العدو الصامت: كيف يمنحنا الدين المناعة ضد «الاكتئاب»؟

لابد من التفريق بين علاج الاكتئاب كمرض نفسي، وبين معالجة الأسباب التي تؤدي لهذا المرض، فالمريض بالاكتئاب يتم معالجته عبر مراجعة الأطباء المختصين بوصفهم الجهة القادرة على تشخيص الحالة المرضية والدواء الذي يناسبها.

[اشترك]

أما معالجة أسباب الاكتئاب فتتم من خلال تقديم توصيات عامة تساعد الإنسان على فهم الحياة وكيفية التأقلم معها سلوكياً ونفسياً، وهنا يكون للدين حضوره المؤثر من خلال ما يقدمه من تعليمات وتوجيهات في الجانب العقائدي والمعرفي أو الأخلاقي والسلوكي، وبالتالي لا يكون الدين بديلاً عن الطب النفسي أو منافساً له وإنما يكون داعماً ومكملاً له، وعلى ذلك لا نتوقع من الدين تقديم وصفة علاجية لمن هو مريض بالفعل، بل الواجب في هذه الحالة هو مراجعة الأطباء المختصين، فهناك سلسلة من الإجراءات والأدوات المناسبة التي يتبعها الطبيب لمعالجة الاكتئاب، وعليه فإن كل ما نتوقعه من الدين هو تقديم رؤية حياتية تحصن الإنسان من الوقوع في الاكتئاب.

 وللوقوف على الدور الإيجابي للدين فيما يصيب النفس من اكتئاب وتوتر وعدم استقرار، لابد من الوقوف على الأسباب التي تؤدي لحدوث هذه المشاكل النفسية، فلو ثبت أن الدين يقدم معالجات حقيقة لتلك الأسباب حينها يمكننا الجزم بدور الدين في تحصين الإنسان من الأمراض النفسية.

وهنا يجب الإشارة إلى أن الأسباب التي نبحث عنها لا تتعلق بالظروف الخارجية فحسب، وإنما تتعلق بالأسباب النفسية التي تجعل البعض يتأثر سلباً بتلك الظروف، ومن المؤكد أن البحث عن هذه الأسباب ليس بالأمر السهل لاختلاف المختصين في علم النفس حول تحديد طبيعة تلك الأسباب النفسية، فهناك مدارس ونظريات متعددة ولكل واحدة منها تشخيصاتها الخاصة للأمراض النفسية، ومن هنا سوف نكتفي بالرؤية العامة بعيداً عن التفاصيل التي تمثل مورد اهتمام للدارسين لعلم النفس، ويبدو أن المدرسة التحليلية التي بدأت مع فرويد شكلت الأساس لكثير من الدراسات الجدية لتركيبة النفس الإنسانية، ومع أن نظرية فرويد اختصرت الإنسان في جانبه الغريزي إلا أنها أشارت إلى تأثير العقل الباطن في خيارات الإنسان السلوكية، حيث حمّلت المدرسة التحليلية لفرويد اللا شعور والعقد الكامنة في الإنسان مسؤولية وضعه النفسي، أي ما نراه من سلوك واعٍ هو تعبير عما لا نراه من سلوك لا واعٍ في الباطن، ومع أن هذه المدرسة امتلكت قدرة تحليلية مقدرة إلا أنها لا تعكس رؤية فلسفية شاملة لها القدرة على تفسير كامل للإنسان؛ وذلك لكونها غفلت عن الجانب الروحي واختصرت الإنسان في مجموعة من الغرائز البدائية، وبخاصة الغريزة الجنسية التي أرجع إليها فرويد كل الأسباب المؤدية للاضطرابات النفسية، وفي ذلك إهمال متعمد لعوامل البيئة والثقافة وجميع مؤثرات المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، وقد التفت العلماء لهذا القصور فعملوا على تطوير المدرسة التحليلية بحيث تستوعب جميع هذه الأسباب، ولذا اعتبر روادها الجدد إن المشكلة النفسية تعود إلى خليط بين الثقافة واللا شعور، واعتقد آخرون أن المحرك الأساس للازمات النفسية هو الثقافة والتنشئة الاجتماعية، وهكذا بدأ علم النفس التحليلي يوسع دائرة الأسباب كما يوسع تبعاً لذلك أساليب العلاج، فكان من الطبيعي أن تصبح تقوية الروح والإرادة الإنسانية من العوامل المهمة لعلاج الأمراض النفسية، وهنا تجذرت مدرسة جديدة قائمة على العلاج بالمعنى، أي تحفيز النفس الإنسانية بمعاني إيجابية وبنظرة متفائلة للحياة، وهذا الأسلوب مستخدم بالفعل لعلاج الاكتئاب في المطبات النفسية، ومن هذه الزاوية يدخل الدين ليس بوصفه محصناً من الاكتئاب فحسب وإنما مساهماً أيضاً في عملية العلاج الإيحائي لما يقدمه من رؤية حياتية تمنح الإنسان الاستقرار والتوازن، فللدين قدرات خاصة للتحفيز الإيجابي من خلال رسم معاني جديرة بالاهتمام في ما يخص الحياة، فأقل البشر عناءً وشقاءً هم الذين يمتلكون معنى يدفعهم إلى الاستمرار في الحياة، وحقيقة الدين قائمة على توسيع إطار الحياة بحيث لا تتوقف عند حدود المادة وما فيها من عناء، وإنما يجعل من الحياة رؤية متكاملة تستوعب أيضاً القيم السامية والأهداف العالية، وبذلك يتمكن الإنسان من تجاوز كل عقبات المادة وضغوطاتها، كما أن الارتباط بالله بوصفه المهيمن على الوجود والقادر على كل شيء يورث الإنسان ثقة عالية لا تدعه يستسلم للإحباطات، أما من يعتقد أن الحياة نتاج لتقلبات الطبيعة وإن المادة هي المتحكمة في مصير الحياة، لا يجد سبيلاً غير الاستسلام والخضوع للحوادث الطارئة والظروف القاهرة، ولا شك في أن من يخيم عليه هذا التفكير سوف تتحول حياته إلى جحيم، قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) وهذا بخلاف من ينطلق في الحياة من وحي الإيمان بالله تعالى، حيث يكون متحدياً لكل قيود الحياة ومتجاوزاً لكل ما يقال عنه حتميات، وكلما ازداد الإنسان وعياً بهذه العقيدة كلما ازداد عزماً ونشاطاً واستقامة، فحياة الإنسان مليئة بالعقبات التي تحيط بواقعه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ولا يمكن للإنسان تجاوزها مالم يكن مشبعاً بالأمل في الله تعالى ومعتقداً في قدرته على كل شيء، وبذلك يكون الدين بشكل العام والإسلام بشكل خاص هو الذي يلهم الإنسان آليات التحدي والتغيير للواقع، وذلك من خلال بث روح المثابرة والصبر على المعانة والإصرار على بلوغ الغايات، ومن هنا فإن الدين له أهمية بالغة في خلق السكينة للنفس، والوعي للعقل، والعزيمة للإرادة،  قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وقال تعال: (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)

وفي المحصلة أن الدين يقضي على أسباب التوتر والاضطراب قبل حدوثها، وذلك ببناء شخصية واعية للحياة ومتأملة في الله وعونه وتوفيقه، وبذلك يصبح الدين بكل ما فيه من عقائد وتشريعات وصفة تمنع المؤمن من الوقوع في الأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب.

2022/10/24

كيف أتعامل مع الشخصية الغيورة؟

يقول أحدهم: صديقي في العمَل غيور جدًا ولا أشعُر أنّه يكون سعيداً في إنجازاتي، بالرغّم من أنّه يُخبرني دومًا أنّه فخورٌ بي، كما أنّ مُعظم أحاديثه عن إنجازات زُملائنا الآخرين، ولا يُركّز على حياته وإنجازاته بالعمَل بالرّغم من أنّه شخص مُميّز، كيف يُمكن أن أتعامَل معه بالطريقة الصحيحة؟ وهل يُمكن أن يتجاوَز هذه الغيرة؟

[اشترك]

كيف أتعامل مع الشخص الغيور؟

إذا كنت تشعُر أنّك تكافح أثناء التعامل مع الشّخص الغيور في حياتك، فتابع التوصيات الآتية:

لا ترُد إساءته بإساءة

حاول دائمًا أن ترُد على الانتقادات والكلام الجارح الذي يُوجّهه لك الشخص الغيور بإيجابيّة، وحاوِل ألا تنزعج من كلامه واجبر نفسك على البقاء إيجابيًا والبقاء صادقًا مع نفسك، فمثلًا يُمكنك أن تبتسم له ابتسامة خفيفة تُشعره أنّك لم تتضايق أو تتأثّر بكلامه حتّى وإن تحدّث عنك من وراء ظهرك.

اسأله عن حياته واجعله يشعُر أنّه مميز أيضًا

إذا كان صديقك غيوراً فلا تجعل نفسك محور الحديث دومًا، بل اسأله عن نفسه وعن حياته وأنشطته وعمله ودراسته وقُم بمديحه وأشعره أنّه شخص مُميز لكي يُركّز على حياته ويتوقف عن الغيرة من الآخرين.

لا تتأثّر في كلامه السلبي

لا تتأثّر أبدًا فإنّ غيرة هذا الشخص منك لا علاقة لها بك، بل كن واثقًا من نفسك، ولا تسمح لشخص غيور بالتأثير على ثقتك بنفسك أو إثارة الشك في داخلك، واستمر في فعل ما تفعله بكل ثقة وذكّر نفسك بأنه يشعر بالغيرة منك لأنك تفعل شيئًا جيدًا.

تجاهَل تعليقاته البغيضة

على الرغم من صعوبة تجاهُل الكلام البغيض والانتقادات الجارحة، حاوِل أن تتجاهل قدر المُستطاع، فالتّجاهل سيجعل الشخص الغيور يتوقّف عن رمي الكلام المُؤذي.

تجنّب الاختلاط فيه

حاوِل أن تبتعد عن الجلسات والتجمّعات التي يتواجد بها هذا الشخص، فإذا كان يتواجَد في مكانٍ ما تجنّب الذّهاب إليه، وإذا كان هذا الشخص صديقًا لك على مواقع التّواصل الاجتماعي حاوِل أن تحذفه من حسابك، وذلك لكي لا تسمح له بالتّمادي وكتابة أي تعليقات أو رسائل ذات كلام مؤذٍ وجارح مليء بالانتقاد والغيرة.

واجِهه إذا تمادى في حقده تجاهك

يُمكنك أن تقابل الشخص الغيور وجهًا لوجه في حال تمادى في حقده تجاهك ولم تعد تحتمل ذلك، ولكن حاول أن تواجهه وأنت هادئ، وتجنّب المواجهة أثناء غضبك منه وعصبيتك.

على سبيل المثال إذا كان زميلك في العمل دائمًا يُبرِز أخطاءك أمام مُديرك في العمل، فتواصل معه واسأله عن سبب هذا الموقف، وأخبره أنّك تشعُر بالسّوء من تصرّفاته هذه وأنّك تُحاول أن تكون إيجابيًّا، وتحظى ببيئة عمل هادئة مليئة بالسلام.

ساعِده وعاوِنه على التّحسن من نفسه

يُمكنك أن تُساعِد الشخص الغيور على التّحسين من نفسه وتجاوُز مشاعر الحقد والغيرة التي بداخله، ولكن عندما تنصحه لا تمدح نفسك أمامه لكي لا تُعزز الشّعور بالغيرة لديه.

عنود الخريشه

2022/10/22

ما المقصود بـ ’حُسن التبعّل’؟

المراد من حُسن التبعُّل هو التودُّد للزوج، ومطايبتُه في الحديث، والتزيُّن له، والمعاشرةُ له بأحسنِ ما تكون عليه المعاشرة، وأداءُ حقوقِه تامَّة غيرُ منقوصة، وأنْ لا تُكلِّفه ما لا يُطيق بل تُعينه على نوائبِ الدهر.

[اشترك]

رُوي عن النبيِّ (ص) أنَّه قال: "مَن كان له امرأةٌ تُوذيه لم يقبلِ اللهُ صلاتَها ولا حسنةً من عملِها حتى تُعينه وتُرضيه وإنْ صامت الدهرَ وقامت واعتقت الرقابَ وأنفقت الأموالَ في سبيل الله، وكانت أوَّل ما ترد النار".

ثم قال (ص): "وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً، ومَن صبر على سوءِ خُلق امرأتِه واحتسبهُ أعطاهُ اللهُ بكلِّ مرَّةٍ يصبرُ عليها الثوابَ مثل ما أعطى أيَّوب على بلائه، وكان عليها الوزرُ في كلِّ يومٍ وليلة مثل رملِ عالج، فإنْ مات قبل أنْ تعقبه وقبل أنْ يرضى عنها حُشرت يوم القيامة منكوسةً مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

ومَن كانت له امرأةٌ ولم تُوافقه ولم تصبرْ على ما رزَقَه اللهُ وشقَّت عليه وحمَّلته ما لم يقدرْ عليه لم يَقبلِ اللهُ لها حسنةً تتقي بها النار، وغضبَ اللهُ عليها ما دامت كذلك"(1).

 الهوامش: 1- وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج20 / ص163-164.
2022/10/20

جهد مع تذمّر للحصول على الراتب.. لا تجبروا أولادكم على دراسة ’الطب والهندسة’!

 

لا يمكن إلا أن يحس الآباء بفخر عظيم عندما يسأل ضيف أتى لزيارتهم أبناءهم: "ماذا تريد أن تصير مستقبلا؟"، ليجيبه: "طبيب، مهندس أو طيار"، ولطالما أحسسنا جميعا بالفخر سواء كنا آباء أو لم نكن عند رؤيتنا لطفل صغير يضع أذنه على بطن دمية وهو يلعب دور الطبيب للتأكد من حالتها الصحية، أو يسوق عربة صغيرة ويدعي أنها طائرة ستقلع بعد لحظات.

[اشترك]

لحظات مررنا منها جميعا ذات يوم عندما كنا نحلم بالمستقبل وبالمهن التي سنتمناها عندما نصير ناضجين، منا من حقق أحلامه ومنا من لم يصب وما زال يحاول جاهدا، ومنا من حقق حلمه فصار ما أراد له والداه وما أراده هو عندما كان طفلا، لكنه للأسف ليس سعيدا، أي إن العلاقة التي تجمع بينه وبين عمله ليست إلا علاقة واجب يغلب عليها التذمر عندما يخيم الملل وتطول ساعات العمل فيحس الشخص أنه مرغم على بذل الجهد من أجل الحصول على راتب، وتلبية حاجياته وحاجيات الأشخاص الذين يعيلهم، فما إن تنتهي ساعات العمل وتدق الساعة المنتظرة حتى يحلق من مكتبه كالطير الذي كان مقيدا لساعات طويلة داخل قفص لا يحبه البتة.

هكذا تعلمنا عندما كنا صغارا، أن نصير مهندسين أو أطباء أو طيارين وأن نحارب من أجل نقط عالية تخولنا دخول الجامعة كذا أو الكلية كذا، فما إن تقلّ نقطنا عن ذلك المعدل الباهر حتى نغطس في بركة من الاكتئاب والتحسر ولوم النفس لأننا لم نبذل الجهد الكفيل بتحقيق أهدافنا التي رسمها المجتمع في مخيلتنا منذ الصغر، فصارت إرادتنا نسخة لإرادة المجتمع، وصار طموحنا رهينا بمن يحيط بِنا.

إن الطب والهندسة والصيدلة وغيرها هي حقا من أشرف المهن التي يمكن للشخص أن يزاولها، كما أنها "ترفع من قيمة الشخص مجتمعيا" وتضعه في خانة أولئك الكادحين الذين ثابروا خلال سنوات من أجل الحصول على تلك المهنة وحمل ذلك اللقب، لكن ليس علينا جميعا ولا على أبنائنا أن يصبحوا كلهم كذلك، فكل إنسان لديه حيّز من الإبداع يمكن أن يُستثمر ويعطي نتائج جيدة جدا في المجالات كلها من فن وأدب وعلم اجتماع واختراع وإبداع وتجارة ومقاولة وغيرها من المجالات التي صار عصرنا محتاجا إليها أكثر من أي وقت مضى، خصوصا في ظل التغيير السريع الذي فرضته التكنولوجيا.

"كل إنسان عبقري.. ولكننا إذا حكمنا على عبقرية سمكة عن طريق قدرتها على تسلق شجرة، فستظل السمكة طيلة حياتها معتقدة أنها غبية" هكذا قال آينشتاين.

درس معي منذ سنوات شخص عادي جدا، لا يحرك ساكنا داخل القسم، كان متوسط النتائج، كثير الصمت، لطالما وصفه الأصدقاء بالخمول والعبط، كانت ملامحه سهلة النسيان كما أن صوته لم يسمع إلا نادرا، اكتشفت مؤخرا أن ذلك "الشخص العادي" وبعد حصوله على دبلوم في السياحة، أنشأ شركته الخاصة والتي أصبحت تقدم خدمات لشركات في العالم بأسره بعدما مضى على تأسيسها بضع سنوات فقط، سعدت بقدر ما تفاجأت عند علمي بالأمر، وتحسرت على تلك النظرة الدونية التي طالما رمقته بها حين كنت أظن أنه كسول، فالعبرة بالخواتيم فعلا ومن العبط جدا أن نحكم على شخص انطلاقا من فترة صغيرة في حياته دون أن تكون لدينا فكرة عن طموحاته وطريقة تفكيره.

معظم الذين عرفتهم خلال الفترة الجامعية والذين أصبحوا اليوم مهندسين وأطباء وأطرا عالية في إدارات مرموقة وشركات عالمية يعبرون اليوم عن أسفهم لاختيارهم، ويؤكدون أنهم لم يجدوا بعد العمل الذي يتناسب مع طموحاتهم ويشعرهم بالرضى حتى وإن اشتغلوا لساعات متأخرة من الليل، قلما وجدت شخصا راضيا عن نفسه وعن العمل الذي يقوم به.

وهذا يعزى بالأساس إلى المنظومة التربوية في مجتمعاتنا وعجزها عن توجيه ملايين التلاميذ كانوا بحاجة ماسة إلى شخص يوجههم، لكنهم لم يجدوا إلا أشخاصا يمجدون مهنة الهندسة والطب، ويحثونهم على دراستها وكأن العالم بأسره يجب أن يصبح مهندسا أو طبيبا ولا شيء دون ذلك، لكن الله خلق الناس وخلق بينهم تباينا في الفهم والإدراك والفطنة والذكاء، لذلك لا يمكن أن نفصل قوالب للناس على أذواقنا وندفعهم لامتهان مهن في حين أنه يمكن أن يبدعوا في غيرها.

تحدثت مع الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون جازمين أن توجيههم الدراسي كان فاشلا وأنهم يزاولون مهنا لا يشعرون بالشغف اتجاهها مطلقا، معظمهم يتمنى تغيير مهنته ودراسته وتوجهه، لكن الخوف من التغيير أقوى من الرغبة في التغيير، خصوصا وأن الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية تبجل الاستقرار وتذم التغيير، فغالبا ما تحبط الكثير من المبادرات الداعية إلى تغيير فكرة أو نمط عيش أو أسلوب ما لأن أغلبنا يجد راحته في الاستقرار، بعيدا عن روح المبادرة والمقاولة وما يصطحبها من ترقب ومغامرة ومخاطرة. والاستقرار في وعينا الجماعي غالبا ما يكون مهنة مع الحكومة أو شركة، منصب مرموق، بدلة أنيقة وراء مكتب لامع، إضافة إلى راتب جيد، لكن من لم يخاطر بشيء فلن يحصل على شيء مطلقا، خصوصا إن كان ذلك الشيء مهنة تبعث فينا الشغف.

لا ترغموا أبناءكم على أن يصيروا أطباء ومهندسين مستقبلا، دعوهم يختارون ذلك إن أرادوا هم ذلك، حاولوا أن تتداركوا أخطاء الماضي، أن تعلموهم الكثير من الأشياء، أن يقرؤوا الكتب ويتعلموا اللغات ويجيدوا فن التواصل مع غيرهم دون عراقيل، علموهم الثقة في النفس والقدرة على الإقناع، اجعلوهم يتذوقون الفن والعلوم والأدب على حد سواء، حاولوا أن تبثوا فيهم روح المبادرة وحب الاكتشاف ليفتح لهم العالم بابه على مصراعيه وتكون لديهم فكرة شاملة عن الكثير من الأشياء ليختاروا طواعية بعدها المجال الذي سيبدعون فيه، وأن يتحلوا بالشجاعة ويتداركوا الموقف في حال لم يصيبوا الاختيار، لأن الوقت دائما مناسب لعمل الصواب، شجعوهم على اختيار مهن يحبونها ولن يحسوا أبدا بمشقة وملل العمل.

 

2022/10/16

لقتل الفراغ.. هوس تربية الحيوانات يهدد الحياة الزوجية في بعض البلدان
انضمت الحيوانات الأليفة إلى لائحة أسباب الطلاق مع زيادة ملحوظة في عدد الدعاوى القضائية المرفوعة بين الأزواج، بسبب وجود حيوان في المنزل ومنحه اهتماما يكون على حساب الزوج والأبناء.

[اشترك] 

وشهدت محاكم الأسرة في عدد من البلدان العربية خلال الاشهر الماضية ثلاث دعاوى طلاق سببها الاختلاف بين الزوجين حول تربية الحيوانات، وينتمي المتنازعون فيها إلى طبقات اجتماعية متباينة.

رفعت زوجة (28 عاما) دعوى خلع بعد شهرين من الزواج بعدما اكتشفت ليلة الزفاف وجود كلب ضخم بالمنزل، ورغم تأكيدها لزوجها أنها تخاف إلا أنها فوجئت برده بأن الكلب أوفى منها وأنه تزوجها كي ترعاه، وعند شكواها من تواجده على سريرها كان مصيرها النوم على الأرض.

وكشفت دعاوى الطلاق والخلع المرفوعة بسبب الحيوانات أن هوس تربية الحيوانات ينتقل إلى مراحل معقدة داخل بعض الأسر، فدعاوى الطلاق تبدو غريبة على الأسر العربية، ومن بينها تهديد محاسب بقتل زوجته حال تسببها في نفوق كلبه، واعتراف آخر بحبه لجرائه أكثر من أبنائه.

ولم تتردد “ر.م” (27 عاما) في رفع دعوى طلاق، بعد 9 أشهر فقط من الزواج، لاعتداء زوجها المستمر على كلبها وتحوّل إيذائه إلى وسيلة لتفريغ شحنات الغضب، حال نشوب خلاف بينهما.

ويفسر مختصون نفسيون التعلق المفرط بالحيوانات خاصة القطط والكلاب بمرور الشخص بأزمات ومشكلات عنيفة في حياته خصوصا في مرحلة الطفولة، ولم يجد وقتها دعما من الأقران أو العائلة، ما يجعله يجد في علاقته بالحيوانات أمورا معنوية افتقدها مع الناس المحيطين به.

وتقول “ر.م” إنها استبدلت نوعية الكلاب التي تعودت عليها من فصيلتي دوبرمان وكوكيجن بأخرى صغيرة الحجم لا يمكن إيذاؤها، لكن زوجها يعارض رغباتها وفرض رأيه دون اعتداد بحاجتها النفسية لحيوان أليف كوسيلة لقتل الفراغ.

وتتزايد مبيعات الحيوانات الأليفة وتقبل عليها جل الطبقات الاجتماعية بغرض التسلية، وتركز الشراء أخيرا في فئة الشباب دون الأسر الكاملة التي كانت تأتي بأطفالها لانتقاء حيوان أليف والتعرف على كيفية رعايته.

ورفع خالد الذي لم يكمل الثلاثين عاما دعوى قضائية ضد زوجته لعدم استجابتها لنصيحة الأطباء بالتوقف عن تربية القطط والابتعاد عنها تماما، كي تستطيع تحقيق حلمهما بالإنجاب رغم تعرضها للإجهاض أكثر من مرة.

