كيف نتعامل مع ’كبار السن’؟ … إليكم 10 نصائح

كتبت ليلى قيس:

إن وجود كبير السن في المنزل هو نعمة بحد ذاتها تعود بالفائدة والخير الكبيرين على الأسرة، فكبير السن هو عبارة عن امتداد لتاريخ الأسرة ويعكس حجم المخاطر والتحديات التي عاصرها في الماضي، وصولاً إلى الحاضر الذي يجد الصعوبة في التأقلم معه، بحكم تطور الحياة، وما قد يعانيه المسن من ضغوطات نفسية وأمراض بدنية تجعل التعامل معه صعباً نوعاً ما.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

من هذا المنطلق تحدد خبير الأتيكيت سوسن صلاح، فن التعامل مع فئة كبار السن، من خلال الـ 10 نصائح التالية، وهي:

- خصص من جدولك اليومي وقتاً لكبير السن، واقم جلسة تواصل معه بمشاركة أفراد العائلة والأشخاص المحببين له، وتبادل معه أطراف الحديث واحرص على أن تكون الجلسة ايجابية بعيداً عن مناقشة المشكلات.

- حسن الانصات والاستماع: كن أذناً صاغية لكبير السن، وحاول أن تترك له المجال في التحدث وتجنب مقاطعته، مع الالتزام بالابتسامة.

- تحدث مع كبير السن بصوت مسموع وبكلمات بسيطة تسهل عليه فهمها، فبعض كبار السن يعانون من ضعف في السمع كلما تقدموا بالعمر.

- تحدث مع كبير السن عن الحرف التقليدية القديمة وعن الشعر وحياة الماضي.

- اطلب المشورة من كبير السن، فذلك يمنحه والثقة بنفسة، والإحساس بأنه شخص له فائدة في المجتمع ولا يمكن الاستغناء عنه.

- حاولي التودد إلى الشخص المسن، بالسؤال عن صحته وأحواله، وأخذ رأيه بالطعام الذين تناوله على سبيل المثال، وماذا يحتاج من مقتنيات.

- تخصيص برنامج ترفيهي للمسن في نهاية كل أسبوع، فكبار السن دائماً يتوقون لزيارة الأماكن الأثرية والأماكن المفتوحة كالبحر والمتنزهات.

- احرص على التواصل مع أصدقاء ورفقاء كبير السن، والسؤال عنهم بشكل دائم ودعوتهم لزيارة كبير السن في المنزل، والتعرف بطريقة غير مباشرة على المشكلات التي تواجه كبير السن.

- تعرف على مهارات وهوايات كبير السن، فبعضهم لديهم هواية الشعر والكتابة وربما صيد السمك، حاولي اشغال كبير السن بهذه الهوايات.

شير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 20٪ من كبار السن قد يعانون من اضطرابات القلق بدرجات متفاوتة، ولهذا يجب التماس الأعذار لكل ردة فعل يقوم بها كبير السن، واستقبالها برحابة صدر.

كما بيَّنت الدراسات والأبحاث أنَّ كبار السن لا يستجيبون لشيء إذا شعروا بالإلزام تجاهه، وبشكلٍ عام يتجلّى ذلك في اللغة المتسلّطة التي تتضمّن عبارات تحتوي على كلمات (يجب) و(أنت)، ومثال ذلك (أنت، يجب أن تمارس الرياضة اليوم)، و(أنت، تحتاج إلى إنهاء الحساء الخاص بك)، ممّا يؤدي إلى ظهور مشاكل سلوكية لدى كبار السن، مثل الجدل مع مَن حولهم، وتجنب عمل الشيء، أو الامتناع عنه، لذا يُنصح استخدام (أنا) أو (نحن)، كأن يقول (سأساعدك على ممارسة التمارين الرياضية اليوم)، أو(نحن بحاجة إلى بعض الهواء النقيّ في الغرفة).

وإن هنالك بعض التصرفات التي يجب تجنبها عند التعامل مع كبار السن أهمها إظهار الغضب أو الزهق بعد قيامه بأى فعل مهما كان، الحديث بصوت منخفض أمامه يجعله يشعر أنك تتحدث عنه ولا تريده أن يسمعك مما يجعله يشعر بالحزن, لا تظهر حزنك أمامه حتى لا يشعر أنه يسبب لك مشكلة ما بسبب وجوده، لا تتركه وحيدا فترة طويلة حتى لا يشعر بالوحدة والملل، رفض إصطحابه معك في المناسبات الإجتماعية حيث إنها تعتبر فرصة مناسبة للخروج ومقابلة أشخاص آخرين لأن ذلك يجعله يشعر بأن له مكانة إجتماعية عند الناس، ويعبر عن مدى حبهم له.


نقلاً عن "بشرى"

2021/03/26

صراع الروح والجسد: هل يشعر ’المعصوم’ بألم مجاهدة نفسه؟!

العصمة لا تُخرج المعصوم عن بشريته، فكونه لا يخطئ ولا تصدر منه المعاصي لا يعني أنه مخلوق مجرد كالملائكة، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ) وطبيعة البشر قائمة على كونها قبضة من طين ونفخة من روح.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

والإنسان المركب من مادة وروح لابد أن يعيش حالة من النزاع بين متطلبات المادة المتمثلة في الغرائز والشهوات وبين متطلبات الروح المتمثلة في القيم والأخلاق، والإنسان في هذه الحالة إما أن يركن للمادة ويكون طائعاً لرغباته وشهواته وإما أن يتسامى على المادة ويتطلع للكمال المعنوي والأخلاقي، والأديان في حقيقتها ليست إلا تنبيهاً للإنسان بخطورة هذه المعادلة، وكيف يدير هذا الصراع؟ وكيف يخلق توازنات بين متطلبات المادة والروح؟ والانبياء والرسل والائمة ليس إلا نماذج واقعية لدرجة الكمال التي يمكن أن ينالها الإنسان، ومن هنا كانوا هم حجج الله على جميع البشر، قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فإذا لم يعاني الأنبياء هذا الصراع ولم يجاهدوا رغباتهم ولم يحرموا أنفسهم كيف يمكن أن يكونوا لنا أسوة؟ فالعصمة لا تعفي صاحبها من ألم المجاهدة وحرمان النفس كما يقول الامام علي (عليه السلام): (أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ وَيَسْتَضِي‏ءُ بِنُورِ عِلْمِهِ أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ فَوَاللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً وَلَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً وَلَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً وَلَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُ إِلَّا كَقُوتِ أَتَانٍ دَبِرَةٍ وَلَهِيَ فِي عَيْنِي أَوْهَى وَأَوْهَنُ مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ ... وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ وَلَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ وَلُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ وَنَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الْأَطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى)، وقد بين أمير المؤمنين (عليه السلام) فلسفة الامامة بقوله: (وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ وَيَسْتَضِي‏ءُ بِنُورِ عِلْمِهِ) أي أن الامام وجد اساساً لكي يقتدي به عامة الناس، مما يعني أن عصمة الامام لا تجعله بعيداً عما يعاني منه جميع البشر من ضغط الهوى وصعوبة كبح الشهوات والرغبات، ولذا نجده قال مباشرة (أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ) أي أنه الزم نفسه بالقليل من حاجات الجسد مع قدرته وتمكنه من اشباعها بكل ملذات الحياة حيث قال: (وَلَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ وَلُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ وَنَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ) والذي يمنعه من ذلك ليس أنه فاقد للإحساس بهذه الملذات كالملائكة مثلاً وإنما يتغلب بإرادته على هواه ولذا يقول: (هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي) ويتضح من ذلك أن المعصوم وصل إلى مرتبة من الكمال جعلته قدوة لغيره، والإنسان العادي الذي يجاهد نفسه إنما يسير في نفس الاتجاه الذي سبقه إليه المعصوم، وهو بذلك يستحق الفضل والاجر إلا أنه يكون قاصراً وبشكل دائم عن بلوغ ما وصل اليه المعصوم من جهاد النفس وتربية الذات.

2021/03/25

رفاه خيالي يعقّد زواج الشباب.. حطّموا ’’التقاليد العمياء’’!

الشروط التي تثقل كاهل الشباب

صحيح قد مضت مدّة طويلة على وقت زواجنا الطبيعي ولكن كيف نستطيع الزواج مع أننا ما زلنا لا نملك منزلا، وليست لدينا سيارة، ولم نحصل على شغل ذي دخل، ولم ندخر بعد النقود التي تفي بنفقات الزواج الباهضة وبهدايا العروس الثمينة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لم نحصل بعد على مكان لائق ومناسب لإقامة احتفالات الزواج و... و... .

«نحن كيف نوافق على زواج ابنتنا مع العلم أنه لم يأت لحد الآن شاب، لائق، أنيق، ذو مرتب كاف وشغل محترم، صاحب منزل، ومن أُسرة معروفة... و... لطلب يدها، فكل من خطبها كان يفقد واحداً أو اثنين من هذه الشروط؟!

أضف إلى ذلك فإننا لم نعدّ جهاز العرس ولا زالت بعض الأدوات المنزلية مثل السجاد والأرائك، والثلاجة والغسّالة، وأواني الطعام المختلفة، وماكنة الخياطة وغيرها غير مُهيأة!

وطبيعي أن نتيجة الإقدام على زواج ابنتنا مع هذا الوضع سوف لا تكون سوى الفشل والندامة!...

ماذا نعمل، فشروط المجتمع الصعبة لا تسمح لنا إلاّ بمثل هذا».

هذه هي مشاكل - أو بعبارة اصح أعذار بني إسرائيل - بعض من الشباب -الأولاد والبنات - والآباء والاُمّهات في موضوع عدم الإقدام على هذا الأمر الحيوي وهو الزواج.

يقول أحد العلماء: «الحياة قسمان لا أكثر، ينقضي القسم الأوّل بأمل القسم الثاني، وينقضي القسم الثاني حسرة على القسم الأوّل».

وإذا استعملنا كلمة «حلم» بدل كلمة «أمل» ربّما كانت العبارة أفضل، فنقول: ينقضي القسم الأوّل في حلم القسم الثاني وينقضي القسم الثاني في الحسرة على القسم الأوّل، والنموذج الواضح لهذا القول هو مسألة الزواج لكثير من شبابنا الحاضر، حيث يتلفون نصف عمرهم الأوّل في التفتيش والبحث عن زوجة أنيقة عصرية، ويتلفون النصف الثاني في الحسرة على عدم التصرّف الصحيح في النصف الأوّل.

وعلى كل حال يجب أن يُقال للآباء والاُمّهات والشباب بأنّكم أنتم قيّدتم أنفسكم بهذه القيود والشروط غير الصحيحة، أنتم أنفسكم صنعتم مفهوماً خيالياً أجوفاً لموضوع الزواج، وضيّعتم السعادة والرفاه الحقيقي، لأجل الوصول إلى سعادة ورفاه خيالي.

ثقوا بأنّ هذه الحدود والخطوط التي رسمتموها لنيل السعادة سوف لا تنفعكم ولا تسعدكم أبداً، وكل التجارب والامتحانات أثبتت هذه الحقيقة.

الغيرة، التقاليد العمياء، الأحلام الكاذبة، التأكيد على الاُمور التافهة والسراب المزيّف، نعم هذه هي السلاسل التي قيدتكم ومنعتكم من إنجاز أهم عمل بالنسبة إلى الشباب.

أنتم مدعوون أيّها الشباب وأيها الآباء والاُمهات للتعبير عن عزمكم وإرادتكم في تحطيم هذه القيود والأغلال والأصنام التي تزينها لكم التقاليد البالية، لتروا مدى السعادة والرفاه الذي سينتظركم.

أي شخص توفّرت له وسائل الحياة كاملة أول شبابه حتى تتوقعون ذلك لأنفسكم، أليست غالبية الأفراد الذين ترونهم قد شرعوا من الصفر؟

نعم لعل الأمر كذلك بالنسبة لأولئك الذين يتوارثون الثراء أب عن جد ويحصلون مجاناً على الأموال، إلاّ أنهم غالباً ما يفقدونها بالهيّن لأنّهم لم يتعبوا في الحصول عليها، يسرِّوا أعمالكم واغتنموا فرصة الزواج بمجرد توفر شروطه البسيطة المتواضعة.

بعقيدتنا أنّ الزواج البسيط الخالي من الرسوم والتزيين يتلاءم مع مواصلة الدراسة إذا أدرك الطرفان معناه الصحيح إدراكاً واقعياً وأدركا أيضاً بأنّ وجود كلّ شيء يكون تدريجياً وأن المعيشة تتحسّن تدريجياً، وأنّ متطلبات الإنسان يجب أن تكون في حدود الإمكان.

لعلّ الشباب الذين يفتشون في متاهات مضلّة عن هذه الأحلام والخيالات، نسوا ما في رابطة الزواج من أصالة وواقعية ألا وهي إدراك المفهوم الصحيح للمعيشة، ووجود إنسانين يعي أحدهما الآخر.

من المُسلّم أنه إذا توفّر مثل هذين الإنسانين فليس هناك أي تأثير للآخرين وإذا لم يتوفر مثلهما فالباقون لا يستطيعون أن يخلقوا السعادة أبداً ولهذا السبب نجد أنّ شرائع ديننا البنّاءة لا تشترط في الزواج الصحيح غير وجود إنسانين (زوجين) عاقلين يرغبان في الحياة الزوجية المشتركة.

ولكن انظروا كيف تعقدت هذه المسألة؟!

إنّ الحياة البسيطة لطلاّب العلوم الدينية مسألة جديرة بالملاحظة ومن الممكن أن تكون نموذجاً عملياً واضحاً لسائر الشباب.

انّ 99% من طلاّب العلوم الدينية يبدأون حياتهم الزوجية خلال مدّة الدراسة، وبواسطة المرتب البسيط الذي يتقاضون من بيت مال الحوزة العلمية يديرون شؤونهم المعاشية - مدّة دراستهم - مع كمال العفّة والبساطة متجنبين بذلك عواقب العزوبة الوخيمة.

2021/03/23

المرجعية المطلقة لأهل البيت (ع).. نظرة في أصول التشيّع

التشيع : نظرة في الأصول والمرتكزات

إنّ التشيع هو المضمون الكامل للإسلام، وذلك لأنّ الإسلام يشمل كدين  -مضافاً إلى الإذعان بالله سبحانه وبتوحيده وبصفاته الكمالية كالعلم والقدرة وكذلك الإذعان برسله وبالرسول محمد (ص) كخاتم الرسل والأنبياء ، وعلى الإيمان باليوم الآخر- على اصطفاء أهل بيت النبي (ع).

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 والاصطفاء سنة من سنن الله تبارك وتعالى، حيث يصطفي الله سبحانه الأنبياء والرسل وجماعة مميزة من نسلهم وذويهم لتبليغ رسالاته وتعاليمه، وصيانتها والمحافظة عليها، كاصطفاء إبراهيم وآل إبراهيم (ع)، واصطفاء موسى وهارون وآلهما (ع)، وعلى هذه السنة الجارية اصطفي خير خلق الله تعالى رسولنا محمد (ص)، وأفراد من ذويه الذين تفردوا عن سائر الأمة بما يوجب أولويتهم المطلقة.

وتفي الآيات القرآنية -بضميمة ما جاء في شرح موردها- بهذا الاصطفاء والتفرد، كما في آية التطهير التي خص الله سبحانه بها أهل البيت (ع) وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وقد دلت النصوص النبوية المتفق عليها على تعيين أهل البيت (ع) عند نزولها من قبل النبي (ص) في علي (ع) وفاطمة والحسنين من دون أزواجه (ص) وسائر أقاربه ولا أحد من أصحابه.

وكذلك آية المباهلة التي كانت الخصوصية فيها مقتصرة على أهل البيت (عليهم السلام) دون غيرهم من أقارب النبي (ص) وأرحامه وزوجاته.

وكما في آية التبليغ، التي أمر الله تعالى فيها نبيه (ص) بتبليغ إمامة أمير المؤمنين (ع) وتنصيبه كولي وخليفة وإمام على المسلمين بعد رحيله (ص).

ولو انتقلنا إلى النصوص النبوية المتفق عليها بين المسلمين -كحديث الثقلين والمنزلة وحادثة الغدير، وغير ذلك مما ورد في شأن الامام علي (ع) والسيدة الزهراء (ع) والحسنين (ع)- لوجدناها دالة على تفرد أهل بيت النبوية وتميزهم على سائر هذه الأمة، وكونهم مناطاً للهدى وصيانة عن الضلالة وعِدلاً للقرآن ومخصوصين بالولاء الخاص والمقارنة مع المصطفين من الأمم السابقة.

وقد بلغ الإمام أمير المؤمنين (ع) هذا المعنى في خطبه التي ألقاها في الكوفة بمحضر المسلمين، وقد اشتهرت على الإجمال في التاريخ، وقد جمع قسماً منها السيد الرضي (رحمه الله) في نهج البلاغة، كقوله (ع): (لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا. هم أساس الدين. وعماد اليقين. إليهم يفئ الغالي. وبهم يلحق التالي  ولهم خصائص حق الولاية. وفيهم الوصية والوراثة ...)

(هم عيش العلم وموت الجهل. يخبركم حلمهم عن علمهم. وصمتهم عن حكم منطقهم. لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه. هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام)

ولا بدّ أن يُعلم، بأنّ اصطفاء أهل البيت (ع) يشتمل على أبعاد ثلاثة:

البعد الأوّل: تفردهم في العلم، مما يقتضي أن تكون لهم المرجعية العلمية المطلقة، سواء فيما بيّنوه من شؤون الدين أو غيره.

ومن هنا يتعين الرجوع إليهم (ع)، ولا يجزي الرجوع إلى غيرهم -بأي حال من الأحوال- في مقابل ما صح عنهم (عليهم السلام).

البعد الثاني: تفردهم في التسديد من الله سبحانه (العصمة)، فهم عباد صالحون مصطفون مسددون من الله تعالى، جعلهم الله سبحانه مرجعاً في الفتن والمتشابهات، ورايات هدى عند التفرق والاختلاف، فلابد من اقتفاء أثرهم والتأسي بهم، فإنّ الحق يدور مدارهم (ع)، والباطل يدور مدار من خالفهم.

البعد الثالث: تفردهم بأنّهم أولياء الأمر بعد النبي (ص) بالنص عليهم والوصية إليهم، فهم أئمة الخلق باستحقاق، ويجب على كل امرئ أن يذعن لإمامتهم وأولويتهم بالأمر، مسلماً لهم، متبعاً إياهم، غير ناظر ولا راض بأي بديل عنهم.

والإمام منهم في عصرنا هذا هو الحجة بن الحسن المهدي ( ع)، فيجب على المرء توليه، ومودته، وطاعته فيما بلغه عنه أو عن آبائه (ع)، والاستعداد لنصرته، والتضحية بالنفس والمال والولد من أجله والنصح له (ع) في غيبته (ع) .

وبعد كل هذا، فعلى كل مسلم أن يتأمل موقع أهل البيت (ع) في الإسلام وخصوصيتهم، وتفردهم، وامتيازهم، وأن يتصف تجاههم بالإذعان والولاء والأدب والمودة ويسعى إلى أن يكون من الآخذين عنهم، والمتربين بتربيتهم، والمتأسين بهم.

وإنّ المؤمن -بل كل منصف- ليجد في أئمة أهل البيت (ع) نبراساً في السبيل إلى الله تعالى، ومثلاً أعلى في الصلاح والقرب منه سبحانه، وأسوة صالحة يقتدى بها ومفرقاً بين الحق والباطل عند اشتباه رايات الهدى والضلال.

فهنيئاً لمن أذعن لهم، وتمسك بمنهجهم، وتخلق بأخلاقهم، وعمل بنصائحهم وإرشاداتهم، ليكون ممن يحشر خلف لوائهم يوم القيامة يوم يحشر كل امرئ خلف من قاده واستجاب له ويتفرق  الناس خلف رايات الهدى والضلالة التي اتبعوها في هذه الحياة،[أُولَئِكَ على هُدًى من رَبِّهِمْ وَأُولَئِك هُمُ الْمُفْلِحُونَ].

2021/03/22

العلاقات غير المشروعة: خطر يهدد ’’الزواج’’!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

عامل مهم في قلّة الإقبال على الزواج

لقد خرجت الحياة الاجتماعية المعاصرة في أغلب مواقعها عن هيئة الحياة الطبيعية السليمة، ويتمثّل أحد نماذج تلك المواقع بالانخفاض الكبير في نسبة الزواج واقبال الشباب على الحياة غير الطبيعية للعزوبة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لقد ذكرنا سابقاً أن انخفاض نسبة الزواج واتساع رقعة العزوبة - بغض النظر عن الآثار السيئة التي يتركها على النسل - يعتبر مأساة كبرى بالنسبة للمجتمعات البشرية من حيث ايجاد نوع من الحياة التي تقوم على أساس عدم الشعور بالمسؤولية وقطع الأواصر الاجتماعية وعدم الاكتراث للحوادث التي غالباً ما تشكّل العناصر الطبيعية في حياة العزّاب.

