شغب وتخريب.. لماذا يكسّر أطفالنا الأشياء؟!

كتبت سرى سامي:

ظاهرة كسر الأشياء

قال علماء النفس والتربية أن ظاهرة كسر الأشياء عند الأطفال هي ظاهرة قديمة منذ أمد طويل، وأطلقوا عليها اسم ظاهرة (السلوك التخريبي)، حيث أنهم رأوا أن ميول الطفل في المنزل والمدرسة والأماكن العامة من خلال أحداث التكسير والتخريب، وتتعدد أسباب لجوء الطفل إلى كسر الأشياء من حوله ومنها إثبات الذات والغيرة والشعور بالخوف.

[اشترك]

أسباب تكسير الطفل للأشياء

تعتبر السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي التي تشكل حجر الأساس في تكوين شخصية الطفل، لذلك يجب معرفة أسباب تلك الظاهرة ومسبباتها وعلاجها، وتعتبر هذه الظاهرة سلبية لطفلك في شخصيته وتوازنه النفسي، لأنها قد تمتد للصعيد الأسري وسنعرض عليك أهم أسباب عادة كسر الأشياء:

أولاً: إصابة طفلك بالإحباط

عندما يصاب طفلك بالإحباط ينتج عن ذلك العدوان والغضب، حيث أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الأطفال لديهم ميلاً واضحاً للتعبير عن نوبات غضبهم بشكل عدواني وهادم، ويتجسد ذلك في طفلك من خلال تكسير الأشياء ورمي الأشياء وتخريبها.

ثانياً: الإثارة واللعب والمرح

طفلك يلجأ إلى السلوك التخريبي والتكسير من أجل اللعب والمرح ليس أكثر وغالباً يلجأ طفلك إلى هذا النمط عندما يكون لديه وقت فراغ ولا يجد ما يشغله ويملأ وقته، ويهدف طفلك من هذا التكسير إلى التعبير عن استقلاليته ومكانته بين الأسرة أو رفاقه في المدرسة، وفي هذه الحالة يجب عليك التحلي بالصبر والتحدث معه خاصةً إن كانت هذه المرة الأولى التي يقوم بها طفلك.

ثالثاً: المكر والتعمد

عندما يقوم طفلك بالتكسير والتخريب خاصةً في أغراضه أو أدوات المنزل أو المدرسة والتي تكون بدافع الأذى والعدوان، والتي تتمثل في إشعال الحريق في الستائر أو ملئ حوض الحمام بالماء حتى يفيض، يعتبر هذا النوع من السلوك التخريبي هو الأكثر صعوبة.

أسباب أخرى لتكسير الطفل للأشياء

يمكن أن يقوم طفلك بتكسير الأشياء لعدة أسباباً أخرى هي:

  • فقدان طفلك لمكانته بين أفراد أسرتك.
  • غيرة طفلك من أشقائه.
  • ضعف الدافعية التحصيلية.
  • البرامج التلفزيونية والتي تتسم بالعنف.

علاج تكسير الطفل للأشياء

دعينا نؤكد لك أن علاج التخريب والتكسير عند الطفل هو مهم جداً، وأن وبه صعوبات قد تواجهك خلال مساعدة طفلك حتى يتخلص من هذا السلوك، ولكن من خلال الخطوات التالية ستساعدين طفلك في التخفيف من حدة سلوك التكسير عند الطفل وتساعدي في علاجه.

أولاً: مواجهة طفلك

وهي من أهم الخطوات العلاجية، حيث أنه يجب عليك التصرف فوراً عند قيام طفلك بتكسير شيء ما لوقف ذلك السلوك التخريبي من خلال:

    أوقفي طفلك عن سلوك التكسير.

    أصدري أمراً لفظياً صارماً بوقف التكسير.

    اعزلي طفلك في مكان هادئ لمدة 5 دقائق حتى يهدأ ومن ثم اثني على هدوئه وشجعيه عليه.

    ساعدي طفلك على إصلاح الضرر الذي قام به مثل محاولتك معه لإصلاح كسر الشيء الذي قام بكسره.

ثانياً: تفهمي طفلك

من خلال تحدثك مع طفلك للسبب الكامن وراء سلوك طفلك التخريبي، حيث أنك بذلك تساعدين طفلك على تجاوز هذا السلوك، فمن المهم الاستماع لطفلك لمعرفة سبب التكسير.

ثالثاً: تنفيس طفلك عن غضبه

من الممكن أن يلجأ طفلك إلى التكسير، لأنه ليس لديه سلوك آخر للتنفيس عن غضبه، لذلك يجب عليك تدريبه على توجيه انفعالاته إلى أمور أكثر فائدة مثل لعب الرياضة أو الرسم.

رابعاً: مكافأة طفلك

المكافآت التي تقدميها لطفلك هي من أكثر العلاجات فاعلية التي ترسخ وتصلح أي سلوك تودين تدريب طفلك عليه.

والآن وفي نهاية مقالنا دعينا نذكرك أنه من خلال التصرفات التي ذكرناها، يمكن تصويب طفلك إلى السلوك الصحيح وعلاج سلوك التكسير والتخريب الذي يقوم به الطفل، ومن خلال هذه التصرفات يمكن أيضاً علاج تصرفات غضب طفلك، والتي يمكنك معرفة المزيد عنها من خلال مقال حيل للسيطرة على غضب طفلك.

ما أسباب تمزيق الأوراق عند الأطفال؟

قد يكون تمزيق الأوراق علامة على أن الطفل يعاني من السلوك التخريبي، والذي قد ينشأ لأسباب متعددة منها الإهمال الأسري.

ما أسباب تقطيع المناديل عند الأطفال؟

هناك عدة أسباب قد تكون وراء تقطيع المناديل الورقية، فعندما يقوم الطفل بذلك قد يكون إشارة إلى التعبير عن الغضب بداخله فيما يعرف بالسلوك التخريبي، أو قد يقوم بهذا الفعل رغبة منه في اكتشاف طبيعة المناديل خاصة لو كان صغيراً بالسن، وهذا قد يكون إشارة لذكائه، لذا يجب التفرقة بين الأمرين، حتى تستطيعي التعامل معه.

ما علاج الطفل الذي يمزق الأوراق؟

في حالة كان الطفل يمزق الأوراق تعبيراً عن الغضب أو اعتراضاً على ما تطلبين منه، حينها قد يكون الأمر إشارة إلى سلوك تخريبي، وهذا النوع يتم تقويمه بعدد من الطرق منها أن تلزمي الطفل بروتين معين يقوم به، وألا تتساهلي معه وفي نفس الوقت لا تقسي عليه بل حاولي فهمه، ولا تنسي اتباع أسلوب الثواب والعقاب.

2021/11/30

خاصم بشرف وقيّم الآخرين بنزاهة.. خطوات في مواجهة ’الخصومة’

كيف نتعامل مع الخصومة والمتخاصمين

إنه لمن الضروري أن يتعلم الإنسان فقه الخصام- وخاصة مع المؤمنين- كي يحسن التصرف إذا ابتلي بمثل هذه الحالة؛ دون أن يقع فيما يغضب الله تعالى من المنكرات القولية أو الفعلية المتعارفة في هذا المجال، مما يجره للوقوع في الدواهي العظمى!

[اشترك]

ماهي مناشيء الخصومة؟

- اختلاف الأمزجة: إن من آيات الله عزوجل أنه خلق الناس على هيئات وأمزجة مختلفة، قال تعالى: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)، وورد في الحديث عن الرسول (ص): (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة). فالاختلاف بين الناس سنة طبيعية من سنن الله عزوجل. لكل إنسان قوامه الخاص المغاير عن الآخر، حتى التوائم المتشابهة نلاحظ بأن التشابه يكون في الشكل فقط، وأما الشخصيات فإنها متعددة. فبعض الناس تغلب عليهم الحدة، والبعض الآخر يغلب عليهم الهدوء، وبعض الناس تغلب عليهم العجلة، والبعض الآخر تغلب عليهم الأناة. ولاشك أن التعامل مع الناس بهذه الأمزجة المختلفة، يوجب شيئاً من الخصومة. ونحن قلنا للزوجين السعيدين: أنه مثل الرجل والمرأة، ليس كمثل فلقتي تفاحة مثلاً، بحيث أن أحدهما يكمل الآخر تماماً. فالأمر ليس كذلك، هنالك فاكهتان: هذه فاكهة، وهذه فاكهة أخرى، ويلتقيان مع بعضهما البعض. ومن هنا عليهما أن يوطنا أنفسهما على نقاط الاختلاف، وقد تكون كثيرة.

وعليه، فإن من الخطأ أن ينظر الإنسان إلى المجتمع على أنه مزاج واحد، أو أن ينظر الإنسان إلى المجتمع ويلزمه بمزاجه.

كما نرى عند بعض الناس: كالأزواج أو الآباء أو أرباب العمل، من الذين لهم السلطة في دائرة حياتهم، إذ يجعلون وكأن مزاجهم هو الصحيح، وهو الذي ينبغي أن يمشي عليه الجميع! ومن هنا تبدأ المخالفة، والمخالفة تنشأ وتتحول إلى اختلاف، والاختلاف يتفاقم ليتحول إلى خلاف عميق، ومن ثم الخصومة، وما أدراك ما تبعات الخصومة؟!.

- اختلاف العقائد والرؤى والأفكار: إننا لا يمكن أن ننكر أن الإنسان يعيش في هذه الدنيا ضمن مجتمع، تتعدد فيه المعتقدات والأفكار، وأنه يعيش مع قوم لا يلتقون معه في أصل الدين، وفي أصل قبول المبدأ والمعاد، ويلتقي مع أناس لا يتفقون معه في طريقة فهمهم للشريعة المقدسة، ويلتقي مع أناس يقلدون من لا يرون مبدأً فقهياً معيناً… ومن هنا فإن الذي لا يتأقلم مع المخالفين له في الرأي، والذي لا يتقن فقه التعامل معهم؛ فإنه من الطبيعي أن يقع في سلبيات الخصومة.

ما هي سلبيات الخصومة؟

- التشويش الباطني: إن الإنسان الذي يعيش جو الخصومة، إنسان: متوتر، وموزع الفكر، وسريع الإثارة والاستثارة، ولا يملك التركيز الذهني للعمل الفكري الجاد، وحتى نومه نوم مضطرب، ويعيش الأرق والقلق، إنسان مكتئب، ومعقد، وتجتمع فيه الكثير من خصال الشر. ولهذا يقول الإمام الصادق (ع): (إياكم والخصومة في الدين؛ فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عزوجل، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن، وتستجيز الكذب).

إن البعض يعيش حالة من العصبية العقائدية، ويظن أن التعصب لدينه ولفكرته، مما قد يروج الفكرة. والحال أن هذا الأمر أمر خاطئ!

إن نقل المعلومات من الذهن إلى الذهن، يحتاج إلى عمليات معقدة، والأمر ليس من باب كن فيكون! الأفكار والرؤى ليست عبارة عن كتلة مادية، تنقلها من ذهنك إلى ذهن الطرف المقابل! هنالك مجموعة قناعات ومبادئ في ذهن الطرف المقابل، لابد أن تغسل هذه القناعات غسيلاً علمياً، لتلفت نظره إلى المقدمات الباطلة، التي أوجبت النتيجة الباطلة. ومعنى ذلك، أن الخصومة بأي عنوان كان، هي خصومة باطلة. ولقد ورد في روايات أهل البيت (ع) نهي عن المراء، ولو كان الإنسان محقاً؛ لما يترتب على ذلك من تفشي العداوات والأحقاد. قال النبي (ص): (أنا زعيمٌ ببيت في ربض (أي أسفل) الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى الجنة: لمن ترك المراء وإن كان محقا، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلاً، ولمن حسن خُلقه).

وأيضاً -كما في حديث الإمام (ع)- إن الإنسان المؤمن له حالة من الحساسية الزائدة، تجاه كل شيء يشغله عن الله عزوجل، فيخاف من أي شيء يشغله عن الله عزوجل، كخوفه من الشبح. ولهذا فإن من أدعية المؤمن قوله: اللهم اقطع عني كل شيء يقطعني عنك! وفي دعاء مكارم الأخلاق يقول إمامنا السجاد (ع): (وَعَمِّرْني ما كانَ عُمْري بِذْلَةً في طاعَتِك. فَإذا كانَ عُمْري مَرْتَعاً لِلشَّيْطانِ، فَاقْبِضْني إليك!). إن الإنسان المؤمن يدعو على نفسه بالموت، إذا كانت حياته حياة غير مثمرة في طاعة الله عزوجل، ومقدمة لإغواء الشيطان اللعين؛ لأنه لا يرى نفعا من هذه الحياة إذا كانت تزيده ذنباً إلى ذنب!

ومثل القلب كمثل الكأس إذا ما ملأته بالماء، أو بأي سائل آخر؛ فإنه سيملأ بالهواء؛ إذ لابد من أحد الأمرين: إما الهواء، وإما السائل. والقلب كذلك لابد أن يملأ: إما بالهوى، وإما بالهدى. إذا ما ملأت القلب بذكر الله عزوجل، فإن النتيجة الطبيعية هي امتلاؤه بوسوسة الشيطان. والقرآن الكريم يشير في هذا الآية: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ) إلى هذه الحقيقة، فليس هنالك حالة وسطية، فإما الحق، أو الضلال. فالقلب إما أن يكون مرتعاً للشيطان، وإما أن يكون مهبطاً لأنوار الرحمن.

إنه لمن المناسب أن يراقب الإنسان نفسه، وهو في حالة الخصام والغضب، بأن يعيش حالة من الاثنينية، وهو ينظر إلى شكله في المرآة، ويقيّم هذا الشخص الذي يراه على أنه إنسان آخر، ويحكم على تصرفاته وشكله، ليرى كيف أن الشيطان يتمثل في صورته! وكذلك يراقب باطنه، بأن ينظر إلى دواعي هذه الخصومة، وهل أنها رحمانية أو غير رحمانية.

- تجر للعداوة والانتقام: قلنا إن الخصومة تبدأ بخلاف مزاجي، أو بخلاف فكري، أو بخلاف مرحلي؛ ثم تتحول إلى عداوة، وميل للانتقام من الطرف المقابل. وبذلك ينفتح الباب للانتقام بالقول وتوابعه: من الغيبة، والبهتان، والنميمة، والإسقاط، وما شابه ذلك. وإذا أمكنه أن يتعدى عليه باليد، أو أن يزيله من الوجود، فإنه يعمل ذلك. كما رأينا في قصة قابيل وهابيل، فهما ولدا نبي من أنبياء الله عزوجل. وفي ذلك الزمان لم يكن هنالك حالة تزاحم للموارد البشرية، فهذه الأرض بخيراتها وبركاتها من الشرق إلى الغرب، متاحة لمجموعة قليلة من البشر. ولكن لننظر كيف بلغت هذه الخصومة اللاواعية، الخصومة غير المبررة، إلى أن يمد يده لقتل أخيه، ليرتكب أولى أعظم جريمة في حياة البشرية! وذلك لأن الله عزوجل تقبل قربان أخيه، ولم يتقبل قربانه.

ومن المناسب هنا أن نشير إلى نكتة أخلاقية ونفسية مهمة جداً:

إن منشأ الخصومة والعداوة والمواقف السلبية، ليس منصباً على الشخص الخارجي. فإن الشخص الذي في الخارج، له صفاته التي يعلمها الله عزوجل؛ بينما نحن نتعامل مع الخارج من خلال الصورة الذهنية المختزنة في أذهاننا. نحن في عالم التفكير وفي عالم النفس وفي عالم الباطن، لدينا ملفات لكل البشر. فكل من نتعامل معه -قريباً أو بعيداً، رجالاً أو نساءً- لكلٍ ملفه وصورته في الذهن، وهذه الصورة تستمد موادها الأولية من أين؟

قسم منه من الواقع: فمثلاً: إنسان نراه يحسن إلى الفقراء، فنأخذ عنه صورة في الذهن على أنه إنسان كريم. ولكنّ قسما من هذه المكونات لهذه الصورة، تأتي من عالم الوهم ومن عالم الخيال، ولا مبرر له.

فمثلاً: إنسان يحمل انطباع عنك أنك إنسان بخيل، وهو لم يعاشرك، ولم يجاورك، ولم يتعامل معك. ومن المعلوم أن من أساليب الكشف: المجاورة، أو المعاملة، أو السفر. ومع ذلك يرسم في صدره وفي نفسه صورة قاتمة عنك، من دون أي مبرر! وهذا الذي يعبر عنه بسوء الظن، واتّباع غير العلم في تقييم الأمور.

فإذن، إن الإنسان يخاصم لأنه يحمل في صدره صورة للأشخاص غير مطابقة للواقع، فيخاصم تلك الصورة. ولأن هذه الصورة لها نسبة مع الطرف في الخارج، فإنه يصب الغضب على الطرف الذي يعيش معه. ومن هنا علينا أن نعيد النظر في هذه الصور وفي هذه التقييمات. نحن لا ننظر بنور الله عزوجل. فالذي ينظر بنور الله، لا يخاصم. والذي يخاصم، لا ينظر بنور الله عزوجل.

معنى ذلك؛ أنه علينا أن نعيش حالة الموضوعية والنزاهة في تقييم الأشخاص.

ولهذا فإن من المناسب أن نطلب من الله عزوجل، كما في الدعاء: (اللهم أرنا الأشياء كما هي)!. فإذا رأى الإنسان الناس كما هم، فهل يخاصم أحداً عندما يضع كل شخص في موضعه؟ نحن نعلم أنه ليس هنالك فرد في عالم الوجود كالنبي المصطفى (ص)، الذي كان يرى واقع الأمور بما أعطاه الله عزوجل، وبما كشف له، وبما أراه الله عزوجل. ومع ذلك فقد كان يستر على من معه من قومه، كان يعلم الباطل الذي يعيشون فيه، ويعلم المنافقين، ومع ذلك لا يؤمر بأن يكشف أسرار العباد، وكان يتعامل معهم، وكأنهم على ما هم عليه من الإسلام الظاهري.

- نفور الناس منه: إن الإنسان المخاصم يتحول إلى وجود بغيض، وثقيل، والناس تفر منه، وحتى من يعاشره، فإنه يعاشره على مضض. مثلا: الأب المخاصم -الأب حاد المزاج- إنما يتحمل مادام يدر المادة على عائلته، وإلا الناس تنفض من حوله.

وإذا صار كذلك، فإنه سيفقد جوه الاجتماعي، مما يدفعه إلى التقوقع والابتلاء بمصائب الطرد الاجتماعي. ومن المعلوم أن المؤمن يحتاج إلى وسط اجتماعي، إذ (لا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف). والإنسان مدني بطبعه، يريد أن يغير الجو الذي كان يعيش فيه. فهذا نبي الرحمة (ص) عندما كان يرجع من أذى المشركين، كان يرتاح إلى جوار سيدتنا أم المؤمنين خديجة (ص)، فقد كانت سكناً للنبي المصطفى (ص)، بمعنى من معاني السكن.

- انكشاف العورات الباطنية: إن لكل منا عيوبه وخبائثه التي ستر الله عزوجل عليها. ومن هنا ورد: (لو تكاشفتم لما تدافنتم): أي لو كشف لكم أسرار الخلق، وما هم فيه من الواقع الذي لا ينسجم مع الظاهر، ما دفنتم من يموت منكم! إن كل فرد -ما عدا المعصوم- ظاهره خير من باطنه. لأن الإنسان يتكلف للغير، ويتصنع الذكر الجميل، ولكن يعلم الله عزوجل ما يغلي في باطنه من الجحيم: جحيم الحقد والبغضاء، والحسد والتعالي والتكبر وما شابه.

إن الله عزوجل كان بإمكانه أن يجعل جبين الإنسان كشاشة تلفزيون، يكشف ما في الباطن، وكلما يهم الإنسان بالسيئة، يكتب على جبينه. أو أن الإنسان الذي يعيش الحقد والحسد مثلاً، يظهر شيء في بدنه، يكشف ذلك؛ كحمرة الخجل، وصفرة الوجل. فالإنسان الخجول يبدو على منظره، حيث جعل الله عزوجل الحمرة علامة. والإنسان المصاب بالحمى، ترتفع درجة حرارته. لو أن الله عزوجل جعل علامات بدنية لسيئات الإنسان الباطنية- فمثلاً: إنسان يذنب اليوم، فيسود وجهه-؛ لما بقي أحد إلا وقد كشف غطاؤه!

فإذن، إن رب العزة والجلال ستر على الإنسان، فلم يكشف عورته لأحد. وقد ورد في رواية حديث كاشف عن شدة الرأفة الإلهية، ومضمون الرواية: أن لكل إنسان مثال في العرش، يعمل بحركاته في الدنيا، والملائكة تنظر إلى ذلك المثال. فإذا أراد أن يهم العبد بالسيئة، يغطي ذلك المثال؛ لئلا يبتلى بالفضيحة، وهو في الدنيا قبل الآخرة! عن الصادق (ع) أنه قال: (ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش، فإذا اشتغل بالركوع والسجود ونحوهما فعل مثاله مثل فعله، فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون ويستغفرون له. وإذا اشتغل العبد بمعصية، أرخى الله على مثاله ستراً، لئلا تطلع الملائكة عليها).

ومن أدعيتنا في الدنيا أننا نقول: (اللهم! لا تفضحني على رؤوس الأشهاد). ففي يوم القيامة الإنسان يمكن أن يحاكم محاكمة سرية، ويؤخذ به إلى النار، ثم يعفى عنه. ولكن من الممكن أيضاً أن يكشف الغطاء عن الإنسان، في محضر الأنبياء والأوصياء والمؤمنين؛ وعندئذ فكم ينتاب الإنسان الخجل، عندما يراه النبي (ص) ويلومه على كونه من أمته؟!

يقول الإمام أمير المؤمنين (ص): (من بالغ في الخصومة ظلم، ومن قصّر ظلم، ولا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم). فإذا دخلت عالم الخصومة واللجاجة والعناد والمشاكسة، فقل للتقوى: وداعاً! إذ كيف تتقي، وأنت تعيش حالة الخصومة؟ إن الإنسان المخاصم، لا يستطيع أن يكون متقياً. وفي قول آخر عنه (ع): (المخاصمة تبدي سفه الرجل، ولا تزيد في حقّه).

- خسران الكمالات: إن الشيطان يدع الإنسان يغلي ويغلي، ويفور ويفور، إلى أن يقع في الجريمة العظمى! يجعل السيئات تتراكم عليه إلى أن يقوم بعمل من الأعمال وإن كان صغيراً، فيهوي به أبعد من الثريا!. قال رسول الله (ص): (إنّ الرجل يتكلّم بالكلمة يُضحك بها الناس، يهوي بها أبعد من الثريا). وقد يكون إنسان قاب قوسين أو أدنى من بعض صور الكمال، وإذا بمعصية من المعاصي تجعله يتسافل ويتسافل، فيسقط من أعلى عليين إلى أسفل سافلين! يقول إمامنا الباقر (ع): (يا زياد! إياك والخصومات؛ فإنها تورث الشك، وتحبط العمل، وتردي صاحبها، وعسى أن يتكلم الرجل بالشيء لا يُغفر له). أي أن الإنسان قد يذنب ويذنب، فيغفر له في ذنب وفي ذنبين، إلى أن يصل إلى درجة، أنه يتكلم بكلمة، ولا يغفر له.

فعلى الإنسان أن ينتبه لهذه المزالق الكبرى! كما أن هنالك طفرات ونفحات في عالم الكمال والقرب -في عالم الإيجاب- هناك تسافلات أيضاً في عالم البعد عن الله عزوجل. فالإنسان في لحظة من اللحظات، من الممكن أن يتسافل أضعاف ما تسافل به في سنوات من عمره! فلعله في موقف من المواقف يقول كلمة، ويكسر بها مؤمناً، وقد ورد بأن: (من كسر مؤمناً، فعليه جبره)! وفي مضمون آخر: إن الله عزوجل بالمرصاد لمن حارب أخاه المؤمن، ولمن أذله بكلمة!

ثم إن الإنسان قد لا يوفق دائماً للجبر بعد الكسر. وقد لا يوفق دائماً لكي يعوض ما عمل في سالف أيامه. بالإضافة إلى أن الإنسان إذا استغفر فقد يغفر له، ولكن تبعات الذنوب كيف يعوضها؟ فمثلاً: إنسان أساء تربية أولاده سنوات، ودفعهم من دون شعور إلى عالم الفساد والرذيلة، وما أحسن رقابتهم، ففسدوا. فهو لما يقف في جوف الليل، ويغتسل غسل التوبة، ويصلي ركعتين لله عزوجل، ويستغفر سبعين مرة، ويبكي ويبكي وينوح إلى الله عزوجل، فإن الله عزوجل قد يغفر له. ولكن الولد ذهب من اليد، وأصبح في عداد الموتى في عالم الأرواح، وقع في عالم الرذيلة، فما الذي يعوض ذلك؟

فإذن، إن المشكلة ليست في المغفرة، وإنما المشكلة في تدارك الخسائر الكبرى التي يمنى بها الإنسان. بمثابة إنسان كان في كنف رجل كريم، فأساء معاشرته وأساء وأساء، إلى أن طرده من منزله غافراً له، ثم أصبح يهيم على وجهه. صحيح، ليس هنالك تبعة بينه وبين مولاه الكريم، ولكنه بقي مشرداً، لا يأوي إلى مكان، وهنا المصيبة!

ما هوعلاج الخصومة؟

- عدم التمادي في إظهار الغضب: إن بعض الخصومات -وخاصة عند المؤمنين- قد يكون لها وجه، ولها منشأ فكري، أو سلوكي. فإذا كان الأمر كذلك، فعليه أن يغضب بمقدار ما غضب الله تعالى لنفسه؛ ومن غضب لله عزوجل، انتصر الله تعالى له.

إن النبي (ص) مع أنه رمز الموادعة، ورمز السلم، وقد كان المسلمون يدخلون إلى حلقة المسلمين، فلا يكادون يميزون رسول الله (ص)، وينادونه باسمه الشريف، لا بوصف الرسالة؛ إلا إنه إذا غضب النبي (ص)؛ فإنه لا يقوم لغضبه شيء! بل إذا (قال: ما بال أقوام…)، أو إذا أدار بوجهه عن الرجل، عرف الغضب من النبي المصطفى (ص). وكان ذلك مدعاة لتغيير السلوك والجوهر. والمؤمن هكذا. ولهذا يقال: (اتقوا غضب الحليم إذا غضب)! لأن الحليم إذا غضب؛ فإن غضبه يؤثر في واقع الأمور، وذلك بخلاف من يغضب لكل صغيرة وكبيرة.

- التفكير في النتيجة: إن كثيراً من هذه الخصومات، وكثيراً من هذا الغضب الذي نصبه على بني آدم -وخاصة على المستضعفين، من الرجال والنساء والولدان- منشأه التنفيس، وأنه يريد أن ينتقم، ويريد أن يتكلم بما في قلبه. ألا تريد الإصلاح؟ فإذا كنت تريد الإصلاح، فليس هذا هو السبيل! أنت تعلم أنك في حال الخصومة والغضب، تفسد أكثر مما تصلح، وأنك تسيء للفكرة؟ ففكرتك جيدة، وكلامك حق، ولكن أسلوبك في الكلام، يضيع الحق الذي كان لك!

ومن المعلوم بأن المؤمن -أحياناً- يأخذ حقه ببعض صور التظلم. إن أمير المؤمنين وأولاده المعصومين (ع)، لماذا كسبوا هذا الذكر الجميل الخالد إلى يوم القيامة؟ لأنهم ظهروا بمظهر المظلومية بين الخلق، لأنهم بينوا ظلامتهم للعالمين. ومن هنا تغلغلوا في النفوس التي تستحق أن تكون محبة لهذه الذوات المقدسة.

2021/11/30

من السرير إلى المنصب.. هل يستدل بـ ’المنامات’ على الإمامة؟!

هل الاستخارة والمنامات دليل على الإمامة؟

الجواب:

لا يخفى أنّ الإمامة من أصول العقائد وكبريات المعارف التي يجب تحصيلها بالعلم واليقين لا بالظنّ؛ إذ أنّ سلوك طريق الظنّ في تحصيل الأصول مظنّة للضرر الأخرويّ الذي يلزم دفعه بحكم العقل أو الفطرة، مع تسالم العقلاء على لزوم دفعه.

[اشترك]

فينتج عن هذا: لزوم تحصيل الأصول الاعتقادية عن طريق العلم واليقين، ولا يكفي الظنّ لتحصيل المؤمّن الأخرويّ من العقاب والعذاب.

ومعرفة الإمام وتشخيصه يجب أن يكون بالوسائل المفيدة للعلم واليقين: (منها): تعيين الحجّة الإلهيّة للإمام اللاحق بعينه وشخصه، بمعنى تنصيصه عليه باسمه مع تطبيق ذلك عليه، بحيث لا يُتصوّر اللبس والوهم في المنصوص عليه. (ومنها): اختبار مدّعي الإمامة وامتحانه بالمسائل العويصة والأمور العظيمة، ففي الرواية: «إن ادّعى مدّعٍ فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله»، فلا يُسأل إلا عن مشكلات العلوم ومستعصيات المسائل التي لا يجيب فيها إلّا مَن كان حجّة إلهيّة. (ومنها): المعجزة وهي الفعل الخارق للعادة الذي يصدر على يد صاحب المنصب الإلهيّ في وقت التحدي ولا يستطيع أحدٌ الإتيان بمثله. وهذا القيد الأخير لإخراج السحر؛ إذ السحر أيضاً فعل خارق للعادة ولكن يمكن الإتيان بمثله، ويستحسن التنبيه على أنّه لو كان الفعل الخارق مقروناً بدعوى باطلة في نفسها ـ كما لو ادّعى شخص أنّه نبيّ في هذا الزمان، أو إمام ثالث عشر ـ فهو ليس معجزاً بلا شك ولا ريب، ولو أتى بألف خارق للعادة فلا نسمّيه إلّا دجّالاً من الدجّالين. (ومنها): العلم اللدنيّ الإفاضيّ الذي يكون من الله تعالى لا الكسبيّ الذي يحصل بالإحساس والتجربة ونحوها، كعدم المحدوديّة والعلم بالمغيّبات واللغات ونحوها ممّا لا يكون بالكسب والتعلّم. وغيرها من الوسائل التي ورد التنصيص عليها من المعصومين (عليهم السلام) في كيفية معرفة الإمام.

