للأطفال ’طاقة فائضة’.. استثمروها في العطلة الصيفية
يستقبل الأطفال إجازتهم السنوية بشغف كبير، ويصبح هم كل أسرة كيف يقضي الأطفال أوقاتهم، حيث تعد مشكلة استثمار وقت الفراغ من أهم المشكلات التي يُعاني منها الأطفال.

[اشترك]

 وتزداد هذه المشكلة تفاقماً في ظل عدم وجود خطط أو برامج متاحة أمام هذه الشرائح طيلة أيام العطلة الصيفية، هناك من يحرص على استثمار وقت الإجازة في تنمية مهارات الأطفال، وإكسابهم خبرات تعليمية تعزز مستواه في القراءة وممارسة الرياضة والهوايات ومهارات التفكير الابداعي، وتوسعة الأفق والخيال، فضلاً عن إثراء معرفته وثقافته الذاتية، من خلال وسائل تربوية وألعاب ومعينات بصرية عديدة، لا سيما تلك الوسائل التي يقبل عليها الطفل بشغف وحب، والسؤال الذي نعنيه هنا: كيف يستثمر الطفل العطلة الصيفية بشكل إيجابي؟ وكيف تساعده الأسرة على ذلك؟

الدكتورة عبلة عثمان، الأستاذة بكلية التربية بجامعة حلوان، تشير إلى ما يعرف بنظرية «الطاقة الفائضة» ومفادها أن الصغار يحتاجون إلى اللعب للتخلص من الطاقة الفائضة لديهم، ومن ثم تصبح عملية شغل أوقات فراغ الأطفال في فصل الصيف وموسم الإجازات، مسؤولية أسرية بالدرجة الأولى، لأن الطفل يحتاج أن يفرغ هذه الطاقة بشكل إيجابي، ولا يستطيع تحديد الطريقة بنفسه بكل سهولة، لذا يمكن للأبوين مناقشة أبنائهم في المقترحات والإمكانات المادية والمعنوية لهذه العطلة، فيخرجون بقرار يُرضي جميع الأطراف ولا يُوقع على عاتق الأب مصاريف كبيرة، فالعطلة الصيفية بعيداً عن جانبها المُمتع، فهي تنمّي مشاعر الحنان والتقرّب بين أفراد العائلة الواحدة، لذا لا بدّ من استثمار جميع جوانب الإجازة بما يخدم مصلحة العائلة من ترفيه وغيره.

 وبإمكان الأسرة أن تدفع الطفل نحو الاتجاه الصحيح الذي تريده بإتاحة وتوفير المناخ اللازم للاستمتاع بالإجازة، وفي الوقت نفسه الاستفادة منها، حتى ولو من خلال اللعب، أو من خلال طرق بديلة بسيطة وعديدة، أهمها الاستفادة من حث الطفل على القراءة، وتنمية مواهبه وإمكاناته الذاتية باستغلال اللعب والهوايات التي يحبها.

 أهداف

كما أن اللعب يسهم في إحداث تغييرات مرغوبة في البناء الجسمي وفي التكوين العقلي والنفسي للطفل، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن يعرف ولي الأمر كيف يوظف اللعب لتحقيق هذا الهدف، وينصح الآباء والأمهات بتوفير الألعاب التي تلائم المرحلة العمرية للطفل، ولا تتعارض مع الثقافة التي يراد للطفل أن يتربى عليها، والتأكد من أنها لا تلحق به أذى، وتحديد الألعاب التي تعمل على تنمية جوانب شخصية الطفل الجسمية والعقلية والوجدانية والمهارية والاجتماعية، ونلفت الانتباه إلى أن بعض أولياء الأمور يخطئون، إذ يعتقدون بأن اللعب لا فائدة ترجى منه، وأنه مضيعة للوقت وللجهد، والأجدر بهم أن لا يحرموا أبناءهم من جني ثمرات اللعب، لأنه يساعدهم على بناء شخصياتهم بناء سوياً متوازناً.

 وتوضح الدكتورة عثمان: «إن الأهمية التربوية والنفسية للعب متعددة، فهو وسيلة من وسائل اكتساب السلوك القويم، ووسيلة من وسائل تطوير السلوك، ووسيلة من وسائل تحرير الطفل من التوتر النفسي، إلى جانب كونه وسيلة من وسائل تطوير التفكير، وتعليم الطفل القوانين والقواعد الأخلاقية والاجتماعية، ووسيلة من وسائل تفاعل المتعلم مع بيئته لأنه وسيلة من وسائل الإعداد للحياة. فضلاً عن كون اللعب التمثيلي يمكّن الطفل من الاستكشاف، حيث يكتسب قواعد السلوك من أدوار الكبار التي يمثلها».

وتضيف: «لعب الطفل بكل ما يقع بين يديه من أشياء يعمل على تنشيط ذاكرته، وتوسيع مداركه، وإكسابه قدرة على التخيل تنمو بما يتلاءم مع نوعية المثيرات المتاحة له، فما يكاد الطفل يصل إلى السن التي تمكنه من دخول المدرسة حتى يكون قد تكون لديه قدر كبير من الخبرات والقدرات التي تمكنه من التفوق على أقرانه الذين لم تتوافر لهم فرص ممارسة اللعب.

وحتّى يتسنّى لكل من العائلة وأطفالها قضاء وقت ممتع لا بدّ من تنظيم جدول زمني يُدرك فيه كلّ من الأبوين والأطفال كيفية قضاء وقتهم، إلى جانب وضع هدف من قبل الوالدين للأطفال والعطلة الصيفية وطرق استثمارها بما هو ممتع ومفيد بالوقت ذاته، كما تأتي تحديد وجهة السفر إذا كان هنالك نيّة للسفر والسياحة لا بدّ أن يشارك جميع أفراد العائلة في اتخاذ الرأي، حتّى يشعر جميعهم بفوائد الإجازة».

*الاتحاد 
2022/07/07

الفراغ قاتل: كيف نقضي الإجازة الصيفية؟
مع نهاية الامتحانات في المدارس وبداية العطلة الصيفية، ومع توديع الكتب والأقلام والكراسات ولو لفترة وجيزة نبدأ جميعا بالتفكير في الإجازة الصيفية وكيف سنقضيها وأين ومع من؟

[اشترك]

كل هذه التساؤلات تخطر ببالنا جميعا، وخاصة أبنائنا الطلبة الذين يحلمون بإجازة ممتعة وجميلة، ويتساءل معظم الآباء والأمهات عن الطرق الأمثل لإشغال الأبناء وملء أوقاتهم خلال العطلة الصيفية بما يفيدهم ويُسَليهم ويشحن طاقاتهم، بحيث يعودون لمدارسهم بعد انقضاء العطلة بمشاعر متجددة لبدء عام دراسي جديد، فالبعض من الأبناء يقضـون أوقاتهم بالنـوم أو الجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب واللهو بالألعاب الإلكترونية، والتذمر من طول الوقت والملل وانعدام الشعور بالمتعة والتسلية، ونحن نتساءل في موضوعنا كيف نصل إلى عطـلة ممتعة، وكيف نستفيد من الإجازة الصيفية وملء أوقات الفراغ؟

أفكار مقترحة لقضاء عطلة صيفية مفيدة:

  • القراءة، والمطالعة، وقراءة القرآن: "الكتاب خير جليس" تحرص الأم على اختيار الكتب المنوّعة من قصص هادفة أو ألغاز أو مجلات خاصّة حسب اهتمامات صغيرها، مع اصطحابه لزيارة المكتبات العامة القريبة والاستفادة من كمّ الكتب الموجودة فيها وبالطبع، تختلف الأوقات المناسبة للقراءة، ولكن بصورة عامّة، يفضّل القيام بها قبل النوم ما يبعث على الاسترخاء ويهيّئ إلى نوم هادئ، ويجدر استغلال وقت الإجازة لقراءة وتلاوة القرآن الكريم، ولو لمدّة قصيرة.
  •  صِلة الرّحم، وزيارة الأهل والأصدقاء: تعتبر الإجازة الصيفية فرصة لصلة الأرحام وتبادل الزيارات مع الأقارب والجيران، مع الاتفاق على موعد أسبوعي يجمع الشمل، ما يمنح الطفل فرصة لتعزيز علاقاته بمحيطه.
  •  المشاركة في الرحلات الترفيهية بصحبة الأهل والأصدقاء والأقارب، والتحضير لنشاطات ترفيهية في أثناء الرحلة.
  •  التسجيل في الدورات التعليمية المختلفة، مثل: دورات فقهية وحفظ القران، او تعلم اللغات الأخرى، أو دورات تعليم الرسم، أو السباحة، وغيرها من الدورات التعليمية.
  • ممارسة الرياضة والاهتمام بلياقة الجسم.
  • ممارسة الهوايات المختلفة مثل الرسم، كرة القدم، الكتابة الإبداعية، المطالعة.. إلخ.
  •  ممارسة الأعمال التطوعية، مثل: زيارة بيوت رعاية الأيتام، أو المستشفيات وتقديم الهدايا لهم.
  • مساعدة الأهل في الأعمال المنزلية، والصيانة إذا لزم ذلك.

أسباب ضياع الوقت في العطلة الصيفية:

من أهم أسباب عدم استغلال الوقت بشكل صحيح، وضياعه دون فائدة أثناء العطلة الصيفية:

  • عدم تحديد هدف معين لاستغلال الوقت في إنجازه أثناء العطلة الصيفية، فمن الممكن تحديد هدف بسيط من الأهداف سهلة الإنجاز، مثل: حفظ القرآن الكريم، أو أجزاء محددة منه، أو تعلم إحدى اللغات الأجنبية.
  •  التخطيط بشكل خاطئ لطريقة تنفيذ الأهداف أو المشاريع التي حددها الطالب، مثلاً: عدم تحديد الوقت الكافي أو المناسب، أو عدم التقيّد بالوقت، وقضاء الوقت بشكل عشوائي.
  •  وضع أكثر من هدف، ممّا يؤدّي إلى صعوبة الالتزام بتنفيذها والعجز عن تحقيقها، لذلك يُنصَح بوضع هدف وتنظيم الوقت لإنجازه، وعند الانتهاء من تنفيذه وإنجازه، يتمّ وضع الهدف الآخر، والبدء بتنفيذه، وهكذا.
  • عدم التزام الطالب بالخطة التي وضعها لتحقيق الأهداف، وضياع وقته في الأمور الترفيهية، وعدم الموازنة بين أوقات العمل والترفيه.

خطر أوقات الفراغ على الأبناء:

للفراغ أخطار عديدة على الأبناء نذكر منها:

  •  خلق الشعور بالملل.
  • التسبب بالشعور الدائم بالكسل.
  •  إضاعة الوقت في أمور بلا فائدة، وربما كانت السبب في وقوع المشكلات.
  •  قضاء الساعات الطويلة في النوم.
  •  قضاء أغلب الوقت في مشاهدة القنوات الفضائية من غير فائدة.
  • إضاعة الوقت في الجلوس لفترات طويلة على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
  • التسكع والجلوس في الطرقات.
*موضوع 
2022/07/06

كيف أتعامل مع زوجي المهمل؟!
الشعور بالإهمال أحد أكثر المشاعر إحباطًا، فعندما تتعرض المرأة للتجاهل من شخص ما، ينتابها شعور بالضيق والحزن والاكتئاب، فما بالنا إذا كان هذا الشخص زوجها، خاصةً إذا كنتِ مهتمة به، وتسعى دائمًا للتحسين من نفسها، والمبادرة لحل خلافاتهما، وإصلاح أي خلل في علاقتهما.

[اشترك]

 إذا كنتِ تشعرين بالوحدة أو أنك مُهمَلة من قبل زوجك، فقد تكون لديكِ فكرة عن السبب وراء هذا الأمر، فقد يكون مريضًا أو يعاني بعض الضغوط النفسية أو يمر بأزمة ما، وهو ما يجعلكِ تتعاطفين مع ما يمر به، ولكن إذا كان إهماله دون سبب معروف، فمن المؤكد أنك تتساءلين الآن، كيف أتعامل مع زوجي المهمل لي؟

كيف أتعامل مع زوجي المهمل لي؟

يمكن للإهمال أن يتسلل إلى أي علاقة بمرور الوقت مع طول الحياة الزوجية، فقد يتعامل الزوجان على أساس أنهما ضمنا بعضهما البعض، مهما فعل كل منهما في الآخر، وهذا ما يسبب الكثير من المشكلات الزوجية، ويأتي على حق الطرف المُهَمل في الاهتمام به ليشعر بالسعادة، لذا إذا شعرتِ بأن زوجكِ يهملكِ، فاتبعي النصائح الآتية التي يتوقف بعضها على مراجعة نفسكِ أيضًا:

1- لا تفترضي شيئًا دون دليل: من المحتمل أن تكون اتهاماتك لزوجكِ لا أساس لها من الصحة، وشكك الدائم فيه، هو ما يدفعه لإهمالكِ.

2- اهتمي بما يقوله دائمًا: لا تتجاهلي أحاسيس زوجكِ ومشكلاته، سواء ما يخص حياته الشخصية أو علاقتكما معًا.

3- لا تتخذي موقفًا دفاعيًّا طيلة الوقت: كونك بحاجة إلى الاهتمام، فإن الشكوى الدائمة، ودفاعكِ عن نفسكِ طوال الوقت دون إلقاء أي لوم عليكِ، قد يزيد من المشكلة.

4- لا تلعبي دور الضحية: تعاملي مع أي مشكلة بشكل عقلاني، حتى تصلي مع زوجك لحل مناسب، دون أن تعيشي طوال الوقت دور الضحية.

5- ابحثي عن الحقائق: سيساعدك هذا الأمر في تحديد ردود الفعل المناسبة لتصرفات زوجك معكِ، واستعادة اهتمام زوجك.

6- لبي احتياجاتك الخاصة أولًا: العديد من الزوجات يقعن في فخ تلبية احتياجات الزوج، والاهتمام برغباته ظنًّا منهن أن هذا الأمر أفضل وسيلة لجذبه، إلا أن العكس هو ما قد يحدث، مع ضمان وجودكِ الدائم بجانبه.

عندما تعتنين بنفسكِ، وتلبين رغباتكِ، وتمارسين هواياتكِ، ستزيد ثقتكِ في نفسكِ، ولن تشعري بالإهمال، ويمكنك عندها التحدث مع شريكك عن سلوكه الذي يضايقكِ بكل قوة، وتحلان هذه المشكلة معًا.

نصائح لجذب اهتمام الزوج

قد تحتاجين لجذب اهتمام زوجك لكِ بين الحين والآخر، ويمكن لهذه النصائح أن تساعدك على ذلك:

  • اهتمي بمظهركِ، واعتني بنظافتكِ ورائحتكِ، وارتدي ملابس أنيقة، وغيري قصات شعركِ، وغيرها من الأمور.
  • كوني ذكية ومثقفة، هذا الأمر سيجذب زوجكِ للحديث معك في المواضيع المختلفة، وأخذ رأيكِ في جميع أموره.
  •  كوني مستقلة ولا تعتمدي على زوجك في جميع أمور حياتك، مارسي هواياتك المفضلة، وخصصي وقتًا لنفسك، لتستمتعي فيه بمفردك بما تحبين القيام به.
  •  اعتني بصحتك، ومارسي الرياضة، فهي تقوي جهازك المناعي، وتحسن قدرتكِ على التحمل والتركيز.
  •  اطهي وجبات زوجك المفضلة، سيعزز هذا الأمر من علاقتكما، ويشغلك أنتِ أيضًا في أوقات فراغكِ.
  • دعي اهتمامات زوجكِ أمام عينيكِ، سواء كانت رياضة أو سيارات أو دراجات، فإنه سيقدر هذا الأمر بالتأكيد، ويقوم بمثله.
  • عبّري لزوجك عن حبك، واهتمي بنظافة المنزل، وانتظمي في ممارسة العلاقة الحميمة.
  •  كوني مهذبة، وتحدثي معه بهدوء، وأجيبيه بأدب، سيضمن ذلك أن يكون الجو في المنزل هاديًا وبعيدًا عن المشكلات.
  • حافظي على التواصل البصري، انظري في عيني زوجك عندما تتحدثين معه، فهذا الأمر سيشعره بالمزيد من الاهتمام.

التواصل شيء أساسي في أي علاقة صحية، لذا عند مواجهة أي مشكلة في علاقتك مع زوجك، تبادلي معه أطراف الحديث، وأوضحي له ما يزعجكِ، لحل أي خلاف بينكما.

*سوبر ماما

 

2022/07/06

كيف نتخلص من ’النكد الزوجي’؟!
الحياة الزوجية تشبه كثيراً المركب الذي يسير بالأسرة في اتجاه الوصول لبر الأمان الحياتي، لكن قد يتعرض هذا المركب لعواصف وأمواج شديدة تهدد استقراره، وتسرق سكينة مَنْ فيه، وهو ما يعني تأرجح الأسرة بين وضعين.

[اشترك]

 فبعض من الزيجات تتميز بحياة أسرية مستقرة ممتعة، يظلِّلها الحب والوئام، ويكون فيها الأزواج حنونين، وعلى درجة عالية من الرقة، ولا تعاني الزوجات من مشاكل ونكد أسري، بينما تعيش الأخريات في أجواء ملبدة بالتعاسة والمشاجرات التي قد تتفاقم لتصل لحالة جفاء زوجي وقطيعة نفسية تعكر صفو علاقاتهن بالأزواج.

إذا كنتِ من أولئك الزوجات، اللواتي يعانين في حياتهن، فبإمكانك استعادة الدفء الزوجي والأسري، ومغادرة بحر الجفاف العاطفي الذي يسيطر على علاقتك بزوجك، عبر إحداث تغيير جذري، وينبغي عليك أولاً التسلُّح بالرغبة الذاتية في تجاوز ظروفك المعقدة مع زوجك، كونها تمثل الخطوة الأولى للولوج إلى حياة دافئة وعلاقة تنبض بالحب، ومن ثمَّ الالتزام بخطوات مثالية تشكِّلُ مفاتيحاً ذهبية للتخلص من النكد الزوجي الذي تتوقين لمحوه من قاموس حياتك.

ابتسمي.. ووداعاً للشكوى والجدل

مهما بلغت شدة معاناتك من معاملة زوجك لك، أومن قسوة حياتكما، فإياك والشكوى أمام الآخرين، أو مقابلته بالصدود واللوم بحثاً عن التعاطف، لأن هذه الأشياء لن تُقدِّم لك أي حلِّ لمشكلتك، وربما تزيدك تعاسةً، وتُشعرك باتساع عمق الفجوة التي تفصل بينكما.. كما أن دخولكما في الجدل المتكرر العقيم لن يكون فرصة لترميم علاقتكما، فحوارك المنطقي الذي تواجهينه به سيجعله في أغلب الأحوال يتجاهل حديثك، أو يُجبره على التشاجر معك، مما يعني ازدياد حدة الجفاء والقطيعة.. وعوضاً عن الشكوى والجدل، الجئي لأسلوب أكثر فعالية، مفتاحه إظهار ابتسامة مشرقة، مع وصفة هدوء تزينين بها ملامحك.. استبدلي حوارك الطويل بحديث قصير يختزل كل ما تودين قوله بدون إشارات لوم أو جدل لا معنى له.. حاولي محو تجهمك أمامه مهما كانت الضغوط التي تعانينها، وارسمي ابتسامة رقيقة، حتى إن اضطررت إلى تصنُّعها اليوم، لأنك ستعتادينها، وستصبح غداً أقل تصنُّعاً، وبعدها ستكون حقيقية مشرقة.

تفاءلي بالسعادة

التفاؤل مفتاح النجاح في كل أمور الحياة، ولا يقتصر على الأعمال فحسب، ولديه أثر كبير في تجاوز المعيقات، كونه يمتلك قوة شبيهة بالسحر الحلال.. لذا حاولي بتفاؤلك صنع سعادتك الخاصة، وتخيلي نفسك تنعمين فيها عبر مراودة النفس بالأفكار السعيدة، والحديث عنها، وتجاوز عواصف الألم الزوجي، والتأكُّد من أن هذه الآلام ستجعلك أقوى وأقدر على انتزاع السعادة، مع إيمانك بأنها ليست منحة مجانية يمكن الحصول عليها بلا جهد أو بلا أدنى تبعات مؤلمة أحياناً ... المهم أن يظل التفاؤل حاضراً، ومصدراً للانقلاب المثمر في علاقتك بزوجك، وذلك ما سيمدُّك بقوة كافية لإزالة كلِّ ما يُدخل النكد إلى حياتكما، ويحقق هدفك في حياة هانئة وسعادة تحسدين نفسك عليها.

احرصي على واجباتك الزوجية

تُخطئ كثيرات في اتخاذ ردة الفعل غير المناسبة تجاه أخطاء الأزواج المختلفة - كالتعامل بخشونة، أو السخرية منهن، أو رفض مطالبهن التي يرينها ضرورية - فتلجأ بعضهن للانتقام لكرامتهن برفض المعاشرة الزوجية، وربما تتمادى أخريات لنعت الزوج بالقاسي والخالي من الأحاسيس والمشاعر، الأمر الذي يزيد من حدة غضبه، ويقوده لكيل المزيد من الألفاظ الجارحة والمهينة، واتخاذ سلوك أكثر قسوة وجفاء، مما يُحدث شرخاً غائراً في العلاقة، ويجعلهن مُحبطات، وأكثر قابلية للنفور وإهمال القيام بمسؤولياتهن الزوجية.. تكمن ردة الفعل المناسبة لهذا السلوك المزعج من الزوج، من خلال عدم خلط مشاعرك تجاه أخطائه بواجباتك الزوجية، فليس من الصواب أن تتوقفي عن أداء مسؤولياتك كزوجة لمجرد شعورك أنك تعرضت لظلم أو أنك مضطهدة منه فمن شأن هذا السلوك أن يُعقِّد علاقتكما، ويزيد الطين بلَّة، على عكس أدائك لواجباتك، فيساهم بدرجة كبيرة في التخفيف من تمادي زوجك في ظلمك، ويُحفِّزه على تقديرك وتلبية مطالبك.

امنحيه اهتمامك

تأكدي أن رغبتك الصادقة في الخروج من شرنقة النكد الزوجي مرهونة باهتمامك بزوجك بصورة حقيقية، شريطة عدم استعجال ردة فعله الإيجابية تجاه ما تقومين به، وأن تكوني صادقة وصبورة في انتظار نتائج اهتمامك، وتذكري أن اهتمامك الصادق به يعني القيام بما يريده ويسعده دون أن يطلب هو ذلك، وتركه يكتشف اهتمامك بنفسه، ولكن حذار من حصاره في سكناته وحركاته، فهذا لا يندرج في إطار الاهتمام الصادق، وبأفضل الأحوال سينظر إليه كتقييد حرية أو عدم ثقة بتصرفاته.

* الأسري

 

2022/07/06

أشياء تقلل من قيمة الرجل في نظر المرأة.. تجنّبها!!
في العلاقات الشرعية بين الرجل والمرأة تحدث الكثير من المواقف، منها ما هو يوطد العلاقة والحب بينهما والبعض الآخر قد يسيء إلى العلاقة العاطفية.

[اشترك]

في بعض الأحيان يقوم الرجل ببعض الأشياء تجعله يسقط من نظر المرأة، لذا لكل الرجال الذين يخشون اهتزاز مظهرهم أمام زوجاتهم أو حبيباتهم، إليك أهم الأشياء التي تقلل من قيمة الرجل في نظر المرأة.

استغلال المرأة

بعض الرجال يجيدون استغلال المرأة بشكل حرفي تحت مسمى الحب. فهم يستغلون أموال المرأة ويبدأون في استنزافها بشتى الطرق سواء كانت بكلمات الحب أو بسرد القصص الكاذبة التي تتعلق بالأزمات المالية، إذا تعرضت المرأة لأي استغلال من قبل الرجل، فهو يسقط فورا من أعينها وستختار البعد بلا عودة، وإن اختارت أن تكمل حياتها مع رجل كهذا، فهي ستكون الخاسر والنادم الوحيد.

امرأة واحدة لا تكفي

تحب المرأة أن تشعر بأنها الوحيدة في حياة الرجل، لهذا السبب يتسبب الرجل الذي يعشق التعدد والتعرف على النساء مع تبني علاقات ليس لها حدود وبدون داع، في التقليل من قيمة نفسه أمامها، تأكد أنها ليست صفة جيدة تستحق أن تفتخر بها على الإطلاق.

الكذب

الكذب من الأشياء التي تكرهها المرأة في الرجل، فهناك رجال يجيدون سرد الأساطير ويكذبون بحرفية تامة ولكن إن تم اكتشافها من قبل المرأة، فاعلم أنك سقطت من نظرها حتى وإن اختارت أن تستمر العلاقة معك.

عدم الاحترام

عدم الاحترام من ضمن الأشياء التي تسيء إلى العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة حتى لو كان هناك كثير من الحب يجمعهما لذا أيها الرجل، لا تحاول أن تقلل من شأن زوجتك أو خطيبتك سواء بالتطاول اللفظي أو الجسدي، أو تقلل من قيمة الأشياء التي تفعلها من أجلك حتى ولو كانت بسيطة، احرص دائما على احترام أهلها لأنك إذا فعلت غير ذلك ستهتز مكانتك لديها وإن لم تفصح بذلك.