ويشير خالد إلى أنه حاول الحفاظ على أسرته لكن زوجته طالبته برعاية شؤون المنزل لانشغالها بمتابعة حالة قطتها أثناء الحمل أو بعد الولادة، وتحمله أيضا تكلفة الإنفاق على طعامها، وبلغ الخلاف بينهما درجة متقدمة انقطعت فيها سبل التواصل.

ويتقبل الكثير من الأزواج وجود حيوان أليف بالمنزل باعتباره وسيلة لتعليم الأطفال مسؤولية الاهتمام بحياة الآخرين وإكسابهم قدرات أفضل على التواصل مع العالم الخارجي.

ويحاول شباب عرب نقل ثقافة امتلاك حيوانات غير أليفة كالزواحف المنتشرة في دول أوروبية وغيرها، دون مراعاة الاختلافات في نمط المنازل وانتشار امتلاك الشقق السكنية الضيقة في المنطقة العربية، فهي ليست منازل كاملة وشاسعة تضم حديقة ملحقة.

ويؤكد “ع.س” أن زوجته غيّرت هوايتها إلى امتلاك طيور جارحة وتدريبها ووصل بها الحال إلى مهاجمته بصقرها أثناء مشاجرة بينهما، ما أصابه بجروح غائرة استدعت نقله لأحد المستشفيات لتلقي العلاج، ورفضت التخلي عن طيورها إلى أن حصل الطلاق ولم تتنازل عن ذلك حتى من أجل مصلحة أبنائهما الثلاثة.

وترتبط الرغبة في امتلاك حيوان أليف بربات البيوت أكثر من الرجال، ربما لدورها في ملء أوقات فراغهن أثناء غياب الزوج عن المنزل، أو مع كبر الأبناء واستقلالهم في إدارة شؤونهم، وتحتاج بعض السيدات بصورة فطرية إلى شيء يمنحنه الاهتمام والعناية.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع سامية خضر أن أحد أسباب الطلاق في بعض البلدان حاليا تتمثل في عدم القدرة على اختيار الشريك المناسب، وتقييم العناصر المشتركة بين المقبلين على العلاقة، فهوس الحيوانات يُعرف أثناء الخطوبة وأحيانا قبلها كإحدى هوايات الطرف الآخر، وأحيانا يتغاضى الطرف غير الراغب في اقتنائها عن الأمر على أمل تغييره مستقبلا، ولكن هذا الأمر نادرا ما يحدث.

ويقول الكثير من الأزواج إن الشغف لا يظهر إلا بعد مرور عدة أشهر من الزفاف، فالمشكلات تبدأ مع اعتياد أحدهما الخروج مع الحيوان إلى الحدائق والمنتزهات وترك الطرف الآخر بمفرده، وبعد إنجاب الأطفال قد يحرم أحد الزوجين من مشاعر الحب والحنان ولا يمنح الاهتمام والعناية الكافيين لأفراد أسرته أو يجعل تلبية احتياجات الحيوان لها الأسبقية عليهم.

وأضافت خضر أن صوت العقل يغيب عن بعض الأزواج المهووسين بتربية الحيوانات الأليفة، ما يجعل خلافا بسيطا حول اقتناء حيوان يصل إلى ساحات المحاكم، ويضيع مصير أطفال صغار لا يتم التفكير في مستقبلهم ومصيرهم عند التفكير في الطلاق، وقبل اتخاذ القرار، ويندم الطرفان غالبا على تسرعهما بعد سنوات قليلة.

المصدر: صحافة عربية
2022/10/12

دراسة مبشّرة: تعدد الزوجات يطيل عمر الرجال
كشفت دراسة جديدة، أُجريت مؤخراً في بريطانيا، أن تعدد الزوجات يطيل عمر الرجل بنسبة تصل إلى 12٪، ويؤدي إلى سعادته، بالإضافة إلى أن تعدد الزوجات يساعد الرجل على تحسين ظروفه المهنية والمادية، بحسب موقع Teller Report.

أفادت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة شيفيلد البريطانية، بأن الزواج من امرأة ثانية يمنح الرجل ثقة أكبر بالنفس وراحة، مما يمكِّنه من تحقيق جميع مشاريعه وأحلامه، وأن تعدد الزوجات سبب نسبي للسعادة وإطالة العمر وتحسين الصحة العامة للرجل، وكذلك حالته الجسدية.

وأشار الباحثون إلى أن تعدد الزوجات قد يكون سر الحياة السعيدة والعمر الطويل؛ من خلال الاطلاع على الإحصاءات التي أعدتها منظمة الصحة العالمية حول الدول التي تسمح بتعدد الزوجات والنتائج الإيجابية لذلك، بما في ذلك أن الزوج المتزوج من أكثر من امرأة يزيد عمره بنسبة 12٪ على أقرانه غير المعددين.

وأشارت الدراسة إلى أن الرجل الذي يتزوج أكثر من امرأة ولديه أسرة كبيرة؛ يتلقى رعاية أفضل، ويعيش لفترة أطول لعدة اعتبارات تمت مناقشتها بالتفصيل في الدراسة.

المتزوج يعيش أكثر من الأعزب!

قال الباحث "لانس وركمان"، المتخصص في علم النفس التنموي في جامعة Bath Spa البريطانية: "إذا كان لديك أكثر من زوجة واحدة تعتني بك، فهذا بحد ذاته يجعلك تعيش لفترة أطول، ونعلم أيضاً أن الرجل المتزوج يعيش أطول من الأعزب".

ذكر الباحثان البريطانيان "فرين إلبرغ" و"براون سميث"، في تصريحاتهما بخصوص الدراسة الجديدة عن الزواج الثاني، أن ارتباط الرجل بامرأة أخرى يزيد من شوقه لزوجته الأولى، وهذا يحسِّن علاقتهما الزوجية، ويُعيد نشاطها وودها مرة أخرى، والرجل بطبيعته يمل من العلاقة الزوجية بعد فترة، فيصاب بالفتور بينه وبين زوجته، الأمر الذي يُسمى "الصمت الزوجي".

الجدير بالذكر أن الدراسة شملت أكثر من 700 حالة من دول مختلفة ينتشر فيها تعدد الزوجات، وخلصت إلى أن الزواج الثاني للرجل يجدد علاقته بالأولى، ويزيل الملل واللامبالاة من حياتهما الزوجية، وبالتالي يستفيد الرجل وزوجته.

نهى سيد

[اشترك]

 

 

2022/10/10

زوجي يكشف أسرار بيتنا لأهلة.. ما الحل؟
يعد حفظ الأسرار بين الناس من علامات المروءة والنبل، وهناك من يتحلى بالقدرة على كتمها وآخرون لا يستطيعون، إلا أنها تتحول إلى أزمة كبيرة عندما ترتبط بالأسرار العائلية لتشتكي بعض الزوجات ممن يرتبطن بشركاء حياة يعتبرون إخبار الأهل بشؤون أسرهم وما يحدث فيها أحد حقوقهم عليهم.

[اشترك]

 لتتحول أدق التفاصيل وأحياناً أبسطها مكشوفة لكثير من الأشخاص، وهو ما يرهق نفسية شريكة الحياة ويقهرها ويجعلها في صراع بسبب شعورها بأن زوجها صاحب شخصية ضعيفة أمام أهله، يستلزم التعامل معها بطريقة مختلفة.

تحكي لنا أمل سعيد، ربة منزل، «أختي طلقت بسبب خصال زوجها التي لم تستطع أن تتكيف معها، فهو ابن وحيد لوالدته على 6 شقيقات، وتعتبره بعد وفاة زوجها أهم ما تملك، فهي تريد أن تنتقي له ما يأكله وما يشربه وحتى خططه للسفر للاستمتاع هو زوجته تختار الوجهة التي يذهبان إليها، ناهيك عن التدخل في مسألة الإنجاب والإلحاح في أن تحمل زوجة ابنها رغماً عنها، وغيرها من التفاصيل التي جعلت أختي تطلب الانفصال لقناعتها بعدم قدرته على تغيير طباعه والحفاظ على حياته الخاصة بعيداً عن تدخلات والدته ونصائحها التي لا تنتهي».

تدخل الأهل يخرّب الحياة الزوجية

ناعمة الشامسي، مستشارة نفسية وأسرية وزوجية، توضح «الحفاظ على أسرار البيت من أهم الأسس التي تبنى عليها العلاقة الزوجية الصحيحة، لذلك عندما تفشى هذه الأسرار تتزعزع تلك العلاقة والتي من المفترض أنها تبنى على قوانين معينة وخطوط حمراء يجب ألا يتجاوزها أحد، حتى يكتب لها القدرة على تخطي أي مشكلات، فعندما يتشارك الزوجان الحياة عليهما إدراك شيء مهم وهو أن نجاح علاقتهما لا يتحقق سوى بهما فقط، وتدخل الأهل في تلك الحياة يخربها، إذ يعد كشف المستور عن تفاصيلها حتى ولو كانت بسيطة يعكر صفوها، فأحياناً قد لا يدرك أحد الزوجين أن التحدث عن أموره الخاصة أمام الأهل قد يزعج الطرف الآخر.

وتكمل ناعمة الشامسي "الأم على سبيل المثال تعيش مع أبنائها مراحل حياتهم المختلفة ودائماً ما تشعر بمسؤولياتها تجاههم، فتظل مهمومة بمشاكلهم وتتدخل في تفاصيلها من باب الحرص على توجيههم وتعديل مسار سلوكهم، ولكنها لا تدرك أنها مع الوقت لابد وأن تعطي هذا الدور لشريكة الحياة وعليها هي أن ترتاح ولا تسهم في جعل ابنها عصفورة في بيته تعرف من خلاله كل ما يدور في الكواليس، فكم من مشكلات تأتي إلينا بسبب فتح الباب أمام الأهل وكشف تفاصيل الحياة وهو ما يدع مجالاً للتدخل في شؤون أبنائهم بشكل يزعج الأطراف الأخرى، فاليوم يجري الابن كي يشتكي زوجته لوالدته وغداً تتدخل الأخت لإبداء الرأي ومناصرة الأخ وكلها سلوكيات خطأ، فإذا كان هناك ما يعكر صفو البيت فعلى الزوجين اللجوء إلى المختصين، الذين لا ينحازون إلى طرف دون الآخر، بل يقدمون النصيحة بشفافية كبيرة".

وتتابع «عندما ترفع عن البيوت غطاء سترها يؤدي ذلك إلى خلل في العلاقة الزوجية، والتكتم عن الأسرار أحياناً، أي أنه بمجرد شعور أحد الطرفين بأن الآخر يفشي أسرار البيت فيصبح حريصاً في قول أشياء كثيرة مما يخلق الحواجز في العلاقة الزوجية، ناهيك عن فقدان الثقة بين الشريكين وعدم ارتياح الآخر لقول كل ما يجول في خاطره».

كلما كانت الخلافات ضمن نطاق ضيق في البيت كلما زادت فرص حلها

من جانبه، يؤكد يعقوب الحمادي، أخصائي اجتماعي، «البيت محفظة أسرار والتعامل معه بغير ذلك يربك الحياة الزوجية ويجعلها تدخل في صراعات جانبية كثيرة، وبشكل عام تعد الخلافات الزوجية أحد أهم الأسرار التي يجب المحافظة عليها ضمن نطاق المنزل، لأنه في حال تم البوح بأسباب الخلافات للأصدقاء أو الأهل سوف يتدخل العديد من الأطراف وتكثر الآراء التي تدعم أحد الطرفين في العلاقة مما يجعل المشكلة أكثر تعقيداً، لذلك كلما كانت الخلافات ضمن نطاق ضيق في البيت كلما زادت فرص حلها بشكل أسرع، فكم من حالات جاءت تشتكي من سوء معاملة الزوج وإفشاء ما يحدث بينهما من تعامل في البيت أمام الأهل حتى كرهوا الزوجة ودفعوا الابن للبحث عن الخلاص بالانفصال.

ونصيحتي دائماً للزوج أن يجعل من بيته أشبه بالقلعة التي لا يخترقها أحد وليحل مشاكله بنفسه ولا يدخل أطراف أخرى، ولا أقصد بحديثي ألّا ينفس الشخص عما يحمله من هموم ربما يحتاج فيها لسماع مشورة ورأي لتخطي المشكلة ولكن نطالب نحن كتربويين ومتخصصين باختيار المناسب والأنسب لهذه المهمة، ولا أقصد بحديثي التعود على إفشاء الأسرار».

مروة محمد حسين

2022/10/08

لماذا يكره بعض الأبناء آبائهم.. سبعة أسباب للمشكلة وحلّها
الكثير من الآباء والأمهات تتملكهم الحيرة بسبب التطورات السلبية لعلاقتهم مع أبنائهم، وتتكرر شكواهم من عدم طاعة أبنائهم لهم أو عنادهم، وتصرفاتهم العدائية تجاههم، وسلوكياتهم الغريبة وتصرفاتهم الحادة.

[اشترك]

 وبالتأكيد هناك أسباب لتلك السلوكيات، لابد أن تعرفها لكي تعرف كيف تبحث عن طرق جديدة للتواصل بينك وبين أبنائك وتوطيد أواصر الثقة والمحبة بينكم.

مراحل نفور الأبناء من آبائهم؟

في الغالب توجد خمس مراحل لحدوث النفور بين الأبناء وآبائهم، ولكن لا يشترط أن يبدأ كل الآباء من نفس المرحلة، وكذلك لا يشترط أن يتفقوا على مرحلة معينة للانتهاء عندها، فالأمر يختلف من شخص لآخر، وبحسب طبيعة العلاقة والثقافة السائدة داخل الأسرة أو المجتمع بشكل عام، وإليكَ هذه المراحل:

1- الصدمة: في هذه المرحلة تبدأ العلاقة بين الأب والابن في التوتر، ويلاحظ الأب تمرد ابنه وعصيانه، وغالباً ما تنتهي هذه المرحلة بالإنكار حيث أن الأب يأبى أن يقر بفشله في تربية هذا الابن، ويدفعه الشعور بالصدمة لتجاهل الأمر مبدئياً أو إنكاره تماماً.

2- الغضب: بعد تكرار الصدمات والمواقف التي تؤكد للأب نفور الابن منه، يبدأ الأب في الخروج من دائرة الإنكار والصدمة، ويظهر غضبه تجاه تصرفات ابنه، وتبدأ حدة العلاقة بينهما تزداد تدريجياً، وغالباً ما تنتهي هذه المرحلة باليأس من الابن وفقدان الأمل في إصلاح ما فسد في العلاقة.

3- المساومة: يبدأ الأب بعدما وضحت ملامح العلاقة بينه وبين ابنه بمساومة الابن على تلبية طلباته واحتياجاته مقابل تقديم الطاعة والانصياع للأوامر وتنفيذها، وربما يحدث أن الابن هو الذي يساوم والده على الطاعة، وأياً كان الطرف الذي يقدم المساومة ففي النهاية غالباً ما تنتهي تلك المرحلة أيضا بالفشل، وزيادة الخلافات بين الطرفين ويعود الأب للشعور باليأس من جديد.

4- الحزن والتسليم: بعدما بات الوضع بين الأب وابنه أمراً واقعاً لا بد منه ولا مفر، يلجأ الأب إلى الاعتراف وقبول ما وصلت إليه الأمور، ولكن يلجأ الكثير من الآباء لمحاولة تغيير هذا الوضع، فغالباً ما تنتهي تلك المرحلة بالرغبة في البحث عن مخرج آمن من تلك الأزمة، ورغبة حقيقية في الإصلاح والتغيير.

5- الإصلاح: هنا يبحث الأب ويبذل ما في وسعه لمعرفة الأسباب وكيف يمكن أن يتعامل مع تلك الأزمة حتى لا تتفاقم ويستحيل حلها، بعدما أتعبه طول الشقاق والخلاف بينه وبين ابنه، ويسعى جدياً لاحتضانه من جديد وتقليص المسافات بينهما.

أسباب نفور الأبناء من آبائهم وكره الأهل

تتعدد الأسباب وتختلف من أسرة لأخرى، ولكن النتيجة واحدة، لذا يجب على كل أب وأم البحث في تلك الأسباب بعناية لتفسير تمرد الأبناء ونفورهم:

1- التمييز بين الأبناء: التفرقة في المعاملة بين الأبناء تدفع الابن إلى الشعور بالكره أو النفور من والديه، خاصة أن هذا التمييز يعود لأسباب خارجة حقاً عن إرادة الطفل المنبوذ، كما أن التمييز بين الأبناء يؤدي بالضرورة إلى توتر العلاقة بين الأخوة.

2- السخرية والاستهزاء: للأسف بعض الآباء يستهزئون بأبنائهم أمام الغرباء أو حتى الأقارب، ويظنون أن هذا سيكون مجرد موقف عابر لن يتأثر به الطفل ولن تتأثر به شخصيته، أو ربما يظنون أن هذا سيصلح من شأنه لكن في الحقيقة أن الابن تتولد لديه مشاعر كراهية ونفور تجاه أبويه يكون من الصعب تغييرها.

3- فساد الأخلاق: يظن الآباء أن الأبناء خاصة في المراحل الأولى من عمرهم لا يدركون معنى الأخلاق وقيمتها، فيتصرفون بانحراف أو بشكل سيء أمام أبنائهم، ويطلقون عبارات وألفاظ تسيء لهم أمام أبنائهم، وتجعلهم يشعرون بالتناقض بين نصائح أبائهم وبين أفعالهم، ومن ثم يشعرون بالنفور منهم، ويرفضون تنفيذ أوامرهم.

4- البخل: الأب والأم اللذان يتسمان بالبخل العاطفي أو المادي يفسدان مراحل الطفولة والمراهقة لدى الأبناء، فما يشعر به الأبناء من قسوة وبخل يجعلهم ينفرون من آبائهم.

5- القسوة: بالطبع إن العنف اللفظي أو الجسدي ضد الأطفال يشوه العلاقة بينهم وبين أبائهم، فبدلاً من أن يكون الأب والأم مصدر الأمان والحماية، يصبحان مصدر الخوف والفزع بالنسبة لأبنائهم مما يدفعهم حتماً للنفور والرغبة الدائمة في البعد.

6- عدم تقديم الدعم الكافي: يصبح الابن بحاجة ماسّة للحصول على الدعم المادي والمعنوي من أبويه، خاصة في مراحل عمره الأولى، وليس كما يعتقد معظم الآباء بكفاية تقديم الدعم المادي فقط، وفي حالة غياب الدعم بأي شكل من أشكاله تبدأ العلاقة بالانحدار حتى تصل لمرحلة النفور.

7- انعدام التقدير: هذه آفة تربوية متشعبة الأضرار والمخاطر، فسعي الآباء للكمال يجعلهم يضاعفون المسؤولية والحمل على أبنائهم، ولا يقبلون بأي تقصير أو خطأ مهما كان بسيطاً ويمكن تجاوزه، وفي المقابل لا يبدون إعجابهم بإنجازات أبنائهم التي ربما تكون عظيمة في نظر الابن وكل ما يأمل به هو سماع كلمة "أحسنت"، لكن على العكس لا يجد سوى التوبيخ واللوم والاتهامات المتلاحقة، وهنا تتهيأ عقلية الطفل ونفسيته للنفور من أبويه.

​​​​​​​تجنب نفور الأبناء

كيف تتجنب الوصول لحالة نفور أبنائك منك؟

1- عليك أن تنتبه جيداً لما يجعل الابن الطبيعي ينفر من والديه، وعليك أيضا مراجعة سلوكك وتصرفاتك داخل نطاق أسرتك وخارجها، فربما لا تلقِ بالاً لقول أو فعل وهو بكل تأكيد يكون السبب الأول والشرارة التي أشعلت الكره والنفور في نفس ابنك تجاهك.

2- ويجب أن تكون حذراً تجاه عاطفة ابنك وعقليته فهو لا ينسى ما تقوله، ولا تأمره بفعل ما وتفعله أنت كي لا تفقد ثقته واحترامه لك.

3- لا تقلل من شأنه أمام الآخرين ولا تستهزئ به أو بمشاعره فهو مهما كانت طبيعته وشخصيته ما زال طفلاً يؤثر فيه التشجيع والتوبيخ.

 4- وتذكر أنك أنت المسؤول الأول عن شكل العلاقة بينك وبين أبنائك، فقبل أن تغضب من ابنك الذي يعصيك أو يتعمد استفزازك ويتمرد عليك راجع علاقتك به أمام الناس، وهل تقدره حقاً؟ هل تشعره بتميزه وذكائه؟ هل ترفع دوماً من شأنه أمام الآخرين؟ هل تقدم له الدعم الذي يحتاجه حقاً؟ هل تكتفي بدعمه مادياً أم أنك تدرك أهمية الدعم النفسي والمعنوي؟ هل تكلفه ما لا يطيق وتطلب منه الكمال والمثالية في كل شيء؟ أجب عن هذه الأسئلة بصدق أولاً ثم بعد ذلك أجب لماذا يتمرد عليك أو ينفر منك.

كيف أتعامل مع نفور ابني؟

إن كنت بالفعل أدركت أن علاقتك بابنك تمر بإحدى مراحل النفور المذكورة سابقاً، عليك الانتباه جيداً لما يجب فعله وتنفيذه بجدية واهتمام:

1- تجاوز الصدمة: تجاوز الصدمة وابحث عن الحل في مرحلة الصدمة، حين تدرك أن هناك أمراً غير مألوف في علاقتك بابنك ثم تتساءل في ذهول "أيعقل أن يحدث هذا؟ كم كنا قريبين!"، هذا يعني أنه ليس بالضرورة أن ينشأ الطفل على النفور، فربما كان حقاً أقرب ما يكون من أبويه ولكن حدثت بعض الأمور التي أفسدت العلاقة، وهنا مادمت أدركت، فلا تنشغل كثيراً بالوقوف مذهولاً ومصدوماً مما وصل إليه الوضع، وابحث عن السبب الذي أدى إلى ذلك واسع لإيجاد حل فوري للأزمة، فإدراكك السريع للصدمة وتجاوزك السريع لها يساعدك على تدارك الخطأ وتصحيحه قبل أن يتفاقم الأمر وينفر منك ابنك للأبد.

2- امنحهم مساحتهم الخاصة: سعيك العاجل والسريع للحل لا يعني الانتهاء الفوري للمشكلة، فإن لم تحصل على استجابة إيجابية، لا تمارس الضغط أو العنف ضدهم حتى لا تفقد السيطرة على الأمر، اتركهم بعض الشيء يشعرون بتلك الفجوة، فإن كانت علاقتك بهم من قبل إيجابية وجيدة؛ سيساهم ذلك في سرعة رجوعهم إليك وإنهاء المشكلة، وإن لم تكن العلاقة من البداية على ما يرام إذن فعليك أن تتعلم أولاً كيف يمكن أن تعالج هذا الأمر.

3- لا تساوم: إن كنت في مرحلة المساومة توقف عن ذلك فوراً، فأنت تزيد الأمر سوءاً لأنك لا تتقرب من ابنك ولا تقربه منك بمساومته على طاعتك ومحبتك، بالعكس فأنت تؤكد له بشكل غير مباشر أن تقبلك له ومحبتك له مشروط ومرهون فقط بتنفيذ أوامرك، فهو على أفضل الاحتمالات ربما يجاريك كي ينال ما يريده، وبذلك تكون قد أعددت منافقاً خالصاً، لذلك لا تساوم واسعى للحوار والمناقشة بعطف ووضوح وكُن له الأب الذي يسعى هو لإرضائه والتقرب منه دون شرط.

4- كن إيجابياً: يجب ألا تمكث كثيراً في مرحلة اليأس والقبول والتسليم، وكن إيجابياً ومبادراً دائماً، واعلم أن حرصك على كسب ابنك يجب أن يكون أهم لديك من حرصك على ضمان طاعته وتنفيذ أوامرك.

* حِلّوها 
2022/10/06

نار مجنونة: ثمانية أسباب وراء ’ سوء الخلق’ بين الزوجين
إن سوء الخلق والفظاظة في التعامل وعدم تحمل الآخرين يقف وراء الكثير من المشاكل والنزاعات التي تعصف بالحياة الأسرية، بل يمكن القول بأنها نار مجنونة تلتهم الأخضر واليابس وتحوله إلى هشيم تذروه الرياح.