وستتضح بشاعة هذه المأساة أكثر فأكثر إذا أضفنا إليها الانحرافات الأخلاقية التي تلحق بهؤلاء الأفراد بفعل تلك الحياة، وسنتابع الآن - برفقة القرّاء الأعزاء - العوامل الرئيسية لهذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة. لا شك ان هذه الوضع القلق ليس معلولا لعلة أو علتين، لكن من المسلّم أن هناك بعض العوامل التي تلفت النظر أكثر من غيرها، ومنها قضية «اتساع دائرة العلاقات اللامشروعة»، وذلك لنّ سهولة اقامة مثل هذه العلاقة، فقد أصبحت المرأة كائناً مبتذلا وضيعاً في نظر أغلب الشباب، بل قد يحصل عليها أحياناً بالمجان، وعليه فقد فقدت قيمتها وأهميتها وانسانيتها التي كانت تملكها سابقاً، والتي كانت تضطر المقابل للتضحية بالغالي والنفيس من اجل الوصول إليها، فلم تعد ذلك الموجود الغالي واللطيف الذي يستهوي الشباب ويشد أنظارهم إليه، وقد كان للعري والخلاعة الدور الواضح في هذا الابتذال والحطّ من شأنها، ونتيجة لما تقدّم لم يعد هنالك من أثر في مجتمعاتنا الماضية، والذي كان يشكل لبنة الحياة الزوجية الوطيدة، ولا عجب فالإنسان انما يعشق شيئاً إذا كان صعب المنال، وبخلافه فمن العبث أن يعشق شيئاً مبتذلا تافهاً يمكنه الحصول عليه بالمجان.

من جانب آخر فان أغلب الأفراد الطائشين يعتقدون بعدم جدوى الارتباط بالمرأة لأجل الزواج بعد تحمل ما لا يحصى من الشروط والمسؤوليات، في حين يستطيعون الحصول على المزيد من النساء دون تحمّل عناء أي من الشروط والمسؤوليات، ولذلك ترى أغلب هؤلاء الأفراد - الذين لا يدركون العواقب الوخيمة للتفسّخ الجنسي والتحلل الأخلاقي - وكونهم ينظرون الى الزواج والمرأة من خلال اِشباع الغريزة الجنسية، لا يرون في الزواج وتحمّل هذه الشروط والمسؤوليات إلاّ حماقة، وبالاستناد الى هذه الحقائق يتّضح لدينا مدى تأثير (سهولة اقامة العلاقات اللامشروعة) على انخفاض نسبة الزواج، ولذلك نلاحظ انخفاض هذه النسبة يتضاعف أضعاف كثيرة في المجتمعات الغربية بفعل الحريات التي تدعو الى التحلل والتفسّخ والانحراف الجنسي، فاذا ما وقع زواج فانه يقع في سن متقدمة، ناهيك عن كون هذا الزواج على درجة من الضعف والوهن بحيث أنّ بعض الذرائع التافهة والمضحكة أحياناً قد تستأصله من الجذور.

ضحايا هذه الروابط الفاسدة

إضافة الى ما تقدّم فإننا نرى على الدوام دور البغاء والدعارة في المجتمعات التي تفضّل حياة العزوبة على الزواج وهذه المراكز تعتبر هي الاُخرى من العوامل المهمة في الحدّ من نسبة الزواج وتصدع كيان الاُسرة، ومما لاشكّ فيه أن وجود هذه المراكز الموبوءة في هذه المجتمعات انما تكشف بوضوح عن مرضها وعدم سلامتها.

جدير بالذكر أنّ قضية الفحشاء ومراكز الدعارة لا ينبغي أن تبحث من زاوية كونها مركز لمضاعفة حجم الفساد الأخلاقي ونشر أنواع الميكروبات الجسمية والروحية، إلى جانب كونها تساعد على انخفاض الإقبال على الزواج والاتجاه نحو حياة العزوبة - وان كانت هذه الاُمور جديرة بالبحث والتأمّل - فحسب، بل إضافة لذلك لابدّ من اخضاعها للدراسة من خلال زاوية النساء الفاحشات اللاتي يراودن تلك المراكز ويبعن فيها أنفسهن.

ويعترف الباحثون والمحققون المتخصصون في هذا الأمر بأن وضع هذه النسوة يمثل أبشع وأفجع أنواع الرقّ والعبودية التي شهدتها القرون الوسطى، نساء طريدات، بلا مأوى وضعيفات بمعنى الكلمة، وغارقات في مستنقع من الديون، يحترقن ليل نهار كالشمعة ليضيئن مجالس الهوى واللذة ويشبعن شهوة هذا المنحرف وذاك، وعاقبة أمرهن أنهن سيودعن هذه الحياة في تلك الدهاليز بأبشع وأتعس حال، حتى أنّهن قد لا يظفرن أحياناً بمن يحمل أجسادهن ليواريهن الثرى.

فأي ضمير يسمح بوجود مثل هؤلاء العبيد الضعاف في صفوف هذا المجتمع - وفي هذا العصر الذي يفتخر بأنّه عصر إلغاء الرقّ والعبوديّة - دون أن يتقدم أحد ليضع عنهم اِصرهنّ والأغلال التي تطوقهنّ؟!

وهنا لا ينبغي أن ننسى بأنّ هذه العبودية المؤلمة التي أقرت رسمياً - للأسف - من قِبل أغلب المجتمعات المعاصرة إنّما هي الوليدة الطبيعية لتلك العلاقات اللامشروعة، فأغلب النساء اللواتي يسبحن في وحل هذا المستنقع العفن هنّ ضحايا تلك العلاقات اللامشروعة، وقد انجرفن تدريجياً إلى هذه المراكز الساقطة.

لا شك أن سيرة بعض هذه النساء التي تناولتها بعض الكتب، إنّما تعتبر وصمة عار في جبين المجتمعات التي يصطلح عليها بالمجتمعات المتحضرة، ومما يؤسف له أنّ مثل هذا الموضوع لم يمنح الأهمية المطلوبة، وبناءً على ما تقدم ومن أجل عدم تصدّع الاُسرة والحيلولة دون السقوط وانخفاض الزواج وبغية تحرير هؤلاء العبيد، لابدّ من وضع حد لهذه الحريات الجنسية الطائشة والعلاقات الشاذّة وهو الأمر الذي يتطلّب خطة وبرنامجاً صحيحاً.

وهنا ينبغي للاُخوة الشباب وعلى ضوء الحقائق المذكورة أن يكونوا أكثر مراقبة لأنفسهم وزملائهم والاّ يقيموا وزناً لأساليب الخداع والاغراء التي تهدف الى ايقاعهم في مصائد الفحشاء والمنكر، وليقف الأفراد الذين يحاولون التخفيف من قبح هذه المراكز وكونها ضرورة اجتماعية، بغية الحفاظ على سلامة الشباب انهم على خطأ كبير، وهل يمكن تصوّر نشر دور الدعارة والفساد من شأنه أن يسهم في الحدّ من الانحراف والفساد، وهل للفساد أن يكون ضرورة اجتماعية؟! أم أنّ التردد على مراكز الفساد ضرورة صحية؟!

2021/03/22

أيهما أفضل: الولاية أم الصلاة؟!

لا شكّ بأنّ الولاية هي أفضل طبقاً لما ورد عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام من روايات صحيحة كثيرة ومعتبرة تُثبت ذلك، ولا تحتاج إلى تأويل، ولا يختلف فيها اثنان من أهل العلم، منها:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الحديث الأوّل: في كتاب الكافي للكلينيّ قدّس (ج2/ص18-20) عن أبي علي الأشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عبّاس بن عامر عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية.

والحديث الثاني: الكلينيّ أيضاً عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعاً، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت: وأيّ شيءٍ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنّها مفتاحهُنَّ والوالي هو الدليل عليهنَّ، قلت: ثمّ الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثمّ الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة لأنّه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الزكاة تذهب الذنوب. قلت: والذي يليها في الفضل؟ قال: الحجّ قال الله عزّ وجلّ: (ولله على الناس حِجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين)، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لحجّة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر الله له، وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال: قلت: فماذا يتبعه؟ قال الصوم. قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): الصوم جنّة من النار، قال: ثمّ قال: إّن أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤدّيه بعينه، وإنّ الصلاة والزكاة والحجّ والولاية ليس يقع شيء مكانها دون أدائها، وإنّ الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أدّيت مكانه أيّاماً غيرها وجزيت ذلك الذنب بصدقة، ولا قضاء عليك، وليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره. قال: ثمّ قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن، الطاعة للإمام بعد معرفته، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظا، أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عزّ وجلّ حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان، ثمّ قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنّة بفضل رحمته.

الحديث الثالث: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن السرّيّ أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شيء منها، الذي من قصر عن معرفة شيء منها فسد دينه ولم يقبل [ الله ] منه عمله ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق به مـمّا هو فيه لجهل شيء من الأمور جهله؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان بأنّ محمدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله وحقّ في الأموال الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها: ولاية آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، قال: فقلت له هل في الولاية دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال: نعم قال الله عزّ وجلّ: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية. وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكان عليّاً عليه السلام، وقال الآخرون: كان معاوية. ثُمَّ كان الحسن عليه السلام، ثُمَّ كان الحسين (عليه السلام) وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن عليّ ولا سواء ولا سواء. قال: ثمّ سكت ثمّ قال: أزيدك؟ فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك قال: ثمّ كان عليّ بن الحسين (ع) ثمّ كان محمّد بن عليّ أبا جعفر (ع)، وكانت الشيعة قبل أنْ يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم حتّى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم حتّى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، وهكذا يكون الأمر والأرض لا تكون إلّا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذ بلغت نفسك هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وانقطعت عنك الدنيا تقول: لقد كنت على أمر حسن.

2021/03/22

2021/03/21

’’تأخير الزواج’’.. مشاكل تحول دون دخول الشباب في القفص الذهبي!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

​تُشير الإحصائيات - ولا سيما في السنوات الأخيرة - إلى انخفاض نسبة الزواج بما يلفت الانتباه، في حين ارتفعت هذه النسبة بين أوساط الشباب الذين تقدّمت بهم السن حتى فقدوا فيه عنفوان الشباب وحيويته في المناطق الكبيرة التي تُعتبر أقرب من غيرها إلى المدنية والحضارة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وبالطبع فان هنالك بعض العناصر التي أدّت إلى هذا الوضع، يمكن ايجاز أهمها في ما يلي:

1 - طول مدّة الدراسة.

2 - سهولة اقامة العلاقات اللامشروعة.

3 - عدم امكانية تلبية المتطلبات المعاشية - بالصورة المطلوبة - والتكاليف الباهضة للزواج.

4 - انعدام الثقة بين الفتيان والفتيات فقد اقترح بعض العاملين في الحقل الاجتماعي مشروع الزواج الإجباري دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء دراسة العوامل التي أدّت إلى هذه الظاهرة الخطيرة واُسلوب مواجهتها والتغلّب عليها، كأن تفرض بعض الضرائب على الشباب الأعزب، بحيث يرى الشاب نفسه مضطراً لدخول الحياة المُشتركة، أو الحيلولة دون توظيفهم (لبعض الاعمار) في المؤسسات المختلفة، أو أن تفرض عليهم بعض العقوبات الصارمة، وهنا يسألنا بعض الفتيان: أترون مثل هذه المشاريع والاجراءات صائبة؟

وبدورنا نرى انه إذا كان الهدف من الزواج الإجباري هو فقط انتخاب بعض الطرق من قبيل عدم توظيف العزّاب في المؤسسات المختلفة، فلعلّ هذه الطرق تؤثر بعض الشيء على الوضع القائم، إلاّ أنّها سوف لن تكون قط حلا جذرياً لظاهرة انخفاض نسبة الزواج الحظيرة، ولعلّها تستتبع ردود فعل عكسية.

 

فالزواج والإجبار مفردتان متضادتان لا تتفقان أبداً، وعليه فالزواج الإجباري كالصداقة والمحبة الجبرية، أو يمكن إيجاد المحبة والمودّة بين فردين بالاكراه وقوّة القانون؟ فالزواج - بالمعنى الواقعي - وشيجة روحية وجسمية من أجل ممارسة حياة مُشتركة هادئة ممزوجة بالسعادة والحب، ولذلك ينبغي أن يتم في بيئة حرة بعيدة عن الضغط والإكراه، ومن هنا نرى الإسلام يحكم ببطلان الزواج الذي لا يتضمن رضى الطرفين، والزواج ليس كالخدمة العسكرية التي تعني حمل الشخص على ضوء القانون الى معسكر وتعليمه قسراً فنون الحرب والقتال والنظم العسكرية.

والعجيب في الأمر هو أن أصحاب هذه المشاريع يحاولون تجاهل الوضع القائم المعلول لسلسلة من الأزمات الاجتماعية بحيث لا يولوا العناصر التي أدت الى ظهوره أدنى عناية أو اهتمام. وبدورنا نرى لهذه المشاريع - ان كانت صالحة للتطبيق - بعض الأثر كمفعول الأدوية المسكّنة، وعليه لابدّ من الاتجاه صوب الجذور الأصلية لهذه الأزمة والعمل على استئصالها حتى تزول هذه الظاهرة المستهجنة بالمرّة.

وبناء على ما تقدّم نرى من الضروري أن نسلّط الضوء على العناصر الأربعة كونها تمثّل العوامل التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الزواج في وسطنا الاجتماعي.

طول مدّة الدراسة العقبة الكؤود أمام الزواج

قد لا تكون هناك ضرورة للتذكير بأنّ أغلب الأفراد الذين يهربون من قضية الزواج الحيوية إنّما يتذروعون بالانهماك بالدراسة، في حين نرى الكثير منهم لم يدخل العش الذهبي حتى بعد اكماله للدراسة، أو يبقى كذلك وقد هجر الدراسة، مع ذلك لا يمكن إنكار هذا الأمر وهو أنّ طول مد الدراسة إنّما يشكل عقبة كبرى في طريق الزواج بالنسبة الى قطاعات واسعة من شريحة الشباب، جدير بالذكر إنّ مدّة الدراسة لأغلب الفروع والتخصصات ربّما تمتد الى 18 سنة أو أقل من ذلك بقليل، فالشاب انما يبلغ سن الخامسة والعشرين من عمره ليكون قد أنهى دراسته وتفرّغ لحياته الإجتماعية، فهو يفتّش عن عمل في هذه المرحلة من شبابه (إن صحّ التعبير بنعته شاباً بالمعنى الواقعي للكلمة، ففي الواقع قد ولّى عنفوان شبابه ولم تبق منه إلاّ حشاشة)، والذي يبدو أنّ هذه السن ربّما تمتد إلى الخامسة والثلاثين في عالم الغد، عالم العلم والاختصاص، وهنا يبرز هذا السؤال الذي يطرح نفسه وهو: هل يجب أن يتوقّف الزواج حقاً على انتهاء المدّة الدراسية مهما كان أمدها طويلا؟ أم يجب العمل على إزالة هذه العلاقة التي يعتقد البعض بأنّها تأبى الانقطاع، وتطييب خاطر الشباب من هذا الشرط المثقل للكاهل، ولكن من جانب آخر أنى لهذا الفتى التلميذ المُستهلك لا المنتج أن ينبس ببنت شفة عن الزواج بهذا الثقل الذي يكسر الظهر؟ وكيف يمكن التنكّر لربط الزواج بقضية انهاء الدراسة؟

نعتقد بأنّنا إذا فكّرنا بحرية أكثر واجتنبنا الآثار الخاطئة فإن حل هذه القضية لا يبدو معقّداً ولدينا مشروع واضح بهذا الشأن.

ما المانع من أن يختار الشباب ابان دراستهم - حين يبلغون السن القانونية للزواج - شريكات حياتهم بعد استشارة آبائهم وأُمهاتهم والمخلصين من زملائهم، ففي بادئ الأمر تتم بينهما الخطبة (اجراء عقد الزواج والقيام بالاجراءات الدينية والقانونية دون اقامة مراسم الزفاف) التي لا تتطلب أية تكاليف ونفقات، وليعلم كلّ من الفتى والفتاة بأنّ كلا منهما للآخر وسيعيشان معاً مستقبلا حياة مشتركة، وما أن تتوفّر الإمكانات حتى يستأنفان سائر المراسم بكلّ تواضع وبساطة، أمّا فائدة هذا المشروع، فهو أولا يبعث الهدوء الروحي في نفوس الشباب، ويضيئ حياتهم بنور الأمل ويبعد عنهم شبح المستقبل الغامض الذي يقضّ مضاجع أغلب العزّاب.

وثانياً انه يمدّهم بأسباب الصمود والاستقرار تجاه الانحرافات الأخلاقية، كما ينقذهم من قضية اهدار الوقت الذي يصرفونه في البحث عن شريكة الحياة، وأخيراً يجعلهم يعيشون الحياة الطبيعية الوادعة.

 

لا شك أنّ أغلب الشباب يمكنهم اعتماد هذا المشروع، إذا ما تعاون معهم الآباء والاُمهات في هذا الخصوص، وفكر الشباب بصورة منطقية صحيحة، ونرى أنّ أغلب المشاكل المرتبطة بهذه القضية ستحل في ظل هذا المشروع.

والخلاصة فان اجراء العقد الشرعي وحالة التعلّق والمودّة التي يعيشها الفتى والفتاة في هذه المدّة، من شأنها أن تلبّي الكثير من حاجاتهم الجنسية، وذلك لأنّ فترة الخطوبة إنّما هي فترة تضم بين ثناياها كثيراً من خصائص الحياة الزوجية التي تتيح فرصة أكبر للجنسين للتخفيف من وطأة الحرمان الجنسي، وبهذا الاُسلوب سنهيب بشبابنا بعيداً عن التلوّث بالفاحشة والانحراف الجنسي دون أن تفرض بعض التكاليف على أُسرة الولد أو البنت، أو عملية الانجاب التي من شأنها عرقلة مسيرة الدراسة.

أمّا الحل الثاني فهو القيام بجميع مراحل الزواج حتى الزفاف، شريطة أن يلجأ الطرفان إلى إحدى الطرق الخاصة - والتي يفتى الشرع بجوازها - التي تحول دون الحمل، لأنّ المشكلة العويصة التي تهدد الزواج انما تتمثّل بالحمل والولادة، والتي يرى بعض الشباب أنّ أعبائها انّما تعيقه عن مواصلة الدراسة، والذي تجدر الإشارة إليه هنا هو أنّ هذه المشاريع انّما تؤتي أُكلها إذا تمّ الزواج فيها بصورة بسيطة متواضعة بعيداً عن القيود الإجتماعية الزائفة والتكاليف الباهضة، التي تفتقر إلى العقل والمنطق، نعم هذا هو السبيل القويم الذي يتكفّل بسعادة الشباب إن كانوا يسعون حقاً إلى نيلها، أمّا الجلوس في زاوية من البيت والتريّث والتأنّي حتى تنتهي مدّة الدراسات العُليا ومن ثمّ الحصول على وظيفة مناسبة وبدخل كبير وتجهيز البيت وشراء السيارة وانفاق المبالغ الطائلة في مراسم الزواج، فانّ النتيجة لن تكون سوى الإقدام على الزواج بعد ما يرحل الشباب ويحل المشيب حين يقارب الخامسة والثلاثين أو الأربعين من عمره، بعد أن يعيش الاف الانحرافات الجنسية، وناهيك عن كلّ ما تقدّم فانّ مثل هذا الزواج سيكون فاقداً لكلّ عناصر الحياة الزوجية ومقوماتها، وذلك لأنّه لا ينسجم وغرائز الإنسان الطبيعية المؤهلة للاشباع في أوقات معينة.

يتبع...

2021/03/20

طفلك متمرّد: حاوره وامدحه.. إليك أهم طرق علاجه

نور الأسدي

عندما يبدأ الطفل المشي ويصبح قادرًا على الكلام، تبدو الـ«لا» كلمته المفضلة التي يعبّر من خلالها عن معارضته لوالدته، وعدم رغبته في الانصياع لها، يريد أن يقول «في استطاعتي تدبر أمري».