عدم الثقة

الثقة من الأشياء الرائعة التي إذا وجدت في علاقة الحب بين الطرفين، سهلت كثير من العوائق وتلافى الطرفين كثير من المشكلات. ولكن إن كان الرجل يشكك في كلام وأفعال المرأة بشكل دائم، فلا ينتظر منها سوى أن يقع من نظرها، لأن الثقة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحب والثقة في النفس، فإن تزعزع أي منهم لن تصبح العلاقة العاطفية في أجمل صورة لها.

*فوستاني

 

2022/07/05

لماذا تترك بعض الزوجات بيوتهن؟!
عبارة (أفكر أن أذهب لبيت أهلي وأترك زوجي) أسمعها كثيرا من الزوجات أثناء الاستشارات، وقد أحصيت الأسباب التي تدفع الزوجة بالتفكير للخروج من بيت زوجها إلي بيت أهلها وهي تسعة أسباب.

[اشترك]

 وقبل الدخول في تفاصيل الأسباب لابد أن نتفق على أن قرار الزوجة بالذهاب لبيت أبيها وترك بيتها لابد أن يكون لسبب كبير ومتكرر، أما لو كان الخطأ الذي ارتكبه الزوج قد ارتكبه لمرة واحدة وبعده اعتذر ووعد بأن لا يعيد هذا الخطأ فإنه في مثل هذه الحالات يكون خروجها لبيت أهلها خطأ.

وأول هذه الأسباب وأكثرها تدخل أم الزوج في حياة ابنها وزوجته، ويكون تدخلها في تفاصيل حياته وبيته وخصوصياته، وقد مرت علي قصص كثيرة تتدخل فيها أم الزوج بسبب غيرتها من زوجة ابنها أو بسبب حبها للتسلط والسيطرة علي ابنها، والزوجة في مثل هذه الحالات تفكر في الذهاب لبيت أبيها في حالة لو كانت شخصية زوجها ضعيفة أو أنه لا يعرف كيف يتعامل مع أمه، والسبب الثاني عدم توفر مسكن يليق بالزوجة، كأن لا يكون للمسكن مدخل مستقل في حالة السكن في بيت أهل الزوج أو يكون المسكن ضيق في غرفة واحدة والأسرة تكبر يوما بعد يوم، والسبب الثالث وهو سبب صحي يحدث لبعض حالات النساء وقت التوحم أو الدورة الشهرية، فإنها تتصرف بطريقة لا تشعر بنفسها وتطلب من زوجها الذهاب لبيت أهلها، وأذكر أن زوجا دخل عليّ وهو رافض أن يستجيب لطلب زوجته فأخبرته بأنها تتوحم بذلك فاستجاب لطلبها وأخذها لبيت أهلها، وبعد الولادة عادت لبيته وكان مستغرب من هذا التصرف لأنه لم يخطأ في حقها.

والسبب الرابع العنف أو الضرب التي تتعرض له المرأة من زوجها فإذا تكرر منه مثل هذا الفعل وأهان كرامتها ففي مثل هذه الحالات لا تصبر المرأة علي زوجها بسبب وحشيته واعتدائه عليها، والسبب الخامس أن تتحمل المرأة مصاريف البيت كاملا بسبب إهمال زوجها أو بخله، وفي بعض الحالات تتحمل مع مصاريف البيت مسؤولية البيت كاملا مما يدعوها للتفكير في الخروج من المنزل والعودة لبيت أهلها، والسبب السادس غياب الرجل عن البيت تماما إما بالسهر الدائم مع أصحابه أو كثرة سفراته وكأنه يريد أن تستمر حياته التي كان يعيشها قبل الزواج، والسبب السابع أن يسيطر الزوج علي راتب زوجته وأموالها وقد مرت علي قضايا كثيرة لا يعطي الزوج فرصة لزوجته لتدير مالها ويأمرها أن تسلم راتبها له مباشرة، والسبب الثامن وهو سبب غريب كأن تعتقد المرأة بأنها صارت ليست جذابة لزوجها ولا مغرية له فتأتيها الخواطر بترك بيت الزوجية، وأخيرا فإن أكبر سبب يدفع المرأة للتفكير بترك بيتها هو السبب التاسع في حالة لو اكتشفت أن لزوجها علاقة أخرى مع النساء خارج إطار الزواج، فهذه هي الحالات التسعة.

ومن يدقق في أكثر هذه الحالات يجد أن أغلبها يدور علي محور واحد وهو عدم شعور المرأة بالأمان بالعيش مع زوجها سواء كان هذا الأمان ماليا أو سكنيا أو اجتماعيا أو نفسيا، ولهذا وصف الله تعالى الزواج بأن يكون (سكن) فقال تعالى (ومن آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فالله تعالى خلق حواء لآدم حتى يسكن إليها، والمرأة عندما يسكن إليها الرجل تشعر بالراحة والسعادة حتى لو كانت تعاني من صعوبة العيش مع هذا الرجل بسبب قلة المادة أو سوء الطباع، فشعورها بأنها سكن ومكان للراحة يجعلها تعيش عيشة الملكات، وإذا لم تشعر بأنها سكن ففي هذه الحالة تفكر بترك بيت الزوجية لأنها تشعر بأنها لا قيمة لها، وختاما نقول قبل أن تقرر الذهاب لبيت أهلها لابد أن تدرس إيجابيات وسلبيات هذه القرار علي نفسها ومستقبل أسرتها.

*د جاسم المطوّع

2022/07/04

الثقة والعناية بالمظهر: أمور ينتظرها الرجل من زوجته
هناك نوعان من التوقعات التي ينتظرها الزوج من زوجته.

[اشترك]

النوع الأول: توقعات خاصة بعلاقته بها.

النوع الثاني: توقعات عامة تتعلق بشخصيتها ودورها كزوجة وأم.

أما بالنسبة لتوقعات النوع الأول، فتشمل ما يلي:

أ) التقدير والاحترام والفهم:

ويزيد هذا التوقع عند الرجل، وبخاصة إذا لم يحظ بالاحترام ممن حوله لأي سببٍ، فيُطالب زوجته أن تقدم له هذا الاحترام أكثر من غيرها.. كما يزيد توقع الاحترام عند الرجل إذا كان فعلاً شخصاً محترماً، ولكنه يفتقد التقدير والتشجيع من زوجته.. فإذا نال الزوج الاحترام من الجميع غلا زوجته فسيحب الجميع إلا زوجته، أما إذا لم يحظ بالاحترام ممن حوله ولكنه يَحظى بِهِ من زوجته، فَسَيُغرِقُ زوجته بكل الحب والحنان والمودة، بل سيكون لرأيها المشجع فيه دفعة قوية لينجح وينال الاحترام من الجميع.

ب) الحنان:

من المعهود أن تختلف كل زوجة عن الأخرى في عطائها الرقيق، وحنانها، إن ذلك يعكس معدنها كامرأة، فالحنان مثل الشجرة: التي تحنو بظلها ليحتمي تحتها الظمآن والمتعَب.. وهي تُظل وتحمى بدون أن تبذل مجهوداً.

والحب في نظر الزوج والزوجة لا يمكن أن يكتمل وينمو وينضج إلا إذا كان رفيقه الحنان، الذي هو عطاءٌ ورغبةٌ في إسعاد الآخر، بروح مِلؤُها الحب والمودة والإخلاص.

ج) الثقة:

يكره الزوج – كما تكره الزوجة – نظرة الشك والريبة، فإذا أحس أحدهما أن الآخر لا يُصدقه ولا يثق فيه، فإنه يشعر بالأسى والحزن والألم.

وبطبيعة الحال، يختلف نوع الثقة الذي يطلبه الزوج من زوجته، فهو يتوقع منها أن تثق في إخلاصه، وفي قيادته لمستقبل أسرته، وتخطيطه لمشروعاته.

هذا، وتستطيع الزوجة أن تصحح من مسار قرارات الزوج – إذا كانت خاطئة – بدون أن تواجهه بالشك في قدراته، وذلك بتقديم الآراء البناءة، واقتراح الحلول، بدون تعالٍ منها، أو تصغير من شأنه، متحلية بالصبر واللطف والمداعبة الحلوة.

أما بالنسبة لتوقعات النوع الآخر، فتشمل ما يلي:

العناية بمظهرها:

إذا أعددتِ لزوجكِ أطيب الأطعمة، وبذلتِ اهتماماً بكل صغيرة وكبيرة في نظام البيت ونظافته، ثم ظللتِ بملابسكِ التي قمت فيها بنظافة البيت وطهو الطعام بدون أن تستبدليها بغيرها، عندئذ لم يُعلِّق إلا على هيئتك الرّثّة، وشكل شعركِ، ورائحة ملابسكِ، وشكل أصابعكِ بعد إعداد الطعام.. فالزوج يحب أن يرى زوجته جميلةً حتى لو لم تكن تضع المساحيق.. فتكفي نظافتها ونظافة ملابسها وأناقتها البسيطة ورائحتها الطيبة.

التطور:

من المعهود أن الرجل أمامه فرصة أكبر للتطور والتعلم، حيث لديه متسع أكبر من الوقت، أما المرأة العاملة فهي مضطرة أن تسير مثل القطار اللاهث بين شريطين، هما: كفاءتها في منزلها كزوجة وأم وربة بيت، وكفاءتها في العمل، وذلك حتى تحمي نفسها من الانتقاد، أو من أنها مقصرةِ في أحد واجباتها.

أما ربة البيت، ففرصة اتصالها بالمجتمع أقل، إذ تُركز كل تفكيرها ومجهودها في عناية ورعاية شؤون بيتها، وبالتدريج تنشأ فجوة في الحديث بينها وبين زوجها، ففي الوقت الذي يتحدث فيه الزوج عن عمله وأخبار العالم، تجد نفسها لا تعرف إلا التحدث عن شؤون البيت والأولاد والجيران.

والزوج يتوقع أن تكون زوجته على مستوى التطور الذي يراه، ليس بدرجة كبيرة بحيث تتفوق عليه، وليس – أيضاً – بدرجة ضعيفة تشعره بسطحيتها فيلجأ إلى الصمت.

*تبيان 
2022/07/03

كلمات لا تقلها لولدك ’المراهق’ عن الانترنت
أصبح الآن عالم الكمبيوتر والإنترنت للمراهق وسيلة شيقة وممتعة لقضاء وقته وشغل فراغه وإثبات ذاته أمام أصدقائه ومصدراً مهماً لتلقى المعلومات.

[اشترك]

ولهذا ستدور مناقشات ومناقشات بين المراهق ووالده حول الإنترنت، والآن نستعرض ما ينبغي على الوالد قوله وفعله عند المناقشة مع المراهق.

الحتميات الثلاث التي ينبغي على الآباء فعلها:

 1- كن على دراية بما يعرفه ابنك المراهق عن شبكة الإنترنت.

 2- علِّم ابنك المراهق أن يكون الناقد والمراقب على نفسه.

 3- كن على دراية بأفضل وأقصر الوسائل التطفلية لرصد نشاطه على شبكة الإنترنت.

ما ينبغي على الوالد قوله وفعله عند المناقشة مع المراهق: ع٢

 تحدث إلى أبنائك المراهقين عن طريقة استخدام شبكة الإنترنت، ولتقل عبارات مثل:

· هل تمانع لو أنني رأيت ما تفعله؟

· ماذا عن رؤيتي لمواقعك؟

لو أنّه شيء ضروري، فاطلب منه أن يعلمك أشياء تتعلق بشبكة الإنترنت، ولتقل نحو:

· تعتبر أبرع فرد في مجال الكمبيوتر في العائلة، فهلا علمتني ما تعرفه عنه.

· أريد أن أكون على دراية أكثر وأتعلم أكثر عن شبكة الإنترنت، فهل تستطيع أن تعلمني؟

· (بطريقة مازحة) لقد حان الوقت لرد الدين، وهآنذا أود أن تعلمني كيفية استخدام شبكة الإنترنت.

 تحدث عن القواعد المتبعة عند الاستخدام المعقول لشبكة الإنترنت وانصح ابنك المراهق بأن يلاحظ الآتي:

· لا تدلِ بأي معلومات شخصية عند دخولك إلى غرف الدردشة، أو إلى لوحات البلاغات أو النشرات أو البيانات، أو إلى غرباء البريد الإلكتروني.

 · لا توافق على إجراء أيّة مقابلة في الحياة الواقعية بدون أخذ إذن مني.

· لا تجب على الرسائل غير المريحة أو رسائل التهديد ولا تتردد في اطلاعي عليها.

· تذكر أنّ الذين تقابلهم على شبكة الإنترنت قد يتظاهرون بأنّهم أشخاص آخرون أو يتفوهون بغير الحقّ.

· هناك أناس بالخارج متبذلون جنسياً، ونصابون مروجون للعنف والعدوان.

· على الرغم من أني والدك وأنني مسؤول عنك، إلا أنّه ينبغي عليك تحمل المسؤولية عن كونك مستخدماً ذكياً للإنترنت، وناقداً، ومراقباً.

 اسأل ابنك المراهق عن خبراته في مجال الإنترنت، ولتقل نحو:

· هل حدث أن صادفت أناساً على شبكة الإنترنت، واتضح بعد ذلك أنهم ليسوا الأشخاص الذين زعموا؟

· هل حدث أن صادفت أناساً أدلوا بأشياء هجومية؟

 · هل حدث أن قابلت أناساً طلبوا منك معلومات شخصية، كالعنوان ورقم التليفون.

 كن على دراية بمستوى تحذلق ابنك المراهق على شبكة الإنترنت، ولتقل عبارات مثل:

· إنّني أحب ذلك، لكونك قادراً على الحصول على العديد من المعلومات المفيدة، وبإمكانك البحث عن أشياء ربما تود أن تشتريها، فما هي نوعية الأشياء التي وجدتها هناك؟

 · أنت مدرك لذلك جيداً، فبإمكان أي شخص أن يدلي بما يود قوله، ويستطيع أن يعرض أشياء للبيع، وأن يتظاهر بأنّه شخص أو شيء آخر، وأعتقد أنّ هذه مشكلة حقيقية، أليس كذلك؟

 كلمات وعبارات ينبغي استخدامها عند المناقشة مع المراهق: وسيلة عظيمة – لا تثق في أي شخص تقابله – كن عاقلاً – بريد إلكتروني – تحذير – آداب شبكة الإنترنت – اتصال – الآراء المؤيدة والمعارضة – آداب الكمبيوتر – بنظرة ناقدة.

ما لا يصح قوله أو فعله: لا تتحدث عن شبكة الإنترنت مادمت أنك لست على دراية بأي شيء يتعلق بها، ولا تقل نحو:

· لا أريد أن تتصفح شبكة الإنترنت، فإنّها مليئة بأشياء لا ينبغي عليك أن تراها.

· إنّ شبكة الإنترنت تتضمن أشياء تؤذي أكثر مما تفيد، كالمواقع الخليعة، ولا تفترض أنك تستطيع أن تتحكم حقيقة في المواقع التي يدخلها ابنك المراهق.

ولا تقل مثل:

· لا يسمح لك بأن تنظر إلى أي مشاهد لا تليق على شبكة الإنترنت.

· لو أنّني أمسكت بك وأنت تنظر إلى مشاهد قذرة، فسألغي الامتيازات الخاصة بحاسبك الآلي.

· غير مسموح لك بالدخول على شبكة الإنترنت في غير وجودي، ولا تتنازل عن مسؤوليتك في رصد الإنترنت.

 ولا تقل نحو:

· إنّني لا أهتم بما تنظر إليه.

· يا لك من طفل سيئ لقد سئمتك.

 ولا ترفض أن تدخل الحاسبات وشبكة الإنترنت لكونك قلقاً من الاستخدام غير المشروع من قبل ابنك المراهق، وطبقاً لما قاله أحد الخبراء فإنّ أقل من 3.5% من شبكة الإنترنت تتضمن أشياء غير لائقة،

ولا تقل نحو:

· لن يسمح لك بأن تقتني كمبيوتر في هذا المنزل.

· يمكن أن يكون لدينا كمبيوتر، ولكن لن نسمح بالدخول على شبكة الإنترنت.

· أنا لا أريدك أن تستخدم شبكة الإنترنت. لا تبالغ في رد فعلك لو أنّ ابنك المراهق ينظر إلى مواقع ممنوعة، وتذكر كيف كنت مراهقاً في يوم من الأيّام، فأحياناً ما تكون المبالغة في رد الفعل أسوأ من الفعل الشرير.

فلا تقل نحو:

· إنّني لا أستطيع أن أثق بك للحظة واحدة.

· كيف تستطيع النظر إلى هذا التبذل.

 كلمات وعبارات ينبغي تجنبها عند مناقشة المراهق: ع٢

· إنّ الكمبيوترات تعد أشياء خطيرة.

· لا أستطيع الثقة بك.

· لن أقتنيه في بيتي.

· سوف أراقب استخدامك شبكة الإنترنت.

· إنّه شيء مقزز.

· إنّهم يؤذون أكثر مما يفيدون.

· تستطيع أن تقوم بفعل ما يسعدك القيام به.

· لا آذن لك أبداً باستخدام شبكة الإنترنت.

· سوف تسئ استخدامه فحسب.

· أنت لست أهلاً للثقة.

*كتاب مراهقة بلا إرهاق: رضا المصري: فاتن عمارة

2022/07/03

حقها كبير.. لماذا تؤكد النصوص الدينية على مكانة الأم أكثر من الأب؟
يكتسب الطفل لغة الكلام من المحيط الذي يعيش فيه، وكذلك يأخذ سلوكه وأسلوب تعامله من خلال ملاحظته وتقليده للقريبين منه، إنه يأتي للحياة صفحة بيضاء فارغة، ثم تبدأ رسوم العادات والتقاليد التي ينشأ في أجوائها، تنعكس وترتسم على صفحة نفسه وسلوكه.

[اشترك]

ولأن الطفل يتأثر بالأقرب إليه، والأكثر التصاقاً به، فإن الأم هي المؤثر الأكبر في سلوكه في السنوات التأسيسية من عمره، تلك السنوات التي تتحكم في بناء شخصيته المستقبلية. فالطفل شديد الملاحظة والتأمل في تصرفات أمه وحركاتها، ومن ثم يندفع لمحاكاتها وتقليدها، وتبقى في أعماق نفسه، وخبايا مشاعره، الكثير من الانطباعات عن مشاهداته ومعايشته لسلوك المحيطين به فترة صغره، وخاصة الأم.

هذه الانطباعات قد تصبح له مصدر توجيه وإلهام فيما يواجهه من مواقف وظروف. وإذا كان بعض العظماء والمفكرين والأدباء، قد تحدثوا عن بعض ما علق بذاكرتهم من فترة طفولتهم، وعن تأثيرات تلك الفترة في تشكيل شخصياتهم، فإنما هم يتحدثون عن ظاهرة عامة، لكل أبناء البشر، وميزة هؤلاء تعبيرهم عن هذه الظاهرة.

انطلاقاً من هذه الحقيقة فإن الأم الواعية، ذات السلوك القويم، والتوجيه التربوي، تصنع شخصيات أبنائها في مستوى رفيع، وبكفاءة عالية.

ان دراسة حياة العظماء في نشأتهم، والتأمل في ظروف تربيتهم العائلية، يكشف في غالب الأحيان عن دور الأمهات في صناعة شخصيات هؤلاء العظماء.

لقد تحدث القرآن الكريم عن نبي الله موسى وظروف ولادته ونشأته، في آيات كثيرة، نقرأ فيها حضورا فاعلا لأمه، دون إشارة أو ذكر لأبيه عمران، مع تأكيد المصادر التاريخية على وجوده عند ولادة موسى ، وأن عمره آنذاك كان سبعين سنة، كما في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير.

أما نبي الله عيسى بن مريم ، فلم يكن له أب، وانفردت أمه برعايته وتربيته، وجاء ذكرهم بالتعظيم والتقديس في القرآن الكريم، بل خصصت سورة باسمها: سورة مريم.

وكتب أحد الباحثين: «تستطيع الأم الفاضلة أن تؤدي مهمة مئة أستاذ من أساتذة المدارس، هذا ما قاله الشاعر الإنجليزي جورج هربرت، وهذا ما أثبته التاريخ، فجورج واشنطن أول رئيس للجمهورية في الولايات المتحدة، كان قد فقد أباه وهو في الحادية عشرة من عمره، وما كان ليشب على ما شب عليه من رصانة الخلق، وقوة الشخصية، لو لم تكن أمه على جانب كبير من الحكمة والاقتدار، وقد تولت تربيته منفردة بعد وفاة أبيه، ويصدق ذلك كثيرا أو قليلا على عدد من أعلام الأدب والعلم والشعر عبر التاريخ. نذكر منهم على سبيل المثال: جوته، وجرين، وشيللر، وبيكون، وارسكني، فلولا تربية أمهاتهم لهم لما احتل هؤلاء مكانتهم بين أعلام المبدعين».

إن كل أم ترغب الخير لولدها، وتتمنى أن يكون متقدما متفوقا، عليها أن تعلم أن ذلك رهن بحسن تربيتها، وإتقان رعايتها واهتمامها بتوجيهه، وتهذيب سلوكه.

لا يمكن إنكار دور الأب، ولا تجاهل تأثيره في تربية الأبناء، والحديث عن دور الأم إنما هو باعتبارها الأكثر التصاقا بالولد، خاصة في الفترة الأولى من عمره، والتي يطلق عليها علماء التربية والنفس، أنها السنوات التأسيسية لتشكيل شخصية الإنسان.

لذلك نجد النصوص الدينية تؤكد على مكانة الأم، وحقها الكبير على الإنسان فأتعابها وتضحياتها تجاه الولد، أثناء الحمل والولادة والحضانة، لا تقاس بأي جهد آخر، حتى جهد الأب.

ورد عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال أمك. قال: ثم من. قال: أباك.

وأوضح أن العلاقة بين الطفل والأم خاصة في السنوات الأولى، هي أوثق وأقوى من علاقته مع الأب، بسبب طبيعة دور الأم، لذلك تكون هي الأكثر تأثيرا عليهـ وقدرة على صناعة شخصيته.

تقاس أهمية أية وظيفة بعدة مقاييس من أبرزها ما يلي:

أهمية الإنجاز الذي تنتجه الوظيفة.

مدى الجهد المبذول في القيام بها، والكفاءة المؤهلة لذلك.

نسبة توفير البدائل والخيارات لأدائها.

فكلما كان الإنجاز أهم، والجهد المبذول أكبر، والتأهيل المطلوب أرفع، والبدائل أقل، كانت الوظيفة أرقى وأعلى.

على أساس هذه المقاييس فإنه يمكن اعتبار الأمومة أرقى وظيفة في المجتمع البشري، فهي ترتبط بإنتاج الإنسان نفسه، وصنع شخصيته، وذلك إنجاز لا يدانيه أي إنجاز.

أما الجهد الذي تتطلبه مهمة الأمومة من حمل وولادة ورضاعة وحضانة، ففيه درجة قصوى من الخطورة والعناء والمشقة، ويعبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى:﴿ … حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا … ﴾ 1 وفي آية أخرى ﴿ … حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ … ﴾ 2.

كما أن مؤهلات دور الأمومة صفات نفسية فطرية لا يمكن توفيرها بأي ثمن، إنها الحب الحقيقي، والحنان الصادق، والتحمل للعناء بكل رضا وسرور.

وعلى صعيد توفير البدائل والخيارات فإن من الواضح وجدانا وتجربة أن لا أحد يملأ مكان الأم، ولا يستطيع تقمص دورها المتميز.

فالأمومة هي الوظيفة الأرقى، والأم التي تحسن أداء هذه الوظيفة، لا يمكن تثمين دورها بأي ثمن، ولا تحديد أجرها باي مقابل، وكل إنسان مطوق بفضلها، ومهما عمل وقدم لأمه فلن يستطيع مكافأتها.

ومن المؤسف جدا ما تعيشه أغلب المجتمعات في هذا العصر، من إعلاء شأن الاهتمامات المادية والشهوانية، على حساب النوازع الإنسانية النبيلة، حيث تروج بعض الأفكار والتصورات التي تقلل من قيمة دور الأمومة وتستخف به، في مقابل الإشادة بالأعمال الوظيفية الأخرى، التي تدفع المرأة للقيام بها، بعض النساء اصبحن يشعرن بالهامشية والتخلف والخجل، إذا كان دورهن متركزا على القيام بمهمة الأمومة، بينما الوظيفة مدعاة للفخر والاعتزاز.

إنه لا مانع من عمل المرأة في أي مجال من مجالات الحياة لكن لا ينبغي أن يكون على حساب دور الأمومة، ولا يصح أبدا أن يستهان بقيمة هذا الدور.

وكما تطالب المنظمات الإنسانية والتربوية، فإنه ينبغي سن القوانين والتشريعات، التي تمكن المرأة العامة من أداء وظيفة الأمومة المقدمة بالشكل المناسب.

إن الضعف والتقصير في أداء مهام الأمومة، ينعكس سلبا على شخصيات ونفسيات الجيل القادم، فلابد من تعبئة وتوعية واسعة، تعيد هذه الوظيفة الى مركز الصدارة في اهتمام امرأة اليوم.

