سورة الحمد.. لماذا سميت بـ «فاتحة الكتاب»؟
«فاتحة الكتاب» اسم اتخذته هذه السّورة في عصر رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم، كما يبدو من الأخبار و الأحاديث المنقولة عن النّبي الأعظم صلّی اللّه عليه و اله و سلّم.

[اشترك]

‏و هذه المسألة تفتح نافذة علی مسألة مهمّة من المسائل الإسلامية، و تلقي الضوء علی قضية جمع القرآن، و توضّح أنّ القرآن جمع بالشكل الذي عليه الآن في زمن الرّسول صلّی اللّه عليه و اله و سلّم، خلافا لما قيل بشأن جمع القرآن في عصر الخلفاء، فسورة الحمد ليست أول سورة في ترتيب النّزول حتی تسمّی بهذا الاسم و لا يوجد دليل آخر لذلك، و تسميتها بفاتحة الكتاب يرشدنا إلی أنّ القرآن قد جمع في زمن الرّسول صلّی اللّه عليه و اله و سلّم بهذا الترتيب الذي هو عليه الآن.

‏و ثمّة أدلّة اخری تؤيّد حقيقة جمع القرآن بالترتيب الذي بأيدينا اليوم في عصر الرّسول صلّی اللّه عليه و اله و سلّم و بأمره.

‏روی عليّ بن إبراهيم، عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم قال لعلّي عليه السّلام: «يا عليّ، إنّ القرآن خلف فراشي في الصّحف و الحرير و القراطيس، فخذوه و اجمعوه و لا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التّوراة، و انطلق عليّ عليه السّلام فجمعه في ثوب أصفر، ثمّ ختم عليه»

[تاريخ القرآن، أبو عبد اللّه الزنجاني، ص ٤٤.]

٧.

‏و يروي (الخوارزمي) في المناقب عن (علي بن رباح) أنّ علي بن أبي طالب و أبيّ بن كعب جمعا القرآن في عصر رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم.

‏و روی (الحاكم) في (المستدرك) عن (زيد بن ثابت) قال: «كنّا نؤلّف القرآن من الرّقاع».

‏و يقول العالم الجليل السيد المرتضی رحمة اللّه: «إنّ القرآن كان علی عهد رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم مجموعا مؤلّفا علی ما هو عليه الآن»

[مجمع البيان، ج ١، ص ١٥.]

٨.

‏و يروي الطبراني و ابن عساكر عن الشعبي أنّ القرآن جمعه ستة من الأنصار في عصر النّبي صلّی اللّه عليه و اله و سلّم‌

[منتخب كنز العمال، ج ٢، ص ٥٢.]

٩.

‏و يروي قتادة أنّه سأل أنس عن جمع القرآن في عصر النّبي صلّی اللّه عليه و اله و سلّم فقال:

‏أربعة من الأنصار هم: أبيّ بن كعب، و معاذ، و زيد بن ثابت، و أبو زيد

[صحيح البخاري، ج ٦، ص ١٠٢.]

١٠ و هناك روايات اخری يطول ذكرها.

‏علی أيّ حال، اتّخاذ سورة الحمد اسم (فاتحة الكتاب) دليل واضح علی إثبات هذه المسألة، إضافة إلی الأدلة الاخری المستفيضة في مصادر الشيعة و السنّة.

‏سؤال:

‏و هنا يثار سؤال حول المشهور بين بعض العلماء بشأن جمع القرآن بعد عصر النّبي صلّی اللّه عليه و اله و سلّم.

‏و في الجواب نقول: ما روي بشأن جمع القرآن علی يد الامام عليّ عليه السّلام بعد عصر الرّسول، لم يكن القرآن وحده، بل مجموعة تتضمّن القرآن و تفسيره و أسباب نزول الآيات، و ما شابه ذلك ممّا يحتاجه الفرد لفهم كلام اللّه العزيز.

‏و أمّا ما فعله عثمان في هذا الصدد، فتدلّ القرائن أنّه أقدم علی كتابة قرآن واحد عليه علامات التلاوة و الإعجام، منعا للاختلاف في القراءات، إذ لم يكن التنقيط معمولا به حتی ذلك الوقت.

‏و ما نراه من إصرار لدی جماعة علی عدم جمع القرآن في عصر رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم، و علی نسبة هذا الأمر للخليفة عثمان أو للخليفة الأول أو الثاني، فإنّما يعود إلی ظروف و ملابسات و عصبيات تأريخية لسنا بصددها الآن.

‏و إذا رجعنا إلی استقصاء طبيعة الأشياء في مجال جمع القرآن، ألفينا أنّه من غير المعقول أن يترك النّبي صلّی اللّه عليه و اله و سلّم هذه المهمّة الكبيرة، بينما نجده يهتمّ بدقائق الأمور المرتبطة بالرسالة.

‏أليس القرآن دستور الإسلام، و كتاب هداية البشرية، و أساس عقائد الإسلام و أحكامه؟

‏أليس من الممكن أن يتعرّض القرآن- إن لم يجمع- في عصر الرّسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم إلی الضياع، و إلی الاختلاف فيه بين المسلمين؟! (حديث الثقلين) المروي في المصادر الشيعية و السنّية، حيث أوصی رسول اللّه صلّی اللّه عليه و اله و سلّم بوديعته: كتاب اللّه و عترته، يؤكّد أيضا أن القرآن كان قد جمع في مجموعة واحدة في عصر الرّسول الأعظم.

‏أمّا اختلاف الرّوايات في عدد الصحابة الذين جمعوا القرآن خلال عصر النّبي فلا يشكّل عقبة في البحث، و من الممكن أنّ تتّجه كلّ رواية إلی ذكر عدد منهم.

تفسير الأمثل ج1
2024/06/04

ما المقصود بيوم «دحو الأرض»؟
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾ 1
قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) : أي بسطها و مهدها بحيث تصبح صالحة للسكن و السير ، و في كتاب محاولة لفهم عصري للقرآن ما نصه :

[اشترك]

" دحاها " أي جعلها كالدحية " البيضة " و هو ما يوافق أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض .. و لفظة دحا تعني أيضا البسط ، و هي اللفظة العربية الوحيدة التي تشتمل على البسط و التكوير في ذات الوقت ، فتكون أولى الألفاظ على الأرض المبسوطة في الظاهر المكورة في الحقيقة .. و هذا منتهى الإحكام و الخفاء في اختيار اللفظ الدقيق المبين 2 .
يوم دحو الأرض:
يوم دحو الأرض هو الخامس و العشرون من شهر ذي القعدة ، و هو يوم مبارك و يُستحب فيه الصوم ، فعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي وَ أَنَا غُلَامٌ فَتَعَشَّيْنَا عِنْدَ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) لَيْلَةَ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ .
فَقَالَ لَهُ : " لَيْلَةُ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ ( عليه السَّلام ) ، وَ وُلِدَ فِيهَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَ فِيهَا دُحِيَتِ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَمَنْ صَامَ سِتِّينَ شَهْراً " 3 .
وَ رُوِيَ عَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " فِي خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سَبْعِينَ سَنَةً ، وَ هُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُنْزِلَ فِيهِ الرَّحْمَةُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى آدَمَ ( عليه السَّلام ) " 4 .
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْقَلِ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ ـ يَعْنِي الرِّضَا ( عليه السَّلام ) ـ فِي يَوْمِ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ، فَقَالَ : " صُومُوا ، فَإِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِماً " .
قُلْنَا : جُعِلْنَا فِدَاكَ ، أَيُّ يَوْمٍ هُوَ ؟
قَالَ : " يَوْمٌ نُشِرَتْ فِيهِ‏ الرَّحْمَةُ ، وَ دُحِيَتْ فِيهِ الْأَرْضُ ، وَ نُصِبَتْ فِيهِ الْكَعْبَةُ ، وَ هَبَطَ فِيهِ آدَمُ ( عليه السَّلام ) " 4 .
وَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) قَالَ : " أَوَّلُ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فِي خَمْسَةٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَ قَامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَلَهُ عِبَادَةُ مِائَةِ سَنَةٍ صَامَ نَهَارَهَا وَ قَامَ لَيْلَهَا " 5 .
هذا و قد ذكر في بعض كتب الأدعية و أعمال الأيام أنّ زيارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) في يوم دحو الأرض من أفضل الأعمال المستحبّة .
دعاء يوم دحو الأرض :

وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَا فِي هَذَا الْيَوْمِ بِهَذَا الدُّعَاءِ:

"اللَّهُمَّ دَاحِيَ‏ الْكَعْبَةِ، وَ فَالِقَ الْحَبَّةِ، وَ صَارِفَ اللَّزْبَةِ، وَ كَاشِفَ الْكُرْبَةِ، أَسْأَلُكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ أَيَّامِكَ الَّتِي أَعْظَمْتَ حَقَّهَا، وَ قَدَّمْتَ سَبْقَهَا، وَ جَعَلْتَهَا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ وَدِيعَةً وَ إِلَيْكَ ذَرِيعَةً، وَ بِرَحْمَتِكَ الْوَسِيعَةِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ فِي الْمِيثَاقِ، الْقَرِيبِ يَوْمَ التَّلَاقِ، فَاتَّقِ ‏كُلَّ رَتْقٍ، وَ دَاعٍ إِلَى كُلِّ حَقٍّ، وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَطْهَارِ، الْهُدَاةِ الْمَنَارِ، دَعَائِمِ الْجَبَّارِ، وَ وُلَاةِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، وَ أَعْطِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا مِنْ عَطَائِكَ الْمَخْزُونِ غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَ لَا مَمْنُونٍ، تَجْمَعُ لَنَا التَّوْبَةَ وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ، يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَ أَكْرَمَ مَرْجُوٍّ، يَا كَفِيُّ يَا وَفِيُّ، يَا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ الْطُفْ لِي بِلُطْفِكَ، وَ أَسْعِدْنِي بِعَفْوِكَ، وَ أَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ، وَ لَا تُنْسِنِي كَرِيمَ ذِكْرِكَ بِوُلَاةِ أَمْرِكَ وَ حَفَظَةِ سِرِّكَ، وَ احْفَظْنِي مِنْ شَوَائِبِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ، وَ أَشْهِدْنِي أَوْلِيَاءَكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِي وَ حُلُولِ رَمْسِي وَ انْقِطَاعِ عَمَلِي وَ انْقِضَاءِ أَجَلِي.

اللَّهُمَّ وَ اذْكُرْنِي عَلَى طُولِ الْبِلَى إِذَا حَلَلْتُ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى وَ نَسِيَنِي النَّاسُونَ مِنَ الْوَرَى، وَ أَحْلِلْنِي دَارَ الْمُقَامَةِ وَ بَوِّئْنِي مَنْزِلَ الْكَرَامَةِ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ مُرَافِقِي أَوْلِيَائِكَ وَ أَهْلِ اجْتِبَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ، وَ بَارِكْ لِي فِي لِقَائِكَ، وَ ارْزُقْنِي حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ بَرِيئاً مِنَ الزَّلَلِ وَ سُوءِ الحطل [الْخَطَلِ‏].

اللَّهُمَّ وَ أَوْرِدْنِي حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَ اسْقِنِي مَشْرَباً رَوِيّاً سَائِغاً هَنِيئاً لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ، وَ لَا أُخَلَّا وِرْدَهُ وَ لَا عَنْهُ أُذَادُ، وَ اجْعَلْهُ لِي خَيْرَ زَادٍ وَ أَوْفَى مِيعَادٍ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ.

اللَّهُمَّ وَ الْعَنْ جَبَابِرَةَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ لِحُقُوقِ أَوْلِيَائِكَ الْمُسْتَأْثِرِينَ.

اللَّهُمَّ وَ اقْصِمْ دَعَائِمَهُمْ، وَ أَهْلِكْ أَشْيَاعَهُمْ، وَ عَامِلَهُمْ [عَالِمَهُمْ‏]، وَ عَجِّلْ مَهَالِكَهُمْ، وَ اسْلُبْهُمْ مَمَالِكَهُمْ، وَ ضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسَالِكَهُمْ، وَ الْعَنْ مَسَاهِمَهُمْ [مُسَاهِمَهُمْ‏] وَ مَشَارِكَهُمْ [مُشَارِكَهُمْ‏].

اللَّهُمَّ وَ عَجِّلْ فَرَجَ أَوْلِيَائِكَ، وَ ارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظَالِمَهُمْ، وَ أَظْهِرْ بِالْحَقِّ قَائِمَهُمْ، وَ اجْعَلْهُ لِدِينِكَ مُنْتَصِراً وَ بِأَمْرِكَ فِي أَعْدَائِكَ مُؤْتَمِراً.

اللَّهُمَّ احْفَظْهُ [احففه‏] بِمَلَائِكَةِ النَّصْرِ، وَ بِمَا أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْتَقِماً لَكَ حَتَّى تَرْضَى، وَ يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَ عَلَى يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّاً، وَ يُمَحِّصَ الْحَقَّ مَحْصاً، وَ يَرْفَضَ الْبَاطِلَ رَفْضاً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ صَحْبِهِ وَ أُسْرَتِهِ، وَ ابْعَثْنَا فِي كَرَّتِهِ حَتَّى نَكُونَ فِي زَمَانِهِ مِنْ أَعْوَانِهِ.

اللَّهُمَّ أَدْرِكْ بِنَا قِيَامَهُ، وَ أَشْهِدْنَا أَيَّامَهُ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ ارْدُدْ إِلَيْنَا سَلَامَهُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ" 6 .

الهوامش: *         1. القران الكريم : سورة النازعات ( 79 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 584 . *         2. تفسير الكاشف : 7 / 510 . *         3. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 10 / 449 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران . *         4. a. b. وسائل الشيعة : 10 / 450 . *         5. وسائل الشيعة : 10 / 451 . *         6. إقبال الأعمال ( الإقبال بالأعمال الحسنة ) : 312 ، للسيد رضي الدين بن طاووس ، المولود بالحلة / العراق في 15 / محرم / 589 هجرية ، و المتوفى ببغداد سنة : 664 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، طهران / إيران ، سنة : 1367 هجرية شمسية .
البلد الأمين و الدرع الحصين : 243 ، الطبعة الحجرية ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها .
المصباح ( مصباح الكفعمي ) : 658 ، الطبعة الثانية سنة : 1405 هجرية / انتشارات رضي ، قم / إيران ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها .
مصباح المتهجد : 669 ، طبعة مؤسسة فقه الشيعة ، بيروت / لبنان ، سنة : 1411 هجرية ، للشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، والمتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية .
2024/06/03

ما هي شروط التوبة؟ آية الله السيد محمد رضا السيستاني يجيب...
قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِم).

[اشترك]

يقول آية الله السيد محمد رضا السيستاني:

ويستفاد منه وجود شرطين لقبول التوبة :
الأول: أن يكون ارتكاب المعصية عن جهالة، والمراد بها الانسياق وراء الهوى، كالقوة الشهوية والغضبية إذا سيطرت على الشخص. ولا يشمل مورد من يخطط لارتكاب المعصية، ومن ثم للتوبة لمحو آثار ارتكابها، فإن صدور المعصية ممن هذا تفكيره لا يكون عن جهالة، بل عن خباثة، فهو غير مشمول لمورد الآية الكريمة.

الثاني: أن تكون التوبة حقيقية، وهو يحصل بالندم الحقيقي، ومن يفكر بأنه يعصي ومن ثم يتوب كيف يثق من نفسه أن توبته لاحقاً تكون مع الندم الحقيقي. بل إن من يخطط هكذا لا يكون ندمه ندماً حقيقياً عادة. نعم يمكن أن يحصل له ذلك إذا طرأ تحول حقيقي في حياته.

بحوث في شرح مناسك الحج، ج١، ص٦٤-٦٥ - نقلاً عن رياض العلماء
2024/05/21

يعد فراشه بنفسه.. المرجع الأعلى للطائفة يخدم نفسه
كان مرجع الطائفة  آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)  يحرص على القيام بأعماله بنفسه إلى أقصى حد ممكن وحتى في التفاصيل الصغيرة.

[اشترك]

فكان يقوم بالبحث، والتدريس، والمراجعة، والكتابة، والتصحيح لكتاباته، دون أن يكلف أحداً من طلابه، أو ذويه حتى في أيام شيخوخته ومرجعيته.

كما كان ـ أيضا ـ يحاول أن يعتمد على نفسه في قضاء حاجاته الخاصة، ويتجنب إلى أقصى حد تكليف الآخرين، أو الطلب منهم في قضاء هذه الحاجات، وحتى في زمن الشيخوخة، لم يتخل عن هذا الاتجاه النفسي، حيث كان يعد بنفسه كأس الليمون الحامض، الذي وصفه الأطباء له، كشراب مفيد.

كما أنه كان يبادر بنفسه لشرب الماء دون أن يطلب من أحد تحضير الماء، وهو شيخ تجاوز السبعين.

وكان يعد بنفسه فراشه، وأدوات الكتابة، وأقلام القصب، أو ملء القلم بالحبر، او غير ذلك من الأمور البسيطة والدقيقة، دون أن يكلف أحدا بذلك، حتى خدمه، أو أولاده.

2024/05/18

آثار الخشوع القلبي في السلوك
يقول الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي [طاب ثراه]: الخشوع أمرٌ قلبي، وبطبيعة الحال فإنّ أثره يتجلّى في الظاهر، وهو ما يعبّرون عنه بـ”الخضوع”.

[اشترك]

إذا استطاع الإنسان أن يدرك في آثاره الظاهريّة ومظاهره الخارجيّة، وضمن حدوده وإمكاناته، عظمة الله تعالى، وأن يفهم [في المقابل] فقره ولا شيئيّته؛ فستحصل عنده حالة من الانكسار التي ستترسّخ وتتجلّى عنده في تمام وجوده. وفي هذه الحالة، فإنّ لونه وتعابير وجهه، لغته وبيانه، نظراته، قدرته على البصر والسمع، مشيه في الطريق وقيامه وقعوده و… ذلك كلّه سيقع تحت تأثير ذلك. والقرآن الكريم يصف حالات الإنسان يوم القيامة، حينما تُكشَف له حقيقة المسائل ويرى ضعفه وعجزه أمام قدرة الله الواحد وقيّوميّته المطلقة، فيقول: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾.

ويقول حول حالات الإنسان يوم القيامة وبعث الناس من القبور: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ﴾.

في هذه التعابير القرآنية نجد أنّ الخشوع في مقابل العظمة الإلهيّة قد وُصّف بنحو أنّه يستحوذ على تمام وجود الإنسان.

المصدر: زاد اللقاء - نقلاً عن رياض العلماء
2024/05/13

خيرات حسان: تعرّف على صفات الزوجات في الجنّة
‏فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلی‌ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (٧٨)

‏زوجات الجنّة .. مرّة اخری:

‏استمرار لشرح نعم الجنّتين التي ذكرت في الآيات السابقة، تتحدّث هذه الآيات عن قسم آخر من هذه النعم التي تزخر بها جنان اللّه التي أعدّها للصالحين من عباده، حيث يقول سبحانه في البداية: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ‌. تستعمل كلمة (خير) غالبا للصفات الجيّدة و الجمال المعنوي، أمّا «حسن» فإنّها تستعمل للجمال الظاهر. لذا فإنّ المقصود ب خَيْراتٌ حِسانٌ‌ أولئك النسوة اللواتي جمعن بين حسن السيرة، وحسن الظاهر.

‏و جاء في الرّوايات في تفسير هذه الآية أنّ الصفات الحسنة للزوجات في الجنّة كثيرة و من جملتها طيب اللسان و النظافة و الطهارة، و عدم الإيذاء، و عدم النظر للرجال الأجانب.. و الخلاصة أنّ جميع صفات الخير و الجمال التي يجب أن تكون في الزوجة الصالحة موجودة فيهنّ، و هذه الصفات إشارة للصفات العالية التي يجب أن تكون في نساء هذه الدنيا و يجسّدن الأسوة بذلك لجميع الناس و القرآن الكريم يعبّر عنهنّ باختصار رائع أنهنّ‌ خَيْراتٌ حِسانٌ‌ [قال البعض: إنّ خيرات جمع (خيّرة) علی وزن (سيّدة)، و قيل لها خيرات للتخفيف، واعتبرها آخرون أنّها جمع (خيرة) علی وزن (حيرة) و علی كلّ حال فإنّها تعطي معنی الوصف، و ليس بمعنی( أفعل التفضيل) لأنّه لا يجمع.]١.

‏ثمّ يضيف مستمرّا في وصف الزوجات في الجنّة: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ‌.

‏«حور»: جمع حوراء و أحور، و تطلق علی الشخص الذي يكون سواد عينه قاتما و بياضها ناصعا، و أحيانا تطلق علی النساء اللواتي يكون لون وجوههنّ أبيض.

‏و التعبير بـ «مقصورات» إشارة إلی أنهنّ مرتبطات و متعلّقات بأزواجهنّ و محجوبات عن الآخرين.

‏«خيام»: جمع خيمة، و كما ورد في الرّوايات الإسلامية، فإنّ الخيم الموجودة في الجنّة لا تشبه خيم هذا العالم من حيث سعتها و جمالها.

‏و «الخيمة» كما ذكر علماء اللغة وبعض المفسّرين لا تطلق علی الخيم المصنوعة من القماش المتعارف فحسب. بل تطلق أيضا علی البيوت الخشبية و كذلك كلّ بيت دائري. و قيل أنّها تطلق علی كلّ بيت لم يكن من الحجر و أشباهه‌ [لسان العرب و مجمع البحرين و المنجد.]٢.

‏و مرّة أخری يكرّر السؤال نفسه بقوله تعالی: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ‌.

‏و يضيف سبحانه وصفا آخر لحوريات الجنّة حيث يقول: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ‌ [حول معنی الطمث أعطينا توضيحا كافيا في نهاية الآية رقم( ٥٦) من نفس السورة.]٣.

ويستفاد من الآيات القرآنية أنّ الزوجين المؤمنين في هذه الدنيا سيلتحقان في الجنّة مع بعضهما ويعيشان في أفضل الحالات‌ [الرعد، ٢٣، و المؤمن، ٨.]٤.

‏ويستفاد أيضا من الرّوايات أنّ درجة و مقام زوجات المؤمنين الصالحات أعلی و أفضل من حوريات الجنّة [الدّر المنثور، ص ١٥١.]٥ و ذلك بما قمن به في الدنيا من صالح الأعمال و عبادة اللّه سبحانه.

‏ثمّ يضيف تعالی: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ‌.

‏و في آخر وصف للنعم الموجودة في هذه الجنّة يذكر سبحانه تعالی: مُتَّكِئِينَ عَلی‌ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ‌.

‏«رفرف» في الأصل بمعنی الأوراق الواسعة للأشجار، ثمّ أطلقت علی الأقمشة الملوّنة الزاهية التي تشبه مناظر الحدائق.

‏«عبقري» في الأصل بمعنی كلّ موجود قلّ نظيره، و لذا يقال للعلماء الذين يندر وجودهم بين الناس (عباقرة) و يعتقد الكثير أنّ كلمة (عبقر) كان في البداية اسما لمدينة (بريان) انتخبه العرب لها، لأنّ هذه المدينة كانت في مكان غير معلوم و نادر. لذا فإنّ كلّ موضوع يقلّ نظيره ينسب لها و يقال «عبقري»، و ذكر البعض أنّ «عبقر» كانت مدينة تحاك فيها أفضل المنسوجات الحريرية. و المعنی الأصلي لهذه الكلمة متروك في الوقت الحاضر و تستعمل كلمة «عبقري» ككلمة مستقلّة بمعنی نادر الوجود، و تأتي جمعا في بعض الأحيان، كما في الآية مورد البحث.

‏و (حسان) جمع (حسن) علی وزن «نسب» بمعنی جيّد و لطيف.

‏و علی كلّ حال فإنّ هذه التعابير حاكية جميعا عن أنّ كلّ موجودات الجنّة رائعة: الفاكهة، الغذاء، القصور، الأفرشة ... و الخلاصة أنّ كلّ شي‌ء فيها لا نظير له و لا شبيه في نوعه، و لا بدّ من القول هنا أنّ هذه التعبيرات لا تستطيع أبدا أن تعكس تلك الإبداعات العظيمة بدقّة، و إنّها تستطيع- فقط- أن ترسم لنا صورة تقريبية من الصورة الحقيقيّة للموجودات في الجنّة.

‏و للمرّة الأخيرة و هي (الحادية و الثلاثون) يسأل سبحانه جميع مخلوقاته من الجنّ و الإنس هذا السؤال: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ‌.

‏هل النعم المعنوية؟ أم النعم الماديّة؟ أم نعم هذا العالم؟ أم الموجودة في الجنّة؟

إنّ كلّ هذه النعم شملت وجودكم و غمرتكم .. إلّا أنّه- مع الأسف- قد أنساكم غروركم و غفلتكم هذه الألطاف العظيمة، و مصدر عطائها و هو اللّه سبحانه الذي أنتم بحاجة مستمرّة إلی نعمه في الحاضر و المستقبل .. فأيّا منها تنكرون و تكذّبون؟

‏و يختم السورة سبحانه بهذه الآية الكريمة: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌.

‏«تبارك» من أصل (برك) علی وزن (درك) بمعنی صدر البعير، و ذلك لأنّ الجمال حينما تبرك تضع صدرها علی الأرض أوّلا، و من هنا استعمل هذا المصطلح بمعنی الثبات و الدوام و الاستقامة، لذا فإنّ كلمة (مبارك) تقال للموجودات الكثيرة الفائدة، و أكرم من تطلق عليه هذه الكلمة هي الذات الإلهيّة المقدّسة باعتبارها مصدرا لجميع الخيرات و البركات. و استعملت هذه المفردة هنا لأنّ جميع النعم الإلهيّة- سواء كانت في الأرض و السماء في الدنيا و الآخرة و الكون و الخلق- فهي من فيض الوجود الإلهي المبارك، لذا فإنّ هذا التعبير من أنسب التعابير المذكورة في الآية لهذا المعنی.

‏و المقصود من (اسم) هنا هو صفات اللّه تعالی خصوصا الرحمانية التي هي منشأ البركات، و بتعبير آخر فإنّ أفعال اللّه تعالی مصدرها من صافته، و إذا خلق عالم الوجود فذلك من إبداعه و نظام خلقه، و إذا وضع كلّ شي‌ء في ميزان فذلك ما أوجبته حكمته، و إذا وضع قانون العدالة حاكما علی كلّ شي‌ء فإنّ (علمه و عدالته) توجبان ذلك. و إذا عاقب المجرمين بأنواع العذاب الذي مرّ بنا في هذه السورة فإنّ (انتقامه يقضي ذلك، و إذا شمل المؤمنين الصالحين بأنواع الهبات و النعم العظيمة الماديّة و المعنوية- في هذا العالم و في الآخرة- فإنّ رحمته الواسعة أوجبت ذلك، و بناء علی هذا فإنّ اسمه يشير إلی صفاته و صفاته هي نفس ذاته المقدّسة.

‏و التعبير ب ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌ إشارة إلی كلّ صفات جماله و جلاله: ذِي الْجَلالِ‌ إشارة إلی الصفات السلبية، و (ذي الإكرام) إشارة إلی الصفات الثبوتية.

‏و الملفت للنظر هنا أنّ هذه السورة بدأت باسم اللّه (الرحمن) و انتهت باسم اللّه ذي الجلال و الإكرام) و كلاهما ينسجمان مع مجموعة مواضيع السورة.

‏ملاحظات‌

‏١- في الآية رقم (٣٧) من هذه السورة بعد ذكر النعم الإلهيّة المختلفة المعنوية و الماديّة في الدنيا يقول سبحانه: وَ يَبْقی‌ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌.

‏و في نهاية السورة و بعد ذكر أنواع النعم الاخروية يقول سبحانه: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌. إنّ هاتين الآيتين توضّحان حقيقة مهمّة و هي أنّ جميع الخطوط تنتهي إلی ذاته المقدّسة، و أنّ جميع ما في الوجود مصدره اللّه سبحانه، فالدنيا منه، و العقبی كذلك، و إنّ جلاله و إكرامه قد شمل كلّ شي‌ء.

‏٢- و نقرأ في حديث للرسول الأعظم صلّی اللّه عليه و آله و سلّم‌ أنّ رجلا كان يدعو اللّه في حضرته حيث قال: «يا ذا الجلال و الإكرام فقال صلّی اللّه عليه و آله و سلّم: قد استجيب لك فسل‌ [تفسير الدرّ المنثور، ج ٦ ص ١٥٣.]٦.

‏وجاء في حديث آخر أنّ الرّسول صلّی اللّه عليه و آله و سلّم شاهد رجلا يقيم الصلاة حيث دعا بعد الركوع و السجود و التشهّد بهذا الدعاء: اللهمّ انّي أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، المنّان بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيّوم انّي أسألك ... فقال صلّی اللّه عليه و آله و سلّم: لقد دعا اللّه باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطی» [تفسير الدرّ المنثور، ج ٦، ص ١٥٣.]٧.

‏٣- نقرأ في حديث للإمام الباقر عليه السّلام‌ في تفسير الآية: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌ أنّه قال: «نحن جلال اللّه و كرامته التي أكرم العباد بطاعتنا» [تفسير البرهان، ج ٤، ص ٢٧٢.]٨.

