكلات: من الواجب على كلا الزوجين البحث عن حلول لمشكلاتهم وعدم الاستسلام لها، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والمشكلات المادية وغيرها من المشكلات، كما يجب خلق الشعور بالسعادة في قرارة نفسيهما، إذ إن السعادة هي الدافع الأكبر لتغيير واقع الحال، والتي من شأنها طرد المشاعر السلبية المعبأة داخلهما.

تغيير وجهة النظر: من المفترض أن ينظر الزوجان لعلاقتهما من وجهة نظرٍ مختلفة، فإذا كان قد سيطر عليهما الملل، أو أي شعور سلبي فيجب إعادة النظر في هذا الأمر، ومحاولة البدء بحياة جديدة يشترك بها الطرفان بالحب والوئام، ومحاولة إعادة مشاعر الماضي بما فيها من لحظات مميزة وجميلة.

التجديد: من الممتع والمفيد في الحياة الزوجية البحث عن نشاطات جديدة وهوايات مشتركة، يشترك فيها الزوجان، فمثلًا من الممكن عمل مشروع تجاري مشترك، أو عمل نشاط رياضي أو ترفيهي جديد، ومن الممكن أن يعيد الزوجان ذكريات وعادات رافقتهما في بداية العلاقة الزوجية، لتجديد مشاعر قديمة، وإعادة بث الروح في قلبيهما من جديد، والطرق لهذا الأمر كثيرة جدًّا ولا تتطلب الكثير من الجهد والمشقة.

الحوار والتواصل: من الأشياء التي تجعل الحياة الزوجية أكثر تفاهمًا هي عفوية الحوار، ولذلك من الواجب تخصيص الوقت الكافي لمشاركة الوقت لتجاذب أطراف الحديث، كما يمكن تخصيص الوقت بمفاجآت مثيرة لبعضهما، كأن يبادر الزوج في عمل مفاجأة لزوجته، كهدية أو نشاط ترفيهي، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة.

زيادة الوعي الثقافي: من الممكن الاهتمام بأشياء جديدة في الحياة الزوجية، كالاطلاع على جديد العالم، وتعلم المهارات الجديدة، ومحاولة التقرب لبعضهما أكثر وأكثر، ومشاركة المعارف الجديدة والمهارات المكتسبة، فهذا ما قد يساهم في بحث كل منهما عن نشاطات ومهارات تقربه من الآخر.

صنع حياة خاصة: لعل قضاء بعض الوقت في تطوير الذات، والاهتمام بالعمل، والتعامل مع أشخاص آخرين من الأمور المهمة في حياة كلا الزوجين، فالاستمرار في الروتين اليومي نفسه أمر ممل للغاية، كما أن رؤية العالم يستمر بالنمو بينما يقف كلاهما في مكانه، قد يؤدي إلى الإحباط والملل من الحياة برمّتها، مما ينعكس سلبًا على الحياة الزوجية.

وأخيرا فلقد ثبت علميا أن المرأة لديها القدرة على التجديد والابتكار أكثر من الرجل. إذ إن طبيعة المرأة تجعل لديها القدرة على التخيل والابتكار، والتجديد دائماً يحتاج إلى تخيل وابتكار، ومن المشاكل التي تواجه المرأة المجددة في الحياة الزوجية أن الزوج لا يشجعها أحيانا، وإذا كان الزوج لا يشجع زوجته على التجديد فإنها لن تستمر.

يقول علماء السلوك: «إننا إذا لم نمتدح صاحب السلوك الحسن، فإنه سيترك سلوكه، ولكن ذم السلوك السيِّئ لا يؤدي دوماً إلى ترك السلوك السيِّئ» لذا فهم يؤكدون على أهمية امتداح السلوك الإيجابي.

وفي أحيان أخرى ترى الزوجة التجديد من زاوية معينة ولكن الزوج يراه من زاوية أخرى، ولكن الأصل في الموضوع هو السعادة، فليحاول كل طرف أن يري الطرف الآخر من زاويته، فهي غاية الهدف، لأنهم سيرون زاويتين جديدتين، وهي مشاعر في قمة الروعة والجمال.

والمشكلة الأخرى هي مشكلة هؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون من الآخرين أن يدخلوا السرور على قلوبهم ولا يبادرون هم بهذا العمل.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/10/09

نساء على علب ’الشامبو’.. كيف يقف الحجاب أمام ’ولع الرجل’ بالمرأة؟!