إذا عرفتَ هذا، نقول:

أمّا الاستخارة: فلا شكّ ولا ريب أنّها ليست من الوسائل التي يُعرف بها الإمام والحجّة الإلهيّة؛ لأمور كثيرة، نذكر بعضها:

الأوّل: إنّ مورد الاستخارة ومحلّ إعمالها هو المباحات والموارد التي لم يحدّد الشارع المسار والوظيفة فيها، وأمّا الموارد التي حدّد الوظيفة فيها فلا مجال للاستخارة فيها، فلا تجري مثلاً في باب القضاء وفصل الخصومات بأن يكتفي القاضي بأن يستخير وينهي القضيّة إذ يلزم حينئذٍ إلغاء البيّنات والأيمان التي جعلها الشارع وظيفةً لفصل الخصومات، أو الطهارة بأن يستخير لتشخيص العين النجسة، أو الأطعمة والأشربة بأن يستخير لتشخيص المحلّل من المحرّم، أو الهلال بأن يستخير لتشخيص أول الشهر، أو الاجتهاد والتقليد بأن يستخير لتشخيص المرجع، وهكذا في سائر الأبواب الفقهيّة التي في مسائلها تشويش في مقام التطبيق والمصداق. فمن الواضح أنّه لا يقول عاقل باللجوء إلى الاستخارة لتشخيص المصداق في هذه الأبواب الفقهيّة، فضلاً عن المسائل الاعتقادية التي هي أجلّ وأخطر من المسائل الفقهيّة، بأن يشخّص الحجّة الإلهيّة نبيّاً أو إماماً بالاستخارة، فلا أحدَ مثلاً يستخير لمعرفة حقّانيّة نبيّنا الخاتم (صلى الله عليه وآله) أو حقّانية نبوة النبي عيسى (عليه السلام)، فمن الواضح أنّ مثل هذا الكلام لا يفوه به المخابيل والمجانين أصلاً.

الثاني: إنّ الاستخارة لا تورث القطع واليقين، بل غاية ما تفيده هو الظنّ، وقد تقدّمت الإشارة إلى عدم جواز الركون إلى الظن لإثبات مثل قضية الإمامة التي هي من القضايا اليقينيّة.

الثالث: الاستخارة ليست وسيلة شرعية لإثبات الأحكام الشرعيّة، أصولية كانت أو فرعية، فلا يمكن الاستدلال على حكم شرعيّ بالاستخارة، بأن يستخير أنّ الطعام الفلاني حلال شرعاً أو لا فيستخير، أو أن وظيفته الفعلية قصر الصلاة أو إتمامها فيستخير. ثم هي ليست وسيلة لمعرفة الإمام المعصوم وتمييز الحجّة الإلهيّة، فقد ذكر الأئمّة (عليهم السلام) طرقاً لمعرفة الإمام وتشخيصه من النصّ والتنصيص والمعجزة والعلم ونحوها ـ وقد تقدّمت إليها الإشارة ـ، وليس من ضمنها الاستخارة، فهي وسيلة غير معتبرة شرعاً.

الرابع: لا يخفى أنّ الاستخارة تارة تكون مصيبة وأخرى غير مصيبة؛ لأنّ الاستخارة عبارة عن دعاء لطلب الخير، والدعاء قد يُستجاب وقد لا يُستجاب، وما أكثر الدعوات التي لا تُستجاب، وما أكثر الاستخارات غير المصيبة، فلا ضمانة لكون الاستخارة مصيبة للواقع ومطابقة لها، فإذا كان الأمر هكذا فكيف يمكن جعلها معياراً لتمييز الحقّ من الباطل وبناء الدار الآخرة برمّتها عليها!

الخامس: لو كانت الدعوى باطلة في نفسها بالقطع واليقين، فلا ينفعها شيء، مثلاً: لقد ثبت عندنا يقيناً وضرورةً أنّ الله تعالى واحد أحد لا شريك له، فلو جاءنا كائن وادّعى أنّه شريك الباري، وصدرت عنه مئات الخوارق للعادة، فإنّا لا نقول عنه إلّا دجّال كبير؛ لأنّ الدعوى في نفسها باطلة وغير قابلة للتصديق والبرهنة، وجميع هذه الخوارق وأشباهها لا تدلّ إلّا على شدّة ضلاله وعظم دجله. وهكذا الحال في النبوة فقد ثبت عندنا يقيناً وضرورةً أنّ النبوة خُتمت بنبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فلو جاء أيُّ مدعٍ للنبوة بعده فيُضرب بدعواه عرض الجدار فوراً بلا تلكؤ وتريّث، ولو جاء بألف خارق للعادة إذ ما هي إلا سحر وشعبذة. وهكذا الحال في الإمامة، فقد ثبت عندنا يقيناً وضرورةً أنّ الأئمّة محصورون في الاثني عشر، فلو جاء مدعٍ للإمامة بأن يكون الثالث عشر فما هو إلا دجّال كذّاب ولو جاء بألف خارق وتوافرت ألف استخارة تفيد صدقه. وهكذا الحال في السفارة، فقد ثبت عندنا يقيناً وضرورةً أن النيابة الخاصّة انحصرت في الأربعة، فلو جاء شخص يدّعي السفارة والنيابة الخاصة فهو دجال منمّس كائناً مَن كان.

أمّا المنامات والرؤى: فلا ريب أنّ المنامات والرؤى ليست كواشف معتبرة لإثبات المسائل الدينية لأمور كثيرة، من جملتها:

الأوّل: إنّ طبيعة المنامات لا تفيد اليقين والعلم، بل تفيد الظنّ، وقد تقدّمت الإشارة إلى عدم جواز الركون إلى الظن لإثبات مثل قضية الإمامة التي هي من القضايا اليقينيّة.

الثاني: أنّ المنامات أنواع: رحمانيّة وشيطانيّة ونفسانيّة ومشتبهات بينها، فلا ضمانة لإحراز أنّ هذا المنام رحمانيّ صادق وليس شيطانيّاً أو نفسانيّاً كاذباً أو مختلطاً من الأنواع الثلاثة، ومع عدم الضمان كيف تُبنى عليها عقيدة كبرى يترتّب عليها النجاة الأخرويّة؟! نعم، رؤى المعصومين (عليهم السلام) حجّة؛ باعتبار أنّ الشيطان لا سلطان له عليهم ولا يخطؤون في تفسيرها لأنهم معصومون.

الثالث: أنّ طبيعة المنامات الصادقة أنّها منبّهات لا أكثر، فهي تبشر الإنسان بالخير أو تنذره من الشر، فهي من الأمور التي يستأنس بها الإنسان لا أنّها تعتبر أدلة وبراهين يُبنى عليها الدار الآخرة.

الرابع: أن المنامات ليست من الوسائل المعتبرة لدى الشارع، فلا يترتب عليها إثبات حكم شرعي أصلي أو فرعي، فلا يُبنى على صحة دين أو عقيدة أو حكم شرعي بسبب منام... وقد روى الشيخ الكليني في [الكافي ج6 ص636] بإسناده عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك، في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون إن أبيَّ بن كعب رآه في المنام، فقال: كذبوا، فإن دين الله (عزّ وجلّ) أعزّ من أن يُرى في النوم»، وهي واضحة الدلالة على ان المنام ليس مدركاً معتبراً عند الشارع لإثبات الأحكام الشرعيّة.

الخامس: أنّ الظواهر كاشفة عن المراد وهي حجة معتبرة في حال اليقظة كما تقرّر في علم الأصول، أما الظواهر في المنامات الصادقة فليست كذلك؛ إذ المنامات بحاجة إلى تفسير وتأويل ولا تجري على ظواهرها، بل كثيراً ما تفسّر بضدّها أيضاً، ولهذا لم تُحمل الكواكب والشمس والقمر في رؤيا يوسف (عليه السلام) على ظواهرها، وهي هذه الكواكب وهذه الشمس وهذه القمر في مجموعتنا الشمسيّة، فيما حكاه الله تعالى في كتابه الكريم: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)، بل يراد بالنيّرين أبويه وبالكواكب إخوته. وهذه قضية واضحة ويدركها كلّ عاقل، وأوضح شاهد هي تعبيرات كتب المعمولة لتفسير الأحلام، فإنّها تفّسر الرؤى بأشياء أجنبية تماماً عنها. ثم هي غير مقرّرة بقواعد معينة يمكن ضبطها وتقنينها، بل الشيء الواحد يختلف تفسيره باختلاف الأشخاص والأمكنة والأزمنة والحالات والأوضاع وملابسات المنامات.

وبهذا يتضح: أنّه حتى لو أُحرز صدق المنام، وهو متعسّر بل متعذّر لعامة الناس، فلا يمكن لهم إحراز صحة تفسيرها وتأويلها، فكيف يمكن بناء عقيدة كبرى كالإمامة عليها؟! إذ ربما يكون المرئيّ في المنام عظيماً مهيباً ولكنه يُؤوّل بشخص دجّال كبير ذي سطوة.

السادس: أنّ رؤية النبيّ أو الإمام في المنام ليست دليلاً على صحّة المنام وصدقها؛ إذ أنّ الشيطان يمكنه أن يتشكّل بصورةٍ جميلة يوحي ـ من خلال قوله أو فعله ـ للرائي أنّه نبي أو إمام، كما يمكنه أن يتشكّل بصورةٍ يدعي أنه نبي أو إمام للإنسان في حال اليقظة، فنحن الذين لا نعرف الصورة الواقعية للنبي أو الإمام لا يمكننا تمييز صحة الرؤية من كذبها.. قال الشيخ المفيد ـ كما في [كنز الفوائد ص213] ـ: «إذا جاز من بشر أن يدّعي في اليقظة أنّه إله كفرعون ومن جرى مجراه مع قلة حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة، فما المانع أن يدّعي إبليس عند النائم بوسوسة له أنه نبيّ؟ مع تمكن إبليس ممّا لا يتمكّن منه البشر، وكثرة اللبس المعترض في المنام».

الحاصل: الاستخارات والمنامات لا تفيد يقيناً وعلماً، وطبيعتهما الترجيح والتنبيه لا أكثر، وليسا من الوسائل المعتبرة للإثباتات الشرعيّة فروعاً وأصولاً، وليسا مضموني الصدق والإصابة للواقع، ورؤية شخص يدّعي أنّه نبيّ أو إمام في المنام لا يكشف عن صحّة الرؤية لعدم معرفتنا بالصورة الواقعية للنبي والإمام ليُقاس عليها الصورة المرئيّة في المنام، ولا حجيّة لظواهر الرؤى الصادقة إذ طبيعتها الترميز والتشفير ولا ضمان لصحّة التأويل والتفسير.. ثمّ مع كلّ هذه الإشكاليّات وغيرها كيف يمكن أن يتوهّم أحدٌ إمكانية أن تكون المنام والاستخارة وسيلتين لمعرفة الإمام وتشخيصه؟! خصوصاً إذا كان يدّعي دعوى مخالفة لضروريات الدين والمذهب، من كونه الإمام الثالث عشر، أو أنه النائب الخاص للإمام!"

2021/11/30

بين الجوارب والمدارس!

كتبت رهف سعادة:

كيف بدأ الأمر؟

أعتقد أن الأمر في بدايته جرى هكذا: "ثلاثة جوارب بدينار"! فتتهافت الأمهات لشرائها استعدادًا لعودة أطفالهن إلى المدرسة، وتستمر هذه التحضيرات من ملابس وحقائب وبنطلونات "جينز" وأحذية برباط وجوارب طبعًا.

[اشترك]

يبدأ الدوام في محاولة ماكرة وتجريبية لاستعادة الأنظمة القديمة لاستمرار الحياة من بعد كوفيد-19 فأرى خبرًا عن طفل يضربه معلمه ويدفعه من مقعد إلى آخر، وبانت الآثار على خده وعينه!

الروتين السابق للحياة والمدرسة

شعور الأطفال بعد ارتداء كل ما اشترته لهم أمهاتهم سيكون عاديًّا وبديهيًّا في ظروف عاديّة، بل ومشجعًا لبداية سنة دراسيّة جديدة يرون فيها أصدقاءهم، يكبرون عامًا فتتغير احتياجاتهم وما يفضلون من أدوات مختلفة كشراء دفاتر المواضيع ذات الطوق السلكي الجانبي، والكتابة بأقلام الحبر مثلًا، أكثر ما قد يفكرون فيه هو مكان مقعدهم وبجوار من، من هم معلموهم وإن انتقلوا لمدرسة أخرى سيتعين عليهم أن يبحثوا عن معارف جدد وإثبات جديد لهوياتهم كنوع من الاستقلالية التابعة للفطرة البشرية، هذا الروتين المتبع من بداية شهر أيلول حتى حزيران من السنة القادمة ثم تأتي بعدها العطلة الصيفية ثم تنتهي فتأتي بعدها سنة دراسية جديدة وهكذا، بعيدًا عن كلام التنمية البشرية في اعتراضهم على فكرة "الروتين" لما يرون فيها من فشل في الإنسان وما إلى ذلك، ولكن هذا الروتين هو حياة بأكملها، حياة للطلبة وذويهم ومعلميهم وحتى أصحاب البقالات المجاورة للمدارس، هذا الروتين الذي يحمل في مبدئه شيئًا من القوانين والأنظمة المتعلقة بشتى الجوانب؛ وقت النوم ومواعيده، مدة المكوث على ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز، أوقات تناول الوجبات الرئيسية، ورسمية الكلام والجلوس، وهذا الذي أود قوله.

رسميات الكلام

الطالب مهما كان عمره يتعامل يوميًّا مع ست جهات في الحد الأدنى مختلفة في العمر والقرابة والسلطة، وهذا ما يجعله يغيّر من أسلوب حديثه عند غضبه أو نقاشه، يغيّر من طريقة تعبيره عن احتياجاته مما يكسبه مهارات الحياة والتفاوض، وهذه الجهات هي: والداه، إخوته، أصدقاؤه، زملاؤه في المدرسة، معلموه، وصاحب البقالة! لا يعقل أن يتعامل الطالب مع والديه كما يتعامل مع معلميه أو مع إخوته مثلًا، فكلٌّ له سقفه الأعلى والأدنى وبالغالب يتحكم الطلب والسلطة في هذا السقف! يطلب الإذن لدخول الحمام بطريقة مختلفة عن تلك التي يطلب بها الغداء من أمه، يطلب من أبيه أن يعطيه مصروفه بأسلوب يختلف عندما يسأل صاحب البقالة أن يناوله علبة العصير من على الرف العلوي من الثلاجة! ولكن لا بأس، فأي خطأ يحصل اليوم بالإمكان معالجته غدًا فروتين المدرسة موجود، وإن كان متعلقًا بالخبرة فلا بأس أيضًا في العام القادم سيكون أكبر وسيعرف كيف يتحدث معهم وهذه في لغة الحياة تسمى الخبرة. ففي الواقع، هو كل يوم يتعامل مع ذات الجهات ولمدة سنة كاملة لذا سيكون قادرًا على تخطي المشاكل العاديّة! ولكن ماذا لو يكن هناك مجال ما للخبرة؟ لو تجمّد كل شيء في مكانه عامين؟ لو اختفت المدارس والروتين اللذيذ هذا؟ لو تغيّر كل ما هو عادي؟

الجلوس وما بعده   

اعتاد الطالب على التمدد على الأريكة، أن يأكل ويشرب ويشاهد ما يحب في وقت غير محسوب، أن يخلع عن كاهله بنطالًا مقيِّدًا للتمدد وإن كان من "الجينز" فهذا يسبب له حرارة شديدة، والجوارب تمنع حركة أصابع القدم. تستطيعون تخيل هذا الطفل بالمناسبة! لا لباس مقيدًا لا قوانين في الجلوس، حتى إن الأهل غضوا النظر عما يسببه أطفالهم من فوضى دائمة وذلك من باب ألا يزيدوا شعورهم بالسوء، فحقًّا كل ما يهمهم هو شعور فلذات أكبادهم بالراحة والأمن، فيكفي ما يرونه في أعينهم من ضياع وقلق!

العودة للمدارس.. إلى أين؟

تأتي المدارس بحلة جديدة بكمامة ومعقم وبروتوكولات صحية! يفرح الأهل رغم ذلك الخوف والقيود؛ فقد مر وقت لم يروا فيه إنتاجًا مهمًّا لأطفالهم، سيغيبون عنهم وفي هذا سرور ما ليس لأجل نكت الفيسبوك المتداولة؛ بل بما يمكن أن يحققه أطفالهم من استقلالية، ففي النهاية سيواجهون كل شيء وحدهم ويبتعدون وحدهم ويغامرون وحدهم، سيستقبلونهم بوجبة غداء عائلية وحكاية ما قبل النوم. ستتخلل يوم الجمعة رائحة العطلة. المدرسة ليست عقابًا ولا مكانًا لرمي الأهل أطفالهم بل هي حياتهم وروتينهم ووعيهم ومجتمعهم.

لنعد إلى ذاك الطفل؛ لم يُصرَّح بعد بما قام به قبل أن يدفعه معلمه، ولكن لنتخيل ما قد يفعل: لم يجب عن سؤال معلمه؟ لم يعرف الإجابة؟ لم يُحضِر دفاتره؟ تحدث مع صديقه أثناء شرح المعلم؟ أخرج طعامه وبدأ يأكل أثناء سير الحصة؟ أيًّا كان ما فعله فما هو إلا استكمالٌ لروتين حياته السابق، فكما قلت هو معتاد على بيجامته القطنية المريحة ودون جوارب، وأريكته، وطعام أمام التلفاز وحديث متى شاء وصراخ ومزاح متى شعر بذلك، هو نسي فقط! أو بعبارة أكثر دقة هو الآن يجرب القوانين والأنظمة لأول مرة في حياته تقريبًا، من هنا سيبدأ يميِّز المتحدثين ويعرف الحديث وآدابه، ويعرف أن لكل مكان لباسه، وأن البيت هو جزء من الحياة، والمدرسة هي الجزء الآخر في مرحلته العمرية مبدئيًّا، ليس البيت فقط هو ما يعرفه! أظن أن المعلم هذا ارتكب جريمة مرعبة في حق ما لا يدركه الطفل من أنظمة وقوانين، ومثلهما الكثير.

المسألة في التجهيز للمدارس لا تقتصر على ثلاثة جوارب بدينار بل على "ست جهات بحياة".

2021/11/27

10 مفاتيح سحرية لـ ’الحب بين الزوجين’

كتب الشيخ عباس امين حرب العاملي:

إنّ مَن أراد زيادة رأس ماله في حسابه بالبنك، يبحث عن وسائل لتنمية المال وزيادته، وكذلك مَن أراد تنمية المودة والمحبة مع زوجته، فعليه البحث عن وسائل مناسبة لزيادة درجة المحبة والوفاء بينهما.

[اشترك]

 1- تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية

فوردة توضع على مخدة الفراش قبل النوم، لها سحرها العجيب، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعّال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية، فإنّه يسترد هذا الثمن إشراقاً في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على شفتيها، وكلمة ثناء على حسن اختيارها، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت، وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضاً.

 2- تخصيص وقت للجلوس معاً والإنصات بتلهف واهتمام للمتكلّم.

 3- النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيره الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكلّ هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، فهل يتعلّم الزوجان فن لغة العيون؟ وفن لغة نبرات الصوت وفن تعبيرات الوجه، فكم للغة العيون مثلاً من سحر على القلوب؟

 4- التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.

 5- الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.

 6- الاشتراك معاً في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل، وغيرها من الأعمال الخفيفة، والتي تكون سبباً للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.

 7- الكلمة الطيبة، والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلاً، وإشعارها بأنّها نعمة من نعم الله عليه. 8- الجلسات الهادئة، وجعل وقت للحوار والحديث، يتخلله بعض المرح والضحك، بعيداً عن المشاكل، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، وهذا له أثر كبير في الأُلفة والمحبة بين الزوجين.

 9- التوازن في الإقبال والتمنع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يتمنع وينصرف عن صاحبه كلياً، وقد نُهِيَ عن الميل الشديد في المودة، وكثرة الإفراط في المحبة، ويحتاج التمنع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط، ففي الأمرين إعداد للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.

 10- التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات، كأن تمرض الزوجة، أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي، وإلى مَن يقف بجانبه، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين، وجعلهما أكثر قُرباً ومحبة أحدهما للآخر.

 المصدر: كتاب دليل المتزوجين لحياة سعيدة

 

 

2021/11/27

لماذا لا يستطيع زوجي ترك لعبة ’بوبجي’؟

زوجي مدمن بوبجي

معظم الزوجات لا يعلمن كثيراً عن لعبة ببجي بحد ذاتها، كل ما يعرفنه أنها لعبة جماعية على الجوال متصلة بالإنترنت، وأن الزوج مدمن على هذه اللعبة وربما يتحدث مع البنات أيضاً من خلال لعبة ببجي!، لكن لا بد أن تتعرف الزوجة أكثر إلى الببجي لتفهم دوافع زوجها المدمن على اللعب.

[اشترك]

باختصار شديد؛ لعبة بوبجي أو ببجي PUBG هي لعبة معركة جماعية يشارك بها 100 لاعب متصلين بالإنترنت، الهدف منها أن يبقى أحدهم فقط على قيد الحياة، يقتل اللاعبون بعضهم بعضاً حتى النهاية، ويكون الفائز صاحب النصيب بعشاء دجاج وهمي، وجملة Winner winner chicken dinner التي تظهر للفائز مشتقة من صرخة الانتصار في ألعاب القمار!، سنساعد الزوجة على معرفة هذه اللعبة أكثر من خلال الحديث عن أسباب إدمان الزوج على لعبة ببجي.

أسباب إدمان الزوج على ببجي

لماذا لا يستطيع زوجي ترك بوبجي؟ وما هي أسباب إدمان زوجي على ألعاب الجوال ولعبة ببجي؟

لا بد أولاً من إدراك أسباب إدمان الزوج على ببجي قبل الحديث عن علاج الزوج مدمن الببجي والتعامل معه، ويمكن تقسيم أسباب إدمان ببجي إلى محورين رئيسيين، الأول هو الأسباب الموضوعية التي تتعلق باللعبة نفسها وتأثيرها على اللاعبين، والثاني الأسباب الشخصية التي تتعلق بالزوج نفسه وروتين حياته، إليكن هذه الأسباب.

الأسباب الموضوعية لإدمان الزوج لعبة ببجي

على الرغم من أهمية الأسباب الشخصية والفردية إلّا أن الأسباب الموضوعية أكثر تأثيراً على تعلق الزوج بلعبة ببجي، لأن اللعبة مصممة بعناية لتخلق حالة الإدمان هذه، وتعلُّق اللاعبين بلعبة ببجي ليس دليلاً على مشكلة نفسية أو على قصورهم بمجالات الحياة الأخرى، بل يعود إدمان اللعبة بمعظمه إلى ببجي نفسها وتصميمها.

ويمكن اختصار أسباب التعلق بلعبة ببجي وإدمانها كالآتي:

ببجي لعبة إثبات الذات، غالباً ما تترك اللعبة شعوراً عميقاً بالانتصار عندما يقتل اللاعب كل اللاعبين الآخرين بنصف ساعة!، التحدي والحماسة والانتصار من الدوافع الأساسية لتكرار التجربة.

ببجي مع زوجك في كل مكان: بطبيعة الحال لم تكن لعبة ببجي رائجة بالنسخة المصممة للكمبيوتر، لكن بمجرد نقلها إلى الهاتف المحمول أصبحت اللعبة الحاضرة في الجيب دائماً، كل ما على زوجك فعله إخراج هاتفه من جيبه في أي وقت والدخول في معركة مشوّقة ومثيرة أكثر بكثير من أي حديث زوجي!.

تحديثات مستمرة للعبة ببجي: جزء من تصميم الإدمان على ببجي هو إدخال تحديثات دورية للعبة، خرائط وأسلحة جديدة، ثياب جديدة، وتحديات سهلة وجديدة كل يوم.

التواصل الاجتماعي عبر ببجي: تتيح لعبة ببجي أيضاً نمطاً مثيراً من التواصل الاجتماعي، التواصل في الألعاب ليس ابتكاراً حديثاً، لكنه مع لعبة ببجي يحمل نكهة مختلفة، بسبب عدد اللاعبين الكبير ووجود تحدٍ جماعي بينهم، وقد سمعنا قصصاً كثيرة عن التعارف والزواج بسبب لعبة ببجي، وأيضاً عن الخيانة الزوجية في لعبة ببجي.

الإدمان النفسي والسلوكي: كل ما ذكرناه حوافز ودوافع تجعل الزوج مدمناً على ببجي، ومع التكرار والاستمتاع بالاستجابة المستمرة للعبة تبدأ مرحلة الإدمان النفسي والسلوكي، ويصعب على الزوج التوقف عن تلبية الرغبة باللعب لتحقيق المتعة والإثارة والحماسة، وربما للابتعاد عن الأمور الأكثر واقعية.

الأسباب الشخصية لإدمان الزوج على ببجي أو ألعاب الجوال الأخرى

كل من يجرب لعبة ببجي عرضة لإدمانها مهما كان متعلّماً أو مشغولاً أو واعياً، هذا لا يعني أن كل من يلعب ببجي سيدمنها حتماً؛ لكنه معرض إلى الانجراف باللعب المبالغ به والإدمان على مجتمع ببجي، وقد تلعب بعض الأمور درواً إضافياً في خلق حالة الإدمان النفسي والسلوكي على ببجي لدى الزوج، منها:

الهروب من ضغوط الحياة اليومية: الوقت الذي يقضيه الزوج في لعب ببجي هو وقت مستقطع من الحياة وضغوطها، لحظات -أو ساعات بالأحرى- من الانفصال عن التفكير بالمشاكل والضغوط والمهام والمسؤوليات، اللعب فقط والمتعة والخسارة والانتصار دون تكلفة ودون أعباء إضافية، أثناء اللعب على الأقل.

لا يوجد ما هو أكثر إمتاعاً من ببجي!: العديد من الأزواج يغرقون في حياتهم الأسرية بين العمل وتأمين المستلزمات والجري نحو الأمان المادي والحياة الأسرية المستقرة، وفي خضم المعركة مع الحياة يفقدون الكثير من الاهتمامات والهوايات، وفجأة يجربون لعبة ببجي التي تأخذهم إلى عالمها، هناك حيث لا شيء ممتع مثل اللعب.

لعبة ببجي لأجل التسلية فقط: قد تكون حياة الزوج مستقرة ولديه هوايات ونشاطات ترفيهية ممتعة ويعيش حياة أسرية سعيدة نسبياً، لكنه بهدف التسلية فقط يجرب لعبة ببجي، ومرة بعد مرة يغرق أكثر في اللعبة ويبدأ بالتنازل عن النشاطات الأخرى لصالح ببجي، وتذكري أن أحد أعراض الإدمان السلوكي هجر النشاطات الممتعة لصالح السلوك مسبب الإدمان، وأن التسلية والرغبة بالترفيه سبب وجيه للكثير من المآزق النفسي وحالات الإدمان.

الانتماء لمجتمع ببجي: سواء كان الزوج يلعب مع أشخاص يعرفهم في الواقع أو أشخاص تعرَّف عليهم عبر اللعبة؛ هناك حالة من الانتماء الاجتماعي التي تجعل الزوج متمسكاً أكثر بهاتفه الجوال ومتعلقاً أكثر بلعبة ببجي، هذا يشبه إلى حد بعيد انتماء الرجل إلى حزبٍ أو نادٍ رياضي أو جماعة أيديولوجية!.

الهروب من المشاكل الزوجية: لا يجب أن تحمِّل الزوجة نفسها مسؤولية إدمان الزوج على ببجي، لكن مما لا شك فيه أن محاولات الزوج الهروب من مشاكله الزوجية المستمرة قد تنتهي في لعبة ببجي، حيث يكون الهروب ممتعاً وكاملاً وبالألوان والمؤثرات البصرية.

علاج الزوج مدمن ببجي "زوجي مدمن ألعاب"

بطبيعة الحال هذا المقال موجّه للزوجات اللواتي يعانين من إدمان الزوج على ببجي، لذلك لم نتطرق لتأثير لعبة ببجي على العلاقة الزوجية لأن الزوجات يعلمن تماماً ما يفعله إدمان الزوج على الألعاب بحياتهن؛ والذي يمكن اختصاره بأربع نقاط (الإهمال العاطفي، الخلافات الزوجية والعائلية، الهروب من المسؤولية، أزمة ثقة).

إليك بعض الإجراءات المهمة في تعديل سلوك الزوج مدمن لعبة ببجي ومساعدته على ترك هاتفه الجوال والعودة إلى أسرته:

لا تطلبي من زوجك التوقف عن لعب ببجي تماماً، يجب أن يكون هدفك الأساسي تحديد وقت اللعب ومساعدته على وضع خطة للعب لا تتعارض مع دوره كزوجٍ وأب.

لا تجعلي قضية ببجي موضوعاً للصدام والتحدي، فعندما تتحول اللعبة لتحدٍ بينكِ وبين زوجكِ سيزداد تعلقه بها ودفاعه عن نفسه، حاولي أن يكون كلامك هادئاً وردة فعلك عقلانية.

امنحيه أنشطة بديلة بشكل غير مباشر، لا تقولي له اترك ببجي وتعال نخرج من البيت، اعرضي عليه الخروج دون ذكر اللعبة، ربما تجهزين له عشاءً رومانسياً وتطلبين منه إقفال الهاتف وتخفيف الأنوار لتعيشا اللحظة.

حاولي تهدئة جو المنزل والتقليل من التوتر والشجار وتخفيف الضغط على الزوج، ذلك كله سيصب بمصلحتك ومصلحة الأسرة في النهاية.