إلى جانب إغداق الحنان والعطف، وتقديم الرعاية اللازمة للطفل، يجب أن تهتم الأم بغرس بذور الاستقامة والصلاح في نفسية وليدها، وأن تسعى لإعداده للرقي في مدارج الكمال، إنها بسلوكها وسيرتها تستطيع أن تكون نموذجا يحرص أبناؤها على الاحتذاء به، ومحاكاته، فاهتمامها بالمعرفة، والتزامها بالخلق القويم، وأداؤها للواجبات الدينية، يوجد في نفوس أبنائها نفس هذه التوجهات، ويدفعهم للأخذ بها.

كما أن محادثة الأم مع الأبناء، وتقديمها النصائح والإرشادات، وشرح حقائق الحياة ومعادلاتها لهم بلغة واضحة رقيقة، يسهم كثيرا في بناء شخصياتهم الواعية الناضجة.

*الشيخ حسن الصفار

الهوامش: ١- القران الكريم: سورة الأحقاف (46)، الآية: 15، الصفحة: 504. ٢- القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 14، الصفحة: 412.
2022/07/02

تعلّم في تواضع وتخيّل في جموح
لعلّ من أبرز الاستنتاجات التي حصلنا عليها بفضل جائحة وباء كورونا أنّنا عرفنا أهمّيّة الصفات والقدرات الإنسانيّة كالتواضع والخيال في العمليّة التعلّميّة التعليميّة.

[اشترك]

نهدف في هذا المقال إلى الإضاءة على أهمّيّة مفهومي التواضع والخيال لدى المعلّم ولدى الطلّاب، لأنّ القيم الاستهلاكيّة التي يسوّق لها النظام العالميّ النيوليبراليّ طغت على العمليّة التعليميّة، وعزّزت روح الكبرياء، وقولبت الخيال البشريّ ليصبح شبيهًا بالذكاء الاصطناعيّ، وتغاضت عن القيم الإنسانيّة المرتبطة بالاحتياجات اليوميّة للطلّاب وللمعلّمين.

 لهذا نجد أنّ بعض العاملين في المجال التربويّ يسعون إلى تطبيق المناهج الجديدة، ويسعون وراء المؤتمرات التربويّة الضخمة دون أن يهتمّوا بتنمية قيمهم الإنسانيّة والتأمّل حولها بصورة كافية. هذه القيم من شأنها أن تؤثّر في علاقتهم مع الطالب وفي تطويره لقيمه. للحفاظ على إنسانيّة الطلبة، يجب علينا بوصفنا تربويّين أن نعلّمهم كيف يكونون متواضعين، وأن نشجّعهم على استخدام خيالهم. فما نلاحظه أنّ كثير من الطلّاب، كغيرهم من الأشخاص، يدعون العلم بالشيء والمعرفة عندما يجدون أنفسهم أمام موقف تعليميّ، فيتظاهرون أنّ لديهم علمًا أهمّ وأفضل. كيف يمكن لنا، نحن المعلّمون، أن نزرع لدى الطلّاب صفة التواضع ومهارة استخدام الخيال؟ 

التواضع والخيال من جهة التعريف

التواضع الحقيقيّ هنا هو روح اللطف والثقة المتوازنة في النفس. والتواضع في المجال التربويّ فيما يخصّ المتعلّم يعني أن يعي المتعلّم أنّه لا يملك كلّ المعرفة، وأنّه يطوّرها من خلال تفاعله مع الآخر مهما كان مستواه الاجتماعيّ أو الأكاديميّ. 

 الخيال في رأيي عمليّة بشريّة بامتياز، وهو مزيج فريد من المعارف، والخبرات، والمشاعر، والأحلام التي يمرّ بها الإنسان، وحين تضاف إليها لحظة الكشف، ينتُج عنها مولود فكريّ جديد. ويتجلّى الخيال عند الطالب في محاولة تجسيد هذا المولود الفكريّ عبر استخدام مهاراته وقدراته، لتكون المحصّلة تجربة تعلّم فريدة من نوعها. 

يبقى السؤال هنا عن الكيفيّة والتوقيت، أي كيف ومتى يتعلّم الطلبة التحلّي بالتواضع وتتطوّر لديه القدرة على الخيال؟ فيما يخصّ التوقيت، الجواب ببساطة هو أنّهم يتعلّمون حين لا يعرفون أنّهم يتعلمون. وهذا ما سأعرضه من خلال لعبتين: لعبة الاسم، وتحدّي بناء أعلى برج.

لعبة الاسم  The name game

غالبًا ما يعاني المدرّس من مشكلة النسيان التي يتذرّع بها الطلبة كلّ حين لأنّهم ربّما يريدون إخفاء نقاط ضعفهم، أو لعدم فهم مفهوم معيّن عندما يتعلّق الأمر بحلّ مسائل رياضيّة مثلًا، أو في مواقف تعليميّة مختلفة، وأعتقد أنّ جميع التربويّين قد سمعوا كلمة "نسيت" تستخدم حجّةً، وتشكّل نمطًا في صفوفهم أو في فرق عملهم خلال مسيرتهم التعليميّة. 

لحلّ هذه المشكلة، وبهدف إيصال رسالة إلى الطلّاب مفادها أنّ عدم المعرفة بالشيء أمر عاديّ ومقبول، وأنّه علينا السعي للتعلّم، اخترعت لعبةً تسمّى لعبة الاسم “The name game”. وفي هذه اللعبة أدّعي أنّني أنسى أسماء الطلبة، فأغيّر أسماءهم وأراقب ردود فعلهم. ولأنّ اسم الانسان هو أوّل رمز يعطى للإنسان عند مولده ويصبح جزءًا أساسيًّا من الأنا، افترضت أنّ ردّة فعل الشخص عندما تنسى اسمه، أو تناديه باسم شخص آخر ستكون مؤشّرًا على مقدار تواضعه، من باب أنّ من يعتبر نفسه الأفضل لا يحبّ أن يربط اسمه بشخص آخر؟ عندما طبّقت اللعبة على الطلبة، لم أتفاجأ كثيرًا بأنّ أغلبيّتهم لم يتقبّلوا فكرة نسيان أسمائهم، وكنت أفعل ما يفعلون، أي أعتذر لهم وأقول: "آسف نسيت"، محاولًا من ناحية أن أعلّمهم ثقافة الاعتذار، وفائدة الاعتراف بالمشكلة وهذا يدلّ على التواضع، ومن ناحية أخرى أنبّههم إلى وقع تصرّفاتهم على الآخرين. 

 ومن قلّة تواضع بعضهم، وعدم تقبّلهم لمناداتهم باسم غير اسمهم، ناداني بعضهم باسم آخر بدافع الانتقام، لكنّني لم أنفعل، بل وشكرتهم كثيرًا لأنّهم "ساعدوني على تذكّر اسمي لأنّي كنت قد نسيته أيضًا". وطلبت إليهم مساعدتي لحلّ مشكلة تذكر أسمائهم. فاقترح بعضهم أن يكتبوا أسماءهم على القميص، واقترح بعضهم الآخر أن نصنع لائحةً تضمّ صورهم وأسماءهم أحملها معي باستمرار، وثمّة آخرون طلبوا منّي ارتداء نظّارة يوجد فيها كاميرا تتعرّف على الوجوه وتعطيني الأسماء، وقال بعضهم: إنّهم سيعرفون عن أنفسهم في كلّ مرّة يرونني فيها، وآخرون نصحوني أن أذهب إلى الطبيب وأعرف السبب لأعالجه. الآن أنا آخذ فيتامينات مقوّيةً للذاكرة، ونختبر مدى فاعليّتها، ويذكّرني الطلبة بمواعيد جرعاتها، وما زالت اللعبة مستمرّةً.

خلال هذه اللعبة البسيطة تعلّم الطلبة عبر طريقتي في التعامل معهم، وكيفيّة تصرّفي في المواقف المختلفة عن أهمّيّة عدم النسيان، وتأثير النسيان على الآخرين، وفضل الاعتراف بنقاط ضعفنا، وثقافة الاعتذار، وضرورة التعلّم من الآخرين، وطلب مساعدتهم، وأخيرًا استخدام مخيّلتهم لابتكار حلول لمساعدة الآخرين.

هذه اللعبة البسيطة لها تطبيقات عديدة، إذ يمكن _مع تعديلها قليلًا_ استخدامها في تعليم الرياضيّات، لمساعدة الطلبة على تذكّر أسماء الأعداد، وكيفيّة كتابتها، وخصائصها، واستخداماتها. يكون ذلك عبر إعطاء الطلبة أسماءً مكوّنةً من أعداد، والطلب إليهم أن يتصرّفوا على أساس أنّ أسماءهم أسماء أعداد: لو سمّيت طالبًا بعدد "280"، فعليه أن يحفظه كأنّه اسمه، ويستعين على ذلك بأن يتخيّل نفسه عددًا زوجيًّا، وأنّ لديه 0 آحاد و8 عشرات و2 مئات، ويعرف أن يكتبه بالصورة الكلاميّة، والصورة الرمزيّة، ويعرف أنّ العدد 279 يأتي قبله، والعدد 281 بعده. هذا يساعدنا على حلّ المسائل الحسابيّة، ويعلم الطلبة التواضع؛ لأنّ بعضهم سيتباهى بأنّه يحمل اسم العدد الأكبر، ولكنّه سيفهم فيما بعد أنّ ما يهمّ فعلًا هو الوحدة المستخدمة للدلالة على العدد.

تحدّي بناء أعلى برج "الجود من الموجود"

في هذا النشاط تحدّيت الطلبة لبناء أعلى برج، وذلك باستخدام أشياء موجودة معهم يعيدون استعمالها لتقليل الضرر على البيئة. أتتني هذه الفكرة بسبب جائحة كورونا، كان الطلبة لا يخرجون لشراء المستلزمات، ولا نستطيع إعطاءهم أدوات من عندنا، ولا يستطيعون مشاركتها مع بعضهم بعضًا. هذا لأنّني وجدت أنّ معظم الأنشطة تستخدم أدوات لا يعاد استخدامها، أو مأكولات كحلوى المارشملو وعيدان المعكرونة تستهلك أو ترمى لاحقًا، ممّا يعطي رسالةً مشوّشةً للطلبة عن حسن استخدام الموارد وعدم الإضرار بالمجتمع والصحّة والبيئة.

استخدم كلّ طالب طاولةً، وحقيبةً مدرسيّةً، وحقيبة الطعام، وكتاب الرياضيّات، ودفتر الرياضيّات، وقلم رصاص، وممحاةً، ومسطرةً، ومطرة مياه، وأخيرًا المكوّن السرّيّ وهو فردة من حذائه. وكان من شروط التحدّي البدء بتحديد المشكلة، وهي بناء أعلى برج ممكن من جميع الأدوات المذكورة أعلاه دون إضافة أو نقصان.

بدأ معظم الطلبة البناء مباشرةً دون اتّباع أيّة خطوة من خطوات التصميم الهندسيّ. عندها اضطررت أن ألفت انتباههم إلى أنّني سأقارن البرج المنفّذ بالتصميم، وأنّ أيّ اختلاف سيقصيهم عن المسابقة. وهذا لأنّني افترضت بسبب خبرتي أنّ الطلبة مندفعون لا يخطّطون قبل التنفيذ.

بعض الطلبة أخذ وقته في التفكير، والتخيّل، والعصف الذهنيّ قبل البدء برسم التصميم، ومن ثمّ تنفيذه، وتقييمه، وتعديل التصميم وبنائه مجدّدًا لو دعت الحاجة، إلى أن يصلوا الغاية المنشودة، وهي بناء أعلى برج ممكن. وقد دلّ هذا على استيعابهم خطوات التصميم الهندسيّ التي كانوا قد طبّقوها سابقًا في مشكلة أخرى.

مجموعة أخرى من الطلبة كانت بحاجة إلى التشجيع، وقالوا: إنّهم لا يعرفوا أن يصمّموا. فنصحتهم أن يرسموا بطريقتهم، لكن يجب أن يضعوا أسماء الأدوات بالترتيب. وهذا يدلّ على أنّهم يحتاجون لصقل بعض المهارات الفنّيّة واليدويّة. 

ثمّة طلبة لم يتجرّؤوا على البدء في التنفيذ، لأنّهم خافوا من الفشل، وقد شجّعتهم وقلت لهم: إنّنا لا نعرف ماذا سيحصل قبل أن نجرّب ونحاول، وإلّا فلن نفعل شيئًا في حياتنا. وهذا قد يدلّ على قلّة الثقة بالنفس وخفوت الرغبة في النجاح.

ومن الطلبة من صمّم ونفّذ مرّةً واحدةً، وانهار البرج الذي بناه، فاستسلم للأمر الواقع ولم يحاول مجدّدًا، حتّى بعد التشجيع، وهذا يدلّ على قلّة الصبر لديهم، وقد ينتج أحيانًا لأنّ الطالب تعوّد على تلقّي المساعدة الفوريّة من الأهل أو من المدرّس عند التعرّض لأيّة مشكلة بسيطة. ثمّة طلبة آخرون لم يستسلموا حتّى وصلوا إلى أفضل تصميم لأعلى برج، وبالرغم من أنّهم فشلوا عدّة مرّات، فهم لم ييأسوا إطلاقًا. وهذا يدلّ على المثابرة والصبر وعدم الاستسلام.

وجدت صعوبةً في إقناع عدد قليل منهم في خلع فردة الحذاء خاصّةً الفتيات لأنّهنّ شعرن بالإحراج، وقد احتجّ بعضهنّ بأنّ الحذاء ليس نظيفًا، فطلبت منهنّ تعقيمه حلًّا للمشكلة وساعدتهنّ على ذلك. وهذا يدلّ على شخصيّة خجولة واهتمام بالنظافة والتزام بإجراءات الوقاية من كورونا. 

خلال هذه التجربة لجأ بعض الطلبة إلى الالتفاف على قوانين التحدّي، وحاول استخدام شريط لاصق أو حاول أن يسند البرج على الحائط. وهذا يدلّ على رغبة بالفوز بأيّة طريقة، حتّى لو كان ذلك على حساب الشروط.

بعد أن تمّت مراجعة الأعمال، بدأنا قياس الأبراج الملائمة للشروط، ثمّ جاء إعلان النتيجة لأعلى ثلاثة أبراج، فاحتفلنا وتشاركنا التهاني، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعيّ بالتأكيد.

بعدها أجرى الطلبة تأمّلًا قصيرًا، وأعطوني التغذية الراجعة عن التحدّي. فقالوا: "إنّهم أدركوا أهمّيّة اتّباع الخطوات اللازمة لحلّ أيّة مشكلة، وعدم التسرّع والقفز مباشرةً إلى التنفيذ"، وأضافوا: "إنّ التحدّي لم يكن عادلًا لأنّ بعض الطلبة لديهم أدوات حجمها أكبر، أو أطول وشكلها مناسب للمهمّة، ولهذا كانت أبراجهم أعلى"، وعلّق آخرون ذاكرين أنّهم يحتاجون إلى وقت أطول للتفكير وللتصميم. والبعض قال: "إنّه كان من الأفضل إضافة الكرسيّ إلى الأدوات"، فاعترض آخرون بأنّه قد يقع عليهم ويؤذيهم، كما اقترح البعض أنّه كان من الأفضل السماح باستخدام شريط لاصق أو أيّ نوع من اللاصق لتثبيت الأجزاء بعضها ببعض.

خلال هذا النشاط استخدم الطلبة خيالهم، واستمرّوا في المحاولة بكلّ تواضع، واستخدموا مهارات: التفكير، التصميم، التخطيط، التحليل، إدارة الذات، إدارة الوقت. وقد مكّنني النشاط من معرفة جوانب كثيرة من شخصيّة الطلبة، وذلك خلال مراقبتي لهم، وأخذ ملاحظات ستساعدني فيما بعد على دعمهم وتطوير قدراتهم الشخصيّة والأكاديميّة.

خلاصة

هذه الملاحظات والتأمّلات جعلتني ألاحظ أنّني حين تواضعت تعلّمت من الطلبة، وعلّمتهم بطريقة أفضل. والتواضع جعلني أستخدم الخيال من غير الشعور بالإحراج، وبهذا حاولت أن أكون مثالًا وقدوةً للطلبة، ممّا قادني إلى تحديد إحدى المشكلات الأساسيّة في العمل التربويّ، والتي غالبًا ما نبحث عن حلول لها في المكان الخاطئ.  

المشكلة الحقيقيّة تنبع من قلّة التواضع وفقر الخيال عندنا كتربويّين، إذ إنّ معظم جهدنا ووقتنا في العمل التربويّ يذهب هدرًا لكي نثبت للآخرين أنّنا نفهم ونعرف ونتقن الأمور أفضل منهم، وأنّ وجهة نظرنا هي الأصحّ والأدقّ والأشمل والأفضل، ونصر على تطبيق ما نعرفه من استراتيجيّات بصورة حرفيّة، وأحيانًا شخصيّةً، بمعزل عن استخدام خيالنا لجعلها ممتعةً مثيرةً مناسبةً لاحتياجات طلبتنا. ويتجلّى هذا بوضوح عندما نطلب من طلبتنا العمل في مجموعات لإيجاد حلّ للمشكلات، ونراهم يضيّعون الوقت والجهد والمصادر، فقط لأنّنا لم نكن لهم مثالًا للتواضع، ونراهم أحيانًا مفتقرين للابتكار، لأنّهم لم يستخدموا خيالهم، وهذا بسبب عدم توفيرنا الفرص الملائمة المحفّزة للخيال. كما يقول المثل "فاقد الشيء لا يعطيه".

* جاد عبد الساتر

2022/07/02

متى يجب أن يمتلك طفلك هاتفا ذكياً؟
تعتبر الهواتف المحمولة محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال، بمن في ذلك المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

[اشترك]

هل يمكن اليوم منع طفلك من استخدام الهاتف الذكي؟ لقد أصبح التفكير في هذا القرار أمرا بالغ الصعوبة لدى الكثيرين، فالهواتف المحمولة هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها الآباء للفوز بدقائق من الصمت والهدوء من قبل أطفالهم، وربما علينا منح الأم التي تمنع طفلها من الشاشات لأطول فترة ممكنة جائزة الأم المثالية، وسط ضغوط مجتمعية تفرض الشاشات سواء كانت هاتفا ذكيا أو جهازا لوحيا (التابلت) أو تلفزيونا على الجميع.

في المقابل، علينا أن نسأل أنفسنا متى يصبح الهاتف الذكي ضرورة للطفل؟ وكيف ننظم ونراقب استخدامه؟

بحلول الوقت الذي يبلغ فيه ابنكِ أو ابنتكِ 10 أو 12 عاما قد يطلبان امتلاك هاتف محمول للتواصل مع الأصدقاء، وربما ستدركين حينها أنك في حاجة إلى وسيلة مباشرة للتواصل مع أبنائك في أي وقت، لكن تراودك بعض المخاوف، مثل:

التكلفة:  هل يجب أن إنفاق المال (ما يزيد على 200 دولار أحيانا) على شيء يمكن أن يخسره الطفل أو ينكسر بسهولة؟

فواتير شهرية : يستهلك الأطفال باقات الإنترنت الشهرية من دون إدراك، إذ تتطلب ألعاب الأطفال شبكة إنترنت ذات سرعة فائقة، وبالطبع لا تفي الباقات التقليدية باحتياجات تلك الألعاب وفيديوهات تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام.
وليس هذا فحسب، قد يستخدم الأطفال بطاقات الائتمان المسجلة على الهاتف في شراء ألعابهم الإلكترونية وتجديد اشتراكاتها، وقد قرأنا جميعا قصصا عن أطفال ينفقون بسذاجة مبالغ ضخمة من بطاقات ائتمان آبائهم على الألعاب والتطبيقات الأخرى.

التعرض للخطر:  قد يتعرض طفلك للاستغلال الجنسي أو مشاهد العنف من أكثر من طريق، ربما عليكِ مراقبته بصفة مستمرة للسيطرة على هذا الخطر المحتمل.

التعرض للتنمر : كلما زاد وجود الجهاز المحمول زاد خطر التنمر الإلكتروني، ومن الممكن أيضا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن يدرك الأطفال بشكل مؤلم ما ينقصهم.

التعلق: أحد أكثر الأمور التي تثير غضب الآباء والأمهات هو تعلق الأبناء الشديد بالحياة الافتراضية، الأمر الذي يتطلب خطة علاج نفسية مرهقة.

وبالنظر إلى المخاطر، هل يجب أن يمتلك الأطفال هواتف محمولة؟ وكيف تقرر الوقت المناسب للقيام بذلك؟

يقول جيري بوبريك اختصاصي علم النفس السريري وخبير القلق في "معهد تشايلد مايند" (Child Mind Institute) إن هذا السؤال غالبا ما يسأله الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما.

ويضيف الدكتور بوبريك "أخبر الآباء أن الأمر لا يتعلق بعمر معين بقدر ما يتعلق بالوعي الاجتماعي للطفل وفهمه ما تعنيه التكنولوجيا، يمكن أن يكون لديك طفل يبلغ من العمر 15 عاما غير ناضج حقا، لكنك تمنحه الهاتف لأنه يبلغ من العمر 15 عاما، في حين أن الطفل البالغ من العمر 12 عاما الناضج اجتماعيا يمكنه التعامل مع الأمر بشكل أفضل".

ويوصي الدكتور بوبريك بالأمور التالية لمعرفة هل يمكن لطفلك أن يمتلك الهاتف المحمول الآن:
  • عليك أن تسألي نفسك: كم مرة يفقد طفلك الأشياء، خاصة الأشياء باهظة الثمن؟
  • إلى أي مدى يتعامل طفلك مع المال بشكل جيد؟ هل ستكون في منتصف لعبة وتشتري المزيد من الحيوات "Lives" باندفاع دون التفكير في تكلفتها؟
  • ضعي في اعتبارك أيضا مدى سهولة التقاط طفلك الإشارات الاجتماعية، هل يفهم الرسائل النصية وضوابط النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ هي يستجيب لرسائل الغرباء؟ هل يبادر بالتواصل مع الغرباء؟ هل تغير مزاجه رسالة مزعجة من شخص على منصات التواصل الاجتماعي؟
  • ما مدى ذكاء طفلك في ما يتعلق بالتكنولوجيا؟ هل يدرك حقا أن موظفي القبول في الجامعة وأرباب العمل والزملاء في المستقبل يمكن أن يروا ولو بعد سنوات أي شيء تنشره الآن؟
  • ما مدى تفهم أداء طفلك مع تحديد وقت الشاشة؟ إذا كان طفلك متعلقا بالحاسوب فمن المحتمل أن يواجه صعوبة في ترك الهاتف أيضا.
الهواتف المحمولة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

تساهم الهواتف الخلوية في تشتت الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل خاص.

يقول ديفيد أندرسون عالم النفس السريري المتخصص في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاضطرابات السلوكية في معهد تشايلد مايند إن "الهواتف مصممة لتكون دائمة التحديث قدر الإمكان، فقد تتلقى بريدا إلكترونيا أو إشعارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تتحقق من موجز الأخبار ونتائج المباريات الرياضية"، جميعها محفزات للتعلق الشديد بالهاتف المحمول، فيما لا يجد الأطفال نفس الحافز للارتباط بأنشطة مثل الواجبات المنزلية أو محادثة مائدة العشاء، بحسب أندرسون.

وتعتبر الهواتف المحمولة أيضا محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال، بمن في ذلك المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين يميلون إلى التصرف باندفاع، إن اندفاعهم يجعلهم أكثر عرضة لنشر أو إرسال شيء قد يندمون عليه لاحقا، وفي عالم يتم فيه تسجيل كل شيء تقوم بإنشائه في الفضاء الإلكتروني يكونون عرضة لارتكاب أخطاء طويلة الأمد.

الهاتف غير الذكي

إذا كنتِ لا تشعرين أن طفلكِ مستعد تماما لامتلاك هاتف ذكي فإن أحد الخيارات المتاحة لديك هو تزويده بهاتف يسمح بالاتصال والرسائل النصية فقط، ولكن ليس بأي شيء آخر مرتبط بعالم الإنترنت.

ومع ذلك، أصبحت الهواتف الذكية أمرا لا مفر منه، علينا فقط إعداد أطفالنا جيدا للتحكم في سلوكياتهم عبر الفضاء الإلكتروني المتاح من خلال تلك الأجهزة.

*أمل محمد

2022/07/02

لماذا يتدهور اقتصاد الأسرة؟.. 10 خطوات لضبط الميزانية
إنّ تنظيم ميزانية الأسرة المورد (المالي والنفقة والتوفير) أمر ضروري لتنظيم وضعها بشكله العام، بل يوثِّر هذا التنظيم سلباً وإيجاباً على وضع الاقتصاد العام للدولة والمجتمع.

[اشترك]

إنّ اقتصاد الأسرة في عالمنا الإسلامي هو اقتصادي عفوي بصورة عامّة لا يخضع للدراسة والتخطيط، ويرتبط بميول أفراد الأسرة واتّجاهاتهم الخاصّة.

إنّ الإسراف والتبذير أو التقتير، أو العفوية والارتجال في الصّرف، أو الاتكالية وعدم البحث عن مصادر كافية للرِّزق ولسدِّ احتياج الأسرة، كلّ هذه الأسباب تعود إلى اقتصاد الأسرة بالسلبية والتدهور والفقر والحاجة، وبالتالي تتأثّر مقوّمات الحياة الأسرية جميعها.