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وحين يدخل المدرسة تكثر لائحة الاعتراضات والتمرّد على قوانين المنزل، فهو لا يريد أن ينام في الوقت الذي حددته والدته، أو يرتدي الملابس التي اختارتها.. وفي مرحلة المراهقة يتمرّد على بعض قوانين العائلة وتقاليدها، ولا يريد أن يكون على صورة والديه، بل يريد أن يشكل هويته الخاصة.. فيتمرّد.

بداية، يمكن تعريف التمرّد بأنه مجموعة من أنماط السلوك الاجتماعي الموجَّه إلى أشكال السلطة المختلفة ومظاهر النفوذ، للخروج عليها وإعادة بنائها.

وبالرجوع إلى المعجم نجد أن تفسير «ولد متمرد» يشير إلى ولد عنيد، وتفسير «تمرد على أهله» معناه عصاهم وتجاوز طاعتهم. ويمكن القول إن التمرّد عند الطفل يأخذ مظهر المعارضة، فهو يعارض الراشدين تلقائيًا، ويدرك أنه لا يريد الخضوع لوالديه، ويبتزّهما باستعمال كلمة «لا» كي يعبّر عما يشعر به.

ومراحل المعارضة هذه مرهقة بالنسبة إلى الوالدين، ولكنها ضرورية للطفل، فمن خلالها يبني شخصيته. وتظهر مرحلة المعارضة هذه خلال مراحل التعليم الكبرى مثل المشي والنظافة، وكلما تعلّم الطفل تدبر أموره وحده، صعبت السيطرة على رغبته في حرية التصرف، فهو يريد اكتشاف العالم، وممنوعات أهله تعيقه عن التحرك كما يريد.

وفي المقابل، فإن المعارضة بالنسبة إلى الطفل وسيلة للتكيف خلال مرحلة الانقلابات الكبرى، لا سيّما مع مجيء شقيق صغير أو الانتقال من منزل إلى آخر.

إذًا، الطفل يتمرّد أو يعارض لإثبات نفسه والتأثير في الآخرين، ويلجأ إلى التمرّد في حال الغيرة من أطفال آخرين، وفي حال اتباع الأهل أسلوب الضرب لمعاقبته، فإن الطفل يتمرد ويتحداهم أكثر فأكثر... الخ.

والملاحظ أن غالبية الأطفال المتمرّدين بمعنى المعارضين يكونون في قمة الذكاء. لذا ينصح الأهل بمحاولة استثمار ذكاء طفلهم وتوجيهه إلى الطريق الصحيح.

حالات التمرد

في تقرير نشرته مجلة "كون ميس إيخوس" الإسبانية، قالت الكاتبة أنا راو إن ولادة أخ جديد يمكن أن تولد مشاعر الغيرة لدى الطفل، كما أن انفصال الوالدين قد يسبب شعورًا بعدم الأمان والحاجة للحب أو الحماية. وفي كلتا الحالتين، يمكن أن تكون ردود الطفل عدوانية وغير مناسبة لأنه يحتاج للدفاع عن نفسه.

وأحيانا قد يتصرف الطفل بغرابة ويكون سريع الانفعال قبل تغيير المدرسة أو المنزل أو المدينة. وفي غالب الأمر، لا يربط الوالدان هذا السلوك بالحدث نفسه، لأنهما يعتقدان أن الانتقال إلى منزل جديد ومنحه غرفة أكبر سيكون أفضل بالنسبة له، وينسون مشاعره إلى حد ما دون إدراك علاقة الطفل الوطيدة بمدرسته أو منزله القديم أو المدينة السابقة.

كما أن الخلافات بين الوالدين -فيما يتعلق بالتعليم والتنصل من المسؤولية وعدم وضع حدود واضحة- من المحتمل أن تجعل الطفل يشعر بالارتباك أو تؤدي إلى أن تكون ردود أفعاله عنيفة.

- هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء عدم استماع الطفل إلى ما ينهاه والداه عنه، لذلك على الوالدين فهم هذه الأسباب حتى يتمكنا من معرفة طرق التعامل مع طفلهما المتمرد.

فرض النفس

قد يتعمد الطفل إظهار تمرده بهدف اختبار مدى قوته، ورغبة منه في اكتشاف العالم الذي يمنعه أهله من اكتشافه، ولذلك يقوم بانتهاك قواعد والديه. علاوة على ذلك، قد يقوم الطفل بعكس ما أُمر به؛ حتى يكتشف إلى أي مدى من الممكن أن يغفر والداه له أخطاءه ومخالفته أوامرهما.

الاحتجاج

في الحقيقة، وحسب بعض الخبراء، فإن العدد اللامتناهي من القواعد والأوامر المفروضة على الطفل، من شأنها أن تؤدي بالضرورة إلى تمرده.

جذب الانتباه

على العموم، إن انشغال الأم الدائم حتى عند وجودها في المنزل، من شأنه أن يولد لدى الطفل شعوراً بأنه ليس مهماً على الإطلاق بالنسبة لها. ونتيجة لذلك، قد يسعى الطفل في البداية إلى جذب انتباهها بأساليب بسيطة على غرار الحديث أو المزاح أو الضحك.

وفي المقابل، وفي مرحلة متقدمة من إحساسه باللامبالاة من قِبل أمه، يلجأ الطفل إلى التمرد على أوامرها؛ حتى تهتم به أكثر وتكرس له المزيد من الوقت.

وأهم مظاهر التمرد لدى الطفل؛ الصراخ والبكاء في الأماكن العامة، ما قد يسبب حالة من الإحراج للأم أو الأب أمام الآخرين. وفي مثل هذه المواقف قد يشعر الوالدان بالعجز والخوف من تصرفات أطفالهما ومن نظرات الأشخاص من حولهما والحديث الذي يتهامسان به.

ماذا تفعلين عندما يكون رد طفلك غير مناسب؟

1- البقاء على الهامش وعدم التفاعل بغضب تجاه غضب طفلك.

2- تذكيره بأنك تهتمين به وأن هذا السلوك غير مناسب، بقول "أنا أحبك كثيرًا، لكني لا أحب الطريقة التي تجيبني بها". يمكن أيضًا استخدام روح الدعابة "حسنًا، ما الذي تقوله، ما الذي تتحدث عنه؟".

3- شرح ما تتوقعينه منه "يمكن القول إنك غاضبة دون أن تجيبي بهذه الطريقة".

4- منحه بعض الوقت للتفكير "فكري قليلاً قبل الاستمرار بقول هذه الأشياء". إذا شعرت بالانزعاج، فيجب تخصيص بعض الوقت للتفكير بهدوء والسيطرة على الموقف.

5- وضع بعض القواعد الأساسية لحل مشكلة الردود السيئة "لنتحدث الآن عما حدث قبل قليل، ما الذي يمكن فعله كي لا يتكرر هذا مرة أخرى؟".

كيف نعالج مشكلة التمرد:

1- عندما يطلب الطفل شيئا بطرق سيئة، لا ينبغي تحقيق رغباته مهما صرخ حتى يعيد طلبها بشكل مناسب.

وأحيانا، يشعر الطفل بالضياع ويكون بحاجة للتوجيه بطرق بسيطة للغاية، ويمكن أن نعلمه قيمة احترام الآخرين والآراء المخالفة من خلال قصص نخترعها بأنفسنا. وبهذه الطريقة، نضمن اكتساب طفلنا المرونة والتسامح في كل المراحل العمرية.

2- عندما تكون ردود فعلنا سيئة، وعندما يفعل الطفل شيئا يخالف توقعاتنا، فإنه سيقلدنا. لذلك يجب أن نتجنب إرباك الطفل بالرسائل المتناقضة، فالردود السيئة تظل سيئة سواء كانت صادرة عن الوالدين أو الطفل.

3- إذا بدر عن الطفل سلوك سيئ في مكان عام، لا تكترث ولكن عندما تصل المنزل تحدث معه بشكل خاص وواجه المشكلة بهدوء وحاول الاتفاق معه على قواعد السلوك.

4- من الطرق الجيدة للقضاء على الردود العنيفة، خاصة إذا استمرت لفترة، الثناء على الطفل كل مرة يتصرف فيها بطريقة جيدة.

5- استغلال فترات الانسجام معهم، والتنبيه عليهم بأسلوب فيه هدوء ومحبة بألا يفعلوا التمرد أو العناد عند رفض طلبهم، ووضع قواعد للنظام داخل البيت أو عند التنزه.

6- الحوار معهم عن إمكانيات الأسرة، وأن هناك أمورًا أولى بالاهتمام من أمور أخرى.

7- محاولة دمجهم في ألعاب رياضية؛ فيمكن من خلالها تفريغ عنادهم وتمردهم في اللعب من باب التحدي.

8- تخصيص أوقات لمعرفة طلباتهم وتطلعاتهم والاستماع إلى مشاكلهم، ومدح بعض الأمور الإيجابية وتشجيعهم على فعل المزيد من الإيجابيات.

9- لابد من إفهام الأطفال أن أي اختلافات معهم مرجعها إلى أفكارهم وتصرفاتهم وليس إلى ذاتهم أو شخصهم.

10- الاهتمام المستمر بكل أطفالكم دون تفرقة ظاهرة بين أحدهم والآخر، ولكن ليس بصورة فيها تدليل.

*نقلاً عن "بشرى"

2021/03/17

لماذا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٢)

منطلقاته بحسب الفطرة والدين

إنّ خصلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خصلة نابعة من فطرة الانسان، ومتجذرة فيه كما هو الحال في المعروف والمنكر نفسهما كما سبق ذكر ذلك.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

فالمرء يجد شعورا ايجابياً واضحاً تجاه فعل الاخرين للمعروف مما يؤدي الى سعيه في حثهم على ذلك، كما يجد شعورا سلبياً ظاهراً في صدور المنكر منهم مما يؤدي إلى تحذيرهم منه، وذلك أمر نجده من أنفسنا جميعاً، وينطلق هذا الشعور من عدة مبانٍ فطرية أكد عليها الدين:

١ ــ الحفاظ على وقع المعروف والمنكر في النفس وحمايته من الضعف والفتور، وذلك لأن مشهد إهمال المعروف وممارسة المنكر لو تكرر أمام الإنسان أدى إلى وهن الشعور الفطري بأهمية فعل المعروف وترك المنكر وبما أن النفس تأنف التطبيع مع ما يناقض ذلك ويقاوم وقوعه في الخارج فإنها ترغب في وقوع المعروف دون المنكر حفاظاً على سلامة الفطرة وهو حق له، وهذا المعنى في الضمير الإنساني يشبه أسلوب صيانة جسد الإنسان إياه عن الجراثيم التي تريد أن تخل بنظامه السليم، من خلال مقاومتها ومن خلال الإيعازات المتمثلة في التألم والشعور بالأذى.

٢ ــ وجود حق للإنسان في صيانة الجو الاجتماعي العام عن السلوك غير اللائق، فكل محضر اجتماعي فهو محل استحقاق عام، ويجب على الناس صيانة هذا المحضر عن أي سلوك غير ملائم رعايةً للاستحقاق الاجتماعي، ولا سيما إذا حضر هذا المشهد من يمكن أن يتأثر بما يقع فيه تأثراً سلبياً من الناحية التربوية. ولذلك كان المرتكب للخطيئة في مشهد آخرين أكثر إثماً ممن يرتكبها بانفراد، لانتهاك الأول للحق العام.

وهذا أساس منع ارتكاب ما يخالف الذوق العام والآداب العامة في المشهد الاجتماعي، وهو ينطبق بنحوٍ على كل خطيئة، فكل خطيئة ترتكب في محضر آخرين نحو انتهاك لاستحقاق عام.

٣ ــ حق التارك للمعروف والفاعل للمنكر نفسه في صيانته عن ذلك، لأن ذلك أذى يلحق الشخص وفق المنظور الفطري، فالمنكر انما هو بمثابة الشوكة التي تكاد تصيب الآخر والحفرة التي يكاد أن ينزلق إليها، فحق على الإنسان أن يتأذى بذلك ويصون الآخر من ذلك حتى لو أراد هذا الآخر أن يفعل ذلك متعمداً، فحال الآخر في مثل ذلك حاله إذا أراد عمداً أن ينتحر أو يتصرف تصرفاً خطيراً يتأذى منه، ولذلك تنتفض فطرة الإنسان لإسعاف الآخر في هذه الحالة ولو اقتضى بعض الشدة معه مثل جذبه بقوة مثلاً.

٤ ــ حق من يقع التفريط بحقه بترك المعروف وفعل المنكر في صيانته إذا كان في فعل المنكر وترك المعروف مساس باستحقاقات فطرية للآخرين مثل حق الناس في سلامتهم من الأذى والعدوان، إعانةً للضعيف وانتصاراً للمظلوم وإغاثةً للملهوف وجبراً للكسير، فإذا وجد الإنسان ظلماً انتفض بفطرته وسعى في صد الظالم وحماية المظلوم.

وهذه المنطلقات كما هي فطرية فإنها دينية أيضاً، لاهتمام الدين بها، فالدين معني بحفاظ الإنسان على وقع القيم الفاضلة والحقائق الخطيرة في نفسه وبصيانة الاجتماع الانساني عن الخطايا، ومن ثَمَّ جاء في الحديث والفتاوى أنّ أوّل مراتب النهي عن المنكر أن ينكر المرء بقلبه المنكر الذي يطلع عليه أو يتفق أمامه ، كما نهي المؤمنين الحضور في مجالس المعصية، كما قال سبحانه: [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ]، ولذلك أيضاً ورد في الحديث النهي عن التعرب بعد الهجرة والمراد به الانتقال من البيئات الملائمة للقيم والدين إلى بيئات غير ملائمة تقلل بصيرة الإنسان وتهوّن له المنكرات.

وكذلك يعنى الدين بعناية الإنسان بأخيه الإنسان ودعوته إلى الخير وصيانته عن الإثم والخطيئة، ولذلك اعتبر هذه الفريضة مترتبة على الولاء بين المؤمنين، كما قال سبحانه: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ].

ويعنى الدين أيضاً بعون الضعيف والانتصار للمستضعف والمظلوم، كما قال سبحانه: [وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا]

وبعد فإن الإنسان المؤمن والمتقي أولى الناس بالاهتمام بهذه الحقوق والإيفاء بها، وكذلك المجتمع المؤمن والمتقي فإنه يتضامن فيما بينه على البر والصلاح، وقال تعالى في وصف المؤمنين: [التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ].

 

2021/03/16

5 مبادئ لحياة زوجية سعيدة

​الحياة الزوجيّة هي عبارة عن حياة مشتركة بين الرجل والمرأة، هذهِ الحياة التي يتخللها الكثير من القصص والحكايات التي قد تكون سعيدةً في بعض الأحيان وحزينةً في أحيانٍ أخرى، ولكي تجعل حياتك الزوجيّة سعيدةً في أغلب الأحيان ماعليك إلّا أن تتقيّد بهذهِ المبادئ التي سنقدمها لك من خلال السطور القادمة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

أولاً: الصدق

يلعب الصدق دوراً أساسيّاً في نجاح واستمرار الحياة الزوجيّة بعيداً عن المشاكل والخلافات التي يؤدي تراكمها مع الأيام إلى الطلاق الحتمي، لذلك عليك أن تبتعد عن كل أشكال الكذب في الحياة الزوجية، وأن تعتمد على قول الصدق والحقيقة فقط لاغير وذلك بمختلف المواقف والأحداث اليومية التي تعيشها.

ثانيّاً: الاحترام

إنّ احترام الزوجين لبعضهما البعض يزيد من حجم الحب والمودة فيما بينهما ويُقلل من حجم وكميّة المشاكل والخلافات التي تُعكر صفاء الحياة الزوجية، لذلك على كل من الزوج والزوجة أن يبتعدوا عن استخدام الكلمات الجارحة لبعضهما، وأن يعتمدوا على استخدام الكلمات المليئة بالحب والاحترام إن كان أمام الناس أو فيما بينهما.

ثالثاً: الواجبات والحقوق

هناك مجموعة من الواجبات والحقوق الزوجيّة التي يجب على كل من الرجل والمرأة أن يلتزم ويتقيدُ بها كي يُحافظوا على توازن العلاقة الزوجيّة لحمايتها من الإصابة بالخلل الذي قد يُهدد نجاحها واستمرارها، فمثلاً من حقوق الزوج على زوجتهِ هو أن يُحبها ويُساندها ويُقدم لها كل الدعم المادي والمعنوي، وفي الوقت نفسهِ على الزوجة ان تطيع زوجها وأن تقدم لهُ كل الحب والاحترام، وأن تبتعد عن كل ماقد يزعجهُ أو يُسيئ لهُ، بالإضافة للكثير من الواجبات الأخرى.

رابعاً: القناعة

تلعب القناعة دوراً مهماً وأساسيّاً في استمرار الحياة الزوجيّة، لذلك يجب على الزوج أن يقتنع بزوجتهِ وبكل ماتقدمهُ لهُ، كما ويجب على الزوجة أن تقتنتع بزوجها وتفرح بكل مايُقدمهُ لها، وذلك لكي تنجح الحياة الزوجيّة وتستمر إلى الأبد.

خامساً: الغفران

من الطّبيعي أن يقع أحد الزوجين في الأخطاء خلال الحياة الزوجيّة، لذلك على كل من الزوج أو الزوجة أن يتعلموا ويتقنوا فن المسامحة والغفران، ونسيان كل الأخطاء والمشاكل التي قد يرتكبونها في حق بعضهما، وذلك لكي تنجح الحياة الزوجيّة وتستمر فا‏لبيت الممتلئ بالحب بين الزوجين سيخرج منه جيلاً محباً لمجتمعه نقياً وخالياً من الأمراض النفسية والسلوكية، محافظاً على دينه وقيمه.


*نقلا عن "بشرى"

2021/03/14

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ’’قانون فطري’’ كيف نفعله؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١)

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد دعامتي حياة الإنسان، وذلك أن حياة الإنسان ككائن مميز تبتني على دعامتين:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الأولى: قوانين الحياة التي تنظم سلوك الإنسان وتحدد ميوله وغرائزه وانفعالاته تحرياً لصلاحه الفردي والجمعي في العاجل والآجل، وقد أودعت أصول تلك القوانين في النفس الإنسانية وعرفت على الإجمال بالمعروف والمنكر، فالنفس الإنسانية قد فطرت على الشعور بالانسجام مع سلوكيات معينة والاستئناس بها والركون إليها، وذلك كالعدل والصدق والعفاف والوفاء والإحسان والرحمة وأخواتها، وعلى الشعور بالحزازة من سلوكيات أخرى مضادة لها والضيق منها والرغبة في مباعدتها كالظلم والعدوان والكذب والخيانة والفواحش وأخواتها. ومن هنا سميت السلوكيات الحسنة بالمعروف لأنها مما تعرفه النفس وتجد صلة بها ووشيجة معها حتى كأنها عقدت عليها، والسلوكيات الأخرى بالمنكر لأن النفس تتنكر لها حتى كأنها غريبة عنها مستوحشة منها.

والثانية: تنفيذ هذه القوانين من خلال الأدوات التربوية والعملية، وذلك ما يفي به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه الخصلة هي دعامة الحياة الإنسانية، لأنها أداة تنفيذ المعروف والحيلولة دون المنكر، وإذا كان المعروف والمنكر يمثلان القانون الفطري للحياة والذي تسعى جميع القوانين إلى تضمينها وتحريها عند تشابه الموقف منها، فلا بد لهما من أداة لتنفيذهما وإلا لم يكونا قانوناً، وليست تلك الأداة إلا الحث على المعروف والترغيب عن المنكر بمراتبه المختلفة.

وهذه الخصلة هي خصلة فطرية في الإنسان، فالشعور الفطري للإنسان كما يحفز ه فيما يتعلق بسلوكه الشخصي على الإتيان بالمعروف وتجنب المنكر فإنه يحفزه على حثّ الآخرين على المعروف والترغيب عن المنكر.

ولأجل تنفيذ هذه الخصلة بُعث الأنبياء وجُعل الأوصياء، كما قال سبحانه: [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ].

كما أن إليها تنتمي وظيفة الدولة في إحقاق الحقوق وتطبيق القوانين العادلة، قال تعالى: [الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ].

ووظيفة المجتمع والقيادات الاجتماعية في نصرة المظلوم ودفع الظالم، قال تعالى: [وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ].

ووظيفة الوالدين في داخل الأسرة في صيانتها وحسن تربية الأولاد فيها، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ].

ووظيفة المعلمين في توجيه تلامذتهم والمتعلمين منهم تجاه السلوكيات الصحيحة والسليمة: [لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ].

فهذه الخصلة هي أساس إقامة العدل والإيفاء بالحق وهي مرتكز الحياة الإنسانية وقاعدتها.