[اشترك]

لقد أثبتت الدراسات إن سوء الخلق والإساءة في التعامل وعدم التحمل يؤدي إلى الشيخوخة حيث يغزوه الشيب قبل وقته، كما أثبتت البحوث أيضا أن أكثر أمراض القلب وأمراض العصبية إنما تنشأ بسبب النزاعات وعدم التحمل، خاصة لدى الأزواج المغامرين، إضافة إلى أن الحياة تفقد معناها إذا تحولت إلى جحيم مستعرة بسبب هذه الأخلاق.

إن الأجواء المتشنجة والمتوترة التي يصنعها التعامل الفظ، والأساليب القمعية في الأسرة تعرض الأطفال إلى خطر كبير، حيث تتأثر نفوسهم الغضة ويصيبهم الدمار الذي لا يمكن إصلاحه، كما يفقدهم الشعور بالطمأنينة التي هي أكبر حاجة لتنشئة الطفل نشأة سليمة، هذا إذا لم يحدث الانفصال الذي يعرض الأطفال إلى أخطار حقيقية مدمرة، وقد يسلمهم إلى الضياع والشوارع والليل.

للبحث في الأسباب التي تكمن وراء ما ذكرنا يمكن الإشارة إلى ما يلي:

1 - غياب التفاهم:

إن غياب التفاهم بين الزوجين وعدم إدراكهما الضوابط التي ينبغي مراعاتها في التعامل يؤدي إلى ظهور المشاكل العديدة ونشوء النزاع، ذلك أن التفاهم هو الذي يهئ الأرضية اللازمة للبحث في الكثير من الأمور ذات الاهتمام المشترك. وتعدد أسباب عدم التفاهم والانسجام، فمنها ما يعود إلى الاختلاف الفاحش في السن والتجربة والخبرة في الحياة، ومنها ما يعود إلى اختلاف الأذواق بشكل يؤدي إلى التصادم العنيف. ومما يبعث على الأسف أن الزوجين - وبعد مضي شهور عديدة أو سنوات على حياتهما المشتركة - قد أخفقا في إدراك بعضهما البعض بشكل يمكن فيه تلافي الكثير من المشكل ببعض التحمل والمداراة.

2 - الفوضى في الحياة:

هناك الكثير من الأفراد ممن يهتمون بالنظام إلى حد يتحول فيه ذلك إلى هاجسهم الوحيد، فأقل إخلال يدفعهم إلى الثورة والعصبية.

وفي مثل هكذا حالة ماذا يمكن أن يحدث لو عاد الرجل - مثلا - إلى منزله وهو يتصور أن كل شيء على ما يرام، وإذا به يرى الفوضى تعم كل شيء فلا يجد حتى مكانا يستبدل فيه ثيابه.

ربما يعتبر البعض أن الأمر ليس بهذه الخطورة ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك، إن ذلك يبعث المرارة في قلب الرجل، بل ويهيئ ظروف تفجر نزاع لا تحمد عقباه.

3 - الإجهاد في العمل:

ما أكثر الأشخاص الذين نراهم يثورون لأتفه الأسباب، وعندما نحاول البحث عن العلة في ذلك نجد أن العمل المتواصل والإرهاق قد أضعف أعصابهم وأفقدهم القدرة على التحمل، فإذا بهم يهاجمون أزواجهم بشراسة ودون رحمة دون سبب وجيه ولو في الظاهر.

وقد نرى هذه الظاهرة حتى لدى النساء من اللواتي يصل عملهن داخل المنزل حدا وسواسيا رهيبا يجعلهن في النهاية جنائز - إذا صح التعبير - حيث يفقدن القدرة على التعامل مع أزواجهن بلباقة وأدب.

إننا نوصي الأزواج - نساء ورجالا - في اتخاذ جانب الاعتدال في العمل والحفاظ على الحدود التي تكفل التوازن المنشود.

4 - الاضطراب الفكري:

قد نجد أفرادا يعانون من اضطرابات فكرية ومن تشوش ذهني تعصف في رؤوسهم عشرات المسائل والمشاكل والهموم.

إن هذه المشاكل وما يتبعها من وسوسة فكرية تجعلهم سريعي الإثارة قليلي التحمل شديدي العناد، ولذا فإنهم ينفجرون لأقل اصطدام مما يدفعهم إلى إفراغ ما في أعماقهم من ثورة وغضب.

5 - عوامل خارجية:

قد ينشأ النزاع في الأسرة بسبب عوامل خارجية، فمثلا يعمل الزوج في مكان ما ثم يحصل له نزاع مع زملائه في العمل مما يخلف في نفسه شعورا بالمرارة يدفعه إلى إفراغ غضبه في محيط أسرته لسبب أو غير سبب.

أو نجد إحدى السيدات تتطلع إلى حياة جارتها المرفهة فلا تملك نفسها، حيث تتولد في أعماقها الحسرة التي تعبر عن نفسها أحيانا بالتشكي والبكاء.

ولعل الشباب يدركون مدى وضاعة مثل هذه التصرفات عندما يواجه أحدهم مشكلة في الخارج فينطوي على نفسه، فإذا عاد إلى منزله يحاول إفراغ همه وصب غضبه على أفراد لا ذنب لهم في ذلك.

6 - عدم التحمل:

قد يفقد المرء صبره أمام أسئلة توجهها زوجته إليه فيثور في وجهها، قد تكون تلك الأسئلة بريئة ولكنه ينزعج منها ويصرخ: لماذا لا تكفي عني.. دعيني وشأني.

وقد تنجم المشاكل بسبب نوايا حسنة تماما، مثلا ينتظر الزوج طعاما ولكن الزوجة، ومن أجل إعداد طعام لذيذ، تتأخر قليلا، عندها يثور الزوج فيقيم الدنيا ولا يقعدها، وربما يكون المرض علة وراء عدم التحمل أيضا، حيث تتأمل الزوجة في ملامح زوجها وتتساءل خائفة: لماذا وجهك مصفر.. أو لماذا تبدو هكذا؟ فيتأفف الزوج ثم سرعان ما يثور معبرا عن استيائه وغضبه من تلك الأسئلة التافهة.

7 - انعدام التوازن النفسي:

نصادف بعض الأحيان أزواجا يفقدون التوازن النفسي، الأمر الذي يجعلهم مهزومين نفسيا، كما أن بعضهم يعاني من إحساس بالصغار والذلة، ولذا فهم يفرغون عقدهم تلك في محيط أسرهم، فترى أزواجهم وأولادهم يعانون الأمرين في ذلك، وقد يعاني بعضهم من هوس نفسي يفقدهم حالة الاستقرار الروحي المطلوب فيصبون غضبهم على هذا وذاك، كما نجد البعض مصابا بنوع من السادية حيث يتلذذ بتعذيب الآخرين من خلال السخرية بهم، فإذا لم يمكنهم ذلك مع الناس أفرغوا عقدهم تلك داخل البيت على أسرهم.

ولا شك أن ما ذكرناه هو حالات مرضية تستدعي العلاج، غير أن المشكلة تكمن في أن أولئك لا يدركون أنهم يعانون من حالة مرضية، وإلى أن يفهموا ذلك يكون الوقت قد فات.

8 - غياب المداراة:

وأخيرا: فإن عدم اعتماد المداراة في التعامل واحترام مشاعر الآخرين يؤدي إلى نشوب الكثير من المنازعات التي يمكن تجنبها بشيء من اللباقة.

*مقتطف من كتاب الأسرة وقضايا الزواج لـ "علي القائمي"

2022/10/06

300 دولار شهرياً تذهب إلى ’القمامة’.. كيف تحد من هدر الطعام؟
تتوفر الكثير من الإحصاءات المثيرة للقلق بشأن هدر الطعام. وتُنتج الولايات المتحدة نحو 35 مليون طن من نفايات الطعام كل عام.

[اشترك]

وتُهدر العائلات الفردية، حوالي 30% من الطعام الذي تشتريه. وبالنسبة للأسر المكوّنة من 4 أفراد، وبميزانية طعام شهرية تبلغ ألف دولار، يعادل ذلك إلقاء 300 دولار في القمامة شهريًا.

ولا تتأثر الميزانيات الشخصية فقط عند هدر الطعام، بل يُساهم الطعام المهدور في أزمة المناخ المستمرة أيضًا.

وترى الأستاذة المساعدة للتوعية التغذوية بجامعة كولومبيا، باميلا كوخ، أن مسألة هدر الطعام أكبر من كونها مشكلة خاصة بالمستهلك، ولكن لا يعني ذلك أن جهودنا الشخصية عديمة التأثير.

ويمكننا القيام بالعديد من الأشياء على الصعيد الشخصي للحد من المشكلة، وفقًا لما ذكرته روني نيف، وهي أستاذة مساعدة في الصحة، والهندسة البيئية في كلية "بلومبيرغ" للصحة العامة بجامعة "جونز هوبكنز".

وقالت نيف إن العملية تبدأ من خلال "التعرّف على ما نتخلص منه، وما أدّى إلى ذلك"، وأوضحت: "إذا فهمنا الأنماط الخاصة بنا، وما يحدث في منازلنا"، تكمن الخطوة التالية في "معرفة كيفيّة إعداد بيئتنا لتسهيل تجنّب هدر الطعام قدر الإمكان".

وإليك بعض الاستراتيجيات لتقليل هدر الطعام:

لا تندفع عند شراء الطعام

وتبدأ الخطوة الأولى بالتحلّي بالصدق عند شراء البقالة.

ومن المهم أن "نتحلى بالواقعية بشأن ما سنأكله بالفعل"، بحسب ما ذكرته نيف، وأن ندرك أن المنتجات المهدورة لا تفيد صحة أي شخص.

وتُعتبر الصفقات الخاصة بشراء منتجين بسعر واحد، والمشتريات بالجملة مفيدة فقط للميزانية الخاصة بنا إذا كنّا نستهلك كل الطعام الذي نشتريه حقًا.

وأوضحت نيف: "تقنعنا التخفيضات بشراء أكثر ممّا نحتاج إليه"، وأضافت أنها "لا تُعتبر مدّخرات إذا كنّا سنرميها".

ويمكن أن يكون تخطيط الوجبات أمرًا صعبًا بالنسبة للعديد من العائلات، ولكن من الممكن البدء بتحضير بضعة وجبات للطعام في الأسبوع.

وقالت كوخ: "يوفّر القليل من التخطيط الوقت والمال في نهاية المطاف".

واقترحت كوخ أن يبدأ الشخص الرئيسي المسؤول عن الطبخ في كل منزل بالتفكير مبكرًا يبما ستتناوله العائلة في الأيام المقبلة، والنشاطات المرتقبة.

وتُخطط كوخ بهذه الطريقة، لعدد وجبات العشاء التي سيتم تناولها في المنزل، والالتزامات التي ستؤثر على عدم القدرة على تناول بعض وجبات الطعام، مثل رحلات العمل، وغيرها.

ومن المهم أيضًا تبضع المكونات التي تستخدمها بكثرة في منزلك، والتي يمكن استخدامها في أطباق متعددة من الطعام.

ويمكن أيضًا تحضير قائمة بالمكونات المتواجدة لديك بالفعل، ومن شأنها تذكيرك بما هو متاح، وجاهز للاستخدام.

افهم ما تعنيه تواريخ الصلاحية

ومن المفاهيم الشائعة والخاطئة أن التواريخ الموجودة على عبوات المواد الغذائية عبارة عن تاريخ انتهاء صلاحية حدّدته الحكومة.

وأوضحت نيف أن ملصقات التاريخ لا تعني أن صلاحية الطعام ستنتهي فجأة، أو أن الطعام سيضر بنا عند استهلاكه بعد التاريخ المُحدّد.

ولا يشترط القانون الفيدرالي وضع التواريخ على المنتجات الغذائية، باستثناء حليب الأطفال.

وتهدف التواريخ الموضوعة طواعية أن تكون بمثابة معايير لجودة الغذاء، وليس السلامة، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.

ويُحذّر الخبراء من أن تحويل النفايات إلى أسمدة ليس عذرًا للتخلّص من الطعام الفائض.

ولا يزال السماد شكلاً من أشكال نفايات الطعام حيث أنه بمثابة هدر للموارد التي تم استثمارها، واستخدامها بالفعل في زراعة، ومعالجة، ونقل الطعام، مثل العمالة، والمياه، والوقود.

2022/10/05

ابني لا يحترمني.. ماذا أفعل؟
لا يُولد الأطفال ولديهم إحساس داخلي باحترام الآخرين، فهو سلوك مكتسب يتعلمونه من الوالدين والمحيطين بهم، ولا شيء أصعب على نفس أي أم أكثر من أن تكون لديها هذه الشكوى "ابني لا يحترمني".

[اشترك]

 فحتى مع محاولة بعض الأمهات تربية أطفالهن على احترام الآخرين، قد يُفاجأن بتصرفات وسلوكيات غريبة منهم، كاستخدام الألفاظ البذيئة مع أفراد الأسرة، أو رفض الاستجابة للتعليمات دائمًا، أو التحدث بأسلوب غير محترم، أو السخرية من الآخرين، وغيرها من الأشياء التي قد تعرض الأم للحرج، وتشعرها بالحزن لأنها لم تنجح في تربية أبنائها، فإذا كان طفلك يُبدي سلوكيات غريبة، ولا يتعامل باحترام معكِ أو مع والده.

ابني لا يحترمني لماذا؟

لو فكرتِ عزيزتي قليلًا في الأمر، فإن الأطفال يعبرون منذ اللحظة الأولى لولادتهم عن رغباتهم بالبكاء والصراخ، وهو أمر غريزي، ثم يكتسبون بعد ذلك من البيئة المحيطة بهم السلوكيات والطرق المحترمة للتعبير عن رغباتهم والتعامل مع الآخرين، ومع تعلم الطفل الكلام، والتعبير عن الرفض، يبدأ بالشعور بمزيد من الاستقلالية، والرغبة في فرض رأيه والتمسك به، ما قد يدفعه لرفض التعليمات الموجهة له، والتعبير عن ذلك بطريقة قد تبدو لكِ غير مناسبة، وبصفة عامة قد يتعامل الطفل بطريقة غير محترمة نتيجة عدة أسباب تعرفي إليها فيما يلي:

 أسباب عدم الاحترام

قد تلاحظين تغير أسلوب طفلك معكِ كأن يقاطعكِ في أثناء حديثك، أو يسخر من أسلوبك في الكلام، أو ينظر إليكِ بعدم اكتراث في أثناء توجيه التعليمات له، والسبب في ذلك قد يكون:

1- سلوك مكتسب: الطفل كالإسفنجة يكتسب معظم سلوكياته من المحيطين به، بل إن وسيلته الأولى للتعلم التقليد والمحاكاة، لذا راقبي تصرفاتك عزيزتي، وكذلك تصرفات أفراد الأسرة وأصدقائه، لاكتشاف ما إذا كانت طريقته غير المحترمة هي سلوك مكتسب من المحيطين به أم لا.

2- رد فعل: في كثير من الأحيان نركز على رد الفعل، ولا نلقي انتباهًا للفعل نفسه، هل ركزتِ من قبل على الألفاظ التي تستخدمينها مع طفلك وأسلوبك معه، هل تطلبين منه الأشياء بأسلوب جيد؟ هل تنعتينه بألفاظ بذيئة أو تستخدمين معه السباب والشتائم كنوع من المزاح؟ أجيبي عن هذه الأسئلة، ولا تتوقعي أن تعاملي طفلك بطريقة غير محببة له، ويعاملك بأسلوب محترم.

3- جذب الانتباه: قد يكون أسلوب طفلك غير المحترم طريقة لجذب انتباهك، خاصةً إذا وجد منكِ عدم اهتمام، فعندما يرى الطفل أنكِ تنتبهين له عندما يستخدم ألفاظًا بذيئة أو صوتًا عاليًا، يكرر الأمر لجذب انتباهك له مرة أخرى.

4- مشكلات أسرية: الخلافات بينكِ وبين الأب من أكثر الأسباب الشائعة للسلوك العدواني والعنف والأسلوب غير المحترم لدى الأطفال، خاصةً إذا كانت دائمة وتتضمن إساءات لفظية أو جسدية.

5- تأثير الوسائط المتعددة والمحتوى الإعلامي: معظم ما يُصدر للأطفال من المسلسلات والأفلام أو الفيديوهات على يوتيوب، يجعلهم يعتقدون أن العنف واستخدام الصوت العالي أو الألفاظ البذيئة أشياء توحي بالقوة والتميز، لذا ينشأ الطفل وهو يرى أن عدم الاحترام أو رفض الاستجابة للأوامر والتعليمات أو حتى التنمر على أصدقائه أو السخرية منكِ ومن أفراد أسرته، وسيلة لإظهار قوته وشعوره بالاستقلال. الآن بعد أن تعرفتِ إلى أهم أسباب عدم احترام الأبناء، اكتشفي فيما يلي كيفية التغلب على هذا الأمر.

كيف أجعل طفلي يحترمني ويسمع كلامي؟

 تغيير سلوك الطفل وإكسابه عادات جديدة أمر لن يأتي بين ليلة وضحاها، ما يحتاج منكِ للصبر والتمهل وعدم تعجل النتائج، ويجب عزيزتي التفرقة بين أن يحترمك طفلكِ، وبين أن يسمع كلامك، فالرضوخ للتعليمات والأوامر لا يعني بالضرورة أنه يحترمك، وربما يرضخ فقط لتفادي غضبك أو عقابك، أما أن يستجيب لكِ الطفل لأنه يحترمك، فهذا ينشأ من الثقة المتبادلة بينكما، وعدم إجباره على القيام بأمور دون نقاش، والاستماع لوجهة نظره واحترام رفضه، وسنخبركِ فيما يلي ببعض النصائح لتجعلي علاقتك مع طفلك يسودها الاحترام والحب.

كيف أصحح العلاقة بيني وابني ليسود الاحترام والحب؟

الخطوة الأولى تقع على عاتقك عزيزتي، فإذا أردتِ أن تجعلي علاقتك مع طفلك مبنية على الاحترام، فيجب أن يكون أسلوبك معه محترمًا، وأن تختاري ألفاظك بحرص، وفيما يلي بعض النصائح، لتجعلي الاحترام لغة مشتركة بينكِ وبين طفلك:

1- اكتشفي السبب وراء أسلوبه: اكتشفي السبب وراء طريقة طفلك في التعامل، هل يتعامل بأسلوب غير محترم لأنه يشعر بالإهمال ويريد جذب انتباهك؟ هل هو سلوك مكتسب من أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة؟ هل شعور بالغضب من طريقتك معه؟ وبمجرد اكتشافك للسبب، سيكون من السهل عليكِ التعامل معه وحل المشكلة.

2- كوني هادئة: إذا تعامل طفلك بأسلوب غير محترم، لا تثوري أو تتعاملي بطريقة حادة معه، كوني هادئة على قدر الإمكان، وتواصلي معه بصريًّا، ثم أخبريه بأنكِ لن تتحدثي معه، أو تلبي طلباته إلا إذا عاملكِ باحترام.

3-  كوني قدوة: طريقتك تنعكس على طفلك لأنه يراكِ قدوة، لذا كوني مثالًا جيدًا له، وعندما ترغبين في شيء منه، استخدمي عبارات مثل: "من فضلك" أو "لو سمحت" وغيرهما، ولن تحتاجي لأن تطلبي من طفلك أن يستخدمها لأنه سيعتاد عليها منكِ، وهكذا تعاملي بالطريقة التي تحبين أن يتعامل بها طفلك معكِ.

4- تحدثي معه: احتضني صغيرك، واجلسي معه، وتحدثي بنبرة صوت هادئة، واسأليه لماذا يتعامل بهذه الطريقة، واستمعي له، ولا تقاطعي حديثه، فربما تكتشفين أن طريقته هذه بسبب مشاعر غضب، أو نتيجة تنمر في المدرسة أو غيرها، أخبريه بأنكِ تحبينه وتدعمينه، وأنكِ تودين رؤيته أفضل، وأنكِ ستساعدينه على تغيير طريقته.

5- ضعي حدودًا: نعلم أن وضع حدود قد يكون أمرًا صعبًا، خاصةً مع الصغار، ويخشى بعض الأمهات من وضع حدود خوفًا من أن يفقدن حب الطفل أو صداقته، ولكن في النهاية حتى لو تعاملنا مع أطفالنا كأصدقائنا، سيظلون أطفالنا الذين يحتاجون إلى التوجيه والنصح والتربية، لذا ضعي حدودًا لطريقة التعامل، وعلى طفلكِ أن يعي أن هناك ألفاظًا غير مسموح باستخدامها، وفي حال استخدامها بعد تحذيرك، سيتعرض للعقاب.

"ابني لا يحترمني" رغم أنها شكوى قد تكون محبطة ومؤلمة لكِ، فإنه أمر شائع وطبيعي أن يمر طفلكِ بفترة تتغير سلوكياته فيها، حتى لو كان معتادًا على استخدام أسلوب محترم من قبل، خاصةً إذا ذهب إلى المدرسة أو بدأ يحتك بالعالم الخارجي، تحلي بالصبر وإذا استمر الأمر حتى مع محاولاتك، يمكنكِ استشارة اختصاصي نفسي.

*سارة أحمد

2022/10/05

قل خيراً أو اسكت: أيهما أفضل.. الكلام أم الصمت؟!
التوازن بين الكلام والسكوت من المسائل المهمة التي إشارات لها النصوص الإسلامية، فلا الكلام دائماً حسناً على إطلاقه ولا الصمت كذلك، ففي بعض الأحيان يكون الصمت راجحاً وفي بعضها مرجوحاً، فمع أن الأصل في الإنسان هو البيان (خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) إلا أنه مكلف بحفظ لسانه من الذنوب التي قد يقع فيها بسبب الفضول من الكلام.

[اشترك]

فالواجب على الإنسان أن يقود لسانه بعقله ولا يقود عقله بلسانه، وقد أكدت النصوص الإسلامية على أهمية الصمت في تعميق الفكر وثبات العقل، فعن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: (أَكْثِرْ صَمْتَكَ يَتَوفَر فِكْرُكَ ويَستَنيرُ قَلْبُكَ وَيَسلَم النّاسُ مِنْ يَدِكَ)، وعن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال: (دَلِيلُ العاقِلِ التَّفَكُّرُ وَدَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمتُ)، وعن رّسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إِذا رَأَيْتُمْ المُؤمِنَ صَمُوتاً فَادْنُوا مِنْهِ فَإِنَّهُ يُلْقي الحِكْمَةَ، وَالمُؤمِنُ قَليلُ الكَلامِ كَثِيرٌ العَمَلِ وَالمُنافِقُ كَثِيرُ الكَلامِ قَلِيلُ العَمَلِ).

وفي جانب آخر تؤكد الروايات على أضرار كثرة الكلام، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (كانَ المَسِيحُ عليه السلام يَقُولُ لا تكثروا الكَلامَ في غَيرِ ذِكْرِ اللهِ فَإنَّ الَّذِينَ يكْثِرُونَ الكَلامَ في غَيرِ ذِكْرِ اللهِ قاسِيَةٌ قُلُوبُهُم وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ)، فمضافاً إلى أن كثرة الكلام توجب قسوة القلب توجب أيضا البغضاء والمشاحنة فعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: (إِنَّ الصَّمْتَ بابٌ مِنْ أَبوابِ الحِكْمَةِ، إِنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ الَمحَبَّةَ إِنَّهُ دَليلٌ عَلَى كُلِّ خَير)، وجاء عن الإمام علي (عليه السلام): (الصَّمْتُ يَكْسِبُكَ الوِقارُ، وَيَكْفِيكَ مَؤُونَةَ الإِعتِذارِ)، فالثّرثار حتماً يقع في الأخطاء بسبب الغفلة والاندفاع العاطفي والانفعال النفسي، ولذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إِنْ كانَ في الكَلامِ بَلاغَةٌ فَفي الصَّمْتِ سَلامَةٌ مِنَ العِثارِ)، فالصمت قد يكون أبلغ من الكلام في موارد كثيرة كما يقول الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): (نِعْمَ العَونُ الصَّمْتُ في مَواطِن كَثِيرة وَإِنْ كُنْتَ فَصِيح).