وبسبب تدهور اقتصاد الأسرة، تنشأ المشاكل والخلافات الأسرية بين الزوج والزوجة أو الأب والأبناء، بسبب الحاجة والبطالة وضيق النّفقة، ومنها تشرّد الأبناء، وربّما سقوط البعض منهم في الانحراف الأخلاقي والسلوكي، كالتسوّل والسّرقة والاحتيال وممارسة الفاحشة.. إلخ، ومن ثمّ الجريمة والسجون والعذاب، ومنها التخلّف الدراسي والتعليمي والصحي للأبناء.

 هناك عدة نصائح بإمكانها مساعدة ربة المنزل على التدبير المنزلي وتجعلها أكثر حرصاً في التصرف بميزانية البيت وهي كالتالي:

1- عليكِ التقليل من تناول الطعام خارج البيت أو شراء الوجبات الجاهزة، كما عليكِ الحرص بشدة عند شراء الأطعمة المجمدة لأنها غير صحية ومكلفة فقومي بتعلم طرق إعدادها بدلاً من شرائها من خارج البيت واستفيدي بفارق السعر.

2- عندما تقومي بشراء أجهزة لبيتك قومي بشرائها غير مستعملة، لأن شراء أي جهاز مستعمل سوف يكلفكِ أضعاف ثمنه بسبب تلفه المستمر واضطراركِ لتصليحه كل مرة وصرف المزيد من المال.

3- عليكِ سيدتي القيام بتحديد عدد المرات الأسبوعية التي سوف تتناولين فيها أنتِ وأسرتكِ اللحوم، وشراء ما يلزم فقط للطعام وقومي بإعداد قائمة تضم أهم ما تحتاجين إليه من بهارات وخضار وإن أمكن شراء كل تلك الأنواع مرة واحدة لأن تكرار النزول إلى السوق يستنفذ أموال أكثر.

4- عليكِ سيدتي مقابلة أصدقائكِ بمنزلكِ أو بمنزل إحداهن وعدم الذهاب إلى المطاعم، لأن ذلك سيوفر لك الكثير من المال، واستبدلي ذلك بتقديم شاي وكيك بمنزلكِ أو عصير طازج أو حتى إعداد طعام موجود أصلاً في البيت.

5- تجنبي عزيزتي صرف الأموال في شراء لعب أطفال واستبدلي ذلك بشراء أشياء لتسليتهم ولكن غير مكلفة مثل شراء كتاب للتلوين أو كتاب لقراءة لغز أو قومي بتعلم مهارة صنع لعب الأطفال من المواد الموجودة لديكِ بالمنزل بالفعل، لأن الأطفال لا يهتمون بالمادة التي صنعت منها ألعابهم ويهتمون كثيراً بمدى تسليتهم بها.

6- إذا كنت امرأة عاملة عليكِ إعداد ما يلزمكِ في البيت من طعام وأخذه معكِ إلى العمل بدلاً من اضطراركِ لشراء طعام جاهز مكلف ولا يوفر لكِ قيمة غذائية.

7- عليكِ تأجيل أي شراء للكماليات والأشياء غير المهمة طوال الشهر لأن ذلك سوف يعرضكِ إلى الخلل بميزانية البيت.

8- عليكِ سيدتي الجلوس مع أبنائك ومناقشة الميزانية معهم وإعطائهم كافة المعلومات عن الخطط الأسرية المستقبلية والحالية حتى يقدّروا معنى الاعتدال في صرف الأموال، وأيضاً حتى يشتركون معكم أنت والأب في تحمل المسؤولية.

9- قومي باستبدال السلع غالية الثمن بأخرى منخفضة السعر، فمثلاً قومي باستبدال شرائك للمياه المعدنية بشراء فلتر لتنقية المياه عالي الجودة، سوف يكون ذلك صحي أكثر وأيضاً سوف يوفر لكِ الكثير من الأموال.

10- قومي باستبدال شرائك غير المبرر لعدة أنواع من المناديل الورقية بشراء عروض المناديل، فبدلاً من أن تقومي بشراء مناديل خاصة للحمام وأخرى للجيب وللمطبخ قومي باستبدالها بشراء عبوة كبيرة من المناديل واستخدميها لأن ذلك سوف يوفر لك الكثير، وأكثر ما يتم الإنفاق فيه خلال الشهر هو المنظفات الخاصة بالبيت مثل معطر الجو، الملمع، منظف الزجاج، كل هذه المنتجات تعمل على استنزاف ميزانية البيت لذلك ابحثي عن منظف واحد يعمل على تنظيف كل هذه الأشياء، وقد أثبتت الأبحاث المعملية أن الكلور له قدرة كبيرة على التعقيم والتلميع والتنظيف وحالياً بالأسواق يوجد أنواع كلور لها روائح مختلفة يمكنك شراء زجاجة للحمام وتلميع أرضيات البيت وأخرى للمطبخ.

*مواقع إلكترونية

2022/07/02

برمجة خاطئة: هل تتحمل الأمهات مسؤولية فشل الأبناء؟!
على الرغم من خطورة البرمجة لتأثيرها الكبير على حياة الأبناء إلا أنها وفي الوقت ذاته تعد مفتاحاً من أهم مفاتيح التربية الناجحة والإعداد السلوكي السليم للأبناء فيما لو أحسن الأهل، وبصورة خاصة الأمهات، لأن الأبناء في الأعم الأغلب سيعتمدون عليها في ممارسة حياتهم واتخاذ قراراتهم وبناء مستقبلهم ما شاء الله من السنين فإن كانت برمجة سليمة كانت حياتهم وقراراتهم وسلوكهم كذلك وإن كانت سقيمة كانت أيضا كل من حياتهم وسلوكهم وقراراتهم كذلك.

[اشترك]

 ولذا نجد البعض يفشل في حياته ولايعلم الأسباب ويجهلها حتى يدرك الحياة ويفهم الواقع ويشخص أخطاءه ليجد المفاجأة أن أهله هم الذين أوصلوه الى هذه النتائج المزرية والطامة الكبرى إن كانت الأم تحديداً، وغالبا ما يكون ذلك بعد أن اختار التخصص العلمي وشغل الوظيفة ربما بل وقد يكون فات الأوان كما لو اختار الزوجة أو اختارت الزوج وأصبحوا آباء أو أمهات بناءً على البرمجة الخاطئة.

ولو تغلغلنا الى أذهان الكثير ممن فشل في حياته سنجده يشير بأصبع الاتهام الى أهله وربما الى والدته في كل ما يجنيه اليوم من متاعب وما يحصده من مصاعب، ولكن مع ذلك لا بد له أن يسامح الجميع كما ويسامح نفسه ولا يحملها نتيجة عمل زرعه غيره فيه ويطوي صفحته الماضية تماماً أن أمكن وينطلق في بداية جديدة لحياته.

 وقد يقول من وجد نفسه فيما أسلفناه من كلام: كيف لي أن أبدأ من جديد وقد فاتني الكثير وربما أهم القرارات في الحياة كالتحصيل والتخصص العلمي أو كاختيار شريك الحياة أو ما الى ذلك؟ نجيب نعم، نوافقك الرأي أن الموقف لا يخلو من غصة وألم كما هو مفعم بالصعوبة غالبا إلا إن خسرانك لجزء مهم من حياتك لا يسوغ لك خسرانها جميعاً، وحاول النجاح في القابل من عمرك فإن الانسان لا يعدم الفرص في النجاح إلا حينما يعدم الحياة فتحلَ بالأمل، وانفض عنك غبار الشجن، وبرمج نفسك بنفسك برمجة صحيحة خالية من السلبية والتردد والجبن، وكن شجاعا في اتخاذ ما يمكنك من قرارات ولو قصيرة المدى وقليلة الأثر فإن بتراكم هذه الصغائر من الخطوات الصحيحة يكمن النجاح الباهر ويتحقق المستقبل الزاهر.

لكل ما تقدم، عزيزتي الأم: احذري أن تبرمجي أولادكِ برمجة خاطئة واحرصي على أن لا يقوم بذلك أحد أبداً مهما كان عزيزاً عليك.

*مواقع إلكترونية

2022/07/02

في بيتنا ’مراهق’ هذه أهدافه!
المطالب التي يحاول المراهق تحقيقها.

[اشترك]

 · أن تكون له علاقات جديدة أكثر نضجاً مع أقرانه وأن يقوم بدور اجتماعي يتفق وجنسه.

· أن يتقبل الفرد تكوينه الجسمي وأن يتمكن من استخدامه بكفاية وأن يختار إحدى المهن ويتدرب عليها.

· أن يقوم بعمل يتحمل فيه مسؤوليته الاجتماعية وأن يستعد للزواج والحياة العائلية.

· أن ينمي مهاراته العقلية، وأن يكتسب مجموعة من القيم الأخلاقية تكون له دليلاً في سلوكه.

 لا تساوِ بين الطفل والمراهق والشاب:

الطفل مثلاً يسعد برؤية السيارة وملامستها وركوبها، والمراهق يتمنى اقتناءها ويسعى إلى قيادتها، والشاب يحب أن يتعرف على أسرارها ويملك المهارات المناسبة لإصلاحها، ومرحلة الرجولة تجعل الإنسان يتمنى صناعتها وتطوير إمكانياتها.

في مرحلة المراهقة، يمكن أن يتغلب الشاب على تحديات النمو بالانهماك في السلوكيات المحبطة ذاتياً التي يمكن أن تؤذي احترام الذات، ومطلوب من الوالدين أن يكونا واعيين إلى هذه السلوكيات المحبطة ذاتياً، وأن يقاوما أياً منها إذا كان ينبغي أن يحدثوها.

إنّ هذا الانتقال من الاعتمادية كطفل إلى الاستقلال كشاب بالغ لا يحدث بين عشية أو ضحاها، فهي رحلة طويلة، ومليئة بالتحدي خلال التغيرات العديدة، خلال سعادة الحياة وشقائها.

 تهيئة المراهق:

 ولتحقيق واجبات النمو التي حددها العلماء، وحاجات المراهق في هذه المرحلة، على الأهل تهيئة ابنهم المراهق لدخول هذه المرحلة، وتجاوزها دون مشاكل، ويمكن أن يتم ذلك بخطوات كثيرة، منها:

 1- إعلام المراهق أنّه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، تعني أنّه كبر وأصبح مسؤولاً عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف؛ لأنّ الإنسان يصبح محاسباً من قبل الله – تعالى – لأنّه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله قادراً على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته.

وأنّه مثلما زادت مسؤولياته فقد زادت حقوقه، وأصبح عضواً كاملاً في الأسرة يشارك في القرارات، ويؤخذ رأيه، وتوكل له مهام يؤديها للثقة فيه وفي قدراته.

 2- أنّ هناك تغيرات جسدية، وعاطفية، وعقلية، واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بنائه، وأنّ ذلك نتيجة لثورة تحدث داخله استعداداً أو إعداداً لهذا التغير في مهمته الحياتية، فهو لم يعد طفلاً يلعب ويلهو، بل أصبح له دور في الحياة، لذا فإنّ إحساسه العاطفي نحو الجنس الآخر أو شعوره بالرغبة يجب أن يوظف لأداء هذا الدور، فالمشاعر العاطفية والجنسية ليست شيئاً وضيعاً أو مستقذراً، لأنّ له دوراً مهماً في إعمار الأرض وتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان.

 ولذا فهي مشاعر سامية إذا أحسن توظيفها في هذا الاتجاه، لذا يجب أن يعظم الإنسان منها ويوجهها الاتجاه الصحيح لسمو الغاية التي وضعها الله في الإنسان من أجلها، لذا فنحن عندما نقول: إنّ هذه العواطف والمشاعر لها طريقها الشرعي من خلال الزواج، فنحن نحدد الجهة الصحيحة لتفريغها وتوجيهها.

 3- أن يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة والاغتسال، ويكون ذلك مدخلاً لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول هذه المسألة، حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية يمكن أن تضره أو ترشده إلى خطأ أو حرام.

 4- التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد، وامتصاص غضبه، لأنّ هذه المرحلة هي مرحلة الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق شخصاً سهل الاستثارة والغضب، ولذلك على الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس ابنهم، وقد يكون من المفيد القول مثلاً: "أنا أعرف أنّ إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج، لكن على ما يبدو أنّ هناك أمراً آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغب بالحديث عنه؟" لأنّ ذلك يشجع المراهق على الحديث عما يدور في نفسه.

 5- إشاعة روح الشورى في الأسرة، لأنّ تطبيقها يجعل المراهق يدرك أنّ هناك رأياً ورأياً آخر معتبراً لابد أن يحترم، ويعلمه ذلك أيضاً كيفية عرض رأيه بصورة عقلانية منطقية، ويجعله يدرك أنّ هناك أموراً استراتيجية لا يمكن المساس بها، منها على سبيل المثال: الدِّين، والتماسك الأسري، والأخلاق والقيم.

*من كتاب مراهقة بلا إرهاق: رضا المصري – فاتن عمارة

2022/06/30

وآتيناه الحكم صبياً.. كيف يتسنّم الصبي منصب الإمامة والزعامة؟!
إنَّ الإمامة منصبٌ إلهيّ كما تقولون وهو في الرتبةِ منصبٌ يتلو منصبَ النبوَّة -إنْ لم يكنْ يوازيه في الخطورة-، وذلك يقتضي أن لا تُناط مسؤوليةُ هذا الموقعِ الجليل إلَّا برجلٍ قد خَبِر الحياة، وصقلتْه السنون، وعكفَ ردحاً من الزمن يغترفُ من معارفِ الإسلام، التي يقصرُ العمرُ وإنْ امتدَّ عن الإحاطةِ بتفاصيلها ودقائق مبانيها ومقاصدها، فكيف يتسنَّى لصبيٍّ صغيرٍ أن يتعرَّف على هذا الكمّ الهائل من المعارف الدينية، والتي تشملُ الفقهَ، والكلامَ، والعقيدةَ، والتفسيرَ، والحديثَ، وغيرَها من المعارف، وكيف يُتاح لصبيٍّ صغير أنْ يكون واجداً للملكات العقلية والنفسية التي تقتضيها الزعامة والإمامة لأهليَّة الزَّعامةِ؟

[اشترك]

قد يُثارُ هذا الإشكال، وحينئذٍ قد يُقال واستنتاجاً لهذا الإشكال بأنَّه ليس من الصحيح أنَّ ثمَّة أئمةً قد فَرضَ اللهُ طاعَتهم وزعامتَهم وولايتهم على الأمة وهم صغارُ السن.

وهذا الإشكالُ كما تُلاحظون لا يعدو الاستبعادَ فهو إشكالٌ ثبوتي لا نحتاجُ في مقامِ الإجابةِ عنه إلى عناءٍ يُذكر، بعد أنْ كان لظاهرةِ الإمامةِ المبكِّرة جذورٌ في تاريخِ الرسالات، فقد أكَّد القرآنُ الكريمُ أنّ يحيى بنَ زكريا (ع) تحَّمل أعباءَ النبوَّةِ وهو في عمرِ الصبي، قال تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾(1)، ويقولُ الله تعالى في شأنِ عيسى بنِ مريم (ع)، والحوارِ الذي وقعَ بين بني إسرائيل وبين السيدة مريم، حين جاءت برضيعِها تحملُه، فأشارت إليه أنْ كلِّموه ولا تسألوا مِن أين جئتِ بهذا الصبيِّ، فقالوا: ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا / قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا / وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا / وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا / وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾(2).

وفي كلا الموردين نوَّه القرآنُ على أنَّ من منَحهُ اللهُ تعالى مقامَ النبوَّةَ والحكمَ في عمر الصبى قد منحَه قبل ذلك أو في عرضِه العلمَ بالكتاب. كما هو مفادُ قوله تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾(3) وهو مفاد قوله تعالى على لسان عيسى: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾(4).

إذنْ فظاهرةُ الإمامة المبكِّرة لها جذورٌ في تاريخ الرسالات، ولعلَّ أحدَ مناشىءِ تأهيلِ مَن هُم في عمر الصبى لمقامي النبوة أو الإمامة هو التأكيدُ على أن مثل هذه المقامات لا يصلُها أحدٌ بجُهدِه وإنَّما هي مَلَكة تُمنحُ من عند الله تعالى ابتداءً، فقد يصلُ المرءُ إلى أرذلِ العمر، ويشتغلُ بطلب العلمِ طيلةَ عمره، ويخبُرُ الحياةَ فلا يتأهلُ لهذه المَلَكة، ثم يتأهلُ لها مثلُ عيسى المسيح وهو في المهد فيفوقُ في أهليَّتِه أكثرَ الأنبياء ليكون في مصافِّ أولي العزم منهم رغم انَّ عمره المساوقَ لعمرِ نبوَّتِه لم يمتد لأكثرَ من ثلاثةِ عقود بعدها توفَّاه اللهُ إليه ورفعه إلى سمائِه.

ستُّ نقاط للتنبيه على حقّانية الإمامة المبكرة:

وحتى يتبلورَ الأمرُ ويُصبحَ أكثرَ وضوحاً -فيما يتصل بظاهرةِ الإمامة المبكِّرة عند أهلِ البيت (ع)- نُنبِّه على مقدماتٍ ستَ أشار إليها الشهيدُ الصدر الأول -قدس الله نفسه الزكية-، وحين تتضحُ هذه المقدمات يتبيَّنُ أنَّ ظاهرةَ الإمامةِ لم تكن جزافية، بل كانت ظاهرةً واقعية اقتضتها العنايةُ والحكمة الإلهيَّة، فكان لها الأثرُ البليغُ في ترسيخ العقيدة ِالامامية.

المقدمة الأولى: هي إنَّ إمامةَ أهلِ البيت (ع) لم تكن -كما هو بيِّن- مركزاً من مراكز السلطة، فلم تكن وزارةً في سلطة أو دائرةً تابعةً لدوائرِ الخلافة، وإنَّما كانت حالةً مستقلةً بل ومباينةً للسلطة. فلو كانت الإمامةُ مركزاً، أو دائرةً من دوائرِ السلطة بحيث كانت تذودُ عنها وترعاها، وتُروِّجُ لها، لكان الأمر ربَّما يُصحِّحُ التشكيك إلا أنَّها لم تكن كذلك، فلم يكن يحميها من أحد، ولم يروِّجْ لها من أحد. بل كانت تعتمد -الإمامة- على التغلغل الرُّوحي في نفوس الأمة، وتستندُ إلى التفوُّق العلمي والفكري الكاشفِ بذاته عن الكفاءة، فحين يدّعي أحدٌ من أهل البيت (ع) أنّه إمامٌ مفترَضُ الطاعة فهو إنَّما يعتمدُ في إثباتِ ذلك على تفوِّقه العلمي، وعلى تفوِّقه الفكري، فيستند القبولُ لدعواه على ذلك وعلى تميِّزه الروحي، حيث يجده الناس مثالاً منقطعَ النظير في الورعِ التقوى، والنُسُكِ، والأخلاقِ الفاضلة، وكانت تظهر على يديه الفضائلُ، والكرامات، التي لا يتفق صدورها إلا لأصفياء الله ونجبائه، فكان ذلك كلُّه مجتمعاً هو ما ينشأ عنه الإذعان لإمامته عند من يُؤمن به. فلم يكن مذهبُ أهل البيت (ع) يعتمدُ على ترويجِ السلطان وإعلامه، بل كان السلطان وأعوانُه وجهازُه الإعلامي يسعون جاهدين على التعميةِ والتشويشِ والإخفاءِ لفضائلِ أهلِ البيتِ، وكراماتهم، وما يعبِّر عن تفوقِهم العلميّ، هذه هي المقدمة الأولى، وهي حقيقةٌ لا يسع من أحدٍ أن يتنكر لها.

أما المقدمة الثانية: فهي نوعيَّةُ القواعدِ الواسعةِ المنتميةِ لأهلِ البيت (ع)، والممتدةِ في عمقِ الحواضرِ الإسلامية، فهي في خراسانَ والأهوازِ والريِّ وفارس وقم، وفي العراقين، وفي حلب وفي الحجاز، وفي اليمنِ وغيرِها من حواضر الإسلام، وهذه القواعد لم تكنْ من الهمجِ الرعاع، بل كان فيهم الكثيرُ من ذوي الوجاهاتِ والمواقعِ الاجتماعية، وكان فيهم العلماءُ والفقهاءُ، وفيهم المتكلِّمون والمفسِّرون، وكان فيهم القرَّاء وحملةُ الحديث والمؤرخون والأدباء والشعراء، وفيهم من تتلمذ على أيديهم الكثيرُ من علماء العامة والخاصة في مختلف حقول المعرفة المتداولة في تلك العصور. فلم يكن شيعةُ أهلِ البيت (ع) جماعةً من السُوقة والهمجِ الرعاع بل لا زال التراثُ الإسلامي يحتفظُ بالكثير من مآثر هؤلاء المنتمين لأهلِ البيت (ع) ويحتفظُ بالكثير من نظرياتهم في الطبِّ والكيمياءِ وعلمِ الهيئةِ والجَبْرِ والحسابِ وعلمِ المنطقِ والكلام والعَروضِ والنحو، وكان فحولُ شعراءِ العصر الأموي والعباسي منهم، والكثيرُ من الأسماءِ اللامعةِ في العديدِ من العلوم هم من أبناء هذه المدرسة. ومثلُ هؤلاء لا يصحُّ في حقِّهم التوهُّمُ بأنَّ اتَّباعهم لأهلِ البيت(ع) نشأ جزافاً وعن غير رويةٍ وتثبُّت، إنَّ مثلَ هؤلاءِ لا يليقُ بشأنِهم الإذعانُ مجتمعين بإمامةِ أهلِ البيت (ع) لولم يجدوا فيهم الكفاءةَ الجدارةَ للموقعِ الذي يعتقدونَه فيهم.

المقدمة الثالثة: إنَّ الشروط التي يعتمدُها ويتبّناها أصحابُ هذه المدرسةِ في الإمام لم تكن شروطاً ميسورة، بل هي شديدةُ التعقيد، يتعسَّرُ على أكثر خلق الله أن يكونوا واجدين لها أو حتى لبعضِها، فقد كانوا يشترطون في الإمام مضافاً إلى النصِّ عليه أنْ يكونْ معصوماً من صغائرِ الذنوب فضلاً عن كبائرِها، ومعصوماً حتى من الخطأ، وأن يكونَ أعلمَ الناس على الإطلاق وأتقاهم، وكانوا يشترطونَ في الإمام العديدَ من الملكاتِ والكفاءات فلا يُذعنون بإمامته ما لم يكن واجداً لهذه الصفاتِ والملكات، فهم حينما قبلوا بإمامة الجواد (ع) مثلاً وهو في عمر الصبى لم يكن ذلك اعتباطاً، وإنّما أذعنوا له بالإمامة لأنَّهم وجدوا فيه ما لا يسعُهم إلا الإذعانُ بإمامته.

فتىً في عمرِ الصبى يجلسُ بين يديه ذوو السنِّ من الفقهاء والمتكلمين ممن تتلمذوا على يد الصادق والكاظم والرضا (ع) فيسألونَه وهو يجيبُ دون تريُّثٍ أو إعداد حتى احصى بعضُ الرُواة -كما في الصحيح -ثلاثينَ ألفَ مسألةٍ كانت مجموعَ ما ألقي على الإمام من الأسئلة في إحدى المواسمِ وكانت اجاباتُه كلُّها مطابقةً لما كانوا قد تلقَّوه من اجاباتِ الصادقين من آبائه (ع).

وهذا عليُّ بن جعفر -ابن الإمام الصادق (ع)- أدرك الإمامَ الجواد (ع) فهو عمُّ أبيه، وكان من كبارِ علماءِ أهل البيت (ع)، فكانَ يجلسُ في المسجدِ النبويِّ الشريف فيتحلَّقُ حولَه روَّادُ العلمِ يكتبونَ ما يُمليه عليهم، وكان عمرُه قد نيَّف على السبعين .. ينقل عنه مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِينَةِ وكُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَه سَنَتَيْنِ أَكْتُبُ عَنْه مَا يَسْمَعُ مِنْ أَخِيه يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ (ع) إِذْ دَخَلَ عَلَيْه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الجواد (ع) الْمَسْجِدَ - مَسْجِدَ الرَّسُولِ (ص) فَوَثَبَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ ولَا رِدَاءٍ فَقَبَّلَ يَدَه وعَظَّمَه فَقَالَ لَه أَبُو جَعْفَرٍ (ع): يَا عَمِّ اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّه فَقَالَ: يَا سَيِّدِي كَيْفَ أَجْلِسُ وأَنْتَ قَائِمٌ، فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إلى مَجْلِسِه جَعَلَ أَصْحَابُه يُوَبِّخُونَه ويَقُولُونَ: أَنْتَ عَمُّ أَبِيه وأَنْتَ تَفْعَلُ بِه هَذَا الْفِعْلَ؟ فَقَالَ: اسْكُتُوا إِذَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ -وقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِه- لَمْ يُؤَهِّلْ هَذِه الشَّيْبَةَ وأَهَّلَ هَذَا الْفَتَى ووَضَعَه حَيْثُ وَضَعَه، أُنْكِرُ فَضْلَه؟! نَعُوذُ بِاللَّه مِمَّا تَقُولُونَ بَلْ أَنَا لَه عَبْدٌ"(5).