اختاري الوقت المناسب للحديث مع الزوج عن لعبة ببجي بشكل مباشر، أخبريه بما تشعرين به وتعانينه نتيجة إدمانه لعبة ببجي.

لا تتوقعي أن تتغير الأمور بين ليلة وضحاها، أنتِ بحاجة للصبر والإصرار حتى تصلي إلى هدفك بإنقاذ علاقتك الزوجية من الانهيار نتيجة لعبة ببجي.

نتيجة الانتقادات الكثيرة التي طالت لعبة ببجي قامت الشركة بإضافة ميزة جديدة كتحذير صحي للاعبين في بعض الدول، حيث ستتوقف اللعبة تلقائياً للاعبين الذين قضوا ست ساعات، ولمدة 24 ساعة، لكن بلا شك سيبحث اللاعبون مدمنو ببجي عن طرق كسر التحذير والعودة للعب مجدداً!، كما أنّ ست ساعات من اللعب ليس مدةً قليلة أو صحيّة، لذلك فكري بإعادة برمجة روتين زوجك واعملي على غرس قناعات جديدة تجعله أكثر تنظيماً لوقت اللعب.

لا يمكن الحديث عن علاج سحري أو خطوات مبرمجة لعلاج الزوج مدمن لعبة ببجي، فالإدمان السلوكي له جذور عميقة في النفس، ولن يقبل أي رجل الذهاب إلى معالج نفسي لمجرد أنه يلعب ببجي!، هذا إذا اعترف بإدمانه على اللعبة.

المصدر: حلوها

2021/11/27

زوجة تكثر من زياراتها لأهلها.. ما الحل؟!

كثرة زيارة الزوجة لأهلها وحلول لتنظيم زيارة الأهل

كتبت ميس نبيل:

عندما تخرج الفتاة من بيت أهلها عروساً تشعر بالغربة في بيت زوجها في بادئ الأمر، فتكثر من زياراتها إلى بيت أهلها الذي ما تزال تعتبره بيتها وترتاح فيه نفسياً وعاطفياً وفكرياً وجسدياً، وهذا أمر طبيعي في مراحل الزواج الأولى، ولكنه يتحول إلى أمر غير طبيعي عندما تبالغ الزوجة في زيارة بيت أهلها ليكون ذلك على حساب بيتها وزوجها ومسؤولياتها الجديدة. 

[اشترك]

أسباب كثرة زيارة الزوجة لأهلها

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل المرأة ترغب في زيارة بيت أهلها بكثرة أو حتى المكوث عندهم لوقت طويل، سواء كان ذلك في بداية حياتها الزوجية أو حتى بعد مرور سنوات طويلة على زواجها، من هذه الأسباب نذكر:

1- أسباب متعلقة بالزوجة نفسها:

* عدم الاستقرار العاطفي: فتشعر الزوجة أن المكان الوحيد الذي يشبعها عاطفياً هو بيت أهلها، في كنف والديها، وقد ينتج هذا بسبب دلالها الزائد منذ الصغر أو عدم ثقتها بمن حولها.

 * الاعتماد على الأهل مادياً: فاعتماد الزوجة على أهلها مادياً لتلبية حاجياتها أو حتى لتلبية حاجيات بيتها وزوجها تجعل المرأة تكثر من زياراتها لأهلها وترضخ لهم، وهذه مسألة شائعة جداً.

* ضعف القدرة على اتخاذ القرارات: فهناك الكثير من النساء ممن يلجأن للأهل - خاصة الأم- في اتخاذ قرارات عنهن، نحن لا نقول إن على المرأة عدم استشارة أهلها، إلا أن عليها اتخاذ قراراتها بنفسها في النهاية وبمشاركة زوجها حتى لو كانت هذه القرارات غير سليمة أحياناً، لأن عليهما التعلم من أخطائهما، كما أن هناك الكثير من النساء اللاتي لا يشعرن بالراحة والأمان إلا عندما يتخذ الأهل قرارات عنهن بسبب اعتمادهن العاطفي الزائد عليهم.

* عدم الراحة في بيت الزوج: كأن تكون سكنتها في بيت العائلة وسط تدخل الجميع، أو أن بيتها لا تتوفر فيه أموراً قد تعودت على وجودها في بيت أهلها كالتدفئة أو التكييف أو حتى أبسط متطلبات الراحة الجسدية والنفسية.

* الهروب من المسؤولية: فقد تلجأ الكثير من الزوجات إلى الهروب إلى بيت الأهل هرباً من المسؤوليات المتعلقة بالبيت والزوج والأطفال.

* عدم رغبتها في زوجها: قد يكون هذا سبباً أحياناً في تركها لبيتها لفترة طويلة.

2- أسباب متعلقة بالزوج:

* عدم إشباع الزوجة عاطفياً: فعندما لا تجد المرأة الحب والعطف والحنان مع زوجها فإنها حتماً ستبحث عنه في مكان آخر، وغالباً ستعود إلى البيت الذي احتضنها وأشبعها حباً.

* ضعف الثقة بقدرتها على إدارة المنزل: فعندما يعتاد الزوج على إظهار ضعف زوجته في إدارة المنزل من طبخ وتنظيف وتربية الأطفال وتحمل مسؤولية الزوج في كل شيء فإنها غالباً تلجأ إلى بيت أهلها لتتعلم من والدتها الأمور التي تجد نفسها لا تتقنها.

* غياب الزوج عنها لفترة طويلة: فعندما يغيب الزوج عن زوجته لفترات طويلة في العمل أو لأنها يقطن في بلد أخرى مثلاً، فهذا يجعلها تفضل البقاء في بيت أهلها على أن تبقى وحيدة طوال الوقت.

* مشكلات زوجية متكررة أو القسوة على الزوجة وعدم تفهمها واحترامها أو إهمالها أو ضربها.

3- أسباب متعلقة بأهل الزوجة

* يستمر بعض الآباء في معاملة ابنتهم بأنها طفلتهم المدللة والتي من واجبهم حمايتها والوقوف إلى جانبها.

* السيطرة على ابنتهم: فقد يكون أهل الزوجة متسلطين ويحبون السيطرة على ابنتهم والتحكم في حياتها لعدة أسباب، منها طبيعتهم المحبة للسيطرة أو ضعف شخصية ابنتهم أو رغبتهم بأن تعيش ابنتهم الحياة الفضلى وتتجنب الأخطاء التي وقعوا هم بها، أو عدم تقبلهم لزوج ابنتهم أو حتى عدم رضاهم عن تربيتها لأطفالها.

* التسول العاطفي: فقد يطلب الأهل من الابنة البقاء عندهم أو المبالغة في زيارتهم والتحجج بأمور معينة كالمرض أو الوحدة أو الخوف، أو حتى أن عليها ذلك لنيل رضاهم، وإشعارها بالتقصير الدائم تجاههم.

* اعتقادهم بأن كثرة زيارتها لهم يحميها من زوجها وأهله وأنهم هم "سندها" وخاصة إن كان زوجها سيئاً.

* رغبتهم بأن على ابنتهم المكوث عندهم لأطول فترة ممكنة للتعلم منهم والسير على منهجهم لتجنب الأخطاء التي وقعوا هم فيها في زواجهم.

* حاجتهم الفعلية لوجود ابنتهم إلى جانبهم: قد يكون الأهل بحاجة فعلاً لوجود ابنتهم إلى جانبهم بسبب المرض أو بعض الظروف الصعبة.

4-أسباب أخرى لكثرة زيارة الزوجة لأهلها مثل رعاية الأجداد للأحفاد في الوقت الذي يقضيه الوالدان في العمل، وهنا تكثر زيارات الزوجة لأهلها لتوصيل أطفالها من وإلى بيت أهلها، وكذلك قد يؤدي هذا إلى تدخل الأجداد في تربية الأطفال بسبب مكوثهم لفترة طويلة عندهم مما يسبب مشكلات عدة.

تأثير كثرة زيارة الزوجة لأهلها على الحياة الأسرية

قد تقضي الزوجة أوقات جميلة في بيت أهلها وهي تنعم بالراحة والاستقرار والدلال والدعم، وقد يسكت الزوج في بادئ الأمر على كثرة زيارة الزوجة لأهلها، إلّا أن لهذا الأمر نتائج سلبية كثيرة نذكر منها:

* تقصير المرأة في واجباتها تجاه زوجها وأسرته.

* مشكلات زوجية بينها وبين زوجها قد تؤدي أحياناً إلى الانفصال العاطفي أو الصمت الزوجي أو حتى الانفصال الفعلي، أو خيانة الزوج لزوجته التي لا تلبي احتياجاته كزوجة وأم وربة منزل.

 * زيادة قنوات تدخّل أهل الزوجة في شؤون الزوجين، وذلك عن طريق التدخل المباشر بهما أو التدخل في تربية الأولاد أو حتى اتخاذ قرارات عنهما.

* مشكلات بين الزوجة وأهل زوجها الذين سيطالبون ابنهم كذلك بالموازنة في زياراته وزيارات زوجته لأهلها وخاصة إذا كان يرافقها في هذه الزيارات.

* قد يصل الحال أحياناً لكره الزوج لأهل زوجته واتهامهم بأنهم يشجعونها على التمرد.

 * وأحياناً قد يصل الحال إلى كره أهل الزوجة لزوجها، لأن الأهل دائماً يريدون الأفضل لابنتهم وغالباً يشعرون بأنها تستحق أفضل من زوجها الحالي، كما أن كثرة زيارة الزوجة لأهلها وقضائها وقتاً طويلاً معهم يجعلها حتماً تتكلم عن المشكلات بينها وبين زوجها أمامهما وهذا يجعلهما يتخذان موقفاً ضده حتى لو كانت المشكلة بسيطة وعابرة.

كيف توازن الزوجة بين أهلها وبيتها؟

نحن نعرف بأن عليكِ الحفاظ على بر والديكِ وعدم قطع زيارتهما حتى بعد الزواج، وأنكِ قد تعانين أحياناً من عدم مقدرتكِ على الموازنة بين واجباتكِ كابنة وواجباتكِ كزوجة، هذه بعض الاقتراحات التي قد تساعدك على الموازنة:

* تكلمي مع شريكك قبل الزواج حول موضوع زياراتك لوالديكِ وأن عليكِ زيارتهما لقضاء بعض الوقت معهما وللاطمئنان عليهما، وحددا محدداً ومدة محددة لهذه الزيارات بحسب علاقتك بهما وظروفكم الخاصة.

* تكلمي مع والديكِ بأسلوب لطيف بأن لديكِ عائلتان الآن وأن عليكِ الموازنة بينهما، وأن أسرتكِ الجديدة تحتاج لمزيد من الوقت والجهد لبنائها.

* اقنعي نفسك بأنك عندما تتزوجين ستنفصلين عن أهلكِ وأن هذه هي سنة الحياة، وأن الانفصال عنهما في المسكن لا يعني الانفصال الروحي عنهما، فهما ما زالا والديكِ وستقومين بزيارتهما باعتدال على ألّا يؤثر ذلك سلباً على علاقتك بزوجتك.

* تعلمي وضع أولويات وقيم خاصة بكِ وبزوجك، وانشئي كذلك روتيناً عائلياً خاصاً بكما.

* ضعي حدوداً لعلاقتكِ مع أهلكِ مع الحفاظ على احترامهم وأداء جميع واجباتك تجاههم،

* حاولي البحث عن السبب الذي يجعلكِ تقضين وقتاً طويلاً في منزل أهلكِ وعالجيه، فإن كان السبب هو اعتمادكِ المادي عليهما فحاولي الوصول للاستقلالية المالية وإن كان السبب هو عدم ارتياحكِ في منزلكِ فأخبري زوجكِ لتجدا حلاً للموضوع.

* لا تسمحي لأهلك ولا لزوجكِ بالتلاعب بكِ عاطفياً: فأهلكِ يعرفونكِ جيداً ويعرفون المفاتيح التي تؤدي بكِ إلى تحقيق ما يريدون، فانتبهي أن يتلاعبوا بكِ عاطفياً لقضاء وقت طويل معهم على حساب أسرتكِ، وكذلك انتبهي أن يفعل بكِ زوجكِ ذات الشيء ليجبركِ على التقصير في واجباتكِ مع أهلكِ.

* تعرفي على النتائج السلبية لكثرة زيارة الزوجة لأهلها التي ناقشناها سابقاً.

* عندما يكون الآباء غير ناضجين عاطفياً فغالباً يؤثر هذا الأمر على أبنائهم لينشؤوا مثلهم، فالأزواج الأكثر صحة عاطفياً هم أولئك الذين يفهمون أنه من الجيد أن يكون لديهم قدر من الاستقلالية في العلاقة مع الشريك، لذا عليكِ معرفة ما إذا كانت هناك أي سلوكيات غير صحية قد تكونين قد اكتسبتها من والديكِ، والعمل على إصلاحها. 

* على الزوج التكلم مع زوجته بحكمة حول كثرة زياراتها لبيت أهلها ومعرفة السبب وراء ذلك ومعالجته معها.

دور الأهل في حياة أبنائهم المتزوجين

كلنا يعرف مرارة اللحظة التي تخرج بها الفتاة من بيت أهلها عروساً لتفارق هذا البيت الذي عاشت في كنفه سنوات عديدة، ولا شك أن الفتاة تبقى طفلة صغيرة في أعين والديها مهما كبرت، ولكن -للأسف- قد تضر هذه المعاملة ابنتهم بدلاً من مساعدتها.

 ومن هنا نقدم بعض الاقتراحات لمساعدة الأهل على التعامل مع ابنتهم المتزوجة:

* قدم المشورة لهم فقط عند حاجتهم لها، فلا تفرض رأيك عليهم ودعهم يتحملون مسؤولية قراراتهم وأعمالهم حتى لو أخطأوا.

* اعلم أن ابنك/ ابنتك لن يمشي على خطاك أنت بالضرورة؛ فله شخصيته المستقلة عنك، كما أن الزمان قد تغير والظروف المحيطة به قد تختلف عن تلك المحيطة بك.

* عندما تتزوج فاعلم أن لها حياة خاصة الآن، وهي مسؤولة عنها، ولكنها في نفس الوقت لن تنسى أهلها لأنك قد ربيتها على ذلك، إلا أن عائلتها الجديدة قد تكون بحاجة لها أكثر.

* ضع نفسك مكانها دائماً، فلو بالغت زوجتك في زيارة أهلها ماذا كنت ستفعل؟!

* إن لاحظت كثرة زيارتها لك بعد مرور بضعة أشهر على زواجها فكلمها في الموضوع وبيّن لها خطورة الأمر، لكن لا تنسَ أن تبحث معها عن الأسباب التي تجعلها تمكث عندك وقتاً طويلاً.

* اعلم أن ابنتك تحتاج للدعم والدفء العاطفي من شريكها، وهو كذلك، وأن سعادتك لن تتحقق إلا بسعادتها والتي تترجم باستقلاليتها.

 

2021/11/25

حرية وTrend : صمتنا عن ’المجاهرة بالفسق’ جريمة!

حرية اليوم.. ما يجب أن ترفضه فطرتك السليمة

كتب مريم حسين العبودي:

في خضّم الازدهار الذي يكاد يشمل اليوم كل مفاصل الحياة وعلى كافة الأصعدة، فإن الكثير من الأمور تغيبُ عنا، ربما لشدة انشغالنا في أحداث عصرنا الحالي والسرعة الهائلة التي تمر بها أيامنا، ولأن هنالك دائماً أولويات لكلٍ منا أو لندعوه اختلاف في الاهتمامات بين فردٍ وآخر.

[اشترك]

لكن لا بد من وقفةٍ نولي بها اهتماماً لمجريات الأحداث في الكون من حولنا، حتى تلك الأحداث التي تقع في الجزء الآخر من الكوكب، هي بشكلٍ أو بآخر ترتبط بنا، كونها تمس بشراً مثلنا أو أرضاً ننتمي لها أو تُمهد لمستقبلٍ يشملنا تأثيره بمحاسنه ومساوئه.

إن المقاصد السامية للرخاء والتحضر لا تنطوي بأي صورةٍ من الصور على المجاهرة بالعمل السيء أو تجنب الاعتراف بتأثيره علينا أفراداً ومجتمعات، ولم نصل لهذا المستوى من الانفتاح والتمكن من التواصل بيُسر في ظرف ثوانٍ معدودة ووفرة استعمال الأجهزة الذكية لنُعامِل ما هو مُستهجن بطريقةٍ تجعل منه أمراً عادياً لا يستحق أن يلقى أي اهتمام، أو لنجعل ذكاء البرمجة التي نحيا من خلالها والتي تتداخل مع أبسط تفاصيل يومنا منذ لحظات الاستيقاظ الأولى، ذو سطوةٍ على بساطتنا الفكرية.

إن خطورة الأمر تكمن في إن كل شيء يغدو طبيعياً يوماً بعد آخر، حتى إن كنا في قرارةِ أنفسنا نُدرك إنه ليس كذلك، لكن علامات التعجب بدأت تضمحل، وعلامات الاستفهام قد عفا عليها الزمن. الشؤون التي كانت تُثير حفيظة شعوب كاملة، وتفتعل حروباً، باتت اليوم لا تعدو كونها حدثاً ينحصرُ في بضع جُمل ومرفقٌ بصورٍ أو مقطع مرئيّ، تليه تفاعلات الكترونية باردة، ملصقات تعبيرية، وجملٌ مستنسخة أو مسروقة بوقاحةٍ واضحة.

لم يعُد هنالك شيء يثير فينا الفزع أو يستوقفنا لأكثر من خمس دقائق ليجعلنا نطرح على أنفسنا السؤال الآتي، "مالذي يجري؟ أين أنا من كل هذا وما هو دوري؟" ( قتلٌ، تكفير، اغتصاب، تشويه، هتك حُرمات، تعدّي على الذات الإلهية، تنمر، مجاهرة بالفسوق، مفاخرة بالشذوذ، تحرشٌ بالأطفال، اشاعة العنصرية، تعذيب، ومسخ مستمر لكل مظاهر الحياة الطبيعية). هذا في كفة، وعدّه أمر طبيعي كأنه نشرة أخبار يومية تقليدية، هذا في كفة أخرى تماماً.

الصمت، التقبل، الشعور بأن الأمر لا يعنيك، هذا بحد ذاته جريمةٌ كبرى، أن ترى الوقائع العظيمة هذه كأنها لسان حال العصر! فنحن في القرن الحادي والعشرين، العالم يتغيّر! كأننا نُعدّه تطوراً أو من دواعي التحرر والمطالبة بحرية الرأي، بات الحق يُرى بشكلٍ عكسيّ، حق المجاهرة بالجريمة، حق الخروج عن طبيعتك التكوينية.

نحتاج أن نُعيد فهم فلسفة التحرر والتطوّر الذي يُمليه علينا المطالبين بهذا التحرر، أن نفهم كيف ينحر أحدهم أخاه ثم يقوم بالتسويق للسكاكين على إنها أداة تُمارس بها حريتك المشوهة تلك..

الأمر لا يُقاس بمدى انتشار الفعل، فالناس اليوم باتوا مُبرمجين على تقنيات توهمهم بأن الأعلى مشاهدةً والأكثر تسجيلاُ للإعجاب هو الأفضل، ثقافة الـ Trend تكتسح زوايا نظرنا لما حولنا، المقاطع التي تحصد أكثر من مليون مشاهدة، هي بالتأكيد الأفضل، وإن لم أرى الأمر كذلك فهذا يعني أن هنالك خلل ما في ذائقتي، وإلا فكيف يكون مليون شخص معجب بشيء لا أراه أنا يستحق المشاهدة حتى! حطموا معاييرنا، شوهوا ذوقنا، دسوا سمومهم بشكل غير شعوريّ في دمائنا، أشهر شركات الإنتاج والتسويق هي شركات ملوثة، تبُثُ دخانها الخانق في أنفاسنا في الوقت الذي نستشعره هواءً عذباً ونسير خلف أهدافها ببصيرةٍ كفيفة.

ما تراه طبيعياً اليوم، ما تمرُ عليه مرور الكرام، دون أن يحترق بسببه قلبك أو يستنكره عقلك أو تعارضه فطرتك السليمة، لابد أن يحصل ذات يوم لك أو للمقربين منك، حينها سترى فداحته، ستقول ليتني ما صمتُّ عنه حين كان يحلُ على غيري، شعورك إنها أمور تتطلب أن تُرفضها هو بحد ذاته وقفةٌ في وجه الظلم.

 

2021/11/25

أفلام كارتون: لماذا يتقمّص أطفالنا أدواراً ’خارقة’؟!

أنتِ بلا شكّ تتأثرين بما ترينه حولك في الحياة، وطفلك أيضاً مثلك تماماً، فهو يدرك ما يدور حوله ويقلده، أو يحاربه، يتحداه، ويعبر عن هذا التأثر بطرق عديدة.

[اشترك]

تتطور لدى طفلك القدرة على تقليد التجارب المحيطة به وبمجرد أن تنمو هذه القدرة لديه، تصبح من الأنشطة الأساسية لديه فتعتمد ألعابه على التقليد، ويقوم بعمل خطط، ويتقمص أدواراً يعبر بها عن مشاعره تجاه العالم من حوله، القصص، التلفزيون، والحكايات المصورة من مصادر الخيال والتقليد عند طفلك، جميعها تشترك في شيء واحد هو البطولة، والبطولة ليست مفهوماً واقعياً فقط، ولكنها تمتد إلى أشهر الشخصيات الخيالية في التاريخ، غالباً ما يتضمن لعب الأطفال، الذي يقوم على أساس تمثيل أدوار معينة، شخصيات خارقة من الشخصيات الكارتونية أو الشخصيات التي يرونها في أفلام الكارتون.

الشخصيات الحالية التي تسيطر على خيال أطفالنا هي رموز، مثل: سوبرمان، باتمان، سبايدرمان، كلّ هذه الشخصيات تعرفين تماماً أنّها ضارة أو خطر على طفلكِ، وعادةً ما تحاولين إبعاد أطفالكِ عن هذه النوعية من اللعب، لكن ممارسة طفلكِ اللعبة وتمثيل دور خاص لشخصية من الشخصيات الخارقة المحببة له، يمكن أن يعرفاك الكثير عن شخصية طفلك، كما يساعداك على تعليم طفلك فن أسلوب التعامل مع الآخرين، ويكتسب من خلالها القدرة على حل المشكلات، بالإضافة إلى أنّ هذا النوع من اللعب يسمح لك بمناقشة مفهوم القوة معه، وتحسين مهاراته اللغوية، وتشجيع الإبداع عنده.

لماذا يحب طفلكِ الشخصيات الخارقة؟

إنّ مشاهدة فيلم مثل سبايدرمان ممتعة لكلّ طفل، وبما أنّ طفلكِ غالباً سيشاهد الفيلم في كلّ الأحوال، اجلسي معه وشاهداه معاً، ثم تناقشي معه حول الفيلم، ركزي على الجوانب الإنسانية في البطل، ووضحي له أنّ البطولة لا تعتمد بالضرورة على القوة البدنية، علِّميه كيف ساعد سبايدرمان الطفلين على عبور الشارع، لأنّهما لم يستطيعا العبور بمفردهما، لعدم وجود شخص كبير معهما، هذا مجال جيد لزرع القيم السامية في طفلك، اطرحي عليه تمثيلية معينة يقوم بأدائها، ومن خلالها يمكنك اختبار طريقة تفكيره وأسلوبه في التصرف، وسيعطيك هذا فرصة لتعديل أو دعم سلوكياته أو مفاهيمه، يمكن أن تعرّفي طفلكِ بشخصيات إيجابية (...) اشرحي له لماذا نعتبر هذه الشخصيات خارقة، وعندما تخرجين مع طفلكِ، ابحثا عن شيء يحتاج إلى التحسين أو عن شخص يحتاج إلى مساعدة وقوما معاً بهذه الخطوة لكي يشعر طفلكِ بأنكما بطلان.

الحقيقة والخيال

 شاهدي مع طفلكِ الأفلام المناسبة، واقرئي معه القصص وساعديه على فهم الخدع الموجودة في الأفلام، اشرحي له كيف أنّ التكنولوجيا الحديثة تستخدم لإخراج مثل هذه المشاهد الرائعة، هذا قد يحفز طفلك إلى اهتمامات جديدة ليس فقط في النواحي التكنولوجية، لكن قد يحفزه أيضاً إلى اهتمامات أخرى مثل فكرة الطيران على سبيل المثال – المستوحاة من شخصية سوبرمان – وقد ينتج عن ذلك اهتمامه بالطيور (مثل العصافير، الذباب، النحل... إلخ) أو بالطائرات والصواريخ، سيفهم طفلكِ بمساعدتكِ وتوجيهك أنّ الناس لا يستطيعون الطيران، وأنّها مسألة مميتة وقاتلة إن هو حاول أن يفعلها، احرصي على توعية طفلك بأخطار اللعب العنيف.

العبي معه

قومي بدور إيجابي عندما يبدأ طفلكِ في اللعب، اشتراككِ في لعبه سيوضح له انتباهكِ واهتمامكِ وسيتيح لكما فرصة الاستمتاع معاً، هذه الخطوة ستفتح أمامه باباً للثقة بك واللعب معكِ، كما ستفيد في زيادة الترابط بينكما، اصنعي عرائس لشخصيات الأبطال التي يحبها واصنعي لوحة ألعاب، اشتري الألوان المناسبة وارسمي رمز الشخصيات أو اجعليها ملصقات حوله، إنّ اهتمامكِ بهذه الشخصيات التي يحبها طفلكِ يمكن أن يكون خطوة لممارسة أنشطة أخرى تساعد على زيادة التقارب بينكِ وبين طفلكِ وتحفز دوافعكما الإبداعية، إذا أردت التدخل حين لجوء طفلكِ إلى العنف، فإنّ أفضل طريقة أن تكوني غير مباشرة معه، مثل محاولة تخفيف حدة اللعب عند ظهور أي عنف، وتحويل انتباه طفلكِ عن الموقف العنيف، فذلك أفضل من التدخل بالقوة كتعنيفه أو الصراخ في وجهه أو شده، إنّ تحويل انتباه طفلكِ عن الموقف يفيد في تهدئته وتوجيهه إلى جوانب أخرى مفيدة للعبة.

ما الفائدة من لعبة تمثيل الأدوار؟

إنّ لعبة تمثيل الأدوار تسهم بشكل كبير في تحديد المشاكل عند طفلكِ بالنسبة إلى نموه الاجتماعي، العاطفي، أو الإدراكي، والتدخل الصحيح أثناء اللعب قد يكون له أثر كبير في مساعدة طفلكِ على التعامل مع مشاكله، ومن أهم الموضوعات التي يمكن التعامل معها من خلال اللعب الذي يعتمد على تمثيل أدوار الشخصيات الخارقة، هو موضوع القوة ومفهومها عند طفلكِ، مَن الذي يعتبره قوياً؟ وكيف يمكن استخدام القوة بالطريقة السليمة؟ هذه أمور يمكنكِ التعرف إلى وجهة نظر طفلكِ فيها والتعامل معها من خلال اللعب، كذلك يمكن الإجابة عن بعض الأسئلة من خلال الإشراف على هذا النوع من اللعب أو المشاركة فيه، مثل ما الشخصية التي يتعاطف معها طفلكِ؟ وما الشخصية التي يستنكرها؟ ما الشخصية التي يريد طفلك تقليدها؟ من خلال هذه الأسئلة تستنتجين ما الذي ينقص شخصية طفلك؟ مثل القوة، العزيمة، الإصرار.. إلخ.

كيف يحقق طفلك المعادلة بين القوة والضعف؟

 أظهري لطفلكِ تقديرك لشعوره بالمسؤولية، هذا الاهتمام بمجريات حياته اليومية وسلوكياته الإيجابية يخلق بداخله شعوراً بالاطمئنان أنّكِ تهتمين بمهاراته وأنّه مهم، سيساعد هذا على زيادة ثقة طفلكِ بنفسه وعلى تقليل العنف في اللعب.

 تقول استشارية صعوبات التعلم والتربية الخاصة خبيرة تشخيص متلازمة إيرلين منى أحمد كاظم: "توجد قنوات عديدة لأفلام الكرتون للأطفال وهي تبث مفاهيمها ورسائلها بطرق عديدة، ولقد زاد اهتمام أطفالنا بهذه الأفلام على حساب الألعاب الحرة والأنشطة في الهواء الطلق، قد يكون لهذه الأفلام تأثير إيجابي، مثل تعزيز الهوية والقدوة، وتعزيز تعليم بعض المهارات، ولكن أيضاً يجب التنبه للتأثيرات السلبية مثل العدوانية، والتأثير الصحّي والنفسي بسبب قلة الحركة غير الصحّية"، وتناشد كاظم المربين بالاستفادة من الأفلام الكرتونية، وذلك من خلال تحديد وقت المشاهدة، والموازنة بين الأنشطة المختلفة، وتفعيل دور المربي بتوضيح المفاهيم والنصيحة للأطفال متى أحس بأنّ هناك خللاً في هذا الجانب، واختيار البرامج الممتعة والمفيدة التي تثري ثقافته.

حواء

 

 

2021/11/24

إدمان التسوق من ’المولات’.. رغبة أم غريزة؟!

كتب محمد داود:

يقول البعض: إنّ الشراء مجرد رغبة داخلهنّ في الحصول على ما يحتجنه من بضائع، بينما أخريات يشعرن بأنّ رغبتهنّ بالشراء هي حبّ تملك غريزي موجود في النسوة منذ الأزل، ولكن ما هو الفرق بين الرغبة والغريزة في الشراء؟ هذا ما سنكشفه من خلال هذه الدراسة الخاصّة.

[اشترك]

بحسب تعريف علماء النفس فإنّ الرغبة مستمدة من الغريزة، ولكن عدة عوامل تدخلت فيها مع الزمن لتفصلها عن الغريزة بمعناها المعروف، هذا ما كشفته دراسة أكاديمية لغرفة التجارة العامّة لدول أمريكا اللاتينية التي تتخذ من مدينة ساو باولو البرازيلية مقرّاً لها، حيث سلطت الضوء على موضوع الرغبة والغريزة في الشراء بقولها إنّ الغريزة هي حبّ التملك غير العقلاني للأشياء، أمّا الرغبة فهي حبّ التملك العقلاني للأشياء، وإذا أمعنا النظر فيهما فإنّنا سنجد عاملاً مشتركاً أساسياً بينهما وهو حبّ التملك، إذن هناك ما يشجعنا على القول: إنّ الخيط الفاصل بين الرغبة والغريزة في حبّ تملك الأشياء رفيع جدّاً.