‏و من الواضح أنّ أهل البيت عليه السّلام لا يدعون لغير اللّه، و لا يأمرون بغير طاعته و هم هداة الطريق إليه، و سفن النجاة في بحر الحياة المتلاطم. و بناء علی هذا، فإنّهم يمثّلون مصاديق جلال اللّه و إكرامه، لأنّ اللّه تعالی قد شمل الناس بنعمة الهداية بواسطة أوليائه.

‏٤- ذكر البعض أنّ أوّل آيات قرئت في مكّة علی قريش علنا هي الآيات الأوائل لهذه السورة يقول عبد اللّه بن مسعود رضی اللّه عنه قال: اجتمع يوما أصحاب رسول اللّه فقالوا: و اللّه ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قطّ. فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبد اللّه بن مسعود: أنا، قالوا: إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإنّ اللّه سيمنعني، قال: فغذا ابن مسعود حتّی أتی المنام في الضحی، و قريش في أنديتها، حتّی قام عند المقام ثمّ قرأ: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ رافعا بها صوته: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ‌ قال: ثمّ استقبلها يقرؤها قال: فتأمّلوه فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أمّ عبد؟ قال: ثمّ قالوا: إنّه ليتلو بعض ما جاء به محمّد فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، و جعل يقرأ حتّی بلغ منها ما شاء اللّه أن يبلغ. ثمّ انصرف إلی أصحابه و قد أثّروا في وجهه.

‏فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء اللّه أهون عليّ منهم الآن، و لئن شئتم لأغادينّهم بمثلها غدا، قالوا: لا حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون‌ [سيرة ابن هشام، ج ١، ص ٣٣٦.]٩.

‏و لهذا السبب فقد اعتبر ابن مسعود أوّل مسلم جهر بالقرآن في مكّة أمام المشركين‌ [اسد الغابة، ج ٣، ص ٢٥٧.]١٠.

‏ربّنا، يا ذا الجلال و الإكرام، نقسم عليك بجلالك و إكرامك ألّا تحرمنا من نعم و هبات الجنّة.

‏ربّاه، إنّ دائرة رحمتك واسعة جدّا، و إنّنا لم نعمل عملا يليق برحمتك، فعاملنا بما يليق بمقام رحمانيّتك.

‏إلهنا، نحن لا نكذّب أيّا من نعمك، و نعتبر أنفسنا غارقين بإحسانك دائما، فأدم نعمك علينا.

‏آمين يا ربّ العالمين.

مقتطف من تفسير الأمثل ج ١٧

الهوامش: ‏١ قال البعض: إنّ خيرات جمع( خيّرة) علی وزن( سيّدة)، و قيل لها خيرات للتخفيف، و اعتبرها آخرون أنّها جمع( خيرة) علی وزن( حيرة) و علی كلّ حال فإنّها تعطي معنی الوصف، و ليس بمعنی( أفعل التفضيل) لأنّه لا يجمع. ‏٢ لسان العرب و مجمع البحرين و المنجد. ‏٣ حول معنی الطمث أعطينا توضيحا كافيا في نهاية الآية رقم( ٥٦) من نفس السورة. ‏٤ الرعد، ٢٣، و المؤمن، ٨. ‏٥ الدّر المنثور، ص ١٥١. ‏٦ تفسير الدرّ المنثور، ج ٦ ص ١٥٣. ‏٧ تفسير الدرّ المنثور، ج ٦، ص ١٥٣. ‏٨ تفسير البرهان، ج ٤، ص ٢٧٢. ‏٩ سيرة ابن هشام، ج ١، ص ٣٣٦.
2024/05/13

المعصومون 14.. لماذا سمّيت فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (ع) بـ «المعصومة»؟!
من المعلوم أن المعصومين هم أربعة عشر بدءاً من الرسول صلى الله عليه وآله وختاماً بالإمام المنتظر عجل الله فرجه فما هو تفسير تسميتها بالمعصومة؟

[اشترك] 
لا شك في أن المعصومين في عقيدتنا هم أربعة عشر وهناك كلام بالنسبة إلى السيدة زينب عليها السلام كما يقول المامقاني بأنه من رأى شأنها وجلالتها وعظمتها ثم ادعى عصمتها فليس ببعيد أما بالنسبة إلى فاطمة المعصومة فإن عصمتها ليست بهذا المعنى، نعم هي من الطيبات والعالمات والمحدثات اللواتي اختصت وخصّها اللَّه بملكة العقل والرشاد والإيمان والثبات إلى جانب العزيمة والتضحية. مودعاً فيها العفة والطهارة وبواعث الكمال والغلبة والحق... مع تجنبها عوامل الذل والخوف والاستسلام والانحراف إضافة إلى اشتهارها بمقامات معنوية جليلة فلعله من هذا الباب وصفها العلماء بوصف من أوصاف الصديقة الزهراء الطاهرة وإن لم أعثر لقلة تحقيقاتي في هذا الموضوع على هذا الوصف مع أنه مشهور لكن صاحب رياحين الشريعة ينسب كلمة معصومة إلى الإمام الرضا عليه السلام والذي يقول: "من زار المعصومة في قم فقد زارني". هذا ولم يبلغ الزهراء أحد من نساء العالمين بل هي سيدة نساء العالمين كما في روايات الخاص والعام وهي المعصومة بضرورة المذهب على ما صرح بذلك الإمام الخوئي في المعجم.

مقتطف من حوار أجرته مجلة بقية الله مع سماحة العلامة المحقق الشيخ نجم الدين الطبسي 
2024/05/10

الصلاة أفضل وسيلة لذكر اللّه‌
واحدة من أهم أسرار الصلاة، و هي أن الإنسان يحتاج في حياته في هذا العالم- و بسبب العوامل المؤدية إلی الغفلة- إلی عمل يذكّره باللّه و القيامة و دعوة الأنبياء و هدف الخلق في فترات زمنية مختلفة، كي يحفظه من الغرق في دوامة الغفلة و الجهل، و تقوم الصلاة بهذه الوظيفة المهمّة.

‏إنّ الإنسان يستيقظ في الصباح من النوم ... ذلك النوم الذي عزله عن كل‌ موجودات العالم، و يريد أن يبدأ نشاطه الحياتي، فقبل كل شي‌ء يتوجه إلی الصلاة، و يصفي قلبه و روحه بذكر اللّه، و يستمد منه القوّة و المدد، و يستعد للجد و السعي الممتزج بالصدق و المودة.

‏و عند ما يغرق في زحمة الأعمال اليومية، و تمضي عدة ساعات و قد نسي ذكر اللّه، و فجأة يحين الظهر، و يسمع صوت المؤذن: اللّه أكبر! حي علی الصلاة! فيتوجه إلی الصلاة و يقف بين يدي ربّه و يناجيه، و إذا كان غبار الغفلة قد استقر علی قلبه فإنّه يغسله بهذه الصلاة، و من هنا يقول اللّه سبحانه لموسی في أوّل الأوامر في بداية الوحي: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‌.

‏و ممّا يجلب الانتباه أنّ هذه الآية تقول: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‌ أمّا الآية (٢٨) من سورة الرعد فتقول: أَلا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‌ و الآيات (٢٧- ٣٠) من سورة الفجر تقول: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلی‌ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي‌ و إذا جعلنا هذه الآيات الثلاثة جنبا إلی جنب فسنفهم جيدا أن الصلاة تذكر الإنسان باللّه، و ذكر اللّه يجعل نفسه مطمئنة، و نفسه المطمئنة ستوصله إلی مقام العباد المخلصين و الجنّة الخالدة.

مقتطف من تفسير الأمثل
2024/05/05

القصّة المفصّلة لأصحاب الكهف
بعد أن ذكرت الآيات بشكل مختصر قصّة أصحاب الكهف، بدأت الآن مرحلة الشرح المفصّل لها ضمن (١٤) آية و كان المنطلق في ذلك قوله تعالی:

‏نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ‌ كلام خال من أي شكل من أشكال الخرافة و التزوير. إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدیً‌. و كما قلنا فإنّ (فتية) جمع‌ (فتی) و هي تعني الشاب الحدث. و بما أنّ الجسم يكون قويا في مرحلة الشباب، فهو علی استعداد لقبول نور الحق، و منبع للحب و السخاء و العفة. و لذا كثيرا ما تستخدم كلمة (الفتی و الفتوة) للتدليل علی مجموع هذه الصفات حتی لو كان أصحابها من المسنيّن.

‏و تشير الآيات القرآنية- و ما هو ثابت في التأريخ- إلی أنّ أصحاب الكهف كانوا يعيشون في بيئة فاسدة و زمان شاعت فيه عبادة الأصنام و الكفر، و كانت هناك حكومة ظالمة تحتمي مظاهر الشرك و الكفر و الانحراف.

‏مجموعة أهل الكهف- الذين كانوا علی مستوی من العقل و الصدق- أحسّوا بالفساد و قرروا القيام ضدّ هذا المجتمع، و في حال عدم تمكنهم من المواجهة و التغيير فإنّهم سيهجرون هذا المجتمع و المحيط الفاسد.

‏لذا يقول القرآن بعد البحث السابق: وَ رَبَطْنا عَلی‌ قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً.

‏فإذا عبدنا غيره: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً.

‏نستفيد من تعبير رَبَطْنا عَلی‌ قُلُوبِهِمْ‌ أنّ بذرة التوحيد و فكرته كانت منذ البداية مرتكزة في قلوبهم، إلّا أنّهم لم تكن لديهم القدرة علی إظهارها و التجاهر بها. و لكن اللّه بتقوية قلوبهم أعطاهم القدرة علی أن ينهضوا و يعلنوا علانية نداء التوحيد.

‏و ليس من الواضح فيما إذا كان هذا الإعلان قد تمّ أوّلا أمام ملك زمانهم الظالم (دقيانوس) أو أنّه تمّ أمام الناس، أو أمام الاثنين معا (الحاكم الظالم و الناس) أو أنّهم تجاهروا به فيما بينهم أنفسهم؟

‏لكن يظهر من كلمة (قاموا) أنّ إعلانهم كان وسط الناس، أو أمام السلطان الظالم.

‏(شطط) علی وزن (وسط) تعني الخروج عن الحد و الإفراط في الابتعاد لذا فإنّ (شطط) تقال للكلام البعيد عن الحق، و يقال لحواشي و ضفاف الأنهار الكبيرة (شط) لكونها بعيدة عن الماء، و كونها ذات جدران مرتفعة.

‏و في الواقع، إنّ هؤلاء الفتية المؤمنين ذكروا دليلا واضحا لإثبات التوحيد و نفي الآلهة. و هو قولهم: إنّنا نری و بوضوح أنّ لهذه السماوات و الأرض خالقا واحدا، و أنّ نظام الخلق دليل علی وجوده، و ما نحن إلّا جزء من هذا الوجود، لذا فإنّ ربّنا هو نفسه ربّ السماوات و الأرض.

‏ثمّ ذكروا دليلا آخر و هو: هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً.

‏فهل يمكن الإعتقاد بشي‌ء بدون دليل و برهان؟: لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ‌.

‏و هل يمكن أن يكون الظن أو التقليد الأعمی دليلا علی مثل هذا الإعتقاد؟

‏ما هذا الظلم الفاحش و الانحراف الكبير:فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری‌ عَلَی اللَّـهِ كَذِباً.

‏و هذا الافتراء هو ظلم للنفس، لأنّ الإنسان يستسلم حينئذ لأسباب السقوط و الشقاء، و هو أيضا ظلم بحق المجتمع الذي تسري فيه هذه الانحرافات، و أخيرا هو ظلم للّه و تعرض لمقامه العظيم سبحانه و تعالی.

‏هؤلاء الفتية الموحدون قاموا بما يستطيعون لإزالة صدأ الشرك عن قلوب الناس، و زرع غرسة التوحيد في مكانها، إلّا أنّ ضجة عبادة الأصنام في ذلك المحيط الفاسد، و ظلم الحاكم الجبار كانتا من الشدّة بحيث حبستا أنفاس عبادة اللّه في صدورهم و انكمشت همهمات التوحيد في حناجرهم.

‏و هكذا اضطروا للهجرة لانقاذ أنفسهم و الحصول علی محيط أكثر استعدادا و قد تشاوروا فيما بينهم عن المكان الذي سيذهبون إليه ثمّ كان قرارهم: وَ إِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَی الْكَهْفِ‌. حتی: يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ يُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً.

‏«يهيّئ» مشتقة من «تهيئة» بمعنی الإعداد. «مرفق» تعني الوسيلة التي تكون سببا للطف و الرفق و الراحة، و بذا يكون معنی الجملة وَ يُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً أنّ الخالق سبحانه و تعالی سيرتب لكم وسيلة للرفق و الراحة.

‏و ليس من المستبعد أن يكون (نشر الرحمة) الوارد في الجملة الأولی إشارة إلی الألطاف المعنوية للّه تبارك و تعالی، في حين أنّ الجملة الثّانية تشير إلی الجوانب المادية التي تؤدي إلی خلاصهم و نجاتهم.

‏ملاحظات‌

‏١- الفتوة و الإيمان‌

‏تتزامن روح التوحيد دائما مع سلسلة من الصفات الإنسانية العالية، فهي تنبع منها و تؤثّر فيها أيضا، و يكون التأثير فيما بينهما متبادلا. و لهذا السبب فإننا نقرأ في قصّة أصحاب الكهف أنّهم كانوا فتية آمنوا بربّهم.

‏و علی هذا الأساس قال بعض العلماء: رأس الفتوة الإيمان.

‏و قال البعض الآخر منهم: الفتوة بذل الندی، و كف الأذی، و ترك الشكوی.

‏و البعض الثّالث فسّر الفتوة بقوله: هي اجتناب المحارم و استعمال المكارم.

‏٢- الإيمان و الإمداد الإلهي‌

‏في عدّة مواقع من الآيات أعلاه تنعكس بوضوح حقيقة الإمداد الإلهي للمؤمنين، فإذا وضع الإنسان خطواته في طريق اللّه، و نهض لأجله فإنّ الإمداد الإلهي سيشمله، ففي مكان تقول الآية: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدیً‌.

‏و فی مكان آخر تقول: وَ رَبَطْنا عَلی‌ قُلُوبِهِمْ‌. و في نهاية الآيات كانوا بانتظار رحمة الخالق:يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ‌. الآيات القرآنية الأخری تؤيد هذه الحقيقة بوضوح، فعند ما يجاهد الإنسان من أجل اللّه، فإنّ اللّه يهديه إلی طريق الحق: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا

[العنكبوت، الآية الأخيرة.]

١ و في سورة محمّد صلّی اللّه عليه و آله و سلّم آية (١٧) نقرأ قوله تعالی: وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدیً‌.

‏إنّ طريق الحق ملي‌ء بالموانع و الصعوبات، و من العسير علی الإنسان طي هذا الطريق و الوصول إلی الأهداف من دون لطف اللّه و عنايته.

‏و نعلم أيضا إنّ لطف اللّه أكبر من أن يترك العبد في طريق الحق لوحده.

‏٣- ملجأ باسم الغار

‏إنّ وجود (أل) التعريف في كلمة «الكهف» قد تكون إشارة إلی أنّهم (أصحاب الكهف) كانوا مصممين علی الذهاب إلی مكان معين في حال عدم نجاح دعوتهم التوحيدية، و ذلك لإنقاذ أنفسهم من ذلك المحيط الملوّث.

‏(الكهف) كلمة ذات مفهوم واسع، و تذكرنا بنمط الحياة الابتدائية للإنسان، حيث ينعدم فيه الضوء، و لياليه مظلمة و باردة، و تذكرنا بآلام المحرومين، إذ ليس ثمّة شي‌ء من زينة الحياة المادية، أو الحياة الناعمة المرفّهة.

‏و يتّضح الأمر أكثر إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أنّ التأريخ ينقل لنا أنّ أصحاب الكهف كانوا من الوزراء و أصحاب المناصب الكبيرة داخل الحكم. و قد نهضوا ضدّ الحاكم و ضدّ مذهبه، و كان اختيار حياة الكهوف علی هذه الحياة قرارا يحتاج إلی المزيد من الشهامة و الهمّة و الروح و الإيمان العالي.

‏و في هذا الغار البارد المظلم الذي قد يتضّمن خطر الحيوانات المؤذية، هناك عالم من النور و الإخلاص و التوحيد و المعاني السامية.

‏إنّ خطوط الرحمة الإلهية متجلية علی جدران هذا الغار، و أمواج لطف‌ الخالق تسبح في فضائه، ليس هناك وجود للأصنام من أي نوع كانت، و لا يصل طوفان ظلم الجبارين إلی هذا الكهف.

‏هؤلاء الفتية الموحدون تركوا الدنيا الملوثة الواسعة و التي كان سجنا لأرواحهم و ذهبوا إلی غار مظلم جاف. و فعلهم هذا يشبه فعل النّبي يوسف عليه السّلام حين أصروا عليه أن يستسلم لشهوة امرأة العزيز الجميلة، و إلّا فالسجن الموحش المظلم سيكون في انتظاره، لكن هذا الضغط زاد في صموده و قال متوجها إلی ربّه العظيم: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ‌٢.

*مقتطف من تفسير الأمثل الهوامش: ‏١ العنكبوت، الآية الأخيرة. ‏٢ يوسف، ٣٣
2024/05/05

كيف تتغلب على إجهاد العين بسبب الجلوس طويلاً أمام الكومبيوتر؟
في العصر الذي نعيشه الآن، أصبح الاعتماد على الشاشات في العمل والتعليم والترفيه منتشرًا بشكل متزايد، ومع ذلك، غالبًا ما يكون وقت الشاشة الطويل على حساب صحتنا البصرية، مما يؤدي إلى أعراض تُعرف مجتمعة باسم متلازمة رؤية الكمبيوتر  أو إجهاد العين الرقمي.

[اشترك] 
أوضح الدكتور أشرف الهباق أستاذ طب وجراحة العيون أن متلازمة الكمبيوتر تتميز بعدم الراحة والتعب في العين، وتعرف أيضا باسم إجهاد العين الرقمي، وهي مجموعة من مشاكل العين الناتجة عن استخدام الكمبيوتر لفترة طويلة.
وأشار الطبيب إلى أنه لا يؤدي استخدام الشاشات لفترات طويلة إلى أعراض جسدية مثل إجهاد العين والجفاف وعدم الراحة العضلية الهيكلية فحسب، بل يساهم أيضًا في الضغوط النفسية مثل التوتر والقلق.
يمكن التخفيف من إجهاد العين من خلال اتباع حيل بسيطة للتخفيف من إجهاد العين الرقمي والتي تشمل :
ضبط إعدادات الشاشة: قم بتعديل سطوع الشاشة وتباينها وحجم الخط لتقليل الضغط على عينيك.
خذ فترات راحة متكررة: اضبط مؤقتًا لتذكير نفسك بأخذ فترات راحة منتظمة، مما يسمح لعينيك بالراحة وإعادة التركيز.
تدرب على قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية على الأقل لتقليل إجهاد العين.
تحسين الوضع: حافظ على الوضع المناسب أثناء استخدام الشاشات لتقليل الضغط على رقبتك وأكتافك وعينيك.
استخدم الإضاءة المناسبة: تجنب الوهج والانعكاسات عن طريق وضع الشاشات بعيدًا عن مصادر الضوء المباشرة واستخدام الإضاءة القابلة للتعديل.
تحسين مسافة الشاشة وزاويتها: ضع الشاشات على مسافة ذراع وتحت مستوى العين قليلًا لتقليل الضغط على رقبتك وعينيك.
استخدام مرشحات الضوء الأزرق: استخدم مرشحات الضوء الأزرق أو النظارات لتقليل التعرض للضوء الأزرق الضار المنبعث من الشاشات، خاصة قبل النوم.

المصدر: اليوم السابع
2024/05/02

قوي وعزيز: المتديّن يفرض احترامه على الناس
يقول الفقيه السيد محمد سعيد الحكيم [طاب ثراه]: كما أنا نلفت أنظار إخواننا المؤمنين أعزهم الله عز وجل إلى أن الإنسان الذي يحترم نفسه، ويلتزم بدينه، ويحافظ على ما تضمنه من مكارم الأخلاق ومحمود الخصال، يفرض احترامه على الآخرين حتى المتحللين منهم، حيث يشعرون بقوة شخصيته واعتزازه بواقعه. مع شعورهم في قرارة أنفسهم بشرف ذلك الواقع وحسنه.

وقد لمسنا ذلك عياناً ممن تواصلنا معهم، وتيسر لنا الحديث معهم. وبلغنا كثير من مفرداته من إخواننا المؤمنين الذين يتواصلون مع تلك الفئات. فعلى المؤمنين وفقهم الله تعالى أن يرعوا ذلك خصوصاً في المجتمعات المتحللة.

ولو فرض أن تعرضوا للسخرية من بعض المتحللين ـ ممن لا يحترم نفسه ـ فلا ينبغي أن يمنعهم ذلك من اعتزازهم بواقعهم الكريم، ومضيهم فيه وإصرارهم عليه. 

كما قال الله عز وجل حاكياً عن نبيه نوح (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام): (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ).

المصدر خاتم النبيين (ص) نقلاً عن رياض العلماء 
2024/05/01

سرّ العمر الطويل.. معمّر أمريكي يكشف وصفة البقاء طويلاً بصحة جيدة!
كشف المعمر الأميركي فينسنت درانسفيلد الذي بلغ من العمر 110 أعوام عن أسرار طول عمره وبقائه بصحة جيدة.

ووفقا لقناة WNBC التلفزيونية، ولد فينسنت درانسفيلد يوم 28 آذار عام 1914. ومنذ عام 1945 يعيش في منزله الخاص بمدينة ليتل فولز، بولاية نيو جيرسي. وبالإضافة إلى اهتمامه بنفسه لا يزال يقود سيارته أيضا. عمل الرجل كميكانيكي سيارات لأكثر من 60 عاما وتقاعد بناء على طلب زوجته.

وحسب قوله، كان دائما نشطا في مجال الحياة الاجتماعية، وعمل لمدة 80 عاما كمتطوع في قسم إطفاء الحرائق المحلي، حتى أنه كان رئيسا للقسم لبعض الوقت.

ويشير إلى أن التغذية الجيدة في مرحلة الشباب هي سر طول عمره، حيث كان خلالها يعمل في مزرعة لتربية الحيوانات، كان خلالها يحصل على تغذية جيدة ويشرب الحليب كثيرا.

ويقول: “شربت الحليب وأكلت جيدا. وأعتقد أن هذه كانت بداية جيدة للحفاظ على صحتي وقوة عظامي”.

والسبب الآخر وفقا له، هو حبه للناس وموقفه الإيجابي تجاه الحياة.

ويقول: “أحاول دائما أن لا أفقد عزيمتي، حتى عندما لا تسير الأمور كما ينبغي”.

المصدر: روسيا اليوم
2024/04/29

هل أنا على صواب أم على خطأ؟!
هل هذه الآية: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ﴾ توجب اليأس؟

هل هذا استفهام استنكاري، يستنكر فيه الخالق جل وعلا ما يتوهمه البعض من غفران الذنوب جميعها، وجعل حياتهم سهلة لا نكد فيها؟.. فقد ارتكبت ما ارتكبت وتبت وحججت بيت الله الحرام، ومنذ ذلك الحين وأنا قد انتقلت إلى الضفة الأخرى البيضاء، وأعيش عالما مختلفا عما كنت فيه.. ولكن قراءة هذه الآية يؤرقني ويعذبني ويبكيني.. فهل أنا على صواب أم على خطأ؟


الجواب من سماحة الشيخ حبيب الكاظمي:

أولا اعلموا أن اليأس من رحمة الله تعالى من الكبائر، فيكفي أن يعيش العبد حالة الندامة، ليغفر الله تعالى ذنوبه جميعا.
وأما الآية فمعناها: استنكار أن تكون حياة المؤمنين ومماتهم كحياة الفاسقين ومماتهم، فكما أنهم يعيشون حالة الاطمئنان في الحياة الدنيا والرضوان الإلهي يوم القيامة، فإن الذين خرجوا من طاعة الله تعالى-بالعكس منهم- يعيشون معيشة الضنك كما ذكرها القرآن في الدنيا، والخزي والعذاب في الآخرة.
وأما البكاء والتضرع من خشية الله تعالى، فهو مطلوب دائما، بشرط أن لا يكون مصحوبا بالوسوسة واليأس من رحمة الله تعالى، فإن الشيطان قد يبالغ للإنسان سوء حاله، ليقع فيما هو أعظم من الذنب، ألا وهو البقاء على الخطيئة رافعا شعار: أنا الغريق فما خوفي من البلل!.. ولا تنسوا قوله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ .

2024/04/28

الاتحاد الأوروبي: تيك توك خطير كالسجائر
رفعت المفوضية الأوروبية قضية ضد شركة ByteDance المالكة لـ"تيك توك لايت"، بزعم أن التطبيق قد يكون خطيرا على الأطفال.

وأُطلق "تيك توك لايت" في الأسواق التجريبية الآسيوية عام 2019، وظهر لأول مرة في فرنسا وإسبانيا الشهر الماضي.

وفي بيان صدر يوم الاثنين، قالت المفوضية الأوروبية إن ByteDance أطلقته في أوروبا دون الالتزام بقانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي (DSA).

وقال مفوض السوق الداخلية، تييري بريتون، المسؤول عن تطبيق قانون DSA: "نشتبه في أن تطبيق "تيك توك لايت" يمكن أن يكون خطيرا ومسببا للإدمان مثل السجائر الخفيفة".

ووفقا للمفوضية، لم تقدم ByteDance "تقرير تقييم المخاطر"، الذي تطلبه DSA للمنصات "الكبيرة جدا عبر الإنترنت" قبل إطلاق أي خدمات جديدة مثل "تيك توك لايت".

ويشعر البيروقراطيون في بروكسل بالقلق بشأن "برنامج المهام والمكافآت" الخاص بالتطبيق، والذي يتيح للمستخدمين تجميع النقاط مقابل مشاهدة مقاطع الفيديو ومتابعة صنّاع المحتوى ودعوة الأصدقاء، وما إلى ذلك.

وأوضحت ByteDance أن "تيك توك لايت"، بما في ذلك برنامج المكافآت، غير متاح للقاصرين في المقام الأول، وأنها ستواصل المناقشات مع المفوضية بشأن حل المشكلة.

ومُنحت الشركة مهلة حتى يوم الثلاثاء القادم لتقديم "تقرير تقييم المخاطر"، وحتى 3 مايو لتقديم المعلومات الأخرى التي طلبتها المفوضية الأوروبية. كما هدد الاتحاد الأوروبي بفرض غرامة على الشركة تصل إلى 1% من إجمالي دخلها السنوي إذا لم تمتثل للمطالب.

يذكر أن المفوضية الأوروبية أطلقت تحقيقها الأول حول امتثال ByteDance لقانون DSA فيما يتعلق بحماية القاصرين في فبراير الماضي.

المصدر khaberni
2024/04/27

هل لـ «اليهود» حق في أرض فلسطين؟!
بعد أكثر 70 عاما من احتلال "اسرائيل" لفلسطين يجب علينا ان نوجه سؤالا لانفسنا وللعالم والمؤرخين ونورثه للاجيال القادمة وهو هل يوجد حق تاريخي لشعب ما في ارض ما؟؟ منذ اكثر من 7 عقود من الزمان ونحن نعاني من ازمة في خاصرة امتنا وهي الادعاء الصهيوني بان فلسطين هي ارض اليهود ووطنهم الموعود لكن هل اليهود هم اساسا من سكان هذه الارض؟

الكاتب اليهودي آرثر كوستلر، نشر كتابه القبيلة الثالثة عشر وقال فيه ان اليهود الحاليون ليسوا اسباط او أحفاد اليهود السابقين بل هم آريون عامة وقوقازيون من الخزر الأتراك، وتهودوا عند ولادة السيد المسيح عليه السلام. والاسباط هم شرق اوسطين اي انهم يشبهوننا بالشكل فمن اين اتى الشقار والبياض والعيون الملونة لدى معظم الصهاينة المحتلين مثل رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية السابقة تسيبي ليفني؟ اضافة الى البشرة السوداء لدى بعضهم الاخر، فكيف هم اصحاب هذه الارض؟

لكي نصل الى اي حقيقة يجب علينا اولا تفكيك التاريخ واعادة ترتيبه وهذا ما سنقوم به بالفعل. الحركة الصهيونية روجت لفكرة "المملكة اليهودية الكبرى" لكنها في الحقيقة كانت دخيلة على ارض فلسطين لان الدين نفسه بحسب تاريخهم نشأ في بلاد الرافدين ومن ثم اتت ابرز الشخصيات في التاريخ اليهودي مثل شاؤول وداوود وقاما بمعارك ضد الكنعانيين اصحاب الارض الاصليين في فلسطين ومن ثم احتلوها ونشأت المملكة التي تقسمت فيما بعد، حسب الرواية العبرية. اي انهم دخلاء على الارض وليسوا من سكانها. اضافة الى ان اول كتاب في التاريخ اليهودي كتبه عزرا الكاتب، في القرن الخامس قبل الميلاد وهو ما يجعل التاريخ اليهودي موضع شك كبير بسبب البعد بين وقت وقوع الاحداث وتدوينها وهي مدة طويلة تتجاوز الـ200 عام. اضافة الى ان اغلب القصص والافكار في العهد القديم لو عدنا لتفصيلها نرى انها مسروقة من تاريخ وثقافات الدول التي بجانب الممالك اليهودية، وابرز من انتقد هذا التاريخ والعهد القديم هو الفيلسوف اليهودي باروخ سبينوزا، وذلك في القرن السابع عشر اضافة الى عدد كبير من العلماء الغربيين مثل عالم الانثروبولوجيا الإسكوتلندي جيمس فريزر، وهم من انتقد التحريف في العهد القديم، اضافة الى ذلك فان العالم اليهودي اسرائيل فينكلستاين، يعتبر ان الممالك اليهودية كانت عبارة عن قبائل كبيرة وليست ممالك واقعية او حقيقية حيث انها كانت تابعة للممالك والامبراطوريات التي بجانبها. اما العهد القديم فيروى فيه عن سفر يوشع ابن نون، انه عندما اتى اليهود الى ارض فلسطين (اي انهم ليسوا منها بطبيعة الحال)، قاموا بحصار مدينة اريحا وقصة حصارها طويلة ولكن في نهاية الامر تمكنوا منها وقاموا بقتل السكان نساءا ورجالا واطفالا ومن ثم حرق المدينة وجعلها اثر بعد عين، وكأن التاريخ يعيد نفسه الان.