وقد وردت رواياتٌ عديدة متعاضِدة وفيها ما هو صحيحُ السند قريبةٌ من هذا المضمون، أتُرى أنَّ عليَّ بن جعفر- الشيخ الكبير وهو كما وصفوه من عظماءِ أهل البيت- يُذعنُ بالإمامة لصبيٍّ لو لم يجد فيه ما يُؤهِّله لهذا المقام؟! ثم لم يكن ذلك من عليِّ بن جعفرٍ وحسب، فقد كان يَقصدُ الإمامَ الجواد (ع) علماءُ من بغدادَ، والكوفة، والحجازِ وخراسان وغيرها من الحواضر يستفتونه، ويسألونَه، فيجدون عنده ما لا يجدونه عند غيره من شيوخ الإسلام! -هذه هي النقطة الثالثة-.

أما المقدمة الرابعة: وهي الحقيقة التأريخية التي يُؤكِّدها المؤرخون، وهي إنَّ ولاية أهلِ البيت (ع)، والانتماءَ لهم، كان يُكلِّف غالياً، فكان ينتهي بالمنتمين لهم خصوصاً من ذوي الشأنِ منهم في الكثيرِ من الأحيانِ إلى السجونِ، والطواميرِ، أو المطاردةِ، والتصفيةِ الجسدية، وكان مَن دونَهم في الشأن يُحرمُ الكثيرُ منهم من عطائهم ويُحاربون في أرزاقهم ومعائشهم، فالإنتماء لمدرسةِ أهل البيت (ع) في العصر الأموي والعباسي الأول كان يساوقُ القبول بضَنكِ العيش وقسوةِ الحياة وكان يعني الترقُّبَ للاستهداف بالتصفيةِ أو السجنِ أو التهجيرِ أو الحرمانِ من العطاء بل والمصادرةِ للمال.

ورغم كلَّ ذلك ظلَّ أتباعُ هذه المدرسةِ متمسكينَ بما هم عليه من الاعتقاد بإمامة أئمةِ أهل البيت (ع) دون أنْ يُثنيهم عن ذلك ما كانوا يتكبَّدونه من عناءٍ وعنَت، أتُراهم يتحمَّلون كلَّ هذا المشاقِّ والشدائد دون أن يكونوا قد وجدوا أنَّ ما هم عليه هو الطريق المُفضي للرضوان الإلهي؟! إذن يكونوا حمقى، وقد علم الجميعُ أنَّهم عقلاء وأنَّ فيهم النابهين وذوي العلم والحِجى والفضل.

وأما المقدمة الخامسة: فهي إنَّ الإمام من أئمة أهل البيت (ع) لم يكن معزولاً، فلم يكن في بروجٍ مُشَّيدة، تحوطوها الحجَّاب، فيُشار إليها بأنَّ في هذه البروج رجلاً إلهيّاً، تظهرُ على يديه الكرامات، ويعلم بكتابِ الله وسُنَّة رسوله (ص)، لم يكن الأمرُ كذلك حتى يُقال إنَّ الشيعة قد آمنت بإمامة رجلٍ دون معاينةٍ ودون أنْ تقومَ عندهم الدلائلُ على إمامته بما يجدونه في حديثِه وما كان يظهرُ على يديه من الخوارقِ التي لا يتفقُ صدورُها إلا من أصفياءِ الله ونجبائه.

كان الإمامُ من أئمةِ أهل البيت (ع) يعيشُ في وسطِ الناسِ، يقصدونه فلا يجدونَ ما يحولُ دون التقائهم به، فكان يدخلُ عليه كلُّ الناس على اختلافهم في المشاربِ والمذاهب يستمعونَ إلى حديثِه ويستفتونَه وأحياناً يمتحنونَه. وكان أتباعُ المذاهب وعلمائِهم على درايةٍ بما يعتقدُه الشيعة في أئمتهم من العصمة والتفوُّق في العلم والمعرفة، فكانَ بإمكانِهم أنْ يُبدِّدوا هذه الهالةَ التي كان يعتقدُ بها الشيعةُ في أئمتِهم (ع)، وذلك بالدخولِ على أئمتِهم وامتحانِهم في محضرِ شيعتِهم، وإحراجِهم، وإفحامهم، وينتهي الموضوع. لماذا لم يفعلوا ذلك؟! أليسَ في الأمّة علماء؟! ألم يكن فيهم فقهاءُ ومحدِّثونَ ومَن عُرفوا بالتميُّز في علم الكلام والتفسير؟! لا ريب أنَّهم كانوا كثيرين، لكنَّهم كانوا يُدركون قصورَهم عن ذلك، نعم بذلت السلطةُ العباسية في ذلك مساعيَ متعدِّدةً وبعناوينَ مختلفة لكنَّ مسعاها في كلِّ مرةٍ يعودُ عليها بنقيضِ غرضِها فكانوا يجمعونَ في كلِّ مرة المتميِّزين من علماءِ المذاهبِ والديانات ويُحرِّضونَهم على التحضير لأكثر المسائل تعقيداً ثم يدعونَ الإمامَ للحضور دون سابقِ إشعارٍ عن غرض الدعوة أملاً في أنْ يكونَ ذلك موجباً لمفاجئته بما لم يكن مستعدَّاً له فينقطعُ أو يتعثَّر في الجواب لكنَّ حظَّ السلطةِ من ذلك في كلِّ مرةٍ هو الإخفاق، ولو كانوا قد أفلحوا في هذا المسعى ولو لمرةٍ واحدةٍ لطاروا بها مبتهجين ولشاعَ ذلك وذاع ولسُوِّدت بالإخبار عنه الصحائفُ، فالمناوئون لأهل البيت (ع) كثُر والدواعي للنقلِ شديدة رغم ذلك لم يصلْ إلينا إلا ما يُعبِّر عن اخفاقِ السلطة وتألقِ الإمام (ع) في كلِّ مناظرةٍ يتمُّ عقدُها وهو ما نشأ عنه المزيدُ من الإكبار والإجلال لأئمة أهل البيت (ع) في مختلف الأوساط.

المقدمة السادسة والأخيرة: إنَّ الخلافةَ كانت تنظُرُ إلى أئمة أهلِ البيت (ع) على أساس أنَّهم خطرٌ على السلطة، وكان احتفاءُ الناس بهم، واتساعُ قواعدِهم وامتدادُها في مختلفِ الأقطارِ الإسلامية، يُحرجُ الخلافةَ العباسية، حتى قال هارونُ: أنا إمامُ الأجساد، وهذا إمامُ الأرواح أو القلوب -يشيرُ إلى الإمام الكاظم (ع)-، فما الذي أعيى السلطةَ فدفع بها نحو التعسُّفِ والبطش؟!. أليس من اليسير عليها أنْ تُبدِّدَ هذه الهالةَ بواسطةِ إحراج هؤلاءِ الأئمة (ع) الذين تُدَّعى لهم الإمامة؟! فعلماءُ العامة جلُّهم يأتمرونَ بأمر السلطة العباسيَّة، ألم يكن في وسع خلفاءِ بني العباس أنْ يستقدموا العلماءَ من مختلفِ الأقطار الإسلامية، ثم يُحضرونَ الإمامَ، ويقولونَ له: أنت تدَّعي الإمامةَ، إذن أجب عن أسئلةِ هؤلاء العلماء. لماذا لم يتوسَّلوا بذلك ولجئوا إلى اعتماد التعسُّفِ، والبطش، والتصفية الجسدية؟ أليس من الميسور أن يتوسلوا بهذه الوسيلة؟ ألم يكونوا مُدركين بأنَّ الظلمَ قد يزيدُ من سعة نفوذِ هؤلاء الأئمةِ وعشقِ الناسِ لهم؟

لا ريب انَّهم كانوا يُدركون ذلك لكنَّ خيار الظلم والبطش هو الخيارُ المتاح، فهم يعرفون أنَّ أئمة أهل البيت (ع) لا يمكن إحراجُهم لأنَّهم أعلمُ الناس، وأعرفُهم بكتاب الله وسنَّة رسوله (ص).

إذا اتَّضحت هذه الحقائقُ يتضحُ أنَّ ظاهرةَ الإمامةِ المبكِّرة لم تكنْ مغمزاً في العقيدةِ الإمامية، بل كانت برهاناً يُضافُ إلى البراهين الدامغةِ على حقانيةِ المذهبِ الإمامي، فقد وجد كلُّ من عاصرَ الإمامَ الجواد (ع) ما نشأ عنه الإذعانُ بتميِّزه وتفوِّقه وأنَّه كان -بحق- امتداداً لرسول الله (ص) في سجاياه وعلمِه واتصالِه بالغيب وما كان يظهرُ على يديه من الكرامات التي لا يتفق صدورها إلا ممن اجتباه الله لدينه، ولهذا أذعن الشيعةُ بإمامته، رغم انَّ أبناء الرسول (ص) كانوا كثيرين لكنَّهم لم يقبلوا بإمامة أحدٍ منهم من شيوخ البيت النبوي ممَّن كان قد عاصره، وذلك مؤشِّرٌ واضحٌ على أنَّ الأمرَ لم يكن خاضعاً للعاطفةِ والمحاباة وإنَّما كان خاضعاً للنصِّ والبرهان.

*الشيخ محمد الصنقور

 الهوامش: 1- سورة مريم / 12 2- سورة مريم / 29-33. 3- سورة مريم / 12. 4- سورة مريم / 30. 5- الكافي -الشيخ الكليني- ج 1 ص 322. 6- سورة الكوثر.
2022/06/30

للمتزوجين فقط: تجنّبوا هذا النوع من ’المزاح’!
العلاقة الزوجية هي رباط متين على الشريكين أن يحرصا كل الحرص على إبقاء عقدة هذا الرباط بينهما، بيد أن ثمة أمور قد يغفل الطرفان أو أحدهما عن تأثيرها السلبي والمدمر على هذه العلاقة، من بينها المزاح.

[اشترك]

 فالمزاح وإن كان مطلوباً ومتعارفاً عليه بين الأزواج، إلا أن بعض أنواع المزاح قد تكون هدامة للعلاقة بين الزوجين وإن لم يدرك الطرفان تأثيرها في البداية.

المزاح من الأمور المستحبة في العلاقة، والتي تكون مطلباً هاماً لدوام الود والمحبة بين الزوجين سواء في علاقتها الحميمة الخاصة أو في حياتهما الاجتماعية عموماً،

إلا أن هناك ممنوعات في المزاح لابد من الحذر منها، وهي: 1. المزاح بالطلاق والانفصال والبعد والخفاء

البعض يلجأ إلى المزاح بالطلاق، وهذا الأمر كفيل بتدمير الشعور بالأمان عند الزوجين، والأمان أول وأهم الحاجات النفسية التي يبنى عليها بيت مستقر وسعيد ويفكر في مستقبل جيد له، أما إذا فُقد الإحساس بالأمان، فسيكون البيت واهناً كبيت العنكبوت مهزوزاً وغير مطمئن، لذا على الزوجين حذف كلمة "الطلاق" نهائياً من قاموس الكلام حتى ولو على سبيل المزاح، فكثرة جريان كلمة الطلاق على اللسان في الأوقات العادية يجعل التفوه بها سهلاً، وخصوصاً عندما يفقد الإنسان لجام لسانه أثناء انفعاله أو غضبه، فيقع الطلاق والعياذ بالله في لمح البصر.

2. المزاح البديل عن كلمات الإعجاب

من الأمور التي يقع فيها بعض الأزواج الامتناع عن إبداء الإعجاب والتغزل بالزوجة من منطلق "لو لم أكن معجباً ما تزوجتك"، "كنت غبياً ووقع الفأس بالرأس"، "آه لو عاد الزمان"، وغيرها من المبررات التي تقال مزاحاً وسخرية، إلا أن تأثيرها يكون سلبياً، حيث يحتاج الأزواج للشعور بأنهم مازالوا مرغوبين ومثيرين للإعجاب حتى في ظل علاقة زوجية بها مودة واستقرار، فالشعور بالإعجاب يشبع حاجة دفينة وغروراً معيناً في الإنسان لا يشبعه الإحساس بالود والإخلاص والاستقرار الزوجي، ودائماً يحب الإنسان من يشبع غروره، وهذه الحاجة إن لم يتم إشباعها من الشريك في العلاقة تصبح العلاقة بينهما باهتة ناقصة فاقدة للمتعة، وقد يقع خطر البحث عن الإعجاب لدى طرف آخر ثالث.

 *زينة 
2022/06/28

كيف أعالج ولدي ’المراهق’ من الكذب؟!
مشكلة الكذب في مرحلة المراهقة هي من أكثر المشاكل صعوبة وتعقيداً لدى الوالدين، ومن الأسئلة التي تدور دائماً في رأسهم: لماذا يكذب المراهقين؟ كيف أعالج ابني المراهق من الكذب؟ وما هي أفضل طريقة للتعامل مع المراهق الكذاب؟ وكيف اكتسب ابني هذه العادة ومن أين؟

[اشترك]

الكذب عند المراهقين يعتبر جزء من عملية النمو الطبيعية، ففي هذه المرحلة يبدأ الأبناء بالبحث عن الاستقلالية عن ذويهم، وفي أغلب الأحيان يكون الكذب هو أداتهم الوحيدة للبحث عن هذا خاصة عندما يعي المراهقون بأن أفكارهم تختلف عن أفكار آبائهم وتصرفات الآباء لا تتوافق مع تصرفاتهم.

وهم يكذبون في الغالب للأسباب التالية:

1- عندما يريدون تجنب الوقوع بالمشاكل.

2- عند اعتقادهم بأن أحد الأبوين منزعج منهم.

3- عندما شعورهم بأن نظرة الأهل لهم قد تغيرت.

4- أو عند وقوعهم في مشكلة عاطفية.

علاج الكذب عند المراهقين

يمكننا علاج هذا الأمر والتخلص منه من خلال الخطوات التالية:

1- خلق مساحة آمنة:

علاج الكذب عند المراهقين يبدأ بخلق مساحة من الأمان لهم، فقبل انتظارهم قول الحقيقة يجب أن يشعروا بالأمان وبأنه سيتم سماع صوتهم وسيتم دعمهم لتخطي جميع مشاكلهم، وعندما يمتلك المراهق مساحته الخاصة لاستكشاف كيفية القيام بالأشياء بشكل صحيح بطريقته الخاصة، هذا سيساعده على معرفة أنه ليس عليه أن يكذب لإيجاد حل لمشاكله.

2- اسأل عن الحقيقة دون ملل:

بغض النظر عن عدد المرات التي سألت ابنك بها عن الحقيقة في الماضي يجب عليك الاستمرار بالسؤال وعدم اليأس في حال وجود مشكلة جديدة، اشرح لابنك المراهق ما يعنيه لك الصدق وتقاسم معه الأسباب التي تدفعك لمعرفة تفاصيل المشكلة التي تحدث معه كاملة، ويمكنك أيضاً اقتراح طرق بديلة لنقل الحقيقة وإخبار ابنك بها حتى يتشجع لقول الحقيقة وترك الكذب، مثل إرسال رسالة لك عبر الهاتف أو الكتابة على ورقة.

3- إظهار الوعي والمعرفة بالكذب:

إشعار المراهق بأنك تعرف أنه يكذب ولكن دون قسوة، يمكنك إخباره بذلك وتنبيهه بأنك قد لاحظت عليه بعض الحركات الجسدية في المشكلة السابقة عندما كان يكذب مثل: التحدث بشكل أسرع وأبطأ وغيرها من الحركات التي تختلف من شخص إلى آخر مثل لمس الأنف أو الأذن، سيتيح هذا الأمر للمراهق معرفة أنك تدرك كل شيء عنه حتى حركاته الجسدية مما يعزز علاقته به، ويتيح له أيضاً معرفة أنك لا تزال تنتظر القصة الكاملة والحقيقية.

4- ناقش الحلول:

تأتي هذه الخطوة عندما يخبرك ابنك بالحقيقة وعندما تلاحظ أنه تخلص من الكذب، ويجب أن تكرر معه الحلول الثلاثة السابقة حتى تصل إلى هذه النقطة وبعدها تصل أنت وابنك إلى الحلول المناسبة للمشاكل التي حصلت معه، وبإمكانكم التفرغ لحل الأمور والقضايا الأخرى.

5- لا خجل لا إهانات:

قم بكتابة " لا خجل لا إهانات" على لوحة وعلقها في المنزل، عندما يتعرض المراهق للإهانة أو العقاب من الأسرة بسبب خطأ قام به فعلى الأرجح سيستمر بالكذب خوفاً وخجلاً منهم وبعدها ستتطور الحالة إلى سلوكيات أخرى أسوأ من الكذب، لذلك الهدوء والتروي والتقبل في حل الأمور أمور هامة جداً في حل مشكلة الكذب عند المراهقين.

وفي الختام نذكّر أن ردود أفعال الآباء تجاه مشاكل أبنائهم المراهقين هي من ستحدد مصير الكذب لديهم، لذلك يجب التحلي بالصبر والهدوء وتقبل المشاكل بصدرٍ رحب لإيجاد الحلول والقضاء على الكذب.

*مواقع إلكترونية 
2022/06/28

باحث أمريكي: نسهر كثيراً.. ننفق بتهور.. نمشي بسرعة ونادراً ما نصلي!
ماذا تعني لك متع الحياة؟ كيف تنظر إلى الحياة؟ هل تجعل لحظاتها ممتعة فعلاً؟ هل تستغل وقتك بشكل جيِّد؟ هل يترك تمتعك بالحياة تأثيراً على العالم من حولك؟

[اشترك]

 وأنا أتكلم عن هذا الموضوع استحضرني قول لباحث أمريكي (لويس ستيفنسون) مفاده: "حقيقة أنّ الزمن الذي نعيش فيه قد جعل كلّ واحد منا يشعر بأنّ التمتع بالحياة لم يعد أمراً ممكناً، فقد أصبحنا جيلاً مشغولاً بأشياء كثيرة لم تكن موجودة أيام أجدادنا" لماذا؟ لأنّه لاحظ ربّما وكما نلاحظ نحن ما يحدث لكثير منا حيث: ننفق بتهور، نمشي بسرعة، نغضب لأتفه الأسباب، نسهر كثيراً مطولاً، ونشاهد التلفزيون و... نادراً ما نصلي!

ضاعفنا من ماديتنا على حساب قيمنا، نعد كثيراً ونكذب كثيراً... كثيراً جدّاً. وفي المقابل... نحب أقل. إننا نتكلم كثيراً، نخطط أكثر، نحلم ونحلم. ولكننا... ننجز أقل. تعلمنا العجلة ولم نتعلم الانتظار.

 أخذنا نطالب بدخل أعلى وننشد رفاهية أوسع، وبموازاة ذلك... ازداد الطلاق وأصبحت بيوتنا مفككة.

أصبح لدينا الكثير من وقت الفراغ ولكن القليل من المتعة، لدينا الكثير من أنواع الطعام والقليل من الصحة.

 تعلمنا كيف نكسب الرزق بالحيل ولم نعرف كيف نحيا بهناء معه، ندور حول العالم بحثاً عن الراحة والعمل والصداقة ونتقاعس من عبور الشارع لزيارة جار، وكثيرون يسألون عن مكمن السعادة.. هي ليست وصفة تشترى بقدر ما هي حالة يعيشها المرء، إنّها أشبه بذلك الثقب الذي أحدثه حجر مرمي على لوح زجاج قائم لنرى ما خلفه.. هذا البصيص من النور الذي ينفذ حيث تحطم الزجاج هو السعادة، هو جمال الحياة بعينها.. فهل أحدثت ثقباً في زجاج أيامك القاتمة لترى متعة الحياة التي تبحث؟ إذن أقترح عليك ما قرأته في كتاب الإعلامية الأمريكية بوني فيللر بعنوان: THE JOYS OF MUCH TOO MUCH: go for the big life…  التي يتضمن توجهات نحو حياة ممتعة دونما حرج أو خوف، تشير المؤلفة: كي تعيش المرح الكبير، العمل الكبير والحياة الكبير.. تعلّم أن تسعد ذاتك بكل ما يدور حولك في كلّ يوم، انضم إلى عالم القائلين "لِمَ لا...؟"، قم بعملك على أحسن ما يرام ولا تأبه إن كان وضيعاً أو عظيماً.. المهم أن تكون جاهزاً للفرصة التي ستلي من جراء أدائه.. افعل بما تؤمن به فعلاً.. وستنال بالتأكيد نتائجه وإن لم تنلها وفق المفترض.. لا تيأس بل تابع فكل شيء بين ارتفاع وهبوط.. فإن لم تحاول لا يمكن أن تفوز وتتقدم.

*من كتاب كيف يمكن أن تعيش الحياة ببساطة: د. مأمون طربيه

 

2022/06/27

’دراسة حديثة’ تربط بين علاقة الرجل بأمه وتأثيرها على علاقته الزوجية
الرجال المرتبطون بأمهاتهم، والذين غالبا ما يُعتبرون أضحوكة في بعض المجتمعات، هم أفضل الأزواج وأنبلهم على الإطلاق.

[اشترك]

 هذا ما أظهره بحث جديد شمل عدداً من الأزواج الشباب، حيث أوضح الباحثون أن علاقة الرجل القوية بأمه تجعله أفضل الأزواج والأكثر ميلا للالتزام، والأكثر قدرة على إسعاد زوجته والحفاظ على علاقة زواج ناجحة وطويلة.

ووجد الخبراء في كلية فيرام بفيرجينيا، علاقة ملحوظة بين ارتباط الرجال بأمهاتهم ودرجة الرضا والسعادة لدى شريكات حياتهم، ذلك أن الأمهات يعلّمن أبناءهن التعامل الصحيح مع زوجاتهم ويساعدنهم على تحقيق علاقة زوجية ناجحة.

وقال الباحثون إن الارتباط القوي بالأم يعني أن الأبناء أفضل كأزواج لتمتعهم بقدرة أكبر على تطوير علاقات حميمة ومنفتحة عاطفيا، لأن الرجل القريب من أمه يكون قريبا من شريكة حياته، ويكون عاطفيا وحساسا وحنونا.

وأوضح الخبراء أن الأم هي أول شخص يتعرف عليه الأطفال كرمز للأنوثة، وتكون الأم بالنسبة للطفل الذكر أول دراسة توضيحية عن ماهية المرأة والأنثى، فيراقبون سلوكها وطبيعتها وتصرفاتها ويتأثرون بكل ما تعلمه إياهم من سلوك وتصرف.

ووجد الباحثون بعد مقابلة عدد من النساء وسؤالهن عن مدى نجاح علاقاتهن الزوجية وتحديد سلوكيات أزواجهن وفقا لعوامل مختلفة، وسؤال الرجال عن مدى قرب علاقتهم بأمهاتهم، أن الرجال الذين وصفوا أمهاتهم بأنهن يفهمن احتياجاتهم، كانوا بشكل عام حنونين وعاطفيين مع زوجاتهم، كما وصفت النساء الرجال الذين تربطهم علاقة حب قوية مع أمهاتهم بأنهم أفضل الأصدقاء.

ولاحظ الخبراء أن الرجال الذين يطمحون إلى إرضاء أمهاتهم ويتفاخرون بهن، كانوا أكثر قدرة على التواصل مع شريكاتهم، مشيرين إلى أن الأمهات اللطيفات قد يؤثرن على اختيار أبنائهن لشريكات حياتهم.

وقال العلماء في اجتماع الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية، إن عاطفة الأم وسلوكياتها تؤثران تأثيرا كبيرا في نظرة الرجال للنساء، فإذا كانت محبة وأوصلت هذا الحب لابنها، فإنه سيبحث عن مثيلتها بغرض الزواج أما إذا كانت غير لطيفة فإنه لن يفكر في الزواج أبداً أو أنه سيختار زوجة لا تشبه أمّه بأي شكل من الأشكال.

*تبيان 
2022/06/27

إنستغرام بلا صور.. هل الحياء يمنع المرأة من التحضر والحداثة؟!
إن الحياء من أسمى الفضائل، وأعظم الأخلاق، وأجلّ الآداب، وشعبة من شعب الإيمان، فهو دين وخُلُق وخير، فقد روي عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «إنّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقاً، وإنّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ»، وقوله صلى الله عليه وآله: «الحياءُ هُو الدِّينُ كلُّهُ»، وقال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «كَثْرَةُ حياءِ الرّجُلِ دَليلُ إيمانِهِ».

[اشترك]

الحياء من صفات النفس المحمودة، وهو من خُلُق الكرام، وصفة من صفات أهل المروءة والفضل والشرف والإيمان، يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «أصْلُ المُروءَةِ الحياءُ، وثَمَرتُها العِفَّةُ»، وعنه عليه السلام قال: «الحياءُ تَمامُ الكَرَمِ، وأحسَنُ الشِّيَمِ».

الحياء سبب إلى كل خير، فقد قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: «الحياءُ لا يَأتي إلّا بخَير»، وعنه صلى الله عليه وآله قال: «الحياءُ خَيرٌ كُلُّهُ»، وهو سبب إلى كل شيء جميل أيضاً، قال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «الحياءُ سَبَبٌ إلى‏ كُلِّ جَميلٍ».