رمزية الحجاب للمبادئ الإسلامية السامية

الحجاب يرمز إلى مبادئ ثلاثة:

المبدأ الأول: مبدأ التوازن النفسي

راسل - هذا الفيلسوف الفرنسي - يقول: الحجاب مفسدةٌ للمجتمع؛ لأنَّ المرأة إذا تخلت عن حجابها، وانكشفت بمفاتنها أمام الرجل، أصبحت مبذولةً للرجل، فإذا شعر الرجل بأنها المرأة مبذولةً أمامه، ينظر إليها متى شاء، ويصافحها ويلامسها متى شاء، ويمازحها متى شاء، يخمد عنده الغليان الجنسي، فالغليان الجنسي يخمد عند الرجل إذا رأى المرأة مبذولةً أمامه، وبالتالي فإن العلاقات الجنسية تقل.

[اشترك]

بينما إذا تحجّبت المرأة، ورأى الرجل أن المرأة ممنوعة عنه، يفصل بينه وبينها قيود وأغلال، إذا شعر الرجل بأن المرأة مفصولة عنه، ازداد غليانه نحوها، وازدادت مشاعره نحوها، لأن المرء حريصٌ على ما مُنِعَ، وبالتالي يثور عند الرجل الغليان الجنسي، فيبادر إلى فتح باب العلاقات غير المشروعة. راسل يقول: إذا أراد المسلمون أن يتخلصوا من العلاقات الجنسية غير المشروعة، فليتخلصوا من الحجاب؛ لأن الحجاب يساعد على غليان المشاعر، بينما السفور يساعد على خمودها وهدوئها.

نحن في مقابل راسل نقول: هو مشتبه. نرجع إلى علماء النفس، علماء النفس يقولون: الميول على قسمين: ميول عضوية، وميول نفسية. الميول العضوية يمكن إشباعها بأقل شيء، لكن الميول النفسية لا يمكن إشباعها. مثلًا: الإنسان إذا أصابه الجوع، يصبح عنده ميل إلى الطعام، هذا الميل إلى الطعام ألا يمكن إشباعه؟ يمكن إشباعه بأن يأكل قطعة رغيف، فينتهي ميله. أما ميل الإنسان للأموال، فهذا ميل نفسي وليس ميلًا عضويًا، ميل الإنسان للأموال لا يمكن إشباعه، الإنسان كلما انفتحت عليه الثروة ازداد ولعًا بها، كلما كبرت ثروته، كلما كبرت تجارته، كلما توسّعت ثروته، ازداد ميوله، ازداد ارتباطه، ازداد ولعه بالثروة؛ لأن الميول النفسية تطغى وتكبر وتتسع كلما فتح لها الإنسان المجال.

إذن، هناك فرق بين الميول العضوية والميول النفسية، الميول العضوية يمكن إشباعها، فلو كنتَ جائعًا استطعت إطفاء الجوع بقليل من الطعام، لكن الميل نحو المال لا يمكن إشباعه، كلما فتح الإنسان له الأبواب ازداد ونما وطغى، ولذلك يقول القرآن الكريم: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)، إذا وجد نفسه بيده الثروات والغنى يطغى، وكلما زاد غنى زاد طغيانًا نفسيًا، وولعًا نفسيًا بالمال. القرآن الكريم يقول: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا).

ولذلك، ورد عن الرسول محمد (ص): ”منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال“، من يطلب العلم دائمًا يعيش حالة ظمأ، حالة عطش للعلم والمعرفة، ولذلك تراه دائمًا في لهف، في شوق، في تعب نحو العلم. وكذلك من يطلب المال ويسهر الليالي، يتعب نفسه خلال الأيام، في المعاملات البنكية والسوقية، بمقدار ما يمكن بتوسعة الثروة والتجارة. إذن، الميول النفسية لا يمكن إشباعها، بينما الميول العضوية يمكن إشباعها.

من هنا نقول: ميل المرأة ليس من الميول العضوية التي يمكن إشباعها، بل من الميول النفسية التي لا يمكن إشباعها، ليست المسألة مسألة الميل الجنسي، بل الميل العاطفي، الميل العاطفي نحو المرأة لا يمكن إشباعه، كلما فتح الإنسان له المجال ازداد، الإنسان كلما تعلق بالمرأة يزداد ولعًا بها، كلما زاد تعلقه بها زاد ولعًا بها، وزاد ارتباطًا بها.