ومع أن الروايات كثيرة في فوائد الصمت إلا أن ذلك لا يعني أن السكوت هو القاعدة التي يجب أن يلتزم بها الجميع، فالسّكوت المطلق مخالف لطبيعة الإنسان وقد يتعارض مع رسالة الإنسان في الحياة، فالسكوت في بعض الأحيان مذموماً أو حراماً مثل السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليه فإن الغاية من مدح السكوت هي منع اللّسان عن الثّرثرة وفضول الكلام، وبذلك تكون القاعدة التي تحكم ذلك هي (قلْ خيراً وإلاّ فاسْكت)، وقد بين الإمام السجاد (عليه السلام) ذلك بشكل واضح وصريح عندما سأله شخص عن أيهما الأفضل: الكلام أو السكوت؟ فقال (عليه السلام): (لِكُلِّ وَاحد مِنْهُما آفاتٌ فَإذا سَلِما مَنَ الآفاتِ فَالكَلامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ، قِيلَ كَيفَ ذَلِكَ يا بنَ رَسُولِ (الله صلى الله عليه وآله)؟ قَالَ: لاِنّ اللهَ عَزّ َوَجَلَّ ما بَعَثَ الأَنْبِياءَ وَالأَوصياءَ بِالسُّكُوتِ، إِنَّما بَعَثَهُم بِالكِلامِ، وَلا اسْتَحَقَّتِ الجَنَّةُ بِالسُّكُوتِ وَلا اسْتَوجَبَتْ وِلايَةً بِالسُّكُوتِ وِلا تِوَقِّيتِ النّارُ بِالسُّكُوتِ إِنَّما ذَلِكَ كُلُّهُ بِالكَلامِ، وَما كُنْتُ لاِ عدِلَ القَمَرَ بِالشَّمْسِ إِنَّكَ تَصِفُ فَضْلَ السُّكُوتِ بِالكَلامِ وَلَسْتَ تَصِفُ فَضْلَ الكَلامِ بِالسُّكُوتِ)، فلكل من الصمت والكلام محاسنه ومساويه، فالكلام حسن إذا كان بالحق وفي الحق وإلا كان السكوت هو الأولى.

ومن أكثر المشاكل التي تعاني منها البشرية في هذا العصر هي كثرة الوسائل الإعلامية التي تبث سمومها ليلاً ونهاراً، فكثرة الكلام من غير عقل وتدبر هي المسؤولة عما نحن فيه نزاعات وحروب كما أنها مسؤولة أيضاً عن المشاكل الأسرية والاجتماعية، ومن هنا فإن الإنسان مسؤول عما يستمع إليه وعما يقوله، فعَنْ رسول (اللَه صلَى اللّه عليه وآله) قال: (مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ اَلنَّاطِقُ عَنِ اَللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اَللَّهَ وَ إِنْ كَانَ اَلنَّاطِقُ عَنْ إِبْلِيسَ ، فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ)، أما على المستوى الشخصي فيجب أن يتفكر في كل ما يريد أن يقوله فإن كان فيه رضى لله فليقلله وإلا فليصمت.

أما كيف يتخلص الإنسان من كثرة الثرثرة والكلام الزائد، فإن ذلك يكون بالتدريب والمراقبة المستمرة لكل كلمة يريد أن ينطق بها، فالصمت ملكة يمتلكها الإنسان بالتطبع.  

2022/10/04

زوجكِ متعب من العمل ولكن.. كيف تشجعينه على المشاركة في رعاية الأطفال؟
هل تقومين بإطعام أطفالك وتحميمهم ووضعهم في الفراش وقراءة القصص لهم؟ وفي الصباح الباكر تستيقظين لإيصالهم إلى المدرسة ومن ثم تحضيرهم للأنشطة التي يقومون بها وتأخذينهم إلى الطبيب إن لزم الأمر، وكل هذا وزوجك لا يعلم عن الأمر شيئا.

[اشترك]

ربما لأنه في العمل طوال اليوم، يعود منهكا فيجلس على طاولة الطعام صامتا أو يشاهد التلفاز وحده لأنك مشغولة بوضع الصغار في أسرّتهم.

هناك نوع آخر من الآباء ممن يحبون الجزء الممتع في تربية الأطفال مثل لعب المصارعة وتوزيع الأحضان والضحك بصوت عال، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجانب العملي للأبوة فهم لا يحركون ساكنا.

إذا كنت تمرّين بمثل هذه المواقف، فأنت لست وحدك لأن هناك أمهات يعانين مثلك.

لكن كيف يمكنك تشجيع زوجك على تحمل مسؤوليات الأبوة بجدية أكبر والمشاركة المباشرة مع أطفالكما؟ ربما تكمن الخطوة الأولى في فهم أسباب عدم قيامه بالمشاركة من الأساس.

لماذا لا يقضي زوجك الوقت مع الأطفال؟

أدوار الأبوة والأمومة

في العديد من الأسر قد يكون الربط بين أدوار التربية والتنشئة والأم أمرا منطقيا خصوصا إذا كان الأب هو من يعمل والأم لا تعمل، هنا تكون الأم أكثر استعدادا لمواعيد المدارس واجتماعات أولياء الأمور واللعب مع الأصدقاء وكل ما يتعلق بتربية الأطفال. أما الآباء فإن هذا الوضع قد يجعلهم يشعرون بالراحة لأنهم معفيون من أي مسؤولية تتعلق بالأطفال، فوظيفته جلب المال ووظيفة الطرف الآخر العناية بالأسرة كنوع من الوظيفة الموازية.

وفقا لأبحاث هارفارد، الأطفال الأكثر نجاحا لديهم آباء يلعبون 8 أدوار

التعرض للنقد الشديد

ذكر موقع "فوكس أون ذا فاميلي" (Focusonthefamily) أن النساء غالبا ما يقلن إنهن يرغبن من أزواجهن في المساعدة في مهام الأبوة والأمومة مثل تغيير "الحفاضات" وإطعام الطفل، لكن عندما يحاول الأب مدّ يد المساعدة تقفز الأم لتصحيح كل ما يفعله، وهذا يؤدي إلى انزعاج أكبر من الجانبين، ويتراجع الزوج عن محاولة المساعدة في المرة القادمة خوفا من انتقاد محاولاته.

الأب متعب من العمل

إذا كان زوجك يعمل طوال اليوم، فقد لا يكون لديه المزيد من الطاقة ليقدمها، لكن إن كنت أنت أيضا امرأة عاملة فقد تحتاجين إلى تقاسم الأعباء والمهام.

الأطفال يفضلون الأم

غالبا ما يطوّر الأطفال رابطة أوثق مع أمهاتهم، وهذا يمكن أن يجعل الآباء يشعرون بأنهم أقل أهمية وأنه ليس لديهم دور يقومون به، ويتعامل بعض الرجال مع هذا الشعور بالرفض بأن يصبحوا أكثر انسحابا وأقل انخراطا في حياة الأطفال اليومية.

كيف تساعدين في حل المشكلة؟

إعلام زوجك بكل شيء خاص بالأطفال

اجعلي زوجك على اطلاع دائم بجميع مواعيد الأطفال وما يقومون به.

احرصي على إخباره بكل شيء حتى مواقف الأطفال الطريفة احكيها له، فمن المهم فعل ذلك حتى يتوق زوجك إلى المشاركة.

إعادة تقسيم الأدوار

إذا شعرت أن هناك ضرورة لتقسيم الأدوار الأبوية بينك وبين زوجك، فعليك مثلا إسناد بعض المهام الثابتة اليومية والأسبوعية والشهرية له.

إن إسناد بعض المهام الأبوية إلى زوجك مثل القراءة للأطفال في وقت النوم سيجعل أطفالك يشعرون بأنهم أكثر ارتباطا بوالدهم.

ممارسة الأبوة على طريقته وليس طريقتك

اسمحي لزوجك بأن يقوم بمهامه الأبوية على طريقته، لأنه لا توجد طريقة واحدة للقيام بمعظم الأشياء. كوني مرنة واشرحي لأطفالك أنه لا بأس إذا كان الأب والأم يفعلان الأشياء بطريقة مختلفة.

سيساعد هذا أطفالك على المرونة وهي مهارة سيحتاجون إليها طوال حياتهم.

الأم العاملة

إذا كان كلا من الأبوين موظف، في هذه الحالة يجب التحدث مع الأب لتقسيم واجبات الأسرة والرعاية الأبوية.

ناقشي معه كيف أنك متعبة تماما وترغبين في إشراكه في الأمور كي تستمر الحياة.

وإذا كنت لا تعملين، فيمكنك وضع جدول زمني يتناسب مع وجود زوجك في المنزل، كأن تمنحيه بعض المهام في أيام الإجازة الأسبوعية.

وقت نوعي مع الأطفال

يمكن وضع جدول شهري ليصطحب الأب طفله لقضاء وقت خاص معه في الخارج، فمجرد ساعة أو ساعتين على انفراد مع الأب ستؤدي إلى كثير من الإيجابيات.

يحب الأطفال التعامل الفردي لأن من شأن ذلك أن يساعد على تعزيز التواصل والثقة بينهما.

تقدير ما يفعله زوجك

وفقا لموقع "فيوتشر سكوب" (Futurescopes)، فإن زوجك ربما لا يقضي وقتا كافيا مع الأطفال على نحو منتظم، لكن هناك أشياء صغيرة يقوم بها يوميا من أجلهم.

 

لذلك، فإن ملاحظة هذه الأفعال هي الخطوة الأولى لجعل زوجك يقضي مزيدا من الوقت معهم، والتعبير عن امتنانك لما يفعله سيشجعه على القيام بدور أكثر حيوية، كما أنه سيعلم الأطفال تقدير والدهم.

تخلّي عن فكرة الكمال في تنفيذ المهام

لأن الأمهات يقمن بنصيب الأسد من أعمال الأبوة والأمومة، فمن الطبيعي أن تكون لديهن فكرة محددة جدا عما هو جيد للأطفال وما هو غير مفيد.

بالمقابل، فإن الرجال قد لا يشاركونك وجهة نظرك التي تقترب جدا من الكمال إما بسبب نقص الخبرة أو نقص الاهتمام، لذا إذا كنت تبحثين عن مشاركة زوجك بشكل أكبر فيجب التخلي عن الحاجة الملحة للسيطرة والقيام بالمهام على أكمل وجه.

احرصي على وقت العشاء معا

في أيام العمل الطويلة لدى زوجك وعودته منهكا تماما، احرصي على جلوس الجميع لتناول وجبة العشاء معا، فعادة ما يكون من الأسهل أثناء وقت العشاء دمج جميع أفراد الأسرة ومناقشة ما حدث خلال اليوم.

ليلى علي

 

2022/10/03

كبار السنّ في وحدة وعزلة: هل تحوّلت ’بركة الدار’ إلى شيء؟!
ورد عن رسول الله (ص) : «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ»[1] .

من أخطر إفرازات الحضارة المادية المعاصرة، هيمنة الروح المصلحية المادية على الإنسان، وإغفال البعد القيمي الأخلاقي، وهذا ما أنتج حالة (تشيّؤ الإنسان).

[اشترك]

والتشيّؤ يعني التحول إلى أشياء وأدوات بالمفهوم المادي، وفي المفهوم الاجتماعي، يدلّ على تحول العلاقات بين البشر، إلى ما يشبه العلاقات بين الأشياء، ومعاملة الناس بعضهم بعضًا بعدّهم أشياء مجرّدة، دون النظر إلى القيمة الإنسانية.

العلاقات وفق مبدأ المنفعة

ويعتبر الفيلسوف والكاتب الناقد المجري (جورج لوكاش 1885-1971م) (أول من بحث في موضوع التشيّؤ في الفكر الفلسفي المعاصر، وهو يرى أن التشيّؤ يحوّل العلاقات الإنسانية في ظلّ هيمنة النظام الاقتصادي الرأسمالي إلى أشياء جامدة، وخاضعة لمنطق التبادل التجاري بالصورة التي يتحول فيها البشر إلى سلع، وفق مبدأ المنفعة)[2] .

وقد انتقد هذا الواقع العديد من المفكرين الغربيين، ودقوا أجراس الإنذار والخطر على إنسانية الإنسان.

إنّ تعامل الإنسان مع أيّ شيء من الأشياء، أو جهاز من الأجهزة، إنّما هو بمقدار انتفاعه منه، فإذا انتهت صلاحية ذلك الجهاز، وانتفت المنفعة والمصلحة منه، تنتهي قيمته، ويصبح عبئًا على الإنسان حتى يتخلص منه.

وبذات الطريقة يكون التعامل بين الإنسان والإنسان الآخر، يهتم به ويحترمه ما دامت هناك مصلحة ومنفعة في البين، فإذا انتفت المنفعة والمصلحة، فلا دافع للاهتمام والاحترام. مهما كانت درجة القرابة والصلة بذلك الإنسان، أبًا أو أمًا أو زوجًا أو ولدًا.

التعامل مع المسنين نموذجًا

وتتحدّث كثير من التقارير والإحصاءات عن حالة الجفاء والجفاف في العلاقات الإنسانية في المجتمعات المادية المتقدمة، حيث يكون مصير كبار السنّ والمرضى العاجزين إلى رعاية المؤسسات المعنية، دون اهتمام أو تواصل من أبنائهم وذويهم، وهذا يعرّضهم للوحدة والعزلة الاجتماعية والاكتئاب، وكشفت جائحة كورونا عن مآسي في دور العجزة والمسنين في مختلف المجتمعات الغربية.

وتشير كثير من التقارير إلى أنّ إساءة معاملة كبار السنّ تعدّ إحدى المشكلات العالمية الموجودة بالبلدان النامية والمتقدمة على حدٍّ سواء.

من هنا تأتي أهمية إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يومًا عالميًّا للمسنين في سنة 1990م هو الأول من شهر أكتوبر في كلّ عام، لتذكير المجتمعات الإنسانية بهذه الشريحة، وضرورة الاهتمام برعايتها. والتعامل معها باحترام يليق بإنسانيتها وعطائها في الحياة.

خاصة وأنّها شريحة آخذة في الاتساع، فبسبب تقدّم مستوى الطب، وتوفر الرعاية الصحية، وتطور خدمات الحياة، ارتفع متوسط العمر عالميًّا، وتضاعف عدد كبار السنّ في مختلف المجتمعات.

المنطق الإنساني في رعاية المسنين

إنّ احترام كبار السنّ ورعايتهم ينطلق من مبدأ احترام إنسانية الإنسان، وتقدير ما قدّم من عطاء ودور في حياته.

كما أنّ هذه المرحلة تنتظر كلّ إنسان يمتدّ به العمر، فحين تتعزّز هذه الحالة تكون حماية لمستقبل أجيال المجتمع.

ورد عن رسول الله (ص): «مَا أكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إلاَّ قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّه)[3] .

وورد عن الإمام جعفر الصادق (ع): «بَرُّوا آبَاءَكُمْ يَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ»[4] .

من هنا جاءت النصوص الدينية تؤكّد على رعاية المسنين واحترامهم.

ورد عن رسول الله (ص): «مَنْ وَقَّرَ ذَا شَيْبَةٍ لِشَيْبَتِهِ آمَنَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ»[5].

وعنه (ص): «مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»[6] .

وجاء في الكافي بسند صحيح عن الإمام جعفر الصادق (ع): «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِجْلَالَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ»[7] .

على المستوى العائلي فإنّ البرّ بالوالدين يقع في الرتبة التالية لتوحيد الله وعبادته، يقول تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ‎﴿٢٣﴾‏ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. [الإسراء: 23-24].

ورد عن رسول الله (ص): «مَن أصْبَحَ مُطِيعًا لِلَّهِ في والِدَيْهِ أصْبَحَ لَهُ بابانِ مَفْتُوحانِ مِنَ الجَنَّةِ، وإنْ كانَ واحِدًا فَواحِدًا، ومَن أمْسى عاصِيًا لِلَّهِ في والِدَيْهِ أصْبَحَ لَهُ بابانِ مَفْتُوحانِ مِنَ النّارِ، وإنْ كانَ واحِدًا فَواحِدًا». فَقالَ رَجُلٌ: وإنْ ظَلَماهُ؟ قالَ: «وإنْ ظَلَماهُ، وإنْ ظَلَماهُ، وإنْ ظَلَماهُ»[8] .

إنّ رعاية كبار السّن واحترامهم تتجاوز الإطار العائلي، فهي مسؤولية اجتماعية، تستلزم صدور تقنينات تنظم حقوق هذه الشريحة، وتردع أيّ تعدٍّ عليهم أو الإساءة لهم.

نظام حقوق كبير السّن ورعايته

وقد صدر في بلادنا مؤخرًا بتاريخ 3/ 6/ 1443هـ نظام حقوق كبير السّن ورعايته بمرسوم ملكي[9] .

وقد نصّ النظام الذي يحتوي على 23 مادة على قضايا أساسية مهمّة تضمنتها المادة الثانية:

تمكين كبار السّن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم.

نشر التوعية والتثقيف المجتمعي لبيان حقوق كبار السّن؛ لأجل احترامهم، وتوقيرهم.

توفير معلومات إحصائية موثقة عن كبار السّن؛ للاستفادة منها في إجراء الدراسات والبحوث ذات العلاقة بهم، والمساعدة في وضع الخطط والبرامج.

تنظيم وتنفيذ برامج مناسبة لكبار السّن؛ تعزّز من مهاراتهم وخبراتهم وممارسة هواياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.

تشجيع القادرين من كبار السّن على العمل، والاستفادة من برامج الدعم الموجهة إلى الجهات المشغلة لهم.

دعم النشاطات التطوعية في خدمة كبار السّن.

تأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد؛ لتكون ملائمة لاحتياجات كبار السّن، وذلك في ضوء الأنظمة والأوامر ذات العلاقة.

تخصيص أماكن لكبار السّن في المرافق العامة والمناسبات العامة.

حثّ القطاع الخاص وأصحاب الأعمال والجهات الأهلية على رعاية كبار السّن من خلال إقامة مراكز أهلية وأندية اجتماعية.

وقد حدّد النظام عقوبات رادعة بالسّجن والغرامة على أيّ انتهاك لشيءٍ من حقوق كبار السّن. ومهم جدًّا تداول هذا النظام وتفعيله ونشر مضامينه.

كما يجب أن تنشأ مؤسّسات بمبادرات أهلية تهتم بكبار السّن، وأن تسود المجتمع ثقافة احترام الكبير ورعايته، ويجب أن تتعزّز هذه الثقافة في أوساط الجيل الصّاعد، فبعض أبناء الجيل الجديد تنقصهم هذه الثقافة وهذا الاهتمام.

إنّ الحديث الشريف الوارد عن النبي (ص) يعتبر إكرام الكبير من إجلال الله تعالى: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ»[10] .

*خطبة الجمعة 4 ربيع الأول 1444هـ الموافق 30 سبتمبر 2022م. الهوامش: [1]  الألباني: صحيح أبي داود، ح4843. [2]  وائل أيوب: تشيؤ الإنسان ما بين النفعية والاستهلاك، مجلة المعرفة: وزارة الثقافة - سوريا، عدد 684، سنة59. [3]  الترمذي، ح1945. [4]  الكافي، ج5، ص554. [5]  جامع أحاديث الشيعة. ج١٦ ص٢٣٩. [6]  الألباني: صحيح الجامع، ح5445. [7]  الكافي: ج4 ص733. [8]  السيوطي: الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج5، ص268. [9]  هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، -https://laws.boe.gov.sa/BoeLaws/Laws/LawDetails/3c63e654-4046 468d-93fd-ae1a00de13be/1 [10]  الألباني: صحيح أبي داود، ح4843.
2022/10/03

مدارسنا طاردة.. أطفالنا يشعرون بالملل داخل المدرسة!
يشعر العديد من الأطفال بالملل في المدرسة، فما أسباب ذلك؟ وهل للمدرسة أو الأهل دور في ذلك؟ وما طرق علاج هذا الملل؟

[اشترك]

يرى خبير التربية الوالدية والعلاقات الأسرية، الدكتور يزن عبده، أن بعض مدارسنا طاردة وليست جاذبة، وهناك ظاهرة قديمة حديثة في عدد كبير من المدارس عنوانها "ملل الطلبة من المدرسة".

ويتابع أن هذ الظاهرة "تظهر على شكل عدم رغبة الأبناء في الذهاب للمدارس، سواء أكان ذلك بتصريح مباشر وواضح للأهل، أم عن طريق التمارض حتى لا يذهب الطفل للمدرسة، إضافة إلى تفشي ظاهرة التسرب من المدارس التي تدل على وجود الملل من الحياة المدرسية".

ومن أهم أسباب هذه الظاهرة هي أن المدرسة قاصرة وبشكل كبير عن تحقيق المتعة عند الأبناء، فالعديد من الأساليب التعليمية تميل إلى التلقين وصب المعلومات في عقل الطلبة، الأمر الذي يرفضه الطلبة، وبالتالي ينتظرون انتهاء اليوم الدراسي بفارغ الصبر، ويشعرون أنهم داخل سجن لا يحترم قدراتهم ولا يلبي حاجتهم للمتعة، فليست هناك أساليب ممتعة تثير التحدي الإيجابي عند الطلبة، وليس هناك تعلم عن طريق المشاريع، ولا حتى أنشطة ممتعة لتقديم المعلومة والوصول إلى المعارف التي ترغب المدرسة في إيصالها للطلبة، وفق الدكتور عبده.

المدرسة طاردة وليست جاذبة للطلبة!

ويقول عبده "نجد أن التعليم في العديد من دول العالم أصبح يعتبر الطالب محور العملية التعلمية، فيبحث عن أفضل المراجع التي ترتقي بالطالب وتزيد من حبه للتعلم والمعرفة، بينما لا تزال العديد من مدارسنا ترى أن الكتاب المدرسي هو محور العملية التعليمية، وعلى الطلبة أن يختموا الكتاب من الجلدة للجلدة، من دون أن تأبه المدرسة بتنوع مصادر المعرفة التي تقدم لهم".

ويضيف أن من المشاكل أيضا "البيئة المكانية للمدرسة التي تعد في بعض جوانبها غير مناسبة؛ فمن دورات المياه الخربة، إلى المشارب غير المناسبة، إلى اكتظاظ الصفوف بأعداد كبيرة من الطلبة، إلى التهوية غير المناسبة، إلى البرد القارص في العديد منها في الشتاء، والحر اللاهب في الصيف، وغيرها من الأمور التي تجعل المدرسة طاردة -وليست جاذبة- للطلبة".

المدارس لا تطلق العنان لتطوير الهوايات

ويرى الدكتور عبده أن المدارس لا تطلق العنان لتطوير الهوايات والمهارات الفنية والرياضية بشكل كاف، فحصص الفن أو الرياضة غير مهمة في النظام التعليمي العربي، وإن حضر الطالب هذه الحصص يجدها مملة تقليدية بعيدة كل البعد عن اكتشاف قدراته فيها فضلا عن تطويرها.

أما عن نظام التقييم والامتحانات فحدث ولا حرج، وفق عبده، إذ يعتبره بعض الطلبة نظاما لا يقيس قدراتهم العقلية بقدر ما يقيس قدرتهم على الحفظ واسترجاع المعلومات المحفوظة، وتعد أيام الامتحانات عصيبة عليهم، فيشعرون فيها بالتوتر والخوف بل والرعب، وتصبح مشاعرهم في غاية السوء، وبلا شك فإن هذه المدرسة التي تشعرهم بهذه المشاعر تكون طاردة لهم ومملة للغاية.

ويكمل عبده "ولا ننسى عدم مواكبة المدارس والمناهج في المدارس للتطور الذي يعيشه الأبناء، فهم يشعرون بأنها تحد من قدراتهم ولا تنميها، وكثيرا ما نسمع من الطلبة أن المادة الفلانية ليست لها علاقة بالحياة، ولا نستفيد منها، فلماذا ندرسها؟! وهم محقون في ذلك، فالعديد من المواد تناسب طلبة ولا تناسب آخرين، وبالتالي يشعرون بالملل من المدرسة وما يتعلق بها".