- هل الغريزة اندفاع؟

الجواب عن هذا السؤال هو نعم، فالغريزة اندفاع باتجاه الحصول على ما تريده النفس بأي ثمن كان.

إنّها القوّة الدافعة الخارجة عن نطاق السيطرة في حبّ تملك الأشياء، والدراسة تركز على غريزة حبّ تملك الأشياء لدى النساء والفتيات، وليس على الغرائز الأخرى الكثيرة الموجودة فيهنّ.

تعلّق الاختصاصية الاجتماعية البرازيلية مايا فيرنانديز، والأستاذة بكلية العلوم الإنسانية في جامعة ساو باولو على الدراسة، والتي كانت من بين المشرفين على الدراسة: "ما يفرّق بين الغريزة والرغبة هو ما أسمته الدراسة بعشوائية حبّ التملك الغريزي، فبعض الفتيات تتحرك لديهنّ غريزة الشراء، فتختفي النقاط الإيجابية من تصرفاتهنّ فوراً، ويأتي على رأس هذه النقاط حسن الاختيار، والتدبير، وعدم الاكتراث بنواح مرتبطة بالأرقام والكميات".

- رغبة عقلانية:

إنّ التطور الكبير والمتنوّع في الإنتاج أصاب غريزة الشراء بنوع من الارتباك، حسب رأي الدراسة، وبرأي مايا: "قديماً لم تكن هناك خيارات كثيرة أمام غريزة حبّ التملك، لكن العالم المعاصر ينتج للمرأة الجديد تلو الجديد بحيث إنّ الغريزة – التي من المفترض ألا تتغير، لأنّها في صلب نفسها الإنسانية – بدأت بالتطور بشكل مربك أحياناً بسبب تطور الحياة، وتعدُّد المنتجات التي لم تعدّ تحتمل رؤيتها أمام عينيها"، والسؤال الذي تطرحه الدراسة: "هل تحولت غريزة حبّ التملك إلى رغبة في المفهوم العصري؟".

هنا أوضحت الاختصاصية أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين الرغبة والغريزة منذ الأزل أيضاً طالما أنّ الغريزة هي رغبة جامحة في تملك الأشياء، ولكنها استدركت: "رغم هذا الارتباط الوثيق بينهما، لا يمكن أن تصلا إلى حدّ التطابق التام عند أي امرأة، فالتطور في الإنتاج قد غذّى غريزة حبّ التملك عند المرأة بقوّة دفع لم تكن موجودة قديماً، بينما غريزتها تطورت، وتغيّرت، وتلوّنت تحت تأثير غزارة الإنتاج، وتنوّع البضائع، وما هو مطلوب من المرأة العصرية القيام به هو محاولة تحويل غريزة حبّ التملك لديها إلى رغبة عقلانية في اقتناء الأشياء".

- حبّ التملك:

اللافت الذي أوردته الدراسة، أنّ رغبة الكثيرات تقع أحياناً تحت تأثير الغريزة إذا تعدّدت الخيارات، أي أنّ الرغبة في الحصول على الأشياء تتوسع لتشمل جوانب غريزية من حيث خروج هذه الرغبة أحياناً خارج نطاق السيطرة، لكن الشيء الذي يفرّق بين الرغبة والغريزة هو أنّ العقلانية مازالت مرتبطة بالرغبة لمنع الفوضوية في الشراء.

تفسّر الاختصاصية مايا: "إنّ للرغبة في الشراء حدوداً عند النساء، بينما ليست هناك حدود للغريزة، وبخاصّة ما يتعلق بناحية حبّ تملك الأشياء غريزياً، فلو تركت المرأة العنان لغريزتها في حبّ التملك، فإنّها ستريد امتلاك كلّ شيء في هذا العالم ووضعه في مخبأ بعيداً عن أعين الآخرين: للاستمتاع بما تملك من دون تدخل الآخرين، وهذا يفسّر وجود نماذج لا يرمين من خزائنهنّ ولو قطعة واحدة مضى عليها عشرون عاماً".

 

- الشراء من المولات:

أكّدت الدراسة أنّ المولات الضخمة التي انتشرت في العالم خلال العقدين الماضيين ساهمت في التقريب بين الرغبة والغريزة في حبّ الشراء وتملك الأشياء، ولذلك يقال: إنّ هذه المولات جعلت حبّ تملك الأشياء، والشراء عبارة عن مزيج من الرغبة والغريزة.

وأوضحت الاختصاصية: "هناك ارتباك حقيقي في هذا الأمر، فعندما ترى المرأة أشياء تعجبها فإنّ الرغبة هي التي تسود دائماً، والدليل على ذلك هو أنّه عندما تدخلين إلى محل ما فإنّك تضعين في عربة الشراء عدة خيارات من منتج واحد بشكل غريزي، ولكنّك في النهاية تختارين ما ترغبين به أكثر، مستخدمة العقلانية التي تطرقت إليها الدراسة".

- لتتغلبي على غريزتك:

اطلعنا من الاختصاصية الاجتماعية نائلة الخويطر على بعض النصائح للمرأة تساعدها في التخلص من إدمان التسوق، فقالت: · إنّ الخطوة الأولى لعلاج إدمانك على التسوق هو اعترافك، وإقرارك لمن حولك بإصابتك بهذا الهوس، وأنّك بحاجة للتغيير للحد من ذلك.

· لا تضعي بطاقة الائتمان (Visa Card) ) في حقيبتكِ عند خروجك للتسوق، وقومي بشراء ما تحتاجين إليه نقداً، لأنّ ذلك سيشعركِ بقيمة ما تنفقين، ويقلل من رغبتكِ في الشراء.

· لا تذهبي وحدكِ للتسوق بل اصطحبي معكِ إحدى صديقاتكِ، أو أخواتكِ، أو والدتكِ؛ لأنّ الشعور بالوحدة أثناء التسوق يزيد من الرغبة في الإسراف.

· عندما تشعرين بالملل والرغبة بالخروج عليكِ اللجوء لزيارة إحدى الصديقات، أو القريبات، وقومي معهنّ بزيارة أحد المراكز التجميلية، أو أحد المطاعم، لأنّ الدافع للتسوق هو الملل والفراغ.

· عليكِ الحذر عند مشاهدة وسائل الإعلام التي تروّج للمنتجات بطريقة مغرية تحثكِ على الشراء.

· حاولي ملء وقتكِ مع الأسرة، لأنّ ذلك يحد من الفراغ الذي يدفع بكِ إلى هوس التسوق.

· تجنبي لقاء الأهل والأصدقاء في المجمعات التجارية.

· عليكِ الحذر من كلمة (خصم) وكلمة (اربحي جائزة) التي ستقودكِ إلى شراء ما لستِ بحاجة له.

· ابتعدي عن التقليد الأعمى للشهيرات، فهنّ شخصياً يعانين من هوس التسوق.

· إذا لم تنجح معكِ أي محاولة لترك هوس التسوق فعليكِ مراجعة طبيب نفسي يساعدكِ في ذلك.

2021/11/20

المودة في القربى.. هل يجبرنا الله على الحب؟!

المودة في القربى

لقد جعل الله سبحانه حب آل البيت على الناس فريضة واجبة، فلا يصح إسلام أحد إلا بحبهم ومودتهم. قال تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (الشورى 23).

[اشترك]

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا المعنى ما لا يحصى من الأحاديث الواردة عنه كقوله (يا عليّ، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله، والويل لمن أبغضك من بعدي) وقوله (الحسن والحسين ابناي، مَن أحبّهما أحبّني ومن أحبني أحبّه الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله دخل النا).

والإشكال في هذه الفريضة أن الحب شعور نفسي، يأتي من تلقاء نفسه، فكيف يفرض على الناس فرضا؟! يعني ما ذنب الإنسان إذا لم يجد في نفسه حبّاً لهم؟ نعم يمكن أن تفرض طاعتهم وموالاتهم، فهي سلوك وفعل يمكن للإنسان أن يلتزم به أما الحب والمودة فكيف؟!

إن شعور الحب وإن كان أمر نفسي، إلا إن الإنسان مجبول في طبعه على حب كل ما هو حسن وجميل، فأنت لا يمكن أن لا تحب الروضة الغنّاء، أو العطر الجميل، أو الإنسان السمح ذو الوجه الصبوح والأخلاق الحسنة، فما يمنعك عن حب مثل هذه الأشياء إلا سوء في طبعك أو مرض في نفسك.

ولما كان أهل البيت عليهم السلام، في طباعهم وسلوكهم وشخصياتهم مثال للإنسان الكامل، حيث أنهم امتداد طبيعي لرسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال فيه الله جل وعلا (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم:4) وقال (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ  وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (ال عمران: 159) وبذا فإن الله يفرض على الإنسان أن لا يكون بمرض نفسي يمنع عنه حب مثل هذه النماذج  المتكاملة.

بالإضافة الى أن آل البيت عليهم السلام هم عدل القرآن والإسلام، وهم الذين يمثلونه في الواقع الفعلي، لهذا فإن عدم مودتهم تعني بالضرورة  حالة تخلف عن التزام الخط الإسلامي القويم. فالذين لم يحبوا عليّا، فعلوا ذلك حسدا له في مناقبه وبطولاته ولاشك أن هذا الحسد يتقاطع مع الإيمان، ولم يحبوه لأنه وترهم في إخوانهم وأبناء عمومتهم في الحروب، وهذا أيضا لا يعبر عن عدم محبة الإمام علي عليه السلام بقدر ما يعبر عن ضعف في إيمانهم، لأن عليا عليه السلام لم يقتل من قتله إلا دفاعا عن الإسلام وهؤلاء هم كفار وعلى المؤمنين عدم موالاتهم، قال تعالى (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) (ال عمران28)

وفي خطبة الزهراء سلام الله عليها بيان واضح لأسباب امتناع من امتنع عن حب أمير المؤمنين عليه السلام وما يجلب ذلك الحب من نفع ومن تأكيد للإيمان (وما الذي نقموا من أبي الحسن، نقموا منه والله نكير سيفه، وقلة مبالاته بحتفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله.

وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة، وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها، وحملهم عليها، ولسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه، ولا يكل سائره، ولا يمل راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا تطفح ضفتاه، ولا يترنق جانباه ولأصدرهم بطانا، ونصح لهم سرا وإعلانا، ولم يكن يحلي من الغنى بطائل، ولا يحظى من الدنيا بنائل، غير ري الناهل، وشبعة الكافل، ولبان لهم الزاهد من الراغب، والصادق من الكاذب، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)        

2021/11/18

أمّي ’عصبية’.. كيف أتعامل معها؟!

يقولون “قلب الأم مدرسة الطفل”، فالأم هي الملاذ الآمن الذي يندفع إليه الأبناء بشكلٍ غريزي، وهم يعلمون أنّهم سيجدون السكينة والأمان، لكن قد يتزعزع هذا الشعور أحيانًا إذا كانت الأم عصبية مع أبنائها، فبعض الأمهات في كثيرٍ من الأحيان يخرجن عن طورهنّ ويتصرفن بعصبية كبيرة مع الأبناء، وتخرج منهنّ ردّة فعل مبالغ فيها تجاه تصرفات أطفالهنّ.

[اشترك]

يعود هذا للأسف، لأسباب كثيرة تتعلّق بصحة الأم الجسدية وحالتها النفسية، كما أنّ ظروف الحياة تفرض على الأم أحيانًا أن تتحمّل أعباءً تفوق طاقتها، فتجد نفسها تغضب من الأبناء على أتفه الأسباب، حياة الأمومة تُشكل ضغطًا كبيرًا، وهذا يجعل الأمهات في حالة قلق مستمرة، فيدخلن في حالة عصبية بسهولة، وأحيانًا تكون عصبية الأم نتيجة لتراكمات ما، وأحيانًا تكون مفاجئة ودون مقدمات، أو نتيجة لتعرّضها لموقفٍ مفاجئ ومستفز من الأبناء أو من أي سبب آخر.

أسباب محتملة لعصبية الأم

تأثير عصبية الأم على الأبناء قد يبدأ في فترة الحمل، إذ يقول الدكتور “بول موران”، الباحث في الطب النفسي في كلية الطب الاجتماعي والطب المجتمعي في بريستول إن العديد من الدراسات التي تربط بين السمات الشخصية للأم والصحية العقلية المستقبلية لأطفالها، تُشير إلى أنّ الأمهات سريعات الغضب، والعصبيات معرضات بشكل أكبر لخطر إنجاب الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية خطيرة.

ومن أهم الاسباب المحتملة لعصبية الأم ما يأتي:

-تعرّض الأم لضغوطات نفسية مرهقة، تُسبب فقدانها السيطرة على أعصابها بسهولة، وتعرّضها للاستفزاز بشكلٍ متكرر ومن أبسط المواقف.

-وجود مشاكل داخل الأسرة سواء بين الأم والأب أو بين الأبناء أنفسهم، مما يؤثر على أعصاب الأم ويزيد من قلقها الذي ينعكس على مزاجها العام.

- ازدياد مسؤوليات الأم داخل الأسرة بشكلٍ كبير يفوق قدراتها، وانغماسها بالأعمال المنزلية الكثيرة، مما يُشعرها بالاستنزاف.

- عدم قدرة الأم على تنسيق وقتها وجهدها ما بين عملها في الخارج وعملها في بيتها، في حال كانت الأم موظفة، مما يزيد من عصبيتها وتوترها.

- شعور الأم الدائم بأنّ الوقت لا يكفي لإنجاز جميع الأعمال والواجبات البيتية المطلوبة منها، فتشعر وكأنها في دوامة.

-عدم حصول الأم على قسطٍ كافٍ من النوم، مما يجعلها فريسة سهلة للغضب وتعكّر المزاج.

- وصول الأم إلى سن انقطاع الطمث “سن اليأس” فتمرّ بتقلبات هرمونية تُؤثر على مزاجها وتجعلها سريعة الغضب، وذلك بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في جسمها، فتتصرف بردود أفعال قويّة وعصبية.

- إصابة الأم بالإحباط والاكتئاب نتيجة عوامل نفسية عديدة أو عوامل فسيولوجية.

- وجود بعض الأسباب المرضيّة المتعلقة بإفرازات الغدّة الدرقية من هرمون الثيروكسين والذي يُسبب تعكّر مزاج الأم وتصرفها بعصبية، وهذا يستدعي استشارة الطبيب بالطبع.

الآثار المحتملة لعصبية الأم مع الأبناء

توصل الباحثون من جامعات بريستول وإكستر وكينغز كوليدج لندن ومعهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية إلى أن المراهقين الذين يعيشون مع أمهات عصبيات سريعات الغضب، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض العقلية والتوتر، إذ تترك عصبية الأم أثرًا سلبيًا على أبنائها وأسرتها، وتُسبب شرخًا في علاقتها مع الأب في بعض الأحيان، خاصة إذا كانت عصبية الأم بشكل مفرط ومتكرر! ومن آثار عصبية الأم ما يأتي:

-شعورهم بالخوف والقلق من ردّة فعل الأم تجاههم، فيمتنعون عن إخبارها بأي شيء يخصّهم.

-شعور الأبناء بعقدة الذنب، وأنّهم السبب في عصبية الأم، وتشتيت تركيزهم وشعورهم بعدم الاستقرار.

-تقليد الأبناء عصبية أمهم واكتسابها عادة.

-نفور الأبناء من البيت بسبب التوتر الدائم في جو الأسرة، وعدم قدرتهم على الانسجام.

-إصابة الأبناء بخلل في طريقة إدارة عواطفهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للنزوات العاطفية أو العزلة العاطفية.

-التأثير على شخصية الأبناء إذ يصبحون أقل تعاطفًا وأقل قدرة على التكيّف، وأكثر عرضة للانحراف.

كيف تتعامل مع الأم العصبية

التعامل مع الأم العصبية يجب أن يكون بدافع الحب أولًا، والرغبة في منحها الهدوء، لهذا يجب أن يعي جميع الأبناء الطريقة الصحيحة للتعامل مع أمهم العصبية وهي كما يأتي:

-محاولة تهدئة الأم بطريقة لطيفة، كأن نُجيب جميع طلباتها وموافقتها على كل ما تقول، وعدم الرد في وجهها أو رفع الصوت عليها مهما كان صوتها مرتفعًا، وتجنب مجادلتها.

-التوقف عن أي حديث يُزعج أمهاتنا، خصوصًا إذا كان موضوع الحديث هو سبب عصبيتها.

-الاهتمام بها في كلّ وقت وإشعارها بأهميتها ومكانتها، ومساعدتها في الواجبات المنزلية، وعدم ترك جميع أعمال البيت عليها وحدها.

-استغلال أوقات هدوء الأم ومحاولة الحوار معها والاستفسار منها عن سبب عصبيتها، وتجنب الأسباب التي تُؤدي إلى ذلك.

-الخروج مع الأم في رحلات ترفيهية وأماكن التسوّق لتسليتها، ومحاولة تحسين مزاجها، وتقديم المفاجآت اللطيفة لها.

-تشجيع أمهاتنا على ممارسة التمارين الرياضية أو زيادة حركتها، لما له من أثر إيجابي في التخلص من الطاقة السلبية لديها، ومدها بالطاقة الإيجابية.

-إظهار التعاطف الدائم مع أمهاتنا، وعدم تجاهل مشاعرها مهما كانت بسيطة، والسماح لها بالتعبير عمّا تُريد للتخلص من الكبت الذي يُسبب عصبيتها.

-تشجيع أمهاتنا على القيام بأنشطة تُساعد في تقليل العصبية مثل: التنفس بعمق، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية.

-تشجيع أمهاتنا على الاتصال الدائم بالأصدقاء الموثوقين الذين يتمتعون بحس الفكاهة ومهارة حُسن الاستماع.

الأم إذا تصرّفت بعصبية مع أبنائها، سيظل من الصعب أن يوجد من يستبدلها، فالأم كلمة تحمل في طياتها الحب والحنان بشكل تلقائي، ولكن هل تستحق كل الأمهات هذه الصفات فعلا لمجرد إنجابهن أطفالا؟! في بعض الأوقات قد تغضب الأم ويكون غضبها ما هو إلّا حالة مؤقتة على الأغلب، وقد تكون عصبيتها نوعٌ من أنواع الحبّ والخوف على أبنائها فظروف الحياة تجعلها أحيانًا غير قادرة على ضبط أعصابها، ولكن دعونا أيضا ألا ننسى وجود أمهات يتخطون بالفعل حدود العقل والرحمة في معاملة أبنائهم، وهنا يتعين على الأم فور رؤيتها مبالغتها في انفعالاتها، أن تطلب المساعدة من متخصص على الفور، كما يتعين على أي من الراشدين المقربين أيضا تقديم النصح والعون للطفل والأم، فهناك مشكلات دفينة يمكن أن تتخطاها الأم على يد المتخصصين، فكما الأم نعمة، الأبناء أيضا نعمة وهم من سيخطون المستقبل! فلنحاول العمل على مشكلاتنا ولا نستهين بها في معاملة أبنائنا لكيلا نخسر الكثير وألا نتسبب في إعادة المشهد ذاته في مستقبلهم.

المصدر: مواقع إلكترونية

2021/11/17

المتعلم غير المثقّف: كيف يبني الطالب الجامعي ثقافته؟

كتب شريف محمد جابر:

لا شكّ أن التعليم الجامعي ضروري جدّا لينهل الطالب من العلوم وليكتسب "حِرفة علمية" إن جاز التعبير ليعتاش منها وليمارس هذا العلم في عمله في المستقبل، سواء كان موضوعه الذي يدرسه من العلوم التطبيقية أو من العلوم الاجتماعية أو غير ذلك. ولكن ثمة بعد آخر ينبغي أن ينتبه إليه من يرنو إلى بناء عقله وتفكيره وهو "الثقافة"، وهي شيء آخر وراء مجرد التعليم أو الحصول على شهادة جامعية.

[اشترك]

إنّ الحدّ الأدنى من التعليم يكسبك ثقافة كافية في مجال تخصصك، ويمنحك "رخصة" لمزاولة مهنة ما، ولكن الاقتصار على هذا الحدّ الأدنى مؤذٍ للمجتمع؛ ذلك أن الطالب إذا لم يبادر إلى بناء ثقافته -في مجاله قبل كل شيء-  زيادة على الإطار المنهجي في الدراسة الأكاديمية فلن يساهم في بناء ثقافته الذاتية وثقافة المجتمع من حوله، بل سيعطي صورة سلبية عن "المتعلّم غير المثقّف" الذي يتعامل مع شهادته باعتبارها رخصة لمزاولة المهنة فحسب، دون وازع ثقافي يجعله يزداد ثقافة في مجاله أو يتعامل معه بشغف وفضول.

وإذا تجاوزنا قضية أنّ الأصل في اختيار الموضوع -إلى جانب امتلاك مؤهلات دراسته (العلامات) ووجود فرص عمل فيه- هو أن يحبّ الطالب هذا الموضوع ويجد نفسه فيه، كي يبدع فيه ويتقدم، فإنّ إحدى القضايا الخطيرة التي تواجه الطلاب هي قضية "الثقافة"، وفي هذا المقال سأوجّه بعض النصائح للطلاب الجدد على وجه الخصوص والطلاب عموما حول كيفية بناء الثقافة الذاتية.

إحدى أبرز المشكلات في سلوك الطلاب مع التعليم هي أنّهم يظنّون -أو هكذا يقال لهم- أنّه لا ينبغي لهم الاهتمام بشيء سوى مادة المساقات التعليمية التي تُجرى لهم بناء عليها الاختبارات الفصلية. وهذه النصيحة -على الخير الذي فيها- تقطع الطريق على خير عظيم يمكن للطالب أن يحصّله، وهو الخير الكامن في الوجود في مؤسسة أكاديمية مع أشخاص أكاديميين، واقتناص هذه الفرصة الثمينة في بناء الثقافة.

المكتبة.. ذلك الكنز المعرفي الثمين

إحدى معادلات التعلّم الغائبة عن معظم طلابنا هي معادلة "الفضول"، وهي ببساطة أن يُقبل الإنسان على القراءة والدراسة بفضول ونهم، أي برغبة عارمة في قلبه وعقله للمعرفة والاستكشاف، لا يمكن بناء الثقافة دون القراءة والتوسع فيها، أي عدم الاقتصارعلى قراءة المواد المطلوبة بالامتحان بنيّة حفظها وإلصاقها في ورقة الامتحان، بل ينبغي للطالب أن يقرأ -في مجاله تحديدا- فيما وراء هذه المواد، وهنا تكون أمامه فرصة عظيمة تتمثّل بـ "المكتبة"! والمكتبة كنز عظيم ينبغي للطالب أن يدخله لا للدراسة فحسب، بل لاستعارة الكتب التي يدفعه الفضول العلمي لالتهامها، أو الجلوس فيها لساعات قليلة في الأسبوع من أجل القراءة والنهل من العلوم. وليس بالضرورة أن يكون ذلك في المجال الذي تدرسونه، بل قد يكون في مجال آخر لديكم مساحة كبيرة من الجهل فيه، وتعتقدون أنه من المهم الاطلاع عليه وبناء الثقافة فيه.

التلاقُح الثقافي.. أداة مهمة في توسيع الآفاق

وإلى جانب المكتبة فهناك الكثير من أهل الثقافة والعلم والطلاب النابهين في الجامعة، وهو ما يتيح للطالب فرصة عظيمة لمناقشة قضايا العلم والثقافة والمجتمع وغيرها، فالتفاعل مع الأشخاص الذين يحملون وجهات نظر مختلفة ومعارف مختلفة وتداول الآراء هو أداة مهمة وفعالة جدا في بناء ثقافة واسعة، متفهّمة، واعية للآراء الأخرى. ذلك أن إحدى أكبر مشكلات بعض الطلاب هي الاقتصار على لون واحد من القراءات أو الأشخاص، مما يبني عقلية منغلقة لا يمكنها استيعاب الاختلاف في القضايا الحياتية المختلفة، أو لا يمكنها إدارة الخلاف بشكل مرن وذكي. وهنا تكمن أهمية الوجود في وسط يجمع الأفكار من النقيض إلى النقيض. ليست هذه دعوة إلى قبول كل فكرة، ولكنها دعوة إلى الاطلاع على مختلف وجهات النظر، وهو ما يساهم في بناء ثقافة أقوى وأمتن.

الفضول.. الفريضة العلمية الغائبة

إحدى معادلات التعلّم الغائبة -مع الأسف- عن معظم طلابنا هي معادلة "الفضول"، وهي ببساطة أن يُقبل الإنسان على القراءة والدراسة بفضول ونهم، أي برغبة عارمة في قلبه وعقله للمعرفة والاستكشاف. يقرأ لأنّه يريد أن يعرف تلك المعلومة، لأنّ ثمّة نهمًا قاتلا يجتاح صدره يدفعه إلى المعرفة واكتشاف المعلومة أو حل المعادلة أو معرفة الأحداث.. ومن هناك تنبع أهمية اختيار الموضوع بناء على ما يتناسب مع شغفنا واهتماماتنا، فهذه خطوة أساسية تمهّد الطريق وتجعله سهلا لممارسة "الفضول" في دراسة المواد العلمية وحفظها.

وحتى ندرك الفرق بين الدراسة الممزوجة بالفضول والدراسة الجافة المنطلقة فقط من ضرورة أداء هذا الواجب لاجتياز الاختبار، يحسنُ بكم أن تقارنوا بين حفظكم لأشياء تحبّونها (رواية، مسلسل، فيلم) وحفظكم لمادة تقرؤونها بنية اجتياز الامتحان فقط، دون التفاعل معها ولا فضول يدفع لقراءتها. ستجدون ببساطة أنّكم ستتذكّرون أحداث الرواية لأنّ ثمّة "تجربة شعورية" حاضرة أثناء قراءتها، وستذكرون مقاطع الفيلم وأحداثه ولحظاته الفريدة لأنّكم تفاعلتم معها، ولأنّ مشاعركم كانت مشدودة إلى كل كلمة تخرج من فم ذلك الممثّل.

وهكذا، يصنع الفضول العجائب عندما يوجد أثناء تحصيل معرفة ما. ولا زلت أذكر أنني منذ المرحلة الإعدادية والثانوية كنت أحبّ مادة التاريخ، وكنت – بخلاف معظم الطلاب – لا أملي ما يقوله الأستاذ، لسبب بسيط: أنّ الأستاذ إنما كان يملي مادة الكتاب بلغته! كنت أترك كل شيء وأستمع للأستاذ وهو يحكي لنا أحداث الحروب والصراعات السياسية والأحوال الاجتماعية بشغف وفضول لمعرفة ماذا سيحدث بعد ذلك، وكنت حين أعود إلى البيت أقرأ صفحات للأمام كي أعرف المزيد.. وبهذا النهج – التلقائي غير المخطّط – ورغم أنني لم أكن أكتب شيئا في الدفتر، كنت أقتصر قبل الامتحان على قراءة المادة المطلوبة قراءة واحدة مستوعبة، ثم أحصل على نتيجة جيّدة في الامتحان، دون المعاناة في الدراسة والحفظ!

المنهجية العلمية في التعامل مع المعارف

من أهم الأدوات التي ينبغي للطالب أن يكتسبها في الجامعة أداة البحث العلمي، والتعامل العلمي عموما مع كل معلومة يجدها أمامه. فأنت حين تكتب وظيفة نهائية ضمن مساق تعليمي معيّن، يُطلب منك أن تذكر مصدر كل معلومة تودعها في سطور هذه الوظيفة، ولا يقبل منك الأستاذ الدكتور أن تسرد كلاما من عنديّاتك دون إحالة إلى مصدر. إنّ الالتفات إلى قيمة هذا السلوك واعتماده كمنهج حياة في تناول الأفكار والمعلومات؛ هو من أهم ما يمكن أن تستفيده من الجامعة، بل يكاد يفوق أهمية المواد نفسها التي ستنسى الكثير منها بعد التخرّج!

نحن نعيش أزمة في مجتمعنا تتمثّل بالتعامل غير العلمي مع المعلومات والأخبار؛ إذ تعاني الأجيال – من مختلف الأعمار – من فقدان المقدرة على تمحيص المعلومة وقبول الآراء والأفكار والأخبار، وذلك بسبب غياب المنهج العلمي، رغم أنّ حضارتنا الإسلامية قدّمت لنا منهجا دقيقا في التعامل مع المعلومات، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (سورة الإسراء: 36).

وفي سِيَرِ علمائنا قدوة حسنة أيضا؛ فالناظر إلى كتب "الحديث" الإسلامية على سبيل المثال، سيجد تفانيا عظيما في عدم قبول أي خبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم دون معرفة مصدر المعلومة، ولم يقتصروا على ذلك، بل أسّس علماؤنا لعلم لم يوجد عند أمة من الأمم قبلهم أو بعدهم، وهو علم الرجال أو علم الجرح والتعديل، وهو قائم على دراسة كل شخصيات الرواة – وهم بالآلاف – في كتب متخصصة، من حيث توثيقهم وضعف نقلهم أو قوّته وعدالتهم وغير ذلك من المعايير الدقيقة التي تؤثر في الحكم النهائي على الحديث؛ هل هو صحيح أم لا؟ فما بالنا نحن أحفاد هؤلاء العظماء نُغفل قيمة "التوثيق العلمي" سواء في الوظائف الجامعية أو فيما نكتب وننشر وفيما نتحدث بين الناس؟!