النفس كالطفل إن تهمله شبَّ على          حب  الرضاع  وإن  تفطمه  ينفطمِ

النفس إذا فتحت لها المجال تطغى، ولا تشبع أبدًا، كالطفل تمامًا. إذن، ميول الإنسان نحو الأنثى ميول لا يمكن إشباعها. خذ استقراءً على العالم، إذا كان الإنسان عنده امرأة واحدة فإنه أقل ولعًا ممن عنده امرأتان، وإذا صار عنده ثلاث صار ولعه بالمرأة أكبر، وإذا صار عنده أربع صار ولعه بالمرأة أكثر. ولذلك ترى مثلًا هارون الرشيد الذي يبيت كل ليلة مع امرأة جديدة، كل ليلة يبيت مع جارية جديدة غير الجارية التي بات معها في الليلة السابقة، هذا لأنه فتح المجال أمام ميوله نحو المرأة، فزاد طغيانه، وزاد ولعه، بحد لا يقف عند منتهى.

إذن، الإنسان يزداد ولعه بالمرأة كلما فتح لها المجال. لذلك، إذا تخلت المرأة عن حجابها، وتكشفت أمام الرجل، وبرزت مفاتنها، فإن العلاقات الجنسية لا تقل كما يقول راسل، بل بالعكس، يزداد ولع الإنسان بالمرأة، وتزداد العلاقات غير المشروعة، ولذلك نجد أن المجتمع غير المحافظ أكثر انحرافًا من المجتمع المحافظ، العلاقات غير المشروعة فيه أكثر من المجتمع المحافظ؛ لأن المرأة اُبْتُذِلَت للرجل، فزاد ولعه بها، فتنوّعت العلاقة معها، فكثرت المفاسد الاجتماعية.

إذن بالنتيجة: فهمنا لماذا الحجاب، الحجاب رمز لمبدأ التوازن، حتى يعيش الرجل توازنًا نفسيًا، فبدلًا من أن يعيش حالة في مشاعره وفي عواطفه وفي غريزته الجنسية، أراد الإسلام أن يعيش الرجل حالة من الاستقرار النفسي، وحالة من التوازن النفسي، فأمر المرأة بالحجاب. صحيح أن المرأة هي التي تضحي من أجل الرجل، المرأة تلبس حجابًا لا لأجلها، بل لأجل أن يحتفظ الرجل بتوازنه النفسي، لأجل أن يحتفظ الرجل باستقراره النفسي، فالحجاب رمزٌ للتوازن النفسي لدى الرجل، وليس مجرد شكل، وليس مجرد عباءة.

المبدأ الثاني: الحجاب رمز للعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة

أنت عندما تلاحظ علاقة آبائنا بأمهاتنا قبل أربعين سنة، وتقارنها بعلاقة أبنائها بأزوجاهم، تجد الفرق كبيرًا. علاقة آبائنا بأمهاتنا كانت علاقة حميمة صافية خالية من المشاكل، خالية من الأجواء المتوترة، خالية من الأجواء المتخلخلة، كانت علاقة آبائنا بأمهاتنا أكثر صفاء، أكثر نقاء، أكثر حبًا، أكثر دفئًا، أكثر ارتباطًا. بينما أبناؤنا المتزوجون الآن علاقاتهم بزوجاتهم دائمًا علاقات متوترة، مشوبة بالمشاكل، مشوبة بالاختلافات، مشوبة بالتوترات العصبية، لماذا؟ ما هو السبب؟

السبب هو أنَّ المرأة قبل أربعين سنة كانت تشعر بأن الزوج لها فقط، وهو يشعر أن المرأة له فقط، ليس أمامه إلا زوجته، وليس أمامها إلا زوجها، كانت تشعر بأنَّ زوجها لها، فكانت تعيش استقرارًا نفسيًا، والزوج يشعر بأن زوجته له، فصار يعيش استقرارًا نفسيًا، فتكوّن البيت الأسري على ضوء العلاقة الحميمة. أما الآن، فالمرأة تراقب الرجل إذا ما انشغل بجواله، هي لا تدري يتصل بمن، يتكلم مع من... إلخ، الفتاة مع أنها متزوجة، إلا أنها تعيش الخوف من جهة زوجها، دائمًا تشعر بأن زوجها ربما يكون له علاقات أخرى مع امرأة أخرى، ولذلك تتحسّس المرأة من جهة زوجها، أي مكالمة تلفونية، أي نظرة، تتحسّس منه؛ لأنَّ الجو مفتوح أمامه، فكما يشاهدها يشاهد العشرات والمئات أمثالها، وكما يسمع صوتها يسمع أصوات المئات أمثالها، فالمرأة تشعر في عصرنا هذا - نتيجة للسفور والتخلي عن الحجاب - بأنَّ زوجها ليس محصورًا فيها، بل بإمكانه أن يشبع شهوته وغريزته بوسائل خارج البيت.