علاقة الملل بفرط الحركة والتشتت

وحول أسباب ملل الطالب في المدرسة، يعلق الدكتور أمجد جميعان -وهو مستشار أول في الطب النفسي للأطفال- "أود في البداية الإشارة إلى اضطراب فرط الحركة والتشتت، إذ إن معدل انتشاره عالميا بين 5-10%"، ويوضح أن هناك 3 أنواع من هذا الاضطراب:

- فرط حركة وتشتت.

- تشتت وعدم تركيز وسرحان داخل الصف.

- فرط حركة فقط.

ويشرح الدكتور جميعان "المهم لدينا هنا الشكل الثاني، وهو تشتت ونسيان وسرحان داخل الصف، وهو شائع أكثر عند الإناث، فنجد الطالبة أو الطالب لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة أو ينام في الحصة، ودوما يشكو من المدرسة والواجبات، بالإضافة إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب لدى عدد كبير منهم، لأنه لم يتم فهم مشكلته".

ويضيف الاستشاري جميعان أن "هذا -حسب رأيي- شائع وأشاهده بشكل متكرر في العيادة لدى بعض الأطفال والأحداث، بسبب عدم القدرة على التركيز، فيصبح الطفل عدائيا ويتكرر هروبه من المدرسة".

ويرجح الدكتور أن السبب الثاني للملل يأتي من البيت، بعدم الإشراف على نوم الأطفال، وعدم توفر ضوابط داخل البيت، ومنها الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية، فنجد الطلب يسهر كثيرا، ويذهب للمدرسة كسولا يرغب في النوم.

البيئة المدرسية

ويشرح جميعان أن البيئة المدرسية، بما فيها من عدم اهتمام وتسيب، تسهم في شعور الطفل بالملل في المدرسة، إلى جانب التنمر بالمدارس.

أيضا من أسباب شعور الطالب بالملل من المدرسة عدم توفر الأنشطة المدرسية غير المنهجية، لتحفيز الطالب، وعدم توفر نماذج يقتدي بها الطالب حتى يحب مدرسته، إلى جانب البيئة المدرسية غير المحفزة، مثل اكتظاظ الصفوف، وعدم اهتمام الإدارة، فيشعر بالكسل والملل طوال الوقت، وفق الاستشاري جميعان.

ويشير إلى أن الفقر المادي والأوضاع المعيشية الصعبة عند الطالب تظهر لديه رغبة في مغادرة المدرسة والتوجه للعمل، بسبب ظروف عائلية.

مشكلة شائعة جدا

تقول ناتالي غوين -الحاصلة على درجة الدكتوراه، وأستاذة الإرشاد المدرسي في جامعة والدن، ومعالجة في غرينزبورو بولاية كارولينا الشمالية الأميركية- إن "هذه مشكلة شائعة جدًا، أشجع الآباء والمعلمين على التفكير في ما يمكن فعله للمساعدة في تعزيز مشاركة أطفالهم وتعلمهم"، حسب ما نشر موقع "فري ويل فاميلي" (verywellfamily).

كيف يمكن للمربين المساعدة؟

تقول غوين إن "هناك العديد من الطرق التي يمكن بها للآباء والمعلمين مساعدة الأطفال الذين يشعرون بالملل في المدرسة، أولا وقبل كل شيء، من المهم الكشف عن أسباب عدم مبالاة طفلك؛ بهذه الطريقة يمكنك التوصل لحلول تعالج المشكلة حقا، وستكون قادرا بشكل أفضل على التحدث إلى الطلاب والتعاطف مع موقفهم إذا فهمته حقا، وستأخذ الأمر بجدية إذا فهمت ما يحدث وكيف يشعرون تجاه المدرسة".

 

ودعت غوين إلى سؤال الطفل عن تفاصيل ما فعله في المدرسة، ما الذي وجده مملا، أو مثيرا للاهتمام أو التحدي، وما إلى ذلك. وترى أن هذه المحادثات يمكن أن تساعدك بالبدء في التركيز على ما قد يسهم بفهم مشاعر اللامبالاة.

وتضيف أنه غالبًا عندما يكون لديك طلاب لديهم احتياجات لم تتم تلبيتها، فإن النتيجة ستكون طلابًا غير متفاعلين. ولكن بمجرد أن تستكشف ماهية الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها، وتبدأ في معالجتها، سيبدأ الطالب غالبًا في الشعور بمزيد من المشاركة وأقل مللًا في المدرسة.

كما ينصح بإشراك كل من المعلم والطفل، ونصحت الخبيرة بالتحدث إلى معلمي طفلك وجعلهم يعرفون ما يجذب طفلك وما لا يجذب انتباهه؛ فتقول "تحدث معهم حول ما ينقله طفلك لك من دون إلقاء اللوم على المعلم. حاول كبح أي سلبية وقدم ملاحظات بناءة حول ما يحتاجه طفلك. ضع في اعتبارك إشراك طفلك بهذه العملية".

وتختم الأستاذة الجامعية في الإرشاد المدرسي بقولها إنه من الضروري عدم تجاهل مخاوف الطفل، وتصديقه عندما يقول إنه يشعر بالملل؛ "اجلس مع المعلم لتبادل الأفكار والتوصل إلى حلول لإبقاء طفلك منخرطًا ومتحمسًا بشأن حياته المدرسية اليومية".

منى خير

 

2022/10/02

أطفال لا يلعبون.. هل للعب فوائد؟!
اللعب في سن ما قبل المدرسة، هو أكثر أنشطة الطفل ممارسة، يستغرق معظم ساعات يقظته، وقد يفضله على النوم والأكل، وغياب اللعب لدى الطفل، يدل على أن هذا الطفل غير عادي، فاللعب نشاط تلقائي طبيعي.

[اشترك]

اللعب له عدة فوائد، فهو يكسب الطفل مهارات حركية، فيتقوى جسمه.. وأيضا عمليات معرفية، كالاستكشاف، ويزيد من المخزون اللغوي لدية، وغيرها من الفوائد.

الأطفال، وتفاعلهم باللعب:

هناك عدة أنواع للأطفال من حيث التفاعل باللعب في الحضانة:

- الطفل غير المشارك باللعب: بحيث يقف في الغرفة، ويتجول ببصره على الأطفال..، وهم قلة بالحضانة.

- الطفل الوحيد: يلعب لوحدة، ويندمج في لعبته، وهذا النوع عادة في السنة الثانية والثالثة.

- الطفل المراقب للعب: بحيث يكتفي بالتحدث مع الأطفال الذين يلعبوا، ويوجه لهم الأسئلة..، لكن لا يشاركهم اللعب.

أنواع اللعب:

- اللعب التعاوني: يتم اللعب كجماعة، ويكون لهم قائد يوجههم، وعادة يكون في بداية المرحلة الابتدائية.

- اللعب التناظري: يلعب الطفل وحده، فيتحدث للعبة، وكأنها شخص حقيقي، وهو تعويضي للأطفال الذين، لا يلعبون مع المجموعات.

- اللعب بالمشاركة: يتشارك مجموعة من الأطفال في لعبة معينة لكن دون قائد..، كالسير في طابور أو ترتيب الألعاب..

- اللعب الإيهامي: يظهر في الشهر الثامن عشر من عمر الرضيع، ويصل للذروة في العام السادس، بحيث يلعب "بيت بيوت "أو" عروسة وعريس" " شرطة وحرامي"، وللعب الإيهامي فوائد كثيرة منها:

- ينمي الطفل معرفيا واجتماعيا وانفعاليا.

- يستفيدوا منه علماء النفس في الاطلاع على الحياة النفسية للطفل.

 - يكشف عن إبداعات لدى الطفل..، فمثلا عندما يلبس على رأسه الطنجرة، ويعتبرها خوذة.. فهذا دليل على الإبداع..

- اللعب الاستطلاعي: ينمي الطفل معرفيا..، فعندما يحصل على لعبة جديدة كالسيارة، مثلا يكسرها ليعرف ما تحتويه في الداخل..، فاللعبة المعقدة تثير اهتمامه أكثر من اللعبة البسيطة..

فاللعب له فوائد كثير فدعي طفلك يعش طفولته، ويتمتع بها..، لأنه سيأتي يوم، ويكبر ...، لينشغل في الحياة.

*تبيان
2022/09/29

عامليه كـ ’ طفلكِ الصغير’: أشياء لا تستحق المشاجرة مع زوجك!
هل تتشاجرين مع زوجك على أشياء تافهة لا تستحق الخصام مما يجعلكِ ترهقين أعصابك وتعيشين في جو متوتر ومشحون دائماً في المنزل؟

[اشترك]

 في الحقيقة ليس بمفردك بل جميع أفراد الأسرة، هناك بعض الأشياء التي تصبح مع مرور الوقت مسلمات، لا تستحق الشجار أو حتى الانفعال.. حاولي أن تتجنبيها لتنعمي بحياة عائلية أبسط وأجمل مع أسرتك.

طباع زوجك التي لا تقبل التغير

إذا كان في زوجك بعض الصفات التي لا يمكن تغييرها، عليكِ تقبلها وعدم التفكير فيها كثيراً، بل على العكس عليكِ التفكير في كيفية التعامل معها وعدم وضعها عائقا وسبباً في مشاكل بينكما، مثلاً لا تتذمري من جلوسه كثيراً أمام مباريات كرة القدم! حاولي مشاركته المشاهدة حتى لو من باب المجاملة، وتأكدي أنه سيفعل ذلك معكِ عندما تشاهدين المسلسل المفضل لديكِ السادسة مساء. هناك بعض الاشياء الصغيرة التي لا داعي للتشاجر بسببها مثل وضع الزجاجة في الثلاجة أو وضع فرشاة الاسنان في مكانها أو تغطية زجاجة العصير.. وهكذا عليكِ تقبل تلك الاشياء وعدم التفكير فيها وتجنب المشاكل بسببها، اعتبري زوجك طفل صغير يحتاج لرعايتك دائماً.

مصروف البيت

بعض المشاجرات العائلية تكون بسبب المال والحالة الاقتصادية، لذا عليكِ تنظيم ميزانية المنزل على قدر احتياجاتكم، ومحاولة التوفير وعدم التشاجر مع زوجك على تلك الاشياء التي لا تستحق، لأنك تعلمين مسبقاً ما هو دخله الشهري الثابت، وما هي متطلباتكم، فكوني واقعية في تفكيرك وحاولي بدلاً من الشجار، التفكير في حلول عملية.

 العلاقة الحميمية

أثبتت الدراسات والابحاث الميدانية أن أغلب حالات الانفصال سواء الرسمي أو الانفصال النفسي بين الزوجين، بسبب فشل في العلاقة الحميمية بينهما، وعدم التحدث في هذا السبب بين الزوجين، مما ينتج عنه خلافات زوجية مفتعلة على أتفه الاسباب يختفي ورائها هذا السبب الرئيسي.

لذا عليكِ التحدث مع زوجك حول علاقتكما الحميمة، وكيفية استمتاع كلاً منكما، والتفاهم على ذلك وإشباع رغباتكما دون خجل.. تحدثي بسلاسة واختاري الوقت المناسب، أو حاولي كسر روتين حياتكما الزوجية بأي طريقة ممكنة.

*فاطمة الليثي

2022/09/29

قنبلة موقوتة في البيت: كيف أتعامل مع المرأة ’سليطة اللسان’؟!
أعاني من شخصية لسانها سليط كيف يمكن العيش معها؟

[اشترك]

الجواب من سماحة الشيخ علي آل محسن:

إذا كانت هذه المرأة السليط اللسان لا تستطيعين تجنبها أو مقاطعتها، كأن كانت لك أما أو أختاً أو من أرحامك القريبات جدا منك، فعليك بمقابلة الإساءة بالإحسان، عملاً بقوله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].  وقوله: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24]. وقوله: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) [الفرقان:63].

وعليك بالكلام اللين الحسن وإن سمعت الكلام السيئ الرديء؛ لأن الله تعالى قال لموسى وهارون عليهما السلام: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طـه:44].

فإن نفع معها ذلك فالحمد لله أولا وآخرا، وإن لم ينفع معها ذلك، واستمرت على سلاطة لسانها فعليك بالصبر، والله سبحانه وتعالى يوفيك أجور الصابرين بغير حساب.

وأما إذا كانت هذه المرأة السليطة اللسان يمكن تجنبها، كأن تكون غير ذات رحم، ولا تربطك بها أي رابطة، إلا علاقة الدراسة في مكان، أو العمل في مكان، أو ما شاكل ذلك، فإن نفع معها الكلام اللين الحسن كان بها، وإلا فعليك تجنبها، وتركها، والابتعاد عنها مهما أمكن، فإنه أسلم لك ولها، وخير لك ولها؛ لأن البقاء معها وحالتها هذه لا يزيدها إلا إثماً، ولعلك لا تستطيعين الصبر على بلائها فتوقعك في الإثم وأنت في غنى عن ذلك.

أسأل الله تعالى لها الهداية والصلاح، ولك التوفيق والنجاح، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

2022/09/29

يشعرنّ بالغربة.. فتيات بلا زواج!
برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة تأخر الزواج لدى الفتيات في مجتمعنا، وهي ظاهرة تستحق الدراسة والبحث لمعرفة طبيعة المشكلة وأسبابها ووضع الحلول المناسبة.

[اشترك]

وفي الوقت الذي نقر فيه بوجود المشكلة وندعو للدراسة والحل ندعو فتيات مجتمعنا للتفكير في تجاوز المشكلة بالأساليب المناسبة حتى لا يؤدي التعاطي معها إلى خلق مشكلات جديدة.

إن أسلوب التعامل مع أي مشكلة قد يساعد صاحبها على تجاوزها أو التخفيف من آثارها، وقد يعطيها أكبر من حجمها ويخلق منها مشاكل جديدة.

ولذلك نحن ندعو فتياتنا إلى الانطلاق في الحياة بكل نشاط وحيوية عبر الاشتراك في البرامج الاجتماعية والثقافية أو الأعمال التجارية والاقتصادية، لأن التوقف عند حدود المشكلة يعطيها أكبر من حجمها.

بناتي الكريمات.. إن التأخر في الزواج لا يكشف عن نقص أو عيب في الفتاة، لكنها طبيعة الابتلاء في الحياة وما أفرزته العادات الاجتماعية والمتغيرات الاقتصادية.

البنت في سن الخامسة و العشرين - مثلاً- تتمكن بما حباها الله بها من قدرات أن تنطلق في الحياة وتستثمر كفاءاتها في مجالات الحياة المتعددة، فلا تظن بنفسها نقص أو عيب.

عليها أن تبادر للعمل بكل ثقة و تفاؤل وتتوكلي على الله وتسأله سبحانه العون و التوفيق، وستجد أن حياتها تغيرت بإذن الله.

إنها كائن مستقل الوجود بغض النظر عن مسألة الزواج، فالمرأة يمكن أن تحقق السعادة و النجاح حتى لو تأخرت في الزواج، وهناك الكثير من نساء مجتمعنا قمن بتأسيس المؤسسات الخيرية والبرامج الثقافية والاجتماعية فحققن ذواتهن في إطار التقرب إلى الله تعالى و العمل في سبيله وخدمة دينه فحولن المشكلة إلى حالة إيجابية وشعرن بالراحة و السعادة من خلال مساعدة الآخرين و إسعادهم.

2022/09/29

الكذب بين الزوجين.. ما هي أسبابه؟
الحياة الزوجية هي عبارة عن فن في التعامل وأسس راسخة تقوم عليها حياة كاملة للزوجين والأبناء، ولعل من أهم هذه الأسس والأعمدة التي تقوم عليها الحياة الزوجية، هي الاحترام المتبادل والثقة والشفافية، وعلى الوجه الآخر فمن العوامل التي تكدر صفو الحياة الزوجية وتعمل على هدم هذه الأسس هي الكذب.

[اشترك]

فالكذب هو من أسوأ الطباع ليس فقط بين الزوجين ولكن في المجتمع بأكمله، فهو تزييف للحقائق وتشويهها بغرض الخداع، هذا بالإضافة إلى اقتران بعض الجرائم بالكذب مثل الغش والسرقة وغيرها من الصفات المذمومة التي حرمها الله في كل الأديان.

في البداية سنتعرف على أسباب الكذب بين الزوجين فيما يلي:

1- محاولة حماية مشاعر شخص آخر.

2- تجنب الصراع أو الإحراج أو الاضطرار إلى مواجهة عواقب سلوك معين.

3- الخوف من الرفض أو فقدان أحد الزوجين الآخر.

4- إخفاء شيء تم فعله أو لم يتم فعله.

5- الحفاظ على السيطرة على الموقف.

6- الظهور بشكل جيد، أو أكثر نجاحاً مما هو عليه بالفعل.

وعلى الرغم من أن أحد الزوجين قد يكذب كطريقة لحماية مشاعر شريكه أو لتجنب الصراع، إلا أن هذه الأكاذيب وغيرها لا تزال تسبب مشاكل في العلاقة من خلال تقليل الثقة والألفة.

العلامات التي تنذر بحدوث كذب

1- تجنب لقاء العين، أو إلقاء نظرة خاطفة على اليمين أو الابتعاد أثناء التحدث.

2- التردد.

3- الغموض وتقديم القليل من التفاصيل.

4- عدم تتطابق لغة الجسد وتعبيرات الوجه مع ما يُقال. 

5- الدفاع المستمر عن النفس.

6- اختلاف السلوكيات مثل عدم التصرف بالطريقة المعتادة.

7- التناقضات في الكلام.

8- لمس الذقن أو فرك الحواجب.

9- حركات الذراع واليدين غير طبيعية أو محدودة.

آثار الكذب على الحياة الزوجية

قد تبدو بعض الأكاذيب غير مؤذية (في حالة الأكاذيب البيضاء كما يعبرون)، لكن حتى القليل من الأكاذيب النادرة يمكن أن تؤدي إلى عدم الثقة ومشاكل العلاقات الأخرى، فلا يوجد شيء اسمه كذب أبيض أو كذب أسود، فالكذب هو الكذب، ومن آثاره:

1- فقدان الثقة

من أسواء الآثار المترتبة على كذب أحدهما على الآخر أو كلاهما خصوصاً مع تكراره، لأن تكرار الكذب يعني انتحار الثقة بين الزوجين.

2- كثرة الشك

من تأثير الكذب على العلاقة الزوجية كثرة الشك الذي له أن يقتل العلاقة بين الزوجين، لذا يعُد الكذب العدو اللدود للحياة الزوجية الهادئة المستقرة.

3- الخيانة

الذي يكذب يخون، ومن الممكن أن يفعل أي شيء آخر. فالكذب هو آفة من الأفات التي تصيب الضمير، وله أثر فتاك على العلاقة الزوجية، ذلك لأن الكذب تتبعه آثار غير أخلاقية كثيرة.

4- انعدام الشعور بالأمان

ينعدم الشعور بالأمان عندما يتأكد شريك الحياة من كذب شريكه عليه، لأن الكذب معناه أن هناك أموراً لا يريد الشريك أن يُعرِّف بها شريكه، وهي أولى خطوات الخيانة والغش والخداع.

5- الكره والنفور

في كثير من الحالات يؤدي الكذب إلى كره الشريك في الآخر، خصوصاً بعد تماديه في هذه العادة السيئة التي تفتح باباً واسعاً لتخرج منه أجمل الأمور والأشياء بين الزوجين، وأخيراً يجب أن يتجنب الزوجان الكذب، فالشخص الكاذب لا أمان ولا سلام معه، كما أن على كلٍ منهما أن يحترم صدق الآخر ليكون هو الملاذ الآمن الذي ينقذ العلاقة الزوجية بين الزوجين من مصيرٍ مجهول.

*نهى سيد
2022/09/26

هذه الأم تساعد طفلها على الإدمان!
رافق اختراع الهواتف المحمولة ظواهر وسلوكيات كثيرة أخذت بالانتشار والتوسع رغم تأكيد الدراسات والبحوث والتجارب الشخصية على خطورتها وتأثيراتها السلبية.

[اشترك]

 وأبرزها التعلق الكبير والذي يتحول بمرور الزمن إلى إدمان والذي سمي بمرض العصر وبعد ان أصاب الكبار أولا اخذ يتفشى بين المراهقين وفي الآونة الأخيرة نلاحظ التعلق الكبير أو ما يسمى بالإدمان المبكر منتشر بين الأطفال والذين يبلغ عمرهم سنة فما فوق ويزيد تعلقهم به بزيادة إدراكهم واستيعابهم.

 فعند تصفحهم (للهاتف المحمول أو الآيباد) لما به من تطبيقات وفيديوهات تغريهم وتشد انتباههم تنتابهم حالة هدوء وتركيز عالي وهذا السلوك يريح الأهل وخصوصا الأمهات من مشاكل ومشاكسات وضجيج أولادهن ويعطيهن الفرصة لإكمال أعمالهن المنزلية وأمور أخرى دون مضايقات مما يدفعهن لمساعدة أولادهن على الاستخدام المفرط وقضاء أوقات طويلة في التصفح واللعب في الأجهزة.

وقد تستبعد اغلب الأمهات كلمة (مدمن) لوصف أبنائهن وتراه وصف مبالغ فيه رغم حالة السكينة والارتياح وهم يمسكون بين أيديهم الجهاز بينما يصابون بالحزن والصراخ والبكاء الشديد حين يبعد عنهم مما يجبرهن على الخضوع وتلبية رغباتهم لإلهائهم والكف عن الصراخ وهي علامات واضحة للإدمان المبكر.

وسواء كانت الأم على دراية وبينة بتأثيرات هذه الأجهزة أو لا فالأغلبية مستمرة على هذا النهج للفائدة التي ذكرناها آنفا رغم المشاكل النفسية والجسدية الآنية والمستقبلية والتي أكد عليها المختصون، إذ تؤثر على قدرتهم على التعلم في المستقبل لما تسببه من تشتيت للانتباه.

وأيضًا تحد من قدرة الطفل على الإبداع والخيال وتقلل التطور الحركي والحس البصري لديه بسبب الأوقات الطويلة التي يقضونها في التصفح واللعب دون حركة جسدية، ويعد عامل أساسي وراء ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والاضطراب العقلي بسبب الألعاب العنيفة والتي تدفع الأطفال اتجاه العنف، ويجعلهم يعتقدون بأن السلوك العنيف هو مجرد وسيلة طبيعية للتعامل وحل المشاكل وكذلك يثير فيهم روح التقليد.

ومن المشاكل الجسدية ألم الرقبة وأمراض الأطراف نتيجة استعمالها للعب أوقات طويلة وطريقة الجلوس الخاطئة وأمراض عضوية كالسمنة الناتجة عن قلة الحركة وكذلك ضعف النظر والتهاب وجفاف العينين وهناك مشاكل مستقبلية منها ما أكدته الدراسات أن أحد أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الهواتف هو (التوحد الوظيفي) والناتج عن تعلق الطفل بعالم افتراضي وانعزاله عن محيطه الاجتماعي، كما قد يخلق خللاً سلوكيا وأخلاقيا في شخصية الأطفال عند مشاهدتهم مواقع مشبوهة وغير أخلاقية وهذه المشاهد والصور تؤثر على الصفاء الذهني للأطفال، فتصيبهم بالاكتئاب أو تولد لديهم العنف أو تثير لديهم رغبة الشذوذ.

 وحتى يكسب الأطفال الآثار الايجابية فقط من هذه الأجهزة خصوصا إنها تسهم في تفتح مداركهم وتوصلهم بالعالم من حولهم وتجعلهم ملمين بالأحداث وتعلمهم مهارات استخدام الأجهزة ومواكبة التطور على الأهل تقنين فترات الاستخدام والكل متفق على إن ساعتين هي أفضل الأوقات للأطفال جسديا ونفسيا ويسهم بجعل الأطفال يتحكمون بذاتهم وأنفسهم ورغباتهم ويبعدهم عن الإدمان ويحترمون الوقت ويقدرونه مع مراقبة الأهل المستمرة لتنقلات الطفل بين التطبيقات واختيار الألعاب.

*اخلاص داود

 

 

2022/09/24

لن تصدّق.. للخلافات الزوجية فوائد!
نادراً ما تخلو أية علاقة زوجية من الخلافات، التي تحدث بين الحين والآخر لأسباب قد تكون بسيطة، ورغم أن الكثيرين يتمنون أن تشهد علاقاتهم الزوجية أقل قدر ممكن من الخلافات، إلا أن الدراسات الحديثة ترصد فوائد للخلافات الزوجية.