إنّ قيمة التوثيق العلمي قيمة مهمة جدا ليس فقط لنكون أخلاقيين، وهو أهم ما في الأمر، بل كذلك لنكون على درب نهضة أمتنا؛ إذ لا نهضة ولا رقيّ بدون منهج علمي متين تُبنى من خلاله العقول. واحذر أخي الطالب، أختي الطالبة من منهج سرقة الوظائف العلمية وتزويرها للحصول على الشهادة الجامعية، فربما تكون قد حصلت على شهادة لتزاول بها عملك، ولكنك خسرت أخلاقك وضميرك أولا، ثم خسرت شغف المعرفة وممارسة البحث العلمي الذي يبني فيك العقلية العلمية، والتي بفقدانها ستعاني طوال حياتك من الضحالة والسطحية!

وللغة العربية نصيب..

في إطار حديثنا عن "الطلاب العرب" لا بدّ من التأكيد على أهمية امتلاك لغة عربية جيّدة لكل مثقّف عربي، أيا كان توجّهه وأيّا كان مجال دراسته: الطب، الفيزياء، علم الأحياء، التاريخ، العبرية، الإنجليزية، التمريض… إلخ.. فاللغة هي وعاء الفكر، وأي فكر يكون لشعب عربي يجهل لغته ويجافيها؟

عندما أراد أصحاب الفكر الصهيوني بناء شعب متخيّل وتصييره واقعًا -كما هو اليوم- كان من أول ما التفتوا إليه هو إعادة إحياء اللغة العبرية، والتي كانت لغة مكتوبة ومَتْلُوّة في المعابد دون أن تكون متداولة في الحياة، وقد نجحوا في هذه المهمة مع لغة انقطعت عن الوجود الواقعي لقرون متطاولة! فما بالنا نحن والعربية بيننا وفينا نتنكّر لها وننفرعنها؟!

 

إنّ فترة الدراسة الجامعية -عن تجربة- هي أكثر الفترات خصوبة للقراءة والتداول الثقافي، وهي بذلك من الفرص المتاحة ليبني الطالب ثقافته العربية بمطالعة كتب الأدب -القديم والحديث- واللغة والتراث عموما، مما يزيد من ارتباطه بلغته العربية. وليس من المروءة أن يكون المرء حاملا للقب "الماجستير" مثلا في علم النفس، ثم هو لا يستطيع كتابة رسالة عادية بلغة عربية سليمة خالية من الأخطاء!

إنّ الهدف من الاطلاع على الثقافة العربية والقراءة في هذا المجال ليس هو مجرد إتقان الكتابة والقراءة بلغة سليمة، بل اللغة -كما ذكرت- هي وعاء للفكر وركن أساسي في إحياء أي أمة ونهضتها، ولذا كان الاهتمام باللغة جزءًا من إعادة الحياة لنفوسنا والاعتزاز بتلك الثقافة وأمجادها الغائبة، وهو عنصر مهم في بناء القلوب المندفعة للتقدّم بوازع أصيل، ومهم أيضا لمقاومة التغريب والاستلاب الحضاري والتبعية اللغوية والفكرية.

2021/11/17

الأم عاطفية.. لابد أن يتدخّل الأب في تربية الأبناء لتجنّب ’التفكك’

تشكو نساء كثيرات في مجتمعنا من إهمال أزواجهن في واجباتهم تجاه أولادهم، فقد أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، وأما تربية الأب فهذا أمر غير متعارف عليه.

[اشترك]

وهذه تعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة، حيث أن التربية لا بد أن تكون بمشاركة الوالدين معا، بحسب الأمهات وعلم النفس أيضا.

الاتكال على الأم في التربية

تكشف مريم عن رغبتها بالانفصال عن زوجها بسبب عدم قبوله بتحمل مسؤولية طفليهما، إذ تهتم وحدها بهما منذ صغرهما، الابنة (10 أعوام) والابن الصغير (6 أعوام).

وتلفت مريم إلى أن حياتها الاجتماعية شبه معدومة وكل المسؤولية تقع على عاتقها، وهو يتكل عليها بحجة تعبه من العمل والمشاكل الحياتية، فيأتي إلى المنزل مرهقا ليعطيها المال ويطلب منها أخذ الأولاد في نزهة لإبعادهم عنه، وكأنهم مصدر تعب.

وغالبا ما يشتكي أنهم يأخذون وقته وطاقته وليس لديه وقت حتى لأخذ قسط من الراحة، وكل ما يقوم به هو الصراخ والتذمر، أو يكون دوره فرض نظام وإعطاء نصائح، وهذا ما يدفعهم للنفور منه، ويكلمهم بلغة الأمر ولا يتوقف عن تأنيبهم لدرجة أنه خسرهم بأسلوبه، وباختصار فهو لم يحافظ على علاقة صحية مع أولاده، كما تقول مريم.

وأوضحت أنها حاولت دائما اختيار الوقت المناسب لإشراك زوجها بتربية الطفلين، حيث تناقشه في مشاكلهما وملاحظاتها عليهما، وتنبهه لتقصيرهما في الدراسة، كما عملت جاهدة على إشراكه في تدريسهما، وتطلب منه الذهاب لمدرستهما والسؤال عنهما، لكن النتيجة كانت بلا فائدة.

الوصول إلى نقطة اللاعودة

وشددت مريم على أن السعادة لا تأتي من الفراغ، بل من تعاون الزوجين بتربية أطفالهما، خاصة أن الضغوط النفسية التي تعاني منها الأم كبيرة والزوج غير مكترث بحل هذه المشكلة، وذكرت مريم أن الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة وهذا يعني الطلاق الحتمي.

وتنهي حديثها بالقول، إن عدم استقرار الأسرة وغياب دور الأب في التربية يسببان التفكك الأسري، فدور الأب في حياة الأطفال مهم جدا خاصة من الناحية النفسية المستقرة.

وتضيف أن تربية الأب لأبنائه ودوره في حياتهم لا يتوقف عند نقطة معينة أو مرحلة ما بل يستمر مدى الحياة، فالأب هو القدوة ومصدر الأمان والحب والحنان والمرشد والناصح والصديق والسند في الشدائد والحاضر في اللحظات المهمة والفارقة، والمنخرط بحياة أبنائه، حيث يعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة ولا يقدم عليهم ما سواهم.

أهمية وجود الأب مع الأم

أما الزوج حافظ السيد فيقول إنه أصبح من الضروري أن يقدم الزوج المساعدة لزوجته ويتحمل معها المسؤولية، لأن هذه المهمة ليست منوطة فقط بالأمهات، فهذا واجبه كأب، وقد اعتاد على تحمل المسؤولية منذ ولادة أول طفل، ولا يغفل أبدا عن كل ما يتعلق بالأولاد على صعيد أدائهم المدرسي وتصرفاتهم اليومية.

ويشدد على أهمية تقاسم مسؤوليات تربية الأولاد، فمهمة الرجل اليومية لا تقتصر فقط على الذهاب إلى العمل وتأمين لقمة العيش لعائلته، ولكن يمكنه أن يقسّم وقته بالاتفاق مع زوجته، فمثلا هو يدرس أولاده بعد عودته من العمل، بينما تتولى زوجته الأعمال المنزلية.

وبرأي السيد، أن الأم عاطفية بطبيعتها ولهذا يجب على الأب أن يعلم أبناءه الصلابة، إذ يجيد التعامل مع المواقف التي تضعف فيها الأم ولا تقوى على مواجهتها.

تقاسم المهام والمسؤوليات

إضافة إلى أن الزواج نفسه حياة مشتركة، فإنه على الزوج أن يكون رحيما في تعامله مع زوجته ويفكر بالمسؤوليات التي يتركها تقوم بها وحدها، إذ من المعروف أن تربية الأطفال من أصعب المهام وأكثرها حساسية، وهذا يعني أنه ليس من حق الزوج أن يلقي كل المسؤوليات على زوجته لأنها سوف تنهار، حسب السيد.

ويشير السيد إلى أن وجود الأب في المنزل ليتقاسم المسؤوليات مع زوجته يشكل قدوة لأولاده، إلى جانب ذلك سيكون حاضرا لمراقبة كل ما يحصل فلا يلقي أحد اللوم على الآخر، ولا يحمله المسؤولية بأي شيء لأن المهام والمسؤوليات مشتركة دائما.

غياب دور الأب وشخصية الطفل

ترى المعالجة النفسية مستشارة العلاقات الأسرية والتربوية الدكتورة تانيا كرم أن الأب هو الهرم الرئيسي في العملية التربوية، وعلى كل أب أن يدرك مدى أهمية وجوده داخل هيكل الأسرة، وتشير إلى أن هذا الوجود لا يتمثل فقط بالمال أو الحضور الشكلي، بل بالحنان والعاطفة والحوار، وتعليم الطفل مبادئ الحياة بشكل مباشر.

وتوضح الدكتورة تانيا أن التربية مسؤولية مشتركة بين الأبوين حيث يحمل الأب بعض المهام والصفات التي عليه زرعها بالأبناء، وتحمل الأم بعضها الآخر، لكن المجتمع العربي للأسف أصبح يحمّل الأم المسؤولية كاملة، خاصة عندما تكون هناك أخطاء ومشاكل لتوجه إليها أصابع الاتهام على الفور، كونها هي المدرسة الكبرى، أما الأب فيكفيه العمل وجلب المال!

وتؤكد كرم أن العمل لم يعد حجة مقنعة للآباء الراغبين بالتملص من مسؤولياتهم التربوية لأن الرجل والمرأة أصبحا متساويين في مجال العمل وفي تحمل أعباء الحياة، ولهذا بات واضحا أن الآباء يتهربون بطبيعتهم من هذه المسؤوليات ولا يدركون أنهم بهذا الموقف السلبي يتسببون بالكثير من الآثار السلبية التي تبقى مترسبة في شخصيات أبنائهم، فغياب دور الأب يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل بالدرجة الأولى، وعدم نضج معرفته بالعالم الخارجي والحياة الاجتماعية.

وتلفت إلى أن 90% من شخصية الطفل تتكون ما بين 5-8 أعوام حيث يكون الطفل في هذا العمر بأمسِّ الحاجة لوجود الأب بجوار الأم، ليبني الطفل شخصية متوازنة.

دور الأب في تربية الفتاة

بحسب تانيا، فإن الأب يساهم بتعميق شعور الفتاة بدورها الأنثوي، عن طريق معاملته المميزة لابنته عن إخوتها الذكور، مما يرسخ شعور الأنثى لديها ويدعم تقبلها لذاتها والنجاح بتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، ويعلمها الحياة ويضعها على طريق النجاح المهني كما يعلمها ما يجب أن يكون عليه سلوكها مع زوج المستقبل.

وتتابع كرم قولها إن الأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، فعليه مساعدتهم في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم.

وتشدد على ضرورة أن يكون الأب مرشدا لأطفاله ومقوِّما، مستخدما الشدة والحزم إلى جانب الرفق والتسامح، كما أن عليه أن يكون دائما لأبنائه بمثابة الصديق المخلص سواء كان موجودا بالفعل معهم أو غائبا، حاضرا بمبادئه وأفكاره الراسخة بأذهانهم.

2021/11/17

في الشوارع والأزقة: أصوات مرتفعة في كل مكان.. ما الحل؟!

من الملاحظ أننا أصبحنا نعيش يوميا في حالة من الضوضاء المستمرة سواء في الشارع أو المنزل أو المدرسة أو العمل‏، التي تعتبر من أبرز مظاهر التلوث السمعي‏.

[اشترك]

 ويرى المتخصصون أنها تؤثر على الذكاء ومستوي التحصيل والتفهم والاستقرار أيضا.. ومن أبرز أشكال هذه الضوضاء الأصوات المرتفعة ولا شك أنها عادة سيئة ولكن ما أسبابها وتأثيرها وكيف يمكن التخلص منها؟

توضح د.هبة محمد وجيه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية أن هذه الثقافة تميز مجتمعات حوض البحر المتوسط مثل إيطاليا واليونان ودول الشرق الأوسط، ولهذه الشعوب بعض الجوانب الإيجابية مثل دفء المشاعر والحميمية، ولكن هناك جوانب سلبية أخرى، منها كثرة استخدام الإشارات بالأيدي والصوت العالي، وتنشأ ثقافة الصوت العالي عند الطفل من البيت من خلال الأم أو الأب، ويعتاد عليها شيئا فشيئا حتى تصبح عادة مكتسبة، ومن أبرز هذه الأمثلة أن نجد الأم تنادي علي ابنها من غرفة لأخرى، وهناك سلوكيات أخرى تزيد من هذه الثقافة داخل البيت مثل فتح الراديو أو التليفزيون باستمرار طوال اليوم مع ارتفاع صوته حتى لو لم يشاهده أحد، وفي أثناء حديث العائلة أو ضيوفهم مما يتطلب منهم رفع أصواتهم أكثر حتى يمكنهم أن يستمعوا لبعضهم البعض، ويمتد هذا السلوك وينمي في المدرسة بتشجيع التلاميذ علي رفع أصواتهم من خلال التلقين الجماعي وأشهرها صباح الخير يا أستاذ، وكذلك تعويد الطالب على رفع صوته لكي يجيب أو يسمع بسبب كثرة عدد التلاميذ في الفصل الواحد، ولايخص هذا السلوك طبقة بعينها ولكن يمكن ملاحظته بسهولة في كل طبقات المجتمع ولكنه يزيد بالتأكيد في الطبقات الدنيا، كما أنه قد يكون مؤشرا لضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس أو دليلا على ضعف الحجة، فيستخدم الشخص صوته العالي كحيلة دفاعية لتعزيز موقفه، وقد يكون أيضا وسيلة لجذب الانتباه أو لفرض السيطرة على المتلقي.

حتى حياتنا السياسية لم تخل من هذه الظاهرة، فنجد الاحتجاجات والاعتصامات يصاحبها دائما أصوات عالية وصراخ، كانعكاس لحرارة العواطف التي تميز شعوبنا على عكس الدول الباردة والشمالية التي نجد الاحتجاج فيها يتم بطريقة متحضرة عن طريق رفع لافتات تعبر عن مطالبهم في صمت، وقد تكون رسالتها الصامتة أعلى صوتا من الصراخ ، وتوضح أن هناك موروثا حضاريا يستنكر صوت المرأة العالي والذي يتميز بعلو نبرة الصوت حيث يفقدها أنوثتها، ويؤيد ذلك الشارع المقدس بان صوت المرأة اذا يشتمل عليه من الترقيق والتحسين ويكون مهيجا عادة للسامع فاللازم التجنب عن ذلك، وتؤكد هبه أن علو الصوت غير مطلوب للجنسين دون تفرقة.

وهناك مشكلات تنشأ نتيجة ثقافة الصوت العالي خاصة عند الأطفال منها القلق والخوف والتوتر والعصبية، وتؤثر على الجهاز السمعي كما تؤدي إلى ارتفاع نسبة الخلافات، فأحيانا نفس الكلام إذا قيل بصوت عال يحمل رسالة سلبية أو انطباعا خاطئا، كما أن الضوضاء تندرج تحت بند التلوث السمعي حتى إذا كانت قصيدة مرتفعة الصوت أو آلة تنبيه السيارة، كما أن كل الأبحاث أثبتت أنه كلما زادت الضوضاء من حولنا كلما قل معدل التحصيل الدراسي ومعدل الذكاء والقدرة على الاستيعاب.

والحل كما تراه د.هبة هو أن يبدأ كل فرد بنفسه أولا، فالأم تبدأ بخفض صوتها في أثناء تعاملها مع أولادها وتنهاهم عن استدعاء بعضهم بعضا من الغرف المختلفة، وخفض صوت التليفزيون أو غلقه في أثناء الحديث أو في وجود ضيوف ويفتح فقط عند الرغبة في مشاهدة برنامج أو فيلم معين، وذلك من خلال التدريب، فيمكنها أن تمتنع عن إجابة طلب الابن إلا عند خفض صوته، ويجب تشجيع المدرسين على خفض أصواتهم في المدارس والامتناع عن ظاهرة التلقين الجماعي، والامتناع عن استخدام آلات التنبيه إلا عند الضرورة القصوى مثل الدول الغربية، وغيرها من الملوثات السمعية مثل الميكروفونات والأصوات المرتفعة للباعة الجائلين.

2021/11/16

ناقش وتفاوض: تعرّف على أفضل أساليب التعامل مع ولدك ’المراهق’

دور الوالدين في مساعدة المراهقين للتخلص من عاداتهم السيئة

كتبت أسماء رشدي:

بالرغم من أن مرحلة المراهقة مرحلة حرجة، لما تتميز به من تمرد للأبناء وتصاعد للخلافات بين أطراف العائلة وعدم استقرار الأبناء، إلا أن الوالدين يلعبان دورًا كبيرًا في سلوك أبنائهم المراهقين، ولديهم القدرة على بث روح المحبة والحزم على حد سواء، كما أنهم يمتلكون القدرة على وضع المبادئ التوجيهية للعيش بأمان واحترام.

[اشترك]

هناك بعض الاقتراحات لما يمكن للوالدين القيام به لمساعدة أبنائهم الذين هم في سن المراهقة للتخلص من عاداتهم السيئة:

-  وضع حدود واضحة لا يمكن تجاوزها مع التشديد على ضرورة الالتزام بها؛ مثلًا إذا وضعت حدًا بعدم التأخر عن البيت بعد الساعة التاسعة، فذلك معناه أن ابنك سوف يتعرض للعقوبة إذا خرق القاعدة، مثل حرمانه من مصروفه ليومين.

-  تعرف على أصدقاء ابنك، وقم بمراقبة أي تغييرات في سلوكه وخاصة في المدرسة.

- اجلس مع ابنك وتفاوضا على مجموعة من القواعد والأنظمة الواقعية والتي يمكن أن تناسب كلا الطرفين على حد سواء.

- ناقش وابتعد عن الصراخ، لأن السلوك العدواني لن يغير شيئًا بل على العكس قد يساهم في خلق شعور عدم الاكتراث لدى ابنك، لذلك تحدث معه كما لو أنه شخص بالغ ويمكنه أن يتصرف وفقًا لذلك.

- واجبك تجاه ابنك كوالد أو والدة ألا تكون صديقًا متساهلًا، وإنما شخص قادر على إقامة حدود يمكن أن تساهم في نموه بشكل مريح.

- ابتعد عن الوعظ المباشر معه والمقارنة بين جيلك وجيله، فكلًا الجيلين يختلفون فيما بينهم وكل شخص يختلف عن الآخر.

- كافئ ابنك المراهق على سلوكه الإيجابي؛ عندما يحاول المراهق كسر النمط السلبي لسلوكه، حاول أن تعترف له بذلك من خلال إعطائه المزيد من الحرية والتوضيح أنه من الممكن دائمًا إعادة بناء الثقة بينكما.

بعض الآباء قد يلاحقون كل خطوة وكل حركة يقوم بها ابنهم المراهق، والسبب يرجع للخوف الزائد عليه من أصدقاء السوء ولاعتقادهم الدائم باحتمال تهوره في هذه المرحلة وعدم قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب لقلة خبرته في الحياة، وذلك قد يدفع الوالدين لاتخاذ إجراءات صارمة في كل مرة قد يخطئ بها الابن.

أيضًا هناك نمط آخر من الآباء الذين يتجنبون كل الصراعات التي قد تحدث خلافات بينهم خوفًا من خسران أبنائهم في تلك المرحلة العمرية.

وهنا نقول إن كلا النمطين لن ينجحا، فمن المهم إيجاد نوع من التوازن بين الطاعة الممارسة من قبل الأبناء تجاه والديهم وبين الحرية التي قد يساهم الوالدان في خلقها في حدود معينة متفق عليها؛ فالمراهقون بحاجة إلى قواعد وتعليمات واضحة للعيش، فهم الآن في طريقهم لاستكشاف العالم الخارجي من حولهم.

إن تأثير الوالدين عميق أكثر مما قد يتصور البعض، ومعظم المراهقين يرغبون في قضاء المزيد من الوقت مع والديهم؛ لذلك يجب على الوالدين توفير هذا الوقت لهم.

حتى ولو لم يعبر الابن عن هذه الرغبة، لا بد من توفير الأرضية الصلبة بينهما حتى تترسخ الفكرة في تدخل الابن أو الابنة بأنه دائمًا هناك من هو موجود لمساعدتهم والوقوف جانبهم.

2021/11/14

طفلي لا يأكل.. إليكم بعض الحيل الذكية لإطعام الأطفال!

كيف أجعل ولدي يأكل

قد تُصاب الأم بالإحباط والحيرة نتيجة الرفض المتواصل من ابنها الصغير لتناول الوجبات اليومية من الطعام، رغم أنّها تحضر له أصنافاً شهية ومتنوعة، لكنّه يصر على الامتناع عن أكلها، وقد يستعيض عنها بتناول قطعة من الشوكولاتة أو كيسٍ من الشيبس، ممّا قد يعرض الطفل الصغير إلى مشاكل صحية مع الوقت كفقر الدم "الأنيميا" أو إصابته بالإعياء والتعب المزمن أو النحافة المفرطة وقد يضعف ذلك من قدرته على اللعب أو التركيز في الدراسة.

 [اشترك]

تعد هذه المشكلة المتعبة كثيرة الشيوع عند الأطفال، وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إليها فيمكن للأم استخدام بعض الحيل البسيطة لزيادة رغبة الطفل في تناول الطعام الصحي، والتي سندرجها فيما يلي:

نصائح تشجع الأطفال على تناول الطعام

1. تجنبي إجبار طفلك على تناول كميات كبيرة من الطعام، لأنّ معدة الطفل حجمها صغير جداً ولا يجوز مقارنتها بالشخص الكبير.

2. امتنعي عن الإلحاح على طفلك بتناول الطعام المعتاد وقت مرضه، لأنّه من الطبيعي أن تختلف شهيته في وقت الصحة عن وقت المرض.

3. اجعلي من نفسك قدوة لطفلك في تنويع المأكولات على سفرة الطعام كأن تحتوي على الخضار، والفواكه، والنشويات وغيرها، وعوّدي طفلك على الجلوس مع الأسرة كي لا يمل من الأكل بمفرده.  

4. اصبري على طفلك إذا امتنع عن تناول صنفٍ مفيد من الغذاء لمرة أو مرتين، وكرري معه المحاولة لو لعشر مرات حتى يقبلها ولكن بأسلوبٍ لطيف، فبعض الأطفال قد يمتنعون في البداية ويقبلون بعد ذلك الطعام.

5. أدخلي طفلك إلى المطبخ واجعليه يشاركك في إعداد الطعام أو ترتيبه على الطاولة، لأنّ ذلك سيشعره بالشغف والرغبة في تذوق الطعام الذي حضره هو بنفسه.

6. خيّري طفلك بين صنفين من الأكل الصحي، ولا تسأليه: ماذا تريد أن تأكل؟ فهو بالطبع سيختار الطعام غير الصحي كالجبس والشوكولاتة وغيرها.

7. تجنبي إجبار الطفل على إتمام صحنه بالكامل، أو الزيادة عن حد الشبع لأنّه سيزداد كرهاً للطعام وبالتالي سيزيد رفضه وامتناعه مع الأيام.

8. استخدمي حيلاً ذكية لإطعام طفلك المأكولات المفيدة، فمثلاً إذا رفض نوعاً ما من الفاكهة أضيفي عليها بعض الشوكولاتة، أو العسل، أو المربى، أو اللبن الزبادي، أو اصنعي منه عصيراً طازجاً، وإذا رفض نوعاً من الخضار قطعيه بشكلٍ مميز وزيني به طبق الأرز أو المعكرونة.

9. عوّدي طفلك على تناول الوجبات أثناء الجلوس، وامنعيه عن تناولها أثناء اللعب كي تتجنبي مشاكل الشرقة والاختناق.

مواقع إلكترونية

 

 

 

2021/11/13

لماذا نتزوّج؟!

أهداف الزواج

كتب الدكتور علي القائمي:

السؤال هنا: لماذا تزوجنا؟ هل تظن الفتاة أن زواجها جاء إثر مؤامرة دبرها الوالدان للتخلص من شرها؟! أو أنهما شعرا بالملل منها؟ وهل يعتقد الفتى أنه تزوج لكي يبحث عن المتاعب أو أنه يتمتع بثروة هائلة تدفعه للبحث عن شخص أو مجموعة أشخاص لكي ينفق عليهم؟

[اشترك]

 هل إن هدف الزواج هو إضافة هم إلى الهموم أو محاولة للتخفيف من هموم الحياة؟

هل إن الهدف من ذلك هو رغبتهم في المعاناة والألم أو الركون إلى راحة وارفة الظلال تهبهم الشعور بالطمأنينة والسلام؟

إن الكثير منا قد أخطأ الطريق وضاع في متاهات دروب مظلمة، إن الزواج وتشكيل الأسرة له أهداف وأغراض، وإن أخذها بنظر الاعتبار سيحل الكثير الكثير من المشكلات ويخفف من حدة النزاعات، ويضع الزوجين في الطريق الصائب الذي يقودهم إلى حياة زاخرة بالحب مفعمة بالمودة والصفاء.

إن أهم أهداف الزواج هي كما يلي:

أولا - الحصول على الاستقرار

إن نمو الإنسان ووصوله إلى مرحلة البلوغ يتسبب في ظهور تغيرات متعددة تطال الإنسان جسما وروحا وفكرا، تشكل بمجموعها نداء الزواج، وفي هذه المرحلة ينبغي على الإنسان أن يستجيب إلى هذا النداء الطبيعي فإن التغافل عن ذلك أو إهماله سيؤدي إلى بروز الاضطرابات النفسية العنيفة التي لا يمكن أن تهدأ إلا بعد العثور على إنسان يشاركه حياته، وعندها سيشعر بالهدوء والسلام.

وإذن فإن أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة من الاستقرار النفسي والبدني والفكري والأخلاقي، وفي ظلال هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة التي تمكنهم من النمو الشامل.

ولقد أثبتت التجارب أنه عندما تزداد أمواج الحياة عنفا، وحين يهدد خطر ما أحد الزوجين فإنهما يلجآن إلى بعضهما لتوفير حالة من الأمن يمكنهما من مواجهة الحياة والمضي قدما، وعليه فإن الزواج ينبغي أن يحقق حالة الاستقرار وإلا فإن الحياة سوف تكون جحيما لا يطاق.

ثانيا – التكامل

ينتاب الفتى والفتاة لدى وصولهما سن البلوغ إحساس بالنقص، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأول.
ويؤثر الزواج تأثيرا بالغ الأهمية في السلوك وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال حيث تختفي الفوضى في العمل والتعامل بعد أن يسعى كل طرف بإخلاص وصميميه تسديد الطرف الآخر وإسداء النصح إليه، وخلال ذلك تولد علاقة إنسانية تعزز من روابط الطرفين وتساعدهما في المضي قدما نحو الكمال المنشود.

ثالثا - الحفاظ على الدين

ما أكثر أولئك الذين دفعت بهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية وتلوثت نفوسهم وفقدوا عقيدتهم، ولذا فإن الزواج يجنب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة، وقد ورد في الحديث الشريف: من تزوج فقد أحرز نصف دينه.. والزواج لا يكفل للمرء عدم السقوط فحسب بل يوفر له جوا من الطمأنينة يمكنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه، ذلك إن إشباع الغرائز بالشكل المعقول يخلف حالة من الاستقرار النفسي الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الدينية.
وعلى هذا فإن الزواج الذي يعرض دين الإنسان إلى الخطر، الزواج الذي يخلصه من الوقوع في حبائل الغريزة الجنسية ليقع في حبائل أخرى مثل الكذب والخيانة والممارسات المحرمة لا يمكن أن يعتبر زواجا بل فخا جديدا للشقاء، والزواج الذي تنجم عنه المشاكل والنزاعات وايذاء الجيران بالصراخ.. الزواج الذي يكدر صفو الأقرباء والأصدقاء ليس زواجا بل عقابا.

رابعا - بقاء النسل

لقد أودع الله الرغبة لدى الإنسان لاستمرار النوع، ولا شك أن مجيء الأطفال كثمرة للزواج يعتبر لدى أولئك الذين يبحثون عن اللذائذ والمتع فقط، أشخاصا مزاحمين وغير مرغوب فيهم، ولذا فإن للزواج بعدا معنويا ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار لكي يكون مدعاة للتكامل والسير في طريق الكمال.
وما أكثر الزيجات التي آلت إلى الفشل بسبب غياب البعد الإلهي فيها، وما أكثر الفتيات والشبان الذين تزوجوا من أجل الثراء أو الجمال أو الشهرة، ولكن - وبعد مرور وقت قصير - شعروا بالمرارة وغرقوا في بحر من المشكلات.
أساس الحياة الزوجية

إن عدم تفهم مسألة الزواج والتغافل عن الحقوق الزوجية وإهمال الممارسات كان ينبغي العمل بها تؤدي إلى زيجات فاشلة.
وانطلاقا مما ورد في القرآن الكريم من إشارات وما ورد في الأحاديث والروايات، فإن مقومات الحياة الزوجية هي كما يلي:
1. المودة والصفاء

ينبغي أن تسود الحياة الزوجية علاقات المودة والمحبة والصفاء، فإن الحياة الخالية من الحب لا معنى لها، كما أن ارتباط الزوجين الذي يؤدي إلى ظهور جيل جديد يجعلهما في موضع المسؤولية المشتركة.
والمودة من وجهة قرآنية هي الحب الخالص لا ذلك الحب الذي يطفو على السطح كالزبد.
الحب المنشود هو الحب الذي يضرب بجذوره في الأعماق، وعلى هذا فإن الأسرة التي تتوفر فيها هكذا مواصفات سوف يشملها الله بعطفه ورضوانه.
ينبغي أن يكون الزوجان صديقين حميمين يتقاسمان حلاوة الحياة ومرارتها وأن يحلا مشكلاتها في جو هادئ، يبث أحدهما همه للآخر ويودعه أسراره، وإن الحياة الزوجية التي تفتقد هذا المستوى من الثقة المتبادلة هي في الواقع محرومة من رحمة الله.
2. التعاون

إن أساس الحياة الزوجية يقوم على التعاون ومساعدة كل من الزوجين للآخر في جو من الدعم المتبادل وبذل أقصى الجهود في حل المشاكل وتقديم الخدمات المطلوبة، صحيح أن للزوج وظيفته المحددة، وللزوجة هي الأخرى وظيفتها المحددة، ولكن الصداقة والمحبة يلغي هذا التقسيم ويجعل كلا منهما نصيرا للآخر وعونا، وهذا ما يضفي على الحياة جمالا وحلاوة، إذ ليس من الإنسانية أبدا أن تجلس المرأة قرب المدفأة وتنعم بالدفء في حين يكافح زوجها وسط الامطار أو بالعكس، بذريعة أن لكل منهما وظيفته!.
3. التفاهم

تحتاج الحياة المشتركة إلى التفاهم والتوافق، فبالرغم من رغبة أحد الطرفين في الآخر، إلا إن ذلك لا يلغي وجود أذواق مختلفة وسلوك متباين، وليس من المنطق أبدا أن يحاول أحدهما إلغاء الآخر في هذا المضمار، بل إن الطبيعي إرساء نوع من التوافق والتفاهم حيث تقتضي الضرورة أن يتنازل كل طرف عن بعض آرائه ونظرياته لصالح الطرف الآخر في محاولة لردم الهوة التي تفصل بينهما ومد الجسور المشتركة على أساس من الحب الذي يقضي بإجراء كهذا، وأن لا يبدي أي طرف تعصبا في ذلك ما دام الأمر في دائرة الشرعية التي يحددها الدين.
4. السعي نحو الاتحاد

الحياة تشبه إلى حد بعيد مرآة صافية، فوجود أقل غبار يشوه الرؤية فيها، ولذا ينبغي السعي دائما لحفظها جلية صافية.
إن الحياة المشتركة تحتاج إلى التآلف والاتحاد، ولذا فإن على الزوجين أن يتحدا فكريا وأن ينعدم ضمير الأنا تماما في الجو الأسري.