هيكل سليمان وحقيقته التاريخية

هو اكبر المعالم لدى اليهود ودائما ما يتحدثون عنه بعظمة وان حجمه كبير جدا واعمدته من ذهب، وانه تعرض للهدم من قبل البابلين بعد ان قاموا بسبيهم. لكن في الحقيقة اليهود كانوا مع البابلين ومن ثم خانوهم وذهبوا ليقفوا مع المصريين القدامى في حربهم ضد البابلين الا ان المصريين تعرضوا للهزيمة، وفي قوانين ذلك العهد عقاب الخيانة اقسى من عقاب الهزيمة، والهيكل بحسب الباحثين لم يكن في القدس اساسا وحجمه ليس بالحجم الذي يتحدث عنه اليهود بل هو اصغر من ذلك بكثير، واساسا اليهود لم يكونوا ليستطيعوا بناء مثل هذا الهيكل الذي يصورونه لانهم كانوا عبارة عن قبائل تحاول ان تصبح مملكة، مثلهم مثل قبيلتي الغساسنة والمناذرة الذين اتوا من اليمن الى العراق والشام.

اذا الحق التاريخي لليهود في فلسطين غير ثابت تاريخيا، وهم محتلين لهذه الارض منذ نشأتهم ودخلاء عليها وليسوا من اهلها اساسا. اما دينيا فالدين اليهودي يرفض وينكر فكرة انشاء وطن لليهود، واما الحركة الصهيونية التي انشأت فكرة الوطن اليهودي فهي حركة علمانية فكيف لحركة علمانية ان تتبنى فكرة دينية؟ لكنها بدهاء كبير قامت بتوظيف الدين خدمة لها، وكان هناك محاولة من الغرب للتخلص من اليهود في اوروبا هذا اولا. وثانيا وضع جماعة تنتمي لهم في المنطقة العربية لكي تكون يدهم في وجه اي محاولة من هذه الدول الجديدة ضد الغرب، اضافة الى انها محاولة ابتزاز واضحة للاثرياء اليهود، حيث دفعوا اموالا طائلة لحكومات هذه الدول مقابل الحصول على ارض فلسطين.

لا يمكن لاي دين ان يفرض نفسه على اي ارض ويقول انها تابعة له، فهل مثلا يستطيع المسلمون ان يقولوا ان اسبانيا كانت لهم وهي الاندلس ويريدونها ان تعود؟ او يقولوا يجب على الهند ان تصبح جميعها مسلمة وتعود للحكم الاسلامي لانها كانت تابعة للخلافة الاموية والعباسية؟ هذه الامر مستحيل ابدا والتطور العلمي والمعرفي والثقافي والتاريخي يرفضه ايضا، اضافة الى ان حركة الاديان هي حركة مستمرة ومتناسخة، وهناك يهود دخلوا في المسيحية وفي الاسلام ايضا فيما بعد، وقد يكون هناك فلسطينيين اصلهم الديني يهودي ولكنهم غيروا دينهم ودخلوا في الاديان الجديدة.

السامية وحصرها باليهود

منذ نهاية القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين بدأ العالم يسمع مصطلح العداء للسامية وحصر هذا العرق باليهود تحديدا، وكان هذا المصطلح منتشر بشكل كبير في اوروبا وفي المانيا على وجه الخصوص، في ظل الخلاف بين النازية واليهود. ولكن كيف توجه هذه التهمة لكل من هو عدو لدولة "اسرائيل" فهل نحن اعداء انفسنا؟ الساميون هو عرق لكل سكان المنطقة من اقصى الشمال الشامي الى اقصى الجنوب اليمني، والشعوب السامية هي نسبة لسام ابن نوح عليه السلام وهم الأكديّون والكنعانيّون والفينيقيّون والاشوريون والآراميّون والعرب والحبش والعبرانيّون، اذا كيف يكون العربي الذي هو ضد احتلال الصهاينة لفلسطين معاديا للسامية؟ هل يعادي الشخص عرقه واصله؟

في نهاية المطاف فان الحق التاريخي لليهود في فلسطين ساقط تاريخيا وهم من يؤكد ذلك، ودينيا هم لا ينتمون لهذه الارض، لكنهم ارادوا اعادة التاريخ واحتلال الارض، وسنعود لنكرر ما جرى في التاريخ ونحرر هذه الارض، لانها جزء منا ونحن ابناءها، وستبقى فلسطين هي نقطة التماس بين تمام الحق وتمام الباطل.

ابراهيم شير - كاتب وإعلامي سوري
2024/04/22

خبراء يحذرون من «قلة النوم» وعلاقته بمرض السكري!
حذّر خبراء من الآثار السلبية لقلة النوم على جسد الإنسان، حيث وجدوا بعد دراسة أجروها أن ذلك قد يتسبب في الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

وبحسب التقارير الواردة في هذا الشأن فقد خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وقام الباحثون بتحليل البيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية كبيرة تعمل كمورد عالمي للبحوث الصحية والطبية، وقد نظروا في معلومات من 247867 شخصًا بالغًا، تابعوا نتائجهم الصحية لأكثر من عقد من الزمن.

وأراد الباحثون فهم الارتباط بين مدة النوم ومرض السكري من النوع الثاني، وما إذا كان اتباع نظام غذائي صحي يقلل من آثار النوم القصير على خطر الإصابة بالسكري، وذلك وفقا لدراسة نرت في مجلة “ساينس أليرت” العلمية.

كجزء من مشاركتهم في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، سُئل المشاركون تقريبًا عن مقدار النوم الذي يحصلون عليه خلال 24 ساعة، وكان معدل النوم من سبع إلى ثماني ساعات ويعتبر نومًا طبيعيًا.

تم تقسيم مدة النوم القصيرة إلى ثلاث فئات: خفيفة (ست ساعات)، معتدلة (خمس ساعات) وشديدة (ثلاث إلى أربع ساعات). وقام الباحثون بتحليل بيانات النوم إلى جانب معلومات حول النظام الغذائي للأشخاص.

وتم تشخيص إصابة حوالي 3.2% من المشاركين بمرض السكري من النوع الثاني خلال فترة المتابعة، وعلى الرغم من أن عادات الأكل الصحية ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بشكل عام، إلا أنه عندما يأكل الناس طعامًا صحيًا وينامون أقل من ست ساعات يوميًا، فإن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يزيد مقارنة بالأشخاص في فئة النوم الطبيعي.

ووجد الباحثون أن مدة النوم لمدة خمس ساعات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 16%، في حين أن الخطر بالنسبة للأشخاص الذين ينامون ثلاث إلى أربع ساعات كان أعلى بنسبة 41%، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون سبع إلى ثماني ساعات.

في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، يصبح الجسم مقاومًا لتأثيرات هرمون يسمى الأنسولين، ويفقد ببطء القدرة على إنتاج ما يكفي منه في البنكرياس. الأنسولين مهم لأنه ينظم الجلوكوز (السكر) في دمنا الذي يأتي من الطعام الذي نأكله عن طريق المساعدة في نقله إلى الخلايا في جميع أنحاء الجسم.

لا نعرف الأسباب الدقيقة التي تجعل الأشخاص الذين ينامون أقل عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن الأشخاص المحرومين من النوم غالباً ما يكون لديهم علامات التهابية متزايدة وأحماض دهنية حرة في دمائهم، مما يضعف حساسية الأنسولين، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين. وهذا يعني أن الجسم يواجه صعوبة في استخدام الأنسولين بشكل صحيح لتنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وهذا يمكن أن يتداخل مع إطلاق الهرمونات مثل الكورتيزول والجلوكاجون وهرمونات النمو. يتم إطلاق هذه الهرمونات خلال اليوم لتلبية احتياجات الجسم المتغيرة من الطاقة، وعادةً ما تحافظ على توازن مستويات الجلوكوز في الدم بشكل جيد. إذا تم اختراقها، فقد يقلل ذلك من قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز مع تقدم اليوم.

قد تساهم هذه العوامل وغيرها في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بين الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات.

في حين أن هذه الدراسة ركزت في المقام الأول على الأشخاص الذين ينامون ثماني ساعات أو أقل، فمن المحتمل أن الذين ينامون لفترة أطول قد يواجهون أيضًا خطرًا متزايدًا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

يرتبط سبب النوم لفترة أطول بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وقد يكون مرتبطًا بزيادة الوزن، والذي يرتبط أيضًا بالنوم لفترة أطول. وبالمثل، فإن الأشخاص الذين لا ينامون بما فيه الكفاية هم أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة.

يعد الحصول على قسط كافٍ من النوم جزءًا مهمًا من نمط الحياة الصحي وقد يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وبناءً على هذه الدراسة وأدلة أخرى، يبدو أنه عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بمرض السكري، فإن النوم لمدة سبع إلى ثماني ساعات قد يكون هو الحل الأمثل. ومع ذلك، هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على العلاقة بين مدة النوم وخطر الإصابة بمرض السكري، مثل الفروق الفردية في نوعية النوم ونمط الحياة.

في حين أن نتائج هذه الدراسة تتساءل عما إذا كان اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يخفف من آثار قلة النوم على خطر الإصابة بالسكري، فإن مجموعة واسعة من الأدلة تشير إلى فوائد الأكل الصحي للصحة العامة.

ويقر مؤلفو الدراسة بأنه ليس من الممكن دائمًا الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويقترحون أن ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة خلال النهار قد تعوض بعض الآثار المحتملة للنوم القصير على خطر الإصابة بالسكري.

المصدر: الشروق
2024/04/22

من هو «الأعمى»؟!
في القرآن الكريم تعابير لطيفة في وصف المشركين والظالمين، حيث يصفهم هنا ب (الأعمى) وهذا الوصف كناية عن الحقيقة التي تقول بأنّ الحق يكون واضحا دوما وفي متناول البصر إذا كانت هناك عين بصيرة تنظر، العين التي تشاهد آيات الله في هذا العالم الواسع، العين التي تعتبر الدروس المكتوبة على صفحات التأريخ؛ العين التي تشاهد عاقبة الظالمين والمستكبرين، العين التي تنظر الحق دون غيره.

أمّا عندما تكون هناك ستائر وحجب الجهل والغرور والتعصّب والعناد والشهوة أمام هذه العين، فإنّها لا تستطيع مشاهدة جمال الحق بالرغم من أنّه غير محجوب بستار.

وفي حديث عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الآية نقرأ : «من لم يدله خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار، ودوران الفلك والشمس والقمر والآيات العجيبات، على أن وراء ذلك أمر أعظم منه، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا» (١).

وجاء في روايات مختلفة في تفسير هذه الآية أنّها تعني الشخص الذي يكون مستطيعا للحج ولكنّه لا يؤديه حتى نهاية عمره (٢).

وبدون شك فإنّ هذا المعنى هو أحد مصاديق الآية وليس كلّها. وقد يكون ذكر هذا المصداق والتأكيد عليه من زاوية دفع المسلمين للمشاركة فيه لمشاهدة هذا الاجتماع الإسلامي العظيم، بما يحويه من أسرار عبادية ومصالح سياسية تتجلى لعين الإنسان يحضر الموسم، ويتعلم الحقائق الكثيرة والمتعدّدة منه.

وفي روايات أخرى ورد أنّ «شرّ العمى عمى القلب» (٣).

على أي حال ـ كما قلنا سابقا ـ فإنّ عالم القيامة، هو انعكاس لهذا العالم في كل ما يحويه وجودنا من أفكار ومواقف ومشاعر وأعمال. لذلك نقرأ في الآيات ١٢٤ ـ ١٢٦ من سورة طه ، قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى).

الهوامش: __________________ (١) تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٩٦. (٢) تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٩٦ ـ ١٩٧. (٣) المصدر السابق.
2024/04/20

هل ما تقوله «أبراج الحظ» حقيقي؟!
ما حكم الشرع في ما ينشر بالصحف من الأبراج (أبراج الحظ) التي يعتقد بها بعض الناس .. هل الاستدلال بمواقع النجوم والأبراج على معرفة الحظ والأمور المغيبة جائز؟ الجواب من سماحة الشيخ محمد صنقور:

لا اعتبار لها ولا تعدو عن كونها من الرجم بالغيب، فلا يصح ترتيب الأثر عليها.

على ان ما يُنشر في الصحافة والمواقع الالكترونية فيما يتصل بما يسمى بأبراج الحظ ليس عفوياً وإنما يستهدف المروجون لذلك تزريق مفاهيم وسلوكيات واقعة في سياق العمل على تغيير البنية الثقافية والنفسية في المجتمعات العربية والإسلامية.

2024/04/18

الجلوس على الأرض.. هل له فوائد؟!
هل كنت تعرف أن الجلوس على الأرض ممارسة مفيدة جدًا للصحة إذا قمت بها بشكل صحيح؟ في هذه المقالة، نستعرض بعض الإرشادات والتوصيات حول هذا الموضوع!

يقضي الإنسان المعاصر طوال يومه على الكراسي والأرائك. وكما هو الحال مع كل شيء، لكلتا الوضعيتين مخاطر وفوائد. ويوجد لذلك الكثير من الجدل حول أفضل وضعية متاحة للجسم.

تأثير وضعية الجلوس

لوضعية الجلوس تأثير كبير على صحتك. فتذكر أنك في هذه الوضعية تستهلك طاقة أقل كثيرًا مما تستهلكه أثناء الحركة. لهذا السبب، ترتبط أمراض كالسمنة، ارتفاع ضغط الدم، السكري وارتفاع مستويات الكوليسترول بقضاء وقت طويل في وضعية الجلوس.

لا نزال نحتاج المزيد من الدراسات، ولكن الأدلة المتاحة تظهر أن الحركة ضرورية، حتى وإن كانت خفيفة أو منخفضة الشدة. وذلك لأنها تقلل خطر الإصابة بالحالات القلبية الوعائية الخطيرة، كالسكتة الدماغيةوالأزمة القلبية.

فوائد الجلوس على الأرض

يوجد جدل مستمر حول فوائد الجلوس على الأرض. قد لا تكون هذه الوضعية مريحة في البداية، ولكن لها تأثير إيجابي على الجسم. لنلق نظرة على الفوائد.

1- زيادة النشاط

الجلوس على الأرض أو القرفصة وضعيات تنشط مزيدًا من العضلات وتمنع ظهور ألم الظهر. ليست بالطبع حلًا سحريًا لمشكلات أسفل الظهر، ولكنها تساعد، طالما التزمت باستقامة محور الجسم.

وضعية القرفصة رائعة للمرأة الحامل وجنينها خلال فترة الحمل والولادة.

2- أفضل وضعية للتبرز وفقًا لتشريح الجسم

يدافع الكثير من الناس عن هذا التصريح. وهو أمر منطقي لأن القرفصة تسمح بزاوية أفضل بين الأمعاء الغليظة والمستقيم وفتحة الشرج.يساعد ذلك على تسهيل التبرز لأنه يوازن بين وضعية العضلة العاصرة وقاع الحوض.

3- يُنصح بها خلال مرحلة الإخراج خلال الولادة

القرفصة تسمح بفتحة أكبر لعبور الطفل. هذه الوضعية هي الأكثر استخدامًا في عالم الحيوانات في وقت الولادة وذلك لأنها تساعد على تسهيل توسع قصطر الحوض.

ليس ذلك فقط، فالجاذبية تساعد وتقلل الجهود التي تحتاج المرأة إلى بذلها في الدفع. تساعد هذه الوضعية كذلك على تخفيف ضغط الجنين على عنق الرحم وتقليل حدة الانقباضات التقليدية.بجانب أنها تساهم في تقليل تمزق الأنسجة الرخوة كثيرًا أثناء الولادة.

4- تحسن الهيئة وتقلل ألم الرقبة

تساعد القرفصة على تقليل الضغط من على الرقبة لأن الجلوس على الأرض يساعد على الحفاظ على مرونة والأنسجة الضامة. بخلاف الجلوس على الكرسي، وهي وضعية تزيد من تصلب هذه الأنسجة.

أمور يجب أخذها في الاعتبار عند الجلوس على الأرض

يوجد بعض السلبيات لوضعية الجلوس على الأ{ض أو وضعية القرفصة لأنها قد تؤدي إلى بعض المشكلات المعينة التي يجب الانتباه لها.

1- الركوع

يضع ذلك المزيد من الضغط على الركبتين وأربطة الكاحلين. لذلك، حاول النزول على ركبة واحدة مع الحفاظ على قدم على الأرض إذا كنت تشعر بالألم أو التنميل في الأطراف.

2- التوازن أثناء الجلوس على الأرض

يوجد استقرار أقل أثناء الركوع لأن المؤخرة تبقى أعلى الأرضية. لذلك، ننصحك بالإمساك بحائط أو أريكة وتغيير الوضعية إذا شعرت بألم أو إذا كان التوازن مشكلة.

3- الجلوس مع تشبيك الساقين

الجلوس على الأرض مع تشبيك الساقين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم بعض المشكلات، كألم أسفل الظهر وسوء هيئة الجسم. ولكن، إذا اخترت هذه الوصعية، من المهم أن تحافظ على عمودك الفقري في وضعية محايدة وأن تتجنب التحدب والترهل.

وضعيات مختلفة للجلوس على الأرض

يوجد وضعيات مختلفة للجلوس على الأرض. جربها واختر المريح منها بالنسبة لك:

1- على الركبتين

قف، مرر ساق واحد خلف جسمك، وادعم وزن جسمك بالساق الأمامية. أنزل ركبتك الخلفية ببطء نحو الأرض وحافظ على أصابع القدم على الأرض مع ثني الكاحل.

ثم قم بإنزال ركبتك الأمامية على الأرض. ثم افصل ركبتيك بعرض الكتفين وأرح مؤخرتك على كعبيك.

2- الجلوس على الأرض مع تشبيك الساقين

اجلس على الأرض. اثن ركبتيك وحركهما في اتجاه الخارج. ضع قدم واحدة أسفل الركبة المعاكسة، ثم ادعم وزن جسمك بوركين بدلًا من قدميك. لتقليل الضغط على الوركين، يمكنك الجلوس على حافة بطانية مطوية أو أعلى وسادة.

3- القرفصة

قف مع فصل القدمين بعرض الوركين، أخفض مؤخرتك ببطء في اتجاه الأرض حتى تكون على وشك لمس الأرض. حافظ على استقامة كتفين وصدرك.

الجلوس على الأرض في المساحات الخارجية يعزز اتصالك بالطبيعة.

هل يوجد أي آثار جانبية للجلوس على الأرض؟

كما هو الحال مع أي شيء آخر، يجب اتخاذ بعض الاحتياطات أو تنفيذ الممارسة مع الوعي بالمشكلات المحتملة التي قد تعاني منها. وزن الجسم مركز على الأطراف السفلية، لذلك يوجد ضغط على الركبتين والكاحلين. في الواقع، هذا الوزن يمكن أن يقلل تدفق الدم إلى الأطراف السفلية.

إذا كنت تعاني من بعض المشكلات في الوركين، الركبتين أو الكاحلين، من الأفضل ألا تجلس على الأرض.وذلك لأن هذه الوضعية قد تضعف مفاصلك أكثر. بجانب أنك ستواجه صعوبة في الوقوف مجددًا.

"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.

lakalafya.com
2024/04/18

كيف سيطر اليهود على فلسطين العثمانية؟
"إن خلاص اليهود لا يكون على يد مسيح منتظر، وإنما عن طريق الجهد البشري اليهودي، لتخليص أنفسهم بالمبادرة إلى بناء مجتمع يعتمد على ارتباط اليهودي بأرض يزرعها تكون بمنزلة وطن قومي له، ولا يتم ذلك إلا في فلسطين". منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى تلك اللحظة، والعالم أجمع، وفلسطين خاصة، يعيش تداعيات معركة "طوفان الأقصى" التي بدأت بهجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، وما تلاها من حرب الإبادة الجماعية التي تشُنها دولة الاحتلال ضد شعب غزة. يقودنا ذلك المشهد الأخير لمسيرة الصراع الفلسطيني الصهيوني إلى النظر في بدايات الصراع وإرهاصاته مع بدايات الاستيطان اليهودي بفلسطين، الذي مرَّ بمراحل عدة، كان أهمها المرحلة التأسيسية في زمن الخلافة العثمانية، وتحديدا نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

إن المستوطنات التي استهدفتها عملية "طوفان الأقصى" لم تكن وليدة عام 1967 مع احتلال الكيان للضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما كانت امتدادا لمفهوم "المستوطنة" الذي بدأ مع الحي اليهودي بالقدس وانتهى بنشأة الكيان المحتل على 78% من أراضي فلسطين العثمانية. فما ملامح هذا الاستيطان المبكر الذي بدأ قبل نشأة الحركة الصهيونية الرسمية واستمر حتى بداية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1918؟

حارة اليهود

كان الحي اليهودي الأول يمثل البنية التحتية لفكرة الاستيطان المُنظَّم والهادف، سواء كان هذا بصورة مباشرة أم لا. (شترستوك)

في عام 1827، قام الثري البريطاني اليهودي "موشيه مونتفيوري" بزيارة إلى فلسطين بهدف استطلاع أحوال اليهود بها، ووجد في استقباله أكثر من 500 يهودي في حالة مريعة من الفقر والانحطاط، الأمر الذي سبَّب له الكثير من الضيق ودفعه للتقدم إلى الباب العالي للخلافة العثمانية وطلب الإذن بتشييد عدد من الملاجئ لإيواء هؤلاء اليهود، وهو ما تم له عام 1838. واستغرق الأمر 18 عاما حتى بدأ بناء هذه الملاجئ عام 1856، فشُيِّدَ 27 كوخا على قطعة أرض تقع خارج أسوار البلدة القديمة بالقدس، قبل أن يأتي عام 1869 بإقرار السلطات العثمانية قانون تملُّك الأجانب، ومن ثم اعترافها بهذا التجمع اليهودي الذي أصبح فيما بعد نواة للحي اليهودي أو حارة اليهود في القدس[1].

ورغم اعتبار عدد من الباحثين أن هذه المرحلة لا تعبر عن الاستيطان بمعناه الإحلالي الذي انتهجته الصهيونية، وأن اليهود الموجودين بفلسطين آنذاك كانوا يمثلون جزءا من النسيج الفلسطيني العربي منذ هجرتهم إليها عقب طردهم من الأندلس أواخر القرن الخامس عشر، فإن الأكاديمي الدكتور "أكرم حجازي"[2] يرى أن الاستيطان اليهودي الذي انطلق "مع إنسانية السيد مونتفيوري"، وبُنيَ على اعتبارات دينية وعائلية، لا يمكن النظر إليه خارج نطاق الاستيطان الصهيوني الذي تمدَّد بعد ذلك. والسبب وفقا لحجازي هو أن الحي اليهودي الأول كان يُمثِّل البنية التحتية لفكرة الاستيطان المُنظَّم والهادف، سواء كان هذا بصورة مباشرة أم لا[2]، وذلك عبر تحويل الوجود اليهودي إلى مؤسسة منظمة في جغرافيا معزولة تشبه إلى حدٍّ بعيد فكرة المستوطنات.

وحتى إن لم تكن الحركة الصهيونية قد تأسست وقتذاك بصورة رسمية وواضحة، فإن الرأسمالية التي تَمثَّلت في السير مونتفيوري وغيره من أثرياء اليهود لم تكن بعيدة عن الفكر الصهيوني ومخاضاته الفلسفية والدينية كما يصفها حجازي، خاصةً أن نشاط هذا التيار الرأسمالي اليهودي الأوروبي كان متزامنا مع وصول الرأسمالية الأوروبية إلى ذروة نشاطها الاستعماري، وأيضا مع الدعوة اليهودية للعودة إلى أرض الميعاد. وقد تبلورت دعوة العودة قبل الصهيونية من خلال كتابات بعض النخب اليهودية في القرن التاسع عشر، مثل "زفي هيرش كاليشر" (1795-1874) الذي قال في كتابه "السعي لصهيون": "إن خلاص اليهود لا يكون على يد مسيح منتظر، وإنما عن طريق الجهد البشري اليهودي، لتخليص أنفسهم بالمبادرة إلى بناء مجتمع يعتمد على ارتباط اليهودي بأرض يزرعها تكون بمنزلة وطن قومي له، ولا يتم ذلك إلا في فلسطين"[3].

جدير بالذكر أن سعي "كاليشر" لم يتوقف عند تلك الدعوة النظرية، وإنما امتد لتكوين جمعية يمولها اليهود وتقوم بالاستثمار في فلسطين، فكان له ما أراد عام 1864 بتأسيس "جمعية استثمار أرض إسرائيل" لتقوم بالتعاون مع "جمعية التحالف الإسرائيلي العام"، المعروفة بجمعية الإليانس، بتأسيس أول مدرسة زراعية عام 1870، هي "ميكفا إسرائيل" أو تل إسرائيل، على مساحة 640 فدانا من أراضي يافا[4]، وذلك بغرض دراسة التربة الفلسطينية وتدريب المهاجرين اليهود على أنواع الزراعة[2]. وقد كانت تلك الجمعية تعبيرا حقيقيا عن دعم الرأسمالية اليهودية للاستيطان اليهودي المبكر في فلسطين، حيث كانت ممولة بشكل كبير من البارون الفرنسي الشهير "إدموند روتشيلد" -أغنى أغنياء يهود القرن التاسع عشر- الذي كان له أبلغ الأثر في توطين اليهود وتمويل بناء المستوطنات؛ حيث أنفق بمفرده نحو 6.5 ملايين جنيه إسترليني على أنشطة الاستيطان خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر[5]، ساهم من خلالها في تأسيس 14 مستوطنة[2].

وفي هذه المرحلة المبكرة أيضا، ورغم تنبُّه السلطة العثمانية لخطر الهجرات اليهودية إلى فلسطين والاستيطان بها ثم سنِّ قوانين تمنع تملك الأجانب وتحرِّم على اليهود المسافرين لفلسطين البقاء بها أكثر من شهر واحد، فإن التراخي في تنفيذ هذه القوانين والفساد الإداري لدى المسؤولين والموظفين بالدولة حالا دون بسط هذه القوانين على أرض الواقع[4]. ويذكر الباحث التركي "عمر تللي أوغلو"[6] في دراسته لأرشيف الوثائق العثمانية بين عامي 1882-1914 أن هناك عددا من الطرق الملتوية التي انتقلت بموجبها الأراضي الفلسطينية لملكيات اليهود؛ ومنها الرشوة، والشراء عن طريق وسطاء أوروبيين، والشراء بأسماء مستعارة، والشراء بالوثائق المزيفة وبأسعار مغرية، لا سيَّما للرأسماليين العرب غير المقيمين بفلسطين، واحتلال الأراضي الوقفية، والتحايل على القانون للدخول في مظلة رعايا الدولة العثمانية وتجاوز قيود تملك الأجانب.

إلى جانب هذا كله، لعبت القنصليات الأجنبية دورا لا يُغفَل في شراء الأراضي وإحالتها لليهود، أو من خلال مبادلتهم بأراضٍ أوروبية[2]، وكان الهدف إنشاء مستوطنات زراعية تُمهِّد لنشأة اقتصاد يهودي مستقل، لكن هذا السعي وذلك الإنفاق الفردي أثناء تلك الحقبة لا يُقارنان بما نتج عنه سعي الحركة الصهيونية وإنفاق مموليها لاستيطان الهجرات اليهودية المنظمة التي بدأت منذ عام 1882.