وخلصت دراسة أمريكية إلى أن متوسط عمر الأزواج الذين يتشاجرون، أكبر من الذين لا تحدث خلافات عديدة في علاقاتهم، وأرجعت الدراسة السبب إلى أن الخلافات الزوجية تساعد في خروج الغضب، على عكس الأزواج الذين يكتمون غضبهم تجنباً للشجار.. ومن المهم معرفة أن الخلافات التي نتحدث عنها هنا، يجب أن تكون خلافات خالية من التجريح والإهانة أو العنف الجسدي.

ومن بين الجوانب الإيجابية للخلافات الزوجية، أنها تجعل كل شخص يفكر في وجهات نظره في الحياة؛ فالخلاف بين شريكي الحياة حول قضية معينة، يجعل كلاً منهما يعيد التفكير في وجهة نظره، ويجعله أكثر انفتاحاً للرأي الآخر.

تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة يعتقد البعض أن الخلافات الزوجية هي نهاية العلاقة بين الشريكين، ولكنهم لا يعلمون أن ذلك يتوقف على مدى نجاحهم في التعامل مع هذه الخلافات؛ لأنها تقوّي العلاقة الزوجية ولا تُضعفها.

أثبتت الدراسات أن العلاقات الخالية من الشجارات المتكررة، تكون أقل صحة من تلك العلاقات التي تحدث خلالها بعض الشجارات.

فوائد الشجار بين الأزواج، وهي كالتالي:

- الشجار يسمح بشرح احتياجاتك ورغباتك لزوجك:

يسمح الشجار بين الزوجين بتوصيل كل منهما رسالة ضمنية حول رغباته واحتياجاته إلى الطرف الآخر، كما أن الشجار يتبعه الاعتذار، وعادة ما يولّد الاعتذار القوي مشاعر الدفء والتواصل الجيّد بين الزوجين.

- الشجار فرصة رائعة لتكون أكثر معرفة وفهماً لزوجك:

كل شخص لديه حساسيات تجاه أشياء معينة؛ لأن كل شخص لديه ماضٍ، ولكنك لن تستطيعي معرفة هذا الماضي أو الأمور التي تسبب حساسيات لدى زوجكِ، من دون أن تتشاجرا معاً، ويعَد الشجار فرصة رائعة للكشف عن نفسك بشكل كامل، والسماح لشريكك بفعل الشيء نفسه؛ مما يتيح لكما معرفة بعضكما البعض بشكل أعمق.

- الشجار يساعد على اكتشاف المشاكل الحقيقية:

على الرغم من أنه قد يكون من الأسهل عدم المجادلة، وتجاهل أية مشكلة تحدث بين الزوجين، إلا أن الشجار يساعد علاقتكما على النضج بشكل أكبر، كما يساعدكما على التعرف على المشاكل الحقيقية التي تسبب ببينكما الشجار المتكرر، ومحاولة إيجاد حل لهذه المشاكل تجنباً لتكرارها.

- يمكن للجدال أن ينقذ العلاقة الزوجية، بدلاً من تدميرها:

عندما تنزعجين من زوجك، وتظلين صامتة من دون رغبة في التعامل معه، سيعرف بالتأكيد أن شيئاً ما يحدث؛ لأنك لست على طبيعتك المعتادة، وفي حال استمر صمتك وعدم رغبتك في التعامل معه، قد تتدمر العلاقة بينكما، لذلك فالشجار هو الحل الأمثل في مثل هذه الحالات؛ لإنقاذ العلاقة الزوجية بدلاً من تدميرها بالصمت.

التخلص من الملل

التناغم مسألة مهمة في العلاقة، لكن العلاقة المتناغمة بشكل تام والخالية من أي خلاف في وجهات النظر أو المواقف المختلفة، تؤدي إلى حالة من الملل والرتابة في العلاقة؛ لذا فإن الخلافات بين الحين والآخر قادرة على طرد الملل. غضب زوجتك منك بسبب جملة قلتها أو تعليق كانت تنتظر أن تقوله ولم تفعل، هو دليل على اهتمامها بك والعكس صحيح أيضاً، فنحن لا نغضب سريعاً من أشخاص لا يحملون أهمية في حياتنا.

المعروف أن كل شخص يرتدي نظارة وردية في بداية العلاقة أو خلال مرحلة الخِطبة؛ فهو لا يرى نقاط الضعف والعيوب الموجودة في الطرف الآخر.. وبالتدريج يبدأ رصد هذه الأمور، ومن المهم هنا معرفة أنه لا يوجد شخص كامل، وأن هذه العيوب هي جزء من الشخصية، وتعتبر الخلافات من أهم العناصر التي تساعد في رؤية الطرف الآخر بشكل واقعي ومن دون أوهام.

وتحتاج العلاقة الزوجية لأن تتطور مع الوقت، وهو أمرٌ يمكن أن تساعد الخلافات فيه؛ لأنها تعزز من قدرة كل طرف على التفاوض وتقبّل الحلول الوسط، والتخلص من العند والتفكير في الذات فقط.

* أيمن خطاب  
2022/09/22

ابني متوتر دائمًا.. كيف أساعده؟
ما يشغل بال الآباء والأمهات وجود أحد الأبناء متوتر باستمرار ولا يقدر على تحمل صدمات الحياة، مثل تلك المتعلقة بفقد عزيز أو حادث أصاب أحد الأقارب أو حتى خلاف بين الوالدين، لتكون الإصابة بالأزمات النفسية هي وسيلته للتعبير عما بداخله، وغيرها من المواقف التي فسرها البعض بأنها ربما تكون عائدة إلى وجود خلل في التربية لم يتم تداركه.

[اشترك]

فتحنا باب النقاش لنتعرف من المختصين في المجال التربوي إلى كيف يمكن إعداد مثل هذا الابن نفسياً لمواجهة أزمات الحياة.

تؤكد أميرة عبد الله، مستشار نفسي سلوكي ومدرب معتمد واختصاصي علم النفس التربوي، «يعاني بعض الأبناء قلة الثقة بالنفس، وخاصة عند التعرض للضغوط والمشكلات بحيث يصعب عليهم المواجهة بشكل نفسي سليم، ولكي نقوي شخصيتهم على الوالدين اتباع عدة خطوات أهمها:

  •  تحفيز الأبناء على تطوير أنفسهم، إذ يساعد ذلك على اكتسابهم المهارات المختلفة وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
  • حثهم أيضاً على خوض غمار تجربة أشياء جديدة، لأن ذلك يساعدهم في القدرة على اختيار ما يجدونه مناسباً لهم، كما يسهم

في استيعابهم بأن بعض الأشخاص يكونون قادرين على أداء مهام معينة بشكل أفضل من غيرهم.

  • عند القيام بأي فعل خطأ، فإنه يجب تحفيزهم على المحاولة مراراً وتكراراً، وتعليمهم بأن جميع الأشخاص يقعون في الخطأ.
  • يجب على الآباء مشاركة الأبناء بقصص متعلقة بعدد المرات التي وقعوا فيها بالفشل وكيف قاموا بالتعامل مع الأمر، وأيضاً

على الآباء أن يكونوا مثالاً يحتذى.

  •  ينبغي تحفيز ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال نصحهم بالنظر إلى عيني الأشخاص من حولهم أثناء الحديث معهم، والقيام بعمل

ما يحبونه، وعدم التركيز على الأمور التي لا يستطيعون فعلها.

  • احترام خصوصية الأطفال لما في ذلك فائدة كبيرة في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقوية شخصيتهم، بالإضافة إلى تقدير مشاعر

الأبناء، وعدم محاولة تهميش أو تصغير المشكلة التي يمرون بها.

تقول د. أسماء الدرمكي، دكتوراه في علم الاجتماع، «هناك حاجة ملحة يجب أن يستوعبها الوالدان، وهي احترام شخصية الطفل بغض النظر عن النقص الذي لديه، كونه مثل أي من أقرانه يملك بعض المهارات ويفتقد البعض منها، وعوضاً عن شكوى الوالدين من نقص شيء لديه، فعليهما أن يكونا أسوة حسنة لطفلهما حتى يكتسب سلوكيات ومهارات وأفكاراً تشكل شخصيته في مراحله الأولى، كما أن إمداده بالأمان من أساسيات التربية حتى تصبح لديه قدرة على التصرف في أصعب المواقف، كما يجب تجنب لومه على اقتراف الخطأ لأنه وارد وبديهي أو تعنيفه عند التهرب من موقف ما لأنه ربما لم يستطع مواجهته. وهنا تأتي أهمية توجيهه بطرح تساؤلات فكرية غير مباشرة مثل:

  •  ما سبب الفعل؟
  •  وما سيعود عليه من ضرر في حال تكراره.

بالإضافة إلى غرس شعور التنبؤ بالخطر في المواقف، لا النهر أو الضرب، لأن ذلك يخلق شعور الخوف والاضطراب النفسي والاجتماعي لدى شخصيته، فالشعور بالأمان مطلب أساسي في تربية الطفل، ومساحة الحرية التي يتمتع بها هي ما تجعل منه شخصاً مسؤولاً وقادراً على حسن التصرف في حال واجهه موقف خارج المنزل وبعيداً عن أسرته».

وتتابع «كما يجب إعطاء الطفل بعض المهام لتأديتها وعدم التصرف معه على أنه ما زال صغيراً لا يقدر على كثير من الأمور، ثم يأتي بعد ذلك تحليل ردة فعله من خلال ملاحظته وتعديل بعض سلوكياته من خلال الحوار والمناقشة، لتجنبها وتجاوزها ومعرفة كيفية التصرف إذا ما تكررت وذلك من خلال سماع وجهة نظره حول تلك المواقف، فعلى سبيل المثال على الوالدين تهيئته للذهاب إلى المدرسة وفي حال تعرضه لمضايقات عليه التصرف وعدم السكوت بإبلاغ المعلم أو إدارة المدرسة وأحد والديه، فمناقشة الطفل حول المواقف الصعبة أو الأزمات التي من الممكن أن يتعرض لها كافية لحمايته نفسياً، وهي دور كبير، وعلى الأسرة أن توجه طفلها دائماً، فالتربية ليست فقط اهتمام ورعاية بل مسؤولية نصنع من خلالها أفراداً نعزز دورهم لخدمة هذا الوطن الغالي».

*مروة محمد حسين
2022/09/21

هل زوجكِ لا يفضل الخروج معكِ.. إليكِ الأسباب والحلول
لماذا لا يحب بعض الأزواج الخروج مع زوجته من المنزل؟

[اشترك]

هنالك بعض الأسباب التي يمكن أن تؤثر على الرجل وتجعله لا يفضل الخروج من المنزل، نذكر منها:

1- ليس شخصاً اجتماعياً: وهي الحالة الأقل إثارة للقلق والانزعاج إذا كان الزوج لا يحب الخروج من المنزل لأنه ليس اجتماعياً مقارنة بالأسباب الأخرى، لكن في نفس الوقت هذا يعني أن على الزوجة التأقلم مع طبيعة زوجها ومحاولة تغييرها بلطف وهدوء دون الضغط عليه.

2- الخلافات الزوجية: من الأسباب التي تجعل الزوج لا يفضل الخروج مع زوجته من المنزل هو أن العلاقة الزوجية بشكل عام بينهما غير مستقرة، أو أنه من الأساس لا يحبها ولا يستمتع بوقته معها فيتجنب الخروج معها.

3- يكره الازدحام والضجيج: الكثير من الرجال لا يحبون الزحام والضجيج ولا يرغبون بالخروج من المنزل تجنّباً لمزيد من الزحام، خصوصاً عندما يذهب الزوج إلى عمله في وقت الذروة ويعود في وقت الذروة فهو يشعر أنه بحاجة للراحة من الزحام والضجيج.

4- لا يملك المال: أهم الأسباب التي تجعل الرجل غير قادر على الخروج من المنزل هو الظروف المادية فعدم امتلاكه للنقود يجعله يفكر في مصاريف الخروجات والنزهات ويتهرب منها.

5- لا يفضل الأماكن التي تذهب إليها الزوجة: قد تكون الأماكن التي تذهب إليها الزوجة غير مفضلة بالنسبة للرجل مما يجعله لا يرغب بالخروج معها من البيت.

6- لا يحب الخروج مع الأطفال: بعض الرجال لا يحبون الفوضى التي يقوم بها الأطفال وكثر الطلبات أثناء الخروجات، ما يجعله يفضل البقاء في المنزل مع أسرته بدلاً من الخروج للتنزه.

7- التعب من العمل: قد لا يرغب الرجل أيضاً بالخروج من المنزل في معظم الأحيان نتيجة تعبه من العمل فيفضل في وقت استراحته أن يبقى في المنزل ويقضي وقتاً أطول مع العائلة.

8- الكسل والخمول: بعيداً عن جميع الأسباب السابقة قد تكون شخصية الرجل تتصف بالكسل وقلة الرغبة بالحركة، وهذا يجعله دائماً يفضل البقاء بالمنزل الذي يشعره بالراحة.

9- يمر بمزاج سيء: من الممكن أن يرفض الرجل الخروج من المنزل نتيجة حالة نفسية مؤقتة يمر بها وقد تكون ناتجة عن صدمة أو خسارته لعمله وما إلى ذلك.

كيف أتعامل مع زوجي الذي يرفض الخروج معي؟

1- أخبريه برغبتك بالخروج معه: يمكن اللعب على نفسية الرجل لتغيير طباعه وعاداته بالبقاء في المنزل عن طريق إخباره بالرغبة بالخروج معه وإجباره على ذلك ببعض الدلال والكلام الرومانسي وتلبية طلباته التي يحب أن تقومي بها مقابل خروجه معك.

2- قدري ظروفه المادية: عندما يكون السبب وراء عدم رغبته بالخروج مروره بضائقة مادية لا تكوني ملحة ولا تختلقي المشاكل بينكما على العكس قدري هذه الظروف وكوني داعمة له واخلقي له جو من التسلية في المنزل فعند مرور هذه الضائقة سوف يقدر لك هذا ويقبل بالخروج معك إلى حيث تشائين.

3- محاولة تفهمه: عندما يكون الرجل معتاد على عدم الخروج المتكرر من المنزل يجب تفهمه وتفهم طباعه، ومحاولة تحفيزه على الخروج عن طريق اصطحابه إلى الأماكن التي يحبها ومشاركته اهتماماته الخارجية التي تجعله يشعر بالسعادة عند قضاء الوقت مع الزوجة خارج المنزل.

4- معرفة أسباب عدم رغبته بالخروج: عند معرفة الأسباب التي تجعل الرجل لا يخرج من المنزل يمكن تغييرها وإيجاد حلول، خاصةً عندما لا يخرج الرجل مع عائلته وبالمقابل يخرج مع أصدقائه هنا يجب تفهم الأسباب وراء تصرفاته لحل المشكلة.

5- دعوة الأصدقاء للمنزل: في حال كان الرجل يملك العديد من الأصدقاء ولكن لا يرغب بالخروج من المنزل معهم يمكن للزوجة أن تقوم بدعوة الأصدقاء للمنزل وترتيب سهرة لطيفة تحفيزية له، وقد يترتب عليها العديد من الزيارات والتخطيط للتنزه فيما بعد.

6- عدم أخذه إلى الأماكن التي لا يفضلها: قد ترغب العديد من السيدات بالخروج مع الزوج لأماكن معينة، ولكن غالباً ما تكون هذه الأماكن غير مفضلة بالنسبة للرجل فيرفض الخروج دائماً، وخاصة عند التسوق فمعظم الرجال لا يفضلون الذهاب للسوق، لذلك يجب عدم اصطحاب الرجال للأماكن التي لا يفضلها من أجل كسب موافقته عند الخروج إلى أماكن أخرى.

7- في حال الخروج حاولي اسعاده ليتشجع على تكرار الأمر: عندما يخضع الزوج لرغبتك ويخرج معك رغماً عنه من أجل عدم اختلاق المشاكل حاولي إسعاده وتحفيزه على الاستمتاع بوقته معك خارجاً وذلك من أجل تشجيعه على تكرار الأمر في كل مرة.

8- النقاش الصريح حول المشكلة: عندما تجربي كل الطرق وتعجزي عن تغيير طباعه يمكن أن تدخلي معه بنقاش صريح حول المشكلة لعله يقدم لك أسباب منطقية ومشكلات لا تكوني على علم بها وبعدها يمكن أن تجدا الحلول معاً.

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يحب الخروج من المنزل

1- مساعدته على تكوين صداقات: في حال كان الرجل لا يمتلك صداقات وهذا ما يمنعه من الخروج المتكرر من المنزل، يمكن مساعدته في هذا الأمر عن زيادة علاقاته مع أزواج صديقاتك أو زملائك في العمل.

2- إجباره على أخذ الأطفال: من واجب الرجل أن يأخذ أطفاله ويفسحهم ويؤمن لهم حياة سعيدة، ويمكن استغلال هذه النقطة بتغيير الرجل الذي لا يحب الخروج من المنزل، وذلك بإجباره على الخروج مع الأطفال انطلاقاً من واجبه كأب ومع الوقت يعتاد على الخروج ويحب الذهاب في نزهات مع العائلة.

3- الذهاب في زيارات عائلية: قد لا يحب الرجل الخروج من المنزل إلى مناطق فوضوية يكثر فيها الضجيج، وللتغلب على هذا الطبع يمكن اصطحابه في زيارات عائلية هادئة وسهرات مع الأصدقاء وهذه الطريقة مع الوقت تسحبه بلا شعور نحو الخروج من المنزل باستمرار.

4- تمتعي بحس المبادرة: عندما لا يرغب زوجك بالخروج من المنزل كوني مرنة، بمعنى لا تختلقي المشكلات والنكد عليه لأنه لا يخرج على العكس تمتعي بحس المبادرة وحاولي تغيير طباعه وجعله يستمتع في قضاء وقته معك وبعد ذلك يمكن أن تطلبي منه أن يأخذك إلى أماكن تفضلينها وبهذه الطريقة تجعليه يخرج من المنزل بإرادته ودون مشاكل.

5- افعلي له بعض الأشياء التي يحبها مقابل الخروج معاً: عندما يقوم بمسايرتك بالخروج دون رغبته بذلك ولمجرد الحفاظ على مشاعرك وتلبية لرغباتك افعلي له بعض الأشياء التي يحبها بالمقابل، فقد يرغب بحضور مباراة مثلاً عندها قومي بتجهيز جو ملائم لذلك واستمتعي معه وأظهري له اهتمامك برغباته وهواياته.

6- استشارة أخصائي: عندما تعجزي بشكل نهائي عن تغيير زوجك يمكنك أن تقومي باستشارة أخصائي يساعدك بإيجاد طرق للتعامل معه أو تغيير طباعه.

*سامي بلال
2022/09/21

لماذا يرفض طفلك الطعام؟!
إذا كنت تعتقد أنك الوحيد الذي يعاني انتقائية طفله فأنت واهم، فالعديد من الآباء يواجهون نفس المشكلة، فهم يعانون كثيراً لإقناع أطفالهم بتناول أطعمة جديدة.

[اشترك]

ففي الواقع، وجدت الدراسات العلمية أن ما يصل إلى 50% من الآباء يعتبرون أن أطفالهم في سن ما قبل المدرسة هم الفئة الأكثر انتقائية والتي يصعب إرضاؤها.

قد يكون التعامل مع الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم أمراً محبطاً، خاصة عندما لا تكون متأكداً من الطرق الفعالة والآمنة لتوسيع وتنويع النظام الغذائي لطفلك.

من جهة أخرى، فإن القلق الحقيقي للأهل هو أن الأطفال الذين يقتصر تناولهم على عدد قليل من الأطعمة هم معرضون لخطر عدم الحصول على الكميات الكافية والمناسبة لتأمين مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامهم للنمو.

قد تكون هناك أسباب عديد وراء الانتقائية في تناول الطعام التي يعانيها طفلك.. ولكن هل فكرت يوماً أن يكون طفلك قد يعاني مشاكل صحية معينة وهي وراء ما يحصل له؟

هل الحساسية وعدم تحمل الطعام سبب لانتقائية طفلك؟

على الرغم من أن الأكل الانتقائي هو أمر شائع عند الأطفال وأسبابه متعددة، إلا أنه من الضروري جداً استبعاد وجود أي عامل متعلق بعدم تحمل الطعام أو حساسية الطعام.

في حين أن الحساسية لها أعراض واضحة مثل الطفح الجلدي، الحكة، تورم الوجه أو الحلق، إلا أنه قد يكون من الصعب التعرف إلى عدم تحمل الطعام.

فالأطفال في عمر ما قبل المدرسة يصعب عليهم التعبير عما يشعرون به.

خطوات ضرورية للتحري عما يعانيه طفلك

اتبع النصائح التالية للتأكد من أن ما يعانيه طفلك من انتقائية ليس سببه عدم تحمل الطعام:

  • انتبه إلى أصناف الطعام التي يرفض طفلك تناولها عن طريق تدوينها في دفتر اليوميات. فإذا كان طفلك يميل إلى الابتعاد عن

الأطعمة مثل منتجات الألبان والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين أو الخضراوات التي تسبب الغازات، فقد يكون طفلك يعاني أعراضاً غير سارة تتعلق بعدم تحمل الطعام.

  •  اسأل طفلك عما إذا كانت هناك أطعمة تجعله يشعر بالغثيان أو بعدم الراحة بأي شكل من الأشكال وخذ إجابته على محمل

الجد، فهذه العوارض قد تكون حقيقية وليست من نسج خيال طفلك.

  •  قم بمراقبة طفلك عن طريق تدوين العوارض التي يمر بها وخاصة المتعلقة بانتفاخ غير مفسر للمعدة، وجع في المعدة، وجود

حالات من الإسهال أو وجود غازات كثيرة. فهذه الأعراض كلها قد تعني أن أصنافاً ما من الطعام قد لا يتحملها طفلك.

  •  إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني حساسية الطعام تحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بطفلك بأسرع وقت ممكن للقيام بالاختبارات

اللازمة للتأكد من وجود الحساسية. فحساسية الطعام قد تمثل خطراً على حياة طفلك.

  •  إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني عدم تحمل الطعام فعليك أولاً إلغاء هذه الأطعمة لفترة زمنية وجيزة ومراقبة العوارض، أنصحك

أيضاً بالتوجه إلى اختصاصية التغذية التي سوف تساعدك في إيجاد البدائل المناسبة التي تضمن لطفلك الحصول على الكميات المناسبة من الفيتامينات والمعادن.

هل الانتقائية في الطعام خطرة على صحة طفلك؟

هناك درجات من الانتقائية والتي تختلف من طفل إلى آخر، الانتقائية لا تكون خطرة إذا لم تؤثر في المجموع الإجمالي للفيتامينات والمعادن التي يحتاجها طفلك يومياً. مثلاً، إذا كان طفلك لا يحب تناول الزبادي ولكنه يحب الحليب والجبن فذلك لن يؤثر كثيراً فيه مقارنة بطفل آخر لا يتناول أياً من منتجات الحليب، فالأخير سيعاني نقصاً في الكالسيوم وبالتالي قد يحتاج إلى مكملات غذائية للتعويض عن ذلك النقص.

*مي مغربي
2022/08/30

أولاد آخر الزمان: لماذا يترك بعض الشباب الالتزام الديني؟
ينقسم الشباب اليوم إلى قسمين، مؤمن يسعى لتحصين نفسه وتقوية إيمانه، وآخر لا يبالي.

[اشترك]

ففي مجتمع الأمس، كنا نجد الشباب وخاصّة مَنْ كان منهم في فترة المراهقة في فترة الثمانينات متحمّسين إلى التعاليم الدينيّة بشدّة، حتى أنهم كانوا يقطعون المسافات الطويلة للاستماع إلى محاضرةٍ أو دعاءٍ أو لحضور درس.