يجب أن يكون القرار مشتركا وأن يدعم كل منهما رأي الآخر، أما المسائل التي تبرز فيها وجهات النظر المختلفة فإن أفضل حل لها هو السكوت والمداراة إلى أن يتوصل الطرفان إلى حل مشترك آخذين بنظر الاعتبار أن النزاع سيوجه ضربة عنيفة لهما ولأطفالهما.
5. رعاية الحقوق

وأخيرا، فإن الحد الأدنى في الحياة الزوجية هو رعاية كل طرف لحقوق الطرف الآخر واحترامها، ومن المؤكد أن أقصى ما وصلت إليه مختلف المذاهب والعقائد في حقوق الزوجية موجود في النظام الإسلامي.
6. الاستعداد للحياة

الادعاء بأن الحياة الزوجية خالية من النزاع يفتقد إلى أساس، إلا أن أكثر المنازعات إنما تنجم عن نفاذ الصبر وعدم القدرة على التحمل، إن الحياة بشكل عام تحتاج إلى الإيمان والصبر والتحمل، وهذه المسألة تنعكس بوضوح في الحياة المشتركة التي تستوجب توفر هذه الخصال.
إن الحياة بحر متلاطم الأمواج يحتاج المرء فيه إلى الإيمان والصبر لكي يمكنه من تسيير قاربه نحو شاطئ السلام.

المصدر: كتاب الأسرة وقضايا الزواج

2021/11/13

لماذا تسود السطحية والتفاهة في مجتمعاتنا؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

عصر التفاهة وقلّة الأدب!

كتب علي الصاوي:

حين تغرب شمس الثقافة، ويفسد الذوق العام، وتتراجع فنون الأدب وتتدنى الأخلاق في مجتمع ما، يصبح الأقزام في أحجام العمالقة، ويخفت صوت العُقلاء ويعلو صوت الجُهلاء وتسود السطحية، ومن هنا تتبدّل المعايير وتتغيّر المفاهيم عند العوام؛ فيضعون الصغير مكان الكبير، والجاهل مكان العالم، ويقدمون التفاهة على القيمة.

[اشترك]

فتنشأ أجيال لديها شعور راسخ أن التدنّي والرداءة هما القاعدة وغيرهما استثناء، والسبب هو مسخ القدوة التي تتصدر شاشات الإعلام الذي يشكل وعي الأجيال ويؤثر في ثقافتهم وصناعة سلوكياتهم.

فما لا يُدركه الناس أن التربية بالقدوة سواء كانت حسنة أو سيئة يكون لها بالغ الأثر على الأخلاق والقيم التي ترسم ملامح الأجيال في المستقبل، فحين يفسد النبت، وتروى البذرة بماء غير صالح تموت الأغصان وتذبل الثمار، وهذا هو الحصاد المر الذي سيجنيه الوطن في المستقبل، إن بقي نجوم المهرجانات الشعبية والفن الهابط الفارغ من كل قيمة محط الاهتمام والاقتداء في المجتمع.

فبعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها أغاني المهرجانات الشعبية[1]، وما بها من كلمات تخدش الذوق العام وتخالف أعراف المجتمع، والتي تعكس طبيعة العصر ورداءته على كافة الأصعدة، عدت بالذاكرة للوراء قليلا، مستحضرا ما قاله الكاتب الكندي "ألان دونو" في كتابه "عصر التفاهة" الذي تطرق فيه إلى قضية ظهور نماذج تافهة في المجتمعات وسيطرتها على العالم وكيف حسموا المعركة لصالحهم، على حساب النماذج الناجحة وأصحاب المواهب الحقيقية، ليس في السياسة فحسب بل في كل شيء، في الفن والرياضة والتعليم وغيرها من المجالات الأخرى، وهذا ما سوف أتناوله في هذه المقالة، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء انحدار الذوق العام وظهور أشباه المواهب وخفافيش الفن والأدب تسرح وتمرح دون رقيب أو حسيب.

يشخص "ألان دونو" في كتابه، حالة الغربة التي تعيشها النخب والمواهب في مجتمعاتها وسط هذا الغثاء من الإسفاف والرداءة، ويُقدم لهم نصيحة بقوله "لا داعي لهذه الكتب المعقّدة، لا تكن فخورا ولا روحانيا، فهذا يُظهرك متكبرا، لا تُقدم أي فكرة جيدة، فستكون عُرضة للنقد، لا تحمل نظرة ثاقبة، وسع مقلتيك، أرخ شفتيك، فكر بميوعة وانحلال، عليك أن تكون قابلا للتعليب، لقد تغيّر الزمن، وأصبح التافهون يسيطرون على كل شيء".

يُدرك المتابع للشأن العام أن قيم الدين والأخلاق تراجعت عن ذي قبل، وتقدمت عليها قيم الغرائز ونشر الكراهية، في صورة تعكس طبيعة المرحلة وفلسفة إدارة السلطة، التي لا تضن أي جهود لتهيئة المناخ الاجتماعي، وتشكيل السياقات العامة لظهور أعمال رديئة وضعيفة الجودة كأمر طبيعي لخدمة أهداف سياسية وتحويل الأنظار عن المشاكل الحقيقية التي يعيشها المواطن ويشكو منها المجتمع، ففي كتاب أسلحة صامتة لخوض حرب هادئة تناول نعوم تشومسكي 10 استراتيجيات ناعمة للسيطرة على الجماهير، من ضمنها استراتيجية "الإلهاء" التي تقول: "حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها، أبقوا الجمهور مشغولا، مشغولا، مشغولا، لا وقت لديه للتفكير، وعليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات"، وهذا أهم رافد بالنسبة للسلطة من وراء بروز هذه القضايا في المجتمع وتضخيم أبطالها وكأنها قضايا أمن قومي.

الأمر الآخر هو فساد الأذواق عند الجماهير التي تعودت على استساغة الرداءة وشجعت هذه الطفيليات على النمو والتضخم في المجتمع، في مقابل تهميش الآخرين عن عمد أحيانا وعن جهل أحيانا أخرى.

وفي إحدى كتبه تطرق د. مصطفى محمود لهذه الظاهرة حيث قال: "منذ 5 آلاف سنة كانت الراقصة تكسب أكثر من الكاتب، والطبّال يكسب أكثر من الخباز والنجاز والحداد، ولو أنك دعوت أينشتاين اليوم لندوة علمية ثم دعوت امرأة عارية لحديث إعلامي لترك الجمهور أينشتاين وعلمه ولتجمّعوا حول المرأة العارية بالألوف، وهذا ليس ذنبنا، وإنما سببه أن أكثر الناس من البهم، ومن أهل الهوى، ومن عبيد الشهوات، وهم بذلك يشجعون التافه من الأمور وينصرفون عن الجاد."

ومن هنا تكمن المأساة، فالناس تستسيغ التفاهات، لأنها تعطّل الحواس وتخدر النفس وتفصلها عن واقع المسؤولية والإحساس بالذات، وفي هذا العصر زادت الآلة الإعلامية الساحرة تلك العادات رسوخا في النفس، بعدما فرضت علينا هذه النماذج وقدمت لنا كتالوجا كبيرا من تنوع الفن الهابط وأشباه المواهب في كل المجالات، فأصبح فن الغرائز هو المهيمن، فكثر متابعوه وزاد أصحابه ثراءً وشهرة، بينما الفنون الراقية والأدب الهادف والعلوم الثقافية تحولت إلى بضاعة كاسدة، انصرف عنها الناس، وتدهور حال أصحابها فقرا واحتياجا، وهذه نتيجة حتمية حين تفسد أذواق الجماهير وتتعطل عقولهم.

في النهاية لا بد أن نقاوم كما يقول "ألان دونو" في كتابه، أن نرفض، نخاصم التفاهة وننكرها، نعيد للفضائل معانيها، ونجدد الثقة بذواتنا وبمعاني الجهد، الكد، والموهبة لنعيد للأشياء جمالها، إن التحرر من سيطرة التفاهة مسؤولية الجميع إذا ما أرادوا إنقاذ الإنسان الأخير، فالمسؤولية عن إنقاذ الذات هي في النهاية مسؤولية عن إنقاذ الكل، فعندما نقول إن الإنسان مسؤول عن نفسه لا نعني أن الإنسان مسؤول عن وجوده الفردي فحسب، بل هو بالحقيقة مسؤول عن جميع الناس وكل البشر.

 


[1] يتحدث الكاتب عن مصر حيث انتشر لون جديد من الغناء هناك يدعى "المهرجانات"

2021/11/11

المرأة تختلف عن ’الثلاجة’.. ماذا تعرف عن نظرية الزهراء (ع) في السعادة الزوجية؟

السيدة فاطمة (ع) كزوجة

كل زوجة تطمح إلى السعادة الزوجية، هدف كل فتاة أن تحصل على السعادة الزوجية الأمل المنشود السعادة الزوجية ما هو المقياس في السعادة الزوجية؟! هنا يوجد لدينا نظريات ثلاث في مقياس السعادة الزوجية:

[اشترك]

النظرية الأولى:

في مجلة عالم المعرفة الكويتية عدد (175) يذكر مجموعة آراء لمجموعة من علماء النفس والتربية حول السعادة الزوجية، يذكرون السعادة الزوجية لها لونان:

1ـ لون سلبي وهو الشعور بالرضا.

2ـ لون إيجابي وهو الشعور بالبهجة.

الشعور بالرضا: أن يرضى عن زوجته، أن ترضى زوجته عنه هذه أول درجة وأول مرتبه من مراتب السعادة الزوجية، الشعور بالرضا أن يرضى بزوجته أن ترضى زوجته عنه.

الشعور بالبهجة: ربما الإنسان يرضى بزوجته لأنه لا يجد بديلاً عنها، ربما يرضى بزوجته بالمقايسة والمقارنة بينها وبين غيرها، لكنها لا تشكل لديه السعادة الزوجية المطلوبة، إذ الدرجة الإيجابية من السعادة الزوجية الشعور بالبهجة ليس مجرد الشعور بالرضا فقط بل أكثر من ذلك وهو أن يشعر بالبهجة، أن يشعر بالفرحة، أن يشعر بالأنس عندما يرى زوجته عندما يلتقي مع زوجته، الشعور بالبهجة والشعور بالأنس قمة السعادة.

أقيمت دراسة على 131 امرأة متزوجة سألوهن ما هي أسعد لحظات الحياة عندكِ؟!

أجابت: عندما أتحدث ويستمع إليّ زوجي، عندما يستمع زوجي لحديثي ويتفهم أفكاري، ويتفهم خواطري فإنها أسعد لحظات حياتي، هذه المرأة ترى أن المقياس في سعادتها وشعورها بالبهجة والفرحة إصغاء زوجها لحديثها وتفهمه لأفكارها هذه نظرية في السعادة الزوجية.

النظرية الثانية:

يذكر الدكتور إبراهيم علوش أستاذ مادة الاقتصاد في جامعة عمّان أن هناك معهداً أستراليّاً اسمه معهد «السعادة الزوجية» تدفع 140دولار، تدخل هذا المعهد لتتدرب على تعلم السعادة الزوجية، كيف نحصل على السعادة الزوجية للتدريب على بعض الصفات، وعلى بعض الخصال، هؤلاء يلخصون السعادة الزوجية: في إنها التوازن في إشباع الغرائز، المرأة تمتلك غريزة الجنس وتمتلك غريزة العاطفة، التوازن في إشباع الغرائز هو الضابط في تحقيق السعادة الزوجية للمرأة، عندما تشبع الغريزة الجنسية على حساب العلاقات العاطفية، على حساب الحنان والعطف فإنها تصبح امرأة تعيسة، عندما تتغذى من الناحية العاطفية على حساب العلاقة الجنسية فإنها تصبح أيضاً امرأة تعيسة، التوازن في الإشباع بين الغريزتين هو المحقق للسعادة الزوجية بالنسبة للمرأة وبالنسبة للرجل.

النظرية الثالثة:

النظرية الثالثة في السعادة الزوجية ما نقتنصه من حياة الزهراء «سلام الله عليها» السعادة الزوجية أن تحقق المرأة أهدافها من خلال بيت الزوجية هذه هي السعادة الزوجية، المرأة فلتحدد هدفها، إذا حددت المرأة أهدافها قبل الزوج، واستطاعت أن تحقق أهدافها من خلال الأسرة، من خلال بيت الزوجية فإنها حصلت على السعادة الزوجية الحقيقة.

هدف المرأة بناء الحضارة، المرأة ليست مجرد حيوان مدلل، المرأة ليست تحفة ثمينة يحتفظ بها في موقع من مواقع البيت، المرأة ليس جهاز من أجهزة المنزل يشتغل ويعمل من أجل المنزل كالغسالة أو الثلاجة أو الطباخ أو أي جهاز أخر... المرأة شيء فوق ذلك، المرأة إنسان يمتلك خصائص الإنسانية التي تأهله بأن يقوم بدوره في بناء الحياة، في بناء الجيل، في بناء الحضارة الشامخة، هدف المرأة أن تكون شريك للرجل في بناء الحياة، إذا استطاعت المرأة أن تحقق هدفها هذا من خلال زوجها، من خلال أسرتها، من خلال بيتها فإنها بلغت السعادة الزوجية.

الدكتور ثامر أبو بكر، دكتور في الإعلام يتحدث ويقول: عندما نراجع الإعلام النسائي من مجلات وجرائد وقنوات ومواقع نسائية تتحدث عن عالم النساء، هذا الإعلام يظلم المرأة أكثر مما ينتصر للمرأة لاحظوا مثلاً: المجلات العربية التي تتحدث عن شؤون المرأة مجلة لها، مجلة زهرة الخليج، هذه المجلات التي تتحدث عن المرأة، 30% من معلوماتها تتحدث عن الموضة، تتحدث عن الديكور، تتحدث عن الجمال، تتحدث عن الأزياء، آخر صيحة في عالم الموضة والديكور، آخر صيحة في عالم الأزياء، آخر صيحة في عالم الجمال، تكريس 30% من المعلومات في هذا الأفق وفي هذا الحقل يجعل أفق المرأة ضيقاً لا يخرج عن هذه الحدود، يجعل ذهنية المرأة متقوقعة في هذه المعلومات، وفي هذا الميدان، إما إذا قام الإعلام ببعث شخصية المرأة بتلقينها الدور الإنساني الذي أعدت له فإنها ستعطي وتمنح الحياة لأكثر مما تعطي، وبأكثر مما تهب، وبأكثر مما تمنح.

2021/11/11

خوف وخجل وغياب المكافآت.. لهذه الأسباب يضعف العمل الاجتماعي!

عوامل ضعف العمل الاجتماعي

كثير من الأعمال الاجتماعية المهمة لا يتيسر القيام بها من دون مساعدة الآخرين، لأنها عادة ما تكون ذات جهات متعددة، وتحتاج إلى تخصصات مختلفة لا يجمعها شخص واحد مهما أوتي من النبوغ وتعدد الملكات والمواهب، ولهذا كانت الحاجة ماسة إلى تضافر الجهود الخيرة المثمرة من أجل إنجاح كثير من الأعمال الاجتماعية التي يحتاج إليها أبناء بلدنا.

[اشترك]

ومع أن الأعمال الاجتماعية في بلادنا كثيرة، والجهود المبذولة لإنجاحها عظيمة، إلا أن الطاقات والمواهب المتوفرة في شبابنا أكثر مما نراه بكثير، ولكنها معطلة، ولا يستفاد منها في الساحة الاجتماعية، وهذا ما أضعف العمل الاجتماعي، ويمكن أن نلخص أهم الأسباب وراء غياب كثير من الطاقات عن الساحة الاجتماعية في عدة نقاط:

1ـ عدم التفات بعض الطاقات الخلاقة إلى أهمية العمل الجماعي والاجتماعي، ولهذا نجد أن كثيراً من الأعمال تنجز بجهود فردية، فلا تكون بالمستوى المطلوب.

2ـ عدم شعور بعضهم بالمسؤولية تجاه المجتمع، فلا يرى الموهوب أنه مسؤول تجاه مجتمعه، ولا يرى أنه ينبغي له أن يبذل شيئاً من عنايته واهتمامه ووقته، إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحته الشخصية.

3ـ حصر كثير من الأعمال الاجتماعية في أطر ضيقة، كالتوجهات ونحوها، ولهذا نجد بعض الموهوبين لا يتحرك في أي عمل اجتماعي إلا إذا كان معنوناً بالاتجاه الذي ينتمي إليه، وإن كانت فائدة العمل الاجتماعي عامة، وتستفيد منها شريحة كبيرة من أفراد مجتمعنا.

4ـ عقدة الخجل التي زُرعت في نفوس كثير من الموهوبين والتي جعلتهم لا يخوضون عباب مجتمعهم، فلذلك يحجمون لعدم شجاعتهم في مواجهة الجمهور.

5ـ الخوف من الفشل، ولهذا يدخر الموهوب موهبته لنفسه، ويغيبها بين جدران بيته، راضياً قانعاً، خوفا من أن يفشل في مسعاه.

6ـ الخوف من النقد، فإن كثيراً من الموهوبين يشعرون بالإحباط عندما يواجَهون بالنقد والتغليط.

7ـ أن كثيراً من الموهوبين يبذلون كل أوقاتهم في العمل الاجتماعي، من دون أن يكافؤوا على بعض أعمالهم بمكافآت رمزية تشجيعية، وهذا يجعل حماس الموهوب يفتر بعد مدة من الزمن.

8ـ استهلاك طاقات المبدعين بأعمال كثيرة، فإنا قد وجدنا كثيراً من الموهوبين قد بُعثرت طاقاتهم بأعمال كثيرة من جهات متعددة، فلا يستطيع أن يبدع في مجال واحد، لأن المطلوب منه لا يجعله يفكر في الإبداع، بقدر ما يجعله يفكر في إنجاز ما أنيط به من مسؤوليات.

وهناك أسباب أخرى غيرها.

والمهم في هذا الصدد هو العمل على تنشيط طاقات الشباب الكامنة، وجعلها عناصر فعالة في المجتمع، وإخراجها من كل ما ضرب عليها من الأطر الضيقة والقماقم الخانقة، والتفكير الجاد في سبل المحافظة على استمرارها في العطاء والعمل الاجتماعي.

2021/11/10

لكيلا نفشل: الزوج ليس ’ملاكاً’ والأسرة ليست كـ’معسكرات الجيش’!

الطموحات اللامحدودة

كتب علي القائمي:

في غفلة عن الحسابات الواقعية للزواج وتأثير البعض وإيحائهم أحيانا تنطلق في نفس الرجل أو المرأة طموحات لا حد لها، إذ يتصور أحدهما أن سيحقق في ظل الزواج جميع طموحاته دون حساب، وأن الحياة ستكون مفروشة بالرياحين غافلاً عن أن الدنيا لها حسابها الذي يختلف عن حساباته.

[اشترك]

هناك بعض الطموحات المعقولة والمحسوبة، وهذه مسألة منطقية لا يعترض عليها أحد، لكن هناك من الطموحات ما لا يمكن أبدأ تحققه على ارض الواقع وإذن فينبغي الكف عنها.

الطموحات اللّا معقولة

لا يمكن استقراء جميع الطموحات الخيالية، وسيكون عدها مسألة في غاية الصعوبة، وسنكتفي في هذا البحث بالإشارة إلى أهمها كظاهرة عامة:

1. الملائكية: ربما تثير هذه المسألة الضحك عندما يطمع الرجل أو المرأة وخاصة في أوساط الشباب أن يكون الزوج ملاكاً بعيداً عن كل أشكال الخطأ، ولهذا فهو معرض للحساب واللوم دائماً .

إن تصور الزوج أو الزوجة ملاكاً قادماً من السماء لأمر غير منطقي تماما، نحن نعيش في عالم البشر لا في عالم الملائكة، ومن يعيش في هذا العالم لا بد أن يخطئ أو يصيب، الإنسان مزيج من صفات متعددة، ومن أجل خصاله الطبيعية ينبغي أن نغفر له أخطاءه او نغض الطرف عنها.

2. المستوى العلمي: وهذه ظاهرة نشاهدها لدى الكثير، حيث نجد فرقاً بين المستوى العلمي للرجل والمرأة، وربما ظن بعضهم أن الحياة فصل من فصول المدرسة يجلس فيه الزوجان للبحث والمناقشة والجدل، وقد يتصور أحدهما أن السعادة تكمن في ظلال شهادة الدبلوم أو الدكتوراه. وفي هذه الحالة كان من الواجب على أولئك أن يفكروا في ذلك من قبل، أو أن يهيئ أحد الطرفين الظروف المناسبة لتقدم زوجه في هذا المضمار

 3. النظام الدقيق جداً: نشاهد لدى البعض من الأزواج نوعا من الوسواس - إذا صح التعبير- في النظام، وإصرارهم على أن يكون كل شيء في مكانه، ولذا قد ينشب النزاع حول بعض التفاصيل اليومية كعدم وجود القلم - مثلا - فوق المنضدة وهلم جرا.

صحيح أن الحياة تحتاج إلى قدر من النظام والبرمجة، غير أن هناك فرقاً بين الأسرة ومعسكرات الجيش. 4. الاستسلام الكامل: ينظر البعض ومع الأسف إلى أزواجهم على أنهم عبيد وأرقاء، وعليه فإنهم مطالبون بتنفيذ ما يصدر إليهم من أوامر دون نقاش، وهذه النظرة بالطبع تفتقد إلى الحس الإنساني ولا ينبغي أن يشعر الإنسان بالسعادة إذا تمكن من تحقيق ذلك. ما الفائدة التي يمكن أن يجنيها الزوج إذا حوّل زوجته إلى مجرد جارية، وما هو النفع الذي تجنيه الزوجة إذا تحول زوجها إلى عبد؟ أليس هذا نسفاً لمعنى الحياة؟!

5. التشديد في السيطرة: إن معاني الحياة تكمن في الحرية، وبالرغم من طموح الإنسان لأن يعيش حراً فإنه يعمد إلى محاولة استعباد الآخرين كما يفعل ذلك بعض الأفراد بعد زواجهم، إذ يحاولون وبإصرار مراقبة كل شيء بدقة ضبّاط.

6. الإغراق في الاحترام: الاحترام المتبادل بين الزوجين مطلوب ولا يحتاج إلى نقاش، ولكن لكل شيء حدوده الطبيعية، فإذا تعداها فقد معناه وفائدته، كما أن الحياة الزوجية حياة تنبض بالعفوية والمحبة ولا تتناسب مع الرسميات والتشريفات التي يمكن تحملها ساعة أو ساعتين، أما الحياة المشتركة التي تمتد بامتداد العمر وتتسع لتشمل الحياة كلها فلا تنسجم مع الرسميات التي تتناقض مع الحب والعلاقة الحميمة المشتركة. 7. العمل والسعي الفائقان :هناك بعض النسوة اللائي ما إن يصل أزواجهن من العمل حتی يجرجرنهم إلى عمل آخر، فمثلا تلقي المرأة طفلها الرضيع في أحضانه للقيام على راحته وشؤونه، غافلةً عن أن زوجها قد وصل تواً من عمل مرهق، وأنه يحتاج إلى قدر من الراحة.

او نشاهد بعض الأزواج ما أن يضعوا أقدامهم في البيت حتى يطلبوا من نسائهم توفير جميع وسائل الراحة غافلين عن هذه الحقيقة وهي أن الزوجة كانت تعمل منذ الصباح في إدارة المنزل ورعاية الصغار.

8. وأخيرا فإن هناك بعض الأفراد الذين يتمنون نوعاً من السعادة قد رسموها في أذهانهم ويطلبون من الآخرين ممن يشاركونهم حياتهم أن يكونوا لهم خدم في ذلك، فهم ينشدون حياة تطفح بالنجاح الكامل والدائم بناءً على نظرياتهم الخاصة، وعندما يحدث قصور في ذلك فإنهم يحملون الآخرين مسؤولية الفشل في ذلك، ومن ثم تبدأ حياة النزاع.

مقتطف من كتاب الأسرة وقضايا الزواج

2021/11/10

​أنتِ من يصنع ’الأب’ في البيت!

كيف تساعدين زوجكِ على القيام بدوره كأب؟

هذه بعض الخطوات لتساعدي زوجكِ على القيام بدوره بشكل فعّال في تربية أبنائكما:

[اشترك]

1- مناقشة الأب مناقشة سليمة في طرق وأساليب تربوية، مع عدم اتخاذ ما عرفه أحد الزوجين من معلومات حجة لنقد طريقة الآخر.

2- تذكّري أن التآلف بينك وبين زوجكِ والحب والاحترام والتقدير بين الزوجين هو الذي يأتي بالتوافق والاتفاق على تفاصيل الحياة الأسرية.

3- عندما تتحدثين مع زوجكِ بهذا الشأن، فتجنبي لهجة الأستاذية والتقويم الصريح، ولا يغيب عن ذهنك أن زوجك هو ربّان السفينة وقائدها والقيّم عليها، مهما كانت مهارتكِ كأم ومربية من الطراز الأول!!

4- اتركي النقد الهدّام فما كان في علاقة إلا وأفسدها، ولكن أثني على مزاياه وجهوده، فإذا علم زوجكِ أنك تقدرين جهده في التغيير لن يرفضه ولن يتشبث برأيه الذي ربما يعرف بينه وبين نفسه أنه خطأ.

5- إذا أردتِ التغيير فلا تحاولي أن تقيمي الحجة على زوجكِ، ولا تسمحي للكبر والعناد أن يأخذ طريقه إليه، ساعديه على أن يبين الحق بنفسه وينطق به.

6- تذكرّي هذه المعادلة: الحب + حسن الظن + الثناء = تغيير جزئي لمن نحب.

7- لا تيأسي من محاولة التفاهم معه على التعاون المشترك من أجل مصلحة الأولاد.

8- ساعديه ليحلم بهم ويتخيلهم في الغد، أبرزي له أن الأبناء الصالحين هم التجارة الرابحة وأننا إن تعبنا في تربيتهم اليوم فسوف نجني ثماراً طيبة من برّهم لنا في الغد القريب، وحتى إن وافانا الأجل فسننعم بدعائهم لنا.

9- وفرّي لزوجك جوّاً هادئاً، ولبّى احتياجاته؛ ليجالس الأبناء وهو مرتاح وهم مرتاحون ومرتبون، وحدثيه عن حبهم له وسؤالهم عنه طوال فترة عمله.

10- لا تجعلي الأبناء مادة شجار بينكما أبداً، ولا تكثري الشكاية منهم أثناء فترات استرخاء زوجكِ وراحته.

11- عندما تنجح محاولاتكِ في ارتباطه بالأولاد، حاولي بهدوء إشراكه في تربيتهم، والأخذ برأيه في أمورهم.

16- حاولي ترغيبه في قراءة الكتب التربوية، بإظهار إعجابك بها واستفادتك منها، أو رشحي له مقتطفات من هنا وهناك أعجبتك ليقرأها، وكذلك افتحي معه نقاشاً حول ما تقرئين من كتابات حول تربية الأبناء، فربما تثير هذه المناقشات فضوله المعرفي، وتدفعه للمطالعات التربوية.

2021/11/10

لكي يصفو العيش.. 3 ضوابط لأسرة سعيدة

تعتمد إدارة الأسرة على رجل يمتلك صفات حسنة، وكلما كانت هذه السمات في أفضل حال كانت سيطرته في الأسرة أكثر، ويسير بالأسرة نحو السعادة والفلاح، ولا ينبغي له أن تكون نوع أدارته هي السيطرة والهيمنة، بل يجب أن يتعامل مع الأسرة بانفتاح وبتواضع أكبر.

[اشترك]

عندما نراجع كلام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلة أهل بيته عليهم السلام نرى بأنهم يتعاطفون مع المرأة في كثير من الأحيان، ويثمنون مكانتها، ويشيدون بمقامها، ولكي تكون العلاقة الزوجية في حالتها المطلوبة وتساعد كل من الزوج والزوجة في تحسين علاقتهما مع بعضهما وضعوا ضوابطا يجب على كل من الزوجين مراعاتها حتى يصفو عيشهما، ومن هذه الضوابط نشير إلى أمور ثلاثة يستغني بها الزوج عن أمور كثيرة، كما جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام: « إنَّ المَرءَ یَحتاجُ في مَنزِلِهِ وعِیالِهِ إِلى ثَلاثِ خِصالٍ یَتَكلَّفُها، وَإن لَم یَكن في طَبعِهِ ذلِك: مُعاشَرَةٌ جميلة، وسَعَةٌ بتقدير، وَغَیرَةٌ بِتَحَصُّنٍ».