وإن هذه الخصلة لهي خصلة رائعة حقاً من خصال الإنسان بما تمثله من اهتمام الإنسان بالسلوك الملائم من أخيه الإنسان وحرصه عليه، وتكاتف الناس فيما بينهم على البر والتقوى وتعاونهم على رفض الإثم والعدوان، ومحبة الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه وكراهته له ما يكره لنفسه، وصيانته الجو العام عن التلوث بالأفعال الذميمة والسلوكيات غير الملائمة، ويتكاتف الناس من خلاله على المحافظة على قواعد الحياة وقوانينها ونواميسها وسنن الخير والصلاح والسعادة فيها.

وإن الإنسان المؤمن المتقي كما هو حريص على إتيان المعروف وتجنب المنكر في سلوكه الشخصي فإنه لحريص على أداء هذه الفريضة على وجهها حسبما يفرضه موقعه في الحياة سواء كان حاكماً ومسؤولاً أو أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو زوجاً أو زوجة أو رحماً أو جاراً أو صديقاً أو جليساً أو ناظراً، كما قال الله سبحانه: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ].

2021/03/13

المرأة: مصنع الإنسان وعماد الأسرة وداعية صامتة

المرأة المسلمة حقوقها ومسؤوليتها وحجابها

إنّ العقل الراشد والضمير النابض والفطرة السليمة تشهد أنّ الرجل والمرأة في هذه الحياة شقيقان وصنوان، فهما في الإنسانية سواء، فكل منهما جهز بالعقل المفكر والضمير الأخلاقي والنزوع إلى الحكمة والاختيار الحر، ولكل منهما من الحقوق الحرمات والمسؤوليات العامة الملائمة لذلك مثل ما على الآخر ولكن العقل يدرك أيضاً بالبداهة أنّهما رغم هذا الاشتراك مجهزان على وجه متفاوت بجملة من الخصائص الجسمية والاستعدادات النفسية المختلفة ليكمل بعضهما بعضاً في أداء الدور المختلف الملائم لكل منهما في هذه الحياة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ولذلك كان لكل منهما بجنب تلك الحقوق والمسؤوليات العامة استحقاقات ومسؤوليات خاصة يختلف بها أحدهما عن الآخر.

فمنها حقوق تختص بها المرأة، وتكون مسؤولية الرجل أداءها والإيفاء بها، كحقها في دفاع الرجل عنها وبذل النفس والنفيس في سبيل كرامتها وأمنها، وحقها في تكريمها بالمهر عند الزواج منها، وحقها في الإنفاق عليها من قبل زوجها وتعبه على راحتها وسعادتها، وحقها المؤكد في النصح لها فيما أنيط من أمرها بذويها كأبيها مثل زواجها، وحقها الخاص فيما تستوجبه خصوصياتها في المعاشرة بالمعروف معها.

كما أنّ هناك حقوقاً للرجل بجانب مسؤوليته تجاه المرأة ينبغي على المرأة أن تفي بها بالمعروف وحسن الأداء مما يرجع إلى شؤون الأسرة وسائر شؤون الحياة.

ومسؤولية المرأة في هذه الحياة كبيرة من جهة أهمية أدوارها، فالمرأة بجنب الأدوار العامة المتماثلة مع الرجل في التعليم والتربية العامة والقيام بالوظائف الإنسانية كالطبابة والتمريض ولا سيما بالنسبة إلى النساء تتميز بأنّها مصنع الإنسان وحاضنته الأولى ومربية الأجيال وعماد الأسرة ومرتكز الرجال، وقد ميزت بما يعينها على ذلك بالعواطف الجياشة والذوق الجميل والجاذبية المميزة والحياء الواقي والرقة المناسبة، والقدرة الفائقة على التأثير في بنات صنفها.

ولا ينبغي أن ينظر الرجل ولا المرأة نفسها إلى تلك الأدوار والمسؤوليات الخاصة التي تقوم بها المرأة بعين الاحتقار بالمقارنة مع أدوار اقتصادية أو اجتماعية أخرى فيؤدي ذلك إلى تغيير أولوياتها وسعيها إلى التخلي عن الاهتمامات المنوطة بها وتختل القواعد التي بنيت الحياة عليها، كلّا، فدور المرأة في أداء تلك الأدوار عند التزاحم لهو أهم وأعمق وأحمد لها ولذريتها التي هي امتداد لها بل هي جزء منها، وأنّ المرأة المربية في البيت لها عاملة من عمال الله سبحانه ومجاهدة في سبيل الله سبحانه، مشاركة للرجل في كل ما كانت ظهراً له فيه من عمل صالح من جهاد وإنفاق وصلة وإحسان.

وحجاب المرأة هو الآخر وظيفية فطرية وشرعية أساسية في استقامة الحياة وركن مهم من أركانها، فتكشّف المرأة عن مفاتنها وظهورها بمظهر الإغراء مظنةٌ - بحسب نواميس الحياة وسننها - لافتتانها والافتتان بها بما لم تقدره في بادي نظرها، مما يؤدي إلى كثرة الفواحش وسقوط الأخلاق واختلال الأسرة وضياع الأنساب وإسقاط الأجنة وتشرد الأطفال. والمرأة المحتشمة الوقورة في تصرفاتها الحافظة لمكانتها المتمسكة بكبريائها المترفعة عن أن يُظن بها إغراء الآخرين بها لهي أشبه بملك يمشي على الأرض من بين الناس.

وهي أسوة صالحة وداعية صامتة، لم يتأثر أحد بها إلا كُتب مثل ثوابه لها.

وأنّ المرأة المؤمنة لتجد في نور فطرتها وحوادث الحياة من حولها وبصائر ربها دليلاً على السبيل المستقيم والطريق الآمن والعاقبة المحمودة، وقد قال الله سبحانه: [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (النحل: ٩٧).

2021/03/06

متى نتخلص من ’السعلوة’ ؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

(السعلوة) تلك الأسطورة الوهمية التي ترادف مفهوم (الغول) التي أخذتْ حيزا من خيال الأطفال الصغير الذي كان يحاول رسم صورتها قبل نومه بعد أن هددتهم والدتهم بها كي يناموا، بعد برهة من الهدوء يكون تعليق الطفل (أمي أنا خائف) فترد عليه اقرأ سورة من القرآن لتنام، ولو كانت الطريقة الثانية لنام منذ البداية بسلام!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

هذا السيناريو المتكرر كل ليلة كنا نظن أن طفولتنا تجاوزته وحلقتْ بعيدا عنه، لكننا يوما بعد آخر نتعثر به ونجد من يضع (السعلوة) أمامنا ليحقق ما يريده ظنا منه بأننا سنتقن ذلك، فمرة أخبرنا أحد المسؤولين بأن هناك من سيأتي لمتابعة طريقة عملنا ويجب ألا نخطئ في هذه المسألة وتلك لأنه سيدقق في التفاصيل وأداها بطريقة توشي بأنه متابع جيد لأفلام الرعب، حينها ضحكتْ في أعماقي ثم رأيتْ نتائجها تتجلى أمامي بزميلاتي اللاتي أخطئن بنفس النقاط التي ذكرها المسؤول، ولو استخدم معهن ثقافة الثقة والطمأنينة لم يستحوذ عليهن الخوف.

ومثل هذه المخاوف التي يشعلها الآخرون تجعل الفرد يركز بها ويترك انشغاله بالأهم والذي هو واجبه، ويبدأ بسحب مخاوفه عن طريق قانون الجذب المتمثل بقول الامام علي عليه السلام: (كل متوقع آتٍ)، فاستخدام مثيرات الخوف يتطلب معرفة في النظام النفسي للإنسان فطبيعة الفرد إذا وضعتْ في كمية من السلبيات والمخاوف تتوقف عن التفكير السليم، وخالق الإنسان الذي هو أعلم عندما أنزل القرآن ببحور نفسه وأعماقها، لذلك قوبلت الآيات القرانية المتحدثة عن النار بآيات تتحدث عن الجنة، وفي هذه يتحقق شيء من التوازن الداخلي للإنسان فلا يتملكه الخوف ويقع طريح التوتر ولا يعيش بثقافة عدم الاهتمام المطلق ويعثو بكل شيء كسلا، ومثل هذا التوازن حدده الامام علي عليه السلام في كثير من أحاديثه ومنها ما يذكره في العبادة: قال الإمام علي بن أبي طالب(ع): خَفْ رَبَّكَ وَ ارْجُ رَحْمَتَهُ يُؤْمِنْكَ مِمّا تَخافُ وَ يُنِلْكَ ما رَجَوْتَ.

وفي الوصية التي تستحق أن يُطلق عليها عظيمة وصية الأمير علي لمالك الأشتر: (ثم تفقد أعمالهم، وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم، فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية) فلم يخبره بأن يخبرهم بأني سأراقبكم وسأضع عليكم العيون وغيرها من الأمور، بل أطلق لهم العنان ووضع من يراقبهم من بعيد، فلا حاجة لدراما (السعلوة)، بل الحاجة كل الحاجة لكلمة ثقة واطمئنان ومراقبة من بعيد أظنها تفي بالغرض، ووقتها يستطيع الجميع أن يفتحوا باب الابداع في العمل بعد أن تُغلق باب السعلوة.

* نقلاً عن بشرى

 

2021/02/24

المخدرات: ’شمّة’ تخسر بها الدنيا والآخرة.. ٥ طرق للوقاية منها

المخدرات هي الوصفة السحرية للهروب من الواقع، رشفة، أو قرص، أو سيجارة، ثم ينتقل الإنسان إلى عالم آخر يظن أنه عالم السعادة أو هكذا يصور له، وهو في الحقيقة بداية رحلة الشقاء والتعاسة والتيه والسراب!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ولما للمخدرات من آثار تدميرية على شخصية الإنسان والمجتمع والقيم والمثل فقد أجمع الفقهاء على اختلاف مذاهبهم على تحريم المخدرات، كما أن القانون المحلي والدولي يجرم الاتجار بها أو التسويق لها.

وقد أكد العلم الحديث على أضرار المخدرات وآثارها المدمرة على حياة الإنسان والمجتمع؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى ضعف وقصور في أداء النشاط الحسي والوظائف العقلية، وضعف القدرة على التحكم في التصرفات، كما يؤدي أيضاً إلى تقلب المزاج العام للشخص، وتعرضه للتقلبات والهزات النفسية والعقلية.

كما أثبتت نتائج البحوث أن التعاطي يؤدي تدريجياً إلى تدمير الجهاز العصبي، وغياب الاتزان والاستقامة في السلوك الاجتماعي.

ومن المحزن أن يقع بعض الشباب والفتيات في شباك المخدرات نتيجة لغفلة من رشدهم أو بتأثير من أصدقاء السوء، وأن يتحولوا فجأة إلى مدمنين، والمقلق أن العدد في تزايد مستمر بفعل الإمكانات والقدرات والوسائل والأساليب التي تستخدمها مافيا المخدرات في عمليات الترويج والتسويق والدعاية لهذا السم القاتل.

نقاط للوقاية من المخدرات

من أجل وقاية الشباب من الوقوع في حبائل المخدرات ينبغي الانتباه والتركيز على النقاط الآتية:

1-  تذكير الشباب دائماً أن المخدرات حرام شرعاً وعقلاً، وممنوع قانوناً، وأن المخدرات قد تصل بالإنسان إلى الموت، وحينئذٍ يخسر الدنيا والآخرة.

2-  تحذير الشباب من التفكير في تجربة المخدرات، فمن يتعاطى المخدرات يصل إلى درجة الإدمان بعد أول شمة، أو بعد ثلاث شمات في المتوسط. والشباب حيث يحبون تجربة الممنوع والمجهول يبدأون بالإدمان على المخدرات من خلال حب التجربة والمعرفة بالمخدرات، وليكن في علم الشباب أنه لا يجوز ارتكاب المحرمات ولو من باب التجربة!

3-  الابتعاد عن رفقاء السوء، وعلى الأب مسؤولية كبيرة في هذا المجال، إذ لابد من مراقبة واعية وذكية للأولاد، وتحذيرهم من مصادقة الأشرار؛ لأن مصادقتهم هو الطريق نحو الوقوع في شبكات المخدرات العالمية.

4-  زيادة التوعية بمخاطر المخدرات على صحة الإنسان، وتوضيح الآثار التدميرية لتعاطي المخدرات على الصحة والقيم والأخلاق والأسرة والمجتمع والاقتصاد.

5-  تقوية البرامج التليفزيونية والإذاعية والانترنتية التي تتناول مضار المخدرات، وإنتاج الأفلام والبرامج التي توضح الآثار الخطيرة لتعاطي المخدرات.

طريق التوبة مفتوح

من رحمة الله تعالى بالإنسان أن فتح له باب التوبة والرجوع عن المعاصي والذنوب والموبقات، ومنها موبقة المخدرات؛ فمن ابتلي بالإدمان عليها فإن طريق التوبة مفتوح للتائبين، فمن تاب تاب اللَّه عليه، ووسائل العلاج متوافرة للمدمنين كي يقلعوا عن إدمانهم، وإرادة الإنسان قادرة على جعله يقلع نهائياً عن تعاطي المخدرات بجميع أشكالها، فما ضعف بدن عما قويت عليه النية.

المخدرات أيام الامتحانات

إن مروجي المخدرات يستغلون أيام الامتحانات لإيقاع الطلاب والطالبات في وباء المخدرات بحجة أنه يعطيهم القوة والقدرة والنشاط للامتحانات!

وهذه من الأساليب الشيطانية والخادعة للإيقاع بالشباب في وحل المخدرات، ولذلك عليهم الحذر والانتباه من هذه الحيل والأكاذيب، وعلى الوالدين والمربين مسؤولية إرشاد الطلاب والطالبات من خطر المخدرات، وتنبيههم من الأساليب المخادعة المتبعة عند مسوقيها.

مسؤولية الآباء كبيرة

إن خطر انتشار المخدرات يهدد سلامة المجتمع، ويضر بجيل المستقبل من الشباب والفتيات، لأنه يقضي على أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم، ويخلق العديد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، ويخسر المجتمع الاستفادة من طاقاتهم ومواهبهم وإبداعاتهم، ويكونون عبئاً عليه بدلاً أن يكونوا عماد تقدمه ونهوضه.

وعلى الآباء والأمهات الاهتمام بمراقبة أولادهم بصورة واعية وغير مباشرة، وملاحظة سلوكياتهم خصوصاً إذا ما ظهر عليهم علامات التغير غير الطبيعية، ومن المهم جداً حثهم على اختيار أصدقاء جيدين، وتجنب أصدقاء السوء، وتوليد البيئة الصالحة للتربية على القيم والأخلاق.

2021/02/21

هل لوسائل الإعلام علاقة بـ ’’كوابيس‘‘ أطفالنا؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

يستطيع الطفل اليوم الوصول إلى وسائل الإعلام عبر الأجهزة التقليدية مثل التلفاز والأجهزة المحمولة مثل التابلت والحاسوب المحمول.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ومع زيادة المنافذ يصبح الأطفال أكثر عرضة لمشاهدة المحتوى العنيف مثل الحياة الحقيقية أو أفلام الرسوم المتحرّكة حيث تستخدم القوّة ويتم إحداث الأذى لفرد أو شخصية ما.

وتظهر الدراسات أن 37% من المحتوى الإعلامي الموجّه للأطفال يحتوى على مشاهد للعنف الجسدي أو اللفظي.

كما أن 90% من الأفلام و68% من ألعاب الفيديو و60% من العروض التلفزيونية و15% من الفيديوهات الموسيقية تحتوي على شكلٍ من أشكال العنف. وما يزال يرتفع في بعض الأحيان، حيث تبيّن أن كمية العنف في الأفلام الرائِجة قد ارتفعت بإطراد خلال الخمسين سنة الماضية. تظهر الأدلّة أن ذلك الأمر قد يصبح مؤذياً للأطفال الصغار.

يبدأ الأطفال ما بين سن الثالثة والرابعة بتطوير منظورات وتوقّعات للعالم المُحيط بهم. وتتأثّر وجهات النظر تلك بتجاربهم اليومية. وإذا تعرّض الأطفال غالباً لمشاهد العنف فقد يطوّرون نظرة تُريهم العالم أكثر خطراً مما هو في واقع الحال.

وتتزايد آثار الإعلام المرئي على الأطفال وسلوكهم، وقد بينت دراسات وجود علاقة بين العنف والسلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين وبين محتوى وسائل الإعلام المرئي. كذلك تشير تقارير طبية إلى أن تأثير العنف المعروض على الشاشة يتنوع ما بين السلوك العدواني والكوابيس، والقلق، والاكتئاب، والحساسية للعنف.

لاشك أن التعرض المتكرر لمحتوى إعلامي عنيف يشجع على السلوك العدواني، ويخلق قناعة لدى الطفل أن العدوان هو الحل المناسب للمشاكل. بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصلت أبحاث امتدت لـ 30 عاماً إلى أن تأثير العنف في الإعلام المرئي على الأطفال والمراهقين يرتبط بالسلوك العدواني والكوابيس والقلق وزيادة الحساسية للعنف.

عندما يرى الطفل الموضوعات المخيفة معروضة كواقع على وسائل الإعلام يعتبر العالم مكاناً شريراً ومروعاً، وقد يؤدي ذلك إلى الانسحاب من العلاقات مع الأصدقاء، كما قد يجعل الطفل ضحية سهلة للعنف نفسه.

وتحذّر الرابطة الأميركية لعلماء النفس من أن الكثير من الإعلانات التجارية تفتقر إلى التصنيفات التي تحدد مدى ملاءمتها للمشاهدة من قبل الأطفال والمراهقين. وقد وجدت أبحاث أميركية أن 20 بالمائة فقط من الآباء ينجحون في السيطرة ومراقبة شاشة التلفزيون، وأن الكثير من الآباء لا يدركون المخاطر الموجودة في محتوى البرامج خاصة الإعلانات التجارية لحساسية العنف.

بعض الأطفال أكثر حساسية لذلك يكونون عرضة للآثار السلبية للعنف في وسائل الإعلام المرئي. وتحذر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من أن أبطال المحتوى الدرامي العنيف يمكن أن يكونوا قدوة للأطفال عند بلوغهم سن المراهقة، وقد يكون ذلك طريق وقوع الطفل ضحية لاستخدام العنف لحل بعض النزاعات، خاصة عندما يحاول بعض المراهقين تقليد تصرفات أبطال بعض الأفلام لحل مشاكلهم.

مفهوم العنف

ولو أردنا أن نتطرق إلى مفهوم العنف فهو يشمل جميع أشكال السلوكيات الإنسانية التي تتخذ طابعاً عنيفاً عدوانياً في التعامل مع الآخر، فالتعامل الطبيعي بين البشر إذا خرج عن إطاره الصحيح، واستخدم فيه الضرب أو الشتم أو الصراخ كان ذلك الفعل فعلاً عنيفاً يعبر عن حالة سلبية قد تكون مؤشراً على مرض نفسي، أو قهر اجتماعي، أو تغير في ثقافة المجتمع ونظرته إلى مفهوم العنف، وربما انعكاس المعايير في تعريف مفهوم العنف لدى بعض المجتمعات.

المجموعات التالية من الأطفال قد يكون أكثر عرضة للعنف على التلفزيون:

الأطفال من الأقليات والمهاجرين.

الأطفال المضطربين عاطفيا.

الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.

الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة من قبل والديهم. والأطفال في الأسر التي في محنة .

أشكال العنف في وسائل الإعلام

 - مشاهد القتل والدماء، فمن أكثر مشاهد العنف شيوعاً في المسلسلات والأفلام وأفلام الكارتون وحتى القنوات الإخبارية مشاهد القتل واستباحة الدماء التي أصبحت أمراً مألوفاً لدى جميع الناس الذين يمتلكون جهاز تلفاز، وإنّ خطورة عرض مشاهد القتل على وسائل الإعلام أنّها تجعل المجتمع والأجيال الناشئة تستسيغ مثل هذه الأفعال والسلوكيات، فتتغير النظرة إليها من كونها أمراً شاذاً عن المجتمع، لا يمكن قبوله، إلى أمر طبيعي يمكن حدوثه ولا يستغرب منه، وبالتالي تضعف ردة فعل المجتمع في رفض مثل هذه المشاهد العنيفة.

- مشاهد العنف اللفظي والتعبيري، وتشمل السب أو التحقير وتنتشر كثيراً في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كما تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي.