موجات "عليا"

في عام 1882 أصدر المفكر اليهودي "ليو بنسكر" كتابه "التحرر الذاتي"، مطالبا فيه بحل المشكلة اليهودية في العالم، التي تمثلت حينها في النظرة الدائمة لليهود أينما حلّوا على أنهم غرباء. ولأجل هذا رأى بنسكر أن التحرر الحقيقي لهم سيكون في "خلق قومية يهودية للشعب اليهودي؛ ليعيش على أرض موحدة ومحددة"، داعيا إلى مؤتمر يهودي عالمي لشراء أرض تستوعب ملايين اليهود[7]. وذلك كله قبل دعوة "ثيودور هرتزل"، الذي أبدى إعجابه الشديد بشخص بنسكر، حيث قال إنه كان سيُغنيه عن كتابه "دولة اليهود" لو كان قد اطَّلع عليه باكرا[3].

تزامنت دعوة "بنسكر" تقريبا مع اغتيال القيصر الروسي "ألكسندر الثاني" عام 1881 واتهام اليهود بالضلوع في الأمر[8]، الأمر الذي تبعه موجة شديدة من العنف ضدهم دفعتهم للهجرة من روسيا إلى الولايات المتحدة وإلى فلسطين. ومن ثمَّ بدأت منذ عام 1882 بداية الهجرة المنظمة تأثرا بدعوة بنسكر وخوفا من البطش الروسي، فنشأت جمعية "أحباء صهيون" وساهمت في تأسيس أولى المستعمرات الاستيطانية الصهيونية "ريشون ليتسون" (الأولى لصهيون) هادفة إلى تأسيس مستعمرات زراعية تُسهِّل امتلاك فلسطين لاحقا. ولهذا أخذت الجمعية تنشر فروعها في مختلف أنحاء أوروبا، مثل روسيا ورومانيا وإنجلترا، كما أسست جمعية طلابية بجامعة خاركوف الروسية باسم "بيلو"، وهو اختصار "بيت يعقوب لخو فنلخا" أي "هيا يا بيت يعقوب لنمضي معا"[3].

وقد سُمِّيت تلك الموجة بـ"عليا الأولى"، التي تعني الهجرة الأولى إلى أرض الميعاد، وكانت في الفترة بين عامي 1882-1903، وهاجر خلالها قرابة 20-30 ألف يهودي[6]. لكن هذه الـ"عليا" واجهت عددا لا بأس به من المعضلات، منها ارتفاع متوسط أعمار المهاجرين، وجهلهم التام بالعمل الزراعي وأسس وقواعد الري، رغم أن هذا كان الهدف الأول للهجرة. وذلك فضلا عن مواجهة المهاجرين لمشكلات نقص المياه وانتشار الأوبئة التي أدت إلى موت الكثيرين منهم، وما رافق ذلك من هجمات البدو المتلاحقة عليهم بسبب استيطانهم لأراضٍ كان البدو يفيدون منها[9].

أدرك مُنظِّر الصهيونية "مناحم أوسشكين" عِظَم الأزمة التي عانى منها المستوطنون اليهود. فقد رأى أن الشرط الرئيسي لنجاح عملية الاستيطان هو إيجاد علاقة روحية بين الشعب المستوطن والأرض التي يستوطنها، وإشباع ترابها من عرقه ودمه، ما يعني ضرورة عمل اليهود في الأراضي التي سيطروا عليها، لا الاعتماد على العمالة العربية كما فعل مهاجرو العليا الأولى[2]. ولاحظ روتشيلد بوصفه الممول الأول للاستيطان تلك المعضلة، ورأى أنها نتيجة سيطرة العمالة العربية على الأرض التي بذل ماله لتهويدها[10]، فوجد في النهاية أن أمواله التي منحها لأجل استئجار عمالة يهودية كان اليهود يدخرون أغلبها في مقابل استئجار العمالة العربية ذات التكلفة المنخفضة. ولذا حوَّل روتشيلد بعدئذ دعم المستوطنات إلى جمعية "إيكا" التي اهتمت بدورها بوضع خطة للتنظيم الاقتصادي، وساهمت لاحقا في حل أزمة روتشيلد مع المستوطنات[9]. ثم أتت العليا الثانية لتؤسس للاستيطان بصورة أعمق وأكبر.

دغانيا.. أم المستوطنات

أثناء الهجرة الأولى، وتزامنا مع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، كانت الصهيونية قد طوَّرت رأسمالية مؤسسية هدفت إلى تمويل الاستيطان والإشراف عليه بصورة أوسع وبإنفاق أكبر، فظهرت مؤسسات مالية ورأسمالية متعددة بهدف تعزيز الوجود اليهودي وتمويل مشاريعه الاستيطانية بفلسطين. وبفضل هذا التمويل، وتعليمات هرتزل بتوطين اليهود المزارعين والحرفيين[7]، أخذت الهجرة الثانية وما تبعها شكلا مغايرا لما كانت عليه الهجرة الأولى، وجلبت قرابة 40 ألف مهاجر يهودي أتوا وهم يعلمون ما ينبغي فعله لوضع حجر الأساس للكيان الصهيوني المحتل. ولهذا برز من بين أفرادها العديد من الأسماء التي تولَّت فيما بعد قيادة دولة الاحتلال، مثل "ديفيد بن غوريون"، و"يتسحاق بن تسفي"، و"ليفي أشكول"، وغيرهم[4].

نتيجة لهذه المأسسة الجديدة، وبخلاف الهجرة الأولى، كانت غالبية المهاجرين الجدد من الشباب اليهودي الذي يئس من تغيُّر أحوال اليهود بأوروبا الشرقية من جهة، وروسيا على وجه الخصوص، وتأثر من جهة أخرى بنداءات كبار الصهاينة للشباب من أجل بناء وطنهم المزعوم، مثل نداء الكاتب "يوسف فيتكين" الذي صدَّره بقوله: "صوت صارخ ينادي الشباب الإسرائيلي"[9]. وقد وجدت هذه النداءات صداها في الشباب اليهودي بأوروبا، وصنعت لهم أيديولوجيا مختلفة عن سابقيهم من المهاجرين، وهي "احتلال العمل"، وتعني "دعوة اليهود كافة إلى السيطرة على العمل في الميادين كافة بواسطة العمال اليهود، لخلق مجتمع عمَّالي يهودي صحيح وسليم قادر على استيعاب آلاف من المهاجرين اليهود إلى فلسطين"[11].

ونتيجة لهذه العقيدة، وعقيدة الحراسة الذاتية للمستوطنات، أخذ أبناء الهجرة الثانية في تأسيس مجتمع صهيوني يُمهِّد الطريق للمهاجرين التوالي، ويسد الفجوات التي خلَّفتها الهجرة الأولى، حيث شعر المستوطنون المغتصبون لأرض غيرهم أنهم -للمفاجأة- غرباء في هذه الأرض "لعدم وجود هيئة أو مؤسسة تمثلهم وتعتني بأحوالهم ومعيشتهم في بلاد لم يعرفوها من قبل"[9]. ولهذا ظهر اتجاهان حزبيان هما "هبوعيل هتسعير" و"بوعالي تسيون"، يدعوان لتوطين العمالة اليهودية وخلق مجتمع يهودي بفلسطين[9]. ونتيجة لتلك المفارقات بين يهود الهِجرَتيْن، قرر المهاجرون الجدد إنشاء مستوطناتهم الخاصة، "فأقاموا عملا جماعيا مشتركا في بلدة الشجرة (إلى جوار الشجرة العربية)، وركزوا عملهم في الأرض والحظائر وغرس الأشجار والعمل في المحاجر المجاورة"[9]. ومن ثمَّ ساهموا في إقامة الشكل الأول للمستوطنات الاشتراكية التعاونية، التي أنتجت مستوطنة "دغانيا" عام 1909.

ساهمت "دغانيا" وما تلاها من مستوطنات شبيهة في تأسيس نظام حياة الكيبوتس، أو المستوطنات الزراعية القائمة على العمل التعاوني، التي قام أفرادها بالزراعة وتربية المواشي وسائر مفردات الحياة الريفية بأنفسهم دون الاعتماد على العمالة العربية[12]. ونتيجة دورها الرائد في نحت هذا المفهوم الاستيطاني سُمِّيَت "دغانيا" بـ"أم الكيبوتسات"[13]. وقد نتج عن هذه الموجة الثانية تطور ملحوظ للاقتصاد الصهيوني، وهو ما تبعه تطور آخر في شكل الحياة المدنية للمهاجرين اليهود؛ إذ إن عددا كبيرا منهم ذهب ليستوطن المدن الحضرية، فأقام فيها أحياء يهودية خاصة، مثل حي "أحوزات بايت" خارج أسوار القدس، وأحياء اليهود بيافا التي كانت النواة الأولى لمدينة "تل أبيب"[9].

مهَّد هذا الوجود فيما بعد للهجرات التالية، وذلَّل لها عقبات الاستيطان، وصنع للمجتمع الصهيوني الأسس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي بُني عليها لاحقا الوجود العسكري وجماعات الإرهاب الصهيونية التي فرَّغت الأرض الفلسطينية وأبادت سكانها ورحَّلتهم قسريا من بلادهم وبيوتهم، قبل أن تخرج علينا حكومة الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتخبرنا أن اقتحام المقاومة للمستوطنات، التي كانت جزءا من وطنهم التاريخي بحسب مزاعمهم، عدوان يُلزِم إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها. لكن هذا "الدفاع المزعوم" أتى من "دليل" الصهيونية العامر بالإبادة العِرقية والترحيل القسري الذي لا يتوقف.

سامح عودة، نقلاً عن ميدان ———————————————————— المصادر 1.   بيان نويهض الحوت، فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة. 2.   أكرم حجازي، الجذور الاجتماعية للنكبة.. فلسطين 1858 – 1948. 3.   حسن حلاق، موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909. 4.   سميح شبيب، الاستيطان والهجرة في الفكر الصهيوني 1864-1939، دراسة بحثية، مجلة شؤون فلسطينية العدد 248. 5.   وليد الخالدي، كتاب المسألة الصهيونية لروحي الخالدي. 6.   عمر تللي أوغلو، الهجرة اليهودية إلى فلسطين بين عامي 1882-1914 في وثائق الأرشيف العثماني والمناهج المطبقة في انتقال الأراضي إلى الصهاينة. 7.   صبري جريس، تاريخ الصهيونية، الجزء الأول 1826-1917. 8.   إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي (منذ فجر التاريخ حتى سنة 1949م). 9.   الهجرات اليهودية المنظمة – مركز مدار للدراسات الإسرائيلية. 10.                تمار غوجانسكي، تطور الرأسمالية في فلسطين. 11.                احتلال العمل – موسوعة المصطلحات – مركز مدار للدراسات الإسرائيلية. 12.                صقر أبو فخر، الاستيطان في فلسطين: من التسلل إلى السيطرة. 13.                دغانيا – موسوعة المصطلحات – مركز مدار للدراسات الإسرائيلية.
2024/04/15

هل الإندومي مضر بالصحة؟
تنتمي الإندومي إلى فئة المعكرونة الجاهزة سريعة التحضير، وتقتصر مخاطر الإندومي على اعتمادها كوجبة رئيسية فهي تحتوي على الكربوهيدرات كعنصر غذائي أساسي ولا تقدم للجسم العناصر الغذائي المهمة الأخرى مثل البروتينات، والدهون الصحية، والفيتامينات، والمعادن.

وعلى الرغم على عدم احتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية إلا أنها لا تحتوي على ألياف صحية أيضاً، ولم يتم ربط تناول الإندومي بكميات محدودة بمخاطر على المدى البعيد إلا أن استهلاك كمية كبيرة منها قد يرتبط باكتساب الوزن الزائد.

يتساءل العديد من الأشخاص أيضاً هل الإندومي مضر في حال استخدام البهارات الإضافية المرفقة معه، وفي الحقيقة فإن هذه البهارات تحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم ومادة غلوتامات أحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate) أو ما يعرف بالملح الصيني وقد تم ربط الإفراط في تناول هذه العناصر بارتفاع ضغط الدم، وبعض أمراض القلب، واكتساب الوزن، مع الإشارة أيضاً إلى أن استهلاك هذه العناصر بكميات محدودة لم يتم ربطه بمخاطر صحية على المدى البعيد، أي أن تناول الإندومي بكميات محدودة لا يرتبط بمشاكل صحية مع الحرص على عدم تعلق الأطفال بها أو تناول بكميات كبيرة.

في حال الرغبة بالاستمرار في تناول الإندومي توجد عدد من النصائح التي يمكن اتباعها لزيادة فوائدها الصحية ومن هذه النصائح محاولة اختيار أنواع محضرة بالقمح الكامل والتي تحتوي على نسبة أقل من الصوديوم والملح، كما يمكن عند تحضير الإندومي إضافة بعض العناصر المغذية مثل تقطيع بعض الخضار وإضافتها إلى طبق التقديم أو سلقها مع المعكرونة خلال التحضير، كما يمكن إضافة مصادر للبروتين مثل بعض قطع الدجاج المطبوخ مسبقاً أو بعض قطع اللحم.

تم ربط الإفراط في تناول المعكرونة سريعة التحضير بتطور بعض الاضطرابات المتعلقة بالنظام الغذائي، لذلك يجب الحرص على تعويض النقص في العناصر الغذائية عند تناول الإندومي بتناول الأطعمة الصحية كما تجدر مراقبة النظام الغذائي للأطفال الذين يتناولون هذا النوع من المعكرونة بشكل متكرر ومحاولة الحد منها واستبدالها ببعض الخيارات الصحية الأخرى.

عبدالرحيم محمد الباشا - صيدلاني، المصدر: altibbi
2024/04/13

تفسير الفاتحة: البيان التفصيلي للسورة.. «آية الله السيد محمد باقر السيستاني»
وتفصيل الكلام في هذه السورة يقع في أبحاثٍ تدور حول كل واحدة من آياتها السبع:

الآية الأولى: هي البسملة.

وفيها خمسة أبحاث حول المعنى التركيبي، والكلمات الأربع (الاسم، الله، الرحمن، الرحيم)، ولم نخصّ الباء ببحث إيجازاً، وأشرنا إلى القول فيها في البحث حول المعنى التركيبي.

البحث الأوّل: في المعنى التركيبي للبسملة.

وفيه إيضاحات عدة معنوية ولفظية وهي كما يلي:

1 ــــ في توضيح مضمون البسملة

الإيضاح الأوّل: لا شكّ أنّ مضمون البسملة إنّما جاء كأدب مناسب لأوّل الرسالة الإلهية، وهذا أدب معهود في الرسائل الشخصية من قبل، كما جاء في القرآن الكريم عن سليمان (عليه السلام) أنّه كتب إلى ملكة سبأ: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾([1])، كما أنّ أدب الابتداء باسم الإله كان معهوداً في الجاهلية، حيث كانوا يقولون في بداية الرسائل على ما حُكي([2]): (بسمك اللهم)، وكلمة (اللهم) ذكرٌ لله سبحانه، لأنّ كلمة (اللهم) تتألف من كلمة (الله) ومن الميم المشدّدة، وهذه الميم على أقرب الأقوال تفيد معنى النداء، وهي في ذلك تناسب بعض اللغات المشتركة مع العربية في أصولها من كون حرف النداء ميماً يلحق بآخر الكلمة، فلعل العربية أخذت هذه الكلمة فيها بالاختلاط.

وربما حُكي أنّ بعض المشركين كانوا يقولون (بسم اللات والعزى) أو يسمّون باسم سائر أصنامهم([3]).

وبناء على ذلك فقد جاءت البسملة في بداية السور القرآنية من باب حسن ابتداء الرسالة بالبسملة كأدب.

وهنا نلفت النظر إلى أمور:

1-إنّا نعني بالرسالة الرسالة التي تتمثل في كل سورة في حدِّ نفسها، وليست الرسالة التي تتمثل في القرآن الكريم مجموعاً، إذ ليست سورة الحمدُ هي أوّل القرآن الكريم نزولاً وإن كانت قد جُعلت أوّله في المصحف من دون أخواتها القصار التي جُعلت في آخر المصحف تمييزاً للفاتحة لأهميتها ووجوب تعلمها بخصوصها لكونها جزءاً ثابتاً من الصلاة، فالقرآن الكريم بمثابة رسائل نصية متوالية من الله سبحانه، تُمثل كل سورة منها رسالة مستقلة.

بيان ذلك: أنّ القرآن أُنزِل على أنه رسالة نصية من الله سبحانه إلى الخلق كما هو ظاهر، ولأجل ذلك سُمّي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرسول كما سُمِّي سائر الأنبياء المبعوثين إلى أقوامهم بالرسل في مئات الآيات القرآنية، وعُبّر عما بُعثوا به بالرسالة، كقوله تعالى: ﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي﴾([4])، ﴿اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾([5])، ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي﴾([6])، ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ﴾([7])، ﴿لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ﴾([8])، ﴿إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِسَالَاتِهِ﴾([9])، ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي﴾([10]).

ثمّ كل سورة قرآنية هي رسالة مستقلة من الله تعالى، لأنّ السورة هي كلام تام، لها بداية مقصودة ونهاية مقصودة وانفصال مقصود واستقلال منظور عن سائر السور الأخرى، فكانت بداية السورة بالبسملة تطبيقاً لهذا الأدب وهو ابتداء الرسالة بأدب البسملة.

2-إنّا نعني بالسورة التي روعي الابتداء فيها بالبسملة في القرآن الكريم هي السورة وفق إطلاق المصحف، فهي التي تبدأ بالبسملة، فلكلمة (السورة) إطلاق آخر وهي كل فقرة مقصودة لذاتها سواء كانت سورة مستقلة أم جزءَ سورةٍ، وبناء على ذلك قد تعتبر السورة الواحدة من السور الطوال التي نزلت متفرقة ولغايات متعددة مثل سورة البقرة سوراً متعددة باعتبار آخر، وربما قيل إنّ هذا المعنى هو المراد بالسورة في الإطلاق القرآني كما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ﴾([11])، فهي تعني مجموعة آيات تتضمن ذكر القتال وإن لم تكن لوحدها سورة في المصحف.

لكن إطلاق السورة على جزء من السور الطويلة كالبقرة لا ينافي صحة التعبير عن جميع تلك السورة الطويلة التي هي من هذا القبيل أيضاً بالسورة الواحدة بالنظر إلى التنظيم الكلي النهائي المقصود في الكلام، حيث كان من المقصود في السور الطوال التي نزلت متفرقة ضمّ بعضها إلى بعض في سياق واحد ومتصل ومستقل عما سواه، فصح أن يطلق عليها أنها سورة واحدة بهذا الاعتبار.

إذاً للسورة إطلاقان:

أ-إطلاق قرآني واسع([12]) ـــ يبدو أنه كان هو الأصل ـــ وهو إطلاقها على كل فقرة نزلت مستقلةً لغاية منظورة بها.

ب-وإطلاق أخص على كل مجموعة من الكلام اعتبرت في النهاية كُلاً واحداً، وهذا هو الإطلاق الذي شاع وغلب لاحقاً، وعليه جرى تصنيف السور في المصحف.

 ووفق هذا الإطلاق تنقسم السور القرآنية إلى قسمين:

منها: سور ذات وحدة حقيقية واضحة، منها سورٌ قصارٌ مثل سورة الحمد، ومنها سورٌ طوالٌ مثل سورة يوسف (عليه السلام).

ومنها: ذات وحدة اعتبارية، ونعني أنّها قد ضُمّنت فقرات نزلت متفرقة لأغراض مختلفة مثل سورة البقرة وآل عمران.

والبسملة أدب للسورة بهذا الإطلاق الثاني الذي جرى عليه المصحف، وليس بالإطلاق القرآني الأوّل الذي تكون به السورة الطويلة كالبقرة عدة سور، ولذلك فإنّ ابتداء فقرة قرآنية ما بالبسملة وابتداء الفقرة التي تليها ايضا بالبسملة دليل على أنّ تلك الفقرة سورة كاملة مستقلة بهذا المعنى.

3-إنّ التسمية أو البسملة إنما هي أدب للرسالة الكتبية وما بمثابتها، وليست لكل رسالة ولو كانت شفوية.

بيان ذلك: أنّ الرسالة قد تكون شفوية بالمعنى أو بالنص، وقد تكون كتبية، وقد تكون شفوية بمثابة الكتبية.

والرسالة الشفوية المحضة قد لا تقتضي أدباً إضافياً، كما نجد ذلك في العرف، فلو بلّغ أحد كلاماً لشخص آخر من خلال رسولٍ فإنه لا يضمن كلامه التسمية أو البسملة، وإنما قد يُضمنه السلام، فيقول الرسول (سلّم عليك فلان ويقول كذا)، وإنّما ذلك شأن الرسالة الكتبية وما بمثابتها.

والمقصود بما بمثابة الرسالة الكتبية أن تكون الرسالة شفوية، ولكن تكون نصيّة ويكون المراد حفظها وكتابتها وبقاؤها لاطلاع الآخرين ـــ من نفس الجيل وربما الأجيال اللاحقة ـــ على نصها.

والقرآن الكريم هو بهذه المثابة، فهو وإن كان كلاماً شفوياً ألقاه جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليبلّغه للناس ولم ينزل على شكل قراطيس وألواح كألواح موسى (عليه السلام) من السماء، ولكن اعتُبر وفق الآيات القرآنية نفسها منذ نزوله كتاباً وصحيفة، بمعنى أنّ من شأنه أن يُكتب ويُحرر ويحتفظ به كما هو الحال في الكتب الأخرى، كما بيّنا ذلك في مباحث النبوة في الدين([13]).

ولذلك اتخذ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منذ البداية كاتباً أو كتبةً مضافاً إلى عنايته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بتحفيظ القرآن للمسلمين ليبقى، وإنشاء الكلام وإلقاؤه شفوياً لكي يُكتب ويبقى ظاهرة معهودة، فالقصائد كثيراً ما تُلقى لتُكتب وتَبقى، وقد جاء أنّ العرب كتبوا المعلقات السبع لشعراء الجاهلية وعلقوها بالكعبة.

ولا تختص هذه الحالة في الرسالات بالقرآن الكريم، فالرسائل الإلهية كانت تنزل على أنّها كتب وصحائف منذ عرف الإنسان الكتابة والصحيفة، كما قال سبحانه: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾([14])، وذلك لكي تبقى هذه الرسالات محفوظة على وجه موثوق لسائر الناس والأجيال وتتم بها الحجة عليهم.

إذاً لاحظنا بهذه الجهة أنّ البسملة أدبٌ، وابتداء الفاتحة وسائر السور القرآنية بالبسملة يندرج ضمن أدب ابتداء الرسالة بالبسملة والتسمية.

هذا بيان حقيقة البسملة ومحتواها، فحقيقتها هي نوع من الأدب ملائم لابتداء الرسائل.

الهوامش: ([1]) سورة النمل: آية 30ــــ31. وربما يقال: في حديث رسالة سليمان في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، أنّه لم يقع الابتداء بالبسملة لتقدم قوله: (إنه من سليمان) على البسملة، وإذا كان الابتداء فيها قد وقع بالبسملة اقتضى تأخير هذه الجملة عن البسملة كما يرد في رسائل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورسائل أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد البسملة (من محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الملك الفلاني)، أو (مِن عبد الله علي أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان). والجواب: إنه لم يتبين من سياق الآية أنّ قوله (إنه من سليمان) كان جزءاً مما كتبه سليمان، بل قد يكون إيضاحاً من ملكة سبأ، لأنّ حكاية مضمون الرسالة إنما جاء نقلاً عنها حيث إنها:﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (سورة النمل: آية 29 ـــ 30)، فهي إذاً أخبرتهم: (أنّ هذا الكتاب الكريم من سليمان..)، ولا دلالة لهذا العرض على أنّ جملة (إنه من سليمان) كانت مكتوبة في الرسالة، وإذا فُرِض أنّ سليمان (عليه السلام) كان قد كتب (من سليمان) فمن الجائز أن يكون مكتوباً على الظرف ـــ إن كان ـــ أو على أعلى الورقة قبل ابتداء الرسالة كما كان من المتعارف في الزمان السابق أن يكتبوا على غلاف الرسالة أو ظهرها: (ليصل إلى محضر العالم الفلاني) مثلاً، ولا تشتمل بداية الرسالة حينئذٍ على ذكر المرسل إليه، كما أنّ من الجائز أن يكون سليمان قد كتب في أوّل الرسالة (من سليمان إلى ملكة سبأ) أو كتب ذلك في آخر الرسالة، إلا أنّ ملكة سبأ وجدت عند عرضها للرسالة أنّ من المناسب أن يذكر أوّلاً مرسل الرسالة ثم مضمونها، ولما ذكرت المرسل أوّلاً لم تكرر ذكره الوارد في مضمون الرسالة. ([2]) لاحظ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: (6/86 ـــ 87): (قال (الواحدي) في أسباب نزول الآية: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُل هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}: قال أهل التفسير: نزلت في صلح الحديبية، حين أرادوا كتاب الصلح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم). فقال سهيل بن عمرو والمشركون: ما نعرف الرحمن، إلا صاحب اليمامة، يعنون مسيلمة الكذاب. اكتب باسمك اللهم. وهكذا كانت الجاهلية يكتبون، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية). وأيضاً في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 6/113(وذكر أهل الأخبار أن الجاهليين الوثنيين كانوا يفتتحون كتبهم بجملة (باسمك اللهم)..). ([3]) لاحظ: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 6/113، قال: (كانت عوائدهم القديمة افتتاح رسائلهم بأسماء آلهتهم كاللات والعزى). ([4]) سورة الأعراف: آية 93. ([5]) سورة الأنعام: آية 124. ([6]) سورة الأعراف: آية 62، وآية 68. ([7]) سورة الأحزاب: آية 39. ([8]) سورة الجن: آية 28. ([9]) سورة الجن: آية 23. ([10]) سورة الأعراف: آية 144. ([11]) سورة محمد (صلى الله عليه وآله): آية 20. ([12]) التعبير عنه بـ(واسع) إنما هو لأنه أوسع ـــ من الإطلاق الثاني ـــ، لأنّه يستعمل في الجزء من السور الطوال الذي نزل مستقلاً. ([13]) منهج التثبت في الدين: 5/16 وما بعد القسم الثالث (رسالة الله إلى الإنسان). ([14]) سورة الأعلى: آية 19.
2024/04/07

تفسير سورة الفاتحة: أهم مضامين السورة من «آية الله السيد محمد باقر السيستاني»
تفسير سورة الحمد([1]).. إنّ ألفاظ هذه السورة ومعانيها سهلة وواضحة، فهي لا تتضمّن مفردات غريبة أو معاني تركيبية معقدة ولو على وجه التعقيد العارض كما قد يتفق في بعض السور والآيات القرآنية، ولكننا نريد أن نتأملها مزيد تأمل ونستنطقها عن المعاني العامة المنظورة بها.

موضع السورة نزولاً: وهي على المشهور السورة الخامسة في النزول بعد العلق والقلم والمزمل والمدثر، وقيل إنها الثانية وقيل إنها الأولى، وهي على كل حال من السور القصار الأوائل، ولذا ينبغي النظر في مقام تفسيرها إلى موقعها.

لكننا مع ذلك تحدثنا عن البسملة فيها حتى كأنها أوّل السور المشتملة عليها وإن كان الذي رجحناه كون البسملة جزء من سورة العلق وسائر السور التي قد تكون قد نزلت قبلها [أو بعدها]، على أنّ سورة العلق على كل حال هي أوّل سورة تتضمن أدب التسمية إذ جاء فيها بعد البسملة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾([2]) إلا أنّ حديث المفسرين عن التسمية في سورة الحمد اقتضى حديثنا أيضاً عنها في هذا الموضع.

البيان الإجمالي لسورة الحمد

ونتطرق أوّلاً لتوضيح إجمالي لمفاد هذه السورة، ثم نعود إلى الحديث عن كل فقرة فيها لتأمّل مداليلها أو بعض ما شابها في كلمات بعض الباحثين تفصيلاً.

تتميّز هذه السورة بين السور القصار أنّها تركز على إثبات كل الأمور الراجعة إلى الإله لله سبحانه حصراً ونفيها عمّا يعبد مع الله سبحانه أو من دونه، فالله سبحانه هو المستوجب للحمد في ما يشهده الإنسان في الكون من الإبداع وينتفع به من نِعَمٍ، وهو رب الإنسان ـــ المعني به ـــ كسائر العالمين، وهو الذي يرحم الإنسان في مواضع الحاجة، وهو صاحب يوم القيامة الحاكم فيه، ولذلك فإنّ الإنسان الراشد الواعي يعبد الله سبحانه وحده ويستعين به ويستهديه في مسيرته في هذه الحياة التي تنتهي إلى الله سبحانه، فهذه السورة هي رسالة إلهية قصيرة ومعبّرة إلى الخلق.

الآية الأولى

وقد بدأت بالأدب الذي أُسس له منذ السورة الأولى وهي سورة العلق، حيث بُدئ فيها ـــ أي سورة العلق ـــ بالبسملة لتكون جملة منسقة مشتركة بين بدايات السور، وأُوضحَت هذه البسملة بقوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾([3])، فكانت البسملة بياناً للأدب اللائق لبداية الرسالة الإلهية كما كانت أدباً متعارفاً قبل الإسلام في الرسائل، وقد جاء أنهم كانوا يكتبون: (بسمك اللهم)([4])، وجاء قبل ذلك بمئات السنين عن سليمان (على نبينا وآله وعليه السلام) ـــ الذي ذكر أنه تُوفي سنة (914) قبل الميلاد ـــ أنه كتب في رسالته إلى ملكة سبأ: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ﴾([5])، فكانت بداية الرسالة تسمية لله سبحانه.