الآن مع الأسف الشديد، بعض الرجال يعتبر زوجته وسيلة إنجاب فقط، لا يعطيها دفئًا، لا يعطيها حنانًا، لا يعطيها عواطف، لا يعطيها مشاعر، الزوجة مجرد وسيلة إنجاب، لماذا؟ لأنه يشبع عواطفه ومشاعره خارج البيت من خلال العلاقات الأخرى، فالزوجة جهازٌ من أجهزة البيت، كالغسالة والثلاجة! لا لها شغل آخر، فهو ينظر لزوجته كوسيلة إنجاب، والزوجة أيضًا تنظر إليه كإنسان متلوّن متغيّر.

كل هذا نتيجة انفتاح المجتمع وتخليه عن الحجاب، فالحجاب يعيد الوثوق، وثوق المرأة بزوجها، ووثوق الزوج بزوجته، الحجاب يعيد لكلا الطرفين الوثوق بالآخر، وإذا حصل الوثوق بالآخر حصلت العلاقة الزوجية الحميمة. إذن، الحجاب رمزٌ للعلاقة الزوجية الحميمة.

المبدأ الثالث: الحجاب رمزٌ لكرامة المرأة

المرأة مسكينة، تظن شيئًا، والرجل عنده حسابات أخرى! الرجل إذا بذلت المرأة نفسها لها احتقرها، طبيعة الرجل هكذا، إذا رأى المرأة مبذولةً له، يراها على علبة الشامبو، وعلى علبة الكلنكس، وعلى شاشة التلفزيون، وفي الإنترنت، الرجل إذا رأى المرأة مبذولةً أمامه احتقرها واستصغرها، وصار يستغلها لإشباع غريزته الجنسية فقط. أما إذا رأى المرأة وقورة، رأى المرأة رزينة، رأى المرأة مؤدبة، رأى المرأة تتمنّع أمامه، لا تفتح له المجال في العلاقات غير المشروعة، ولا تفتح له المجال للف والدوران، إذا رأى المرأة متمنعة ازداد احترامه لها، ازداد إكباره لها، ازداد إعظامه لها. إذن، الحجاب رمزٌ للكرامة، ورمزٌ للعزة، ورمزٌ للمنعة، الرجل يرى المرأة ذات عزة وكرامة إذا كانت محجبةً وقورةً متمنّعةً، بخلاف إذا ما كانت مبتذلةً لديه.

لذلك، نصل إلى النتيجة الأخيرة: الحجاب رمزٌ وليس شكلًا، فلا تتعاملي مع الحجاب كشكل، بل تعاملي مع الحجاب كرمز، الفتاة إذا تعاملت مع الحجاب كشكل تراها يومًا تلبس عباءة فرنسية، ويومًا تلبس عباءة مزركشة، ويومًا لا تدري ماذا تفعل، ويومًا تلبس عباءة مخصرة؛ لأنها تعتبر الحجاب شكلًا، فكلما كان الشكل أحسن وأكثر أناقة فهو أفضل! هذا خطأ، الحجاب ليس شكلًا، بل الحجاب رمزٌ، والحجاب إنما يكون رمزًا للحضارة الإسلامية، ورمزًا للفكر الإسلامي، ورمزًا للثقافة الإسلامية، إذا كان حجابًا رزينًا هادئًا.

العباءة يجب أن تكون فضفاضة، ليس فيها زينة، ليس فيها زركشة، ليست مخصّرة، العباءة الفضفاضة ذات الألوان الهادئة هي التي تصلح أن تكون رمزًا للحضارة الإسلامية، وأما هذه العباءات الجديدة التي وردت علينا شرقًا وغربًا فهي محل إشكال شرعي، خصوصًا إذا كانت مخصّرة أو مزركشة، هذه حرام شرعًا؛ لأنها تُفْقِد الحجاب مضمونَه، تُفْقِد الحجاب أهدافه، تحوّله من الرمز إلى الشكل، الإسلام يريده رمزًا، والفتاة تريده شكلًا. لذلك، أكّد الإسلام على الحجاب في تأكيده على الفقه الرمزي، لا على الفقه الشكلي.

ومن هنا، نرى العقيلة زينب تعترض على يزيد بن معاوية: ”أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك“، حتى يزيد بن معاوية الذي كان فاسقًا كان يحجّب بناتِه وأخواته؛ لأنه يدرك أهمية الحجاب، ”تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بناتِ رسول الله سبايا على ظهور المطايا، قد أبديت وجوههن، وهتكت ستورهن، تساق كما تساق العبيد من بلد إلى بلد، يستشرفهن القريب والبعيد، والدنيء والشريف“.

 

2021/10/05