 لذا أعتقد أن هناك جملة من الأساليب يجب على الأسرة والمدرسة القيام بها للحد من ظاهرة العنف لدى الأطفال أهمها:

  1. التعاون مع البيت للوقوف على أسباب السلوك وإذا عُرف أنّ السبب يتعلق بالأسرة/ البيئة التي يعيش فيها، فعلى المدرسة تقديم العون.
  2. استخدام المكافآت والتعزيز.
  3.  التفريغ العضلي: تشجيع الطفل على تفريغ غضبه وسلوكه العنيف مع الآخرين عن طريق قيامه بنشاطات جسديّة مثل الركض، السباحة، لعب كرة القدم، أو السلة أو ضرب كيس الملاكمة لتخفيف توتره.
  4. حرمان الطفل المعتدي من المكسب الذي حصل عليه نتيجة عنفه مع الآخرين حتى لا يرتبط في ذهنه العنف بنتائج إيجابيّة.
  5. تغيير ظروف البيئة التي أدّت إلى العدوان وإعطائه نموذج سليم للتعامل مع غيره.
  6.  أن لا يستخدم الوالدين أو المعلم سلوك العدوان مع سلوك الطفل العدواني.
  7. على المعلم أن يعمل على إيقاف السلوك العدواني وأن لا يتغاضى عن سلوك الطفل وعنفه.
  8. تعليم الفرد كيف يتحمل الإحباط على الأقل للدرجة التي تجعله لا يضار من الإحباطات التي تحدث في حياته اليوميّة.
  9.  الحديث مع الذات، وبذلك يتدرب الفرد على الحديث مع ذاته للتخلص من توتره وشعوره بالغضب.
  10.  إمساك الطفل: فقد يفقد الطفل سيطرته على نفسه تماماً، بحيث يحتاج إلى أن يُمنع من الحركة أو يبعد عن المكان حفاظاً على سلامته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين.
  11.  تنمية التبصّر: بعد تجاوز نوبة الغضب تماماً، يتم نقاش الحادثة كي يتم تنمية الفهم لديه حول المشكلة بحيث يتضمن النقاش وصفاً لشعورك وشعور الفرد أثناء المشكلة والأسباب التي أدّت إلى الغضب، والطرق البديلة لحلّ مثل هذه المشكلة في المستقبل.
  12. العقاب البسيط، حتى يفهم الفرد أنّ نوبات الغضب والعنف لن تكون في صالحه يفرض عليه العزل لمدة (2- 5) دقيقة في غرفة خاصّة وكلما قرر العمل عُزل بحيث أنه يجب أن يكون هناك حزم وواقعية ضمن قاعدة (لا تظهر أي تعاطف أو غضب. وكذلك يستطيع الآباء القيام بعدة خطوات من خلال إظهار القدوة الإيجابية غير العنيفة والسلوكيات، مثل استخدام الاتصال المحترم لحل المشاكل بدلاً من العنف، والحوار مع الأطفال حول الصوَر العنيفة التي يتعرّضون لها، يتمكّن الآباء من تحجيم الآثار السلبية لوسائل الإعلام العنيفة على نمو الطفل وتطوّره.

ويجب على الآباء إزالة الشاشات من غرف النوم ومراقبة استخدام الأطفال لوسائل الإعلام وإطفاء الإنترنت خلال الليل.

وفي الختام على الوالدين انتقاء القنوات الفضائية لأبنائهم أو البرامج الثقافية أو العلمية البعيدة عن العنف والتي تسهم في بناء شخصية سوية للطفل في جميع الجوانب العقلية والجسمية والنفسية والانفعالية، فالتعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر.

*نقلا عن بشرى

2021/02/20

تحذير من السيد رشيد الحسيني: اجتنبوا هذه ’’المصيدة’’!

ينقل سماحة السيد رشيد الحسيني تجربة لأحد الشباب الذي شهد تحولاً كبيراً وخطيراً في حياته بسبب "الفضول" الذي أسقطه في "فخ" الاستذواق للحرام!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

كما اعتبر سماحته أن الاهتمام المبالغ به لبعض مواقع التواصل الاجتماعي قد يجرّ بعض الشباب إلى استصغار الذنوب.

المزيد في الفيديو أدناه:

 

2021/02/14

أمراض ’’فيسبوك’’ .. الصراخ في الغرف الموصدة!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

كتب الدكتور علي المؤمن: أمراض فيسبوك

​أصبح الفيسبوك وعموم وسائل التواصل الاجتماعي متنفساً للجميع، بصرف النظر عن أهداف كل شخص، وزاوية نظره لهذه الوسائل، وهو متنفس حقيقي يشبه الصراخ في الغرف الموصدة، الذي ينصح به بعض أطباء النفس، لكي يحس الإنسان المتورم نفسيا بالراحة.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

قبل عقود من الزمن كانت النشرة الجدارية هي متنفسنا الوحيد، ثم انتقلنا الى متنفس المنشورات السرية، ثم الكتابة على الجدران. وفي المهجر كانت الجريدة والمجلة هما القناة التي توصل صوتنا الى الآخرين. لكن مواقع التواصل، سيما الفيسبوك، تختلف عن الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية، في قدرتها على تعميم الرأي ونشره، مهما كان تافهاً أو عميقاً بنظرنا؛ لأن كل من يستطيع النقر على الكيبورد بات بامكانه إيصال صوته.

أتذكر في مطلع الثمانينات؛ حين كنا نمتهن الكتابة والصحافة في مجلات وصحف وإذاعات المعارضة؛ كان عددنا لايتجاوز الأربعين كاتباً، مقابل مئات الآلاف من قرائنا ومستمعينا. وقد كنا الوحيدين القادرين على التعبير والتنفس عبر الجريدة أو المجلة أو الإذاعة، ثم التلفزيون في مرحلة لاحقة. وكان الآخرون، الذين يريدون أن يوصلوا أصواتهم الى الناس، يطلبون منا أن نكتب عن هذا الموضوع ونتحدث عن ذلك الحدث. أي أن الصحافة والإعلام والكتابة كانت ميزة، وكانت احترافا ومهنة، بل كان في الكتابة قدر كبير من الخوف والرهبة والاحترام.

أما الآن فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب، إذ بات الجميع يعبّر للجميع، وهو حق مشروع في الأساس، لكن المشكلة هو اختلاط الحابل بالنابل، وتساوي العالِم والجاهل، بل باتت الكتابات الأكثر مشاكسة والأقل عمقاً والأضعف لغة، هي الأكثر تأثيراً وانتشاراً وتفاعلاً من الكتابات المهمة العميقة.

مثلا: كاتب معروف ينشر مقالاً مهماً رصيناً على الفيسبوك، بلغة احترافية ومنهج علمي، وحول قضية حيوية، وتأخذ كتابته عدة ساعات أو أيام من وقته، لكنه يستقطب بضع عشرات من الإعجابات وتعليقات قليلة، قياساً بشخص آخر مبتدئ، ينشر جملة واحدة بسيطة جداً، لاتأخذ من وقته دقيقة واحدة، لكنها تجلب مئات اللايكات والتعليقات، وتصل المبالغة أقصى حدودها حين تكون كاتبة الجملة بنت.

ما أريد قوله: أن الفيسبوك حطّم أغلب المعايير التقليدية في النشر، وأبرزها:

1- مستوى الكتابة ومستلزماتها البديهية، كاللغة وقواعدها، والاملاء والبلاغة، والفكرة وهيكل الموضوع، وحجم المنشور.

2- مساحة النشر العام؛ فبات المنشور ( البوست)، بصرف النظر عن مستواه، يصل الى آلاف، بل ملايين الناس، في كل زاوية في العالم، بينما كانت الكتابة محتكرة مهنياً ومحدودة جغرافياً.

3- مقياس التفاعل؛ فقد بات التفاعل مباشراً وفور النشر، عبر تسجيلات الاعجاب والتعليقات والرد والرد المباشر، وبصورة لا قيد ولا حد لها.

4- قدرة التأثير الاجتماعي؛ إذ باتت منشورات الفيسبوك، بصرف النظر عن كتّابها ومستوياتهم، قادرة على التحريك الاجتماعي بصورة هائلة، بما يوازي الخطب الحماسية التي كان يلقيها القادة وسادة المنبر.

5- ضياع المعايير الاخلاقية؛ فقد كان حجم قدرة الكاتب على التضليل والكذب والاختلاق والافتراء أقل بكثير جداً في عصر الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية؛ مما يحصل الآن في عصر الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي. فالكذبة اليوم، وإن كان صانعها ومطلقها إنسان بسيط؛ فإنها تنتشر خلال بضع ساعات، كالنار في الهشيم، وبجميع اللغات، والى كل زوايا الكرة الأرضية. وخلال نشرها وتعميمها، يندر أن يتوقف الناقلون عند التدقيق فيها وتمحيصها؛ إذ لا وقت لديهم ولا صبر، لأن ملايين البوستات تنشر يومياً، وأغلب الناس يستمتعون في نقلها وتعميمها، بل يتسابقون. وكلما كبرت الكذبة والإساءة؛ كبر معها حظها في سرعة الإنتشار وحجمه .

ولاشك عندي؛ أن أطباء النفس وعلماء النفس الاجتماعي سيعلنون قريباً عن أمراض شخصية واجتماعية اسمها أمراض الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي.

2021/02/11

تدبير المعيشة: كيف تنمّي أموالك؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

أكدت النصوص الشريفة على أهمية التدبير في كافة الشؤون الحياتية، سواء ما يرتبط منها بشؤون العلاقات الاجتماعية، أم ما يرتبط بالاستفادة من الوقت، أم شؤون المعيشة، وهكذا.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع)، أنه قال: التدبير قبل العمل يؤمنك الندم. وهو صريح في أن الإنسان يلزمه التخطيط قبل أن يقدم على أي عمل من الأعمال يود عمله، ولا ينبغي أن يقدم على العمل من دون ذلك، لما يترتب على ذلك من عواقب وآثار وخيمة.

وجاء عنه (ع) أيضاً أنه قال: حسن التدبير ينمي قليل المال، وسوء التدبير يفني كثيره. لأن حسن الإدارة والترتيب والتخطيط الحسن يساعد على استغلال كل شيء واستثماره، بينما العشوائية توجب الضياع وفناء الموجود، وهكذا.

وقد يستفاد هذا أيضاً من قوله تعالى:  (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد).

موارد التدبير

قد عرفت شمول التدبير لكافة الشؤون الحياتية، لكننا نذكر مصداقين لذلك:

الأول: تدبير الوقت.

الثاني: تدبير المعيشة.

تدبير الوقت

فإن من أبرز الموارد التي تحتاج تدبيراً وتخطيطاً في حياة الإنسان أوقاته، فإن الكثير من الناس يصرف أوقاته دون تدبير فيضيع وقته، بل يضيع عمره دون استثمار، فلا هو يقصد مجالس الذكر، ولا يعمد لتنمية معرفته وثقافته من خلال القراءة أو غير ذلك.

تدبير المعيشة

ومن أبرز الموارد التي تحتاج تدبيراً وتخطيطاً في حياة الإنسان شؤون المعيشة خصوصاً وأن الظروف الحياتية التي يحياها الناس اليوم قد اختلفت كثيراً وأصبحت أكثر تعقيداً وصعوبة عما كانت عليه سابقاً.

معنى تدبير المعيشة

وليس معنى تدبير المعيشة التقتير على العيال والتضييق عليهم، وإنما يقصد منه حسن التخطيط والإدارة، وذلك بتنظيم الأمور وجعلها بطريقة الأولويات، فيقدم الأولى منها على غيره ما دام لا يمكن الإنسان أن يحقق الكل.

وهذا يعني أن يملك الإنسان القدرة على تقدير الأمور وحسن الإدارة فقد ورد عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: قوام العيش حسن التقدير وملاكه حسن التدبير.

أولويات الإنفاق

ومع الظروف الحياتية التي يمر بها الناس اليوم لابد من وضع أولويات لهم في عملية الإنفاق، فضلاً عن العمد لعملية الترشيد في ذلك، وهذا يعني الحاجة إلى مراجعة كل واحد نفسه والنظر في مصروفاته وملاحظة أولوياته، فيرفع اليد عن الكثير من الكماليات، ويستغني عن العديد من حالات البذخ والرفاهية الزائدة التي كان الناس عليها في سابق شأنهم، بل قد يحتاج الإنسان إلى إعادة الحساب حتى في نفقاته الخاصة، ومحاولة الترشيد فيها، كاستعمال السيارة مثلاً في كافة تحركاته وتنقلاته، ومحاولة التعاون مع الزملاء ورفقاء الطريق، وما شابه ذلك.

وأما الكماليات، فلابد من إلغائها تماماً أو تضييقها إلى درجة الإلغاء، وهكذا حفلات الزواج والأعراس، والعقود، وغير ذلك.

والحاصل، نحن بحاجة إلى وقفة جادة في عملية تدبير العيش والتخطيط لذلك بصورة حسنة تتناسب وما نعيشه اليوم من ظروف حياتية صعبة، نسأل سبحانه وتعالى أن يعيننا على أنفسنا ويأخذ بأيدينا إنه سميع مجيب.

2021/02/09

علامات إنذار.. احتياجات لن يخبرك بها طفلك!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

تحديد الاحتياجات الجسدية للطفل أمر معرفي منطقي يقوم به الآباء والأمهات؛ فالطعام المغذي والتدفئة ووقت النوم كلها أمور يسهل تعقبها، لكن الاحتياجات العقلية والعاطفية ليست بالوضوح ذاته، ولذلك فإن تطوير المهارات الاجتماعية والنفسية يقع على عاتق الآباء، كذلك الحصول على أصدقاء جيدين وكلمات مشجعة من البالغين يحفز الحالة النفسية للأطفال ويساعدهم على تطوير الثقة بالنفس واحترام الذات.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

أساسيات الصحة العقلية للأطفال

يعد الحب غير المشروط من العائلة على رأس قائمة الأساسيات العاطفية التي يحتاج إليها الأطفال؛ فأنت تحب طفلك لأنك تحبه لا لأنه مهذب أو لأنه منظم أو يرتب حجرته، تحبه في كل حالاته وفي نوبات غضبه وحتى في لحظات ضعفه وإخفاقاته، فضلا عن حاجتة إلى الثقة بالنفس واحترام الذات، فينبغي أن يحترم الطفل ذاته وتعزز أسرته إحساسه وثقته بنفسه.

فرصة اللعب مع أطفال آخرين: اللعب للأطفال هو متعة أساسية لا تقل أهمية عن الغذاء والتدفئة، فهو يساعد الأطفال على الإبداع وتنمية المهارات ويدعم قدرتهم على حل المشكلات، ويتعلم الأطفال في اللعب مع الأقران مهارات اجتماعية ضرورية مثل تنمية نقاط القوة وإدراك نقاط الضعف كما يطور الشعور بالانتماء عن طريق المشاركة والتحكم في النفس، فمثلا الصراخ والحرية في إصدار أصوات عالية مبهجة وقت اللعب مما يفيد الطفل على مستوى الطاقة.

اللعب للأطفال هو متعة أساسية لا تقل أهمية عن الغذاء والتدفئة (بيكسلز)

المتعة هي الأساس

يعترف المجتمع بالفوز، والمجتمع هنا هو العائلة والمدرسة والبيئة المحيطة بالطفل، فكل تلك الدوائر تضغط على الطفل من أجل الفوز، لكنّ على الأسرة أن تدعم المتعة فقط؛ فعندما تكون هناك مسابقة أو لعبة، يجب أن يكون أول سؤال يطرحه الأهل هو "هل استمتعت" وليس "هل فزت"؟

يضغط المجتمع الأطفال ويوجههم بقوة نحو ضرورة الفوز وأنه السبيل الوحيد للسعادة، ومن ثمّ تكون الهزيمة محبطة ومثبطة؛ وهذا يحمّلهم طاقة لا ينبغي لهم تحملها كما أنه يدفعهم إلى الخوف من تجربة أنشطة جديدة، أما بتعزيز ثقتهم وإبراز أهمية المتعة في المباراة أكثر من النتيجة فإن ذلك سيحفزهم لسنوات مقبلة ويجدد قدرتهم على الاستمرار حتى الشباب.

توفير التربية والانضباط المفيد

انتشرت في العقود الأخيرة مجموعة أساليب للتربية والعقاب وضبط السلوك، واختيار تلك البرامج يعود بصورة أساسية إلى أسلوب الأسرة في التعامل مع الطفل ومدى تقبله ذلك.

وينبغي تقديم نموذج جيد للأطفال من أجل الاقتداء به في السلوكات الأساسية، كما أن تشجيع الأطفال وخطواتهم الأولى وقدراتهم على تعلم الجديد والثناء عليهم كلها أمور أساسية.

فلا ينبغي أن نتجاهل النقاش بشكل مبسط مع الأطفال عن تعرض الآباء للفشل والخذلان، حتى يتعلم الصغار طبيعة تلك المشاعر الإنسانية، وأن الآباء يمكن أن يخطئوا أيضا فالجميع يرتكب أخطاء، وأن حياة البالغين ليست مثالية، فيلزم فتح أسس للحوار مع الوالدين في المشاعر كافة والأحداث التي تزعجهم.

وفتح باب الحوار مع الآباء هو مدخل لحل جميع المشكلات التي قد تحدث بعيدا عن أعينهم، لذا فإن كل تلك المبادئ تؤهل الأطفال لاكتساب شخصيات قوية في المستقبل.

علامات إنذار

يشير عادة تغير أنماط الأكل والنوم المعتادة إلى مشكلات أخرى؛ فهي بمنزلة ناقوس خطر من أجل التحقق من خلفيات حدوثها، وهي إشارات إلى الشعور بالقلق والخوف من مشكلة ما حدثت، وبتنحية الأسباب الرئيسة مثل الانتقال إلى حي جديد وتغيير المدرسة أو حوادث فقد الأهل والأقارب، بعدئذ يجب التحقق من تعرض الطفل لمشكلات مثل التنمر أو التحرش أو غيرها بعيدا عن أعين العائلة.

طلب المساعدة

يتعين التفريق بين المشكلات التي يمكن للأهل حلها بمفردهم والمشكلات التي تستوجب تدخلا فوريا من اختصاصي نفسي أو جهات مختصة من أجل المساعدة، والعلامات الآتية تشير إلى الحاجة العاجلة إلى تقييم مهني:

انفصال الأبوين.

فقدان أحد أفراد الأسرة أو من الدائرة المقربة للطفل.

انخفاض الأداء المدرسي المفاجىء.

درجات ضعيفة على الرغم من الجهود القوية.

القلق العام أو القلق المنتظم.

الرفض المتكرر للذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في أنشطة الأطفال العادية.

فرط النشاط أو التململ.

الكوابيس المستمرة.

استمرار العصيان أو العدوان.

نوبات الغضب المتكررة.

الاكتئاب، والحزن أو التهيج.

ونشرت "لانست" The Lancet  المجلة العلمية الشهيرة دراسة حديثة عن تأثير الجائحة في الصحة العقلية للأطفال والبالغين في يناير/كانون الثاني 2021.

وأفادت الدراسة بأن أكثر من ربع الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 إلى 16 سنة ممن أجريت عليهم الدراسة بإنجلترا يعانون اضطراب النوم في حين شعر واحد من كل 10 أطفال بالوحدة، وكانت تلك المشكلتان هما الأكثر شيوعا في وقت الجائحة، فضلا عن الشعور بالخوف من مغادرة المنزل.

وأشارت الدراسة إلى أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر تؤثر في الأطفال مباشرة، وهو أمر يدعو إلى ضرورة وضع الصحة العقلية للأطفال نصب الأعين في تلك الأوقات العصيبة والحرص على دعمهم عاطفيا بحثّهم على الحديث عن مشاعرهم ومتطلباتهم العاطفية.


نقلا عن الجزيرة

2021/02/07

نكسة ’’كورونا الجديد’’ .. كيف نواجهها؟ (فيديو)

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

اضطرت بعض الدول إلى تشديد إجراءاتها الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا في موجته الجديدة، فما الذي يجب علينا فعله؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

البعض بدأ يتراخى ظناً منه بأن الفيروس قد انتهى إلا أننا نلاحظ ارتفاع معدل الإصابات في العالم، ومن هنا ينبغي الالتزام بالإجراءات الوقائية.

ومن الضروري أيضا الحذر من الاشاعات التي تنتشر عادة في مثل هذه الظروف، وقد شهدت العديد من دول المنطقة إشاعة انكار المرض حيث هناك من كذب خبر وجود الفيروس ومن هنا لابد أن نحذر، وأيضا من المهم عدم التصديق بالإشاعات وكذلك عدم المساهمة بنشرها من خلال إعادة توجيه الرسائل التي تصلنا عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.

كما أن الاستعداد لأسوء الاحتمالات أمر مهم على مستوى المجتمع لا على مستوى الفرد فحسب، وقد نجحت العديد من المجتمعات من خلال تكاتفها في عبور هذه الأزمة.