فهذا فيما يبدو أدب كان سائداً، وربما كان هذا الأدب مما أرساه الله سبحانه من خلال رسله (عليهم السلام)، ثم وقعت تسريته إلى سائر الآلهة وغيرها.

وقد اختير في هذا الأدب توصيف الله سبحانه بالرحمن كلقبٍ له، وهو لقب كان معهوداً في القسم [الجنوبي الغربي] من الجزيرة العربية ـــ أي اليمن ـــ، وربما كان من آثار الرسل السابقة في تلك البقعة أو غيرها، وكأن هذا الاختيار كان لأمرين:

1-رفع توهم تعدّد الآلهة في الجزيرة العربية وإزالة العصبية بين أهل الجزيرة وبين أهل اليمن في الإله المعبود، حيث كان التعبير السائد عند أهل الجزيرة عن الله سبحانه هو لفظ الجلالة (الله)، والتعبير السائد عند اليمنيين هو (الرحمن)، وربما يكون مثل هذا التعدد مبعثاً للمِراء والمجادلة بأنّ الإله الأعظم لأهل الجزيرة غير الإله الأعظم لأهل اليمن وما إلى ذلك، فاستُخدم لفظ (الرحمن) لدفع توهم تعدد الآلهة([6]).

2-التعبير عن الصفة المميزة التي يُحب الله سبحانه أن يُعرف بها كلقب له، فإنّ الألقاب تعبّر عن الصفات المميزة للأسماء، مثل لقب الأمين للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الجاهلية، ولقب الرسول له (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الإسلام، ولقب أمير المؤمنين للإمام علي (عليه السلام)، ولقب زين العابدين لحفيده علي بن الحسين (عليهم السلام) وهكذا، فالرحمان المعبِّر عن سعة الرحمة بصيغة المبالغة فيها هو الوجه الذي أراد الله سبحانه أن يكون لقبه الخاص بين عباده كما قال سبحانه: ﴿رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾([7])، فجعلت صفة الذات الإلهية العامة هي الرحمة تعبيراً عما يليق بها وليكون ذلك باعثَ اهتداءٍ إليه، إذ كانت حاجة الفرد إلى الإله إنّما هي رغبةً في رحمته وعنايته.

وقد أكّد ذلك بصفة (الرحيم) لأنّ البُعد الوصفي في اللقب يضعف بصيرورته لقباً، بل قد تبقى دلالته على معناه الوصفي كتلميح فقط من غير تركيز عليه، وربما يُغفل عنه، فعقّب سبحانه كلمة الرحمن عنايةً بتمثيل صفة الرحمة عن نفسه بلفظ (الرحيم) ليؤكد على صفة الرحمة قبل كل شيء في بداية الكلام ليكون مخرج الكلام منذ بدايته مخرج الاسترحام والاستعانة بالله سبحانه وليبطل الالتجاء لطلب الرحمة من الأصنام في مستوى الشرك كما كانت عليه البيئة التي نزلت الآية فيها.

فهذا المعنى الذي تمثله البسملة على الإجمال، وذلك أمر مشترك بين سورة الحمد وسائر السور بعد ما تقدّم من أنّ البسملة جزء من السور جميعاً، وأنّ سورة الحمد ليست هي أوّل السور نزولاً، وإنّما سلمت سورة الحمد عن توهم أنّ البسملة ليست جزءاً منها إلى حدٍ كبير بالمقارنة مع باقي السور باعتبار الإشارة إلى عدد آياتها في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾([8])، ووقوع التركيز عليها في بداية الصلاة والمواظبة المروية على البسملة فيها من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وإلّا فالبسملة جزء مشترك بين السور على ما رجحناه ولا تمتاز بها هذه السورة عن غيرها.

وأما امتياز هذه السورة عن باقي السور القصار فهي بما بعد البسملة من مضامين السورة.

الآية الثانية

لقد كانت هذه السورة مميزة بين السور بالثناء الجميل على الله تعالى وشد الإنسان إليه تعالى رغم قصرها، فبدأت بحمد الله سبحانه معبِّرةً بذلك أنّ كل حمد يُستوجَب بموجب الألوهية في هذا الكون والوجود فهو كله لله سبحانه مشيرةً بهذا إلى أنّه تعالى الإله الوحيد للخلق والمخلوقات كلّها والمدبّر لأمورها، فكل حمد وثناء يحفّز عليه هذا الوجود بما فيه من أنواع الخلق والمخلوقات وبدائع صنعها وسنّ سننها والملاءمة بينها سواء في البعد الكوني العام في السماء والأرض أو في البعد المتعلّق بالإنسان نفسه من حيث خلق الإنسان في أحسن تقويم وجعله في ضمن مجتمع يتناسل ويكون له أولاد وأقرباء وحفدة وأصحاب ويكون الناس شعوباً وأقواماً يتضامنون في المصالح، أو كان في سائر أنواع الكائنات من الحيوانات والنباتات وتسخيرها للإنسان، فللّه سبحانه الحمد في صناعة كل ذلك وتدبيره كما تواتر ذكر هذا المعنى في السور القرآنية المتوسطة والمفصلة.

وهذا الكون بما فيه من دقائق وإبداع ينطق كله بالحمد والثناء لله سبحانه، ولكننا قد نحتاج إلى نفض غبار الاعتياد عنه، ولولا الاعتياد على هذا الكون لشعرنا بمدى مستوى الإتقان والإبداع والقدرة والدقة في تفاصيل هذا الكون وفي أنواع الكائنات والملاءمة بينها وسننها وخصوصياتها حقاً كما يعرض القرآن الكريم في كثير من آياته، فهذا الكون معرض الصنائع الإلهية والقدرة الإلهية والفن والإبداع الإلهي، وكل هذه المقدرة والفن والإبداع من يُثنَى عليه بها هو الله سبحانه حقاً، فإذا أثنينا على شيء بأن قلنا ـــ مثلاً ـــ كم هذه الزهرة جميلة، كم هذا الشيء عجيب، كم هذا الشيء مذهل، كم هذه السماوات واسعة، فذلك ثناء على الله سبحانه، وإذا نطقنا بحمد وثناء وإعجاب وإكبار لشيءٍ ما في الكون من الإنسان، وقدراته، وقابليته على الاكتشاف والاختراع والاهتداء والتحليل والتفكير، وكل ما أثنينا به في شيء ومدحنا شيئاً وأُعجبنا بشيء وراقنا شيء فهذا الحمد في الحقيقة يعود إلى الله سبحانه، فالإنسان يبدي الإعجاب بالمعرض الكوني والمعروضات فيه ولكنه لغفلته لا يعرف صاحب هذا المعرض ولا ينتقل إلى صاحب هذا المعرض، فالحمد حقاً كله لله سبحانه.

ثم نَبَّه الله سبحانه على ربوبيته للعالمين كلهم بقوله بعد الحمد لله: (ربّ العالمين)، وذلك أنّ للّه سبحانه دَوْران:

دور الخلق: الذي كانت تعترف به الأقوام عموماً، وكان محل إذعان العرب في الجزيرة رغم شركهم، قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ﴾([9]).

ودور الربوبية: وهو دور التعهد بتدبير الخلق وقضاء حوائجهم وأمورهم، وهو المعبَّر عنه بدور الربوبية، فرَبُّ الشيء هو الذي يكون صاحبه المعني به، مثلاً: ربُّ الغنم يطلق على مالك الغنم باعتبار عنايته، وقد يطلق على الراعي الذي يدبرها ويذهب بها للرعي.

فالربوبية تعني أنّ الرب صاحب هذا الشيء والمعني به.

هذا، وكأنّ الناس بطبيعتهم يميلون إلى اتخاذ إله أدنى مشهودٍ لهم، قريب إلى أحاسيسهم، يتكفل حوائجهم ويُعنى بهم، ولذا كانت الأديان التوحيدية دائماً تُحرَّف إلى أديان شركية، وربما تتمحّض في الشرك أصلاً أو يُترك فيها الله سبحانه تدريجاً؛ لأنّ هذا الكائن الأدنى يتبدل إلى الأيقونة التي يتمثل فيها الإله، ولا يعتقدون بشيء وراءه، فهذا من الميول البشرية الملحوظة، والتي أفسدت كثيراً من الأديان كدين المسيح (عليه السلام).

وربما كانوا يعتقدون بأنّ هذا إله أدنى وفي السماء إله أعلى، وكأنّ الإله الأعظم ــــ وهو الله سبحانه ــــ غير معني بالأرض وبالإنسان، إذ ليس قريباً منهم، فهو ـــ مثلاً ـــ معني بالملائكة الذين هم في السماء، فيحتاج الإنسان إلى ربٍّ يتعهده ويتكفل حوائجه، ومثل هذه الأوهام هي سبب بحث الناس عن آلهة أخرى.

فالمراد بقوله ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ التأكيد للناس في سياقٍ مرتبطٍ بالرحمة الإلهية العامة أنّه سبحانه معني بالإنسان وهو ربه وصاحبه كما قال عز من قائل: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾([10])، فلماذا يذهبون يميناً وشمالاً؟ ولماذا يبحثون عن أرباب مصطنعة؟ ولماذا يتيهون؟ فهو سبحانه ربّ العالمين كلهم، وليس خصوص الملائكة التي كان بعض العرب يفترض أنّ الله سبحانه معني بها وهي بنات الرحمن باعتبارها في السماء مثلاً حسب طرق تفكيرهم، ولذلك قال عز من قائل في رد هذا الوهم: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَـهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَـهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴾([11])، إذن هؤلاء يعتبرون الله تعالى إلهاً معنياً بالسماء وأنّه لا يعتني بالبشر، ولذلك قال الله سبحانه: إنّه رب العالمين جميعاً.

الآية الثالثة

وعقّب ذلك سبحانه مرة أخرى بالرحمن الرحيم تأكيداً على ما يحتاجه الإنسان من جهة ضعفه البالغ في نفسه وفي خضم تحديات هذه الحياة من الرحمة في شؤونه كلها، فهو سبحانه فاتحٌ أبواب عطائه بالرحمة للخلق، فربوبيته للخلق هي ربوبية رحمة ورفق وتيسير، وهذا المعنى من شأنه أن يشدَّ الإنسان إلى الله تعالى ويوجه أمله إليه، لأنّ الإنسان يبحث عن اللفتة الحانية والرحيمة والودودة والرؤوفة.

فلم يكتفِ سبحانه بذكر الرحمن الرحيم في البسملة، وكأنه من جهة أنّ البسملة بعد أن أصبحت أدباً عاماً لبداية الكلام قلّ التركيز فيها بالنسبة إلى ما يَرِد فيها من توصيف، فلذلك اعتنى بتكرار هذا المعنى تأكيداً على أنّ ربوبيته ربوبية رحيمة ومقرونة بالرحمة مؤكداً، كما يقتضيه لقبه: الكريم (الرحمن).

الآية الرابعة

ثمّ عقّب ذلك سبحانه بـ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، بلسان فارغ عن ثبوت يوم الدين الذي كانت كثير من الأقوام لا تؤمن به، مثل عامة العرب في مكة والجزيرة العربية، وهم يرون فناء الإنسان بالممات، ويرجون الإله لشؤون الحياة، وفي هذا ما قد يؤشّر إلى أنّ هذه السورة حيث تكلمت بلسان المفروغية عن وجود يوم الدين يمكن أن تكون قد نزلت عقيب الأخبار عن وجود هذا اليوم كما جاء في سورة العلق قبلها: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾([12])، وجاء أيضاً في سورة القلم والمزمل والمدثر، وهناك سور عديدة قصار من الجزء الثلاثين (جزء عم) والجزء التاسع والعشرين (جزء تبارك) خُصصت لإثبات يوم الدين، مثل سورة التكوير (السابعة في النزول، والتكاثر (السادسة عشر بحسب النزول) والقارعة (الثلاثين في النزول) والقيامة (الواحد والثلاثين في النزول).

لقد لفتت هذه الآية الإنسان إلى أنّ أبعاد حياته وحاجته إلى رحمة الله سبحانه، وأنّ أبعاد ربوبية الله سبحانه للإنسان لا تنحصر بهذه النشأة الدنيا، فللإنسان موعد مع يوم الدين والجزاء مما يعني أنّه يُجازى بأعماله في هذه الحياة في نشأة لاحقة، وتلك نشأة لم يترك الله سبحانه فيها الأمور لطبيعتها ولم يُخفِ دوره فيها، بل يتجلى ملكه فيها دون خفاء وحجاب، فهذه النشأة الدنيا قد يكون استحضار الإنسان فيها مُلكَ الله تعالى بحاجة إلى الاستنطاق والتنبّه خصوصاً أنّ الله سبحانه حليم عفوّ، أجرى الأمور على سنن وإن كان هو المدبر لها آناً فآناً، فهذا المشهد قد يُفضي بالإنسان إلى الغفلة، لكن في اليوم الآخر يتجلى ملك الله تعالى بوضوح: ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾([13])، والإنسان أحوج ما يكون إلى رحمة الله تعالى ولطفه في تلك الحياة بحسن الاستجابة له في هذه الحياة، وبذلك أشارت هذه الآية إلى أنّ الإنسان سائر إلى الله تعالى بخطواته في هذه الحياة، فهو لن يعيش هذه الحياة ليفنى من دون غاية قد أُعدّ لها وعليه أن يسعى إليها.

الآيتين الخامسة والسادسة

ثم بعد بيان تفرده سبحانه بالحمد كله وبالمُلك في غدٍ وعنايته بالخلق بالرحمة والربوبية حوّر الخطاب من توصيف الله سبحانه لنفسه إلى إقرارٍ ودُعاءٍ يعلّمه للإنسان يمثّل الاستجابة المناسبة من الإنسان لتلك الصفات، ويخاطب فيه الإنسان الله سبحانه مذعناً ومستعيناً به سبحانه، وتتمثل الاستجابة المطلوبة من الإنسان في أمور ثلاثة مفصلية هي لبّ ما ينبغي أن يمثل علاقة الإنسان بالله سبحانه وهي: العبادة، والاستعانة، والاستهداء.

فالأوّل: إذعان الإنسان بألوهية الله سبحانه حصراً وذلك بعبادته سبحانه وحده اعتقاداً وإذعاناً وعملاً، والعبادة هي الخضوع اللائق للإله، فهي تكون للإله حصراً، فالتوحيد في العبادة يعني التوحيد في الألوهية والربوبية.

وهذه الفقرة تكون استجابةً من الإنسان لتوصيف الله سبحانه بأنّه المحمود بكل حمدٍ مستوجبٍ، وهو ربّ الإنسان كسائر العالمين، وهو مالك الأمور في هذه الحياة وفي النشأة الأخرى جميعاً، فالاستجابة لهذه المعاني أن يقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، فلا يوجد شيء غير الله سبحانه، فإذا كان الحمد يعود إليه في كل شيء وهو رب كل شيء ومعني بكل شيء وهو المالك لكل شيء فلا يبقى محلٌ لافتراض إله ورب ومعبود غير الله سبحانه، لأنّ الإنسان إنما يبحث عن آلهة لأنه يريد عناية واهتماماً، فربما يتصوّر أنّ الآلهة التي اتخذوها غير الله تعالى تملك شيئاً ولها دور تُحمَد عليه تجاه الإنسان! فإذا كانت لا تملك شيئاً وكان الحمد كله لله تعالى وهو سبحانه المتكفل بربوبية العالمين جميعاً وهو سبحانه المالك للحياة الأخروية التي ينتهي إليها الإنسان، فإنّ المفروض بالإنسان أن يعبد الله تعالى وحده: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، فهذا استجابة مناسبة للمعاني المتقدمة.

الثاني: الاستعانة بالله تعالى حصراً فيما يستعان فيه بالإله، قال تعالى: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، فالإنسان في كثير من الحالات تضيق الأسباب الدنيوية عنه ويتمنى عوناً من الإله، وهذا أمر طبيعي وفطري للإنسان، فكما يحتاج الإنسان إلى الاستعانات الطبيعية التي جعل الله سبحانه لها أسباباً كالاستعانة بالقرابة والجيران والآلات والأجهزة، فإنه أيضاً يحتاج إلى الاستعانة فيما هو فوق هذه الأسباب وهو الإله القادر، وهذا الأمر هو من أهم أسباب نزوع الإنسان إلى الإيمان بالإله، فهو مطبوع على الشعور بالحاجة إلى كائن أعلى.

ويتفرع التوحيد في الاستعانة على الإذعان بالتوحيد بالألوهية والربوبية والملك لله سبحانه، فهو استجابة لما أبداه سبحانه من رحمته بالخلق وتعهده بربوبيتهم بنفسه، فالله سبحانه هو المتكفّل بنا وهو ربنا، فنستعين به نفسه، ولا محل للاستعانة بالأصنام ونحوها.

الثالث: الاستهداء بالله سبحانه لهداية الإنسان إلى الصراط المستقيم في الحياة الذي ينتهي إلى رضوان الله سبحانه في الحياة الأخرى، فالإنسان مظنة لأن يفقد بوصلته في هذه الحياة ويزلّ فيها عقيدةً أو سلوكاً ولا سيما من نشأ في بيئة مشركة وضالة، بل عاش على الشريك منذ نشأته، فإنه لا يزال تراوده وساوس الحالة السابقة كما حُكيت الشكاية عن ذلك من بعض الصحابة، ولذلك فإنّ عليه أن يستعين بالله تعالى في مزالق هذه الحياة دائماً ليثبّته على الطريقة المستقيمة، فهو يحتاج إلى الاستهداء بالله سبحانه دائماً.

وقد أعطت الآية بذكر الصراط المستقيم للإنسان انطباعاً رائعاً عن أنّ في هذه الحياة سبلاً، ولكنْ سبيلٌ واحد مستقيم ينتهي إلى الغاية التي يتمناها الإنسان من السعادة ويصل به إلى رضوان الله تعالى ربه وخالقه، وهناك سبل للسير تذهب يميناً وشمالاً وتنحرف عن الجادة إذا سلكها الإنسان ضلّ عن غايته وأوجبت له شقاءً وعناءً.

فالإنسان سائر في هذه الحياة في دربٍ نحو نهاية جادة ومرسومة وعليه أن يختار بين الصراط المستقيم الذي رسمه له الله سبحانه وبين أن يركب رأسه ويتنكب عن الطريق يميناً وشمالاً، وهذا المعنى الرائع ـــ الذي يمثل الإنسان سائراً في درب ويرسم دروباً مختلفة يكون الدرب المستقيم واحداً من بينها وتنحرف سائر الدروب عن النهاية التي تليق وتكون مطلوبة للإنسان ـــ متواتر في الآيات الشريفة كقوله: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾([14]).

الآية السابعة

ثمّ لم يقتصر سبحانه وتعالى على ذكر الصراط المستقيم الذي هو صراطه سبحانه، بل أشار إلى أنّ في هذا الطريق ككلِّ طريقٍ دوالّ على المسير تُقتفى آثارها ويوطأ عقبها، وهذه الدوال في الصراط المستقيم إلى الله سبحانه هم الذين أنعم الله تعالى عليهم أوّلاً بالهداية فاستجابوا لها فكانوا القادة إلى الهدى دون الذين تنكّبوا عن الطريق وتخبّطوا إما لأنّهم عرفوا الطريق وامتنعوا عن سلوكه فاستوجبوا غضب الله سبحانه أو لأنّهم ضلوا الطريق وتاهوا فيه إذ قصروا عن إدراك سبيله.

وفي ذلك تنبيه للإنسان على أنّ عليه بعد الإيمان بالله تعالى أن يتخذ إمام هدىً يجتاز خلفه الطريق ويتأسى به في السلوك، وأبرز مصاديق هؤلاء القادة هم الأنبياء الذين ورد في الآيات الشريفة أنّ الله سبحانه بدأ الهداية بهم وأنعم عليهم وأمر بعضهم بأن يهتدي بهدي من سبقه فيهم، كما قال سبحانه بعد ذكر الأنبياء: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾([15])، وقال تعالى لرسوله بعد ذكرهم: ﴿وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾([16]).

وقد تكرر في القرآن الكريم فيما نزل بعد سورة الحمد التأكيد على أنّ الأنبياء (عليه السلام) هم الذين أنعم الله عليهم بالهداية إلى الصراط المستقيم، وهدى بهم الناس إليه، كما قال سبحانه عن رسوله الكريم: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾([17])، وجاء أيضاً: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾([18])، ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾([19])، ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾([20]).

وكذلك قال عن إبراهيم (عليه السلام): ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾([21]).

وجاء عنه أيضاً قوله: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا﴾([22]).

وجاء عن موسى وهارون (عليهما السلام): ﴿وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾([23])، وجاء عن عيسى (عليه السلام) قوله: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾([24]) إلى آيات أخرى.

فأوضح ذلك أنّ المراد بالذين أنعم الله عليهم هم الأنبياء الذين أنعم عليهم بأن هداهم وهدى بهم إلى الصراط المستقيم.

هذا شرح إجمالي لهذه السورة المميزة وهي من السور الهادئة للغاية، ليس فيها معنى شديد أصلاً، نعم، فيها معان تنذر بالخطورة وذلك قوله سبحانه: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، وكلمة الغضب في قوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾، وإن كانت تعبر عن شدةٍ، ولكنّ الغضب فيها فُرِضَ على الآخرين وليس على المخاطبين.

وهذه السورة لم تتضمن ذكر الرسالة صريحاً، بل ذكرت الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر صريحاً، ربما لوّحت إلى الرسالة بقوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.

 وهذا الأمر مما يتكرر في العديد من الآيات القرآنية حيث يقتصر فيها في وصف المؤمنين على ذكر الإيمان بالله واليوم الآخر فحسب من دون الرسالة([25])، وكذلك الحال في بعض السور القصار كسورة الإخلاص ولا يبعد أن يكون السبب في ذلك أنّ هذا النص بنفسه متلوّ على أنه رسالة الله سبحانه إلى الخلق من خلال رسوله الكريم، فتكون الرسالة حاضرة ومفترضة في مشهد الكلام، ولذلك كان الاهتمام في الكلام بالإيمان بمضمون الرسالة من الإنباء عن توحيد الله سبحانه وعن يوم القيامة، ولا سيما في العهد المكي حيث كان اشتمال الرسالة على هذين النبأين هو العائق الأساس للمشركين عن تصديق هذه الرسالة، ولأجل ذلك ربما اكتفي بالتلويح إلى الإيمان بالرسل بقوله: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، إذ الرسل أبرز مصداق لمن أنعم الله عليه بالهداية إلى المعاني المتقدمة في هذه السورة، كما قال سبحانه عن المسيح (عليه السلام): ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾([26]).

هذا محصل مضمون هذه السورة على وجه الإجمال.

ومن الظاهر من خلال ذلك حقاً أنّ هذه سورة مميزة في مضمونها كبلاغتها وفصاحتها، وهي من السهل الممتنع، وقد لا يشعر الإنسان المسلم العارف باللغة العربية بمدى الجمال في هذا النصّ، لأنه معتاد عليه وعلى أمثاله من خلال القرآن الكريم، ولكنه كان مما يجد العرب جماله آنذاك بالمقارنة مع المضامين الدينية التي كانت مألوفةً لديهم لآلهتهم، ولذلك لم تكن مباهاة القرآن الكريم بهذه السورة بشكل خاص في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ﴾([27]) إلا بما يشهد بصدقه واقع الحال، فلم يكن يتاح لأحد أن ينكر امتياز هذه السورة، ولذلك يمكن عدّها أبرز السور التي تحدى بها القرآن الكريم العرب، كما يجد جمالها عامة المعنيّين بالمضامين الدينية وبالمقارنة بين القرآن الكريم وكتب الأديان الأخرى، بل أنّ أهل الأديان الأخرى ـــ ومنهم البلغاء من المسيحيين العرب ـــ يجدون هذا الجمال بالمقارنة مع ما جاء في كتبهم الدينية([28]).

الهوامش: ([1]) تقدم في الجزء الأوّل من الكلام في مكانة هذه السورة وزمان نزولها وجزئية البسملة منها ومن سائر السور، وقد تخلل ذلك باقتضاء البحث جملة مما يتعلق بتفسير البسملة وهذه السورة. ([2]) سورة العلق: آية 1. ([3]) سورة العلق: آية 1. ([4]) وقيل إنّهم كانوا يكتبون: (بسم اللات والعزى)، لاحظ: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 6/113. ([5]) سورة النمل: آية 30. ([6])  تقدم الحديث عن ذلك تفصيلاً في الكلام على كون البسملة جزءاً منها ومن السور. ([7]) سورة الأعراف: آية 156. ([8]) سورة الحجر: آية 87. ([9]) سورة لقمان: آية 25. ([10]) سورة البقرة: آية 186. ([11]) سورة الزخرف: آية 86. ([12]) سورة العلق: آية 8. ([13]) سورة غافر: آية 16. ([14]) سورة الأنعام: آية 153. ([15]) سورة مريم: آية 58. ([16]) سورة الأنعام: آية 87 ـــ 90. ([17]) سورة المائدة: آية 15 ـــ 16. ([18]) سورة الأنعام: آية 161. ([19]) سورة إبراهيم: آية 1. ([20]) سورة الشورة: آية 52 ـــ 53. ([21]) سورة النحل: آية 120 ـــ 121. ([22]) سورة مريم: آية 43. ([23]) سورة الصافات: آية 117 ـــ 118. ([24]) سورة آل عمران: آية 51. ([25]) منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ سورة التوبة: آية 18، ومنها: قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ سورة البقرة: آية 62، ومنها: قوله جلت آلاؤه: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ سورة البقرة: آية 126، ومنها: قوله عزّت آلاؤه: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ﴾ سورة البقرة: آية 228، ومنها: قوله جل جلاله: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ سورة البقرة: آية 232. ([26]) سورة الزخرف: آية 59. ([27]) سورة الحجر: آية 87. ([28]) وربما تكلف بعضٌ السعي إلى اقتفاء هذه السورة في معانيها مع تغيير ألفاظها مضاهاة معها، لكن هذه الطريقة في المضاهاة خاطئة من جهة اقتفاء مضامين النص، ومن المعلوم أنّ بلاغة النص ليست في مفرداتها ووزنها فقط، بل في انتقاء المضامين المناسبة للمقصد المنظور جزء مهم من البلاغة، على أنّ الكلام الذي أُنشئ لا يتضمن بلاغة خاصة من حيث المفردات المناسبة، ولا يرقى إلى مستوى هذه السورة في شيء (لاحظ عرض ذلك ونقده في تفسير البيان للسيد المحقق الخوئي ورسالته نفحات الإعجاز (لاحظ: البيان في تفسير القرآن (طبعة المؤسسة): ص95 وما بعد)).
2024/04/04

أعمال ليلة القدر الثالثة.. الليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضان
ليلة القدر ليلة عظيمة و شريفة يتضاعف فيها الأجر و الثواب أضعافاً مضاعفة حيث أنها خير من ألف شهر ، و ليلة القدر مخفية بين ليالي ثلاث الاولى هي ليلة التاسعة عشر و الثانية هي ليلة الواحدة والعشرين و الثالثة هي ليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان المبارك و هي أعظم ليالي القدر و هي ليلة الامضاء ، و هي المعروفة بليلة الجُهني.

و لقد رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال في فضيلة ليلة القدر: "...و شهر رمضان سيد الشهور ، و ليلة القدر سيدة الليالي "1.

و رُوِيَ أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر الله ما تقدّم من ذنبه "2.

و قال الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام : " من أحيي ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت عدد نجوم السماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار"3.

و أعمال هذه الليلة تنقسم الى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

الأعمال التي تشترك فيها مع سائر ليالي القدر، و هي كالتالي:

1. الغُسل ، و الافضل أن يغتسل عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.

2. الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد سبع مرّات ، و يقول بعد الفراغ سبعين مرّة : اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ ، و في الحديث النّبوي : “ من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له و لأبويه “ .

3. نشر المصحف الشريف و فتحه و حمله بيده أو جعله بين يديه و التوسل إلى الله به ، و قول : “ اللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ ، وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ ، وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى ، وَما يُخافُ وَيُرْجى ، اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ “ .

ثم الدعاء بما شاء و طلب الحوائج.

4. جعل المصحف الشريف على الرأس و قول : “ اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فيهِ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ.

ثمَّ قُل عَشر مرّات : “ بِكَ يا اَللهُ “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَليٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِفاطِمَةَ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

و عَشر مرّات : “ بِالْحُجَّةِ “ .

ثم يسأل الداعي حوائجه.

5. زيارة الحسين (عليه السلام) ففي الحديث انّه “ اذا كان ليلة القدر نادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) “ .

6. احياء هذه اللّيالي الثّلاثة بالعبادة و الذكر و تلاوة القرآن ، ففي الحديث : “ مَنْ احيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار “ .

7. الصّلاة مائة ركعة فانّها ذات فضل كثير ، و الافضل أن يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد عشر مرّات.

8. قراءة الدعاء التالي : “ اَللّـهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً ، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً ، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي ، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي ، وَقِلَّةِ حيلَتي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيـما اَوْلَيْتَني ، وَلا لاِحْسانِكَ فيـما اَعْطَيْتَني ، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي ، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ ، اَوْ شِدَّة اَوْ رَخاء ، اَوْ عافِيَة اَوْ بَلاء ، اَوْ بُؤْس اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ “ ..