أن الحياء يكون على ثلاث مراتب، وأول مرتبة من مراتب الحياء هو حياء الإنسان من الله سبحانه، وذلك بأن يأتي بما أمر به، ويجتنب ما نهى عنه، وتكون لديه ملَكَة بحيث يقبل على العبادات والطاعات، وينفر من المعاصي والمحرمات.

أن المرتبة الثانية من مراتب الحياء هو حياء الإنسان من الناس، وهو يبعث على اجتناب القبائح، وكف الأذى، وترك المعاصي والذنوب والموبقات.

وأما المرتبة الثالثة من مراتب الحياء فقال: هو حياء الإنسان من نفسه، وهذا الحياء الباطني للإنسان يبعث على العفة، وصيانة النفس في الخلوات من الوقوع في المعاصي والموبقات، والتنزه عن الضعة والدنية؛ وهذا إنما يكون من طهارة القلب، وصفاء الروح، ومراقبة النفس، وعلو الهمة، وقوة الإرادة.

أن من كمل حياؤه في المراتب الثلاث فقد كملت فيه أسباب الخير، وانتفت عنه بواعث الشر، وإن انتفى منها شيء لحقه من النقص أضعاف ما يلحقه من الفضل والشرف بكماله.

أن الحياء كما يكون محموداً وهو ما يؤدي إلى التقرب من الله عز وجل، والإقبال على الطاعات والعبادات، والإتيان بالخيرات، وكف الأذى عن الناس، يوجد في المقابل حياء مذموم ومنهي عنه، وهو الحياء (الخجل) الذي يؤدي إلى الحرمان، يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «قُرِنَ الحياءُ بالحِرْمانِ».

من الحياء المذموم هو الحياء الذي يمنع الإنسان من الجهر بالحق، يقول تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ فمن يمتنع أن يجهر بقول الحق حياء وخجلاً، فهذا النوع من الحياء حياء مذموم ومنهي عنه.

من الحياء المذوم أيضاً: الحياء الذي يجعل الإنسان لا يتعلم، ويستحي من السؤال والتفقه في الدين، يقول الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: «مَن رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ».

إن الحياء مطلوب من الرجل والمرأة، ولكنه مطلوب من المرأة أكثر، إذ أن من أهم الصفات الأخلاقية المطلوبة في المرأة: الحياء، فقد روي عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «الحياءُ عَشْرةُ أجْزاءٍ، فتِسْعَةٌ في النِّساءِ وواحِدٌ في الرِّجالِ».

إن المرأة التي تكتسي جلباب الحياء، تكون امرأة عفيفة، وصائنة لنفسها، فلا تظهر زينتها، ولا تتبرج أمام الرجال، ولا تضع صورها سافرة في مواقع التواصل الاجتماعي كالسناب شات أو فيسبوك أو الانستغرام وغيرها، يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «سَبَبُ العِفَّةِ الحياءُ»، وعنه عليه السلام قال: «على‏ قَدْرِ الحياءِ تكونُ العِفَّةُ».

أن الحياء صفة أخلاقية رائعة، وله الكثير من الثمار والفضائل التي تعود على صاحبه، كالخشية من الله، والوقار، والتواضع، والسكينة، والاتزان، وعلو الهمة، وشرف النفس، وطهارة القلب، والسماحة والتسامح، والتجمل بمكارم الأخلاق وغيرها من الفضائل والأخلاق الرفيعة.

وهناك من يرى بإن الحياء يخالف الحداثة والعصرنة والتحضر، وأنه علامة من علامات التخلف والجهل، فالتحضر والعصرنة يجب أن يكون بالتحلي بالعلم والقيم والأخلاق والآداب، وليس بقلة الحياء، والوقاحة في القول والفعل والسلوك، فهذا هو التخلف الأخلاقي بعينه الذي يجب ألا يقع فيه الإنسان المحترم.

أن الإسلام لا يمانع في عمل المرأة، وفي كسب مختلف أنواع العلوم، بل يشجعها على ذلك، ولكنه في نفس الوقت يدعوها إلى التحلي بصفة الحياء حتى تحافظ على عفتها واحتشامها وحجابها، والتجمل بالأخلاق والقيم والآداب الإسلامية.

*الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف

2022/06/25

بأسلوب ’الذبابة’ أم ’الفأر’.. كيف تحل مشاكلك؟!
للذبابة أسلوب مختلف تماما عن الفأر في حل المشاكل والتعامل مع العوائق عندما تواجهها مشكلة.

[اشترك]

فالذبابة عندما تطير وتصطدم بزجاجة النافذة من أجل الخروج من الغرفة أو السيارة فإنها تحاول نفس المحاولة ونفس الأسلوب أكثر من مرة، وفي كل مرة تصطدم بزجاج النافذة حتى تكون الصدمة الأخيرة هي القاضية لحياتها فتموت، بينما لو غيرت طريقتها أو التفتت عن يمينها أو ورائها لوجدت النافذة الأخرى أو الباب مفتوح تستطيع أن تخرج منه، فهذا هو أسلوب (الذبابة) في حل المشاكل.

أما (الفأر) فلديه أسلوب مختلف وطريقة مختلفة، فإذا اشتم رائحة الجبن وتحرك باتجاهها ووجد الطريق مغلقا فإنه يحاول أن يصل للجبنة بأكثر من أسلوب وأكثر من طريقة، ولا ييأس وهو يعيد المحاولات بطرق مختلفة من أجل الوصول لهدفه، (فالفأر) لديه مرونة في التفكير وسرعة في التغيير بينما (الذبابة) لا ترى إلا حلا واحدا وطريقة واحدة لكل مشكلة تواجهها، وهذا الفرق في التعامل مع المشاكل هو الذي يميز (الفأر) ويجعله أكثر نجاحا من (الذبابة).

بعد بيان هذا الفرق بين الأسلوبين أريد من القارئ أن يراقب نفسه ويراجع أسلوبه في حل المشكلات التي تواجهه في الحياة، هل يتعامل مع مشاكله على طريقة (الذبابة) أم أسلوب (الفأر)، فالله تبارك وتعالى سخر لنا الحيوانات والحشرات لعدة أهداف ومنها من أجل أن نتعلم منهم، كما تعلم سيدنا آدم عليه السلام من (الغراب).

كتبت هذه المقدمة بعدما عشت قصة لأحد الآباء كان يشتكي من ولده في سن المراهقة وعلى الرغم من كثرة نصحه وتوجيهه إلا إنه لم يتغير، وزوجة كانت تشتكي من مشكلة عند زوجها لسنوات طويلة وتحاول أن تعالج المشكلة بنفس الأسلوب وتردد بأنه لا فائدة من هذا الزوج ويأست من توجيهه ، ففي هذه الحالتين تحدثت مع الأب ومع الزوجة عن تكنيك (الفأر)، وهو تغير طرق العلاج واستخدام وسائل أخرى لعلاج المشكلة، فلما فعلوا ذلك مع إيمانهم بأن الطريقة الجديدة لا تفيد ولا تنفع تفاجأوا من النتائج بعد تغيير أسلوبهم، لا أقول أن المشكلة تم علاجها تماما ولكن نجحوا في تقليل حجمها وضررها عليهم.

فمن يملك أسلوب مرونة (الفأر) في حل المشاكل يستفيد عدة فوائد، منها أن توتره عند حدوث المشكلة يكون أقل، ويلاحظ تحسن من علاقاته مع الآخرين، وتكون لديه القدرة بالنظر للجانب الإيجابي في كل مشكلة تواجهه، وكذلك تكون لديه القدرة في حل المشاكل بوقت قصير وجهد قليل وتحقق له مزيدا من الرضى الشخصي، ولعل أهم فائدة أن تكون نفسيته راضية وإيمانه بقدراته أقوى وثقته بأن المشكلة سيتم السيطرة عليها بشكل سريع وهذا يعطيه الأمل ويجعله متفائلا ويزيد من حجم الصبر لديه.

فالسعيد من يملك المرونة في التعامل مع أحداث الحياة، فهناك ثلاثي للنجاح في علاج أي مشكلة تواجهنا سواء كانت أسرية أو غيرها هي (قوة الإيمان، والمرونة، والصبر)، ولهذا كان النبي (ص) يسيطر على كل المشاكل التي تواجهه بقوة ايمانه وتوكله على الله تعالى والصبر بالإضافة للمرونة وهو موضوعنا اليوم، كمرونته في التعامل مع مشاكله الاجتماعية سواء مع قومه مثل ما فعل في قصة صلح الحديبية أو مع زوجاته عندما كانوا يعترضون على بعض أفعاله، حتى صار هذا من أبرز صفات النبي (ص).

ومن القصص التي عشتها أن زوجا نجح في التعامل مع زوجته التي نزعت حجابها وظل يتعامل معها بحكمة ومرونة لمدة سنتين حتى عادت للبس حجابها مرة أخرى، وأعرف امرأة اكتشفت أن زوجها يشرب الخمر فتعاملت معه بحكمة ومرونة وذكاء حتى ترك الخمر بعد خمس سنوات من اكتشافها.

*د. جاسم المطوّع

2022/06/25

لا تضربوا الأطفال.. هل نواجههم بـ ’الصراخ’؟!
يتساءل البعض قائلاً: هل نستطيع التعبير عن غضبنا بالصراخ في ظل المطالبة المستمرة لخبراء علم النفس الاجتماعي وعلماء التربية بالامتناع عن ضرب الأطفال والتي جعلتنا نرفع أيدينا عنهم، وهل للصراخ أيضاً تأثير على أولادنا؟!

[اشترك]

قد يشعر الآباء بالحيرة في مواجهة وتوجيه هذه الكائنات الصغيرة التي تحمل ذكاء أكبر مما يتصورون، هذه الكائنات ورغم صغر حجمها فإنها تحمل من القدرات ما يجب احترامه ووضعه في الاعتبار قبل التفكير في رسم أي منهج للتعامل معها بشكل صحيح.

 قد يبدو الحديث عن أساليب العقاب القاسية كالضرب مثلاً والأضرار التي يتركها على الطفل، خاصة على الصعيد النفسي والرحي لا ضرورة له الآن، خصوصاً في ظل الإدراك العلم بمخاطر هذه الأساليب وآثارها السيئة، إلا أن ما يمكن قوله حول الصراخ والذي قد لا يتصوره الكثير منا هو أنه أسوأ وأخطر أسلوب- على الإطلاق- للتعامل مع الأبناء، وتفوق آثاره السيئة أسلوب الضرب والعقاب القاسي، لذا فمن يقول: "هل نستطيع أن نعبر عن غضبنا بالصراخ؟" لا يدرك خطورة ما يقول لأنه اعتبر الضرب اسوأ من الصراخ أو كأنه يقول مادام الضرب غير مسموح فهل يستطيع أن يعبر عن غضبه بالصراخ؟

تنفيس الغضب

إن التعب ومشاكل العمل وتأزم الأحوال اجتماعياً واقتصادياً ووجود العديد من العوامل المقلقة التي تعترض حياة الآباء والأمهات قد تجهلهم بشكل عفوي يتخذون من أبنائهم منفذاً لتنفيس كلّ هذا الغضب، وقد يحاول الأهل السيطرة على عصبيتهم في الظاهر وإن ظلت متحكمة بشكل خفي في سلوكهم، وهو ما يعبر عنه بالملاحظات الجارحة عند كلّ هفوة أو نبرات الصوت التي تنم عن اللوم والعتاب ولو بصوت معتدل ودون صراخ.. وتظل المسالة خارج نطاق التربية وإنما هي وسائل للتعبير عن الغضب، وتقول الخبيرة الفرنسية فرانسواز دولتو: "إن راشداً يتكلم بفظاظة وعدوانية ويتصرف بعنف ويستسلم لانفجارات مزاجية تجاه ولده، عليه ألا يندهش إذا ما رأى هذا الولد يتصرف بالطريقة نفسها مع من هم أضعف منه...".

 إذن على الآباء أن لا ينسوا بأنهم يسعون إلى فهم التأثير الحقيقي لبعض الأساليب التربوية وأضرار البعض الآخر منها كالضرب والصراخ وغيرها وكلّ ذلك في إطار عنوان رئيسي هو كيف نوجّه أبنائنا، لا كيف نعبر عن غضبنا حيال تصرفاتهم؛ وهو الغضب الذي يأتي عادة بسبب مشكلات حياتنا حيث يشتد مع اشتداها وينحسر مع انحسارها، "فالأبوة هي أن يتعلم الآباء السعادة من سواهم- وهم الأبناء- حتى آخر المطاف وفي هذا موت للأنانية" وهو ما أكده أحد خبراء التربية الاجتماعية.

إذن فعلينا أن نعالج سؤالاً واحداً بالتحديد وهو "هل للصراخ تأثير سلبي على أولادنا؟"، وليس "هل نستطيع التعبير عن غضبنا بالصراخ؟" لأنه لا مجال للإجابة عن هكذا سؤال.

الصراخ هو الأخطر

إن الصراخ يعد أخطر على نفسية الطفل من أي أسلوب عقابي آخر لأنه:

 - إهانة للطفل ومس بكرامته.

 - تحطيم لمعنويات الطفل.

- تشكيك في قدراته الذاتية.

- سحب للثقة بالنفس.

- تدمير للعلاقة الإنسانية بين الطرفين.

والصراخ يلغي لغة التواصل والتفاهم بين طرفي المعادلة، فالابن يدخل في حالة من الدفاع عن النفس والخوف من الصوت المرتفع، ويركّز اهتمامه على الطرق التي تحميه من ردود أفعال غير منتظرة، ولا يبدي أي اهتمام بسلوكه الذي أثار هذا الصراخ وتسبب فيه، فهو مما يجب اجتنابه لما له من آثار سلبية خطيرة على شخصية الطفل وعلى مستقبله.

أما عن الضرب فهو ما لم نقل بشأنه: "لا ضرب" على إطلاقها، بل إن الضرب من الوسائل التي لها اعتبار ووجود في التعزير والعقاب، ولكن بشروط وأسباب وفي أحيان معينة وقواعد محددة، فالضرب هو وسيلة للفت حواس الطفل، ألا تستخدم يديك- مثلاً- لهزّ كيف شخص تناديه مراراً دون أن يسمعك.. فتحاول لفت انتباهه باستخدام حاسة أخرى وهي اللمس؟ وعلى هذا النحو ينبغي أن تكون فكرة استخدام الضرب كوسيلة للفت الحواس والتأكيد على معنى معين تعذرت السبل في إيصاله، وليس كوسيلة للتعذيب والانتقام والإيلام والتهديد والترهيب والتنفيس عن الغضب في كائنات ضعيفة ليس لها بنا قوة ولا مأوى تأوي إليه، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها تجاه هذا العدوان عليها سوى بأن تتعمد ألا تشعر أو تحس لكي تنتقم ممن يؤذيها ويحاول إيلامها بألا تتألم.

أين المشكلة؟

إن ما نتمناه نحن كآباء هو أن تصبح حياتنا مع أطفالنا سهلة لينة ينفذون نصائحنا بمجرد أن يسمعوها بوداعة النسيم.. وكثيراً ما يكون ارتطامنا بالواقع المغاير مغضباً لنا ومحيراً، والمشكلة في أمنيتنا وليست في الأبناء.

 والآباء غير مطالبين في الواقع بكبت مشاعرهم وتصنع الهدوء أو ترك الحبل على الغارب في التعامل مع الولد والامتناع عن توجيهه أو تصحيح أخطائه ونصحه، وليس المطلوب أن يقف الآباء مكتوفي الأيدي أبداً، إنما عليهم أن يبحثوا عن البدائل الممكنة للتعامل مع الأبناء دون الحاجة للصراخ أو العقاب البدني مع تمرير النصائح والتوجيهات في بيئة ملائمة لتنفيذها، وهو ما يمكن أن ينفذه كلّ الآباء وسيلمسون تأثيره السحري.

 وما يقوي العلاقة بين الآباء والأولاد هو التقبيل المستمر، والممازحة، واللعب، وتناول الطعام سوياً، والحوارات، والنزهات، والذهاب سوياً لشراء الحاجيات، والذهاب سوياً للمساجد والمشاركة في الشعائر الدينية، والمدح والثناء لأي تفوق، والاستماع لآراء الابن واعتراضاته وتوجيهاته أحياناً.

وعلى الآباء أن يصطحبوا أبناءهم إلى الأسواق، ويجعلونهم يمارسون البيع والشراء، ويساهمون في وضع ميزانية مصروفات الشهر وغيرها مما يشعرهم بذواتهم وينمي ثقتهم بنفسهم.

على الآباء أن يختاروا الوقت المناسب لتوجيه الطفل بشكل غير مباشر من خلال قصة أو موقف مفتعل أو أن يشرحوا رأيهم بابن زميلهم الذي فعل كذا مما لا يليق وكان ينبغي أن يفعل كذا كذا، ومن هذه الأوقات المناسبة وقت الطعام أو المشي معاً.

على الآباء أن يستخدموا القصص في توصيل المعاني التي يريدوها، ويمكنهم إهداؤه مجموعة من القصص، ثم يتناقشوا معهم كلّ ليله حول ما استفادة من قراءة كلّ منها، ومن خلال المناقشة يمكنهم توظيفها للتأكيد على معانٍ معينة وأخلاق يريدون له التزامها، وهكذا... على الآباء أن يجعلوا عقابهم للأبناء الخصام، وإن نجحوا في أن يكونوا له صديقاً حقيقياً حميماً تحقق صداقتهم له السعادة والاستفادة، سيكون فقدة لصداقتهم عقاباً لا يسمح أبداً لنفسه التعرض له.

على الاباء أن يجدوا المبرر المنطقي والتفسير المحتمل للتصرف الخاطئ الذي فعله ولدهم- ويمكنهم سؤاله ومناقشه في ذلك- وذلك للتغلب على غضبهم تجاه فعله، ولكي يمكنهم توجيهه بهدوء.

*كتاب في تربية الطفل لـ "السيد أحمد باقر القزويني"

2022/06/25

خيال مفرط ووهم كاذب.. لماذا يشعر الشباب بالإحباط؟
الشباب أكثر الفئات التي تتعرض للإحباط النفسي نتيجة التغيرات الفسيولوجية والنفسية المميزة لهذه المرحلة الخاصة من العمر، فهم طاقة هائلة مندفعة متسرعة تنقصها الحنكة والخبرة.

[اشترك]

 كما نجدهم يفتقرون للواقعية والموضوعية، بل يمتازون بالخيال المفرط والوهم الكاذب وهنا تبرز عدة تساؤلات أهما:

- ما هو الاحباط، وهل تختلف درجته حسب شخصية كل فرد؟

- ما هي أسباب شعور الشباب بالإحباط النفسي؟

- كيف يمكن تجنب الشعور بالإحباط؟

إنّ الاحباط هو خيبة الأمل الذي يصيب الإنسان نتيجة عدم تحقيق الهدف المنشود من أي عمل يقوم به، وقد يكون الاحباط فعلياً أو مجرد وهم لا أساس له من الصحة، بمعنى انّه قد يحدث أي عائق أو عقبة واقعية أمام الوصول إلى الهدف، أو قد يتصور الفرد ويتوهم حدوث هذا العائق وعدم امكانية الوصول إلى الهدف بدون أن يحدث أي شيء فعلاً.

تختلف درجة الاحباط حسب شخصية كل فرد، كما انّها تختلف أيضاً حسب توقعه وتصوره للهدف الذي يريد تحقيقه وأمله المعلّق على الوصول إليه، فالشخصية التي تحسب كل شيء بدقة وتدرس كل موقف وتخطط جيِّداً لكل خطوة مستقبلية تصاب بالإحباط النفسي بدرجة أكبر من الشخصية التي تتميز بالارتجالية والعشوائية والتي تقدم على أي مشروع دون سابق دراسة أو حساب ولا يعنيها اتمام أو اكمال النتيجة، بقدر ما يعنيها المظاهر الزائفة، والمبالغة، وجلب انتباه الآخرين، والشخصية الأولى تصاب بالإحباط أيضاً بدرجة أكبر من الشخصية التي تندفع وراء الآمال الكبيرة بشيء من الطاقة الزائدة غير المحسوبة، وفي أكثر من اتجاه مع الشعور المسبق بالكبرياء والعظمة ولا يهمها كثيراً اتمام أي مشروع إلى نهايته أو الوصول الحقيقي إلى الهدف المقصود.

أسباب الشعور بالإحباط النفسي

هناك أسباب عديدة تؤدي إلى شعور الشباب بالإحباط النفسي منها:

أوّلاً: عدم تناسب الآمال الكبيرة التي يتمنون تحقيقها مع قدراتهم الذاتية وامكاناتهم الشخصية الضعيفة.

ثانياً: كثرة الصراعات النفسية عند الشباب، حيث يجد نفسه محصوراً في دائرة الاختيار الاجباري بين أهداف كثيرة وكلها متقاربة أو شبه متساوية في قيمتها، ومن أجل تحقيقها يحتاج إلى جهد كبير وتخطيط مستمر بحيث يصعب عليه التوفيق بينها.

 ثالثاً: عدم تحديد ما يسمى بالأهداف المرحلية الجزئية والتي توصل في مجموعها إلى الهدف النهائي، حيث يفتقد الشاب الموهبة والمقدرة اللازمة لأنّه لم يصل بعد إلى درجة النضج النفسي والعقلي.

 وأهمية هذه الأهداف المرحلية تبرز في تخفيف وتقسيم العبء النفسي والجهد والطاقة اللازمة لتحقيق الهدف النهائي، ومتى نجنب أبناءنا كل مخاطر الاحباط النفسي والشعور بخيبة الأمل، فلابدّ من حثهم ونصحهم بالمزيد من التروي، اضافة إلى التحديد الواقعي للهدف المنشود، ثمّ محاولة تقسيم الوصول إليه مرحلياً، والاهتمام بدراسة أبعاده، ومعرفة القدرات والامكانيات الذاتية لتحقيقها، هذا مع الاستعانة بمن هم أكبر سناً وأكثر خبرة للوصول إلى الحل السليم الذي يحقق هذه الأهداف.

*سارة إبراهيم

 

2022/06/23

إشغل نفسك.. الفراغ يقودك إلى ’الإنحراف’ و ’الحسرة’
كان الإنسان في الماضي قلّما يجد له متسعاً من الوقت، فهو دائم العمل والشغل في سبيل تأمين لقمة العيش، واليوم حيث حلت الآلة محل الإنسان في جوانب كثيرة من الحياة، وحيث العمل محدد بساعات معينة.

[اشترك]

وأيام العطل كثيرة ومتنوعة، ففي كلّ أسبوع يوم أو يومان، بالإضافة إلى عطلات الأعياد والمناسبات، والإجازات المرضية والاضطرارية وغيرها؛ أصبح لدى الشباب المزيد من الفراغ، والمزيد من الوقت غير المبرمج بعمل محدد.

وفي مثل هذه الحالة فإنّ الشاب المجد في حياته يبذل قصارى جهده في استثمار فراغه فيما يفيد جسمه وعقله وروحه.

 أما الشاب الذي لا يعرف هدفه في الحياة فإنّه يعتبر الفراغ فرصة ذهبية للمزيد من النوم والكسل، أو اللعب فيما لا يفيد، أو الجلوس في الطرقات والشوارع، أو الذهاب إلى الأسواق بلا حاجة، أو مشاهدة التلفاز بدون توقف، أو المعاكسة من خلال الهاتف والإنترنت.

والفراغ عندما يستثمر ويوظف في العمل والإنتاج والنشاط فإن نتائجه كثيرة ومتنوعة على الفرد والمجتمع والأُمّة، أما عندما يهدر وقت الفراغ فيما لا فائدة فيه، فإنّه يتحول إلى معول هدم ودمار وفساد؛ ولذلك نجد أن أكثر الذين ينحرفون من الشباب هم الذين يقضون أوقات فراغهم في اللهو واللغو والعبث. ويرى الكثير من الباحثين أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الفراغ وانحراف الأحداث والشباب، إذ أنّ الشاب عندما يشعر بالفراغ ولا يمتلك الإرادة أو التفكير في استثمار الفراغ وتوظيفه فيما يفيد، فإنّه بذلك يتحول إلى نقمة على الفرد والمجتمع معاً.

ولو ألقينا نظرة على التعاليم الدينية لرأينا أنها تحث على استثمار كلّ لحظة ودقيقة من الزمن وتوظيفها في العمل الصالح، يقول تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح/ 7-8)، ويقول النبيّ (ص): "إنّ العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له، فبادروا قبل نفاد الأجل". ويحذر النبي (ص) من افتتان الإنسان بالصحة والفراغ، حيث يقول (ص): "خلتان كثير من الناس فيهما مفتون: الصحة والفراغ"، ويقول (ص) أيضاً: "إنّ الله يُبْغِضُ الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة".