المزيد من التوصيات مع سماحة الشيخ أحمد سلمان دامت بركاته في الفيديو أدناه:

 

2021/02/06

4 نصائح من السيد السيستاني في مواجهة ’’المغريات’’

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

ينشر موقع الأئمة الاثني عشر إجابة سماحة آية الله السيد محمد باقر السيستاني، دامت بركاته، تتضمن أربع نصائح مهمة للشباب في مواجهة "التحديات والمغريات".

وفيما يلي النص الإجابة:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

س: ما هي نصيحتكم للشباب في مواجهة التحديات والمغريات؟

إن هناك نصائح عامة وأخرى خاصة:

أما النصائح العامة فهي تمسك الإنسان في منهجه في الحياة في أموره كلها وخاصة في الأمور المهمة - التي تحتاج إلى تأصيل ثابت ويؤثر على مجمل حياته وليس في يوم أو شهر أو سنة - بخصال أربع، هي:

أولاً: الرشد والتعقل بتحصيل انطباع موضوعي وواقعي وناضج وجامع عن الموضوع الذي يكون بصدد التعامل معه، وذلك من خلال التأمل والبحث والتحري والتثبت والمشورة حتى يلتفت إلى الأبعاد والعواقب والاعتبار بالأمثال في جانب الايجاب بالاقتداء بالنماذج الموفقة والمحمودة والناجحة وفي جانب السلب بالاعتبار والاتعاظ بالحالات التي يجدها في اخرين انزلقوا في اثر هذه التحديات والمغريات.

وثانياً: الحكمة، وهي اعتبار الإنسان بما علمه والاندفاع إليه، فمن علم بالضرر في عادة ما كالتدخين ثمّ مارسها يكون راشداً، ولكنه غير حكيم لعدم اعتناءه ومراعاته بعلمه، فلا بد أن يسعى الإنسان إلى تطبيق ما يصل إليه عملاً، وذلك مما يساعد على نمو الرشد.

وثالثاً: الفضيلة، فإن الفضائل تقي الإنسان عن كثير من المحاذير والمعاناة والشقاء في الحياة، وكم من شخص تجنب عن أمر ذميم كالنميمة والغيبة ترفعاً فكان ذلك مصدراً للسكينة والاستقرار في حياته، وآخر ارتكبه فلم يحظ بالسعادة، بل هدم من سعادته أضعاف لذة عاشها.

ورابعاً: العزيمة، فلا بدّ من اعتبار الحياة تحدياً، ولا بد من تعامل الإنسان معها مسيطراً على نفسه مالكاً لعزيمته غير مستسلم لانزلاقاته واستشعاره، أن رجولة الرجل ونضج المرأة ليست بالانزلاق إلى الأهواء والرغبات والتحرك وفق كل ريح، بل في الثبات والصبر حتى يملك لجام نفسه وزمام أمره.

فهذه معانٍ أربعة هي دعائم الحياة وأسسها وقواعدها كما تشهد به الفطرة الإنسانية، فمن راعاها مراعاة مناسبة وجد من البركات والتوفيق والسعادة من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب.

وأما النصائح الخاصة: فهي أربع:

أولاً: المحافظة على الوقت : عدم هدر الإنسان لوقته فيما لا ينفع، فإن ذلك إضاعة للعمر وتضييع للاهتمامات الضرورية لا محالة، فحياة الإنسان لا سيما في هذا العصر مزدحمة باقتضاءات ضرورية للحياة من قبيل التثقيف الديني والعقلاني والمعرفي والإتيان بفرائض الدين والمعايشة الاجتماعية التي تساعد على تقوية الثقافة الراشدة وأداء الحقوق اللازمة مثل صلة الأرحام وعمل الإنسان للارتزاق والإنفاق على ذويه، والمعاشرة المناسبة لأسرته وأهله وأداء الوظائف الأسرية، وبعض التنفيس عن النفس والاستجابة لمقتضيات الفطرة في طعام وشراب وزواج وراحة ونحو ذلك، والوقت هو رأس المال الذي لا بد أن يستثمره الإنسان لحياة سعيدة وزاكية في الدنيا ثم الآخرة، فلا ينبغي صرفه بغير ميزان، وإن رغب المرء في شيء تنفيساً عن نفسه فليضع لنفسه وقتاً لا يتعداه ولا يسترسل فيه بغير حساب.

وثانياً: الاستخدام النافع للوسائل الحديثة، فإن هذه الوسائل وإن كانت نعمة إلا أنّ على كل نعمة ضريبة، ورب نعمة كانت نقمة وابتلاء وفتنة، فلا بدّ للمرء من صيانة النعمة عن أن تستدرجه إلى مواطن الضياع والتضييع والانحدار نحو الأمور الذميمة والضارة، مستعيناً على ذلك بروح الرشد والحكمة والفضيلة والعزم والإيمان.

وثالثاً: الوعي والانتباه في التعامل مع ما يصادفه ويجده، فلا ينساق وراء كل طرح ومنشور، بل يتعامل معه تعاملاً راشداً وحكيماً بحسن الانتقاء والتثبت والاستشارة، فإن في كثير مما ينشر اليوم إضاعة للرشد وتغييباً لوجه الحكمة وتمييعاً للأخلاق وضرباً للعزيمة.

ورابعاً: نفع المجتمع ، بأن يسعى الإنسان إلى أن يكون نافعاً في محيطه وبيئته سواء الخارجي أو الافتراضي نحو الاتجاه الراشد والحكيم والفاضل، فلا يكتب شيئاً لمجرد أنه خطر في نفسه أو ليلقى تشجيعاً من بعض من يطلع عليه، ولا يشجع على الفكرة انسياقاً لرغبة أو طلب.

وبعد: فإن الإنسان المؤمن ليجد فيما أوصى به الله سبحانه من معاني الرشد والحكمة والفضيلة والصبر محفزات في هذا الاتجاه ويرجو من عناية الله سبحانه إذا سعى فيه ومن توفيقه وبركته في هذه الحياة وما بعدها ما تتيحه له مقادير هذه الحياة من السعادة ثم السعادة الكبرى عند لقاء الله سبحانه وما بعدها من عرصات البرزخ والقيامة.

وقد قال الله سبحانه: [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ].

2021/02/03

طفل ’’بطيء التعلم’’ : هذه علاماته وطرق التعامل معه

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

كتبت نور الأسدي: كيف تتعامل مع مشكلة بطء التعلم عند طفلك؟

حينما تستقبل الأسرة مولوداً جديداً تتزايد التوقعات والآمال من قِبَل الوالدين لطفلهما الوافد إلى الحياة، ومن بين هذه التوقعات أن يتصفَ الطفل بالذكاء الحاد ويصير ناجحًا في الدراسة وفي الحياة إلا أن هذه التوقعات لا تصادف كل القادمين الجدد، فيصنف حوالي 22-23 % من الأطفال ضمن فئة بطيئي التعلم، مما يشير إلى أنهم يواجهون صعوبة في التعلم مقارنة بأقرانهم في نفس العمر.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وبهذا فإن التعلم عند الأطفال بات مشكلة تسبب القلق لدى الكثير من الآباء والأمهات مع بداية المرحلة التعليمية لأطفالهم والتي ستكشف عن تفاوت درجات الذكاء بين الطفل وأقرانه في نفس العمر والصعوبات التي ستعترض طريقه التعليمي، لذلك سوف نتعرف على مفهوم بطء التعلم:

من هو الطفل البطيء في التعلم؟

الطفل بطيء التعلم أو "المتعلم البطيء "هو مصطلح يُستخدم لوصف الطالب الذي يعاني من صعوبة فهم المعلومة التي يتلقاها، وبطئه في اكتساب المهارات الأكاديمية اللازمة نسبةً لأقرانه من نفس العمر، إذ أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت والمزيد من التكرار والكثير من الطرق الفعالة من قبل المعلمين ليتمكن من تلقي المعلومة وفهمها، وبالطبع لا يستوفي المتعلم البطيء معايير الإعاقة الذهنية، بالتالي لا يمكننا أن ندعوه بالمتخلف عقلياً، إذ إنه يتمتع بحياة طبيعية خارج نطاق مدرسته، مع ذلك فإنَّ موضوع الدراسة يشكل تحدياً بالنسبة له.

علامات تدل على أن طفلك يعاني من مشكلة بطء التعلم

سيلاحظ الوالدين أعراض وعلامات مشكلة بطء التعلم عند ذهاب طفلهم إلى المدرسة، لكن يمكنكم ملاحظتها أيضاً من خلال بعض العلامات التي سنقوم بتوضيحها فيما يلي:

1- أعراض بطئ التعلم في نمو الطفل

 كتأخر النطق مع وجود مشاكل لغوية وأساليب نطق غير مفهومة، مما يؤدي إلى التأخر في التطور اللغوي لديه، كما أنه قد يعاني من ضعفٍ في الذاكرة، إذ أنه سيحتاج إلى عددٍ من الجلسات المتكررة لتعلم شيء ما.

2- أعراض اجتماعية لبطء التعلم:  تتمثل هذه الأعراض بميل الطفل لمرافقة الأطفال الأصغر سناً منه، وتجنبه للتعامل مع أقرانه في العمر، وغالباً ما يتم تصنيف هؤلاء الأطفال على أنهم انطوائيين نظراً لعدم قدرتهم على التواصل مع أقرانهم، كما أنه من المحتمل أن يكونوا هادئين ومتحفظين في طباعهم.

3- أعراض شخصية للطفل بطيء التعلم:  قد يظهر على طفلك أعراض عدوانية وأعراض عاطفية أخرى، إذ إنه لن يكون حازماً في ضبط مشاعره كمشاعر القلق، التي ستنتابه على أبسط المشاكل وأصغرها والاكتئاب بسبب أي نكسة أو موقف صعب، ومن المحتمل أن يواجه طفلك مشاكل في احترام ذاته وثقته بنفسه، كما أنه سيكون عرضة لعدم الاستقرار العاطفي في المستقبل وعندما يصبح شخصاً بالغاً.

4- أعراض صعوبات في عملية التعلم: حيث ستظهر صعوبات التعلم عند دخول الطفل إلى المدرسة، وسيكون من الصعب عليه تلقي المعلومات كأقرانه، وسيستغرق وقتاً أطول لفهم المعلومات المقدمة له، وعلى الرغم من وجود مشكلة بطء التعلم عند طفلك، إلا أنه قد يُظهر كفاءة في جوانب أخرى، مثل الرسم أو تركيب البازل.

ماهي أسباب بطء التعلم؟

تختلف أسباب بطء التعلم من طفل لآخر فهناك أطفالا يعانون بالفعل من انخفاض معامل الذكاء، ويكون ذلك هو السبب الأساسي ل الطفل بطيء التعلم بينما يتمتع أطفالا آخرون بنسبة ذكاء عادية ومع ذلك ينضمون لقائمة الطفل بطئ التعلم .

- هناك أطفالا يعانون بطء في التعلم بسبب أسباب نفسية واجتماعية، كأن يكون الطفل خجولا أو يشعر بالقلق والانطواء.

- كذلك من الممكن أن يكون شعور الطفل بالكراهية أو الدونية أو التمييز بينه وبين إخوته سببا في بطء التعلم، ومشكلات نفسية عديدة تساهم في أن يكون الطفل بطيء التعلم .

- ومشكلات اجتماعية  تؤثر على الطفل كالتفكك الأسري أو تدني المستوى المعيشي للأسرة.

- وأحيانا يكون ضعف الرقابة على الطفل وعدم وجود دورا فاعلا لأسرته سببا في بطء التعلم، وقد تؤدي إلى ارتكاب الطفل للعديد من السلوكيات الخاطئة.

وإن بعض الأمهات تجد صعوبة في التعامل مع الطفل بطيء التعلم، وقد تتبع بعض الأساليب مثل الضرب والسباب وغيرها من الوسائل التي تؤدي في النهاية إلى انعدام رغبة الطفل في التعليم، ولتجنب ذلك، يجب إتباع بعض النصائح التي نتعرف عليها في هذا الملف، وفقاً لما ذكره موقع "sg.theasianparent".

نصائح للتعامل مع الصعوبات لطفل بطيء التعلم

- ينصح بتوفير مكان هادئ للمذاكرة، حيث لا توجد ألعاب أو أجهزة إلكترونية، أو أطفال صغار في العمر، حتى يستطيع الطفل التركيز والانتباه، في المذاكرة.

- يجب تخصيص وقت قصير لمذاكرة المواد أو لعمل الواجب المنزلي، حتى لا يشعر الطفل بالملل ويستطيع التركيز.

- يجب أيضاً أن تساعد الأم الطفل أثناء المذاكرة، وتشرح له ما يصعب فهمه، من أسئلة ومواد دراسية.

- يفضل أيضاً أن تتابع الأم مذاكرة الطفل أولاً بأول، وأن تراجع معه المواد الدراسية، وتطرح عليه بعض الأسئلة مثل "لماذا اخترت هذه الإجابة"، حتى يظل الطفل يركز في المذاكرة.

- ينصح أيضاً بأن تقرأ الأم الدروس للطفل، وأن تتسم بالصبر ولا تمل من المذاكرة له.

- لا تسمح للطفل بأن يترك المذاكرة لأي سبب دون إتمام مذاكرة المواد الدراسية، لكن يمكن أن يأخذ قسطا من الراحة ويعود مرة أخرى لمذاكرة الدروس.

- يفضل متابعة حالة الطفل مع المعلم، والاستعانة بخبراء تربية في طريقة التعامل معه.

- وأخيراً، لا تضغط على طفلك أثناء المذاكرة، حتى لا يمل مع تحفيزه بمكافأة.

 كما يجب تنويع وسائل الشرح كاستخدام الرسم أو التلوين فيقوم الطفل برسم الكلمة ويلونها بتشجيع الوالدين ويمكن أيضاً أن يقوم الوالدان بتمثيل مواقف من المنهج الدراسي والاستعانة بالعرائس والقصص المصورة.

كما يمكن الاستعانة بالوسائل التعليمية في المنزل كاللوح الملون أو العداد الملون لتعليمه الأرقام أو الجمع كما يمكن للأم أن تحضر لطفلها المكعبات أو البازل وتستخدمها معه لإيضاح المعلومة.. فكلما ركَّز الوالدان على استخدام الطفل لأكثر من حاسة في نفس الوقت سواء السمعية أو البصرية أو حتى اللمس والشم زاد استيعابه.

 ومن الضروري على الوالدين الاستعانة بالوسائط التكنولوجية الحديثة الأقراص كالأناشيد والفيديوهات التعليمية، وكلما كانت مرئية ومسموعة كانت أكثر جذباً لانتباه الطفل. وكما ينبغي تحلي الوالدين بالصبر والثقة بأن أي مجهود سيبذل مع الطفل سيؤتي ثماره بإذن الله لأن الإعاقات بصفة عامة تتحسن مع بذل المجهود، وبطء التعلم يعد من أبسط الإعاقات وأسهلها وبالتالي أي مجهود سيكون ملاحظاً ولكن النتائج بالطبع تختلف حسب حالته ودرجة البطء وحسب المجهود المبذول معه.

وختاماً من الضروري التركيز على أهمية عدم وصف الطفل على أنه بطيء في التعلم واعتبار هذه المشكلة كأي مشكلة قد تعترض حياتكم، والإسراع للتعرف على الحلول المناسبة للطفل، فكلما تمكنت من متابعة طفلك في سن مبكرة، كلما كان حل مشكلة بطء التعلم لديه سهلاً، ليتمكن من اللحاق بأقرانه والمتابعة معهم بالاجتهاد ذاته.


نقلا عن بشرى

2021/02/01

السيد السيستاني ينتقد التكاليف الباهظة للزواج ويطرح الحلول

رأى سماحة آية الله السيد محمد باقر السيستاني، دامت بركاته، أن الأعراف المادية التي تضخمت وازدادت بمرور الزمان هي من يعقّد زواج الشباب.

وقال سماحته في مقال حصل عليه «موقع الأئمة الاثني عشر»: إن "الكثير من الشباب لا يجد القدرة على توفير ذلك - يقصد تكاليف الزواج- من جهة الانشغال بالدراسة أو فقدان العمل أو عدم القدرة على توفير الإنفاقات الأوّلية وفق الأعراف القائمة".

وفيما يلي نص المقال:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

كتب آية الله السيد محمد باقر السيستاني: الزواج والعائق المادي

إن من جملة التحديات التي تواجه الزواج هو العائق المادي، وهذا العائق ينشأ عن سببين:

الأول: طبيعة اقتضاءات الزواج بالنسبة إلى الرجل، وذلك بالنظر إلى أن الزواج يعني تكفل الزوج بالمهر - ولو بالمقدار المعجل منه المخصص لتوفير الأثاث وملابس للمرأة وبعض الزينة لها - وبتوفير السكن المشترك، وكذلك قدرة الزوج من تكفل نفقته بنفسه لأنه يستقل حينئذٍ عن أسرته، وتكفل نفقات زوجته أيضاً، ثم ما يكون لهما من أولاد.

الثاني: الأعراف المادية التي تضخمت وازدادت بمرور الزمان من قبيل المجالس الفخمة التي تعقد للزواج، والهدايا الثمينة التي تقدم للزوجة ونحو ذلك.

ولا يجد الكثير من الشباب القدرة على توفير ذلك من جهة الانشغال بالدراسة أو فقدان العمل أو عدم القدرة على توفير الإنفاقات الأوّلية وفق الأعراف القائمة.

ولكن يمكن حل هذه التحديات بملاحظة أمور:

١ ــ إن من المهم في كل موضوع الموازنة بين الخيارات وسلبياتها وإيجابياتها، بل ذلك هو جوهر العقل، ومن ثَمَّ قيل ليس العاقل من عرف الخير من الشر، بل العاقل من عرف أحسن الخيرين وأهون الشرين.

ولذلك لا بد من التفات الشباب ـــ فتيان وفتيات ـــ وأهاليهم إلى محاذير عدم الزواج أو التسويف فيه لا سيما إذا لم يكن لمدة منظورة يهيأ له فيها، وهذه المحاذير ليست قليلة، وقد أشارت إلى ذلك بعض الروايات التي وردت في الحث على قبول الخاطب للفتاة مع حسن دينه وخلقه فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وهذه إشارة بليغة للشباب ولأهاليهم لأنهم لا يفكرون فيما يكون الشاب عرضة له في حال تأخير الزواج وتسويفه.

٢- إنه يمكن اختصار كثير من المصاريف بتجاوز الأعراف المادية المبالغ فيها، وذلك بقرار منفرد من أحد الطرفين فيما يسمح له العرف بذلك أو بقرار مشترك بين الطرفين فيما كان ينجز عادةً باتفاق الطرفين، لأن هذه الأعراف ليست راشدة ولا حكيمة، بل هي ضرب من الإسراف والتبذير، ويبتني تكونها أساساً على ضرب من المنافسات الاجتماعية والاعتبارات المحضة التي لا قيمة لها، كما أنها ذميمة من المنظور الشرعي.

٣- كما أنه يمكن اختصارها باختيار الشريك الملائم، لأن الأعراف المادية تختلف باختلاف الناس،  فالسكن المستقل مثلاً ليس عرفاً قائماً لدى الجميع، بل من المتعارف لدى كثير من البيئات الاجتماعية أو العوائل سكن الزوج ولو لفترة في أوائل الزواج مع والديه، وهناك فتيات مؤمنات مثقفات يباردن إلى القبول بتخفيف هذه الأعراف.

٤ ــ التدبير السابق، بمعنى أن الشاب يكون مهتماً ولو بتشويق والديه منذ بلوغ الرشد بأن يجمع مبلغاً لزواجه، سواء من خلال الهدايا التي يحصل عليها أو من خلال ما يتأتى له من العمل ولو يسيراً، فيضع لنفسه صندوقاً للزواج، ويسعى إلى الاستغناء عن كثير من الإنفاقات غير الضرورية أو المسرفة في أمور لاهية، وكذلك يهتم الوالدان بذلك مبكراً حتى قبل رشد الفتى والفتاة ولو بأن يخصصا صندوقاً يضعان فيه نقوداً لزواج كل ولد، أو حساباً في البنك، كما يفعل بعضهم لقضايا الحسين (ع).

٥ ــ التدبير المقارن، والمراد به تدبير الإنفاق حين الزواج من خلال تقليل النفقات غير الضرورية، واختيار شراء الأمتعة التي تفي بالغرض من المزادات في آخر السنة أو البدائل الوافية، أو الأمكنة التي تكون أثمان الأمتعة فيها أرخص.