9. قراءة دعاء الجوشن الكبير اضغط هنا لقراءة الدعاء.

القسم الثاني: الأعمال و الأدعية المشتركة في الليالي العشر الاواخر:

ليلة الثالثة و العشرون هي الليلة الثالثة من الليالي العشر الاواخر ، اذا تشترك بأدعية و اعمال ليالي هذه العشرة و منها :

1. أن يدعو بهذا الدعاء ، و هو دعاء الامام الصادق عليه السلام في الليالي العشر الأواخر :

" أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضَانَ أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ وَ لَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ " .

2. و أن يقرء الدعاء التالي المروي عن الامام الصادق عليه السلام الذي كان يقرءه في كلّ ليلة من العشر الأواخر :

" اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ... ﴾ 2 ، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَ خَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَ جَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

اللَّهُمَّ وَ هذِهِ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ ، وَ لَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ ، وَ قَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى‏ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، وَ أَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

فَأَسْأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ ، وَ أَنْبِياؤُكَ الْمُرْسَلُونَ ، وَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَ أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَ كَرَمِكَ ، وَ تَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي ، وَ تَسْتَجِيبَ دُعائِي ، وَ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ .

إِلهِي وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَ بِجَلالِكَ الْعَظِيمِ ، أَنْ تَنْقَضِيَ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَ لَيالِيهِ ، وَ لَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُؤَاخِذُنِي بِهِ أَوْ خَطِيئَةٌ تُريدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي ، لَمْ تَغْفِرْها لِي .

سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي ، أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، إِذْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ ، فَازْدَدْ عَنِّي رِضا ، وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمِنَ الآنِ فَارْضَ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا اللَّهُ يا احَدُ يا صَمَدُ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ".

وَ أَكثر أَن تقول :

" يا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَ الْكَرْبِ الْعِظامِ عَنْ‏ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ " .

القسم الثالث : الأعمال و الأدعية الخاصة بهذه الليلة :

الأدعية الخاصة بهذه الليلة و هي :

3. قراءة سورة العنكبوت و سورة الروم، ففي الرواية عن الامام الصادق (عليه السلام) : من قرأَ سورة العنكبوت‏ و الرّوم في ليلة ثلاث و عشرين فهو و اللَّه ( يا أبا محمّد ) من أَهل الجنّة .

4.  و سورة الدخان.

5. قراءة سورة القدر ألف مرة .

6. وَ تَقُولُ فِي هذه الليلة :

" يَا رَبَّ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ جَاعِلَهَا خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، وَ رَبَّ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، وَ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ ، وَ الظُّلَمِ وَ الْأَنْوَارِ ، وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ ، يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ ، يَا اللَّهُ يَا قَيُّومُ ، يَا اللَّهُ يَا بَدِيعُ ، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْيَا ، وَ الْكِبْرِيَاءُ وَ الْآلَاءُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَ رُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَ إِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَ إِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَ أَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَ إِيمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي ، وَ تُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَ قِنَا عَذَابَ الْحَرِيقِ ، وَ ارْزُقْنِي فِيهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ الرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَ الْإِنَابَةَ وَ التَّوْبَةَ وَ التَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عليهم السلام  " .

7. و أن يدعو بهذا الدعاء أيضا :

" اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي ، وَ أَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي ، وَ أَصِحَّ جِسْمِي ، وَ بَلِّغْنِي أَمَلِي ، وَ إِنْ كُنْتُ مِنَ الْأَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الْأَشْقِياءِ وَ اكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ ، عَلى‏ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ 4 .

8. أن تقرء هذا الدعاء و هو دعاء الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) :

" اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَ فِيما تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ ، وَ فِيما تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَ لا يُبَدَّلُ ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامِي هذا ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهمْ ، وَ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَ فِيما تُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي ، وَ تُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي " .

9. و أن يدعو بهذا الدعاء المنقول في الاقبال :

" يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ ، وَ يا ظاهِراً فِي بُطُونِهِ ، يا باطِناً لَيْسَ يَخْفى‏، يا ظاهِراً لَيْسَ يُرى ‏، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ ، وَ لا حَدٌّ مَحْدُودٌ ، يا غائِباً غَيْرَ مَفْقُودٍ ، وَ يا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ ، يُطْلَبُ فَيُصابُ ، وَ لَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ ما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ ، لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ ، وَ لا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ وَ لا بِحَيْثٍ .

أَنْتَ نُورُ النُّورِ ، وَ رَبُّ الْأَرْبابِ ، أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الأُمُورِ ، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَ لا هكَذا غَيْرُهُ " .

ثمّ تدعوه بما تريد .

10. أن يدعو بدعاء مكارم الاخلاق .

=============

الهوامش: 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 40 / 45 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية . 2. مجمع البيان في تفسير القرآن للعلامة الطبرسي : 10 / 409. 3. فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق: 118، حديث 114. 4. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 39، الصفحة: 254.
2024/04/02

تناول العصائر مع الإفطار يسبب مشاكل صحية
اعتاد الصائمون على تقديم العصائر على مائدة الإفطار فى شهر رمضان لتعويض الجسم عن الماء والفيتامينات المفقودة طوال ساعات الصيام، حتى أصبحت عادات غذائية رمضانية لا يتخلون عنها في شهر رمضان، وهي شرب العصائر المحلاة بكميات كبيرة من السكر بحجة أنها ترطب الجسم وتروي العطش سواء عند البدء في الإفطار أو في السهرات والسحور، ولكن  نظرا لأن هذه الأنواع من العصائر تحتوي على كميات هائلة من السكر التي تعتبر ذات سرعة امتصاص سريعة جداً في الجسم، مما يسبب العديد من المشاكل للجسم خلال شهر رمضان المبارك وبعد انتهاء الصيام.

الجهات الصحية حذرت الصائمين من تناول العصائر الطبيعية المحلاة على مائدة الإفطار في رمضان ونصحت بإعدادها من دون سكر أو استبدالها بالتمر، وقد على استبدال العصائر المحلاة على مائدة الإفطار بالتمر المنقوع في لبن دون إضافة السكر، مؤكدة أن تناول العصائر المحلاة فى بداية الإفطار له العديد من الأضرار أهمها  الشعور بالهبوط وفقدان النشاط لأن الجسم يعطي السكريات بكميات عالية ما يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أن  بدء الإفطار بتناول العصائر المحلاة يتسبب فى الإصابة بـ مشاكل الكلى وداء السكري.

جهات صحية كثيرة نصحت أيضاً بالحد من السكريات والأطعمة المليئة بالدهون والمشروبات والكافيين فى وجبة الإفطار خاصة كبارالسن، خاصة  أن  هذه العصائر تحتل مرتبة متقدمة على موائد رمضان، رغم أنها تمنح الجسم في اليوم الواحد ما يقارب 1000 وحدة حرارية، وهذا  يعني زيادة كبيرة في الوزن.               

العصائر المحلاة تزيد الوزن وتؤثر على عملية الهضم

يقول الدكتور سيد عوض المتخصص في الأغذية والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن معظم العصائر المحلاة ترتكز في تركيبتها على الفواكه مثل الخشاف، التمر هندي، والعرقسوس ولكنها مضرة جداً للوزن، حيث يحتوي  الكوب الواحد من هذه العصائر على الأقل على 350 وحدة حرارية أي ما يعادل 6 ملاعق كبيرة من السكر.

ويؤثر شرب العصير الذي يحتوي على كمية كبيرة من السكر على  بطء وتأخير عملية الهضم خلال أيام شهر رمضان، عند الأشخاص الذين يكثرون من شرب المشروبات الرمضانية مقارنة مع الأشخاص الذين لا يشربون العصائر، كما تسبب العصائر المحلاة في الإصابة بالانتفاخ والكسل للجهاز الهضمي، ولتفادي مشكلة سوء الهضم التي تتكاثر في رمضان يجب الابتعاد عن العصائر السيئة.             

العصائر المحلاة تسبب الجوع الشديد

ويؤكد الدكتور سيد عوض، عندما يتناول الصائم  كميات كبيرة من السكر وخصوصاً العصائر سريعة الامتصاص، هنا يفرز الجسم كمية من هرمون الأنسولين وذلك بهدف تخفيض مستوى السكر في الجسم، كما أن ارتفاع  هذا هرمون  الأنسولين يسبب الجوع الشديد والرغبة بتناول المزيد من الأطعمة خلال وبعد وجبة الإفطار، كما أنها تعطي الشعور بالجوع خلال ساعات الصيام.

بدائل طبيعية أفضل من العصائر المحلاة

وفي سياق متصل يتابع الدكتور سيد عوض قائلا، أنه من  الأفضل  تناول الماء والتمر عند كسر الصيام لتجنب التعرض لأي مضاعفات صحية خلال رحلة الصيام، كما أنه توجد  بعض البدائل المثالية والصحية التي تمد الجسم بالسوائل  والفيتامينات والمعادن  ومضادات  للأكسدة، ولذلك يفضل تناول كوب من عصير الفواكه الطازجة الذي يحتوي على حوالي 120 وحدة حرارية فقط والكثير من الفيتامينات أو شرب الأعشاب الطبيعية الغنية بمضادات الأكسدة.

ويفضل تناول  2 لتر من المياه المعدنية، حيث إن تناول العصائر على معدة فارغة بعد صيام ساعات طويلة خلال شهر رمضان، له تأثير ضار على الصحة، خاصة أن تناول العصائر على معدة فارغة، يتسبب في الإصابة بمشكلات الصحية مثل الإمساك، والحموضة، وآلام المعدة، بسبب بقائها خالية من الطعام طوال ساعات الصيام.

كما يعتبر من الخطر على الجسم زيادة تناول المشروبات الغازية، لأنها تزيد من فرص الإصابة بحموضة المعدة، لأنها  تحتوي على الصودا التي تسبب زيادة كمية الهواء في المعدة، وحدوث اضطرابات عملية الهضم، لذلك من الضروري التقليل من تناول هذه المشروبات أثناء كسر الصيام لتجنب اضطرابات المعدة.                 

لا تتناول العصائر الطبيعية في أي وقت

 ويشير الدكتور سيد عوض، أن  العصائر الحمضية مثل عصير البرتقال تحتوي على نسبة عالية من الأحماض التي تحفز المعدة على إفراز العصارة الهضمية بكميات كبيرة، هذا يسبب السماح لها بالارتداد في اتجاه الحلق والمريء، مما يؤدي إلى الشعور بالحموضة، حيث إن العصائر الحمضية مثل عصير البرتقال واليوسفي والجريب فروت والليمون عصائر غنية بفيتامين سي، ولها العديد من الفوائد الصحية، لكن الإسراف في تناولها يزيد من فرص الإصابة بحموضة المعدة، ويزداد الأمر سوءا للذين لديهم مشكلة في الأساس باضطرابات الجهاز الهضمي.

ولكن على الرغم من أن العصائر الطبيعية تعتبر غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، لأنها  تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية، وتعتبر مصدرا طبيعيا للطاقة، إلا أن تناولها في وقت خاطئ يؤثر بالسلب على الصحة العامة، فمن الضروري توخي الحذر، حيث إن أضرار شرب العصائر على معدة فارغة، تسبب التالي:

1- ضعف الجهاز الهضمي

حيث يعتبر تناول العصائر على معدة فارغة، يسبب تراجع كفاءة الجهاز الهضمي، وتقل حركة الأمعاء، بالتالي تزيد  فرص الإصابة بعسر الهضم والشعور بالانتفاخ والإمساك والغازات، لذلك يجب أن نعرف أنه رغم أن  التمر الهندي يعد من المشروبات ذات المذاق الخاص، وعلى الرغم من أنه مشروب طبيعي إلا أنه يتسبب في الإصابة بـ حموضة المعدة لارتفاع مستوى الأحماض داخل المعدة.

2- زيادة نسبة السكر في الدم

كما أن تناول العصائر في شهر رمضان على معدة فارغة، يتسبب في زيادة مستويات السكر في الدم، فيحدث الشعور بالتعب، والرغبة المتكررة في التبول، بالإضافة إلى أن تناول الطعام بعد شرب العصائر على معدة فارغة قبل مرور ساعة كحد أقصى، يصيبك بالقيء والغثيان والإسهال.

تناول الألياف أفضل من العصائر التي لا تخلص الجسم السموم

وينصح الدكتور أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية، بضرورة الحد من الإفراط في العصائر، وبالتالي الأفضل هو تناول المزيد من الألياف، وإن كان لا بد من العصير فيفضل  تناول العصائر التي تحتوي على ألياف أكثر.

لذلك يجب التنبيه حول معرفة أن العصائر لا تُخلّص الجسم من السموم، حيث إنه من المتداول بين العامة أن العصائر تخلص الجسم ممن السموم، وهذه معلومات خاطئة، خاصة  أن الأجسام بطبيعتها مؤهلة لإزالة السموم والمواد الضارة من تلقاء نفسها، عن طريق الكبد والكلى والرئتين والأمعاء والجلد، حتى يبقى الإنسان على قيد الحياة، ولكن يعتبر اتباع نظام غذائي كامل يتم فيه الاعتماد على  الخضار والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، إلى جانب النشاط البدني المنتظم، يؤدي إلى تحسين قدرة الجسم على إزالة السموم.

الفاكهة أفضل من العصائر غير الضرورية لصحة الصائم

ويضيف الدكتور أحمد إسماعيل، يفضل تناول الألياف عن طريق تناول الفاكهة بدلا من العصائر المحلاة، حيث إن الفواكه والخضراوات غنية بالعديد من المركبات النشطة التي تفيد الصحة العامة، التي تمنع الالتهابات والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، ولها خصائص مضادة للأكسدة والجلطات، وداعمة للمناعة ومضادة للبكتيريا، ومن الممكن أن يتم صنع خليط من الفاكهة والخضراوات لأنها تساعد في خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، لكن القيام  بعصر الفاكهة والخضروات لا يضمن الحصول على هذه الفوائد.            

مزيد من العصير مزيد من السكر

 ويقول استشاري التغذية العلاجية، إن الإفراط في شرب العصائر في الإفطار وحتى السحور، يصد الإنسان عن أكل ما يكفي من الطعام الصلب لتلبية احتياجاتك من الطاقة، وقد يسبب التعب أو الصداع والغثيان، كما أن افتقار العصائر للألياف يجعلها أقل إشباعا من الفواكه والخضروات الكاملة، بالإضافة إلى أن العديد من العصائر المعروضة في المتاجر بها نسبة عالية من السكر والإضافات الصناعية التي تضر بصحة الصائم.

وبناء على ذلك يجب التقليل من تناول السكر، ويفضل  التركيز على الفواكه والخضراوات الكاملة الغنية بالألياف، ولمحبي العصير عليهم زيادة نسبة الخضار إلى الفاكهة، لأن الخضراوات عادة ما تكون أقل في محتوى السكر، خاصة إن العصير قد يزيد مخاطر اضطرابات الأكل، وخصوصا العصير الذي يساعد في تنظيف الجسم من السموم، حيث يمكن أن يؤدي إلى الانشغال المهووس بالأطعمة المعززة للصحة، كالفواكه والخضروات، وتجنب الأطعمة الأخرى، لأنها تزيد  من مخاطر اضطرابات الأكل المتمثلة في فقدان الشهية العصبي، والشَّرَه العصبي، واضطراب نهم الطعام، والتي تؤثر بشكل سلبي على الصحة، كما يمكن أن تؤذي  القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم وتتسبب في الإصابة بأمراض أخرى .                               

العصائر على الإفطار في شهر رمضان

يقول الدكتور محمود بنداري متخصص في علوم وتكنولوجيا الأغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أنه يجب الحذر من الإكثار من شرب العصائر على وجبة الإفطار، لأنه يسبب أضرارا صحية، لكن يمكن تناول المشروبات على الإفطار وذلك في حالة تأجيل تناول الطعام لفترة ليس فيه مشكلة.

ويوضح أن هناك خطأ يقع فيه كثير من المستهلكين، وهو الاعتقاد بأن العصائر المعلبة الخالية من السكر لا يوجد بها سكر، بينما يوجد بها السكر المستخلص من الفاكهة، وقد يسبب أضرارا لمرضى السكر وزيادة نسبة السكر في الدم، إضافة إلى حدوث زيادة في الوزن، مشددا على أن العصائر الفريش أفضل كثيرا من العصائر المعلبة.

*إيمان البدري
2024/04/01

تحذير: أطعمة لاتتناولها على معدة فارغة في الإفطار!
يُعد التهاب المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي واحدة من أكثرالمشكلات الصحية شيوعاً خلال أيام شهر رمضان، فبالرغم من الصياموالامتناع عن الأكل، لكن عادة ما تتسبب عادات الطعام السيئة خلالوقت الإفطار في المعاناة من المشكلات المتعلقة بالمعدة.

ومن بين أبرز العوامل التي تساهم بشكل مباشر في مشاكل الهضم وآلاموالتهابات المعدة هو تناول عناصر غذائية خاطئة على معدة فارغة وقت الإفطار.. فيهذا التقرير نستعرض أبرزها:

1- مخاطر الموز على معدة فارغة قد يلجأ بعض الصائمين إلى تناول الموز كوجبةسريعة وسهلة على الإفطار، استعداداً لتناول الغداء، ولكن قد يجهلون كيف يمكنلفاكهة مفيدة أن تصبح ضارة إذا ما تم تناولها على معدة فارغة. 

فالموز غني بالمغنيسيوم، لذا فإن معالجته وهضمه على معدة فارغة تكون أسرعبكثير من المعتاد، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية.

2- فواكه الحمضيات كذلك قد يتم تناول عصائر الحمضيات الطازجة على طاولةالإفطار الرمضانية، ولكنها قد تكون خطيرة عند تناولها على معدة فارغة بعدساعات الصيام الطويلة.

فالفواكه الحمضية مثل اليوسفي والبرتقال تحتوي على حمض يمكن أن يسببحرقة المعدة والحساسية والتهاب المعدة وحتى القرحة. لذا، من الأفضل الاحتفاظبقنبلة الفيتامين تلك لما بعد الإفطار.

3- منتجات الخميرة المخبوزة من المغري دوماً إنهاء الصيام على الخبز الطازج أوالمقبلات أو الكعك من الفرن، ولكن لسوء الحظ، فإن تناولها المتكرر على الإفطار فيرمضان، على المعدة الفارغة، قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل آلام البطن والغازاتفي المعدة. والسبب في ذلك هو الخميرة التي تدخل في تركيب هذه المنتجات.

4- الحلويات والشوكولاتة من غير الصحي أبداً أن تبدأ إفطارك بتناول الحلوياتوالشوكولاتة، فالبنكرياس في هذه الحالة سيكون غير قادر على تكرار كميةالأنسولين التي تحتاجها لتلك الكمية من السكر على معدة فارغة.

5- الطماطم والخيار يدخل هذان المكونان عادة في صنع أطباق السلطة على موائدرمضان التقليدية، ولكن عند تناولها على معدة فارغة، قد تكون تلك فكرة سيئةللغاية، إذ تحتوي الطماطم على حمض التانيك، الذي قد يسبب تهيج المعدة عندملامسته لعصارات المعدة.

كذلك بالنسبة للخيار، فبعد ساعات طويلة من الصوم، لا تفرز المعدة ما يكفي منعصير المعدة، وقد يؤدي تناوله إلى صعوبة معالجة الخيار وهضمه، الذي قد يؤديللحرقان والألم في المعدة.

6- منتجات الألبان والزبادي من المدهش رؤية منتجات الألبان في هذه القائمة! فالحليب مع التمر يُعد واحداً من أكثر المشروبات والوجبات الصحية الخفيفة التييتم تناولها أول شيء على موائد الإفطار الرمضانية.

ولكن إذا أردنا أن نكون صادقين، فإن منتجات الألبان قد تشكل بعض الخطورةعلى معدة فارغة، ويرجع ذلك إلى تدمير البكتيريا المفيدة الموجودة في الحليبالحيواني من عصارة المعدة.

كذلك فإن تناول منتجات الحليب المتخمر مثل الزبادي على معدة فارغة يجعلبكتيريا حمض اللاكتيك الموجودة في الزبادي غير فعالة بسبب ارتفاع مستوياتحمض المعدة، علاوة على ذلك وبسبب ارتفاع مستويات الحموضة فيه، تنتج المعدةحمض الهيدروكلوريك، مما يؤدي إلى الحموضة.

7- البهارات الحرّيفة والفلفل الحار في واحدة من الأصناف المعروفة خطورتها علىالمعدة الفارغة، تُعد التوابل القوية في وجبة الإفطار عاملاً مهيجاً للمعدة، فهي تحفزالإنتاج المفرط لعصير المعدة، الأمر الذي قد يسبب الألم واضطرابات الهضمالمختلفة.

8- القهوة بالنسبة لعشاق القهوة في شهر رمضان، قد يكون موعد الإفطار عقبأذان المغرب هو اللحظة التي ينتظرونها لتناول مشروبهم المفضل والحصول علىجرعة الكافيين المحببة بعد ساعات طويلة من الصيام.

ولكن ولسوء الحظ، فإن إكسير الحياة هذا إذا تم تناوله على معدة فارغة يمكن أنيؤدي إلى الحموضة، لأنه يحفز إفراز حمض الهيدروكلوريك في الجهاز الهضمي،مما قد يسبب التهاب المعدة.

9- الوجبات المقلية في معظم البيوت العربية، لا تخلو موائد إفطار رمضان منالمقليات المحببة مثل السمبوسة والقطايف، ولكن تناول هذه الأصناف المقلية علىمعدة فارغة يمكن أن يجعلك تشعر بالانتفاخ طوال اليوم، وذلك بسبب ارتفاع نسبةالزيوت والدهون، والتي يمكن أن تكون ثقيلة على المعدة للهضم. 

كذلك فإن تناولها على معدة فارغة قد يؤدي إلى عسر الهضم، ويمكن أن يجعلكتشعر بالخمول.

10- المشروبات الغازية بشكل عام، يُنصح بعدم تناول المشروبات الغازية علىالإطلاق، إذا كنت لا تزال لا تستطيع الاستغناء عنها، على الأقل تجنب تناولها علىمعدة فارغة، ويرتبط الضرر بها بعدم الراحة في المعدة وتهيج بطانة المعدةوانخفاض الدورة الدموية، وزيادة نسبة السكر في الدم وصعوبة الهضم وصولاً إلىمخاطر القرحة.

المصدر: khaberni.com
2024/04/01

أعمال ليلة القدر الثانية.. الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان
وهي الليلة الثانية من ليالي القدر، وهي ليلة عظيمة و شريفة يتضاعف فيها الأجر و الثواب أضعافاً مضاعفة حيث أنها خير من ألف شهر ، و ليلة القدر مخفية بين ليالي ثلاث الاولى الليلة التاسعة عشر و ثانيها هي الليلة الواحدة و العشرين من شهر رمضان المبارك و هي ليلة مباركة و عظيمة و هي ليلة الابرام.

و لقد رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال في فضيلة ليلة القدر: "...و شهر رمضان سيد الشهور ، و ليلة القدر سيدة الليالي "1.

و رُوِيَ أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر الله ما تقدّم من ذنبه "2.

و قال الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام : " من أحيي ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت عدد نجوم السماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار"3.

و أعمال هذه الليلة تنقسم الى ثلاثة أقسام :

القسم الأول:

الأعمال التي تشترك فيها مع سائر ليالي القدر ، و هي كالتالي :

1. الغُسل ، و الافضل أن يغتسل عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.

2. الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد سبع مرّات ، و يقول بعد الفراغ سبعين مرّة : اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ ، و في الحديث النّبوي : “ من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له و لأبويه “ .

3. نشر المصحف الشريف و فتحه و حمله بيده أو جعله بين يديه و التوسل إلى الله به ، و قول : “ اللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ ، وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ ، وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى ، وَما يُخافُ وَيُرْجى ، اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ “ .

ثم الدعاء بما شاء و طلب الحوائج.

4. جعل المصحف الشريف على الرأس و قول : “ اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فيهِ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ.

ثمَّ قُل عَشر مرّات : “ بِكَ يا اَللهُ “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَليٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِفاطِمَةَ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

و عَشر مرّات : “ بِالْحُجَّةِ “ .

ثم يسأل الداعي حوائجه.

5. زيارة الحسين (عليه السلام) ففي الحديث انّه “ اذا كان ليلة القدر نادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) “ .

6. احياء هذه اللّيالي الثّلاثة بالعبادة و الذكر و تلاوة القرآن ، ففي الحديث : “ مَنْ احيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار “ .

7. الصّلاة مائة ركعة فانّها ذات فضل كثير ، و الافضل أن يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد عشر مرّات.

8. قراءة الدعاء التالي : “ اَللّـهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً ، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً ، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي ، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي ، وَقِلَّةِ حيلَتي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيـما اَوْلَيْتَني ، وَلا لاِحْسانِكَ فيـما اَعْطَيْتَني ، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي ، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ ، اَوْ شِدَّة اَوْ رَخاء ، اَوْ عافِيَة اَوْ بَلاء ، اَوْ بُؤْس اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ “ ..

9. قراءة دعاء الجوشن الكبير اضغط هنا لقراءة الدعاء.

القسم الثاني: الأعمال و الأدعية المشتركة في الليالي العشر الاواخر:

ليلة الاحدى و العشرون هي الليلة الاولى من الليالي العشر الاواخر ، اذا تشترك بأدعية و اعمال ليالي هذه العشرة و منها :

1. أن يدعو بهذا الدعاء ، و هو دعاء الامام الصادق عليه السلام في الليالي العشر الأواخر : " أَعُوذُ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضَانَ أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ وَ لَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ " .

2. و أن يقرء الدعاء التالي المروي عن الامام الصادق عليه السلام الذي كان يقرءه في كلّ ليلة من العشر الأواخر :

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ... ﴾ 4 ، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَ خَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَ جَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

اللَّهُمَّ وَ هذِهِ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ ، وَ لَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ ، وَ قَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى‏ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، وَ أَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

فَأَسْأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ ، وَ أَنْبِياؤُكَ الْمُرْسَلُونَ ، وَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَ أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَ كَرَمِكَ ، وَ تَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي ، وَ تَسْتَجِيبَ دُعائِي ، وَ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ .

إِلهِي وَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَ بِجَلالِكَ الْعَظِيمِ ، أَنْ تَنْقَضِيَ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَ لَيالِيهِ ، وَ لَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُؤَاخِذُنِي بِهِ أَوْ خَطِيئَةٌ تُريدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي ، لَمْ تَغْفِرْها لِي .

سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي ، أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، إِذْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ ، فَازْدَدْ عَنِّي رِضا ، وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمِنَ الآنِ فَارْضَ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا اللَّهُ يا احَدُ يا صَمَدُ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ .

وَ أَكثر أَن تقول :

يا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَ الْكَرْبِ الْعِظامِ عَنْ‏ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ .

القسم الثالث : الأعمال و الأدعية الخاصة بهذه الليلة :

الأدعية الخاصة بهذه الليلة و هي :

3. أن يدعو بهذا الدعاء :

يَا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهَارِ ، وَ مُولِجَ النَّهَارِ فِي اللَّيْلِ ، وَ مُخْرِجَ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَ مُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ، يَا رَازِقَ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ ، يَا اللَّهُ يَا رَحِيمُ ، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، وَ الْأَمْثَالُ الْعُلْيَا وَ الْكِبْرِيَاءُ وَ الْآلَاءُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ أَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ ، وَ رُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَ إِحْسَانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَ إِسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَ أَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَ إِيمَاناً يَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّي ، وَ تُرْضِيَنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ الْحَرِيقِ ، وَ ارْزُقْنَا فِيهَا ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ ، وَ الرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَ الْإِنَابَةَ وَ التَّوْفِيقَ لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عليه و عليهم السلام .