 والفراغ السلبي أحد أسباب الفساد، يقول الإمام عليّ (ع): "إن يكن الشغل مجهدة فاتصال الفراغ مفسدة"، وعنه (ع) قال: "من الفراغ تكون الصَّبوة"، وعنه (ع) أيضاً: "اعلم أنّ الدنيا دار بلية لم يفرغ صاحبها فيها قط ساعة إلا كانت فَرْغَتُهُ عليه حسرة يوم القيامة". وللأسف الشديد فالكثير من الشباب لا يتعامل مع الفراغ بصورة إيجابية، فلو ألقينا نظرة فاحصة على كيفية قضاء الشباب لأوقاتهم لاستنتجنا ما يلي: ثمان ساعات للنوم وربما أكثر، أربع ساعات لمشاهدة التليفزيون، ثلاث ساعات للأكل والشرب، ساعتان للتجوال والنزهة، ساعة واحدة للمكالمات الهاتفية، ست ساعات للعمل.. هذا هو المعدل المتوسط لقضاء يوم كامل.

 ومعدل العمل الحقيقي في الدول النامية كما تشير الدراسات لا يتجاوز ساعة واحدة على أفضل تقدير، والمتبقي من وقت العمل يذهب في الأكل والشرب، وقراءة الصحف، والتحدث مع الزملاء، والاتصال بالهاتف، والخروج من دائرة العمل لسبب أو آخر.

وقد أكّدت العديد من الدراسات والاستطلاعات بأن مشاهدة برامج التلفاز ومتابعة الشؤون الرياضية والتجول بالسيارات يأخذ معظم أوقات الفراغ لدى الشباب، في حين أن عادة القراءة والكتابة، أو استثمار أوقات الفراغ في إنجاز الأعمال المفيدة والمنتجة لا تكاد تسجل إلا أرقاماً منخفضة جدّاً، ومن هنا، فالشباب مدعوون لإعادة رسم خريطة أوقاتهم، وجدولة أوقات فراغهم فيما يفيد وينفع، بما يتناسب والتطلعات الحضارية، والقدرة على المنافسة في ظل فرص العولمة وتحدياتها.

 *كتاب الشباب.. هموم الحاضر وتطلعات المستقبل للشيخ عبد الله اليوسف

2022/06/22

هروب الفتيات: انتبهوا لأولادكم من ’أبطال المسلسلات’ و ’الفراغ العاطفي’!
ما الذي يحدث عندما يعاني الأبناء من نقص عاطفي حاد، وما الشعور الذي يعتريهم وماذا يمكن أن يحدث نتيجة ذلك الفراغ العاطفي؟ الواقع أن ما يمكن أن يحدث كارثي وصادم للأهل، وقد يحدث ما لا يخطر على بال الأهل.

[اشترك]

ونشير هنا إلى بعض الآثار الناتجة عن مشكلة (الفراغ العاطفي):

 الهروب من الواقع:

الفراغ لابدّ أن يُملأ وكأن تلك حكمة مطردة في كلّ الحقول والميادين.. السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية، ولأن ما يعانيه المبتلون من نقص عاطفي أمر لا يطاق، فلابدّ من استجابة للواقع ولو حدث ذلك بطريقة خاطئة، فالكثير من الأبناء يبحثون عن حل لمشكلاتهم، ويلجؤون إلى طرق ملتوية، إذ يبحث البعض عن عالم افتراضي يغدق عليه من العطف والمشاعر ويبادله الإعجاب والتقدير، ويجد ذلك بشكل مثالي في عالم (الشبكة العنكبوتية) حيث يتخاطب الناس مع بعضهم البعض، ويغدقون على بعضهم المشاعر، ويتبادلون الأفكار والآراء.

وتؤكد الوقائع الاجتماعية اليومية وقوع الكثير من الشباب ومن الجنسين في عملية نصب وخداع يدفعون على أثرها ضريبة باهظة الثمن أخلاقياً واجتماعياً.. أفلا نسمع عن هروب بعض الفتيات من أسرهن مع من أعجبن به ولو كان ذلك الآخر من بلاد بعيدة، وتكفي بعض كلمات معسولة للإيقاع بهن وخداعهن.

التعلق بالقدوات المزيفة:

ينظر الأبناء إلى آبائهم باحترام واجلال ويتخذونهم قدوات خصوصاً في أعمارهم المبكرة، بحكم التصاقهم اليومي ومعايشتهم الدائمة لهم، ولأنّ الآباء يوفرون لهم احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم اليومية خصوصاً ما يتعلق بالجانب المادي، بيد أنّ الانفصال النفسي المبكر بين الآباء وأبنائهم الناتج عن الإهمال يبقي الأبناء غرباء عن آبائهم نفسياً، ومع شعورهم بالحرمان العاطفي فإنهم سيتوجهون للتعويض عن ذلك بطرق كثيرة ومنها، البحث عن أشخاص يتعلقون بهم، ويصبحون مركز تفكيرهم، ومحور حياتهم، وفي بعض الأحيان يتعلق بعض الشباب من الجنسين بأبطال ورموز الفن.. خصوصاً أبطال المسلسلات التي تتحدث عن العلاقات الاجتماعية والأسرية والزوجية بشكل مثالي، حيث يتبادل أبطال المسلسلات تلك العلاقة الودية والمشاعر الحميمية، وهذا بالتحديد ما يجذب الشباب من الجنسين الذين يعيشون الحرمان العاطفي، لأنّه يوفر لهم بيئة مثالية يعوِّضون من خلالها هذا النقص (الحرمان) بالأشخاص الذين ينجذبون نحوهم ويتعلقون بهم باعتبارهم الأبطال المُخلِّصين لهم من تلك المآسي التي يعيشونها على أنهم يتعاطون مع عالم افتراضي اسمه (مسلسل) لكنهم يتعاملون معه على أنّه واقع ولو اطلعوا على حياة أبطاله الحقيقية والواقعية لأصابهم الذهول!! إذ أنّ هذه الرومانسية في حياتهم ليس لها وجود إلا في عالم التمثيل!

وإذا عدنا إلى الواقع اليومي فإنّ المشكلة الاجتماعية كبيرة في هذا الجانب... إذ قد ترى الكثير من الشباب (من الجنسين) يعيشون الحرمان العاطفي ولا يجدون من يبادلهم همومهم وأفكارهم ولا من يرجعون إليه في مشكلاتهم، ويفرغون إليه أحمالهم النفسية، ويصغي إليهم ويشاركهم همومهم.

 الانحرافات السلوكية:

تنقص الشباب من الجنسين غالباً التجربة والخبرة الحياتية، فالبعض منهم عندما يعيش مشكلة ما لا يستفيد من تجارب غيره وخبرته، ويندفع نحو خياراته لحل المشكلة التي يعاني منها خصوصاً عندما لا يجد أحداً من أسرته حوله.

 وكثير ما يخطأ الشباب الذين يعانون من الفراغ والحرمان العاطفي في خياراتهم ويندفعون بشكل مؤسف في الطريق الخطأ.. فكم من فتاة نسجت علاقات شخصية مع الغرباء عن طريق (النت) ثمّ بادلته صورها، ثمّ التقته، واتفقا على الزواج لكن بعد أن تلبي له طلبه!! وبعد طول مراوغة يختفي من حياتها ولا ترى له أثراً بعد عين بعد أن حصل منها على رغبته، وترك لها وعداً بالزواج مفتوحاً! وكم من شاب تائه يبحث عن علاج للتخلص من معاناته وحرمانه وجد ضالته في رفقاء سوء فحطَّ رحاله معهم بين القضبان!

وتنشر الصحف اليومية عشرات القضايا المشابهة لشباب من الجنسين وقعوا ضحايا الحرمان العاطفي.

العزلة والانطواء:

 قد تؤدي نتائج الحرمان العاطفي بالأفراد إلى الانسحاب من المجتمع واللجوء للعزلة والانطواء بعيداً عن الناس، وعدم الاختلاط بهم فيفقدون بذلك الزمالة والصداقة مع الأقران، على خلفية أنّ الآخرين لديهم علاقات واسعة ويتمتعون بعلاقات حسنة مع الآخرين، في حين يعجزون هم عن نسج علاقات مماثلة ولا يستطيعون مشاركة الآخرين في أحاديثهم وأنسهم، وقد يحدث العكس للأفراد المحرومين عاطفياً إذ قد يفرطون ويبالغون في نسج علاقات واسعة، ويقضون أوقاتاً كثيرة في المسامرة والدردشة مع الآخرين بمختلف وسائل الاتصال كل ذلك تعويضاً عمّا يفقدونه من شعور بالنقص والحرمان العاطفي.

*كتاب أُريد حباً لـ "محمد العليوات"

2022/06/21

زوجي ’بارد وغامض’.. افهمي الرجل قبل تشخيص العيوب!
هناك ثلاثة عيوب تذكرها المرأة في الرجل، العيب الأول أنه بارد غير متفاعل مع ما تطلبه أو تتحدث به، والثاني أنه غامض لا تستطيع أن تحدد رأيه أو تتعرف على تفاصيل حياته، والثالث أنه يضع الحواجز والمسافات في تعامله معها.

[اشترك]

 ففي أغلب الاستشارات التي تعرض علي أسمع من الزوجات تكرار مثل هذه الأوصاف والعيوب في الرجال، وبناء على هذه العيوب تبدأ الزوجة تتحدث أن زوجها لا يحبها ولا يرغب بها لأنه بارد غير متفاعل معها، أو لأنه يضع الحواجز في تعامله معها وهكذا.

أما العيب الأول وهو أن الرجل بارد وتفاعله قليل مع المرأة، فحتى نفهم هذه الصفة أكثر لابد أن نحلل شخصية الرجل، فأحد هذه الأسباب لأن المرأة عندما تتحدث فإن حديثها يتضمن أمرين: الأول المشاعر والعواطف والثاني المعلومات، وأغلب الرجال بعد الزواج يهتمون بالمعلومات أكثر من اهتمامهم بالعواطف، فلو تحدثت الزوجة عن مرض أمها واستمرت في وصف مشاعرها تجاهها كأن تقول: (أنا لا أعرف كيف أعيش بعد أمي، وأنا أحب أمي كثيرا، وأمي تبكي من الألم)، فإن مثل هذه العبارات لا يتفاعل الرجل معها كثيرا لأنها عبارات عاطفية، فيظل صامتا ساكتا وهو يستمع لزوجته ثم تتهمه بالبرود وعدم التفاعل، بينما لو تحدثت معه بمعلومة مثل أن تقول: (إن المستشفى الذي تعالج فيه أمي خدماته سيئة)، فإن زوجها يتفاعل معها ويقول (ولكن في مستشفى آخر أفضل منه، أو أنا أعرف الطبيب الفلاني سأكلمه ليهتم بأمك أكثر)، فنلاحظ أن الرجل تفاعل مع المعلومة بينما كان باردا ولم يتفاعل مع العبارات العاطفية، لأن أغلب الرجال منطقيين فيتفاعلون مع المعلومات، وهناك نسبة قليلة من الرجال عاطفيين يتفاعلون مع العواطف أكثر من المعلومة.

أما العيب الثاني الذي تصفه المرأة في الرجل وهو أنه غامض أو لا يشاركها في تفاصيل حياته، فإن أحد الأسباب أن المرأة أسرع من الرجل في اعطاء الأمان والثقة للآخرين، بينما الرجال بشكل عام يحتاجون لوقت طويل في التعامل مع الطرف الآخر سواء كان صديقا أو زوجة أو حتى شريكا في التجارة حتى يعطونه الأمان والثقة، فلهذا أغلب الرجال عندهم تحفظ ويضعون مسافة في التعامل مع الآخرين وخاصة في القضايا الشخصية مثل الأمور المالية أو الصحية أو العلاقات الاجتماعية والأسرية، وهناك سبب آخر وهو إن بعض الرجال يخشي لو تكلم في تفاصيل يومه أو حياته فإن المعلومات التي تستمع لها الزوجة قد تستخدمها في يوم من الأيام ضده، فلهذا كثير منهم يتحفظ ويفضل الصمت أو الحديث العام.

وأما العيب الثالث وهو وضع الرجل الحواجز والمسافات بينه وبين زوجته فهناك عدة احتمالات، الأول أن يكون قد جرب زوجته واختبرها بعدة مواقف فلم تكن محلا للثقة، أو الاحتمال الثاني أن زوجته تنقل كل أخباره ومعلوماته لصديقاتها أو أمها وهو يكره هذا السلوك، أو قد تكون زوجته من النوع الذي يتدخل في كل شيء وتسأل عن كل شيء وتشك في كل شيء فطبق المثل القائل (أبعد عن الشر وغنيلوا)، أو قد يكون الرجل نفسه انطوائي وليس اجتماعي فلهذا هو يضع الحواجز ليس مع زوجته فقط وإنما مع كل الناس.

والسؤال المهم هو كيف نتعامل مع هذه العيوب لو كانت موجودة في الرجل؟ والجواب بالنسبة للعيب الأول فإننا لا نعيب عليه عدم تفاعله مع الأمور العاطفية في الحديث لو كان هو منطقيا ونقدم له المعلومة المنطقية حتى يتفاعل معها، وأما العيب الثاني فنعطيه فرصة ليختبر مدى ثقتنا وكتمان السر عندنا حتى يطمئن وبعدها سيتحدث عن تفاصيل حياته وقد تستغرق هذه وقتا طويلا، وأما وضع الحواجز فلا بد أن نعرف السبب وحينها يمكننا علاجها وتفاديها، ولكن النقطة الأهم في الموضوع كله أن كل هذه العيوب التي تشتكي منها المرأة قد يكون سببها الرجل أو المرأة نفسها ويعتمد على التشخيص للحالة.

*د. جاسم المطوّع

2022/06/21

الطلاق يدمّر العوائل
الطلاق مسألة يمكن أن يتعرض لها كل إنسانٍ في حياته، لكن توجد هناك طُرُق وحلول لمنع هذا الأمر الذي هو أبغض حلال عند الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وآله: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق"، (القواعد والفوائد للشهيد الأول، ج1، ص399).

[اشترك]

الشخص بنفسه يمكن أن يحلّ مشاكله، لأنّه أعرف الناس بنفسه وشخصيته ومتطلباته وكفاءاته وحتى مشاكله.

 الشخص عندما يُريد أن يختار زوجاً لابد أن يراعي، ويأخذ كفاءاته وشروطه بعين الاعتبار، لكي يختار الزوج المُناسب له، ولأنّه عند عدم مراعاة هذه الكفاءات والشروط، ستولد مشاكلٌ في حياته الزوجية قد تصل إلى مرحلة الطلاق، إذن الشخص لابد أن يرجع إلى نفسه ابتداءً.

ثم إنّ العائلة لها دورٌ كبيرٌ في استحكام العلاقة الزوجية، حيث يمكن لها أن تحل المشاكل التي اصطدم بها الزوجين كوسيطِ محايدِ يستمع، ويأخذ الزوجين كلامها بعين الاعتبار، وكذلك بعدم تدخلهم في شؤون الزوجين الخاصة بهما، يساعدون الزوجين في استمرار حياتهما.

أمّا المجتمع الذي يعيش فيها الزوجين فله دورٌ كبيرٌ في استمرار الحياة الزوجية، لأنّه يربط، ويحتوي الحياة الزوجية لكثير مِن الناس، فالمجتمع هو محورٌ لارتباط العوائل والعلاقة بينهم وبين الزوجين كذلك.

وفقاً لما ذكرناه فسلامة العائلة والمجتمع مقولتان تابعتان ببعضهم الآخر، وكل سوءٍ تصيب أي واحدٍ منهما ستضر الآخر، وفي النهاية تسبب بهبوط وتدمير العائلة أولاً، والمجتمع ثانياً، ومِن أهمّ هذه المصائب -لو لم نَقُل بأنّه أهمّها- هو الطلاق.

*السيد حيدر الجلالي

2022/06/21

كيف تعوّد طفلك على الصلاة؟
أوّلاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين الثالثة والخامسة).

[اشترك]

 1- ميزة هذه المرحلة إنّها هي مرحلة الرغبة في التقليد.

 2- من الأخطاء في هذه المرحلة أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: "لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن".

 3- إذا وقف الطفل بجوار المصلي ثمّ لم يركع أو يسجد ثمّ بدأ يصفق مثلاً ويلعب فلندعه ولا نعلق على ذلك، ولنعلم جميعاً أنّهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم، أو قد يبكون، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلي.

 4- ماذا عليه أن يحفظ: في هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور: الفاتحة، والإخلاص، والمعوذتين.

 ثانياً: مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة):

 1- ميزة هذه المرحلة: يكون التركيز على كثرة الكلام عن الله تعالى وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله، وفي المقابل، ضرورة طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان.

 2- من الأشياء الضرورية: لابدّ من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه، لابدّ من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار العبادة، ومن المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج، وفرض الصلاة، أو سرد قصص اهل البيت (عليهم السلام) والصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة.

 3- من المحاذير: الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد، وغني عن القول أنّ الضرب في هذه السن غير مباح، فلابدّ من التعزيز الإيجابي، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسياً من حياته.

 4- البنات في هذه المرحلة: نحببهم بأمور قد تبدو صغيرة تافهة ولكن لها أبعد الأثر، مثل خياطة حجاب صغير مخصص للطفلة، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بها.

 5- فكرة عندما يتكاسل في الوضوء: نقوم بعمل طابور خاص بالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم الطابور كلّ الأفراد الموجودين بالمنزل في هذا الوقت.

 6- التدرج مهم في هذه المرحلة: يبدأ الطفل بصلاة الصبح يومياً، ثمّ الصبح والظهر، وهكذا حتى يتعود بالتدريج إتمام الصلوات الخمس، وذلك في أي وقت، وعندما يتعود على ذلك يتم تدريبه على صلاتها في أوّل الوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن، كلٌّ حسب استطاعته وتجاوبه.

 7- استخدام التحفيز مهم: فنكافئه بشتى أنواع المكافآت، وليس بالضرورة أن تكون المكافأة مالاً، بأن نعطيه مكافأة إذا صلى الخمس فروض ولو قضاء، ثمّ مكافأة على الفروض الخمس إذا صلاها في وقتها، ثمّ مكافأة إذا صلى الفروض في أوّل الوقت.

 8- نربطه بالجنة: ويجب أن نعلّمه أنّ السعي إلى الصلاة سعي إلى الجنة، ويمكن استجلاب الخير الموجود بداخله، بأن نقول له: "أكاد أراك يا حبيبي تطير بجناحين في الجنة، أو "الله تعالى راض عنك ويحبك كثيراً لما تبذله من جهد لأداء الصلاة"، أو "أتخيلك وأنت تلعب مع الصبيان في الجنّة والرسول (ص) يفرح بكم بعد أن صليتم جماعة معه"... وهكذا.

 9- بالنسبة للبنين: فتشجيعهم على مصاحبة والديهم (أو ما يقوم مقامهم من الثقات) إلى المسجد، يكون سبب سعادة لهم،

 أوّلاً لاصطحاب والديهم، وثانياً للخروج من المنزل كثيراً، ويراعي البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلى وقت ومجهود وصبر من الصغير لربطها أو خلعها.

 10- ماذا يجب أن يتعلم: يراعى في هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره، وكيفية الاستنجاء، وآداب قضاء الحاجة، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والملابس، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة. ويجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء، تدريبه على ذلك عملياً، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع أبنائهم.

 ثالثاً: مرحلة الطفولة المتأخرة (ما بين السابعة والعاشرة):

 1- سلوك الطفل: في هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة، وعدم التزامهم بها، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة.

 2- كيفية التعامل معهم: يجب أن نبتعد عن السؤال المباشر هل صليت الصلاة؟ لأنّهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه، أو إغفال الأمر، بالرغم من إدراك كذبه، والأولى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال، مثل الصلاة يا شباب: مرة، مرتين ثلاثة، وإن قال مثلاً إنّه صلى في حجرته، فقل لقد استأثرت حجرتك بالبركة، فتعال نصلي في حجرتي لنباركها، فالملائكة تهبط بالرحمة والبركة في أماكن الصلاة!! وتحسب تلك الصلاة نافلة، ولنقل ذلك بتبسم وهدوء حتى لا يكذب مرة أخرى.

 3- العمل إن لم يصلِّ الطفل: يقف الأب أو الأُم بجواره – للإحراج – ويقول: "أنا في الانتظار لشيء ضروري لابدّ أن يحدث قبل فوات الأوان (بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد).

 4- تشجيعهم: ويكفي للبنات أن نقول: "هيا سوف أصلي تعالى معي"، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة، لأنّها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع، أما الذكور فيمكن تشجيعهم على الصلاة بالمسجد وهي بالنسبة للطفل فرصة للترويح بعد طول المذاكرة، ولضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية، مثل شراء الخبز، أو السؤال عن الجار... إلخ.

 5- ماذا يتعلم: وفي هذه السن يمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة، وصفة النبيّ (ص)، وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة.

 6- فكرة: يمكن اعتبار يوم بلوغ الطفل السابعة حدثاً مهماً في حياة الطفل، بل وإقامة احتفال خاص بهذه المناسبة، يدعى إليه المقربون ويزين المنزل بزينة خاصة، إنّها مرحلة بدء المواظبة على الصلاة!! ولا شك أنّ هذا يؤثر في نفس الطفل بالإيجاب، بل يمكن أيضاً الإعلان عن هذه المناسبة داخل البيت قبلها بفترة كشهرين مثلاً، أو شهر حتى يظل الطفل مترقباً لمجيء هذا الحدث الأكبر!!

 7- وفي هذه المرحلة: نبدأ بتعويد على أداء الصلوات كلّ يوم، وإن فاتته إحداهنّ يقوم بقضائها، وحين يلتزم بتأديتهن جميعاً على ميقاتها، نبدأ بتعليمه الصلاة فور سماع الأذان وعدم تأخيرها، وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة، يجب تعليمه سنن الصلاة ونذكر له فضلها، وأنّه مخيَّر بين أن يصليها الآن، أو حين يكبر (مرحلة المراهقة).

 8- صفات هذه المرحلة: يتسم الأطفال في هذه المرحلة بالعند والرفض، وصعوبة الانقياد، والرغبة في إثبات الذات – حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة وتضخم الكرامة العمياء، التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا حدث أن توقُّفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبهة من أن يشار إلى أنّ قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعاً من ذاته، وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد. ولنعلم أنّ أسلوب الدفع والضغط لن يجدي، بل سيؤدي للرفض والبعد، وكما يقولون "لكلّ فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه" هكذا يجب أن نتفهم الابن ونستمع إليه إلى أن يتم حديثه ونعامله برفق قدر الإمكان.

 رابعاً: برنامج تربوي مقترح من التربويين والمتخصصين:

وفيما يلي برنامج متدرج، هذا البرنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر، وربما أقل أو أكثر، حسب توفيق الله تعالى وقدره:

المرحلة الأولى: هي مرحلة الفعل الصامت (عنوان ٥)

 أ‌) مدتها: تستغرق من ثلاثة أسابيع إلى شهر.

 ب‌) الطريقة المتبعة:

 1- في هذه المرحلة لن توجه إليه أي نوع من أنواع الكلام، وإنما سنقوم بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلاً تعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضل في غرفة المعيشة مثلاً، أو تعمَّد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في أي مكان يفضله بالبيت، ثمّ يعود الأب لأخذها وهو يفكر بصوت مرتفع: "أين سجادة الصلاة؟ "أريد أن أصلي، لقد دخل الوقت، يا إلهي كدت أنسى الصلاة... ويمكنك بين الفرض والآخر أن تسأله: حبيبي، كم الساعة؟ هل أذّن المؤذِّن؟ كم بقي على الفرض؟ حبيبي هل تذكر أنني صليت؟ آه لقد أصبحت أنسى هذه الأيام، لكن يا إلهي، إلّا هذا الأمر".

 2- واستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيع أخرى أو أسبوعين حتى تشعر أنّ الولد قد ارتاح، ونسى الضغط الذي كنت تمارسه عليه، وساعتها يمكنك الدخول في المرحلة الثالثة.

 المرحلة الثانية:

1- قم بدعوته بشكل متقطِّع، حتى يبدو الأمر طبيعياً، وتلقائياً للخروج معك، ومشاركتك بعض الدروس بدعوى أنك تريد مصاحبته، وليس دعوته لحضور الدرس، بقولك: "حبيبي أنا متعب وأشعر بشيء من الكسل، ولكنّي أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعال معي، أريد أن أستعين بك، وأستند عليك، فإذا رفض لا تعلق ولا تُعِد عليه الطلب، وأعد المحاولة في مرة ثانية".

 2- ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركه في كلّ ما تصنعه في أمور التزامك من أوّل الأمر، وأن تسعى لتقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما من خلال طلب رأيه ومشورته بمنتهى الحب والتفاهم، كأن تقول الأُم لابنتها، حبيبتي تعالي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد ما رأيك في هذه الربطة؟ كلّ هذا وأنت تقفين أمام المرآة، وحين تستعدين للخروج مثلاً تقولين لها: "تعالي اسمعي معي هذا الدرس أو هذه المحاضرة"، ما رأيك فيه؟ "سأحكي لك ما دار في الدرس هذا اليوم" ثمّ تأخذين رأيها فيه، وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت.

 3- اترك ابنك أو ابنتك يتحدثون عن أنفسهم، وعن رأيهم في الدروس التي نحكي لهم عنها بكلّ حرية وبإنصات جيد منا، ولنتركهم حتى يبدؤون بالسؤال عن الدين وعن أموره.