٦ ــ التكافل الاجتماعي بنوعيه الخاص والعام، والمراد بالخاص أن يخصص كل جماعة صندوقاً خيرياً للزواج ليجمعوا فيه المبالغ لتيسير أمر الزواج بما يفي بالكفاف كما يفعلون ذلك لحاجات أخرى، كما أن المراد بالعام اهتمام القادرين على الإعانة من التجار وأصحاب الأموال بهذه الجهة، كما يهتمون بقضايا أخرى شخصية أو دينية كالشعائر، فإن من يسّر زواج اثنين كتب الله سبحانه له من الثواب بمقدار ما أتيح لهما من السعادة وما دفعه الزواج عنهما من ضيق أو مفسدة.

٧ ــ ويقع على الفتيات والأمهات وسائر النساء مسؤولية كبيرة في تقليل النفقات وعدم الرضوخ للأعراف المادية المبنية على أمور ذميمة مثل المنافسات والمقارنات والموجبة لمحاذير شرعية مثل تأخير زواج الشباب والمفاسد المترتبة عليه ووجوه الإسراف فإن ذلك إثم يلحق كل من كان مؤثراً فيه.

٨ ــ وبعد فإن كثيراً من المخاوف من الزواج ليست حقيقة، وقد لوحظ في الكثير من الموارد أن الزواج يفتح للإنسان منافذ رزق إما لإصرار الإنسان على البحث والتحري، أو لاتساع مجال البحث من خلال العائلة التي يتصل بها وقرابتهم.

وبعد فإن المؤمن يجد في وعد الله سبحانه للفقير بالإغناء من فضله ما يدفع عنه المخاوف غير المبررة أو التي يمكن رفعها بحسب التدبير، وصدق الله تعالى حيث قال: [وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ].

2021/01/30

انقذوا عالم البراءة: هذا ما تفعله ’الإهانة’ بأطفالنا! (فيديو)

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

الإهانة لا تسبب سوى الإيذاء الذي يدوم لسنوات طويلة وقد لا يتلاشى أثره، ولا تسهم أبدا في تهذيب السلوك.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ولو فهمنا السبب وراء سلوك أي إنسان لاستطعنا بسهولة تامة تغييره؛ فالسلوك يصدر عن قناعات ومشاعر، ولا يمكن تغييره إلا بتغيير هذه القناعات والمشاعر. والقناعات لا يمكن تغييرها إلا بمخاطبة عقل الطفل، الذي يختلف عن عقولنا نحن الكبار ويحتاج لطريقة تناسبه لإقناعه.

يذكر سماحة آية الله السيد منير الخباز دامت بركاته اهم سلبيات اعتماد الإهانة في تربية الطفل، نتعرّف عليها في الفيديو أدناه:

2021/01/27

السيد السيستاني: ’التسويف’ في الزواج مع التمكّن منه يقود إلى خطيئة مدمرة

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

اعتبر سماحة آية الله السيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته أن تأخير الزواج لغير حكمة "خطأ كبير". 

وأشار في مقال حصل عليه «موقع الأئمة الاثني عشر» إلى أن المحاذير التي يؤخر بسببها الإنسان الزواج تندفع بالبحث الجاد والاختيار المناسب والتركيز على العناصر الدخيلة في ديمومة الحياة وسلامتها.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ورأى سماحته أن "الابتلاء والعناء في هذه الحياة لن يتوقف على الزواج، ولئن هرب الإنسان من بعض مصاعبه بترك الزواج فإنه قد يقع في بعضه الآخر، فإن ذلك جزء من مقادير الحياة، ولكن المرء قد يقصر نظره على المحاذير التي وقع فيها ولا ينتبه إلى المحاذير التي نجا منها بفضل الزواج".

وفيما يلي نص المقال:

كتب السيد محمد باقر السيستاني: خطأ التأخير والتسويف في الزواج

إنّ من أهم الأمور في شأن الزواج عدم التسويف فيه عن وقته المناسب وفق السنن التي سنّ عليها وجود الإنسان، فالإنسان بعد أن كان في مرحلة الطفولة بين والديه وأسرته وتبعاً لهما فإنه بعد النمو الجسمي والنفسي والفكري تتجدد لديه ميولٌ واقتضاءات لا يجد معها الاندماج مع والديه أمراً ملائماً ولا المعايشة على هامش حياتهما أمراً وارداً، بل يجد حاجة إلى أن تكون له حياته الخاصة والمستقلة التي يكون هو مدار التصميم والمسؤولية فيها ويتأتى له الاسترسال المناسب في داخلها.

بعض العوامل تُلهي عن الزواج

وقد تُلهي بعض العوامل الإنسان عن اقتضاءات الزواج كالمعاشرة مع الوالدين أو الإخوة والأخوات في داخل البيت أو مع الأصدقاء في خارجه أو الانشغال بالعمل والوظيفة أو الانشغال بعض العلائق العابرة فيؤدي ذلك إلى تأخير الاهتمام بالزواج عن موعده المناسب.

إلا أن هذا التأخير له أضرار كثيرة على الإنسان:

فقد يؤدي هذا التسويف تدريجاً إلى تضييع فرصة الزواج تماماً من جهة ضعف الدواعي الداخلية والقدرات المتميزة والجاذبيات الكامنة في الإنسان.

وفي حالات كثيرة أخرى: يؤدي التسويف في الزواج إلى محاذير أخرى:

١ــ فقد يفوت التسويف على الإنسان بعض الفرص المميزة للزوج الملائم والذي يكون تحصيله أساساً في السعادة الدنيوية والأخروية.

٢ ــ وقد يفتح التسويف على الإنسان سلوكيات وعادات غير ملائمة لن يستطيع التخلص عنها حتى لو سعى إلى الزواج لاحقاً، وبذلك يؤدي إلى تعثّر زواجه واقترانه بكثير من العناء والمشقة وعدم حصوله على السعادة التي ينبغي له أن يحققها الزواج.

٣ ــ كما أنه قد يخمد التسويف في الإنسان نشاطاً وفعالية في داخله لن يمكن له أن يستثيره لاحقاً، ويترك عليه بصمات سلبية بعد انقضاء تلك المرحلة العمرية حتى لو تأتى له الزواج، ومن ثم يعاني في تدبير أمر الأسرة ويُبتلى بالمشاكل فيها.

٤ - وقد يؤدي التسويف إلى أن يلتجئ الإنسان بدلاً عن الزواج ولو لبعض الوقت إلى العلائق العابرة الذميمة والمحرمة، وذاك خطأ كبير، بل خطيئة مدمرة، لأنها تحرف الدواعي الفطرية عن مسارها الطبيعي، وتزرع في النفس تشبثات بديلة لا هي بالتي تفي بجهات احتياجات الإنسان بنحو ملائم ولا هي بالتي تفك الإنسان وتدع له أن يفي بها من خلال المسيرة التي فطر عليها، بل تعكر صفوها ونقاءها، فيعيش الإنسان التشويش مدى حياته حتى لو أقدم على الزواج لاحقاً.

فالتأخير في الزواج اكتفاءً بعلاقة عابرة لهو خطأ كبير، حتى ولو كانت محللة، لأن العلائق العابرة من هذا القبيل تزرع في الإنسان ميولاً واتجاهات غير واقعية وتوجب تعثره في الزواج لاحقاً.

وقد يتجنب الإنسان الزواج أو يؤخره خشية مصاعبه ومحاذير يخشاها، وذلك أيضاً خطأ، لما ينطوي عليه من التجاهل لمحاذير تركه، والتضخيم لما يخشاه من محاذير الزواج.

وإن كثيراً من المحاذير لتندفع بالبحث الجاد والاختيار المناسب والتركيز على العناصر الدخيلة في ديمومة الحياة وسلامتها.

لا مهرب من الابتلاء

وإنّ الابتلاء والعناء في هذه الحياة لن يتوقف على الزواج، ولئن هرب الإنسان من بعض مصاعبه بترك الزواج فإنه قد يقع في بعضه الآخر، فإن ذلك جزء من مقادير الحياة، ولكن المرء قد يقصر نظره على المحاذير التي وقع فيها ولا ينتبه إلى المحاذير التي نجا منها بفضل الزواج.

وإن في اطلاع الإنسان على حوادث الحياة المختلفة مما يتفق لأقربائه أو جيرانه أو أصدقائه أو غيرهم شواهد بليغة تؤكد المعاني المتقدمة.

إذاً على المرء أن يسرع في الزواج بعد بلوغ وقته المناسب من غير تسرع، ولا يسوفه لغير حكمة، وعليه أن يستعد لذلك من قبل وذلك بإنضاج فكره ومتانة سلوكه وشعوره بالمسؤولية التي تعده لأن يكون رباً للأسرة وقائماً بها وإعداده بما يتيسر له إعداداً مادياً، ولا يهدر وقته وقدراته وما يحصل عليه من مال بالإسراف والتبذير والمتع اللاهية.

وما أجمل أن يتصف الإنسان بالرشد والتبصر والإقدام وفق هذا الرشد والتبصر في الوقت المناسب في أركان الحياة ومحطاته المهمة، وما أبعد تأثير ذلك على شخصية الإنسان وسلوكه الملائم وتوفيقه في هذه الحياة والبركة له فيما أتيح له من نعمائها وحسن الاستعداد لما بعدها.

وإن الإنسان المؤمن لهو أولى الناس بهذه الصفة، إذ كان كما قال تعالى: [فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ].

 

2021/01/26

منها الصوت العالي: 6 أخطاء ’نسائية’ في النقاش مع الزوج!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

كتبت فريدة أحمد: أخطاء نسائية.. لماذا تخسر المرأة النقاش أمام زوجها؟

يعد النقاش بين الزوجين أمرا صحيا وضروريا لاستمرار العلاقة، في بعض الأحيان، يحتدم النقاش ويتطور ليصبح خلافا كبيرا، يلقي فيه الزوج اللوم على الزوجة متهما إياها بارتكاب الخطأ وإفساد النقاش الودي.

أحيانا، تقود المرأة النقاش إلى حافة الهاوية، دون أن تدرك ذلك، وتلجأ دون عمد، إلى بعض الأشياء التي تثير جنون الزوج، ومن ثم تخسر النقاش.

1- إشعاره بالفشل

حينما يتعلق الأمر بالمال، تحاول بعض الزوجات الضغط على زوجها معتقدة أنها تحثه على فعل المزيد، ربما لا تطمع في أشياء كثيرة وتطلب الضروريات فقط.

تستخدم بعضهن أسلوب المقارنة مع صديقتها التي تمتلك منزلا في منطقة راقية، أو التي قضت عطلة في مكان، أو اشترت سيارة جديدة.

الضغط بذلك الأسلوب على الزوج لا يفيد في كثير من الأحيان، خاصة إذا كنت تعلمين أنه يبذل قصارى جهده في ظل ظروف اقتصادية سيئة تعاني منها معظم الدول مؤخرا، بل على العكس يشعر الزوج بالفشل الدائم والتقصير، مما يحول دفة النقاش إلى خلاف عارم.

والحل هو التفكير معا في كيفية زيادة الدخل، أو تقليل النفقات قدر الإمكان لشراء الضروريات ووضع خطة للحصول على ما يصنف تحت بند الرفاهية.

2- تذكيره بأخطاء الماضي

الخطأ السابق بين بعض الأزواج، لا يبقى دائما سابقا، تستغل بعض النساء "خطأ" الزوج السابق، لتذكيره به دائما في مناسبات متعددة، ربما خوفا من تكراره وربما لتظهر له كيف تسامحت وتجاوزت عن خطئه.

قد يشعر الزوج مرة وأخرى بالحرج من الرد، لكن في المرة الثالثة يشعر بالإهانة مما يجعله يثور وينتهي النقاش بينهما بخلاف حاد.

3- مقارنته بالآخرين

يثير ذلك جنون كثيرين، ربما تفعلين ذلك بحسن نية، كما تؤكد الكاتبة "مولي باركر" بموقع "كروس واك Crosswalk" قائلة "لا شيء يجعل الرجل يشعر وكأنه فاشل، أكثر من أن تضعه زوجته في فخ المقارنة مع آخرين، حتى ولو في الأشياء البسيطة، مثل كيف يعامل ذلك الزوج زوجته، كيف يساعدها ذلك".

حينها قد يتحول الحديث بينك وبينه إلى معركة كبيرة، وقد تجدينه ثائرا دون أن تستوعبي السبب، لذا لا داعي للمقارنة وأطلبي منه بهدوء لأن يعبر عن اهتمامه بك قدر المستطاع.

4- لومه والتذمر منه

حين يبدأ النقاش مع زوجك ويتطور بالتذمر الدائم من تصرفاته وطباعه التي، ربما، تكون حقيقية فاعلمي أنك تخسرين النقاش.

يؤكد مقال منشور على موقع "بونولوجي Bonobology" أن بعض الرجال بطبعهم كسالى، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها كما لا يمكن تغييرها، لكن عندما تزعجه زوجته باستمرار بسبب تلك العادة، يصبح عنيدا، والتعبير عن خيبات أملك المتتالية والمشاعر السلبية من خلال اللوم المستمر يؤدي إلى الاستياء.

وتنصح كاتبة المقال الزوجات بالحل "ثقي بزوجك وحفزيه على فعل أشياء يفترض به فعلها وتجنبي اللوم المستمر أثناء النقاش معه".

5- الصوت العالي

تلجأ بعض النساء إلى الصوت العالي مع احتدام النقاش، ربما لأنهن أكثر عاطفية ويشعرن بالضغط المستمر أو الظلم في النقاش مع أزواجهن، لكنها للأسف طريقة تجعلك مخطئة حتى ولو كان معك الحق بداية النقاش.

يؤكد د. إليوت كوهين مؤسس ورئيس تحرير المجلة الدولية للفلسفة التطبيقية والمجلة الدولية للممارسة الفلسفية -في مقال على "سيكولوجي توداي Psychologytoday"- أن الصراخ أو الصوت العالي تعبير دفاعي عن النفس، عندما تحتدم النقاشات الزوجية يضخ الأدرينالين، وتزداد ضربات القلب، ويتسارع التنفس ومن ثم يرتفع الصوت استجابة سلوكية دفاعية لفظية.

وتتمثل المشكلة في مثل هذه الاستجابات العدوانية اللفظية في أنها -في المقابل- تميل إلى مواجهة ردود دفاعية مماثلة من الزوج الذي يرى في طريقتك هجوما شخصي عليه.

بدلا من ذلك، حاولي السيطرة على انفعالاتك الداخلية، ربما تحتاجين بعض الوقت للتدريب لكنه أمر ضروري، يكلفك الخسارة في كل مرة تحاولين النقاش فيها مع زوجك.

‪تلجأ إحداهن للصمت منتصف النقاش حين تشعر بتحامل زوجها ضدها (مواقع التواصل)

6- التوقف عن الكلام معه

تلجأ بعض النساء إلى الصمت منتصف النقاش مع زوجها حين تشعر بأنه يخطئ أو يتحامل عليها ولا يعترف بخطئه، وبحسب "فيري ويل ميند VeryWellMind" فإن الصمت والعبوس سمات للعنف السلبي، ويلجأ الشخص لها من أجل التعبير عن غضبه ورفضه التجاهل أو عدم الاهتمام، أو كآليات دفاعية لإشعار الآخرين بأخطائهم.

 

ولكن الرجل لا يدرك ما الذي تعنيه المرأة بصمتها، لكنه يثور ويلقي باللوم عليها في إفساد النقاش.

بدلا من ذلك، حددي نقاط النقاش بدقة وتحدثي بعاطفة أحيانا، وبحقائق وحسابات أحيانا أخرى، واتركي له مساحة للحديث، لا تتوقفي ولا تستخدمي أدوات دفاع غير الكلام بصوت هادئ وعقل مرتب وأفكار متسلسلة، ربما تربحين النقاش.

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWe


المصدر : مواقع إلكترونية/ نقلاً عن ميدان

2021/01/25

السيد السيستاني: تأخير الزواج يؤدي إلى ’العناء’.. هذا هو الخيار الملائم للنفس

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

حذر سماحة آية الله السيد محمد باقر السيستاني، دامت بركاته، من تأخير الزواج وما يرافقه من "عناء و شقاء".

وأكد في مقال حصل عليه «موقع الأئمة الاثني عشر» على أن الزواج هو الخيار الملائم للنفس الإنسانية.

وفيما يلي نص المقال:

 

كتب آية الله السيد محمد باقر السيستاني: أهمية الزواج

إن الزواج حاجة فطرية للإنسان وفق سنن خلقه، فقد فطر الإنسان من الناحية الجسدية والغريزية والنفسية على أن يتكامل مع الجنس الآخر ليكوّنا معاً أسرة واحدة يعيشان معاً هذه الحياة ويكون أحدهما صاحباً للآخر وعوناً له وستراً. وتلك حاجة لا يشذ عنها أي إنسان سوي بحسب تكوينه البدني واقتضاءاته العاطفية والاجتماعية.

فالإنسان يحتاج بعد البلوغ الجسمي تدريجاً إلى ما يفي بحاجته الغريزية المتجددة، كما أنه يحتاج بعد استقلال شخصيته عن والديه وإخوته وسائر ذويه إلى أن تكون له حياته الخاصة مع آخر من الجنس الثاني ليكوّنا لأنفسهما حياة مستقلة وفق ذوقهما يكونان هما محورها ومدارها وصاحبَي التصميم والمسؤولية فيها، وتتيح لهما هذه الحياة أن يسترسلا بعضهما مع بعض في اقتضاءات فطرية إنسانية خاصة يلتزمان فيها حدوداً مرعية مع الآخرين.

وتأخير الزواج عن موعده أو الامتناع منه نوع من الكبت النفسي لمقتضيات الفطرة وسنن تكوين الإنسان، وأي كبت نفسي لداعٍ فطري لن يوجب استئصال هذا الداعي طبعاً، بل يؤدي مضافاً إلى العناء والشقاء إلى خروج هذا الداعي عن اتجاهه الذي وجّه إليه في الفطرة والاندفاع إلى سلوكيات شاذة ومنحرفة وخاطئة، وتمظهرات غريبة ووضيعة وغير لائقة جداً كما تدل عليه تجارب الحياة وتؤكدها الدراسات النفسية.

فالزواج هو الخيار الملائم للنفس الإنسانية والذي يستجيب فيه الإنسان لرغباته الطبيعية استجابةً مناسبة ويستثمر هذه الرغبات والطاقات المنبعثة منها في بناء أسرة متكاملة يسعى ركناها وهما الرجل والمرأة إلى توزيع حاجات الحياة عليهما ويكون أحدهما عوناً للآخر، ويهتمان بما فُطرا عليه من الامتداد والبقاء من خلال ذرية يسعيان إلى تكوينها وسعادتها وصلاحها.

إذاً من وظيفة كل فتى أو فتاة في هذه الحياة - بعد بلوغ مرحلة المراهقة - أن يفكر في تكوين حياة زوجية ملائمة تستجيب لحاجاته الفطرية في اتزان واستقامة وسكون ووقار، ويهتم باختيار شريك مناسب، ويكافح في سبيل إنجاح هذه الحياة وإزاحة معكراتها من أنواع الأولويات الخاطئة الناشئة عن المقارنات والمنافسات والنزعات المادية والبعد عن واقع الإمكانات المتاحة والبدائل المتوقعة والعواقب المحتملة.

إن الإنسان المؤمن ليجد في الدين دليلاً مقنعاً وباعثاً على الاستنارة والرشد والتبصر في هذا الاتجاه ومحفزاً له على اختيار الزواج كطريقة تضمن له السعادة في هذه الحياة، بل وفيما بعدها لما يقيه عنه الزواج من الأفعال الخاطئة أو التعقيدات النفسية التي توجب محاذير من نوع آخر مثل سوء الأخلاق وسوء الظن ومحادّة الآخرين وغيرها.

فالزواج في المنظور الشرعي هو عمل مستحب ندب إليه الدين ووعد بالمثوبة عليه، وجرى عليه النبي (ص) وأهل بيته (ع) مع عزوفهم عن كثير من متع الحياة، وقد ورد في الحديث الشريف: ((من تزوج أحرز نصف دينه)).

وإنّ خلق الله سبحانه الزوجين الذكر والأنثى لينسجما ويعيشا في تكامل في مختلف نواحي حياتهما لآية رائعة ومذهلة من آيات الله سبحانه لو تأملها الإنسان حق تأمله، كما قال سبحانه: [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ].

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWe

 
2021/01/23

’ابنك يكذب’ عليك.. هذه طرق تساعدك لمعرفة الحقيقة!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

يمثل التواصل بين الأولياء والأطفال مادة خصبة تحتاج للدراسة والتفكير، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكذب والخداع في هذه المرحلة الحساسة التي سينتقل فيها الطفل إلى مرحلة النضج.