4. و أن يدعو بهذا الدعاء أيضا :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اقْسِمْ لِي حِلْماً يَسُدُّ عَنِّي بَابَ الْجَهْلِ ، وَ هُدًى تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلَالَةٍ ، وَ غِنًى تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بَابَ كُلِّ فَقْرٍ ، وَ قُوَّةً تَرُدُّ بِهَا عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ ، وَ عِزّاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذِلَّةٍ ، وَ رِفْعَةٍ تَرْفَعُنِي بِهَا عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ ، وَ أَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلَّ خَوْفٍ ، وَ عَافِيَةٍ تَسْتُرُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ ، وَ عِلْماً تُفَتِّحُ  لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ ، وَ يَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ ، وَ دُعَاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الْإِجَابَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يَا كَرِيمُ ، وَ خَوْفاً تَنْشُرُ  لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ ، وَ عِصْمَةً تَحُولُ بِهَا بَيْنِي وَ بَيْنَ الذُّنُوبِ ، حَتَّى أُفْلِحَ بِهَا بَيْنَ الْمَعْصُومِينَ‏ عِنْدَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

===================

الهوامش: 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 40 / 45 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية . 2. مجمع البيان في تفسير القرآن للعلامة الطبرسي : 10 / 409. 3. فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق: 118، حديث 114. 4. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 185، الصفحة: 28.
2024/03/31

دعاء الجوشن الكبير
دعاء الجوشن الكبير أورده الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان، مروي عَن السجاد، عَن أبيه، عَن جدّه، عَن النبيّ (صلى الله عليه وعليهم أجمعين)، وقد هبط به جبرئيل على النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقيل آلمه، فقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام، ويقول لك: اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدعاء، فهو أمان لك ولاُمتك، ومن جملة فضله أنه من دعا به في شهر رمضان ثلاث مرات حرم الله (تعالى) جسده على النّار، وأوجب له الجَّنة، ووكل الله (تعالى) به ملكين يحفظانه من المعاصي، وكان في أمان الله طول حياته:

وهو هذا الدّعاء:

(١) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا اللهُ، يا رَحمنُ، يا رَحيمُ، يا كَريمُ، يا مُقيمُ، يا عَظيمُ، يا قَديمُ، يا عَليمُ، يا حَليمُ، يا حَكيمُ، سُبحانَكَ، يا لا إلهَ إلاّ أنتَ، الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ، خَلِّصنا مِنَ النّارِ، يا رَبِّ.

(٢) يا سَيِّدَ السّاداتِ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ، يا رافعَ الدَّرَجاتِ، يا وَليَّ الحَسَناتِ، يا غافِرَ الخَطيئاتِ، يا مُعطيَ المَسألاتِ، يا قابِلَ التَّوباتِ، يا سامعَ الأصواتِ، يا عالِمَ الخَفياتِ، يا دافعَ البَلياتِ.

(٣) يا خَيرَ الغافِرينَ، يا خَيرَ الفاتِحينَ، يا خَيرَ النّاصِرينَ، يا خَيرَ الحاكِمينَ، يا خَيرَ الرّازِقينَ، يا خَيرَ الوارِثينَ، يا خَيرَ الحامِدينَ، يا خَيرَ الذَّاكِرينَ، يا خَيرَ المُنزِلينَ، يا خَيرَ المُحسِنينَ.

(٤) يا مَن لَهُ العِزَّةُ وَالجَمالُ، يا مَن لَهُ القُدرَةُ وَالكَمالُ، يا مَن لَهُ المُلكُ وَالجَلالُ، يا مَن هُوَ الكَبيرُ المُتَعالِ، يا مُنشئَ السَّحابِ الثِّقالِ، يا مَن هُوَ شَديدُ المِحالِ، يا مَن هُوَ سَريعُ الحِسابِ، يا مَن هُوَ شَديدُ العِقابِ، يا مَن عِندَهُ حُسنُ الثَّوابِ، يا مَن عِندَهُ اُمُّ الكِتابِ.

(٥) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ، يا دَيانُ، يا بُرهانُ، يا سُلطانُ، يا رِضوانُ، يا غُفرانُ، يا سُبحانُ، يا مُستَعانُ، يا ذا المَنِّ وَالبَيا نِ.

(٦) يا مَن تَواضَعَ كُلُّ شيءٍ لِعَظَمَتِهِ، يا مَن استسلّم كُلُّ شيءٍ لِقُدرَتِهِ، يا مَن ذَلَّ كُلُّ شيءٍ لِعِزَّتِهِ، يا مَن خَضَعَ كُلُّ شيءٍ لِهَيبَتِهِ، يا مَن انقادَ كُلُّ شيءٍ مِن خَشيَتِهِ، يا مَن تَشَقَّقَتِ الجِبالُ مِن مَخافَتِهِ، يا مَن قامَتِ السَّماواتُ بِأمرِهِ، يا مَن استَقَرَّتِ الأرَضونَ بِإذنِهِ، يا مَن يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ، يا مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ.

(٧) يا غافِرَ الخطايا، يا كاشِفَ البَلايا، يا مُنتَهى الرَّجايا، يا مُجزِلَ العَطايا، يا واهِبَ الهَدايا، يا رازِقَ البَرايا، يا قاضيَ المَنايا، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ البَرايا، يا مُطلِقَ الاُسارى.

(٨) يا ذا الحَمدِ وَالثَّناءِ، يا ذا الفَخرِ وَالبَهاءِ، يا ذا المَجدِ وَالسَّناءِ، يا ذا العَهدِ وَالوَفاءِ، يا ذا العَفوِ وَالرِّضاءِ، يا ذا المَنِّ وَالعَطاءِ، يا ذا الفَصلِ وَالقَضاءِ، يا ذا العِزِّ وَالبَقاءِ، يا ذا الجودِ وَالسَّخاءِ، يا ذا الآلاء وَالنَّعماءِ.

(٩) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا مانِعُ، يا دافِعُ، يا رافِعُ، يا صانِعُ، يا نافِعُ، يا سامِعُ، يا جامِعُ، يا شافِعُ، يا واسِعُ، يا موسِعُ.

(١٠) يا صانِعَ كُلِّ مَصنوعٍ، يا خالِقَ كُلِّ مَخلوقٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَرزوقٍ، يا مالِكَ كُلِّ مَملوكٍ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكروبٍ، يا فارِجَ كُلِّ مَهمومٍ، يا راحِمَ كُلِّ مَرحومٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخذولٍ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعيوبٍ، يا مَلجَأَ كُلِّ مَطرودٍ.

(١١) يا عُدَّتي عِندَ شِدَّتي، يا رَجائي عِندَ مُصيبَتي، يا مؤنِسي عِندَ وَحشَتي، يا صاحِبي عِندَ غُربَتي، يا وَليّي عِندَ نِعمَتي، يا غياثي عِندَ كُربَتي، يا دَليلي عِندَ حَيرَتي، يا غَنائي عِندَ افتِقاري، يا مَلجَأي عِندَ اضطِراري، يا مُعيني عِندَ مَفزَعي.

(١٢) يا عَلّا مَ الغُيوبِ، يا غَفَّارَ الذُّنوبِ، يا سَتَّارَ العُيوبِ، يا كاشِفَ الكُروبِ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ، يا طَبيبَ القُلوبِ، يا مُنَوِّرَ القُلوبِ، يا أنيسَ القُلوبِ، يا مُفَرِّجَ الهُمومِ، يا مُنَفِّسَ الغُمومِ.

(١٣) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا جَليلُ، يا جَميلُ، يا وَكيلُ، يا كَفيلُ، يا دَليلُ، يا قَبيلُ ، يا مُديلُ، يا مُنيلُ، يا مُقيلُ، يا مُحيلُ.

(١٤) يا دَليلَ المُتَحَيِّرينَ، يا غياثَ المُستَغيثينَ، يا صَريخَ المُستَصرِخينَ، يا جارَ المُستَجيرينَ، يا أمانَ الخائِفينَ، يا عَونَ المُؤمِنينَ، يا راحِمَ المَساكينَ، يا مَلجأ العاصينَ، يا غافِرَ المُذنِبينَ، يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ.

(١٥) يا ذا الجودِ وَالإحسانِ، يا ذا الفَضلِ وَالامتِنانِ، يا ذا الأمنِ وَالأمانِ، يا ذا القُدسِ وَالسُّبحانِ، يا ذا الحِكمَةِ وَالبَيا نِ، يا ذا الرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ، يا ذا الحُجَّةِ وَالبُرهانِ، يا ذا العَظَمَةِ وَالسُّلطانِ، يا ذا الرَأفَةِ وَالمُستَعانِ، يا ذا العَفوِ وَالغُفرانِ.

(١٦) يا مَن هُوَ رَبُّ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ إلهُ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ خالِقُ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ صانِعُ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ قَبلَ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ بَعدَ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ فَوقَ كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ عالِمٌ بكُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شيءٍ، يا مَن هُوَ يَبقى وَيَفنى كُلُّ شيءٍ.

(١٧) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ باسْمِكَ، يا مُؤمِنُ، يا مُهَيمِنُ، يا مُكَوِّنُ، يا مُلَقِّنُ، يا مُبيّنُ، يا مُهَوِّنُ، يا مُمَكِّنُ، يا مُزَيِّنُ، يا مُعلِنُ، يا مُقَسِّمُ.

(١٨) يا مَن هُوَ في مُلكِهِ مُقيمٌ، يا مَن هُوَ في سُلطانِهِ قَديمٌ، يا مَن هُوَ في جَلالِهِ عَظيمٌ، يا مَن هُوَ عَلى عِبادِهِ رَحيمٌ، يا مَن هُوَ بكُلِّ شيءٍ عَليمٌ، يا مَن هُوَ بِمَن عَصاهُ حَليمٌ، يا مَن هُوَ بِمَن رَجاهُ كَريمٌ، يا مَن هُوَ في صُنعِهِ حَكيمٌ، يا مَن هُوَ في حِكمَتِهِ لَطيفٌ، يا مَن هُوَ في لُطفِهِ قَديمٌ.

(١٩) يا مَن لا يُرجى إلاّ فَضلُهُ، يا مَن لا يُسألُ إلاّ عَفوُهُ، يا مَن لا يُنظَرُ إلاّ بِرُّهُ، يا مَن لا يُخافُ إلاّ عَدلُهُ، يا مَن لا يَدومُ إلاّ مُلكُهُ، يا مَن لاسُلطانَ إلاّ سُلطانُهُ، يا مَن وَسِعَت كُلَّ شيءٍ رَحمَتُهُ، يا مَن سَبَقَت رَحمَتُهُ غَضَبَهُ، يا مَن أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلمُهُ، يا مَن لَيسَ أحَدٌ مِثلَهُ.

(٢٠) يا فارِجَ الهَمِّ، يا كاشِفَ الغَمِّ، يا غافِرَ الذَّنبِ، يا قابِلَ التَّوبِ، يا خالِقَ الخَلقِ، يا صادِقَ الوَعدِ، يا موفي العَهدِ، يا عالِمَ السِّرِّ، يا فالِقَ الحَبِّ، يا رازِقَ الأنامِ.

(٢١) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا عَليُّ، يا وَفيُّ، يا غَنيُّ، يا مَليُّ، يا حَفيُّ، يا رَضيُّ، يا زَكيُّ ، يا بَديُّ، يا قَويُّ، يا وَليُّ.

(٢٢) يا مَن أظهَرَ الجَميلَ، يا مَن سَتَرَ القَبيحَ، يا مَن لَم يُؤاخِذ بِالجَريرَةِ، يا مَن لَم يَهتِكِ السِّترَ، يا عَظيمَ العَفوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ المَغفِرَةِ، يا باسِطَ اليَّدَينِ بِالرَّحمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجوى، يا مُنتَهى كُلِّ شَكوى.

(٢٣) يا ذا النِّعمَةِ السَّابِغَةِ، يا ذا الرَّحمَةِ الواسِعَةِ، يا ذا المِنَّةِ السَّابِقَةِ، يا ذا الحِكمَةِ البالِغَةِ، يا ذا القُدرَةِ الكامِلَةِ، يا ذا الحُجَّةِ القاطِعَةِ، يا ذا الكَرامَةِ الظاهِرَةِ، يا ذا العِزَّةِ الدَّائِمَةِ، يا ذا القوَّةِ المَتينَةِ، يا ذا العَظَمَةِ المَنيعَةِ.

(٢٤) يا بَديعَ السَّماواتِ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِم العَبَراتِ، يا مُقيلَ العَثَراتِ، يا ساتِرَ العَوراتِ، يا مُحييَ الأمواتِ، يا مُنزِلَ الآيات، يا مُضَعِّفَ الحَسَناتِ، يا ماحي السَّيِّئاتِ، يا شَديدَ النَّقَماتِ.

(٢٥) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا مُصَوِّرُ، يا مُقَدِّرُ، يا مُدَبِّرُ، يا مُطَهِّرُ، يا مُنَوِّرُ، يا مُيَسِّرُ، يا مُبَشِّرُ، يا مُنذِرُ، يا مُقَدِّمُ، يا مُؤَخِّرُ.

(٢٦) يا رَبَّ البَيتِ الحَرامِ، يا رَبَّ الشَّهرِ الحَرامِ، يا رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الرُّكنِ وَالمَقامِ، يا رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ، يا رَبَّ المَسجِدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ، يا رَبَّ النّورِ وَالظَّلامِ، يا رَبَّ التَّحيَّةِ وَالسَّلامِ، يا رَبَّ القُدرَةِ في الأنامِ.

(٢٧) يا أحكَمَ الحاكِمينَ، يا أعدَلَ العادِلينَ، يا أصدَقَ الصَّادِقينَ، يا أطهَرَ الطَّاهِرِينَ، يا أحسَنَ الخالِقينَ، يا أسرَعَ الحاسِبينَ، يا أسمَعَ السَّامِعينَ، يا أبصَرَ النَّاظِرينَ، يا أشفَعَ الشَّافِعينَ، يا أكرَمَ الأكرَمينَ.

(٢٨) يا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ، يا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ، يا غياثَ مَن لا غياثَ لَهُ، يا فَخرَ مَن لا فَخرَ لَهُ، يا عِزَّ مَن لا عِزَّ لَهُ، يا مُعينَ مَن لا مُعينَ لَهُ ، يا أنيسَ مَن لا أنيسَ لَهُ، يا أمانَ مَن لا أمانَ لَهُ.

(٢٩) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا عاصِمُ، يا قائِمُ، يا دائِمُ، يا راحِمُ، يا سالِمُ، يا حاكِمُ، يا عالِمُ، يا قاسِمُ، يا قابِضُ، يا باسِطُ.

(٣٠) يا عاصِمَ مَنِ استَعصَمَهُ، يا راحِمَ مَن استَرحَمَهُ، يا غافِرَ مَنِ استَغفَرَهُ، يا ناصِرَ مَنِ استَنصَرَهُ، يا حافِظَ مَنِ استَحفَظَهُ، يا مُكرِمَ مَنِ استَكرَمَهُ، يا مُرشِدَ مَنِ استَرشَدَهُ، يا صِريخَ مَنِ استَصرَخَهُ، يا مُعينَ مَنِ استَعانَهُ، يا مُغيثَ مَنِ استَغاثَهُ.

(٣١) يا عَزيزاً لا يُضامُ، يا لَطيفاً لا يُرامُ، يا قَيّوماً لا يَنامُ، يا دائِماً لا يَفوتُ، يا حَيا لا يَموتُ، يا مَلِكاً لا يَزولُ، يا باقياً لا يَفنى، يا عالِماً لا يَجهَلُ، يا صَمَداً لا يُطعَمُ، يا قَويا لا يَضعُفُ.

(٣٢) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا أحَدُ، يا واحِدُ، يا شاهِدُ، يا ماجِدُ، يا حامِدُ، يا راشِدُ، يا باعِثُ، يا وارِثُ، يا ضارُّ، يا نافِعُ.

(٣٣) يا أعظَمَ مِن كُلِّ عَظيمٍ، يا أكرَمَ مِن كُلِّ كَريمٍ، يا أرحَمَ مِن كُلِّ رَحيمٍ، يا أعلَمَ مِن كُلِّ عَليمٍ، يا أحكَمَ مِن كُلِّ حَكيمٍ، يا أقدَمَ مِن كُلِّ قَديمٍ، يا أكبَرَ مِن كُلِّ كَبيرٍ، يا ألطَفَ مِن كُلِّ لَطيفٍ، يا أجَلَّ مِن كُلِّ جَليلٍ، يا أعَزَّ مِن كُلِّ عَزيزٍ.

(٣٤) يا كَريمَ الصَّفحِ، يا عَظيمَ المَنِّ، يا كَثيرَ الخَيرِ، يا قَديمَ الفَضلِ، يا دائِمَ اللُّطفِ، يا لَطيفَ الصُّنعِ، يا مُنَفِّسَ الكَربِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا مالِكَ المُلكِ، يا قاضيَ الحَقِّ.

(٣٥) يا مَن هُوَ في عَهدِهِ وَفيُّ، يا مَن هُوَ في وَفائِهِ قَويُّ، يا مَن هُوَ في قوَّتِهِ عَليُّ، يا مَن هُوَ في عُلوِّهِ قَريبٌ، يا مَن هُوَ في قُربِهِ لَطيفٌ، يا مَن هُوَ في لُطفِهِ شَريفٌ، يا مَن هُوَ في شَرَفِهِ عَزيزٌ، يا مَن هُوَ في عِزِّهِ عَظيمٌ، يا مَن هُوَ في عَظَمَتِهِ مَجيدٌ، يا مَن هُوَ في مَجدِهِ حَميدٌ.

(٣٦) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا كافي، يا شافي، يا وافي، يا مُعافي، يا هادي، يا داعي، يا قاضي، يا راضي، يا عالي، يا باقي.

(٣٧) يا مَن كُلُّ شيءٍ خاضِعٌ لَهُ، يا مَن كُلُّ شيءٍ خاشِعٌ لَهُ، يا مَن كُلُّ شيءٍ كائِنٌ لَهُ، يا مَن كُلُّ شيءٍ مَوجودٌ بِهِ، يا مَن كُلُّ شيءٍ مُنيبٌ إلَيهِ، يا مَن كُلُّ شيءٍ خائِفٌ مِنهُ، يا مَن كُلُّ شيءٍ قائِمٌ بِهِ، يا مَن كُلُّ شيءٍ صائِرٌ إلَيهِ، يا مَن كُلُّ شيءٍ يُسَبِّح بِحَمدِهِ يا مَن كُلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجهَهُ.

(٣٨) يا مَن لا مَفَرَّ إلاّ إلَيهِ، يا مَن لا مَفْزَعَ إلاَّ إلَيه، يا مَن لا مَقصَدَ إلاّ إلَيهِ، يا مَن لا مَنجى مِنهُ إلاّ إلَيهِ، يا مَن لا يُرغَبُ إلاّ إلَيهِ، يا مَن لا حَولَ وَلا قوَّةَ إلاّ بِهِ، يا مَن لا يُستَعانُ إلاّ بِهِ، يا مَن لا يُتَوَكَّلُ إلاّ عَلَيهِ، يا مَن لا يُرجى إلاّ هوَ، يا مَن لا يُعبَدُ إلاّ إياه.

(٣٩) يا خَيرَ المَرهوبينَ، يا خَيرَ المَرغوبينَ، يا خَيرَ المَطلوبينَ، يا خَيرَ المَسؤولينَ، يا خَيرَ المَقصودينَ، يا خَيرَ المَذكورينَ، يا خَيرَ المَشكورينَ، يا خَيرَ المَحبوبينَ، يا خَيرَ المَدعوّينَ، يا خَيرَ المُستَأنِسينَ.

(٤٠) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا غافِرُ، يا ساتِرُ، يا قادِرُ، يا قاهِرُ، يا فاطِرُ، يا كاسِرُ، يا جابِرُ، يا ذاكِرُ، يا ناظِرُ، يا ناصِرُ.

(٤١) يا مَن خَلَقَ فَسَوَّى، يا مَن قَدَّرَ فَهَدى، يا مَن يَكشِفُ البَلوى، يا مَن يَسمَعُ النَّجوى، يا مَن يُنقِذُ الغَرقى، يا مَن يُنجي الهَلكى، يا مَن يَشفي المَرضى، يا مَن أضحَكَ وَأبكى، يا مَن أماتَ وَأحيى، يا مَن خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالاُنثى.

(٤٢) يا مَن في البَرِّ وَالبَحرِ سَبيلُهُ، يا مَن في الآفاقِ آياتُهُ، يا مَن في الآيات بُرهانُهُ، يا مَن في المَماتِ قُدرَتُهُ، يا مَن في القُبورِ عِبرَتُهُ، يا مَن في القيامة مُلكُهُ، يا مَن في الحِسابِ هَيبَتُهُ، يا مَن في الميزانِ قَضاؤُهُ، يا مَن في الجَنَّةِ ثَوابُهُ، يا مَن في النّارِ عِقابُهُ.

(٤٣) يا مَن إلَيهِ يَهرَبُ الخائِفونَ، يا مَن إلَيهِ يَفزَعُ المُذنِبونَ، يا مَن إلَيهِ يَقصِدُ المُنيبونَ، يا مَن إلَيهِ يَرغَبُ الزَّاهِدونَ، يا مَن إلَيهِ يَلجَأُ المُتَحَيِّرونَ، يا مَن بِهِ يَستَأنِسُ المُريدونَ، يا مَن بِهِ يَفتَخِرُ المُحِبّونَ، يا مَن في عَفوِهِ يَطمَعُ الخاطِئونَ، يا مَن إلَيهِ يَسكُنُ الموقِنونَ، يا مَن عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلونَ.

(٤٤) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا حَبيبُ، يا طَبيبُ، يا قَريبُ، يا رَقيبُ، يا حَسيبُ، يا مَهِيبُ، يا مُثيبُ، يا مُجيبُ، يا خَبيرُ، يا بَصيرُ.

(٤٥) يا أقرَبَ مِن كُلِّ قَريبٍ، يا أحَبَّ مِن كُلِّ حَبيبٍ، يا أبصَرَ مِن كُلِّ بَصيرٍ، يا أخبَرَ مِن كُلِّ خَبيرٍ، يا أشرَفَ مِن كُلِّ شَريفٍ، يا أرفَعَ مِن كُلِّ رَفيعٍ، يا أقوى مِن كُلِّ قَويٍّ، يا أغنى مِن كُلِّ غَنيٍّ، يا أجوَدَ مِن كُلِّ جَوادٍ، يا أرأفَ مِن كُلِّ رَؤوفٍ.

(٤٦) يا غالِباً غَيرَ مَغلوبٍ، يا صانِعاً غَيرَ مَصنوعٍ، يا خالِقاً غَيرَ مَخلوقٍ، يا مالِكاً غَيرَ مَملوكٍ، يا قاهِراً غَيرَ مَقهورٍ، يا رافِعاً غَيرَ مَرفوعٍ، يا حافِظاً غَيرَ مَحفوظٍ، يا ناصِراً غَيرَ مَنصورٍ، يا شاهِداً غَيرَ غائِبٍ، يا قَريباً غَيرَ بَعيدٍ.

(٤٧) يا نورَ النّورِ، يا مُنَوِّرَ النّورِ، يا خالِقَ النّورِ، يا مُدَبِّرَ النّورِ، يا مُقَدِّرَ النّورِ، يا نورَ كُلِّ نورٍ، يا نوراً قَبلَ كُلِّ نورٍ، يا نوراً بَعدَ كُلِّ نورٍ، يا نوراً فَوقَ كُلِّ نورٍ، يا نوراً لَيسَ كَمَثلِهِ نورٌ.

(٤٨) يا مَن عَطاؤُهُ شَريفٌ، يا مَن فِعلُهُ لَطيفٌ، يا مَن لُطفُهُ مُقيمٌ، يا مَن إحسانُهُ قَديمٌ، يا مَن قَولُهُ حَقُّ، يا مَن وَعدُهُ صِدقٌ، يا مَن عَفوُهُ فَضلٌ، يا مَن عَذابُهُ عَدلٌ، يا مَن ذِكرُهُ حُلوٌ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ.

(٤٩) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا مُسَهِّلُ، يا مُفَصِّلُ، يا مُبَدِّلُ، يا مُذَلِّلُ، يا مُنَزِّلُ، يا مُنَوِّلُ، يا مُفضِلُ، يا مُجزِلُ، يا مُمهِلُ، يا مُجمِلُ.

(٥٠) يا مَن يَرى وَلا يُرى، يا مَن يَخلُقُ وَلا يُخلَقُ، يا مَن يَهدي وَلا يُهدى، يا مَن يُحيي وَلا يُحيى، يا مَن يَسألُ وَلا يُسألُ، يا مَن يُطعِمُ وَلا يُطعَمُ، يا مَن يُجيرُ وَلا يُجارُ عَلَيهِ، يا مَن يَقضي وَلا يُقضى عَلَيهِ، يا مَن يَحكُمُ وَلا يُحكَمُ عَلَيهِ، يا مَن لَم يَلِد وَلَم يولَد وَلَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ.

(٥١) يا نِعمَ الحَسيبُ، يا نِعمَ الطَّبيبُ، يا نِعمَ الرَّقيبُ، يا نِعمَ القَريبُ، يا نِعمَ المُجيبُ، يا نِعمَ الحَبيبُ، يا نِعمَ الكَفيلُ، يا نِعمَ الوَكيلُ، يا نِعمَ المَولى، يا نِعمَ النَّصيرُ.

(٥٢) يا سُرورَ العارِفينَ، يا مُنى المُحِبّينَ، يا أنيسَ المُريدينَ، يا حَبيبَ التَّوَّابينَ، يا رازِقَ المُقِلّينَ، يا رَجاءَ المُذنِبينَ، يا قُرَّةَ عَينِ العابِدينَ، يا مُنَفِّسَ عَنِ المَكروبينَ، يا مُفَرِّجَ عَنِ المَغمومينَ، يا إلهَ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ.

(٥٣) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا رَبَّنا، يا إلهَنا، يا سَيِّدِنا، يا مَولانا، يا ناصِرَنا، يا حافِظَنا، يا دَليلَنا، يا مُعينَنا، يا حَبيبَنا، يا طَبيبَنا.

(٥٤) يا رَبَّ النَّبيّينَ وَالأبرارِ، يا رَبَّ الصِّدّيقينَ وَالأخيارِ، يا رَبَّ الجَنَّةِ وَالنّارِ، يا رَبَّ الصِّغارِ وَالكِبارِ، يا رَبَّ الحُبُوبِ وَالثِّمارِ، يا رَبَّ الأنهارِ وَالأشجارِ، يا رَبَّ الصَّحاري وَالقِفارِ، يا رَبَّ البَراري وَالبِحارِ، يا رَبَّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، يا رَبَّ الإعلانِ وَالاَسرارِ.

(٥٥) يا مَن نَفَذَ في كُلِّ شيءٍ أمرُهُ، يا مَن لَحِقَ بِكُلِّ شيءٍ عِلمُهُ، يا مَن بَلَغَت إلى كُلِّ شيءٍ قُدرَتُهُ، يا مَن لا تُحصي العِبادُ نِعَمَهُ، يا مَن لاتَبلُغُ الخَلائِقُ شُكرَهُ، يا مَن لاتُدرِكُ الأفهامُ جَلالَهُ، يا مَن لاتَنالُ الأوهامُ كُنهَهُ، يا مَن العَظَمَةُ وَالكِبرياءُ رِداؤُهُ، يا مَن لا تَرُدُّ العِبادُ قَضاءَهُ، يا مَن لا مُلكَ إلاّ مُلكُهُ، يا مَن لا عَطاءَ إلاّ عَطاؤُهُ.

(٥٦) يا مَن لَهُ المَثَلُ الأعلى، يا مَن لَهُ الصِّفاتُ العُليا، يا مَن لَهُ الآخرةُ وَالاُولى، يا مَن لَهُ الجَنَّةُ المَأوى، يا مَن لَهُ الآيات الكُبرى، يا مَن لَهُ الأسماءُ الحُسنى، يا مَن لَهُ الحُكمُ وَالقَضاءُ، يا مَن لَهُ الهَواءُ وَالفَضاءُ، يا مَن لَهُ العَرشُ وَالثَّرى، يا مَن لَهُ السَّماواتُ العُلى.

(٥٧) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا عَفوُّ، يا غَفورُ، يا صَبورُ، يا شَكورُ، يا رَؤوفُ، يا عَطوفُ، يا مَسؤولُ، يا وَدودُ، يا سُبّوحُ، يا قُدّوسُ.

(٥٨) يا مَن في السَّماءِ عَظَمَتُهُ، يا مَن في الأرضِ آياتُهُ، يا مَن في كُلِّ شيءٍ دَلائِلُهُ، يا مَن في البِحارِ عَجائِبُهُ، يا مَن في الجِبالِ خَزائِنُهُ، يا مَن يُبدِئُ الخَلقَ ثمّ يُعيدُهُ، يا مَن إلَيهِ يَرجِعُ الأمرُ كُلُّهُ، يا مَن أظهَرَ في كُلِّ شيءٍ لُطفَهُ، يا مَن أحسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلقَهُ، يا مَن تَصَرَّفَ في الخَلائِقِ قُدرَتُهُ.

(٥٩) يا حَبيبَ مَن لا حَبيبَ لَهُ، يا طَبيبَ مَن لا طَبيبَ لَهُ، يا مُجيبَ مَن لا مُجيبَ لَهُ، يا شَفيقَ مَن لا شَفيقَ لَهُ، يا رَفيقَ مَن لا رَفيقَ لَهُ، يا مُغيثَ مَن لا مُغيثَ لَهُ، يا دَليلَ مَن لا دَليلَ لَهُ، يا أنيسَ مَن لا أنيسَ لَهُ، يا راحِمَ مَن لا راحِمَ لَهُ، يا صاحِبَ مَن لا صاحِبَ لَهُ.

(٦٠) يا كافيَ مَن استَكفاهُ، يا هاديَ مَن استَهداهُ، يا كالئ مَن استَكلّاهُ، يا راعيَ مَنِ استَرعاهُ، يا شافيَ مَن استَشفاهُ، يا قاضيَ مَنِ استَقضاهُ، يا مُغنيَ مَنِ استَغناهُ، يا موفيَ مَنِ استَوفاهُ، يا مُقَوّيَ مَنِ استَقواهُ، يا وَليَّ مَنِ استَولاهُ.