فالقرب من الله كان غايتهم، والرضا مرامهم، والتقوى شعارهم، والدنيا ما كانت تعني لهم الكثير، والسبب أن حبّ الله كان قد ملأ قلوبهم فشغلهم عن بهارج الدنيا وزينتها.‏

نجد في الجيل الصاعد مَنْ يسير على نفس النهج فيما قسم آخر تغيّرت تطلعاته، ولا تعني له هذه الأمور الشيء الكثير.‏

وبالرغم من توفر الأجواء الإيمانيّة والوعي الديني -عند الأهل أو في المدرسة...- تراهم يتثاقلون عن القيام بواجباتهم الدينيّة، وخصوصاً الصلاة التي لا يأتونها إلا بعد التذكير والتنبيه.. ويتأفّفون ويتذمّرون من كثرة الممنوعات والمحظورات ومن قلّة المباحات!‏

وهؤلاء بات الفراغ الروحي حالهم، وبعض الأمور الدينيّة مشكلتهم، والأسئلة الكثيرة حول الوجود تشغل بالهم.

ولكن يا ترى ما هي الأسباب التي أدّت إلى وجود هذه الظاهرة وتفشيها بين أبنائنا؟‏ إن الأسباب كثيرة، نذكر منها:‏

1ـ المغريات الدنيويّة السّهلة المنال، والتي بدّلت الأولويّات.‏

2ـ الأجهزة الإعلاميّة التي تبالغ في إثارة الجيل الطالع.‏

3ـ سيطرة المعايير الغربيّة على أذهانهم؛ فصارت بعض المظاهر المحرّمة بالمعيار الشرعي حلالاً عندهم.‏

4ـ غياب التوجيه والإرشاد، وافتقاد القدوة الصالحة.‏

5ـ تلقين المعاني والأفكار الدينيّة بشكل منحرف مغاير لحقيقتها؛ ما يؤدي ببعضهم إلى الازدراء بقيم وطقوس دينية عديدة.‏

6ـ من الأسباب أيضاً عدم الإجابة عن التساؤلات التي تجول في أذهانهم والتي لا يجدون لها أجوبة شافية؛ فتظل نفوسهم حائرةً وقلقة.‏

هذه العوامل وغيرها لها أثرها البالغ في تدنّي المستوى الرُّوحي لدى شبابنا. فعلينا الاهتمام بتربيتهم وتنشئتهم؛ لأنهم بحاجة إلى العطف والحنان والرعاية والاهتمام، وخاصة أن هناك حرباً تُشنُّ عليهم أخطر من الحروب العسكريّة، إنها حرب القيم والمبادئ، ما يوجب علينا حمايتهم والمحافظة عليهم.‏

أيها المربّون الكرام‏:

إنَّ التربيّة والإرشاد والتوجيه الديني من المسؤوليّات الكبرى التي أوجبها الإسلام علينا جميعاً.‏

فالله تعالى قال في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ» (التحريم: 6).‏

لذا ينبغي البدء بتربية أبنائنا منذ الصغر على الأحكام الشرعيّة وعلى أركان الدين، كذلك لا بدّ من تزويد قلوبهم بمداد التقوى كي لا يواجهوا أية مشكلة في مرحلة التكليف، وخاصّةً أن المراهقة هي مرحلة الشباب المتدفّق والعنفوان، ومرحلة التطوّرات السريعة التي تطرأ على كيان المراهق كلّه جسدياً ونفسيّاً وعقليّاً وفكريّاً، وما يرافق ذلك من يقظةٍ دينيّةٍ يهتمّ لها المراهق، فيفكر فيما وراء الطبيعة الماديّة، وما قبل الولادة وما بعد الموت.‏

لذلك يجب استغلال هذه الفترة، والاهتمام برعايتهم وحمايتهم من كل سوء، والابتعاد عن السطحيّة والضحالة في تقديم الأفكار الدينيّة الصحيحة لهم، وتوسيع ثقافتهم الدينيّة حتى تنهض بمستواهم الروحي وتربط أرواحهم بخالقها، بحيث تقوم العلاقة معهم على أساس الحبّ والرّحمة، وليس على أساس التسلّط والقهر.‏

وكذلك ينبغي للمربين الكرام ترغيبهم في المحافظة على أداء الشعائر الدينيّة من صلاة وصوم وارتداء اللباس الشرعي..‏

ولكن الأهم هو الأسلوب المُتبَّع معهم والذي ينبغي أن يكون لطيفاً ومحبّباً، كما قال الله تعالى لرسوله (ص): «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» (آل عمران: 159).‏

أما الأهم على الإطلاق فهو العمل على تحبيبهم بربهم من خلال تذكيرهم دائماً بنعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، وتذكيرهم دائماً بأن الحبّ الحقيقي لا يتحقّق إلا بطاعة المحبوب، وتربيتهم على تقوى الله في السرِّ والعلن، وعلى استذكار هادم اللذات، وتحذيرهم من العقاب الأليم إن خالفوا أوامر الباري، وعلينا أن لا ننسى ترغيبهم في حضور مجالس العلم والدعاء والعزاء التي تجلي القلوب...‏

وعليهم أن يعلموا ويدركوا أن المباحات في الإسلام هي أكثر من محرّماته، فلا ينبغي أن يشعروا بالاختناق.‏

وما يؤدي دوراً مهماً هنا هو بناء الثقة معهم وإقناعهم بفوائد الدين وآثاره الايجابية عليهم، كالصلاة مثلاً، التي هي عدا عن كونها عمود الدين وتقوّي الصلة برب العالمين فإنها أول شيء يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة، وهي أيضاً حاجة إنسانية، وراحةٌ نفسية، وتركها يؤدي إلى الفراغ الروحي والجنوح نحو الذنوب، فضلاً عن العذاب الأليم، كما قال الله تعالى حكايةً عن بعض أهل النار: «مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ» (المدثر: 42-43).‏

وعلينا أن لا نغفل عن أهمية القلب المنشرح الذي يفتح لهم باب المناقشة الهادئة الواعية الدقيقة، فلا نتضايق أو نتبرم بمناقشتهم وأسئلتهم؛ لأنهم يميلون في هذه المرحلة إلى مناقشة كل فكرة تُعرض عليهم. فهم ما عادوا أطفالاً يأخذون كل شيء بالتسليم المطلق.‏

ولا ينبغي أن نتجاهل الإجابة عن تساؤلاتهم المتعلقة بوجود الله تعالى وعدله، وعن كل ما يتعلق بعالم الآخرة بأدلة مقنعة تركن إليها نفوسهم، وإن كان هذا لا ينفي أن نزرع فـي عقولهم فكرة التسليم المطلق لله تعالى والانقياد لأوامره وأحكامه؛ لأنه سبحانه وتعالى عادل حكيم، وما شرّع شـرعته إلا لمصلحة لنا، وإن عجزت عقولنا عن إدراكها أحياناً كثيرة؛ لأن الله تعالى قد قال: «وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَ قَلِيلاً» (الإسراء: 85).‏

إن شباب اليوم بحاجة إلى توجيهٍ واعٍ ٍفي اختيار الرفقاء الصالحين، لأنهم يتأثرون برفاقهم أكثر مما قد يتأثرون بأهلهم أو بمدرّسيهم. كما لا بدّ من تنويع الخطاب الدّيني معهم، سواء بطريقة غير مباشرة أو من خلال الإيحاء. فالمراهقون حساسون تجاه الوعظ المباشر.‏

من هنا يجب العمل على تنمية جوانبهم الروحية والدينية من خلال ربطهم بالقدوة الحسنة كالأنبياء والأئمة(ع) وأصحابهم الأخيار المنتجبين والأولياء الصالحين، واصطحابهم إلى المساجد للصلاة، وتعويدهم على ارتيادها وتأدية الصلاة في أول وقتها.‏

ولا ننسى هنا ضرورة تشجيعهم على قراءة الكتب الدينيّة المشوّقة، وخصوصاً كتاب الله تعالى.‏

كذلك للمدرسة دور هام في تنشئتهم وتربيتهم. وربط أعمالهم التي يقومون بها برضا الله أو غضبه؛ ليكون الله محوراً رئيساً في حياتهم، ويدركوا أن مصلحتهم الشخصية هي في تنفيذ الأوامر الإلهيّة والانتهاء عن معاصيه لشأن يتعلّق بحياتهم ومستقبلهم وآخرتهم.‏

ومن جهة أخرى من الضروري توعيتهم إلى الابتعاد عن سيطرة إبليس اللعين عليهم بالتعوّذ الدّائم منه؛ لأنه يحضر بأشكال وطرق مختلفة لتحرفهم عن مصلحتهم وسعادتهم، كما قال الله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ» (الأعراف: 27).‏

ويكون ذلك من خلال ملء أوقات فراغهم بأعمال نافعة ومحببة لديهم لتصرف طاقاتهم بشكل إيجابي وهادف.‏

وفي ختام الكلام:‏

إن مسؤوليتنا كبيرة تجاه أولادنا، ولا سمح الله، إن أهملنا تربيتهم فالعاقبة ستكون وخيمة، كما رُوي عن النبي (ص) أنه نظر إلى بعض الأطفال فقال: «ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم!‏

فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟‏

فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلّمونهم شيئاً من الفرائض، وإذا تعلموا أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء».‏

*بقية الله
2022/08/29

زوج ’ مشاهد’ وزوجة بصفة ’ بطل خارق’.. كيف أتعامل مع الزوج الكسول؟!
«زوجي لا يتحمل المسؤولية ولا يشاركني في أداء واجباتنا الأسرية ويتخلى عن دوره في تربية الأبناء ويترك كل العبء على كاهلي وحدي»..

[اشترك]

هذه المشكلة ليست فردية تمر بها سيدة أو اثنتان أو حتى عدد من النساء ولكنها أصبحت شكوى نسائية متكررة حتى صار من المعتاد أن نجد نساء يصرخن من توقف أزواجهن عن ممارسة أدوار الأبوة وإهمال واجباتهم الزوجية والأسرية أيضاً، ويلقون بكامل المسؤولية على الزوجة وكأنها جاءت لتقوم بكل شيء، بينما يكتفي هو بمقعد المشاهد وتوفير النفقات فقط، فتصبح الزوجة مطالبة بأن تكون مثل البطل الخارق تتولى كل المسؤوليات دون كلل أو ملل.

من هو الزوج السلبي؟

في البداية تؤكد الدكتورة نوران فؤاد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية، أن هذه الشكوى بالفعل أصبحت تتكرر باستمرار وخاصة بين المتزوجين حديثاً، وتقول «الزوج السلبي هو الزوج الذي يتهرب من مسؤولياته الزوجية ويتملص من أداء واجباته الأسرية بدون عذر مقبول شرعاً ويتخذ من البيت مجرد فندق ينزل به ليرتاح ثم يمارس ما يحب من الهوايات مثل مطالعة الصحف ومتابعة التلفاز والأكل والنوم ولا علاقة له بأي شيء آخر».

وترى الدكتورة نوران فؤاد، استشاري الطب النفسي أن الزوج السلبي 4 أنواع:

  • أول نوع يكون من صناعة الزوجة نفسها حيث تلعب الزوجة منذ بداية الزواج وربما من قبله دور السيدة التي تعادل مئة رجل،

فهي أظهرت له أنها تستطيع فعل كل شيء وربما في بداية الزواج تكون المسؤوليات قليلة ومحدودة ولكنها فجأة ستجد نفسها أمام بيت وأولاد ومدارس ومسؤوليات لا تنتهي ومشاكل تكبر وتزداد كل يوم.

  •  النوع الثاني يكون فاقد الثقة بالنفس منذ صغره فهو معتمد على الآخرين وأهله بدلاً من أن يعلموه الصحيح من الخطأ، كانوا

يهاجمونه وينتقدونه وهو دائماً في نظرهم فاشل ولا يستطيع فعل شيء وعندما كبر اقتنع تماماً بوجهة نظرهم فيه وترك المسؤوليات كاملة والقرارات بين يدي الزوجة حتى لا يشعر بنفس إحساس الفشل الذي يطارده منذ الطفولة.

  • أما النوع الثالث فهو لا يستطيع ولا يعرف ماذا يفعل فقد كان يعتمد دائماً على أهله وأسرته، فهم تولوا كامل المسؤولية فلما

كبر لم تعد عنده القدرة على التصرف أو الاختيار وهو طوال الوقت معتاد أن هناك من يؤدي له كل شيء ويستعيض بالزوجة مكان أهله.

  • النوع الرابع عبارة عن شخص كسلان ليس عنده مشاكل الأنواع الثلاثة السابقة لكنه دائماً يرفض القيام بمسؤوليات ولا يقدم

مبررات.

وتحذر د. نوران فؤاد من استسهال الزوجين من مشكلة الزوج السلبي والتعامل معها كأمر واقع، وتبين «إن أهم ما يقوي العلاقة بين الزوجين هو المشاركة بين الزوج والزوجة في الاهتمامات والنجاحات فوقتها سيشعر الزوجان أنهما جزء من عالم الآخر وهذا الأمر له تأثير إيجابي في العلاقة بينهما».

ما الحلول؟

ينصح الدكتور وائل خفاجي، استشاري الطب النفسي والأعصاب بالقاهرة، الزوجة بأن تتبع هذه الطرق مع الزوج الكسول:

  •  أسلوب المصارحة بهدوء: يجب عليها أن تتحدث معه بكل صراحة، بخصوص تحمل المسؤوليات، وتؤكد له أنه الأب وله

دور أساسي في الأسرة

  •  الصبر: يجب على الزوجة أيضاً أن تتحلى بالصبر، واللين، والمثابرة وتمنح زوجها الوقت الكافي، لأن ذلك هو السبيل في

تغيير العادات والسلوكيات.

  •  التقدير: أن تقوم الزوجة بشكر الزوج على أي عمل يقوم به في المنزل، مهما كان صغيراً أو بسيطاً، فالنفوس مهما كبرت

تعشق الكلمة الطيبة، والتعامل الحسن.

وينبه استشاري الطب النفسي الزوجات إلى أن الزوج قد يكون يمارس دوره ولكن بشكل مختلف عما تنتظره هي، ويوضح «ربما كان زوجك يمارس دوره كأب وكزوج أيضاً بشكل مختلف حسبما يراه هو، فتقبلي طريقته الخاصة دون تذمر، ولا تنتقديه، ولا تظهري اهتمامك الشديد بالأبناء، فاهتمامك الشديد لا يعطي فرصة للزوج للتدخل».

الحلول بيد الزوجين معًا

وفي نفس الوقت تشدد الدكتورة ياسمين ياقوت، خبيرة العلاقات الزوجية وتعديل السلوك بالقاهرة، على أن حل هذه المشكلة بيد الزوجين معاً:

دور الرجل:

  •  يستطيع الرجل إظهار اهتمامه بزوجته عن طريق التوقف عن التفكير بالنمطية التقليدية المعتادة، والتي تقوم على أنه الرجل

وصاحب المسؤوليات البيتية المحددة، حيث يجب عليه أن يساعد زوجته في القيام بالأعمال المنزلية، وتربية الأطفال، بالإضافة إلى التعاون معها ومشاركتها الأدوار تماماً كما يفعل أعضاء الفريق الواحد.

دور الزوجة:

1- التشجيع والتحفيز حتى يحدث التجاوب مرة بعد أخرى، ولكن يجب ألا تهاجم الزوجة زوجها أبدًا أو تنتقده لأنه وقتها لن يقوم بأي شيء، والمهم في هذا الموقف أن تتحلي بالصبر والذكاء في التعامل.

2- يجب على الزوجة أن تقوم بالطلب من زوجها ودون أوامر أو عصبية التعاون معها خاصة عندما تكون متعبة ولا تتمكن من القيام بأداء كامل المسؤوليات. في معظم الأوقات لا تأتي المواجهة المباشرة بنتيجة مرضية، والإلحاح يؤدي إلى الخلافات، فالأزواج الكسولون لا يستجيبون عادةً بالكلام المباشر.

3- اختيار الوقت المناسب، يجب أن تختار الزوجة وقت الطلب، فغالباً ما سيقوم الزوج بما تريده إذا طلبته في وقت سعيد، وبطريقة لطيفة وغير ضاغطة حتى لا يفقد مزاجه الجيد.

4- تجنب الصوت العالي، فالصوت العالي يجعل الكثيرين يغلقون عقولهم، ويشعل شرارة العناد، سيتجاهل الكثير من الأزواج ما يطلب منهم بلهجة حادة ونبرة صوت مرتفعة، قد يخرجون من المكان ويتسبب الأمر في مشكلة أخرى، تحدثي بلهجة عادية، ونبرة معتدلة.

 

2022/08/27

كيف نربّي أطفالنا في عصر الانفتاح؟
يعتقد المربون ان خوفهم على اولادهم يبرر لهم ابعادهم عن كثير مما أحبوا بالقوة والتسلط وبحكم القوي الذي لا يقبل نقاش ولا اعتراض معزين ذلك الى اعتقادهم بمعرفتهم بمصلحة ابناءهم.

[اشترك]

 ان أسلمنا بصحة قولهم تبقى عدة امور لا ينبغي لهم اغفالها كي لا يؤدي هذا التضيق الى آثار سلبية غير متوقعة او مجهولة لديهم، إذا ما علمنا ان الحرمان يرتبط عكسياَ بالعديد من العادات السيئة وليس من الضروري ان يأتي بنتائج إيجابية.

ليس مبرر ان تحرم طفلك من لعبة كرة القدم او الخروج الى اماكن ترفيهية او ممارسة هواياته التي يحبذها بداعي الخوف عليه من الاقران او الخوف من ضياع وقته او غيرها من الأسباب، فدورك كمربي مساعدته في اختيار اقرانه اللذين تراهم قريبين منه اخلاقيا وسلوكيا ومن ثم وتنظيم وقته او توجهيه هو بذلك وليس كبت رغباته جبرا فقد يلجأ إلى معاقبتك بسلوكيات غير صحيحة ان سنحت له الفرصة.

وقد ينتظر طفلك اللحظة التي يكون فيها قويا أعنى وصوله على مرحلة المراهقة او الشباب ليحاول جاهدا تعويض ما فاته فيلقي بنفسه في مهاوي الضياع دون ان يعي خطورة افعاله فيصبح في عداد الخاطئين ولا ذنب له في ذلك واولياء امره يتحملون جل المسؤولية جراء قرارتهم غير الرشيدة وغير المدروسة، كما نعتقد بعدم صوابيه منع الطفلة من ممارسة حقها في الدراسة والخروج الى الشارع او السفر او ممارسة الرياضة والرسم او غير ذلك من الممارسات التي ترى فيها نفسها ماعدا الممارسات المحرمة طبعا.

ان المنطقية تحتم على ولي الامر توفير مساحة لها لممارسة السلوكيات التي تبني شخصيتها وتجعل منها انسانه فعالة ومنتجة في مجتمعها وليكون الخوف عليها داعيا لتوفير بيئة صحية لها من دون الوقوع بالمحظور او الخطأ، لان النفس البشرية تسعى دائما الى التعويض وأثقل ما يؤذيها حرمانها بلا مبرر او تعويضها بالبديل.

فمرحلة الطفولة من اكثر مراحل العمر اهمية وهي الفيصل في تكوين وبناء الانسان وفيها يكتسب الطفل المهارات والأساسيات الضروريّة لإكمال حياته بشكلٍ طبيعي ومن ثم تحقيق غاياته واهدافه التي رسمها لنفسه في قابل المراحل من حياته، من اجل ذلك يلزم الانتباه الى خطورة مرحلة الطفولة وعدم حرمان الطفل من اي حق من حقوقه وضرورة التمتع بها من دون نقص، لكن من المؤسف ان نرى بمجتمعاتنا المسلمة العديد من الانتهاكات لحقوق الاطفال او حرمانه منها مثل حرمانه من اتمام تعليمه نتيجة لجهل الاهل او عدم اكتراثهم لتعلم الطفل او عدم حصول الابوين على التعليم بالشكل الكافي او ربما انعدام تعليمهم.

ختاما اقول لا تمنعوا الرغبات بل اجعلوها في قوالبها الصحيحة التي تبني الإنسان بناء سليما ولا تحاولوا تطبيق الأفكار الصحراوية الغير منطقية بداعي الحفاظ على النشئة لخطورة الحرمان وسلبية نتائجه.

*أحمد قاسم
2022/08/23

المرأة كالوردة.. غازل زوجتك بهذه الطريقة
هناك بعض الأمور البسيطة التي تفتح أمام الزوج أبواب زوجته المغلقة.

[اشترك]

 فالتراث يرسم لنا "خريطة طريق" عندما يوضح لنا أن المرأة كالوردة إذا رويتها حنانا منحتك كل عبيرها المدفون بفعل قسوة الحياة وقسوة الكلمات، مع الوضع في الاعتبار أنها لا تطلب المستحيل، بل أبسط الأشياء قد تكفيها وترضي غرورها.

1- هل تعلم أن استخدام اللغة الصامتة والتي تظهر في ملامح الرضا والانبساط على وجهك عندما تتواجد بالمنزل لها فعل السحر في أهل بيتك.. فالبعض يعتبر التكشير والامتعاض نوعًا من أنواع الوقار، ولكن في الحقيقة هو بذلك يبعد الجميع عنه، خاصة زوجته وأولاده.

2- كلمة إعجاب تشجعها كثيرًا، تجعلها تهتم أكثر بنفسها؛ ملابسها، شكلها.. فكلما استمررت أنت في تقديم كلمات الإعجاب ظلت هي محتفظة بجمالها ورونقها وهندامها.

3- النظرات المعبرة كافية في كثير من الأحيان عندما تحمل معنى الحب أو الحنان أو الإعجاب.

4- لاحظ مزاج زوجتك فإذا وجدت أن بها تغيرًا ملحوظًا اسألها في حنان واهتمام (ما بك؟ ألاحظ أنك متعبة.. متغيرة.. هل هناك ما تشكين منه؟) تأكد أن هذه الكلمات مع نبرة صوتك الحانية قد تقلب تكشيرتها رأسا على عقب.

5- من الجميل أن تتغزل في جمال زوجتك، ولكن الأجمل أن تتغزل في عقلها وتفكيرها وأحاسيسها ومشاعرها.

6- إذا أردت أن تمتلك قلب امرأتك حدثها كل يوم عن شيء جديد اكتشفته فيها.

7- يردد البعض مقولات مثل: وإذا كانت زوجتي ليست جميلة ماذا أقول لها؟ وللرد على هؤلاء: إن "الجمال ليس جمال الشكل بل جمال الروح"، وإن العيون هي مصدر الإحساس بالجمال، فالعين الجميلة ترى كل الأشياء جميلة، وهناك عيون ترى حتى الجميل قبيحا.

 

8- استخدم كلمة "شكرًا"، فرغم كونها كلمة واحدة فإنها تكفي في موقف قد يستدعي ذلك، فما المانع أن تقولها لزوجتك عندما تقدم لك الشاي أو عندما تجدها متعبة وهي تعد لك الطعام..

9- "أعرف أنك متعبة ومجهدة.. سامحيني على عدم مساعدتي لك"، جملة تذيب كثيرا من الاحتقان والنقمة على العيش بطريقة مجهِدة ما بين متطلبات العمل ومتطلبات الزوج والأولاد والمنزل.

10- قرر أن تدخل المطبخ -ولو مرة واحدة في الشهر- وقم بإعداد وجبة العشاء، تأكد أن الجميع سيتسابق على مساعدتك وسوف تخلق روحًا جميلة من المرح داخل المنزل هذا اليوم.

11- إذا كنت مقدرًا لما مرت به زوجتك الفترة الأخيرة من تعب ما المانع أن تعود إليها بوردة جميلة مع كلمة تقدير لما بذلته.

12- في بعض المناسبات -ولو مرة واحدة في العام- لا تبخل بأن تحضر لها هدية ثمينة وقيمة، فزوجتك لا تريد أن تبتاع لها "ألماسًا"، ولكن مجرد الاهتمام بأن تحضر شيئا ولو بسيطا له مفعول أكيد، وهو بنظر المرأة طلب إنساني تستحقه.

13- لا تنسَ أبدا عيد ميلادها فهي المناسبة الوحيدة الخاصة التي ما زالت تحتفظ بها.

14- لا تنسَ المناسبات المهمة المشتركة بينكما كعيد زواجكما، أول يوم رأيتها فيه، يوم معرفتكما بقدوم طفلكم الأول، ويكفي أن تقول لها عندما تستيقظ من النوم: كل عام وأنت بخير.