المُعاشرة الجميلة

فهي تنمي المودة داخل البيت، بل لا بد للزوج منها، فيتجلى بالاحترام والرحمة والإكرام، فالزوجة عون للزوج على طاعة الله بما تحصن من فرجه، وما ترعى من ولده، واعتبر الإمام زين العابدين عليه السلام إكرام الزوجة والرفق بها ورحمتها من حقوقها الواجب أداؤها من قبل الزوج، فقال في رسالة الحقوق: «وحق الزوجة أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أن ذلك نعمة من الله تعالى عليك، فتكرمها وترفق بها، فإن لها عليك أن ترحمها». وقد ترحَّم الإمام الصادق عليه السلام على الزوج الذي يحسن فيما بينه وبين زوجته.

التوسعة على العيال

شحّ الرجل على أهله مما تبغضه المرأة ويكون فاصلًا بين لقاء قلبها مع قلب الزوج، هذا الشحّ كأنه لا يبقى عند حدّه المعروف، وإنما يُشعر بعدم التقدير، وعدم المودّة، وعدم الاعتزاز، وهذا ما تبغضه المرأة والأسرة في دارها.

واستحباب التوسعة على العيال من الأخلاق الحميدة والممدوحة في الإسلام، ورغّب بها الإسلام الزوج في توسيع على عياله ما لم يصل حد الإسراف، وهذه يعني أن يكون الرجل كريماً جواداً في نفقته العائلية، ويهتم بحاجات أهله، كما جاء في الخبر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآلة: عن النبي: «إنّ المؤمن يأخذ بأدب اللّه، إذا وسّع عليه اتّسع، وإذا أمسك عليه أمسك».

الغيرة بتحصين

تعتبر الغيرة من الفضائل الأخلاقية التي تحظى بأهمية بالغة في الثقافة الإسلامية، فهي التي تدفع الإنسان للدفاع عن العرض والناموس، والدين والمذهب، والمال والوطن.. وغيره.

فإنّ الإسلام ينمي في الرجل خصلة الغيرة إذا كانت على عرضه وسمعة عائلته وكرامتها، فيقول أمير المؤمنين عليه السلام: «غيرة الرجل إيمان»، ومع ذلك فإنه يحثه على تجنب الغيرة في غير موضعها، لأنها قد تؤدي بالرجل إلى الإعجاب والكبر وغيرهما من الخصال الذميمة، فيقول في هذا الأمر أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الامام الحسن عليه السلام: «وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإنَّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السقم».

رافد للتنمية

2021/11/09

قصص ملهمة عن التعليم بعد الزواج: هل تعيق الدراسة الحياة الزوجية؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت لقاء الربيعي:

لقد ساد في المجتمعات العربية قديما، أن المرأة خلقت للبيت ورعاية الأبناء والاهتمام بالزوج، لذا أخذ الآباء في تزويج بناتهم مبكرا متجاهلين أهمية تعليمها وتثقيفها، أما في الوقت الحاضر فقد اهتمت الأسرة بثقافة الفتاة، مما أدى الى تأخير زواجها.

[اشترك]

السؤال المطروح الآن، هل يكون الزواج عائقا لاستمرار الفتاة في تعليمها ونيلها الدرجات العليا أم لا؟ وكيف لها أن تحقق ذلك، وما مدى دعم الزوج في ذلك، وما هي أهمية تعليم الزوجة وتثقيفها على حياة الأسرة والأبناء، في هذا المقال نماذج رائعة لزوجات استكملن تعليمهن بعد الزواج:

 البداية كانت مع "سهى سليم " ماجستير في التربية النفسية، حدثتنا عن رحلتها العلمية بعد الزواج قائلة: «انني حصلت على شهادة الدبلوم، وبعد ذلك عملت بمؤهلي لمدة 14 عاماً، تزوجت خلال هذه الفترة، وسافرنا أنا وزوجي للعمل، وبعد رجوعنا الى البلاد قبل 8 سنوات، وعندما دعتني ظروف طارئة، اضطررت خلالها لترك العمل والجلوس مع أولادي لعدة سنوات، ولما انقضت الظروف التي مررت بها، أحببت أن أكمل دراستي بعد الدبلوم، ووافق زوجي والحمد لله حصلت على شهادة البكالوريوس في الاختصاص نفسه، وكان هذا بفضل زوجي، وما بيننا من تفاهم وتعاون، وهكذا بمقدور كل زوجة، أن تتعلم وتتثقف بعد الزواج، وأن ترتب احتياجاتها حسب الاولويات، وخاصة إذا رأت المرأة أن بإكمال دراستها سيكون هدفاً جميلاً، يساعدها ويساعد أولادها، ويخدم مجتمعها، وكم يكون أجمل، وهي تتلقى دعماً كبيراً من زوجها، والذي يساعدها على وضع برنامج جيد لتعليمها وتثقيفها، بحيث لا يؤثر على علاقتهما الزوجية.

كما كان لنا هذا اللقاء مع الأخت (فردوس كمال) إذ حدثتنا قائلة: تزوجت وعمري 20 عاماً ووقتها، قد أكملت فقط الدراسة الاعدادية، لكن بعدها كان لزوجي دوراً مهما وفضل كبير في إكمال دراستي، فمنذ البداية كنا متفقين على أنه عندما يأتي الوقت المناسب لي، سوف أكمل تعليمي الجامعي وبالفعل فقد وفى بوعده وباتفاقنا، وكان متعاونا جدا معي، واني لم اتخذ قرار اكمال دراستي، الابعد ان كبر أولادي، وأصبحوا لا يحتاجون إلي في كل شيء، ومع ذلك حرصت في العام الأول لرجوعي إلى الجامعة، أن أكون دائما في الوقت الذي يكون فيه زوجي واولادي بالبيت، ويقتصر ذهابي الى الجامعة على الوقت، الذي يكونون فيه خارج المنزل، وعلى الرغم من تعاون زوجي معي، إلا إنني كنت احرص على ان لا أضايقه بكثرة غيابي عن المنزل، وأنصح كل زوجة تحاول إكمال دراستها، أن لا يكون هذا الأمر يؤثر على علاقتها بزوجها وابنائها، وأن لا يكون على حساب راحة اسرتها واستقرارها، بل تكون دراستها سببا في التواصل بينهما و بين زوجها وأولادها.

وفي هذا الصدد التقينا بأستاذة علم الاجتماع د. عبير محمد التي قالت: «على كل زوجة، ان تستثمر وقتها، وتستفيد منه لكي تكون انسانة متعلمة او مثقفة، حتى لو لم تسمح لها الظروف لإكمال دراستها، يكون ذلك من داخل بيتها، فهنالك وسائل كثيرة للتثقيف، وان لا تدع اي عائق يؤثر عليها بل تتخطاه بان يكون لها ارادة وعزيمة وهدف لكي تصبح امرأة مثقفة ومتحضرة، فاذا حددت الزوجة هدفها، فسوف تحققه وعلى كل زوجة تحب ان تتعلم، ان تنظم وقتها بين بيتها، وتعليمها، وان لم تستطيع، ان تكمل تعليمها فلا بأس ان تتثقف في بيتها.

وحدثتنا الاخت رجاء المعموري قائلة: قد تواجه المرأة قبل الزواج بعض الظروف، التي لا تسمح لها بإكمال الدراسة والحصول على الشهادة والتعليم لكن بعد الزواج وخاصة، اذا كان الزوج متفهم للثقافة والمعرفة وضرورة تثقيف المرأة الذي هو حاجة ضرورية، وقد تكون ثانوية في تربية الاولاد والمساعدة في تدبير امور الحياة فلا باس عليها، ان تكمل تعليمها تحت ظل رعاية هذا الزوج الذي حتما، سيقدم لها كل الامكانات والوسائل من اجل ان تأخذ حصتها في العلم وبالتالي سيعود هذا الشيء بالفائدة والمردود الايجابي الى عائلته، فمن جهة ستتعلم زوجته اصول التربية الصحيحة، وبشكل علمي وتربوي سليم، ومن جهة اخرى قد تحصل الزوجة على شهادة تمكنها من ان تجد لها مكانة وظيفية ما خصوصا، ونحن في وضع يمر به البلد احوج بان تكون به المرأة يد ثانية لمساعدة زوجها في بناء الاسرة والبيت العائلي .

2021/11/09

عارفاً بحقه: هذه فوائد زيارة قبر الإمام الحسين (ع)

ما هي الفوائد المترتبة على زيارة الإمام الحسين عليه السلام؟

[اشترك]

نقل ثقة الإسلام الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة.

ونقل أيضا بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام: مروا شيعتنا بزيارة الحسين، فإن إتيانه فرض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة.

وروى شيخ الطائفة بسند معتبر عن عبد الله بن سنان عن الصادق: بينا الحسين بن علي في حجر رسول الله إذ رفع رأسه فقال: يا أبه: ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة 1.

في البداية لا بد من التنبيه على حقيقة هي اختيار الله مجموعةً من الناس واصطفاؤه إياهم وهذا وإن لم يقبله البعض حسدا أو جهلا إلا أنه حقيقة واقعة فقد قال الله سبحانه (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) 2 وعرف النبي محمد صلى الله عليه وآله بالمصطفى والمختار لهذه الجهة.  تماما مثلما أنه يمكن أن يختار الله زمانا كرمضان فيشرفه ذلك التشريف العظيم بحيث تكون إحدى لياليه أفضل من ثمانين عاما ليس فيها ذلك الشهر وتلك الليلة، أو يختار مكانا كمكة مع أنه بحسب الظاهر (... غَيْرِ ذِي زَرْعٍ...) 3 ولا ضرع ولا ميزة ظاهرية أو أشخاصا كمن ذكر.  فيتعبّد الناس باحترام تلك الأماكن والأزمنة التي اختارها وتقديسها، ويتعبدوا أيضا بتقدير وتقديس واتباع أولئك الناس الذين اختارهم (... عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) 4، ويجعل صلواته وصلوات ملائكته عليهم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) 5.  حتى لقد أصبح أمر الصلاة على النبي وآله من واجبات الصلاة عند جميع المسلمين.

ومن ذلك أمر زيارة قبورهم.

أما مشروعية زيارة القبور: فلا شك فيها عند المسلمين وذلك لما ورد من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة 6 فهو بالنسبة للمشركين من باب أولى.. وقد دعا صلوات الله عليه إلى زيارة قبره بعد وفاته، فقد نقل عنه (من زار قبري بعد موتي وجبت له شفاعتي) 7 و (من زارني في مماتي فكأنما زارني في حياتي) بل حتى غير قبر النبي وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله قد زار قبر أمه فبكى وأبكى 8 وكان صلوات الله عليه يخرج فيزور قبور المسلمين في البقيع كما كانت فاطمة الزهراء عليها السلام تخرج إلى المسجد فتزور أباها ثم تخرج إلى أحد فتزور عمها حمزة بن عبد المطلب 9.

وأما معنى الزيارة: ففي أصلها اللغوي هي بمعنى المَيل والقصد كما ورد في القرآن الكريم في قصة أهل الكهف (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ...) 10 وسميت شهادة الزور بذلك لأنها مائلة عن الحق.

أهداف الزيارة

1 ـ تكريم المزور وأداء حقه.

2 ـ ارتباط بين الناس وبين المعصومين.

3 ـ تسليط الضوء على جهاد الصالحين وعمله، ولذلك كان المطلوب (عارفا بحقه..).


الهوامش:

1. قد مر بيان الوجه في ترتب ثواب عظيم على عمل ـ بحسب الظاهر ـ قليل.

2. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 33، الصفحة: 54.

3. القران الكريم: سورة إبراهيم (14)، الآية: 37، الصفحة: 260.

4. القران الكريم: سورة الدخان (44)، الآية: 32، الصفحة: 497.

5. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 56، الصفحة: 426.

6. مسند أحمد 1 ـ 145 ويحتمل أن يكون النهي عن زيارة القبور لو فرض صحة الحديث في هذه الجهة، كان راجعا إلى زيارة المسلمين لقبور آبائهم المشركين، وهو مما لا ينبغي منهم.  فإنه إذا كان بالنسبة للمنافقين (. .. وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ. ..) القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 84، الصفحة: 200.

7. ألف الشيخ تقي الدين السبكي الشافعي كتابا كاملا بخصوص رجحان واستحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله، ردا على ما زعمه بعض من خلاف ذلك، وسماه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام).

8. ذخائر العقبى في مودة أهل القربى لأحمد بن عبد الله الطبري.

9. وفي فعلها ذاك رد على من يدعي وجود الكراهة فضلا عن الحرمة في زيارة النساء للقبور.  وأما ما تمسك به بعض من أن مجيئهن يكون سببا لارتفاع اصواتهن بالنياحة، أو اختلاط الرجال بالنساء , ففيه أنه لو تم ذلك لكان ينبغي منع الحج لما فيه من الاختلاط و.. والعجيب أنه كيف تؤسس الفتاوى على مثل هذه المستندات !!

10. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 17، الصفحة: 295.

المصدر: من كتاب قضايا النهضة الحسينية (أسئلة وحوارات): الجزء الأول.

2021/11/09

عباءة مزخرفة ومكياج.. لماذا ينسلخنّ عن ’الحجاب’؟!

انسابت في هذه الأيام إلى مجتمعاتنا بعض الظواهر الغريبة، ناشئة مما تبثه وسائل الإعلام، حتى يصل إلى أصغر لبنة من لبنات المجتمع (الأسرة)، والمراقب للأوضاع، يرى الانغماس وراء الملذات بشتى صورها، والصرعات المختلفة من هنا وهناك، قد ظهرت بين الفينة والأخرى، حتى أصبحت عادةً متبعة.

[اشترك]

نسلط الضوء في هذا المقال على ظاهرة التعري والانسلاخ من الحجاب الذي تقف خلفه أفكار مشوهة، كتلك التي تتخذ من شعار حقوق المرأة ذريعة للتحلل وللتسلل إلى مجتمعنا الصغير الموالي لأهل البيت عليهم السلام.

بدأت هذه الظاهرة تأخذ شكلاً من اللامبالاة، رغم خطرها الشديد، إذ بدأت منذ سنوات خلت بتعدد في أشكال وألوان العباءة، وبعض الزخارف التي تطرز على الأكمام والأطراف، ثم ما لبثت أن اتسع نطاقها إلى تغييرها من الفضفاضة إلى أن أصبحت شبه مجسمة لجسم المرأة، ثم ما لبثت شيئاً قليلاً حتى ورد علينا ما يسمى بعباءة الكتف، كل ذلك كان ولم تأت التوعية بالمخاطر المحدقة بهذا المجتمع قوية لامن الآباء، ولا حتى الملتزمين الذين يرزحون تحت رغبات نسائهم، فنجدهم يلتزمون بالحجاب في البلاد، ولكن ما إن تخرج من حدود البلدة حتى نراها بشكل آخر، دون أن ينبس زوجها ببنت شفه، وربما داعبها ببعض الكلمات التي تشجعها على هذا العمل، وقد قام بعض الخطباء والمثقفين بإبداء الامتعاض من تسرب مثل هذه الظواهر ضمن توجيهات منبرية في المراقد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام والحسينيات والجوامع والاحتفالات المختلفة، ولكن الأثر لم يكن فاعلاً فهو يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير.

السؤال ماذا بعد كل هذا؟

 إن ظهور بعض ملامح هذا الانسلاخ أدى إلى تفشي كثير من المشكلات الأخلاقية، فما بالك بالانسلاخ الكامل، الظاهرة التي نحن بصددها الآن، وهي امتداد للظواهر السابقة، أن تخرج فتاتان متعارفتان أصلاً ومتفقتان بالباطن إلى السوق، وقد ارتدت كل منهما أفضل أزيائها، وتفننت في وضع المساحيق على وجهها، حتى إذا ما وصلتا السوق تعانقتا، لجذب أنظار المارة إليهما، ماذا سيفعل الآباء حيال بناتهم وأولادهم؟ هل ينتظرون الوقوع في فخ الفضيحة؟ هذا هو فعلاً ما يحدث.

 للحد من أخطار هذه المشكلات:

1. يجب أن يقوم كل فرد بدوره: الأب، الأم، الأخ، الأخت، الخطباء، المثقفون.

2. العودة إلى تعاليم الدين والنصوص الواردة في الحجاب وشكله.

3. تقديم المثل العليا، ونحن لا نجد مثالاً ابلغ من السيدة الزهراء وابنتها السيدة زينب عليهما السلام في الحفاظ على الستر والحجاب.

4. عدم كبت الفتيات نفسياً، ومراعاة حقوقهن، وعدم وضع الفروقات بين البنات والبنيين.

5.  مراقبة الفتيات أثناء خروجهن، وعدم تركهن يذهبن للأسواق بمفردهن.

6. مراعاة الصحبة وأثرها.

وأخيراً نقدم النصح ببناء الأسرة بالإطار الإسلامي الصحيح، والحفاظ عليها لأنها اللبنة الأساس في صلاح المجتمع، آملين أن يستجيب الآباء والامهات، ويجعلوا شيئاً من أوقاتهم لأبنائهم، وألا تنصب همومهم في الملذات الدنيوية، كما نقدم همسة صغيرة في أذن مدعي الالتزام، فنقول مقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "من لم يكن له رادع من نفسه فلا رادع يردعه".

 

2021/11/09

زوج حريص على ’عبادته’ عنيف مع زوجته!

كيف نحرص على القوارير؟

كم نتألّم حين نستمع إلى مشاكل زوجيّة تعاني منها أخوات مؤمنات، ويعود سبب هذه المشاكل إلى قسوة الزوج وتعنّته في اُمور كثيرة، وأشدّ ما يؤلمنا حين نسمع أنّ هذا الزوج حريص على صلاته وعبادته، لكنّه يغفل عن الوصيّة النبويّة: "رفقاً بالقوارير"

[اشترك]

وكثيراً ما يطالب الزوج بأن تقوم زوجته بواجباتها كاملة تجاهه، لكنّه في المقابل يغفل عن أداء حقوقها كاملة إليها، أو يظلمها في أحيان كثيرة، وبسبب موروثات سابقة، يعتبر مشاورتها في اُمور حياتهما المشتركة أمراً لا يليق به، أو عاراً عليه، ناهيك عن تعنّته في اُمور اُخرى، مثل: منعها من الخروج من البيت بالقدر المعقول المتعارف عليه في مجتمعها، هذا إلى جانب إلقاء المسؤوليّة عليها كاملة في رعاية الأبناء، وكأنّها قد غدت مسؤولة الآن وحدها، وأخيراً ذلك الذي يسمح لنفسه أن يضرب زوجته!

وطالما يدّعي البعض أنّه يتأسّى بالرسول (ص)، غير أنّه يغفل عن التأسّي به (ص) في أخلاقه، خصوصاً مع أهل بيته، وهو الذي يوصي الأزواج قائلاً "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، وحين نقرأ في سيرته (ص)، نقف في عجب وإكبار أمام اُسلوبه في معاملته لزوجاته، وحسن رعايته لهنّ، والكثير الكثير الذي نتمنّى حقيقة لو يحرص عليه الزوج المسلم على التحلّي به اليوم، فالالتزام لا  يكون بالعبادة فقط وأداء الفرائض، ولكن بحسن الخلق الذي يكون مع أهل بيته أوّلاً، ثمّ مع باقي عباد الله، وليذكر أنّ آخر وصاياه (ص) كانت: "استوصوا بالنساء خيراً".

حالة الزوجة النفسيّة.. مفتاحها بيد الزوج

خلق الله المرأة ذات طبيعة خاصّة، فهي رقيقة المشاعر، مرهفة الحسّ، جيّاشة العواطف، تطرب لسماع الكلمات العذبة، وتعطي بسخاء كلّما شعرت بحبّ الزوج وحنانه.

والواقع أنّ الرجل الكيّس هو ذلك الذي يستطيع استمالة زوجته بقلبها الحنون، لينشر تحت ظلّه عبير الورود، ونفحات الرياحين، فما على الزوج إلاّ أن يعبّر عن الودّ والرحمة لتنطلق الحياة الزوجيّة السعيدة، وهو ما يتحقّق باتّباع الآتي:

ـ عدم إظهار عيوب الزوجة، سواء في الملبس أو الطعام أو الكلام.

ـ لا بدّ من مراعاة الزوجة في بعض حالاتها النفسيّة التي قد تطرأ عليها مثل باقي النساء.

ـ يتحدّث الزوج معها في اهتماماتها، وأحوالها، وهواياتها.

ـ يشكرها الزوج إذا بذلت جهداً من أجل راحته.

ـ يقدّم إلى زوجته هديّة، ليست بثمنها، ولكن بقيمتها المعنويّة.

ـ يا لها من راحة نفسيّة عظيمة لو حضرا سويّة بعض الدروس الدينيّة التي تريح النفس، وتزيل التوتّر النفسي الذي تسبّبه الظروف المحيطة بالإنسان.

ـ من الضروري أن يمتدح الزوج زوجته واهتمامها بنفسها، حتّى لا يتسبّب في تحطيم معنويّاتها.

ـ المرأة تحبّ زوجها أنيقاً مرتّباً في مظهره، يهتمّ بنفسه من أجلها هي فقط.

ـ في كثير من الأحيان يتّفق تفكير الزوج مع تفكير الزوجة في آن واحد، فمثلاً يفكّران في الموضوع ذاته، فيوضّح لها أنّ هذا يُظهر مدى الانسجام الفكري، والتوافق في الأفكار، فيما بينهما، ممّا يشعرهما بالسعادة، وخاصّة الزوجة.

ـ حين تتعرّض الزوجة لمحنة المرض، فينبغي أن يقف إلى جوارها ويشعرها بمكانتها عنده إلى أن تُشفى.

ـ ما أعظم الزوج، حين يرى زوجته مشغولة بأولادها وبيتها، فيأخذ بيدها ويساعدها، يحمل عنها بعض هذا الحمل.

ـ كم الرجل بارّ بزوجته، عندما يراها في همّ وحزن، لأنّ أهلها طرأت عليهم ظروف، ويقف هو بجانبهم، وبكلّ رضاً منه، يعطيهم من ماله، ويفرّج عنهم كربتهم.

ـ لو رأى الزوج خلافاً بين زوجته وبعض أقاربها، لا يقف مكتوب الأيدي، بل يصلح بينهم.

خدمة الزوجة.. ضرورة ملحّة

يستصعب الرجل وإن لم يكن كلّ الرجال، أن يساعد زوجته في الأعمال المنزليّة، سواء كانت المرأة عاملة أم ربّة بيت، لأنّه يرى ذلك التواء وانحرافاً عن مسيرته، عن طريقه، عن كونه رجلاً، فهو لم يخلق للعمل داخل البيت بل خلق للعمل خارجه، ونرى كثيراً من الشباب في بيوت ذويهم لا يرفعون كأساً أو يقدّمون كوباً من ماء لأحد، بل إنّهم يسعدون بمن يخدمهم بحجّة أنّهم رجال، وهذه ليست مهمّتهم.

ولكن نرى هؤلاء الرجال حينما تضطرّهم الظروف للسفر والتغرّب، إنّهم ينسون هذا المبدأ أو يقومون بالطبخ والغسيل والتنظيف لأنفسهم، وقلّما نجد من يؤجّر أحداً للقيام بهذه المهام.

ولسنا نسعى لاتّهام الرجل في شيء، ولا التأكيد بأنّه أناني بطبعه، ويفكّر بمصلحته فقط، بل نرى أنّ البيت الذي هو ميزان إن اختلّت إحدى كفّتيه لا بدّ من إعادة توازن الاُمور ليعود كلّ شيء كما كان.

وفي الحياة الزوجيّة أوقات قد يضطرّ فيها الزوج لمساعدة زوجته، ربّما تكون متعبة أو مريضة أو ما إلى ذلك، فما بال الزوج رسول الله (ص) كان يخدم نفسه أحياناً برغم كلّ شيء، ولا ينتظر تعب زوجاته حتّى يترفق بهنّ ويقدّم لهنّ المساعدة، بل انّه (ص) يقول: «خدمتك زوجتك صدقة»، وهل كان رسولنا الكريم (ص) بحاجة إلى تلك الصدقة؟ لكنّه قدوة لكلّ الأزواج، قدوة بكلّ معنى الكلمة، فما من عمل يقوم به الزوج يراعي فيه امرأته، إلاّ وكان له به صدقة، فتُرى كم من متصدّق في أيّامنا هذه يتصدّق بطيب نفس ولا يمتنّ على زوجته أنّه قام بهذه الخدمة أو بتلك؟

فما أحوج الأزواج في هذه الحقبة من الزمان، إلى كلّ صدقة لتكون في ميزانهم يوم الحساب؟

كيف يُسعد الرجل زوجته؟

لا ينبغي أن يهن الرجل زوجته أبداً، فإنّ أي إهانة يوجّهها إليها تظلّ راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الإهانات التي لا تستطيع الزوجة أن تغفرها له بقلبها، حتّى ولو غفرت له بلسانها، هي أن ينفعل فيضربها، أو يشتمها، أو يلعن أباها أو اُمّها، أو يتّهمها في عِرضها.

فإذا أحسن الرجل معاملة زوجته، تحسن إليه، وليشعرها بأنّه يفضّلها على نفسه، وأنّه حريص على إسعادها، ويضحّي من أجلها، وليتذكّر أنّ زوجته تحبّ أن يجلس ليتحدّث معها وإليها في كلّ ما يخطر بباله من شؤون، ولا يعود إلى بيته مقطب الوجه، عابس المحيا، صامتاً، فإنّ ذلك يثير فيها القلق والشكوك.

ـ لا يفرض الرجل على زوجته اهتماماته الشخصيّة المتعلّقة بثقافته أو تخصّصه، فإن كان اُستاذاً في الفلك مثلاً، فلا يتوقّع أن يكون لها نفس اهتمامه بالنجوم والأفلاك.

ـ ليكن الرجل مستقيماً في حياته، حتّى تكون زوجته هي كذلك، ففي الأثر «عفّوا تعفّ نساؤكم»، وحذار من أن يمدّنّ عينيه إلى ما لا يحلّ له، سواء كان ذلك أمام شاشة التلفزيون، وما أسوأ الفضائيات وما أتت به من مشاكل زوجيّة.

ـ إيّاه أن يثير غيرة زوجته، بأن يذكرها من حين لآخر أنّه مقدّم على الزواج من اُخرى أو يبدي إعجابه بإحدى النساء، فإنّ ذلك يطعن قلبها في الصميم، ويقلب سكينتها ومودّتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون، وكثيراً ما تنقلب تلك المشاعر إلى أعراض جسديّة مختلفة، من صداع وآلام هنا وهناك، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من طبيب إلى طبيب.

ـ لا يذكّر الرجل زوجته بأخطاء وعيوب صدرت منها في مواقف معيّنة، ولا يعيّرها بتلك الأخطاء، وخاصّة أمام الآخرين.

ـ يعدّل الرجل سلوكه من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجته بتعديل سلوكها، ويستمرّ هو متشبّثاً بما هو عليه.

ـ يتجنّب الرجل ما يثير غيظ زوجته ولو كان مزاحاً.

ـ يكتسب الرجل من صفات زوجته الحميدة، فكم من الرجال من ازداد التزاماً بدينه حين رأى تمسّك زوجته بقيمها الدينيّة والأخلاقيّة، وما يصدر عنها من تصرّفات سامية.

ـ يلتزم الهدوء ولا يغضب، لأنّ الغضب أساس الشحناء والتباغض والاختلاف.

ـ إن أخطأ الرجل تجاه زوجته يعتذر لها، وليتذكّر أنّ ما غضب منه ـ في أكثر الأحوال ـ أمر تافه لا يستحقّ تعكير صفو حياتهما الزوجيّة، ولا يحتاج إلى كلّ ذلك الانفعال.

ـ ليستعذّ بالله من الشيطان الرجيم، ويهدّئ ثورته، ويتذكّر أنّ ما بينه وبين زوجته من روابط ومحبّة أسمى بكثير من أن تدنّسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.

متى تحتاج الزوجة إلى المجاملة؟

المجاملة اللطيفة والكلمة الرقيقة أعظم شيء عند الزوجة، ويكلّل ذلك الهديّة، وفي الحديث الشريف: «تهادوا تحابّوا»، فالهديّة رسول محبّة بين الناس، وتأكيد لمعنى الودّ، فتزول آثار التخاصم والتباغض.

فماذا تعني الهديّة بالنسبة للزوجة؟

فعندما تمرّ المرحلة الاُولى من الحياة الزوجيّة، تبدأ بعدها المسؤوليّات تترى، ويثقل عبء الاُسرة، فتحبّ الزوجة أن تستعيد بعض المشاعر الرقيقة حتّى تستأنف بعدها أيّاماً جديدة بهدوء وتركيز، وهذا ما قد يغفل عنه بعض الأزواج، فالهديّة هنا بالنسبة للزوجة تعني أنّها محلّ اهتمامه برغم انشغاله وأعبائه، كما أنّها تزيل ملل الحياة والمشاعر المرهقة.

وليس بالضرورة أن تكون هناك مناسبة ولكن الزوج الفطن يشعر متى يجامل زوجته، فمثلاً قد تتعب الزوجة خلال امتحانات الأبناء في المذاكرة حتّى يتفوّقوا، فيمكنه هنا أن يشتري لها هديّة تقديراً لها.

أمّا أن تكون تلك الهديّة مفاجأة، فإنّ الهديّة في مكونها المعنوي مفاجأة، ولأنّه قد لا يوفّق الزوج في اختيار هديّة مناسبة للزوجة، أن يستشيرها أو يصطحبها لاختيارها.

وننصح الزوج الذي يريد أن يهادي زوجته بأن يفكّر فيما تحتاجه أو تحبّه، وليس بالضرورة أن تكون الهديّة غالية الثمن، إذ يمكن أن تكون أبسط الأشياء وأقلّها، وتدخل السرور إلى قلب الزوجة.

ومادام  الزوج يعامل زوجته بالتي هي أحسن، ويجاملها بعطاياه لها، فالمفروض أن تحرص على ما أن تبادله الهدايا بحسن معاملتها له، وصيانة ماله، وعِرضه، ودينه.