(٦١) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا خالِقُ، يا رازِقُ، يا ناطِقُ، يا صادِقُ، يا فالِقُ، يا فارِقُ، يا فاتِقُ، يا راتِقُ، يا سابِقُ، يا سامِقُ.

(٦٢) يا مَن يُقَلِّبُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ، يا مَن جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالأنوارَ، يا مَن خَلَقَ الظِّلَّ وَالحَرورَ، يا مَن سَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ، يا مَن قَدَّرَ الخَيرَ وَالشَّرَّ، يا مَن خَلَقَ المَوتَ وَالحياةَ، يا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ، يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَن لَيسَ لَهُ شَريكٌ في المُلكِ، يا مَن لَم يَكُن لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ.

(٦٣) يا مَن يَعلَمُ مُرادَ المُريدينَ، يا مَن يَعلَمُ ضَميرَ الصَّامِتينَ، يا مَن يَسمَعُ أنينَ الواهِنينَ، يا مَن يَرى بُكاءَ الخائِفينَ، يا مَن يَملِكُ حَوائِجَ السَّائِلينَ، يا مَن يَقبَلُ عُذرَ التَّائِبينَ، يا مَن لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ، يا مَن لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنينَ، يا مَن لا يَبعُدُ عَن قُلوبِ العارِفينَ، يا أجوَدَ الأجوَدينَ.

(٦٤) يا دائِمَ البَقاءِ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، يا واسِعَ العَطاءِ، يا غافِرَ الخَطاءِ، يا بَديعَ السَّماءِ، يا حَسَنَ البَلاءِ، يا جَميلَ الثَّناءِ، يا قَديمَ السَّناءِ، يا كَثيرَ الوَفاءِ، يا شَريفَ الجَزاءِ.

(٦٥) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا سَتَّارُ، يا غَفَّارُ، يا قَهَّارُ، يا جَبَّارُ، يا صَبَّارُ، يا بارُّ، يا مُختارُ، يا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ، يا مُرتاحُ.

(٦٦) يا مَن خَلَقَني وَسَوَّاني، يا مَن رَزَقَني وَرَبَّاني، يا مَن أطعَمَني وَسَقاني، يا مَن قَرَّبَني وَأدناني، يا مَن عَصَمَني وَكَفاني، يا مَن حَفِظَني وَكَلاني، يا مَن أعَزَّني وَأغناني، يا مَن وَفَّقَني وَهَداني، يا مَن آنَسَني وَآواني، يا مَن أماتَني وَأحياني.

(٦٧) يا مَن يُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ، يا مَن يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ، يا مَن لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إلاّ بِإذنِهِ، يا مَن هُوَ أعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ، يا مَن لا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ، يا مَن لا رادَّ لِقَضائِهِ، يا مَن انقادَ كُلُّ شيءٍ لأمرِهِ، يا مَن السَّماواتُ مَطوياتٌ بيَمينِهِ، يا مَن يُرسِلُ الرياحَ بُشراً بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ.

(٦٨) يا مَن جَعَلَ الأرضَ مِهاداً، يا مَن جَعَلَ الجِبالَ أوتاداً، يا مَن جَعَلَ الشَّمسَ سِراجاً، يا مَن جَعَلَ القَمَرَ نوراً، يا مَن جَعَلَ اللَّيلَ لِباساً، يا مَن جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً، يا مَن جَعَلَ النَّومَ سُباتاً، يا مَن جَعَلَ السَّماء بِناءً، يا مَن جَعَلَ الأشياءَ أزواجاً، يا مَن جَعَلَ النّارَ مِرصاداً.

(٦٩) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا سَميعُ، يا شَفيعُ، يا رَفيعُ، يا مَنيعُ، يا سَريعُ، يا بَديعُ، يا كَبيرُ، يا قَديرُ، يا خَبيرُ، يا مُجيرُ.

(٧٠) يا حَيا قَبلَّ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيا بَعدَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ حَيُّ، يا حَيُّ الَّذي لا يُشارِكُهُ حَيُّ، يا حَيُّ الَّذي لا يَحتاجُ إلى حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذي يُميتُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذي يَرزُقُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيا لَم يَرِثِ الحياةَ مِن حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذي يُحيي المَوتى، يا حَيُّ يا قَيّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلانَومٌ.

(٧١) يا مَن لَهُ ذِكرٌ لا يُنسى، يا مَن لَهُ نورٌ لا يُطفى، يا مَن لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ، يا مَن لَهُ مُلكٌ لا يَزولُ، يا مَن لَهُ ثَناءٌ لا يُحصى، يا مَن لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ، يا مَن لَهُ كَمالٌ لا يُدرَكُ، يا مَن لَهُ قَضاءٌ لا يُرَدُّ، يا مَن لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ، يا مَن لَهُ نُعوتٌ لا تُغَيَّرُ.

(٧٢) يا رَبَّ العالَمينَ، يا مالِكَ يَومِ الدّينِ، يا غايَةَ الطَّالِبينَ، يا ظَهرَ اللّاجِينَ، يا مُدرِكَ الهارِبينَ، يا مَن يُحِبُّ الصَّابِرينَ، يا مَن يُحِبُّ التَّوَّابينَ، يا مَن يُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ، يا مَن يُحِبُّ المُحسِنينَ، يا مَن هُوَ أعلَمُ بِالمُهتَدينَ.

(٧٣) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا شَفيقُ، يا رَفيقُ، يا حَفيظُ، يا مُحيطُ، يا مُقيتُ، يا مُغيثُ، يا مُعِزُّ، يا مُذِلُّ، يا مُبدئُ، يا مُعيدُ.

(٧٤) يا مَن هُوَ أحَدٌ بِلا ضِدٍّ، يا مَن هُوَ فَردٌ بِلا نِدٍّ، يا مَن هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيبٍ، يا مَن هُوَ وِترٌ بِلا كَيفٍ، يا مَن هُوَ قاضٍ بِلا حَيفٍ، يا مَن هُوَ رَبٌّ بِلا وَزيرٍ، يا مَن هُوَ عَزيزٌ بِلا ذُلٍّ، يا مَن هُوَ غَنيٌّ بِلا فَقرٍ، يا مَن هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزلٍ، يا مَن هُوَ مَوصوفٌ بِلا شَبيهٍ.

(٧٥) يا مَن ذِكرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرينَ، يا مَن شُكرُهُ فَوزٌ لِلشَّاكِرينَ، يا مَن حَمدُهُ عِزٌّ لِلحامِدينَ، يا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطيعينَ، يا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِلطَّالِبينَ، يا مَن سَبيلُهُ وَاضِحٌ لِلمُنيبينَ، يا مَن آياتُهُ بُرهانٌ لِلنَّاظِرينَ، يا مَن كِتابُهُ تَذكِرَةٌ لِلمُتَّقينَ، يا مَن رِزقُهُ عُموم لِلطَّائِعينَ وَالعاصينَ، يا مَن رَحمَتُهُ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ.

(٧٦) يا مَن تَبارَكَ اسمُهُ، يا مَن تَعالى جَدُّهُ، يا مَن لا إلهَ غَيرُهُ، يا مَن جَلَّ ثَناؤُهُ، يا مَن تَقَدَّسَت أسماؤُهُ، يا مَن يَدومُ بَقاؤُهُ، يا مَن العَظَمَةُ بَهاؤُهُ، يا مَن الكِبرياءُ رِداؤُهُ، يا مَن لا تُحصَى آلاؤُهُ، يا مَن لا تُعَدُّ نَعماؤُهُ.

(٧٧) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا مُعينُ، يا أمينُ، يا مُبينُ، يا مَتينُ، يا مَكينُ، يا رَشيدُ، يا حَميدُ، يا مَجيدُ، يا شَديدُ، يا شَهيدُ.

(٧٨) يا ذا العَرشِ المَجيدِ، يا ذا القَولِ السَّديدِ، يا ذا الفِعلِ الرَّشيدِ، يا ذا البَطشِ الشَّديدِ، يا ذا الوَعدِ وَالوَعيدِ، يا مَن هُوَ الوَليُّ الحَميدُ، يا مَن هُوَ فَعَّالٌ لِما يُريدُ، يا مَن هُوَ قَريبٌ غَيرُ بَعيدٌ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شيء شَهيدٌ، يا مَن هُوَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ.

(٧٩) يا مَن لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ، يا مَن لا شَبيهَ لَهُ وَلا نَظيرَ، يا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنيرِ، يا مُغنيَ البائِسِ الفَقيرِ، يا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغيرِ، يا راحِمَ الشَّيخِ الكَبيرِ، يا جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ، يا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجيرِ، يا مَن هُوَ بِعِبادِهِ خَبيرٌ بَصيرٌ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ.

(٨٠) يا ذا الجودِ وَالنِّعَمِ، يا ذا الفَضلِ وَالكَرَمِ، يا خالِقَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ، يا بارئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ، يا ذا البَأسِ وَالنِّقَمِ، يا مُلهِمَ العَرَبِ وَالعَجَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالألَمِ، يا عالِمَ السِّرِّ وَالهِمَمِ، يا رَبَّ البَيتِ وَالحَرَمِ، يا مَن خَلَقَ الأشياءَ مِنَ العَدَمِ.

(٨١) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا فاعِلُ، يا جاعِلُ، يا قابِلُ، يا كامِلُ، يا فاصِلُ، يا واصِلُ، يا عادِلُ، يا غالِبُ، يا طالِبُ، يا واهِبُ.

(٨٢) يا مَن أنعَمَ بِطَولِهِ، يا مَن أكرَمَ بِجودِهِ، يا مَن جادَ بِلُطفِهِ، يا مَن تَعَزَّزَ بِقُدرَتِهِ، يا مَن قَدَّرَ بِحِكمَتِهِ، يا مَن حَكَمَ بِتدبيرِهِ، يا مَن دَبَّرَ بِعِلمِهِ، يا مَن تَجاوَزَ بِحِلمِهِ، يا مَن دَنا في عُلوِّهِ، يا مَن عَلا في دُنوِّهِ.

(٨٣) يا مَن يَخلُقُ ما يَشاءُ، يا مَن يَفعَلُ ما يَشاءُ، يا مَن يَهدي مَن يَشاءُ، يا مَن يُضِلُّ مَن يَشاءُ، يا مَن يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ، يا مَن يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ، يا مَن يُعِزُّ مَن يَشاءُ، يا مَن يُذِلُّ مَن يَشاءُ، يا مَن يُصَوِّرُ في الأرحامِ ما يَشاءُ، يا مَن يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ.

(٨٤) يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَن جَعَلَ لكلّ شيء قَدراً، يا مَن لا يُشرِكُ في حُكمِهِ أحَداً، يا مَن جَعَلَ المَلائِكَةَ رُسُلاً، يا مَن جَعَلَ في السَّماءِ بُروجاً، يا مَن جَعَلَ الأرضَ قَراراً، يا مَن خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً، يا مَن جَعَلَ لكلّ شيء أمَداً، يا مَن أحاطَ بِكُلِّ شيء عِلماً، يا مَن أحصى كُلَّ شيء عَدَداً.

(٨٥) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا أوَّلُ، يا آخِرُ، يا ظاهِرُ، يا باطِنُ، يا بَرُّ، يا حَقُّ، يا فَردُ، يا وِترُ، يا صَمَدُ، يا سَرمَدُ.

(٨٦) يا خَيرَ مَعروفٍ عُرِفَ، يا أفضَلَ مَعبودٍ عُبِدَ، يا أجَلَّ مَشكورٍ شُكِرَ، يا أعَزَّ مَذكورٍ ذُكِرَ، يا أعلى مَحمودٍ حُمِدَ، يا أقدَمَ مَوجودٍ طُلِبَ، يا أرفَعَ مَوصوفٍ وُصِفَ، يا أكبَرَ مَقصودٍ قُصِدَ، يا أكرَمَ مَسؤولٍ سُئِلَ، يا أشرَفَ مَحبوبٍ عُلِمَ.

(٨٧) يا حَبيبَ الباكينَ، يا سَيِّدَ المُتَوَكِّلينَ، يا هاديَ المُضِلّينَ، يا وَليَّ المُؤمِنينَ، يا أنيسَ الذَّاكِرينَ، يا مَفزَعَ المَلهوفينَ، يا مُنجيَ الصَّادِقينَ، يا أقدَرَ القادِرينَ، يا أعلَمَ العالِمينَ، يا إلهَ الخَلقِ أجمَعينَ.

(٨٨) يا مَن عَلا فَقَهَرَ، يا مَن مَلَكَ فَقَدَرَ، يا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ، يا مَن عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَن عُصيَ فَغَفَرَ، يا مَن لا تَحويهِ الفِكَرُ، يا مَن لايُدرِكُهُ بَصَرٌ، يا مَن لايَخفى عَلَيهِ أثَرٌ، يا رازِقَ البَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ.

(٨٩) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا حافِظُ، يا بارئُ، يا ذارئُ، يا باذِخُ، يا فارِجُ، يا فاتِحُ، يا كاشِفُ، يا ضامِنُ، يا آمِرُ، يا ناهي.

(٩٠) يا مَن لا يَعلَمُ الغَيبَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يَصرِفُ السّوءَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يَخلُقُ الخَلقَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يَغفِرُ الذَّنبَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يُتِمُّ النِّعمَةَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يُقَلِّبُ القُلوبَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يُدَبِّرُ الأمرَ الاّ هوَ، يا مَن لا يُنَزِّلُ الغَيثَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يَبسُطُ الرِّزقَ إلاّ هوَ، يا مَن لا يُحيِى المَوتى إلاّ هوَ.

(٩١) يا مُعينَ الضُّعَفاءِ، يا صاحِبَ الغُرَباءِ، يا ناصِرَ الأولياءِ، يا قاهِرَ الأعداءِ، يا رافِعَ السَّماءِ، يا أنيسَ الأصفياءِ، يا حَبيبَ الأتقياءِ، يا كَنزَ الفُقَراءِ، يا إلهَ الأغنياءِ، يا أكرَمَ الكُرَماءِ.

(٩٢) يا كافياً مِن كُلِّ شيءٍ، يا قائِماً عَلى كُلِّ شيءٍ، يا مَن لا يَشبَهُهُ شيءٍ، يا مَن لا يَزيدُ في مُلكِهِ شيءٍ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ شيءٍ، يا مَن لا يَنقُصُ مِن خَزائِنِهِ شيءٍ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شيءٍ، يا مَن لا يَعزُبُ عَن عِلمِهِ شيءٍ، يا مَن هُوَ خَبيرٌ بِكُلِّ شيءٍ، يا مَن وَسِعَت رَحمَتُهُ كُلَّ شيءٍ.

(٩٣) اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِاسمِكَ، يا مُكرِمُ، يا مُطعِمُ، يا مُنعِمُ، يا مُعطي، يا مُغني، يا مُقني، يا مُفني، يا مُحيي، يا مُرضي، يا مُنجي.

(٩٤) يا أوَّلَ كُلِّ شيء وَآخِـرَهُ، يا إلهَ كُلِّ شيء وَمَليكَهُ، يا رَبَّ كُلِّ شيء وَصانِعَهُ، يا بارئَ كُلِّ شيء وَخالِقَهُ، يا قابِضَ كُلِّ شيء وَباسِطَهِ، يا مُبدئَ كُلِّ شيء وَمُعيدَهُ، يا مُنشئَ كُلِّ شيء وَمُقَدِّرَهُ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شيء وَمُحَوِّلَهُ، يا مُحيي كُلِّ شيء وَمُميتَهُ، يا خالِقَ كُلِّ شيء وَوارِثَهُ.

(٩٥) يا خَيرَ ذاكِرٍ وَمَذكورٍ، يا خَيرَ شاكِرٍ وَمَشكورٍ، يا خَيرَ حامِدٍ وَمَحمودٍ، يا خَيرَ شاهِدٍ وَمَشهودٍ، يا خَيرَ داعٍ وَمَدعوٍّ، يا خَيرَ مُجيبٍ وَمُجابٍ، يا خَيرَ مُؤنِسٍ وَأنيسٍ، يا خَيرَ صاحِبٍ وَجَليسٍ، يا خَيرَ مَقصودٍ وَمَطلوبٍ، يا خَيرَ حَبيبٍ وَمَحبوبٍ.

(٩٦) يا مَن هُوَ لِمَن دَعاهُ مُجيبٌ، يا مَن هُوَ لِمَن أطاعَهُ حَبيبٌ، يا مَن هُوَ إلى مَن أحَبَّهُ قَريبٌ، يا مَن هُوَ بِمَن استَحفَظَهُ رَقيبٌ، يا مَن هُوَ بِمَن رَجاهُ كَريمٌ، يا مَن هُوَ بِمَن عَصاهُ حَليمٌ، يا مَن هُوَ في عَظَمَتِهِ رَحيمٌ، يا مَن هُوَ في حِكمَتِهِ عَظيمٌ، يا مَن هُوَ في إحسانِهِ قَديمٌ، يا مَن هُوَ بِمَن أرادَهُ عَليمٌ.

(٩٧) اللهُمَّ إنّي اسألُكَ بِاسمِكَ، يا مُسَبِّبُ، يا مُرَغِّبُ، يا مُقَلِّبُ، يا مُعَقِّبُ، يا مُرَتِّبُ، يا مُخَوِّفُ، يا مُحَذِّرُ، يا مُذَكِّرُ، يا مُسَخِّرُ، يا مُغَيِّرُ.

(٩٨) يا مَن عِلمُهُ سابِقٌ، يا مَن وَعدُهُ صادِقٌ، يا مَن لُطفُهُ ظاهِرٌ، يا مَن أمرُهُ غالِبٌ، يا مَن كِتابُهُ مُحكَمٌ، يا مَن قَضاؤُهُ كائِنٌ، يا مَن قَرآنُهُ مَجيدٌ، يا مَن مُلكُهُ قَديمٌ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ، يا مَن عَرشُهُ عَظيم.

(٩٩) يا مَن لا يَشغَلُهُ سَمعٌ عَن سَمعٍ، يا مَن لا يَمنَعُهُ فِعلٌ عَن فِعلٍ، يا مَن لا يُلهيهِ قَولٌ عَن قَولٍ، يا مَن لا يُغلِّطُهُ سُؤالٌ عَن سُؤالٍ، يا مَن لا يَحجُبُهُ شيءٌ عَن شيءٍ، يا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّينَ، يا مَن هُوَ غايَةُ مُرادِ المُريدينَ، يا مَن هُوَ مُنتَهى هِمَمِ العارِفينَ، يا مَن هُوَ مُنتَهى طَلَبِ الطَّالِبينَ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ ذَرَّةٌ في العالَمينَ.

(١٠٠) يا حَليماً لا يعجَلُ، يا جَواداً لا يَبخَلُ، يا صادِقاً لا يُخلِفُ، يا وَهَّاباً لا يَمَلُّ، يا قاهِراً لا يُغلَبُ، يا عَظيماً لا يوصَفُ، يا عَدلاً لا يَحيفُ، يا غَنيا لا يَفتَقِرُ، يا كَبيراً لا يَصغُرُ، يا حافِظاً لا يَغفَلُ سُبحانَكَ، يا لا إلهَ إلاّ أنتَ الغَوثَ الغَوثَ خَلِّصنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ.

المصدر: كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (قدس)
2024/03/31

دُعاء يوم الأحد
دُعاء يوم الأحد، من أدعية الأسبوع للإمام السجاد (عليه السلام)، أورده الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان:

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
بِسمِ الله الَّذي لا أرجو إلاّ فَضلَهُ، وَلا أخشى إلاّ عَدلَهُ، وَلا أعتَمِدُ إلاّ قَولَهُ، وَلا اُمسِكُ إلاّ بِحَبلِهِ. بِكَ أستَجيرُ يا ذا العَفوِ وَالرِّضوانِ مِن الظُّلمِ وَالعُدوانِ، وَمِن غِيَرِ الزَّمانِ، وَتواتُرِ الأحزانِ، وَطوارِقِ الحَدَثانِ، وَمِن انقضاء المُدَّةِ قَبلَ التَّأهُبِ وَالعُدَّةِ. وَإياكَ أستَرشِدُ لِما فيهِ الصَّلاحُ وَالإصلاحُ، وَبِكَ أستَعينُ فيما يَقتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإنجاحُ، وَإياكَ أرغَبُ في لِباسِ العافيَةِ وَتَمامِها وَشُمولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِها، وأعوذُ بِكَ يا رَبِّ مِن هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وَأحتَرِزُ بِسُلطانِكَ مِن جَورِ السَّلاطينِ. فَتَقَبَّل ما كانَ مِن صَلاتي وَصَومي، وَاجعَل غَدي وَما بَعدَهُ أفضَلَ مِن ساعَتي وَيَومي، وَأعِزَّني في عَشيرَتي وَقَومي، وَاحفَظني في يَقظَتي وَنَومي، فَأنتَ اللهُ خَيرٌ حافِظاً وَأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ.
اللهُمَّ إنّي أبرأُ إلَيكَ في يَومي هذا وَما بَعدَهُ مِنَ الآحادِ مِنَ الشِّركِ وَالإلحادِ، وَاُخلِصُ لَكَ دُعائي تَعَرُّضاً لِلإجابَةِ، وَاُقيمُ عَلى طاعَتِكَ رَجاءً لِلإثابَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَيرِ خَلقِكَ الدَّاعي إلى حَقِّكَ، وَأعِزَّني بِعِزِّكَ الَّذي لا يُضامُ، وَاحفَظني بِعَينِكَ الَّتي لا تَنامُ، وَاختِم بِالانقِطاعِ إلَيكَ أمري وَبِالمَغفِرَةِ عُمري، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ.

المصدر: كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (قدس)
2024/03/31

دعاء يوم السبت
دُعاء يوم السبت من أدعية الأسبوع للإمام السجاد (عليه السلام) أورده الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان:

 

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
بِسمِ اللهِ كَلِمَةِ المُعتَصِمينَ وَمَقالَةِ المُتَحَرِّزينَ، وَأعوذُ بِالله تَعالى مِن جَورِ الجائِرينَ، وَكَيدِ الحاسِدينَ وَبَغي الظّالِمينَ، وَأحمَدُهُ فَوقَ حَمدِ الحامِدينَ. اللهُمَّ أنتَ الواحِدُ بِلا شَريكٍ، وَالمَلِكُ بِلا تَمليكٍ، لا تُضادُّ في حُكمِكَ، وَلا تُنازَعُ في مُلكِكَ. أسألُكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ وَرَسولِكَ، وَأن توزِعَني مِن شُكرِ نُعماكَ ما تَبلُغُ بي غايَةَ رِضاكَ، وَأن تُعينَني عَلى طاعَتِكَ وَلُزومِ عِبادَتِكَ وَاستِحقاقِ مَثوبَتِكَ بِلُطفِ عِنايَتِكَ، وَتَرحَمَني بِصَدّي عَن مَعاصيكَ ما أحيَيتَني، وَتوَفِّقَني لِما يَنفَعُني ما أبقَيتَني، وَأن تَشرَحَ بِكِتابِكَ صَدري، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزري، وَتَمنَحَني السَّلامَةَ في ديني وَنَفسي، وَلا توحِشَ بي أهلَ اُنسي، وَتُتِمَّ إحسانَكَ فيما بَقيَ مِن عُمري كَما أحسَنتَ فيما مَضى مِنهُ، يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

المصدر كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (قدس)
2024/03/30

أعمال ليلة القدر الأولى.. الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان المبارك
ليلة القدر ليلة عظيمة و شريفة يتضاعف فيها الأجر و الثواب أضعافاً مضاعفة حيث أنها خير من ألف شهر ، و ليلة القدر مخفية بين ليالي ثلاث الاولى ليلة التاسعة عشر من شهر رمضان المبارك و هي ليلة مباركة و عظيمة و هي ليلة التقدير.

و لقد رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال في فضيلة ليلة القدر: "...و شهر رمضان سيد الشهور ، و ليلة القدر سيدة الليالي "1.

و رُوِيَ أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر الله ما تقدّم من ذنبه "2.

و قال الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام : " من أحيي ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت عدد نجوم السماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار"3.

وهي الليلة الأولى من ليالي القدر

وأعمال هذه الليلة تنقسم الى قسمين:

القسم الأول

الأعمال التي تشترك فيها مع سائر ليالي القدر، و هي كالتالي:

1. الغُسل ، و الافضل أن يغتسل عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.

2. الصّلاة ركعتان يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد سبع مرّات ، و يقول بعد الفراغ سبعين مرّة : اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ ، و في الحديث النّبوي : “ من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له و لأبويه “ .

3. نشر المصحف الشريف و فتحه و حمله بيده أو جعله بين يديه و التوسل إلى الله به ، و قول : “ اللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ ، وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ ، وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى ، وَما يُخافُ وَيُرْجى ، اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ “ .

ثم الدعاء بما شاء و طلب الحوائج.

4. جعل المصحف الشريف على الرأس و قول : “ اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فيهِ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ.

ثمَّ قُل عَشر مرّات : “ بِكَ يا اَللهُ “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَليٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِفاطِمَةَ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ “ .

و عَشر مرّات : “ بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى “ .

و عَشر مرّات : “ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ “ .

و عَشر مرّات : “ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد “ .

و عَشر مرّات : “ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

و عَشر مرّات : “ بِالْحُجَّةِ “ .

ثم يسأل الداعي حوائجه.

5. زيارة الحسين (عليه السلام) ففي الحديث انّه “ اذا كان ليلة القدر نادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) “ .

6. احياء هذه اللّيالي الثّلاثة بالعبادة و الذكر و تلاوة القرآن ، ففي الحديث : “ مَنْ احيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء و مثاقيل الجبال و مكائيل البحار “ .

7. الصّلاة مائة ركعة فانّها ذات فضل كثير ، و الافضل أن يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد عشر مرّات.

8. قراءة الدعاء التالي : “ اَللّـهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً ، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً ، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي ، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي ، وَقِلَّةِ حيلَتي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيـما اَوْلَيْتَني ، وَلا لاِحْسانِكَ فيـما اَعْطَيْتَني ، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي ، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ ، اَوْ شِدَّة اَوْ رَخاء ، اَوْ عافِيَة اَوْ بَلاء ، اَوْ بُؤْس اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ “ .

9. قراءة دعاء الجوشن الكبير .

القسم الثاني

الأعمال الخاصة بهذه الليلة، و هي:

أن يقول مائة مرّة اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ .

أن يقول مائة مرّة "اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤمِنينَ عليه السلام" .

أن يدعو بالدعاء التالي: "يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيء، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيء، يا ذَا الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ، وَيا ذَا الَّذي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلا فِى الاَرَضينَ السُفْلى، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ اِلـهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمِّد  صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها إلاّ اَنْتَ" .

أن يدعو بالدعاء التالي: "اَللّـهُمَّ اْجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفيـما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِي الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلْ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ وَاجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ في رِزْقي" ثم يطلب حوائجه من الله".

=================

الهوامش:

1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 40 / 45 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية .

2. مجمع البيان في تفسير القرآن للعلامة الطبرسي : 10 / 409.

3. فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق: 118، حديث 114.

2024/03/29

دعاء يوم الجمعة
دُعاء يوم الجمعة من أدعية الأسبوع للإمام السجاد (عليه السلام) أورده الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان:

 

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحَمدُ للهِ الأولِ قَبلَ الإنشاءِ وَالإحياءِ وَالآخرِ بَعدَ فَناءِ الأشياءِ، العَليمِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ وَلا يَنقُصُ مَن شَكَرَهُ وَلا يَخيبُ مَن دَعاهُ وَلا يَقطَعُ رَجاءَ مَن رَجاهُ. اللهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهيداً، وَاُشهِدُ جَميعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرشِكَ، وَمَن بَعَثتَ مِن أنبيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأنشَأتَ مِن أصنافِ خَلقِكَ، أنّي أشهَدُ أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ وَلا عَديلَ وَلا خُلفَ لِقَولِكَ وَلا تَبديلَ، وَأنَّ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) عَبدُكَ وَرَسولُكَ أدّى ما حَمَّلتَهُ إلى العِبادِ وَجاهَدَ في الله عَزَّ وَجلَّ حَقَّ الجِهادِ، وَأنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌ مِنَ الثَّوابِ، وَأنذَرَ بِما هُوَ صِدقٌ مِنَ العِقابِ. اللهُمَّ ثَبِّتني عَلى دينِكَ ما أحيَيتَني، وَلا تُزِغ قَلبي بَعدَ إذ هَدَيتَني، وَهَب لي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آل مُحَمَّدٍ، وَاجعَلني مِن أتباعِهِ وَشيعَتِهِ، وَاحشُرني في زُمرَتِهِ، وَوَفِّقني لأداءِ فَرضِ الجُمُعاتِ وَما أوجَبتَ عَلَيَّ فيها مِن الطّاعاتِ وَقَسَمتَ لأهلِها مِنَ العَطاءِ في يَومِ الجَزاءِ. إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ.

المصدر: كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (قدس)
2024/03/29