وفي النهاية تأكد أيها الزوج أنه ببعض الجهد البسيط سوف تحيل كل الغضب والتعب إلى حب وحنان يحيط جدران منزلك ويحميه.

*تبيان
2022/08/22

في عصر الحسابات المادية.. أين صار برّ الوالدين؟!
الإنسان بطبعه يخاف السطوة والقوة، ويستغلّ الضعف… لدرجة أنّه قد يستغل ضعف أكثر الناس إكراماً له..” الأم والأب”.

[اشترك]

يشتدّ عود الإنسان، وتظهر قوته التي استقاها من قوتهما وشبابهما، يخال نفسه أعلى منهما.

ولذلك، أصبحنا نشهد صراخ الشاب في وجه أمه، ونعته إياها بالجاهلة و… وبتنا نسمع رأيه بأبيه بأنه خُلق في عصر الجاهلية…

من هنا صار لزاماً طرح السؤال التالي: في عصر الحداثة والثقافة المادية الوافدة وما تحمله من قيم بعيدة عن روح الأخلاق الرحيمة: أين صار برّ الوالدين؟!

لآلئ قرآنية:

﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِير﴾ / سورة الإسراء، الآيتان 23-24.

تحضر هذه الآيات في ذهن المسلم مباشرة عندما يسمع بموضوع برّ الوالدين، وتجدر الإشارة إلى لآلئ خبّأتها هذه الآيات:

أولاً: ما هو الإحسان إلى الوالدين؟

قرن الله سبحانه وتعالى عبادته بالإحسان إلى الوالدين والبرّ بهما، وأردف تعالى الإحسان إليهما بعد ذكر عبادته، فكما إنّ عبادته واجبة، كذلك الإحسان إليهما واجب، وكما إنّ عبادته سبحانه وتوحيده من أعظم الأمور، والشرك به من أكبر الكبائر، كذلك الإحسان إلى الوالدين عظيم، وعقوقهما من أكبر الكبائر التي توعّد عليها بالنار بعد الشرك، مضافاً إلى الإحسان، قرن الله شكره بشكر الوالدين في قوله تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ / سورة لقمان، الآية14، لأنّ شكرهما عبادة له تعالى على نعمة التربية، وعبادته شكر له على نعمة الإيمان.

والمراد من الإحسان حسن الصحبة في كافة شؤون حياتهما، والامتثال لأمرهما، إلى درجة استغنائهما عن الطلب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) عندما سُئل ما هو الإحسان، في تفسير الآية أجاب: “الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين”.

ثانياً: هل يجب أن يكونا مسلمَين لنحسن إليهما؟

قال الله تعالى: ﴿وبالوالدين إحسان﴾، حيث ذكر كلمة الوالدين مطلقة، وهذا يدلّ على أنّ البر بهما والإحسان إليهما واجب، سواء أكانا مسلمين أم كافرين، فالإيمان والإسلام ليسا شرطين في ذلك، وبرّ الوالدين من الأحكام العامة الواجبة في الإسلام وفي جميع الأديان، لقوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَ﴾ / سورة العنكبوت، الآية 8، فإنّ طاعة الوالدين واجبة في جميع الموارد، باستثناء مورد واحد وهو الشرك بالله.

ثالثاً: إظهار المودة

الإحسان إلى الوالدين لا يكون ببذل المال والإنفاق عليهما فقط؛ بل يكون بالمحبّة الخالصة لهما، والأدب في التعامل معهما، والاهتمام بهما، وإظهار العطف والحنان عليهما.

رابعاً: تخصيص الرعاية بحالة الكبر

أمرنا الله عزّ وجلّ بالبرّ بهما عند الكِبر بصورة خاصة، وأكّد على ذلك باستخدام نون التوكيد في الفعل المضارع “يبلغنّ”، والبلوغ هو وصول الأمر إلى تمامه، ففي هذه المرحلة يتغيّر حالهما من القوة إلى الضعف، وهي أشقّ الحالات التي يمرّ بها الإنسان فيشعر بالنقص، وعدم القدرة على القيام بشؤون نفسه.

خامساً: ما المقصود بـ ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ﴾؟

على الولد أن يخدم والديه بنفسه، بإظهار حبّه وعطفه وحنانه عليهما، ورعايتهما في منزله وفي كنفه وكفالته، وعدم إيوائهما في المستشفيات ودار العجزة بل يقوم بخدمتهما في بيته، وتحت إشرافه؛ فـ “عندك” مكان تستخدم في اللغة للدلالة على المكان.

سادساً: عدم التمييز بين الأب وبين الأم ﴿أحدهما أو كلاهم﴾

تكون حالة الوالدين النفسية في حالة الكبر واحدة؛ فالأم منبع العطف والود والحنان، تحتاج إلى الرحمة في حالة الكبر، وكذلك الأب الذي كان ربّ البيت ومعيله الأول في أيام نشاطه، يحتاج الآن إلى الاهتمام والرعاية والحنان، كما يحتاجان إلى تفهّم ولدهما لهذه الحاجات.

سابعاً: حرمة عقوق الوالدين في أبسط صورها: ﴿فلا تقل لهما أفٍ﴾

الأفّ كلمة تبرّم تدل على السخط، وهي: “اسم فعل يدلّ على التكرّه والحزن والتضجّر”، ﴿ولا تنهرهم﴾ وهي صورة أشدّ، فالنَّهَر هو الزجر، والغلظة، والطرد، ورفع الصوت، بحيث يكثر الولد الضجر فيُظهر غضبه على أبويه. لهذا نهانا الله عزّ وجلّ عن قول الأفّ، ولو كان هناك كلمة أدنى منها لذكرها سبحانه.

ومن نماذج عقوق الوالدين في القرآن الكريم ما ورد في قصة إخوة يوسف (عليه السلام)، عندما قالوا لأبيهم يعقوب (عليه السلام): ﴿قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ /سورة يوسف، الآية 85.

والحرض الإشراف على الهلاك، في المقابل نجد نموذجاً مختلفاً، يبيّن برّ الوالدين بأجمل صوره، وهو قول إسماعيل (عليه السلام) لأبيه عندما أبلغه بأمر الله سبحانه: ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ /سورة الصافات، الآية 112، حيث أجاب مستسلماً لأمر الله تعالى، ومطيعاً لأمر أبيه إبراهيم (عليه السلام).

ثامناً: القول الحسن

الإحسان إلى الوالدين لا يكفي دون القول الحسن، الذي يعزّز الروابط العاطفية؛ فالكلام الحسن والجميل يستدر رحمة الوالدين ورضاهما في أشدّ حالات الاختلاف والنزاع، ومن القول الكريم عذوبة الصوت ورقّته، وحلاوة المنطق في الحوار، بل قد يتحقّق بالابتسامة اللطيفة، والنظرة الرحيمة التي تُنسي الوالدين آلامهما، وتخفّف من أحزانهما، وتشعرهما بالفرح والسعادة، ومن القول الحسن أيضاً احترامهما بعدم مناداتهما بأسمائهما. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ احترام الوالدين واجب في جميع الأحوال، حتى لو تعرّض الولد للإساءة أو الضرب من جانبهما، وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق (عليه السلام) في الحديث حيث قال: “إن ضرباك فقل لهما، غفر الله لكما”.

تاسعاً: التواضع للأبوين

وقد عبّرت عنه الآية بـ “خفض الجناح”، وهو كناية عن المبالغة في التواضع والخضوع لهما قولاً وفعلاً، فلا يتعالى عليهما، ولا يرى أنّه فوقهما، ولا ينعتهما بقول غير مرضي، ولا يتصرف أي تصرف يسيء إليهما.

عاشراً: إظهار الرحمة في التواضع

فلا يرفع صوته فوق صوتيهما، ولا يده فوق يديهما، وأن ينظر إليهما برحمة ومودّة، كما كانا يتصرّفان معه في مرحلة الطفولة، فاليوم في عمر الهرم، يحتاجان إلى العطف المصحوب بالخُلق الحسن، ولين الجانب في المعاملة، ورعاية الجانب الإنساني في القول والسلوك، بحيث يشعران بمتعة الراحة النفسية، وبأنهما يقطفان ثمار جهدهما.

وأخيراً: وجوب الدعاء لهما ﴿وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغير﴾ الدعاء إلى الله أن يجزيهما أحسن الجزاء، لقاء ما قاما به في تربية الأبناء في صغرهم.

يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق: “فحقّ أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحدٌ أحداً، وأنه وَقَتك بسمعها وبصرها ويدها، ورجلها وشعرها وجميع جوارحها، مستبشرة فرحة… فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه…”

“وحق أبيك فتعلم أنه أصلك، وأنه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مّا يعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واذكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله”

*مواقع إلكترونية 
2022/08/17

طلقني وتزوّج غيري.. أسباب تجعل الرجل يضحي بالمرأة الجميلة؟!
ما هو السبب في تضحية الرجل بجمال زوجته وأناقتها ورشاقتها فيطلقها ويبتعد عنها ويستبدلها بأخرى أقل منها جمالا وأناقة ومستوى مادي وعائلي؟

[اشترك]

بعض النساء أثناء الاستشارة يسألوني هذا السؤال، وأجيب عليهن بذكر معلومة أن جسد المرأة مثار إعجاب للرجل، ولكن الرجل يتعلق بزوجته الجميلة لو كان مرتاحا معها أو يشعر بالتقدير والاحترام، ففي مرحلة الخطوبة وبداية الزواج تركز عين الرجل على شيء واحد وهو جمال شكل المرأة وجسدها، وبعد عشرة وجيزة تبدأ عين الرجل تركز على أمرين، الأول على جمالها الشكلي والثاني وربما يكون هو الأهم على معاملتها له، وإذا تقدم أكثر في الحياة معها وكبر أولاده صارت عينه تركز على ثلاثة أمور جمالها ومعاملتها وثالثا احترامها له، أما تضحية الرجل بالمرأة الجميلة فله ستة أسباب الأول أن تكون المرأة مغرورة بجمالها والثاني أن تكون نكدية والثالث أنها متشائمة وسلبية فتحول دائما المواقف الحياتية إلى حزن وقلق، والرابع بسبب كثرة عصبيتها ولسانها الجارح، والخامس بسبب كثرة اتهامها له أو كثرة شكها به والسادس بسبب تكبرها عليه وأنانيتها، وأكثر ما يجذب الرجل في المرأة أربعة صفات هي الاحترام والحنان والدلع والمدح حتى لو كانت المرأة أقل جمالا فإنه يتعلق بها، فكثير من النساء الجميلات يعتقدن أنهن يسحرن الرجال بجمالهن وهذا المفهوم قد يكون صحيحا في العلاقات السريعة والمؤقتة، أما الزواج الدائم فللرجل نظرة أخرى، وأذكر امرأة كانت تشتكي بعدم رغبة الرجال بالزواج منها على الرغم من أنها آية في الجمال، وعند الحديث معها في التفاصيل عرفت أنها لها ماض مع الرجال وتاريخها فيه علاقات محرمة معهم، فقلت لها إن بعض الرجال يحب أن يستمتع بالحرام مع المرأة الجميلة ولكنه لا يقبلها أن تكون زوجة له، فالجمال يستغله الرجل لتحقيق شهوته المؤقتة وإذا أراد الزواج يفكر بمن يحفظ بيته ويحسن تربية أولاده ويحترمه ويقدره فيتزوجها ولو كانت أقل جمالا مما يطمح إليه ومثلما يستغل الجمال لتحقيق الشهوة فكذلك الحب يستغل لإطفاء الشهوة، والحب مشاعر تدخل في قلب المحب من غير استئذان، وقد يكون الحب قبل الزواج وقد يكون بعده، وقد يستمر الحب إلى بعد الوفاة وقد يموت الحب قبل موت المحبوب، والقرآن الكريم قدم لنا تعريفا جميلا للحب بثلاث عبارات (السكن، المودة، الرحمة)، ولو فهمنا معاني الكلمات الثلاث هذه لفهمنا حقيقة الحب، فالسكن غير المأوى لأن المأوى سكن للمشردين أما السكن فيكون في حالة الطمأنينة والراحة، والمودة غير الحب فالحب قد يبقى شعورا دفينا في النفس بينما المودة هي المحبة مع العمل وبذل التضحية والمساعدة، أما الرحمة فهي تختلف عن الشفقة لأن الشفقة تكون في حالة الضعف أما الرحمة ففي الحالتين القوة والضعف، وهذه زاوية أخرى لجمال المرأة فالجمال ينبغي أن لا يقتصر على جمال الشكل فقط وإنما يكتمل بجمال الروح والمعاملة والأخلاق والقيم، والحب بالعبارات الثلاث التي ذكرناها من معاني الجمال، وحتى مفهوم الحب اليوم تغير فصارت القبلة والمعانقة والملامسة وممارسة الزنا بين الرجل والمرأة تسمى الحب وهو ما تروج له الثقافة الإباحية، وخصص له عيدا وصار الدب رمزا له على الرغم من وحشية الدب، فصار الحب هو العيد وليس الزواج، وقد صور لنا القرآن مفهوم الحب والجمال بآية (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) واللباس فيه الدفء والزينة والوقاية والالتصاق والستر، وهذه العلاقة الطبيعية التي يستمتع بها كل من الرجل والمرأة وفق فطرته التي فطرهما الله عليه.

*د.المطوع
2022/08/16

لماذا تكره بعض الأمهات بناتهن؟!
توجد الكثير من المشكلات التي نواجهها في الحياة أو نسمع عنها وتستوعبها عقولنا، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ مشكلة كره الأم لابنتها لا يستطيع أحد أن يفهمها أو أن يضع لها مجموعة من التبريرات.

[اشترك]

 فما هو هذا الجحيم الذي يجعل بعض الأمهات يعاملن فتياتهنّ بهذه الطريقة السيئة علمًا بأن الفتاة ستتأثر بهذه التصرفات حتى بعدما تصبح بالغة ولن تنسى هذه المعاملة، وهل نستطيع أن نشعر بهنّ كشعورنا بباقي المشكلات؟

ربما لا يصدق الكثيرون هذه الحالة التي تمرّ بها الأمهات وخصوصًا إن كانت المطلعة على هذا الموضوع أمّ مثلها لديها ما لديها من مشاعر الحب والخوف والإيثار اتجاه ابنتها، فهل نستطيع استيعاب ما نسمعه من مشاعر الكره والحقد وتمنّي الموت التي تواجهها بعض الفتيات من قِبل أمهاتهنّ، وهل نستطيع أن نشعر بما تشعر به هذه الفتيات وبما سيتعرضن له في حياتهن أو بما سيقدمون على فعله إزاء هذا الأمر، بالطبع لن نستطيع أن نتخيّل الحالة إن لم نكن قد عانينا مثلها، وقد كتبنا هذا المقال لنوضّح بعض الأسباب المتعلّقة بكره الأم لابنتها والتي لا نستطيع أن نعتبرها مبرّرًا على أي حال.

أسباب كره الأم لابنتها

نبين فيما يأتي أبرز أسباب كره الأم لابنتها حسب الأبحاث النفسية والتحليلات المنطقية:

الحب الصعب: لا يوجد بالطبع أي سبب يجعل الأم تكره ابنتها ويمكن أن ما تفهمه الابنة على أنه كره يكون نوعًا من الحب الذي يسمى الحب الصعب أو القاسي، وهو أن تحب الأم طفلها وتفضل أن يتفوق على إنجازاتها وتجعله أفضل منها فتعامله معاملة فظة لتساعده على المدى الطويل في تحقيق مصلحته ليكون ناجحًا، وهنا تكون الكراهية في الواقع نوعًا من أنواع التشجيع المقنعة ولكن أحيانًا قد تؤذي الأم طفلها وتبعده عنها أكثر دون أن تشعر ظنًّا منها أنها تدفعه للحصول على أفضل العلامات ليكون الأفضل في كل مواقع حياته، وفي هذه الحالة يمكن تنبيه الأم لتصرفاتها لتجعلها أكثر إيجابية وتكون داعمة للطفل.

عقدة نفسية: بعض الأمهات يعاملن بناتهن على نحو سيء بسبب حالة نفسية قد تفاقمت إلى مرض، وقد يحدث هذا الأمر نتيجة أمر قد حدث للأم سابقًا أو نتيجة تربية خاطئة قد تلقتها من أمها في الصغر، فبالرغم من وجود مجموعة من الأمهات يحاولن أن يوفرن لبناتهنّ كل ما فقدنه في حياتهن الطفولية والشبابية من حنان الوالدين إلّا أنّه يوجد جزء ممن يفتقدن كل مشاعر الحنان وينتقمن من كل من حولهن بتطبيق ما طُبِّق عليهن من مشاعر القسوة والكره، ولكننّا لن نستطيع أن نشفق على الأم أو نقف إلى جانبها ونشعر بشعورها، لأنّ الفرد الطبيعي إن أحس بأنه قد بدأ بظلم نفسه أو ظلم من حوله بسبب عقدة نفسية بدأت تظهر على سلوكه فعليه أن يعالج هذا الأمر بسرعة فائقة، وحتى إن شعرت المرأة بأنها لا تسطيع أن تتقبّل فكرة الأمومة فلماذا تأتي بهؤلاء الأبناء الذين لا ذنب لهم في ذلك، ورغم كل هذا فإننا لا نستطيع أن نسمّي هذا سببًا إن كانت الأم قد اختصت هذه المعاملة لابنة واحدة دون كل بناتها أو أبنائها، فالتي تستطيع أن تحب أحد أبنائها لا تستطيع أن تكره أحدهم عن قصد.

الغيرة: تعد الغيرة من المشكلات النفسية التي تفتك بالشخص ومن حوله إن ازدادت عن حدّها، وتدل هذه المشكلة على عدم الثقة والقناعة بالنفس، وقد تكون سببًا في كره الأم لابنتها، فنجد الكثير من النساء يشعرن بالغيرة من بناتهنّ إن أحسّت بأنّ هذه الابنة قد بدأت بأخذ جزء كبير من اهتمام الأزواج وخصوصًا إن رافق هذا فقدان الاهتمام بها من قِبل الزوج بغض النظر عن السبب، كذلك فقد تغار بعض الأمهات من المديح الذي تتلقاه فتياتهن سواء من الآباء أو من الأشخاص المحيطين، وقد لا تتقبّل فكرة أن ابنتها في أوج شبابها وجمالها وأن حياتها ما زالت في البداية لتجرّب كل شيء وتعيش كل شيء بيد أنها بدأت بفقد شبابها وفرصها الحياتية رويدًا رويدًا، ورغم أننا أيضًا لا نستطيع أن نتقبّل هذا السبب إلّا أنه بكل تأكيد قد يكون من الأسباب البارزة التي تعاني الابنة من كره والدتها بسببه.

 تصرف سابق أزعج الأم: في حال كنت قد تصرفت سابقًا بالماضي بطريقة أزعجت والدتك وأغضبها ولا تستطيع التغاضي عن الأمر ولا نسيانه فيمكن في هذه الحالة التقدم باعتذار نابع من القلب وإصلاح العلاقة بغض النظر عن من هو على حق ومن هو على باطل خاصةً إذا كنت تؤمنين بأنك فعلت شيئًا في الماضي ليزعجها يجب عليك التعامل مع مشاعرها وتقبلها ومحاولة تغيير رأيها. خطوات لتحسين علاقتك مع والدتك

توجد العديد من الخطوات التي يمكن القيام بها لتحسين علاقتك مع والدتك ومنها:

بادري بأول خطوة: يجب عليك المبادرة بأول خطوة لتحسين علاقتك مع والدتك عن طريق الاعتذار لها بطريقة مباشرة أو عن طريق إحضار ورود وهدايا لها، كما يمكن الذهاب معها لحضور فيلم في السينما، أو ممارسة أي نشاط معها ممكن أن يجعلها سعيدة. غيري من نفسك: يجب عليك تغيير نفسك وذلك بتطوير وتحسين علاقتك مع والدتك فمثلًا يجب التغيير من ردات فعلك تجاه أفعالها التي لا يمكن تغييرها وهذا سيحسن من علاقتكما معًا، كما يجب عليكِ عدم توقع تغير تصرفاتها حتى لا تصطدمي بالحقيقة المرة بأنها لن تتغير.

ضعي توقعات يمكن تحقيقها: أنت ووالدتك لديكما توقعات للحصول على علاقة مثالية فمثلًا أنتِ تتوقعين أن والدتك يجب أن تكون حاضرة في كل الأوقات وهذه الفكرة قد وجدت في عقلك منذ الصغر فهي دائمًا موجودة لمساعدتك في أي ظرف، ولكن الحقيقة أنكِ قد كبرت ونضجت فيجب أن لا تتوقعي أن تكون الأمور كما كانت عليه وأنتِ طفلة فأنتِ ناضجة الآن.

ابقي على تواصل دائم: تعد قلة التواصل بينكما تحديًا حقيقيًّا بينكما، وأحيانًا بسبب قربكما من بعضكما ستفترض إحداكما أن الأخرى تعرف كيف تشعر دون أن تخبرها، ولكن لا يمكنكما فعليًّا قراءة الأفكار فيجب أن تكوني واضحة وتتحدثي عن ما يزعجك بهدوء ووضوح وبطريقة مؤدبة.

كوني مستمعة جيدة: يمكنك أن تكوني مستمعة جيدة وفهم ما تقوله والدتك وفهم ما بين السطور من مشاعر أو رسائل تريد والدتك إرسالها لحمايتك، بدلًا من افتراض ما ستقوله والدتك هذا سيسعدها وستشعر بأنها مسموعة ومفهومة.

أصلحي أخطاءك بسرعة: أحيانًا تصدر عنك أخطاء لا بأس بذلك فلا أحد معصوم عن الخطأ ولكن يجب إصلاح الأخطاء وحل النزاعات بسرعة مع والدتك حتى لا تتفاقم المشكلة الصغيرة وتتحول لمشكلة كبيرة.

ضعي نفسكِ مكان والدتك: ويمكن تشبيه ذلك بالكاميرا الرقمية التي تقدم لقطة عادية أو الكاميرا البانورامية والتي توفر توسيع العدسة لرؤية أوسع وأفضل، فعندما تضعين نفسك في مكانها ستشعرين بما تشعر وتقدمين لها بدائل أو حلول لإرضائها لعلمك أنها تفعل بعض الأمور بسبب حبها لكِ.

 تعلمي التسامح: عندما تسامحي شخصًا ما هذا لا يعني أن فعله أمر جيد ولكن يعني أنكِ قررتي التغاضي عن أثره وتغفري، وقوة المسامحة تعود مباشرةً على الشخص الذي سامح، وكلما سامحت كان إصلاح الضرر أسرع.

حاولي البقاء في الحاضر: ابقي في الحاضر مع نسيان أي خلافات قديمة وعدم ذكرها حتى مع نفسك مع المحاولة على التركيز على الحاضر.

ضعي حدودًا: يمكن وضع بعض الحدود وإن تخطتها والدتك يمكن أن تقولي لها أن الحديث بهذه الطريقة يزعجني وأنك تفضلين طريقة أخرى للحديث.

وأخيرًا أهم شيء يجب أن تفهميه هو أن طريقة والدتك بالتعامل معك لا تعكس قيمتك وإنما هي انعكاس لسوء فهمها للعلاقات والحب، وإن كانت تكرهك بالفعل فهذا لا ينم عن شخصيتك أو قيمتك، وإن كانت تتعامل معك بكره فهذا أمر ينبع من داخلها وهي بحاجة لحل مشكلتها مع نفسها أولًا وليس معك، ويمكن الذهاب إلى طبيب نفسي وحدك أو معها إن وافقت، أما إذا ما زال يؤلمك تصرفها تجاهك يجب عليك التعامل مع هذه المشاعر فيمكنك الذهاب لمختص للحديث عن مشاعرك السلبية ليساعدك بمهنية لتخطي هذه المشاعر السيئة بغض النظر عن تغير والدتك وهذا سيكون مفيدًا جدًّا لكِ أما إن لم يمكنك الذهاب لمختص يمكنك التحدث مع أشخاص كصديقاتك المقربات للتنفيس عن ما في نفسك وأخذ النصائح.

* حياتكِ 
2022/07/27