وعادة ما ينطوي هذا الموقف على مسائل أعمق، على غرار مشاكل السلوك أو الاضطرابات العاطفية أو صعوبات التواصل العائلي.

ويمكن لتحديد الأكاذيب المستمرة عند المراهقين في الوقت المحدد أن يكون مفتاحا لمنع ظهور مشاكل سلوكية. وفي تقرير للكاتبة إلينا مارتينز بلاسكو، نشرته مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية، بعض الطرق التي تساعدك على معرفة ما إذا كان ابنك لا يقول الحقيقة.

متى تدرك أن المراهق يكذب؟

في بعض الأحيان، يتجنب الوالدان التحدث إلى الابن بسبب خوفهما من أن يكذب دون أن يدركا أنهما بهذه الطريقة غضا الطرف عن المشكلة. وفي الوقت ذاته، يشعر الطفل بنقص الثقة به ويتجنب الحديث معهما.

من هذا المنطلق، تصبح هناك مسافة تكبر تدريجيا بين الوالدين والطفل ويتحول الإشراف الأبوي إلى مهمة شاقة. وعلى المدى الطويل، وفي حال لم يتم حل هذه المشكلة، فقد ينتج عن سلوك المراهقين هذا صعوبات فيما يتعلق ببيئتهم والسلوك العدواني وفقدان التحكم في النفس.

لهذا السبب، تكمن الخطوة الأولى في معرفة ما إذا كان طفلك المراهق يكذب عليك بشكل منتظم، أم لا. وإذا حدث ذلك، فربما حان الوقت لحل المشكلة واستعادة العلاقات الجيدة بين الآباء والأبناء.

إليك بعض المؤشرات

عادة الكذب لدى المراهقين قد تخفي مشاكل أخرى، لذلك، من المهم أن نعرف مؤشراتها من أجل التدخل في الوقت المناسب وبطريقة صحيحة. فعندما يبالغ الابن في رواية قصة حدثت معه فقد يدل ذلك على أنه يخفي أمرا ما. كما أنه غالبا ما يلجأ إلى الأكاذيب المروعة ولا يخبر والديه بالأشياء التي تحدث معه في المدرسة، سواء بشأن المعلمين أو نتائج الاختبار.

إضافة إلى ذلك، لا يخبر هؤلاء الأطفال آباءهم سوى بجزء من القصة التي يُسألون بشأنها.

لغة الجسد

في اللحظة التي نتحدث فيها مع أبنائنا، يكون باستطاعتنا أن نبحث عن بعض الإشارات في لغة الجسد. مثلا، إذا تجنب الطفل النظر في عيني والديه، فذلك دليل على أنه ليس بصدد قول الحقيقة. وفي حال كان يتهرب بنظره إلى اليمين، فهو إشارة إلى أنه يفكر في شيء ما، مما يرجح أنه يكذب أيضا. كما يمكن أن يكون التوتر الذي يظهر في صوته أو تعرق يديه دليلا على كذبه.

كيف يعبر عن كذبه؟

عندما تسأل طفلك سؤالا يمكنك أيضا الانتباه إلى طريقته في التواصل. فمن غير المتوقع أن يجد صعوبة في التعبير عن شيء عاشه حقا. في المقابل، عندما يكذب فهو يواجه صعوبات في الحديث وغالبا ما يكون مضطربا. بهذا الصدد، إذا كان طفلك يكذب فقد تلاحظ أنه يكرر الفكرة ذاتها مرارا، أو يقدم تفاصيل كثيرة عن الموقف الذي مر به، مما يعني أنه يبحث عن تبرير غير واقعي.

الصعوبات العاطفية

غالبا ما ينم كذب المراهق عن مشاكل تتعلق باحترام الذات وصعوبة في التواصل أو انعدام الاهتمام. لذلك، من المهم جدا مواجهته من خلال التواصل الجيد. فخلال هذه المرحلة، يشعر الطفل بأنه تقدّم في السنّ ويريد تجربة كل شيء. لكن، إذا استمر في الكذب، فقد تكون المشكلة متعلقة بالجانب العاطفي.

وفي كثير من الأحيان، يعاني المراهق الذي يكذب من صعوبات عاطفية، من قبيل تدنّي احترام الذات، أو أنه يمر بمرحلة اكتئاب أو توتر أو شعور قوي بالوحدة. وعندما يكذب فهو يرغب في إظهار شخصية غير شخصيته، أو أنه يفضل عدم إثارة قلق والديه وإظهار قدرته على حل مشاكله بنفسه.

واختتمت الكاتبة بالإشارة إلى أن اكتشاف أكاذيب أطفالنا في الوقت المناسب بالغ الأهمية، لأننا بهذه الطريقة يمكننا منع أي سلوك سلبي من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بعلاقته مع أسرته أو يمس من ثقة الأسرة به. كما من شأن ذلك أيضا أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية للطفل.

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWe


المصدر: الصحافة الإسبانية/ نقلاً عن الجزيرة

2021/01/21

كن صبوراً: 6 طرق لتتعامل مع الزوجة ’العنيدة’

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

قد يواجه الزوج تحديات كبيرة مع الزوجة العنيدة، لأن العناد صفة لا تجلب إلا كثير من الخلافات والمشاكل، كما أن العناد يحول دون استقرار الحياة الزوجية، فكيف يمكن للزوج حل هذه المشكلة، وهل توجد طرق فعالة للتعامل مع الزوجة العنيدة؟

على الزوج أن يكون حكيما في التعامل مع الزوجة العنيدة، وأن يبحث لإيجاد طرق فعالة للتعامل مع الزوجة حتى تستقر الحياة الزوجية ولتخلو من المشاحنات والخلافات، ومن الطرق الفعالة التي تجدي نفعا في التعامل مع الزوجة العنيدة ما يلي:

الصبر عليها

لابد من الصبر على الزوجة العنيدة ومساعدتها ودعمها، وخصوصا إذا كانت تتمتع بصفات طيبة ومميزة لها عن غيرها من النساء، لأن صبر الزوج على الزوجة العنيدة أول الطرق الفعالة التي تجدي نفعا كبيرا في التعامل معها.

التقرب منها والإنصات إليها

يدخل في طرق فعالة للتعامل مع الزوجة العنيدة، التقرب منها والإنصات لها لمعرفة المزيد عنها ومعرفة ما يدور برأسها وما تمر به، وذلك لمعرفة سبب عنادها والبدء في إيجاد حلول فعالة.

الاهتمام بها

الاهتمام يأتي ضمن أهم طرق فعالة للتعامل مع الزوجة العنيدة، لأن عناد الزوجة في كثير من الأحيان قد يكون بسبب عدم اهتمام الزوج بزوجته، ولذلك تخالف وتعاند بهدف لفت انتباه الزوج إليها.

الاحتواء

الاحتواء من الطرق الفعالة للتعامل مع الزوجة العنيدة، لأن احتواء الزوج لها قد يجعلها في حالة جيدة، لأن عناد الزوجة قد يكون بسبب بعد الزوج عنها وفقدانها لعطفه واحتوائه.

تجنب إجبارها على أمر ما

في كثير من الحالات يكون سبب عناد الزوجة مع زوجها بسبب إجبارها على أمر ما وعدم ترك الفرصة لها لاختيار ما تريده وما تقرره، ولذلك تلجأ الزوجة إلى عناد الزوج للفت نظره إلى حقها في إبداء الرأي والاختيار.

الحديث معها

ينبغي أن يتحدث الزوج مع الزوجة العنيدة بلطف وصدق، وأن يخبرها صراحة بما لا يحبه منها، وليخبرها بعواقب عنادها على علاقتها به وعلى حياتهما الزوجية معا، وأن يحاول أن يخبرها أيضا بأنه موجود لمساعدتهما على التغلب على عنادها، والحفاظ على استقرار الحياة الزوجية.

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWe


المصدر: مواقع الكترونية

2021/01/20

في ظل الأزمة المالية.. كيف نحافظ على ميزانية الأسرة؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

كتبت جنان الهلالي: الحفاظ على ميزانية الأسرة في ظل الاضطراب المالي

تنظيم سلوك الإنفاق للأسرة وإعادة هيكلية الإنفاق العام هي خطة مالية تساعد أفراد الأسرة على استثمار أموالهم بأفضل طريقة ممكنة، فهي تحدد مصادر الدخل، وتساعد على تخطيط وتحديد الأولويات في المصروفات. وهي أيضًا طريقة استعمال الفرد والأسرة للدخل في فترة زمنية محددة قد تكون سنةً أو شهرًا أو أسبوعًا. وبهذا تضمن الأسرة عدم تأثر دخلها عند حدوث الأزمات الإقتصادية.

ولا يُقصد بتخطيط الدخل التقتير بل التوازن المالي. يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾. إن الأسراف آفة نهى الله عنها في كتابه الكريم ونبذ البخل واختار للمؤمن الحل الوسط بينهما ألا هو استرشاد الأستهلاك. فالقرآن لم يغادر صغيرة أو كبيرة إلا وبيّنها لنا. فالتخطيط الإداري له إيجابيات كبيرة تصب في مصلحة الأسرة.

ويضع خبراء المشكلات الزوجية ميزانية الأسرة في مقدمة الموضوعات الزوجية؛ نظرًا لما يترتب على اضطرب الميزانية من مشكلات أسرية.

وتعد الميزانية وطريقة تنظيمها من الأمور الهامة التي تشغل بال العديد من الأسر، وذلك لما لها من آثار على حياة الأسرة واستقرارها الإجتماعي، والعاطفي، والمالي، خاصة إذا كان لديها العديد من الالتزامات، مثل موسم المدارس والأعياد، ما يحتاج إلى خطة للإنفاق والإرشاد.

لأنها تقدم بيانات مالية واضحة خلال فترة زمنية محددة، كما أنها تنظم المصروفات والمدخرات، وتقلل حجم الخسائر والعجز المادي. ومن أهم عوامل نجاح الإنفاق الرشيد للأسرة، المساحة التي يصنعها أفراد الأسرة والتفاهم حول ذلك، والتي تعتمد على التخطيط السليم للمصروفات وترتيبها وفقاً للحاجات الأهم والأساسيات، ثم الرغبات ومراعاة الجوانب التي تتعلق بالأسعار، ومناسبتها وبدائلها وجودتها ومواصفاتها، وتأجيل ما تدعو الحاجة لتأجيله. وتعاون أفراد الأسرة في مساعدة الأب الذي هو في موضع القيادة في نجاح خطة الميزانية المعد لها وموافقة الجميع في نجاحها.

ومن المهم أيضاً العمل على إعطاء الجوانب الترفيهية جزءاً من عمليات الإنفاق كمرحلة لاحقة، نظراً لأن الجوانب الترفيهية تسهم في إضفاء السعادة والثقة العائلية في جوانبها السلوكية والثقافية.

وتعتمد طريقة إعداد ميزانية المنزل على أساسيات تحديد الدخل الشهري الذي يحصل عليه أفراد العائلة، ثمَّ يجب تسجيل النفقات والمبالغ المادية المتبقية في نهاية كل شهر، وتبدأ الميزانية الناجحة من خلال تدوين البيانات بدقة في الجداول أو المفكرة، كما يمكن تحميل البرامج من  على جهاز الحاسوب أو الهاتف المحمول للاستفادة من الخطط المالية، لتسجيل جميع الفواتير والالتزامات المادية الخاصة بكل شهر. وتحديد فئات نفقات المنزل: مثل الإيجار العقاري، والفواتير المختلفة؛ كالكهرباء، والاتصالات، والضرائب وتسديد القروض والمياه. ثم نفقات المعيشة: كالمواصلات، والطعام، والمنتجات الخاصة بالنظافة والعناية الشخصية، والملابس. نفقات اجتماعية: مثل فواتير المطاعم، والرحلات الترفيهية، ومصاريف الأعراس، والحفلات الخاصة.

وبشكلٍ عام تعتبر هذه المصاريف من المصاريف المتغيرة؛ حيث يُمكن تغييرها حتى تتناسب مع نمط حياة العائلة ومن المهم أيضاً إدراج قائمة للمدخرات: تسجيل فيها مبالغ يُستغنى عنها ووضعها كمدخرات للاستفادة منها في المصاريف المستقبلية أو حالات الطوارئ.

وبعد الانتهاء من تحديد فئات ميزانية المنزل يجب تدوين المبلغ الكلي الذي تمَّ الحصول عليه خلال الشهر من الراتب أو أي مصادر دخل أخرى، ثمَّ كتابة مجموع كل النفقات في عمود بجانب الدخل، وبمقارنة المبلغ الكلي مع مجموع النفقات يُمكن التنبؤ بنجاح الميزانية. تعديل بيانات ميزانية المنزل بعد حصر جميع البيانات الخاصة بميزانية المنزل في مكان واحد، يُصبح من الضروري التعرف إلى الأنماط الظاهرة في الميزانية، فمثلاً يجب تحديد نسبة المصاريف المنزلية مقارنة بالمصاريف الإجتماعية، وتقييم إذا ما كان الإنفاق على الرحلات والوجبات أكثر منه على الأمور الأساسية والضرورية، كما يجب النظر في مقدار المال المتبقي من الدخل الشهري، أو إذا كان حجم الإنفاق الشهري أكبر من حجم الدخل الشهري؛ لأن الإجابة عن جميع هذه الأمور وملاحظتها يُؤدي إلى وضع ميزانية فعالة.

يجب اتباع ميزانية مرضية، فبدلاً من التذمر لأن الميزانية لم تكن مجدية خلال شهر معين، يُفضل إنشاء نظام حوافز خاص بميزانية المنزل للمساعدة على التمسك بالخطة، فمثلاً إذا استطاع الفرد توفير مبلغ معين خلال أسبوع، أو تقليل حجم الإنفاق على الأشياء غير الضرورية خلال فترة زمنية معينة يُمكن مكافأة نفسه بشراء حلوى للعائلة، أو شراء بعض احتياجات الأسرة.

ولتحقيق الهدف الأساسي من الميزانية يجب إعدادها بحسب المبادئ والقوانين الإدارية والمحاسبية المعروفة، وتبويب عناصرها، وعرضها بأسلوب يحقق أقصى ما يمكن من الفائدة.

فالتخطيط السليم للميزانية خطوة مهمة وحضارية تبعد الأسرة عن توترات الأزمات المالية والتقشفية على مدى بعيد. ومما لا شك فيه أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها، سوف تحقق أهدافها.

ولابد أن تكون هناك ثقافة مالية في كيفية الإنفاق إذ من المهم تعزيز قدرات الوعي الاستهلاكي، من خلال الوسائل الإعلامية في أماكن العمل والمدرسة والبيت، وزرع هذه القيم الإقتصادية لدى الأطفال منذ وقت مبكر وضبط السلوك الاستهلاكي غير المبرر، مشدداً على أن نجاح ذلك يؤدي إلى تفاهم الأسرة، لذلك نجد أن الكثير من الأسر ذات الدخول المتوسطة ساهمت في بناء أسري ناجح للدخل والإنفاق ومنحها بالتالي هذا البعد بالادخار والاستثمار الجيد وأصبح أفرادها يملكون المنازل ولديهم استقرار مالي، وهذه المميزات، ما كان لها أن تتحقق لولا الثقافة الاستهلاكية الجيدة.

لذا، ينبغي مراعاة إمكانات الأسرة واتباع نظام الإنفاق السليم من حيث عدم زيادة مقدار المنفق على الدخل وتوزيع الدخل قدر الإمكان على أبواب الإنفاق.

لابد أن توضع خطة شاملة وكاملة لمدة عام والالتزام بكافة البنود، ووضع بند للطوارئ وبند للأعياد والمناسبات الاجتماعية، وبند آخر لمصروفات المدارس والتعليم ويكون على رأس هرم الأولويات للخطة هو إمكانات الأسرة والإنفاق في حدود مايدخل للأسرة من أموال شهرياً.

حتى لا تلجأ العائلة للإقتراض، وتتراكم عليها الديون. ووضع خطة بديلة في حين طرأ شيء على الميزانية الموضوعة، لأن التخطيط السليم سوف يجعل الأسرة تحقق أهدافها.

وتلعب ربة المنزل دوراً مهماً في إسعاد أسرتها، وذلك بإدارتها الحكيمة لشؤون المنزل وتدبير مصروفاته وصحة أفراده. من خلال دعمها للزوج في نجاح الخطة والصبر حتى حصول استقرار مادي للأسرة.

ثم الإستفادة من فرز المال المتبقي للإدخار إن وجد في تلبية حاجيات الأولاد والسلع الضرورية. وتعويد العائلة على نظام المكافأة أي بعد تقليل المصروفات اليومية خصم مبلغ منه كشراء حلويات أو بعض الرحلات الترفيهية، أو يمكن دعوتهم للعشاء خارج المنزل.

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWeb


نقلاً عن بشرى

2021/01/19

حل ’سحري’ للكثير من الخلافات الزوجية!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

يقول أحد علماء الدين وهو أستاذ فقيه عالم متمرس في العلوم الدينية، في بداية زواجي كنتُ ألاحظ على زوجتي اهمالها في شؤون البيت وكنتُ اغتاظ منها بشدة وهي عروس، وأطلب منها أن تعتني بنظافة الدار والطبخ وكل مستلزمات الأسرة فكانت تغضب بشراسة وتعاندني بشدة فتثير غيظي وأزداد فظاظة وأترك الدار ذاهباً إلى الدرس، وفي طريقي هدأت بعض الشيء وأخذتُ أفكر ملياً مؤنباً ذاتي، مذكراً نفسي بموعظة (كيف أعلم الناس تعاليم الدين وأنا فظ مع زوجتي).

فتأسفتُ وندمتُ فليس هذا من شيم المؤمنين العرفاء، بدأتُ أغير أسلوبي ومنهجي في المعاملة فعدتُ أدللها كالأطفال، وامتنعتُ عن أسلوب الاوامر الغاضبة، فوجدتُ زوجتي انسانة أخرى، ألطف وأرق مما كنتُ أتصوُر، إذ أخذت تلين وتندفع بكل حماس لتنظيف الدار ورعاية بيتي حباً وكرامة، وأظهرت لي حباً وتجاوباً دافئاً غمر حياتي بسعادة وبهجة.

إنّ التنازل في العلاقة الزوجية هو الحل المناسب للكثير من الخلافات فيما بين الشريكين لأنه يجنبهما تفاقم المشاكل التي قد تصل في ذروتها إلى الطلاق، لكن لا يتقن جميع المتزوجين كيفية التنازل خاصة الأزواج الذين يتصفون بالعناد إلا أنّ الزوجة الناجحة هي التي تجيد التنازل لكي تكسب عقل وقلب زوجها وتدرك كيفية التصرف معه وهكذا تهنأ بحياة زوجية سعيدة، فكيف تجيدين هذا التنازل؟

التحكم بردة الفعل

أول خطوة يجب أن تتعلمها الزوجة في كيفية التنازل هي ضرورة التحكم في ردود فعلها أثناء النقاش مهما كان حاداً، ومشكلة بعض النساء أنهن يعتقدن أنّ الزواج منافسة بين رجل وامرأة لفرض كل منهما رأيه على الآخر بل على العكس تماماً فإنّ الزواج توافق وتعايش وشراكة تفرض على الشريكين التنازل، لذلك يجب التحكم بردود الفعل وتجنب زلّة اللسان التي تؤدي إلى تفاقم أكثر في المشادات الكلامية خاصة إن كان الزوج عصبي الطباع ولا يحتمل سماع أي كلمة عند غضبه، ومن هنا يجب أن يكون هذا هو أسلوب الزوجة دون أن تفتقد القدرة على السيطرة لكي تحافظ على علاقة زوجية ناجحة.

الإصرار العشوائي

لا تكوني مثل تلك المرأة العنيدة التي تصر على الاستمرار في الخلاف وإعادة النقاش في المواضيع الحساسة التي تزعج الزوج فهذا يستفزه ويعقّد الأمور بين الزوجيْن أكثر وحتى لو كان لدى الزوجة طلب وترى أنه من حقها يمكنها الدفاع عن ذلك والمطالبة به لكن باختيار الوقت المناسب وهذا ما يتطلب منها بعض التنازلات في تأجيل الحديث في أمر ما كما يجب عليها التنازل عن الإصرار والعناد العشوائي غير المدروس لكيلا تخسر زوجها.

لا تتركي الموضوع الرئيسي للخلاف

يجب أن تقدّم الزوجة بعض التنازلات من أجل إدارة الخلافات الزوجية بطريقة لا تؤدّي إلى تدهور العلاقة وهنا من المهم عدم ترك الموضوع الرئيسي للخلاف والتطرق إلى موضوعات أخرى.

للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWeb


نقلاً عن بشرى

2021/01/18