المصدر: مواقع الكترونية

2021/11/08

نزاعات زوجية.. تعني: براءة محطّمة!

الأب والنزاع مع الزوجة

كتب د. علي القائمي:

لا بد أن تقوم وظيفة الأب في تربية الولد وحمايته وبنائه وتنمية أبعاده الوجودية على التفاهم والاتزان والتقويم من أجل أن يتحقق أمن الأسرة واستقرارها لكي يمكن الوصول إلى تربية مناسبة، وإن الأب هو المسؤول عن توفير هذه الأجواء والإمكانات المطلوبة لأسرته وأهل بيته .

[اشترك]

فما أكثر الأمور التي تحصل في محيط الأسرة فتعرض أمنها واستقرارها إلى الخطر وتؤدي بها إلى الاضطراب، ولو أدرك الآباء نتائج هذه الاضطرابات لامتنعوا حتما عن أساليبه الخاطئة، إلا أن يكونوا من الذين لا يشعرون بمسؤولياتهم ولا يهمهم صلاح أولادهم وخيرهم.

الإفراط في النزاعات

قد يكون مستحيلا أن نقول بأنه لا تحدث أية مشكلة في الأسرة وخاصة في تلك المجتمعات التي لا يقوم فيها الزواج على ركائز صحيحة بل يتدخل فيها الإكراه والمصلحة، فلا بد أن يحصل الجدال ۔ قليله أو كثيره في محيط الأسرة ولكن باختلاف واحد وهو أنه سيكون سبباً إلى المزيد من التوافق في الأسر المسلمة والملتزمة بينما نراه يكون سببا للحقد وتصفية الحسابات التي لها امتدادات خارج البيت غالبا في الأسر الأخرى.

فلا بأس من الجدال لو كان ضمن الحدود المتعارف عليها، غير أن الخطر يبرز عندما يؤدي إلى حدوث نزاعات وترديد كلمات الفحش والضرب، وفي هذه الحالة كيف سينظر الطفل إلى والديه؟

كيف يمكن للمرأة التي تعرضت للضرب من زوجها وأمام طفلها أن تكون أماً له؟ أو كيف يمكن لذلك الأب الذي تعرض للإهانة والاحتقار من زوجته أمام طفله أن يكون أباً له؟

ألا يعتبر هذا واحداً من العوامل التي تؤدي بالطفل إلى أن يكون لا يبالي  فيمارس سلوكا سيئاً؟

الإسلام والمداراة

يخطئ بعض الآباء عندما يجعلون من محيط الأسرة ساحة للمبارزة فيقف فيها الطرفان وجها لوجه، ولا يمكن للحياة أن تقوم إلا على أساس الصفح والمداراة والاحترام وضبط النفس من أجل أن تتحقق سعادة الأولاد. فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله: "عيال الرجل أسراؤه، وأحب العباد إلى الله عز وجل أحسنهم صنيعة إلى أسرائه".

ونقل عن الإمام الصادق (ع) قوله: «اتقوا الله في الضعيفين المملوك والمرأة».

تأثير النزاع على الزوجين

إن النزاع بين الزوجين يؤثر عليهما أيضا، فقد يحقق الأب هدفه ظاهرياً من خلال النزاع مع زوجته أو ينفس عن قلقه وآلامه، لكن الحقيقة أن هذا العمل يضره .

فالاختلاف والنزاع بين الزوجين يهدد العلاقة الحميمة بينهما ويجرّها إلى الخطر، وإن البيت سيتحول والحال هذه إلى بؤرة للمشاكل فلن يكون مرغوباً به وسوف ينشا أفراده عصاة ولا أباليين.

لا بد أن تقوم العلاقة بين الزوجين على الحب والتفاهم والاحترام المتبادل بينهما وبين أولادهما لكي ينشأ الأولاد مطيعين سويين في سلوكهم، أما النزاعات فإنها تجعل الحياة مظلمة وكذلك بالنسبة للأولاد، إذ ستفقد الزوجة ثقتها بزوجها وتسوء العلاقة بينهما.

عقوبة إلحاق الأذى

لا يمكن التغاضي عن ذريعة إلحاق الأذى بالزوجة، فمن حق المرأة أولا أن تكون محترمة، وإن الرجل الذي لا يبالي بذلك فقد عصى خالقه، ولا بد أن ينال عقابه المناسب.

جاء عن رسول الله (ص) قوله: «من اتخذ زوجة فليكرمها»، وقال أيضا: "فإن الله ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان"

نعم، فقد تكون المرأة ضعيفة، وإن الرجل قادر على إلحاق الأذى بها بسبب قوته، ولكن عليه أن لا ينسى بأن الخالق جل وعلا يقف له بالمرصاد، وإنه جلت قدرته هو المدافع عن الضعفاء، ويصدق هذا الكلام بشأن الطفل أيضا لعدم امتلاكه قدرة الدفاع عن نفسه.

تأثيرات ذلك على الأولاد

للنزاع بين الوالدين أعراض خطيرة تؤثر على الأولاد ولا يمكن لنا أن نشير إلى جميعها لكننا سنذكر فيما يلي بعضها:

1ـ اختلال عملية الانضباط: عندما يحصل النزاع بين الوالدين فإنه يؤثر على انضباط الأطفال وعدم اكتراثهم بأوامر الوالدين، وتعتبر هذه إساءة كبيرة للزوجين.

وثمة خطر آخر يهدد الأسرة أيضا ألا وهو انقسامها إلى معسكرين أو صفين حيث سيتبنى كل طفل موقفة معينة فيكون إلى جانب أمه أو أبيه، ويدافع عنه. وهذا ليس في صالح أي من الوالدين .

2ـ إساءة الظن بالوالدين: قد يكون أحد الوالدين محقا في هذا النزاع ولديه أدلة قوية وكثيرة، إلا أن الطفل يحمل تصورة مختلفة عن هذا الموضوع.

إنه ينظر نظرة خاصة تقوم على إدراكه وتفكيره فيدين مثلا طرفاً معيناً.

وقد يلجأ الأب للإساءة إلى الأم ويحاول إقناع الطفل بأنه على حق في ذلك النزاع، لكن هذا لا يعني أن الطفل سيقبل بوجهة نظر أبيه رغم سكوته الظاهري، بل سيعتبر الأب مذنبا فيسيء الظن به بمجرد أن يشاهد بكاء أمه وتوددها إليه.

3ـ توقف عملية النمو: أشارت بعض الدراسات في المجتمعات الغربية أن نزاع الوالدين في محيط الأسرة يؤدي إلى توقف عملية نمو الطفل وظهور مشاكل جدية في هذا المجال.

وقد تقل شهية الطفل للطعام أو يحصل تباطؤ في عملية الهضم بسبب حدوث خلل في إفرازات بعض الغدد، وهذا كله بسبب شعور الطفل بالغم والحزن.

ويؤدي نزاع الوالدين أيضا في حال مرض الطفل إلى تباطؤ عملية شفائه واستعادته لصحته وسلامته، أو قد يؤدي إلى مضاعفة المرض بسبب ازدياد غمه .

4ـ السلوك الاجتماعي المنحرف : يؤدي نزاع الوالدين وعدم توافقهما، بل وحتى سلوكهما غير متزن وكلامهما غير منسجم إلى تمهيد الأجواء لأن يسلك الطفل سلوكا اجتماعياً منحرفاً فيلجأ إلى الجريمة مثلا، ويمكن أن تشاهدوا آثار ذلك في سلوك الطفل وعمله.

فالجحيم الذي يؤججه بعض الآباء لأولادهم في الأسرة يكون سببا للعديد من حالات الاضطراب التي تؤثر بشدة على حياة الأفراد الحالية والمستقبلية، وعندنا نماذج كثيرة لجأ فيها الأولاد إلى الفساد والانحراف والإجرام.

5ـ  تحطيم المعنويات: وأخيرا، يؤدي النزاع إلى تحطيم معنويات الأولاد ويجذر في نفوسهم حالات القلق والاضطراب، فما أكثر الأولاد الذين يشعرون بالقلق بسبب ذلك، أو أنهم يشعرون بالألم جزاء نزاع الوالدين .

وسبب شعورهم بالقلق هو إحساسهم بأن أمنهم في خطر، ويتوقعون بأن عواقب سيئة تنتظرهم، أما سبب شعورهم بالإثم فهو خوفهم من أن تكون أخطاؤهم هي السبب في ظهور هذه الحوادث.

إذ سيتعرض نموه الجسمي للخطر وتضعف معنویات  ذلك الطفل الذي يشاهد باستمرار حدوث نزاع بين والديه، ويرتجف دائما بسبب خوفه، وأنه سيكون قاصراً عن التعامل مع شؤون الحياة المختلفة مما يزيد الطين بلة.

وأخيرا:

فإن السلوك الخاطئ للوالدين واضطراب الأسرة، وضعف الأواصر بين الزوجين يدفع الطفل إلى الشعور بفقدان الأمن، وينظر إلى الحياة نظرة متشائمة، ويتصف الأطفال الذين ينمون ويترعرعون في ظل هذه الأسر بالهزال، واصفرار البشرة وانهيار المعنويات والإصابة بتخلف دراسي، والتخلف بسلوك سيء في التعامل مع الآخرين.

وإنهم لا يشعرون بالحيوية أبدا، ولا ينامون نومة مريحة، وتنعدم رغبتهم في الكلام، بل سيصابون بتأخر في النطق لمن هم دون الثالثة من العمر كما أشارت إلى ذلك التجارب العلمية .


المصدر: كتاب دور الأب في التربية

2021/11/08

أخطاء يرتكبها ’المعلمون’ في الصف الدراسي.. كيف تتجنّبها؟

أربعة أخطاء شائعة يقترفها المعلّمون الجدد في إدارتهم الفصل الدراسيّ - وكيفيّة تفاديها

كتب لوري فريزن:

لن أنسى أبدًا لحظةَ قالت لي متطوّعةٌ من أهل الطلّاب في المدرسة: "طلّابك لا يصغون إليك أبدًا، أليس كذلك؟" كنت حينها معلّمةً جديدةً للصفّ الثاني، وأعلم من أعماق قلبي أنّها كانت على حقّ. شحب وجهي حينها، وانتابتني مشاعر الرهبة.

[اشترك]

لا أستطيع إخباركم بعدد المرّات التي شعرت فيها أنّ طلّابي لا يبالون بأمري كلّما طلبت انتباههم.

إليكم ما حصل: لقد عملت مع الآلاف من معلّمي المرحلة الابتدائيّة الجدد لأكثر من عشرين عامًا، وكلّما قاسمتهم قصّتي، شعرت بالارتياح، ارتياحهم لأنّها حدثت مع شخص آخر، وارتياحهم لأنّهم ليسوا بمفردهم.

إن كنتم تواجهون صعوبةً في إدارة الفصل الدراسيّ بوصفكم مدرّسين جددًا، فلستم وحدكم في ذلك. في الواقع، تتصدّر إدارة الفصل الدراسيّ قائمة التحدّيات التي يواجهها المعلّمون الجدد عند أداء وظيفتهم. ومع ذلك، قد تتفاجؤون عندما تعلمون أنّ بالإمكان تفادي بعض التحدّيات الأكثر شيوعًا التي نواجهها بصفتنا مدرّسين جددًا. فلنتطرّق إلى أربعة أخطاء شائعة (يمكن تفاديها) يرتكبها العديد من المعلّمين الجدد:

أولًا: عدم إيلاء الأمور عنايةً كافيةً

قد تكونون ممّن مرّوا بالتجربة. حين بدأت وظيفتي مدرّسةً، شعرت بأنّ طاقتي تبدّدت بالتفكير في ما ينتظرني تعلّمه وفعله. ونتيجةً لذلك، ارتكبت خطأ عدم إيلاء عناية خاصّة لما ينبغي للطلّاب فعله. لم أفكّر فيهم، أو أعلّمهم كيف ينبغي لهم القيام بما أنتظره منهم، وأردت منهم أن يفعلوه (مثلما ينبغي فعله حين أحتاج أن ينتبهوا إليّ).

إليكم حيلةً بسيطةً حتّى لا يحدث لكم هذا: اسألوا أنفسكم عن "طريقة القيام" بكلّ شيء تريدون من طلّابكم فعله على مدار اليوم. على سبيل المثال، إذا كنتم ستعقدون اجتماعًا في قاعة الدرس كلّ صباح على السجّاد، فكيف تعتقدون أنّ الطلّاب سينتقلون إلى السجّاد ويعودون إلى مقاعدهم؟ كيف سيعلِمكم طلّابكم أنّهم بحاجة إلى استخدام دورة المياه؟ كيف سيصطفّ الطلّاب للاستراحة وتناول الغداء؟

ثانيًا: المبالغة في تجريب الاستراتيجيّات

يريد كلٌّ منّا أن يكون المعلّم المفضّل لدى طلّابه، لذلك يغرينا تنفيذ كلّ استراتيجيّة رائعة نجدها على موقع Pinterest لإدارة الفصل الدراسيّ. ومع ذلك، عندما نحاول تنفيذ عدد كبير جدًّا من استراتيجيّات إدارة الفصل الدراسيّ في وقت واحد تصوّروا ClassDojo، وحصّالة حسن السلوك، وحيوانات المكتب الأليفة، وجداول الملصقات الفرديّة، ولوح المكافآت، فقد نحفّز طلّابنا أكثر ممّا ينبغي.

بدلًا من ذلك، نفّذوا استراتيجيّةً واحدةً في كلّ مرّة، وضعوا في حسبانكم، عند اختياركم لها، العناصر الأربعة أدناه. فالاستراتيجيّة ينبغي لها أن تكون:

• - سهلةً بالنسبة إليكم للمواظبة على تطبيقها.

• - بسيطةً ليفهمها طلّابكم.

• - بصريّةً للغاية (بحيث تتذكّرون أنتم وطلّابكم استخدامها).

• - شيئًا يريد طلّابكم فعليًّا استخدامه، يكون قابلًا للتنفيذ. (عليكم بعقد اجتماع الصفّ للوقوف على ذلك).

هذا هو السبب في أنّني أحبّ استخدام استراتيجيّة مرطبان حصّالة حسن السلوك (Caught You Being Good Jars) لبدء العام الدراسيّ. إنّها تفي بالمتطلّبات الأربعة، وتمنحنا بدايةً إيجابيّةً للعام الدراسيّ. بعد ذلك، يمكننا اعتماد استراتيجيّات أخرى لإدارة الصفّ على مدار العام.

ثالثًا: عدم الاتّساق بما فيه الكفاية

قد نعتقد أنّه من السهل ترك الأشياء تحدث بينما يركض "جوش" نحو السجّاد (على الرغم من أنّه كاد يُسقِط "ماتْ" أرضًا). نريد أن يحبّنا طلّابنا، لذلك نحن متردّدون في تحويل عمل "جيسيكا" إلى واجب منزليّ عندما لا تنجزه في الفصل؛ لأنّها كانت تدردش مع زميل لها (وستكون غاضبةً)، ومتردّدون أيضًا بشأن صياغة القاعدة "أصغِ إلى المتحدّث"، التي تحكم فصلنا الدراسيّ، وتطبيقها كما يرغب الطلّاب ويرونها، لأنّنا نعتقد أنّ ذلك سيأخذ الكثير من وقتنا على حساب قواعد التدريس المتعارف عليها.

لكنّ عندما لا يكون الوضع متّسقًا، ومن السهل ألّا يكون كذلك، حين نتّخذ قرارات بناءً على الرغبة في الحصول على إعجاب طلّابنا، أو لأنّنا نستسلم لضغوطات الوقت الخارجيّة، فلن نفلح في توفير مساحة يشعر فيها طلّابنا بالأمان والاحترام. عوض ذلك، من الضروريّ تخصيص وقت لصياغة إجراءات وتوقّعات واضحة في الأسابيع الأولى من الدراسة، والعمل على تطبيقها. عندما نمنح أنفسنا المهلة، والمساحة للتقدّم برويّة في بداية العام الدراسيّ لنعلّم طلّابنا كيف يبدو اللطف والاحترام في قاعة الدرس، سنجد أنّه من السهل جدًّا المحافظة على الاتّساق في توقّعاتنا على مدار العام.

رابعًا: الاعتقاد بنجاح تطبيق الاستراتيجيّة نفسها طوال العام

هل سبق لكم أن نفّذتم، لإدارة فصلكم الدراسيّ، استراتيجيّةً رائعةً استجاب لها طلّابكم بصورة إيجابيّة، واكتشفتم، بعد شهر، أنّها لم تعد مجديةً؟ هذا لأنّنا بحاجة إلى التحلّي بالمرونة والقدرة على الاستجابة، وتعديل الأشياء حين لا تفي الاستراتيجيّة بالغرض.

على سبيل المثال، احرصوا على التنويع من خلال وضع طلّابكم أمام تحدٍّ كلّ أسبوع. اعرضوا عليهم صورةً لمكافأة صفّيّة غير مكشوفة، مغطّاة بتسع قصاصات لاصقة. في كلّ مرّة تلاحظون طلّابكم يظهرون اللطف، أو يؤدّون عملهم على أفضل وجه، أو يحترمون إجراءات الفصل الدراسيّ، ادعوا طالبًا لإزالة قصاصة لاصقة، وهكذا حتّى تنكشف المكافأة ويكسبها الصفّ! أو اجعلوا الطلّاب يتنافسون في مجموعات، بشكل دوريّ، للحصول على مكافأة صفّيّة. أحد الأشياء المفضّلة لديّ في الشتاء هو عرض خمسة أكواب (ورقيّة) رائعة من الكاكاو، واحد لكلّ مجموعة. المجموعة الأولى التي تكسب عشر قطع من المارشملو تكسب تناول الشوكولاتة الساخنة مع المعلّم في أثناء وقت القراءة الصامتة يوم الجمعة!

آمل أن تنفعكم هذه الأفكار حين تفكّرون باستراتيجيّات إدارة الفصل الدراسيّ لاستخدامها في صفّكم هذا العام.


منهجيات

2021/11/08

ثلاث ثغرات في إدارة التعلّم: أيقظوا شغف الطالب!

كتب عدنان مرشد:

الثغرة الأولى: التّركيز على فرص التعلّم وإهمال نقاط القوّة الداخليّة (إهمال شغف الدراسة والرغبة المشتعلة للتعلّم).

[اشترك]

ينبغي أن يكون غرس ثقافة حُبّ القراءة لدى المتعلّمين من الروضة وحتى شهادة البكالوريوس، وإيقاظ شغف الدراسة وحبهم للمدرسة والمعلّم والكتاب هدفًا رئيسيًّا للوزارات التعليميّة والمدارس والمعاهد الفنّيّة والتقنيّة والجامعات، كما يجب أن يكون تفعيل وتجديد الرغبة المُشتعلة للتعلّم لدى المُتعلّم هدفًا رئيسيًّا للمُعلّم والمدرب وأستاذ الجامعة في كل لقاءٍ دراسيّ، فهذا الشغف والحبّ والرغبة المشتعلة هي نقطة القوّة الداخليّة للتعلُّم ذو المعنى (روح التعلّم)، وبدونها يصبح التعليم والتعلّم إسقاط واجب ليس إلّا.

الثغرة الثانية: سيادة مفهوم التعلّم لأجل التعلّم والاختبار على المفهوم العصريّ للتعلّم

ينبغي بل يجب على المعلّم والمدرّب والأستاذ الانتقال من مفهوم التعلّم لأجل التعلّم وحلّ الاختبارات، إلى مفهوم التعلُّم للإنتاج، التعلُّم للعمل، التعلُّم للمهنةِ والحياة، التعلُّم لتوظيف الخبرات بما يلبّي احتياجات الجيل، واحتياجات المُجتمع، واحتياجات قطاعات التنمية، واحتياجات سوق العمل.

والمثال على ذلك، لو أنّ ثلاثة ملايّين شابّ عربيّ يدرسون قوانين كيرتشوف الفيزيائيّة، لو سألناهم: ماذا يعني لكم دراسة قوانين كيرتشوف؟ سيردّ مُعظمهم: لقد فهمنا الشرح وحفظنا القوانين وطبّقنا بحلّ مسائل، وسوف نُجيب على أيّ سؤال من الدرس قد يأتي ضمن الاختبار. وهذا مفهوم تقليديّ، بينما يفترض على المُعلّم بهذا الدرس: غرس فكرة في عقل المتعلّم أنه بعد دراسة قوانين كيرتشوف يمكنه تحليل الدّوائر الكهربائيّة في أي جهاز على الواقع، ومعرفة كيف تتوزع التيارات والجهود في تفرّعات دائرة الجهاز، وكيف يحصل كل عنصر إلكترونيّ داخل الجهاز على التيّار والجهد، وكيف يُحسب التيّار والجهد لكلّ فرع ولكلّ عنصر وكيف يقيس ويتدرب المتعلّم حتى يصبح بإمكانه تكوين دوائر كهربائيّة في المعمل، وإذا تعمق أكثر وأكثر يصبح بإمكانه اختراع دوائر كهربائيّة، التعلُّم بالمشروع- المعامل، فدراسة قوانين كيرتشوف بناءً على هذا المفهوم العصريّ سيفتح في عقول ملايين المتعلّمين آفاقًا خصبة للإنتاج والإبداع والابتكار والاختراع.

هذا التعلّم يُشبع حاجات المتعلّم وميوله الفطريّة، الأمر الذي يضيف للمتعلّم شغفًا دراسيًّا غير عاديّ ورغبة مشتعلة غير عاديّة للتعلّم وحبّ كبير للدراسة والمدرسة والمعلّم، وهكذا في أيّ درس سواء في الفيزياء أو المقرّرات الأخرى.

الثغرة الثالثة: التقويم التقليديّ- أداة لإحباط معنويات المُتعلّم

الهدف من التعليم هو "التحصيل الممتاز"، والهدف من التقويم هو قياس التحصيل والقيام بتغذية راجعة تعالج نقاط الضعف وتعزّز نقاط القوة، لكن في مؤسّساتنا التعليميّة، تعامُلنا مع التقويم كواحد من مناسك التدريس نمارسه كعادة وليس كتوجّه هادف خلّاق، على سبيل المثال:

نختبر المتعلّم في الامتحان الشهريّ ويحصل على درجة (5/20) وهو تحصيل متدني. السّؤال هو ما يحصل بعد هذا الاختبار، وفي الغالب لا يحصل شيء، لا تغذية راجعة ولا معالجة نقاط الضّعف، ويبدأ معظم المُعلّمين الحصّة التّالية بدرسٍ جديدٍ. وهي صيرورة تستمرّ إذ لم يشعر الطّالب باهتمامٍ ولم تتمّ مُعالجة نقاط ضعفه وتقديم تغذية راجعة له، فيزيد في اهمالهِ وتبقى درجاته متدنّية. وبعد صراع الطّالب الطّويل مع الإحباط يتحمّل المسؤوليّة بنفسهِ فيجتهد ويذاكر ويبحث عن شخص يساعده، ويقدّم إجابةً نموذجيّة. رغم النّهاية الجيّدة للطّالب إلّا أنّ مواجهته لكلّ هذا الإحباط وعدم حصوله على تغذية راجعة قد ساهم في إضعاف معنويّاته وثقتهِ بنفسه.

إنّ غياب التقويم البديل أو ما يسمى بالتقويم الحقيقيّ لدى السواد الأعظم من المعلّمين، يأتي على حساب أهمّ فئة طلابية يجب رعايتهم وتشجيعهم وتمكينهم وهم، الموهوبون والمبدعون، فعادة هذه الفئة ليسوا من المتميّزين دراسيًّا، لكنهم مبدعين وموهوبين، ويتطلب الأمر تقويمًا ذكيًّا لا يعتمد على الاختبارات التحريريّة كمصدر رئيسي للتقويم، بل يشمل كل المهارات الحركيّة والعقليّة والتخيّليّة والصّوريّة، حتّى نوفّر لهم مساحةً يبدعون من خلالها.

2021/11/07

أعيش في بيتهم.. كيف أتعامل مع أهل زوجي؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

أحيانًا تفرض ظروف المعيشة على الزوجين أن يجلسا ويقيما في نفس البيت مع عائلة الزوج، سواء كان ذلك في بيت العائلة، ولكل منهما طابقه الخاص، أو في المنزل نفسه مع أهل الزوج، بالطبع التعامل مع أهل الزوج يتطلب الالتزام بقواعد خاصة، وهذه بعضها:

[اشترك]

لا توجد معادلة ثابتة

يقول الدكتور مدحت عبد الهادي خبير العلاقات الزوجية: في العلاقات الإنسانية، لا توجد معادلة ثابتة يمكن القياس عليها دوماً، أي أن الأمر يخضع في كل مرة لنوعية العلاقة وشروطها وظروفها، لكن هذا لا ينفي ضرورة أن تكون هناك أُطر عامة ورئيسة في التعامل لتمر الأمور بسلام دون مشكلات أو مشاحنات بين الطرفين، فتبدأ الزوجة الجديدة بالتساؤل، كيف أتعامل مع أهل زوجي في نفس البيت؟

البساطة طريقكِ لدخول قلب أهل الزوج

كلما كانت الأمور سلسة وبسيطة قبل الزواج، كانت حياتك بعد الزواج بنفس النمط، ولن تجدي صعوبة في التأقلم والتعامل مع أهل زوجك في نفس البيت، بينما لو كانت العلاقة سيئة ومتوترة من البداية، سيتطلب هذا الكثير من الجهد، لتنعمي بحياة مستقرة وهادئة، وفي كل الأحوال، نصيحتنا الأولى والدائمة لكِ هي التحلي بالهدوء والصبر والذكاء في التعامل مع أهل زوجكِ.

- ضعي حدوداً للتعاملات ومقدار التدخل في حياتك الخاصة منذ اليوم الأول، ويشمل هذا الزيارات واللقاءات والأعمال المنزلية وما تستطيعين القيام به.

- كوني صبورة وهادئة ومبتسمة دائمًا، الوجه المبتسم يدخل قلوب من حوله بسرعة، ولا تفترضي سوء النية أبدًا.

- بادري بالتعامل الجيد والمجاملات اللطيفة المتزنة.

- كوني خفيفة الحضور، فلا تطيلي الزيارة ولا تتعجليها.

- لا تكوني كثيرة الكلام والتعليقات وإصدار الأحكام بالانتقاد أو المزاج، شاهدي وعلقي بخير الكلام أو اصمتي ولا تتدخلي فيما لا يعنيكِ أبدًا.

- لا تأخذي الأمور جميعها بشكل شخصي، ولا تدققي في كل كلمة وموقف، تغافلي واغفري زلات اللسان إذا كانت دون قصد.

- ليس بالضرورة أن تتأقلمي مع طباع أهل زوجك من اليوم الأول للزواج، فالبشر جميعهم مختلفون، حتى من ينشؤون في منزل واحد يكون لديهم طباع مختلفة، لذلك تقبلي اختلاف الطباع والتصرفات طالما لا تضرك ولا تقلل من شأنك، وتوقعي أنهم أيضًا ما زالوا يتعرفون على طباعكِ وعاداتكِ.

- علاقة الزوجة بأهل الزوج إذا كانت تسكن معهم في بيت واحد تتسم بالحميمية والقرب عما إذا كانت تسكن في بيت بعيد أو محافظة أخرى، لذلك عزيزتي هذه بعض الضوابط المهمة لتحكم العلاقة مع أهل الزوج.

الضوابط مهمة مع أهل الزوج

- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ وحافظي على خصوصيتك. ضعي خصوصية لمنزلك وحياتك الزوجية.

- لا تطلعي الجميع على أسرارك.

- لا تسعي للحصول على صلاحيات ام زوجكِ أو بعض من أهله، وتذكري أنك الفرد الجديد في هذه العائلة والأنظار كلها عليكِ.

- استمعي أكثر مما تتحدثين، بادري بالأفعال الطيبة وتحلي باللطف واللين.

- قدري ام زوجكِ وعامليها بالمحبة والرفق، فحتمًا ستلين مع الوقت إن كانت طباعها حادة.

- لا تدخلي طرفًا ثالثًا بينك وبين زوجكِ أبدًا.

- لا تقبلي التدخل في تربية أطفالكِ، ولكن بأسلوب هادئ، عاتبي برفق ولا تكوني حادة.

- اتركي لزوجكِ مبادرة التصرف، وتقريب وجهات النظر بينك وبين أهله.

- الاحترام هو الأساس في علاقة الزوجة بأهل الزوج وأمه، تذكّري أن الاحترام هو أساس العلاقة مهما كانت التفاصيل.

- المكاشفة أساسية في علاقة الزوجة مع أهل الزوج وأمه، أي يجب أن تكاشفي زوجكِ وأن يكاشف هو بدوره وعائلته وأمه بكل ما يحدث من عتب أو ملاحظات.

- عدم المراكمة أساسية في تعامل الزوجة مع أهل الزوج وأمه، أي يجب ألاّ تتم مراكمة المواقف، ذلك أن هذه التراكمات كثيراً ما تفضي للانفجار في العلاقة.

- الصدق والتلقائية أمران أساسيان في علاقة الزوجة بأهل الزوج وأمه، وهو ما لا ينفي ضرورة اللباقة أيضاً والتفكير قبل التفوّه بأي شيء أو الإقدام عليه.

- التعامل على أساس العائلة الواحدة، أي ألا تتصرّف الزوجة مع أهل الزوج وأمه كما لو كانوا أغراباً. تذكّري أن هؤلاء بمثابة عائلتكِ التي أتيتِ من بيتها، وأنهم امتداد طبيعي لعلاقتكِ بزوجكِ.

- اللفتات الجميلة، لا بد أن تكون حاضرة في علاقتكِ بالكلّ، فكيف هو الحال بأهل الزوج وأمه؟ لا بد أن تقوم العلاقة بين الطرفين على اللفتات الجميلة لا سيما حين يتعلّق الأمر بالمناسبات الاجتماعية كالأعياد وغيرها.

- لا بد للزوجة في علاقتها مع أهل زوجها وأمه ألاّ تلتفت للتفاصيل الصغيرة وألاّ تأخذ الأمور على محمل الحساسية دوماً.

2021/11/06