خامساً: كيفية تحفيز الطفل على الصلاة:

- الصلاة من الأشياء المهمة والضرورية في الحياة التي يجب على الإنسان تأديتها ومن الطبيعي أن يصل هذا المفهوم للأطفال.

- والسؤال الذي يتبادر لأذهاننا كيف نعلم أطفالنا الصلاة أو بالأصح كيف نجعلهم يحافظون على الصلاة ونتأكد من وصول هذا المفهوم بالشكل الصحيح؟

- إذا كان عمر الأطفال في سبع سنوات ليس لنا في هذا السن سوى التعامل معهم بالملاطفة والملاعبة وحسن التعامل ليتشبعوا بالعاطفة والحنان والمودة والاحترام، وليستمتعوا بطفولتهم بكلّ جوانبها.

- أما بعد السبع سنوات فهي مرحلة الطفولة المتأخرة وبدأ مرحلة المراهقة وهي مرحلة يتعلم فيها الطفل السلوك السليم ويبدأ (الإدراك والتجرد) يعني تعلم فكري بعيد عن الإحساس وتعلم المفاهيم الحياتية المجردة (مثل الصلاة وأمور الدين والنظافة والتعامل مع الناس وغيرها) وهي مرحلة يؤسس الطفل فيها جميع جوانب حياته الشخصية.

 - من أساليب متابعة الطفل لأداء الصلاة مثلاً وضع جدول في مكان واضح في البيت يراه الجميع وهو عبارة عن جدولين واحد للبنت والآخر للولد يوضع فيهما إشارة صح لصلوات اليوم.

 - وإذا اكتمل الأسبوع نشجعه بنزهة أو مكان يتمنى الذهاب إليه أو إلى الحديقة أو أي مكان أو هدية جميلة يحبها، غير أسلوب امتداحه بين إخوته فهو محفز ومجدي أكثر.

*كتاب دليل الآباء والأُمّهات في تربية الأبناء: الكاتب: د. جمال ماضي

2022/06/20

أضرار ’الطلاق’ على الرجل: الوحدة الشديدة ومخاطر صحية
يتعرّض الرجل بعد طلاقه إلى العديد من الآثار التي تتنوّع باختلاف طبيعة العلاقة بين الشريكين ونمط حياتهما قبل الطلاق وبعده.

[اشترك]

 ومن هذه الآثار:

الأثر النفسي

يؤدّي الطلاق إلى خلق مشاكل نفسيّة عديدة عند بعض الرجال الذين لا يستطيعون تقبّل أمر الانفصال وخاصّة في البداية، وهو ما يرهقهم كثيراً نفسيّاً وعاطفيّاً ويؤثّر على صحّتهم النفسية بشكل سلبي في المستقبل، بسبب صعوبات الطلاق وتبعاته التي قد تدخلهم في مشاكل وصراعات إمّا مع الشريكة، أو حتّى مع الأهل، أو مع أنفسهم بسبب عدم استقرار الحياة في ذلك الوقت، فقد يبدأ الرجل بالشعور بأنّه شخص سيّئ ولم يستطع الحفاظ على زوجته وأسرته ممّا قد يقوده إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية الشائعة كالإحباط والاكتئاب والقلق، ومن جهة أخرى فالرجل لا يستطيع الإفصاح عن الأمور التي يمر بها بسبب ضغط المجتمع الذي يواجهه، والذي يعتقد بأنّ عليه أن يكون قويّاً في جميع الأحوال، وأن يحمّل الفراق والطلاق بكلّ تبعاته ممّا يفاقم الأمر عليه ويزيده سوءاً.

الأثر الوظيفي والمالي

يعتبر الأثر السلبيّ على الوظيفة أو العمل الخاصّ وبالتالي الوضع المالي واحداً من أكثر الآثار شيوعاً على الرجال، فغالباً ما يترتّب على الرجل دفع مبلغ من المال لزوجته بعد الطلاق والذي قد يكون كبيراً، بالإضافة إلى النفقات الكبيرة التي يحتاجها الأولاد إذا ما وجدوا، وأجرة المحامين وغيرها من النفقات الكثيرة التي يتطلّبها الطلاق، وخاصّة إذا لم تكن هناك تسوية عادلة في الموضوع، أو إذا طالت فترات النزاع بين الزوجين قبل الطلاق، وهذا ما يؤدّي إلى إرهاق الرجل من هذه الناحية التي يعتبرها مهمة جدّاً بالنسبة إليه. أمّا بالنسبة للوضع الوظيفي، فقد أثبتت الدراسات أنّ الرجال المطلّقين يظهرون أداءً ضعيفاً في العمل مقارنة بزملائهم المتزوّجين ومقارنة بأدائهم قبل الطلاق، وهذا يعود إلى التشتّت الذهني الذي يعيشونه بسبب تراكم المسؤوليّات عليهم خاصّة إذا ما كانوا يحتضنون الأطفال أو يقلقون بشأن أمور المنزل وغيرها.

الأثر الاجتماعي

يؤثّر الطلاق على حياة الرجل الاجتماعيّة بشكل كبير، خاصّة إذا ما لم يستطع تخطّيه خلال مدّة وجيزة، فقد يشعر الرجل بالوحدة الشديدة أو قد يشعر بأنّه مقصى عن حياة العائلة خاصّة إذا ما كان الأطفال يعيشون عند الأم، وبسبب هذه الوحدة قد يلجأ بعض الرجال إلى الزواج مرّة أخرى بسرعة كبيرة ومن دون التفكير في تبعات الأمور التي غالباً ما سوف تكون سيّئة بالنّسبة لهم، فلا يستطيع الرجل في الفترات الأولى اختيار شريكة حياة أخرى بحكمة ورويّة بل عادة ما يكون القرار خاطئاً، ومن جهة أخرى يؤثّر موضوع الطلاق على الرجل اجتماعيّاً إذا ما قام بعزل نفسه عن الآخرين والمجتمع من حوله بغرض تفادي الأسئلة الكثيرة عن الموضوع، ممّا يؤدّي به إلى مزيد من الوحدة التي قد تفضي إلى أن يشعر بالسوء طوال هذه الفترات ممّا يؤثّر على كلّ شيء في حياته لا سيّما الأمور المهمّة والتي لها الأولوية، خاصّة إذا ما كان من الأشخاص الاجتماعيّين والذين يحبّون أن يتواجدوا في التجمّعات، وإذا ما كانت الحياة الاجتماعية تعني لهم الكثير.

الأثر على الأبناء

قد تأخذ الأم حضانة الأبناء خاصّة إذا ما كانوا أطفالاً، وهو ما يؤدّي إلى أن يقلّ التواصل بين الأب وأبنائه في بعض الأحيان بسبب عيشهم في بيتين منفصلين، وهذا ما يعود على الأب بالسوء خاصّة إذا ما لم تكن الأم تسمح له برؤية الأبناء أو قضاء وقت جيّد معهم، فيلجأ الرجل إلى المحكمة ممّا يعني مزيداً من المتاعب النفسية والمالية والجسديّة، كما أنّ الرجل قد يشعر بالسوء الشديد إذا ما كان تعلّقه بأطفاله كبير بحيث لا يستطيع الانفصال عنهم، وهو السبب الأساسي الذي يجعل الناس يرون أمر الطلاق صعباً، ولذا فإنّه من الصعب على الرجل تخطّي فكرة أن لا يقضي مع أولاده وقتاً كافياً، أو أن لا يراهم وقتما شاء، وهذا بدوره قد يؤثّر على العلاقة نفسها بين الأب والأطفال التي قد تسوء أو تصبح أضعف وأقلّ متانة ممّا كانت عليه حينما كانوا يعيشون في بيت واحد.

 الأثر الجسدي

 يؤدّي الطلاق في كثير من الأحيان إلى تأثر حالة الرجال الجسديّة وصحّته بسبب قوّته التي قد تضعف أثناء الطلاق، ما يؤدّي إلى مخاطر صحّية حقيقية، وقد أثبتت الدراسات أنّ الرجل يتعرّض لها بعد الطلاق كزيادة احتماليّة تعرّضه لأمراض السرطان وغيرها من الأمراض التي تؤثّر عليها الصحّة النفسيّة، فقد يتّجه الرجل في هذه الوضعيّة إلى أن يترك عاداته الصحّيّة في تناول الغذاء بالإضافة إلى عدم ممارسته للتمارين الرياضية بسبب الإحباط الذي يعيشه، أو بسبب تراكم المسؤوليّات عليه، وبسبب أنّ الرجل هو المسؤول الوحيد عن نفسه كما يرى الناس، فإنّه قد يتجاهل بعض الأعراض الصحّية الخطيرة التي يمر بها من أجل ألا يطلب المساعدة من أحد، وهو ما قد يؤدّي إلى تأثّر صحّته سواء في الحاضر أو في المستقبل.

*روان وجيه الجعبري

2022/06/19

كلمة سرّ الصندوق الأسود لزوجكِ.. شاهدي معه ’الأخبار’ ولا تحدثيه وهو متعب!
الكثير من الزوجات يعانين من انغلاق أزواجهن وإخفاء مشاعرهم وإحباطاتهم عنهن، ما يجعل المنزل تخيم عليه أجواء الغضب والتوتر والانفعال واختلاق المشاكل دون معالجة الأسباب الحقيقية.

[اشترك]

 في الحقيقة، الكثير من الرجال يفتقدون القدرة على الإفصاح عن مشاعرهم، ويخجلون من إِشراك زوجاتهم في مشاكلهم، سنتطرق الى بعض النصائح التي ستساعدك في تخطي هذه المشكلة.

1. اطلبي نصيحته لحل مشاكلك:

الكثير من الأزواج كما قلت يخشون الإفصاح عن مشاكلهم خجلًا، ولكن عندما تطلبين منه نصيحة حول مشكلة تتعرضين لها أنت تجعلينه يشعر بالثقة في نفسه، خاصة إذا طلبتِ منه الإفصاح عن خبرات سابقة له في مشاكل مشابهة مر بها من قبل واستطاع تخطيها بسهولة.

2. تجنبي عبارة "يجب أن نتحدث في ...":

هذه الجملة ستثير قلق زوجك تلقائيًّا، وستجعله متحفزًا ويشعر كما لو أن هناك مشكلة جديدة أو مصيبة كبيرة في انتظاره، ما سيؤدي بدوره إلى تجنب الحوار معك واطلاعك على مشاكله أو ما يفكر به وعما يعانيه وسيتحول الأمر إلى مشاجرة حتمية.

3. لا تتحدثي معه وهو متعب:

الشخص المتعب ليس بحاجة الآن لحديث عن أعبائه ومشاكله وما يشغل تفكيره، كل ما يفكر فيه هو قسط من الراحة، لذلك إذا كان زوجك متعبًا أو مرهقًا، لا تحاولي فتح مناقشة معه عن أي شيء سواء متاعبه أو متاعبك، يمكنك اختيار يوم العطلة لبدء محاولاتك في التقرب منه ومعرفة ما يؤرقه.

4. كوني صديقة له:

فكري ما هي المزايا في صديقاتك حتى تحبي الحديث معهن وتكشفي لهن عن أسرارك ومشاكلك؟ هل لأنهن ينصتن في الحديث إليكِ باهتمام، أم لأنكِ تشعرين بأنهن سيتقبلون كل ما تقولين بلا أحكام مسبقة؟ زوجك أيضًا يحتاج إلى صديقة تفعل معه المثل، كوني له هكذا، أعطيه دومًا الانطباع بأنك ترغبين في الاستماع له سواء الأمر يبدو لكِ مثيرًا أو مملًا، ولا تحكمي على أفعاله بصورة حادة حتى إذا كانت خاطئة، فالأصدقاء يتقبلون أخطاء بعضهم البعض لأنهم يعلمون أننا جميعًا بشر.

5. لا تضغطي عليه في الحديث:

في بعض الأحيان، الضغط قد يجعل زوجك يبدأ الحديث، وفي أحيان كثيرة أخرى الإصرار قد يجعله ينفجر غاضبًا بدلًا من الارتماء في حضنك والإفصاح عن كل ما يفكر به، لذلك إذا فضل زوجك الصمت وعدم الرغبة في الحديث في أي موضوع تحاولين فتحه، أعطيه وقته حتى يستطيع التعامل مع مشاعره السلبية هذه دون أن تنتقل إليكِ.

6. انتقي الأسئلة بذكاء:

هل ترغبين في فتح محادثة مع زوجك؟ السؤال هو الطريقة المثلى لذلك، لكن لا تسألي أسئلة إجاباتها يمكن أن تتلخص في نعم أو لا فقط، حاولي أن تجعليها أسئلة نقاشية تجذبه للحوار والبدء في الكلام، ومن هذه النقطة انتقلي لمواضيع مختلفة حتى يتحدث عن مشاكله بمفرده.

7. لا تشعريه بالذنب:

الكثير من الزوجات يشعرن بالجرح والضيق لأن أزواجهن لا يشاركونهن مشاعرهم ومشاكلهم، لكن هذا ليس الوقت المناسب لإضافة الإحساس بالذنب فوق ما يعاني منه زوجك، فلا تتبعي هذا الأسلوب وتجعليه يشعر أنه السبب في مضايقتكِ كذلك، فهذا إما سيزيد حزنه أو سيجعله ينفجر في النهاية مع كل هذا الضغط.

8. اشتركا معًا في أنشطة يومية:

إذا كان زوجكِ معتادًا على مشاهدة مباراة كرة قدم أو ممارسة رياضة المشي أو حتى مشاهدة الأخبار يوميًّا، شاركيه الأنشطة نفسها، فستساعدكِ كثيرًا على فتح مجالات واسعة للحديث بينكما، وستجدين مع الوقت أنه سيبدأ في الإفصاح عن مشاعره بصورة آلية.

* سوبر ماما

 

 

 

2022/06/18

’نساء متبرّجات’ في الأماكن المقدّسة.. هل هذا من آداب الزيارة؟!
إنّ السفر من الأمور الممتعة فقد يكون لغايات اجتماعية أو ترفيهية أو تعليمية أو لزيارة مكان خاص، ولكن لا شكّ أنّ به متعة واكتساب فائدة جديدة عن ثقافة وحضارة البلد التي تسافر لها، ويمكن أن تجعله في سبيل الله وتحصل على جزيل الثواب بمجرد أن تنوي القربة لله في السفر.

[اشترك]

وها نحن في شهر ذي القعدة المبارك نعيش مناسبات دينية، ومنها مناسبة تدعو الإنسان إلى السفر والذهاب إلى بلدة يرتاح الفؤاد إليها، وذلك عندما يضع رحله فيها، وهي بقعة في خراسان تنافس السماء علواً وازدهاراً، على أعتابها يتكدس الذهب، ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارتها، والصلاة عندها، والتطواف حول ذلك الضريح المقدّس.

وروي عن الإمام الرضا عليه ‌السلام أنه قال: «إنّ في خراسان بقعة سيأتي عليها زمان تكون مختلف الملائكة لا تزال تهبط فيها فوج من الملائكة، وتصعد فوج، حتى ينفخ في الصور، فقالوا: يا بن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله)، وما هي البقعة؟ قال: هي بأرض طوس، وإنّها والله روضة من رياض الجنّة من زارني فيها كان كما لو زار رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وكتب الله له بذلك ألف حجة مقبولة وألف عمرة مقبولة وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة».

وقال السيد ابن طاووس في كتابه الإقبال بالأعمال الحسنة: رأيت في بعض تصانيف أصحابنا العجم رضوان الله عليهم أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا عليه‌ السلام يوم الثالث والعشرين من ذي القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة، أو بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك انتهى.

أدب الزيارة

وهناك في كتب المختصة بالأدعية والزيارة آداب مخصوصة يجب على الزائر مراعاتها؛ لكي تقع زيارته على أحسن وجه، وينال على الثواب الكامل المخصص لزيارته، وفي خلال كلام العلماء حول هذا الموضوع نجد هناك آداب اختصت بالمرأة الزائرة الكريمة حتى تنال ثواب الزيارة بأكملها بالتزامها بتعاليم الدينية الرصينة، كما أن هناك بعض النساء اللاتي لا يلتزمن بما جاء في آداب الزيارة، وهنا نشير إلى ما أورده الشيخ عباس القمي رحمه الله في كتابه القيّم مفاتيح الجنان بهذا الأمر:(من هذه الكلمة يعرف مبلغ القبح والشناعة في ما دأبت عليه النسوة في زماننا من أن يتبرجن للزيارة، فيبرزن بنفائس الثياب، فيزاحمن الأجانب من الرجال في الحرم الطاهر، ويضاغطنهم بأبدانهن مقتربات من الضرائح الطاهرة أو يجلسن في قبلة المصلين من الرجال ليقرأن الزيارة، فيلفتن الخواطر، ويصدُّن القائمين بالعبادة في تلك البقعة الشريفة من المصلين والمتضرعين والباكين عن عباداتهم، فيكنَّ بذلك من الصادات عن سبيل الله إلى غير ذلك من التبعات وأمثال هذه الزيارات ينبغي حقاً أن تعد من منكرات الشرع لا من العبادات، وتحصى من الموبقات لا القربات).

*زهراء الكواظمة

 

 

 

 

 

 

2022/06/15

مهيّجات الزنا: أفلام ودعايات مثيرة تغذّي ’الشهوات’!
الغريزة الجنسية من أهم وأخطر الغرائز في حياة الإنسان، وهي تستيقظ عنده في نهاية العقد الأول من عمره، ثم تتبلور شيئاً فشيئاً حتى تصبح لها سيطرة كبيرة على شخصيته وتوجيه سلوكه، وامتحان الإنسان الحقيقي هو في قدرته على ضبط هذه الغريزة، حتى لا تنزلق به نحو الحرام والفساد.

[اشترك]

وتلعب الأجواء العامة التي يعيش فيها الإنسان دوراً كبيراً في مساعدته على ضبط شهواته، إذا كانت أجواء تسودها العفة والاحتشام، أو دفعه باتجاه الانجراف والانحراف، حينما تتوفر الإثارات ودواعي تحريض الشهوات.

وهذا ما يعاني منه إنسان هذا العصر، وخاصة الشباب من الفتيان والفتيات، حيث تتفنن وسائل الإعلام في عرض المشاهد والأفلام المثيرة، وحيث يقّل الالتزام بالضوابط الشرعية في الانفتاح والعلاقة بين الجنسين الذكور والإناث.

مما يوقع الكثيرين في مستنقعات الفواحش، ومزالق الانحراف، وخاصة في فترة المراهقة.

ومن لطف الله تعالى ورحمته بعباده أن فتح لهم أبواب التوبة، ودعاهم إلى الإنابة إليه، حتى لا يبقى المذنب العاصي فريسة دائمة لتضليل الشيطان، ولا يستمر في الانقياد للأهواء والشهوات، بل رغّب سبحانه عباده في التوبة والإقلاع عن المعصية، ووعدهم بعفوه ومغفرته مهما كان حجم ذنوبهم ومعاصيهم، يقول تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [1] .

ويقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [2] .

وفي مجال بحثنا إذا حصلت علاقة جنسية غير مشروعة بين رجل وامرأة (زنا)، ثم أرادا تكوين علاقة شرعية بعقد نكاح شرعي، فهل يمكنهما ذلك؟ أم لا؟ وهل للعلاقة المحرّمة سابقاً أثرٌ يُعرقل الزواج المشروع؟

يتضح الجواب في المسائل التالية:

الزواج بعد التوبة:

إذا وقعت امرأة في خطيئة الزنا ثم أدركت خطأها وتابت إلى الله تعالى (فلا إشكال ولا خلاف في جواز التزوج بها حتى ولو كانت مشهورة فإنها تخرج بالتوبة عن هذه الصفة الشنيعة على ما دل عليه قولـه تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾ [3]  وجملة من الروايات المعتبرة التي يستفاد منها أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، مضافاً إلى دلالة جملة من الروايات الصحيحة صريحاً على جواز التزوج حتى بالمشهورة بالزنا في فرض التوبة وهذا كله مما لا خلاف فيه)[4] .

وهكذا الأمر بالنسبة للرجل الذي تورط في الانحراف بالزنا ثم تاب إلى الله تعالى فإنه يصح الزواج منه، والزواج في مثل هاتين الحالتين ضمان للاستقامة، وإبعاد لهما عن مهاوي الرذيلة.

ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « لا تتزوج المرأة المعلنة بالزنا ولا يتزوج الرجل المعلن بالزنا إلا بعد أن تعرف منهما التوبة »[5] .

وعنه أيضاً:« لو أن إنساناً زنى ثم تاب تزوج حيث شاء »[6] .

بين طرفي الانحراف:

قد تحصل علاقة محرّمة بين رجل وامرأة ثم يقرران الارتباط ضمن إطار الزواج الشرعي، وهذا داخل في سياق ما تقدم، من أن الزواج ممن وقع في خطيئة الزنا بعد التوبة لا غبار عليه، سواء من قبل طرفي الانحراف أو غيرهما.

جاء في معتبرة أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام  قال: سألته عن رجل فجر بامرأة، ثم بدا له أن يتزوجها؟ فقال : « حلال، أوّلـه سفاح وآخره نكاح، أوّلـه حرام وآخره حلال »[7] .

وفي حديث آخر عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر أو أبي عبد الله (عليهما السلام) قال: « لو أن رجلاً فجر بامرأة ثم تابا فتزوجها لم يكن عليه شيء من ذلك »[8] .

زواج الزاني أو الزانية:

حينما تتحقق التوبة يرتفع وصف الزنا عن التائب أو التائبة، أمّا مع الاستمرار في طريق الحرام وعدم حصول التوبة، فهل يصح الزواج من الزاني أو الزانية؟

المشهور بين الفقهاء الجواز مع الكراهة كما نص على ذلك الشيخ النجفي في الجواهر[9] .

وهناك أحاديث تصرّح بذلك كحديث زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام  قال: سئل عن رجل أعجبته امرأة فسأل عنها فإذا النثاء ( مثل الثناء إلا أنه في الخير والشر جميعاً) عليها في شيء من الفجور؟ فقال : « لا بأس بأن يتزوجها ويحصنها »[10] .

وفي حديث آخر عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المرأة الفاجرة يتزوجها الرجل المسلم؟ قال: « نعم وما يمنعه »[11] .

ولكن أغلب فقهائنا المعاصرين يذهبون إلى الاحتياط بترك الزواج ممن لم تتب من ممارسة الزنا، وبعضهم يراه لازماً. لوجود عدة روايات صريحة في النهي عن ذلك، وتعليق الإباحة على التوبة كرواية أبي بصير عن الإمام الصادق : « إذا تابت حل نكاحها »[12] .

ويفرّق السيد السيستاني بين المشهورة بالزنا وغيرها وبين الزاني وغيره، ونص فتواه ما يلي: ( لو زنى بامرأة ليس لها زوج وليست بذات عدة فالأحوط لزوماً أن لا يتزوجها إلا بعد توبتها، ويجوز لغيره أن يتزوجها قبل ذلك، إلا أن تكون مشهورة بالزناء، فإن الأحوط لزوماً عدم الزواج بها قبل أن تتوب، كما أن الأحوط لزوماً عدم التزوج بالرجل المشهور بالزناء إلا بعد توبته )[13]  والحنابلة أيضاً يشترطون لصحة الزواج من الزانية توبتها أمّا بقية المذاهب فلا يشترطون ذلك[14] .

أمّا قولـه تعالى: ﴿الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[15]  فقد حملها بعض العلماء كالسيد الطباطبائي في الميزان على إنشاء حكم تشريعي بحرمة الزواج ممن اشتهر بالزنا ولم يتب منه، بينما رأى علماء آخرون كالسيد الخوئي أنها إخبار عن أمر واقع بأن الزاني لا يزني إلا بزانية أو مشركة وأن الزانية لا يزني بها إلا زان أو مشرك، وأنه لابد في تحقق هذا الفعل الشنيع من شخصين من سنخ واحد، فيكون مدلولها مدلول المثل المعروف: إن الطيور على أمثالها تقع. فهي غير ناظرة إلى التزوج بالمرة والمراد بالنكاح فيها إنما هو نفس فعل الزنا، ومما يدل على ذلك استثناء نكاح الزاني من المشركة، ونكاح الزانية من المشرك، والحال أن الزواج في هذين الموردين باطل بإجماع المسلمين[16] .

الزنا بمتزوجة:

إذا زنى بامرأة متزوجة حرمت عليه مؤبداً على الأحوط، فلا يجوز له نكاحها بعد موت زوجها، أو زوال عقدها بطلاق أو فسخ أو انقضاء مدة أو غيرها، ولا فرق في ذات البعل بين الدائمة والمتمتع بها، والمسلمة والكافرة، والصغيرة والكبيرة، والمدخول بها وغيرها، والعالمة والجاهلة، ولا في البعل بين الصغير والكبير،ولا في الزاني بين العالم بكونها ذات بعل والجاهل بذلك، والمكره على الزنا وغيره. وكذلك لو زنى بمن كانت في عدة رجعية.

لكن الشيخ جواد التبريزي يرى ذلك على نحو الاحتياط الاستحبابي فقط قال: (لو زنى بذات بعل، أو بذات العدة الرجعية فالأحوط الأولى أن لا يتزوجها)[17] .

بالطبع فإن زنا المرأة المتزوجة لا يحرّمها على زوجها.

*الشيخ حسن الصفار

2022/06/15